المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الجزع عند الموت مخافة سوء المرد - المحتضرين لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب الجزع عند الموت مخافة سوء المرد

‌بَابُ الْجَزَعِ عِنْدَ الْمَوْتِ مَخَافَةَ سُوءِ الْمَرَدِّ

ص: 131

165 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرُزِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَوِ ابْنِ يَزِيدَ أُرَاهُ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا احْتُضِرَ دُخِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ، فَقَدْ صَحِبْتَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ:«مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ إِنْ حَلَّ بِي، وَلَا عَلَى الدُّنْيَا أَتْرُكُهَا بَعْدِي، وَلَكِنْ بُكَائِي أَنَّ اللَّهَ قَبَضَ قَبْضَتَيْنِ، فَجَعَلَ وَاحِدَةً فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةً فِي الْجَنَّةِ، فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَكُونُ؟»

ص: 133

166 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 134⦘

يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعَارِفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ. قَالَ: وَيَغْشَاهُ الْكَرْبُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي أُحِبُّكَ "

ص: 133

167 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْمَوْتُ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «مَا أَبْكِي أَسَفًا عَلَى الدُّنْيَا، بَلِ الْمَوْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَلَكِنِّي لَا أَدْرِي عَلَى مَا أُقْدِمُ، عَلَى الرِّضَا أَمْ عَلَى سَخَطٍ؟»

ص: 134

168 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ

⦗ص: 135⦘

: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى حُذَيْفَةَ، فَأَفَاقَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَقَالَ: " يَا أَبَا مَسْعُودٍ، أَيُّ اللَّيْلِ هَذَا؟ قَالَ: السَّحَرُ. قَالَ: عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنْ جَهَنَّمَ. مَرَّتَيْنِ

ص: 134

169 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ بَكَى، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: وَأَنْتَ تَبْكِي يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَلَا أَدْرِي عَلَى مَا أُهْجَمُ مِنْ ذُنُوبِي؟»

ص: 135

170 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ شُمَيْطَ بْنَ عَجْلَانَ قَالَ

⦗ص: 136⦘

: لَمَّا نَزَلَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ الْمَوْتُ جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَلَمْ تَكُنُ تُخْبِرْنَا أَنَّكَ تُحِبُّ الْمَوْتَ؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّي، وَلَكِنْ نَفْسِي لَمَّا اسْتَيْقَنَتِ الْمَوْتَ كَرِهَتْهُ. قَالَ: ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: هَذِهِ آخِرُ سَاعَاتِي مِنَ الدُّنْيَا، لَقِّنُونِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى مَاتَ "

ص: 135

171 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، دَعَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَضَمَّهَا إِلَيْهِ وَبَكَى وَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ، قَدْ تَرَيْنَ مَا قَدْ نَزَلَ مِنَ الْمَوْتِ، أَنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ لَمْ يَنْزِلْ بِي قَطُّ أَمْرٌ أَشَدُّ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ لِي عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ فَهُوَ أَهْوَنُ مَا بَعْدَهُ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَوَاللَّهِ مَا هُوَ فِيمَا بَعْدَهُ إِلَّا كَحِلَابِ نَاقَةٍ. قَالَ: ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ، اعْمَلِي لِمِثْلِ مَصْرَعِي هَذَا، يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ اعْمَلِي لِمِثْلِ سَاعَتِي هَذِهِ. ثُمَّ دَعَا ابْنَهُ بِلَالًا فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا بِلَالُ اعْمَلْ لِسَاعَةِ الْمَوْتِ، اعْمَلْ لِمِثْلِ مَصْرَعِ أَبِيكَ، وَاذْكُرْ بِهِ صَرَعْتَكَ وَسَاعَتَكَ فَكَأَنْ قَدْ. ثُمَّ قُبِضَ "

ص: 136

172 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ اشْتَكَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا: مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: " أَشْتَكِي ذُنُوبِي قَالُوا: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي الْجَنَّةَ. قَالُوا: أَفَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: هُوَ أَضْجَعَنِي "

ص: 137

173 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ قَالَ: دَخَلَ حُدَيْرٌ السُّلَمِيُّ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ يَعُودُهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ وَقَدْ عَرِقَ فِيهَا وَهُوَ نَائِمٌ عَلَى حَصِيرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا

⦗ص: 138⦘

الدَّرْدَاءِ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ الَّتِي يَكْسُوكَ مُعَاوِيَةُ، وَتَتَّخِذَ فِرَاشًا؟ قَالَ:«إِنَّ لَنَا دَارًا لَهَا نَعْمَلُ، وَإِلَيْهَا نَظْعَنُ، وَالْمُخِفُّ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُثْقِلِ»

ص: 137

174 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى؛ فَقَالُوا: مَا يُبْكِيكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا أَبْكِي أَسَفًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَا رَغْبَةً فِيهَا، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا فَتَرَكْنَاهُ، قَالَ:«لِيَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ»

⦗ص: 139⦘

. قَالَ: مَا تَرَكَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ أَوْ بِضْعًا وَثَلَاثِينَ دِرْهَمًا

