المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في أقوال وأحوال شتى - المحتضرين لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب في أقوال وأحوال شتى

‌بَابٌ فِي أَقْوَالٍ وَأَحْوَالٍ شَتَّى

ص: 197

275 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّازَّقِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَسَعْدٌ عَلَى سَلْمَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَجَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدًا أَنْ نَحْفَظَهُ، قَالَ:«لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ»

ص: 199

276 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ الْغَنَوِيِّ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: دُخِلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، فَبَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " مَا أَبْكِي عَلَى الْمَوْتِ أَنْ حَلَّ بِي، وَلَا عَلَى دُنْيَا أَخْلُفُهَا، وَلَكِنْ هُمَا قَبْضَتَانِ: قَبْضَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَقَبْضَةٌ فِي النَّارِ، فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا؟ "

ص: 199

277 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دَخَلَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا الْفِرَاقَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ مُعَلِّمٍ خَيْرًا، عِظْنِي بِشَيْءٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ:«يَا حَبِيبُ بْنَ مَسْلَمَةَ، عُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْأَجْدَاثِ، يَا حَبِيبُ بْنَ مَسْلَمَةَ اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ»

ص: 200

278 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ بَكَى فِي مَرَضِهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى بُعْدِ سَفَرِي، وَقِلَّةِ زَادِي، وَأَنِّي أَمْسَيْتُ فِي صَعُودٍ مُهْبِطٍ، عَلَى جَنَّةٍ

⦗ص: 201⦘

أَوْ نَارٍ، وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّهِمَا يُؤْخَذُ بِي»

ص: 200

279 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَاهُ قَالَ حَيْثُ احْتُضِرَ: «اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا بِأُمُورٍ، وَنَهَيْتَ عَنْ أُمُورٍ، تَرَكْنَا كَثِيرًا مِمَّا أَمَرْتَ، وَوَقَعْنَا فِي كَثِيرٍ مِمَّا نَهَيْتَ، اللَّهُمَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. ثُمَّ أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتَّى فَاضَ»

ص: 201

280 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَسْقَلَةَ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: " أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى الصَّحْنِ حَتَّى أَنْظُرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَأَخْرَجُوا فِرَاشَهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ، فَإِنَّهَا أَعَزُّ الْأَنْفُسِ عَلَيَّ. قَالَ: فَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ أَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ عِنْدَهُ "

ص: 201

281 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْآدَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَوْصِنِي. قَالَ: «اعْمَلْ لِمِثْلِ هَذَا الْمَضْجَعِ»

ص: 202

282 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَهْشَلٍ قَالَ: دَخَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، وَيَعْقِدُ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: فِي هَذِهِ الْحَالِ؟ فَقَالَ: «إِنِّي أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ»

ص: 202

283 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ خُزَيْمَةَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَابِدِ قَالَ:" مَرَّ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَلَى رَجُلٍ، فَرَآهُ عَلَى بَعْضِ مَا يَكْرَهُ، فَقَالَ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ. قَالَ: يَا مَالِكُ دَعْنَا نَدُقُّ الْعَيْشَ دَقًّا. فَلَمَّا حَضَرَتِ الرَّجُلَ الْوَفَاةُ قِيلَ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: إِنِّي أَجِدُ عَلَى رَأْسِي مَلَكًا يَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَدُقَّنَّكَ دَقًّا "

ص: 202

284 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ قَالَ: مَرِضَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بِشَيْءٍ يَعْقِدُ الْبَطْنَ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُرِيدُ التَّنَعُّمَ فِي بَطْنِي، وَلَا فَرْجِي»

ص: 203

285 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ خُزَيْمَةَ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ الْوَفَاةُ قَالَ: «جَهِّزُونِي مِنْ دَارِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِ الْآخِرَةِ. فَمَاتَ، فَمَا وَجَدُوا فِي بَيْتِهِ شَيْئًا إِلَّا خَلَقَ قَطِيفَةٍ، وَسَنْدَانَةً، وَمِطْهَرَةً، وَقِطْعَةً بَارِيَّةً»

ص: 203

286 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: " حَضَرْتُ رَجُلًا فِي النَّزْعِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

⦗ص: 204⦘

. فَكَانَ يَقُولُ. فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ قُلْتُ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: كَمْ تَقُولُ؟ إِنِّي كَافِرٌ بِمَا تَقُولُ. وَقُبِضَ عَلَى ذَلِكَ فَسَأَلْتُ امْرَأَتَهُ عَنْ أَمْرِهِ فَقَالَتْ: كَانَ مُدْمِنَ خَمْرٍ فَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَقُولُ: اتَّقُوا الذُّنُوبَ، فَإِنَّمَا هِيَ أَوْقَعَتْهُ

ص: 203

287 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَقَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ - يَعْنِي الْمَوْتُ -: «اخْنُقْ خَنْقَكَ، إِنَّ قَلْبِي لَيُحِبُّكَ»

ص: 204

288 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْقَنَّادُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ وَجِعٌ شَدِيدُ الْوَجَعِ، فَاحْتَضَنْتُهُ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ

