المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[كتاب الايمان والاسلام - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ١

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌[كتاب الايمان والاسلام

-‌

‌[كتاب الايمان والاسلام

58]-

2 -

كتاب الإيمان والإسلام

(1)

باب فيما جاء فى فضلهما

(1)

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اى الاعمال خير قال ايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ثم أي

كتاب الإيمان والإسلام

الايمان معناه لغة التصديق، والاسلام معناه لغة الانقياد والاذعان، ومعناه شرعا جاء فى حديث جبريل المشهور الذى رواه الامام احمد والشيخان وغيرهم، وفيه ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم أجاب جبريل عليه السلام حين سأله عنهما بقوله، الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا {والايمان} أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر كله خيره وشره، وقد اختلف العلماء فى معنى الايمان والاسلام هل هما متغايران او متحدان فذهب المحققون الى انهما متغايران وذهب بعض المحدثين والمتكلمين وجمهور المعتزلة الى ان الايمان هو الاسلام والاسمان مترادفان شرعا {قال الامام} ابو سليمان احمد بن محمد بن ابراهيم الخطابى البستى رحمه الله تعالى فى كتابه معالم السنن ما اكثر ما يغلط الناس فى هذه المسألة {فأما الزهرى} فقال الاسلام الكلمة والايمان العمل واحتج بالاية يعنى قوله تعالى (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان فى قلوبكم) وذهب غيره الى ان الاسلام والايمان شئ واحد واحتج بقوله تعالى (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) قال والصحيح من ذلك أن يقيد الكلام فى هذا ولا يطلق وذلك ان المسلم قد يكون مؤمنا فى بعض الاحوال ولا يكون مؤمنا فى بعضها، والمؤمن مسلم فى جميع الاحوال، فكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، واذا حملت الامر على هذا استقام لك تأويل الآيات واعتدل القول فيهما ولم يختلف شئ منها قال وأصل الايمان التصديق واصل الاسلام الاستسلام والانقياد فقد يكون المرء مستسلما فى الظاهر غير منقاد فى الباطن وقد يكون صادقا فى الباطن غير منقاد فى الظاهر اهـ

(1)

عن ابى هريرة {سنده} حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا محمد بن بشر ثنا

ص: 58

-[فضل الإيمان والاسلام 59]-

يا رسول الله قال الجهاد فى سبيل الله سنام (1) العمل، قال ثم أى يا رسول الله قال حج مبرور (2)

(2)

وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له ادخل الجنة من أى أبواب الجنة الثمانية شئت

(3)

حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا ابو النضر ثنا عبدالحميد يعنى بن بهرام ثنا شهر (3)(يعنى بن حوشب) ثنا ابن غنم عن حديث معاذ بن جبل (رضى الله عنه) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس قبل غزوة تبوك فلما أن اصبح صلى بالناس صلاة الصبح ثم ان الناس ركبوا فلما ان طلعت الشمس نعس الناس فى أثر الدلجة (4) ولزم معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو أثره والناس

عبيد الله بن عمر عن ابى الزناد عن الاعرج عن ابى هريرة الحديث {غريبه} (1) بفتح السين أى أفضل العمل وأشرفه وسنام كل شئ اعلاه وهو من البعير ما ارتفع من ظهره قريب عنقه (2) الحج المبرور هو الذى لا يخالطه شئ من المآثم وقيل هو المقبول المقابل بالبر وهو الثواب (نه){تخريجه} (ق نس مذ)

(2)

وعن عمر بن الخطاب {سنده} حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا مؤمل ثنا حماد قال ثنا زياد بن محراق عن شهر (يعنى بن حوشب) عن عقبة بن عامر قال حدثنى عمررضى الله عنه انه سمع الخ {تخريجه} لم اقف عليه وله شاهد عند الطبرانى فى الكبير بأسناد جيد عن جرير رفعه " من مات لم يشرك بالله شيئاً لم يتند بدم حرام أدخل من أى أبواب الجنة شاء (وعند الشيخين عن ابن مسعود رفعه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة) وامثال ذلك كثير

(3)

{غريبه} (3) شهر بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وحوشب بوزن كوكب وقوله ابن عنم بفتح الغين المعجمة وسكون النون واسمه عبدالرحمن وقال فى التقريب مختلف فى صحبته وذكره العجلى فى كبار الثقات التابعين مات سنة ثمان وسبعين اهـ (4) بوزن الركبة سير الليل يقال ادلج بالتخفيف اذا سار من اول اليل وادلج بالتشديد

ص: 59

تفرقت بهم رِكابُهم على جواد (1) الطريق تأكل وتسير فبينما معاذ على أثر رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم وناقته تأكل مرة وتسير أخرى عَثَرَت ناقة معاذ فكبحها (2) بالزمام فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم ثم إن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم كشف عنه قناعه فالتفت فإذا ليس من الجيش رجلٌ أدنى إليه من معاذ، فناداه رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا معاذ. قال لبيك يا نبي الله، قال: أدنُ دونك فدنا منه حتى لصقت راحلتهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت أحب الناس منا كمكانم من البعد. فقال معاذ: يا نبي الله نَعَسَ الناس، فتفرقت به رِكابهم ترتع (3) وتسير، فقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: وأنا كنت ناعساً، فلما رأى معاذٌ بشرى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم إليه (4) وخلوته له قال: يا رسول الله ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني، فقال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: سلني عم شئت، فقال: يا نبي الله حدثني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك عن شيء غيرها، قال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: بخٍ بخٍ بخٍ (5) لقد سألت بعظيم، لقد سألت بعظيم ثلاثاً وإنه ليسير على من أراد الله به الخير فلم يحدثه بشيء إلاقاله ثلاث مرات يعني أعاده عليه ثلاث

(1) إذا سار من آخره والاسم منها الدلجة بالضم والفتح ا. هـ. (1) بتشديد الدال المهملة وأحدها جادة، وهي سواء الطريق ووسطه وقيل هي الطريق الأعظم التي تجمع الطرق ولابد من المرور عليه.

(2)

بفتحات من كبحت الدابة إذا جذبت رأسها إليك وأنت راكب ومنعتها عن سرعة السير. (والزمام) هو الخيط الذي يشد في أنف البعير ثم يشد في طرف المقود، وقد سمي المقود زماماً. (وقوله فهبت حتى نفرت) أي فهاجت حتى فزعت منها ناقة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم. (والقناع) غطاء الرأس.

(3)

أي تأكل وترعى من كلأ الأرض.

(4)

أي انشراح صدره صلى الله عليه وآله وسلم.

(5)

هي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء وتكرر للبالغة كما هنا.

ص: 60

مرات حرصا لكيْما يتقنه عنه، فقال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك، فقال: يا نبي الله أعد لي، فأعادها له ثلاث مرات، ثم قال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر وذروة السنام، فقال معاذ: بلى بأبي وأمي أنت يا نبي الله فحدثني، فقال نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم: إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن قوام (1) هذا الأمر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؛ فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل، وقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده ما شحب (2) وجه ولا أُغبرت قدم في عمل تُبتغي فيه درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق (3)

(1) وهي مبنية على السكون، فإن وصلت جررت ونونت فقلت بخ بخ وربما شددت، وبخبخت الرجل إذا قلت له ذلك ومعناه تعظيم الأمر وتفخيمه. (1) بكسر القاف، قوام الشيء عماده الذي يقوم به يقال فلان قوام أهل بيته وقوام الأمر ملاكه بكسر الميم أي نظامه وما يعتمد عليه فيه.

(2)

شحب بفتحات أي تغير لونه، قال في النهاية الشاحب المتغير اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض أو نحوهما، وقد شحب يشحب (بفتح الحاء في الماضي والمضارع) شحوبا ا. هـ.

(3)

بفتح التاء وضم الفاء بينهما نون ساكنة، قال في المختار نفقت الدابة ماتت وبابه دخل ا. هـ. (تخريجه)(بز) من رواية شهر بن حوشب عن معاذ وأخرج (نس جه مذ) وقال حديث حسن صحيح، كلهم من رواية أبي وائل عن معاذ مختصرا وحديث الباب إسناده جيد وشهر بن حوشب وثقه ابن معين والإمام أحمد وغيرهما.

ص: 61

له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله.

(4)

(1) عن الحسن حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه إذ ذاك ونحن بالمدينة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة يا رب أنا الصلاة فيقول إنك على خير، فتجيء الصدقة فتقول يا رب أنا الصدقة فيقول إنك على خير، ثم يجيء الصيام فيقول أي رب أنا الصيام فيقول إنك على خير ثم تجيء الأعمال على ذلك فيقول الله عز وجل إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول يارب أنت السلام وأنا الإسلام فيقول الله عز وجل إنك علىخير. بك اليوم آخذ وبك أعطي فقال الله في كتابه [وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ]

(2)

في بيان الإيمان والإسلام والإحسان

(5)

(2) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن ذات يوم عند نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى (3)(وفي رواية لا نرى) عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على

(1)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا عباد بن راشد ثنا الحسن إلخ، الحديث ذكره ابن كثير في تفسيره وقال تفرد به أحمد قال قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد، عباد بن راشد ثقة ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.

(2)

عن عمر بن الخطاب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا كهمس عن ابن بريدة ويزيد بن هارون ثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر سمع ابن عمر قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن الحديث (غريبه).

(3)

لا يرى بضم الياء التحتية مبنيا للمجهول وفي الرواية الثانية لا نرى بالنون المفتوحة

ص: 62

فخذيه (1) ثم قال يا محمد أخبرني عن الإسلام ما الإسلام؟ فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إلي سبيلا، قال صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه قال: ثم قال: أخبرني عن الإيمان، قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره، قال: صدقت، قال فأخبرني عن الإحسان ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه (2) فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة قال: ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، (3) قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء (4) يتطاولون في البناء قال: ثم انطلق. قال: فلبث مليا (5)(وفي رواية فلبث ثلاثاً) فقال: لي رسول الله

(1) وكلاهما صحيح (1) أي فخذي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم كما سيأتي في رواية ابن عباس أن جبريل- عليه السلام جلس بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم واضعاً كفيه على ركبتي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم.

(2)

حاصله راجع إلى اتقان العبادة ومراعاة حقوق الله تعالى ومراقبته واستحضار عظمته وجلالته حال العبادة.

(3)

بفتح الهمزة والأمارة العلامة. والأمة هنا الجارية المستولدة. (وربتها) بفتح الراء ثم موحدة مفتوحة مشددة سيدتها، واختلف في قوله أن تلد الأمة ربتها، فقيل المراد به أن يستولي المسلمون على بلاد الكفر فيكثر التسري، فيكون ولد الأمة من سيدها بمنزلة سيدها لشرفه بأبيه، وعلى هذا فالذي يكون من أشراط الساعة استيلاء المسلمين على المشركين وكثرة الفتوح والتسري. و (قيل) معناه أن تفسد أحوال الناس حتى يبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر تراددهن في أيدي المشتري فربما اشتراها ولا يشعر بذلك، فعلى هذا الذي يكون من أشراط الساعة غلبة الجهل بتحريم بيعهن، و (قيل) معناه أن يكثر العقوق في الأولاد؛ فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب.

(4)

أي الغنم؛ وإنما خص رعاء الشاء بالذكر لأنهم أضعف أهل البادية، ومعناه أنهم مع ضعفهم وبعدهم عن أسباب ذلك يفعلونه، فمن باب أولى أهل الإبل فإنهم في الغالب ليسوا عالة ولا فقراء.

(5)

يعني أقام النبي- صلى الله عليه وآله وسلم بعد

ص: 63

صلى الله عليه وآله وسلم: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.

(6)

(1) وعن أبي عامر الأشعري- رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم بنحوه وفيه ثم ولَّى (أي السائل) فلما لم نر طريقه بعد، قال (أي النبي) صلى الله عليه وآله وسلم: سبحان الله ثلاثاً هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم. والذي نفسي بيده ما جاءني قطٌ إلا وأنا أعرفه إلا أن تكون هذه المرة.

(7)

(2) وعن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: جلس رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم مجلساً له، فجاء جبريل- عليه السلام فجلس بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم واضعاً كفيه على ركبتي رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله حدثني بالإسلام، قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: الإسلام أن تسلم (3) وجهك لله وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، قال: إذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمت. قال: يا رسول الله فحدثني ما الإيمان؟ قال:

(1) انصرافه مليا بتشديد الياء التحتية أي زمانا كثيرا (وفي رواية ثلاث) أي ثلاث ليال كما في رواية أبي داود. فهذه الرواية بينت ما أبهم من الزمن في تلك (تخريجه)(م بع حب ش هق في الدلائل) بألفاظ مختلفة وأخرج البخاري نحوه عن أبي هريرة.

((6) وعن أبي عامر الأشعري (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا أبو اليمان أنا شعيب قال ثنا عبد الله بن أبي حسين حدثنا شهر بن حوشب عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه جاءه جبريل عليه السلام في غير صورته يحسبه رجلا من المسلمين فسلم عليه فرد عليه السلام ثم وضع جبريل يده على ركبتي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الحديث (تخريجه) انفرد به الإمام أحمد وحسنه الحافظ العسقلاني.

(2)

وعن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا عبد الحميد ثنا شهر حدثني عبد الله بن عباس الحديث (غريبه).

(3)

أي تنقاد لله عز وجل وعبر بالوجه عن كل الجسم لأنه أشرف الأعضاء وهو المشتمل على الحواس

ص: 64

الإيمان أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبين وتؤمن بالموت وبالحياة بعد الموت وتؤمن بالجنة والنار والحساب والميزان وتؤمن بالقدر كله خيره وشره. قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال: إذا فعلت ذلك فقد آمنت. قال: يا رسول الله حدثني ما الإحسان؟ قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه؛ فإنك إن لم تره فإنه يراك، قال: يا رسول الله فحدثني متى الساعة؟ قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: سبحان الله في خمسٍ من الغيب لا يعلمهن إلا هو [إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ]، ولكن إن شئت حدثتك بمعالم لهم دون ذلك. قال: أجل (1) يا رسول الله فحدثني. قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: إذا رأيت الأمة ولدت ربتها أو ربها، ورأيت أصحاب الشاء تطاولوا بالبنيان، ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤس الناس فذلك من معالم الساعة وأشراطها، قال يا رسول الله ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة. قال العرب.

