المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جريمة المؤمنين عند الكفرة هي: الإيمان بالله - القصص القرآني - ياسر برهامي - جـ ٥

[ياسر برهامي]

فهرس الكتاب

- ‌قصة أصحاب الأخدود من القرآن والسنة [1]

- ‌أهمية قصة أصحاب الأخدود

- ‌سياق القرآن لقصة أصحاب الأخدود

- ‌معنى البروج

- ‌أقوال العلماء في معنى قوله تعالى: ((واليوم الموعود

- ‌قصة أصحاب الأخدود في سورة البروج

- ‌سياق السنة لقصة أصحاب الأخدود

- ‌لعن الله لأصحاب الأخدود الذين فتنوا المؤمنين

- ‌معنى قوله تعالى: (النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود)

- ‌جريمة المؤمنين عند الكفرة هي: الإيمان بالله

- ‌تأملات في معنى العزيز الحميد

- ‌معنى قوله تعالى: (الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد)

- ‌معنى قوله تعالى: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات)

- ‌عاقبة أهل الإيمان وما لهم

- ‌علاقة قوله تعالى: (إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدئ ويعيد) بقصة أصحاب الأخدود

- ‌ترغيب الله سبحانه عباده في العودة إليه

- ‌معنى قوله تعالى: (ذو العرش المجيد فعال لما يريد)

- ‌قصص مشابهة لقصة أصحاب الأخدود

- ‌وصف الله للقرآن بالمجد وحفظه له

- ‌ذكر الروايات المختلفة في تفسير قصة أصحاب الأخدود

الفصل: ‌جريمة المؤمنين عند الكفرة هي: الإيمان بالله

‌جريمة المؤمنين عند الكفرة هي: الإيمان بالله

قال عز وجل: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج:8].

هذه الصفة وهي الإيمان ينبغي أن توجد عند المسلم حتى لا تكون له جريمة عند أهل الكفر إلا أنه يؤمن بالله، فإن هذا -والله- من أعظم أسباب إهلاك المجرمين الظالمين، أنهم يعتدون على أهل الإيمان لا لشيء إلا لأنهم آمنوا، ولا لشيء إلا لأنهم أناس يتطهرون.

وهناك صفة قبيحة عند الطواغيت والظلمة، وهي أنهم ليس لديهم مانع من إنزال أشد أنواع العقاب لعباد الله بغير جريمة إلا أنهم نقموا منهم إيمانهم بالله، وهل خصلة الإيمان بالله مما يعد ذنباً؟ لا، ليس ذلك مما ينقم أبداً، ولكن أصحاب الموازين المختلة، وأصحاب الشهوات والهوى، والشبهات والضلال عندهم هذه التهمة هي أفظع التهم، وهذا تجده في مساحات عريضة من الأرض، تجد أن أشد تهمة يتهم بها الإنسان هي أن يكون ملتزماً التزاماً حقيقياً بالدين، فلو أرادوا أن يتهموه بأنه زانٍ، أو شارب خمر، أو حتى قاتل، أو حتى مدمن مخدرات، لوجدوا أن تهمة الالتزام الحقيقي بالدين ربما تكون أشد عند الظلمة والطواغيت.

فلو أن إنساناً مثلاً أراد أن ينال من شخص، ويدخل عليه الأذى في بلد مثل فلسطين أو غيرها فما عليه إلا أن يخبر عنه أنه ممن يعادي أعداء الله اليهود، ويكفيه ذلك تهمة أنه متطرف أو إرهابي، وذلك كاف أن ينال أشد أنواع الأذى والعقاب، لكنها شرف في الحقيقة لأهل الإيمان، وينبغي للمؤمن أن يحافظ على هذا الشرف، فيظل المؤمن لا جريمة له إلا أن يؤمن بالله العزيز الحميد، وهذا سوف يكون من أسباب هلاك عدوه، ومن أسباب قبول دعوته عند الناس، كما في قصة الغلام، إذ تساءل الناس: لماذا يقتل هذا الغلام؟ لأنه آمن بالله فلنؤمن معه إذاً، وهذا هو مراد الداعية، أن يؤمن الناس بالله.

ص: 10