المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرد على القول بالتقية - الشيعة والسنة

[إحسان إلهي ظهير]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأوّلالشّيعة والسُّنّة

- ‌ عبد الله بن سبأ

- ‌الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ أبي بكر

- ‌الفاروق الأعظم

- ‌عثمان بن عفان

- ‌عم النبي وأولاده

- ‌خالد بن الوليد

- ‌عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة

- ‌طلحة والزبير

- ‌أنس بن مالك والبراء بن عازب

- ‌أزواج النبي عليه السلام

- ‌تفكير الصحابة عامة

- ‌الصحابة عند السنة

- ‌سبب انتشار التشيع في إيران وبغضهم الصحابة

- ‌الولاية والوصاية

- ‌تعطيل الشريعة

- ‌مسألة البداء

- ‌عقيدة الرجعة

- ‌معتقدهم في أئمتهم

- ‌الغلو في الأئمة

- ‌الباب الثانيالشّيعة والقرآن

- ‌من حرّف القرآن وغيّره

- ‌من عنده المصحف

- ‌أمثلة التحريف

- ‌لِمَ قالوا بالتّحريف

- ‌لِمَ أنكروا التحريف

- ‌عقيدة أهل السنة في القرآن

- ‌كتب الشيعة لإثبات التحريف

- ‌الباب الثالثالشّيعة والكذب

- ‌التقية دين وشريعة

- ‌التقية ليس إلا كذباً محضاً

- ‌رواة الشيعة

- ‌لم قالوا بالتقية

- ‌مدح الصحابة

- ‌الاعتراف بخلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة

- ‌تزويج أم كلثوم من عمر بن الخطاب

- ‌ذم الشيعة واللعن عليهم

- ‌الشيعة عند غيره من الأئمة

- ‌الرد على القول بالتقية

الفصل: ‌الرد على القول بالتقية

‌الرد على القول بالتقية

ثم استدلالهم على جواز التقية من الآيات القرآنية والأحاديث والروايات عند الخوف على النفس ليس إلا أضحوكة يضحك بها العقلاء.

أولاً: - إن الاستدلال بالايات مثل قوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وقوله: فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم، وقوله: وجاء أخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون؛ وقوله: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء: وإلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان: وغير ذلك من الآيات والاستدلال بالروايات مثل قصة أبي جندل وغيرها وأبي ذر وأبي بكر. ليس إلا استدلالاً باطلاً.

لأن الآيات واحدة منها، والروايات المروية في هذا الشأن لا تدل مطلقاً على جواز الكذب والتقية والإصرار عليه، بل الآيات والأحاديث تدل دلالة صريحة على أن الكذب والتقية الشيعية في الدين - لا يجوز بحال من الأحوال مثل قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" (1) وقوله: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله: (2) وقوله:

(1) سورة المائدة الآية67

(2)

سورة الأحزاب الآية39

ص: 204

فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين (1) وقوله تعالى: وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" (2) ولا يخافون لومة لائم"(3) وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" (4) وقوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً"(5). وقوله عليه السلام: عليكم بالصدق: (6).

وقوله: كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً فهو لك به مصدق وأنت به كاذب" (7).

وقول علي رضي الله عنه: لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده" (8).

وقال: الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك" (9).

وأما الآيات التي استدلوا بها إن دلت على شيء دلت على

(1) سورة الحجر الآية94

(2)

سورة آل عمران الآية146

(3)

سورة المائدة الآية54

(4)

سورة التوبة الآية119

(5)

سورة الأحزاب الآية70

(6)

رواه البخاري ومسلم

(7)

رواه أبو داود

(8)

"الكافي في الأصول" باب الكذب

(9)

"نهج البلاغة"

ص: 205

جواز التورية كما في قصة إبراهيم أنه قال لهم: إني سقيم، يعني به سقيم من عملكم.

وأما قصة يوسف فليس فيه تقية ولا تورية لأن معرفته إخوته وعدم إخبارهم بمعرفته لا يدل على التقية.

وليس معنى قوله: إلا من أكره: أن يعلّم الناس الكفر ويفتيهم بالحرام، ويحرضهم على خلاف الحق بل كل ما فيه أنه لو اضطر وأجبر على القول بالكفر فله أن يتقول به من غير أن يعتقد ويعمل به (1).