(8)

(2) وعن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم بنحوه وفيه: وإذا كانت العراة الحفاة الجفاة، وفيه وإذا تطاول رعاة البَهْم (3) في البنيان وفيه

(1) أجل جواب مثل نعم، قال الأخفش هو أحسن من نعم في التصديق ونعم أحسن منه في الاستفهام ا. هـ. مختار (تخريجه)(بز) وأشار إليه الحافظ في الفتح وقال إسناده حسن يعني رواية الإمام أحمد (تنبيه) إذا أطلقت لفظ الحافظ فمرادي به ابن حجر العسقلاني.

(2)

وعن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا أبو حيان عن أبي زرعة عمر بن جرير عن أبي هريرة الخ (غريبه).

(3)

البهم قال النووي بفتح الباء وإسكان الهاء وهي الصغار من أولاد الغنم، الضأن والمعز جميعاً، وقيل

ص: 65

بعد ذكر الآية زيادة ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: ردوا عليّ الرجل فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا، فقال: هذا جبريل- عليه السلام جاء ليعلم الناس دينهم.

(9)

(1) وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الإسلام علانية (2) والإيمان في القلب. (3) قال: ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات، قال: ثم يقول: التقوى هنها.

(3)

باب فيمن وفد على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم من العرب للسؤال عن الإيمان والإسلام وأركانهما وفيه فصول

الفصل الأول في وفادة صمام بن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر-رضي الله عنه.

(10)

(4) عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: كنا قد نهينا أن نسأل رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم عن شيء (5) فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية (6) العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال:

(1) أولاد الضأن خاصة، واقتصر عليه الجوهري في صحاحه والواحدة بهمة، قال الجوهري: وهي تقع على المذكر والمؤنث والسخال أولاد المعز. قال: فإذا جمعت بينهما قلت بهام وبهم أيضا ا. هـ. (تخريجه)(ق وغيرهما).

((9) وعن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا علي بن مسعدة ثنا قتادة عن أنس الحديث (غريبه).

(2)

أي بفعل الجوارح.

(3)

أي باعتبار العلم والاعتقاد وهما متعلقان بالقلب (تخريجه)(عل، بز، ش) وسنده حسن.

(4)

10) وعن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس الحديث (غريبه).

(5)

يعني سؤال مالا ضرورة إليه وإلا فقد ورد في الصحيحين أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لهم سلوني، وكذلك في المسند إيضا، وقال تعالى:[فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ].

(6)

البادية والبدو بمعنى وهو

ص: 66

يا محمد أتانا رسولك فزعم (1) لنا أنك تزعم أن الله أرسلك. قال: صدق. قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله. قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله. قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله. قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: نعم. قال: فزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذ؟ قال: نعم. قال: فزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا. قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا. قال: نعم صدق. قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا. قال: صدق. قال: ثم ولَّى، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لا أزيد عليهن شيئا ولا أنقص منهن شيئا. فقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم: لئن صدق ليدخلن الجنة (وعنه في أخرى)(2) بنحو هذا وزاد قال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي. قال: وأنا ضِمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.

ما عدا الحاضرة والعمران والنسبة إليه بدوي بسكون الدال المهملة، والبداوة: الإقامة بالبادية وهي بكسر الباء عند جمهور أهل اللغة.

(1)

قوله ذلك مع تصديق النبي- صلى الله عليه وآله وسلم دليل على أن (زعم) ليس مخصوصاً بالكذب والقول المشكوك فيه بل يكون أيضا في القوم المحقق والصدق الذي لاشك فيه كقوله صلى الله عليه وآله وسلم زعم جبريل كذا وقد أكثر سيبويه وهو إمام العربية في كتابه الذي هو إمام كتب العربية في قوله زعم الخليل زعم أبو الخطاب يريد بذلك القوم المحقق قاله النووي.

(2)

سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج ثنا ليث حدثني سعيد بن أبي سعيد عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك بقول بينما نحن مع

ص: 67

(11)

(1) وعن طلحة بن عبيد الله- رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: خمس صلوات في يوم وليلة. قال: هل عليّ غيرهن؟ قال: لا، وسأله عن الصوم، فقال: صيام رمضان. قال: هل عليّ غيره؟ قال: لا. قال: وذكر الزكاة، قال: هل عليّ غيرها؟ قال: لا. قال: والله لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال: رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: قد أفلح إن صدق.

الفصل الثاني في وفادة معاوية بن حيدة-رضي الله عنه.

(12)

(2) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل أنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة- رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله والله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد أولاء أن لا آتيك ولا آتي دينك وجمع بهرٌ بين كفيه (وفي رواية حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك ولا آتي دينك) وإني قد جئت أمرءا لا أعقل شيئا إلا ما علمني الله عز وجل ورسوله، وإني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا إلينا؟ قال: بالإسلام. قال: يا رسول الله وما آية الإسلام؟ (وفي رواية وما الإسلام). قال: أن تقول أسلمت وجهي وتخليت (3) وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وكل مسلم على مسلم محرم أخوان نصيران لا يقبل الله عز وجل

(1) رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم جلوساً في المسجد جخل رجل عل جمل فذكر الحديث (تخريجه)(ق د ثلاثة).

((11) وعن طلحة بن عبيد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك عن عمه عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء أعرابي الحديث (تخريجه)(ق د نس وغيرهم).

(2)

12) (غريبه).

(3)

أي عن دين الشرك و (قوله) وكل مسلم على

ص: 68

من مشرك يشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق (1) المشركين إلى المسلمين. مالي أمسك بحُجَزِكم (2) عن النار، ألا إن ربي داعِيَّ وإنه سائل هل بلغت عبادي، وأنا قائل له: رب قد بلغتهم، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون ومُفَدَّمةٌ (3) أفواهكم بالفِدام، وإن أول ما يبين (وفي رواية يترجم) قال: وقال (4) رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم بيده على فخذه (وفي رواية ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه) قال: قلت يا رسول الله هذا ديننا؟ قال: هذا دينكم وأينما تحسن يَكْفِكَ.

مسلم حرام الخ أي لا يجوز لمسلم أن يقتل أخاه المسلم؛ بل يعضده ويعاونه وينصره في جانب البر والتقوى.

(1)

أو بمعنى إلا أي إلا أن يفارق المشركين إلى المسلمين تائبا مسلما.

(2)

جمع حجزة كمعرفة، وأصل الحجزة موضع الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة، واحتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه، والمعنى أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم يمسك الناس من أمته يوم القيامة من موضع شد الإزار إشفاقاً عليهم ليمنعهم من الوقوع في النار رحمة بهم فيفلتون من يده ويقعون فيها. وقد روى مسلم عن جابر مرفوعاً (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو ينبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي).

(3)

بفاء مفتوحة بعدها دال مهملة مشددة مفتوحة والفدام بكسر الفاء ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم، فشبه ذلك بالفدام. (وقوله يبين) بضم أوله وكسر ثانيه أي ينطق ويتكلم.

(4)

أي أشار النبي- صلى الله عليه وآله وسلم على فخذه والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بيده أي أخذ وقال برجله أي مشى وقال بثوبه أي رفعه، وكل ذلك على المجاز والاتساع وقد جاء كثير من ذلك في الأحاديث فتنبه. أما نطق الجوارح فقد جاء في التنزيل قال تعالى [يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ](تخريجه)(ك) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، قلت وأقره الذهبي وأخرجه (نس) مختصراً.

ص: 69

الفصل الثالث في وفادة أبي رزين العقيلي واسمه لقيط بن عامر رضى الله عنه

(13)

عن أبي رزين العقيلي رضى الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما الايمان قال أن تشهد أن لا اله الاالله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن يكون الله ورسوله أحب اليك مما سواهما وأن تحرق بالنار أحب اليك من أن تشرك بالله وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه الا لله عز وجل فاذا كنت كذلك فقد دخل حب الايمان في قلبك كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ (1) قلت يا رسول الله كيف لي بأن أعلم أني مؤمن قال ما من أمتي أو هذه الأمة عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة وأن الله عز وجل جازيه بها خيرا ولا يعمل سيئة فيعلم أنها سيئة واستغفر الله عز وجل ويعلم أنه لا يغفر الا هو الا وهو مؤمن

الفصل الرابع في وفد عبد القيسي

(14)

عن ابن عباس رضى الله عنهما أن وفد عبد القيس (2) لما قدموا

(13) عن أبي رزين العقيلي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا على بن اسحق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سليمان بن موسى عن ابي رزين العقيلى قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى قال أما مررت بأرض من أرضك مجدبة ثم مررت بها مخصبة قال نعم قال كذلك النشور قال يا رسول الله وما الايمان الخ الحديث (غريبة)(1) قال في القاموس قظ يومنا اشتد حره اهـ (تخريجه) انفرد به الامام احمد وفي اسناده سليمان بن موسى وثقه قوم وضعفه آخرون

(14)

عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن شعبة حدثني أبو حمزة وابن جعفر قال حدثنا شعبة عن أبي حمزة قال سمعت ابن عباس يقول أن وفد عبد القيس الخ (غريبة)(2) الوفد الجماعة المختارة للتقدم في لقى العظماء واحدهم وافد ووفد عبد القيس المذكور كانوا أربعة عشر راكبا كبيرهم إلا شج حكاه

ص: 70

المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ممن الوفد أو قال القوم (1) قالوا ربيعة قال مرحبا بالوفد أو قال القوم غير خزايا ولا ندامى قالوا يا رسول الله أتيناك من شقة (2) بعيدة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر ولسنا نستطيع أن نأتيك الا في شهر حرام (3) فأخبرنا بأمر ندخل به الجنة ونخبر به من رواءنا وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع (4) أمرهم بالايمان بالله قال أتدرون ما الايمان بالله قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة

(النووي عن صاحب التحرير في شرح مسلم (1) أو للشك من بعض الرواة أى قال ممن الوفد وقال ممن القوم (وقوله) قالوا ربيعة أى من ربيعة كما في رواية (ومرحبا) هو منصوب بفعل مضمر أى صادفت رحبا بضم الراء أى سعة والرحب يالفتح الشئ الواسع وقد يزيدون معها أهلا أى وجدت أهلا فاستأنس (وقوله غير خزايا) بنصب غير على الحال وروى بالكسر على الصفة والمعروف الأول (وخزايا) جمع خزيان وهو الذي أصابه خزى والمعنى انهم اسلموا طوعا من غير حرب أو سبى يخزيهم ويفضحهم (وقوله ولا ندامى) أى نادمين فأخرجه على مذهبهم في الاتباع لخزايا لان الندامى جمع ندمان وهم النديم الذي رافقك ويشاربك ويقال في الندم ندمان أيضا فلا يكون اتباعا لخزايا بل جمعا برأسه وقد ندم يندم ندامة وندما فهو نادم وندمان قال في النهاية قال ابن ابي جمرة بشرهم بالخير عاجلا وآجلا لان الندامة انما تكون في العاقبة فاذا انتفت ثبت ضدها اهـ _2) الشقة بضم الشين على الافصح وبها جاء التنزيل وهى السفر البعيد (3) أى من الأربعة الحرم قيل هو رجب لورود التصريح به في رواية البيهقي وكانت مضر تبالغ في تعظيمه وكانت مساكن عبد القيسبالبحرين وماو الاهما من أطراف العراق وكفار مضر كانوا بينهم وبين المدينة فلا يمكنهم الوصول الى المدينة الا عليهم لهذا اختاروا الشهر الحرام لأمنهم من وقوع قتال بينهم وبين مضر فيه (4) انما أخبرهم ببعض الأوامر لكونهم سألوه ما يمكنهم فعله في الحال فلم يقصد اعلامهم بجميع الاحكام التي تجب عليهم فعلا وتركا ويدل على ذلك اقتصاره في المناهي على الانتباذ في الأوعية مع أن في المناهي ما هو أشد في التحريم من الانتباذ لكن اقتصر عليها لكثرة

ص: 71

وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم ونهاهم ----- (1) والحنتم والنقير والمزفت قال وربما في المقير قال احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم (2)

الفصل الخامس في وفادة ابن المتتفق من قيس رضى الله عنه

(15)

عن المغيرة بن عبد الله الشكرى عن أبيه قال انطلقت الى الكوفة لأجلب بغالا قال فاتيت السوق ولم تقم قال قلت لصاحب لي لو دخلنا المسجد وموضعه يومئذ في أصحاب التمر فاذا فيه رجل من قيس يقال له ابن المنتفق وهو يقول وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فطلبته بمنى فقيل لي هو بعرفات فانتهيت اليه فزاحت عليه فقيل لي إليك

تعاطيهم لها فلا يرد ترك ذكر الحج والجهاد (1) بضم المهمله وتشديد الموحدة والمد هو الفرع قال النووى المراد اليابس (والحنتم) بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة من فوق هى جرار خضر مدهونة كانت تحمل فيها الخمر الى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم واحدها حنتمة (والنقير) هو فعيل بمعنى مفعول من نقر ينقر وكانوا يأخذون أصل النخلة فينقرون في جوفه ويجعلونه اناء ينتبذرن فيه لأن له تأثير في شدة الشراب (والمزفت) بالزاى المعجمة والفاء اسم مفعول وهو الاناء المطلي بالزفت وهو نوع من القار وربما قال المقير بضم الميم وفتح القاف والياء المشددة والزفت أى المطلي بالزفت وهو نوع من القار كما تقدم وروى عن ابن عباس أنه قال الزفت هو المقير حكى ذلك ابن رسلان في شرح السنن وقال انه صح ذلك عنه وانما خصت هذه الأوعية بالنهى لأنها تسرع الشدة الى الشراب فيصير مسكرا ثم ان النهى كان في أول الأمر وثبتت الرخصة في الانتباذ بعد ذلك في كل وعاء مع النهى عن شرب كل مسكر أنظر كتاب الأشربة ففيه المزيد (2) من موصولة ووراءكم تشمل من جاء من عندهم وهذا باعتبار المكان ويشمل من يحدث لهم من الاولاد وهذا باعتبار الزمان فيحتمل أعمالها -------

معا حقيقة ومجازا قاله الحافظ (تخريجه)(ق الثلاثة وغيرهم)

