المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَاسْتقر بِهِ خجداشه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر حِين ولي الوزارة - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ٦

[السخاوي]

الفصل: وَاسْتقر بِهِ خجداشه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر حِين ولي الوزارة

وَاسْتقر بِهِ خجداشه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر حِين ولي الوزارة فِي كشف إقليم الْبحيرَة فَسَاءَتْ سيرته وأهين بعد ذَلِك بالمقارع وَالْحَبْس ثمَّ رسم بتوجهه إِلَى مَكَّة ثمَّ لدمشق وخدم عِنْد نائبها جقمق الأرغون شاوي فَلَمَّا قتل عَاد لمصر وَجعله الظَّاهِر ططر من الجمدارية الْخَاص ثمَّ الْأَشْرَف رَأس نوبَة الجمدارية وعد حِينَئِذٍ من رُؤُوس الخدام، وأثرى وَملك الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر الخازندارية فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد جَوْهَر التمرازي ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ الزمامية بعد هِلَال الرُّومِي فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَجمع مَا لم يجْتَمع لغيره من الخدام فِي الدولة التركية، وسافر فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أَمِير حَاج الْمحمل وَهُوَ لَا يزْدَاد فِي ترقيه وَكَثْرَة مَاله وَكبر سنه إِلَّا مزِيد حرص وظلم ومساوي وَقلة دين بِحَيْثُ أَقَامَ عدَّة سِنِين لَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة وَيعْتَذر بِضعْف بدنه وقوته مَعَ كَونه كل يَوْم يمشي من طبقته إِلَى الدهيشة ذَهَابًا وإيابا. وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن مرض حَقِيقَة وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء، وَخلف شَيْئا كثيرا جدا وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ تَقْرِير قراء فِي تربته ثَلَاث نوب فِي النَّهَار قراء وَأما فِي ليَالِي الْجمع فنوبة فِيهَا سِتَّة قراء وَكَذَا تَقْرِير أَرْبَعِينَ صوفيا شيخهم نَائِبه الزيني عبد الْغفار الْمَالِكِي بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ حول بعد وَفَاته إِلَى الجوهرية وَرُبمَا كَانَ الزيني يستمليه فِي فعل الْخَيْر وَإِلَّا فسيرته كَمَا قدمنَا.

(حرف الْقَاف)

الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن الزموري. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ.

قَاسم بن إِبْرَاهِيم بن عماد الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالزفتاوي. ولد قَرِيبا من سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن الْبُرْهَان البيجوري والشمسين البوصيري والبرماوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والطبقة ثمَّ الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والأبناسي والونائي والمحلي والشمني ثمَّ الأبدي والكافياجي والتقي الحصني وَأكْثر من مُلَازمَة شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره، وَلم يفتر عَن الِاشْتِغَال وَلَا قصر عَن الاستفادة حَتَّى مِمَّن دونه هَذَا مَعَ كَون شَيْخه البيجوري فِيمَا بَلغنِي أَشَارَ عَلَيْهِ بالتصدي لنفع النَّاس، وَقد نوه بِهِ السفطي وساعده فِي مُرَتّب بالجوالي ثمَّ استنابه القاياتي فِي الْقَضَاء وأضاف إِلَيْهِ بعض الْأَعْمَال وحمدت سيرته فِي ذَلِك وَقَامَ بنصر الشَّرْع وَاسْتمرّ يَلِي عَمَّن بعده إِلَى أَن مَاتَ مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال وَالرَّغْبَة فِي الْجَمَاعَات والحرص على شهودها

ص: 177

وَرُبمَا أم بِجَامِع الْحَاكِم وخطب فِيهِ أَحْيَانًا، وَحج وجاور على طَريقَة جميلَة وأقرأ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا أَقرَأ يَسِيرا بِالْقَاهِرَةِ وَألقى دروسا بِجَامِع الغمري وَغَيره وَكَانَ كثير الْفَوَائِد والنكت لطيف الْعشْرَة محبا فِي الْفُضَلَاء منوها بذكرهم مَعَ توقف فِي لِسَانه وفهمه وصلابة فِي دينه، وَلم ينل من الْوَظَائِف مَا يسْتَحقّهُ بل مضى أَكثر عمره وَهُوَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ مُبَاشرَة التصوف بالجمالية وَبَعض أطلاب، صحبته مُدَّة وَسمع بِقِرَاءَتِي وَسمعت من نوادره ومباحثه، وَنعم الرجل كَانَ فضلا وتواضعا وديانة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مبطونا شَهِيدا وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش البيبرسية وَكَانَ لَهُ مشْهد جليل، وَأثْنى عَلَيْهِ الجم الْغَفِير رحمه الله وإيانا.

قَاسم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الرَّاشِدِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

قَاسم بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف ابْن مَحْمُود الزين الْحلَبِي العنتابي الكتبي ابْن أخي الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْآتِي، وَالَّذِي قرأته بِخَطِّهِ بِدُونِ أَحْمد الثَّانِي وَهُوَ سَهْو. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه تبعا لِعَمِّهِ: أحد الْفُضَلَاء فِي الْحساب والهندسة والنحو والطلسمات وَعلم الْحَرْف مَعَ فرط الذكاء. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة أَربع عشرَة مطعونا بِمصْر وَصلي عَلَيْهِ فِي جَامع)

الْأَزْهَر، ومولده فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ لَهُ صديق يُقَال لَهُ خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْخياط من أهل بَلَده فَقَالَ لما رأى جنَازَته وَقد صلى عَلَيْهِ من حضر الْجُمُعَة: يَا رب اجْعَلنِي مثله فَمَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الْمُقبلَة وَصلي عَلَيْهِ كَمَا صلي على صديقه. قلت وَقَالَ عَمه أَنه دفن بمدرسته وَأَنه حفظ الْقُرْآن ومقدمات فِي الْفِقْه وَالصرْف وَغَيرهمَا، وَكَانَ جميلا ذكيا فطنا جيد الرَّمْي بِالسِّهَامِ والخط.

قَاسم بن أَحْمد بن ثقبة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

قَاسم بن أَحْمد بن حسن الزين الصندفائي الْمحلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن سوملك مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية ورسالة الْمَالِكِيَّة ثمَّ تحول وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا واشتغل وتلا على الشهَاب بن جليدة ثمَّ جَعْفَر السنهوري وتميز فِي الْقرَاءَات وأقرأ بالمحلة.

قَاسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الحوراني. فِي أبي الْقسم.

قَاسم بن أَحْمد بن فَخر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْقرشِي القاهري الْحَنَفِيّ

ص: 178

الميقاتي نزيل جَامع الْحَاكِم وَيعرف بِابْن السَّبع وَهُوَ لقب لجده الْأَعْلَى الشهَاب أَحْمد. وَقد رَأَيْته شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَابْنه أَبُو هَذَا مِمَّن بَاشر النقابة عِنْد نَاصِر الدّين بن العديم وَابْنه كَمَال الدّين. ولد تَقْرِيبًا قبل سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمقدمة لأبي اللَّيْث ومختصر الْقَدُورِيّ والعمدة للنسفي وَقَرَأَ على السراج قَارِئ الْهِدَايَة وَغَيره مِمَّن تَأَخّر وَأخذ الْمِيقَات عَن الْأمين المناخلي وَابْن المجدي وجود فِي الْقُرْآن عِنْد الزراتيتي وَحضر عِنْد الشَّمْس البوصيري وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي رَجَب سنة أَربع وَعشْرين وَكَذَا سمع على رقية وَغَيرهَا، وتنزل قَدِيما فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وباشر الرياسة بجامعي الظَّاهِر وَالْحَاكِم ثمَّ هش وهرم مَعَ انعزاله عَن أَكثر النَّاس ومداومته للتلاوة وتجرعه أتم فاقة حَتَّى مَاتَ بعيد التسمين قيل فِي سنة ثَلَاث رحمه الله وإيانا.

قَاسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشّرف بن الخواجا الشهَاب الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن هَاشم أحد التُّجَّار بسوق الباسطية وَأَبوهُ صهر ابْن الشَّيْخ عَليّ الْمقري. سمع مني)

المسلسل وَثَلَاثَة أَحَادِيث من البُخَارِيّ.

قَاسم بن أَحْمد بن الْقَرَافِيّ ثمَّ القاهري شغيتة، كَانَ أَبوهُ طحانا بالمراغة يعرف بِأبي إِصْبَع فولد لَهُ هَذَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَنَشَأ حَتَّى عمل خبازا بِبَاب القرافة وَعرف بحفيتة وَالْأَكْثَر يَقُولُونَهُ شغيته لكَونه كَانَ يستحذي من الطباخين قَائِلا يَا عَم شغيتة، ثمَّ خدم البباوي حِين كَانَ طباخا بالطباق من القلعة فاستقر بِهِ عِنْده صيرفيا فَلَمَّا ترقى مخدومه للوزر اسْتَقر فِي حمل عقدَة الْوزر وَأظْهر لَهُ الْأَمَانَة فركن إِلَيْهِ بل قرر عِنْد الظَّاهِر خشقدم كفاءته فَلَمَّا غرق مخدومه اسْتَقر بِهِ دفْعَة وَاحِدَة عوضه فدام مُدَّة من غير نَاظر للدولة مَعَه إِلَى أَن اسْتَقر مَعَه عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الطباخ فِي نظر الدولة وَوَقع بَينهمَا مرافعات، فَلَمَّا اسْتَقر يشبك الدوادار وزيرا كَانَ قَاسم هُوَ الْقَائِم بأَمْره وَقطع من الصرر وَنَحْوهَا مَا يفوق الْوَصْف وَآل أمره إِلَى أَن أمْسكهُ وَأخذ مِنْهُ شَيْئا كثيرا ورام قَتله إِلَى أَن ضمنه ابْن مزهر وتسلمه على مَال معِين ورسم عَلَيْهِ فِي بَيته ليستوفيها فَلم يلبث أَن هرب فاجتهد ابْن مزهر فِي تَحْصِيله إِلَى أَن ظفر بِهِ وأودعه سجن الديلم مُدَّة ثمَّ أطلق وَلزِمَ بَيته مُدَّة فَلَمَّا أَكثر ابْن كَاتب غَرِيب من التشكي استدعى بِهِ الْأَشْرَف قايتباي مَعَ غَيره وَألبسهُ نَاظر الدولة بعد امْتِنَاعه من الْوزر ثمَّ تعين خشقدم الزِّمَام وباشرا مَعَ كَون الْمعول إِنَّمَا هُوَ على هَذَا وَكَانَ بَينهمَا من المرافعات

ص: 179

والأنكاد مَا يطول شَرحه واستخفى مُدَّة فاستقروا بموفق الدّين بن البحلاق فدام سنة ثمَّ أظهر الْعَجز وهرب فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَحِينَئِذٍ ظهر قَاسم على يَدي تغرى بردى الاستادار على أَن يسْتَقلّ بالوزارة فَلم يُوَافق بل أُعِيد إِلَى الدولة فَقَط من غير اسْتِقْرَار بِأحد فِي الْوزر وَكثر تشكيه لذَلِك فجيء بِيُوسُف بن الزرازيري الكاشف بِالْوَجْهِ القبلي فقرر فِي الْوزر مَعَ تكره وتمنع فَعمل أَيَّامًا لم ينْتج فِيهَا وَبَالغ فِي طلب الاستعفاء فأعفى على مَال جم سوى مَا خسره، وَاسْتقر قَاسم فِي الْوزر ثمَّ اسْتَقر الشّرف بن البقري نَاظر الدولة مَعَه مرغوما فِيهَا وباشر إِلَى أثْنَاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين فقرر الدوادار الْكَبِير أقبردي فِي الْوزر وأعيد موفق الدّين لنظر الدولة ثمَّ صرف بقاسم وَهُوَ فِي الظُّلم بمَكَان وَفِي الْقَسْوَة محلول البنان، وَقد عومل بِبَعْض مَا عَامل بِهِ الْخلق وقاسى شَدَائِد وَصَارَ إِلَى غَايَة من الذل والخزي مَعَ مُلَازمَة الترسيم والمدخر لَهُ أَعلَى.

قَاسم بن بِلَال بن قلاون الْمَكِّيّ. وَكَانَ قلاوون سيد أَبِيه. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة خمس)

وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

قَاسم بن بيبرس بن بقر. أجل شُيُوخ الْعَرَب بالشرقية. سجنه الْأَشْرَف قايتباي مُدَّة بالبرج ثمَّ شنقه فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَهُوَ أَصْغَر إخْوَته وحزن عَلَيْهِ الْعَامَّة. وَكَانَ قد زوجه النُّور بن البرقي ابْنَته واستولدها أَوْلَادًا تخلف مِنْهُم بعده ولد مراهق وَذهب جهاز أمه وحليها بضميمته وَأَبِيهِ قَاسم بن جسار الحسني. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ من جِرَاحَة أرخه ابْن فَهد.

قَاسم بن جُمُعَة الزين القساسي الْحلَبِي نَائِب قلعتها وأتابكها من قبل. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَت ولَايَته لكليهما بالبذل.

قَاسم بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد الْهِنْدِيّ الأحمد أبادي الْحَنَفِيّ أَخُو رَاجِح الْمَاضِي وَهَذَا أسن. ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل قَلِيلا، وَله ذكر فِي أَخِيه وَأَنه مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة وساعده فِي كِتَابَة شرحي للألفية.

قَاسم بن زيرك الرُّومِي نزيل مَكَّة أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بهَا.

قَاسم بن سعد بن مُحَمَّد الشّرف الحسباني الشَّافِعِي وَيعرف بالسماقي. ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْكتب واشتغل قَلِيلا وتعانى الشَّهَادَة ثمَّ التوقيع على الْحُكَّام ثمَّ استنابه ابْن حجي وَمَعَ مُبَاشَرَته الْقَضَاء لم يتْرك الْجُلُوس مَعَ الشُّهُود ثمَّ ولي قَضَاء حمص، وَكَانَ قَلِيل البضاعة كثير الجرأة متساهلا فِي الْأَحْكَام. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

قَاسم بن سعيد بن حرمي ابْن أُخْت الْبَهَاء بن حرمي. سمع على

ص: 180

شَيخنَا وَختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة.

قَاسم بن سعيد بن مُحَمَّد العقباني نِسْبَة لبني عقبَة التلمساني المغربي الْمَالِكِي ويدعى أَبَا الْقَاسِم. ولد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة فَكتب لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بِالْإِجَازَةِ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه وأصوله أَبُو الْجُود البنبي وَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة أَنه قَرَأَ على وَالِده وَأَنه كتب قِطْعَة على ابْن الْحَاجِب الفرعي، وَله أجوبة فِي مسَائِل تتَعَلَّق بالصوفية واجتماعهم على الذّكر وَأَن مولد وَالِده سنة عشر أَو سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَله مُصَنف فِي أصُول الدّين وَتَفْسِير لسورتي الْأَنْعَام وَالْفَتْح وَشرح للبرهانية للسلانكي فِي)

أصُول الدّين وَلابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وللحوفي فِي الْفَرَائِض وللجمل فِي الْمنطق للخونجي وللبردة.

قَاسم بن شعْبَان بن حُسَيْن بن قلاوون. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَدفن بمدرسة جدته أم السُّلْطَان من التبانة. أرخه الْعَيْنِيّ.

قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير بالنُّون مكبر بن صَالح الزين أَبُو الْعدْل بن الْجلَال أبي الْفضل بن السراج أبي حَفْص البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وجده فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه نور الدّين المنوفي والعمدة والتنبيه وَغَيرهمَا، وَعرض على غير وَاحِد واشتغل بالفقه على أَبِيه والبيجوري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ فِي الْأُصُول وبالعربية على الشَّمْس الشطنوفي، وَسمع على جده وَأَبِيهِ وَالْجمال بن الشرائحي لما قدم عَلَيْهِم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وناب عَن أَبِيه فِي الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء سمنود، وَكَذَا نَاب عَن عَمه بالجيزة وَغَيرهَا وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده فِيهَا حَتَّى أخرجهَا شَيخنَا عَنهُ الْعَلَاء بن أقبرس وَمن ثمَّ أعرض عَن الْقَضَاء ودرس التَّفْسِير بِجَامِع طولون وَالْفِقْه بالناصرية والزمامية وَغَيرهمَا وباشر نظر الجوالي وقتا بل تصدى للإقراء وَجمع الطّلبَة وَحضر عِنْده أكَابِر الْفُضَلَاء لما كَانَ ينعم عَلَيْهِم من الصُّوف فِي الْخَتْم وَغَيره وينعشهم بِهِ من المآكل الْحَسَنَة وَأمره فِي هَذَا يفوق الْوَصْف مَعَ تحمله للدّين بِسَبَبِهِ واحتياجه فِي كثير من الْأَوْقَات إِلَى أدنى شَيْء كل ذَلِك رَجَاء قَضَاء الشَّافِعِيَّة فَمَا قدر وَكَانَ أصيلا طارحا للتكلف ممتهنا لنَفسِهِ متواضعا فِي الْغَالِب مترفعا على جَمَاهِير أقربائه وَنَحْوهم متوددا إِلَى الطّلبَة وجماعته حسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين

ص: 181

خُصُوصا الشَّيْخ مُحَمَّد الكويس، ذكيا قوي الحافظة مشاركا فِي ظواهر الْفِقْه مَعَ المذاكرة بجملة من الْمُتُون بل وَصفه شَيْخه البيجوري بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَلامَة، لَكِن سَمِعت من يَحْكِي عَنهُ أَنه قَالَ: دخلت النَّار فِي كتابتي ذَلِك لَهُ برطل سيرج وَأَنه لما رام الْحَج قَالَ لَهُ: لَا بَأْس بِقِرَاءَتِك الْمَنَاسِك للنووي فَقَالَ لَهُ: أَنا أعرفهَا فَقَالَ: وَالله لَو مكثت مَا لبثه نوح مَا عرفت مِنْهَا مَسْأَلَة حق الْمعرفَة فَالله أعلم بذلك، وَكَانَ يكْتب على)

دروسه فَاجْتمع لَهُ من ذَلِك على المختصرات الثَّلَاث التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج مَا يُسَمِّيه شروحا وَكَذَا رد على السوبيني فِي مَسْأَلَة السَّاكِت، وَقد حضرت بعض دروسه وقرأت عَلَيْهِ بعض أَجزَاء الحَدِيث كغيري من أَصْحَابنَا. وَمَات فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمدرستهم عِنْد أَبِيه وجده رحمهم الله وإيانا.

قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف ابْن النَّجْم بن النُّور القاهري البرجواني الشَّافِعِي القباني أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الكويك. ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل غير ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ الْعُمْدَة والمنهاج وعرضهما على جمَاعَة، وَحضر بعض الدُّرُوس وَسمع على التنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والعماد أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى الكركي سمع عَلَيْهِ خَاتم الشفا والشهاب الْجَوْهَرِي وقريبه الشّرف بن الكويك وَالشَّمْس المنصفي وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا سَاكِنا صبورا على الطّلبَة متكسبا بِالْوَزْنِ بالقبان وَكَذَا بالخياطة أَحْيَانًا بل هُوَ من صوفية سعيد السُّعَدَاء وقراء الصُّوفِيَّة بهَا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن بتربة ابْن جمَاعَة ظَاهر بَاب النَّصْر رحمه الله.

قَاسم بن عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَهَّاب الزين أَبُو مُحَمَّد القادري الشَّافِعِي التَّاجِر.

مِمَّن سمع مني.

قَاسم بن عبد الله بن مَنْصُور بن عِيسَى بن مهْدي الْهِلَالِي الهزبري بِكَسْر الْهَاء وَفتح الزَّاي وَسُكُون الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة بطن من هِلَال بن عَامر القسنطيني الْمَالِكِي. ولد بهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع من طريقيه وَأخذ الْفِقْه عَن عبد الرَّحْمَن الباز وَمُحَمّد الزلدوي قَاضِي قسنطينة وَمُحَمّد بن مَرْزُوق ورحل إِلَى تونس فَأَخذه عَن قاضيها عِيسَى الغبريني وأبوي الْقَاسِم الْبُرْزُليّ

ص: 182

والعبدوسي وَسمع من لَفظه البُخَارِيّ وَقدم علينا حَاجا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَلَقِيته بالميدان فِي جمَاعَة وَأَجَازَ لنا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَحْمد بن يُونُس الْمَاضِي.

مَاتَ.

قَاسم بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشّرف بن التَّاج الهواري الأَصْل القاهري ثمَّ الينبوعي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي لِأَبِيهِ وَيعرف بِابْن زبالة. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَولي قَضَاء الينبوع بعد موت أَخِيه فِي سنة ثَلَاث وَسبعين.)

قَاسم بن عبيد القاهري الجابي وَيعرف بِابْن الْبَارِد. ابتنى مَكَانا تجاه المنكوتمرية وَكَانَ يجبي قيسارية طيلان وَغَيرهَا وَلَيْسَ بمرضي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَخلف ابْنه بدر الدّين مُحَمَّد وَهُوَ خير مِنْهُ.

قَاسم بن عَليّ بن حُسَيْن الحيزاني الْمُقْرِئ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي قَرَأَ على ابْن عَيَّاش وأقرأ.

قَاسم بن الخواجا شيخ عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الكيلاني. ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وانتقل إِلَى مَكَّة فِي أَثْنَائِهَا فقطنها وسافر إِلَى كنباية من بِلَاد الْهِنْد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ففقد فِي الْبَحْر. ذكره ابْن فَهد.

قَاسم بن عَليّ الشّرف أَبُو الْقسم التنملي الفاسي المغربي المالقي الأندلسي الْمَالِكِي. ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بمالقة من الأندلس وَذكر أَنه سمع من أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الطنجالي وَأبي الْقسم بن سَلمُون القَاضِي وَأبي الْحُسَيْن التلمساني الْحَافِظ وَأبي البركات مُحَمَّد بن أبي بكر البلفيقي بن الْحَاج فِي آخَرين يجمعهُمْ برنامجه، وَأَجَازَ لَهُ لِسَان الدّين بن الْخَطِيب وَغَيره وتلا بالسبع على جمَاعَة، وَقدم حَاجا فَخرج لَهُ الصّلاح الأقفهسي جُزْءا من مروياته سَمَّاهُ تحفة القادم من فَوَائِد الشَّيْخ أبي الْقسم وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات والأدبيات ذَا نظم كثير. مَاتَ فِي النّصْف الأول من سنة إِحْدَى عشرَة بالبيمارستان من الْقَاهِرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لي، وَكَذَا أوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه، زَاد شَيخنَا فِي إنبائه مِمَّا رَوَاهُ عَنهُ من نظمه إجَازَة:

(مَعَاني عِيَاض أطلعت فجر فخره

لما قد شفي من مؤلم الْجَهْل بالشفا)

(مَعَاني رياض من إِفَادَة ذكره

شذا زهرها يحيي من أشفى على شفا)

قَالَ: ومدح الْجمال الاستادار وأثابه، والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ: وَله نظم كثير.

قَاسم بن عَليّ الجابي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ فِي طَائِفَة يسيرَة برحبة مصلى بَاب النَّصْر وَدفن قريب الْغُرُوب بتربة هُنَاكَ، وَكَانَ عاميا كثير المرافعات زَائِد الشَّرّ بِحَيْثُ تعدى إِلَى وَلَده مَعَ ابتلائه بالبرص عَفا الله عَنهُ.)