ص: 138

175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ وَرْدٍ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بُشَيْرِ بْنِ جَحْلٍ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ بَكَى فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَاكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيَّ بَعْدَ سَفَرِي، وَقِلَّةِ زَادِي، فَإِنِّي أَمْسَيْتُ فِي صَعُودٍ مُهْبِطَةٍ عَلَى جَنَّةٍ وَنَارٍ، وَلَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا يُؤْخَذُ بِي»

ص: 139

176 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادًا النُّمَيْرِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ بَكَى ثُمَّ قَالَ

⦗ص: 140⦘

: «لِمِثْلِ هَذَا الْمَصْرَعِ فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ تَقْصِيرِي وَتَفْرِيطِي، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى مَاتَ»

ص: 139

177 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «هَذَا الْمَوْتُ غَايَةُ السَّاعِينَ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى حَرِّ النَّهَارِ وَبَرْدِ اللَّيْلِ. وَإِنِّي أَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَى مَصْرَعِي هَذَا بَيْنَ يَدَيْهِ»

ص: 140

178 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدْ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا حُضِرَ جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟

⦗ص: 141⦘

قَالَ: «مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَقِيَامِ لَيَالِي الشِّتَاءِ»

ص: 140

179 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: بَكَى عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بُكَاءً شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: " أَيَّةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]

ص: 141

180 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: دَخَلَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَرَآهُ كَأَنَّهُ جَزِعَ مِنَ الْمَوْتِ، فَقَالَ:«أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ؟ وَاللَّهِ مَا الْمَوْتُ فِيمَا بَعْدَهُ إِلَّا كَرَكْضَةِ عَنْزٍ»

ص: 141

181 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ قَالَ

⦗ص: 142⦘

: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: «يَا إِخْوَتَاهْ تَدْرُونَ أَيْنَ يُذْهَبُ بِي؟ يُذْهَبُ بِي - وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ - إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو عَنِّي»

ص: 141

182 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُضَرُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَضَرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ:«عَلَيْكُمُ السَّلَامُ. إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ»

ص: 142

183 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ نَعُودُهُ فَقَالَ: «وَمَا يُغْنِي عَنِّي مَا يَقُولُ النَّاسُ إِذَا أُخِذَ بِيَدِي وَرِجْلَيَّ فَأُلْقِيتُ فِي النَّارِ؟»

ص: 142

184 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُ قَالُوا

⦗ص: 143⦘

: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ كَثُرَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِي الْعِيَادَةِ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا قَوْمٌ قِيَامٌ وَآخَرُونَ قُعُودٌ. فَقَعَدْتُ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ:«أَخْبِرْنِي مَا يُغْنِي عَنِّي هَؤُلَاءِ إِذَا أُخِذَ بِنَاصِيَتِي وَقَدَمِي غَدًا فَأُلْقِيتُ فِي النَّارِ؟»

ص: 142

185 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ فِي مَرَضِهِ يَقُولُ، وَهُوَ مِنْ آخِرِ كَلَامٍ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ:«مَا أَقْرَبَ النَّعِيمَ مِنَ الْبُؤْسِ يَعْقُبَانِ، وَيُوشِكَانِ زَوَالًا»

ص: 143

186 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي قَطَنٍ، عَنْ حَزْمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:" كُنَّا عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ كَانَ بِهِ بَطْنٌ، فَقَالُوا: نَضَعُ لَهُ قَلِيَّةً، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُرِيدُ الْبَقَاءَ فِي الدُّنْيَا لِبَطْنِي وَلَا لِفَرْجِي "

ص: 143

187 -

قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ: دَخَلُوا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يَقُولُ:«لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ كَانَ دُءُوبُ أَبِي يَحْيَى»

ص: 144

188 -

وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: ذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: " لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بِدْعَةً لَأَمَرْتُكُمْ إِذَا أَنَا مُتُّ فَشُدَّتْ يَدَيَّ بِشَرِيطٍ، فَإِذَا أَنَا قَدِمْتُ عَلَى اللَّهِ فَسَأَلَنِي - وَهُوَ أَعْلَمُ -: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ لَمْ أُرْضِ لَكَ نَفْسِي قَطُّ

ص: 144

189 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ - أَحْسَبُهُ فِي مَرَضِهِ - قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟

⦗ص: 145⦘

قَالَ: " بِخَيْرٍ إِنْ نَجَوْتُ مِنَ النَّارِ. قِيلَ: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: لَيْلَةً بَعِيدَةً مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ، أُحْيِي مَا بَيْنَ طَرَفَيْهَا "

ص: 144

190 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ يَقُولُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185] . أَلَا إِنَّ الْأَعْمَالَ مُحْضَرَةٌ، وَالْأُجُورَ مُكْمَلَةٌ، وَلِكُلِّ سَاعٍ مَا يَسْعَى، وَغَايَةُ الدُّنْيَا وَأَهْلُهَا إِلَى الْمَوْتِ. ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: يَا مَنِ الْقَبْرُ مَسْكَنُهُ، وَبَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ مَوْقِفُهُ، وَالنَّارُ غَدًا مَوْرِدُهُ، مَاذَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ؟ مَاذَا أَعْدَدْتَ لِمَصْرَعِكَ؟ مَاذَا أَعْدَدْتَ لِوُقُوفِكَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكَ؟ "

