الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاً: ضرورة اهتمام العلماء وطلبة العلم بهذا الأمر
، دراسة ومعالجة، وأن تتفرغ طائفة من المشايخ من أهل العلم الشرعي وأهل الفقه في الدين لهذا، وتعكف على الحلول للنصح بها لهؤلاء الذين وقعوا فيها ومن ذلك: تأليف الكتب والرسائل التي تعالج هذه القضايا، والإسهام بالمقالات وغيرها في وسائل الإعلام المشروعة وغير ذلك.
ثانياً: أرى أنه لا بد أن تنتقل طائفة من العلماء وطلاب العلم المؤهلين في البلاد الإسلامية، ليرشدوا الناس، ويرشدوا الدعاة وإن كان هذا هو خلاف الأصل، فالأصل أن العلماء يُسعى إليهم ويُسافر إليهم من أجل أن يؤخذ العلم عنهم، ولا يسعوا هم إلى الناس لكن أرى أنه لا مانع في هذه الظروف العصيبة، وفي هذا العصر والوضع الذي نعيشه، أن تسافر طائفة من العلماء وتنتقل إلى شتى أقاليم المسلمين، بل وحتى إلى البلدان غير الإسلامية التي يوجد بها مسلمون، ويوجد بها دعوة إلى الله.
لا بد أن تتحمل طائفة من العلماء أعباء السفر والذهاب إلى أولئك بل وربما الإقامة بينهم، لتعليمهم أصول دينهم، ولإرشادهم فيما يجب أن يسترشد به في أمور دينهم ودنياهم، خاصة في أمور الدعوة، لأن ظروف المسلمين الآن لا تسمح بالتنقل والسفر من بلد إلى بلد إلا بصعوبة بالغة وبأخطار ومشقات لا يتحملها أغلب الناس. حيث صار التنقل من بلد الإسلام إلى بلد الإسلام يحتاج إلى إجراءات أصعب من التنقل في بلاد الكفار وإليها، وهو أمر واقع. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
فمن هنا أقول تقديراً لهذه الظروف: لا بد أن تسافر مجموعة من العلماء وطلاب العلم الذين عندهم فقه في الدين لإرشاد الدعاة والدعوات وعامة المسلمين، وحبذا لو أن بعض طلاب العلم احتسب الانتقال والإقامة الدائمة في البلاد التي هي أحوج إلى الفقه في الدين.
ثالثاً: يجب على جميع منتسبي الدعوات وخاصة الذين يتصدون للدعوة أن يتفقهوا في الدين، ويطلبوا العلم على أهله وبالطرق الشرعية الصحيحة، وأن يكون هذا من مناهج الدعوات نفسها، بأن تكثر من الدروس الشرعية، ومن حِلَقِ الذكر ومن حلق العلم، ولا تمنع منسوبيها من تلقي العلم عن أهل الفقه في الدين، بل تسعى إلى دفعهم إلى ذلك تحقيقاً للخير الذي وعد الله به كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيراً، يفقه في الدين» (1)
(1) البخاري في صحيحه 1 / 197 كتاب العلم / باب من يرد الله به خيراً وفي 13 / 316 كتاب الاعتصام / باب لا تزال طائفة من أمتي ومسلم في صحيحه (719) كتاب الزكاة / باب النهي عن المسألة وفي (1524) كتاب الإمارة / باب قوله كلَيه «لا تزال طائفة.. من حديث معاوية ابن أبي سفيان- وله عندهما تتمة. وأخرجه الترمذي في سننه (2647) كتاب العلم / باب إذا أراد الله بعبد خيراً من حديث ابن عباس وقال: هذا حديث حسن صحيح.