الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: أَسْرِعِي؛ فَإِنِّي تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يُحَدِّثُهُمْ بِحَدِيثِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
فَقَالَتْ: يَا أُنَيْسُ اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ ، عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَيْلَتِي، قَالَتْ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ مَعِيَ فِي لِحَافٍ.
قَالَتْ: فَانْتَبَهْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ أَجِدْهُ.
قَالَتْ: فَطُفْتُ فِي حُجُرَاتِ نِسَائِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ.
قَالَتْ: قُلْتُ: ذَهَبَ إِلَى جَارِيَتِهِ مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ فَمَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ رِجْلِي عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ:
«سَجَدَ لَكَ خَيَالِي وَسَوَادِي ، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي ، وَهَذِهِ يَدِيَ الَّتِي جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي ، فَيَا عَظِيمُ هَلْ يَغْفِرُ
الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلا الرَّبُّ الْعَظِيمُ، اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ» .
قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْبًا تَقِيًّا نَقِيًّا مِنَ الشَّرِّ بَرِيًّا، لَا كَافِرًا وَلَا شَقِيًّا» .
قَالَتْ: ثُمَّ عَادَ فَسَجَدَ فَقَالَ: " أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ: أُعَفِّرُ وَجْهِيَ فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي، وَحَقَّ لِوَجْهِ سَيِّدِي أَنْ تُعَفَّرَ الْوُجُوهُ لِوَجْهِهِ ".
قَالَتْ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ فِي وَادٍ وَأَنَا فِي وَادٍ.
قَالَتْ: فَسَمِعَ حِسَّ قَدَمِي فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ وَقَالَ: «يَا حُمَيْرَاءُ أَمَا تَدْرِينَ مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ، هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، إِنَّ لِلَّهِ عز وجل فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ» .