المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الهمزة 1 - حديث أنس: آخرُ صلاة صَلَاّهَا النبي صلى - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ١

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف الهمزة 1 - حديث أنس: آخرُ صلاة صَلَاّهَا النبي صلى

‌حرف الهمزة

1 -

حديث أنس: آخرُ صلاة صَلَاّهَا النبي صلى الله عليه وسلم خَلْف أبي بكر في ثَوْب"

قال الحافظ: وحديث أنس فيه أنّ أبا بكر كان إماما، أخرجه الترمذي وغيره من رواية حميد عن ثابت عنه بلفظ: فذكره، وأخرجه النسائي من وجه آخر عن حميد عن أنس فلم يذكر ثابتا" (1)

صحيح يرويه حميد الطويل واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن حميد عن أنس قال (2): آخِرُ صَلاة صَلَاّها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القَوم صلى في ثوب واحد مُتوشِّحا به (3) خَلف أبي بكر.

منهم:

1 -

إسماعيل بن جعفر الأنصاري.

أخرجه أحمد (3/ 159) والنسائي (2/ 61) وفي "الكبرى"(860) والآجري في "الشريعة"(1304)

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (3/ 216)

(1) 2/ 296 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب حد المريض أن يشهد الجماعة).

(2)

ولفظ حديث هشيم "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وأبو بكر يصلي بالناس، فجلس إلى جنبه وهو في بردة قد خالف بين طرفيها، فصلى بصلاته.

(3)

زاد سفيان وعبد الوهاب في حديثهما "وهو قاعد"

وفي حديث ابن علية "في مرضه الذي مات فيه"

ص: 23

3 -

علي بن عاصم الواسطي.

أخرجه أحمد (3/ 243)

4 -

إسماعيل بن علية.

أخرجه أبو يعلى (3734 و 3884)

5 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.

أخرجه أحمد (3/ 233)

6 -

مُعتمر بن سليمان التيمي.

أخرجه أبو يعلى (3751) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(74) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 381 و 382)

7 -

أنس بن عياض الليثي.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(4/ 204) والآجري (1305)

8 -

محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري (1).

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 192)

9 -

هشيم بن بشير.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 192)

10 -

عبد الله بن عمر العمري.

أخرجه عبد الرزاق (1367)

- وقال غير واحد: عن حميد ثنا ثابت البناني عن أنس قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مَرَضِهِ خَلْفَ أبي بكر قاعدا في ثوبٍ مُتوشحا به.

وفي لفظ "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد بُرْدٍ مخالفا بين طرفيه، فلما أراد أنْ يقوم قال "ادع لي أسامة بن زيد" فجاء فأسند ظهره إلى نَحْره، فكانت آخر صلاة صلاها.

(1) وصرّح في روايته بسماع حميد من أنس.

ص: 24

منهم:

1 -

محمد بن طلحة بن مُصَرِّف اليامي.

أخرجه الترمذي (363)

وقال: هذا حديث حسن صحيح"

2 -

سليمان بن بلال المدني.

أخرجه ابن حبان (2125) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 472 - 473)

3 -

يحيى بن أيوب المصري.

أخرجه البزار (النكت الظراف 1/ 133) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 406) وفي "المشكل"(5649) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 192)

- وقال يزيد بن هارون: أنا حميد الطويل عن ثابت البناني قال: بلغنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى خلف أبي بكر في وَجَعِهِ الذي مات فيه قاعدا متوشحا بثوب - قال: أظنه بُرْداً - ثم دعا أسامة فأسند ظهره إلى نحوه، ثم قال:"يا أسامة ارفعني إليك".

قال يزيد: وكان في الكتاب الذي معي: عن أنس، فلم يقل: عن أنس، فأنكره وأثبت ثابتا.

أخرجه أحمد (3/ 243).

قال الترمذي: ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح"

وقال الحافظ: يحتمل أن يكون حميد سمعه من أنس، وكان استثبت فيه ثابتا، وكذلك كان في أكثر يحدث به عن ثابت عن أنس" النكت الظراف 1/ 133

وللحديث شاهد عن أبي بكر أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 314) وفي "مسنده"(المطالب 333/ 1) عن محمد بن عمر الأسلمي ثنا الضحاك بن عثمان عن حبيب مولى عروة قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر تقول: رأيت أبي يصلي في ثوب واحد وثيابه موضوعة وقال: يا بنية، إنّ آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفي في ثوب واحد.

ورواه أبو يعلى (51) عن ابن أبي شيبة به.

قال البوصيري: وشيخ ابن أبي شيبة الواقدي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 2/ 386

2 -

عن أنس قال: آخرُ صَلاةِ صَلَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القَوْمِ، الحديث.

ص: 25

قال الحافظ: أخرجه البيهقي من طريق محمد بن جعفر عن حميد عن أنس" (1)

أنظر الحديث الذي قبله.

3 -

"آخر قرْيَة في الإسلام خَرَاباً المدينة"

قال الحافظ: وقد روى ابن حبان من طريق عروة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

أخرجه الترمذي (3919) وفي "العلل"(2/ 945) عن أبي السائب سَلْم بن جُنَادة الكوفي ثنا أبي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.

وأخرجه ابن حبان (6776) عن محمد بن صالح بن ذَرِيح ثنا سلم بن جنادة به.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(460) من طريق محمد بن خلف بن حيان القاضي ثنا سلم بن جنادة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جنادة عن هشام بن عروة.

وقال: سألت محمداً (3) عن هذا الحديث فلم يعرفه وجعل يتعجب من هذا الحديث، وقال: كنت أرى أنّ جنادة بن سلم مقارب الحديث"

وقال المناوي: رمز المصنف لضعفه وهو كما قال" الفيض 1/ 41

قلت: جُنادة هو ابن سَلْم الكوفي وهو مختلف فيه.

قال أبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث.

زاد أبو حاتم: ما أقربه من أن يُترك حديثه، عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر.

وقال الساجي: حدّث عن هشام بن عروة حديثاً منكراً.

ووثقه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أغلاط.

وابنه صدوق، وهشام وأبوه ثقتان مشهوران.

(1) 9/ 209 (كتاب المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

(2)

4/ 463 (فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة)

(3)

يعني البخاري.

ص: 26

4 -

عن أنس قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين ابن مسعود والزبير.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" بسند صحيح" (1)

سيأتي بعد حديثين.

5 -

عن أنس قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي الدَرْدَاء وسَلْمَان.

قال الحافظ: وذكر البغوي في "معجم الصحابة" من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: فذكره، فذكر قصة لهما غير المذكورة هنا. وروى ابن سعد من طريق حميد بن هلال قال: أُوخي بين سلمان وأبي الدرداء، فنزل سلمان الكوفة، ونزل أبو الدرداء الشام. ورجاله ثقات" (2)

حديث أنس أخرجه أبو يعلى (3404) وعنه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 69) قال: حدثنا قَطَن بن نُسَير ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت عن أنس قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه: آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وآخى بين عوف بن مالك وبين صَعْب بن جُثَّامَة.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 171

وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 7/ 207 - 208

قلت: قطن بن نسير مختلف فيه، قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه. وذكر أنَّه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويوصله.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه مسلم حديثا واحدا.

وجعفر وثابت ثقتان.

وحديث حميد بن هلال أخرجه ابن سعد (4/ 84) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي أنا شعبة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: فذكره.

ورواته ثقات.

وفي الباب عن أبي جحيفة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء.

(1) 13/ 114 (كتاب الأدب- باب الإخاء)

(2)

5/ 113 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

ص: 27

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 119) عن جعفر بن عون الكوفي عن أبي العُمَيْس عن عون أبي جحيفة عن أبيه به.

وإسناده صحيح، وأبو العميس اسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي.

6 -

عن أنس قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي طلحة وأبي عبيدة.

قال الحافظ: ولمسلم (2528) من طريق ثابت عن أنس قال: فذكره" (1)

7 -

عن ابن عباس قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين.

قال الحافظ: وأخرج الحاكم وابن عبد البر بسند حسن عن أبي الشعثاء عن ابن عباس فذكره، وأخرجه الضياء في "المختارة" من "المعجم الكبير" للطبراني، وابن تيمية يصرّح بأنّ أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك" (2)

صحيح

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1401) والطبراني في "الكبير"(12816) و"الأوسط"(933 و 5219) والحاكم (3/ 314) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(7/ 35) من طرق عن سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عَبَّاد بن العوام عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن جابر (3) بن زيد عن ابن عباس قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزبير بن العوام وبين عبد الله بن مسعود.

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة (3/ 1053) عن سعيد بن سليمان به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يعلي بن مسلم إلا سفيان بن حسين، تفرد به عباد"

وقال الحاكم: صحيح الاسناد"

وقال الهيثمي: رجال الأوسط ثقات" المجمع 8/ 171

قلت: وإسناده صحيح.

(1) 8/ 274 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه)

(2)

8/ 273 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب كيف آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه)

(3)

ووقع في "الأوسط" للطبراني "عن سعيد بن جبير"

ص: 28

وله شاهد عن أنس مثله.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(568) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(9/ 56) من طريق إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا أبو سلمة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن مسعود)

وإسناده صحيح، وأبو سلمة هو موسى بن إسماعيل التبوذكي.

8 -

حديث أنس رفعه "آلُ محمد كُلّ تَقِي"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني ولكن سنده واه جداً، وأخرج البيهقي عن جابر نحوه من قوله بسند ضعيف" (1)

له عن أنس طرق:

الأول: يرويه نعيم بن حماد ثنا نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آلُ محمد؟ فقال "كُلْ تَقِي" وتلا رسول الله صلى عليه وسلم - إن أولياؤه إلا المتقون -.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(318) و"الأوسط"(3356) واللفظ له وعنه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 306)

عن جعفر بن الياس بن صدقة الكباش المصري

وابن عدي (7/ 2506)

عن محمد بن حاتم المؤدب

قالا: ثنا نعيم بن حماد به.

قال الطبراني: لم يَروه عن يحيى بن سعيد إلا نوح، تفرد به نعيم"

قلت: وسنده واه جدا كما قال الحافظ، فنوح بن أبي مريم هو المعروف بنوح الجامع قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره، ليس بثقة، وقال البخاري وغيره: ذاهب الحديث، وكذبه غير واحد.

لكنَّه لم ينفرد به بل تابعه النضر بن محمد الشيباني عن يحيى بن سعيد عن أنس به.

(1) 13/ 412 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 29

أخرجه الديلمي كما في "المقاصد"(ص 5) و"الضعيفة"(3/ 469) من طريق محمد بن مزاحم ثنا النضر بن محمد به.

والنضر بن محمد هذا لم أعرفه، ويحتمل أنّه القرشي العامري المروزي المترجم في "تهذيب الكمال" فقد ذكر المزي في الرواة عنه: أبو وهب محمد بن مزاحم (1).

الثاني: يرويه نافع أبو هرمز عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: من آلُ محمد؟

فقال: "كل مؤمن تقي"

وفي لفظ "كلٌّ تقي من أمة محمد".

أخرجه العقيلي (4/ 287) وابن عدي (7/ 2513) وتمام (1567) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 306) والبيهقي (2/ 152) والقشيري في "رسالته"(ص 56) وابن الجوزي في "العلل"(429) من طرق عن نافع أبي هرمز عن أنس به.

قال العقيلي: نافع أبو هرمز الغالب على حديثه الوهم ولا يتابع عليه في هذا الحديث"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن نافع أبي هرمز عن أنس غير محفوظ، وعامة ما يرويه نافع أبو هرمز غير محفوظ والضعف على روايته بين"

وقال البيهقي: وهذا لا يحل الاحتجاج بمثله، نافع السلمي أبو هرمز بصري كذبه ابن معين وضعفه أحمد وغيرهما من الحفاظ"

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونافع يغلب على حديثه الوهم، قال ابن معين: لا يُكتب حديثه. وضعفه هو وأحمد، وقال ابن معين مرّة: كذاب، وقال الدارقطني: متروك"

الثالث: يرويه مصعب بن سليم الزهري قال: سمعت أنس بن مالك به.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "الرباعيات" كما في "الضعيفة"(3/ 469) عن محمد بن سليمان ثنا أبو نعيم ثنا مصعب بن سليم به.

(1) قال الألباني: محمد بن مزاحم هو أخو الضحاك"

وهو غير أبي وهب.

ص: 30

محمد بن سليمان (1) أظنه ابن الحارث الباغندي فإنه يروي عن أبي نعيم ويروي عنه أبو بكر الشافعي وهو مختلف فيه، ومصعب بن سليم وثقه النسائي وغيره.

وللحديث شواهد:

قال السخاوي: وفي "الدلائل" من حديث ابن الشخير ومن حديث شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي قال: قلت: يا رسول الله، من آل محمد؟ قال:"كلُّ تَقِي" وأسانيدها ضعيفة" المقاصد ص 5 - 6

وأما قول جابر الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه ابن عدي (2/ 727 - 728) ومن طريقه البيهقي (2/ 152) عن محمد بن إبراهيم العقيلي ثنا أحمد بن الفرات ثنا أبو داود ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: آلُ محمد صلى الله عليه وسلم أمته.

محمد بن إبراهيم العقيلي لم أعرفه، ويحتمل أنّه الأصبهاني المترجم في "أخبار أصبهان"(2/ 232)

وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

قال البيهقي: وعبد الله بن محمد بن عقيل لم يكن بالحافظ وأهل العلم بالحديث مختلفون في جواز الاحتجاج برواياته" السنن 1/ 237

والباقون كلهم ثقات.

9 -

عن عائشة قالت: آلَى النبي صلى الله عليه وسلم، وحَرَّمَ. فجعل الحَرَامَ حَلالا، وجعل في اليمين كَفَّارة.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه والبيهقي بسند رجاله ثقات من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فذكرته" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: وأخرج الترمذي من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فذكرته، ورجاله موثقون لكن رجّح الترمذي إرساله على وصله" (3)

مرسل

(1) قال الألباني في "الضعيفة"(3/ 469): محمد بن سليمان هو ابن هشام أبو جعفر الخزاز المعروف بابن بنت مطر الوراق، وهو متهم، فالله أعلم"

(2)

11/ 289 (كتاب الطلاق - باب من قال لامرأته أنت عليّ حرام)

(3)

11/ 347 (كتاب الطلاق - باب قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا})

ص: 31

يرويه داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن مسروق واختلف عنه:

- فقال مسلمة بن علقمة المازني: عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة.

أخرجه الترمذي (1201) وابن ماجه (2072) والطبري في "التفسير"(28/ 159) عن الحسن بن قزعة البصري أنبأ مسلمة بن علقمة به.

وأخرجه ابن الأعرابي (397) وابن حبان (4278) وتمام (1652) والبيهقي (7/ 352) من طرق عن الحسن بن قزعة به.

ومسلمة بن علقمة مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

وقال العقيلي: له عن داود مناكير وما لا يتابع عليه من حديثه كثير.

وقال ابن عدي: ولمسلمة هذا عن داود غير ما ذكرت مما لا يتابع عليه.

- وقال غير واحد: عن داود عن الشعبي عن مسروق مرسلا، منهم:

1 -

علي بن مُسهر الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 227 - 228)

2 -

سفيان.

أخرجه الطبري (28/ 156)

3 -

إسماعيل بن علية.

أخرجه الطبري (28/ 156)

4 -

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.

أخرجه البيهقي (7/ 352)

وهذا أصح.

10 -

"آمركم بأربع: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخُمس من الغنائم"

قال الحافظ: رواه مسلم (18) من حديث أبي سعيد الخدري" (1)

(1) 1/ 142 (كتاب الإيمان - باب أداء الخمس من الإيمان)

ص: 32

11 -

"آمنتُ باللهِ وملائكتهِ وكتبهِ ورسلهِ واليومِ الآخر"

قال الحافظ: في حديث أبي سعيد عند الترمذي "فقال: أتشهد أنت أني رسول الله؟ ".

وقال: وفي حديث أبي سعيد: فذكره.

وقال: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم "أرى صادقين وكاذبا" ولأحمد "أرى عرشا على البحر حوله الحيتان"(1)

صحيح

وله عن أبي سعيد طريقان:

الأول: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن أبي نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد قال: لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بالله وملائكته وكتبه، ما ترى؟ " قال: أرى عرشا على الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى؟ " قال: أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لُبِسَ عليه، دعوه"

أخرجه مسلم (2925) عن محمد بن المثنى ثنا سالم بن نوح عن الجريري به.

ومن طريقه أخرجه الداني في "الفتن"(662)

وأخرجه الترمذي (2247) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الأعلى عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن صَائِد في بعض طرق فاحتبسه وهو غلام يهودي وله ذُؤَابَة ومعه أبو بكر وعمر، وذكر الحديث بنحوه.

وقال: هذا حديث حسن"

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 404) عن علي بن عاصم الواسطي ثنا الجريري به.

الثاني: يرويه الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه

- فقال أبو نعيم الفضل بن دُكين: ثنا الوليد ثني أبو سلمة عن ألي سعيد قال: أَتَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن صَيّاد وهو يلعب مع الغلمان قال: "أتشهد أني رسول الله؟ " قال هو:

(1) 6/ 513 (كتاب الجهاد - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)

ص: 33

أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد خَبَّأتُ لك خَبِيْئا" قال: دُخ، قال:"اخْسَأ فَلَنْ تَعْدُو قَدْرَكَ".

أخرجه أحمد (3/ 82) عن أبي نعيم به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(2951) عن إسماعيل بن إسحاق الكوفي ثنا أبو نعيم به.

وأخرجه العقيلي (4/ 317) عن محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا أبو نعيم به.

وإسناده حسن، الوليد صدوق، وأبو نعيم وأبو سلمة ثقتان.

- وقال يزيد بن هارون: أنبأ الوليد عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 786) عن يزيد بن هارون به.

وأخرجه العقيلي (4/ 317) عن محمد بن يحيى الواسطي ثنا يزيد بن هارون به.

وقال: الوليد بن عبد الله بن جميع في حديثه اضطراب"

قلت: والاضطراب في اسم الصحابي لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول.

وقال البوصيري: ورواته ثقات" مختصر الاتحاف 10/ 543

12 -

حديث ابن عباس أنّ الفَارِعَة بنت أبي الصّلت أخت أمية أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته من شعره فقال "آمن شِعْره وكَفَرَ قَلْبَه"

قال الحافظ: رواه الفاكهي وابن منده" (1)

ضعيف جدا

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح باذام مولى أم هانئ عن ابن عباس.

أخرجه الفاكهي في "كتاب مكة" كما في "الإصابة"(13/ 69 - 70)

ومحمد بن السائب الكلبي متهم.

(1) 8/ 153 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية)

ص: 34

قال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفه، يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع منه شيئا، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف، لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به" المجروحين

وقال الحاكم: أحاديثه عن أبي صالح موضوعة" المدخل إلى الصحيح وأبو صالح مولى أم هانئ قال النسائي وغيره: ضعيف.

الثاني: يرويه أبو بكر الهذلي عن عكرمة: قلت لابن عباس: أرأيت ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمية بن أبي الصلت "آمن شعره وكفر قلبه" فقال: هو حق فما أنكرتم منه ذلك"

أخرجه أبو بكر الأنباري في "كتاب المصاحف" كما في "فيض القدير"(1/ 59) عن أبيه ثنا عبد الرحمن بن حمزة البلخي ثنا محمد بن عمرو الشيباني عن أبي عمرو الشيباني عن أبي بكر الهذلي به.

قال المناوي: إسناده ضعيف"

قلت: أبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال الدارقطني وغيره: متروك.

13 -

عن وائل بن حُجْر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقال: "آمين" ومَدَّ بها صَوته.

قال الحافظ: وروى أحمد وأبو داود والترمذي من حديث وائل بن حجر قال: فذكره، وروى أبو داود وابن ماجه نحوه من حديث أبي هريرة" (1)

صحيح

ورد من حديث وائل بن حجر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أم الحصين

فأما حديث وائل بن حجر فله عنه طرق:

الأول: يرويه سلمِة بن كُهَيْل الكوفي عن حُجْر بن عَنْبَس عن، وائل بن حُجْر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقال: "آمين" يمدّ بها صوته.

(1) 9/ 226 (كتاب التفسير - سورة الفاتحة - باب غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

ص: 35

وفي رواية "ورفع بها صوته"

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 425 و 14/ 244) وأحمد (4/ 315 - 316) ومسلم في "التمييز"(37) والحربي في "الغريب"(2/ 838) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 131) وابن حزم (3/ 341)

عن وكيع

والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(153) والدارمي (1227) والطبراني في "الكبير"(22/ 44)

عن محمد بن كثير العبدي (1)

والبخاري في "القراءة"(153) والطبراني في "الكبير"(22/ 44)

عن قبيصة بن عقبة الكوفي

والبخاري في "القراءة"(152)

عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسى

والترمذي (248) والبغوي في "شرح السنة"(586) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 436)

عن يحش بن سعيد القطان

والترمذي (248) والدارقطني (1/ 334) والبغوي في "شرح السنة"(586) وابن الأثير (5/ 436)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والدراقطني (1/ 334)

عن محمد بن يوسف الفريابي

والبيهقي (2/ 57) وفي "معرفة السنن"(3160)

عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري

والبيهقي (2/ 57) وفي "الصغرى"(400)

(1) رواه أبو داود (932) عن محمد بن كثير فقال فيه: عن حجر أبي العنبس.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 14) والرافعي في "التدوين"(4/ 70)

وكذا البغوي في "الشمائل"(524) لكنه قال: عن حجر العنبس الحضرمي.

ص: 36

عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي الكوفي

كلهم عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل به.

وأخرجه الدارقطني (1/ 333 - 334) من طريق عبد الله بن سعيد الكندي ثنا وكيع والمحاربي ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس وهو ابن عنبس عن وائل به.

قال الترمذي: حديث حسن"

وقال الدارقطني: صحيح"

وقال الحافظ في "التلخيص"(1/ 236): سنده صحيح، وصححه الدارقطني، وأعلّه ابن القطان بحجر بن عنبس وأنّه لا يعرف، وأخطأ في ذلك، بل هو ثقة معروف قيل له صحبة ووثقه ابن معين وغيره، وتصحف اسم أبيه على ابن حزم فقال فيه "حجر بن قيس" وهو مجهول وهذا غير مقبول منه"

قلت: ولم ينفرد سفيان به بل تابعه العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل أنّه صلّى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهر بآمين وسَلَّم عن يمينه وعن شماله حتى رأيت بياض خَدِّه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 299) والترمذي (249) والطبراني في "الكبير"(22/ 45) والمزي (22/ 512 - 513)

وأخرجه أبو داود أيضا (933) لكن وقع عنده "علي بن صالح عن سلمة بن كهيل" ووهم في ذلك.

قال الحافظ في "التهذيب": العلاء بن صالح التيمي ويقال الأسدي الكوفي وسماه أبو داود في روايته علي بن صالح وهو وهم"

وهو ثقة، وثقه ابن معين وأبو داود ويعقوب بن سفيان وابن نمير والعجلي وغيرهم.

وتابعه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي سكن حجر بن عنبس الثقفي قال: سمعت وائل بن حجر به.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 196 - 197) عن الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا الحسن بن عطية أنبا يحيى بن سلمة به.

وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك كما في "التقريب".

وخالفهم شعبة فرواه عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حجرا أبا العنبس يحدث عن

ص: 37

علقمة بِن وائل عن أبيه قال: صَلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين قال {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] قال "آمين" وأَخْفَى (1) بها صوته.

أخرجه الحربي في "الغريب"(2/ 837) والدارقطني (1/ 334)

عن يزيد بن زريع البصري

والطبراني في "الكبير"(22/ 9)

عن عفان بن مسلم البصري

و (22/ 45)

عن وكيع

ومسلم في "التمييز"(36)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن حبان (1805)

عن وهب بن جرير بن حازم وعبد الصمد بن عبد الوارث البصري

كلهم عن شعبة به.

واختلف فيه على شعبة:

* فقيل: عنه عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن وائل، ليس فيه علقمة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 44) وأبو نعيم في الصحابة (6482) من طريق حجاج بن نُصير البصري ثنا شعبة به.

وتابعه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا شعبة به.