(1%) عن المغيرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا همام

ص: 72

عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوا الرجل أرب (1) ماله قال فزاحمت عليه حتى خلصت (2) اليه قال فأخذت بخطام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال زمامها هكذا حدث محمد بن جحادة قال قلت ثنتان أسألك عنهما ما ينجيني من النار وما يدخلني الجنة قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء ثم نكس رأسه ثم أقبل على بوجهه لئن كنت أوجزت في المسألة لقد أعظمت وأطولت فاعقل عني اذا اعبد الله لا تشرك به شيئا وأقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة وصم رمضان وما تحب أن يفعله بك الناس فافعل بهم وما تكره أن يأتي اليك الناس فذر الناس منه ثم قال خل سبيل الراحلة (وعنه من طريقآخر بنحوه (3) وفيه قال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة وينجيني من النار قال بخ بخ (4) لئن كنت

قال ثنا محمد بن جحاد عن المغيرة الخ (غريبة)(1) قال في النهاية في هذه اللفظة ثلاث روايات احداها أرب بوزن علم معناها الدعاء عليه أى يصيب آرابه وسقطت وهى كلمة لا يراد بها وقوع الأمر كما يقال تربت يداك وقاتلك الله وانما تذكر في معرض التعجب وفي هذا الدعاء من النبى صلى الله عليه وسلم قولان (أحدهما) تعجبه من حرص السائل ومزاحمته (والثاني) انه لما رآهبهذا الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه وقد قال في غير هذا اللهم انما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي له رحمة وقيل معناه احتاج فسأل من أرب الرجل يأرب اذا احتاج ثم قال ما له أى أى شئ به وما يريد (والرواية الثانية) أرب ماله بوزن حمل (بكسر أوله وسكون ثانيه) أى حاجة له وما زائدة للتقليل أى له حاجة يسيرة وقيل معناه حاجة جاءت به فحذف ثم سأل فقال ما له (والرواية الثالثة) أرب بوزن كتف (بفتح أوله وكسر ثانيه) والأرب الحاذق الكامل أى هو أرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال ما له أى ما شأنه اهـ () بفتح اللم أى وصلت اليه (3)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن عمر بن حسان يعني المسلى قال حدثني المغيرة بن عبد الله اليشكري الخ (غريبة) بخ كلمة تقال عند المدح والرضى بالشئ وقد تقدم الكلام عليها في الحديث الثالث من الباب الأول من هذا الكتاب

ص: 73

قصرت في الخطبة لقد أبلغت في المسألة اتق الله لا تشرك بالله وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان خل عن طريق الركاب

الفصل السادس في وفادة رجال من العرب لم يسموا

(16)

عن عمرو بن عبسة رضى الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما الاسلام قال أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال فأى الاسلام أفضل قال الايمان (وفي رواية قال خلق حسن) قال وما الايمان قال تؤمن بالله وملائمته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت (وفي رواية قال وما الايمان قال الصبر والسماحة) قال فأى الايمان أفضل قال الهجرة قال فما الهجرة قال تهجر السوء قال فأى الهجرة أفضل قال الجهاد قال وما الجهاد قال أن تقاتل الكفار اذ لقيتهم قال فأى الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عملان هما أفضل الأعمال الا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أو عمرة

(17)

وعن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر رضى الله عنه أنه استأذن النبى صلى الله عليه وسلم فقال أألج (1) فقال النبى صلى الله عليه وسلم لخادمه أخرجي اليه فانه لا يحسن الاستئذان فليقل السلام عليكم أأدخل قال فسمعته

(16) عن عمرو بن عبسة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عمر بن عبسة الحديث (تخريجه)(طب) ورجاله موثقون وهو من الأحاديث الجامعة لفرائض الدين ومكارم الأخلاق

(17)

وعن ربعي بن حراش (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش الحديث (غريبة)(1) أي أأدخل

ص: 74

يقول ذلك فقلت السلام عليكم أأدخل قال فأذن لي أو قال فدخلت فقلت بم آتينا به قال لم آتكم الا بخير أتيتكم بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له قال شعبة وأحسبه قال وحده لا شريك له وأن تدعوا اللات والعزةى وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات وأن تصوموا من السنة شهرا وأن تحجوا البيت وأن تأخذوا من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم قال فقال هل بقى من العلم شئ لا تعلمه قال قد علمني الله عز وجل خيرا وان من العلم ما لا يعلمه الا الله (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأى أرض تموت ان الله عليم خبير)

(18)

وعن جرير بن عبد الله (رضى الله عنه) قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة اذا راكب يوضع (1) نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الراكب اياكم يريد قال فانتهى الرجل الينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبى صلى الله عليه وسلم من أين أقبلت قال من أهلي وولدي وعشيرتي قال فأين تريد قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقد أصبته قال يا رسول الله علمني ما الايمان قال تشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيتقال قد أقررت قال ثم ان بعيره دخلت يده في

من ولج بفتح اللام يلج بكسرها ولوجا أى دخل (تخريجه) قال الهيثمي أخرج أبو داود طرفا منه وقد رواه أحمد ورجاله كلهم ثقات أئمة

(18)

عن جرير بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا اسحق بن يوسف ثنا أبو جناب عن زاذان عن جرير بن عبد الله الحديث (غريبة)(1) أى يحمل بعيره على سرعة السير نحونا يقال وضع البعير يضع وضعا وأوضع البعير إذا حمله

ص: 75

شبكة جرذان (1) فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته (2) فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على بالرجل قال فوثب اليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه فقالا يا رسول الله قبض الرجل قال فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أما رأيتما اعراضي عن الرجل فاني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والله من الذين قال الله فيهم (الذيت آمنوا ولم يلبثوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) ثم قال دونكم أخاكم قال فاحتملناه الى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه الى القبر قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر (3) قال فقال ألحد

وو لا تشقوا فان اللحد لنا والشق لغيرنا (وعنه أيضا من طريق ثان)(4) قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا نحن نسير اذ رفع لنا شخص فذكر نحوه الا أنه وقعت يد بكره في بعض تلك

على سرعة السير (نه)(1) بضم الجيم وسكون الراء والجرذان جمع جرذ بفتح الراء وهو الذكر الكبير من الفأر وشبكتها أنقابها وحجرتها تكون متقاربة بعضها من بعض كعيون الشبكة (نه)(2) أى رأسه (3) أى جانبه وحرفه وشفير كل شئ جانبه وحرفه (وقوله اللحد لنا) أى معشر المسلمين (والشق لغيرنا) أى أهل الكتاب كما في رواية أخرى عن جرير أيضا ذكرتها في باب الدفن من كتاب الجنائز ويقال في اللحد لحد يلحد كذهب يذهب والحد يلحد اذا حفر اللحد (والشق) بفتح الشين المعجمة هو حفر الأرض بمقدار ما يسع الميت ثم يسقف بعد وضع الميت فيه بلبن أو نحوه واللبن أفضل ثم يهال عليه الترابو اللحد هو حفر الأرض كما تقدم ثم شق بجانب هذه الحفرة يوع فيه الميت بحيث يكون مائلا عن وسطها ثم يسد هذا الشق بلبن كما تقدم ثم تردم الحفرة جميعها وكلاهما جائز واللحد أفضل ان أمكن لأنه فعل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق الصحابة رضى الله عنهم (4)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا

ص: 76

التي تحفر الجرذان وقال فيه هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا (وعنه أيضا من طريق ثالث)(1) أن رجلا جاء فدخل في الاسلام فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه الاسلام وهو في مسيره فدخل خف بعيره في جحر يربوع فوقصه (2) بعيره فمات فأتى عابه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمل قليلا وأجر كثيرا قالها حماد ثلاثا اللحد لنا والشق لغيرنا

(19)

وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن أعرابيا جاء الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني علي عمل اذا عملته دخلت لجنة قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم (2) رمضان قال والذي نفس محمد بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص

عبد الحميد ابن أبي جعفر الفراء عن ثابت عن زاذان عن جرير الحديث (1)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني ابي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن زاذان عن جرير الحديث (2) الوقص كسر العنق وقصت عنقه أقصها وقصا وقد وقصت الناقة براكبها وقصا من باب وعد رمت رمت به فدقت عنقه فالعنق موقوصة (تخريجه)(طب) وابن ابي حاتم في تفسيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس والحكيم الترمذى في نوادر الأصول مثله والخطيب البغدادي من طريق محمد بن المنكدر عن جابربن عبد الله وحديث الباب في اسناده زاذان ابي عمر الكندى قال ابن معين ثقة وقال الحافظ في التقريب صدوق يرسل فيه شيعية وقال يحيى بن معين والنسائى والدار قطنى انه ضعيف (وقال الحافظ) ضعفوه لكثرة تدليسه والله أعلم

(19)

وعن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا وهيب ثنا يحيى بن سعيد وهو ابن حبان التيمي عن ابي زرعة عن أبي هريرة الحديث (غريبة)(3) لم يذكر الحج في هذه الرواية لأنه لم يكن فرض بعد أو الراوى اختصره ويؤيد هذا الثاني ما في بعض الروايات أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبره بشرائع الإسلام فدخل

ص: 77

منه فلما ولى قال النبى صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا (1)

(4)

باب في أركان الاسلام ودعائمه العظام

(20)

عن أبي سويد العبدي قال أتينا بن عمر رضى الله عنهما فجلسنا ببابه ليؤذن لنا قال فبطأ علينا الاذن قال فقمت الى جحر (2) في الباب فجعلت أطلع فيه ففطن بي فلما أذن لنا جلسنا فقال أيكم اطلع آنفا في داري قال قلت أنا قال بأى شئ استحللت أن تطلع داري قال قلت أبطأ علينا الاذن فنظرت فلم أتعمد ذلك قال ثم سألوه عن أشياء فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بنى الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت (3) وصيام

فيه باقي المفروضات (نووى) قال النووى رحمه الله الظاهر منه أن النبى صلى الله عليه وسلم علم أنه يوفي بما ألتزم وأنه يدوم على ذلك ويدخل الجنة (تخريجه) وفي الباب عن أبي أيوب أخرجه أيضا (ق) وعن جابر أخرجه مسلم

(20)

عن أبي سويد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل عن بركة بن يعلي التيمي حدثني أبو سويد العبدى الحديث (غريبة)(2) بضم الجيم اى ثقبة في الباب قاله صاحب مجمع بحار الأنوار (3) هكذا رواه الامام أحمد بتقديم الحج على الصيام وكذلك البخاري ومسلم في بعض رواياته وفي بعضها روواية سعد بن عبيدة بتقديم الصوم على الحج وفيها فقال رجل والحج وصيام رمضان فقال ابن عمر لا: صيام رمضان والحج هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الحافظ) في هذا أشعار بأن رواية حنظلة (يعني عكرمة بن خالد عن ابن عمر) التي في البخاري مروية بالمعنى أما لأنه لم يسمع رد ابن عمر على الرجل لتعدد المجلس أو حضر ذلك ثم نسيه ويبعد ما جوزه بعضهم أن يكون ابن عمر سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم على الوجهين ونسى أحدهما عند رده على الرجل اهـ

ص: 78

رمضان قلت يا أبا عبد الرحمن ما تقول في الجهاد قال من جاهد فانما يجاهد لنفسه (ومن طريق آخر) عن يزيد ابن بشر (1) عن ابن عمر رضى الله عنهما قال بنى الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان قال فقال له رجل والجهاد في سبيل الله قال ابن عمر الجهاد حسن هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(21)

وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان

(22)

وعن زياد بن نعيم الحضرمى (2) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع فرضهن الله في الاسلام فمن جاء بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن

باختصار قلت لعله يشير بقوله ويبعد ما جوزه بعضهم الى النووى ومن قال مثله والله أعلم (!)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم ابن أبي الجعد عن يزيد ابن بشر الخ (تخريجه) الرواية الأولى أخرجها عبد الرزاق بنحو ما هنا والرواية الثانية أخرجها (ق طب نس مذ) وصححه وحسنه وألفاظهم مختلفة

(21)

وعن جرير بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا اسرائيل عن جابر عن عامر عن جرير الحديث (تخريجه) قال الهيثمي راوه وابو يعلي والطبراني في الكبيرو الصغير واسناد أحمد صحيح اهـ

(22)

وعن زياد بن نعيم الحضرمي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتبة ابن سعيد ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن ابي حبيب عن أبي مرزوق عن المغيرة بن ابي بردة عن زياد بن نعيم الحضرمى الخ (غريبة)(2) زياد بن نعيم الحضرمى ليس صحابيا واسمه زياد ابن ربيعة ابن سعيد الحضرمى اشتهر بنسبته الى جده قال الحافظ في التقريب زياد ابن ربيعة بن نعيم بضم النون الحضرمى وقد ينسب الى جده البصرى ثقة من الثالثة مات سنة

ص: 79

جميعا الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت

(23)

وعن على رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع حتى يشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله بعثني بالحق وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت وحتى يؤمن بالقدجر (وعنه بلفظ آخر)(1) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع يؤمن بالله وأن الله بعثني بالحق ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر خيره وشره

(24)

وعن السدوسي يعني ابن الخصاصية رضى الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط على شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الاسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله فقلت يا رسول الله أما أثنتان فوالله ما أطيقهما الجهاد والصدقة فانهم زعموا أن من ولى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف ان حضرت تللك جشعت (2) نفسي وكرهت الموت

خمس وتسعين اهـ (تخريجه) الحديث مرسل لما علمت من أن زياد بن نعيم ليس صحابيا ورواه (طب) في الكبير عن عمارة بن حزم مرفوعا وفي اسناده ابن لهيعة أيضا وقد ضعفوه

(23)

وعن على رضى الله عنه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن على الحديث (1)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن منصور (تخريجه)(ك جه مذ) وسنده جيد

(24)

وعن السدوسي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زكريا بن عدى ثنا عبيد الله بن عمرو يعني الرقى عن زيد بن أبي انيسة ثنا جبلة بن سحيم عن أبى المثنى العبدي قال سمعت السدوسي يعني ابن الحصاصية قال الخ (غريبة)(2) بكسر الشين المعجمة أى فزعت والجشع الجزع لفراق الالف

ص: 80

والصدقة فو الله مالي الأغنيمة (1) وعشر ذود (2) هن رسل أهلي وحمولتهم قال فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال فلا جهاد ولا صدقة فلم تدخل الجنة اذا قال قلت يا رسول الله أنا أبايعك قال فبايعت عليهن كلهن

(25)

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ بن جبل الى اليمن قال انك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم الى شهادة أن لا اله الا الله وأني رسول الله فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله عز وجل أفترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فان أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم الصدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد الى فقرائهم فان أطاعوك لذلك فاياك وكرائم أموالهم (#) واتق دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب (4)

