الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) تصحيحات وتعليقات على "سبل السلام" للأمير الصنعاني
هذه الرسالة ضمن مجموع محفوظ في مكتبة الحرم المكي برقم 4686، وهي في 14 ورقة، ولم يكتب الشيخ إلا في وجه واحد من الورقة. ولم نجد في الرسالة إشارة إلى الكتاب الذي تتعلق به هذه التصحيحات والتعليقات، وإنما تبيَّن من قراءتها أنها عن كتاب "سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام" للأمير الصنعاني، وأنها تناولت مقدمة الكتاب والأبواب الثلاثة الأُوَل من كتاب الطهارة فقط، وهي: باب المياه، وباب الآنية، وباب إزالة النجاسة وبيانه. ولم أقف على الطبعة التي طالعها الشيخ، غير أن آخر صفحة علَّق عليها منه هي ص 55.
قسم الشيخ ملاحظاته على ثلاثة أقسام بالعناوين الآتية:
1 -
أخطاء تصحيحية ونحوها. وهي في الصفحتين (1 - 2).
2 -
أوهام للشارح تتعلق بضبط بعض الكلمات أو إعرابها أو تفسيرها أو نحو ذلك. وهي في الصفحات (3 - 6).
3 -
تعليقات، وهي في ثماني صفحات، ورقَّمها ترقيما مستقلا (1 - 8)
أما القسم الأول، فرتَّبه الشيخ على أربعة جداول: ص، سطر، خطأ، صواب. وإذا تكرر رقم الصفحة وضع شرطتين مائلتين بدلا من إعادة كتابة الرقم، كما فعل في الرسائل الأخرى.
والتصحيحات في هذا القسم ــ وقد بلغت 39 تصحيحا ــ تشمل الأخطاء الطباعية وغيرها مما قد يكون وقع في النسخ الخطية من الكتاب، وبعضها من الشارح نفسه، مع أن هذا الأخير موضعه في القسم الثاني.
وأذكر هنا ثلاثة نماذج من هذه التصحيحات:
الأول: وهو أول ملاحظة فيها على ما جاء في مقدمة الكتاب: "والنبي من النبوة، وهي الرفعة، فعيل بمعنى مُفعِل، أي المنبئ عن الله بما تسكن إليه العقول الزاكية".
فعلَّق عليه الشيخ: "يظهر أن هنا سقطًا، فإن الذين جعلوه بمعنى "مُفعِل" جعلوه من (ن ب أ). قال الراغب في مادة نبأ: "والنبي لكونه منبئًا بما تسكن إليه النفوس الزكية
…
".
كذا نقل الشيخ من الطبعة التي اعتمد عليها. وكذا في طبعة مكتبة المعارف (ص 1/ 17). وفي طبعة حلاق (1/ 78) وضع "والنبي من النبوة وهي الرفعة" بين حاصرتين، وقال في تعليقه:"في النسخة (أ): "والنبي من الأنبياء. والمثبت من (ب) ".
الحقيقة أن ما نسبه إلى النسخة (أ) هو في النسخة (ب)، ثم حرَّفه، والصواب في قراءته:"والنبي من الإنباء". انظر: نسخة صنعاء اللوحة (11/ب) وبذلك يستقيم كلام الأمير. وفي نسخة جامعة الملك سعود (2/أ): "والنبي من النبوة، فعيل بمعنى مفعل
…
" فالنص المطبوع في طبعة مكتبة المعارف وطبعة حلاق وغيرهما فيه خلل بلا شك. ويمكن إصلاحه بوجوه مختلفة، ولكن ينبغي الرجوع إلى نسخ جيدة من الكتاب. وفي "شرح المغربي" الذي هو أصل "سبل السلام": "والنبي مشتق من الإنباء الذي هو الإخبار
…
ويجوز أن يكون النبي مأخوذًا من النبوة بمعنى الرفعة" (ل 4 /أـ ب).
الثاني: ما جاء في تضعيف أبي حاتم لحديث ابن ماجه: "إن الماء لا ينجسه شيء" قال: "وإنما ضُعِّف الحديث لأنه من رواية رشدين بن سعد .. قال أبو يوسف: كان رشدين رجلًا صالحًا في دينه
…
"
كذا في ط مصطفى البابي الحلبي (1/ 18) ومكتبة المعارف (1/ 38). وفي ط حلاق (1/ 160) وضع "أبو يوسف" بين حاصرتين، وقال في الحاشية:"في النسخة (أ): "أبو يونس".
