المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عقيدة النصارى في نبينا محمد - اللقاء الشهري - جـ ٣٠

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [30]

- ‌تآمر أهل الكفر على الإسلام وأهله

- ‌عقيدة النصارى في نبينا محمد

- ‌كفر النصارى بعيسى وموالاتهم اليهود

- ‌جرائم أهل الكفر تجاه المسلمين في يوغسلافيا

- ‌واجبنا تجاه نصرة إخواننا المجاهدين

- ‌الأسئلة

- ‌البراءة من أعداء الإسلام

- ‌حكم القائلين بدعوى تقارب الأديان

- ‌حكم الذهاب إلى البوسنة للجهاد

- ‌ترحيل الكفار إذا انتهت عقودهم

- ‌سبل معاملة المسلم لجاره النصراني

- ‌صفة مكر الله بالكافرين

- ‌حكم الجهاد في البوسنة بالنفس والمال

- ‌حكم تسمية النصارى بالمسيحيين

- ‌حكم شكر غير المسلمين على معروفهم

- ‌نصيحة لأصحاب الدشوش

- ‌دخول الرجال إلى حفلات الأعراس النسائية

- ‌كيفية صلاة المستحاضة

- ‌حكم تغيير لون الشيب

- ‌أفضلية الجهاد في حق شخص دون آخر

- ‌حكم البيع والشراء عبر الكمبيوتر

- ‌حكم نتف الشيب

- ‌حكم الزواج بنية الطلاق

- ‌مدة طهارة المستحاضة

- ‌حكم من نوى الفطر ولم يفطر

- ‌حكم التيمم بدلاً عن الوضوء مع القدرة عليه

- ‌حكم من فاتته تكبيرات في صلاة الجنازة

الفصل: ‌عقيدة النصارى في نبينا محمد

‌عقيدة النصارى في نبينا محمد

نقول: إن النصارى هم الذين ينتسبون إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، ويسمون أنفسهم بالمسيحيين نسبة إليه، والمسيح عيسى بن مريم بريء منهم؛ لأنهم أنكروا بشارته ورفضوها، وأنكروا دعوته إلى التوحيد، وأشركوا بالله، ووصفوا الله تعالى بما لا يليق به.

أما إنكارهم بشارة عيسى، فإن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام قال:((يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ)) وهذا باعتبار الرسالة السابقة على رسالته {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف:6] وهذا باعتبار الرسالة التي تلت رسالته، ولا نبي بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم، هل قبلوا هذه البشارة؟ لا، بل رفضوها وأنكروها وكذبوا بها، وقالوا زاعمين وملبسين: إن عيسى بن مريم إنما بشر برسول اسمه أحمد، ورسول العرب اسمه محمد، ونحن في انتظاره.

فيقال لهم: هذا تلبيس وتشبيه على السذَّج من الناس، وإلا فإن الله تعالى قال في نفس الآية:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف:6] جاءهم الفاعل من؟ المبشر به، لما جاءهم بالبينات الدالة على أنه رسول الله، وعلى أنه الذي بشر به عيسى عليه السلام قالوا:{هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف:6] فإذا كان قد جاء فكيف ينتظر؟! وأما تسميته بأحمد فيما أنطق الله به عيسى بن مريم، فلا يعني هذا ألا يكون له اسم آخر، فله أسماء متعددة: اسمه أحمد، ومحمد، والعاقب، والحاشر، وأسماء كثيرة له عليه الصلاة والسلام، ولكن أنطق الله عيسى أن يقول: أحمد دون محمد؛ لأن أحمد أدل على الكمال حيث إنه اسم تفضيل مشتق من الحمد، وهو مبني مما لم يسم فاعله ومما سمي فاعله، فباعتبار الأول يكون هو أكثر وأحق من يحمد، وبالاعتبار الثاني يكون هو أكثر وأحق من يحمد الله، والرسول عليه الصلاة والسلام له هذا وهذا، فلذلك أنطق الله عيسى بن مريم أن يقول: أحمد حتى يُعلم أن هذا الرسول عليه الصلاة والسلام أحمد الناس لربه، وأن هذا الرسول أكثر ما يحمده الناس.

ص: 3