المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب تعزية النفس عند الاحتضار بالصبر والاحتساب - المحتضرين لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب تعزية النفس عند الاحتضار بالصبر والاحتساب

‌بَابُ تَعْزِيَةِ النَّفْسِ عِنْدَ الِاحْتِضَارِ بِالصَّبْرِ وَالَاحْتِسَابِ

ص: 107

125 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ - وَكَانَ عِنْدَهُمْ فِي الْعِزِّ كَأَنْفُسِهِمْ - فَجَعَلَ أَبُو مُسْلِمٍ يُكَبِّرُ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:«أَجَلْ هَكَذَا فَقُولُوا، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا قَضَى قَضَاءً أَحَبَّ أَنْ يُرْضَى»

ص: 109

126 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ

⦗ص: 110⦘

: أُغْمِيَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَبِلَالٌ ابْنُهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ:" اخْرُجْ عَنِّي. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِمِثْلِ مَضْجَعِي هَذَا؟ مَنْ يَعْمَلُ لِمِثْلِ سَاعَتِي هَذِهِ؟ {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110] ثُمَّ يُغْمَى عَلَيْهِ، ثُمَّ يُفِيقُ فَيَقُولُهَا، حَتَّى قُبِضَ "

ص: 109

127 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: " انْظُرُوا أَصْبَحْنَا؟ قَالَ: فَقِيلَ: لَمْ نُصْبِحْ. حَتَّى أُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ أَصْبَحْتَ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لَيْلَةٍ صَبَاحُهَا إِلَى النَّارِ. مَرْحَبًا بِالْمَوْتِ. مَرْحَبًا، زَائِرٌ مُغِبٌّ حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَخَافُكَ، فَأَنَا الْيَوْمَ أَرْجُوكَ. إِنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا وَطُولَ الْبَقَاءِ فِيهَا

⦗ص: 111⦘

لِكَرْيِ الْأَنْهَارِ، وَلَا لِغَرْسِ الشَّجَرِ، وَلَكِنْ لِظَمَإِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ، وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حِلَقِ الذِّكْرِ

ص: 110

128 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَهْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمِيرَةَ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ يَمُوتُ، وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً وَيُفِيقُ مَرَّةً، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ إِفَاقَتِهِ:«اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»

ص: 111

129 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ حُذَيْفَةُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟

⦗ص: 112⦘

قَالَ: " أَشْتَهِي الْجَنَّةَ. قَالُوا: فَمَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: الذُّنُوبَ. قَالُوا: أَفَلَا نَدْعُو لَكَ الطَّبِيبَ؟ قَالَ: الطَّبِيبُ أَمْرَضَنِي. لَقَدْ عِشْتُ فِيكُمْ عَلَى خِلَالٍ ثَلَاثٍ: لَلْفَقْرُ فِيكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْغِنَى، وَلَلضَّعَةُ فِيكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّرَفِ، وَإِنَّ مَنْ حَمِدَنِي مِنْكُمْ وَلَامَنِي فِي الْحَقِّ سَوَاءٌ. ثُمَّ قَالَ: أَصْبَحْنَا؟ أَصْبَحْنَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَبَاحِ النَّارِ. حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ. لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ "

ص: 111

130 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ فِي مَرَضِهِ: «حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ. لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ. السِّرُّ بَعْدِي مَا أَعْلَمُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَبَقَ بِيَ الْفِتْنَةَ، قَادَتَهَا وَعُلُوجَهَا»

ص: 112

131 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَقَبَةِ بْنِ مَسْقَلَةَ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: " أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي احْتَسَبْتُ نَفْسِي عِنْدَكَ، فَإِنَّهَا أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَيَّ "

ص: 113

132 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَامَ، فَدَخَلَ الْمَخْرَجَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: " لَقَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي أُقَلِّبُهَا بِهَذَا الْعُودِ، وَلَقَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، وَمَا سُقِيتُهُ مَرَّةً أَشَدَّ مِنْ هَذِهِ