⦗ص: 205⦘

. قَالَ: " اللَّهُمَّ لَا تُرْجِعْهَا. قَالَهَا مَرَّتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبَةِ الْحَمْرَاءِ. وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَمُرُّ الرَّجُلُ عَلَى قَبْرِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَيَتَمَنَّى أَنَّهُ صَاحِبُهُ "

ص: 204

289 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَالْحَسَنُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ نَعُودُهُ وَهُوَ ثَقِيلٌ، فَقَالَ:«إِنَّهُ مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِي مَلَأَتِ الْآخِرَةُ قَلْبَهُ، وَكَانَتِ الدُّنْيَا أَصْغَرَ فِي عَيْنِهِ مِنَ الذُّبَابِ»

ص: 205

290 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ

⦗ص: 206⦘

: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَعُودُهُ، فَذَهَبَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُرَجِّيهِ، فَقَالَ:«أَنَا لَا أَرْجُو رَبِّي وَقَدْ صُمْتُ لَهُ ثَمَانِينَ رَمَضَانَ؟»

ص: 205

291 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَزْهَرُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: «مَا أَكْرَهُ لِقَاءَ رَبِّي»

ص: 206

292 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ جَزَعَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: يَا عَمِّ، مَا يُجْزِعُكَ؟

⦗ص: 207⦘

قَالَ: " وَاللَّهِ مَا بِي جَزَعٌ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ يَظْهَرَ دِينُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِمَكَّةَ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَمِّ لَا تَخَفْ، أَنَا ضَامِنٌ أَلَّا يَظْهَرَ "

ص: 206

293 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: بِاللَّهِ مَا كُنْتُ أَخَشَى أَنْ يَنْزِلَ بِكَ أَمْرُ اللَّهِ إِلَّا صَبَرْتَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: " يَا بُنَيَّ، إِنَّهُ نَزَلَ بِأَبِيكَ خِصَالٌ ثَلَاثَةٌ: أَمَّا أُولَاهُنَّ: فَانْقِطَاعُ عَمَلِهِ. وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَهَوْلُ الْمُطَّلَعِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَفِرَاقُ الْأَحِبَّةِ، وَهِيَ أَيْسَرُهُنَّ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَ فَتَهَاوَنْتُ، وَنَهَيْتَ فَعَصَيْتُ، اللَّهُمَّ وَمِنْكَ الْعَفْوُ وَالتَّجَاوُزُ "

ص: 207

294 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ بِلَالٌ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: " غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ، مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ

⦗ص: 208⦘

، قَالَ: تَقُولُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلَاهُ قَالَ: يَقُولُ: وَافَرْحَاهُ "

ص: 207

295 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمٌ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ:«اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِبَطْنٍ وَلَا لِفَرْجٍ»

ص: 208

296 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَكَى عَامِرٌ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " ثَلَاثٌ: ثِنْتَانِ أُخَلِّفُهُمَا، فَوَاحِدَةٌ أَمَامِي، فَمَفَازَةٌ تَقْطَعُ عُنُقَ مَنْ قَطَعَهَا بِغَيْرِ زَادٍ "

ص: 208

297 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 209⦘

أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ حِينَ طُعِنَ قَالَ: «لَوْ كَانَ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ كَرْبِ سَاعَةٍ - يَعْنِي بِذَلِكَ الْمَوْتَ - فَكَيْفَ بِي وَلَمْ أَرِدِ النَّارَ بَعْدُ؟»

ص: 208

298 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ فَقَالَ لِابْنِهِ: لَقِّنْ أَبَاكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ لِابْنِهِ: «مَا يَقُولُ؟» قَالَ: قَالَ لَقِّنْ أَبَاكَ. قَالَ أَبُو عِمْرَانَ: " يَا أَيُّوبُ، إِنَّهَا أَمَامِي، لَا أَعْرِفُ غَيْرَهَا

ص: 209

299 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ:«لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ»

ص: 210

300 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: دَخَلَ مَرْوَانُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: شَفَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَأَحِبَّ لِقَائِي. فَمَا بَلَغَ مَرْوَانُ أَصْحَابَ الْقُطْنِ حَتَّى مَاتَ»

ص: 210

301 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدَةَ يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ

⦗ص: 211⦘

: لَمَّا كَبِرَ مُعَاوِيَةُ خَرَجَتْ لَهُ قُرْحَةٌ فِي ظَهْرِهِ، فَكَانَ إِذَا لَبِسَ دِثَارًا ثَقِيلًا - وَالشَّامُ أَرْضٌ بَارِدَةٌ - أَثْقَلَهُ ذَلِكَ وَغَمَّهُ؛ فَقَالَ:" اصْنَعُوا لِي دِثَارًا خَفِيفًا دَفِيئًا مِنْ هَذِهِ السِّخَالِ. فَصُنِعَ لَهُ، فَلَمَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِ تَسَارَّ إِلَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ غَمَّهُ، فَقَالَ: جَافُوهُ عَنِّي. ثُمَّ لَبِسَهُ. ثُمَّ غَمَّهُ فَأَلْقَاهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا ثُمَّ قَالَ: قَبَّحَكِ اللَّهُ مِنْ دَارٍ، مَلَكْتُكِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، عِشْرِينَ خَلِيفَةً وَعِشْرِينَ أَمِيرًا، ثُمَّ صَيَّرْتِنِي إِلَى مَا أَرَى قَبَّحَكِ اللَّهُ مِنْ دَارٍ "