(1) غنيمة تصغير غنم أى غنم قليلة (2) الذود من الابل بين الثنتين الى التسع وقليل ما بين الثلاث الى العشر واللفظة مؤنثة ولا واحد لها من لفظها كالنعم وقال أبو عبيد الذود من الاناث دون الذكور (نه)(واغلرسل) بكسر الراء وسكون السين المهملة الليبن أى هن ذوات لبن طعام أهلي (وحمولتهم) أى يحملون عليها أثقالهم (تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد موثقون اهـ

(25)

وعن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا زكريا ابن اسحق المكى عن يحيى ابن عبد الله بن صيفي عن ابي معبد عن ابن عباس الحديث (غريبة)(3) كرائم منصوب بفعل مضمر لا يجوز اظهاره والكرائم جمع كريمة قال صاحب المطالع هى جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة اللبن أو جمال صورة أو كثرة لحم أو صوف (قلت) وعلى هذا فيحرم على الساعي أخذ ارائم المال في الزكطاة بل يأخذ الوسط ويحرم على رب المال اخراج شر المال ($) يعني انها مقبولةو (تخريجه)(قو الاربعة) وهو حديث جامع لأهم شرائع الدين

ص: 81

(5)

باب شعب الايمان ومثله

(26)

عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الايمان أربعة وستون بابا (1) أرفعها وأعلاها قول لا اله الا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق

(27)

وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع (2) وسبعون بابا أفضلها لا اله الا الله وأدناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان

(28)

وعن النواس (3) بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه عن

(26) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة ثنا بكر ابن مضر غن عمارة بن غزية عن أبي صالح عن أبي هريرة الحديث (غريبة)(1) رواية البخاري بضع وستون شعبة بضم الشين المعجمة وهى بمعنى قوله هنا بابا والمراد بذلك الخصلة (وقوله أرفعها وأعلاها الخ) فيه اشارة الى أن مراتبه متفاوتة (تخريجه)(ق) وغيرهما

(27)

وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال أنا سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة الحديث (غريبة)(2) البضع بكسر أوله وحكى الفتح لغة وهو عدد مبهم مقيد ما بين الثلاث أو التسع كما جزم به القزاز قاله الحافظ وحكى أقوالا أخرى قال ويرجع ما قاله القزاز ما أتفق عليه المفسرون في قوله تعالى (فلبث في السجن بضع سنين) وما رواه الترمذى بسند صحيح أن قريشا قالوا ذلك لأبي بكر وكذا رواه الطبرانى مرفوعا اهـ قلت وفي رواية مسلم بضع وسبعون شعبة بدل قوله هنا بابا وباقي الحديث كما هنا (تخريجه)(ق والاربعة وغيرهم) باختلاف في بعض الألفاظ

(28)

وعن النواس بن سمعان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء ثنا ليث يعني ابن سعد عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن النواس بن سمعان الحديث (غريبة)(3) النواس بتشديد الواو

ص: 82

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتى (1) الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول يأيها الناس أدخلوا الصراط جميعا ولا تنفرجوا وداع يدعو من جوف الصراط فاذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك (2) لا تفتحه فانك ان تفتحه تلجه (3) والصراط الاسلام (4) والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل (5) والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم (6)(وعنه في أخرى)(7) قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ضرب مثلا صراطا مستقيما على كنفي (8) الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأباب ستور وداعي يدعو على رأس الصراط وداع يدعو من فوقه والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم فالأبواب التي على

وفتح النون قبلها وسمعان بفتح أوله أو بكسره قاله في الخلاصة بسحات أى جانبيه (2) ويحح كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها وقد يقال بمعنى المدح والتعجب وهى منصوبة على المصدر وقد ترفع وتضاف ولا تضاف يقال ويح زيد (بفتح الحاء المهملة) وويحا له (نه)(3) أى تدخله (4) أى دين الاسلام وهو الطريق المستقيم الذي يوصل صاحبه الى الجنة (وقوله والسوران حدود الله) أى الحاجزين الحلال والحرام (وقوله محارم الله) أى ما حرمه الله تعالى ونهى عنه فاذا مال الانسان عن هذا الصراط المستقيم وفتح باب الحاجز زين له الشيطان حب الشهوات فيدخل فيه فيهلك نعوذبالله من ذلك (5) أى الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث يقول (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله (6) أى ما أودعه الله في قلوب عباده المؤمنين من الايمان الذي يمنعهم عن الوقوع في المهالك (7)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية عن بحير (بحاء مهملة مكسورة) بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نقير عن النواس الخ (8) بالنون أى جانبيه وقد

ص: 83

كنفي الصراط حدود الله لا يقع أحد في حدود الله حتي يكشف ستر الله والذي يدعو من فوقه واعظ الله عز وجل

(6)

باب في خصال الايمان وآياته

(29)

عن سفيان ابن عبد الله الثقفى رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال أبو معاوية بعدك (1) قال قل آمنت بالله ثم استقم (ومن طريق ثلن)(2) قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال قل ربى الله ثم استقم قال قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على قال فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا

(30)

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله عز وجل يعطي

صرح بذلك في الرواية الاولى (تخريجه) الحديث سنده جيد وأخرج الترمذى الرواية الثانية منه

(29)

عن سفيان الخ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ابو معاوية قالا حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفى الحديث (غريبة)(1) أى قال أبو معاوية أحد الرواة في روايته لا أسأل عنه أحدا بعدك بدل غيرك (2)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن اسحق قال أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا معمر عن الزهرى عن عبد الله بن ماعز عن سفيان بن عبد الله الثقفى قال قلت يا رسول الله الخ (تخريجه ((م نس جه) الى قوله ثم استقم كالرواية الاولى وأخرجه الترمذى بنحو الرواية الثانية وقال هذا حديث حسن صحيح قال القاضي عياض رحمه الله هذا حديث من جوامع الكلم كله صلى اللله عليه وسلم وهو مطابق لقوله تعالى (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) أى لم يحيدوا عن التوحيد والتزموا طاعته سبحانه وتعالى الى أن توفوا على ذلك وهو معنى الحديث اهـ

(30)

وعن ابن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا ابان بن اسحق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمذاني عن عبد الله بن مسعود الخ

ص: 84

الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين الا لمن أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يؤمن جاره بوائقه (1) قالوا وما بوائقه يا نبى الله قال غشمه (2) وظلمه ولا يكتسب عبد مالا حراما فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يترك خلف ظهره الا كان زاده الى النار لا يمحو الئ بالسئ ولكن يمحو السئ بالحسن ان الخبيث لا يمحو الخبيث

(31)

وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن أفضل الايمان قال أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا يا رسول الله قال وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك (زاد في الرواية)(3) وأن تقول خيرا أو تصمت

(32)

وعن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه أنه سمع رسول الله

(غريبه)(1) أي غوائله وشروره وأحدها بائقة وهى الداهية قاله فى النهاية (2) الغشم بوزن القمح هو الظلم وذكر الظلم بعده عطف تفسير (تخريجه) أخرجه الحاكم في المستدرك من طرق متعددة عن عبد الله بن مسعود مختصرا بلفظ (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الايمان الا من احب) وقال هذا حديث صحيح الاسناد (قلت) وأقره الذهبى

(31)

وعن معاذ بن جبل (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن غيلان ثنا رشدين عن زبان عن سهل عن أبيه عن معاذ الخ (3)(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن اهيعة ثنا زيان به (تخريجه)(طب) والحديث بروايتيه ضعيفلضعف رشدين في الروايه الاواى وابن لهيعة في الثانية ومتنه صحيح من طرق أخرى

(32)

وعن العباس الخ (سنده) * حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد ابن ادريس يعني الشافعي ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد يعني ابن الهاه عن محمد ابن ابراهيم عن عامر

ص: 85

صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا

(33)

وعن أبي موسى الأشعرى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فسائته فهو مؤمن

(34)

وعن عامر بن ربيعة رضى الله عنه عن النى صلى الله عليه وسلم بمعناه

(35)

وعن أبى أمامة رضى الله-قال سألأ رجل النبى صلى الله عليه وسلم فقال ما الأثم (1) قال اذا حك في نفسك شئ فدعه قال فما الايمان قال اذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن

(36)

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال والذي

ابن سعد عن عباس بن عبد المطلب الخ (تحريجه)(م مذ وحسنه) وصححه

(33)

وعن ابي موسى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد بن عمرو يعني ابن ابي عمرو عن المطلب (أى بن عبد الله) عن أبى موسى الحديث (تخريجه)(طب ك) وفي اسناده المطلب بن عبد الله بن حنطب فيه مقال

(34)

وعن عامر بن ربيعة سيأتي بسنده والكلام عليه في تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية من أبواب حد الزنا ان شاء الله تعالى

(35)

وعن أبي أمامة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابراهيم بن خالد ثنا رباح عن معمر عن يحيى بن ابي كثير عن يزيد بن سلام عن جده قال سمعت أبا أمامة يقول سأل رجا الخ (غريبة)(أى أخبرني عن علامة الذنب فقال (اذا حك في نفسك) حك بفتح الحاء المهملة وتشديد الكاف مفتوحة يقال حك الشئ قي النفس اذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك شئ من الشك والريب وأوهمك أنه ذنب وخطيئة فاذا كان كذلك فاجتنبه (تخريجه)(حب هق ك) وصححه المناوي

(36)

وعن أنس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا حسين المعلم عن قتادة عن أنس الخ

ص: 86

نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير

(37)

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنهما) أن رجلا قال يا رسول الله أى الاسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده

(38)

وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم مثله الا أنه قال فيه أى المسلمين بدل قوله أى الاسلام

(39)

وعن أبي سلمة عن الشريد (بن سويد الثقفى رضى الله عنه) أن أمة أوصت أن يعتق عنها رقبة مؤمنة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال عندي جارية سوداء نوبية (1) فأعتقها؟ فقال ائت بها فدعوتها فجاءت فقال لها من ربك قالت الله قال من أنا فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعتقها فإنها مؤمنة

(تخريجه)(ق نس مذ) الى قوله ما يحب لنفسه وهو حديث من جوامع الكلم

(37)

وعن عبد الله بن عمرو (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن ابى حبيب انه سمع أبا الخير يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول ان رجلا قال يا رسول الله الخ (تخريجه)(ق والثلاثة) والنسائى أيضا من حدجيث أبي هريرة بألفاظ متقاربة

(38)

وعن جابر بن عبد الله الخ هذا طرف من حديث طويل ذكر بتمامه وسنده في الباب الثالث من كتاب الترغيب في الخوف من الله تعالى وسيأتي الكلام عليه هناك ان شاء الله تعالى

(39)

وعن ابى سلمة الخ (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا حماد بن سلمة ثنا محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن الشريد الخ (غريبة)(1) بضم النون نسبة لبلاد النوبة قال في القاموس بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد منها بلاد الحبش (وفي تاج العروس شرح القاموس) مدينة النوبة اسمها دنقلا وهى منزل الملك على ساحل النيل وبلدهم أشبه شئ باليمن اهـ (تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والبزار والطبراني غفي الاوسط الا انه قال لها من ربك فأشارت برأسها الى السماء فقالت الله ورجاله موثقون (قلت) ورواه أيضا أبو داوود والنسائي

ص: 87

(40)

وعبيد الله بن عبد الله عن رجل من الأنصار رضى الله عنه) أنه جاء بأمة سوداء وقال يا رسول الله ان على رقبة مؤمنة فان كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أني رسول الله؟ قالت نعم قال أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم قال أعتقها

(41)

وعن الحسين بن على رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه (وفي رولية) تركه ما لا يعنيه

(40) وعن عبيد الله (بالتصغير) ابن عبد الله يعني بن عتبة بن مسعود وقد وقع في الأصل عبد الله بن عبد الله بدون تصغير فيهما وهو خطأ وصوابه بتصغير الاول منهما بدليل ما سيأتي من رواية الامام ماللك رحمه الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن رلجل من الانصار الخ (تخريجه) قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (قلت ورواه أيضا (لك) عن أبي شهاب عن عبيد الله (بالتصغير) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن رجلا من الانصار فذكره (قال الحافظ السيوطي) في تنوير الحوالك ورواه الحسين بن الوليد عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة موصولا ورواه المسعودي عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة أيضا اهـ (قلت) وطريق الامام أحمد يجتمع من طريق الامام مالك في ابن شهاب اعني الزهرى

(41)

وعن الحسين بن على رضى الله عنهما (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا نمير ويعلي قالا حدثنا حجاج يعني بن دينار الواسطي عن شعيب بن خالد عن حسين بن على الحديث (تخريجه)(طب) واخرجه ((مذ جه) عن أبي هريرة وأورده النووى أيضا في رياض الصالحين عن أبي هريرة أيضا وقال حديث حسن وأخرجه (ك) في الكنى عن أبي بكر الصديق والشيرازي في اللقاب عن أبي ذر الغفارى و (ك) في تاريخه عن على و (طس) عن زيد بن ثابت والحديث من جوامع الكلم (قال الحافظ) وقد عظم العلماء أمر هذا الحديث فعدوه رابع أربعة تدور عليها الأحكام كما نقل عن أبي داوود وفيها البيتان المشهوران

عمدة الدين عندنا كلمات من قول خير البرية

اترك الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعملن بنية

ص: 88

(42)

وعن أبي الدرداء رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلوا الله يغفر لكم قال ابن ثوبان (أحد الرواة) يعني أسلموا

(7)

باب في سماحة ديننا الاسلام والاعتزاز به وأنه أحب الأديان الى الله عز وجل وفيه فصول

الفصل الأول في سماحة الدين الاسلامي والاعتزاز به

(43)

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أى الأديان أحب الى الله قال الحنيفية (1) السمحة

(44)

وعن غاضرة بن عرروة الفقيمي حدثني أبي عروة رضى الله عنه قال كنا ننتظر النبى صلى الله عليه وسلم فخرج رجلا (2) يقطر رأسه من وضوء أو غسل فصلى فلما قضى الصلاة جعل الناس يسألونه يا رسول الله أعلينا حرج في كذا

(42) وعن أبي الدرداء (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانئ عن أبي العذراء عن أبي الدرداء الخ (تخريجه)(طب عل) ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بعلامة الحسن

(43)

عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثني يزيد قال أنا محمد بن اسحق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس الحديث (غريبة)(1) الحنيفية ملة ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام والحنيف في اللغة من كان على ملة ابراهيم وسمى ابراهيم حنيفا لميله عن الباطل الى الحق لأن أصل الحنيف الميل (والسمحة) بفتح السين المهملة وسكون الميم أى انها مبنبة على السهولة لقوله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم)(تخريجه)(طب طس بز والبخارى في الأدب المفرد) وذكره الحافظ في الفتح عند الكلام في باب الدين يسر وحسنه

(44)

وعن غاضرة بن عروة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أنا عاصم بن هلال ثنا نماضرة بن عروة الحديث (غريبة)(2) بكسر الجيم وفتحها أى مرجلا شعره وترجيل الشعر تجعيده وترجيله أيضا ارساله بمشطة بفتح الميم وشعر الرجل ورجل بفتح الجيم وكسرها ليس شدي الجعودة ولا ----- تقول مسه رجل شعره

ص: 89

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس ان دين الله عز وجل في يسر ثلاثا يقولها

(45)

وعن المقداد بن الأسود رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر (1) ولا وبر الا أدخله الله كلمة الاسلام بعز عزيز أو ذل ذليل اما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها

(46)

وعن سليم بن عامر عن تميم الداري رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الاسلام أو ذلا يذل الله به الكفر وكان تميم الدارى يقول قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز

ترجيلا قاله في المختار (تخريجه)(طب عل) وله شاهد عند البخارى والنسائى من حديث أبي هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسر الحديث

(45)

وعن المقداد ابن الاسود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ابن عبد ربه ثنا الوليد بن مسلم حدثني ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر قال سمعت سليم بن عامر قال سمعت المقداد ابن الاسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث (غريبة)(1) المدر جمع مدرة بوزن شجرة وهو اللبن بكسر الباء الذى تتخذمنه بيوت المدن والقرى (والوبر) وهو شعر الابلالذى يتخذ منه ومن نحوه الخيام بيوتا لسكان البوادي والمعنى أن دين الاسلام يبلغ جميع سكان الامصار والقرى والبوادى (2

) أى بعز شخص عزيز أى يعزه الله تعالى بكلمة الاسلام حيث قبلها بغير سبى أو ق 4 تال (وقوله أو ذل ذليل) أى يذله الله تعالى بها أى بسبب ابائها بذل سبى أو قتال حتى يدين لها أى ينقاد اليها طوعا أو كرها (تخريجه) قال في التنقيح أخرجه الحاكم وسنده حسن والطبرانى في الكبير والبيهقي في السنن ومعنى الحديث ظاهر مقتبس من قوله تعالى (هو الذى أرسل رسوله بالهدى) الآية

(46)

وعن سليم بن عامر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان بن عمرو قال حدثني سليم بن عامر الحديث (تخريجه) لم أقف عليه وسنده جيد

ص: 90

ولقد أصاب من كان منهم كافر الذل والصغار والجزية

(47)

وعن أبي بكر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ان الله تبارك وتعالى سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم (1)

(48)

وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

الفصل الثاني في ترغيب المشركين في اعتناق الاسلام وتأليف قلوبهم رحمة بهم

(49)

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان الرجل يأتي النبى صلى الله عليه وسلم لشئ يعطاه من الدنيا فلا يمسي حتى يكون الاسلام أحب اليه وأعز عليه من الدنيا وما فيها

(50)

وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسئل شيئا عن الاسلام الا أعطاه قال فأتاه رجل فسأله فأمر له بشاء كثير (2) بين جبلين من شاء

(47) وعن أبي بكرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد قال سمعت حماد بن سلمة يحدث عن على بن زيد وحميد في آخرين عن الحسن عن أبي بكرة الحديث (غريبة (1) أى لا صفات لهم محمودة كالعالم الذي لم يعمل بعلمه فهو يقرر الاحكام وينتفع به الناس ولا ينفع نفسه لكونه قصد الرياسة والاظهار مثلا (تخريجه)(طب) وأخرجه أيضا (نس حب) عن أنس ابن مالك ويؤيده حديث ابي هريرة بعده

(48)

وعن ابي هريرة هذا طرف من حديث سيأتي بتمامه في باب الاخلاص النية من كتاب الجهاد وله قصة (تخريجه)(ق)

(49)

وعن أنس ابن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن ابي عدى عن حميد عن انس الحديث (تخريجه) لم أقف عليه في غير الكتاب ورجاله رجال الصحيحين وهو من ثلاثيات الامام احمد أعني أنه ليس بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم الا ثلاثة رجال

(50)

وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن ابى عدى عن حميد عن موسى بن أنس عن أنس الحديث (غريبة)(2) الشاه جمع شاة والشاة من

ص: 91

الصدقة قال فرجع الى قومه فقال يا قوم أسلموا فان محمدا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء ما يخشى الفاقة

(51)

وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أسلم قال أجدني كارها قال أسلم وان كنت كارها

(52)

وعن نصر بن عاصم عن رجل منهم أنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم فاسلم على أنه لا يصلي الا صلاتين فقبل منه ذلك

الفصل الثالث في حكم من أسلم على يده رجل من الكفار

(53)

عن تميم الدارى رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله ما السنة في الرجل من أهل الكتاب (وفي رواية من أهل الكفر) يسلم على يدى رجل من المسلمين قال هو أولى الناس بمحياه ومماته

الغنم يقع على الذكر والانثى (تخريجه) لم أقف عليه في غير الكتاب وسنده جيد

(51)

وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن ابى عدى عن حميد عن انس الحديث (تخريجه) الحديث رجاله من رجال الصحيحين وهو من ثلاثيات المام أحمد وأورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للامام احمد وابى يعلي والضياء المقدسى ورمز له بالصحة

(52)

وعن نصر بن عاصم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن رجل الخ

(تخريجه) لم أقف عليه في غير الكتاب وسنده جيد وجهالة الصحابي لا تضر

(53)

عن تميم الدارى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن موهب قال سمعت تميما الدارى قال قلت يا رسول الله الخ (تخريجه)(هب) الحديث في اسناده عبدد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ وقال في عبد الله بن موهب ثقة لكن لم يسمع من تميم الداري اهـ (قلت) وأورد نحوه الحافظ السيوطي في الجامع الكبير وعزاه لعبد الرزاق عن تميم الدارى بلفظ (من أسلم على يد رجل فهو مولاه) وقال سنده صحيح ثم ذكر بعده حديثا يشبه أن يكون مفسرا لحديث الباب بلفظ (من أسلم على يديه رجل فهو مولاه يرثه و --- عنه) وعزاه للضياء ابلمقدسى في المختارة عن واشد بن سعد مرسلا

ص: 92

الفصل الرابع في أنه من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين

(54)

عن أبي أمامة رضى الله عنه قال اني لتحت (1) راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولا حسنا جميلا وكأن فيما قال من أسلم من أهل الكتابين (2) فله أجره مرتين وله ما لنا وعليه ما علينا ومن أسلم من المشركين فله أجره وله ما لنا وعليه ما علينا

(55)

وعن أبي موسى الأشعرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال من كانت له أمة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها قتزوجها فله أجران وعبد أدى حق الله وحق مواليه ورجل من أهل الكتاب آمن بما جاء به عيسى وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فله أجران

(8)

باب في كون الاسلام يجب ما قبله من الذنوب وكذا الهجرة وهل يؤاخذ باعمال الجاهلية وبيان حكم عمل الكافر اذا أسلم بعده

(56)

عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال لما ألقى الله عز وجل في قلبي الاسلام قال أتيت النبى صلى الله عليه وسلم ليبايعني فبسط يده الى فقلت لا أبايعك حتى يغفر لي ما تقدم من ذنبي قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو

(54) عن أبي أمامة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن اسحق السيلحيني ثنا ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم عن ابي امامة الحديث (غريبة)(1) يحتمل أن يكون آخذا بزمامها أو واقفا بجوارها (وقوله) يوم الفتح أى فتح مكة (2) يعني اليهود والنصارى (تخريجه)(طب) وفي اسناده ابن لهيعة

(55)

وعن ابي موسى الاشعرى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن صالح النورى عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الخ (تخريجه)(ق والثلاثة)

(56)

عن عمرو بن العاص (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن اسحق أنا ليث ابن سعد عن يزيد بن ابي حبيب عن ابي شماسة أن عمرو بن العاص قال لما

ص: 93

أما علمت أن الهجرة تجب ما قبلها من الذنوب يا عمرو أما علمت أن الاسلام يجب ما قبله من الذنوب

(57)

وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله اذ أحسنت في الاسلام أؤاخذ بما عملت في الجاهلية؟ قال اذا أحسنت في الاسلام لم تؤاخذ بما عملت في الجاهلية واذا أسأت في الاسلام أخذت بالأول والآخر

(58)

وعن سلمة بن يزيد الجعفي رضى الله عنه قال انطلقت أنا وأخي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلنا يا رسول الله ان أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقرى الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً قال

ألقى الخ (غريبة)(1) تجب من باب رد يرد والجب بفتح الجيم معناه القطع أى تقطع وتمحو وكذلك الاسلام يجب ما قبله من الذنوب أى يمحو ما كان قبله في الكفر من الذنوب قال تعالى (قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)(تخريجه)(م وسعيد بن منصور في سننه) وزاد مسلم في روايته وان الحج يهدم ما كان قبله (قال النووى رحمه الله فيه عظيم موقع الاسلام والهجرة والحج وان كل واحد منها يهدم ما كان قبله من المعاصي اهـ

(57)

وعن عبد الله بن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الاعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود الخ (غريبة)(2) قال النووى رحمه الله في شرح مسلم في الكلام على هذا الحديث والصحيح فيه ما قاله جماعة المحققين أن المراد بالحسان هنا الدخول في الاسلام بالظاهر والباطن جميعا وأن يكون مسلما حقيقيا فهذا يغفر له ما سلف في الكفر بنص القرآن العزيز والحديث الصحي (الاسلام يهدم ما قبله) باجماع المسلمين (والمراد الاساءة) عدم الدخول في الاسلام بقلبه فهذا منافق باق على كفره باجماع المسلمين فيؤاخذبما عمل في الجاهلية قبل اظهار الاسلام وبما عمل بعد اظهاره لانه مستمر على كفره وهذا معروف في استعمال الشرع يقولن حسن اسلام فلان اذا دخل فيه حقيقة باخلاص وساء اسلامه أى لم يحسن اسلامه اذا لم يكن كذلك والله أعلو اهـ (تخريجه)(ق جه)

(58)

وعن سلمة بن يزيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي

ص: 94

لا قال قلنا فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموؤدة في النار الا أن تدرك الوائدة الاسلام فيعفو الله عنها

(59)

(59) وعن عدى بن حاتم الطائي رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله ان أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك شئ من الاجر قال ان أباك طلب أمرا فأصابه (3)

(60)

وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث (4) بها في الجاهلية من عتاقة وصلة رحم هل لي

عدي عن داوود ابن ابي هند عن الشعبى عن علقمة عن سلمة بن يزيد الخ (غريبة)(1) قال في المختار وأد بنته دفنها حية وبابه وعد فهى موؤدةاء (2) قال المناوي بهمزة مكسورة قبل الدال أى التي تدفن الولد حيا كانت القبلة ترقب الولد في الجاهلية فان انفصل ذكرا أمسكته أو أنثى ألقتها في الحفرة وألقت عليها التراب (والموؤدة) المفعول لها ذلك وهى أم الطفل (في النار أى هما في النار اهـ (قلت) أما الوائدة فلما فعلته من هذه الجناية الفظيعة وأما الموؤدة على انها أم الطفل فلرضاها والله أعلم (تخريجه)(طب) قال الهيثمي ورجال أحمد رجال الصحيح اهـ

(59)

وعن عدي بن حاتم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن مرى بن قطرى عن عدى بن حاتم الخ (غريبة)(3) لعله يزيد والله أعلم أن أباه لم يقصد بذلك وجه الله تعالى بل قصد الشهرة والمدح وقد تحصل عليهما حتى صار يضرب بكرمه المثل (تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله ثقات والطبرانى في الكبير اهـ

(60)

وعن حكيم بن حزام (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهرى عن عروة بن الزبير عن حكيم بن حزام الحديث (غريبة)(4) أى أتعبد وفي رواية عند مسلم أتبرر بها يعني فعل البر والطاعة قال النووى قال أهل اللغة أصل التحنث أن يفعل فعلا يخرج به من الحنث وهو الاثم وكذا تأثم وتحرج وتهجد أي

ص: 95

فيها أجر فقال له النبى صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما أسلفت من خير (1)

(61)

وعن عمرو بن عبسة رضى الله عنه قال جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يدعم (2) على عصالة فقال يا رسول الله ان لي غدرات وفجرات (3) فهل يغفر لي قال ألست تشهد أن لا اله الا الله قال بلى وأشهد أنك رسول الله قال قد غفر لك غدراتك وفجراتك

(9)

باب في حكم الاقرار بالشهادتين وانهما تعصمان قائلهما من القتل وبهما يكون مسلما ويدخل الجنة

(62)

عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله (4) فإذا

فعل فعلا يخرج به عن الاثم والحرج والهجود اهـ (1) قال القاضي عيلض معناه ببركة ما سبق لك من خير هداك الله تعالى الى الاسلام ة ان من ظهر منه خير في أول أمره فهو دليل على سعادة آخره وحسن عاقبته اهـ وذهب ابن بطال وغيره من المحققين الى أن الحديث على ظاهره وأ، هـ اذا أسلم الكافر ومات على الاسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر واستدلوا بما يؤيد ذلك انظر شرح النووى على مسلم في باب حكم عمل الكافر من كتاب الايمان (تخريجه)(ق)

(61)

وعن عمرو بن عبسة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج بن النعمان ثنا نوح بن قيس عن أشعث بن جابر الحداني عن مكحول عن عمرو بن عبسة الحديث (غريبة)(2) أى يستند (3) الغدرات جمع غدرة والفجرات جمع فجرة كسجدة وسجدات والغدر الخيانة والفجور اتيان المعاصي وعدم المبالاة بفعلها يريد أنه كان في الجاهلية يرتكب آثاما من الغدر والفجور فهل يغفرها الله بالاسلام؟ فأجابه النبى صلى الله عليه وسلم بأن الله قد غفر له ذلك باسلامه (تخريجه)(طب) وسنده جيد

(62)

عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن يزيد قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهرى عن عبيد الله عن عبد الله بن عتيبة بن مسعود عن أبي هريرة الحديث (غريبة)(4) أى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدليل

ص: 96

قالوها عصموا دمائهم وأموالهم الا بحقها (1) وحسابهم على الله تعالى فلما كانت الردة (2) قال عمر لأبي بكر (رضى الله عنهما) نقاتلهم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا قال فقال أبو بكر رضى الله عنه نقاتلهم والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة ولأقاتلن من فرق بينهما (3) قال فقاتلنا معه فرأينا ذلك رشدا

(63)

وعنه في أخرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقوقلوا لا اله الا الله محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ثم قد

الروايات الآتية فهى مصرحة بذلك (وقوله عصموا الخ) أى منعوا واصل العصمة من العصام وهو الخيط الذي يشد به فم القربة ليمنع سيلان الماء (1) أى الا يحق كلمة الاسلام وهى لا اله الا الله أى النطق بها مع محمد رسول الله كما في الروايات الآتية ورواية البخارى الا بحق الاسلام أى من ردة وحد وترك الصلاة والزكاة وحق آدمى كقود فمن ارتكب شيئا من ذلك فلا يكون معصوم الدم ويجوز ارجاع الضمير في قوله الا بحقها الى الدماء والأموال وتكون الباء بمعني عن يعني هى معصمة الا عن حق الله فيها كردة وحد الخ (وقوله وحسابهم على الله) أى موكول لله عز وجل في أمر سرائرهم فلا تفتش عن قلوبهم (2) أى التي حصلت من بعض الناس بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فقد ارتد قوم عن الاسلام ونابذوا الملة وأنكروا نبوة النبى صلى الله عليه وسلم وهم أصحاب مسيلمة وأصحاب الأسود العنسى فقاتلهم أبو بكر رضى الله عنه حتى قتل مسيلمة باليمامة والعنسي بصنعاء وانقضت جموعهم وهلك أكثرهم وقوم لم يرتدوا ولكنهم فرقوا بين الصلاة والزكاة فأنكروا وجوبها ووجوب أدائها الى الامام وهؤلاء على الحقيقة أهل بغيى فأمر أبو بكر رضى الله عنه بقتالهم أيضا فخالفه عمر رضى الله عنه وقال تقاتلهم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا يعني حديث الباب (3) وفي رواية مسلم من فرق بين الصلاة والزكاة قال النووى رحمه الله ضبطناه بوجهين فرقث وفرق بتشديد الراء وتخفيفها ومعناه من أطاع في الصلاة وجحد الزكاة أو منعها اهـ (تخريجه)(ق) وغيرهما بألفاظ مختلفة

(63)

وعنه في أخرى (سندها) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الواحد ابن زياد ثنا سعيد بن كثير بن عبيد قال حدثني ابي انه سمع ابا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 97

حرم علي دمائهم وأموالهم وحسابهم على الله عز وجل

(64)

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فاذا شهدوا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا حرمت علينا دماؤهم وأموالهم الا بحقها لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم

(65)

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن النعمان (1) قال سمعت أويسا (يعني بن أبي أويس الثقفى رضى الله عنه) يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فكنا في قبة فقام من كان فيها غيري وغير رسول االله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فساره فقال اذهب فاقتله (وفي رواية فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أليس يشهد أن لا اله الا الله قال بلى ولكنه يقولها تعوذا فقال ردوه (وفي رواية اذهبوا فخلوا سبيله) ثم قال أمرت أ، أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم الا بحقها فقلت لشعبة أليس في الحديث ثم قال أليس يشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله قال شعبة أظنها ممها وما أدري

(66)

وعن أبي مالك الأشجعى عن أبيه (طارق بن أشيم رضي الله عنه

الحديث (تخريجه)(ق) من حديث ابن عمر

(64)

وعن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن اسحق قال أنا عبد الله أنا حميد الطويل عن الس الحديث (تخريجه)(خ والثلاثة) باختلاف الألفاظ

(65)

حدثنا عبد الله الخ (غريبة)(1) هو ابن سالم الطائفي ثقة (تخريجه) لم أقف عليه وسنده جيد

(66)

وعن أبي مالك الاشجعى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

ص: 98

أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لقوم من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل

(67)

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان الله عز وجل ابتعث نبيه (1) صلى الله عليه وسلم لادخال رجل الجنة فدخل الكنيسة فاذا هو بيهوذى واذا يهوذى يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبى صلى الله عليه وسلم أمسكوا وفي ناحيتها رجل مريض فقال النبى صلى الله عليه وسلم ما لكم أمسكتم قال المريض انهم أتوا على صفة النبى فأمسكوا ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبى صلى الله عليه وسلم وأمته فقال هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله ثم مات فقال النبى صلى الله عليه وسلم لوا أخاكم (2)

(68)

وعن عبيد الله بن عدى بن الخيار أن رجلا (3) من الأنصار حدثه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فساره يستأذنه في قتل رجل من

يزيد بن هارون قال أنا أبو مالك الاشجعى عن أبيه الحديث وهو من ثلاثيات الامام أحمد رحمه الله (تخريجه)(م)

(67)

وعن ابن مسعود (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح وعفان المعني قالا ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة بن عبد الله بمن مسعود قال عفان عن أبيهابن مسعود قال ان الله عز وجل الخ (غريبة)(1) أى بعثه الله من بيته ليحصل بذلك ادخال رجل الجنة وهو الرجل المريض في الكنيسة فان دخوله صلى الله عليه وسلم اليه كان سببا في اسلامه الذي صار سببا في دخوله الجنة (2) فيه الأمر لمن كان من المسلمين في حضرته صلى الله عليه وسلم بأن يتولوا أمر ذلك الرجل الذي مات من تجهيز وغيره لأنه قد صار بكلمة الشهادتين أخا لهم (تخريجه)(طب) وسنده جيد

(68)

وعن عبيد الله بن عدى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدى الخ (غريبة)(3) هو عبد الله بن عدى الأنصارى كما صرح في الرواية الآتية

ص: 99

المنافقين فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال الأنصاري بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يشهد أن محمدا رسول الله، قال بلى يا رسول الله، قال أليس يصلي قال بلى يا رسول الله ولا صلاة له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك الذين نهاني الله عنهم (وعنه أيضا) <1> عن عبد الله بن عدي الأنصاري رضي الله عنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس إذ جاءه رجل يعني يستأذنه أي يُسَارُّهُ فذكر معناه

(69)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عتبان <2> اشتكى عينه فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما أصابه قال يا رسول الله تعال صل في بيتي حتى أتخذه مصلى قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه يتحدثون بينهم فجعلوا يذكرون ما يلقون من المنافقين فأسندوا عظيم ذلك إلى مالك بن دُخَيثِم فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أليس <3> يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال قائل بلى وما هو من قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأني

<1> {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن عبد الله بن عدي الأنصاري الخ

{تخريجه} (لك عب) وقال الهيثمي رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

(69)

وعن أنس بن مالك {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس بن مالك {غريبه} <2> بكسر أوله وسكون ثانيه هو ابن مالك بن عمرو العجلاني رضي الله عنه <3> في رواية الشيخين ألا تراه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله فقال: الله أعلم ورسوله أما نحن فوالله ما نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله {تخريجه} (ق) من حديث محمود بن الربيع ولمالك والنسائي منه الصلاة

ص: 100

رسول الله فلن تطعمه النار أو قال لن يدخل النار

(70)

وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله أرأيت إن لقيتُ رجلا من الكفار فقاتلني فاختلفنا ضربتين فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني <1> بشجرة فقال أسلمت لله، أُقَاتِلُهُ يا رسول الله (وفي رواية أَقْتُلُهُ أم أَدَعُهُ بعد أن قالها) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال <2>

(10)

باب في الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وفضل من آمن به ولم يره

(71)

عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني <3>

في البيت وفي العمل بالظاهر والله يتولى السرائر

(70)

وعن المقداد بن الأسود {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه قال أخبرني أن المقداد أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت إلخ {غريبه} <1> أي اعتصم مني <2> قال النووي رحمه الله اختلف في معناه فأحسن ما قبل فيه وأظهره ما قاله الإمام الشافعي وابن القصار المالكي وغيرهما أن معناه فإن معصوم الدم محرم قتله بعد قول لا إله إلا الله كما كنت أنت قبل أن تقتله وإنك بعد قتله غير معصوم الدم ولا محرم القتل كما كان هو قبل قوله لا إله إلا الله، قال ابن القصار المالكي يعني لولا عذرك بالتأويل المسقط القصاص عنك اهـ {تخريجه} (ق د نس ش فع)

(71)

عن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمرو (كذا) عن همام بن منبه عن أبي هريرة {غريبه} <3> إنما ذكر صلى الله عليه وسلم اليهودي والنصراني تنبيها على من سواهما وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب فإذا كان هذا شأنهم فغيرهم ممن لا كتاب له أولى بهذا الشأن، وأيضا تنبيها على أن أهل الكتاب

ص: 101

ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار

(72)

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفيه لم يدخل الجنة بدل قوله إلا كان من أصحاب النار

(73)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو آمن بي عشرة من أحبار <1> اليهود لآمن بي كل يهودي على وجه الأرض قال كعب <2> اثنا عشر مصداقهم في سورة المائدة

(74)

وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب قال: حدثتني جدتي

يعرفونه كما قال تعالى (يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)[الأعراف: 157]{تخريجه} (م)

(72)

وعن أبي موسى الأشعري {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر (اليشكري) عن سعيد بن جبير عن أبي موسى إلخ {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب ورجاله من رجال الصحيحين

(73)

وعن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا أبو هلال قال ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة {غريبه} <1> أحبار جمع حبر بفتح الحاء المهملة وكسرها وهم العلماء منهم أي لو صدق برسالتي وما جئت به عشرة من علماء اليهود ورؤسائهم الذين يقتدى بهم لقادوا سائرهم إلى الدخول في الإسلام ولكن لم يسلم منهم إلا عبد الله بن سلام ومخيريق رضي الله عنهما <2> أي يقول كعب إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو آمن بي اثنا عشر بدل قوله عشرة في حديث الباب (وقوله في سورة المائدة) يعني قوله تعالى (وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا){تخريجه} (خ د) وليس عند البخاري قول كعب (قال) الحافظ) وأخرج يحيى بن سلام في تفسيره من وجه آخر عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة هذا الحديث فقال قال كعب إنما الحديث اثنا عشر لقوله تعالى (وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) فسكت أبو هريرة، قال ابن سيرين أبو هريرة عندنا أولى من كعب، قال يحيى بن سلام وكعب أيضا صدوق لأن المعنى عشرة بعد الاثنين وهما عبد الله بن سلام ومخيريق كذا قال وهو معنوي ا. هـ

(74)

وعن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

ص: 102

أنها سمعت أباها <1> يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر الله تعالى ولا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار

(75)

وعن أبي محيريز قال قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة رضي الله عنه حَدِّثْنَا حديثا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أحدثكم حديثا جيدا تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال

الهيثم بن خارجة قال عبد الله وقد سمعته من الهيثم قال ثنا حفص بن ميسرة عن ابن حرملة عن أبي ثقال المري أنه قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن حويطب يقول حدثتني جدتي الحديث (وروي من طريق آخر) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا شيبان قال ثنا بن عياض عن أبي ثقال بهذا الحديث وقال سمعت أباها سعيد بن زيد {غريبه} <1> هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه كما في الرواية الثانية وكما في رواية عند الدارقطني أيضا {تخريجه} (قط) من عدة طرق وفي إسناده مقال (قال الحافظ في التلخيص) والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلا قال وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ا. هـ

(75)

وعن أبي محيريز {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا الأوزاعي قال حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن أبي محيريز الحديث [ومن طريق آخر] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا المغيرة قال ثنا الأوزاعي قال حدثني أسيد بن عبد الرحمن قال حدثني صالح بن محمد قال حدثني أبو جمعة قال تغدينا الحديث {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وقد روي في هذا المعنى أيضا سعيد بن منصور في سننه قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فذكرنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سبقونا به فقال عبد الرحمن إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كان بينا لمن رآه والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانا أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ (الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) إلى قوله (المفلحون)[البقرة: 1 - 5] قال الحافظ بن كثير وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه

ص: 103

يا رسول الله هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني

(76)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددت أني لقيت إخواني قال فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نحن إخوانك قال أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني

(77)

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى <1> لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات <2>

(78)

عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى

والحاكم في مستدركه من طرق عن الأعمش به وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ا. هـ

(76)

وعن أنس بن مالك {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا حسن بن ثابت عن أنس بن مالك الحديث {تخريجه} الحديث ذكره الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد فقط ورمز له بعلامة الصحة وقال العزيزي في شرحه وإسناده حسن والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يود أن يرى الذين آمنوا به ولم يروه يوم القيامة يطلب من الله لهم مزيد الأجر والإكرام جزاء لهم على ذلك وحبه لذلك بشارة بحصول وقوعه ففيه بشارة عظيمة لمن آمنوا به صلى الله عليه وسلم ولم يروه

(77)

وعن أبي أمامة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا همام عن قتادة عن أيمن عن أبي أمامة الحديث {غريبه} <1> اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها <2> الغرض منه الترغيب في الحرص على الإيمان بعده صلى الله عليه وسلم وإلا فمن آمن بعد موته لا يصل إلى رتبة الصحابة لقوله صلى الله عليه وسلم (والذي نفس محمد بيده لو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) رواه مسلم وغيره {تخريجه} الحديث أورده الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد والبخاري في التاريخ (وحب ك) ورمز له بالصحة ونقل العزيزي عن شيخه تصحيحه

(78)

وعن أنس بن مالك {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن

ص: 104

لمن آمن بي ورآني مرة وطوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرات

(79)

وعن أبي عبد الرحمن الجهني رضي الله عنه قال بينا نحن عند

القاسم قال حدثنا حسن عن ثابت عن أنس بن مالك الخ {تخريجه} لم أقف عليه عن أنس في غير الكتاب وذكره السيوطي أيضا في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد لا غير ورمز له بالصحة ونقل العزيزي عن شيخه تصحيحه أيضا وهو كالذي قبله وإنما ذكرته لكونه من طريق صحابي آخر (وفي الباب عند الطيالسي وعبد بن حميد عن ابن عمر رضي الله عنهما نحوه إلا أنه قال وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات (وعند الإمام أحمد أيضا وابن حبان عن أبي سعيد يرفعه طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني (وفي الباب أيضا) عن عبد الله بن بسر بلفظ طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى لمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي طوبى لهم وحسن مآب رواه (طب ك) وعبد بن حميد عن أبي سعيد وابن عساكر عن وائلة، أورد هذه الطرق جميعها الحافظ السيوطي في الجامع الصغير ورمز لها بالحسن.