ص: 145

191 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي

⦗ص: 146⦘

الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دُرُسْتُ الْقَزَّازُ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: " أَبْكِي وَاللَّهِ عَلَى مَا يَفُوتَنِي مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَصِيَامِ النَّهَارِ. ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: مَنْ يُصَلِّي لَكَ يَا يَزِيدُ؟ وَمَنْ يَصُومُ؟ وَمَنْ يَتَقَرَّبُ لَكَ إِلَى اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ بَعْدَكَ؟ وَمَنْ يَتُوبُ لَكَ إِلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ السَّالِفَةِ؟ وَيْحَكُمْ يَا إِخْوَتَاهْ، لَا تَغْتَرَنَّ بِشَبَابِكُمْ، فَكَأَنْ قَدْ حَلَّ بِكُمْ مَا حَلَّ بِي مِنْ عَظِيمِ الْأَمْرِ وَشِدَّةِ كَرْبِ الْمَوْتِ. النَّجَاءَ النَّجَاءَ، الْحَذَرَ الْحَذَرَ يَا إِخْوَتَاهْ، الْمُبَادَرَةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ "

ص: 145

192 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَشْيَاخِنَا: أَنَّ رَجُلًا مِنْ عِلْيَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا، وَبَكَى بُكَاءً كَثِيرًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: مَا أَبْكِي إِلَّا عَلَى أَنْ يَصُومَ الصَّائِمُونَ لِلَّهِ وَلَسْتُ فِيهِمْ، وَيُصَلِّيَ لَهُ الْمُصَلُّونَ وَلَسْتُ فِيهِمْ، وَيَذْكُرَ الذَّاكِرُونَ وَلَسْتُ فِيهِمْ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي "

ص: 146

193 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ

⦗ص: 147⦘

: لَمَّا احْتُضِرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " أَسَفًا عَلَى الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ. قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: فَرُئِيَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَكَانَ الْحَكَمُ يَقُولُ: وَلَا يَبْعُدُ مِنْ ذَاكَ، لَقَدْ كَانَ يُعْمِلُ نَفْسَهُ مُجْتَهِدًا لِهَذَا، حَذِرًا مِنْ مَصْرَعِهِ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ "

ص: 146

194 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقُلْتُ: شَفَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ: «أَسْتَخِيرُ اللَّهَ»

ص: 147

195 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَطِيَّةَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقُلْنَا: كَيْفَ تَجِدُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: «أَجِدُنِي وَاللَّهِ إِلَى الْآخِرَةِ أَقْرَبُ مِنِّي إِلَى الدُّنْيَا؛ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِمِثْلِ هَذَا الصُّرَعَةِ فَلْيَفْعَلْ»

ص: 148

196 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ بَكَى، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: عَلَامَ تَبْكِي مِنَ الدُّنْيَا؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ مُنَغَّصَ الْعَيْشِ أَيَّامَ حَيَاتِكَ

⦗ص: 149⦘

فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا، إِنَّمَا أَبْكِي خَوْفًا أَنْ أُحْرَمَ خَيْرَ الْآخِرَةِ»

ص: 148

197 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي مُطَيْرُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: كَانَ مُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ: " ذَهَبَ مِنْ عُمْرِي يَوْمٌ كَامِلٌ. فَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ: ذَهَبَتْ لَيْلَةٌ كَامِلَةٌ مِنْ عُمْرِي. فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى وَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ لِي كَرِّكُمَا عَلَيَّ يَوْمًا شَدِيدًا كَرْبُهُ، شَدِيدًا غُصَصُهُ، شَدِيدًا غَمُّهُ، شَدِيدًا عَلْزُهُ، فَلَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي قَضَى الْمَوْتَ عَلَى خَلْقِهِ، وَمَيَّزَهُ عَدْلًا بَيْنَ عِبَادِهِ. ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2] . ثُمَّ تَنَفَّسَ، فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ "

ص: 149

198 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟

⦗ص: 150⦘

قَالَ: «ذَكَرْتُ وَاللَّهِ تَفْرِيطِي فَبَكَيْتُ»

ص: 149

199 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ جَعَلَ إِخْوَانُهُ يَقُولُونَ لَهُ: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّا نَرْجُو لَكَ. فَبَكَى ثُمَّ قَالَ:«يُذْهَبُ بِي إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ»

ص: 150

200 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَضَرَتْ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ وَقَدْ سُجِّيَ لِلْمَوْتِ، فَجَعَلَ يَقُولُ:" مَرْحَبًا بِمَلَائِكَةِ رَبِّي، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. قَالَ: وَشَمَمْتُ رَائِحَةً طَيْبَةً لَمْ أَشُمَّ مِثْلَهَا. قَالَ: ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَمَاتَ "

ص: 150

201 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَطِيَّةَ الْمَذْبُوحُ قَالَ

⦗ص: 151⦘

: لَمَّا حُضِرَ أَبَا عَطِيَّةَ الْمَوْتُ جَزِعَ مِنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ مِنَ الْمَوْتِ؟ فَقَالَ: «وَمَالِي لَا أَجْزَعَ، وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ ثُمَّ لَا أَدْرِي أَيْنَ يُسْلَكُ بِي؟»

ص: 150

202 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ بَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " أَنْتَظِرُ رُسُلَ رَبِّي: إِمَّا لِجَنَّةٍ وَإِمَّا لِنَارٍ "

