المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب التحريض على طلب العلم، وكيفية الطلب فيه - أصول الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب - ضمن مجموع مؤلفاته

[محمد بن عبد الوهاب]

الفصل: ‌باب التحريض على طلب العلم، وكيفية الطلب فيه

‌باب التحريض على طلب العلم، وكيفية الطلب فيه

فيه حديث الصحيحين في فتنة القبر أن المنعَّم يقول: "جاءنا بالبينات والهدى فآمنا واتبعا وأجبنا - وأن المنافق1. يقول: سمعت الناس يقولون شيئا فقلته". وفيهما عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"2. وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" 3.

ولهما عن عائشة مرفوعا: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم"4.

1 قوله: (أن المنعم) إلى (وأن المنافق) من مخطوطة الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ.

2 البخاري: العلم (71) وفرض الخمس (3116) والاعتصام بالكتاب والسنة (7312)، ومسلم: الزكاة (1037)، وابن ماجه: المقدمة (221) ، وأحمد (4/92 ،4/93 ،4/95 ،4/96 ،4/97 ،4/98 ،4/101)، ومالك: الجامع (1667)، والدارمي: المقدمة (224 ،226) .

3 البخاري: العلم (79)، ومسلم: الفضائل (2282) ، وأحمد (4/399) .

4 صحيح البخاري: كتاب تفسير القرآن (4547)، وصحيح مسلم: كتاب العلم (2665)، وسنن الترمذي: كتاب تفسير القرآن (2994)، وسنن أبي داود: كتاب السنة (4598) ، ومسند أحمد (6/256) .

ص: 266

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن1: ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " رواه مسلم.

وعن جابر رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه قال: "يا رسول الله إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ ! لقد جئتكم بها بيضاء نقية. ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي" رواه أحمد 2.

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه مرفوعا: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوه، اوحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم"3.

1 لفظ (ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن) في المخطوطتين وفي صحيح مسلم.

2 حديث جابر في المخطوطتين.

3 البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (7288)، ومسلم: الفضائل (1337)، والترمذي: العلم (2679)، والنسائي: مناسك الحج (2619)، وابن ماجه: المقدمة (2) ، وأحمد (2/517) .

ص: 267

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله عبدا سمع مقالتي وحفظها ووعاها وأداها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من وراءهم" رواه الشافعي والبيهقي في المدخل، ورواه أحمد وابن ماجه والدارمي عن زيد بن ثابت.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العلم ثلاث" آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة. وما كان سوى ذلك فهو فضل" 1 رواه الدارمي وأبو داود.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" 2 رواه الترمذي 3. وفي رواية: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار" 4 رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أُفْتِيَ بغير علم5 فإنما إثمه على من أفتاه، ومن أشار على 6 أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه" رواه أبو داود.

1 أبو داود: الفرائض (2885)، وابن ماجه: المقدمة (54) .

2 الترمذي: تفسير القرآن (2951) ، وأحمد (1/233 ،1/269) .

(رواه الترمذي) في المخطوطتين.

4 الترمذي: تفسير القرآن (2950) ، وأحمد (1/233 ،1/269) .

5 لفظ (بغير علم) نص أبي داود.

6 لفط (على) في مخطوطة عبد الرحمن الحصين وسنن أبي داود.

ص: 268

وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات. رواه أبو داود أيضا.

وعن كثير بن قيس قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاء رجل فقال: يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول لحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جئتك لحاجة، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقا من طرق الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضىً لطالب العلم. وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء. وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء؛ وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظ وافر" 1 رواه أحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

وعن أبي هريرة مرفوعا: "الكلمة 2 الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها" رواه الترمذي وقال: غريب وابن ماجه.

وعن علي رضي الله عنه قال: "الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله،

1 أبو داود: العلم (3641)، والدارمي: المقدمة (342) .

2 لفظ (الكلمة) من الترمذي وابن ماجه.

ص: 269

ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره؛ إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها".

وعن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة" 1 رواهما الدارمي.

1 الدارمي: المقدمة (354) .

ص: 270