ص: 183

قَاسم بن عَليّ المعمار. عَامي بِيَدِهِ وظائف بالجمالية والسعيدية والسابقية. سمع الحَدِيث أَحْيَانًا ويحضر بعض الْمجَالِس ويفقد وقتا ويطيب آخر ويقتر على نَفسه بل يتَعَرَّض للطلب ويعادي على عدم الْإِعْطَاء مَعَ تمول فِيمَا قيل، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ وَمَا مَعَه عِنْد أم هَانِئ ابْنة الهوريني وَغَيرهَا وَسمع مني أَمَاكِن من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا. مَاتَ قبل التسعين وَكَانَ يذكر بِجَمَال مفرط فِي شبوبيته بِحَيْثُ جب بعض الْأَعَاجِم ذكره من أَجله لكَونه خذله عِنْد احْتِيَاجه إِلَيْهِ بعد عنائه فِي الْمُوَافقَة، وعاش بعد ذَلِك عَفا الله عَنْهُمَا.

قَاسم بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزم التَّمِيمِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي لِأَبِيهِ.

قَاسم بن عمر الريمي. مِمَّن سمع على شَيخنَا بِالْيمن فِي سنة ثَمَانمِائَة.

قَاسم بن أبي الْغَيْث بن أَحْمد بن عُثْمَان الْعَبْسِي بمهملتين بَينهمَا مُوَحدَة اليمني الزبيدِيّ، ولد بهَا وَنَشَأ فِيهَا وَتردد مِنْهَا إِلَى عدن وَغَيرهَا من الْيمن والهند ومصر فِي التِّجَارَة وَحصل دنيا طائلة ثمَّ ذهب الْكثير مِنْهَا فِي بعض سفراته إِلَى مصر سنة خمس وَثَمَانمِائَة، وَعَاد إِلَى مَكَّة فقطنها وَعمر بهَا فِي السويقة دَارا حَسَنَة وَقفهَا مَعَ دور لَهُ بعدن وزبيد على أَوْلَاد لَهُ صغَار وَكَانَ خيرا حسن الطَّرِيقَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السّبْعين.

قَاسم بن فَرح بن حَمْزَة الْخياط الشاطر المثاقف البرزنجي الصُّوفِي. ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي الْأَزْهَر وَكَانَ ودودا حسن الْعشْرَة أستاذا فِي الْخياطَة والثقاف يلقب بَينهم بردادة الْقيم رحمه الله.

قَاسم بن قطلوبغا الزين وَرُبمَا لقب الشّرف أَبُو الْعدْل السودوني نِسْبَة لمعتق أَبِيه سودون الشيخوني نَائِب السلطنة الجمالي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بقاسم الْحَنَفِيّ. ولد فِيمَا قَالَه لي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرض بَعْضهَا على الْعِزّ بن جمَاعَة، وتكسب بالخياطة وقتا وبرع فِيهَا بِحَيْثُ كَانَ فِيمَا بَلغنِي يخيط بالأسود فِي الْبَغْدَادِيّ فَلَا يظْهر، ثمَّ أقبل على الِاشْتِغَال فَسمع تجويد الْقُرْآن على الزراتيتي وَبَعض التَّفْسِير على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن التَّاج أَحْمد الفرغاني النعماني قَاضِي بَغْدَاد وَشَيخنَا وَالْفِقْه عَن أولى الثَّلَاثَة والسراج قاري الْهِدَايَة وَالْمجد الرُّومِي)

والنظام السيرامي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعبد اللَّطِيف الْكرْمَانِي وأصوله عَن الْعَلَاء والسراج والشرف السُّبْكِيّ وأصول الدّين عَن الْعَلَاء والبساطي، وَكَذَا قَرَأَ

ص: 184

على السعد بن الديري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَرحه لعقائد النَّسَفِيّ والفرائض والميقات عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَغَيره واستمد فِيهَا وَفِي الْحساب كثيرا بالسيد على تلميذ ابْن المجدي والعربية عَن الْعَلَاء والتاج وَالْمجد والسبكي الْمَذْكُورين وَالصرْف عَن الْبِسَاطِيّ والمعاني وَالْبَيَان عَن الْعَلَاء والنظام والبساطي والمنطق عَن السُّبْكِيّ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض، واشتدت عنايته بملازمة ابْن الْهمام بِحَيْثُ سمع عَلَيْهِ غَالب مَا كَانَ يقْرَأ عِنْده فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا وَذَلِكَ من سنة خمس وَعشْرين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مُعظم انتفاعه بِهِ وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الرّبع الأول من شَرحه للهداية وَقطعَة من توضيح صدر الشَّرِيعَة وَجَمِيع المسايرة من تأليفه، وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ يَسِيرا فَسمع على شَيخنَا وَابْن الْجَزرِي والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَالشَّمْس بن الْمصْرِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وَعَائِشَة الحنبلية والطبقة، وارتحل قَدِيما مَعَ شَيْخه التَّاج النعماني إِلَى الشَّام بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ جَامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وعلوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَكَذَا دخل إسكندرية وَقَرَأَ بهَا على الْكَمَال بن خير وقاسم التروجي كَمَا قَالَه لي، وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَالَ أَنه شملته الْإِجَازَة من أهل الشَّام وإسكندرية وَغَيرهمَا، وَأَحْسبهُ يكنى بذلك عَن الْإِجَازَة الْعَامَّة فقد رَأَيْته يروي عَمَّن أجَاز فِي سنة سِتّ عشرَة وَمَا كَانَ لَهُ من يعتني باستجازة أهل ذَاك الْعَصْر خُصُوصا الغرباء لَهُ وَنظر فِي كتب الْأَدَب ودواوين الشّعْر فحفظ مِنْهَا شَيْئا كثيرا وَعرف بِقُوَّة الحافظة والذكاء وأشير إِلَيْهِ بِالْعلمِ، وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس، وَوَصفه ابْن الديري بالشيخ الْعَالم الذكي وَشَيخنَا بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْمُحدث الْفَقِيه الْحَافِظ وَقبل ذَلِك فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ إِذْ قَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه الإيثار بِمَعْرِِفَة رُوَاة الْآثَار بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث الْكَامِل الأوحد وَقَالَ: قِرَاءَة عَليّ وتحريرا فَأفَاد وَنبهَ على مَوَاضِع ألحقت فِي هَذَا الأَصْل فزادته نورا وَهُوَ المعني بقوله فِي خطْبَة الْكتاب: إِن بعض الإخوان التمس مني فأجبته إِلَى ذَلِك مسارعا ووقفت عِنْد مَا اقترح طَائِعا، وترجمه الزين رضوَان فِي بعض مجاميعه بقوله من حذاق الْحَنَفِيَّة كتب الْفَوَائِد واستفاد وَأفَاد انْتهى.)

وتصدى للتدريس والإفتاء قَدِيما وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء فِي فنون كَثِيرَة وأسمع من لَفظه جَامع مسانيد أبي حنيفَة الْمشَار إِلَيْهِ بِمَجْلِس الناصري ابْن الظَّاهِر جقمق بروايته لَهُ عَن التَّاج النعماني عَن محيي الدّين أبي الْحسن حيدرة

ص: 185

بن أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد بن يحيى العباسي مدرس المستنصرية بِبَغْدَاد سَمَاعا عَن صَالح بن عبد الله بن الصّباغ عَن أبي الْمُؤَيد مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ مُؤَلفه وَكَانَ الناصري مِمَّن أَخذ عَنهُ واختص بِصُحْبَتِهِ بل هُوَ فَقِيه أَخِيه الملقب بعد بالمنصور وَكَذَا قرئَ الْجَامِع الْمَذْكُور بِبَيْت الْمُحب بن الشّحْنَة وسَمعه عَلَيْهِ هُوَ وَغَيره وَحمله النَّاس عَنهُ قَدِيما وحديثا، وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من نظمه ونثره البقاعي وَبَالغ فِي أذيته فَإِنَّهُ قَالَ: وَكَانَ مفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول وَغَيرهَا وَلم يخلف بعده حنفيا مثله إِلَّا أَنه كَانَ كذابا لَا يتَوَقَّف فِي شَيْء يَقُوله فَلَا يعْتَمد على قَوْله، قَالَ: وَكَانَ من سِنِين قَوِيا فِي بدنه يمشي جيدا فَلَمَّا وَقعت فتْنَة ابْن الفارض فِي سنة أَربع وَسبعين أظهر التعصب لأهل الِاتِّحَاد فَقَالَ لَهُ الشَّمْس السنباطي: أَلَيْسَ فِي مباهلة ابْن حجر لِابْنِ الْأمين الْمصْرِيّ عِبْرَة فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ موت ابْن الْأمين مصادفة فَسلط الله عَلَيْهِ يَعْنِي على الزين قَاسم عسر الْبَوْل بعد مُدَّة يسيرَة وَاشْتَدَّ بِهِ حَتَّى خيف مَوته وعولج حَتَّى صَار بِهِ سَلس بَوْل فَقَامَ وَقد هرم وَكَانَ لَا يمشي إِلَّا وَذكره فِي قنينة زجاج وَاسْتمرّ بِهِ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ كالفرج انْتهى. وَأَقْبل على التَّأْلِيف كَمَا حَكَاهُ لي من سنة عشْرين وهلم جرا، وَمِمَّا صنفه فِي هَذَا الشَّأْن شرح قصيدة ابْن فَرح فِي الْإِصْلَاح وَقَالَ أَنه بحث فِيهِ مَعَ الْعِزّ بن جمَاعَة وَشرح منظومة ابْن الْجَزرِي وَقَالَ أَنه جمع فِيهِ من كل نوع حَتَّى صَار فِي مجلدين يَعْنِي وَخرج عَن أَن يكون شرحا لهَذَا النّظم الْمُخْتَصر وَلكنه لم يكمل وَكَانَ يَقُول أَنه زردخانتي إِشَارَة إِلَى أَنه جمع فِيهِ كل مَا عِنْده، وحاشية على كل من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ والنخبة وَشَرحهَا لشَيْخِنَا وَتَخْرِيج عوارف المعارف للسروردي وَأَحَادِيث كل من الِاخْتِيَار شرح الْمُخْتَار فِي مجلدين والبزدوي فِي أصُول الْفِقْه وَتَفْسِير أبي اللَّيْث ومنهاج الْأَرْبَعين وَالْأَرْبَعِينَ فِي أصُول الدّين وجواهر الْقُرْآن وبداية الْهِدَايَة أربعتها للغزالي والشفا وَكتب مِنْهُ أوراقا وإتحاف الْأَحْيَاء بِمَا فَاتَ من تَخْرِيج أَحَادِيث الْأَحْيَاء ومنية الألمعي بِمَا فَاتَ الزَّيْلَعِيّ وبغية الرائد فِي تَخْرِيج أَحَادِيث شرح العقائد ونزهة الرائض فِي أَدِلَّة)

الْفَرَائِض وترتيب مُسْند أبي حنيفَة لِابْنِ الْمقري وتبويب مُسْنده للحارثي والأمالي على مُسْند عقبَة بن عَامر الصَّحَابِيّ نزيل مصر وعوالي كل من اللَّيْث والطَّحَاوِي وَتَعْلِيق مُسْند الفردوس كُله مقفص وَالَّذِي خرجه مِنْهُ قَلِيل جدا وَرِجَال كل من الطَّحَاوِيّ فِي مُجَلد والموطأ لمُحَمد بن الْحسن والْآثَار لَهُ ومسند أبي حنيفَة لِابْنِ الْمقري وترتيب كل من الْإِرْشَاد للخليلي فِي مُجَلد والتمييز للجوزقاني فِي مُجَلد وأسئلة الْحَاكِم للدارقطني وَمن روى عَن أَبِيه

ص: 186

عَن جده فِي مُجَلد والاهتمام الْكُلِّي بأصلاح ثِقَات الْعجلِيّ فِي مُجَلد وزوائد رجال كل من الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ على السِّتَّة والثقات مِمَّن لم يَقع فِي الْكتب السِّتَّة فِي أَربع مجلدات وتقويم اللِّسَان فِي الضُّعَفَاء فِي مجلدين وفضول اللِّسَان وحاشية على كل من المشتبه والتقريب كِلَاهُمَا لشَيْخِنَا والأجوبة عَن اعْتِرَاض ابْن أبي شيبَة على أبي حنيفَة فِي الحَدِيث وتبصرة النَّاقِد فِي كيد الْحَاسِد فِي الدّفع عَن أبي حنيفَة وترصيع الْجَوْهَر النقي كتب مِنْهُ إِلَى أثْنَاء التَّيَمُّم وتلخيص صُورَة مغلطاي وتلخيص دولة التّرْك ومنتقى من دُرَر الأسلاك فِي قُضَاة مصر وَقَالَ أَنه لم يتم وتاج التراجم فِيمَن صنف من الْحَنَفِيَّة وتراجم مَشَايِخ الْمَشَايِخ فِي مُجَلد وتراجم مَشَايِخ شُيُوخ الْعَصْر وَقَالَ أَنه لم يتم ومعجم شُيُوخه ومجلد من شرح المصابيح لِلْبَغوِيِّ وَمِنْهَا فِي غَيره شُرُوح لعدة كتب من فقه مذْهبه وَهِي الْقَدُورِيّ تقيد فِيهِ بِكَوْنِهِ من رِوَايَة أبي حنيفَة وَأبي يُوسُف وَمُحَمّد بن الْحسن والطَّحَاوِي والكرخي والنقاية، وَكَانَ شَيخنَا الشمني يذاكر أَنه سلخ فِيهِ شَرحه لَهَا وَلذَا أعرض التقي عَن شَرحه المسلوخ مِنْهُ وابتكر شرحا آخر لم يفرغ مِنْهُ إِلَّا قبيل مَوته ومختصر الْمنَار ومختصر الْمُخْتَصر ودرر الْبحار فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَهُوَ فِي تصنيفين قَالَ أَن المطول مِنْهُمَا لم يتم وأجوبة عَن اعتراضات ابْن الْعِزّ على الْهِدَايَة وأفرد عدَّة مسَائِل وَهِي الْبَسْمَلَة وَرفع الْيَدَيْنِ والأسوس فِي كَيْفيَّة الْجُلُوس والفوائد الجلة فِي اشْتِبَاه الْقبْلَة والنجدات فِي السَّهْو عَن السجدات وَرفع الِاشْتِبَاه عَن مَسْأَلَة الْمِيَاه وَالْقَوْل الْقَاسِم فِي بَيَان حكم الْحَاكِم وَالْقَوْل المتبع فِي أَحْكَام الْكَنَائِس وَالْبيع وَتَخْرِيج الْأَقْوَال فِي مَسْأَلَة الِاسْتِبْدَال وتحرير الأنظار فِي أجوبة ابْن الْعَطَّار وَالْأَصْل فِي الْفَصْل والوصل يَعْنِي وصل التَّطَوُّع بالفريضة وَشرح الْفَرَائِض كل من الْكَافِي وَمجمع الْبَحْرين وَقَالَ أَنه مزج وَكَذَا شرح مُخْتَصر الْكَافِي فِي الْفَرَائِض لِابْنِ المجدي وجامعة الْأُصُول فِي الْفَرَائِض وَقَالَ أَن تصنيفه لَهُ كَانَ فِي سنة عشْرين والورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَقَالَ أَنه كَانَ فِي أواخرها وَأول الَّتِي تَلِيهَا ورسالة السَّيِّد فِي)

الْفَرَائِض وَقَالَ أَنه مطول وَله أَعمال فِي الْوَصَايَا والدوريات وَإِخْرَاج المجهولات وتعليقه على القصارى فِي الصّرْف وحاشية على شرح الْعُزَّى فِي الصّرْف أَيْضا للتفتازاني وعَلى شرح العقائد وأجوبة عَن اعتراضات الْعِزّ بن جمَاعَة على أصُول الْحَنَفِيَّة وتعليقة على الأندلسية فِي الْعرُوض وَغير ذَلِك مِمَّا وقفت على أَسْمَائِهِ بِخَطِّهِ لأعلى هَذَا التَّرْتِيب كشرح مخمسة الْعِزّ عبد الْعَزِيز الديريني فِي الْعَرَبيَّة واختصار تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَشرح منار النّظر فِي الْمنطق لِابْنِ سينا. وَهُوَ إِمَام عَلامَة قوي

ص: 187

الْمُشَاركَة فِي فنون ذَاكر لكثير من الْأَدَب ومتعلقاته وَاسع الباع فِي استحضار مذْهبه وَكثير من زواياه وخباياه مُتَقَدم فِي هَذَا الْفَنّ طلق اللِّسَان قَادر على المناظرة وإفحام الْخصم لَكِن حافظته أحسن من تَحْقِيقه مغرم بالانتقاد وَلَو لمشايخه حَتَّى بالأشياء الْوَاضِحَة والإكثار من ذكر مَا يكون من هَذَا الْقَبِيل بِحَضْرَة كل أحد ترويجا لكَلَامه بذلك مَعَ شَائِبَة دَعْوَى ومساححة وَلَقَد سمعته يَقُول أَنه أفرد زَوَائِد متون الدَّارَقُطْنِيّ أَو رِجَاله على السِّتَّة من غير مراجعتها كثير الطرح لأمور مشكلة يمْتَحن بهَا وَقد لَا يكون عِنْده جوابها وَلِهَذَا كَانَ بَعضهم يَقُول أَن كَلَامه أوسع من علمه، وَأما أَنا فأزيد على ذَلِك بِأَن كَلَامه أحسن من قلمه مَعَ كَونه غَايَة فِي التَّوَاضُع وَطرح التَّكَلُّف وصفاء الخاطر جدا وَحسن المحاضرة لَا سِيمَا فِي الْأَشْيَاء الَّتِي يحفظها وَعدم اليبس والصلابة وَالرَّغْبَة فِي المذاكرة للْعلم وإثارة الْفَائِدَة والاقتباس مِمَّن دونه مِمَّا لَعَلَّه لم يكن أتقنه وَقد انْفَرد عَن عُلَمَاء مذْهبه الَّذين أدركناهم بالتقدم فِي هَذَا الْفَنّ وَصَارَ بَينهم من أجلة شَأْنه مَعَ توقف الْكثير مِنْهُم فِي شَأْنه وَعدم إنزاله مَنْزِلَته، وَهَكَذَا كَانَ حَال أَكْثَرهم مَعَه جَريا على عَادَة العصريين، وَقصد بالفتاوى فِي النَّوَازِل والمهمات فبلغوا باعتنائه بهم مقاصدهم غَالِبا واشتهر بذلك وبالمناضلة عَن ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه فِيمَا بَلغنِي مَعَ حسن عقيدته، وَلم يل مَعَ انتشار ذكره وَظِيفَة تناسبه بل كَانَ فِي غَالب عمره أحد صوفية الأشرفة نعم اسْتَقر فِي تدريس الحَدِيث بقبة البيبرسية عقب ابْن حسان ثمَّ رغب عَنهُ بعد ذَلِك لسبط شَيخنَا وَقَررهُ جَانِبك الجداوي فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِبَاب القرافة ثمَّ صرفه وَقرر فِيهَا غَيره وَلكنه كَانَ قبيل هَذِه الْأَزْمَان رُبمَا تفقده الْأَعْيَان من الْمُلُوك والأمراء وَنَحْوهم فَلَا يدبر نَفسه فِي الارتفاق بذلك بل يُسَارع إِلَى إِنْفَاقه ثمَّ يعود لحالته وَهَكَذَا مَعَ كَثْرَة عِيَاله وتكرر تَزْوِيجه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مقصر فِي شَأْنه، وَلما اسْتَقر رَفِيقه السَّيْف الْحَنَفِيّ فِي مشيخة المؤيدية عرض عَلَيْهِ السُّكْنَى بقاعتها لعلمه بِضيق منزله أَو تكلفه بالصعود إِلَيْهِ لكَونه بالدور)

الْأَعْلَى من ربع الحوندار فَمَا وَافق وَكَذَا لما اسْتَقر الشَّمْس الأمشاطي فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة رتب لَهُ من معاليمه فِي كل شهر ثَمَانمِائَة دِرْهَم لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَتقدم صحبته مَعَه ورتب لَهُ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي قبيل مَوته بِيَسِير على ديوانه فِي كل شهر أَلفَيْنِ فَمَا أَظُنهُ عَاشَ حَتَّى أَخذ مِنْهَا شهرا بل عين لمشيخة الشيخونية عِنْد توعك الكافياجي بسفارة الْمَنْصُور حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الْأَشْرَف قايتباي وَكَذَا بسفارة الأتابك أزبك فقدرت وَفَاته قبله،

ص: 188

وَعظم انْتِفَاع الشّرف الْمَنَاوِيّ بِهِ وَكَذَا الْبَدْر بن الصَّواف فِي كثير من مقاصدهما بعد أَن كَانَ من أخصاء الْمُحب بن الشّحْنَة حَتَّى أَنه لَعَلَّه أول من أذن لوَلَده الصَّغِير فِي الْإِفْتَاء ثمَّ مَسّه مِنْهُم غَايَة الْمَكْرُوه جَريا على عَادَتهم بِحَيْثُ شافهوه بِمَجْلِس السُّلْطَان بِمَا لَا يَلِيق وانتصر لَهُ الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وهجرهم بِسَبَبِهِ مُدَّة حَتَّى توَسط بَينهم الْعَضُد الصيرامي، وَقد صحبته قَدِيما وَسمعت مِنْهُ مَعَ وَلَدي المسلسل بِسَمَاعِهِ لَهُ على الوَاسِطِيّ وكتبت عَنهُ من نظمه وفوائده أَشْيَاء بل قَرَأت عَلَيْهِ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ لتوهم مزِيد عمل فِيهِ وَوَقع ذَلِك مِنْهُ موقعا ولامني فِيهِ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء، واستعار أَشْيَاء من تعاليقي ومسوداتي وَغَيرهَا وَكثر تردده لي قبل ذَلِك وَبعده بِسَبَب الْمُرَاجَعَة وَغَيرهَا صَرِيحًا وكناية لحسن اعْتِقَاده فِي بِحَيْثُ صرح مرَارًا بتفردي بِهَذَا الشَّأْن وَرُبمَا يَقُول: أَنا وَأَنت غرباء، وَنَحْو هَذَا من القَوْل وخطه عِنْدِي شَاهد بِأَعْلَى من ذَلِك حَسْبَمَا أثْبته فِي مَوضِع آخر مَعَ كثير من نظمه وفوائده، وَشهد على شينا بأنني أمثل جماعته وَبَالغ عقب وَفَاة الْوَالِد رحمهمَا الله فِي التأسف عَلَيْهِ وَصرح لكل من الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ والأمشاطي بِأَنَّهُ من قدماء أَصْحَابه وخيارهم وَمِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِ فضل قديم وَأَنه بَقِي من الْعَالمين بذلك جارنا ابْن المرخم وَابْن بهاء القباني وَلِهَذَا التمس مني الْوُقُوف على غسله فَلم أوافق أدبا مَعَ الشَّيْخ لكَون الْوَالِد لما أعلمهُ من إجلاله لَهُ وتعظيمه إِيَّاه بِحَيْثُ كَانَ يَقُول: مَا أَكثر محفوظه وَأحسن عشرته، وَرُبمَا يَقُول: هُوَ سكردان لم يكن يرضيه ذَلِك، تعلل الشَّيْخ مُدَّة طَوِيلَة بِمَرَض حاد وبحبس الأراقة والحصاة وَغير ذَلِك وتنقل لعدة أَمَاكِن إِلَى أَن تحول قبيل مَوته بِيَسِير بقاعة بحارة الديلم فَلم يلبث أَن مَاتَ فِيهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه جَامع المارداني فِي مشْهد حافل وَدفن على بَاب المشهد الْمَنْسُوب لعقبة عِنْد أَبَوَيْهِ وَأَوْلَاده وتأسفوا)

على فَقده رحمه الله وإيانا وَمِمَّا نظمه ردا لقَوْل الْقَائِل:

(إِن كنت كَاذِبَة الَّتِي حَدَّثتنِي

فَعَلَيْك إِثْم أبي حنيفَة أَو زفر)

(الواثبين على الْقيَاس تمردا

والراغبين عَن التَّمَسُّك بالأثر)

فَقَالَ:

(كذب الَّذِي سبّ المآثم للَّذي

قَاس الْمسَائِل بِالْكتاب وبالأثر)

(إِن الْكتاب وَسنة الْمُخْتَار قد

دلا عَلَيْهِ فدع مقَالَة من فشر)

وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده وأرخ مولده كَمَا قدمنَا وَلكنه قَالَ تخمينا قَالَ: وبرع فِي فنون من فقه وعربية وَحَدِيث وَغير ذَلِك وَكتب مصنفات عديدة من شرح دور الْبحار للقونوي فِي اخْتِلَاف الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَشرح مخمسة الديريني

ص: 189

فِي الْعَرَبيَّة وجامعة الْأُصُول فِي الْفَرَائِض وورقات إِمَام الْحَرَمَيْنِ وميزان النّظر فِي الْمنطق لِابْنِ سينا وَكتب تعليقة على موطأ مُحَمَّد بن الْحسن وَأُخْرَى على آثاره وَاخْتصرَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَله حواش على حَوَاشِي التَّفْتَازَانِيّ على تصريف الْعُزَّى وعَلى الأندلسية فِي الْعرُوض وَكتب غَرِيب أَحَادِيث شرح أبي الْحسن الأقطع على الْقَدُورِيّ وَخرج أَحَادِيث الِاخْتِيَار شرح الْمُخْتَار ورتب مُسْند أبي حنيفَة للحارثي على الْأَبْوَاب.