وأما قوله: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء: ليس فيه مسألة التقية مطلقاً وهكذا في قوله: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة لأن معناه أن لا يبخل المسلمون بشيء حتى ينجروا به إلى الهلاك، وبهذا فسره علماء الشيعة وأئمتهم ومفسروهم كما في "خلاصة المنهج" وغيره من تفاسير الشيعة.

وأما قصة أبي جندل وأبي ذر فليس فيها شائبة للتقية،

(1) وذكر الخازن في تفسيره تحت هذه الآية: أجمعوا على من أكره على الكفر لا يجوز له أن يتلفظ بكلمة الكفر تصريحاً بل يأتي بالمعاريض وبما يوهم أنه كفر فلو أكره على التصريح يباح له ذلك بشرط طمأنينة القلب على الإيمان غير معتقد ما يقوله من كلمة الكفر ولو صبر حتى قتل كان أفضل لأمر ياسر، أو سمية، قتلا ولم يتلفظا بكلمة الكفر ولأن بلالاً صبر على العذاب ولم يلم على ذلك (تفسير خازن ص136 ج3)

ص: 206

وقول أبي بكر للكفار حينما سألوه من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فقال: رجل يهديني السبيل: فلا علاقة له بالتقية، أما كان رسول الله يهديه إلى سبيل الخير، سبيل الجنة؟.

وثم كما قال الشاه عبد العزيز الدهلوي في التحفة.

إن التقية لا تكون إلا لخوف والخوف قسمان، الأول الخوف على النفس وهو منتف في حق حضرات الأئمة بوجهين، أحدهما أن موتهم الطبيعي باختيارهم (حسب زعم الشيعة) كما أثبت هذه المسألة الكليني في الكافي (1) وعقد لها باباً وأجمع عليها سائر الإمامية، وثانيها أن الأئمة يكون لهم علم بما كان ويكون (2) فهم يعلمون آجالهم وكيفيات موتهم وأوقاته بالتخصيص، فقبل وقته لا يخافون على أنفسهم، ولا حاجة بهم إلى أن ينافقوا في دينهم ويغروا عوام المؤمنين.

القسم الثاني، خوف المشقة والإيذاء البدني والسب والشتم وهتك الحرمة، ولا شك أن تحمل هذه الأمور والصبر عليها وظيفة العلماء، فقد كانوا يتحملون البلاء دائماً في امتثال أوامر الله تعالى، وربما قابلوا السلاطين الجبابرة.

وأهل بيت النبوي أولى بتحمل الشدائد في نصرة دين جدهم، وأيضاً لو كانت التقية واجبة فلم توقف أمام الأئمة (علي)

(1) وقد مر ذكرها في باب "الشيعة والسنة" مفصلاً

(2)

أيضاً مرّ تفصيل هذه العقائد في الباب الأول

ص: 207

كرم الله تعالى وجهه عن بيعة خليفة رسول الله ستة أشهر؟ وماذا منعه من أداء الواجب أول وهلة؟ " (1).

ثم لم يكن علي وأولاده من ذي التقية لأننا كما ذكرنا عن أعيان الشيعة أن التقية لا تكون إلا عند الخوف على النفس ووقاية للشر وأئمة الشيعة حسب زعمهم كانوا يملكون من القوة ما لا يملكها الآخرون كما ذكرنا قبل ذلك في معتقدهم في الأئمة وكما ذكره الطبرسي أن عمر جادل سلمان وأراد أن يؤذيه: فوثب إليه أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ بمجامع ثوبه ثم جلد به الأرض" (2).

وذكر الراوندي: أن علياً بلغه عن عمر ذكر شيعته، فاستقبله في بعض طرق لبساتين المدينة وفي يد علي القوس فقال يا عمر بلغني عنك ذكرك شيعتي، فقال: اربع على ظلعك، فقال: إنك لها هنا، ثم رمى بالقوس على الأرض فإذا هو ثعبان كالبعير فاغراً فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه فصاح عمر: الله، الله، يا أبا الحسن لا عدت بعدها في شيء وجعل يتضرع إليه، فضرب بيده إلى الثعبان فعادة القوس كما كانت، فمضى عمر إلى بيته

(1)"مختصر التحفة الاثنى عشرية" للشاه عبد العزيز الدهلوي باختصار وتهذيب السيد محمود شكري الآلوسي بتحقيق وتعليق السيد محب الدين الخطيب ط المطبعة السلفية سنة 1387هـ

(2)

"الاحتجاج" للطبرسي ص45 ط إيران

ص: 208

مرهوباً" (1).

