الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مبتذلٌ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ أحدُ تلامذتِه في ذلك، أجابه بقوله:"يَا فُلَانُ القضيةُ ليست بالثيابِ، وإنما ما تحتَ الثيابِ من العلمِ" وقد صَوَّرَ الشافعيُّ رحمه الله هذا المعنَى بقوله:
عَلَيَّ ثَيِابٌ لَوْ تُبَاعُ جَمِيعُهَا
…
بِفِلْسٍ لَكَانَ الفِلْسُ مِنْهُنَّ أَكْثَرَا
وَفِيهِنَّ نَفْسٌ لَوْ تُقَاسُ بِبَعْضِهَا
…
نُفُوسُ الْوَرَى كَانَتْ أَجَلَّ وَأَكْبَرَا
وَمَا ضَرَّ نَصْلَ السَّيْفِ إِخْلَاقُ غِمْدِهِ
…
إِذَا كَانَ عَضْبًا حَيْثُ وَجَّهْتَهُ فَرَى
فَإِنْ تَكُنِ الأَيَّامُ أَزْرَتْ بِبَزَّتِي
…
فَكَمْ مِنْ حُسَامٍ فِي غِلَافٍ تَكَسَّرَا
(1)
وَلَمَّا حاولَ أحدُ تلامذتِه - وهو أحمدُ بنُ محمد الأمين الذي شَرَحَ له مَرَاقِيَ السعودِ - ثَنْيَهُ عن الحجِّ في العامِ الذي تُوُفِّيَ فيه لِضَعْفِ صِحَّتِهِ أَجَابَهُ بقوله: «دَعْ عَنْكَ المحاولةَ، سَفَرِي إلى لَنْدَنَ أريدُ الشفاءَ بها لا بدَّ أن أُكَفِّرَ عنه بِحَجٍّ» .
وماتَ الشيخُ رحمه الله ولم يُخَلِّفْ شيئًا من حُطَامِ الدنيا، فَرَحِمَهُ اللَّهُ رحمةً واسعةً.
الْحَادِي عَشَرَ: مُؤَلَّفَاتُهُ
ترك لنا الشيخُ رحمه الله مجموعةً من المؤلفاتِ، وهي من جهةِ التعلقِ بزمنِ التأليفِ على ثلاثةِ أقسامٍ:
القسمُ الأولُ: ما أَلَّفَهُ في بلادِه وهي:
(1)
الأبيات في ديوانه ص 43 - 44 سوى الأخير، وهو في الحلية (9/ 131).
1 -
نَظْمٌ فِي أنسابِ العربِ، سَمَاهُ:(خَالِصُ الْجُمَانِ فِي ذِكْرِ أَنْسَابِ بَنِي عَدْنَانَ). وقد أَلَّفَهُ قبلِ البلوغِ، ثم دَفَنَهُ بعدَ ذلك، مُعَلِّلاً هذا الصنيعَ بأنه كَتَبَهُ على نيةِ التفوقِ على الأقرانِ. وقد قال فيه:
سَمَّيْتُهُ بِخَالِصِ الْجُمَانِ
…
فِي ذِكْرِ أَنْسَابِ بَنِي عَدْنَانِ
2 -
رَجَزٌ فِي فُرُوعِ مَذْهَبِ مَالِكٍ رحمه الله، يختصُّ بالعقودِ من البيوعِ والرهونِ، وهو يُعَدُّ بِالآلَافِ.
3 -
أَلْفِيَّةٌ فِي الْمَنْطِقِ.
4 -
نَظْمٌ فِي الْفَرَائِضِ.
الْقِسْمُ الثَّانِي: ما كَتَبَهُ أو أَمْلَاهُ في طريقِه إلى الحجِّ وهو قادمٌ من بلادِه:
1 -
شَرْحٌ عَلَى سُلَّمِ الأَخْضَرِيِّ في المنطقِ.
2 -
الرحلةُ إلى بيتِ اللَّهِ الحرامِ. طُبِعَ بعدَ وفاتِه بعشرِ سنواتٍ.
الْقِسْمُ الثَّالِثُ: ما كَتَبَهُ بعد استقراره في هذه البلاد:
1 -
مَنْعُ جَوَازِ الْمَجَازِ في الْمُنَزَّلِ لِلتَّعَبُّدِ وَالإِعْجَازِ.
2 -
دَفْعُ إِيهَامِ الاِضْطِرَابِ عَنْ آيات الْكِتَابِ.