قَاسم بن الْأَمِير كمشبغا الْحَمَوِيّ الْآتِي أَبوهُ. كَانَ أحد الْحجاب الصغار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.

قَاسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليامشي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الْمَاضِي جده. أَخذ عَن جده عبد الله وَكَانَ يكْتب مَا يصدر عَنهُ من المراسلات والشفاعات وخطه جيد وسجعه حسن وَرُبمَا نظم وَكَذَا تفقه فِي كِتَابه الْحَاوِي بِمُحَمد فأفضل وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصّلاح بِحَيْثُ يقْصد للإصلاح مَعَ وجاهته وجلالته، ورث ذَلِك عَن أَبِيه، وَهُوَ سنة ثَمَان وَتِسْعين حَيّ.

قَاسم بن مُحَمَّد بن قَاسم القسنطيني الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة، مِمَّن سمع مني بهَا.

قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين المنشاوي الأخميمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف فِي بِلَاده بِابْن أبي طاقية. حفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن مَالك والشاطبية وَغَيرهَا واشتغل وتميز فِي الْقرَاءَات وَأَخذهَا عَن ابْن الْجَزرِي والزين بن عَيَّاش أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة)

كالزين جَعْفَر السنهوري وَعمل مُقَدّمَة فِي التجويد سَمَّاهَا المرشدة وَكَانَ خيرا مديما لِلْعِبَادَةِ أثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية وسط هَذَا الْقرن، وَلم أعلم وَقت وَفَاته رحمه الله.

قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الزين أَبُو الْعدْل بن الشّرف بن أبي المكارم بن أبي الْفضل الْمحلي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي سبط الشهَاب بن العجمي وَالِد أوحد الدّين وحفيد أخي الولوي مُحَمَّد بن قَاسم الْآتِي وَأَبوهُ وجده ووالد الْجلَال وَأبي الْفضل عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن قَاسم وَهُوَ زوج أُخْته الشهَاب الأبشيهي الشَّافِعِي ابْنا خَالَة فأماهما أختَان. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ ابْن الْحَاجِب واشتغل يَسِيرا عِنْد الزين طَاهِر وَغَيره ولازم حَلقَة السنهوري فِي الْفِقْه والعربية مَعَ الساكتين، وناب فِي الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء سمنود وأعمالها وَأكْثر التَّرَدُّد للأمير تمراز فراج قَلِيلا بل صَار مِمَّن يُفْتِي وَيذكر بِحِفْظ ابْن الْحَاجِب واستحضاره مَعَ إقدام وتناقض فِي فتياه ورام بعد المحيوي بن تَقِيّ الْقَضَاء وساعده الشَّافِعِي فَلم ينجح

ص: 190

وَولي أَخُو الْمَيِّت فَأَعْرض هَذَا عَن النِّيَابَة فَلم يضر إِلَّا نَفسه.

قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ القاهري النّحاس والمتصرف بِبَاب شَيخنَا كأبيه فِي كليهمَا ووالد أبي الْحسن الْآتِي وَيعرف بِابْن الْمُرضعَة. مِمَّن كَانَ فِي خدمَة ابْن شَيخنَا بِحَيْثُ حج مَعَه وجاور بل سَافر مَعَ وَالِده فِي سنة آمد تَاجِرًا وَكَانَ عاميا متميزا فِي طَرِيقَته. مَاتَ بعد أَن أضرّ فِي ثامن عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بِالْقربِ من ضريح السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ.

قَاسم بن مُحَمَّد الزين الحيشي الْحلَبِي ثمَّ القاهري الدِّمَشْقِي وَيعرف بالقادري. أَقَامَ بحلب مُدَّة على قدم التَّجْرِيد مواخيا لصاحبنا إِبْرَاهِيم القادري الْمَاضِي وأخذا بهَا عَن الشّرف أبي بكر الحيشي وَغَيره ثمَّ انتقلا إِلَى الْقَاهِرَة وأخذا فِي غُضُون ذَلِك أَيْضا بصفد عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن خضر الديري الناصري وبدمشق عَن السَّيِّد عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الجيلي وبالقاهرة عَن أَخِيه النُّور عَليّ ومدين الأشموني وَأبي الْفَتْح الفوي وصحبا الشهَاب بن أَسد وتليا عَلَيْهِ الْقُرْآن وسمعا عَلَيْهِ فِي الْعلم والْحَدِيث والكمال إِمَام الكاملية واختصا بِهِ دهرا وأخذا عَنهُ فِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وسمعا على شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَطَائِفَة وتزوجا من بَيت سَيِّدي عبد الْقَادِر الكيلاني واختص بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء كدولات باي المؤيدي)

وجانم الأشرفي برسباي وَمن غَيرهم كالبدر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وبواسطته اسْتَقر فِي مشيخة زَاوِيَة ابْن دَاوُد بصالحية دمشق وتحول إِلَيْهَا فتزايدت وجاهته، لَا سِيمَا وَهُوَ حسن الْعشْرَة طلق الْمحيا بسامة كثير التودد وابتنى هُنَاكَ بِالسَّهْمِ دَارا حَسَنَة ونوزع فِي المشيخة من سبط ولد الْوَاقِف غير مرّة وَعقد بِسَبَب ذَلِك مجَالِس، وَكَانَ فِيمَا كتبه لي مواخيه صَحِيح الِاعْتِقَاد صَحِيح عمل الْأَركان عَارِفًا بمداخل النَّاس ومخارجهم مَعَ سَلامَة صدر وسعة فِيهِ، تجرد وساح وخالط الْمَشَايِخ وتأدب بآدابهم واستقل بِالْعلمِ وَفهم وتميز وَسمع الحَدِيث وأشير إِلَيْهِ بالجلالة والمشيخة وَلم يكن يضمر لأحد سوءا وَلَا فِي مُقَابل، وَوَصفه غَيره بالشيخ المسلك المربى وَنعم الرجل كَانَ وبيننا مزِيد مَوَدَّة وصحبة وَكَانَت أبهة المشيخة عَلَيْهِ ظَاهِرَة ووضاءة الصفاء فِي طلعته باهرة، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَدفن من الْغَد بمقبرة كَانَ أعدهَا لدفن جماعته وَجَمَاعَة مواخيه وشرقي الْمقْبرَة الْمُسَمَّاة بالروضة وملاصقة لَهَا بسفح قاسيون أَعلَى الصالحية بعد أَن صلي عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَلم يكن يقصر عَن سِتِّينَ سنة بل زَاد عَلَيْهَا رحمه الله وإيانا.

ص: 191

قَاسم بن مُحَمَّد بن مُسلم بن مخلوف التروجي الأَصْل الإسكندري. سمع الشفا على ابْن الملقن، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز فِي استدعاء أبي حَامِد ابْن الضيا لأولادي يَعْنِي سنة سبع عشرَة قَالَ: وَكَانَ يرْوى وبيض.

قَاسم بن مُحَمَّد ابْن يُوسُف بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الزين بن الشَّمْس الزبيرِي النويري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بقاسم الزبيرِي. ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الشَّمْس الشراريبي وكتبا واشتغل فِي فنون ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شرح تقريب الْأَحْكَام لوالده وَجَمِيع شرح جمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَسمع كثيرا من شَرحه لنظم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لِأَبِيهِ وَمن تَحْرِير الْفَتَاوَى وَشرح الْبَهْجَة وَغَيرهمَا من تصانيفه وَكَذَا من مروياته وَكتب لَهُ على شرح جمع الْجَوَامِع أَنه قَرَأَهُ قِرَاءَة بحث وإتقان وتحرير لألفاظه ومبانيه واستكشاف عَن مشكلاته ومعانيه وعَلى شرح التَّقْرِيب أَنه أَيْضا قِرَاءَة بحث وإتقان وَتكلم على الْأَلْفَاظ والمعاني وَذكر مَذَاهِب الْعلمَاء فِي الْمسَائِل الْمُتَعَلّقَة بذلك فأجاد الِاسْتِمَاع لما ألقيه وَفهم مَعَانِيه فهم مَعَانِيه وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة مَا)

علمه مِنْهُمَا وتحققه وإقراء مَا كَانَ مِنْهُمَا مستحضرا لَهُ ومحققه، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن النُّور الأدمِيّ عَن الشمسين الغراقي والبرماوي والبيجوري وَغَيرهم والنحو عَن الشمسين العجيمي قريب ابْن هِشَام والشطنوفي وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي عُلُوم وَكَذَا الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ غَالب شرح البُخَارِيّ وَسمع أَيْضا على الفوي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَابْن الكويك وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش وَآخَرين، وَكَانَ فَاضلا بارعا مفننا خيرا سَاكِنا بطئ الْحَرَكَة ثقيل اللِّسَان تكسب بِالشَّهَادَةِ وأقرأ بعض الطّلبَة مَعَ التودد والتواضع والتقنع وسلامة الصَّدْر كتبت عَنهُ قَلِيلا، وَمَات فِي صف سنة سِتّ وَخمسين، وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

قَاسم بن مُحَمَّد الْأصيلِيّ وَيُقَال لَهُ ابْن البابا. نَشأ فِي خدمَة بَيت ابْن أصيل وَصَارَ يتَرَدَّد للكانلية وتنزل فِي الْجِهَات واشتغل أَولا فِيمَا زعم حنفيا وَحضر عِنْد ابْن الْهمام ثمَّ شافعيا وَلم ينْتج فِي شَيْء بل هُوَ كثير الشَّرّ إِلَى الْعَوام أقرب.

قَاسم بن هرون بن مُحَمَّد بن مُوسَى التتائي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي شَقِيق مُحَمَّد وأخو الْجمال يُوسُف لأمه الآتيين. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وتدرب بِأَبِيهِ فِي الْحِفْظ وَغَيره، وَأَقْبل على التكسب وسافر فِي ذَلِك لَهُ وَلغيره إِلَى الْعرَاق ثمَّ إِلَى الهرموز ثمَّ إِلَى الْهِنْد وَغَيرهَا وَدخل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وَغَابَ نَحْو سِتّ سِنِين وَرجع

ص: 192

بعد أهوال وأحوال بخفي حنين فَجَلَسَ زموطيا تَحت الرّبع مَعَ كِتَابَته بِالْأُجْرَةِ وَيذكر بصيانة وتعفف واستحضار لقَلِيل من الْفُرُوع ومداومة على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة.

قَاسم بن بهاء الدّين الماطي الْمقري. مِمَّن تَلا الْقرَاءَات على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وتكسب بحانوت فِي الماطيين بجوار المؤيدية. مَاتَ فِي الْمحرم.

قَاسم بن المعمار. فِي ابْن عَليّ.

قَاسم زين الدّين البشتكي. ولد بعد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَقرب أَهله وأحبهم وتقرب مِنْهُم مَعَ وَسْوَسَة وَتزَوج ابْنة الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن قلاوون فاشتهر وقربه الْمُؤَيد بِحَيْثُ ولاه نظر الجوالي وباشره أحسن مُبَاشرَة إِلَى أَن أَخذ الناصري بن الْبَارِزِيّ فِي أبعاده عَنهُ حَتَّى غضب عَلَيْهِ بل وضربه وأعانه بطيشه وَخِفته على ذَلِك فانحطت مرتبته وافتقر وَركبهُ الدّين، وداخل بعد هَذَا الْأَشْرَف فَلم يحظ بطائل مَعَ أَنه سَافر مَعَه فِي سنة آمد إِلَى)

البيرة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب. مَاتَ بِأَرْض يبْنى من عمل غَزَّة وَكَانَ توجهه لجِهَة هُنَاكَ فِي يَوْم السبت ثامن رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد جَازَ السِّتين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ جسيما سريا فخورا لَهُ ثراء وَاسع وَمَال جم وَرثهُ وأفضال كثير وفضيلة ثمَّ تردد لمجلس الْمُؤَيد واختص بِهِ مُدَّة إِلَى أَن تنكر لَهُ وضربه وشهره، إِلَى أَن قَالَ: فَالله يرحمه وَلَقَد شاهدنا مِنْهُ كرما جما وإفضالا زَائِدا ومروءة غزيرة ونعمة ضخمة.

قَاسم الزين التركماني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أحد عُلَمَاء دمشق مِمَّن شرح مُخْتَصر الأخلاطي فِي الْفِقْه وَاخْتصرَ الضَّوْء شرح السِّرَاجِيَّة فِي الْفَرَائِض وصنف فِي أصُول الدّين، وَكَانَ مُتَقَدما فِي الْفِقْه والعقليات أفتى ودرس وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وجاور فِي سنة أَربع وَسبعين رَفِيقًا للشرف بن عيد، وَقدم الْقَاهِرَة بعد للسعي فِي القصاعية بعد موت جلال الدّين بن حسام الدّين فَأُجِيب إِلَيْهَا وَكَانَ دينا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا عَن نَحْو الثَّمَانِينَ.

قَاسم الزين المؤذي الكاشف بِالْوَجْهِ القبلي غَرِيم السفطي فِي الْحمام. أحضر فِي أَوَائِل سنة أَربع وَخمسين مَحْمُولا على جمل ليدفن بِالْقَاهِرَةِ بعد تمرضه يَوْمًا وَاحِدًا. غير مأسوف عَلَيْهِ.

قَاسم الْحَنَفِيّ اثْنَان: مصري وَهُوَ ابْن قطلوبغا ودمشقي مضى قَرِيبا.

قَاسم الدمني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْعَلامَة الْفَقِيه الْمُفْتِي بتعز. انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى فِيهَا، مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَلفه بتعز الْجمال بن الْخياط الْآتِي.

قَاسم الرُّومِي تَاجر السُّلْطَان والخصيص بالدوادار يشبك بِحَيْثُ سمح لَهُ

ص: 193

بترك المكس مِمَّا يرد لَهُ وَكَانَ محتشما خيرا، مَاتَ بِمَكَّة فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَانِينَ، وَهُوَ أستاذ زيرك الْمَاضِي.

قانباي الأبو بكري الناصري فرج وَيعرف بالبهلوان. تنقل بعد أستاذه حَتَّى اتَّصل بِالظَّاهِرِ ططر قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن أمره ورقاه ثمَّ صَار فِي الْأَيَّام الأشرفية رَأس نوبَة ثَانِيًا ثمَّ مقدما ثمَّ نَائِب ملطية مُضَافا للتقدمة ثمَّ انْفَصل عَنْهُمَا وَاحِدَة بعد أُخْرَى وَصَارَ أتابك حلب ثمَّ أتابك دمشق بعد موت تغرى بردى المحمودي ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة صفد ثمَّ إِلَى حماة، إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ ذَا حشمة وجمال.

قانباي الأشرفي قيتباي وَيعرف بالبوز. اسْتَقر فِي كشف الْبحيرَة وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.)

قانباي البكتمري. أَصله لجكم من عوض المتغلب على حلب ثمَّ ملكه بكتمر جلق وَأعْتقهُ واتصل بعده بِخِدْمَة السُّلْطَان وَصَارَ بعد الْمُؤَيد خاصكيا ثمَّ ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة قلعة صفد مرّة بعد أُخْرَى تخَلّل بَينهمَا ولَايَة أتابكيتها ثمَّ نِيَابَة البيرة. فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر ربيع الأول أَو أَوَائِل الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا.

قانباي البهلوان. هُوَ الأبو بكري مضى.

قانباي البهلوان آخر صَاحب طرابلس. ورد الْخَبَر فِي منتصف الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بوفاته فاستقر عوضه فِي الحجوبية شاذبك الصارمي.

قانباي الجركسي. أَصله من مماليك الأتابك يشبك الشَّعْبَانِي ثمَّ أنعم بِهِ على جاركس المصارع أخي الظَّاهِر جقمق فَأعْتقهُ وَصَارَ بعد قَتله من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ خاصكيا فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر فَلَمَّا صَار الْأَمر للظَّاهِر جقمق من حِين كَونه نظاما لزمَه بوسيلة كَونه من مماليك أَخِيه حَتَّى رقاه لأَمره عشرَة ثمَّ جعله من رُؤُوس النوب فَلَمَّا تسلطن عمله شاد الشربخاناه على مَا مَعَه من إمرة الْعشْرَة وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى قدمه مَعَ المشدية ثمَّ عمله دوادارا كَبِيرا ثمَّ أَمِير آخور كَبِير، ونالته السَّعَادَة وَعظم وَصَارَت لَهُ كلمة نَافِذَة ووجاهة تَامَّة مَعَ تدوين ووثوق بِرَأْي نَفسه وظنه التفقه ومزيد طيش وخفة وهذيان كثير وَرفع صَوت بِمَا يستحيا مِنْهُ حَتَّى أَنه قَالَ لشَيْخِنَا: أَنْت شيخ الْإِسْلَام وَأَنا فَارس الْإِسْلَام، وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ دينا وَله فِي كائنة شَيخنَا الْيَد الْبَيْضَاء وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف إينال أول مَا تسلطن وحبسه بإسكندرية إِلَى أَن أطلقهُ الظَّاهِر خشقدم وأرسله إِلَى

ص: 194

دمياط فَأَقَامَ بهَا بطالا حَتَّى مَاتَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَحمل مَيتا مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَغسل بهَا وكفن ثمَّ صلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وشهده السُّلْطَان بل مَشى مَعَه إِلَى بَاب المدرج وَدفن بتربته الَّتِي جددها وبناها بِالْقربِ من دَار الضِّيَافَة وَبهَا أستاذه جَارك وَولد لصَاحب التَّرْجَمَة وَابْن الظَّاهِر جقمق ثمَّ أَبوهُ ثمَّ وَلَده الآخر الْمَنْصُور وَصَارَت محلا للملوك وَقرر فِيهَا شَيخنَا الشمني مخطوبا شَيخا وخطيبا وَغير ذَلِك من وظائفها بل كَانَ المستقل بهَا وَكَانَ لَهُ فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد ويبالغ فِي إكرامه وَكَانَ طوَالًا نحيفا طَوِيل اللِّحْيَة رحمه الله وإيانا.

قانباي الجكمي نِسْبَة لجكم من عوض المتغلب على حلب، كَانَ حَاجِب الْحجاب بحلب فَاحْتَرَقَ)

سنة تسع وَأَرْبَعين فِي بَيته بالنَّار الَّتِي يتدفأ بهَا بِتِلْكَ الْبِلَاد أَيَّام الشتَاء فِي حَال كَونه سكرانا وَكَانَ مَعَه مَمْلُوكه وَكتب محْضر بذلك إِلَى الْقَاهِرَة دفعا لتوهم خِلَافه أَقَامَ خاصكيا بعد موت أستاذه مُدَّة إِلَى أَن رقاه الظَّاهِر جقمق إِلَى الحجوبية وليم فِي ذَلِك وَصرح هُوَ حِين بلغه مَوته هَكَذَا بِسَبَبِهِ ولعنه وَلعن من أَشَارَ عَلَيْهِ بتوليته لمزيد إهماله.

قانباي الحسني الظَّاهِرِيّ أحد أُمَرَاء العشرات ووالي الْقَاهِرَة وَهُوَ من عُتَقَاء الْأَشْرَف إينال بَاشر الْولَايَة أقبح مُبَاشرَة وَمَات بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين قانباي الحسني المؤيدي شيخ. صَار خاصكيا فِي أَيَّام ابْن أستاذه المظفر إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ نَقله إِلَى أتابكية حماه ثمَّ عمله الظَّاهِر خشقدم من الطبلخاناه ثمَّ نَاب طرابلس، وَلم يلبث أَن تجرد لكائنة سوار وَكَانَت منيته هُنَاكَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد ناهز السّبْعين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ عَارِفًا بلعب الرمْح متحركا.

قانباي الحمزاوي. أَصله لتنم الحسني نَائِب الشَّام ثمَّ لسودون الحمزاوي الظَّاهِرِيّ فِي الدولة الناصرية فَأعْتقهُ وَنسب إِلَيْهِ وَجعله شاد الشربخاناه وَبعد مَوته خدم عِنْد بعض الْأُمَرَاء ثمَّ عِنْد شيخ فَلَمَّا تسلطن أمره عشرَة ثمَّ طبلخاناه ثمَّ تقدم بعد مَوته، وناب فِي الْغَيْبَة لِابْنِهِ المظفر ثمَّ حَبسه الظَّاهِر ططر ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف وولاه أتابكية دمشق ثمَّ قدمه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَقله لنيابة حماة ثمَّ حوله الظَّاهِر لطرابلس ثمَّ لحلب ثمَّ أَعَادَهُ مقدما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رَجَعَ بِهِ إِلَى نِيَابَة حلب ثَانِيًا ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال إِلَى نِيَابَة دمشق حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَدفن بخانقاه تغرى برمش تَحت قلعتها وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وسر الدمشقيون بوفاته لِكَثْرَة جنايات مماليكه الَّذِي استكثر مِنْهُم جمَاعَة بَابه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ شَدِيد الْإِسْرَاف على نَفسه سامحه الله.

ص: 195

قانباي السيفي شَاذ بك الجكمي نَائِب حماة وَيعرف بسلاق وَمَعْنَاهُ الأعسر. تقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي حَتَّى صَار أحد الأربعينات لكَونه جِيءَ إِلَيْهِ بسرية ليتسرى بهَا فظفر لَهُ أَنَّهَا من أَقَاربه فَأعْتقهَا ثمَّ زَوجهَا لصَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي حَال إمرته فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة ارْتَفع بهَا. مَاتَ بحلب فِي إِحْدَى الجماديين سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسمعت من يذكرهُ بمحبة الْعلم وَأَهله بل وَقَرَأَ بعض الْمُقدمَات على النَّجْم القرمي وَغَيره مَعَ دين وكرم فِي الْجُمْلَة. رحمه الله.

قانباي الصَّغِير هُوَ المحمدي يَأْتِي قَرِيبا.

قانباي الظَّاهِرِيّ الساقي حَاجِب ميسرَة، مَاتَ فِي منتصف صفر سنة ثَمَانِينَ وَنزل السُّلْطَان)

فصلى عَلَيْهِ.

