المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجواب على ما أشكل من الحروف المقطعة في القرآن - اللقاء الشهري - جـ ٣

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [3]

- ‌تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ)

- ‌تفسير آيات من سورة الشعراء

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)

- ‌تفسير قوله تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)

- ‌الأسئلة

- ‌الحكمة في العذاب تقوم مقام الرحمة

- ‌أصبر الرسل (محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌مراجع لمعرفة قصص الأنبياء

- ‌الجواب على ما أشكل من الحروف المقطعة في القرآن

- ‌حكم تعلم اللغة الإنجليزية

- ‌كذب حديث: (أول ما خلق الله خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نوره)

- ‌مدى صحة قول ابن عباس: (إن القرآن نزل في رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا)

- ‌أهمية الاعتدال في الحكم على الرجال

- ‌حكم التسمي بالأسماء التي فيها معنى التزكية

- ‌خطر تعلم الأطفال اللغة الإنجليزية

- ‌حكم التخاطب بغير اللغة العربية

- ‌مناصحة أهل البدع ومناظرتهم

- ‌نصيحة لمن تخلف عن صلاة الفجر

- ‌حكم من قدر على الزواج ومنعه أهله

- ‌حكم مخالطة الخادمة في البيت

- ‌حكم اللقطة

- ‌حكم قول القائل: (بلسان الحق جل وعلا)

- ‌نصيحة للنساء

- ‌مسائل في الكسوف

- ‌حكم الغش في اللغة الإنجليزية

الفصل: ‌الجواب على ما أشكل من الحروف المقطعة في القرآن

‌الجواب على ما أشكل من الحروف المقطعة في القرآن

‌السؤال

فضيلة الشيخ! أشكل عليَّ حين قلت بأنه لا يوجد في القرآن شيء لا يعرفه أحد من علماء الأمة أو أجمع الناس على عدم معرفته، فماذا نجيب على الحروف المقطعة (ألم) و (ق) و (يس) وغيرها مما كان فيه الخلاف وأشكل على أهل العلم؟

‌الجواب

نجيب على هذا أنه لا إشكال في هذا إطلاقاً؛ لأن الله تعالى قال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:195] ومن المعلوم أن هذه الحروف دون تركيبها كلمات ليس لها معنى.

(ق) ليس لها معنى، (ص) ليس لها معنى، (ن) ليس لها معنى، (ألم) ليس لها معنى، فهي بمقتضى اللسان العربي ليس لها معنى، لو قال لك الرجل العربي:(ق) وهو يريد الحرف الهجائي هل له معنى؟ ليس له معنى.

إذا كان ليس لها معنى والله عز وجل أخبرنا أن القرآن نزل بلسان عربي مبين علمنا أنه ليس لها معنى، لكن على هذا يبقى عندنا إشكال: كيف يكون في القرآن ما ليس له معنى والقرآن حق؟ نقول: نعم ليس لها معنى في ذاتها، لكن لها معنى في غرضها ومغزاها، كأن الله عز وجل إذا قال (ق) (ن) (ص) وما أشبه ذلك كأنه يقول: هذا الكتاب العظيم الذي أعجزكم أيها العرب لم يأت بحروف جديدة، فالحروف التي فيه هي الحروف التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك أعجزكم، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يوجد سورة مبدوءة بهذه الحروف إلا وبعدها ذكر القرآن أو ما لا يعلم إلا بالوحي.

هل فهمت القاعدة؟ نبدأ من الأول: في سورة البقرة: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة:1-2] .

في سورة آل عمران: {الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:2] .

في سورة الأعراف: {المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ} [الأعراف:2] .

في سورة يونس: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس:1] .

في سورة هود: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1] .

في سورة يوسف: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف:1] .

في سورة إبراهيم: {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم:1] وهلم جرا.

في الروم: {الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ} [الروم:1-3] لكن فيها علم الغيب {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم:3] وعلم الغيب لا يكون إلا بالوحي.

في العنكبوت: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:1-2] ليس فيها ذكر القرآن لكن فيها ذكر من حملوا الإيمان: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [العنكبوت:2-3] .

فكانت هذه الحروف الآن هي بنفسها ليس لها معنى، لكن لها مغزى وغاية وحكمة عظيمة، وهي أن هذا القرآن الذي أعجزكم يا معشر العرب من أين جاء؟ جاء بحروف جديدة لا تعرفونها أو بالحروف التي أنتم تركبون الكلام منها، الثاني أو الأول؟ الثاني.

وهذا واضح.

وقد روي هذا عن مجاهد بن جبر رحمه الله أعلم التابعين في تفسير القرآن.

ص: 12