أخرجه مسلم في التمييز" (36)

* ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة واختلف عنه:

فرواه معاذ بن المثنى العنبري عنه كرواية حجاج بن نصير

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 43 - 44)

(1) وفي لفظ "يخفض"

ص: 38

ورواه الحربي في "الغريب"(2/ 837) عنه وعن سليمان بن حرب البصري عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن أبيه.

وتابعه إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا أبو الوليد وسليمان بن حرب عن شعبة به.

أخرجه الحاكم (2/ 232)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

وخالفهما إبراهيم بن مرزوق البصري فرواه عن أبي الوليد عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن وائل.

لم يذكر "علقمة" وقال في متنه "رافعا بها صوته"

أخرجه البيهقي (2/ 58)

وقال في "المعرفة"(2/ 392): إسناده صحيح"

* وقيل: عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن أبيه وقد سمعته من وائل.

أخرجه الطيالسي أبو داود (ص 138) ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 57)

وقال: قوله حجر أبو العنبس كذلك ذكره محمد بن كثير عن الثوري، وأما قوله: عن علقمة فقد بيّن في روايته أنّ حجرا سمعه من علقمة وقد سمعه أيضا من وائل نفسه، وقد رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية الثوري"

ولم ينفرد أبو داود الطيالسي به بل تابعه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري ثنا شعبة به.

أخرجه أبو مسلم الكجي في "سننه" كما في "التلخيص"(1/ 237)

* وقيل: عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة عن وائل أو سمعه حجر من وائل.

على الشك.

أخرجه أحمد (4/ 316) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به.

ورواه محمد بن بشار عن محمد بن جعفر فجزم به، قال: حدثني علقمة بن وائل عن وائل.

ص: 39

أخرجه مسلم في "التمييز"(36)

والكلام على هذه الروايات يدور حول ثلاثة أمور:

الأول: الاختلاف في حجر أهو ابن عنبس أو أبي عنبس، وهل هو ثقة أم مجهول. فاتفق الثوري والعلاء بن صالح وشعبة على تسميته حجرا.

وقال الثوري في أكثر الرويات عنه: هو ابن عنبس.

وقال محمد بن كثير عن الثوري: هو حجر أبي عنبس، وقال في رواية أخرى عنه هو ابن عنبس.

وقال وكيع والمحاربي: هو حجر أبي العنبس وهو ابن عنبس.

وقال وكيع في رواية عنه: هو ابن عنبس ولم يذكره بالكنية.

وقال العلاء بن صالح: هو حجر بن العنبس.

وقال شعبة: هو حجر أبي العنبس.

والجمع بين هذه الروايات يقتضي أن يكون هو حجر بن العنبس أبو العنبس، وبهذا تتفق جميع الروايات.

وكناه بعضهم أبا السكن كما تقدم في رواية يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه.

وقال البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 73) حجر بن عنبس أبو السكن الكوفي كناه محمد بن هارون بن المغيرة عن عنبسة عن سلمة بن كهيل، وقال شعبة: أبو العنبس"

وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين:

الأول: في التابعين 4/ 177 وكناه أبا السكن، قال: وهو الذي يقال له حجر أبو العنبس.

والثاني: في أتباع التابعين 6/ 234 وكناه أبا العنبس.

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح": حجر بن عنبس أبو السكن ويقال أبو العنبس.

قلت: لا مانع أن يكون له كنيتان كما قال الحافظ في "التلخيص"(1/ 237)

وقال الشيخ أحمد شاكر: وأما تكنيته حجرا بأبي العنبس فيحتمل أن لا يكون خطأ وأنه يكون لحجر كنيتان" سنن الترمذي 2/ 29.

وقال ابن القطان الفاسي: وصوّب البخاري وأبو زرعة قول الثوري ولا أدري لِمَ لَمْ

ص: 40

يُصَوِّبا قولهما جميعا حتى يكون حجر بن عنبس أبا العنبس اللهم إلا أن يكون البخاري وأبو زرعة قد علما له كنية أخرى" نصب الراية 1/ 370 - التلخيص 1/ 237.

وأما الاختلاف في توثيقه فقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" وتبعه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" عن عثمان بن سعيد الدارمي عن ابن معين قال: حجر بن عنبس شيخ كوفي ثقة مشهور.

والذي في كتاب الدارمي بدون كلمة "ثقة"

وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم في كتابه من طريقه.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح الدارقطني والحاكم والبيهقي حديثه.

وقال الخطيب في "التاريخ"(8/ 274): كان ثقة احتج بحديثه غير واحد من الأئمة.

وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف.

كذا قال، وقد عرفه غيره ووثقه وصحح حديثه.

الثاني: زيادة علقمة بن وائل في السند.

قال البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 73): زاد شعبة فيه علقمة وليس فيه"

كذا قال، وقد تقدم في رواية أبي داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق عن شعبة أن حجر بن العنبس قد سمع الحديث من علقمة بن وائل وسمعه من وائل نفسه.

قال الشيخ أحمد شاكر: وأما زيادة علقمة بن وائل في الإسناد فليست خطأ أيضا بل هي صواب لأنّ حجرا سمع الحديث من علقمة ومن أبيه معا" سنن الترمذي 2/ 29

الثالث: الاختلاف بين سفيان الثوري وبين شعبة في قول النبي صلى الله عليه وسلم "آمين".

فالثوري يقول "رفع بها صوته" وشعبة يقول "خفض بها صوته"

وقد رجح الحفاظ رواية الثوري.

قال البخاري: إنما هو جهر بها" التاريخ الكبير 2/ 1/ 73

وقال مسلم: أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: وأخفى صورته".

وقال الترمذي: سمعت محمدا يقول: حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا.

وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة"

ص: 41

وقال أبو بكر الأثرم: اضطرب فيه شعبة في إسناده ومتنه، ورواه سفيان فضبطه ولم يضطرب في إسناده ولا في متنه" التلخيص 1/ 237

وقال الدارقطني: يقال إنّ شعبة وهم فيه لأنّ سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا "ورفع صوته بآمين" وهو الصواب"

وقال البيهقي: أجمع الحفاظ: البخاري وغيره على أن شعبة أخطأ في ذلك، فقد رواه العلاء بن صالح، ومحمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة بمعنى رواية سفيان.

وكان شعبة يقول: سفيان أحفظ مني.

وقال يحيى القطان: ليس أحد أحبّ إليّ من شعبة، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان.

وقال ابن معين: ليس أحد يخالف سفيان إلا كان القول قول سفيان، قيل: وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال: نعم" المعرفة 2/ 391

وقال النووي: اتفق الحفاظ على غلط شعبة فيها، وأنّ الصواب المعروف: مدّ، ورفع بها صوته" الخلاصة 1/ 381.

الطريق الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما افتتح الصلاة كبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب، فلما فرغ منها، قال "آمين" يرفع (1) بها صوته.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 425 و 14/ 244) وابن ماجه (855) والحربي في "الغريب"(2/ 838) والطبراني في "الكبير"(22/ 21)

عن أبي بكر بن عياش

وعبد الرزاق (2633) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 130) والطبراني في "الكبير"(22/ 20)

عن معمر بن راشد

والطبراني في "الكبير"(22/ 22) والدارقطني (1/ 334 - 335)

عن زيد بن أبي أنيسة الجزري

(1) وفي لفظ "يمدّ" وفي لفظ آخر "فسمعته وأنا خلفه"

ص: 42

والطبراني في "الكبير"(22/ 20) وابن بشران (877) والبيهقي (2/ 58) وأبو موسى المديني في اللطائف من علوم المعارف" (816)

عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي

والنسائي (2/ 94) وفي "الكبرى"(953) والطبراني في "الكبير"(22/ 21) وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 371)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

والنسائي (2/ 112 - 113) وفي "الكبرى"(1004) والطبراني في "الكبير"(22/ 21) عن يونس بن أبي إسحاق

والطبراني في "الكبير"(22/ 21)

عن إسرائيل بن يونس وعن حديج بن معاوية الجعفي

كلهم عن أبي إسحاق به.

قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح"

قلت: بل إسناده منقطع، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه كما قال ابن معين والبخاري وابن حبان وغيرهم، وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، واختلف عليه في هذا الحديث:

فرواه من تقدم ذكرهم عنه عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه.

* ورواه شريك بن عبدالله القاضي عنه عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بآمين.

أخرجه (1) أحمد (4/ 318) والطبراني في "الكبير"(22/ 13) والبيهقي (2/ 58) وشريك سيء الحفظ.

(1) رواه أحمد عن أسود بن عامر الشامي عن شريك به، ورواه البيهقى من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني عن أسود بن عامر به.

وخالفهما أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني فرواه عن أسود بن عامر عن شريك عن سماك عن علقمة

عن أبيه.

أخرجه مسلم في "التمييز"(38)

ص: 43

* ورواه أبو بكر النهشلي عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله اليحصبي عن وائل.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(379) والطبراني في "الكبير"(22/ 42 - 43) والبيهقي (2/ 58)

والنهشلي ثقة لكن لا أدري أسمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه أم بعده.

والأول أصح.

ولم ينفرد أبو إسحاق به بل تابعه:

1 -

الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول آمين.

أخرجه أحمد (4/ 315)

والحجاج ضعيف يدلس ولم يذكر سماعا من عبد الجبار بن وائل.

2 -

حماد بن السائب عن عبد الجبار وعلقمة ابني وائل عن وائل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بآمين.

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 359)

وقال: حماد بن السائب هو محمد بن السائب الكلبي"

قلت: وهو متهم.

3 -

محمد بن سالم العبسي عن عبد الجبار عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي واضعا يده اليمنى على ذراعه اليسرى، فلما قال " {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] " قال "آمين"

أخرجه الفقيه في "تلخيص المتشابه"(2/ 626)

الطريق الثالث: يرويه عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة: آمين.

أخرجه أحمد (4/ 318) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا شريك عن عاصم به.

والطبراني في "الكبير"(41/ 22) من طريق يحيى بن أبي بكير الكِرماني ثنا شريك عن عاصم به.

وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

ص: 44

الطريق الرابع: يرويه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عن أمه عن وائل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قال آمين سمعه من خلفه.

أخرجه الحربي في "الغريب"(2/ 838) عن إبراهيم بن سعيد عن محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار به.

وإسناده ضعيف، محمد بن حجر هو ابن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال البخاري: فيه بعض النظر، وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء" وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الزهري عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال: آمين"

أخرجه ابن خزيمة (571) وابن حبان (1806) والدارقطني (1/ 335) والحاكم (1/ 223) والبيهقي (2/ 58) وفي "المعرفة"(2/ 392) وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 13 - 14) من طرق عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: أخبرني الزهري به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن"

قلت: إسحاق بن إبراهيم الزبيدي هو المعروف بابن زبريق وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان ومسلمة بن قاسم، وقال ابن معين: لا بأس به.

وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وقال أبو داود: ليس هو بشيء.

وشيخه عمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، ولم يذكر عنه راويا إلا ابن زبريق، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة.

وهو وابن زبريق لم يخرج لهما الشيخان شيئا.

وباقي رجال الإسناد ثقات.

الثاني: يرويه بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة قال: ترك

ص: 45

الناس التأمينَ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال "آمين" حتى يسمعها أهل الصف فَيَرْتَجُّ بها المسجد.

أخرجه أبو داود (934) وابن ماجه (853) وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 13) وابن حزم (3/ 340)

قال ابن القطان الفاسي: بشر بن رافع أبو الأسباط الحارثي ضعيف وهو يروي هذا الحديث عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة، وأبو عبد الله هذا لا يعرف له حال ولا روى عنه غير بشر، والحديث لا يصح من أجله" نصب الراية 1/ 371

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله لا يعرف حاله، وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات" المصباح 1/ 106

وقال الحافظ: بشر بن رافع ضعيف، وابن عم أبي هريرة قيل لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان" التلخيص 1/ 238

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (1/ 335) من طريق بحر السقاِء عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7]، قال: آمين، ورفع بها صوته.

وقال: بحر السقاء ضعيف"

وأما حديث أم الحصين فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(2396) عن النضر بن شميل عن هارون الأعور عن إسماعيل بن مسلم عن أبيِ إسحاق عن ابن أم الحصين عن أمه أنها صِلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته وهو يقول {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفَاتِحَة: 4] فلما قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفَاتِحَة: 7] قال "آمين" حتى سمعته وهي في صَفِّ النساء.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 158) من طريق هُدْبة بن خالد البصري ثنا هارون بن موسى النحوي وهو الأعور ثنا إسماعيل بن مسلم به، إلا أنّه قال: عن جدته أم الحصين.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي.

14 -

حديث أنس أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله، أنا أريد الجهاد، فقال "إئت فلانا فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول: ادفع إليّ ما تجهزت به" قال الحافظ: أخرجه مسلم"(1)

(1) 13/ 276 (كتاب الاستئذان - باب إذا قال: فلان يقرئك السلام)

ص: 46

أخرجه مسلم (1894) من حديث أنس أنّ فتى من أَسْلَمَ قال: يا رسول الله، إني أريد الغَزْوَ وليس معي ما أتجهز، قال:"إئْتِ فلاناً فإنّه قد كان تجهز فَمَرِضَ" فأتاه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقرِئُكَ السلام ويقول: أعطني الذي تَجَهَّزْتَ به، قال: يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به ولا تَحْبِسِي عنه شيئا، فوالله لا تحبسي منه شيئا فيبارك لك فيه.

15 -

قال أبو رافع: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة إذ سمع شيئا زفر فقال لبلال "ائتني بجريدة خضراء"

قال الحافظ: وروى النسائي من حديث أبي رافع بسند ضعيف أنّ الذي أتاه بالجريدة بلال ولفظه: فذكره" (1)

16 -

عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان يوم الفتح: "ائتني بمفتاح الكعبة"، فأبطأ عليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره حتى إنّه لَيَتَحَدّر منه مثل الجُمَّان من العرق ويقول "ما يحبسه؟ " فسعى إليه رجل، وجعلت المرأة التي عندها المفتاح وهي أم عثمان واسمها سلافة بنت سعيد تقول: إن أخذه منكم لا يعطيكموه أبدا، فلم يزل بها حتى أعطت المفتاح، فجاء به ففتح، ثم دخل البيت، ثم خرج فجلس عند السقاية فقال علي: إنا أُعطينا النبوة والسقاية والحجابة، ما قوم بأعظم نصيبا منا، فكره النبي صلى الله عليه وسلم مقالته، ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع المفتاح إليه.

قال الحافظ: روى عبد الرزاق والطبراني من جهته من مرسل الزهري: فذكره، وروى ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن مرسلا نحوه" (2)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (9073) عن معمر عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن طلبة يوم الفتح "ائتني بمفتاح الكعبة" وذكر الحديث بطوله.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8395) عن الدبري عن عبد الرزاق به.

وحديث أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب مرسلا أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 473 - 480) عن يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: فذكرا حديثا طويلا وفيه: ثم دخل عثمان بن طلبة فقال: "أَي

(1) 1/ 331 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

(2)

9/ 78 - 79 (كتاب المغازي - باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة)

ص: 47

عثمان، أين المفتاح؟ " فقال: هو عند أمي سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا واللات والعزى لا أدفعه إليه أبدا، قال: إنه قد جاء أمر غير الأمر الذي كنا عليه، فإنك إنْ لم تفعلي قتلت أنا وأخي، قال: فدفعته إليه، قال: فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عثر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحنى عليه ثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة"

ورواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.

17 -

حديث جابر "ائتوني بأعلم رجلين منكم" فأتي بابني صُوْرِيَا.

قال الحافظ: وفي حديث جابر عند أبي داود فقال: فذكره.

وقال: وفي حديث جابر عند أبي داود قال: نجد في التوراة إذا شهد أربعة أنّهم رأوا ذَكَرهُ في فرجها مثل الميل في المكحلة رُجِمَا. زاد البزار من هذا الوجه: فإنْ وجدوا الرجل مع المرأة في بيت أو في ثوبها أو على بطنها فهي ريبةَ وفيها عقوبة، قال "فما منعكما أن ترجموهما؟ " قالا: ذهب سلطاننا فكرهنا القتل.

وقال: ووقع في حديث جابر من الزيادة أيضا: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود، فجاء أربعة فشهدوا أنّهم رأوا ذَكَرَهُ في فرجها مثل المِيْل في المكحلة، فأمر بهما فرجما" (1)

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(154) عن مُجَالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر قال: جاءت اليهود بيهودي ويهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أقم عليهما الحَدَّ، فقال "فَهَلاّ أقمتُمُوه فيهما" قالوا: لو ملكنا فعلنا، فأما أن ذهب ملكنا فلا نفعل، فقال "ادعوا لي أعلمكم رجلين" فجاؤوا بابني صُوْرِيَا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم "أنتما أعلم من ورائكما؟ " قالا: إنّهم ليزعمون ذلك، قال "فإني أنشُدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدور في التوراة من الحَدّ؟ " قالا: نجد في التوراة إنّ الرجل إذا خلا بالمرأة في البيت ما حدّ أُخْلي عنهما وفيه عقوبة، وإذا وجد قد ضاجعها خُلّيَ عنه وفيه عقوبة، وإذا وجد على بطنها خُلي عنه وفيه عقوبة، فإذا أوعب فيها كما توعب المِيْل في المكحلة ففيه الرَّجْم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرُجِمَا.

وأخرجه الحميدي (1294) وأبو يعلى (2136) والطحاوي في "المشكل"(4539) عن سفيان بن عيينة

(1) 15/ 183و184 (كتاب الحدود - باب أحكام أهل الذمة)

ص: 48

وأبو داود (4452) وابن ماجه (2328) والبزار (كشف 1558) والبيهقي (8/ 231) وابن عبد البر في التمهيد (14/ 401 - 402)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 142)

عن حفص بن غياث الكوفي

وابن أبي شيبة (10/ 149) وأبو يعلى (1928) والطحاوي في "المشكل"(4545) والدارقطني (4/ 169 - 170)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

كلهم عن مجالد به.

وفي حديث أبي أسامة: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود فشهدوا فأمر برجمهما.

ونحوه في حديث حفص وعبد الرحيم.

قال الدارقطني: تفرد به مجالد عن الشعبي وليس بالقوي"

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": قوله في الحديث: فدعا بالشهود فشهدوا، زيادة في الحديث تفرد بها مجالد، ولا يحتج بما ينفرد به، قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ" نصب الراية 4/ 85

وقال البوصيري: مدار أسانيد هذا الحديث على مجالد بن سعيد وهو ضعيف"

إتحاف الخيرة 5/ 241

قلت: رواه هشيم عن الشعبي عن جابر مختصرا ولم يذكر الشهود.

أخرجه أبو يعلى (2032) عن زكريا بن يحيى زحمويه الواسطي ثنا هشيم به.

وهشيم مدلس وقد عنعن.

18 -

عن أبي هريرة أنّه صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرٍ فوقف عليه، فقال:"ائتوني بجَرِيدَتيْن" فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه.

قال الحافظ: وقد روى ابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي هريرة: فذكره" (1)

صحيح

(1) 1/ 331 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

ص: 49

وله عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال:"ائتوني بجريدتين" فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فقيل: يا نبي الله أينفعه ذلك؟ قال "لن يزال أن يخفف عنه بعض عذاب القبر ما كان فيهما نُدُوٌّ"

أخرجه أحمد (2/ 441) وابن أبي شيبة (3/ 376) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(123)

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 57

قلت: وهو كما قال، وإسناده حسن، محمد بن عبيد هو الطنافسي وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما، ويزيد بن كيسان هو اليشكري وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف"، وأبو حازم واسمه سلمان الأشجعي الكوفي قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ثقة.

ولم ينفرد محمد بن عبيد به بل تابعه الوليد بن القاسم الهمداني عن يزيد بن كيسان به.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 903)

الثاني: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة قال: كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رعد كُمُّ قميصه، فقلنا: مالك يا نبي الله؟ قال: "ما تسمعون ما أسمع؟ " قلنا: وما ذاك يا نبي الله؟ قال: "هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هَيِّن" قلنا: مِمّ ذلك يا نبي الله؟ قال: "كان أحدهما لا يَسْتَتزِه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة"

فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم، يخفف عنهما ما داما رطبتين"

أخرجه ابن حبان (824) عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحرّاني ثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم ثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به.

وإسناده حسن، رجاله كلهم ثقات غير محمد بن وهب وهو صدوق كما في "التقريب" وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد الحرّاني.

ص: 50

الثالث: يرويه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد العزيز بن صالح أنّ الحسناء حدثته عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه مرّ بقبرين فأخذ سَعْفَةً أو جريدة فشقَّها فجعل أحدهما على أحد القبرين والشقة الأخرى على القبر الآخر - قال ابن وهب: أرى سئل عن فعلته - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رجل كان لا يتقى من البول، وامرأة كانت تمشي بين الناس بالنميمة فانتظر بهما العذاب إلى يوم القيامة"

أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(122)

وعبد العزيز بن صالح ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والحسناء لم أر من ترجمها.

19 -

عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا وشاربه طويل وقال: "ائتوني بمقص وسواك" فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوزه.

قال الحافظ: أخرجه البزار" (1)

ضعيف جدا

أخرجه البزار (كشف 2969) عن أيوب بن منصور ثنا عبد الرحمن بن مسهر ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

وقال: لا نعلم رواه عن هشام إلا ابن مسهر ولم يتابع عليه وليس بالحافظ"

وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مسهر قاضي جبل وهو كذاب" "المجمع 5/ 166 و 168

قلت: هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم والنسائي، وأما الكذب فلم أر أحدا من المتقدمين اتهمه به، والله تعالى أعلم.

20 -

عن ابن عباس قال: دخلت فاطمة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاهدوا ليقتلوك، فقال:"ائتوني بِوَضوء" فتوضأ.

قال الحافظ: وقال الحاكم في "المستدرك": وأهل السنة بهم حاجة إلى دليل الرد على من زعم أنّ الوضوء لم يكن قبل نزول آية المائدة، ثم ساق حديث ابن عباس: فذكره" (2)

حسن

(1) 12/ 468 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

(2)

1/ 243 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل: إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم)

ص: 51

أخرجه أحمد (1/ 303) والحاكم (1/ 163) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(65) عن يحيى بن سليم القرشي الطائفي

وأحمد (1/ 368)

عن معمر بن راشد

وابن حبان (6502) وأبو نعيم في "الدلائل"(139)

عن مسلم بن خالد الزَّنْجي

والبيهقي في "الدلائل"(6/ 240)

عن أبي بكر بن عياش (1)

كلهم عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إنّ الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومَنَاة الثالثة الأخرى ونَائِلَةَ واسَاف: لو قد رأينا محمدا، لقد قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نُفَارِقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك، فقال "يا بنية، أريني وَضوءا" فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، وخَفَضَوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قَبْضَةً من التراب فقال:"شاهت الوجوه" ثم حَصَبَهُم بها فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد احتجا جميعا بيحيى بن سليم، واحتج مسلم بعبد الله بن عثمان بن خثيم ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة، وأهل السنة من أحوج الناس لمعارضة ما قيل أنّ الوضوء لم يكن قبل نزول المائدة وإنما نزول المائدة في حجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: إسناده حسن للخلاف في عبدالله بن عثمان بن خثيم.

(1) رواه وضاح بن يحيى النهشلي عن أبي بكر بن عياش عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن فاطمة.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(2521) والحاكم (3/ 157) وقال: صحيح الإسناد.

قلت: وجناح بن يحيى قال ابن حبان: منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه.

ص: 52

21 -

عن كعب بن مالك قال: خرجنا حجاجا مع مشركي قومنا، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن مَعْرُور سيدنا وكبيرنا، فذكر شأن صلاته إلى الكعبة، قال: فلما وصلنا إلى مكة ولم نكن رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك فسألنا عنه فقيل هو مع العباس في المسجد، فدخلنا فجلسنا إليه فسأله البراء عن القبلة ثم خرجنا إلى الحج وواعدناه العقبة ومعنا عبد الله بن عمرو والد جابر ولم يكن أسلم قبل فعرّفناه أمر الإسلام فأسلم حينئذ وصار من النقباء، قال: فاجتمعنا عند العقبة ثلاثة وسبعين رجلا ومعنا امرأتان: أم عمارة بنت كعب إحدى نساء بني مازن، وأسماء بنت عمرو بن عدي إحدى نساء بني سلمة، قال: فجاء ومعه العباس فتكلم فقال: إنّ محمدا منا من حيث علمتم وقد منعناه وهو في عز، فإن كنتم تريدون أنكم وَافُون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وذاك، وإلا فمن الآن، قال: فقلنا تكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ما أحببت، فتكلم فدعا إلى الله وقرأ القرآن ورغب في الإسلام ثم قال:"أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم"، قال: فأخذ البراء بن معرور بيده فقال: نعم. فذكر الحديث وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم" ثم قال: "أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا".

قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق وصححه ابن حبان من طريقه بطوله، قال ابن إسحاق: حدثني معبد بن كعب بن مالك أن أخاه عبد الله وكان من أعلم الأنصار حدّثه أنّ أباه كعبا حدّثه وكان ممن شهد العقبة وبايع بها، قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 439 - 442) حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبد الله بن كعب وكان من أعلم الأنصار حدّثه أن أباه كعبا حدّثه وكان كعب ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحديث وفيه طول.

وأخرجه أحمد (3/ 460 - 462) والفاكهي في "أخبار مكة"(2542 و 2543) والطبري في "تاريخه"(2/ 360 - 363) وابن حبان (7011) والطبراني في "الكبير"(19/ 87) والحاكم (3/ 441) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1135) والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 444 - 449 و 449 - 450) من طرق عن ابن إسحاق به.

(1) 8/ 220 - 221 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة)

ص: 53

قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرّح بالسماع" المجمع 6/ 45

قلت: وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ومعبد بن كعب وثقه العجلي وابن حبان واحتج به الشيخان، وأخوه عبد الله بن كعب وثقه أبو زرعة وغيره.

22 -

"أبايعكم على أنّ لا تشركوا بالله شيئا"

قال الحافظ: رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي عن أيوب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، ورجاله ثقات" (1)

حسن

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2932/ 1)

عن عبد الواحد بن زياد العبدي

وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2932/ 2)

عن حماد بن سلمة

كلاهما عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا، وزاد "ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حَرّم الله بغير حق، فمن أصاب هذا منكم فعُجِّلَ له عقوبته فهو كفارة، ومن ستر عليه فأمره إلى الله تعالى إنْ شاء عذبه، وإن شاء رحمه، ومن لم يصب منه شيئا ضمنت له الجنة"

لفظ حديث عبد الواحد.

وفي رواية حماد "هل تدرون على ما بايعتموني؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "على ألا تشركوا بالله شيئا" والباقي نحوه، وقال "فهو كفارة ذنبه" وقال "فحسابه على الله عز وجل"

قال البوصيري: مدار هذا الحديث على ليث بن أبي سليم، والجمهور على تضعيفه" إتحاف الخيرة 1/ 85 ومختصر الإتحاف 1/ 66 - 67

قلت: تابعه أيوب السَّخْتِياني عن عمرو بن شعيب به.

(1) 1/ 73 (كتاب الإيمان - باب حدثنا أبو اليمان)

ص: 54

أخرجه ابن عدي (6/ 2200 - 2201 و 2201) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أنا أيوب به (1).

وقال: وهذا من حديث أيوب غريب جدا لم يحدث به إلا أبو خيثمة عن الطفاوي عن أيوب"

قلت: الطفاوي صدوق، وأبو خيثمة زهير بن حرب وأيوب ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، فالإسناد حسن.

والحديث ذكره الحافظ في موضع آخر وقال: سنده صحيح إلى عمرو بن شعيب" (2)

23 -

حديث جابر أنّه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الركعتين بعد طوافه خرج إلى الصفا فقال "أَبْدَاُ بما بدأ الله به"

قال الحافظ: وأخرج مسلم (1218) في هذا الباب حديث جابر: فذكره" (3)

24 -

"ابدَأ بنفسك ثم بمن تَعُوْل"

سكت عليه الحافظ (4).

وذكره في "تلخيص الحبير"(2/ 184) وقال: لم أره هكذا، بل في الصحيحين من حديث أبي هريرة "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول"

ولمسلم (997) عن جابر في قصة المدبر في بعض الطرق "ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإنْ فَضُلَ شيء فلأهلك" ورواه الشافعي عن مسلم وعبد المجيد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا يقول: فذكر قصة المدبر وقال فيه: "إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان له فضل فليبدأ مع نفسه لمن يعول".

25 -

عن إياس بن سلمة قال: قدم سلمة المدينة فلقيه بُريدة بن الحصيب فقال:

(1) وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(927) من طريق عمرو بن محمد الناقد ثنا محمد بن عبد الرحمن

الطفاوي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا الطفاوي، تفرد به عمرو"

كذا قال، وقد توبع كما تقدم.

(2)

انظر حديث "من أصاب ذنبا أقيم عليه حدّ ذلك الذنب فهو كفارته"

(3)

4/ 250 (كتاب الحج - باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة)

(4)

1/ 221 (كتاب العلم - باب العلم والعظة بالليل)

ص: 55

ارتددت عن هجرتك، قال: معاذ الله إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: "ابدُوا يا أسلم" قالوا: إنا نخاف أنّ يَقْدَحَ ذلك في هجرتنا، قال:"أنتم مهاجرون حيث كنتم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق سعيد بن إياس بن سلمة أنّ أباه حدّثه قال: فذكره، وله شاهد من رواية عمرو بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر: من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، فقال: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأسلم "ابدوا" قالوا: إنا نخاف أنّ نَرْتَدَّ بعد هجرتنا، قال:"أنتم مهاجرور حيث كنتم" وسند كل منهما حسن" (1)

حديث سلمة بن الأكوع أخرجه أحمد (4/ 55) عن يحيى بن غيلان البغدادي ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حَرْمَلَة عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أنّ أباه حدّثه سلمة قدم المدينة فلقيه بُريدة بن الحصيب فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة، فقال: معاذ الله إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ابدوا يا أسلم فَتَنَسَّمُوا الرياح واسكنوا الشعاب" فقالوا: إنا نخاف يا رسول الله أنْ يضرنا ذلك في هجرتنا، قال:"أنتم مهاجرون حيث كنتم"

هكذا قال المفضل بن فضالة: حدثني يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن سعيد بن إياس بن سلمة، فسماه سعيدا.

وخالفه سعيد بن أبي مريم فرواه عن يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة، فسماه محمدا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1732)

عن فهد بن سليمان بن يحيى

والطبراني في "الكبير"(6265)

عن يحيى بن أيوب العلاف المصري (2)

قالا: ثنا سعيد بن أبي مريم به.

(1) 16/ 150 - 151 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة)

(2)

ووقع في روايته: أنا يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو أحدهما - على الشك.

ص: 56

وهذا أصح فقد رواه أبو معشر يوسف بن يزيد البصري البَرَّاء عن عبد الرحمن بن حرملة فسماه محمدا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1733)

وأبو معشر البراء مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو داود، واختلف فيه قول ابن معين، واحتج به الشيخان فهو حسن الحديث.

قال الذهبي في "الميزان": صدوق ضعفه ابن معين بلا وجه وأثنى عليه غير واحد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بذاك.

قلت: ويحيى بن أيوب المصري وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي صدوقان كذلك، وإياس بن سلمة وثقه ابن معين وغيره، وابنه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عبد الرحمن بن حرملة فهو مجهول.

وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 361 - 362) عن يحيى بن غيلان ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر (1) بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله: من بقي معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال؟ بقي أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، فقال جابر: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأسلم "ابدوا يا أسلم" قالوا: يا رسول الله، وإنا نخاف أنْ نرتدّ بعد هجرتنا، فقال "انكم تهاجرون حيث كنتم".

هكذا قال المفضل بن فضالة: حدثني يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الرحمن بن جرهد.

فسماه عمر بن عبد الرحمن.

وخالفه سعيد بن أبي مريم فرواه عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن عبد الله بن الحصين عن عمر بن عبد الله بن جرهد.

فسماه عمر بن عبد الله.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 166) و"الأوسط"(1/ 185) والطحاوي في "المشكل"(1731)

(1) قال الحافظ في "التعجيل"(2/ 40): هو في المسند عن عمرو بن عبد الرحمن.

ص: 57

قال الهيثمي: وعمر هذا لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 253 كذا قال، مع أن محمد بن عبد الله بن الحصين لم يخرج له أصحاب الكتب الستة شيئا، وقد ترجمه الحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل" وذكره ابن حبان في "الثقات".

وعمر بن عبد الرحمن بن جرهد ترجمه الحافظ في "التعجيل" في موضعين: في من اسمه عُمر 2/ 40، وفي من اسمه عَمرو 2/ 68 وقال: قال الحسيني (1): فيه نظر.

وقال الحافظ: وهو حديث غريب، وله شاهد من حديث سلمة بن الأكوع عند البخاري في قصة له مع الحجاج (2).

26 -

حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال: "ابدَؤوا بالكبير"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى بسند قوي" (3)

صحيح

أخرجه أبو يعلى (2425) عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال "ابدؤوا بالكبير - أو قال - بالأكابر"

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3798) عن علي بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا محمد بن سهم الأنطاكي به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 81

وقال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الإتحاف 6/ 287

قلت: وإسناده صحيح، والشيخان لم يخرجا لمحمد بن عبد الرحمن بن سهم شيئا، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (2/ 310) وقال: كان ثقة.

وخالفه عبدان عبد الله بن عثمان المروزي فرواه عن ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة مرسلا.

(1)"الإكمال" للحسيني ص 317.

(2)

البخاري (فتح 16/ 150) عن سلمة بن الأكوع أنّه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت؟ قال: لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو.

(3)

12/ 189 (كتاب الأشربة - باب هل يستأذن الرجل من عن يمينه في الشرب)

ص: 58

أخرجه البيهقي في "الشعب"(10495)

وقال: هكذا ذكره مرسلا بهذا اللفظ ورواه عبيد الله بن تمام وليس بالقوي عن خالد بهذا اللفظ موصولا.

ثم أخرجه من هذا الطريق (10496)

وقال: والصحيح رواية عبدان عن ابن المبارك"

27 -

"ابدؤوا بما بدأ الله به"

قال الحافظ: وقد وقع في حديث جابر الطويل عند مسلم (1218) في صفة الحج: فذكره، ورواه النسائي (5/ 191) بصيغة الأمر "ابدأ بما بدأ الله به"(1)

قلت: لفظه عند مسلم: "ابدأ بما بدأ الله به".

ولفظه عند النسائي: "نبدأ بما بدأ الله به".

28 -

قال المغيرة بن شعبة: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالهاجرة ثم قال لنا "أَبْرِدُوا بالصلاة"

قال الحافظ: وهو حديث رجاله ثقات، رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان" (2) أخرجه أحمد (4/ 250) عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال: كنا نصلي مع نبي الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبرِدُوا بالصلاة فإنّ شِدَّة الحَرِّ من فَيْحِ جهنم".

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1012) وابن حبان (1505 و 1508) والطبراني في "الكبير"(20/ 400) والبيهقي (1/ 439)

وأخرجه ابن ماجه (680) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 187)

عن تميم بن المنتصر الواسطي

والطحاوي (1/ 187) والبيهقي (1/ 439)

عن يحيى بن معين

قالا: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق به.

(1) 7/ 112 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة)

(2)

2/ 156 (كتاب المواقيت - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر)

ص: 59

قال ابن حبان: تفرد به إسحاق الأزرق"

وقال البيهقي: قال الترمذي فيما بلغني عنه: سألت محمدا عن هذا الحديث فعدّه محفوظا وقال: رواه شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة قال: كنا نصلّي الظهر بالهاجرة فقيل لنا: "أبردوا بالصلاة فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنم" رواه الترمذي عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن بيان كما قال البخاري.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 87

قلت: رواته ثقات غير شريك وهو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

29 -

عن عبد الله بن عمرو قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ثم قال "أبشروا، من صلّى الخمس واجتنب الكبائر السبع نودي من أبواب الجنة"

فقيل له: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهن؟ قال: نعم.

قال الحافظ: ولأسماعيل القاضي من طريق المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره" (1)

أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(137) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 3) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 481) وابن بشران في "الأمالي"(436 و 863) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن مسلم بن الوليد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمرو قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال "لا أقسم، لا أقسم، لا أقسم" ثم نزل فقال "أبشروا أبشروا، إنه من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء"

قال المطلب: سمعت رجلا (2) يسأل ابن عمرو: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن؟ قال: نعم: عقوق الوالدين، والشرك بالله، وقتل النفس، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وأكل الربا".

قال المنذري: وفي إسناده مسلم بن الوليد لا يحضرني فيه جرح ولا عدالة" الترغيب 2/ 303

(1) 15/ 198 - 199 (كتاب الحدود - باب قذف المحصنات)

(2)

سماه الفاكهي في "حديثه": عمر بن عبد العزيز.

ص: 60

وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن الوليد ولم أر من ذكره" المجمع 1/ 104

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 446) وترجمه البخاري (4/ 2 / 153) وابن أبي حاتم (4/ 1/ 197 - 198 و 4/ 2/ 16) في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

30 -

حديث جابر: أبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العشاء حتى نام بعض من كان بالمسجد.

قال الحافظ: وفي حديث جابر عند البزار: فذكره.

وقال: وفي حديث جابر "وقال بعضنا: هم الشهداء" وفي رواية له "من رَقّ قلبه للإسلام"(1)

أخرجه البزار (كشف 3541) عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ثني أبي عن مجالد عن عامر عن جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخّرَ الظهر إلى آخر الوقت، ثم خرج فصلّى، ثم قال "رأيت فيما يرى النائم أنّ الأمم عُرضت عليّ فكان النبي يجيئ في خمسة أو أكثر من ذلك، فرأيت جماعة كبيرة، فظننت أنها أمتي، فقيل: هذه أمة موسى، ورأيت عيسى بن مريم أبيض جَعداً يضرب إلى الحُمرة، ورأيت" وذكر كلاما كأن معناه عدد كبير، فقيل: إنها أمتك، وقيل: إنّ لك معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال عُكَاشة الأسدي: يا رسول الله، اجعلني في هؤلاء السبعين. قال "أنت منهم" فقال آخر: يا رسول الله اجعلني منهم، قال "سبقك بها عكاشة" فقال القوم: من ترون هؤلاء السبعين؟ فقال بعضهم: من رَقَّ قلبه للإسلام، وقال بعضهم: هم قوم من المؤمنين لم يشركوا ولم يعبدوا شيئا إلا الله، وارتفعت أصواتهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما هذه الأصوات؟ " قالوا: يا رسول الله، السبعين الذين ذكرت من هم؟ قال "هم الذين لا يَكتَوُون، ولا يَستَرْقون، ولا يَتطَيَّرون، وعلى ربهم يتوكلون"

وقال: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: فيه عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو مجمع على ضعفه" المجمع 10/ 406

قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: ليس بثقة متروك الحديث.

وأبوه مختلف فيه.

(1) 14/ 198 و200 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

ص: 61

وأخرجه البزار أيضا (كشف 3542) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا مجالد ثنا عامر ثني جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ ذات ليلة عن صلاة العشاء حتى ذهب هَويّاً من الليل، حتى نام بعض من كان في المسجد، فخرج الناس بين نائم ومصلٍّ منتظر للصلاة، فقال "أَمَا إنّ الناس لم يزالوا في صلاة ما انتظروها، لولا ضعف الكبير، وبكاء الصغير، لأخرت العشاء إلى عَتمَةِ من الليل، ثم قال: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم" قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تذاكرنا السبعين بيننا أتراهم الشهداء؟ فقال بعضنا: هم الشهداء، وقال بعضنا: هم المؤمنون، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما تذاكرون؟ " فأخبرناه، فقال "هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون وعلى ربهم بتوكلون"

وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني، وعامر هو الشعبي.

31 -

حديث عائشة: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى يهودي "ابعث لي ثوبين إلى المَيْسَرَة"

قال الحافظ: واختار ابن خزيمة من الشافعية تأقيته إلى الميسرة، واحتج بحديث عائشة: فذكره، وأخرجه النسائي وطعن ابن المنذر في صحته بما وهم فيه" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 214) والحاكم (2/ 24) والبيهقي (6/ 25) والمزي في "التهذيب"(21/ 240 - 241)

عن شعبة

والترمذي (1213) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(1/ 49) والنسائي (7/ 258 - 259) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 103) والحاكم (2/ 23 - 24) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 347)

عن يزيد بن زُريع البصري

كلاهما عن عمارة بن أبي حفصة أنا عكرمة عن عائشة قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان (2) قِطْرِيَّان (3) غليظان، فكان إذا قعد فَعَرِقَ (4) ثقُلا عليه، فقدم بَزٌّ من الشام لفلان

(1) 5/ 340 (كتاب السلم - باب السلم إلى أجل معلوم)

(2)

وفي لفظ "بردان"

(3)

زاد الحاكم وغيره "خشنان"

(4)

زاد النسائي "فيهما"

ص: 62

اليهودي، فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين (1) إلى الميسرة، فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد (2) إنما يريد أنّ يذهب بمالي (3)، أو بدراهمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كذب، قد علم أني من اتقاهم لله، وأدّاهم للأمانة"، اللفظ للترمذي.

وفي لفظ للحاكم "قلت: يا رسول الله ثوباك غليظان فلو نزعتهما وبعثت إلى فلان التاجر فأرسل إليك ثوبين إلى الميسرة، فأرسل إليه "ابعث إليّ ثوبين إلى الميسرة" فأبى.

قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

قلت: وهو كما قالا، وعمارة بن أبي حفصة وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وابن سعد والنسائي وغيرهم.

وعكرمة مولى ابن عباس احتج البخاري بروايته عن عائشة وقال في "التاريخ الكبير"(4/ 1/ 49): سمع عائشة.

وقال ابن أبي حاتم: سمع عائشة، قيل لأبي: سمع من عائشة؟ فقال: نعم (الجرح والتعديل).

وخالف أبو حاتم نفسه فحكى ابنه في "المراسيل"(ص 158) عنه أنّه قال: لم يسمع من عائشة.

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عمارة وعكرمة لم يروه عنه فيما أعلم إلا يزيد بن زريع"

كذا قال، وقد تابعه شعبة كما تقدم.

وأما طَعْنُ ابن المنذر الذي أشار إليه الحافظ فحكاه عنه في "التلخيص"(3/ 32)

قال الحافظ: أعلّ ابن المنذر فيما نقله ابن الصباغ في "الشامل" حديث عائشة بحرمي بن عمارة وقال: إنّه رواه عن شعبة وقد قال فيه أحمد بن حنبل: إنّه صدوق إلا أنّ فيه غفلة، قال ابن المنذر: وهذا لم يتابع عليه فأخاف أن يكون من غفلاته انتهى.

وتعقبه الحافظ فقال: وهذا في الحقيقة من غفلات المُعَلِّل، ولم ينفرد به حرمي بل

(1) زاد الحاكم "بنسية"

(2)

زاد النسائي وغيره "محمد"

(3)

ولفظ عبد الله بن أحمد "بثوبي أو يمطلني بثمنيهما"

ص: 63

لم نره من روايته إنما رواه شعبة عن والده عمارة عن عكرمة وكان حرمي حاضرا في المجلس، بَيَّنَه الترمذي والبيهقي"

قلت: ورواه عن شعبة: الطيالسي وعمرو بن مرزوق الباهلي وعمرو بن حكام الأزدي ومحمد بن جعفر غندر.

وللحديث شاهد عن أنس وله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو بكر بن عياش عن عاصم الأحول عن أنس قال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهودي يستقرضه إلى الميسرة، فقال: هل له ميسرة وليس له زَرْعٌ ولا ضَرْع؟ فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "كذب عدو الله، إني لأوفاهم"

أخرجه البزار (كشف 1305)

عن أبي بكر القدسي

والطبراني في "الأوسط"(1499)

عن إبراهيم بن راشد الأدمي

قالا: ثنا أسيد بن زيد الجمال ثنا أبو بكر بن عياش به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم عن أنس إلا أبو بكر"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو بكر، تفرد به أسيد"

قلت: وقد تكلموا فيه قال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث، وقال ابن معين: كذاب.

الثاني: يرويه جابر بن يزيد وليس بجابر الجعفي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حليق النصراني ليبعث إليه بأثواب إلى الميسرة فأتيته فقلت: بعثني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبعث إليه بأثواب إلى الميسرة فقال: وما الميسرة؟ ومتى الميسرة؟ والله ما لمحمد بثاغية ولا راعية، فرجعت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال "كذب عدو الله أنا خير من يبايع، لَأَن يلبس أحدكم ثوبا من رقاع شتى خير له من أنّ يأخذ بأمانته أو في أمانته ما ليس عنده"

أخرجه أحمد (3/ 243 - 244) ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 59) وفي "المتفق والمفترق"(1/ 621) عن محمد بن يزيد الكلاعي ثنا أبو سلمة صاحب الطعام أخبرني جابر بن يزيد به.

ص: 64

واختلف فيه على جابر بن يزيد، فرواه سليمان بن سليم عنه ثنا سفيان الزيات عن الربيع بن أنّس عن أنس.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(1/ 60)

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر وسليمان وسفيان مجهولان" العلل 1/ 377 - 378 وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص3/ 32

قلت: وجابر بن يزيد قال أبو زرعة: لا أعرفه (الجرح 1/ 1/ 499)

الثالث: يرويه عبد السلام بن حرب الكوفي عن الأعمش عن أنس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من اليهود استسلفه ثوبا إلى الميسرة، فقال لي: اجلس، فجلست حتى فرغ من بيعه وشرائه، ثم التفت إليّ فقال: والله ما لصاحبك زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ فمن أي يعطيني؟ قال: فلم يعطني شيئا، فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"كذب عدو الله أما لو أعطانا لقضيناه، ولأن يعيش الرجل وقميصه مرقوع خير له من أن يأكل في أمانته"

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة "(ص 58) من طريقين عن محمد بن سعيد الأصبهاني الكوفي ثنا عبد السلام بن حرب به.

وإسناده ضعيف لانقطاعه.

قال ابن معين: كل ما روى الأعمش عن أنّس فهو مرسل.

وقال ابن المديني: الأعمش لم يحمل عن أنّس إنما رآه يخضب، ورآه يصلي، وإنما سمعها من يزيد الرقاشي وأبان عن أنس.

قلت: ويزيد ضعيف، وأبان بن أبي عياش متروك.

32 -

"أبغض الحلال إلى الله الطلاق"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره وأعلّ بالإرسال" (1)

مرسل

أخرجه ابن ماجه (2018) وأبو أمية الطرطوسي في "مسند ابن عمر"(16) عن محمد بن خالد الوَهْبي (2)

(1) 11/ 271 (كتاب الطلاق - باب من طلق، وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق)

(2)

رواه عنه كثير بن عبيد الحمصي.

ص: 65

وابن عدي (4/ 1630) وتمام في "الفوائد"(ق 3/ 1) وابن عساكر (7/ 364)

عن سعدان بن يحيى اللخمي ومحمد بن مسروق الكندي

وابن حبان في "المجروحين"(2/ 64) وابن عدي (4/ 1630) والبغوي في "معالم التنزيل"(1/ 230) وابن الجوزي في "العلل"(1056)

عن عيسى بن يونس

كلهم عن عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي عن مُحارب بن دِثَار عن ابن عمر به مرفوعا.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: الوصافي ليس بشيء، وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا"

وقال ابن عدي بعد أن أورد له أحاديث عن محارب: وهذه الأحاديث للوصافي عن محارب عن ابن عمر هو الذي يرويها، ولا يتابع عليها.

وقال في موضع آخر: هو ضعيف جدا يتبين ضعفه على حديثه.

وقال الحاكم: روى عن محارب أحاديث موضوعة (المدخل ص 156)

وقال أبو نعيم الأصبهاني: يحدّث عن محارب بالمناكير لا شيء (لضعفاء ص 103)

- ورواه مُعَرِّف بن واصل الكوفي عن محارب بن دثار واختلف عنه:

* فرواه محمد بن خالد الوهبي عنه عن مجارب عن ابن عمر مرفوعا.

أخرجه أبو داود (2178) وأبو أمية الطرطوسي (15) وابن عدي (4/ 1630 و 6/ 2453) والبيهقي (7/ 322) من طريق كثير بن عبيد الحمصي ثنا محمد بن خالد (1) به.

قال ابن عدي: لا أعلم رواه عن معرف إلا محمد بن خالد"

أي موصولا بذكر ابن عمر فيه.