قانباي العلائي أحد المقدمين بالديار المصرية. مَاتَ بعد أَن تعلل أشهرا فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَدفن من الْغَد بعد الظّهْر وَكَانَ يكثر الاختفاء فِي مصر وَالشَّام خوفًا من جِهَة السلطنة فَكَانَت الْعَامَّة تسميه لذَلِك بالغطاس. ذكره الْعَيْنِيّ.

قانباي الْعمريّ الناصري فرج بن قانقز أُخْت الظَّاهِر برقوق ووالد فَاطِمَة أم خوند الْآتِيَة. مِمَّن وَأرْسل النَّاصِر وَهُوَ بِدِمَشْق لنائب الْغَيْبَة بِالْقَاهِرَةِ بخنقه فاتفق قتل النَّاصِر قبل وُصُول القاصد وَلَكِن لم يعلم النَّائِب بذلك إِلَّا بعد إمضائه الْأَمر فَلَمَّا قدم الْمُؤَيد وقفت أمه إِلَيْهِ فَأمر بقتل النَّائِب فَقتل فبادرت إِلَى كبده فَصَارَت تنهمه، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: قانباي قريب بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق، وَكَانَ خاصكيا ثمَّ فِي دولة النَّاصِر أَمِيرا إِلَى أَن عصى عَلَيْهِ فسجنه بالقلعة فَلَمَّا وصل الْخَبَر إِلَى الْقَاهِرَة بِكَسْر النَّاصِر قَتله سنبغا نَائِب القلعة وَذَلِكَ فِي سنة خمس عشرَة وَيُقَال أَن النَّاصِر كَانَ قرر مَعَه ذَلِك انْتهى. وَهُوَ وَالِد زَوْجَة جرباش الكريمي قاشق. قانباي قريب بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق وَهُوَ الَّذِي قبله.

قانباي المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بقانباي الصَّغِير سيف الدّين. تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن قدم مَعَ الْمُؤَيد فِي سنة خمس عشرَة وَاسْتقر دويدارا كَبِيرا ثمَّ نقل لنيابة الشَّام فِي سنة سبع عشرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ عصى هُوَ وَجَمَاعَة وَنزل السُّلْطَان لقتالهم فَاقْتَتلُوا هم وشاليشه فانتصر ثمَّ أدْركهُ السُّلْطَان فَانْهَزَمَ قانباي فِي ماعة وَآل أمره إِلَى أَن أمسك فحبسه السُّلْطَان ثَلَاثَة أَيَّام أَو دونهَا ثمَّ قتل بقلعة دمشق فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة، وَكَانَ حسن الصُّورَة جميل الْفِعْل بنى بِرَأْس سويقة منعم مدرسة فقرر فِيهَا مدرسا للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية ووقف لَهما وَقفا جيدا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية.

قانباي المؤيدي شيخ وَيعرف بالساقي وبقراسقل. تَأمر عشرَة فِي

ص: 196

أَيَّام الْأَشْرَف إينال أَو قبلهَا يسير وَصَارَ رَأس نوبَة بطرابلس. مَاتَ فِي توجهه إِلَى الجولان فِي الْبَحْر المالح سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد ناهز السِّتين وَكَانَ متوسط السِّيرَة مُسْرِفًا على نَفسه.

قانباي الناصري فرج وَيعرف بالأعمش. صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي خاصكيا ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر أَمِير عشرَة ثمَّ من رُؤُوس النوب فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال نَائِب القلعة ثمَّ زيد أقطاع يُونُس العلائي، وَاسْتمرّ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ.)

قانباي اليوسفي المهمندار واسْمه الْأَصْلِيّ الْحَاج خَلِيل، أَصله فِيمَا زعم من مماليك قرا يُوسُف التركماني صَاحب بَغْدَاد وَأَنه جاركسي الأَصْل وَقيل أَنه من شماخي مِمَّن لم يسمهم رق، ثمَّ قدم الديار المصرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي فَسَأَلَهُ عَن اسْمه فَقَالَ: خَلِيل فَقَالَ لَهُ: أَنْت مَمْلُوك أم حر فَقَالَ: من مماليك قرا يُوسُف قَالَ: فَمَا جنسك فَقَالَ وَقد علم أَن الدوله للجراكسة: جركسي فَمشى عَلَيْهِ ثمَّ سَأَلَهُ عَن اسْمَع وبلاده فَقَالَ لَهُ: قانباي فبقاه عَلَيْهِ وَكتبه خاصكيا ثمَّ بعد مُدَّة جعله مقدم البريدية ثمَّ نكب بعد مَوته بِالْحَبْسِ وَالضَّرْب الشَّديد وَالنَّفْي وَقدم الْقَاهِرَة أَيَّام الْأَشْرَف إينال وَولي المهمندارية ثمَّ حسبَة الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر أمره حَتَّى مَاتَ فِي خَامِس عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي عشر السِّتين عَفا الله عَنهُ.

قانباي أحد رُؤُوس النوب الصغار والأمراء العشرات بالديار المصرية. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع. أرخه الْعَيْنِيّ.

قان بردى الأشرفي إينال أحد الدوادارية الصغار ورؤوس الْفِتَن وَالظُّلم فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ امتحن بعده بِالنَّفْيِ وَالْحَبْس إِلَى أَن قدم فِي أَيَّام الظَّاهِر تمربغا وَأمره الْأَشْرَف قايتباي عشرَة ثمَّ جعله دوادارا ثَانِيًا ثمَّ نَقله بعد شهر إِلَى تقدمة ألف، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وَقد قَارب الثَّلَاثِينَ أَو جازها بالطاعون فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني وَدفن بتربته الَّتِي أَرَادَ إنشاءها بالريدانية عِنْد الْحَوْض الخراب وَكَانَ ظلم فِيهَا وعسف وَلم يكن بالمرضي شكلا وفعلا.

قان بردى الأشرفي قايتباي أحد الخازندارية الْخَواص مَاتَ فِي أَوَائِل الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين واغتنم لذَلِك وَدفن بتربته وَوجد لَهُ فِيمَا قيل نَحْو عشْرين ألف دِينَار.

قانبك العلائي شيشحة الظَّاهِرِيّ جقمق رَأس نوبَة ثَانِي. قتل فِي مصاففة بَين الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وعَلى دولات فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ مُتَقَدما فِي الرمْح وَالرَّمْي زَائِد الْإِمْسَاك غير مَذْكُور بِكَثِير خير. أنشأ بَيْتا هائلا بدرب الخدام بِالْقربِ من سويقة الْعُزَّى وبجانب البوابة)

الْكُبْرَى مَسْجِد عَتيق فجدده

ص: 197

وَأخذ مِنْهُ جانبا فِيهَا ووقف عَلَيْهِ رُبمَا لطيفا مُقَابِله بعد أَن رممه بَاشر شدّ الشون ثمَّ الحجوبية الثَّانِيَة ثمَّ رَأس نوبَة وَهُوَ الَّذِي سَار بِالْحَجِّ من الْعقبَة إِلَى مصر حِين جهز أميره جَانِبك مِنْهَا إِلَى الْقُدس منفيا.

قانبك الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ من خاصكيته وَمِمَّنْ وثب بعده وتأمر بِالْيَدِ فِي أَيَّام تِلْكَ الْفَنّ وَاسْتمرّ فِي رواج حَتَّى صَار مقدما ثمَّ رَأس نوبَة النوب فَلم تطل مدَّته وَقبض النَّاصِر عَلَيْهِ وَقَتله فِي سنة أَربع عشرَة، وَلم يكن مشكور السِّيرَة، وَذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار.

قانبك المحمودي المؤيدي شيخ. كَانَ من صغَار خاصكيته ثمَّ عمله الْأَشْرَف برسباي أَمِير طبلخانات بِدِمَشْق ثمَّ الظَّاهِر أَمِير عشرَة بِمصْر ثمَّ صَار مقدما بِدِمَشْق ثمَّ أمسك وسجن ثمَّ أطلق وَأعْطى فِي أَيَّام إينال تقدمة بِدِمَشْق فَلَمَّا تسلطن خجداشه الظَّاهِر خشقدم صيره مقدما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أَمِير سلَاح وَأمْسك فِي أَيَّام بلباي وسجن بإسكندرية أَكثر من سنة ثمَّ أطلق مَعَ استمراره بهَا بطالا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَقد جَازَ السّبْعين.

قانصوه الأحمدي الأشرفي إينال وَيعرف بالسخيف. مِمَّن رقاه الْأَشْرَف قايتباي للحسبة وَشد الشربخاناة ثمَّ قدمه كل ذَلِك مَعَ ترفعه وسخفه وجرأته بِحَيْثُ أفْضى بِهِ إِلَى أَن ضرب الْوَزير.

ونفاه السُّلْطَان لدمياط وَكثر التشكي مِنْهُ فحوله لمَكَّة فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَدفن من الْغَد بالمعلاة فِي قبَّة الْأَمِير بردبك الدوادار ومستراح مِنْهُ.

قانصوه الإسحاقي الأشرفي إينال أحد العشروات ورؤوس النوب مَاتَ مطعونا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.

قانصوه الأشرفي برسباي وَيعرف بالمصارع كَانَ أحد الخاصكية الْأَفْرَاد فِي الْقُوَّة وفن الصراع مَعَ الشجَاعَة والإقدام وَحسن الشكالة وَتَمام الْخلقَة والتواضع والمحبة فِي الْفُقَهَاء، مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين فِي أَوَائِل الكهولة عَفا الله عَنهُ.

قانصوه الأشرفي برسباي أَيْضا أَقَامَ خاصكيا دهرا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام خشقدم إِلَى أَن تجرد لسوار فَعَاد مَرِيضا. حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين عَن نَحْو السِّتين.

قانصوه الأشرفي إينال أحد العشرات وصهر السيفي الْحَنَفِيّ على ابْنَته ويلقب جريبات مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ يذكر بتقدم فِي النشاب مَعَ اخْتِصَاص بالسلطان)

قانصوه الأشرفي إينال أحد العشرات أَيْضا وأخو سيباي نَائِب حماة،

ص: 198

مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.

قانصوه الأشرفي قايتباي وَيعرف بالألفي. ترقى إِلَى أَن صَار أحد المقدمين.

قانصوه الأشرفي قايتباي أَيْضا وَيعرف بِخَمْسِمِائَة وترقى إِلَى أَن صَار دوادارا ثَانِيًا ثمَّ أَمِير آخور وصاهر الأتابك على ابْنَته سبطة الظَّاهِر جقمق واستولدها ثمَّ مَاتَت فِي الطَّاعُون بعد ولديها وَحج بأثر ذَلِك أَمِير الركب سنة ثَمَان وَتِسْعين قانصوه الأشرفي قايتباي قَرِيبه وَيعرف بالشامي. ترقى إِلَى معلمية الْأَسْوَاق ثمَّ صَار أحد المقدمين وسافر فِي بعض التجاريد.

قانصوه الألفي، وجريبات، والخسيف، وَخَمْسمِائة، والشامي. مضوا كلهم تَقْرِيبًا.

قانصوه المحمدي الأشرفي برسباي. كَانَ من خاصكيته ثمَّ من سقاته وامتحن بعده بِالْحَبْسِ وَغَيره إِلَى أَن أمره الْمَنْصُور عشرَة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر خشقدم لدمشق على تقدمة فِيهَا لحقده عَلَيْهِ وَاسْتمرّ إِلَى أَن خرج لسوار فَمَرض بالبلاد الحلبية أَيَّامًا. ثمَّ مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَكَانَ حسن الشكالة كثير الْأَدَب عَاقِلا سَاكِنا شجاعا دينا عفيفا نادرة فِي أَبنَاء جنسه.

قانصوه المصارع. مضى قَرِيبا.

قانصوه النوروزي نوروز الحافظي. صَار خاصكيا فِي الدولة المؤيدية ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر أَمِير عشرَة ثمَّ طبلخاناه ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف وحبسه يَسِيرا ثمَّ أطلقهُ على إمرة طبلخاناة ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة طرسوس ثمَّ حجوبية الْحجاب بحلب ثمَّ تقدمة بِدِمَشْق، فَلَمَّا خرج إينال الْحكمِي على الظَّاهِر جقمق كَانَ مِمَّن وَافقه وامتحن بِسَبَب ذَلِك واختفى مُدَّة ثمَّ ظهر بِأَمَان وَقدم الْقَاهِرَة وَولي نِيَابَة ملطية ثمَّ عزل عَنْهَا وَعَاد إِلَى دمشق أَمِير ثَمَانِينَ ثمَّ أعطَاهُ الْأَشْرَف إينال بهَا تقدمة فَلم يلبث إِلَّا دون شَهْرَيْن. وَمَات بهَا فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين عَن نَحْو السِّتين وَكَانَ شجاعا مليح الشكل معتدل الْقدر أسا فِي رمي النشاب مَعَ نقص حَظه وَفَقره وخموله.

قانصوه اليحياوي الظَّاهِرِيّ جقمق نَائِب الشَّام. مِمَّن ولي نِيَابَة إسكندرية ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين بعد إينال الْأَشْقَر وَجَاءَت تقدمته فِي سنة ثَمَان وَسبعين)

وفيهَا لكل من الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَكَاتب السِّرّ بغلة وَبَعْضهمْ ورد بَعضهم ثمَّ نفي لبيت الْمُقَدّس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام عودا على بَدْء وَهُوَ الْآن نائبها.

قانصوه أحد الطبلخاناه بِدِمَشْق وحاجبها الثَّانِي. قتل مَعَ المجردين لسوار سنة ثَلَاث وَسبعين.

قانم الْأَشْرَف برسباي. وَهُوَ قانم نعجة.

قانم البواب أحد الأشرفية الإينالية. مِمَّن اتهمَ بالِاتِّفَاقِ مَعَ طَائِفَة

ص: 199

على الفتك بالسلطان فوسط فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. قانم التَّاجِر. يَأْتِي قَرِيبا.

قانم الدهيشة الأشرفي قايتباي مِمَّن نَاب عَن أَخِيه جانم فِي الدوادارية الثَّانِيَة حِين عينت لَهُ وَهُوَ بحلب وَلم يلبث أَن عين للبلاد الشامية بمراسيم نوابها وليحضر مَعَ أَخِيه فظلم وعسف.

وَمَات هُنَاكَ فِي شَوَّال سنة.

قانم الظَّاهِر جقمق وَيعرف بقانم نبصا لَفْظَة جاركسية. تَأمر عشرَة ثمَّ لم يلبث أَن سَافر مَعَ المجردين لسوار فَقتل هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ من الأشرار.

قانم الظَّاهِرِيّ أحد العشرات وَمِمَّنْ عمل أَمِير شكار وقتا. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

قانم قُشَيْر نَائِب إسكندرية. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ استقراره فِي النِّيَابَة بعد قجماس وَكثر التشكي من دواداره بِحَيْثُ كتب بِطَلَبِهِ فبادر فِيمَا قيل لشنق نَفسه.

قانم المحمدي الظَّاهِر جقمق وَالِد عَليّ الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر فِي مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ بعد موت إينال الإسحاقي وَلزِمَ التخلق بِالْخَيرِ مَعَ التِّلَاوَة وَحُضُور مجَالِس الْعلم مَعَ التَّوَاضُع ولين الْجَانِب بل كَانَ يقْرَأ فِي شرح الْقَدُورِيّ على الْفَخر عُثْمَان الطرابلسي ويجتمع عِنْده عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة وَغَيرهم. وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ أَخذ عني أَشْيَاء من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا كشرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَحصل القَوْل البديع وَالرَّمْي بالنشاب وَغَيرهمَا من تآليفي وكتبت لَهُ إجَازَة وَأَخْبرنِي أَنه تَلا الْقُرْآن بروايات على التَّاج السكندري الْمَالِكِي بعد تِلَاوَته على غَيره من أَئِمَّة الْقُرَّاء بل قَرَأَ بعده على الشهَاب بن أَسد فِي آخَرين وَكَانَ يقْرَأ فِي مشْهد اللَّيْث فِي الجوق رياسة وَكَذَا بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَقَرَأَ فِي الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ على غير وَاحِد من أَئِمَّة الْقَاهِرَة وَغَيرهَا كحسن وَعلي الروميين وَالشَّمْس الْمحلي وَعنهُ أَخذ تَفْسِير النَّسَفِيّ وَالصَّلَاح الطرابلسي وَعنهُ أَخذ الجيرومية فِي النَّحْو، وَكتب الْخط الْحسن وَظهر بذلك بركَة رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فِي مَنَامه)

ومثوله بَين يَدَيْهِ وَأمره إِيَّاه بِقِرَاءَة الْفَاتِحَة بِحَضْرَتِهِ الشَّرِيفَة فامتثل وَقرأَهَا بِتَمَامِهَا والمنام عِنْدِي بِخَطِّهِ فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير. وفاضت عَلَيْهِ البركات من ثمَّ إِلَى أَن صَار رَأس خدام الحضرة الشَّرِيفَة وَاسْتمرّ بِالْمَدِينَةِ قَائِما بذلك ويحج مِنْهَا كل سنة إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَنعم الرجل رحمه الله وإيانا.

قانم من صفر خجا الجركسي المؤيدي شيخ وَيعرف بالتاجر. اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد فِي سلطنته فَأعْتقهُ وصيره من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ صَار خاصكيا فِي أَيَّام

ص: 200

ابْنه إِلَى أَن أرْسلهُ الْأَشْرَف لبلاد جركس لإحضار أَقَاربه فَتوجه ثمَّ عَاد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ فَأَقَامَ دهرا ثمَّ صَار من الدوادارية الصغار ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْعَزِيز ثمَّ تَأمر على الركب الأول غير مرّة وَتوجه فِي الرسلية لمتملك الرّوم ثمَّ لمتملك العراقين ثمَّ جعله إينال من أُمَرَاء الطبلخاناه، ثمَّ قدمه ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد رَأس نوبَة النوب ثمَّ جعله خجداشه الظَّاهِر خشقدم أَمِير مجْلِس، وَعظم جدا ونالته السَّعَادَة وَقصد فِي الْحَوَائِج وشاع ذكره، وَعمر الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة بل أنشأ مدرسة على ظهر الْكَبْش بِالْقربِ من جَامع طولون وتربة بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة وَصَارَ أتابك العساكر. وَلم يزل فِي ازدياد حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين حِين دُخُوله الْخَلَاء وتحدث النَّاس فِي كَونه مسموما وَفِي غير ذَلِك وجهز وَأخرج من دَاره الْمُجَاورَة للزمامية فِي سويقة االصاحب حَتَّى صلي عَلَيْهِ بمصلى المؤمني بِحَضْرَة السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بتربته وَقد قَارب السّبْعين. وَكَانَ طوَالًا تَامّ الْخلقَة مليح الْوَجْه كَبِير اللِّحْيَة أبيضها ضخما مهابا وقورا ذَا سكينَة مُعظما فِي الدول قَلِيل الْكَلَام طَالَتْ أَيَّامه فِي السَّعَادَة وَلم يرتق لما كَانَ يحدث بِهِ نَفسه هُوَ وَأَصْحَابه وَله بجاهه الشّرف الْمَنَاوِيّ مزِيد الْعِنَايَة رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

قانم نيصا هُوَ الظَّاهِر جقمق. مضى قَرِيبا.

قانم الملقب نعجة الأشرفي برسباي. كَانَ من خاصكية سَيّده ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام إينال إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَقد ناهز السِّتين أَو جازها بِقَلِيل، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ.

قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي ثمَّ الظَّاهِرِيّ أحد مُلُوك الديار المصرية وَالْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ من مُلُوك التّرْك البهية ويلقب بِدُونِ حصر بالأشرف أبي النَّصْر، خَاتِمَة الْعِظَام ونابغة الْعِظَام بَارك الله تَعَالَى للْمُسلمين فِي حَيَاته وتدارك باللطف سَائِر حركاته وسكناته.)

ولد تَقْرِيبًا سنة بضع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ تاجره مَحْمُود بن رستم وَالِد نزيل مَكَّة الْآن مصطفى فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَرَاهُ الْأَشْرَف برسباي ودام بطبقة الطازية إِلَى أَن ملكه الظَّاهِر جقمق وَأعْتقهُ وصيره خاصكيا ثمَّ دوادارا ثَالِثا بعد ماميه المظفري صهر الشهابيبن الْعَيْنِيّ ثمَّ امتحن فِي أول الدولة الأشرفية إينال ثمَّ تراجع وَاسْتمرّ على دواداريته ثمَّ ارْتقى لإمرة عشرَة ثمَّ فِي أول سلطنة الظَّاهِر خشقدم لطبلخاناه مَعَ شدّ الشربخاناه عوضا عَن جَانِبك المشد ثمَّ للتقدمة صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر بلباي رَأس نوبَة النوب عوضا عَن خجداشه أزبك من ططخ المتوجه لنيابة الشَّام ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر الظَّاهِر تمربغا فِي الْملك فعمله

ص: 201

أتابكا عوضه ثمَّ لم يلبث أَن خلع بِهِ مَعَ تعزز وتمنع وَصَارَ الْملك وَذَلِكَ قبل ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فدام الدَّهْر الطَّوِيل محفوفا بِالْفَضْلِ الجزيل وَظهر بذلك تَحْقِيق مَا سلف تَصْرِيح الْمُحب الطوخي أحد السادات بِهِ مِمَّا أضيف لما لَهُ من الكرامات حِين كَون سلطاننا مَعَ كِتَابِيَّة الطبا لما تزاحم جمَاعَة على الْحمل مَعَه لما يحصل بِهِ لَهُ الارتفاق قُم أَنْت أَيهَا الْملك الْأَشْرَف قايتباي فَكَانَ ذَلِك من أفْصح المخاطبات. وَنَحْوه مشافهته من مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ خَادِم الْمجد شيخ خانقاه سرياقوس كَانَ، بقوله استفق فَإنَّك الْملك وَكن من الله على حذر وإيقان، وَكَذَا قَالَ لَهُ حسن الطبندي الْعُرْيَان فِي سنة إِحْدَى وَسبعين: أَنْت الْملك تلو هَذَا الْآن، وَهَذَا يَعْنِي يشبك هُوَ الدوادار الْمُخْتَار بل أرسل لَهُ فِي أثْنَاء إمرته الظَّاهِر خشقدم مَعَ بعض خاصته بالبشارة بذلك إِمَّا بالفراسة أَو بغَيْرهَا من المسالك فَأَعْرض عَن ذَلِك وتخيل وخشي من عاقبته مَعَه لما تَأمل ثمَّ أكد تَحْقِيق هَذِه المكرمة بإرسال ذَلِك القاصد بِعَيْنِه لما ولي التقدمة مقترنا بالسؤال فِي أَن يكون نظره على أوقافه وبنيه وأخلافه جَازِمًا بذلك عَازِمًا على عدم الكتم لما هُنَالك:

(إِن الْهلَال إِذا رَأَيْت سموهُ

أيقنت أَن سيصير بَدْرًا كَامِلا)

بل حكى لي السَّيِّد الْعَلامَة الْأَصِيل الفهامة الْعَلَاء الْحَنَفِيّ نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق كَانَ وَهُوَ فِي الصدْق بمَكَان أَن الْأَمِير قجماس حِين كَونه نَائِب الشَّام بِدُونِ إلباس أخبرهُ أَنه رأى فِي بعض الطواعين كَأَن أُنَاسًا توجهوا لطعن جمَاعَة بحراب مَعَهم فَكَانَ هُوَ وَصَاحب التَّرْجَمَة قبل ترقيهما مِمَّن راموا قصدهما بالطعن فكفهم عَنْهُمَا شخص قيل أَنه أنس بن مَالك خَادِم النَّبِي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وَأخْبر بارتقائهما لأمر عَظِيم وَبِزِيَادَة هَذَا عَلَيْهِ فِي)

