المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌القسم الخامس ما كان الاكتفاء به ببعض الكلمة موشحاً ببديع التورية - الشفاء في بديع الاكتفاء

[النواجي، شمس الدين]

الفصل: ‌ ‌القسم الخامس ما كان الاكتفاء به ببعض الكلمة موشحاً ببديع التورية

‌القسم الخامس

ما كان الاكتفاء به ببعض الكلمة موشحاً ببديع التورية غير خارج عن الوزن إذا قصد شق التورية الآخر واقعاً في البيت الثاني فقط وهذا القسم من أبدع الأنواع وألطفها لم يعرفه المتقدمون ولا عوج عليه من المتأخرين غير الشيخ جمال الدين بن نباتة في هذه.

فمن ذلك قوله وأجاد:

بروحي أعزُ الناس نأياً وجفوةً

وأحلاهم ثغراً وأملحُهم شكلَا

يقولون في الأحلامِ يوجدُ شخصه

فقلت ومن ذا بعده يجد الأملا

وقال شيخنا الشيخ بدر وأجاد أيضاً وهو الدماميني:

غيثُ السُهادِ بناظري إنْ لن أنَلْ

بابها المعشوقُ منك المشتهى

فنطحت فيه معاينا شهد الوَرَى

يعلوها أو ما تراها في السُّهَى

وقال أيضاً:

يقول مصاحبي والروضُ زاهٍ

وقد بسط الربيعُ بساطَ زهرِ

تعال نباكر الروضَ المفَدَى

وقم نسعى إليه ورد ونسرِ

ولبعضهم:

قالوا غزالُ في الوَرَى

من للجمالِ أحرَزَا

ص: 91

وهو غزالُ نافرُ

قلتُ لهم نَعم غَزَال

القاضي مجد الدين بن مكانس ارتجالاً:

رعى الله محسوباً كفاني بحسنهِ

وإحسانه حتى سقيت الغد سُمَّا

وقلت وقد عانيت نعماه حدَّه

وإنعمامه للخلق يا حبذا النُعمان

أبو بكر بن حجة:

وشجعان صبري حاصرت حسنً هجرها

زماناً ومات الكل في حبِّها صَبَرا

وكم أسرتنا بالجفا وتَجَاهلت

فبحنا بشكوانا إلى عالم الأسرار

ابن حجر:

دعْ يا عذولي رميَ الملام فمذ سرى

عني الحبيب قتلت دام له البَقَا

والطرف مذ فقد بَكَى بِمَا

يحكي الغَمَام فليس يهدي بالرقاد

لا أعلم قائله:

بروحي حمى أقماره مذ تَطَلعت

إلى وما أصغيت للعاذل الغَوا

وأمطرت دمعي إذا فقلت على الحمى

بأنواع أنوار فيا حبذا الأنواع

مولانا قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر:

أُطيل الملا لمن لامني

وأملأ في الروضَ كأسَ الطَلا

وأهوى الملاهي وطيب المَلا

فها أنا منهمك في الملاهي

سيدي أبو الفضل بن أبي الوفا:

نواعير نعت لي

رشأ القلب راعي

فهام القلب مني

على حسن النواعي

القاضي صدر الدين الآدمي

ص: 92

يومَ توديعي لأحبابي غدا

ذكر ميّ شاغل عن كلِّ شي

فربت نحوي وقالت ما تَرى

أنت حيُّ في هوانا قلت مي

شهاب الدين الحلبي:

طيبُ نشرِ قد أتانا منكم

يا لقومي إن هذا النشرَ طي

قربت نحوي وقالت يا تُرى

أنت حيِّ في هوانا قلت مي

ابن حجة الحموي:

تدلى لحظُ ناعس فإذا رَنَا

يا أعين الغزلان لا تنتهي

سها ذاك الوجه أشرق في الدجى

فأطال لي التسهيدَ في الليل البهي

وقلت في مليح سكندري:

إسكندري الحسن طاب لي الهوى

في ملئم الثغر الشهي الموردِ

فعلامَ تسمع فيَّ أقوالَ العِدَى

وتصدني عن وردهِ وأنا الصدى

وقلت من قصيد:

كم صدَعَ القلبُ منذ بين

تكاد الجبالُ منه تنهدّ

واليوم مثلُ الزجاجِ أضحى

ليس له قوة على الصدّ

وقلت وقد عزمت على الحجاز الشريف فأرسل إلي مولانا المقر الأشرف العادلي الناصري محمد بن البازري ناظر دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية سقى الله عهده جملاً وناقة:

ص: 93

جملاً هجيناً قد بعثتَ وناقةً

لا حج في شيء ولم الحججِ

فغدوت مكتفياً وقلتُ لأضلعي

بالناقةِ انبسطي لمكة والهجِ

آخر:

عابوا البروقُ وقد شبهتها بسناً

أنواراً ثغراً لما حسنه شَاعَا

وعاد يمنعني ضماً وبرد لما

فديت بالبرق ذاك الثغر لمَا عَاد

وأنشدني من لفظه لنفسه الشيخ بدر الدين السبكي من أبيات:

خاف أنْ مات صُّبه وهو لم

يدر مقامَ الوصلِ منه فَوَاتا

قلت للقلب سمّه فَقَال

. . . القلب وجداً وما شا

ص: 94