(79)

وعن أبي عبد الرحمن {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد يعني بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني الخ (قلت) وقد اختلف في أبي عبد الرحمن الجهني هذا فقيل هو عقبة بن عامر وقيل غيره وقد وجدت هذا الحديث مذكورا في مسند عقبة بن عامر بهذه الكنية فراجعت التقريب للحافظ فرأيت فيه ما نصه، أبو عبد الرحمن الجهني صحابي قيل اسمه زيد نزل مصر، وقال في الإصابة: أبو عبد الرحمن الجهني نزل مصر وذكر له حديثين أحدهما حديث الباب قال وقد ذكره في الصحابة البخاري والترمذي والبغوي والطبراني والدولابي والعسكري وابن يونس والبارودي وغيرهم قال وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق وانفرد أبو الفتح الأزدي فحكى أن اسمه زيد وقرأت بخط الحافظ عماد الدين بن كثير أنه قال هو عقبة بن عامر الصحابي المشهور اهـ ما قاله الحافظ (قلت) وقد راجعت كتاب الأسماء والكنى للدولابي في ترجمة أبي عبد الرحمن الجهني المذكور فوجدته روى عنه حديث الباب من طريقين يجتمعان في محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فساق الحديث كما هنا (وقال صاحب الخلاصة) في ترجمة مرثد بن عبد الله اليزني أنه كان يروي عن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر اهـ، فقول صاحب الخلاصة وقول الحافظ بن كثير ووجود حديث الباب في مسند

ص: 105

رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع راكبان فلما رآهما قال كنديان مَذْحِجِيَّانِ <1> حتى أتياه فإذا رجال من مذحج قال فدنا إليه أحدهما ليبايعه قال فلما أخذ بيده قال يا رسول الله أرأيت من رآك فآمن بك وصدقك واتبعك ماذا له قال طوبى له قال فمسح على يده وانصرف ثم أقبل الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه قال يا رسول الله أرأيت من آمن بك وصدقك واتبعك ولم يرك قال طوبى له ثم طوبى له ثم طوبى له قال فمسح على يده وانصرف

(80)

وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود رضي الله عنه يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين التي رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أننا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا، ثم أقبل عليه فقال ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أَوَلا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم قد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث الله عليها نبيا من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به

عقبة بن عامر يشعر بأنه عقبة، وقول الحافظ والدولابي وغيرهما يشعر بأنه غيره والله أعلم {غريبه} <1> تثنية مذحج قال في القاموس كمجلس أكمة ولدت مالكا وطيئا أمهما عندها فسموا مذحجا اهـ {تخريجه} رواه أيضا الدولابي والبغوي ورجاله من رجال الصحيح

(80)

وعن عبد الرحمن بن جبير {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعمر بن بشر ثنا عبد الله يعني ابن المبارك أنا صفوان بن عمرو حدثني عبد الرحمن بن جبير

ص: 106

بين الحق والباطل وفرق بين الوالد ووالده حتى إن كان الرجل ليرى والده وولده وأخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار فلا يقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار وأنها التي قال الله عز وجل (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)[الفرقان: 74]

(11)

باب في فضل المؤمن وصفته ومثله

(81)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة

(82)

وعن أبي الزبير قال سألت جابرا (يعني بن عبد الله رضي الله عنهما عن القتيل الذي قتل فأذن فيه سحيم قال كنا بحنين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم سحيما أن يؤذن في الناس أنه لا يدخل الجنة (وفي رواية ألا لا يدخل الجنة) إلا مؤمن قال ولا أعلمه قُتِلَ أَحَدٌ قال موسى بن داود قَتَلَ أحدا

(83)

وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن <1> من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم

ابن نفير {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد فقط وقال إسناده صحيح ولم يخرجوه اهـ

(81)

وعن أبي هريرة هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده في باب إخلاص النية في الجهاد من كتاب الجهاد إن شاء الله {تخريجه} (ق)

(82)

عن أبي الزبير {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير الحديث {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد مختصرا وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وإسناده حسن اهـ

(83)

وعن محمود بن لبيد {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سلمة أنا عبد العزيز عن عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن قتادة عن محمود بن لبيد الخ {غريبه} <1> أي يمنعه من الدنيا ومن زخارفها مع أنه يحبه إشفاقا عليه من

ص: 107

من الطعام والشراب تخافون عليه

(84)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء، الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ثم الذي إذا أشرف على طمع تركه لله عز وجل

(85)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن غر <1> كريم وإن الفاجر خب <2> لئيم

(86)

وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل المؤمن عندي

تلوثه بدنسها واغتراره بها وطغيانه قال تعالى (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى){تخريجه} (ك) عن أبي سعيد الخدري نحوه وحديث الباب سنده جيد

(84)

وعن أبي سعيد {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن غيلان ثنا رشدين قال ثنا عمرو بن الحرث عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري الخ {تخريجه} لم أقف عليه وفي إسناده رشدين ضعيف

(85)

وعن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد قال ثنا سفيان عن الحجاج بن فرافصة عن رجل عن أبي سلمة عن أبي هريرة {غريبه} <1> غر بكسر الغين المعجمة أي لا يعرف الشر ولا بذي مكر فهو ينخدع لسلامة صدره وحسن ظنه لا جهلا منه <2> بفتح الخاء المعجمة أي جريء على الشر يسعى بين الناس بالإفساد (وقوله لئيم) اللئيم الدنيء الأصل الشحيح النفس {تخريجه} (ك) في المستدرك من عدة طرق وأسنده إلى سفيان الثوري عن الحجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأخرجه أيضا (د مذ) وقال المناوي إسناده جيد

(76)

وعنه أيضا {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سلمة أخبرنا عبد العزيز الأندرلوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة الخ {تخريجه} أخرجه أيضا الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وذكره الحافظ السيوطي

ص: 108

بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه

(87)

وعنه في أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر

(88)

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ألا أخبركم بالمؤمن، من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب

(89)

وعن موسى بن على سمعت أبي يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدرون من المسلم، قالوا الله ورسوله أعلم قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قال تدرون من المؤمن قالوا

عن ابن عباس في الجامع الصغير بلفظ (المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله) وعزاه للنسائي وبجانبه علامة الحسن

(87)

وعنه في أخرى {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة الحديث {غريبه} <1> بمثناة تحتية مضمومة ونون ساكنة وضاد معجمة أي يجعله نضوا أي سقيما مهزولا لكثرة إذلاله وجعله أسيرا تحت قهره بامتثال ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنه والتباعد عن الشهوات فيصير الشيطان مهزولا كالدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها وهكذا من أعز سلطان الله أعز الله سلطانه وسلطه على عدوه وصيره تحت حكمه {تخريجه} أخرجه الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في كتاب مصايد الشيطان وفي إسناده ابن لهيعة

(88)

وعن فضالة بن عبيد {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق قال ثنا عبد الله قال أنا ليث قال أخبرني أبو هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك الجبني قال حدثني فضالة بن عبيد الخ {تخريجه} (هق) في شعب الإيمان و (نس ك حب مذ) عن أبي هريرة بدون ذكر المجاهد والمهاجر وقال الترمذي حسن صحيح

(89)

وعن موسى بن علي {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد

ص: 109

الله ورسوله أعلم، قال من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السوء فاجتنبه (وعنه في أخرى) <1> سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه

(90)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مؤلف <2> ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف

(91)

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه <3>

ابن الحباب أخبرني موسى بن علي الخ <1> {سندها} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن أبي سعد قال أتيت عبد الله بن عمرو فقلت حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ولا تحدثني عن التوراة والإنجيل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم الخ {تخريجه} أخرج الرواية الثانية منه (خ د نس)

(90)

وعن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف قال عبد الله وسمعته أنا من هارون قال ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني أبو صخر عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة الحديث {غريبه} <2> يعني أن المؤمن لكرم أخلاقه وسهولة طباعه ولينه يألف الناس وتألفه الناس لأن الإيمان هذبه، وأما ضعيف الإيمان فلا تألفه الناس لسوء خلقه وشذوذ طباعه ولا يألفهم لعدم إقبالهم عليه والله أعلم {تخريجه} (هق) في الأفراد و (ض) عن جابر بلفظ (المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس) ذكره السيوطي في الجامع الصغير وبجانبه علامة الصحة

(91)

عن أبي أمامة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حيوة ثنا بقية ثنا محمد بن زياد حدثني أبو راشد الحيراني قال أخذ بيدي أبو أمامة الباهلي قال أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث {غريبه} <3> يعني أن المؤمنين تتفاوت درجاتهم فمنهم من هو سهل الانقياد سباق إلى الخير ومنهم من ليس كذلك وقد جاء ذلك في قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله {تخريجه} لم أقف عليه وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وعزاه للإمام أحمد وقال رجاله رجال الصحيح

ص: 110

(92)

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قلبك حشي الإيمان وإن الإيمان

يعطى العبد قبل القرآن

(93)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بالحديث لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال ذلك صريح الإيمان <1> (وعنه بلفظ آخر) <2> قال قالوا يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما يسرنا نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس قال أوجدتم ذلك قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان

(94)

وأيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم للعنب الكرم <3> إنما الكرم الرجل المسلم

(92) وعن عبد الله بن عمرو {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة حدثني حي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو الحديث {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وفي إسناده ابن لهيعة ضعيف

(93)

وعن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو الجواب الضبي الأحوص بن جواب قال ثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة الحديث {غريبه} <1> يعني أن استعظام هذا وشدة الخوف من النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان وانتفت عنه الشكوك <2> {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ويزيد قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة {تخريجه} (م نس) وفي الباب عند (الطبراني في الأوسط) عن ابن عباس

(94)

وأيضا عن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة الحديث {غريبه} <3> قال في النهاية سمي الكرم كرما لأن الخمر المتخذة منه تحث على السخاء والكرم فاشتقوا له منه

ص: 111

(وعنه في أخرى) <1> قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون الكرم وإنما الكرم قلب المؤمن

(95)

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذهب، نفخ عليها صاحبها فلم تغير ولم تنقص والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النحلة <2> أكلت طيبا ووضعت طيبا ووقعت فلم تكسر ولم تفسد <3>

(96)

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن

اسما فكره أن يسمى باسم مأخوذ من الكرم وجعل المؤمن أولى به يقال رجل كرم أي كريم وصف بالمصدر كرجل عدل وضيف، قال الزمخشري أراد أن يقرر ويسدد ما في قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) بطريقة أنيقة ومسلك لطيف وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كرما ولكن الإشارة إلى أن المسلم التقي جدير بألا يشارك فيما سماه الله به (وقوله فإنما الكرم الرجل المسلم) أي إنما المستحق للاسم المشتق من الكرم الرجل المسلم اهـ <1> {سندها} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة {تخريجه} (ق) وغيرهما

(95)

وعن عبد الله بن عمرو الخ هذا طرف من حديث طويل ذكر بتمامه وسنده في باب الحوض والكوثر من كتاب القيامة {غريبه} <2> بحاء مهملة (وقوله أكلت طيبا) أي لأنها لا تأكل إلا الأزهار (ووضعت طيبا) هو العسل وقد جاء في التنزيل (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس <3> أي إن وقعت على عود نخر أي بال لم تكسره ولم تفسده كما في رواية لخفتها فهذا مثل المؤمن الكامل كله منافع ولا يتعاطى الشبهات بل يأكل طيبا أي حلالا ويعطي طيبا ولا ضرر منه لأحد {تخريجه} (هب) ذكره الحافظ السيوطي في الجامع الصغير وقال المناوي إسناد أحمد صحيح

(96)

وعن جابر بن عبد الله {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى

ص: 112

كمثل السنبلة <1> تخر مرة وتستقيم مرة ومثل الكافر كمثل الأرز (وفي رواية الأرزة) <2> لا يزال مستقيما حتى يخر ولا يشعر

(97)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مثل المؤمن كمثل الفرس على آخيته <3> يجول ثم يرجع على آخيته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان

(98)

[ز] وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الإسلام

وحسن قالا ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر الخ {غريبه} <1> هي الحنطة تميل أحيانا عند سكونها فالمؤمن تارة يستقيم ويسلم من البلايا وتارة يبتلى في نفسه وماله وولده ليقدم على الله تعالى مطهرا من الذنوب، وهذا الحديث يناسبه أيضا باب الصبر على المصائب وقد ذكرت طائفة من الأحاديث هناك بهذا المعنى فانظره <2> قال في النهاية الأرزة بسكون الراء وفتحها شجرة الأرزة وهو خشب معروف وقيل هو الصنوبر وقال بعضهم هي الآرزة بوزن فاعلة وأنكرها أبو عبيدة اهـ {قلت} شبه الكافر بهذه الشجرة لشدة صلابتها وثبوتها في الأرض لا يحركها شيء فكذا الكافر لا يبتلى ليقدم موفرا بذنوبه ليشتد عذابه {تخريجه} الحديث في إسناده ابن لهيعة وأورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للإمام أحمد والضياء عن جابر وبجانبه علامة الحسن

(97)

وعن أبي سعيد {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن قال ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا عبد الله بن الوليد عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري الحديث {غريبه} <3> آخيته بفتح الهمزة ممدودة وكسر الخاء المعجمة وفتح الياء المثناة مشددة حبيل أو عود يعرض في الحائط ويدفن طرفاه فيه ويصير وسطه كالعروة وتشد فيه الدابة وجمعها الأواخي مشددا والأخايا على غير قياس يعني أنه يبعد عن ربه بالذنوب وأصل إيمانه ثابت قاله في النهاية (قال الطيبي) وأراد بالإيمان شعبه ثم يتداركه ويندم {تخريجه} الحديث سنده جيد وأخرجه أيضا الضياء المقدسي في المختارة وحسنه الحافظ السيوطي

(98)

[ز] عن أبي ذر {سنده} حدثنا عبد الله ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن معاذ بن رفاعة عن أبي خلف عن أنس بن مالك عن أبي ذر الحديث

ص: 113

ذلول <1> لا يركب إلا ذلولا

(12)