الارتقاء أَو كَمَا قَالَ وَأَن الرَّائِي قصها على السُّلْطَان حِينَئِذٍ فَأمره بكتمها عقلا ودربة وَكَذَا بَلغنِي عَن بعض نواب الْمَالِكِيَّة مِمَّن كَانَ فِي خدمته حِين الإمرة بإقراء مماليكه وَغير ذَلِك أَنه رأى كَأَن شَجَرَة رمان لَيْسَ بهَا سوى حَبَّة وَاحِدَة وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة بَادر وقطعها فتأوله الرَّائِي بِأَخْذِهِ للْملك وأعلمه بذلك واستخبره عماذا يفعل بِهِ إِذا صَار الْأَمر إِلَيْهِ وَأمره بِالسُّكُوتِ عَن هَذَا الْمَنَام والاستحياء من ذكر هَذَا الْكَلَام لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْمقَام وعني فِي تَأْوِيله أَيْضا أَنه خَاتِمَة العنقود إِذْ من عداهُ لَا يَفِي الْمَقْصُود لما اجْتمع فِيهِ من الْخِصَال الَّتِي لَا تُوجد مفرقة فِي سَائِر الأقران والأمثال وَأَيْضًا فَفِي خُصُوصِيَّة الرُّمَّان مكثه طَوِيل الزَّمَان وَلما اسْتَقر فِي المملكة أَخذ فِي الْإِبْقَاء والعزل وَالْأَخْذ والبذل والتحري لما يرَاهُ الْعدْل والتقريب والترحيب

ص: 202

والتهديد والتمهيد والإرشاد والإبعاد والتلبث والتثبت بِرَأْيهِ وتدبيره وسعيه وَتَقْرِيره مَعَ الْحُرْمَة الزَّائِدَة والهمة للتب بالشهامة شاهدة والخضوع لمن يعْتَقد فِيهِ الْعلم وَالصَّلَاح، وَالرُّجُوع لمن لَعَلَّه يسْتَند إِلَيْهِ بالارتياح وَعدم التفاته لجل الشفاعات وتخيلاته من تِلْكَ المعارضات والمدافعات. بل كَلَامه هُوَ المقبول وملامه لَا يدْفع بمعقول وَلَا مَنْقُول وحدوده مَاضِيَة الإبرام ونقوده دَفعهَا لَا يرام، وَلذَا خافه كل أحد وأحجم ووافاه العظماء فضلا عَمَّن يليهم بالاسترضاء والخدم والتفت للمشي فِي الجوامك والرواتب وَنَحْوهَا على العوائد المؤيدية ثمَّ الأشرفية مَعَ إنصافه للعارفين بأنواع الفروسية وَمن بِهِ النهضة فِي كل قَضِيَّة وبلية مِمَّا رام سلوكه غير وَاحِد مِمَّن قبله فجبن عَن هَذَا الْقطع الْمُقْتَضى للديوان باستمرار الوصلة بل نقل بعض المضافات للذخيرة من الْأَشْرَف وَغَيره فِي القلعة وَغَيرهَا إِلَى أوقافهم مُعَللا بِكَوْن ثَوَابهَا يتمحض لَهُم وبرها لِأَنَّهُ فِي الحذق المتوصل بِهِ لمقاصده، وَفِي الصدْق بالعزم والتجلد والثبات منتصب الرَّايَة، سِيمَا وَله تهجد وَتعبد وأوراد وأشعار وأذكار مزيلة للأكدار وتلحينات تسر النظار وتعفف وتعرف ويقظة وَتصرف وبكاء ونحيب وإنكاء لمن بمراده لَا يُجيب وارتقاء فِي تربية من شَاءَ الله من مماليكه وخدمه وانتقاء لمن يسامره فِي دفع ألمه وميل لِذَوي الهيئات الْحَسَنَة وَالصِّفَات الْمثنى عَلَيْهَا بالألسنة حَتَّى إِنَّه يتشوق لرُؤْيَته لشَيْخِنَا ابْن حجر وَابْن الديري فِي صغره ويتلذذ بِذكرِهِ لَهما فِي كبره بل كثيرا مَا ينشد مَا تمثل بِهِ أَولهمَا حِين اسْتِقْرَار القاياتي فِي الْقَضَاء بعد صرفه وَقَوله اسْتَرَحْنَا وَقَول الآخر أكرهونا مُشِيرا لكَونه على رغم أَنفه:)

(عِنْدِي حَدِيث طريف بِمثلِهِ يتَغَنَّى

من قاضيين يعزى هَذَا وَهَذَا يهنا)

(فَذا يَقُول أكرهونا وَذَا يَقُول اسْتَرَحْنَا

ويكذبان جَمِيعًا وَمن يصدق منا)

وَيَقُول مِمَّا يروم بِهِ تَعْظِيم أَولهمَا وتشريفه: مَوته يعدل موت الإِمَام أَبَا حنيفَة وتلاوة ومطالعة فِي كتب الْعلم وَالرَّقَائِق وسير الْخُلَفَاء والملوك يُرْجَى كَونهَا نافعة بِحَيْثُ يسْأَل الْقُضَاة وَغَيرهم الأسئلة الجيدة وَلَا يسمع فِي الْكثير جَوَابا يستفيده عِنْده وَرُبمَا يُقَال لَهُ مِنْكُم يُسْتَفَاد حيدة عَن المُرَاد وينكر كَثْرَة الصياح بِدُونِ فَائِدَة ويكرر عتبهم فِي غيبتهم والمشاهدة، سِيمَا حِين يعلم تَقْصِير كثيرين فِي الْجِهَات وَعدم التَّصْوِير لسنى الهيئات والمخاطبات مِمَّا يَقْتَضِي مزاحمته لَهُم فِي المرتبات وَنقص تِلْكَ المبرات الْقَدِيمَة والصلات كل هَذَا مَعَ حسن الشكالة والطول والبهاء الَّذِي شَرحه يطول ومزيد التَّوَكُّل ومديد التضرع وللتوسل وَالِاعْتِرَاف من نَفعه بالتقصير والإنصاف الَّذِي لَا يُؤَخِّرهُ عَن مُقْتَضَاهُ إِلَّا الْقَادِر الْقَدِير والاعتماد لمن يعلم

ص: 203

عقله وتدينه من الشَّبَاب والقدماء، والاعتقاد فِيمَن يثبت عِنْده صَلَاحه من الصلحاء وَالْعُلَمَاء. بِحَيْثُ جر هَذَا إِلَى التلبيس عَلَيْهِ من بعض الشَّيَاطِين فِي شخص من المعتقدين حَتَّى أنزلهُ لَيْلًا مَاشِيا مصطحبا مَعَه مبلغا وافيا للمكان الَّذِي زعم فِيهِ المعتقد لَهُ فَبَالغ فِي الخضوع لذَلِك وبالمبلغ وَصله ثمَّ بَان لَهُ كذبه وَهَان حِين علم أَنه لَيْسَ بالمعتقد فاضمحل بِسَبَبِهِ وَعدم المسارعة لمن يوليه مِمَّن هُوَ تَحت نظره وميله كَانَ إِلَى الاستفتاء فِيمَا يجب فعله للخوف من عَاقِبَة ضَرَره وحياء يتمحل فِيهِ مَعَه لمضضه وَرُبمَا يفْتَقر من أَجله إِلَى الِاحْتِيَاج لمن يتَوَصَّل بِهِ لغرضه وَترك الْتِفَات كلي لِلزَّوْجَاتِ والسراري اسْتِبْقَاء لقُوته فِي الْغَزَوَات والبراري. بل كَانَ لَا يشرب المَاء القراح إِلَّا فِي النَّادِر لهَذَا الْمَقْصد الطَّاهِر حَتَّى صَار هُوَ الْأسد الضرغام والأسد الْهمام والفارس البطل والسايس الْحَبل والرامي الَّذِي لَا يجارى والسامي الَّذِي لَا يشكك وَلَا يمارى. وَكَانَ أول تَصَرُّفَاته الْحَسَنَة إكرامه للمنفصل المستيقظ من تِلْكَ السّنة بِحَيْثُ أرْسلهُ بِدُونِ مُسْفِر وَلَا ترسيم بل وَصله بالإكرام والتكريم عَزِيزًا مُحْتَرما رَاكِبًا فرسا بهيا مُعظما على هَيْئَة جميلَة روية مجانبة للخيلاء والمخيلة إِلَى أَن ركب الْبَحْر لدمياط مَحل الْغَنَائِم والرباط فَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ هام للتخلص مِمَّا رأى كَونه فِيهِ ذليلا رَجَاء لتمكنه من رُجُوعه لتعيينه لِلْأَمْرِ بِزَعْمِهِ فِي يقظته وهجوعه فَمَا كَانَ بأسرع من خذلانه وعود الْأَشْرَف عَلَيْهِ كبدئه بأمانه فَإِنَّهُ لما أمسك من قرب)

غَزَّة وزالت تِلْكَ الشهامة والعزة أَمر بإرساله لإسكندرية ليَكُون فِي بَيت الْعَزِيز مِنْهَا على الْهَيْئَة المرضية بِدُونِ ترسيم وَلَا عتب وتأثيم بل يحضر الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ وَنَحْو ذَلِك من هَذِه المسالك ثمَّ لم يلبث أَن جَاءَت مطالعته وفيهَا يعْتَذر يترقق وَلَا يفتخر بل يُكَرر فِيهَا وَصفه بالمملوك كَمَا سبقه لمكاتبته بهَا الْمُؤَيد أَحْمد وبلباي وَغَيرهمَا من الْمُلُوك وَكم لَهُ فِي إمرته فضلا عَن سلطنته من قومات مهمات وتكرمات عليات كحركته فِي الرُّجُوع بِالْمُشَارِ إِلَيْهِ وبخجداشه أزبك الْمعول عَلَيْهِ بعد إرْسَال الظَّاهِر خشقدم بهما لإسكندرية حَتَّى فرج الله عَنْهُمَا بِهِ هَذِه البلية إِن الْمُهِمَّات فِيهَا تعرف الرِّجَال وتزول بهم الْأَهْوَال والأوجال وكعتبه على صَاحبه خطيب مَكَّة أَبَا الْفضل حَيْثُ كتب لَهُ وَثِيقَة بِخَمْسِمِائَة دِينَار ينْكَشف بهَا عَن العضل ثمَّ جهز لَهُ الْمبلغ مَعَ الْوَثِيقَة ليفوز بالصلة وَحسن الْوَثِيقَة، ولمحاسنه كَانَ ينتمي إِلَيْهِ إِذْ ذَاك السَّيِّد النُّور الْكرْدِي وَيَعْقُوب شاه والشمسي ابْن الزَّمن والبدري أَبُو الْفَتْح المنوفي وَمن شَاءَ الله من الصلحاء والنساك ثمَّ فِي أثْنَاء مَا سلف قَامَ فِي التَّدْبِير لِلْأَمْرِ الَّذِي أكره عَلَيْهِ وَله اعْترف فاشتغل بِجمع

ص: 204

الْأَمْوَال مِمَّا رأى أَنه غير منَاف للاعتدال فَإِنَّهُ كَانَ فِي إمرته يُنكر على الظَّاهِر خشقدم ارتشاءه من قُضَاة مصر فِي تَوليته وَيَقُول مَتى يجْتَمع لَهُ من هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِين مَا يُوصل لغَرَض التَّمْكِين مَعَ الإشلاء عَلَيْهِ والابتلاء بِمَا يلصق بِهِ من النَّقْص ويضاف إِلَيْهِ: أَنا أعرف من أحمل مِنْهُ جزيل المَال الْحَادِث وَالْقَدِيم بِدُونِ تأثيم، وَكَانَ كَذَلِك إِلَى أَن اجْتمع لَهُ مَا يفوق الْحصْر وَالْبَيَان من بني الْأُمَرَاء والأعيان والمباشرين والخوندات والخدام والدهاقين وَغَيرهَا من الْجِهَات الغنية عَن التَّنْبِيهَات بِحَيْثُ أنْفق على المماليك السُّلْطَانِيَّة العوائد الملوكية على المجردين لسوار بِالتَّسْلِيمِ والاختبار بل تكَرر إِنْفَاق الْأَمْوَال الجزيلة فِي التجاريد المهولة غير مرّة إِلَى أَن أزيلت تِلْكَ المحنة والمعرة وَقتل أَسْوَأ قتلة وَانْقَضَت تِلْكَ المهلة وَكَذَا جهز عدَّة تجاريد مِنْهَا غير مرّة لصَاحب الرّوم حَسْبَمَا بسطته فِي أماكنه فِي أماكنه مِمَّا هُوَ مُقَرر مَعْلُوم. وَرَأى بعض الْفُضَلَاء فِي الْمَنَام إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام وَهُوَ يَقُول لَهُ: بشره يَعْنِي بالانتصار وَعلمه دُعَاء الكرب الْآتِي فِي الْآثَار وجهز طوائف إِلَى الْبحيرَة وَغَيرهَا مِمَّا قل خلو وَقت عَنْهَا مَعَ اشْتِغَاله بِعَمَل الجسور واحتفاه بِمَا هُوَ غَايَة فِي الظُّهُور وَلم يحاب فِي التَّعَرُّض خَليفَة وَلَا أَمِيرا وَلَا مدرسه وَلَا مُشِيرا وَلَا صاحبا وَلَا مجانبا وَلَا فَقِيها وَلَا وجيها وَلَا صَالحا وَلَا طالحا وَلَا غَنِيا وَلَا فَقِيرا، بل توسع فِي جلب الْأَمْوَال وتوجع لنَفسِهِ من)

الْعَاقِبَة والمآل مَعَ تصريحه بالاعتذار وتلميحه بِمَا يَقْتَضِي الْإِنْكَار وتكرر دعاؤه على نَفسه بِالْمَوْتِ وَأظْهر تبرمه مِمَّا هُوَ فِيهِ بالفوت وَرُبمَا برز ليفوز بالفرار بل صرح بخلع نَفسه فِي بعض المرار ثمَّ يُعَاد بالتلطف والتسييد لِأَنَّهُ الأوحد الفريد وَقد أبطل مكس قتيا واحتفل بِمَا يعيه وعيا وأزال كثيرا من الْفُسَّاق وَأطَال الجري فِي ميدان السباق وَقَالَ على سَبِيل التحدث بِالنعْمَةِ حظى أتم مِمَّن يفر مني لقطع الْخدمَة لزعمه مزِيد الكلف وَضعف الهمة فَإِنَّهُم لم يمض عَلَيْهِم إِلَّا الْيَسِير ويفجأهم الْمَوْت النذير ثمَّ تحمل إِلَى أَمْوَالهم ويضمحل تعلقهم ومآلهم كالأنصاري وَابْن الجريش والكمال نَاظر الجيس وَيحيى الريس التَّاجِر المتعيش ويركب كثيرا إِلَى النزهة كالربيع والقبة الدوادارية وَنَحْوهمَا من الْجِهَات القصية وَرُبمَا يبيت اللَّيْلَة فَمَا فَوْقهَا وَيُمِيت مَا لَعَلَّه يرَاهُ غير مُنَاسِب من أُمُور فيودي حَقّهَا وأدركه أَذَان الْمغرب مرّة عِنْد الْجَامِع العلمي ذِي الْبَهَاء والشهرة فطلعه لصلاتها لضيق وَقتهَا وَالْخَوْف من فَوتهَا فَرَأى الْمُصَلِّين وَلم ير الإِمَام فَتقدم فصلى بهم وارتفع الملام وَكَانَت فِي ذَلِك الْإِشَارَة إِلَى أَنه هُوَ الإِمَام، وتكرر توجهه هُوَ إِلَى أَمَاكِن ملاحظا التَّوَكُّل الَّذِي هُوَ إِلَيْهِ راكن كبيت الْمُقَدّس والخليل

ص: 205

وثغور دمياط وإسكندرية ورشيد وأدكو لبلوغ التَّأَمُّل وأزال كثيرا من الظلامات الحادثات وزار من هُنَاكَ من السادات وَعِيد بجهات من الديار المصرية كالأضحى مرّة بعد أُخْرَى سنيه وَالْفطر مَعَ كثير من الْجمع الرضي يبرز الشَّافِعِي للخطبة بِهِ فِي الأعياد امتثالا للمراد، بل حج فِي طَائِفَة قَليلَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ تأسيا بِمن قبله من الْمُلُوك كَالظَّاهِرِ بيبرس والناصر مُحَمَّد قلاوون الْأمين ووهب وَتصدق وَأحكم كثيرا من العلق وَأظْهر من تواضعه وخشوعه فِي طَوَافه وعبادته مَا عد فِي حَسَنَاته سِيمَا عِنْد سُقُوط تاجه عَن رَأسه بِبَاب السَّلَام ليندفع عَنهُ مَا لَعَلَّه زها فِيهِ الملام وَقَالَ مظْهرا للنعمة وَصرف الْعين حِين مَشى فِي الْمَسْعَى بَين إِمَامه وقاضي الْحجاز: أَنا بَين برهانين. بل بَلغنِي عِنْد بعض الصَّالِحين أَنه أخبر بِرُؤْيَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام تِلْكَ الْأَيَّام وَأخْبر أَنه من الْفرْقَة النَّاجِية مَعَ أَنه حج قبل ترقيه فِي زمن الظَّاهِر الْوَجِيه وَذَلِكَ فِيمَا قيل بِالتَّعْيِينِ سنة سبع وَأَرْبَعين وسافر بِدُونِ مين قبلهَا بِسنتَيْنِ لقلعة الرّوم ثمَّ ركب على ظهر الْفُرَات إِلَى البيرة على الْوَجْه الْمَعْلُوم وتوعك فِي رُجُوعه ثمَّ سلمه الله لرعيته وجموعه وَبَالغ فِي إكرام الْمَنْصُور بِالْإِذْنِ لَهُ فِي الْحَج الْمَشْهُور وَكَذَا بمجيئه الْقَاهِرَة وركوبه بِالسَّكِينَةِ فِي طَائِفَة من الْأُمَرَاء بداخل الْمَدِينَة وَكَذَا أكْرم الْمُؤَيد أَحْمد مِمَّا بجموعه تفرد حَسْبَمَا)

بسطناه وضبطناه فِي أماكنه من التَّارِيخ الْكَبِير مَعَ غَيره مِمَّا هُوَ شهير. وَله تلفت غَالِبا لتقديم الْمُسْتَحقّين مِمَّا يشغر من الْوَظَائِف والمرتبات وَرُبمَا أكره نَفسه بتقرير من يُعلمهُ من أهل البليات إِمَّا بمغالبته بالدريهمات أَو غَيرهَا من المناكدات واجتهد فِي بِنَاء المشاعر الْعِظَام وأسعد بِمَا لم يتَّفق لغيره فِيهِ الانتظام كعمارة مَسْجِد الْخيف بمنى الْمبلغ فِيهِ بالإخلاص كل المنى وعملت فِيهِ قبتان بديعتان إِحْدَاهمَا على الْمِحْرَاب النَّبَوِيّ الَّذِي بوسطه وَالثَّانِي على الْمِحْرَاب الْمُنْفَرد فِي نمطه مَعَ المنارة الفائقة والبوائك الْأَرْبَعَة الرائقة والبوابة المرتفعة الْعَظِيمَة سوى بَابَيْنِ لِلْمَسْجِدِ شَرْقي ويمني بالكيفية المستقيمة إِلَى غَيرهَا من سَبِيل لَهُ ولاصق بعلو الصهريج الْكَبِير الْمُوَافق وارتقى لمَسْجِد نمره من عَرَفَة الْمَعْرُوف بالخليل إِبْرَاهِيم فعمره للتبجيل والتكريم واشتمل على بائكتين لجِهَة الْقبْلَة لإظلال الحجيج وقبة على الْمِحْرَاب الْمُرْتَفع بجوانبه العجيج وحفر بوسطه صهريجا ذرعه عشرُون ذِرَاعا مَعَ بِنَاء المسطبة الَّتِي فِي وَسطه ففاقت بهجة واتساعا ورممت قبَّة عَرَفَة وبيضت مَعَ العلمين الَّتِي تميزت بهما ونهضت وَكَذَا سلالم مشْعر الْمزْدَلِفَة بعد إِصْلَاحه وتجديد تِلْكَ الصّفة وَعمر بركَة خليص الْمعول عَلَيْهَا وأجرى الْعين الطّيبَة الصافية إِلَيْهِمَا. بل أصلح الْمَسْجِد الَّذِي هُنَاكَ بِحَيْثُ عَم الِانْتِفَاع بكله للقاطن والسلاك وَذَلِكَ

ص: 206

جَمِيعه بِيَقِين فِي سنة أَربع وَسبعين ثمَّ فِي الَّتِي تَلِيهَا عمر عين عرفه بعد انقطاعها أَزِيد من قرن عِنْد من أتقنه وعرفه وأجرى إِلَيْهَا الْمِيَاه للمزدرعات والشفاه وَأصْلح تِلْكَ الفساقي فارتقى بهَا على المراقي وَعمر بِدُونِ إلباس سِقَايَة سيدنَا الْعَبَّاس وَأصْلح بِئْر زَمْزَم وَالْمقَام بل وعلو مصلى الْحَنَفِيّ الإِمَام وجهز فِي سنة تسع وَسبعين لِلْمَسْجِدِ منبرا مرتفعا عَظِيما مرتفعا مستقيا وَنصب فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا وقرت بِهِ أعين النبهاء إِلَى غَيرهَا من الْكسْوَة المتأنق فِيهَا كل سنه والمتشوق لرؤيتها الحسنه بل أنشأ بِجَانِب الْمَسْجِد الْحَرَام عِنْد بَاب السَّلَام مدرسة جليلة ليَكُون لرضا الله وَرَسُوله بهَا صوفية وتدارس وفقراء محاويج مفاليس وخزانة للربعات وَكتب الْعلم ذخيرة فِي الْحَرْب وَالسّلم وبجانبها رِبَاط للْفُقَرَاء والطلبة مَعَ تَفْرِقَة خبز ودشيشة كل يَوْم يحضرهُ الْأكلَة والكتبة وسبيل هائل ليرتوي مِنْهُ الْغَنِيّ والسائل ويعلوه للأيتام مكتب للفوز بِمَا بِهِ فِيهِ احتسب وَله رتب. وَكَذَا أنشأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة مدرسة بديعة بهية بل بنى الْمَسْجِد الشريف بعد الْحَرِيق وَأحكم تِلْكَ الْمعَاهد بالإمكان والتوثيق وجدد الْمِنْبَر والحجرة المأنوسة وَمَا يجاورها من الْجِهَات المحروسة والمصلى النَّبَوِيّ بالتحقيق)