ص: 210

302 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ، فَاشْتَكَى وَثَقُلَ، فَقَالَ لِصَاحِبِ شُرَطِهِ: أَدْخِلْ عَلَيَّ نَاسًا مِنْ وُجُوهِ أَصْحَابِكَ آمُرْهُمْ بِأَمْرٍ. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، نَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ:" إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ هَذِهِ، ارْدَعُوهَا عَنِّي، قَالُوا: وَمِثْلُكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ يَقُولُ هَذَا؟ هَذَا أَمْرُ اللَّهِ الَّذِي لَا مَرَدَّ لَهُ. قَالَ: إِي وَاللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ كَذَا، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ تَتَّعِظُوا. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى مَاتَ "

ص: 211

303 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ

⦗ص: 212⦘

: احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَأَتَاهُ جِيرَانُهُ وَإِخْوَانُهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ حَوْلَهُ، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ ثم قَالَ:

[البحر الطويل]

غَدًا يَكْثُرُ الْبَاكُونَ مِنَّا وَمِنْكُمُ

وَتَزْدَادُ دَارِي مِنْ دِيَارِكُمْ بُعْدَا

ص: 211

304 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَشْرَفُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ - وَهُوَ بِالْمَوْتِ - عَلَى بُسْتَانٍ لَهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، فَجَعَلَ يَتَأَمَّلَهُ وَيَتَأَمَّلُ دِجْلَةَ، ثُمَّ تَنَفَّسَ وَقَالَ مُتَمَثِّلًا:

[البحر البسيط]

مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلَا مَوْتُ صَاحِبِهِ

فَفِيهِ مَا شِئْتَ مِنْ عَيْبٍ لِعَائِبِهِ

قَالَ: فَمَا أَنْزَلْنَاهُ حَتَّى مَاتَ "

ص: 212

305 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَعِنْدَهُ مُتَطَبِّبٌ يَنْعَتُ لَهُ دَوَاءً، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مُتَمَثِّلًا:

[البحر الخفيف]

إِنَّ عَيْشًا يَكُونُ آخِرَهُ الْمَوْ

تُ لَعَيْشٌ مُعَجَّلُ التَّنْغِيصِ

وَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ "

ص: 212

306 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ

⦗ص: 213⦘

: أَنَّهُ حَضَرَ رَجُلًا يَمُوتُ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ:

[البحر الكامل]

أَنَا إِنْ مُتُّ فَالْهَوَى حَشْوُ قَلْبِي

فَبِدَاءِ الْهَوَى يَمُوتُ الْكِرَامُ

ثُمَّ قَالَ: يَا مَنْ لَا يَمُوتُ، ارْحَمْ مَنْ يَمُوتُ. ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ

ص: 212

307 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ وَيُكَبِّرُ وَيَذْكُرُ اللَّهَ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ أَرْسَالًا، يُسَلِّمُونَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَيَخْرُجُونَ. فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ فَقَالَ:«يَا بُنَيَّ اكْفِنِي رَدَّ السَّلَامِ عَلَى هَؤُلَاءِ لَا يَشْغَلُونِي عَنْ رَبِّي»

ص: 213

308 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ:«إِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَى اللَّهِ»

ص: 213

309 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أُخْتَهُ وَهِيَ امْرَأَةُ حُذَيْفَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ تُوُفِّيَ حُذَيْفَةُ جَعَلَ يَسْأَلُنَا: أَيُّ اللَّيْلِ هَذَا؟ فَنُخْبِرُهُ. حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، قَالَتْ: فَقَالَ: أَجْلِسُونِي. فَأَجْلَسْنَاهُ، قَالَ: وَجِّهُونِي. فَوَجَّهْنَاهُ، قَالَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَبَاحِ النَّارِ وَمِنْ مَسَائِهَا»

ص: 214

310 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَيَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الْيَوْمَ أَنْ يَزِيدَهُ مَا يَرَى فِي النَّاسِ

⦗ص: 215⦘

مِنَ التَّهَاوُنِ بِأَمْرِ اللَّهِ؛ أَنْ يَزِيدَهُ ذَلِكَ لِلَّهِ جِدًّا وَاجْتِهَادًا. ثُمَّ بَكَى»

ص: 214

311 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتُ قَالَ لِابْنِهِ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا مُتُّ مَوْتًا، وَلَكِنِّي فَنِيتُ فَنَاءً، وَإِنِّي مُوصِيكَ بِحُبِّ اللَّهِ وَحُبِّ طَاعَتِهِ، وَخَوْفِ اللَّهِ وَخَوْفِ مَعْصِيَتِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ تَكْرَهِ الْمَوْتَ مَتَى أَتَاكَ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ يَا بُنَيَّ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَمَاتَ

ص: 215

312 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَطَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَابَانَ قَالَ: " أَمَرَ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ بِرَجُلٍ يُقْتَلُ، فَلَمَّا شُدَّ بِالْحِبَالِ وَقَامَ الَّذِي يَقْتُلُهُ بَكَى، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ:{يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [العنكبوت: 21]