⦗ص: 114⦘

. قَالَ: وَجَعَلَ يَقُولُ لِذَلِكَ الرَّجُلِ: سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي. قَالَ: مَا أَسْأَلُكَ شَيْئًا. يُعَافِيكَ اللَّهُ. قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ عُدْنَا إِلَيْهِ مِنْ غَدٍ وَقَدْ أَخَذَ فِي السَّوْقِ، فَجَاءَهُ حُسَيْنٌ حَتَّى قَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ: أَيْ أَخِي، مَنْ صَاحِبُكَ؟ قَالَ: تُرِيدُ قَتْلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَئِنْ كَانَ صَاحِبِي الَّذِي أَظُنُّ لَلَّهُ أَشَدُّ لَهُ نَقْمَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ بَرِيئًا "

ص: 113

133 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ:" لَمَّا حَضَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الْمَوْتُ وَحَوْلَهُ النَّاسُ، قَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَسُوقُ. فَسَمِعَنَا خَالِدٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: فَاسْتَعِنِ اللَّهَ "

ص: 114

134 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ لِأَهْلِهِ: «لَا تَبْكُوا عَلَيَّ، فَمَا تَنَطَّفْتُ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ»

ص: 115

135 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي رحمه الله قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ لَمَّا اشْتَكَى عَرَضَ عَلَيْهِ بَنُوهُ أَنْ يَأْتُوهُ بِطَبِيبٍ

⦗ص: 116⦘

، فَأَبَى. فَلَمَّا ثَقُلَ وَعَرَفَ الْمَوْتَ مِنْ نَفْسِهِ وَعَرَفُوهُ مِنْهُ قَالَ:" أَيْنَ طَبِيبُكُمْ لِيَرُدَّهَا إِنْ كَانَ صَادِقًا؟ قَالُوا: وَمَا يُغْنِي الْآنَ؟ قَالَ: وَلَا قَبْلُ قَالَ: فَجَاءَتِ ابْنَتُهُ أَمَةُ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِهِ بَكَتْ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، لَا تَبْكِي. قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ، فَإِنْ لَمْ أَبْكِ عَلَيْكَ فَعَلَى مَنْ أَبْكِي؟ قَالَ: لَا تَبْكِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا فِي الْأَرْضِ نَفْسٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تَكُونَ خَرَجَتْ مِنْ نَفْسِي هَذِهِ، وَلَا نَفْسُ هَذَا الذُّبَابِ الطَّائِرِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى حُمْرَانَ - وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ - فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ لِمَاذَا أُخْشِيتُهُ؟ وَاللَّهِ إِنْ أَمَرَ فَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْإِسْلَامِ "

ص: 115

136 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ اسْتَرْجَعَ، وَأَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ

⦗ص: 117⦘

فَحَرَّكَهَا وَقَالَ: هَذِهِ مَنْزِلَةُ صَبْرٍ وَاسْتِسْلَامٍ "

ص: 116

137 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَهْ، إِنَّكَ قَدْ غَمَمْتَنَا، فَهَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ قَالَ:«هِيَ نَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا»

ص: 117

138 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سَهْلٍ السَّرَّاجِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ ابْنَ سِيرِينَ الْمَوْتُ جَعَلَ يَقُولُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، فَيُقَالُ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]

ص: 117

139 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ يَقُولُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: «فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نَفْسِي أَحَبُّ الْأَنْفُسِ عَلَيَّ»

ص: 118

140 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ:«لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ»

ص: 118

141 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ الْوَفَاةُ قَالَ: " أَقْعِدُونِي. فَأُقْعِدَ، ثُمَّ قَالَ: أَضْجِعُونِي. فَأُضْجِعَ فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ وَسُوءِ الْحِسَابِ. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "

ص: 118

142 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رُخَيْمٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ الْوَفَاةُ سَمِعَ بُكَاءً فَقَالَ: " ادْعُوا لِيَ ابْنَ أَبِي حُسَيْنٍ - لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ - فَقَالَ: انْهَ هَؤُلَاءِ. ثُمَّ قَالَ: يَا صَرِيخَ الْأَخْيَارِ، يَا صَرِيخَ الْأَخْيَارِ "