المتحرك لَهُ بالتشويق إِلَى غَيرهَا من الْمِحْرَاب العثماني والمنارة الرئيسية بدءا على عود بِدُونِ تواني بل رتب لأهل السّنة من أَهلهَا والواردين عَلَيْهَا من كَبِير وصغير وغني وفقير ورضيع وفطيم وخادم وخديم مَا يَكْفِيهِ من الْبر وَمن الدشيشة وَالْخبْز مَا يسر وَعمل أَيْضا بِبَيْت الْمُقَدّس مدرسة كيسة بهَا شيخ وصوفية ودرسه وَبِكُل من غَزَّة ودمياط للاشتغال والرباط وبصالحية قطيا جَامعا بهيا وَاسِعًا للمكاره دافعا تكَرر نُزُوله فِيهِ بل خطب بِهِ بِحَضْرَتِهِ يَوْم عيد الْفطر الشَّافِعِي الْوَجِيه يَوْم الْجُمُعَة الخضيري الْمُحصن بالرفعة وبالقرين دونهَا مَسْجِدا للْمُسلمين متعبدا وحوضا قَائِما للبهائم وجدد من جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بعض جهاته رَجَاء الْفَوْز من الْمولى بِصَلَاتِهِ وَجَمِيع الإيوان النفيس المجاور لضريح إمامنا الشَّافِعِي بن إِدْرِيس بل زخرف الْقبَّة وجددها وأساطينها وعمرها والمنارة الَّتِي تضيق عَنْهَا الْعبارَة وَفعل كَذَلِك بالمشهد النفيسي بالمقصد التأسيسي لما علم أَن مصر فِي خفرهما بالحراسة مَعَ من بهَا من الصَّحَابَة الفائقين فِي النفاسة وَعمر إيوَان القلعة مَعَ قصرهَا ودهيشتها وحوشها وَسَائِر جهاتها والبحرة وقاعتها والمقعد الَّذِي يَعْلُو بَابهَا وقصرا هائلا مشرفا على القرافة وَذَاكَ الْبَهَاء بل عمل علو أَبْوَاب الحوش قصرا مِم لَا يُمكن لَهُ اسْتِيفَاء وحصرا وَعمر جَامع الناصري بِعَمَل قُبَّته بعد سُقُوطهَا ومنبره رخاما وَغَيرهمَا من أَرْكَانه وجهاته مَعَ تبييضها وتبليطها وفسقية هائلة إِلَى الاشتهار بِالْمَعْرُوفِ مائلة وسبيلا وصهريجا مجاورين للزردخاناه

ص: 207

وعدة سبل ليبلغ بكله متمناه إِلَى غَيرهَا كالمقعد الَّذِي بحدرة الْبَقر عِنْد الْمَكَان الَّذِي تفرق بِهِ الضَّحَايَا من الْعشْر الْمُعْتَبر بِحَيْثُ صَارَت القلعة من بَاب المدرج إِلَى سَائِر مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ حَتَّى دور الْحَرِيم ومعظم الطباق غَايَة فِي الْبَهْجَة لناظرها الْأَمْن من الْحَرج وَأصْلح المجراة الْوَاصِلَة من الْبَحْر إِلَيْهَا وكمل مِنْهَا المنظر والبها وَعمر الميدان الناصري بمشارفة الأتابك فريد الْعَسْكَر الظَّاهِرِيّ بل وَعمل هُنَاكَ قصرا بديعا وَإِن تَأَخّر إكماله لكَونه لَيْسَ عجلا وَلَا سَرِيعا وَأَنْشَأَ بالصحراء بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي تربة بالرونق البهج تفي وبجانبها مدرسة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ولاجتماع الصُّوفِيَّة بهَا فِي سَائِر الْأَوْقَات وشيخهم قَاضِي جمَاعَة كَانَ ثمَّ ابْن عَاشر السَّاكِن الْأَركان وخطيبها الْبَهَاء بن المحرقي وَبهَا خزانَة كتب شريفة جليلة منيفة وَعمل بِكُل من جَانبهَا وتجاهها ربعا للصوفية موطنا ووضعا وسبيلا وصهريجا وحوضا للبهائم بهجا يعلوه كتاب للأيتام مزيل للأكدار والآثام كل هَذَا سوى الرّبع الَّذِي عمله الدوادار الْكَبِير ليتسع)

بِهِ الصُّوفِي وَالْفَقِير والصهريج الْعَظِيم للقاطن الْمُقِيم وَكَانَ المشارف للسُّلْطَان الْبَدْر بن الكويز بن أخي عبد الرَّحْمَن وللدوادار تغرى بردى الخازندار ثمَّ جدد فِي الرحبة الَّتِي يظْهر الرّبع الْمَذْكُور صهريجا متسعا جدا غير منكور وبالكبش مدرسة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بل جدد بَاب الْكَبْش وَعمل علوه ربعا وَقفه على مَا بهَا من الشعائر والطاعات وحوضا للدواب الْمَزِيد الثَّوَاب كَانَ المشارف على الْمدرسَة والحوض الاستادار وعَلى الْبَاقِي نانق المؤيدي الْمُخْتَار وجدد للمجاولية ربعا وحوضين إِمَّا من الْوَقْف أَو من فائض النَّقْدَيْنِ بمشارفة إِمَامه الناصري الأخميمي وبالدقي تجاه الجزيرة الوسطانية جَامعا حسنا رائعا وبالروضة جَامعا هائلا كَانَ من قديم مَعَ صغره سَاقِطا مائلا فهدمه وَعمل بجانبه ربعا وَأَنْشَأَ خَلفه قاعة صيرها مَسْجِدا جليلة تزيينا ووضعا بل هُنَاكَ عدَّة دكاكين وطاحون وَغَيرهَا مُحكم التَّمْكِين بمشارفة الْبَدْر بن الطولوني تعْمل فِيهِ بدرية بهية علية وجامع سُلْطَان شاه هَدمه ووسعه بِحَيْثُ صَار هُوَ وَالَّذِي قبله كالمنشئ لَهما وَعمل تجاهه ربعا علو المطهرة الَّتِي أَنْشَأَهَا لَهُ بمشارفة الاستادار وجامع الرَّحْمَة الَّذِي صَار فِي بُسْتَان نَائِب جدة جدده بمشارفة شاذبك من صديق الأشرفي برسباي وَالْجَامِع الَّذِي بِجَانِب قنطرة قديدار يعرف بشاكر وَأَنْشَأَ جَامع سَلمُون الْغُبَار ومنارته وبجانبه سَبِيلا وعدة مزارات كالمنسوب للشَّيْخ عماد الدّين بحارة السقايين عمل قُبَّته ومنارته بل وسع أبوابه وَالْمقَام الدسوقي وَالْمقَام الأحمدي بمشارفة مغلباي الأشرفي إينال وَيعرف بالبهلوان لَهما وزاوية اليسع قبلي جَامع

ص: 208

مَحْمُود تَحت الْعَارِض والزاوية الْحَمْرَاء تجاه جَامع قيدان بمشارفة البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان لهَذِهِ، وَالْمقَام الزيَادي بَين دهروط وطنبدا من الْوَجْه القبلي بل أنشأ بطنبدا زَاوِيَة بهَا خطْبَة وَغَيرهَا للعريان الْمَنْقُول عَنهُ بشارته أَولا وَكَذَا عمل زَاوِيَة ظَاهر الخانقاه بجوار زَاوِيَة النبتيتي بهَا فُقَرَاء مقيمون شيخهم مَحْمُود العجمي وعدة جسور كالجسر الهائل بَين الجيزية وَمَا بِهِ من القناطر بل أنشأ فِيهِ قناطر مِنْهَا فِي مَوضِع مِنْهُ عشرَة متلاصقة كَانَ الأتابك أزبك الْمُبَاشر لَهَا وبرجا محكما بالثغر السكندري وَكَذَا برشيد بَاشر أَولهمَا البدري بن الكويز والعلائي بن خَاص بك وَغَيرهمَا وَثَانِيهمَا مقبل الحسني الظَّاهِر جقمق وسورا لتروجة وعدة سبل كَالَّذي بِزِيَادَة جَامع ابْن طولون الَّتِي كَانَ الظَّاهِر جقمق هدم الْبَيْت الَّذِي بناه ابْن النقاش بهَا وَآخر يعلوه كتاب للأيتام بجوار الْجَامِع الْمُسَمّى بِجَامِع الْفَتْح بِالْقربِ من القشاشين تَحت الرّبع بل عمر مَنَارَة الْجَامِع وساعد فِي عِمَارَته وَآخر بسويقة منعم)

عمله بعد هدم سَبِيل جَانِبك الْفَقِيه أَمِير آخور بِحجَّة أَنه كَانَ فِي الطَّرِيق بمشارفة تنبك قَرَأَ وَآخر عِنْد مقطع الحجارين من الْجَبَل المقطم بِالْقربِ من القلعة ع مَسْجِد هُنَاكَ وَآخر عِنْد درب الأتراك بجوار جَامع الْأَزْهَر سقى النَّاس عقب فَرَاغه السكر أَيَّامًا ويعلوه مكتب للأيتام وبجواره ربع متسع جدا وخان للمسافرين وحوض لسقي الْبَهَائِم بل جدد بمشارفة الاستادار مطهرة الْجَامِع وَجَاءَت حَسَنَة عَم الِانْتِفَاع بهَا وَبنى منارته الَّتِي تعلو بَابه الْكَبِير وَأمر بهدم الخلاوي المتجددة بسطحه بعد عقد مجْلِس فِيهِ بِحَضْرَتِهِ لضعف عقوده وسقفه وَغير ذَلِك وَكَذَا حضر إِلَى الْمدرسَة السيوفية من العواميد وَطلب الْقُضَاة لاسترجاع الْمَغْصُوب مِنْهَا وعمرت لإِقَامَة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات واستيطان الْفُقَرَاء بخلاويها وَمَا أجراه عَلَيْهِم من الْبر وَآخر بَين المرج والزيات مَعَ قبَّة وحوض تعرف بقبة مصطفى لإقامته بهَا بمشارفة قانصوه دوادار يشبك الدوادار وَبعد مصطفى قَامَ بشأنها امْرَأَة ثمَّ ملا حَافظ نزيل زَاوِيَة تَقِيّ الدّين بالمصنع وَأحد صوفية الشيخونية وابتنى بالبندقانيين عدَّة أَربَاع متقابلة وخانين وحوانيت وجدد مَسْجِدا مرتفعا كَانَ هُنَاكَ وبالقرب مِنْهَا أَمَاكِن بالزجاجيين كَانَ بوسطها مَسْجِد عِنْد بِئْر عذبة وفسقية وبالخشابيين ربعين مُتَقَابلين وحواصل وبيوت وحوض للبهائم وَغير ذَلِك مَعَ بِنَاء مَسْجِد كَانَ أَيْضا هُنَاكَ أرْضى فرفعه وَحسنه مِمَّا كَانَ الشاد على جَمِيعه شاهين الجمالي وبباب النَّصْر ربيعا ووكالة وحوانيت صَار بَعْضهَا فِي رحبة حَاجِب الْحَاكِم بل عمل بجانبه أخلية ومطهرة صَارَت خلف بَيت الخطابة سَوَاء بِالْقربِ من قنطرة أَمِير حُسَيْن

ص: 209

بالشارع ربعا وَبَيت إمرة سَبِيلا وصهريجا بل جدد مَسْجِدا لطيفا كَانَ هُنَاكَ بمشارفة كَاتب السِّرّ عَلَيْهِمَا وَالْكَاتِب فِي الأول عبد الْعَزِيز الفيومي وَحسن لَهُم جعل طبقَة علو قاعة الخطابة لكنه بهَا فَإِنَّهُ كَانَ نَائِب الْخَطِيب فَلَمَّا انْفَصل عَن الخطابة زعم أَنَّهَا إِنَّمَا بنيت لأَجله خَاصَّة فَرد عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ للخطيب وَفِي الثَّانِي عبد الْكَرِيم بن ماجد القبطي وبالدجاجين بِالْقربِ من الْهِلَالِيَّة ربعين مُتَقَابلين وحوانيت ووكالة وَغَيرهَا وَفِي وسطهما سَبِيل وحوض للدواب بل حفر بِئْرا هُنَاكَ بمشارفة جانم دوادار يشبك الدوادار كَمَا أَنه شَارف عمَارَة بَيت أركماس الظَّاهِرِيّ المطل على بركَة الْفِيل أَيْضا وَعمارَة بَيت جرباش بِالْقربِ من حدرة الْبَقر بل اقتطع مِنْهُ مَا بني فِيهِ رواقا ومقعدا ودوارا ليَكُون بَيْتا لطيفا لأمير وَكَانَت مشارفة جانم لهَذَا خَاصَّة فِي الأول ثمَّ أكملها شاذبك الْمَاضِي وَعمل بِمُبَاشَرَة كَاتب السِّرّ هُنَاكَ خَانا وطاحونا وفرنا)

وحوانيت بل رُبمَا وشارف شاذبك أَيْضا عمَارَة بَيت الطنبغا المرقبي بِخَط سويقة اللالا المطل على الخليج وَبَيت فِي درب الخازن مَعْرُوف بِبرد بك المعمار مطل على بركَة الْفِيل مجاور لبيت إِمَامه البرهاني الكركي وابتنى عمَارَة عَظِيمَة على الْبركَة أَيْضا مُضَافَة لبيت خير بك من حَدِيد وبيتا تجاهه أَيْضا بمشارفة الْحَاج رَمَضَان المهتار لَهما وَآخر بِبَاب سر جَامع قوصون مطل عَلَيْهَا أَيْضا بمشارفة جانم وَصَارَ إِلَيْهِ الْمَكَان الَّذِي كَانَ شرع فِيهِ مِثْقَال الْمُقدم بجوار المصبغة بِالْقربِ من قاعته فأكمله وأسكن فِيهِ بعض المقدمين من مماليكه، إِلَى غَيرهَا مِمَّا لَا يمكنني حصره كمكان من جِهَة سويقة الْعُزَّى يسكنهُ الْآن ابْن الظَّاهِر خشقدم وَأما الْأَمَاكِن المبنية والقصور الْعلية الَّتِي صَارَت إِلَيْهِ فمما لَا ينْحَصر أَيْضا كبيت مِثْقَال الساقي المجاور للأزهر تملكه عِنْد نَفْيه وَزَاد فِيهِ ربعا وقاعات وَغير ذَلِك وَرُبمَا احْتج فِيمَا يكون وَقفا بتصييره أَيْضا كَذَلِك وَبَيت ابْن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي من بَين الدَّرْب وَبَيت نَاصِر الدّين بن أصيل تجاه جَامع الْأَقْمَر وَبَيت مُحَمَّد بن المرجوشي وَله فِي عمائره وَغَيرهَا الغرام التَّام فِي توسعة الشوارع وَزَوَال مَا يكون لذَلِك من الْمَوَانِع بِحَيْثُ أَمر لهَذَا الْمَقْصد بهدم أَمَاكِن من بيُوت وحوانيت وَنَحْوهَا وَإِزَالَة مَا كَانَ تَحت شبابيك المؤيدية من جِهَة بَاب زويلة من الأخصاص والأشرفية وَلكنه حصل فِي غضونه التَّعَدِّي لِأَشْيَاء مَوْضُوعَة بِحَق مَعَ الِاسْتِنَاد فِي جَمِيعه لقَضَاء أبي الْفَتْح السوهاني وجر ذَلِك لتجديد الدوادار الْكَبِير وَهُوَ المنتدب لَهُ لكل من جَامع الفكاهين والصالح وَغَيرهمَا إِمَّا مِنْهُ أَو من أربابه، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يجْتَمع الْملك مِمَّن أدركناه مَا اجْتمع لَهُ وَلَا حوى من الحذق والذكاء والمحاسن

ص: 210

مُجمل مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ وَلَا مفصله وَرُبمَا مدحه الشُّعَرَاء فَلَا يلْتَفت لذَلِك وَيَقُول: لَو اشْتغل بالمديح النَّبَوِيّ كَانَ أعظم من هَذِه المسالك. وترجمته تحْتَمل مجلدات من الْأُمُور الجليات والخفيات وَقد أَشرت إِلَيْهِ فِي مُقَدمَات عدَّة كتب وصلت إِلَيْهِ من تصانيفي كرفع الشكوك بمفاخر الْمُلُوك وَالْقَوْل التَّام فِي فضل الرَّمْي بِالسِّهَامِ والتماس السعد فِي الْوَفَاء بالوعد والسر المكتوم فِي الْفرق بَين الْمَالَيْنِ الْمَحْمُود والمذموم وَالْقَوْل المسطور فِي إِزَالَة الشُّعُور والامتنان بالحرس من دفع الافتتان بالفرس والبستان فِي مَسْأَلَة الاختتان وَقَرَأَ عَليّ من سادسها بفصاحته وطلاقته قِطْعَة صَالِحَة بالثواب إِن شَاءَ الله رابحة وَهُوَ الْمُرْسل لي بالسؤال عَمَّا تضمنه الرَّابِع من الْمقَال وَلَقَد قَالَ لي بعض الْأَعْيَان حِين وُقُوفه على السَّادِس بالبرهان:)

كَانَت حَادِثَة سُقُوطه عَن الْفرس يعدها الْعَدو المخذول نقصا فصيرتها مكرمَة بِمَا أرشدت إِلَيْهِ نصا وَأما السَّابِع فَكَانَ عِنْد حركته لوَلَده بالختان الَّذِي اهتزت لَهُ الْأَركان وسارت بِشَأْنِهِ الركْبَان وَقد تكَرر جلوسي مَعَه وَأكْثر فِي غيبتي بِمَا يشْعر بالميل من الْكَلِمَات المبدعة وَلَكِن الْكَمَال لله وَالْأَحْوَال لَا احْتِمَال فِيهَا وَلَا اشْتِبَاه حَسْبَمَا أَشرت إِلَيْهَا فِي وجيز الْكَلَام والتبر المسبوك الانتظام فَالله تَعَالَى يحسن الْعَاقِبَة ويمن علينا بِدفع المألومات المتعاقبة بِدُونِ كدر وَلَا مجانبة وَيغْفر لنا أَجْمَعِينَ، ويرضي عَنَّا الأخصام من المتظلمين المتوجعين.

قجاجق الظَّاهِرِيّ برقوق كَانَ من خاصكيته ثمَّ رقاه ابْنه النَّاصِر إِلَى التقدمة ثمَّ إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى، قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ حسن الْخلق لين الْجَانِب مُسْرِفًا على نَفسه ولي الدوادارية الْكُبْرَى فباشرها بلطف ورفق.

مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقيل فِي سادس الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا وَبِالثَّانِي جزم غَيره وَأَن النَّاصِر صلى عَلَيْهِ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء وَسَماهُ بَعضهم قجاقج.

قجقار البكتمري بكتمر جلق وَيُقَال لَهُ جفطاي وَرُبمَا كتبت بالشين الْمُعْجَمَة بدل الْجِيم وبالمثناة بدل الطَّاء. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مِمَّا أدرجت فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ أحد الْأُمَرَاء الصغار تقدم فِي دولة الْمُؤَيد وَقرر رَأس نوبَة وَلَده إِبْرَاهِيم، وَتوجه رَسُولا إِلَى ملك الططر وَعظم قدره فِي دولة الْأَشْرَف وَصَارَ زردكاشا وَأَعْطَاهُ فِي آخر عمره طبلخاناه. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَخلف مَوْجُودا كثيرا وَكَانَ مشكور السِّيرَة كثير الرِّفْق بالفلاحين عَارِفًا بعمارة الأَرْض.

قجقار القردمي قردمر الحسني. تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن انْضَمَّ

ص: 211

للمؤيد شيخ حِين كَانَ نَائِب الشَّام فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة قدمه ثمَّ عمله أَمِير سلَاح ثمَّ ولاه نِيَابَة حلب فِي سنة عشْرين ثمَّ غضب عَلَيْهِ ونفاه لدمشق معزولا ثمَّ أُعِيد إِلَى التقدمة وَجعله فِي جملَة الأوصياء على وَلَده فأمسكه ططر قبل دفن الْمُؤَيد وحبسه بإسكندرية ثمَّ قتل بهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين عَن سِتِّينَ فأزيد، وَكَانَ كَرِيمًا مُحْتَرما عِنْده أدب مَعَ انهماك فِي لذاته واشتهار بالفروسية. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا فِي إنبائه مطولا وَآخَرُونَ.

قجقار رَأس نوبَة أحد الْأُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث. ذكره الْعَيْنِيّ.

قجق بِضَمَّتَيْنِ الشَّعْبَانِي الظَّاهِرِيّ برقوق. ترقى فِي الْأَيَّام الناصرية حَتَّى صَار مقدما ثمَّ)

عصى عَلَيْهِ وَتوجه لشيخ ونوروز فَلَمَّا تسلطن شيخ قدمه أَيْضا ثمَّ ولاه الحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه بإسكندرية وَبعده أطلقهُ ططر وَأَعْطَاهُ تقدمة ثمَّ إمرة مجْلِس ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف صَار أَمِير سلَاح ثمَّ فِي سنة سبع وَعشْرين وَنزل السُّلْطَان فصلى عَلَيْهِ تقدم الْعَيْنِيّ النَّاس ثمَّ دفن بحوش السُّلْطَان عِنْد تربة برقوق من الصَّحرَاء وَاسْتقر عوضه فِي الأتابكية يشبك الساقي الْأَعْرَج، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا وافر الْحُرْمَة مُعظما فِي الدول رَأْسا فِي ركُوب الْخَيل وفنون الفروسية مَعَ حسن الشكالة والشيبة وَالْعقل والسكون والتواضع والحلم وَالْخَوْف على دينه. أثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ وَغَيره رحمه الله.

قجق بِضَم ثمَّ فتح الظَّاهِرِيّ برقوق من صغَار مماليك أستاذه وَمِمَّنْ تَأَخّر فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَصَارَ أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى صفد ثمَّ أعطَاهُ فِيهَا أقطاعا هينا.

وَمَات بعد بِيَسِير فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَكَانَ أطلس عَارِفًا بلعب الرمْح مِمَّن سَاق الْمحمل باشا سِنِين.

قجق نَائِب القلعة. هَكَذَا بخطي فِي تَارِيخ شَيخنَا وَصَوَابه ممجق وَسَيَأْتِي فِي الْمِيم.

قجق النوروزي الجركسي نَائِب قلعة الْجَبَل. مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَيُحَرر فَكَأَنَّهُ ممجق.

قجماس بن قرقماس الْمَعْرُوف أَبوهُ بسيدي الْكَبِير. كَانَ أعظم من أَبِيه وَعَمه تغرى بردى وعمهما درمداش المحمدي فِي الشجَاعَة وَالْكَرم إِلَّا أَنه لم يُعْط حظهم، وَعظم اخْتِصَاصه بالجمالي يُوسُف بن تغرى بردى وَقَالَ أَنه كَانَ أسن مِنْهُ بأشهر. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مطعونا.