قال الحافظ في "تلخيص الحبير"(3/ 205): انفرد محمد بن خالد بوصله عن معرف بن واصل"

* ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن صرف بن واصل واختلف عنه:

(1) وقيل: عنه عن الوضاح عن محارب عن ابن عمر.

قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 431)

ص: 66

فقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: ثنا أحمد بن يونس ثنا معرف عن محارب عن ابن عمر مرفوعا به.

أخرجه الحاكم (2/ 196)

وقال: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: قلت: على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم رواية أحمد بن يونس عن معرف، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة مختلف فيه (اللسان).

ورواه أبو داود (2177) عن أحمد بن يونس ثنا معرف عن محارب مرسلا، ولم يذكر ابن عمر.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 322)

وقال: هذا حديث أبي داود وهو مرسل، وفي رواية ابن أبي شيبة: عن عبد الله بن عمر موصولا، ولا أراه حفظه"

* ورواه غير واحد عن معرف عن محارب مرسلا، منهم:

1 -

يحيى بن أبي بُكَيْر الكرماني.

أخرجه البيهقي (7/ 322) وفي "الصغرى"(2653) عن أبي طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش الزيادي الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا معرف ثني محارب قال: تزوج رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فطلقها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أتزوجت؟ " قال: نعم، قال:"ثم ماذا؟ " قال: ثم طلقت، قال:"أَمِنْ ريبة؟ " قال: لا، قال:"قد يفعل ذلك الرجل"

قال: ثم تزوج امرأة أخرى فطلقها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

قال معرف: فما أدري أعند هذا أو عند الثالثة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه ليس شيء من الحلال أبغض إلى الله من الطلاق"

وقال: هذا مرسل"

قلت: وإسناده حسن، إبراهيم بن الحارث صدوق كما في "التقريب"، والباقون ثقات.

ص: 67

2 -

وكيع بن الجراح.

قال ابن أبي شيبة (5/ 253): ثنا وكيع عن معرف عن محارب رفعه "ليس شيء مما أحل الله أبغض إليه من الطلاق".

رواته ثقات.

3 -

عبد الله بن المبارك في "البر والصلة"

قاله السخاوي (المقاصد ص 12)

4 -

أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن.

قاله السخاوي.

وهذا أصح.

قال أبو حاتم: إنما هو محارب عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل 1/ 431

وقال الدارقطني في "العلل": المرسل فيه أشبه"

وقال الخطابي: المشهور في هذا عن محارب بن دثار مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه ابن عمر" معالم السنن 2/ 631

وقال المنذري في "مختصر السنن": والمشهور فيه المرسل، وهو غريب"

وله شاهد من حديث معاذ سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله، لم تطلق

33 -

"أبكي لما عرض على أصحابك من العذاب لأخذهم الفداء"

قال الحافظ: أخرجه أحمد (1/ 30 - 31 و 32 - 33) مطولا، وأصله في صحيح مسلم بالسند المذكور" (1)

قلت: أخرجه مسلم (3/ 1383 - 1385) أيضا مطولا.

34 -

حديث عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحبّ إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ فسكتت.

(1) 6/ 492 - 493 (كتاب الجهاد - باب فإما منّا بعد وإما فداء)

ص: 68

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه" (1)

صحيح

أخرجه الحاكم (3/ 73) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا كَهْمَس عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات، إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية مسدد عن كهمس بن الحسن، ولم يخرج البخاري رواية كهمس عن عبد الله بن شقيق.

وأخرجه أبو يعلى (4800) عن موسى بن محمد بن حيّان البصري ثنا يحيى بن سعيد ثنا كهمس به.

وموسى بن محمد بن حيان مختلف فيه، والباقون ثقات، ويحيى بن سعيد هو القطان.

- ورواه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن عبد الله بن شقيق واختلف عنه:

* فقال غير واحد: عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ فسكتت.

منهم:

1 -

إسماعيل بن علية.

أخرجه أحمد (6/ 218) والترمذي (3657)

2 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

أخرجه ابن ماجه (102) واللالكائي في "السنة"(2493 و 2494)

3 -

عبد الوارث بن سعيد البصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8201)

(1) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

ص: 69

4 -

وهيب بن خالد البصري.

أخرجه أبو يعلى (4732)

5 -

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5306)

6 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أحمد (6/ 218)

7 -

عنبسة بن عبد الواحد القرشي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(215) واللالكائي (2493)

* وقال حماد بن سلمة: عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص.

أخرجه ابن سعد (3/ 176) وأحمد في "الفضائل"(1281) وابنه في "زيادات الفضائل"(214) وابن أبي عاصم في "السنة"(1233) وأبو يعلى (7345) وابن حبان (6998)

والأول أصح.

قال الترمذي: حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

35 -

عن سهل بن أبي حَثمَة قال: بايع النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا فسأله إنْ أتى عليه أجله من يقضيه، فقال "أبو بكر" ثم سأله من يقضيه بعده قال "عمر"

قال الحافظ: وروى الإسماعيلي في "معجمه" من حديث سهل بن أبي حثمة قال: فذكره، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من هذا الوجه مختصرا" (1)

ضعيف

أخرجه العقيلي (2/ 165 - 166) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 345) والطبراني في "الأوسط"(6914) وابن عدي (3/ 1175) والاسماعيلي في "معجمه"(325) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 280) من طرق عن سلم بن ميمون الخواص ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سهل بن أبي حثمة قال: بايع

(1) 8/ 19 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

ص: 70

أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم إلى أجل، فقال عليّ للأعرابي: إنْ مات النبي صلى الله عليه وسلم فمن يقضيك؟ قال: لا أدري، قال: فأته فسله؟ فأتاه فسأله، فقال:"يقضيك أبو بكر" قال علي: فإنْ مات أبو بكر؟ فسأل الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يقضيك عمر" فقال علي: فإن أتى على عمر أجله، فسأل الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يقضيك عثمان" قال علي: فإن أتى على عثمان أجله، فسأل الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إذا مت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان فإن استطعت أن تموت فمت".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر، تفرد به سلم الخواص"

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه عن سليمان بن حيان غير سلم الخواص، وله غير ما ذكرت أحاديث مقلوبة الإسناد والمتن، وهو في عداد المتصوفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعله كان يقصد أنّ يصيب فيخطىء في الإسناد والمتن لأنّه لم يكن من عمله"

وقال ابن حبان: سلم بن ميمون الخواص من عباد أهل الشام وقرائهم ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث واتقانه، فربما ذكر الشيء بعد الشيء ويقلبه توهما لا تعمدا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد، لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو خالد"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف لغفلته" المجمع 9/ 54

36 -

"أبو بكر صاحبى ومؤنسي في الغار"

قال الحافظ: وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، الحديث ورجاله ثقات" (1)

ضعيف

أخرجه أبو بكر القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" للإمام أحمد (603) وفي "جزء الألف دينار"(294) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 303 - 304 و 5/ 25 - 26)

(1) 8/ 9 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب المهاجرين)

ص: 71

وابن بشران في "الأمالي"(1366) قال: ثنا محمد بن يونس بن موسى الكديمي ثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصفري ثنا مالك بن مِغْولِ عن طلبة بن مُصَرِّف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "سدوا كل خَوْخَة في المسجد إلا خوخة أبي بكر"

وأخرجه أبو نعيم أيضا (4/ 303 - 304) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد قال: ثنا محمد بن يونس بن موسى به.

وقال: غريب من حديث سعيد وطلحة ومالك لم نكتبه إلا من حديث أبي عبيدة"

وقال أيضا: ثابت من حديث يعلي بن حكيم عن سعيد عن ابن عباس (1)، وحديث طلحة غريب، تفرد به إسماعيل عن مالك"

وقال الهيثمي: رواه عبد الله ورجاله ثقات" "المجمع 9/ 42

قلت: الحديث نسبه غير واحد إلى عبد الله بن أحمد، منهم غير من تقدم السيوطي في "الجامع الصغير" والعجلوني في "كشف الخفاء" ومع ذلك فإني لم أره في "المسند" بعد البحث عنه في بعض الفهارس كالمعجم المفهرس لألفاظ الحديث، وموسوعة أطراف الأحاديث النبوية فالله أعلم.

والحديث إسناده ضعيف لضعف محمد بن يونس الكديمي، وقد اتهمه غير واحد بوضع الحديث.

37 -

"أبو قتادة سَيِّدُ الفرسان"

قال الحافظ: وروى الحاكم في "الإكليل" والبيهقي من طريق عكرمة بن قتادة بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة أنّ أبا قتادة اشترى فرسه فلقيه مسعدة الفزاري فتقاولا فقال أبو قتادة: أسال الله أنْ يلقينك وأنا عليها، قال: آمين، قال: فبينما هو يعلفها إذ قيل: أُخذت اللقاح، فركبها حتى هجم على العسكر، قال: فطلع على فارس فقال: لقد ألقانيك الله يا أبا قتادة، فذكر مصارعته له وظفره به وقتله وهزم المشركين، ثم لم ينشب المسلمون أنْ طلع عليهم أبو قتادة يحوش اللقاح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

هو قطعة من حديث طويل أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 191 - 193) عن

(1) هو بالشطر الثاني منه فقط. أخرجه أحمد (1/ 270) والبخاري (فتح 3/ 105) من طريق يعلي بن حكيم الثقفي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

(2)

8/ 469 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات قرد)

ص: 72

الحاكم أنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله بن حبيب الأزرقي ثنا سيف بن قيس بن ريحان المروزي ثنا عكرمة بن قتادة بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري ثنا أبي عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة أنّ أبا قتادة اشتري فرسه

وذكر الحديث.

وشيخ الحاكم فمن فوقه إلى عبد الله بن أبي قتادة لم أر من ترجمهم.

38 -

"أَبيتُ يُطْعمني ربي ويَسْقيني"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 109 - 110) من حديث أبي هريرة.

39 -

عن أبي مسعود قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟

قال الحافظ: وقع في حديث أبي مسعود عند مسلم (405) بلفظ فذكره.

وقال: زاد أبو مسعود في روايته "إذا نحن صلينا في صلاتنا" أخرجه أبو داود (981) والنسائي وابن خزيمة (711) وابن حبان (1959) " (2)

قلت: لم أر هذه الزيادة عند النسائي.

40 -

عن عبد الله بن أبي حبيبة قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد قُبَاء، فجئت فجلست عن يمينه وجلس أبو بكر عن يساره، ثم دعا بشراب فشرب وناولني عن يمينه.

قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث عبد الله بن أبي حبيبة قال: فذكره، وأخرجه أحمد لكن لم يسم الصحابي" (3)

يرويه مُجَمع بن يعقوب بن مجمع الأنصاري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن مجمع بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل بن مجمع قال: قيل لعبد الله بن أبي حبيبة ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا قباء فجئت وأنا غلام حَدَث حتى جلست عن يمينه وجلس أبو بكر عن يساره، ثم دعا بشراب فشرب وناولني عن يمينه، ثم قام يصلي فرأيته يصلي في نعليه.

(1) 11/ 457 (كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع)

و14/ 307 (كتاب القدر - باب تحاج آدم وموسى عند الله)

(2)

10/ 152 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي)

(3)

12/ 177 (كتاب الأشربة - باب شرب اللبن بالماء)

ص: 73

أخرجه ابن سعد (1/ 480)

عن محمد بن معاوية النيسابوري (1)

وابن أبي شيبة في "مسنده"(797) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2148) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 209)

عن يونس بن محمد المؤدب (2)

وأحمد (4/ 334)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1545) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 449 و450)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

وعبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

كلهم عن مجمع بن يعقوب به.

ومجمع قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، ومحمد بن إسماعيل ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

- وقال إسماعيل بن أبي أويس: ثني مجمع بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل عن بعض كبراء أهله أنه قال لعبد الله بن أبي حبيبة

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 17 - 18)

- ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي واختلف عنه:

* فقال أحمد (4/ 221): ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا مجمع بن يعقوب من أهل قباء ثني محمد بن إسماعيل أنّ بعض أهله قال لجده من قبل أمه وهو عبد الله بن أبي حبيبة

(1) رواه معاذ بن المثنى العنبري عن محمد بن معاوية فقال فيه: عن إسماعيل بن محمد أو محمد بن إسماعيل قال: قلت لعبد الله بن أبي حبيبة.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 92 - 93) وقال: والصحيح محمد بن إسماعيل"

(2)

رواه أحمد (4/ 334) عن يونس بن محمد فقال: ثنا العطاف ثني مجمع بن يعقوب عن غلام من أهل قباء أنّه أدركه شيخا قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 74

* وقال محمد بن المثنى: ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن مجمع بن يعقوب عن جده عبد الله بن أبي حبيبة.

أخرجه البزار (كشف 598)

- وقال عاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية: ثني مجمع بن يعقوب عن أبيه عن عبد الله بن أبي حبيبة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 18)

41 -

"أتاني جبريل بالحُمَّى والطاعون، فامسكتُ الحُمَّى بالمدينة، وأرسلتُ الطاعون إلى الشام"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من رواية أبي عَسِيْب - بمهملتين آخره موحدة وزن عظيم - رفعه: فذكره" (1)

وقال أيضا: وفي حديث أبي عسيب عند أحمد "فالطاعون شهادة للمؤمنين ورحمة لهم، وَرِجسٌ على الكافر"(2)

حسن

أخرجه ابن سعد (7/ 61) وأحمد (5/ 81) والحارث (بغية الباحث 255) عن يزيد بن هارون ثنا مسلم بن عُبيد أبو نُصَيرة قال: سمعت أبا عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد: فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين"

ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1016 و 6919) وفي "عوالي الحارث"(45) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(680) والحافظ في "بذل الماعون"(ص 78 - 79)

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(466) والدولابي في "الكنى"(1/ 85 و 2/ 141) وابن حبان في "الثقات"(5/ 399) والطبراني في "الكبير"(22/ 391 - 392) من طرق عن يزيد بن هارون به.

قال ابن عساكر: لا يروى إلا بهذا الإسناد، وهو غريب"

وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 2/ 310

(1) 12/ 299 (كتاب الطب - باب ما يذكر في الطاعون).

(2)

12/ 301 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون).

ص: 75

وقال الحافظ: حديث حسن"

قلت: وهو كما قال للخلاف في مسلم بن عبيد.

قال أحمد: ثقة، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ على قلة روايته.

وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 261): ضعيف.

ولم يعرفه البزار فقال: مجهول.

ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب".

42 -

"أتاني جبريل بِنَمَطٍ من ديْبَاجٍ فيه كتاب فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ"

قال الحافظ: وقع عند ابن إسحاق في مرسل عبيد بن عمير أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وقال: في رواية عبيد بن عمير عند ابن إسحاق "فكان يجاور".

وقال: في رواية عبيد بن عمير عند ابن إسحاق "فيطعم من يرد عليه من المساكين". وقال: ووقع في مرسل عبيد بن عمير "أنه صلى الله عليه وسلم خرج فسمع صوتا من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل، فوقفت انظر إليه فما أتقدم وما أتاخر، وجعلت أصرف وجهي في ناحية آفاق السماء فلا انظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك"

وقال: وفي مرسل عبيد بن عمير "فقالت: أبشر يا ابن عم واثبت، فوالذي نفسي بيده إني لأرجو أنّ تكون نبي هذه الأمة"

وقال: في مرسل عبيد بن عمير أنها أمرت أبا بكر أن يتوجه معه" (1)

مرسل

أخرجه ابن إسحاق في "السير" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 235 - 238) قال: حدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد، كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام؟ فقال عبيد وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجاوِر في حِرَاء من كل سنة شهرا، فذكر الحديث وفيه طول.

وأخرجه الطبري في "التاريخ"(2/ 300 - 302) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.

(1) 10/ 345 و 346 و348 و 349 (كتاب التفسير: سورة اقرأ باسم ربك - باب حدثنا يحيى بن بكير)

ص: 76

وأخرجه العسكري في "التصحيفات"(1/ 296) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن ابن إسحاق به.

وابن إسحاق صدوق، ووهب وعبيد ثقتان.

43 -

حديث معاوية رفعه أنه قال لجماعة جلسوا يذكرون الله تعالى "أتاني جبريل فأخبرني أنّ الله يُبَاهِي بكم الملائكة"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2701) " (1)

44 -

"أتاني جبريلُ فقال: أتيتكَ البارحةَ فلم يمنعني أنْ أكون دخلتُ إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قِرَام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فَمُرْ برأس التمثال الذي على باب البيت يقطع فيصبر كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فيقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان تُوْطَآن، ومُرْ بالكلب فليخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم"

قال الحافظ: حديث أبي هريرة في "السنن" وصححه الترمذي وابن حبان" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 305 و 478) وأبو داود (4158) والترمذي (2806) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 287) وابن حبان (5854) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك"(3) والبيهقي (7/ 270) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وزاد: وإذا الكلب لحسن أو حسين كان تحت نَضَدٍ لهم، فأمر به فَأخْرِج.

والسياق لأبي داود وغيره.

زاد أحمد وابن حبان وابن مخلد "قال: ثم أتاني جبريل، فما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثُه"(3)

(1) 13/ 466 (كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله عز وجل)

(2)

12/ 516 (كتاب اللباس - باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة)

(3)

ومن هذا الطريق أخرجه أحمد أيضا (2/ 445) وابن ماجه (3674) والطحاوي في "المشكل"(2793 و 2794) والخرائطي في "المكارم"(201) وأبو الشيخ في "الطبقات"(750) والدارقطني في "العلل"(8/ 231 - 232) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 306) وفي "الرواة عن الفضل بن دكين"(10) مختصرا في الوصية بالجار.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 102

ص: 77

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

قلت: إسناده حسن، يونس صدوق، ومجاهد ثقة مشهور.

ولم ينفرد يونس به بل تابعه أبوه أبو إسحاق السبيعي عن مجاهد عن أبي هريرة أنّ جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف صوته، فقال:"ادخل" فقال: إنّ في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسهما فاجعلوها بساطا أو وسائد فاوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل.

أخرجه عبد الرزاق (19488) وأحمد (2/ 308) والبيهقي (7/ 270) والبغوي في "شرح السنة"(3223)

عن معمر بن راشد

والنسائي (8/ 191) وفي "الكبرى"(9793) والطحاوي (4/ 287)

عن أبي بكر بن عياش

وابن حبان (5853)

عن زيد بن أبي أُنيْسَة الجزري

ثلاثتهم عن أبي إسحاق به.

وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر ومن تابعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده.

45 -

"أتاني جبريلُ فقال: إذا أنت عطستَ فقل: الحمد لله لكرمه، الحمد لله لعز جلاله، فإن الله عز وجل يقول: صدق عبدي ثلاثا مغفورا له"

قال الحافظ: أخرجه ابن السني بسند ضعيف عن أبي رافع قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس فَخَلَّى يدي، ثم قام فقال شيئا لم أفهمه فسألته فقال: فذكره" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(260) عن محمد بن أحمد بن المهاجر ثنا محمد بن الحسين بن بيان ثنا مُعَمَّر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ثنا أبي محمد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته يريد المسجد وهو آخذ

(1) 13/ 223 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

ص: 78

بيدي فانتهينا إلى البقيع فعطس رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلى يدي، ثم قام كالمتحير فقلت: يا نبي الله بأبي وأمي قلت شيئا لم أفهمه، قال:"نعم، أتاني جبريل عليه السلام فقال: إذا أنت عطست فقل: الحمد لله لكرمه، والحمد لله كعز جلاله، فإن الله عز وجل يقول: صدق عبدي صدق عبدي صدق عبدي مغفورا له".

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدا ذاهب، وقال الدارقطني: متروك له معضلات.

وابنه مُعَمَّر قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين ما كان بثقة ولا مأمون، وقال صالح جزرة: ليس بشيء.

46 -

عن عمر رفعه "أتاني جبريلُ فقال: إنّ أمتك مفتتنة من بعدك، فقلت: من أين؟ قال: من قبل أمرائهم وقرائهم، يمنع الأمراءُ الناسَ الحقوقَ فيطلبون حقوقهم فيفتنون، ويتبع القراءُ هؤلاء الأمراء فيفتنون، قلت: فكيف يسلم من سلم منهم؟ قال: بالكف والصبر، إنّ أُعطوا الذي لهم أخذوه، وإنْ مُنعوه تركوه"

قال الحافظ: وفي حديث عمر في مسنده للإسماعيلي من طريق أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر رفعه قال: فذكره" (1)

ضعيف جدا

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 308 - 309) وابن أبي الدنيا في "الصبر"(196) وابن أبي عاصم في "السنة"(311) وابن وضاح في "البدع"(ص 87 - 88) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 119) وأبو العلاء الهمذاني في "الاعتقاد"(7) وابن الجوزي في "العلل"(1424) والخطيب في "المتفق"(1085) من طريق محمد بن حمير عن مسلمة بن علي عن عمر بن ذر عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجهه فقال "إنا لله وإنا إليه راجعون" قلت: أجل، إنا لله وإنا إليه راجعون، فما ذاك يا رسول الله؟ قال "أتاني جبريل فقال: إنّ أمتك مفتتنة بعد قليل من الدهر غير كثير. قلت: فتنة كفر أم فتنة ضلالة؟ قال: كُلٌّ سيكون. قلت: من أين يأتيهم ذلك وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال: بكتاب الله يضلون، وزاد: من قبل قرائهم وأمرائهم.

(1) 16/ 111 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:سترون بعدي أمورا تنكرونها)

ص: 79

قال يعقوب بن سفيان: ومحمد بن حمير هذا حمصي ليس بالقوي، ومسلمة بن علي دمشقي ضعيف الحديث، وعمر بن ذر هذا أظن غير الهمداني وهو عندي شيخ مجهول، ولا يصح هذا الحديث"

قلت: لا يصح من قبل مسلمة بن علي الخُشَنِي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

ومحمد بن حمير وثقه ابن معين وغيره.

47 -

"أتاني جبريلُ فقال: يقول ربك: أتدري كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم ممن، قال: إذا ذُكرتُ ذُكرتَ معي"

قال الحافظ: أخرجه الطبري وصححه ابن حبان من حديث أبى سعيد رفعه: فذكره" (1)

أخرجه الطبري في "تفسيره". (30/ 235) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 524) وابن حبان (3382)

عن عبد الله بن وهب

والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1211) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 52)

عن رشدين بن سعد المصري

كلاهما عن عمرو بن الحارث المصري أنّ دراجا حدّثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به.

ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به.

أخرجه أبو يعلى (1380) والآجري في "الشريعة"(ص 426) من طرق عن ابن لهيعة به.

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وإسناده حسن" المجمع 8/ 254

كذا قال، وابن لهيعة ضعيف كما قال ابن معين وغيره، ودراج بن سمعان أبو السمح مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.

فقال ابن معين: ما كان هكذا الإسناد فليس به بأس" تاريخ الدوري 2/ 155

وخالفه أحمد وأبو داود

(1) 10/ 342 (كتاب التفسير - سورة ألم نشرح)

ص: 80

فأما أحمد فقال: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف" الكامل 3/ 979

وأما أبو داود فقال: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.

وتبعهما الحافظ في "التقريب" فقال: دراج صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف.

48 -

"أتانى دَاعِي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم"

قال الحافظ: وأخرج مسلم (450) من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود: هل صَحِبَ أحدٌ منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا فقدناه ذات ليلة فقلنا: اغْتِيلَ أو استُطِيرَ، فبتنا شرّ ليلة. فلما كان عند السحر إذا نحن به يجيء من قِبَل حِرَاء، فذكرنا له فقال: فذكره، فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم" (1)

49 -

"أتاني دَاعِي الجن فانطلقت معه فقرأت عليه القرآن"

قال الحافظ: وقد أشار إلى ذلك مسلم فأخرج (450) عقب حديث ابن عباس هذا حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)

50 -

عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهودَ فقالوا: أيما جاء به موسى؟ قالوا: العصا ويده، الحديث إلى أنّ قال: فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا الصفا ذهبا، فنزلت هذه الآية (3).