ص: 151

203 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَطَاءٍ السُّلَمِيِّ فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ

⦗ص: 152⦘

، فَأَفَاقَ، فَرَفَعَ أَصْحَابُهُ أَيْدِيهِمْ يَدْعُونَ لَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، مُرْهُمْ فَلْيُمْسِكُوا عَنِّي، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ رُوحِي تَرَدَّدُ بَيْنَ لَهَاتِي وَحَنْجَرَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى النَّارِ، قَالَ: ثُمَّ بَكَى قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: فَأَبْكَانِي - وَاللَّهِ - فَرَقًا مِمَّا يَهْجُمُ عَلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ

ص: 151

204 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسْوَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا غَاضِرَةُ بْنُ قُرْهُدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانٍ وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، وَقَالَ لَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي بِحَالِ الْمَوْتِ» قَالُوا: أَفَتَجِدُ لَهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَرْبًا شَدِيدًا؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُسْلِيهِ عَنْ كَرْبِ الْمَوْتِ وَأَلَمِهِ مَا يَرْجُو مِنَ السُّرُورِ فِي لِقَاءِ اللَّهِ

ص: 152

205 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ أَبِي الْمَوْتُ بَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكَانِي - وَاللَّهِ - لَبْثُ الْوُجُوهِ فِي التُّرَابِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ

ص: 153

206 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ أَبُو عَوْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: " حَضَرَ رَجُلًا مِنَ الصَّالِحِينَ الْمَوْتُ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: عَلَامَ تَبْكِي، فَإِنَّمَا هِيَ الدُّنْيَا الَّتِي تَعْرِفُونَهَا؟ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهَا أَبْكِي، وَلَكِنِّي - وَاللَّهِ - أَبْكِي عَلَى فِرَاقِ الذِّكْرِ وَمَجَالِسِ أَهْلِهِ "

ص: 153

207 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلًا الْقَطِيعِيَّ يَقُولُ: قَالَ زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: " لَوْلَا مَا حَضَرَنِي مِنْ هَذَا

⦗ص: 154⦘

الْأَمْرِ مَا تَكَلَّمْتُ بِهَذَا أَبَدًا؛ وَاللَّهِ لَقَدْ صَدَعَ ذِكْرُ الْمَوْتِ قَلْبِي حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي ذَلِكَ الْهَمُّ، فَلَا تَنْسَنِي مِمَّا كُنْتُ فِي الْقُدُومِ عَلَيْكَ. قَالَ: ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ فَمَاتَ "

ص: 153

208 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْأَعْلَى التَّيْمِيَّ يَقُولُ لِجَارٍ لَهُ وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: «أَكْثِرْ مِنْ جَزَعِكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَأَعِدَّ لِعَظِيمِ الْأُمُورِ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ»

ص: 154

209 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: " أَجِدُنِي أَمُوتُ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ: عَلَى أَيَّةِ حَالٍ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: مَا نُعَوِّلُ إِلَّا عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ. قَالَ: فَمَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى مَاتَ "

ص: 154

210 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 155⦘

شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلى أَبِي حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَجَعَلَ يَقُولُ:{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76] . قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى عَاصِمٍ وَقَدِ احْتُضِرَ، فَجَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ، يُحَقِّقُهَا كَأَنَّهُ فِي الْمِحْرَابِ:{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقُّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: 62] . قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى الْأَعْمَشِ وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَقَالَ: لَا

⦗ص: 156⦘

تُؤْذِنَنَّ بِي أَحَدًا، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاخْرُجُوا إِلَى الْجَبَّانِ فَأَلْقِنِّي ثم. ثُمَّ بَكَى

ص: 154

211 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: بَكَى الْأَعْمَشُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأَنْتَ تَبْكِي عِنْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ:«وَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْبُكَاءِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي؟»

ص: 156

212 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيَّ الزَّاهِدَ يَقُولُ: جَمَعَ أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ وَلَدَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: «يَا بَنِيَّ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَإِنَّكُمْ إِنِ اتَّقَيْتُمُ اللَّهَ فَأَنْتُمْ مِنِّي عَلَى الصَّدْرِ وَالنَّحْرِ، وَإِنْ لَمْ تَتَّقُوا لَمْ أُبَالِ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِكُمْ»

ص: 156

213 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ ابْنَ عُمَرَ الْوَفَاةُ قَالَ: «مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا عَلَى ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ بِنَا. يَعْنِي الْحَجَّاجَ»

ص: 157

214 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمَسْعُودُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ:" لَمَّا حَضَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْتُ فَجَعَلَ يَقُولُ: الْمَوْتُ. فَقَالُوا لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، فَقَدْ كُنْتَ وَكُنْتَ فَقَالَ: الْمَوْتُ. يَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي "

ص: 157

215 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا شَرِبَ عُمَرُ اللَّبَنَ فَخَرَجَ مِنْ طَعْنَتِهِ قَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ. وَعِنْدَهُ رِجَالٌ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَنْ غَرَّرْتُمُوهُ لَمَغْرُورٌ؛ لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ فِيهَا؛ لَوْ كَانَ لِيَ الْيَوْمَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَمَا غَرَبَتْ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ "

ص: 158

216 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ، قَدْ كَانَ لَكَ مِنَ الْقَدَمِ فِي الْإِسْلَامِ وَالصُّحْبَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ الشَّهَادَةُ. قَالَ:«يَا ابْنَ أَخِي، لَوَدِدْتُ أَنِّي تُرِكْتُ كَفَافًا، لَا لِي وَلَا عَلَيَّ»

ص: 158

217 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي ذَكْوَانُ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ فِي الْمَوْتِ قَالَ: " فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ. قَالَتْ: دَعْنِي مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَا حَاجَةَ لِي بِهِ وَلَا تَزْكِيَتِهِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مِنْ صَالِحِ بَنِيكِ، وَيُرِيدُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكِ. قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ. قَالَ: فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَعَدَ، فَقَالَ: أَبْشِرِي، فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تُفَارِقِي كُلَّ نَصَبٍ وَتَلْقَيْنَ مُحَمَّدًا وَالْأَحِبَّةَ أَلَا أَنْ يُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ

⦗ص: 160⦘

، قَالَتْ: أَيْضًا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ. قَالَ: " كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا طَيِّبًا. سَقَطَتْ قِلَادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْتَقِطُهَا، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَنْ تَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا، فَكَانَ ذَاكَ مِنْ سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخَصِ. ثُمَّ أَنْزَلَ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ إِلَّا بَرَاءَتُكِ تُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ. قَالَتْ:«دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»

ص: 159

248 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" دَخَلْتُ عَلَى صَاحِبٍ لِي يَشْتَكِي، فَرَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ وَوَجَعِهِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: إِنَّكَ كَذَا، إِنَّكَ كَذَا، أُرَغِّبُهُ. قَالَ: وَمَا لِي لَا أَجْزَعُ؟ وَمَنْ أَحَقُّ بِالْجَزَعِ مِنِّي؟ فَوَاللَّهِ لَوْ أَتَتْنِي الْمَغْفِرَةُ مِنَ اللَّهِ لَمَنَعَنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ لِمَا أَفْضَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ "

ص: 160

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَجَزِعَ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجْزَعُ؟ فَقَالَ: وَلِمَ لَا أَجْزَعُ؟ فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ رَسُولُ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ لَيَأْتِينِي فَأَفْزَعُ لِذَلِكَ، فَكَيْفَ بِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ "

ص: 161

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ وَهُوَ بِالْمَوْتِ فَقَالَ: " أُرِيدُ أَنْ آخُذَ طَرِيقًا لَمْ أَسْلُكْهُ قَطُّ، لَا أَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِي؟ قُلْتُ: أَبْشِرْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرْجُو أَنْ لَا يُفْعَلَ بِكَ إِلَّا خَيْرٌ

⦗ص: 162⦘

. قَالَ: مَا يُدْرِيكَ؟ لَيْتَ تِلْكَ الْكِسْرَةَ - خُبْزٌ - الَّتِي أَكَلْنَاهَا لَا تَكُونُ سُمًّا عَلَيْنَا "

ص: 161

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَلَّى بْنُ عِيسَى الْوَرَّاقُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:" دَخَلْتُ عَلَى جَارٍ لِي وَهُوَ مَرِيضٌ فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ، عَاهِدِ اللَّهَ أَنْ تَتُوبَ عَسَى أَنْ يَشْفِيَكَ. قَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى هَيْهَاتَ، أَنَا مَيِّتٌ، ذَهَبْتُ أُعَاهِدُ كَمَا كُنْتُ أُعَاهِدُ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: عَاهَدْنَاكَ مِرَارًا فَوَجَدْنَاكَ كَذُوبًا "

ص: 162

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَمُرُّ بِأَسْوَدَ يَتَغَنَّى، فَيَعِظُهُ، فَيَقُولُ: يَا أَبَا يَحْيَى شارم فَفَقَدَهُ مَالِكٌ، فَقِيلَ: هُوَ مَرِيضٌ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا شار جون أستي، فَقَالَ - بِالْفَارِسِيَّةِ -: جَاءَ أَسَدٌ أَشَدُّ مِنِّي فَوَقَعَ عَلَيَّ

ص: 162

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ حَيَّانَ الْعَتَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ

⦗ص: 163⦘

: " كَانَ لِي جَارٌ شَابٌّ، يَمُرُّ بِي فَيَقُولُ: يَا أَبَا يَحْيَى، وَاللَّهِ لَنَدُقَّنَّ الدُّنْيَا دَقًّا. فَاشْتَكَى، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ بَيْنَ يَدَيَّ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَدُقَّنَّ عِظَامَكَ دَقًّا "

ص: 162

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: " كَانَ الْحَسَنُ يَمُرُّ بِشَابٍّ فَيَعِظُهُ، فَيَقُولُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، دَعْنَا نَدُقُّ الدُّنْيَا دَقًّا فَمَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ يَعُودُهُ، فَلَمَّا رَآهُ الشَّابُّ بَكَى وَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ لِلْحَسَنِ دَعْنَا نَدُقُّ الدُّنْيَا دَقًّا؟ وَاللَّهِ لَأَدُقَّنَّكَ دَقَّةً لَا تُدَقُّ الدُّنْيَا بَعْدَهَا أَبَدًا قَالَ: «وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ»