باب في الوقت الذي يضمحل فيه الإيمان

(99)

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول إن الإيمان بدا <2> غريبا وسيعود كما بدا فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الزمان، والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن <3> الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها

(100)

[ز] وعن عبد الرحمن بن سنة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم

{غريبه} <1> أي سهل منقاد (وقوله لا يركب الخ) أي لا يتمكن تمكنا كليا إلا ممن اتصف بالسهولة والرفق {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وفي إسناده أبوة خلف متروك

(99)

وعن سعد بن أبي وقاص {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هارون بن معروف أنبأنا عبد الله بن وهب أخبرني أبو صخر قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد وسمعت أنا من هارون أن أبا حازم حدثه عن ابنٍ لسعد بن أبي وقاص قال سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ {غريبه} <2> قال علي القاري في الأزهار بدا بلا همز أي ظهر (وقال النووي) في شرح مسلم بدأ الإسلام غريبا هكذا ضبطناه بدأ بالهمز من الابتداء (وقوله غريبا) أي في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا كما بدا قاله القاضي عياض (وقوله فطوبى) أي فرحة وقرة عين أو سرور وغبطة أو الجنة أو شجرة فيها (أقوال للعلماء) والله أعلم <3> بهمزة ساكنة ثم راء مكسورة ثم زاي مفتوحة ثم نون التوكيد الثقيلة هذا هو المشهور وقال أبو الحسين بن سراج بضم الراء وحكى القابسي فتح الراء ومعناه ينضم ويجتمع هذا هو المشهور عند أهل اللغة والغريب نقله النووي (وقال الطيبي) في شرح المشكاة وهذا إما خبر عما كان في ابتداء الهجرة أو عما يكون في آخر الزمان حين يقل الإسلام فينضم إلى المدينة ويبقى فيها (وقوله بين هذين المسجدين) أي مسجد مكة ومسجد المدينة {تخريجه} (م) عن ابن عمر بلفظ الإسلام و (مد) عن عبد الله بن عمرو بن عوف وحسنه

(100)

[ز] وعن عبد الرحمن بن سنة {سنده} حدثنا عبد الله قال ثنا أبو أحمد الهيثم بن خارجة قال ثنا إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يوسف

ص: 114

يقول بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ومن الغرباء، قال الذين يصلحون إذا فسد الناس والذي نفسي بيده لينحازن الإيمان إلى المدينة كما يحوز السيل <1> والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها

(101)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدين بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء

(102)

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (بلفظ) إن الإسلام فذكر مثله وزاد قيل ومن الغرباء قال النزاع <2> من القبائل

(103)

وعن علقمة المزني قال حدثني رجل قال كنت في مجلس عمر

ابن سليمان عن جدته ميمونة عن عبد الرحمن بن سنة الخ {غريبه} <1> هو بمعنى يأرز أي يجتمع إلى المدينة بسرعة كسرعة مرور السيل {تخريجه} الحديث ضعيف من هذا الطريق وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة إلى قوله فطوبى للغرباء ومن حديث ابن عمر بلفظ (إن الإسلام بدا غريبا) وفيه وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها

(101)

وعن أبي هريرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال ثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة {تخريجه} (م) بلفظ بدأ الإسلام غريبا وبقيته كحديث الباب

(102)

وعن ابن مسعود {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وسمعته أنا من ابن أبي شيبة ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود الخ {غريبه} <2> بتشديد النون مضمومة والزاي مشددة مفتوحة هم جمع نازع ونزيع وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته أي بعد وغاب. وقيل لأنه ينزع إلى وطنه أي ينجذب ويميل والمراد الأول أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى قاله في النهاية {تخريجه} (م) من حديث أبي هريرة بلفظ حديث الباب إلا الزيادة

(103)

وعن علقمة المزني {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد

ص: 115

ابن الخطاب بالمدينة فقال لرجل من القوم يا فلان كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإسلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الإسلام بدا جذعا <1> ثم ثنيا ثم رباعيا ثم سداسيا ثم بازلا فقال عمر فما البزول إلا النقصان <2>

(104)

وعن كرز بن علقمة الخزاعي رضي الله عنه قال قال أعرابي يا رسول الله هل للإسلام من منتهى قال نعم أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله عز وجل بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام قال ثم ماذا يا رسول الله قال ثم تقع فتن كأنها الظلل <3> قال الأعرابي كلا (وفي رواية كلا والله إن شاء الله) قال النبي صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود <4> صبا يضرب بعضكم رقاب بعض (وعنه من طريق ثان بنحوه) <5> وفيه بعد قوله يضرب بعضكم رقاب بعض وقرأ علي سفيان قال

ابن جعفر ثنا عوف قال حدثني علقمة المزني الخ {غريبه} <1> جذعا بجيم وذال معجمة أي شابا فتيا والفتي من الإبل ما دخل في الخامسة (والثني) من الإبل ما دخل في السادسة (وقوله ثم رباعيا) بخفة المثناة التحتية ما دخل في السابعة (وقوله ثم سداسيا) ما دخل في الثامنة (وقوله ثم بازلا) بالزاي هو ما دخل في التاسعة <2> أي فالإسلام استكمل قوته وسيأخذ في النقصان {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وفي إسناده مجهول

(104)

وعن كرز بن علقمة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن كرز بن علقمة الحديث {غريبه} <3> هي كل ما أظلك واحدتها ظلة، أراد كأنها الجبال أو السحب (نه) <4> الأساود على وزن مساجد جمع أسود وهو أخبث الحيات وأعظمها، قال في النهاية الأساود الحيات (والصب بضم الصاد المهملة جمع صبوب على أن أصله صبب كرسول ورسل ثم خفف كرسْل ثم أدغم وهو غريب من حيث الإدغام، قال النضر إن الأسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ، يريد أنه يفتك بعضكم ببعض كفتك الأساود بفريستها بدون رحمة ولا شفقة، وذلك لضعف الإيمان نعوذ بالله من ذلك <5> {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن

ص: 116

الزهري أساود صبا قال سفيان الحية السوداء تنصب أي ترتفع (وعنه من طريق ثالث بنحوه <1>) وزاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي ربه تبارك وتعالى ويدع الناس من شره

(105)

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينقضن <2> عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث <3> الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة

(106)

وعن ابن <4> فيروز الديلمي عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقضن الإسلام عروة عروة كما ينقض <5> الحبل قوة قوة

الزهري به <1> {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة قال ثنا الأوزاعي ثنا عبد الواحد بن قيس قال ثنا عروة بن الزبير عن كرز الخ {تخريجه} لم أقف عليه في غير الكتاب وسنده جيد

(105)

وعن أبي أمامة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الخ {غريبه} <2> بوزن ليسجنن مبني للمفعول (والنقض) معناه الهدم من نقض البناء وهو هدمه (وعرى الإسلام) جمع عروة أي أحكامه والعروة من الدلو والكوز المقبض الذي يستمسك به <3> التشبث بالشيء التعلق به يقال فلان شبث بكذا أي متعلق به (وقوله الحكم) أي بالعدل (وآخرهن الصلاة) أي آخر ما يهدم ويترك من الأحكام الشرعية وأركان الدين الصلاة وقد ظهرت بوادر ذلك في زمننا هذا فقد تركها السواد الأعظم من الناس والمصلي لا يأتي بها على وجهها المشروع نسأل الله السلامة {تخريجه} (حب ك) وله شاهد عند الحاكم من حديث طويل عن حذيفة بن اليمان موقوفا عليه قال (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة) الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) ولم يتعقبه الذهبي

(106)

وعن ابن فيروز الديلمي {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم بن خارجة أنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو عن ابن فيروز الخ {غريبه} <4> اسمه الضحاك <5> القوة الطاقة من طاقات الحبل والجمع قوى {تخريجه} لم أقف عليه

ص: 117

(107)

وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال سمعت حديثا منذ زمان، إذا كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أكثر فتصفحت في وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب <1> في الله فاعلم أن الأمر قد رق

(13)

باب فيما جاء في رفع الأمانة والإيمان

(108)

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة <2> نزلت في جذر <3> قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت <4> فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها

(107) وعن عبد الله بن بسر الخ {غريبه} <1> مبني للمفعول أي الناس يهابونه لعلمه وإيمانه لأنهم يهابون الله تعالى ويخافونه أو مبني للفاعل أي يهاب الذنوب فيتقيها يقال هاب الشيء يهابه إذا خافه وإذا وقره وعظمه (وقوله فاعلم أن الأمر قد رق) أي أمر الإيمان قد ضعف {تخريجه} (ك) مطولا من حديث حذيفة وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه قلت وأقره الذهبي

(108)

وعن حذيفة بن اليمان {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة الخ {غريبه} <2> قيل هي التكليف الذي كلف الله به عباده والعهد الذي أخذ عليهم وقال صاحب التحرير الأمانة في الحديث هي الأمانة المذكورة في قوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة) وهي عين الإيمان فإذا استمسكت الأمانة من قلب العبد قام حينئذ بأداء التكليف واغتنم ما يرد عليه منها وجد في إقامتها اهـ <3> الجذر بفتح الجيم وسكون الذال المعجمة معناه الأصل أي أن الأمانة نزلت في أصل قلوب الرجال الخ وهذا هو الحديث الذي رآه حذيفة إلى قوله وعلموا من السنة (وقوله ثم حدثنا عن رفع الأمانة هذا أول الحديث الثاني الذي ينتظره حذيفة رضي الله عنه <4> الوكت بوزن الوقت وهو الأثر اليسير كذا قاله الهروي وقال غيره هو سواد يسير وقيل هو لون يحدث مخالف للون

ص: 118

مثل أثر المجل <1> كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرا <2> وليس فيه شيء قال ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله قال فيصبح الناس يتبايعون <3> لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله وما في قلبه حبة من خردل من إيمان ولقد أتى <4> علىّ زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه عليّ دينه ولئن كان نصرانيا أو يهوديا ليردنه علي ساعيه فأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا

الذي كان قبله حكاه النووي <1> المجل بفتح الميم وإسكان الجيم وفتحها لغتان حكاهما صاحب التحرير والمشهور الإسكان قال أهل اللغة والغريب المجل هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ويصير كالقبة فيه ماء قليل <2> أي مرتفعا وأصل هذه اللفظة الإرتفاع ومنه المنبر لارتفاعه وارتفاع الخطيب عليه <3> من البيع والشراء (وقوله لا يكاد أحد يؤدي الأمانة) أي حق صاحبها <4> هذه الجملة وما بعدها الخ الحديث من كلام حذيفة ومراده أني كنت أعلم أن الأمانة لم ترتفع وإن في الناس وفاء بالعهود فكنت أقدم على البيع والشراء ممن اتفق له غير باحث عن حاله وثوقا بالناس وأمانتهم (وقوله ليردنه علي ساعيه) أي فإن كان كافرا فساعيه وهو الوالي عليه كان أيضا يقوم بالأمانة في ولايته فيستخرج حقي منه، أما اليوم فقد ذهبت الأمانة فما بقي لي وثوق ممن أبايعه ولا بالساعي في أدائهما الأمانة فما أبايع إلا فلانا وفلانا يعني أفرادا من الناس أعرفهم وأثق بهم {تخريجه} (ق مذ جه) ومعناه أن الأمانة تزول من القلوب شيئا فشيئا فإذا زايلها أول جزء منها زال بقدره من النور وخلفه ظلام كالوكت فإذا زال شيء آخر صار ذلك الظلام كالمجل وهو أثر محكم لا يزول إلا بعد زمن ليس بالقصير مع المعالجة بالحكمة الروحية ثم ضرب لك مثلا بشيء محسوس بحاسة البصر ليكون أقرب لتناول الفهم وأوقع في النفس فشبه نور الأمانة بعد وقوعه في مقره وارتفاعه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة إياه بجمر دحرجه المرء على رجله حتى أثر فيها أثرا ليس باليسير ثم زال الجمر وبقي الأثر والله أعلم

ص: 119

(109)

وعن عبد الله (يعني بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تدور رحى <1> الإسلام بخمس (وفي رواية على رأس خمس) وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من قد هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما قال قلت أَمِمَّا مضى أم مما بقي (وعنه أيضا من طريق ثانٍ) <2> عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال فقال

(109) وعن عبد الله {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن ربعي (يعني بن حراش) عن البراء بن ناجية عن عبد الله الخ {غريبه} <1> قال في النهاية يقال دارت رحى الحرب إذا قامت على ساقها وأصل الرحى التي يطحن بها، والمعنى أن الإسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد عن إحداثات الظلمة إلى تقضي هذه المدة التي هي بضع وثلاثون ووجهه أن يكون قاله وقد بقيت من عمره الستون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات فإذا انضمت إلى مدة خلافة الأئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة كانت بالغة ذلك المبلغ وإن كان أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة ففيها كانت وقعة الجمل، وإن كانت سبعا وثلاثين ففيها كانت وقعة صفين، (وأما قوله يقم لهم سبعين عاما فإن الخطابي قال يشبه أن يكون أراد مدة ملك بني أمية وانتقاله إلى بني العباس فإنه كان بين استقرار الملك لبني أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان نحو من سبعين سنة وهذا التأويل كما تراه فإن المدة التي أشار إليها لم تكن سبعين سنة ولا كان الدين فيها قائما اهـ (قلت) قال الحافظ السيوطي تأييدا للخطابي وردا على صاحب النهاية، أما قوله (يعني صاحب النهاية) أن المدة لم تكن سبعين سنة فممنوع لأنها امتدت لنحو تسعين سنة ولكن دخلها وهن بآخرها، وما سلم من وهن نحو سبعين كما قال الخطابي (وأما قوله) ولا كان الدين الخ فإنه ظن أن المراد بالدين أحكامه وإنما أراد الملك كما فسره الخطابي بمعالم السنن فأنشد عليه قول زهير

لئن حكمتم بحوبي يا بني أسد

في دين عمرو حالت بيننا فدك

أي في ملك عمرو وولايته ولا شك أن ملكهم كان قائما بتلك المدة وكان أعظم من ملك بني العباس إذ كان لهم الشرق والغرب بلا منازع ولا متعقب، ولما تملك بنو العباس خرج عنهم المغرب الأقصى واستولى عليه من استولى من بني أمية وصاحب النهاية لم ينقل من كلامه تفسير الدين هنا بالملك فبسببه أورد ما أورد والله أعلم اهـ <2> {سنده}

ص: 120