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فذكره، ورجاله ثقات إلا الحِمَّاني فإنّه تُكلم فيه، وقد خالفه الحسن بن موسى فرواه عن يعقوب عن جعفر عن سعيد مرسلا، وهو أشبه" (4)

ضعيف

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4616) والطبراني في "الكبير"(12322) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 79 - 80) من طرق عن يحيى بن عبد الحميد الحماني

(1) 8/ 171 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر الجن)

(2)

10/ 299 (كتاب التفسير: صورة قل أوحي إلى)

(3)

يعني قوله تعالى - إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)

(4)

9/ 303 (كتاب التفسير: سورة آل عمران - باب قوله: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)

ص: 81

ثنا يعقوب القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أتت قريش اليهودَ، قالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين، وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ قالوا: كان يُبْرِئ الأكْمَه والأبْرَص وُيحيي الموتى، وأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا، فدعا به، فنزلت هذه الاية {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} [آل عمران: 190] فليتفكروا فيها.

قال الهيثمي: وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف" المجمع 6/ 329

51 -

حديث أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة وفيها:"أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا، ورأيت أنّ الناس سيكذبونني، فقيل لي: لتَفعلن أو ليُفعلنّ بك"

قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"، وأصله في "السنن" وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

صحيح

أخرجه الحميدي (883) وأحمد (4/ 136 - 137) عن سفيان بن عيينة ثنا أبو الزعراء عمرو بن عمرو عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشْمي عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعّد فيّ البصر وصوّبه، ثم قال "أَرَبُّ إبلِ أنت، أو ربُّ غنم" وكان يعرف ربّ الإبل من ربّ الغنم بهيئته، فقلت: من كلٍ قد آتاني الله فأكثر (2)، فقال "ألستَ تَنْتِجُها وافية أَعْيُنُها وآذانها، فَتجدَع هذه وتقول: صرم (3)، وتَهُنّ هذه فتقول: بحيرة، وساعد الله أشدّ، ومُوسَاه أَحدُّ، لو شاء أنّ يأتيك بها صرماء فعل" قلت: يا رسول الله، إلى ما تدعو؟ قال "لا شيء إلا الله والرّحم" قلت: يا رسول الله، ما بعثت به؟ قال "أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا، وخفت أنّ يكذبني قومي فقيل لي: لتفعلنّ أو لنفعلنّ كذا وكذا" قلت: يا رسول الله، يأتيني ابن عمي فأحلف أنّ لا أعطيه ولا أصله (4)، قال "كفر عن يمينك" (5) قال: ثم قال "أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما (6) لا يخونك ولا يكتمك حديثا ولا

(1) 17/ 285 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)

(2)

زاد أحمد: وأطيب.

(3)

ولفظ أحمد: صرماء.

(4)

زاد أحمد: ثم أعطيه.

(5)

زاد أحمد: وائت الذي هو خير.

(6)

زاد أحمد: يطيعك.

ص: 82

يكذبك، والآخر يكذبك ويكتمك ويخونك أيهما أحبّ إليك؟ " قلت: الذي لا يكذبنى ولا يخونني ولا يكتمني (1)، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فكذلك أنتم عند ربكم"

السياق للحميدي

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 643) عن الحميدي به.

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 42) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه الخطابي في "الغريب"(1/ 287 - 288) عن أحمد بن إبراهيم بن مالك ثنا بشر بن موسى به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 282 - 283) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه ابن قتيبة في "الغريب"(1/ 424) من طريق أحمد بن سعيد صاحب أبى عبيد عن ابن حنبل به.

وأخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(316) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1261) والنسائي في "الكبرى"(11158) والخطيب في "المتفق"(1295) والسلفي في "حديث أبى الحسين الثقفي"(36) من طرق عن ابن عيينة به.

وإسناده صحيح.

وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه إسحاق في "مسنده"(443) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله أرسلني برسالة فضقت بها ذرعا، وعلمت أنّ الناس مكذبيّ، فأوعدني أنّ أبلغها أو يعذبني"

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2376) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق به.

بإسناده ضعيف لضعف كثلوم بن محمد، وعطاء لم يسمع من أبي هريرة.

52 -

حديث قُرَّة بن إياس أنّ رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له فقال: "أتحبه؟ " قال: نعم، ففقده فقال:"مما فعل فلان؟ " قالوا: يا رسول الله مات ابنه، فقال:"ألا تحبّ أنّ لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك" فقال رجل: يا رسول الله، أله خاصة أم لكلنا؟ قال "بل لكلكم"

(1) زاد أحمد: أحبّ إلى.

ص: 83

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وسنده على شرط الصحيح، وقد صححه ابن حبان والحاكم" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 145) عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يختلف إليه رجل من الأنصار معه ابن له، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم:"يا فلان أتحبه؟ " فقال: نعم يا رسول الله فأحبك الله كما أحبه. ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقالوا: يا رسول الله مات ابنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى أو ألا ترضى أنْ لا تأتي يوم القيامة بابا من أبواب الجنة إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك" فقال رجل: يا رسول الله، أله وحده أم لكلنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بل لكلكم"

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 354) وأحمد (3/ 436 و 5/ 34 - 35 و35) والبزار (3302) والنسائي (4/ 19 - 20) وفي "الكبرى"(1997) والروياني (938) والدولابي في "الكنى"(1/ 115) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1110) وفي "الصحابة"(1995) وابن حبان (2947) والطبراني في "الكبير"(19/ 26) والحاكم (1/ 384) والبيهقي في "الآداب"(1064) وفي "الشعب"(9297) من طرق عن شعبة به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد لما قدمت الذكر من تفرد التابعي الواحد بالرواية عن الصحابي"

وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 3/ 361

قلت: وهو كما قالا، ومعاوية بن قرة سمع أباه كما قال البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 1/ 330)

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:

1 -

خالد بن مَيْسَرة الطُّفَاوي قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه نحوه.

أخرجه النسائي (4/ 95) والطبراني (19/ 31) والبيهقي في "الشعب"(9298)

قال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 137 - الخلاصة 2/ 1046

2 -

عبد الملك بن عمير عن معاوية بن قرة عن عمه قال: فذكر نحوه.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7118)

(1) 14/ 18 (كتاب الرقاق - باب العمل الذي يبتغى به وجه الله)

ص: 84

53 -

قال أنس: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى نسوة فقال: "أتحملنه؟ " قلن: لا، قال:"أتدفنه"، قلن: لا، قال:"فارجعن مأزورات غير مأجورات" قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من حديث أنس" (1)

ضعيف

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه محمد بن حُمْران بن عبد العزيز البصري ثنا الحارث بن زياد عن أنس قال: فذكره.

أخرجه أبو يعلى (4056 و 4284) عن أحمد بن المقدام العجلي ثنا محمد بن حمران به.

وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث"(312) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن المقدام به.

قال الهيثمي: فيه الحارث بن زياد قال الذهبي: ضعيف" المجمع 3/ 28

وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة التابعي" مختصر الإتحاف 3/ 143

قلت: وهو كما قال، وقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف مجهول.

الثاني: يرويه عاصم بن سليمان الأحول عن مُوَرِّق عن أنس قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم نسوة مع جنازة فقال لهنّ: "أتحملنّ؟ أتدفنّ؟ أتحثين؟ ارجعن مأزورات غير مأجورات"

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(9/ 102) من طريق إبراهيم بن هراسة الشيباني الكوفي عن سفيان عن عاصم به.

وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن هراسة قال البخاري: تركوه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

الثالث: يرويه محمد بن عبيد الله المنادى ثنا أبو هُدْبَة عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تبع جنازة فإذا هو بنسوة خلف الجنازة، فنظر إليهنّ وهو يقول:"ارجعن مأزورات غير مأجورات، مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات".

(1) 3/ 425 (كتاب الجنائز - باب حمل الرجال الجنازة دون النساء)

ص: 85

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(6/ 201) وابن الجوزي في "العلل"(1506)

وقال: هذا حديث لا يصح، وفيه أبو هدبة وقد أجمعوا على أنّه كذاب"

قلت: كذبه أبو حاتم وغيره، وقال ابن عدي وغيره: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن علي قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم نسوة في جنازة فقال: "تَحْمِلْنَ فيمن يَحمل؟ " قلن: لا، قال:"فتُدلِيْن فيمن يُدلي؟ " قلن: لا، قال:"فَتُحْثِينَ فيمن يَحثو؟ " قلن: لا، قال:"فارجعن مأزورات غير مأجورات".

أخرجه ابن ماجه (1578) والبزار (653) وابن حبان في "الثقات"(6/ 290) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(311) والبيهقي (4/ 77) وابن الجوزي في "العلل"(1507) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن إسماعيل بن سلمان عن دينار أبي عمر عن ابن الحنفية عن علي به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

وقال ابن الجوزي: جيد الإسناد"

وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 3/ 143

قلت: بل إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن سلمان، وقد ذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن شاهين في الضعفاء.

قال النووي في "الخلاصة"(2/ 1004): رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف، من رواية إسماعيل بن سلمان الأزرق وهو ضعيف"

54 -

"اتخذي الغنم فإنّ فيها بركة"

قال الحافظ: وروى ابن ماجه من حديث أم هانئ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 40) وابن ماجه (2304) والطبراني في "الكبير"(24/ 426 - 427)

عن وكيع

وأحمد (6/ 424) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 40) والطبراني في "الكبير"(24/ 426 - 427) والخطيب في "التاريخ"(7/ 11)

(1) 7/ 161 (كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال)

ص: 86

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

والطبراني في "الكبير"(24/ 427)

عن إسماعيل بن عياش وعن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة

كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أم هانئ مرفوعا "اتخذي غنما فإنّ فيها بركة"

وفي لفظ: "اتخذوا الغنم فإنّ فيها بركة"

وخالفهم حفص بن عمر الملقب بالكَفَرْ فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "يا أم هانئ اتخذي غنما، فإنها تغدو وتروح بخير"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 202)

والأول أصح، وحفص بن عمر قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره، وقال ابن عدي: مجهول.

والحديث قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات المصباح 3/ 40

قلت: وهو كما قال.

طريق أخرى: قال أحمد (6/ 342 - 343): ثنا إبراهيم بن خالد ثني رباح عن معمر بن أبي عثمان الجحشي عن موسى أو فلان بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن أم هانئ قال لها النبي صلى الله عليه وسلم "اتخدي غنما يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير".

قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة ولم أعرفه" المجمع 4/ 66 وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه.

55 -

حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته بعرفات" أتدرون أيُّ يوم هذا؟ " الحديث

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، ونحوه للطبراني في "الكبير" من حديث ابن عباس" (1)

صحيح

أخرجه ابن ماجه (3057) عن إسماعيل بن توبة بن سليمان الثقفي عن زافر بن

(1) 4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام منى)

ص: 87

سليمان عن أبي سِنَان عن عمرو بن مرّة [عن مُرّة بن شراحيل الهمداني](1) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته المُخَضْرَمَة بعرفات: "أتدرون أيّ يوم هذا، وأيّ شهر هذا، وأيّ بلد هذا؟ "، قالوا: هذا بلدٌ حرام، وشهرٌ حرام، ويومٌ حرام، قال:"ألا وإنّ أموالكم ودماءكم عليكم حرام كَحُرْمَةِ شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا، ألا وإني فَرَطُكُمْ على الحوض وأكاثر بكم الأمم، فلا تسوّدوا وجهي ألا وإني مُسْتَنقِذٌ أناسا، ومُسْتَنْقِذٌ مني أناس فأقول: يا رب أُصَيْحَابي، فيقول: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك"

وأخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(6) عن ابن ماجه به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" مصباح الزجاجة 3/ 207

قلت: بل إسناده حسن لأنّ زافر بن سليمان وأبو سنان سعيد بن سنان مختلف فيهما.

والحديث اختلف فيه على عمرو بن مرّة المرادي الكوفي، فرواه شعبة عنه عن مرّة الهمداني قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه.

أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 207) وأحمد (5/ 412) والنسائي في "الكبرى"(4099) والطبري في "تفسيره"(10/ 73) من طريقين عن شعبة به.

وهذا إسناد صحيح، وإبهام الصحابي لا يضرّ بصحة الحديث لأنهم كلهم عدول.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم (1/ 473 - 474)

عن يحيى بن أيوب

والطبراني في "الكبير"(11399)

عن محمد بن يحيى القُطَعِي

قالا: ثنا وهب بن جرير ثنا أبي سمعت محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي نَجِيح قال: قال عطاء: قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه عن نفسه، فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت يدي ناقته وكان رجلا صَيِّتاً فقال:"أُصرخ أتدرون أيّ شهر هذا؟ " قالوا: الشهر الحرام، فقال:"أصرخ أتدرورن أي بلد هذا؟ " قالوا: البلد الحرام، قال:"أصرخ هل تدرورن أيّ يوم هذا؟ " قالوا: الحج الأكبر، فقال:"أصرخ" فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل قد حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة شهركم هذا،

(1) ما بين المعكوفتين من تحفة الأشراف 7/ 140 ومصباح الزجاجة 3/ 206 وقد سقط من السنن المطبوع.

ص: 88

وكحرمة بلدكم هذا، وكحرمة يومكم هذا" فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجّه، فقال حين وقف بعرفة: "هذا الموقف وكلّ عرفة موقف"، وقال حين وقف على قَزَح: "هذا الموقف، وكل مزدلفة موقف".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 271

قلت: إلا محمد بن إسحاق فهو صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث فأمن بذلك من تدليسه، ومسلم إنما أخرج له في المتابعات فقط فالإسناد حسن.

56 -

حديث أبي أمامة مرفوعا "أتدرون قوله تعالى {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [النجم: 37] قال: وفى عمل يومه بأربع ركعات الضحى"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم" (1)

ضعيف جدا

لم أجده في "المستدرك" والذي يغلب على ظني أنّه في كتابه المفرد في "صلاة الضحى" فإنّ الحافظ ابن حجر قد ذكر هذا الكتاب قبل هذا الحديث، والله تعالى أعلم.

والحديث أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 528 و 27/ 73) وفي "تاريخه"(1/ 286)

عن إسرائيل بن يونس

وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 258)

عن حماد بن سلمة

كلاهما عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة به.

لإسناده ضعيف جدا، جعفر بن الزبير متروك الحديث، قاله الفلاس وأبو حاتم والنسائي والدارقطني.

57 -

"أتدرون ما الغِيبَة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"ذكرك أخاك بما يكرهه" قال: أفرأيت إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: "إنْ كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتّه"

(1) 3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

ص: 89

قال الحافظ: أخرجه مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد مرسل عن المطلب بن عبد الله عند مالك" (1)

صحيح

وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم (2589) وأبو داود (4874) والترمذي (1934)

وحديث المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 987) عن الوليد بن عبد الله بن صَيّاد أنّ المطلب بن عبد الله بن حنطب أخبره أنّ رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الغيبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنْ تذكر من المرء ما يكره أن يسمع"، قال: يا رسول الله وإن كان حقا؟ قال: "إذا قلت باطلا فذلك البهتان"

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(704) وابن وهب في "الجامع"(296) عن مالك به.

وأخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ"(190) من طريق الحسين بن الحسن المروزي ثنا ابن المبارك به.

والوليد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات".

وتابعه الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله قال: ذكرت الغيبة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "الغيبة أنّ يُذكر الرجل بما فيه من خَلْقِه أو خُلُقِه"، قالوا: يا رسول الله، ما كنا نرى الغيبة إلا أن نذكره بما ليس فيه من خلقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ذلكم البهتان"

أخرجه وكيع في "الزهد"(437) عن الأوزاعي به.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1172) عن وكيع به.

وأخرجه الخرائطي في "المساوئ"(209) عن علي بن حرب الطائي ثنا وكيع به.

وهو مرسل رواته ثقات.

58 -

"أتدرون من المُفْلِس؟ "

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (2581) من حديث أبي هريرة.

59 -

عن رجل من الأنصار قال: خرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل مقبل

(1) 13/ 79 (كتاب الأدب - باب الغيبة)

(2)

4/ 86 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: لا يسألون الناس إلحافا)

ص: 90

عليه، فجلست حتى جعلت أرْثِي له من طول القيام، فذكرت له ذلك، فقال:"أتدري من هذا؟ " قلت: لا، قال:"هذا جبريل"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث رجل من الأنصار: فذكره، وأخرج عبد بن حميد نحوه من حديث جابر" (1)

حسن

وله عن الرجل الأنصاري طريقان:

الأول: يرويه أبو العالية رُفَيْع بن مِهْرَان الرَّياحي عن رجل من الأنصار قال: خرجت من بيتي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه، كل واحد منهما مقبل على صاحبه، فظننت أنْ لهما حاجة، فوالله لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أرثي له من طول القيام، فلما انصرف قلت: يا نبي الله، لقد قام بك الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام، قال:"وقد رأيته؟ " قلت: نعم، قال:"وهل تدري من هذا؟ " قلت: لا، قال:"ذاك جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سَيُوَرثه، ثم قال: "أما إنك لو سلمت عليه لردّ عليك".

أخرجه أحمد (5/ 32 و 365) والطحاوي في "المشكل"(2796) والخرائطي في "المكارم"(1/ 209) من طرق عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية به.

قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد، ورواته رواة الصحيح" الترغيب 3/ 362

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 164

قلت: إسناده صحيح إن كان أبو العالية سمع من الأنصاري.

الثاني: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الرجل الذي مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل عليه السلام، فزعم أبو سلمة أنّه تجنب أنْ يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفا أنْ يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما منعك أنْ تسلم إذ مررت بي البارحة؟ " قال: رأيتك تناجي رجلا فخشيت أنْ تكره أنْ أدنو منكما، قال:"وهل تدري من الرجل؟ " قال: لا، قال:"فذلك جبريل عليه السلام ولو سلمت لردّ السلام".

أخرجه أحمد (4/ 17) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة قال: حدثني أبو سلمة به.

(1) 13/ 50 (كتاب الأدب - باب الوصاة بالجار)

ص: 91

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 314

قلت: إسناده صحيح إنْ كان أبو سلمة سمع هذا الحديث من الصحابي.

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن أنس وعن ابن عباس وعن محمد بن مَسْلَمَة.

فأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(126) عن مخلد بن مالك الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي ثنا الفضل بن مُبَشِّر قال: سمعت جابرا يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعديه على جاره، فبينا هو قاعد بين الركن والمقام إذ أقبل النبي صلى الله عليه وسلم ورآه الرجل وهو مقاوم رجلا عليه ثياب بياض عند المقام حيث يصلون على الجنائز، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من الرجل الذي رأيت معك مقاومك، عليه ثياب بيض؟ قال:"أقد رأيته؟ " قال: نعم، قال:"رأيت خيرا كثيرا، ذاك جبريل رسول ربي، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه جاعل له ميراثا".

وأخرجه البزار (كشف 1897) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا الفضل بن مبشر عن جابر.

وأخرجه عبد بن حميد (1129) عن يعلي بن عبيد الطنافسي أنا أبو بكر المدني عن جابر.

وأبو بكر المدني هو الفضل بن مبشر وهو مختلف فيه، قواه البزار وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وأما حديث أنس فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 208) عن سعدان بن نصر البغدادي ثنا فهير بن زياد عن الربيع بن صَبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: مرّ رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي رجلا، فمرّ ولم يسلم عليهما، فمشى غير بعيد ثم قام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام، فقال جبريل: يا محمد من هذا؟ قال: "هذا رجل من أصحابي" قال: فما منعه أنْ يسلم علينا؟ فإذا لقيته فأقرئه السلام، وأخبره أنّه لو سلم علينا لرددنا عليه، فلما قضى حاجته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للرجل:"ما منعك أن تسلم حين مررت علينا؟ " قال: رأيتك يا رسول الله تناجي الرجل فهبت إنْ سلمت عليكما فأقطع عليكما نجواكما، قال:"فهل تدري من هو؟ " قال: لا يا رسول الله، قال:"فإنّه جبريل، وأنّه أرسل يقرئك السلام ويقول: لو سلم علينا لرددنا عليه" قال: يا رسول الله لقد طالت مناجاته إياك، فيما كان يناجيك؟ قال:"كان يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه".

ص: 92

وإسناده ضعيف لضعف الربيع بن صبيح ويزيد الرقاشي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2710 و 2711) والطبراني في "الكبير"(3225) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مِقْسَم عن ابن عباس قال: مرّ حارثة بن النعمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام يناجيه فلم يسلم، فقال جبريل: ما منعه أن يسلم؟ إنّه لو سلّم لرددت عليه، ثم قال: أما إنه من الثمانين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وما الثمانون؟ " قال: يفرّ الناس عنك غير ثمانين فيصيرون معك، رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة، فلما رجع حارثة سلّم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا سلمت حين مررت؟ " قال: رأيت معك انسانا فكرهت أن أقطع حديثك، قال:"فرأيته" قال: نعم، قال:"ذاك جبربل صلى الله عليه وسلم وقد قال"

فأخبره بما قال جبريل عليه السلام.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، رواه ابن أبي ليلى عن الحكم، ورواه عن ابن أبي ليلى: عمران بن محمد وعيسى بن المختار"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى.

وأما حديث محمد بن مسلمة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 234 - 235) عن زكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن العباس الأخْرَم الأصبهاني قال: ثنا محمد بن المثنى ثنا عَبَّاد بن موسى السعدي ثنا يونس عن الحسن عن محمد بن مسلمة قال: مررت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا واضعا خده على خد رجل، فذهبت فلم ألبث أن ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يا محمد بن مسلمة ما منعك أن تسلم؟ " فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا لم تفعله بأحد من الناس فكرهت أنْ أقطعك من حديثك، فمن كان يا رسول الله؟ قال:"كان جبريل صلى الله عليه وسلم وقال: ما لمحمد بن مسلمة لم يسلم؟ أما أنّه لو سلم لرددنا عليه السلام" قال: فما قال لك يا رسول الله؟ قال: "ما زال يوصيني بالجار حتى كنت انتظر أنْ يأمرني بتوريثه".

وعباد بن موسى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث، والباقون كلهم ثقات، ويونس هو ابن عبيد، والحسن هو البصري قال أبو حاتم: أدرك محمد بن سلمة. لكنّه كان مدلسا وقد عنعن.

60 -

"أتردين عليه حديقته التي أعطاك؟ " قالت: نعم وزيادة، قال النبي صلى الله عليه وسلم "أمّا الزيادة فلا، ولكن حديقته" قالت: نعم، فأخذ ماله وخَلَّى سبيلها.

قال الحافظ: وفي مرسل أبي الزبير عند الدارقطني والبيهقي: فذكره، ورجال إسناده

ص: 93

ثقات. وقد وقع في بعض طرقه: سمعه أبو الزبير من غير واحد، فإنْ كان فيهم صحابي فهو صحيح وإلا فيعتضد بما سبق.

وقال: ووقع في رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنّ ثابت بن قيس بن شَمَّاس كانت عنده زينب بنت عبد الله بن أُبَي بن سلول وكان أصدقها حديقة فكرهته، الحديث أخرجه الدارقطني والبيهقي وسنده قوي مع ارساله.

وقال: ووقع في مرسل أبي الزبير عند الدارقطني: فأخذها له وخلى سبيلها" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (11843) عن ابن جريج أني أبو الزبير أنّ ثابت بن قيس بن شماس كانت عنده ابنة عبد الله بن سلول، وكان أصدقها حديقة، فكرهته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "تردين عليه حديقته التي أعطاك؟ " قالت: نعم، فأخذها وخلى سبيلها، فلما بلغ ذلك ثابت بن قيس قال: قد قبلت قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال (2): سمعه أبو الزبير من غير واحد.

وأخرجه الدارقطني (3/ 255) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد ثنا حجاج عن ابن جريج أني أبو الزبير أنّ ثابت بن قيس بن شماس كانت عنده زينب بنت عبد الله بن أبي بن سلول وكان أصدقها حديقة، فكرهته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أتردين عليه حديقته التي أعطاك؟ " قالت: نعم وزيادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما الزيادة فلا، ولكن حديقته" قالت: نعم، فأخذها له، وخلى سبيلها، فلما بلغ ذلك ثابت بن قيس قال: قد قبلت قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال (3): سمعه أبو الزبير من غير واحد.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 314)

وقال: وهذا مرسل"

قلت: ورواته ثقات، ويوسف بن سعيد هو المصيصي، وحجاج هو ابن محمد المصيصي.

(1) 11/ 316 و 319 و 321 (كتاب الطلاق - باب الخلع)

(2)

يظهر لي أن هذا من كلام ابن جريج، والله أعلم.