⦗ص: 216⦘

قَالَ: وَضُرِبَتْ عُنُقُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ

ص: 215

313 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ:" أُتِيَ زِيَادٌ بِرَجُلٍ فَأَمَرَ بِهِ لِيُقْتَلَ، فَلَمَّا أَحَسَّ الرَّجُلُ بِالْمَوْتِ قَالَ: ائْذَنُوا لِي أَتَوَضَّأُ وَأُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَأَمُوتُ عَلَى تَوْبَةٍ لَعَلِّي أَنْجُو مِنْ عَذَابِ اللَّهِ. قَالَ زِيَادٌ: مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: دَعُوهُ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ مَا بَدَا لَهُ. قَالَ: فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ. فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أُتِيَ بِهِ لِيُقْتَلَ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: هَلِ اسْتَقْبَلْتَ التَّوْبَةَ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ "

ص: 216

314 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ وَلَدِ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ إِسْحَاقَ بِنْتَ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَتْ: حَضَرْتُ عِيسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَمُوتُ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَخَرَجْنَا

⦗ص: 217⦘

نَصْرُخُ، فَأَقْبَلَ صَبَّاحٌ الطَّبَرِيُّ - مَوْلَاهُ - يُسَكِّنُنَا، فَأَفَاقَ فَقَالَ: " دَعْهُنَّ. ثُمَّ قَالَ مُتَمَثِّلًا:

[البحر الكامل]

قَدْ كُنَّ يَخْبَأْنَ الْوُجُوهَ تَسَتُّرًا

فَالْيَوْمَ حِينَ بَرَزْنَ لِلنُّظَّارِ

يَلْطُمْنَ حُرَّاتُ الْوُجُوهِ عَلَى فَتًى

سَهْلِ الْخَلِيقَةِ طَيِّبِ الْأَخْبَارِ ".

315 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَبَّاحٌ الطَّبَرِيُّ: أَنَّهُ حَضَرَ عِيسَى بْنَ جَعْفَرٍ تَمَثَّلَ بِهَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ

ص: 216

316 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَجِيهِ ابْنُ بِنْتِ ذِي الرُّمَّةِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْعُودٌ يَعْنِي أَخَا ذِي الرُّمَّةِ قَالَ: كُنَّا بِالْبَدْوِ، فَحَضَرَتْ ذَا الرُّمَّةِ الْوَفَاةُ، فَقَالَ: " احْمِلْنِي إِلَى الْمَاءِ يُصَلِّي عَلَيَّ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى بَابٍ، فَأَغْفَى إِغْفَاءَةً، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَنَقَرَ الْبَابَ فَقَالَ: مَسْعُودٌ؟ قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ، لَا حِينَ أَقُولُ:

[البحر الطويل]

عَشِيَّةَ مَالِي حِيلَةٌ غَيْرَ أَنَّنِي

بِلَقْطِ الْحَصَى وَالْخَطِّ فِي الدَّارِ مُولَعُ

⦗ص: 218⦘

كَأَنَّ شَبَابًا فَارِسِيًّا أَصَابَنِي

عَلَى كَبِدِي بَلْ لَوْعَةُ الْحُبِّ أَوَجَعُ "

ص: 217

317 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بنُ حُسَيْنٍ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ، وَالْفِقْهِ، وَالْمَشُورَةِ فِي الْأُمُورِ، وَالْعِبَادَةِ. وَكَانَتِ الْقُضَاةُ تَسْتَشِيرُهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ:" {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61] ، فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَتُرَاهُ قَالَ هَذَا لِشَيْءٍ عَايَنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ "

ص: 218

318 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ مَوْلَى آلِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ

⦗ص: 219⦘

. قَالَ جَعْفَرٌ: وَا انْقِطَاعَ ظَهْرَاهُ، قَالَ مُحَمَّدٌ:«وَا انْقِطَاعَ ظَهْرَ مَنْ يَلْقَى الْحِسَابَ غَدًا، وَاللَّهِ لَيْتَ أُمَّكَ لَمْ تَلِدْنِي، وَلَيْتَنِي كُنْتُ جَمَّالًا وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيمَا كُنْتُ فِيهِ»

ص: 218

319 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَا أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنِّي أَبْكِي أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ كُنْتُ أَقُولُ قَوْلًا أَحْسَبُهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ»

ص: 219

320 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدَةَ قَالَ:" رَأَيْتُ رَجُلًا غَرِقَ فِي نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 12] حَتَّى مَاتَ "

ص: 219

321 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَرْوَزِيُّ

⦗ص: 220⦘

قَالَ: أَخْبَرَنِي النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: " حَضَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَوْتُ، قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا عَنِّي، فَإِنَّكَ خَلِيقٌ أَلَّا تَحْفَظَهَا عَلَى غَيْرِي: اتَّقِ اللَّهَ. إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَكُونَ الْيَوْمُ خَيْرًا مِنْكَ أَمْسِ، وَغَدًا خَيْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ؛ فَافْعَلْ. وَإِيَّاكَ وَالطَّمِعَ، فَإِنَّهُ عَدُوٌّ حَاضِرٌ، وَعَلَيْكَ بِالْيَأْسِ، فَإِنَّكَ لَمْ تَيْأَسْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُعْتَذَرُ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَنْ يُعْتَذَرَ مِنْ خَيْرٍ. وَإِذَا عَثَرَ عَاثِرٌ مِنَ النَّاسِ فَاحْمَدِ اللَّهَ أَنْ لَا تَكُونَهُ. وَإِذَا قُمْتَ إِلَى صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَأَنْتَ تَرَى أَنَّكَ لَنْ تُصَلِّيَ بَعْدَهَا أَبَدًا "