ص: 212

قجماس الإسحاقي الظَّاهِرِيّ جقمق نَائِب الشَّام. نَشأ فِي خدمَة أستاذه وجود الْخط فِي طبقته بِحَيْثُ كتب بردة وقدمها لَهُ فاتهم بِأَنَّهَا خطّ شَيْخه وَكَانَ كَذَلِك فامتحنه فَكتب بِحَضْرَتِهِ بَسْمَلَة فاستحسنها سِيمَا وَقد أشبهت كِتَابَة شَيْخه فِيهَا وَصرف لَهُ أَشْيَاء وَحج رَفِيقًا لتمربغا أَظن فِي أَيَّام أستاذهما ثمَّ عمله الظَّاهِر خشقدم خازندار كيس ثمَّ أمره بلباي عشرَة بعد أَن توجه لنقل الْمَنْصُور لدمياط للْإِذْن للمؤيد بالركوب فَلَمَّا اسْتَقر الْأَشْرَف قايتباي رقاه وَأَسْكَنَهُ فِي بَيته بالباطلية ثمَّ أرْسلهُ الشَّام لتَركه نائبها بردبك البشمقدار ودواداره أبي بكر ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة إسكندرية وأضاف إِلَيْهِ وَهُوَ بهَا تقدمة ثمَّ نَقله من النِّيَابَة لإمرة آخور وتحول إِلَى الديار المصرية فسكن بِبَيْت تمر الْحَاجِب بِالْقصرِ تجاه الكاملية ثمَّ تحول لبيت الدوادار الْكَبِير بِالْقربِ)

من الحسنية والألجهية، وسافر فِي أَثْنَائِهَا أَمِير الْحَاج وَكَانَ مَعَه من الْفُقَهَاء الصّلاح الطرابلسي وَالشَّمْس النوبي وَكَذَا توجه فِي أَثْنَائِهَا لعمارة برج السُّلْطَان بهَا بل وَعمر لنَفسِهِ حِين نيابته بهَا جمعا ظَاهر بَاب إسكندرية الْمُسَمّى بِبَاب رشيد للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات مَعَ تربة وخان بِقُرْبِهِ كَانَ السَّبَب فِيهِ عدم أَمن من يبيت من الْمُسَافِرين مِمَّن يصل إِلَى الْبَاب بعد الْغُرُوب وغلقه وَحصل بِهِ نفع كَبِير وَدفن بتربة الظَّاهِر تمربغا وَأَنْشَأَ بِجَانِب ذَلِك بستانا هائلا، وجدد أَيْضا جَامع الصواري ظَاهر بَاب السِّدْرَة وأقيمت بِهِ الشعائر وَعمر خَارِجهَا بالجزيرة خَارج بَاب الْبَحْر على شاطئ بَحر السلسلة هَيْئَة رِبَاط وأودع بِهِ أسيلة وَنَحْوهَا وَبنى وَهُوَ أَمِير آخور مدرسة هائلة بِالْقربِ من خوخة أيدغمش للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَجعل بهَا متصدرا وقارئا للْبُخَارِيّ وَنَحْو ذَلِك بل نقل مَا كَانَ قَرَّرَهُ من التصوف بِجَامِع الْأَزْهَر إِلَيْهَا، وَعمل تربة بِالْقربِ من تربة قانم التَّاجِر وَبهَا أَيْضا تصوف ووظائف وَكَذَا جدد بِالْقربِ من الرَّوْضَة فِي نواحي بَاب النَّصْر مَكَانا يعرف بالشيخ مُوسَى وَغير ذَلِك وأرصد لكلها أوقافا، ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة الشَّام بعد أسر قانصوه اليحياوي فِي المجردين وَظهر صدق مَنَامه الْمَاضِي فِي الْأَشْرَف قَرِيبا، وجدد بجوار بَاب السَّعَادَة دَاخل بَاب النَّصْر مِنْهَا مدرسة وَقرر فِيهَا صوفية بل عمل بجانبها مطبخا للدشيشة وسافر لعدة غزوات. وَمَات فِي آخر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة وَجَاء الْخَبَر بذلك فِي ثامنه، وَلم يخلف ولدا وَإِنَّمَا ترك زَوجته وَمن شَاءَ الله وَتعرض الْملك لسَائِر جماعته حَتَّى الْعِمَاد العباسي، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة قانصوه عودا على بَدْء، وَكَانَ سَاكِنا خيرا من خِيَار أَبنَاء جنسه متثبتا متواضعا متأدبا مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ

ص: 213

شجاعا بِحَيْثُ كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي كسر عَسْكَر ابْن عُثْمَان رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

قجماس المحمدي الظَّاهِرِيّ شاد الشربخاناه. قتل فِي وقْعَة إيتمش فِي ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ. أرخه المقريزي وَغَيره.

قجماس أَمِير الراكز بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

قديد كحديد القلمطاي الْحَاجِب وَالِد عمر الْمَاضِي أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِالْقَاهِرَةِ. لَهُ ذكر فِي ابْنه وَأَنه ولي نِيَابَة الكرك وإسكندرية وَعمل لالة الْأَشْرَف شعْبَان وَغير ذَلِك. مَاتَ بالقدس بطالا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى.)

قرابغا الأسنبغاوي الْحَاجِب الصَّغِير بِمصْر. كَانَ تركيا أَو تركمانيا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ لجراحات حصلت فِيهِ فِي وقْعَة أيتمش. ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ غَيره: أحد المقدمين فِي دولة الظَّاهِر برقوق قتل فِي وقْعَة إيتمش بِالْقَاهِرَةِ.

قرابغا مفرق وَالِي الْقَاهِرَة. مَاتَ من جِرَاحَة كَانَت بِهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ ذكره المقريزي فِي الْحَوَادِث وَكَذَا شَيخنَا.

قرا بك بن أوزار أَمِير التركمان بالجون. قتل صبرا فِي المشاققة الَّتِي بَين الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وعَلى دولات فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ.

قرا تنبك أحد الطبلخانات وَأحد الْحجاب بالديار المصرية. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَكَانَ عين لإمرة الْحَج فَمَاتَ قبل أَن يخرج ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والعيني.

قراجا الأشرفي برسباي. ملكه فِي أَيَّام إمرته فَلَمَّا تسلطن عمله خاصكيا وخازندارا ثمَّ عمله عشرَة وخلع عَلَيْهِ بالخازندارية الْكُبْرَى ثمَّ نَقله إِلَى شدّ الشربخاناه وأنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه، وَاسْتمرّ إِلَى أَن قدمه فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وتجرد صُحْبَة الْأُمَرَاء إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ عَاد مَعَهم وَقد تسلطن الْعَزِيز ثمَّ كَانَ مِمَّن وَافق قرقماس الشَّعْبَانِي فِي الرّكُوب على الظَّاهِر ثمَّ فر عِنْد المصاف وَلحق بِالظَّاهِرِ فأقره على إمرته بعد الْقَبْض على قرقماس ثمَّ خلع عَلَيْهِ بِعَمَل الجسور بالغربية فَتوجه إِلَى الْمحلة فَأَقَامَ بهَا فَلَمَّا تسحب الْعَزِيز أرسل بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وَحبس مُدَّة ثمَّ أطلق بِالْقَاهِرَةِ بطالا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بإمرة هينة بطرابلس فَتوجه إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة تسع أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة، وَكَانَ روميا أسمر معتدل الْقد مليحا مستدير اللِّحْيَة صغيرها مُسْرِفًا على نَفسه.

قراجا الأشرفي إينال من سبي قبرس وَيعرف بالطويل أحد المقدمين ولي نِيَابَة حماة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة، وعسف وتجبر ثمَّ غضب عَلَيْهِ الدوادار الْكَبِير فرسم بنفيه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي صفر ظنا سنة خمس وَثَمَانِينَ.

ص: 214

قراجا الجانبكي الجداوي. بَاشر نِيَابَة جدة عَن أستاذه ثمَّ بعده اسْتِقْلَالا، وَكَانَ فاتكا ظَالِما. مَاتَ.

قراجا الخازندار الظَّاهِرِيّ جقمق. ملكه فِي إمرته ثمَّ عمله فِي سلطنته خاصكيا ثمَّ خازندارا صَغِيرا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ خازندارا كَبِيرا بعد قانبك الأبو بكري ثمَّ عينه لنيابة طرابلس فاستعفى ثمَّ طبلخاناة ثمَّ قدمه ابْن ثمَّ قدمه ابْن أستاذه فِي أَيَّامه ثمَّ أعطَاهُ الْأَشْرَف الحجوبية)

الْكُبْرَى وَلم يلبث أَن أمسك وَحبس بالقدس وَغَيره ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام على أتابكيته إِلَى أَن خرج لسوار فَقتل فِي الْوَقْعَة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا دينا متواضعا ذَا إِلْمَام بالفقه وَغَيره فِي الْجُمْلَة مقربا للفضلاء وَالْفُقَهَاء مَعَ حشمة وصيانة وعفة ومزيد كرم يتَحَمَّل الدّين بِسَبَبِهِ، ومحاسنه جمة وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الْأَزْهَر وَلكنه لم يمتع بهَا رحمه الله وإيانا.

قراجا الدوادار الظَّاهِرِيّ برقوق. ترقى فِي أَيَّام أستاذه ابْن النَّاصِر حَتَّى صَار أَمِير الطبلخاناة ثمَّ قدمه ثمَّ اسْتَقر بِهِ شاد الشربخاناة ثمَّ بعد قجاجق فِي الدوادارية الْكُبْرَى فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة فَلم تطل مدَّته وتوعك وَاشْتَدَّ مَرضه عِنْد خُرُوج النَّاصِر للبلاد الشامية بِحَيْثُ ركب فِي محفة فَمَاتَ بِمَنْزِلَة الصالحية فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الأول مِنْهَا وَدفن بجامعها، وَكَانَ شَابًّا مليح الشكل متواضعا كَرِيمًا شجاعا، وَقَالَ الْعَيْنِيّ إِنَّه خلف مَوْجُودا كثيرا قَالَ: وَكَانَ قَلِيل الْخَيْر مشتغلا بالمنكرات وَلم يعرف لَهُ مَعْرُوف وَوهم من أرخه فِي ربيع الآخر.

قراجا الطَّوِيل. تقدم قَرِيبا.

قراجا الظَّاهِرِيّ جقمق أحد من كَانَ فِي خدمَة نَاظر الْخَاص الجمالي بِحَيْثُ عمله شاد الطّور وتمول وعسف وَلَيْسَ مِمَّن يذكر. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

قراجا الْعمريّ الناصري فرج. أَقَامَ فِي الجندية إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر جقمق وَهُوَ خاصكي فِي ولَايَة الْقَاهِرَة ثمَّ أضَاف إِلَيْهَا إمرة عشرَة ثمَّ عَزله عَن الْولَايَة بمنصور بن الطبلاوي، وَحج رجبيا فَلم تحمد سيرته، وَآل أمره إِلَى النَّفْي إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بتقدمة فِي دمشق ثمَّ عيد وَولي فِي سنة ثَلَاث وَخمسين نِيَابَة الْقُدس وأنعم عَلَيْهِ بِمَال فَلم تطل مدَّته بل عزل وَحبس بقلعة دمشق مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَاسْتمرّ هُنَاكَ بطالا ثمَّ طلب هُنَاكَ للقاهرة إِلَى أَن ولاه الْمَنْصُور نِيَابَة بعلبك ثمَّ عَزله قبل خُرُوجه وولاه كشف الشرقية وعزله أَيْضا بعد أَيَّام وَقدم فِي أثْنَاء

ص: 215

الرّكُوب عَلَيْهِ فَكَانَ مِمَّن حضر مَعَ إينال فَلَمَّا تسلطن أعطَاهُ إمرة عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي فِي أَوَائِل أَيَّام خشقدم ثمَّ أخرجه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا ضَعِيفَة فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي مستهل صفر سنة سبعين وَقد ناهز الثَّمَانِينَ، وَوهم من أرخه)

فِي الْمحرم، وَكَانَ طوَالًا أسمر مَذْكُورا بالشجاعة مَعَ انهماك فِي الْخمر سامحه الله.

قراسنقر الشَّمْس الظَّاهِرِيّ برقوق. ترقى فِي أَيَّام ابْن أستاذه ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد طبلخاناه وسافر أَمِير حَاج الْمحمل فِي الدولة الأشرفية غير مرّة ثمَّ تعطل وَبَطل أحد شقيه وَأخرج الْأَشْرَف أقطاعه فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ مشكور السِّيرَة عِنْده حشمة ودعابة وَله صدقَات ومعروف أنشأ مدرسة صَغِيرَة بِالْقربِ من ميدان الْخَلِيل ببركة الناصري تجاه دَاره الْقَدِيمَة وَعمل لأرباب الْوَظَائِف فِيهَا وَقفا وَكَذَا وقف وَقفا لحمل المنقطعين بطرِيق الْحجاز رحمه الله. قراقاش. هُوَ سودون مضى.

قراقجا الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق. تَأمر بعد الْمُؤَيد وَصَارَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف من الطبلخانات وَثَانِي رُؤُوس النوب بل تقدم إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر رَأس نوبَة النوب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ نَقله فِيهَا إِلَى الأخورية الْكُبْرَى فَأَقَامَ فِيهَا سِنِين وَبنى أملاكا حبس أَكْثَرهَا على مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من قنطرة طقزدمر الْحَمَوِيّ وَعمل بهَا تصوفا وشيخا وأرباب وظائف وَقرر فِي خطابتها وَكَذَا فِي مشيختها ظنا السَّيِّد الصّلاح الأسيوطي وَكَذَا عمل أَيْضا مَسْجِدا بِبَعْض الْأَمَاكِن قرر فِي إِمَامَته بعض طلبة الْمَالِكِيَّة وَكَانَ دينا متواضعا عفيفا حسن السِّيرَة وقورا حشما أسمر معتدل الْقد شيق الْحَرَكَة أَبيض اللِّحْيَة مستديرها مُتَقَدما فِي الفروسية من محَاسِن أَبنَاء جنسه فَردا فيهم. مَاتَ هُوَ وَابْن لَهُ فِي يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِمَا من الْغَد ودفنا فِي قبر وَاحِد رحمهمَا الله.

قرايلوك هُوَ عُثْمَان بن قطلبك بن طرغلي.

قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بن بيرم خجا التركماني وَالِد جهان شاه الْمَاضِي كَانَ فِي أول أمره من التركمان الرحالة فتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن استولى بعد اللنك على عراق الْعَرَب والعجم ثمَّ ملك تبريز وبغداد وماردين وَغَيرهَا واتسعت مَمْلَكَته حَتَّى كَانَ يركب فِي أَرْبَعِينَ ألف نفس وَكَانَ نَشأ مَعَ وَالِده الَّذِي تغلب على الْموصل وملكها بعد مَوته سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَصَارَ ينتمي لِأَحْمَد ابْن أويس لتزوج أَحْمد بأخته ويكاتب صَاحب مصر وأباه وينجد أَحْمد فِي مهماته ثمَّ وَقع بَينهمَا بِحَيْثُ قتل أَحْمد رسله فغزاه فهرب أَحْمد مِنْهُ لدمشق فَملك

ص: 216

بَغْدَاد سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَأرْسل إِلَيْهِ اللنك عسكرا فهرب وَقدم دمشق فلقي بهَا أَحْمد فتصالحا ثمَّ توجه قرا يُوسُف مَعَ يشبك زمن مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا كَانَ من وقْعَة السعيدية سنة سبع وَثَمَانمِائَة مَا)

كَانَ رَجَعَ وَتوجه من دمشق فِي صفر سنة ثَمَان إِلَى الْموصل ثمَّ إِلَى تبريز ثمَّ وَاقع مرزا بن بكر بن مرزاشاه بن اللنك فَقتله فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشرَة واستبد بِملك الْعرَاق وسلطن ابْنه مُحَمَّد شاه بِبَغْدَاد بعد حِصَار عشرَة أشهر، ثمَّ ثار أهل بَغْدَاد وأشاعوا أَن أَحْمد بن أويس حَيّ فَخرج مُحَمَّد شاه من بَغْدَاد وَكَاتب أَبَاهُ فَمَا اتّفق فَرجع وَدخل بَغْدَاد وفر آل أَحْمد إِلَى تستر ودخلها مُحَمَّد شاه فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة، وَفِي غُضُون ذَلِك كَانَت لقرا يُوسُف مَعَ أيدكي وَمَعَ شاه رخ ابْن اللنك مَعَ إِبْرَاهِيم الدربندي وقائع ثمَّ سَار إِلَى محاربة قرايلك وَكَانَ بآمد ففر مِنْهُ ثمَّ تبعه ودامت الْحَرْب مُدَّة ثمَّ حصر شاه رخ بتبريز فَرجع قرا يُوسُف إِلَيْهِ وَتَبعهُ قرايلك فنهب سنجار وَنهب قبل أهل الْموصل وأوقع بالأكراد وَاخْتلف الْحَال بَين شاه رخ وقرا يُوسُف حَتَّى تصالحا وتصاهرا ثمَّ انْتقض الصُّلْح سنة سبع عشرَة وتحاربا وَفِي سنة عشْرين طرق الْبِلَاد الحلبية ثمَّ صَالحه قرايلك ثمَّ رَجَعَ يُرِيد تبريز خوفًا من شاه رخ وَفِي الَّتِي تَلِيهَا كَانَت بَينه وَبَين قرايلك وقعات حَتَّى فر قرايلك فَقدم حلب وانتقل النَّاس من حلب خوفًا من قرا يُوسُف وَكَانَ قد وصل إِلَى عينتاب وَكتب إِلَى الْمُؤَيد يعْتَذر بِأَنَّهُ لم يدْخل هَذِه الْبِلَاد إِلَّا طلبا لقرايلك لكَونه هجم على ماردين وَهِي من بِلَاد قرا يُوسُف فأفحش فِي الْأسر وَالْقَتْل والسبي بِحَيْثُ بيع صَغِير بِدِرْهَمَيْنِ وَحرق الْمَدِينَة فَلَمَّا جَاءَ قرا يُوسُف أحرق عنتاب وَأخذ من أَهلهَا مَالا كثيرا مصالحة وَتوجه إِلَى البيرة فنهبها ثمَّ بلغه أَن وَلَده مُحَمَّد شاه عصى عَلَيْهِ بِبَغْدَاد فَتوجه إِلَيْهِ وحصره واستصفى أَمْوَاله وَعَاد إِلَى تريز فَمَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقَامَ من بعده ابْنة اسكندر بتبريز وَاسْتمرّ ابْنه مُحَمَّد شاه بِبَغْدَاد، وَكَانَ قرا يُوسُف شَدِيد الظُّلم قاسي الْقلب خربَتْ فِي أَيَّامه وَأَيَّام أَوْلَاده مملكة العراقين لَا يتَمَسَّك بدين واشتهر عَنهُ أَن فِي عصمته أَرْبَعِينَ امْرَأَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ: وَتقدم كثير من أخباره فِي الْحَوَادِث، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: صَاحب أذربيجان وديار بكر وبغداد وماردين وَمَا والاها كَانَ أَولا مَعَ أَبِيه فَلَمَّا قتل كَانَ من أُمَرَاء حلب وَبعد ذَلِك عاث بِمن مَعَه من التركمان فِي بِلَاد حلب بِالْفَسَادِ وَنهب الْقرى ثمَّ توجه إِلَى إنطاكية فَفعل بهَا نَحْو ذَلِك وعاقب النَّاس وَآل أمره إِلَى أَن أمسك واعتقل بقلعة دمشق ثمَّ أفرج عَنهُ الْمُؤَيد قبل سلطنته

ص: 217

وَتوجه مَعَه إِلَى الديار المصرية فَانْهَزَمَ النَّاصِر بعساكره فاستمر فِي إثرهم وَلم يلبث أَن قويت شَوْكَة النَّاصِر وَانْهَزَمَ الْمُؤَيد وَقَرَأَ يُوسُف إِلَى الشَّام وَبعد ذَلِك)

توجه هَذَا إِلَى جِهَة الشرق فقاتل التتار بعد موت تمرلنك وكسرهم ثمَّ وَقع بَينه وَبَين صَاحب بَغْدَاد فانكسر صَاحب بَغْدَاد وَملك قرا يُوسُف بَغْدَاد وتبريز وماردين وَمَا والاها من الْبِلَاد الجزرية وديار بكر وَاسْتمرّ بهَا وَعظم شَأْنه وَكَثُرت بِلَاده وَكثر عسكره حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ أَمِيرا كَبِيرا شجاعا عَارِفًا ملك الْعرَاق وأذربيجان وَغَيرهَا من تِلْكَ الْبِلَاد وَكَانَت بِلَاده آمِنَة الطرقات بَين ملك الْبِلَاد ووطأته خَفِيفَة على التُّجَّار بِالنِّسْبَةِ لقرا يلوك وَملك بعده ابْنه اسكندر.

قردم الحسني. كَانَ مقداما وَتَوَلَّى أَيْضا خازندارا كَبِيرا. مَاتَ سنة أَربع عشرَة وَلم يكن بِهِ بَأْس. قَالَه الْعَيْنِيّ وَفِي الْمِائَة قبلهَا قردم الحسني.

قرقماس ابْن عرر بن نعير بن حبار بن مهنا. مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ.

قرقماس الأشرفي برسباي وَيعرف بالجلب بجيم وَلَام مفتوحتين ثمَّ مُوَحدَة. كَانَ من معارف أستاذه فِي بِلَاد جركس وَيُقَال لَهُ أَخُو الْأَشْرَف ويظن أَنه رضيعه فجلبه إِلَى مصر وَعَمله خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ أمره الظَّاهِر طبلخاناه ثمَّ قدمه وَلَده ثمَّ عمله أينال رَأس نوبَة النوب ثمَّ وَلَده الْمُؤَيد أَمِير مجْلِس ثمَّ الظَّاهِر خشقدم أَمِير سلَاح ودام فِيهَا طَويلا وتعداه خَمْسَة بل سِتَّة للأتابكية مَعَ كَون الْحق فِيهَا لَهُ إِلَى أَن أمْسكهُ بلباي وحبسه بإسكندرية ثمَّ أطلقهُ الظَّاهِر تمربغا وخيره فَاخْتَارَ الْإِقَامَة بدمياط فَتوجه إِلَيْهَا على أحسن وَجه إِلَى أَن طلبه الْأَشْرَف قايتباي وأنعم عَلَيْهِ بإمرة مائَة وَجعله أَمِير مجْلِس فَانْحَطَّ بذلك دَرَجَة ثمَّ عينه لتجريدة فاستعفى فَلم يجب وَكَانَت منيته هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَلم تُوجد لَهُ رمة، عَاقِلا سَاكِنا حشما وقورا مُحْتملا صبورا عديم الشَّرّ بِالْكُلِّيَّةِ رحمه الله.

قرقماس الإينالي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بِالرِّمَاحِ. قتل فِي دمشق بِسيف النَّاصِر فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَانَ قد خرج من الْقَاهِرَة على إقطاع الْأَمِير صرق ثمَّ تولى كشف الرملة ثمَّ أَرَادوا مسكه فهرب حَتَّى لحق بنائب حلب فَأمْسك عِنْد بعلبك وَجِيء بِهِ إِلَى دمشق فحبسه نائبها ثمَّ جَاءَ المرسوم بقتْله فَقتله هُوَ وَجَمَاعَة مماليك. ذكره الْعَيْنِيّ وَقَالَ غَيره: كَانَ فِي الْأَيَّام الناصرية أحد الطبلخانات ورءوس الْفِتَن ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام على أقطاع صرق فَأَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة وَولي كشف الرملة ثمَّ أحس بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ ففر إِلَى جِهَة حلب فَأخذ عِنْد بعلبك، وَكَانَ رَأْسا فِي لعب الرمْح شجاعا مقداما لكنه قَلِيل الْحَظ.

ص: 218

قرقماس الجلب وقرماس الرماح، تقدما.)