ص: 163

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " كَانَ لِي جَارٌ عَشَّارٌ، فَرُبَّمَا مَرَرْتُ عَلَيْهِ فَوَعَظْتُهُ. فَحَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَأَتَيْتُهُ لِأَنْظُرَ عَلَى أَيِّ حَالٍ هُوَ عِنْدَ الْمَوْتِ. فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لِي بِيَدِهِ: اقْعُدْ؛ ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا يَحْيَى، أَتَانِي آتٍ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: إِنَّ رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ غَضْبَانُ عَلَيْكَ، قَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْكَ

⦗ص: 164⦘

. قَالَ مَالِكٌ: فَفَزِعْتُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ أَعَادَ الْقَوْلَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمْ أَبْلُغِ الْبَابَ حَتَّى سَمِعْتُ الصُّرَاخَ عَلَيْهِ "

ص: 163

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُنَيْدٌ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ سَهْلٍ الْأَنْبَاوِيِّ هَذَا الْحَدِيثُ، فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي فَقَالَ: " أَتَيْتُ رَجُلًا أَعُودُهُ وَقَدِ احْتُضِرَ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ صَاحَ صَيْحَةً أَحْدَثَ مَعَهَا، ثُمَّ وَثَبَ فَأَخَذَ بِرُكْبَتِي، فَأَفْزَعَنِي

⦗ص: 165⦘

قُلْتُ: مَا قِصَّتُكَ؟ قَالَ: هُوَ ذَا حَبَشِيٌّ أَزْرَقُ، عَيْنَاهُ مِثْلُ السُّكْرُكَتَيْنِ، فَغَمَزَنِي غَمْزَةً أَحْدَثْتُ مِنْهَا، فَقَالَ لِي: مَوْعِدُكَ الظُّهْرَ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ: أَيَّ شَيْءٍ كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ "

ص: 164

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ سُنَيْدٍ، عَنْ سَهْلٍ الْأَنْبَاوِيِّ قَالَ:" دَخَلْنَا عَلَى فَتًى نَعُودُهُ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّوْقِ، فَجَعَلْنَا نَسْقِيهِ الْمَاءَ، فَقَالَ: أَشْتَهِي عِنَبًا. فَخَرَجْتُ إِلَى بَابِ الشَّامِ فِي طَلَبِ الْعِنَبِ، وَقُلْتُ لِغُلَامٍ: اسْقِهِ أَنْتَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ. فَأَرْجِعُ، فَإِذَا الْغُلَامُ مَطْرُوحٌ فِي وَسَطِ الدَّارِ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ، وَالْقَوْنَةُ قَدْ بُدِرَ نَاحِيَةً. فَأَقَمْتُهُ وَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَا أَدْرِي، إِلَّا أَنِّي ذَهَبْتُ أَسْقِيهِ فَإِذَا حَبَشِيٌّ أَزْرَقُ قَدْ صَاحَ مِنْ ثَمَّ: لَا تَسْقِهِ. قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْهُ. فَكَانَ هَذَا الْفَتَى مِمَّنْ سَعَى فِي هَذِهِ الْفِتَنِ "

ص: 165

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْآدَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا

⦗ص: 166⦘

بِشْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ الْبَرَاءُ قَالَ: " شَهِدْتُ فَتًى يَمُوتُ، فَجَعَلَ يَظْهَرُ بِجَسَدِهِ مِثْلُ ضَرْبِ السِّيَاطِ، فَيَتَوَجَّعُ وَيَقُولُ: دَعُونِي أَقُلْ، هُوَ ذَا أَقُولُ. ادْعُوا لِي أَبِي. فَإِذَا دُعِيَ أَبُوهُ يَقُولُ: وَاسَوْأَتَاهُ. ثُمَّ يَكُفُّ. يَمْكُثُ هَكَذَا يَوْمَيْنِ أَوْ يَلِيهِ. فَلَمَّا انْقَضَى أَجَلُهُ قَالَ: هُوَ ذَا أَقُولُ، ادْعُوا لِي أَبِي. فَلَمَّا دَعَوْهُ قَالَ: يَا أَبَتَاهُ، اعْلَمْ أَنِّي كُنْتُ أُخَالِفُكَ إِلَى امْرَأَتِكَ ثُمَّ مَاتَ "

ص: 165

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ - تَيْمُ الرَّبَابِ -، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: " أَبْكَانِي خَبَرُ السَّمَاءِ، أَيْنَ يَذْهَبُ بِي، إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ؟

⦗ص: 167⦘

فَقُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَا أُحْصِيهِ يَقُولُ:«سَيِّدَا أَهْلِ الْجَنَّةِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» . فَقَالَ: أَشَاهِدٌ أَنْتَ يَا عَلِيُّ لِي بِالْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَأَنْتَ يَا حَسَنُ فَاشْهَدْ عَلَى أَبِيكَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ص: 166

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: وَاشْتَكَى عَبْدُ اللَّهِ، فَلَمْ أَرَهُ فِي وَجَعٍ كَانَ أَرْمَضَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ

⦗ص: 168⦘

الْوَجَعِ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:«إِنِّي خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ لِمَا بِي إِنَّهُ أَحْرَى وَأَقْرَبُ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ»