(3)

يظهر لي أن هذا من كلام ابن جريج، والله أعلم.

ص: 94

61 -

"اتركوا التُرّك ما تركوكم"

قال الحافظ: وقد كان مشهورا في زمن الصحابة حديث: فذكره، فروى الطبراني من حديث معاوية قال: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله. وروى أبو يعلى من وجه آخر عن معاوية بن حُدَيْج قال: كنت عند معاوية فأتاه كتاب عامله أنّه وقع بالترك وهزمهم فغضب معاوية من ذلك ثم كتب إليه: لا تقتلوهم حتى يأتيك أمري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الترك تُجلي العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح"(1)

ضعيف

روى من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث ابن مسعود ومن حديث رجل من الصحابة لم يسم.

فأما حديث معاوية فله عنه طريقان:

الأول: يرويه حسان بن كُريب: سمعت ابن ذي كلاع يقول: سمعت معاوية رفعه "اتركوا الترك ما تركوكم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 375) من طريق أبي صالح (2) عبد الغفار بن داود الحرّاني ثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة التنوخي ثني حسان بن كريب به.

وأخرجه أيضا (19/ 376) من طريق بشر بن السري البصري ثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال: سمعت حسان بن كريب الحميري يقول: سمعت ابن ذي كلاع يقول: جاء معاوية بريد من صاحب أرمينية، فلما قرأ معاوية الكتاب خرج مغضبا، ثم دعا كاتبه فقال: اكتب إلى صاحب أرمينية جواب كتابه: ثكلتك أمك ولا تحركهم بشيء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تاركوا الترك ما تركوكم"

وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 175) عن يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري عن ابن لهيعة به.

قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات "المجمع" 5/ 304

(1) 7/ 422 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

(2)

هكذا رواه يحيى بن أيوب العلاف عن أبي صالح الحرّاني، ورواه عقبة بن مكرم بن أفلح البصري عن أبي صالح فلم يذكر معاوية.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2753) وأبو نعيم في "الصحابة"(2636)

ص: 95

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحسان بن كريب ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته في توثيق من لم يعرف بجرح، وابن ذي كلاع لم أر من ترجمه.

الثاني: يرويه إسحاق بن إبراهيم بن الغمر مولى سموك ثني أبي عن جدي قال: سمعت معاوية بن حُدَيج يقول: كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتاب عامله يخبره أنّه وقع بالترك وهزمهم، وأكثرة من قتل منهم وكثرة من غنم، فغضب معاوية من ذلك ثم أمر أن يكتب إليه: قد فهمت ما ذكرت مما قتلت وغنمت فلا أعلمن ما عدت لشيء من ذلك، ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمري، قلت له: لم يا أمير المؤمنين؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لتظهرنّ الترك على العرب حتى تُلْحِقَهَا بِمَنَابِتِ الشيح والقَيْصُوم" فأكره قتالهم لذلك.

أخرجه أبو يعلى (7376) عن محمد بن يحيى البصري ثنا محمد بن يعقوب ثني أحمد بن إبراهيم ثني إسحاق بن إبراهيم به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 5/ 304 و7/ 312

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(10389) وفي "الأوسط"(5630) من طريق عثمان بن يحيى القَرْقَسَاني ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن مروان بن سالم عن الأعمش عن زيد بن وهب وشقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعا "اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يَسْلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطراء".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا مروان بن سالم، تفرد به عبد المجيد بن عبد العزيز"

وقال الهيثمي: وفيه مروان بن سالم وهو متروك" المجمع 5/ 304

وقال أيضا: وفيه عثمان بن يحيى القرقساني ولم أعرفه، وبقية رجاله الصحيح" المجمع 7/ 312

كذا قال، مع أنّ مروان بن سالم وهو الغفاري الشامي لم يخرج له الشيخان شيئا، وقد قالا فيه: منكر الحديث، وكذا قال أبو حاتم والبغوي وأبو نعيم، وقال أحمد والعقيلي والنسائي: ليس بثقة، وقال النسائي أيضا والدارقطني: متروك الحديث، واتهمه أبو عروبة الحرّاني والساجي بوضع الحديث.

(1) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 266)

ص: 96

لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن الأعمش عن أبي وائل وهو شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، منهم:

1 -

عمرو بن عبد الغفار الفُقَيْمي.

ولفظه "تاركوا الترك ما تركوكم، ولا تجاوروا الأنباط في بلادهم فإنّهم آفة الدين

"

أخرجه العقيلي (3/ 286 - 287) والشجري في "أماليه"(2/ 274)

قال العقيلي: عمرو بن عبد الغفار منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال ابن عدي: ليس بالثبت بالحديث.

2 -

عتبان بن غيلان.

ولفظه "اتركوا الترك ما تركوكم"

أخرجه أبو الشيخ في "الفتن" كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 445) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 235) من طريق سلمة بن حفص السعدي عنه به.

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن حبان: سلمة بن حفص يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به.

3 -

القاسم بن بهرام.

ولفظه "تاركوا الترك ما تركوكم ولا تساكنوا الأنباط في ديارهم

"

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 361)

والقاسم بن بهرام هو المكنى بأبي همدان قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال ابن عدي: كذاب.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسمّ فأخرجه أبو داود (4302) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2754) والنسائي (6/ 36 - 37) والبيهقي (9/ 176) من طرق عن ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن أبي زرعة السَّيْبَاني عن أبي سُكَينة رجل من المحررين عنه مرفوعا "دعوا الحبشة ما وَدَعُوْكم، واتركوا ما تركوكم"

وإسناده ضعيف لجهالة أبي سكينة، وباقي رواته ثقات، والسيباني هو يحيى بن أبي عمرو.

62 -

عن عائشة قالت: نزلت في ابن أم مَكْتُوم الأعمى فقال: يا رسول الله، أرشدني، وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر فيقول له:"أترى بما أقول بأسا" فيقول: لا، فنزلت - عبس وتولى -

ص: 97

قال الحافظ: وأخرج الترمذي والحاكم من طريق يحيى بن سعيد الأموي وابن حبان من طريق عبد الرحيم بن سليمان كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فذكرته. قال الترمذي: حسن غريب، وقد أرسله بعضهم عن عروة لم يذكر عن عائشة" (1)

يرويه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن عائشة.

منهم:

1 -

يحيى بن سعيد بن أبان الأموي.

أخرجه الترمذي (3331) وأبو يعلى (4848) والطبري في "تفسيره"(30/ 50) عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثني أبي به.

ومن طريق الترمذي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 325)

ومن طريق أبي يعلى أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 252)

وأخرجه الحاكم (2/ 514) من طريق الحسين بن محمد بن زياد ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"

قلت: إسناده صحيح إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية يحيى بن سعيد الأموي عن هشام بن عروة.

2 -

عبد الرحيم بن سليمان الكناني.

أخرجه ابن حبان (535) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا عبد الله بن عمر الجُعْفِي ثنا عبد الرحيم بن سليمان به.

وإسناده حسن، الجعفي صدوق، والباقون ثقات.

3 -

يزيد بن سنان الرهاوي.

قاله ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 324)

(1) 10/ 318 - 319 (كتاب التفسير: سورة عبس)

ص: 98

- وقال غير واحد: عن هشام عن أبيه مرسلا ليس فيه عن عائشة.

منهم:

1 -

مالك بن أنس.

أخرجه في "الموطأ"(1/ 203)

2 -

وكيع.

أخرجه الطبري (30/ 51)

3 -

أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.

أخرجه ابن سعد (4/ 208)

4 -

ابن جريج.

قاله ابن عبد البر (22/ 324)

وقال: ومالك أثبت من يحيى بن سعيد الأموي ويزيد بن سنان الرهاوي"

وقال الذهبي: المرسل هو الصواب" تلخيص المستدرك 2/ 514

63 -

"أتسمع النداء؟ " قال: نعم، قال "فأجب"

قال الحافظ: ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم لابن أم مكتوم: فذكره" (1)

صحيح

له عن ابن أم مكتوم طرق:

الأول: يرويه عاصم بن بَهْدَلة عن أبي رَزِيْن عن ابن أم مكتوم أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل ضرير البصر شَاسِعُ الدار ولي قائد لا يُلائِمُنِي فهل لي رخصة أنْ أصلي في بيتي، قال:"هل تسمع النداء؟ " قال: نعم، قال:"لا أجد لك رخصة".

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(808) وأحمد (3/ 433) وعبد بن حميد في "المنتخب"(495) وأبو داود (552) وابن ماجه (792) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 254 - 255) وابن خزيمة (1480) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 133) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1548 و 1549 و 1550) وابن قانع في

(1) 3/ 35 (كتاب الجمعة - باب من أين تؤتى الجمعة)

ص: 99

"الصحابة"(2/ 204 و 204 - 205) والطبراني في "الأوسط"(4911) و"الصغير"(1/ 259) والحاكم (1/ 247 و 3/ 635) وأبو نعيم في "الصحابة"(4165) والبيهقي (3/ 58) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(796) والمزي (22/ 29) من طرق عن عاصم بن بهدلة به (1).

قال النووي: رواه أبو داود باسناد صحيح أو حسن" المجموع 4/ 77

قلت: هذا إذا ثبت سماع أبي رزين من ابن أم مكتوم فإنّ ابن القطان الفاسي قد أنكر سماعه منه، وأبو رزين هذا اسمه مسعود بن مالك الأسدي الكوفي وثقه أبو زرعة والعجلي وغيرهما، وعاصم بن بهدلة حسن الحديث كما قال الذهبي في "الميزان".

الثاني: يرويه حصين بن عبد الرحمن السُّلمي عن عبد الله بن شداد عن ابن أم مكتوم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل الناس في صلاة العشاء، فقال:"لقد هممت أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم" فقام ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله لقد علمت ما بي وليس لي قائد، قال:"أتسمع الإقامة" قال: نعم، قال:"فاحضرها" ولم يرخص له.

أخرجه ابن خزيمة (1479) والحاكم (1/ 247) من طريق يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو جعفر الرازي ثنا حصين بن عبد الرحمن به.

قال الحاكم: إسناده صحيح"

قلت: أبو جعفر الرازي واسمه عيسى بن أبي عيسى مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه (2) عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي ثنا حصين به.

أخرجه أحمد (3/ 423) والطحاوي في "المشكل"(5087 و 5878) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 132) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم به.

(1) رواه الحمادان وشيبان أبو معاوية وزائدة والثوري وعلي بن صالح بن حي عن عاصم عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم.

وخالفهم إبراهيم بن طهمان فرواه عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن أم مكتوم.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5086) وأبو نعيم في "الصحابة"(5020) والحاكم (3/ 635)

(2)

وتابعه إبراهيم بن طهمان عن حصين بن عبد الرحمن به.

أخرجه الدارقطني (1/ 381)

ص: 100

قال المنذري: وإسناد هذه جيد" الترغيب 1/ 274

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 42

قلت: وعبد العزيز بن مسلم وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن نمير والعجلي، وقال النسائي: ليس به بأس، وباقي رواته ثقات، وعبد الله بن شداد إن ثبت سماعه من ابن أم مكتوم فالإسناد صحيح.

وقد رواه شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد أنّ ابن أم مكتوم.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5879 و 5088)

الثالث: يرويه عبد الرحمن بن عَابِس الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع، قال:"تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح" قلت: نعم، قال:"فحي هلا".

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 345 - 346) وأبو داود (553) والنسائي (2/ 85) وفي "الكبرى"(924) وابن خزيمة (1478) وابن قانع (2/ 205) والبيهقي (3/ 58) والمزي (22/ 28) من طرق عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس به.

ومن طريق ابن خزيمة أخرجه الحاكم (1/ 246) لكن وقع عنده: ابن عابس عن ابن أم مكتوم، ليس فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى.

وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه إنْ كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم"

قلت: الأول أصح، والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا فقد قال الذهبي في "سير الأعلام" (1/ 365) في ترجمة ابن أم مكتوم: حدّث عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسل"

وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن أبي أمامة وعن جابر بن عبد الله وعن كعب بن عجرة وعن البراء بن عازب.

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 346) ومسلم (653) والنسائي (2/ 84 و 85) وفي "الكبرى"(923)

ولفظه: قال أبو هريرة: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال: يا رسول الله، إنّه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولّى دعاه فقال:"هل تسمع النداء بالصلاة؟ "، قال: نعم، قال:"فأجب".

ص: 101

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في"الكبير"(7886) من طريق علي بن يزيد الألْهَاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: أقبل ابن أم مكتوم وهو أعمى، وهو الذي أنزلت فيه {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} وكان رجلا من قريش إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي انا كما تراني قد كبرت سني ورقّ عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يُلاومني قياده إياي، فهل تجد لي من رخصة أصلي في بيتي الصلوات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل تسمع المؤذن من البيت الذي أنت فيه؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أجد لك من رخصة، ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه".

قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم وقد ضعفهما الجمهور واختلف في الاحتجاج بهما" المجمع 2/ 43

قلت: أما علي بن يزيد فهو ضعيف، قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه.

وأما القاسم بن عبد الرحمن فهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، وعندي أنّه حسن الحديث إذا روى عنه ثقة، وقد قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق.

وأما حديث جابر فأخرجه ابن سعد (4/ 208) وأحمد (3/ 367) وعبد بن حميد (1148) وأبو يعلى (1803 و 2073) والعقيلي (3/ 383) وابن حبان (2063) والطبراني في "الأوسط"(3738) وأبو الشيخ في "الطبقات"(109) وابن شاهين في "الترغيب"(71) من طريق يعقوب بن عبد الله القُمِّي ثنا عيسى بن جارية عن جابر قال: جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني مكفوف البصر، شَاسِعُ المنزل، فكلمه في الصلاة أن يرخص له أن يصلي في منزله، قال:"أتسمع الأذان؟ " قال: نعم، قال:"ائتها ولو حَبْواً".

وإسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية.

وأما حديث كعب بن عجرة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 139) من طريق أبي فَرْوة يزيد بن محمد بن سنان الرُّهاوي ثني أبي عن أبيه عن زيد بن أبي أُنيسة عن عَدي بن ثابت عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عُجْرَة قال: جاء رجل أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أسمع النداء فلعلي لا أجد قائدا ويشق على أفأتخذ مسجدا في داري؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيبلغك النداء؟ " قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فإذا سمعت النداء فأخرج".

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن سنان بن يزيد الرُّهاوي الراوي عن زيد بن أبي أنيسة، وابنه محمد مختلف فيه، وثقه الحاكم وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

ص: 102

والحديث اختلف فيه على زيد بن أبي أنيسة، فرواه خالد بن يزيد أبو عبد الرحيم المصري عنه عن عدي بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7427) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني عن محمد بن سلمة الحرّاني عن خالد بن يزيد.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عدي بن ثابت إلا زيد بن أبي أنيسة"

قلت: والشاذكوني متهم.

*ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل عن كعب.

أخرجه البيهقي (3/ 57 - 58)

وهذا أصح.

وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي وهو مدلس، ولم يذكر سماعا من عبد الله بن معقل، وكان قد اختلط أيضا، ولم يُذكر زيد بن أبي أنيسة في من روى عنه قبل الاختلاط.

لكنه لم ينفرد عدي بن ثابت به بل تابعه زياد بن أبي مريم الجزري عن عبد الله بن معقل عن كعب.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 138) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ثني أبي عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم.

وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي داود الحرّاني.

وأما حديث البراء فأخرجه (1) الطبراني في "الأوسط"(7865) عن محمود بن محمد الواسطي ثنا وهب بن بقية ثنا محمد بن الحسن المزني عن العَوَّام بن حَوْشَب عن عذرة بن الحارث عن زهير عن ماهان عن البراء أنّ ابن أم مكتوم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ضرير البصر - فشكا إليه، وسأله أن يرخص له في صلاة العشاء والفجر، وقال: إنّ بيني وبينك المَسِيْل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هل تسمع الأذان؟ " قال: نعم - مرة أو مرتين - فلم يرخص له في ذلك.

(1) وأخرجه الروياني (432) من طريق محمد بن يزيد الواسطي عن العوام بن حوشب به.

ووقع عنده: عن عروة بن الحارث.

ص: 103

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ماهان وهو أبو صالح إلا زهير وهو ابن الأقمر، ولا رواه عن زهير إلا عذرة بن الحارث، تفرد به العوام"

وقال الهيثمي: وفيه عذرة بن الحارث ولا أعرفه" المجمع 2/ 43

والحديث بهذه الشواهد وبطرقه التي ذكرتها قبل صحيح وبالله التوفيق.

64 -

حديث أنس: فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أتشهد بالله إنّك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا؟ "فشهد بذلك أربعا، ثم قال له في الخامسة "ولعنة الله عليك إنّ كنت من الكاذبين" ففعل، ثم دعاها فذكر نحوه، فلما كان في الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على القول.

قال الحافظ: في حديث أنس عند أبي يعلى وأصله في مسلم: فذكره" (1)

انظر حديث "أول لعان كان في الإسلام أنّ شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية"

65 -

قال ابن عباس: كنت أصلي وأخذ المؤذن في الإقامة فَجَذَبَنِي النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "أتصلي الصبح أربعا".

قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان والبزار والحاكم وغيرهم" (2)

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 358) عن أبي عامر صالح بن رُسْتُم الخَزَّاز عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: فذكره.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 482)

هكذا قال الطيالسي: "كنت أصلي وأخذ المؤذن في الإقامة"

وخالفه جماعة رووه عن أبي عامر الخزاز بلفظ "أقيمت الصلاة فقمت أصلي ركعتين"

أخرجه أبو يعلى (2575) وابن خزيمة (1124) والحاكم (1/ 307) وابن حزم في "المحلي"(3/ 148)

عن وكيع

(1) 11/ 374 (كتاب الطلاق - باب اللعان)

(2)

2/ 290 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)

ص: 104

وابن خزيمة والحاكم

عن النضر بن شميل

وابن حبان (2469)

عن عثمان بن عمر العبدي

والطبراني في "الكبير"(11227)

عن موسى بن خلف العمي

كلهم عن أبي عامر الخزاز به.

ورواه يزيد بن هارون عن أبي عامر الخزاز فقال فيه "أقيمت صلاة الصبح فقام رجل يصلي الركعتين"

أخرجه أحمد (1/ 238)

ورواه عيسى بن يونس عن أبي عامر الخزاز فقال فيه: "رأي رجلا يصلي بعدما أقيمت الصلاة".

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4115)

ورواه يحيى بن سعيد القطان عن أبي عامر الخزاز ولم يبين في روايته أكانت صلاته قبل الإقامة أم بعدها.

أخرجه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(26 - منتقاه للمزي) عن إبراهيم بن محمد التيمي ثنا يحيى بن سعيد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 386) من طريق مُسَدد عن يحيى القطان به.

ورواه مسدد أيضا عن يحيى القطان عن أبي عامر الخزاز عن أبي يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 386)

وتابعه إبراهيم بن محمد التيمي ثنا يحيى القطان به بلفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد لصلاة الغداة وإذا رجل يصلي ركعتي الفجر فقال "أتصلى الصبح أربعا"

أخرجه البزار (كشف 518)

وقال: رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، ولا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا يحيى عن أبي عامر.

ص: 105

قلت: ويحيى القطان امام حافظ فلا يمنع أن يكون الحديث عنده من هذين الطريقين، وقد رواه مسدد عنه على الوجهين.

والحديث قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 75 - مختصر الإتحاف 2/ 333

قلت: إسناده حسن، وأبو عامر الخزاز مختلف فيه، وثقه الطيالسي وأبو داود والبزار ومحمد بن وضاح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال العجلي: جائز الحديث، وقال ابن عدي: روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه وهو عندي لا بأس به ولم أر له حديثا منكرا جدا، وقال الذهبي في "الميزان": وهو كما قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث، وقال في "من تكلم فيه وهو موثق": ثقة، وقال في "سير الأعلام": قد احتج به مسلم، وقال في "الكاشف": أخرج له مسلم متابعة.

وضعفه ابن معين وابن المديني، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ليس بالقوى، وقال الحافظ في "التقريب" صدوق كثير الخطأ.

فمثله لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.

وأبو يزيد المدني وثقه ابن معين والذهبي في "الكاشف" وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

وللحديث شاهد عن عبد الله بن مالك بن بحينة أخرجه البخاري (فتح 2/ 290 - 291)

66 -

حديث عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُهدي له ضَبٌّ فلم يأكله، فقام عليهم سائل فأرادت عائشة أن تعطيه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتعطينه ما لا تأكلين"

قال الحافظ: وقال الطحاوي في "معاني الآثار" واحتج محمد (أي ابن الحسن) بحديث عائشة: فذكره.

وقال الحافظ أيضا: قال الطحاوي: وقد احتج محمد بن الحسن لأصحابه بحديث عائشة فساقه الطحاوي من طريق حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، الحديث" (1)

صحيح

(1) 12/ 87 و 89 (كتاب الذبائح - باب الضب)

ص: 106

أخرجه أبو يعلى (4461) عن أبي بكر بن أبي شيبة وهو في "مصنفه"(8/ 267 - 268) ثنا عبيد بن سعيد القرشي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضَبٌّ فلم يأكل منه، فقلت: يا رسول الله، ألا أطعمه السُّؤَال؟ قال "لا أطعم السؤال إلا ما آكل منه".

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 37

قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ومنصور (1) هو ابن المعتمر، ولم ينفرد به بل تابعه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أهدي له ضب فلم يأكله، فقام عليهم سائل فأرادت عائشة أن تعطيه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:"أتعطينه ما لاتأكلين؟ "

وفي لفظ: "لا تطعموهم مما لا تأكلون"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1958) وأحمد (6/ 105 أو 123 و 144) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 304 و 305) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 201) والبيهقي (9/ 325) من طرق عن حماد بن سلمة ثنا حماد بن أبي سليمان به.

وخالفه جماعة رووه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن عائشة به، لم يذكروا فيه الأسود.

أخرجه الطبري في "تهذيبه"(مسند عمر - حديث 306) والبيهقي (9/ 325 - 326)

عن سفيان الثوري

والطبري (حديث 307)

عن شعبة

و (308)

عن سفيان ومِسْعر بن كدام

كلهم عن حماد بن أبي سليمان به.

(1) واختلف عنه، فرواه قيس بن الربيع عنه عن عمرو بن عبد الله عن عمرو بن حرملة الأسلمي عن عائشة.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1621)

والأول أصح، وقيس ضعفه الجمهور.

ص: 107

67 -

عن علي أنّه قال لناس من أشْجَع: أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له رجل حِمَارَ وَحْش وهو مُحْرِم فأبى أنْ يأكله؟ قالوا: نعم.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث علي" (1)

يرويه عبد الله بن الحارث بن نوفل واختلف عنه:

- فقال علي بن زيد بن جُدْعان: ثنا عبد الله بن الحارث قال: كان أبي على أمر من أمر مكة في زمن عثمان، فأقبل عثمان إلى مكة فاستقبله بقديد، فاصطاد أهل الماء حَجَلاً فطبخناه بماء وملح فجعلناه عراقا لثريد فقرِّب لعثمان وأصحابه فأمسكوا حين رأوه، فقال عثمان: صيد لهم اصطادوه ولم نأمرهم بصيده، صاده قوم حلال فأطعمونا فما بأسه من يقول هذا؟ فقال بعضهم: عليّ، فأرسل إليه فجاء كأني انظر إليه حين جاء يَحُتُّ عن كفيه الخَبَط يقول له عثمان: صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حلال فأطعمونا ما بأسه؟ قال عليّ: أنشد الله رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُتي بقائمة حمار وَحْش أو بِعَجُزِهِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنا قوم حُرُم فأطعموه أهل الحل" فشهد إثنا عشر رجلا من أَصحَاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنشد الله رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُتي ببيض النَعَام فقال: "إنا حُرُم فأطعموه أهل الحل" فشهد دونهم من العدة، فَثَنَى عثمان وَرِكَه عن الطعام وأكل أهل الماء ذلك الطعام.

أخرجه أحمد (1/ 100 و 104) والبزار (914) والسياق له وأبو يعلى (356 و 432) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 168) من طرق عن علي بن زيد به.

