المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهداف الاستشراق والمستشرقين: - المستشرقون في الميزان

[عبد العزيز القارئ]

الفصل: ‌أهداف الاستشراق والمستشرقين:

توماس آدامز رئيس بلدية لندن وكان تاجراً معروفاً بإخلاصه للملكية تعهد بتمويل الكرسي، وقد كلف الأستاذ فيما كلف به أن يعمل على تقدم التجارة مع الشعوب الشرقية؟؟ 1.

ويذكر بعد ذلك أن مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية أنشئ سنت 1960م بتمويل وعناية بعض شركات النفط؟؟.

لا شك أننا بمثل هذه المعلومات الخطيرة نكوّن فكرة واضحة عن الدوافع الحقيقية والنوايا الخفية وراء عناية الأوروبيين بالدراسات الإسلامية.

ولا يخدعنا بعد ذلك أن تلبس مراكز هذه الدراسات لبوس العلم البريء من كل هدف إلا اطلاع الشعوب الأوروبية على حضارة إخوانهم الشعوب الإسلامية التي ذاقت الويلات من إخوانهم في الإنسانية المستعمرين الأوروبيين الصليبيين..

ص: 145

‌أهداف الاستشراق والمستشرقين:

هناك شيء هام تمزقت أمام صلابته جهود الصليبيين وهو تمسك المسلمين بإسلامهم واعتزازهم به واستعلاؤهم بإيمانهم على ملل الكفر..

ويسمى المستشرقون استعلاء المسلم وعزته هذه ب (التعصب الإسلامي) ولقد أزعجهم كثيرا واعترفوا بمدى قوته وخطورته في عبارات تنضح بالمرارة والحقد، يقول القسيس رايد في معرض كلامه عن جهودهم في المغرب المسلم:

"إن ذلك الحاجز الذي يدعى عادة بالتعصب وهو ذلك الجدار الشاهق من الاعتزاز بالذات ومن الكره قد بناه الإسلام حول أتباعه ليحميهم في داخله وليترك المبشر خارجه إنه جدار طالما أثبت مع الأسف أن تسلقه أو اختراقه مستحيل،

1 المصدر السابق العدد 298 أغسطس 1973م.

ص: 145

إن رجالا من المبشرين عملوا سنين متوالية وفي مدينة واحدة ثم لم يستطيعوا أن يكتسبوا صديقاً أن صديقين. ا -هـ1.

ولقد كانت الكنيسة الصليبية وكل كافر ظالم محارب للإسلام تمتلئ قلوبهم رعباً وضيقاً بهذا الاستعلاء الإسلامي والعزة الإيمانية الذي ربما تمثل أحياناً في أوجه بوثبات المجاهدين الذين يعرف الصليبيون طعم سيوفهم ولذلك يهتف المستشرق الصليبي - رشتر - وهو يتحدث عن دعوة المهدي في السودان وجهاده قائلا: "هذا التعصب الإسلامي الضيق الأفق بكل ما فيه من بغض للثقافة "2. ا -هـ.

ولا شك أنه يعني هنا بالثقافة تلك السموم الفكرية التي يحملها هو وأمثاله من عملاء الكنيسة إلى شعوبنا لتحطيم كيانها ودينها وحضارتها..

ولقد أزعج الصليبيون كثيرا أن يروا مراكز العلم الراسخة الجذور في البلاد الإسلامية تؤدي مهمتها بتعليم المسلمين علوم الإسلام والعربية وتؤثر بفعالية في حياة المسلمين الفكرية.. فكان الأزهر مثلًا في مصر هدفاً لنشاطات الصليبيين فعملوا بكل طاقاتهم على إيجاد جامعات منافسة له وعلى هدمه هو نفسه ومسخه من داخله.. كما يتبين في تقريراتهم التي نشروها.. والتي يصف مضمونها أستاذ المجاهدين محمد قطب بارك الله في عمره بقوله:" إما أن يكون الأزهرله شبيه.. وإلا فليكن هو شبيهاً بالآخرين"3.

وقد أيقن رجال الكنيسة الصليبية والمستعمرون الأوروبيون أن بقاء القرآن مصدر قوة وتوجيه للمسلمين فيه الحكم الصارم بفشل جميع جهودهم ونشاطاتهم التخريبية وبنهاية جميع مطامحهم وأطماعهم الاستعمارية.

لذلك توجه عزم الجميع إلى هدف واحد هو: هزيمة المسلمين هزيمة روحية

1 التبشير والاستعمار ص47.

2 نفس المصدر.

3 هل نحن مسلمون ص159.

ص: 146