ص: 167

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي، سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ، عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا، خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ، عُبَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: بَكَى عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَبْكِي وَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: «وَكَيْفَ لَا أَبْكِي وَقَدْ رَكِبْتُ مَا نَهَانِي عَنْهُ، وَتَرَكْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ، وَذَهَبَتِ الدُّنْيَا لِحَالِ بَالِهَا، وَبَقِيَتِ الْأَعْمَالُ قَلَائِدَ فِي أَعْنَاقِ بَنِي الرِّجَالِ، إِنْ خَيْرٌ فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرٌّ فَشَرٌّ»

ص: 168

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا، عَاصِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " لَمَّا نُزِلَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ بَكَى، فَاشْتَدَّ

⦗ص: 169⦘

بُكَاؤُهُ، فَأَرْسَلَ أَهْلُهُ إِلَى أَبِي حَازِمٍ أَنَّ أَخَاكَ قَدْ جَزَعَ عِنْدَ الْمَوْتِ فَأْتِهِ فَعَزِّهِ وَصَبِّرْهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ: فَأَتَيْتُهُ مَعَ أَبِي، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا عَامِرُ، مَا الَّذِي يُبْكِيكَ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَنْ تَرَى السُّرُورَ إِلَّا فِرَاقُ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الَّذِي تَبْكِي مِنْهُ لَلَّذِي كُنْتَ تَدْأَبُ لَهُ وَتَنْصَبُ. فَأَخَذَ عَامِرٌ بِجِلْدَةِ ذِرَاعِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَازِمٍ، مَا صَبْرُ هَذِهِ الْجِلْدَةِ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ؟ فَخَرَجَ أَبِي يَبْكِي لِكَلَامِهِ وَأُذِّنَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَقَامَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَسَقَطَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ صَائِمٌ مَا أَفْطَرَ "

ص: 168

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ لَمَّا حُضِرَ، حَضَرَهُ إِخْوَانُهُ، فَجَعَلَ يَتَقَلَّبُ، فَقَالُوا: كَأَنَّ لَكَ حَاجَةً. قَالَ: " نَعَمْ، فَقَالَتِ ابْنَتُهُ: مَا لَهُ مِنْ حَاجَةٍ. قَالَ: نَعَمْ، إِلَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ تَقُومُوا عَنْهُ فَيَقُومَ فَيُصَلِّيَ، وَمَا ذَاكَ فِيهِ

⦗ص: 170⦘

. فَقَامَ الْقَوْمُ عَنْهُ، وَقَامَ إِلَى مَسْجِدِهِ، فَصَلَّى، فَوَقَعَ، فَصَاحَتِ ابْنَتُهُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَحَمَلُوهُ، وَمَاتَ "

ص: 169

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ عُمَرَ وَأَبَا بَكْرِ ابْنَيِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ:" لَمَّا حَضَرَ أَحَدَهُمَا الْمَوْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ إِنْ كُنَّا لَنَغْبِطُكَ بِهَذَا الْيَوْمِ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي أَنْ أَكُونَ رَكِبْتُ شَيْئًا مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ اجْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. قَالَ: وَبَكَى الْآخَرُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقِيلَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لِقَوْمٍ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] ، فَأَنَا أَنْتَظِرُ مَا تَرَوْنَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي "

ص: 170

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَأَنِّي أَرَاكَ قَدْ شَقَّ عَلَيْكَ الْمَوْتُ؟ فَمَا زَالَ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، وَيَتَجَلَّى عَنْ مُحَمَّدٍ، حَتَّى لَكَأَنَّ وَجْهَهُ الْمَصَابِيحُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ:«لَوْ تَرَى مَا أُلَاقِيهِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ. ثُمَّ قَضَى»

ص: 171

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:" لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ سَعْدًا وَضَغْطَةَ الْقَبْرِ "

ص: 171

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَظَرَ يُونُسُ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «ذَكَرْتُ أَنَّهُمَا لَمْ تَغْبَرَّا فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

ص: 172

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:" قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَوْصِ، قَالَ: أُنْذِرُكُمْ سَوْفَ "

ص: 172

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ يَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتِي، وَارْحَمْ عِنْدَ الْمَوْتِ صَرْعَتِي، وَارْحَمْ فِي الْقَبْرِ وِحْدَتِي، وَارْحَمْ مَقَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ يَوْمَ النُّشُورِ»

ص: 172

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُنَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: " جِئْتُ أَعُودُهُ، فَإِذَا هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَمَا فَقَدْتُ وَجْهَ رَجُلٍ فَاضِلٍ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَهُ. فَجَاءَهُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَقَالَ: يَا أَخِي كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: هُوَ ذَا أَخُوكُمْ، هُوَ ذَا يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ أَنَّهُ قَالَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ، فَأَظُنُّ أَنَّهُ تَعَلَّمَهَا مِنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ

ص: 173

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ حَيَّانَ الرَّازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ

⦗ص: 174⦘

مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَنْ حَضَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْمَوْتُ، بَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي وَإِنَّمَا تَقْدَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ وَهُمْ وَلَدُوكَ، وَقَدْ أَجْرَى اللَّهُ لَكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ أَنَّكَ «سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، وَقَاسَمْتَ اللَّهَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَمَشَيْتَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ عَلَى قَدَمَيْكَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً حَاجًّا؟ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُطَيِّبَ نَفْسَهُ. قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَادَهُ إِلَّا بُكَاءً وَانْتِحَابًا، وَقَالَ:«يَا أَخِي، إِنِّي أَقْدَمُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ وَهَوْلٍ لَمْ أَقْدَمْ عَلَى مِثْلِهِ قَطُّ»