قال البزار: وهذا الحديث من أحسن ما يروى عن علي من الأسانيد في هذا الباب"

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عليّ بن زيد بن جدعان" مختصر الإتحاف 4/ 375

وقال الجصاص: إسناد حديث على ليس بقوي، يرويه علي بن زيد، وبعضهم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقفه بعضهم" أحكام القرآن 4/ 147

- وقال عبد الكريم بن أبي المُخَارِق: عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن عليّ قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم صيد وهو محرم فلم يأكله.

أخرجه ابن ماجه (3091) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 105)

(1) 4/ 404 - 405 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب إذا أهدى للمحرم حمارا وحشيا حيا لم يقبل)

ص: 108

وأبو يعلى (433) والطحاوي (2/ 168) من طريق عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن عبد الكريم به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الكريم هو ابن أبي المُخَارق وهو ضعيف، وكذلك الراوي عنه" المصباح 3/ 214

قلت: ورواه عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى بلفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رخص في لحم الصيد للمحرم"

أخرجه البزار (454)

وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف" المجمع 3/ 231

- ورواه حُميد الطويل واختلف عنه:

* فقال سليمان بن كثير العبدي: عن حميد الطويل عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن أبيه - وكان الحارث خليفة عثمان على الطائف - فصنع لعثمان طعاما فيه من الحَجَل واليعاقيب ولحم الوحش، قال: فبعث إلى عليّ بن أبي طالب، فجاءه الرسول وهو يخبط لأباعر له، فجاءه وهو ينفض الخَبَط عن يده، فقالوا له: كُلْ، فقال: أطعموه قوما حلالا فإنا حُرُم، فقال علىّ: أنشد الله من كان ههنا من أشجع، أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى إليه رجل حمار وحش وهو مُحْرِم فأبى أن يأكله، قالوا: نعم.

أخرجه أبو داود (1849) عن محمد بن كثير العبدي ثنا سليمان بن كثير به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 194)

ومحمد وسليمان مختلف فيهما.

ولم ينفرد سليمان به بل تابعه يحيى بن أيوب المصري عن حميد به.

قاله الدارقطني في "العلل"(3/ 256)

ويحيى بن أيوب صدوق، وحميد مدلس وقد عنعن.

*وقال عبيد الله بن تمام: عن حميد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن علي مرفوعا.

ص: 109

قاله الدارقطني.

وعبيد الله بن تمام ضعيف الحديث.

- ورواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث واختلف عنه:

* فقال أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي: عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال: كنا مع عثمان وعليّ، حتى إذا كنا بمكان كذا وكذا، قُرِّب إليهم طعام، قال: فرأيت جفنة كأني انظر إلى عراقيب اليعاقيب، فلما رأى ذلك عليّ قام، فقام معه ناس، فقيل: والله ما أشرنا، ولا أمرنا، ولا صِدنا. فقيل لعثمان: ما قام هذا ومن معه إلى كراهية لطعامك، فدعاه فقال: ما كرهت من هذا؟ فقال عليّ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96] ثم انطلق.

أخرجه الطحاوي (2/ 175)

وتابعه هشيم عن يزيد بن أبي زياد به.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(7/ 70)

* ورواه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد فلم يذكروا عن أبيه، منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (8327 و8347)

2 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه عبد الرزاق (8347)

3 -

شعبة.

أخرجه الطبري (7/ 71)

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.

- ورواه مجاهد عن عبد الله بن الحارث أنّ عليا أتي بشق عجز حمار وهو محرم، فقال: إني محرم.

موقوف

أخرجه الطبري (7/ 71) عن محمد بن حُميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو عن عبد الكريم عن مجاهد به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد.

ص: 110

- ورواه عبد الرحمن بن زياد مولى بني هاشم عن عبد الله بن الحارث أنّ عثمان أهديت له حَجَل وهو في بعض حَجَّاتِه وهو مُحرم، فأمر بها فطبخت، فجعلت ثريدا، فأتي بها في الجِفَان ونحن محرمون، فأكلوا كلهم إلا عليّ.

أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 341) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد به.

68 -

عن قتادة قال: جاء زيد بن حارثة فقال: يا رسول الله، إنّ زينب اشتدّ عليّ لسانها وأنا أريد أن أطلقها، فقال له "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال: والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس.

قال الحافظ: رواه عبد الرزاق" (1)

مرسل

وله عن قتادة طريقان:

الأول: يرويه مَعْمَر بن راشد عن قتادة قال: فذكره، وزاد "إن أمره بطلاقها، فأنزل الله تعالى - وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه -.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 117) عن مَعْمَر به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 41 - 42) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به.

ورواته ثقات.

الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(22/ 13) والطبراني في "الكبير"(24/ 42) من طريق يزيد بن زُرَيْع ثنا سعيد به.

ورواته ثقات.

69 -

"اتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّح"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2578) من حديث جابر" (2)

(1) 10/ 143 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

(2)

6/ 25 (كتاب المظالم - باب الظلم ظلمات يوم القيامة)

ص: 111

70 -

"اتقوا الله في النساء ولهنّ عليكم رزقهنّ وكِسْوَتهنّ بالمعروف"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1218) من حديث جابر المطول في صفة الحج، ومن جملته في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة: فذكره" (1)

71 -

"اتقوا فِرَاسة المؤمن"

سكت عليه الحافظ (2).

ضعيف

روي من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ثوبان.

فأما حديث أبي سعيد فأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 354) والترمذي (3127) عن مصعب بن سلام التميمي الكوفي

والحسن بن عرفة في "جزئه" كما في "اللآلئ"(2/ 329) والطبري في "تفسيره"(14/ 46) والعقيلي (4/ 129) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 555) والطبراني في "الأوسط"(7839) وأبو الشيخ في "الأمثال"(127) وفي "الطبقات"(2/ 164) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 232 - 233) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(ص 90 - 91) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 281 - 282 و 282) والخطيب "التاريخ"(3/ 191 و 7/ 241 - 242) والقشيري في "رسالته"(ص 115) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 146) والسبكي في "الطبقات"(2/ 268)

عن محمد بن كثير الكوفي

وابن مردويه كما في "اللآلئ"(2/ 330)

عن محمد بن مروان

ثلاثتهم عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد رفعه "اتقوا فراسة المؤمن فإنه بنظر بنور الله، ثم قرأ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)} [الحجر: 75] ".

قال الترمذي: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه"

(1) 11/ 441 (كتاب النفقات - باب كسوة المرأة بالمعروف)

(2)

16/ 44 (كتاب التعبير - باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)

ص: 112

وقال الخطيب: غريب من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد، لا نعلم رواه عنه غير عمرو بن قيس الملائي، وتفرد به محمد بن كثير عن عمرو وهو وهم، والصواب ما رواه سفيان عن عمرو بن قيس المُلائِي قال: كان يقال: اتقوا فراسة المؤمن وساق الحديث كذلك"

قلت: لم ينفرد به محمد بن كثير كما تقدم فقد تابعه مصعب بن سلام التميمي الكوفي ومحمد بن مروان.

ومحمد بن كثير ضعفه الأكثر، وقال ابن معين: لم يكن به بأس.

ومصعب بن سلام مختلف فيه: ضعفه جماعة، ومشاه آخرون.

ومحمد بن مروان لم أعرفه.

وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن عمرو بن قيس قال: كان يقال: اتقوا فراسة المؤمن

الحديث.

أخرجه العقيلي (10/ 396) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا حَرْملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثنا سفيان به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 192) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 148)

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير شيخ العقيلي، وهو صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب".

وقال السيوطي في "اللآلئ"(2/ 330): الحديث حسن صحيح"

ولم ينفرد عمرو بن قيس به بل تابعه ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد به.

أخرجه أبو نعيم في "الطب" كما في "اللآلئ"(2/ 330)

وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن سيء الحفظ كما قال أحمد وغيره.

وعطية بن سعد العَوْفِي ضعفه أحمد وهُشيم والثوري وأبو حاتم والنسائي وابن عدي وابن حبان وغيرهم.

وقال الحافظ في "تعريف أهل التقديس": ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح"

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري في "تفسيره"(14/ 46) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 94) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 145 - 146) من طريق الفُرَات بن السائب

ص: 113

الجزري عن ميمون بن مِهْران عن ابن عمر مرفوعا "اتقوا فراسة المؤمن فإنّ المؤمن ينظر بنور الله".

وإسناده ضعيف جدا، الفرات بن السائب قال البخاري: تركوه منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال الدارقطني ويعقوب بن سفيان: متروك، وقال النسائي: متروك الحديث.

وأما حديث أي أمامة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2042) وفي "الكبير"(7497) وفي "الأوسط"(3278) وابن عدي (4/ 1523 و 6/ 2401) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 118) وفي "الأربعين الصوفية"(54) والقضاعي (663) والبيهقي في "الزهد"(359) والخطيب في "التاريخ"(5/ 99) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1197) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 146 - 147) من طرق عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة مرفوعا "اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية"

وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن راشد بن سعد غير معاوية بن صالح، وعن معاوية أبو صالح"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 268

وقال السيوطي: وأما حديث أبي أمامة فإنّه بمفرده على شرط الحسن، وعبد الله بن صالح لا بأس به" اللآلئ 2/ 330

قلت: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو مختلف فيه، ضعفه جماعة، ومشاه آخرون.

ومعاوية بن صالح وراشد بن سعد الحمصيان وثقهما النسائي وابن سعد وابن حبان وغيرهم.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(126) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 147) من طريق سليمان بن أرقم أبي معاذ الصائغ عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا "أتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل".

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سليمان بن أرقم قال

ص: 114

أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال البخاري وأبو داود والنسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات"

وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبري في "تفسيره"(14/ 46 - 47) وأبو الشيخ في "الأمثال"(128) وفي "الطبقات"(2/ 164) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 81) وفي "الأربعين الصوفية"(55) والشجري في "أماليه"(1/ 250) من طرق عن سليمان بن سلمة أبي أيوب الخَبَائِرِي الحمصي ثنا أبو فراس المؤمل بن سعيد بن يوسف الرَّحبي الحمصي ثنا أبو العلاء أسد بن وداعة الطائي ثنا وهب بن منبه عن طاوس بن كيسان عن ثوبان مرفوعا "احذروا دعوة المؤمن وفراسته، فإنّه ينظر بنور الله عز وجل وبتوفيق الله عز وجل"

قال أبو نعيم: غريب من حديث وهب، تفرد به مؤمل عن أسد"

قلت: وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سلمة قال أبو حاتم: متروك الحديث لا يشتغل به، وقال ابن الجنيد: كان يكذب، وقال النسائي: ليس بشيء.

والمؤمل بن سعيد قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث.

وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا فلست أدري وقع المناكير في روايته منه أو من سليمان بن سلمة لأن سليمان كان يروي الموضوعات عن الأثبات، فإن كان منه أو من مؤمل أو منهما معا بطل الاحتجاج برواية يرويانها.

ولقد اختلفت أقوال العلماء عند مجموع هذه الأحاديث فمنهم من حكم عليه بالوضع كابن الجوزي والصغاني حيث ذكراه في الموضوعات.

ومنهم من حكم عليه بالضعف.

قال السخاوي: وكلها ضعيفة وفي بعضها ما هو متماسك لا يليق مع وجوده الحكم على الحديث بالوضع" المقاصد ص 19

وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع - الضعيفة 4/ 299

ومنهم من حكم عليه بالحُسن كما تقدم عن الهيثمي والسيوطي.

وقال الشوكاني: وعندي أن الحديث حسن لغيره وأما صحيح فلا" الفوائد المجموعة ص 244

وقال الزرقاني في "مختصر المقاصد"(ص 46): حسن لغيره"

ص: 115

وأقرب الأقوال إلى الصواب عندي هو قول من قال بضعف الحديث، والله تعالى أعلم بالصواب.

72 -

عْن أم حكيم بنت دينار عن مولاتها أم إسحاق أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بِقَصْعَةٍ من ثريد فأكلت معه، ثم ذكرت أنها كانت صائمة، فقال لها ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "أتمي قومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك"

قال الحافظ: وقد روى أحمد لهذا الحديث سببا فأخرج من طريق أم حكيم بنت دينار عن مولاتها أم إسحاق: فذكرته" (1)

أخرجه أحمد (6/ 367) والطبراني في "الكبير"(25/ 169) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 300)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

وعبد بن حميد (1590) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3306) والحافظ في "الإصابة"(13/ 174)

عن أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَد البصري

قالا: ثنا بشار بن عبد الملك قال: حدثتني جدتي أم حكيم بنت دينار مولاة أم إسحاق عن مولاتها أم إسحاق قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بخبز ولحم، قالت: وكنت أشتهي أنْ آكل من طعام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"هلمي يا أم إسحاق فكلي"، قالت: فأكلت، ثم ناولني عَرْقاً فرفعته إلى فيّ، فذكرت أني صائمة، فبقيت يدي لا أستطيع أنْ أرفعها إلى في ولا أستطيع أن أضعها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مالك يا أم إسحاق؟ " قلت: يا رسول الله إني كنت صائمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتمي صومك" فقال ذو اليدين: الآن حين شبعت؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما هو رزق ساقه الله إليها".

قال ابن عبد البر: حديث أم إسحاق فيمن أكل ناسيا غريب الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة" المجمع 3/ 157

قلت: ترجمها الحسيني في "الاكمال" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" والحافظ في

(1) 5/ 60 (كتاب الصوم - باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا)

ص: 116

"لتعجيل" ولم يذكروا فيها جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنها راويا إلا بشار بن عبد الملك فهي مجهولة.

وبشار مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين.

73 -

"أُتى النبي صلى الله عليه وسلم بسكران فأمرهم بضربه وتَبْكِيْتِه"

سكت عليه الحافظ (1).

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث عبد الرحمن بن أزْهر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجل قد

شرب الخمر فقال: "اضربوه".

74 -

حديث سَمُرَة قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بقَصْعَةٍ فيها ثَريد، فأكل وأكل القوم، فما زالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر يأكَل قوم ثم يقومون ويجيئ قوم فيتعاقبون، فقال رجل: هل كانت تُمَد بطعام؟ قال: أمّا من الأرض فلا، إلا أنْ تكون كانت تمد من السماء.

قال الحافظ: وقد روى أحمد والترمذي والنسائي من حديث سمرة قال: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 465 - 466) وأحمد (5/ 12 و 18) والدارمي (57) والترمذي (3625) والنسائي في "الكبرى"(6740) والفريابي في "الدلائل"(14 و15 و 46) وابن حبان (6529) والطبراني في "الكبير"(6967) وأبو نعيم في "الدلائل"(335) والحاكم (2/ 618) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 93) من طرق عن سليمان التيمي عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن سمرة بن جُنْدُب أنّه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَتي بقصعة من ثريد فوضعت بين يَدَي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة، يقوم قوم ويجلس آخرون، فقال رجل: يا سمرة أكانت تمد؟ قال سمرة: من أي شيء تعجب، ما كانت تمد إلا من ها هنا - وأشار بيده إلى السماء -

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عليّ شرط الشيخين"

وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح"

(1) 15/ 79 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)

(2)

7/ 412 - 413 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

ص: 117

وقال الذهبي: هذا حديث صحيح" (1)

قلت: وهو كما قالوا إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية أبي العلاء عن سمرة، ولم يخرج البخاري رواية سليمان التيمي عن أبي العلاء.

75 -

عن أبي سعيد قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بِنَشوَان، فأمر به فَنُهِزَ بالأيدي وخُفِقَ بالنعال"

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند صحيح" (2)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 289) وابن المبارك في "مسنده"(143) عن شعبة عن أبي التَيَّاح قال: سمعت أبا الوَدّاك يقول: لا أشرب في دُبَّاء بعد ما سمعت أبا سعيد يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بنشوان، فقال: يا رسول الله، إني شربت من دباء، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فَخُفِق بالنعال ونُهِزَ بالأيدي، ونهى أن يُنْتبَذ في الدباء.

لفظ الطيالسي.

ولفظ ابن المبارك: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بنشوان فقال: إني لم أشرب خمرا إنما شربت زبيبا وتمرا في دباء، فنهز بالأيدي وخفق بالنعال، ونهى عن الدباء وعن الزبيب والتمر أن يخلطا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(5292) من طريق حبان بن موسى المروزي عن ابن المبارك به.

وأخرجه أحمد (3/ 34 و 46) والطحاوي في "المشكل"(2451) وفي "شرح المعاني"(1563) والحاكم (4/ 37) والبيهقي (8/ 317) من طرق عن شعبة به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 6/ 325

قلت: وهو كما قالا، وأبو التياح اسمه يزيد بن حميد، وأبو الوداك اسمه جبر بن نوف.

76 -

حديث حذيفة قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبُرَاق فلم يُزَايِل ظهره هو وجبريل حتى انتهيا إلى بيت المقدس.

(1) تاريخ الإسلام 2/ 250 - القدسي.

(2)

15/ 70 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)

ص: 118

قال الحافظ: ووقع في حديث حذيفة عند أحمد قال: فذكره.

وقال: وفي حديث حذيفة عند الترمذي والنسائي "فما زايلا ظهر البراق".

وقال: وفي حديث حذيفة عند أحمد والترمذي "حتى فتحت لهما أبواب السماء فرأيا الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع"(1)

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 55) وعبد الرزاق في "التفسير"(2/ 372) والحميدي (448) وابن أبي شيبة (11/ 460 - 461 و 14/ 306 - 307) وأحمد (5/ 387 و 392 و 394) والترمذي (3147) والبزار (2915) والنسائي في "الكبرى"(11280) والطبري في "تفسيره (15/ 15) والطحاوي في "المشكل" (5014) وابن حبان (45) والحاكم (2/ 359) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 364 - 365) من طرق عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش عن حذيفة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل (2) يضع (3) حافره عند مننهى طرفه، فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ففتحت (4) لنا أبواب السماء ورأيت الجنة والنار (5) "

قال حذيفة: ولم يصلّ في بيت المقدس. قال زِرٌّ: فقلت له: بلى قد صلّى، قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع؟ فإني أعرف وجهك ولا أعرف اسمك، فقلت: أنا زر بن حُبَيْش، قال: وما يدريك أنّه قد صلى؟ قال: فقلت: يقول الله عز وجل ({سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)} [الإسراء: 1] قال: فهل تجده صلّى؟ لو صلّى لصليتم فيه كما تصلون في المسجد الحرام، قال زر: وربط الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء عليهم السلام، قال حذيفة: أو كان يخاف أن تذهب منه وقد آتاه الله بها.

السياق لأحمد وغيره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

(1) 8/ 205 و205 - 206 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

(2)

ولفظ الترمذي والبزار "طويل الظهر ممدود" ولفظ الطيالسي فوق الحمار ودون البغل"

(3)

وفي لفظ لأحمد والبزار والترمذي "خطوه مد البصر"

(4)

ولفظ الطيالسي "فصعد به جبريل إلى السماء، فاستفتح جبريل فأراه الجنة والنار"

(5)

زاد أحمد في رواية "ووعد الآخرة أجمع، ثم عادا عودهما على بدئهما، قال: ثم ضحك حتى رأيت

نواجذه.

ص: 119

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: إسناده حسن للخلاف في عاصم بن أبي النجود.

77 -

حديث وائل بن حُجْر قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بِدَلو من ماء فشرب منه، ثم مَجَّ في الدلو، ثم في البئر، ففاح منه مثل ريح المسك"

قال الحافظ: وفي حديث وائل بن حجر عند أحمد: فذكره" (1)

يرويه مِسْعَر بن كِدام عن عبد الجبار بن وائل بن حجر واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بدلو من ماء زمزم فتمضمض فمجّ فيه أطيب من المسك واستنثر خارجا من الدلو.

منهم:

1 -

أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.

أخرجه أحمد (4/ 318) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(821)

2 -

وكيع.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(الإتحاف 5021) وأحمد (4/ 316) والطبراني في "الكبير"(22/ 31) وأبو موسى المديني (821)

3 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

أخرجه ابن ماجه (659) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 69)

- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل ثني أهلي عن أبي.

أخرجه أحمد (4/ 315) والطبراني (22/ 51) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 257) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 182) وأبو موسى المديني (819) واسماعيل الأصبهاني في "الدلائل"(9)

- ورواه سفيان بن عيينة عن مسعر واختلف عنه:

* فقال سويد بن سعيد الهروي: ثنا سفيان عن مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه.

أخرجه ابن ماجه (659)

(1) 7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 120

وسويد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.

وتابعه الحميدي (886) ثنا سفيان به.

*وقال أسد بن موسى المصري: ثنا سفيان عن مسعر عن عبد الجبار عن بعض أهله عن أبيه.

أخرجه الطبراني (22/ 51) عن المقدام بن داود الرُّعَيني ثنا أسد بن موسى به.

ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني (820)

والمقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة.

وحديث أبي نعيم أصح.

78 -

حديث أبي بَرْزَة: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير فكان يقسمها، ورجل أسود مطموم الشعر بين عينيه أثر السجود.

قال الحافظ: وفي رواية أبي برزة عند أحمد والطبري والحاكم: فذكره.

وقال: وفي حديث أبي برزة قال: فغضب غضبا شديدا وقال "والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل عليكم مني"(1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هم شرار الخلق والخليقة"

79 -

"أُتيت بالبُرَاق فركبت حتى أتيت ببت المقدس" فذكر القصة إلى أن قال: "ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا"

قال الحافظ: ويؤيد وقوع المعراج عقب الإسراء في ليلة واحدة رواية ثابت عن أنس عند مسلم (162) ففي أوله: فذكره.

وقال: وقد حفظه ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق" فوصفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجث، فجاءني جبريل بإناءين" فذكر القصة، قال: "ثم عرج بي إلى السماء"

وقال: زاد مسلم في رواية ثابت عن أنس "فإذا هو قد أعطي شَطر الحُسْن".

وقال: ووقع في رواية ثابت عن أنس عند مسلم "فلما غشيها من أمر الله ما غشيها

(1) 15/ 321 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

ص: 121

تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حُسنها" وفي رواية حميد عن أنس عند ابن مردويه نحوه، لكن قال: "تحولت قوتا ونحو ذلك".

وقال: ووقعت هذه الزيادة أيضا عند مسلم من طريق ثابت عن أنس وفيه أيضا "ثم لا يعودون إليه أبدا".

وقال: وقد وقع عند مسلم من طريق ثابت عن أنس أيضا أنَّ إتيانه بالآنية كان ببيت المقدس قبل المعراج ولفظه "ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاء جبريل بإناء من خمر، واناء من لبن، فأخذت اللبن، فقال جبريل: أخلت الفطرة، ثم عرج إلى السماء"

وقال: وفي رواية ثابت عن أنس عند مسلم "حتى قال: يا محمد، هي خمس صلوات في كل يوم وليلة، كل صلاة عشرة فتلك خمسون صلاة، ومن همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة"(1)

80 -

"أُتيت بالبُرَاق فركبت خلف جبريل"

قال الحافظ: وعند أبي يعلى والحاكم من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره.

وقال: وفي حديث ابن مسعود عند أبي يعلى والبزار "إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه".

وقال: في صحيح ابن حبان من حديث ابن مسعود أن جبريل حمله على البراق رديفا له، وفي رواية الحارث في "مسنده" أُتي بالبراق فركب خلف جبريل فسار بهما".

وقال: وفي رواية أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه نحوه وزاد "ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد، ثم أقيمت الصلاة فأممتهم".

وقال: وفي حديث ابن مسعود عند مسلم "وحانت الصلاة فأممتهم"(2)

وقال: وفي رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنّه مرّ بموسى عليه السلام وهو يرفع صوته فيقول: أكرمته وفضلته، فقال جبريل: هذا موسى، قلت: ومن يعاتب؟ قال: يعاتب ربه فيك، قلت: ويرفع صوته على ربه؟ قال: إن الله قد عرف له حدّته" وفي حديث ابن مسعود عند الحارث وأبي يعلى والبزار "وسمعت صوتا وتذمرا، فسألت جبريل فقال:

(1) 8/ 197 و 206 و 209 و 213 و 214 و 215 و 216 (كتاب أحاديث الأنبياء - حديث الإسراء والمعراج)

(2)

بل أخرجه مسلم (172) من حديث أبي هريرة.

ص: 122

هذا موسى، قلت: على من تذمره؟ قال: على ربه، قلت: على ربه! قال: إنّه يعرف ذلك منه.