ص: 219

322 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ قَالَتْ

⦗ص: 221⦘

: " أَتَانَا السَّيْلُ، سَيْلُ الْكَعْبَةِ، فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، وَقَدْ أَقْبَلَ بِالشَّجَرِ وَالْحِجَارَةِ، فَهُوَ يَمُرُّ بِهَا فِي السَّيْلِ، فَجَاءَ فِي السَّيْلِ رَجُلٌ قَدِ اقْتلَعَهُ الْمَاءُ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، بِذُنُوبِنَا وَطَالَمَا أَمْلَيْتَ. وَذَهَبَ بِهِ الْمَاءُ "

ص: 220

323 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ حِينَ أَمَرَ بِهِ أَبُو مُسْلِمٍ فَقُتِلَ: " اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ أَتَيْتُ أَمْرًا لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ آتِيَهُ فَاغْفِرْهُ لِي. فَقَالُوا لِأَبِي مُسْلِمٍ: مَا رَأَيْنَا أَحَدًا أَجْزَعَ عِنْدَ الْمَوْتِ مِنْهُ فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: انْظُرْ إِلَى هَؤُلَاءِ مَا أَقَلَّ عُقُولَهُمْ إِنَّمَا كَرِهَ أَنْ يُعِينَ عَلَى نَفْسِهِ بِشَيْءٍ "

ص: 221

324 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُوحٍ قَالَ: " دَخَلْتُ بِالشَّامِ عَلَى مَرِيضٍ أَعُودُهُ، وَكَانَ يُذْكَرُ عَنْهُ خَيْرٌ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُ الْآخِرَةَ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا، وَغَدًا تَقُومُ عَلَيَّ الْقِيَامَةُ، وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ خَلَلِي وَزَلَلِي. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَاتَ "

ص: 222

325 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلَ عُثْمَانُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " مَرْدُودٌ إِلَى مَوْلَايَ الْحَقِّ، قَالَ لَهُ عُثْمَانُ: طَيِّبًا، أَوْ طِبْتَ " - شَكَّ يَزِيدُ -

ص: 222

326 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ

⦗ص: 223⦘

: حَدَّثَنِي سَلَامَةُ وَصِيُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْزُوقٍ فِي مَرَضِهِ: " يَا سَلَامَةُ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَحْمِلُنِي فَتَطْرَحُنِي عَلَى تِلْكَ الْمَزْبَلَةِ لَعَلِّي أَمُوتُ عَلَيْهَا، فَيَرَى مَكَانِي فَيَرْحَمُنِي "

ص: 222

327 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَأَطَافَ بِهِ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ، فَقَالُوا: لِمَنْ تَدَعُ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ؟ فَقَالَ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، لَا تَجْهَلُوا، فَإِنَّكُمْ فِي مُلْكِ مَنْ لَا يُبَالِي أَصَغِيرًا أَخَذَ مِنْ مُلْكِهِ أَوْ كَبِيرًا

ص: 223

328 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ

⦗ص: 224⦘

: بَكَى سَلْمَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «مَا أَبْكِي ضَنًّا بِدُنْيَاكُمْ، وَلَا جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنْ قِلَّةُ الزَّادِ، وَبُعْدُ الْمَفَازِ»

ص: 223

329 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عَاصِمٍ وَهُوَ يَمُوتُ، وَهُوَ يَقْرَأُ:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: 62]، خَفَضَ كَمَا يَقْرَؤُهَا. وَمَا أَعْلَمُهُ يَعْقِلُ قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76] قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى الْأَعْمَشِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، فَقَالَ: لَا تَأْذَنْ بِي أَحَدًا، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ فَاخْرُجْ بِي فَاطْرَحْنِي ثَمَّ قَالَ: وَدَخَلْتُ مَعَ الْقُرَّاءِ عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، وَتَحْتَهُ رُقْعَةٌ، وَهُوَ يَقُولُ: آهٍ آهٍ

⦗ص: 225⦘

. فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ مَاتَ "

ص: 224

330 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ كَانُوا يَحْسُدُونَهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ مُتَمَثِّلًا:

[البحر الطويل]

تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ فَإِنْ أَمُتْ

فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيهَا بِأَوْحَدِ

فَمَا عَيْشُ مَنْ يَبْقَى خِلَافِي بِضَائِرِي

وَمَا مَوْتُ مَنْ يَمْضِي أَمَامِي بِمُخْلِدِي

فَقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلَافَ الَّذِي مَضَى

تَهَيَّأَ لِأُخْرَى مِثْلِهَا فَكَأَنْ قَدِ "

ص: 225

331 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْمَدَائِنِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ: " أَنَّ مَلِكَ الْيَمَنِ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقَالُوا: مَنْ تَدَعُ لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ؟

⦗ص: 226⦘

فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَجْهَلُوا، فَإِنَّكُمْ فِي مُلْكِ مَنْ لَا يُبَالِي صَغِيرًا أَخَذَ مِنْكُمْ أَمْ كَبِيرًا؟ "

