المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو بصير مسعر حرب - اللقاء الشهري - جـ ٢

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [2]

- ‌وقفات من غزوة الحديبية

- ‌سبب الغزوة

- ‌كتابة الصلح وشروطه

- ‌أبو بصير مسعر حرب

- ‌بيعة الرضوان ومبايعة رسول الله عن عثمان

- ‌أهمية قراءة السيرة النبوية

- ‌الأسئلة

- ‌الموقف الصحيح للمسلم عند اختلاف العلماء في مسألة من المسائل الفرعية

- ‌حكم تأخير فريضة الحج بسبب الامتحانات

- ‌حكم الإتيان بالأيدي العاملة من غير المسلمين وإدخالهم إلى جزيرة العرب

- ‌حكم ترميم المساجد

- ‌حكم من تاب توبة صادقة ثم عاد إلى الذنب

- ‌حكم من ماتت قريبتها بدون صيام شهر رمضان بسبب كذبها عليها

- ‌حكم زيارة المقابر للرجال والنساء وحكم تخصيص يوم من الأيام بالزيارة

- ‌حكم وضع المقصورة على النعش الذي فيه امرأة

- ‌ضرورة صبر المرأة عندما يتزوج زوجها عليها

- ‌واجبنا تجاه المسلمين في يوغسلافيا

- ‌حكم الملابس الرياضية التي تحتوي على شعارات دول كافرة

- ‌حكم دخول رجال النظافة إلى المستشفيات المخصصة للنساء

- ‌حكم ذبح البهيمة المريضة

- ‌حكم بيع التلفاز

- ‌صلاة الجماعة للمسافر

- ‌حكم التوكيل للنساء في رمي الجمار

- ‌حكم الدفع من مزدلفة بعد منتصف الليل من غير عذر والرمي قبل طلوع الشمس

الفصل: ‌أبو بصير مسعر حرب

‌أبو بصير مسعر حرب

الذي حصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام التزم بالعهد فقدم رجل إلى المدينة مسلماً من قريش، ثم قال للرسول عليه الصلاة والسلام: إنه جاء مسلماً مهاجراً لا يريد الرجوع إلى قريش.

فإذا برجلين من قريش قد أتيا خلفه يطالبون برده إلى قريش، فأعطاهم الرسول عليه الصلاة والسلام الرجل وفاءً بالعهد.

فلما كانوا في أثناء الطريق قال أبو بصير لأحد الرجلين: أرني سيفك ما أحسن هذا السيف! وما أجوده! وصار يثني على السيف، أعطني إياه أنظره، فلما أعطاه إياه سله من غمده ثم ضرب به رأس صاحبه، وإذا برأسه قد بان من جسده، وأما القرشي الآخر فقد هرب إلى المدينة خوفاً أن يقتله.

فلما هرب إلى المدينة ووصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا بـ أبي بصير وراءه فقال: يا رسول الله! إن الله قد أوفى بعهدك، أما العهد الذي بينك وبينهم فقد وفيت به وسلمتني إليهم، وأما أنا فأنجاني الله منهم، فلا تردني إليهم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ويل أمه مِسْعر حرب لو يجد من ينصره) تعجب منه! وقال: ليس بهين لو يجد من ينصره، ولما قال هذه الكلمة وقعت من أبي بصير موقعها وعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يرده إليهم، فخرج من المدينة هارباً ونزل على سيف البحر، وهو طريق قريش من الشام إلى مكة.

وتعرفون حاجة قريش إلى الشام، فإنه في أيام الصيف لا يتجرون إلا من الشام:{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [قريش:1-2] الشتاء إلى اليمن، والصيف إلى الشام.

فمكث هناك وسمع بعض رجال المسلمين الذين في مكة أن أبا بصير هناك وأنه يترصد عير قريش، وما جاء من عير أخذه، فاجتمع إليه نفر، فصار كلما جاءت عير قريش أخذوها؛ لأن مال قريش حلال، فهم كفار محاربون، ليس بينه وبين هؤلاء الذين خرج منهم عهد، فأرسلت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: اكفنا شر هؤلاء النفر وردهم إلى المدينة.

فرجع أبو بصير ومن معه إلى المدينة، فكان هذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(إن من رددناه إليهم فسيجعل الله له فرجاً ومخرجاً) .

هذه القصة فيها عبر عظيمة وكثيرة، تكلم على بعضها ابن القيم في زاد المعاد، وفيها منقبة لهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم.

ص: 5