ونسب إلى علي أنه قال: إني والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت" (2).

وليس هذا بخاصة علي رضي الله عنه بل كل الأئمة هكذا يملكون من الشجاعة والقوة والمعجزات ما لم يحصل للآخرين كما روي عن أبي الحسن علي بن موسى - الإمام الثامن لهم - أنه قال: للإمام علامات، يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس وأشجع الناس. . . . يرى من بين يديه ولا يكون له ظل واقع إلى الأرض. . . ويكون دعاؤه مستجاباً حتى لو أنه دعا إلى صخرة لانشقت نصفين، ويكون عنده سلاح رسول الله وسيفه ذو الفقار" (3).

وفي رواية الكليني: ويملك الإمام أيضاً ألواح موسى وعصيه وخاتم سليمان كما يملك الاسم الذي لا يؤثر فيه الرماح والسهام، فمن يكون هذا شأنه لم يتقي وممن يتقي؟.

وأخيراً إلى متى تجب هذه التقية أو بالتعبير الصحيح الكذب عند الشيعة؟.

فيروي الأردبيلي عن الحسين بن خالد أنه قال: قال الرضا

(1)"كتاب الخرايج والجرايح" للراوندي ص20 و21 ط بومبئى الهند سنة 1301هـ

(2)

"نهج البلاغة" خطبة علي رضي الله عنه

(3)

"الخصال، لابن بابويه القمي ص105 و106 ط إيران

ص: 209

عليه السلام: لا دين لمن لا ورع له ولا إيمان لمن لا تقية له وإن أكرمكم عند الله أتقاكم فقيل له يا ابن رسول الله إلى متى قال إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا (1). فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا" (2).

وروى الكليني عن علي بن الحسن أنه قال: والله لا يخرج واحد منا قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره

(1) وقد عمل السيد لطف الله الصافي بالتقية حين قال: رأى الشيعة جواز التقية وقد عملوا بها في الأجيال التي تغلب على البلاد الإسلامية أمراء الجور وحكام جبابرة مثل معاوية ويزيد و. و. . ."، ثم يقول: ولا يقاس هذا الزمان بعصر الأمويين والعباسيين. . ذلك زمان وهذا زمان (مع الخطيب في خطوطه العريضة للصافي). فهذا في هذا الزمان أيها الصافي! أن التقية لم تكن في ذلك العصر فحسب بل التقية جارية والكذب فاش في الشيعة إلى يومنا هذا، وحتى أنت أيها الصافي قد عملت بها في كتبك المملوءة من الأكاذيب والأباطيل. وها أنت تعمل بها الآن حيث تقول أن التقية كانت ولا تكون، حيث يقول أئمتك: أن التقية كانت ولا تزال حتى خروج القائم الذي لم يخرج بعد ولن يخرج إلى أبد الدهر. فمن الصادق أنت أو أئمتك؟ أو بألفاظ آخر من الكاذب، أنت أو أنت؟. فإليك روايات وأحاديث مذهبك التي جهلتها أو تجاهلت عنها خجلاً وحياء التي تظهر ما تكتم وتفشي ما تبطن وتفصح ما تخفي

(2)

"كشف الغمة" للأردبيلي ص341

ص: 210

قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فبعثوا به" (1).

وكتب ابن بابويه: والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله ودين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة" (2).

فهذا هو دين الإمامية، دين الشيعة الاثنى عشرية، دين الكذب ودين الخداع والمكر، والكذب إلى الأبد لا نجاة منه.

وقد ذكرا لله عز وجل في كتابه إيانا وإياهم وقال: فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين، والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين، ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون، أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد، ومن يهدي الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام، (3). وصدق الله مولانا العظيم.

(1)"كتاب الروضة" للكليني

(2)

"الاعتقادات، لابن بابويه القمي

(3)

سورة الزمر الآية32 إلى 36

ص: 211