المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى: (يوم تبلى السرائر) - اللقاء الشهري - جـ ٤٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌اللقاء الشهري [45]

- ‌وقفات مع سورة الطارق

- ‌معنى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ) ودلائل القسم بهما

- ‌أسباب التخيلات الشيطانية التي يقع فيها الناس

- ‌المراد بالحافظ على كل نفس

- ‌دعوة إلى النظر في أصل الخلق

- ‌معنى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)

- ‌القسم بالسماء والأرض على أن القرآن قول فصل

- ‌كيد الكافرين وكيد الله

- ‌معنى إمهال الكافرين

- ‌الأسئلة

- ‌مقاومة التخيلات بالذكر

- ‌نصيحة للموسوسين

- ‌الفرق بين الساحر والكاهن

- ‌كيفية الدعاء على الظالم

- ‌القرابة بالرضاع وآثارها

- ‌خطورة استرسال المرأة في الكلام مع الأجانب

- ‌زيادة الثقوب في آذان النساء

- ‌زكاة العين وزكاة الدَّين

- ‌جواز زواج المرأة السليمة برجل أخرس

- ‌العمل إذا اختلط مال الرجل بوديعة عنده

- ‌طريقة تطهير السجاد من بول الأطفال

- ‌نصيحة حول موضوع الانتكاس

- ‌حكم لبس ما عليه إشارة إلى حرام

- ‌حكم من صلى الظهر يوم الجمعة ركعتين لسنوات طويلة

- ‌حكم الأخذ من مال الأب إذا اكتسبه من حرام

- ‌حكم تغيير النية أثناء الصلاة

- ‌الخادمة ليست ملكاً لصاحب البيت

- ‌شبهة في صيام عاشوراء

- ‌صيام ثلاثة أيام بدل أيام البيض

- ‌حالة لا يقع فيها الطلاق

- ‌الطريقة الصحيحة للدعوة

الفصل: ‌معنى: (يوم تبلى السرائر)

‌معنى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)

ثم قال عز وجل: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9] يعني: إن الله قادر على رجعه يوم تبلى السرائر وذلك يوم القيامة، والسرائر: جمع سريرة وهو ما يكنه الإنسان في نفسه، والإنسان يوم القيامة يختبر عن هذا، لا يختبر على الظاهر يختبر على الباطن، انتبهوا -بارك الله فيكم- فيوم القيامة الأساس والعمدة: الباطن السريرة، وفي الدنيا: الظاهر، فنحن نحكم على الناس في الدنيا بالظاهر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(إنما أقضي بنحو ما أسمع) رأينا هذا الرجل يأتي المسجد ويتصدق ويصوم ويصلي، فنحكم عليه بأنه مسلم، وقد يكون في باطن أمره والعياذ بالله منافقاً، لأن الله تعالى قال في المنافقين:{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} [المنافقون:4] وهو منافق، أعاذني الله وإياكم من النفاق.

المدار يوم القيامة ليس على الأعمال الظاهرة، المدار على ما في القلوب:{يَوْمَ تُبْلَى} [الطارق:9] أي: تختبر {السَّرَائِرُ} [الطارق:9] جمع سريرة، وهو ما يسره الإنسان في نفسه، ومثل هذا قوله تعالى:{أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} [العاديات:10] .

ثم قال عز وجل: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ} [الطارق:10] فيوم القيامة لا ينتصر الإنسان لنفسه لأنه ليس عنده قوة، ولا بغيره لأنه ليس له ناصر، ويوم القيامة لا ينفع إلا العمل الصالح، لا أب ولا أم ولا أخ ولا ابن ولا حارس في الدنيا ولا جندي، ولا أي أحد، لا أحد ينصره، ليس له قوة بنفسه ولا قوة بغيره، لأنه ما له قوة ولا ناصر.

ص: 7