قرقماس الْمَدْعُو سَيِّدي الْكَبِير تمييزا لَهُ عَن أَخِيه تغرى بردى فَذَاك سَيِّدي الصَّغِير. قدما مَعَ أمهما بِطَلَب من عَمهمَا دمرداش المحمدي وَهُوَ إِذْ ذَاك نَائِب حماة وَتزَوج بأمهما وكلفهما حَتَّى صَارا من جملَة الْأُمَرَاء وَذكر بالشجاعة والفروسية وحظي هَذَا عِنْد النَّاصِر وَكَانَ يخرج عَن طَاعَته ثمَّ يرجع فعل ذَلِك غير مرّة، وَولى ولايات كنيابة صفد وحلب وَلم يجْتَمع الثَّلَاثَة عِنْد سُلْطَان بل يكون وَاحِد مَعَ شيخ ونوروز وآخران مَعَ السُّلْطَان أَو بِالْعَكْسِ إِلَى أَن أعيا النَّاصِر أَمرهم وَقتل وهم كَذَلِك فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد شيخ قرب هَذَا وَأَعْطَاهُ نِيَابَة الشَّام بعد خُرُوج نوروز عَن الطَّاعَة فراسل حِينَئِذٍ عَمه وَكَانَ بِبِلَاد التركمان قَائِلا لَهُ: يَا عَم هَا أَنا قد خرجت إِلَى الشَّام وأخى إِلَى غَزَّة فجِئ أَنْت وَكن بِمصْر عِنْد الْمُؤَيد وَلَا تخف فانه لَا يُمكنهُ الْقَبْض عَلَيْك وكلانا بالبلاد الشامية فَحسن ذَلِك بِبَالِهِ وَركب الْبَحْر حَتَّى طلع من الطينة فَوجدَ خام قرقماس بالصالحية وَقد عَاد من صفد لعَجزه عَن مُقَابلَة نوروز فَقَالَ لَهُ دمرداش: أيش هَذَا الَّذِي عملته يَا وَلَدي فَقَالَ لَهُ: دع عَنْك هَذَا فالمؤيد لَا يُمكنهُ الْقَبْض علينا وَخَلفه مثل نوروز فَلم يُعجبهُ هَذَا ورام الرُّجُوع فقوي عَلَيْهِ قرقماس وقدما الْقَاهِرَة وَتوجه تغرى بردى لغزة فَرَحَّبَ بهما الْمُؤَيد وَبَالغ فِي تعظيمهما وأجلس دمرداش على الميسرة وَهَذَا تَحْتَهُ ثمَّ خلع عَلَيْهِمَا وجهز سرا من قبض على تغرى بردى ثمَّ بَادر للقبض على الآخرين وسجنهما حَتَّى قدم الآخر ثمَّ بعث بِهَذَيْنِ فحبسا بإسكندرية وَقتل تغرى بردى فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَكَذَا قتل قرقماس بإسكندرية فِي السّنة وَأخر عَمهمَا إِلَى أَن قَتله فِي سنة ثَمَانِي عشرَة، وَكَانَ قرقماس شَابًّا جميلا لطيف الذَّات شجاعا كَرِيمًا مفرطا فيهمَا بِحَيْثُ أَن الْمُؤَيد لما رأى على بعض مماليكه حِين عرضهمْ سلارى مفرى بوشق من إنعام سَيّده امْتنع من اسْتِخْدَام أحد مِنْهُم قَائِلا: مَاذَا أفعل أَنا بعد هَذَا أَو نَحْو هَذَا منهمكا فِي اللَّذَّات يَقُول الشّعْر بالتركي وَيُحب سَماع الملاهي والمطربات وَهُوَ وَالِد قجماس الْمَاضِي قَرِيبا، وَسَتَأْتِي حِكَايَة فِي يحيى بن أَحْمد بن عمر بن الْعَطَّار لهَذَا وتحتاج إِلَى تَحْقِيق.

قرقماس الشَّعْبَانِي الظَّاهِرِيّ برقوق ثمَّ الناصري وَيعرف بقرقماس أهرام ضاغ يَعْنِي جبل الأهرام لتكبره. أَصله من كِتَابِيَّة الظَّاهِر ثمَّ ملكه ابْنه فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ صَار فِي دولة)

الْمُؤَيد من الدوادارية الصغار ثمَّ تَأمر بعده عشرَة ثمَّ دوادارا ثَانِيًا مَعَ إمرة طبلخاناه، ودام إِلَى سنة سِتّ وَعشْرين فأنعم عَلَيْهِ بتقدمة

ص: 219

وَتوجه لمَكَّة مَعَ عَليّ بن عنان كالشريك لَهُ فِي إمرتها وَأقَام بهَا نَحْو سنة تخمينا، وَطلب إِلَى الْقَاهِرَة على إمرته إِلَى أَن خلع عَلَيْهِ فِي منتصف شَوَّال سنة تسع وَعشْرين بالحجوبية الْكُبْرَى فباشرها بِحرْمَة زَائِدَة وعظمة وبطش فِي النَّاس بِحَيْثُ هابه كل أحد وسافر مَعَ السُّلْطَان إِلَى آمد فَلَمَّا رَجَعَ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة حلب بعد قصروه الْمُنْتَقل لنيابة الشَّام فباشرها على عَادَته ثمَّ صرف حِين ظهر جَانِبك الصُّوفِي من الرّوم وَقدم الْقَاهِرَة مسرعا على النجب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ على أقطاع جقمق العلائي ووظيفته إمرة سلَاح إِلَى أَن تجرد فِي جمَاعَة أُمَرَاء إِلَى أرزنكان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَكَانَ حضورهم بِالطَّلَبِ حِين ترشح جقمق للسلطنة فَقَامَ مَعَه حَتَّى تسلطن ذَاك وَعمل هَذَا عوضه أتابكا فَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا ووثب عَلَيْهِ وَكَانَ مَا شرح فِي الْحَوَادِث، وَآل أمره إِلَى أَن جرح فِي وَجهه بالنشاب وفر عَنهُ غَالب أَصْحَابه ثمَّ انهزم واختفى من يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَلم يلبث أَن قبض عَلَيْهِ فِي يَوْم الْجُمُعَة سادسه ثمَّ قيد وجهز إِلَى إسكندرية من الْغَد فحبس بهَا إِلَى خَامِس رَجَب وَعقد لَهُ مجْلِس بِالْقصرِ وأقيمت الْبَيِّنَة عِنْد القَاضِي الْمَالِكِي على مَنْصُوب عَن قرقماس هُوَ الشهَاب بن يَعْقُوب نقيب شَيخنَا بِحكم غيبته بإسكندرية بِخُرُوجِهِ على السُّلْطَان بعد مبايعته وَخَلفه لَهُ وإشهاره السِّلَاح فَحكم عَلَيْهِ بِمُوجب الشَّهَادَة فَقيل لَهُ: فَمَا يجب عَلَيْهِ قَالَ: يتَخَيَّر السُّلْطَان فِي ذَلِك فَجهز بريدي بِأَن يقْرَأ عَلَيْهِ الْمحْضر ويعذر لَهُ فِيهِ فقرئ عَلَيْهِ وَأمر بقتْله بِسيف الشَّرْع فَضربت عُنُقه وَذَلِكَ بإسكندرية فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشره وَهُوَ ابْن نَيف وَخمسين سنة وَكَانَ أَمِيرا ضخما متعاظما متكبرا ظَالِما مَعَ تَدْبِير ومكر وشجاعة وإقدام وَكَونه يتفقه ويتحفظ بعض الْمسَائِل وَيظْهر التدين ولتكبره وتعاظمه وَعدم بشاشته سر الْعَامَّة بإمساكه وإتلافه، وَقد أَشَارَ شَيخنَا لترجمته فِي حوادث رَجَب وَغَيرهَا من أنبائه، وَقَالَ فِي تَرْجَمَة جارقطلي من سنة سبع وَثَلَاثِينَ مِنْهُ: وَمن الِاتِّفَاق الْغَرِيب أَن رَفِيقًا لي رأى لما كُنَّا فِي سفرة آمد قبل أَن ندخل حلب وَذَلِكَ فِي رَمَضَان أَن النَّاس اجْتَمعُوا فطلبوا من يؤم بهم فَرَأَوْا رجلا ينْسب إِلَى صَلَاح فَسَأَلُوهُ أَن يؤم)

بهم فَقَالَ: بل يؤم بكم قرقماس فَفِي الْحَال حضر قرقماس فَتقدم فصلى بهم فقدرت ولَايَته لَهَا بعد بِدُونِ سنة، وَقد تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره.

قرقماس الْمعلم. مَاتَ فِي التجريدة.

قرقمش الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالأعور. ترقى فِي أَيَّام الْفِتَن وتقلب

ص: 220

الدّور حَتَّى صَار مقدما بعد موت شيخ ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ مَعَ جَانِبك الصُّوفِي وَأجَاب برسباي حِين قَالَ لَهُ: كن مَعنا لَا مَعَه بقوله: كَيفَ لَا أكون وَقد حَملته على كَتِفي فِي بِلَاد جركس وربيته كَالْوَلَدِ فَلَمَّا أمسك جَانِبك أخرج هَذَا مقدما فِي دمشق وَلما تسلطن برسباي أقره فَلَمَّا خرج عَلَيْهِ تنبك البجاسي نَائِب الشَّام فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَافقه هَذَا على الْعِصْيَان وَركب مَعَه وَقَاتل عَسْكَر السُّلْطَان ثمَّ فر بعد انكسار تنبك واختفى إِلَى أَن ظهر مَعَ جَانِبك الصُّوفِي وَآل الْأَمر إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ بعد اختفائه زِيَادَة على عشر سِنِين وسجن بقلعة حلب ثمَّ قتل فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ أَعور طوَالًا كثير الشَّرّ قَلِيل الْخَيْر يحب الْفِتَن. وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.

قرم خجا الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ من خاصكيته ثمَّ تَأمره بعده عشرَة مُدَّة ثمَّ ترك حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة بعد أَن حج وجاور غير مرّة، وَكَانَ دينا خيرا ذَا أنسة فِي الْفِقْه وَغَيره رحمه الله.

قُرَيْش بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّمْس بِمُحَمد بن الشَّمْس أبي يزِيد الدلجي الصعيدي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بدلجة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ ونظم الجعبرية فِي الْفَرَائِض، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسبعين فحفظ الشاطبية وتلا للسبع ثمَّ للأربعة عشر على الزين جَعْفَر السنهوري وتميز فِيهَا، وَحضر عِنْدِي كثيرا رِوَايَة ودراية وَمن ذَلِك مسلسل الْعِيد فِي عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب الدلجي بل وَحضر تقسيما للعبادي وَكَذَا للبكري وَسمع على الشاوي وَأبي حَامِد بن التلواني وَأبي سعود الغراقي والخيضري والديمي وقاضي الخانقاة الشَّمْس الونائي وخادمتها تَاج الدّين، وَله ذوق وَفهم جيد وخبرة بلقاء النَّاس وإقبال من كثير مِمَّن يمِيل إِلَى الْخَيْر عَلَيْهِ وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع وَرُبمَا أَقرَأ وَنعم الرجل.)

قسطيل بن زُهَيْر بن سُلَيْمَان الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد انْفِصَال ضغيم فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بمعاونة صَاحب الْحجاز فدام إِلَى أثْنَاء سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ انْفَصل بِدَعْوَى بتعويض الْمشَار إِلَيْهِ لإضافة صَاحب مصر أَمر بِلَاد الْحجاز إِلَيْهِ.

قسيط بن أشعار الجدي. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. قشتام. فِي الَّذِي بعده.

قشتمر بن قجماس أَخُو إينال باي وَابْن عَم الظَّاهِر برقوق وَأحد الطبلخاناة

ص: 221

بِمصْر. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ من خراجة حصلت فِيهِ فِي وقْعَة أيتمش وَقد ناهز الْعشْرين. ذكره الْعَيْنِيّ وَصُورَة اسْمه بِخَطِّهِ قشتام، وَقَالَ غَيره أَنه ولد بجركس وَقدم مَعَ أَخِيه وأبيهما إِلَى مصر فأنعم الظَّاهِر على الْأَب ورقاه حَتَّى جعله مقدما وَأمر ابْنه هَذَا عشرَة فَلَمَّا كَانَت فتْنَة الأتابك ايتمش كَانَ هَذَا من جِهَة النَّاصِر فَقتل فِي الْوَقْعَة فِي ثامن ربيع الأول.

أرخه المقريزي وَغَيره.

قشتمر المؤيدي شيخ أحد خاصكيته وصغار دواداريته ثمَّ بعد مَوته نَاب بإسكندرية من قبل وَلَده المظفر أَحْمد عَزله ططر بداوداره فَارس ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه إِلَى أَن أخرجه الْأَشْرَف وَعَمله الأتابك حلب وَتوجه إِلَيْهَا فدام حَتَّى قتل فِي وقْعَة كَانَت بَين التركمان وعسكر حلب فِي سنة ثَلَاثِينَ، وَكَانَ أشقر معتدل الْقد سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ.

قشتمر أَو بِدُونِ رَاء المحمودي الناصري فرج ولي نِيَابَة الْبحيرَة وَقتل بهَا فِي وقْعَة كَانَت بَينه وَبَين عرب لبيد بِالْقربِ من تروحة فِي أَوَاخِر رَجَب سنة سبع وَخمسين وَقد ناهز السِّتين، وَكَانَ أَمِيرا عَاقِلا شجاعا كَرِيمًا متواضعا جوادا مليح الشكل بشوشا محببا إِلَى النَّاس مشكورا فِي ولَايَته عَارِفًا مقداما من محَاسِن أَبنَاء جنسه رحمه الله.

قصروه من تمراز الظَّاهِرِيّ برقوق. مِمَّن تَأمر عشرَة الْأَيَّام المؤيدية بعد خطوب وحروب قاساها ثمَّ قدمه ططر ثمَّ عمله رَأس النوب ثمَّ عمله الْأَشْرَف فِي سنة خمس وَعشْرين أَمِير آخور كَبِير ثمَّ أعطَاهُ فِي الَّتِي بعْدهَا نِيَابَة طرابلس ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة حلب فِي سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ نَقله فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مِنْهَا إِلَى دمشق بعد جارقطلي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ ضخما عَارِفًا عَاقِلا شجاعا مقداما مديرا سيوسا صَاحب دهاء ومكر مَعَ شكالة وحشمة وبهاء ووقار وَهُوَ أحد الْأَسْبَاب فِي سلطنة الْأَشْرَف. ذكره ابْن خطيب)

الناصرية وَغَيره بل أوردهُ شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فِي سنة تسع وَكَذَا فِي سنة أَرْبَعِينَ سَهوا، وَذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ أَنه لم يكن مشكورا وَخلف عَلَيْهِ جملَة دُيُون للنَّاس أَنه ترك من النَّقْد والخيول والقماش وَسَائِر الْأَصْنَاف مَا قِيمَته سِتّمائَة ألف دِينَار جمعهَا من حرَام وَسَماهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ خسرو فَوَهم وَله ذكر فِي فَاطِمَة ابْنة قانباي.

قطج من تمراز الظَّاهِرِيّ برقوق. صَار خاصكيا فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ تَأمر بعد عشرَة إِلَى أَن تقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَأرْسل بِهِ مُقَيّدا إِلَى إسكندرية فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ أطلقهُ وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة حلب وَاسْتمرّ إِلَى أَن سَافر إِلَى آمد فأنعم عَلَيْهِ بأتابكيتها، وَقدم فِي أَيَّام الظَّاهِر فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ

ص: 222

بطالا ملازما للْخدمَة السُّلْطَانِيَّة مظْهرا للفقر مكثرا من الشكوى مستمنحا الْأُمَرَاء، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَوجد لَهُ نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار نَقْدا وَمن غَيره أَشْيَاء، وَكَانَ جركيسا كَبِير اللِّحْيَة بَخِيلًا جَبَانًا غير محبب إِلَى النَّاس عَفا الله عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار. وَقَالَ المقريزي: طقج الناصري أحد مماليك الناصرية فرج. ترقى فِي الخدم حَتَّى صَار من مقدمي الألوف ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام فتنقل فِي أمريات بحلب ودمشق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة ووعد بإمرة فَلم تطل إِقَامَته حَتَّى مَاتَ وَترك مَالا جزيلا وَكَانَ من الشُّح المفرط والطمع الزَّائِد بغاية يستحيا من ذكرهَا.

قطلباي المحمودي العزيزي الأشرفي برسباي، من مشترواته الَّذين أعتقهم ابْنه وَصَارَ خاصكيا ثمَّ ساقيا فِي الْأَيَّام الإينالية ثمَّ أَمِير عشرَة وَمن رُءُوس النوب فِي الخشقدمية بسفارة حممه الظَّاهِر بلباي إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا فِي الْوَقْعَة السوارية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَلم يكمل السّبْعين.

قطلبك. فِي قطلو بك.

قطلوبغا حجي البانقوسي حمو الظَّاهِر ططر. ولي نظر الْأَوْقَاف فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي مُدَّة فباشر بعنف شَدِيد ثمَّ لانت عريكته ثمَّ انْفَصل، وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

قطلوبغا الزين التركي الْمُفْتِي الْحَنَفِيّ أحد مشايخهم. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا أَيْضا، زَاد المقريزي فِي نصف جُمَادَى الأولى.

قطلوبغا الْعَلَاء التنمي تنم الحسني نَائِب الشَّام. رقاه الْمُؤَيد لكَونه كَانَ زوجا لابنته تنم بعد)

مَوته حَتَّى جعله مقدما ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة صفد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَاسْتمرّ إِلَى أَن قدم على ططر فَخلع عَلَيْهِ باستمراره فِيهَا ثمَّ صرف وَأقَام بِدِمَشْق بطالا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين.

قطلوبغا الخليلي. ولي الحجوبية فِي أَيَّام برقوق ثمَّ تعطل مُدَّة إِلَى أَن طلبه الْمُؤَيد وولاه نِيَابَة إسكندرية وَاسْتمرّ بهَا مَحْمُود السِّيرَة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَأَنَّهُ من مماليك جركس الخليلي أَمِير آخور، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: إِن لَهُ ولأبيه ذكر فِي الْحَوَادِث وَلم تطل مدَّته فِي السَّعَادَة وَاسْتقر بعده فِي نِيَابَة إسكندرية نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعَطَّار الدِّمَشْقِي صهر كَاتب السِّرّ نقلا لَهُ من دوادارية نَائِب الشَّام إِلَيْهَا.

قطلوبغا السودوني سودون الشيخوني وَالِد الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. يُقَال أَنه كَانَ من رُءُوس النوب ويلقب بالزراف. مَاتَ وَابْنه صَغِير.

ص: 223

قطلوبغا الكركي لكَونه كَانَ صُحْبَة أستاذه الظَّاهِر برقوق بالكرك. عمله بعد رُجُوعه إِلَى الْملك خاصكيا وقربه وَأَدْنَاهُ ثمَّ أمره عشرَة وَلما اسْتَقر ابْنه النَّاصِر قدمه ثمَّ قبض عَلَيْهِ جكم من عوض وسجنه بإسكندرية مَعَ يشبك ثمَّ بعد سنة أطلق وأعيد إِلَى تقدمته حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَحضر النَّاصِر جنَازَته بمصلى المومني، وَكَانَ خيرا دينا تاليا لِلْقُرْآنِ مَرْبُوع الْقَامَة رَأْسا فِي الرَّمْي وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: كَانَ شَابًّا حسنا فِي دولة الظَّاهِر حفظ الْقُرْآن وَكَانَ يحسن الْقِرَاءَة بالألحان مِمَّن يحب فِي إمرته الْعلمَاء ويجمعهم وَيحسن إِلَيْهِم ويتذاكرون عِنْده وَله ذكر فِي مَوَاضِع من الْحَوَادِث رحمه الله.

قطلو بك بن صديق بن عَليّ القونوي الرُّومِي. نزيل مَكَّة وَأحد التُّجَّار ووالد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وصهر ابْن حمام. ذكره ابْن فَهد. مَاتَ.

قطلو بك الحسامي منجك اليوسفي نَائِب الشَّام. مِمَّن صَار من أَعْيَان أُمَرَاء الدولة الظَّاهِرِيَّة برقوق حَتَّى مَاتَ بالينبوع فِي سنة اثْنَتَيْنِ أرخه المقريزي وَغَيره.

قطلو بك العلائي الأيتمشي. خدم استادارا عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء حَتَّى اتَّصل بالأتابك أيتمش البجاسي فاشتهر بِهِ وأثرى لطول خدمته لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين اسْتَقر بِهِ)

الظَّاهِر برقوق فِي الاستادارية عوضا عَن مَحْمُود وأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشْرين، ثمَّ بعد قَلِيل بتقدمة وباشر بعجز إِلَى أَن صرف فِي الَّتِي تَلِيهَا بيلبغا الْمَجْنُون وَاسْتمرّ أَمِير عشْرين مَعَ بَقَائِهِ فِي خدمَة أيتمش إِلَى أَن قتل أستاذه وَكَانَ مشكور السِّيرَة قَلِيل الشَّرّ ولي إمرة الأول مرّة والمحمل أُخْرَى وصاهره سعد الدّين بن غراب فنال قطلو بك الوجاهة بِهِ. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وأرخه شَيخنَا فِي ربيع الأول وَقَالَ أَنه ولي الاستادارية للسُّلْطَان مرَارًا، وَأما الْعَيْنِيّ فأرخه كَمَا تقدم وَقَالَ: كَانَ صَاحب دواليب كَثِيرَة وأموال جزيلة وَلم يشْتَهر بِمَعْرُوف.

قطلو خجا أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة صَغِير. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.

ذكره الْعَيْنِيّ.

قلمطاي الإسحاقي الأشرفي برسباي صهر الْجمال يُوسُف بن تغرى بردى وَأحد أُمَرَاء العشرات. حج مرَّتَيْنِ وَكَانَ مِمَّن يذكر بِخَير. مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين رحمه الله.

قماري كَانَ أَمِير الركب الأول فَمَاتَ مُتَوَجها إِلَى الْحَج فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة وَكَانَ شاد الزردخاناه. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

ص: 224

قمش أحد الْأُمَرَاء المقدمين من الظَّاهِرِيَّة برقوق ونائب طرابلس. مِمَّن قَتله الْمُؤَيد سنة سبع عشرَة، أرخه الْعَيْنِيّ.

قنباك. فِي قانباك. قنباي فِي قانباي.

قنبر بن عبد الله العجمي السبزواني وبخط الْعَيْنِيّ بالراء بدل النُّون ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وسمى بَعضهم وَالِده مُحَمَّد بن عبد الله. اشْتغل فِي بِلَاده وتمهر فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَقدم الديار المصرية قبيل التسعين فَأَقَامَ بالأزهر مُدَّة يشغل الطّلبَة فَانْتَفع بِهِ الْأَئِمَّة كالبساطي، وَكَانَ حسن التَّقْرِير جيد التَّعْلِيم متقنا معرضًا عَن الدُّنْيَا قانعا باليسير لَا يزِيد فِي الصَّيف والشتاء على قَمِيص ولباد وكوفية لبد على رَأسه وَلَا يتَرَدَّد لأحد وَلَا يسْأَل أحدا شَيْئا وَإِذا فتح عَلَيْهِ بِشَيْء أنفقهُ على من حَضَره وَإِذا حضر مَجْلِسا جلس حَيْثُ يَنْتَهِي وَلَا يتصدر، كل ذَلِك مَعَ محبَّة السماع والرقص والتنزه فِي أَمَاكِن النزه وَهُوَ على هَيئته وَذكره بالتشييع حَتَّى أَنه شوهد مرَارًا يمسح على رجلَيْهِ من غير خف. مَاتَ فِي شعْبَان كَمَا لشَيْخِنَا والمقريزي أَو ثَانِي رَجَب)

كَمَا للعيني سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: اجْتمعت بِهِ وَسمعت دروسه وَكَذَا ذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ: كَانَ عَارِفًا بالمعقولات حضرت دروسه بالأزهر وَكَانَ ينبز بالتشيع، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار جدا رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

قنيد بن مِثْقَال الْقَائِد الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان نَائِب مَكَّة ووالد مَسْعُود وعنان. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

قوام بن عبد الله الرُّومِي الْحَنَفِيّ ويلقب قوام وَكَأن اسْمه مُخْتَصره قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: قدم الشَّام وَهُوَ فَاضل فِي عدَّة فنون فصاهر الْبَدْر بن مَكْتُوم وَولي تصديرا بالجامع وشغل وَأفَاد وَصَحب النواب وَكَانَ سليم الْبَاطِن كثير الْمُرُوءَة والمساعدة للنَّاس. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان بِدِمَشْق رحمه الله.

قوزي الظَّاهِرِيّ جقمق من مماليكه قبل تملكه فَلَمَّا تملك عمله خاصكيا ثمَّ ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ امتحن إِلَى أَن أمره خشقدم عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب وتجرد لسوار فَعَاد مَرِيضا إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني، وَكَانَ سَاكِنا مليحا لينًا.

قوماط شاه بن إسكندر بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد الْمَاضِي أَبوهُ. قتل أَبَاهُ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ محاصر بقلعة النجا وراسل عَمه جاهنشاه بذلك.

قيت الساقي الأشرفي الْوَالِي أحد العشرات. مِمَّن يذكر بالفروسية أعطَاهُ

ص: 225