ص: 225

332 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:" احْتُضِرَ رَجُلٌ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، فَبَكَى، فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي شَيْئًا أَبْكِي عَلَيْهِ، وَمَا أَبْكِي مِنْ دُنْيَاكُمْ إِلَّا عَلَى ثَلَاثٍ: الظَّمَأِ فِي يَوْمِ هَاجِرَةٍ بَعِيدٍ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ. أَوْ لَيْلَةٍ يَبِيتُ الرَّجُلُ فِيهَا يُرَاوِحُ مَا بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَقَدَمَيْهِ. أَوْ غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

ص: 226

333 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلٌ قَالَ

⦗ص: 227⦘

: " أُغْمِيَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، فَأَفَاقَ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: يَا أَهْلَاهُ أَيُّ حِينٍ هَذَا؟ قَالُوا: السَّحَرُ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لَيْلَةٍ صَبَاحُهَا النَّارُ. قَالَ: وَأُغْمِيَ عَلَى آخَرٍ، فَأَفَاقَ مِنَ الْعَشِيِّ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ رَوَاحٍ إِلَى النَّارِ "

ص: 226

334 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو عَطِيَّةَ الْمَذْبُوحُ، لَمَّا احْتُضِرَ بَكَى وَجَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: " وَكَيْفَ لَا أَجْزَعُ وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ، ثُمَّ لَا أَدْرِي أَيْنَ يُسْلَكُ بِي؟

ص: 227

335 -

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ دُرُسْتَوَيْهِ الْفَسَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَطَاءَ الْوَفَاةُ صَاحَتِ النِّسَاءُ، فَقَالَ عَطَاءٌ: " اكْفِنِي هَؤُلَاءِ، فَإِنْ غَلَبُوكَ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِنَّ بِالسُّلْطَانِ

⦗ص: 228⦘

. ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: يَا صَرِيخَ الْأَخْيَارِ، يَا صَرِيخَ الْأَخْيَارِ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُهَا حَتَّى قَضَى "

ص: 227

336 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَمَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: " شَهِدْتُ أَبِي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا تَبْكِي؟ فَمَا أَتَى أَبُوكَ فَاحِشَةً قَطُّ "

ص: 228

337 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَكَانَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِبَطْنٍ وَلَا فَرْجٍ»

ص: 228

338 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: دُخِلَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟

⦗ص: 229⦘

قَالَ: بَعْدُ لَمْ يُكْشَفِ الْغِطَاءُ

ص: 228

339 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَخِيهَا وَكَانَ يُقَالَ لَهُ دَاوُدُ الرَّطَّالُ وَكَانَ مَوْلًى لَإِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ قُلْتُ لَهُ: يَا مَوْلَايَ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ:«فَعَلْتُهَا يَا دَاوُدُ»

ص: 229

340 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: مَرِضَ مُعَاوِيَةُ مَرَضًا شَدِيدًا، فَنَزَلَ عَنِ السَّرِيرِ، وَكَشَفَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ، وَجَعَلَ يُلْزِقُ ذَا الْخَدِّ مَرَّةً بِالْأَرْضِ، وَذَا الْخَدِّ مَرَّةً بِالْأَرْضِ، وَيَبْكِي وَيَقُولُ:" اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] . اجْعَلْنِي مِمَّنْ تَشَاءُ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ "

ص: 229

341 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرٍ النَّحَّاسُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ خَالِي أَخِيهَا، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَكَانَ أَمِيرَ فِلَسْطِينَ - جَعَلَ يَقُولُ: «يَا وَيْحَكُمُ الْمَوْتَ»

ص: 230

342 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: جَاءَ مُؤَذِّنُ الْجُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ، فَقَالَ:«يَا لَيْتَهَا لَمْ تُقَلْ لَنَا»

ص: 230

343 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى النَّاقِدُ قَالَ: " احْتُضِرَ أَعْرَابِيٌّ فَجَعَلَ يَقُولُ:

[البحر الرجز]

يَا مَلَكَ الْمَوْتِ تَقَدَّمْ فَاجْلِسِ

فَاسْتَلَّ رُوحِي مِنْ عِظَامٍ يُبَّسِ

مَا كُنْتُ بِدْعًا فِي فَرَاغِ الْأَنْفُسِ "

ص: 230

344 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى نَافِعِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيِّ - وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى مَكَّةَ - يَعُودُهُ، فَرَآهُ ثَقِيلًا، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَكْثِرْ ذِكْرَهُ، فَوَلَّى بِوَجْهِهِ إِلَى الْجِدَارِ، فَلَبِثَ سَاعَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ:«يَا أَبَا خَالِدٍ، مَا أَنْكَرَ مَا تَقُولُ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ عَبْدًا مَمْلُوكًا لِبَنِي فُلَانِ بْنِ كِنَانَةَ - أَشَقَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ كِنَانَةَ - وَأَنِّي لَمْ أَلِ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ شَيْئًا قَطُّ»

ص: 231

345 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ

⦗ص: 232⦘

: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَوْتُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَاهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ»

ص: 231

346 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: تَمَثَّلَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عِنْدَ الْمَوْتِ:

[البحر الطويل]

