المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس، فإن الكاذب يصور - الكذب

[عبد الملك بن قاسم]

الفصل: هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس، فإن الكاذب يصور

هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس، فإن الكاذب يصور المعدوم موجوداً والموجود معدوماً، والحق باطلاً والباطل حقاً، والخير شراً والشر خيراً، فيفسد عليه تصوره وعلمه، عقوبة له، ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه فيفسد عليه تصوره وعلمه.

ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة نزاعة إلى العدم مؤثرة للباطل، وإذا فسدت عليه قوة تصوره وعمله التي هي مبدأ كل فعل إرادي فسدت عليه تلك الأفعال وسرى حكم الكذب إليها وصار صدورها عنه كصدور الكذب عن اللسان، فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله.

‌تحريم الكذب

الكذب من قبائح الذنوب وفواحش العيوب.

قال الله - جل وعلا - {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36].

وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى

ص: 7

يكتب عند الله كذاباً» (1).

قال العلماء: إن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم.

والبر: اسم جامع للخير كله، وقيل: البر: الجنة، ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة.

أما الكذب: فيوصل إلى الفجور، وهو الميل عن الاستقامة. وقيل: الانبعاث في المعاصي.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» (2).

وفي ذم التحدث بكل ما يسمعه المرء، قال صلى الله عليه وسلم:«كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع» (3).

(1) رواه البخاري (10/ 423) في الأدب، باب قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وما ينهي عن الكذب، ومسلم رقم (2606) في البر، باب تحريم النميمة، وباب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله.

(2)

رواه البخاري (1/ 84) في الإيمان، باب علامات المنافق، ومسلم رقم (58) في الإيمان، باب بيان خصال المنافق. .

(3)

رواه مسلم (1/ 10) في المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، وأبو داود رقم (4992) في الأدب، باب في التشديد في الكذب.

ص: 8

وقال عبد الله بن عامر: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت أخرج لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله، تعال حتى أعطيك، فقال صلى الله عليه وسلم:«وما أردت أن تعطيه؟ » .

قالت: تمراً. فقال: «أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة» (1).

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» (2).

فاحذر - أخي المسلم - من مغبة الكذب، فإن الكذب أساس الفجور كما قال صلى الله عليه وسلم:«إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار» (3).

***

(1) رواه أبو داود رقم (4991) في الأدب، باب في التشديد في الكذب، أيضاً أحمد (3/ 447) وفيه ضعف.

(2)

جزء من حديث رواه البخاري (10/ 423)، ومسلم رقم (2606). انظر: ص (6).

(3)

المصدر السابق.

ص: 9