وقد كَتَبَهُ الشيخُ رحمه الله في خمسَ عشرةَ ليلةً، وهي إجازةُ الامتحاناتِ عامَ (1373).
3 -
مذكرةُ أصولِ الفقهِ على روضةِ الناظرِ.
وقد أَمْلَاهَا على طلابِه في كُلِّيَّةِ الشريعةِ التي افْتُتِحَتْ في الرياضِ
عامَ (1374) فَأَمْلَاهَا في السنواتِ الأُولَى من تدريسِه في الرياضِ. ولم تُطبع إلا في عام (1391).
4 -
آدَابُ البَحْثِ والمناظرةِ.
وقد فَرَغَ من الجزءِ الأولِ بتاريخِ (28/ 3 / 1388) كما فَرَغَ من الجزءِ الثانِي بتاريخِ (14/ 5 / 1388).
5 -
أَضْوَاءُ الْبَيَانِ في إيضاحِ القرآنِ بالقرآنِ (بلغَ فيه سورةَ قَدْ سَمِعَ)(مطبوع)، وهو أكبرُ كُتُبِهِ وأعظمُها.
6 -
بَيَانُ الناسخِ والمنسوخِ في آيِ الذكرِ الحكيمِ (مَطْبُوعٌ فِي آخِرِ أَضْوَاءِ الْبَيَانِ). وهي رسالةٌ صغيرةٌ تقعُ في نحوِ أربعِ صفحاتٍ وَنِصْفٍ، شرح فيها الأبيات العشرةِ التي ذَكَرَهَا السيوطيُّ في "الإتقانِ" في الآياتِ المنسوخةِ.
7 -
شَرْحٌ على مَرَاقِي السعودِ.
أَمْلَاهُ على أحدِ تلامذتِه، وهو الشيخُ أحمدُ بنُ محمد الأمين الشنقيطيُّ، وقد فَرَغَ منه بتاريخِ (22/ 7 / 1375) وكان قد شَرَحَ جميعَ الْمَرَاقِي، لَكِنَّ قِطْعَةً من النظمِ تقربُ من أربعةٍ وستين ومائةِ بيتٍ لم يُدَوَّنْ شَرْحُهَا.
وقد طُبِعَ هذا الكتابُ بعنوانِ "نَثْرُ الْوُرُودِ عَلَى مَرَاقِي السُّعُودِ"، وهذه التسميةُ من مُحَقِّقِهِ لأَنَّ المؤلفَ لم يُسَمِّهِ.
وللشيخِ رحمه الله عددٌ من الفتاوى والأجوبةِ على أسئلةٍ وُجِّهَتْ
إليه، فَمِمَّا عُرِفَ منها:
8 -
فتوى في التعليلِ بالحكمةِ، والسائلُ هو الشيخُ عبدُ الله بنُ منيع.
9 -
وجهةُ نظرٍ في حُكْمِ السَّعْيِ فوقَ سقفِ الْمَسْعَى.
10 -
رسالةٌ فِي حُكْمِ الصلاةِ في الطائرةِ.
وهي رسالةٌ صغيرةٌ تقعُ في سِتِّ صفحاتٍ، كَتَبَهَا عَامَ (1385).
11 -
رسالةٌ في جوابِ سؤالٍ وَرَدَ إليه مِنْ أَحَدِ أمراءِ بلادِ شنقيطَ، يسألُه عن العَالَمِ هل هو مخلوقٌ ومرزوقٌ من بركةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو ذلك بأسبابٍ أُخْرَى؟
ويقعُ الجوابُ في سِتَّ عشرةَ صفحةً.
12 -
رسالةٌ في جوابِ سؤالاتٍ ثلاثةٍ، مُقَدَّمَةٌ من الشيخِ محمدِ الأمينِ بن الشيخِ محمد الخضر، والسؤالاتُ هي:
أ - أَيْنَ مَقَرُّ العقلِ في الإنسانِ؟
ب - هَلْ يشملُ لفظُ (المشركين) أهلَ الكتابِ؟
ج - هَلْ يجوزُ للكافرِ أن يدخلَ مساجدَ اللَّهِ غيرَ المسجدِ الحرامِ. ويقعُ الجوابُ في إحدى عشرةَ صفحةً.
وللشيخِ رحمه الله العديدُ من المحاضراتِ، وقد طُبِعَ بعضُها، ومن ذلك:
13 -
مَنْهَجُ التشريعِ الإسلاميِ وَحِكْمَتُهُ. أَلْقَاهَا عامَ (1384).