ص: 173

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ - يَعْنِي وَهُوَ فِي الْمَوْتِ - فَقَالَ: «مَا

⦗ص: 175⦘

أَدْرِي مَا تَقُولُونَ؟ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْتَ مَا فِي تَابُوتِي نَارٌ فَلَمَّا مَاتَ نَظَرُوا فَإِذَا فِيهِ أَلْفٌ أَوْ أَلْفَانِ»

ص: 174

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ قَالَ: " مَرِضَ جَلِيسٌ لِلْحَسَنِ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: مَرِيضٌ، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تَأْتِيَهُ. فَأَتَاهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَإِذَا الرَّجُلُ لِمَا بِهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَمْرًا يَصِيرُ إِلَى هَذَا لَأَهْلٌ أَنْ يُزْهَدَ فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَمْرًا أَهْوَنُهُ هَذَا لَأَهْلٌ أَنْ يُتَّقَى. فَلَمَّا جَدَّ بِهِ قَالَتِ ابْنَتُهُ: يَا أَبَتَاهُ، مِثْلَ يَوْمِكَ لَمْ أَرَ، فَقَالَ لَهَا الْحَسَنُ: كُفِّي. بَلَى؛ مِثْلَ يَوْمِهِ لَمْ يَرَ "

ص: 175

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْأَبَّارِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ

⦗ص: 176⦘

: " مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلَّا مُثِّلَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ. قَالَ: فَاحْتُضِرَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: شاهك "

ص: 175

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُيَيْنَةَ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا جَمَعَ مِنَ الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتَ وَجَمَعْتُ، فَاحْتُضِرَ، فَشَهِدْتُهُ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَيَقُولُ: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَهَا. ثُمَّ تَكَلَّمَ، فَيَتَكَلَّمُ. قَالَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ: كَانَ عَاقًّا بِوَالِدَيْهِ. فَظَنَنْتُ أَنَّ الَّذِي حُرِمَ كَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ لِعُقُوقِهِ بِوَالِدَيْهِ "

ص: 176

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى السُّلَمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: " حَضَرَتْ رَجُلًا الْوَفَاةُ - يُقَالُ لَهُ هِرْدَانٌ - عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ

⦗ص: 177⦘

الدَّمَاوَةُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا هِرْدَانٍ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَحْيَانًا شَدِيدَ الْمُعْتَمَدِ قِيلَ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: قَدْ وَرَدَتْ نَفْسِي وَمَا كَادَتْ تَرِدُ، قِيلَ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَحْيَانًا عَلَى الْخَصْمِ الْأَلَدِّ. قِيلَ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَالْآنَ قَدْ لَاقَيْتَ قِرْنًا لَا يُرَدُّ. قَالَ: ثُمَّ خَفَتَ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَشْهَدُ رَجُلًا لَمْ يُلَقَّنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَأُتِيتُ فِي مَنَامِي فَقِيلَ: اشْهَدْ هِرْدَانًا فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قُلْتُ: بِمَ؟ قِيلَ: بِبِرِّهِ وَالِدَتَهُ "

ص: 176

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنِ

⦗ص: 178⦘

الْعَبَّاسِ بْنِ طَالِبٍ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ: " رَأَيْتُ بِالْأَهْوَازِ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: يَا فُلَانُ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: ده دوازده، ده شازده، ده جهارده قَالَ: وَرَأَيْتُ بِالشَّامِ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ: اشْرَبْ وَاسْقِهِ وَقَدْ قِيلَ لِرَجُلٍ هَا هُنَا بِالْمَعَرَّةِ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ:

[البحر البسيط]

يَا رُبَّ قَائِلَةٍ يَوْمًا وَقَدْ لَغِبَتْ

كَيْفَ الطَّرِيقُ إِلَى حَمَّامِ مِنْجَابِ "

ص: 177

249 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى زُفَرَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «لَهَا ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِ

⦗ص: 179⦘

الصَّدَاقِ، لَهَا خَمْسَةُ أَسْدَاسِ الصَّدَاقِ. وَعِنْدَهُ نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ يَبْكِي»

ص: 178

250 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ هَاشِمٍ الْمَرْوَزِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ:" قِيلَ لِرَجُلٍ عِنْدَ مَوْتِهِ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: هُوَ كَافِرٌ بِمَا تَقُولُ "

ص: 179

251 -

وَذَكَرَ هَاشِمٌ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالْمِصِّيصَةِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقُلْتُ:«قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . قَالَ: هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا

252 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله قَالَ: قَالَ يُونُسُ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ رَجُلٌ مِنَ الْحُرَّاقِ بَرَزَ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ. . . . سَبَقَهُ. . . . فَمَرَّضَهُ مُدَاوٍ. . . . فِيهِ الْمَوْتُ، فَقَالُوا لَهُ: قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: لَا. . . . بَلَغَ بِهِ الْأَمْرُ هَذَا، كَلَّا. . . . فَوَقَعَ فَمَاتَ

ص: 179