والصواب: "ابن يونس" كما نبَّه الشيخ المعلمي. انظر: تهذيب الكمال (9/ 195) والتقريب (209).
وما ذكره حلاق غير صحيح. فقد جاء في متن نسخة صنعاء التي رمزها عنده (ب): "لأنه من رواية رشدين بن سعد وهو متروك". وفي حاشيتها نقل من كتاب "التقريب": "رشدين بن سعد
…
فخلط في الحديث" دون إشارة إلى اللحق. وكتب في هذا النقل "ابن يونس" واضحًا.
وفي نسخة جامعة الملك سعود أيضًا وردت هذه العبارة في الحاشية، وفيها "ابن يونس".
الثالث: ما جاء في تفسير "المزادة" قال: "وهي الراوية"، ولا تكون إلا من جلدين تقام بثالث بينهما لتتسع".
كذا جاءت كلمة "تُقام" في طبعات البابي الحلبي (1/ 33) ومكتبة المعارف (1/ 75) وحلاق (1/ 150).
وهو تصحيف صوابه: "تُفْأَمُ"، كما صحح الشيخ، من أفأَمَ السرجَ أو الدلوَ ونحوها: وسَّعه وزاد فيه.
والجدير بالذكر أن النسخة اليمنية التي رمز إليها حلاق بحرف (ب) وردت فيها "تُفْأَمُ" مضبوطة بالحركات، وفُسِّرت في الحاشية (ل 19/ب).
وفي نسخة جامعة الملك سعود: "تقأَم" بالقاف مع الهمزة المفتوحة. والتفسير المذكور في حاشية النسخة اليمنية موجود هنا أيضًا. ثم ضبطت في الحاشية بالحروف: "تفأم بالمثناة ففاء فوقية فهمزة" ثم فسرت نقلًا عن القاموس.
أما القسم الثاني، فخصصه الشيخ لبيان أوهام للشارح تتعلق بضبط بعض الكلمات أو إعرابها أو تفسيرها أو نحو ذلك. ونبَّه فيه على سبعة مواضع. منها: ضبط الشارح كلمة "سنخة" في حديث أنس: "دعاه يهودي على خبز شعير وإهالة سنخة" بفتح السين المهملة وفتح النون المعجمة (ص 44) وطبعة حلاق (1/ 149). فنبه الشيخ على أن المعروف في كتب اللغة والغريب وغيرها أنها بكسر النون.
ومنها قول الشارح عن الأعراب: "وهم سكان البادية سواء كانوا عربًا أم عجمًا"(ص 34) وطبعة حلاق (1/ 123).
قال الشيخ: "المعروف أن الأعراب بدو العرب خاصة، إلا أنه يلتحق بهم من كان معهم من مواليهم. راجع: لسان العرب وغيره".
ومنها كلام طويل دقيق على كلمة "طهور" في حديث أبي هريرة: "هو الطهور ماؤه". وعلى حرف "ثم" في حديث: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه".
أما قسم التعليقات ــ وهو القسم الثالث ــ فعلَّق فيه الشيخ على عشرين موضعًا من 55 صفحة من الأصل. وتتعلق بالعقيدة والفقه والأصول والحديث وغير ذلك. ومعظم التعليقات قصيرة، وقد أطال في جملة منها كالتي تكلم فيها على الفرق بين النبي والرسول، وحديث القلتين، وعلة النهي عن البول في الماء الدائم، والرد على الأمير اتهامَه المصنف ــ يعني الحافظ ابن حجر ــ بالمحاماة عن المذهب.
وقد سبق أن ملاحظات الشيخ لم تتجاوز الأبواب الثلاثة.
لم أقف على الطبعة التي علَّق عليها الشيخ كما سبق، ورجعت إلى نشرة الأستاذ محمد صبحي حسن حلاق، فظهر لي أنها ليست معتمدة، وأنه لا بد في بعض المواضع من الرجوع إلى الأصول، أو طبعات أخرى، فراجعت المصادر الآتية:
1 -
"البدر التمام شرح بلوغ المرام" للقاضي حسين بن محمد المغربي، فإن هذا الشرح هو أصل "سبل السلام" للأمير، ورجعت إلى نسخة الرباط برقم 54201.
2 -
نسخة صنعاء من "سبل السلام" ورمزها (ب) في نشرة حلاق.
3 -
"فتح العلام لشرح بلوغ المرام" للشيخ نور الحسن القنوجي، وهو مختصر من سبل السلام.
4 -
"سبل السلام" طبعة مكتبة المعارف بالرياض، 1427.
* * * *