ص: 119

143 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ: أَوْصِ يَا فُلَانُ. قَالَ: انْظُرُوا خَاتِمَةَ سُورَةِ النَّحْلِ فَاسْتَوْصُوا بِهَا خَيْرًا: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128]

ص: 119

144 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ

⦗ص: 120⦘

: دَخَلْتُ عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ وَعِنْدَهُ بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ يُمَرِّضُهُ، فَأَبْصَرَ لُعَابًا بِلِحْيَتِهِ فَكَزَّ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ:«أَكَرِهْتَ؟ فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ»

ص: 119

145 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَرِيَّةِ الرَّبِيعِ قَالَتْ: لَمَّا احْتُضِرَ الرَّبِيعُ بَكَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةُ لَا تَبْكِي، وَلَكِنْ قُولِي: يَا بُشْرَى، الْيَوْمَ لَقِيَ أَبِي الْخَيْرَ "

ص: 120

146 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: " أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ فَقَالَ: انْظُرُوا

⦗ص: 121⦘

. ثُمَّ تَفَكَّرَ فَقَالَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] . فَذَكَرَ مِنْ حِرْصِهِمْ عَلَى الدُّنْيَا وَرَغْبَتِهِمْ فِيهَا، كَانَتْ فِيهِمْ مَرْضَى، وَكَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ، فَمَا أَرَى الْمُدَاوِي بَقِيَ، وَلَا الْمُتَدَاوِي، هَلَكَ النَّاعِتُ وَالْمَنْعُوتُ لَهُ "

ص: 120

147 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ:" دَخَلْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ حِينَ ثَقُلَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. قَالَ: فَلَمَّا زَادَ ثِقَلًا جَعَلَ يَنْقُصُ حَتَّى قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قَضَى "

ص: 121

148 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ عِمْرَانَ الْخَيَّاطِ قَالَ

⦗ص: 122⦘

: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ أَعُودُهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عِمْرَانَ؟ قَالَ: «أَنْتَظِرُ مَلَكَ الْمَوْتِ، لَا أَدْرِي بِالْجَنَّةِ يُبَشِّرُنِي أَمْ بِالنَّارِ؟»

ص: 121

149 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِنْدِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ وَهُوَ يَشْتَكِي، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي وَجِعًا مَجْهُودًا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنَّهَا أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَيَّ»

ص: 122

150 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ مَهْرَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ

⦗ص: 123⦘

: " عَادَ نَفَرٌ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ رَجُلًا فَوَجَدُوهُ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: مَا عِنْدَكَ فِي مَصْرَعِكَ هَذَا؟ قَالَ: الرِّضَا وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: فَمَا بَرِحَ الْقَوْمُ حَتَّى قَضَى. قَالَ الْحَسَنُ: عَرَفَ وَاللَّهِ أَنَّ مَوْئِلَهُمَا إِلَى خَيْرٍ "

ص: 122

151 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ كَانَ يَغْزُو الْبَحْرَ قَالَ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ يُقَالُ لَهُ عَزْوَانُ. فَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: " عَجَلَةَ الْمَوْتِ. قِيلَ: فَإِنْ كَانَتِ الْعَافِيَةُ؟ قَالَ: فَطُولَ هَذَا اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ "

ص: 123

152 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ أَبُو نُبَاتَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ قَالَ

⦗ص: 124⦘

: " دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَازِمٍ الْأَعْرَجِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَازِمٍ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: " أَجِدُنِي بِخَيْرٍ. قَالَ: أَجِدُنِي رَاجِيًا لِلَّهِ، حَسَنَ الظَّنِّ بِهِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا يَسْتَوِي مَنْ غَدَا وَرَاحَ يَعْمُرُ عُقَدَ الْآخِرَةِ لِنَفْسِهِ فَيُقَدِّمُهَا أَمَامَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْهَا فَيَقُومَ لَهَا وَتَقُومَ لَهُ، وَمَنْ غَدَا وَرَاحَ فِي عُقَدِ الدُّنْيَا يَعْمُرُهَا لِغَيْرِهِ، وَيَرْجِعُ إِلَى الْآخِرَةِ لَا حَظَّ لَهُ فِيهَا وَلَا نَصِيبَ "