«أَلَا قَدْ أَرَى أَلَّا خُلُودٌ وَأَنَّهُ

سَيَنْقُرُ فِي دَارِي غُرَابٌ وَيَحْجُلُ

وَيَقْسِمُ مِيرَاثِي رِجَالٌ أَعِزَّةٌ

وَتُشْغَلُ عَنِّي الْوَالِدَاتُ وَتَذْهُلُ»

ص: 232

347 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي وَإِنْ كُنْتُ إِذْ كُنْتُ أَعْصِيكَ، أَنِّي أُحِبُّ فِيكَ مَنْ يُطِيعُكَ»

ص: 232

348 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَخِي يَحْيَى وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: " اذْكُرْ لِي شَيْئًا مِمَّا يَحْسُنُ بِهِ ظَنِّي

⦗ص: 233⦘

، فَحَضَرَنِي هَذَا الشَّعْرُ، فَقُلْتُ لَهُ:

[البحر الرمل]

يَا كَبِيرَ الذَّنْبِ عَفْوُ اللَّـ

ـهِ مِنْ ذَنْبِكَ أَكْبَرْ

أَكْبَرُ الْأَشْيَاءِ فِي أَصْـ

ـغَرِ عَفْوِ اللَّهِ يَصْغُرْ "

ص: 232

349 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ، فَقَالَ: إِنِّي فُلَانٌ، أَشَعَرْتَ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ؟ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ قُتِلَ فَقَدْ بَلَغَ، فَقَاتِلُوا عَنْ دِينِكُمْ

ص: 233

350 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، فَقَالَ: " أُرِيدُ أَنْ آخُذَ طَرِيقًا لَمْ أَسْلُكْهُ قَطُّ، فَلَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي. قُلْتُ: أَبْشِرْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرْجُو أَنْ لَا يُفْعَلَ بِكَ إِلَّا خَيْرٌ

⦗ص: 234⦘

. قَالَ: مَا يُدْرِيكَ؟ لَيْتَ تِلْكَ الْكِسْرَةَ الَّتِي أَكَلْنَاهَا لَا تَكُونُ سُمًّا عَلَيْنَا "

ص: 233

351 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ بَكْرٍ: أَنَّ رَجُلًا مَرِضَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: هَذِهِ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ. يَقُولُ ذَلِكَ لِأَهْلِهِ. فَقُلْتُ لِدَاوُدَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلًا يَقُولُ بِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ "

ص: 234

352 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: مَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ لِمَا بِهِ. فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ، فَصَرَخَتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَيَّ؟

⦗ص: 235⦘

قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَالَا لِي: انْطَلِقْ نُحَاكِمُكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ فَأَخَذَا بِيَدِي، فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تَنْطَلِقَانِ بِهَذَا؟ قَالَا: نَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: لَا تَنْطَلِقَا بِهِ، إِنَّ هَذَا مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُ السَّعَادَةُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ "

ص: 234

353 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ - يَعْنِي وَهُوَ بِالْمَوْتِ - فَقَالَ: «مَا أَدْرِي مَا يَقُولُونَ، غَيْرَ أَنَّهُ لَيْتَ مَا فِي تَابُوتِي هَذَا نَارٌ فَلَمَّا مَاتَ نَظَرُوا فَإِذَا فِيهِ أَلْفٌ أَوْ أَلْفَانِ»

ص: 235

354 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِهِ الْجُذَامُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلْتُ أُرَجِّيهِ

⦗ص: 236⦘

وَأُذَكِّرُهُ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو مَا تَرْجُوهُ لِي؛ وَلَكِنْ كَيْفَ مِنْهُ وَقَدْ عَصَيْتُهُ؟ "

ص: 235

355 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم َ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَوْلَا أَنِّي أَرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ، وَآخِرُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا؛ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَخْتَارُ الْفَقْرَ عَلَى الْغِنَى، وَأَخْتَارُ الذِّلَّةَ عَنِ الْعِزِّ، وَأَخْتَارُ الْمَوْتَ عَلَى الْحَيَاةِ؛ فَحَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ. لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ»

ص: 236

356 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا، سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا، جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ،: أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَأَطَافَ بِهِ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ، فَقَالُوا: لِمَنْ تَدَعُ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ؟ فَقَالَ: أَيُّهَا الْقَوْمُ، لَا تَجْهَلُوا، فَإِنَّكُمْ فِي مُلِكِ مَنْ لَا يُبَالِي صَغِيرًا أَخَذَ مِنْ مُلْكِهِ أَمْ كَبِيرًا؟

ص: 236

357 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا، أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ، زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ

⦗ص: 237⦘

: أُغْمِيَ عَلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ:" أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَصْلُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] . عَبْدُ الْمَلِكِ وَالْحَجَّاجُ يَجُرَّانِ أَمْعَاءَهُمَا فِي النَّارِ "

ص: 236

358 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَ يَقُولُ: «وَاسَوْءَتَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ»

ص: 237

359 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَسَّامٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: " خَرَجْنَا - وَنَحْنُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ - إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وُفُودًا إِلَيْهِ، فَلَمَّا كُنَّا بِنَاحِيَةٍ مِنْ أَرْضِ السَّمَاوَةِ، نَزَلْنَا عَلَى مَاءٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ

⦗ص: 238⦘

جَمِيلَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ، حَتَّى وَقَفَتْ عَلَيْنَا فَقَالَتْ: يَا هَؤُلَاءِ، احْضُرُوا رَجُلًا يَمُوتُ فَاشْهَدُوا عَلَى مَا يَقُولُ، وَمُرُوهُ بِالْوَصِيَّةِ، وَلَقِّنُوهُ. قَالَ: فَقُمْنَا مَعَهَا، فَأَتَيْنَا رَجُلًا يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَكَلَّمْنَاهُ، وَإِذَا حَوْلَهُ بَنُونَ لَهُ، وَصِبْيَةٌ صِغَارٌ لَوْ غَطَّيْتَ عَلَيْهِمْ مَكِيلًا لَغَطَّاهُمْ، كَأَنَّمَا وُلِدُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ. فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامَنَا فَتْحَ عَيْنَيْهِ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ:

[البحر الكامل]

يَا وَيْحَ صَبِيَّتِي الَّذِينَ تَرَكْتُهُمْ

مِنْ ضَعْفِهِمْ مَا يُنْضِجُونَ كُرَاعَا

قَدْ كَانَ فِيَّ لَوْ أَنَّ دَهْرًا أَرَدَّنِي

لِبَنِيَّ حَتَّى يَبْلُغُونَ مَتَاعَا

قَالَ: فَأَبْكَانَا جَمِيعًا، وَلَمْ نَقُمْ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى مَاتَ. فَدَفَنَّاهُ. فَقَدِمْنَا عَلَى الْوَلِيدِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَبَعَثَ إِلَى عِيَالِهِ وَوَلَدِهِ، فَقَدَّمَهُمْ عَلَيْهِ، فَفَرَضَ لَهُمْ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ "

ص: 237

360 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي شَدَّادُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا، أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ نَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَقُلْنَا: كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: " أَصْبَحْنَا بِنِعْمَةِ اللَّهِ إِخْوَانًا. قُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَجِدُ قَلْبِي مُطْمَئِنًّا بِالْإِيمَانِ. قُلْنَا: مَا تَشْتَكِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَشْتَكِي ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ. قَالَ: مَا تَشْتَهِي شَيْئًا؟

⦗ص: 239⦘

قَالَ: أَشْتَهِي مَغْفِرَةَ اللَّهِ وَرِضْوَانَهُ. قُلْنَا لَهُ: أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: الطَّبِيبُ أَمْرَضَنِي "

ص: 238

361 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى زُهَيْرٍ الْبَابِيِّ فِي مَرَضِهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي لَا أَمْتَنِعُ مِمَّا أَكْرَهُ، وَلَا أَقْدِرُ أَنْ آتِيَ مَا أُحِبُّ»

ص: 239

362 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الثَّقَفِيُّ: قِيلَ لَلْأَنْصَارِيِّ فِي مَرَضِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي - وَاللَّهِ - عَلَى أَرْضِ حَيَاتِي لِمَوْتِي»

ص: 239

363 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُعَذَلٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى أُخْتِي وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَقُلْتُ: يَا خِيَّةُ كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ قَالَتْ: أَجِدُنِي ضَعِيفَةٌ وَمَوْلَايَ قَوِيٌّ، وَفِي قُوَّتِهِ مَا يَقْوَى بِهِ ضَعْفِي

⦗ص: 240⦘

وَأَجِدُنِي فَقِيرَةٌ وَمَوْلَايَ غَنِيٌّ، وَفِي غِنَائِهِ مَا يَسُدُّ بِهِ فَقْرِي "

ص: 239

364 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: " قِيلَ لِامْرَأَةٍ كَانَتْ بِهَا عِلَّةٌ طَوِيلَةٌ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ قَالَتْ: أَجِدُنِي كَمَا قَالَ:

[البحر الخفيف]

قَدْ لَعَمْرِي مَلَّ الطَّبِيبُ وَمَلَّ الْـ

أَهْلُ مِنِّي وَمَلَّنِي عُوَّادِي "

ص: 240

365 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «أَمَا أَنِّي لَا أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنِّي أَبْكِي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ كُنْتُ أَقُولُ قَوْلًا أَحْسِبُهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ»

ص: 240

366 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: أَتَيْتُ بَابَ سَوَّارٍ، فَإِذَا هُوَ قَدْ حُجِبَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: شاكي

⦗ص: 241⦘

، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا عَمُومٌ مُدَثَّرٌ وَهُوَ يَقُولُ:«هُوَ يَعْلَمُ أَنِّي لَا أَرْجُو إِلَّا إِيَّاهُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»

ص: 240

367 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَرَّرٌ أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:" دَخَلْنَا عَلَى صَاحِبٍ لَنَا نُهَوِّنُ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتُمْ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا بَقِيَتْ هَا هُنَا أَبَدًا، لَا أَدْرِي مَا أُبَشَّرُ بِهِ "

ص: 241

368 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ:" احْتُضِرَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: لَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا؛ فَقَدْ غَرَّتْنِي "

ص: 241

369 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: سَخِرَتْ بِيَ الدُّنْيَا حَتَّى ذَهَبَتْ أَيَّامِي "

ص: 241