الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت ويظهر من هذا أن الأضلاع تشمل كل عظم أو عود فيه عرض بحيث يصلح للكتابة عليه.
10-
اللخاف: قال ابن كثير: "واللخاف جمع لخفة وهي القطعة من الحجارة مستدقة"1. وقال ابن حجر: "قال أبو داود الطيالسي في روايته: هي الحجارة الرقاق وقال الخطابي: صفائح الحجارة الرقاق. قال الأصمعي: فيها عرض ودقة" 2 قال الفيروز آبادي: "حجارة بيض رقاق" 3. زاد عليهم بأن حدد لونها ويبدو أن تحديد لونها ليس له فائدة.
وروى البخاري عن محمد بن عبيد الله أنه قال: "اللخاف: يعنى الخزف"4.
وهذا كله فيما يكتب عليه، أما ما يكتب به فمعلوم أن لكل وسيلة مما سبق ما يناسبها للكتابة عليها فقد يكتب بالمداد وقد يكتب بالنقش وغير ذلك والله أعلم.
1 فضائل القرآن ص29.
2 الفتح 8/631.
3 القاموس المحيط، مادة لخف 1135.
4 صحيح البخاري حديث رقم 7191.
القَُّراء من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد اهتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن كتابة وقراءة وضبطاً وحفظاً، واشتهر عدد منهم بالإقراء وذلك لتميزهم
بضبطهم للقرآن، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عن بعض هؤلاء الضابطين، فقد أخرج البخاري رحمه الله بسنده عن مسروق: ذكر عبدُ الله بن عمرو عبدَ الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبيِّ بن كعب"1.
والذين اشتهروا بإقراء القرآن من الصحابة كثيرون قال السيوطي: "المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان وعليُّ وأبيُّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء"2.
وقال ابن حجر: "وقد ذكر أبو عبيد القرَّاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعداً وابن مسعود وحذيفة وسالماً وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة. وعد ابن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضاً تميم بن أوس الداري وعقبة بن عامر، ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذ الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيد ومسلمة بن مخلد. وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص وسعد بن عبادة وأم ورقة"3.
1 المرجع السابق حديث رقم 4999.
2 الإتقان في علوم القرآن 1/204.
3 انظر فتح الباري 8/669.
قلت: ولا شك أن عدد الصحابة القراء يفوق ما ذكر أضعافاً مضاعفة فقد ذكر أن سبعين من القراء قتلوا في معركة واحدة وهي اليمامة. وذِكْرُ هذه الأعداد الكبيرة من الصحابة القراء يدل على شدة اهتمامهم بكتاب ربهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعارض هذا العدد الكبير مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سبق ذكره ألا وهو:" خذوا القرآن من أربعة" فقد يكون هؤلاء أشد حذقاً وإتقاناً للقراءة من غيرهم وقد يكونون حفاظاً عن ظهر قلب بالإضافة إلى إتقانهم القراءة ولهذا حق لهم أن يكونوا من أشهر الصحابة في الإقراء وشرفوا بنص الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن قرأ سورة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} على أبي بن كعب رضي الله عنه. ففي الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيِّ: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} قال: وسمَّاني؟ قال: "نعم"، قال فبكى1.وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه:" اقرأ علىَّ القرآن"2.وكذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري فأعجب بها ومدحها. وثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "مروا أبا بكر فليصلِّ
1 أخرجه البخاري برقم 4659 ومسلم برقم 799.
2 سبق تخريجه.