ص: 123

153 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ الْأُمِّيُّ الْأَفْوَهُ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ: " مَا أَتَيْنَا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ هَذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَا يَأْتِيَانِ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَخْلَقَاهُ. وَفِي الْمَوْتِ رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198]

ص: 124

154 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ

⦗ص: 125⦘

: طُعِنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُوهُ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ أَيْ بُنَيَّ؟ قَالَ لَهُ: " يَا أَبَهْ {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147] . فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102]

ص: 124

155 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى ابْنِهِ فِي وَجَعِهِ فَقَالَ: " يَا بُنَيَّ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي فِي الْحَقِّ. قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ. قَالَ ابْنُهُ: وَأَنَا يَا أَبَهْ، لَأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ "

ص: 125

156 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ

⦗ص: 126⦘

: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ: " اللَّهُمَّ خِرْ لِي فِي الَّذِي قَضَيْتَهُ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ: وَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَحْمِلُوهُ إِلَى قَبْرِهِ، فَخَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ "

ص: 125

157 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ أَبِي عَطِيَّةَ قال: لَمَّا احْتُضِرَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ بَكَى، فَقِيلَ له: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " كُنْتُ وَاللَّهِ أُحِبُّ أَنْ أَسْتَقْبِلَ الْمَوْتَ بِالتَّوْبَةِ. قَالَ: فَافْعَلْ رَحِمَكَ اللَّهُ. قَالَ: فَدَعَا بِطَهُورٍ، فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ دَعَا بِثَوْبٍ لَهُ جَدِيدٍ، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَمَاتَ "

ص: 126

158 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" لَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُ الْحَسَنِ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " نُفَيْسَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَأَمْرٌ هَؤُولٌ عَظِيمٌ، {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]

ص: 127

159 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُضَرُ، قَالَ: قُلْتُ لِضَيْغَمَ فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا: يَا أَبَا مَالِكٍ أَقَامَكَ اللَّهُ إِلَى طَاعَتِهِ، قَالَ:" قُلْ: أَوْ قَبَضَكَ إِلَى رَحْمَتِهِ. فَقُلْتُ: أَوْ قَبَضَكَ إِلَى رَحْمَتِهِ. فَقَالَ هُوَ: آمِينَ. فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْ مَرْضَتِهِ تِلْكَ "

ص: 127

160 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ كَانَ يُعْجِبُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ

⦗ص: 128⦘

: " لَمَّا حَضَرَتْ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ الْوَفَاةُ، قِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: «أَشْتَهِي رَجُلًا مُوقِنًا بِالْقُرْآنِ يَقْرَأُ عَلَيَّ»

ص: 127

161 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ:" ذَهَبْتُ أُلَقِّنُ أَبِي عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالِ: يَا بُنَيَّ خَلِّ عَنِّي فَإِنِّي فِي وِرْدِي السَّابِعِ. كَأَنَّهُ يَقْرَأُ وَنَفْسُهُ تَخْرُجُ "

ص: 128

162 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ نَهْشَلِيٌّ كُوفِيٌّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَهُوَ فِي السُّوقِ وَهُوَ يُومِئُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ السَّمَّاكِ: " عَلَى هَذِهِ الْحَالِ؟

⦗ص: 129⦘

فَقَالَ: أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ

ص: 128

163 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ: أَنَّ خَصِيفًا قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: «لَيَمُرُّ مَلَكُ الْمَوْتِ إِذَا أَتَانَا. اللَّهُمَّ عَلَى مَا فِيَّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ وَأُحِبُّ رَسُولَكَ»

ص: 129

164 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ:" دَخَلْتُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: اعْمَلْ لِهَذَا الْمَضْجَعِ "

ص: 129