وقال: وفي رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أنّ إبراهيم الخليل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا بنيّ إنك لاق ربك الليلة، وإنّ أمتك آخر الأمم وأضعفها فإنْ استطعت أنْ تكون حاجتك أو جلّها في أمتك فافعل" (1)

ضعيف

ذكره الحافظ من حديث ابن مسعود من طريقين:

الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود مرفوعا "أُتيت بالبراق فركبته خلف جبرائيل فسار بنا فكان إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه

وذكر الحديث بطوله.

أخرجه الحارث (بغية الباحث 22 و 23) والبزار (1568) وأبو يعلى (5036) والطحاوي في "المشكل"(5008 و 5012) والعقيلي (4/ 188) والطبراني في "الكبير"(9976) والحاكم (4/ 606) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة ميمون الأعور عن إبراهيم النخعي به.

قال العقيلي: لا يتابع أبو حمزة عليه ولا على كثير من حديثه"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه بهذا اللفظ إلا حماد بن سلمة عن أبي حمزة بهذا الإسناد عن ابن مسعود"

وقال الحاكم: هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور، وقد أختلفت أقاويل أئمتنا فيه، وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان في ذكر المعراج"

وقال الذهبي: قلت: ضعفه أحمد وغيره"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 74

قلت: ميمون لم يخرج له الشيخان شيئا، بل قال البخاري: ضعيف، ذاهب الحديث، وقال أحمد: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.

الثاني: يرويه أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا "أتاني جبريل بدابة فوق

(1) 8/ 204 و 205 و 206 و 207 و 210 - 211 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

ص: 123

الحمار ودون البغل، فحملني عليه، ثم انطلق يهوي بنا، كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه، وإذا هبط استوت يداه مع رجليه .. وذكر الحديث بطوله.

أخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(69) عن مروان بن معاوية الفزاري عن قَنَان بن عبد الله النَّهْمِي ثنا أبو ظَبْيان الجَنْبِي عن أبي عبيدة به.

قال ابن كثير: إسناد غريب ولم يخرجوه" التفسير 3/ 16

قلت: وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قاله الترمذي والنسائي وغيرهما.

81 -

"أُتيت بدابة فوق الحمار ودون البَغْل" الحديث وفيه "فركبت ومعي جبريل فسرت فقال: أنزل فصلِّ، ففعلت، فقال: أتدري أين صليت؟ صليت بطيبة وإليها المُهَاجَرة"

قال الحافظ: وقع عند النسائي من رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وقال: وزاد في رواية يزيد بن أبي مالك "ثم دخلت بيت المقدس فجمع لي الأنبياء فقدمني جبربل حتى أَمَهتُهُمْ"

وقال: وللنسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس نحوه موصولا، وزاد "وكانت تُسَخَّر للأنبياء قبله"

وقال: وفي رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند ابن أبي حاتم "فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناسّ كثير، ثم أذّن مؤذن فأقيمت الصلاة فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا فأخد بيدي جبريل فقدمني فصليت بهم"

وقال: ووقع في رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس "جراد من ذهب"

وقال: ووقع في رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند ابن أبي حاتم أنّه بعد أن رأى إبراهيم قال: "ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة حتى انتهى إلى نهر عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد وعليه طير خضر أنعم طير رأيت، قال جبريل: هذا الكوثر الذي أعطاك الله، فإذا فيه آنية الذهب والفضة. يجري على رضراض من الياقوت والزمرد، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، قال: فأخذت من آنيته فاغترفت من ذلك الماء فشربت فإذا هو أحلى من العسل، وأشدّ رائحة من المسك"

وقال: وفي رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند النسائي "وأتيت سدرة المنتهى فغشيتني ضَبَابة فخررت ساجدا، فقيل لي: إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك

ص: 124

وعلى أمتك خمسين صلاة، فقم بها أنت وأمتك" فذكر مراجعته مع موسى، وفيه "فإنّه فرض على بني إسرائيل صلاتان فما قاموا بهما" وقال في آخره "فخمس بخمسين فقم بها أنت وأمتك، قال: فعرفت أنها عزمة من الله فرجعت إلى موسى فقال لي: ارجع، فلم أرجع"

وقال: وفي رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس عند ابن أبي حاتم "إنّ جبريل قال: يا محمد، هل سألت ربك أن يريك الحور العين؟ قال: نعم، قال: فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن، قال: فأتيت إليهنّ فسلمت فرددن، فقلت: من أنتنّ؟ فقلن: خيرات حسان"(1)

يرويه سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يزيد (2) بن أبي مالك واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن سعيد بن عبد العزيز ثنا يزيد بن أبي مالك ثنا أنس بن مالك رفعه "أُتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل، خَطوُهَا عند منتهى طَرْفِهَا، فركبت ومعي جبريل عليه السلام، فسرت، فقال: أنزل فصلّ، ففعلت، فقال: أتدري اين صليت؟ صليت بطيبة واليها المُهَاجر

وذكر الحديث بطوله.

منهم:

1 -

مخلد بن يزيد القرشي الحرّاني.

أخرجه النسائي (1/ 180 - 181) عن عمرو بن هشام أبي أمية الحرّاني ثنا مخلد به.

2 -

عبد الله بن صالح المصري.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(341 و 2/ 420)

3 -

يحيى بن صالح الوُحَاظِي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(341 و 2/ 420)

4 -

مروان بن محمد الطاطَرِي.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(567)

- وقال أبو مسهر عبد الأعلى بن مُسهر الدمشقي: عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مالك عن بعض أصحابه عن أنس.

(1) 8/ 199 و 205 و 207 و 212 و 213 - 214 و 216 و 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب الإسراء والمعراج)

(2)

هو يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الدمشقي.

ص: 125

قاله المزي في "التحفة"(1/ 439)

وتابعه عمرو بن أبي سلمة التَّنِّيسي عن سعيد بن عبد العزيز به.

قاله المزي.

والأول أصح فقد صرّح يزيد بن أبي مالك بالتحديث من أنس، والإسناد إليه صحيح.

لكن قال ابن كثير: هذه الطريق فيها غرابة ونكارة جدا" التفسير 3/ 5

قلت: ولم ينفرد سعيد بن عبد العزيز به بل تابعه خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن أنس به.

أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 6 - 7) عن أبيه ثنا هشام بن عمار ثنا خالد بن يزيد به.

قال ابن كثير: هذا سياق فيه غرائب عجيبة"

قلت: خالد بن يزيد مختلف فيه، وثقه أبو زرعة الدمشقي وغيره، وضعفه ابن معين وجماعة.

82 -

حديث معاوية بن قُرَّةِ بن إياس المزني حدثني أبي قال: أَتيت النبي صلى الله عليه وسلم في رَهْط من مزينة فبايعناه وإنّ قميصه لَمُطلَق، فبايعته، ثم أدخلت يدي في حبيب قميصه فمسست الخاتم.

ذكر الحافظ هذا الحديث وغيره ثم قال: وكلها في السنن وأكثرها في الترمذي.

وقال: وفي حديث قرة بن إياس الذي أخرجه أبو داود والترمذي وصححه هو وابن حبان: لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأدخلت يدي في حبيب قميصه فمسست الخاتم" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 144) عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي

ومن طريقه البزار (3309)

وأخرجه ابن سعد (1/ 426 و460) وابن أبي شيبة (8/ 385 - 386) وأحمد (3/ 434 و 4/ 19 و 5/ 35) وأبو داود (4082) وابن ماجه (3578) والترمذي في "الشمائل"(57) والروباني (941) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2775) وفي "الصحابة"(1997)

(1) 12/ 380 و 381 (كتاب اللباس - باب لبس القميص)

ص: 126

وأبو بكر الشافعي بقي "فوائده"(431) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 358) وابن حبان (5452) والطبراني في "الكبير"(19/ 21 - 22) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(253) وفي "الشمائل"(743) والبيهقي في "الشعب"(5827 و 5828) وفي "الآداب"(749) وأبو نعيم في "الصحابة"(5778) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3084) والمزي (20/ 28) من طرق عن زهير بن معاوية ثنا عروة بن عبد الله بن قشير أبو مَهَل الجعفي ثنا معاوية بن قرة ثني أبي قال: فذكره.

قال أبو القاسم البغوي: لم يرو هذا الحديث فيما أعلم غير زهير، وهو غريب"

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد عروة بن عبد الله به بل تابعه:

1 -

قرة بن خالد السدوسي.

قال الطيالسي (ص 144): ثنا قرة بن خالد ثنا معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أرني الخاتم؟ فقال "أدخل يدك" فأدخلت يدي في جُرُبَّانِهِ فجعلت ألمس انظر إلى الخاتم فإذا هو على نُغْض كتفه مثل البيضة (1) فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي وإن يدي لفي جربانه.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5777) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 264 و 264 - 265) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 401)

وأخرجه أحمد (3/ 434 - 435 و 5/ 35) والبزار (3314) والنسائي في "الكبرى"(8307) والطبراني في "لكبير"(19/ 24 - 25 و 25) من طرق عن قرة بن خالد به.

وإسناده صحيح.

2 -

زياد بن أبي زياد الجَصَّاص.

أخرجه الطبراني (19/ 22) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي ثنا محمد بن يزيد ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسست الخاتم الذي بين كتفيه، وقبّلت يدي ثم جئت، فقال:"ممن أنت؟ " قلت: من مزينة.

وزياد الجصاص قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.

(1) وفي لفظ "على نغض كتفه مثل السلعة"

ص: 127

3 -

الفرات بن أبي الفرات البصري.

أخرجه البزار (3308)

عن عبد الله بن معاوية الجُمَحِي

والروياني (944)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

كلاهما عن الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أرني الخاتم، قال: فنظرت إليه فإذا أزراره محلولة.

- ورواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن الفرات قال: سمعت الفُضيل بن طلحة يحدث عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: انطلقت مع أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه محلول الإزار فأدارني من خلفه فوقع يده على الخاتم.

أخرجه الطبراني (19/ 30) وأبو نعيم في "الصحابة"(2818)

وتابعه إبراهيم بن الحجاج ثنا الفرات به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2818)

- ورواه سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي عن الفرات واختلف عنه:

*فقال محمد بن عبد الله بن رُسْتَه: ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه.

أخرجه أبو الشيخ (254)

*وقال إبراهيم بن نائلة الأصبهاني: ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا الفرات قال: سمعت الفضيل بن طلبة يحدث عن معاوية بن قرة عن أبيه.

أخرجه الطبراني (19/ 30)

والفرات مختلف فيه، قواه ابن حبان وغيره، وضعفه الساجي وغيره.

83 -

حديث أبي رِمْثَة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بُردَان أخضران وله شعر قد علاه الشيب، وشيبه أحمر مخضوب بالحناء"

قال الحافظ: رواه الحاكم وأصحاب السنن من حديث أبي رِمْثَة قال: فذكره" (1)

صحيح

(1) 7/ 380 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 128

يرويه إياد بن لَقِيط السَّدوسي عن أبي رِمْثَة التيمي، وعن إياد غير واحد، منهم:

1 -

عبد الملك بن عمير الكوفي.

أخرجه ابن سعد (1/ 427) وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5509) وأحمد (2/ 227 و 4/ 163) وابنه (2/ 227 و 228) والبخاري في"الكبير"(2/ 1/ 321) والترمذي في "الشمائل"(42 و 44) والدارمي (2393) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1140) وفي "الديات"(ص 121) وابن الجارود (770) والنسائي (8/ 180) وفي "الكبرى"(9657) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير 915) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(493 و 495 و 686 و 687 و 690) وابن أبي حاتم في "العلل"(1438) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 241) والطبراني في "الكبير"(22/ 283) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(260) والحاكم (2/ 607) وأبو نعيم في "الصحابة"(6790) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 237) وفي "الأسماء"(ص 111) وفي "الشعب"(1438) وأبو محمد البغوي في "الشمائل"(176 و 753) من طرق عن عبد الملك بن عمير عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعي ابني (1)، فقلت لابني لما رأيته: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته رِعْدَة هيبة له، فقلت: يا نبي الله إني رجل طبيب، وإنّ والدي طبيب، من أهل بيت نتطبب (2)، فأرني (3) ظهرك، فإن تكن سِلْعة أبطها، وإنْ تك غير ذلك أخبرتك، فإنّه ليس إنسان أعلم بخرج أو خراج مني، فقال:"أجل (4) طبيبه الله عز وجل" وعليه بردان أخضران، وله شعر قد علاه الشيب، وشيبه أحمر، فقال لي "ابنك هذا؟ " قلت: أي وربّ الكعبة، قال:"ابن (5) نفسك"؟ فقلت: أشهد به، فقال:"إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" السياق لابن أبي عاصم.

قال الحاكم: صحيح الاسناد"

قلت: وهو كما قال.

2 -

عبيد الله بن إياد بن لقيط.

أخرجه ابن سعد (1/ 426 و 427 و 438 و 452 - 453) وأحمد (2/ 226 و 228)

(1) زاد أحمد "فأرانيه إياه"

(2)

ولفظ أحمد والطبراني "أطباء" ولفظ عبد الله "طِب" وزاد "الله ما يخفى علينا من الجسد عرق، ولا عظم"

(3)

وفي لفظ لعبد الله "فأرنى هذه التي على كتفك"

(4)

ولفظ الطبراني "لا طبيب إلا الله"

(5)

ولفظ الطبراني "من نفسك؟ "

ص: 129

وابنه (2/ 227 - 228 و 228) والدارمي (2394) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 619 - 620) وأبو داود (4065 و 4206 و 4495) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 21) والترمذي (2812) وفي "الشمائل"(63) والنسائي (3/ 151) وفي "الكبرى"(1781) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5510 و 5511) والدولابي في "الكنى"(1/ 29) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير 912) وابن قانع (3/ 241) وابن حبان (5995) والطبراني في "الكبير"(22/ 281 - 282) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 115) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(196) والحاكم (2/ 425) وأبو نعيم في الصحابة (2740) وفي "الحلية"(9/ 40) والبيهقي (8/ 27 و 345) وفي "الدلائل"(1/ 237 و 265) وفي "الشعب"(5981) والبغوي في "الشمائل"(754) من طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط قال: حدثني إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقشعررت حين قال ذاك، وكنت أظنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لا يشبه الناس، فإذا بشر ذو وَفْرَة وبها رَدْعٌ من حِنّاء عليه ثوبان أخضران، فسلّم عليه أبي، ثم جلسنا فتحدثنا ساعة، ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي "ابنك هذا؟ " قال: إي ورت الكعبة، قال:"حقا؟ " قال: أشهد به، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي بأبي ومن حلف أبي علي، ثم قال:"أما أنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" قال: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ثم نظر أبي إلى مثل السِّلْعة بين كتفيه، فقال: يا رسول الله، إني لأطب الرجال، ألا أعالجها لك؟ قال:"لا، طبيبها الذي خلقها".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

3 -

علي بن صالح بن صالح بن حَي الهَمْداني.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 450 - 451) وفي "مسنده"(801) وأحمد (4/ 163) وابنه (2/ 227) وعمر بن شبة (2/ 619) وابن أبي عاصم (1141) والطبراني في "الكبير"(22/ 282) من طرق عن علي بن صالح عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: دخلت المسجد مع أبي وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قاعد في ظل الكعبة، قال لي: أرأيت الرجل الذي في ظل الكعبة؟ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذتني رعدة شديدة، وعليه ثوبان أخضران أو بردان أخضران وبه رَدْعٌ من حناء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا ابنك؟ " قال: إي وربّ الكعبة، قال:"لا يجني عليك ولا تجني عليه" السياق للطبراني.

وإسناده صحيح.

ص: 130

4 -

سفيان الثوري:

أخرجه ابن سعد (1/ 427) وابن أبي شيبة في "مسنده"(800) وأحمد (2/ 226 و 4/ 163) وأبو داود (4208) وابن أبي عاصم (1142) والنسائي (8/ 121) وفي "الكبرى"(9356 و 9357) والطبراني في "الكبير"(22/ 280 و 280 - 281) والبيهقي في "الشعب"(5982) من طرق عن سفيان الثوري عن إياد بن لقيط قال: سمعت أبا رمثة قال: خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت (1) برأسه رَدْع حناء، ورأيت على كتفه مثل التفاحة، قال أبي: إني طبيب ألا أبطها لك؟ قال: "طبيبها الذي خلقها" وقال لأبي: "هذا ابنك؟ " قال: نعم (2)، قال "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه".

وإسناده صحيح.

5 -

عبد الملك بن سعيد بن حَيَّان بن أبْجَر الهَمْداني.

أخرجه الشافعي في "الأم"(6/ 4) والحميدي (866) وابن أبي شيبة (8/ 4) وأحمد (2/ 226 - 227 و 4/ 163) وعمر بن شبة (2/ 620) وأبو داود (4207) وابن أبي عاصم (1143) وفي "الديات"(ص 120 - 121) والحربي في "الغريب"(1/ 316) والنسائي (8/ 47) وفي "الكبرى"(7036) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير 910) والمحاملي (376) والدينوري في "المجالسة"(2776) وابن الأعرابي (ق 79 - 80) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 189) والطبراني في "الكبير"(22/ 279 - 280 و 280) والرامهرمزي (261) والبيهقي (8/ 27) والبغوي في "شرح السنة"(2534) من طرق عن عبد الملك بن سعيد عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي وأنا غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل جالس (3) وبلمته رَدْع من حناء، فقال لأبي:"من هذا معك؟ " قال: إبني (4) وربّ الكعبة، قال:"إني أراه ابنك، أما انه لا يجني عليك ولا تجني عليه" فقال أبي: إني رجل طبيب فأرني هذه السِّلْعة التي بظهرك فأقطعها، قال:"لست بطبيب ولكنك رفيق، طبيبها الذي وضعها (5) " السياق لابن الأعرابي.

وإسناده صحيح.

(1) ولفظ أبي داود وغيره "وكان قد لطخ لحيته بالحناء" وفي لفظ للنسائي "بالصفرة"

(2)

زاد أحمد في رواية "قال: أتحبه؟ قال: نعم"

(3)

زاد الطبراني "بفناء بيته"

(4)

ولفظ الحميدي "ابني أشهد لك به"

(5)

ولفظ أبي داود "خلقها"

ص: 131

6 -

قيس بن الربيع الأسدي.

أخرجه عبد الله بن أحمد (2/ 227 و 4/ 163) عن محمد بن بكار بن الريان ثنا قيس بن الربيع عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي وأنا غلام فأتينا رجلا من الهاجرة جالسا في ظل بيته وعليه بردان أخضران وشعره وفرة وبرأسه رَدْع من حناء، فقال لي أبي: أتدري من هذا؟ فقلت: لا، قال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث.

وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ومحمد وإياد ثقتان.

7 -

أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني.

أخرجه عبد الله بن أحمد (4/ 163) عن العباس بن محمد الدوري

والطبراني في "الكبير"(22/ 281) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي

قالا: ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن الشيباني عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة أنّه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال:"ابنك هذا؟ " قال: نعم، قال:"أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه".

وإسناده صحيح.

8 -

أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري.

أخرجه الطبراني (22/ 279) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جُبَارة بن المُغَلِّس ثنا عبد الغفار بن القاسم عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيته قال لي أبي: هل تدري من هذا؟ فقلت: لا، فقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث بطوله.

وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث.

9 -

غَيلان بن جامع الكوفي.

أخرجه أحمد (4/ 163) ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 21) والطبري (مسند الزبير 911) وأبو القاسم البغوي (496 و 2/ 337) والطبراني (22/ 284) وابن عدي (4/ 1417) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 238) من طرق عن أبي سفيان سعيد بن يحيى الحِمْيري عن الضحاك بن حُمْرَة عن غيلان بن جامع عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وله شعر يضرب منكبيه مخضوب بالحناء والكَتَم.

السياق للطبراني.

ص: 132

وإسناده ضعيف لضعف الضحاك بن حمرة.

10 -

صدقة بن أبي عمران الكوفي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 282) و"الأوسط"(9256) من طريق سعدان بن يحيى اللخمي عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو ذو وَفْرَة بها رَدْع من حناء وعليه ثوبان أخضران"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن صدقة بن أبي عمران إلا سعدان بن يحيى وعباد بن صهيب، ورواه يزيد بن إبراهيم التُسْتَرِي عن صدقة عن ثابت بن منقذ عن أبي رمثة"

قلت: اختلف فيه على يزيد بن إبراهيم:

* فقال حجاج بن منهال البصري: عن يزيد بن إبراهيم عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: فذكر الحديث بطوله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 282 - 283).

* وقال شيبان (1) بن أبي شيبة الأُبُلي: ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا صدقة بن أبي عمران عن ثابت بن منقذ عن أبي رمثة.

أخرجه عبد الله بن أحمد (2/ 227) وأبو القاسم البغوي (494 و 688 و 689)

84 -

عن أبي جُرَي جابر بن سليم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُحْتَب بشَمْلَة وقد وقع هُدْبها على قدميه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقل عليك السلام"

85 -

حديث أم هانئ: أَتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فسلمت عليه"

قال الحافظ: وثبت في مسلم حديث أم هانئ: فذكره" (3)

أخرجه مسلم (1/ 498) عن أم هانئ قالت: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فسلمت، فقال:"من هذه؟ " قلت: أم

(1) هو شيبان بن فروخ.

(2)

12/ 379 (كتاب اللباس - باب الإزار المهدب)

(3)

13/ 270 (كتاب الإستئذان - باب تسليم الرجال على النساء)

ص: 133

هانئ بنت أبي طالب، قال:"مرحبا بأمّ هانئ" فلما فرغ من غسلته قام فصلى ثماني ركعات مُلْتَحِفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي عليّ بن أبي طالب أنّه قاتل رجلا أجرته: فلان ابن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد أجَرْنا من أجَرْت يا أم هانئ" قالت أم هانئ: وذلك ضحى.

وأخرجه البخاري أيضا (فتح 13/ 169)

86 -

عن أم هانئ قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمة تستره فسلّمت عليه.

قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (1/ 498) عن أم هانئ: فذكره" (1)

87 -

حديث حذيفة: أتى النبي صلى الله عليه وسلم مَلَك وقال: إنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة"

قال الحافظ: وعند الحاكم من حديث حذيفة بسند جيد: فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ملك فبشره"

88 -

"أثبت فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيد"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 8/ 38) من حديث أنس.

89 -

"أثبت فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان"

سكت عليه الحافظ (4).

أخرجه البخاري (فتح 8/ 38) من حديث أنس.

90 -

عن ابن مسعود أنّه سئل: كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال: سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اثنا عشر كعدّة نقباء بني اسرائيل".

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار من حديث ابن مسعود بسند حسن" (5)

ضعيف

(1) 13/ 256 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

(2)

8/ 106 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب فاطمة)

(3)

8/ 205 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

(4)

7/ 418 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

(5)

16/ 339 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمد بن المثنى)

ص: 134

أخرجه أحمد (1/ 398 و 406) وإسحاق في "مسنده"(المطالب 2110) والبزار (937 أو 1938) وأبو يعلى (5031 و 5322 و 5323) والهيثم بن كليب (408) والطبراني في "الكبير"(10310) والحاكم (4/ 501) من طرق عن مُجَالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن مسروق قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال ابن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له اسنادا عن عبد الله أحسن من هذا الإسناد، على أنّ مجالدا قد تكلم فيه أهل العلم"

وقال الحاكم: لا يسعني التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه رحمهم الله"

وقال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا".

وقال الهيثمي: وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 190

وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 2/ 368 - مختصر الإتحاف 6/ 436

قلت: إسناده ضعيف لضعف مجالد، قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وقال الحافظ في "لتقريب": ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره.

وخالفه الأشعث بن سَوَّار الكندي نرواه عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال: جاء أعرابي إلى ابن مسعود، فذكر الحديث.

أخرجه إسحاق (المطالب 2110) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأشعث به.

وأشعث قال أبو داود وغير واحد: ضعيف.

91 -

"اثنان فما فوقهما جماعة"

قال الحافظ: ورد من طرق ضعيفة منها في ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري، وفي معجم البغوي من حديث الحكم بن عمير، وفي أفراد الدارقطني من حديث

ص: 135

عبد الله بن عمرو، وفي البيهقي من حديث أنس، وفي "الأوسط" للطبراني من حديث أبي أمامة" (1)

ضعيف

روي من حديث أبو موسى ومن حديث الحكم بن عمير الثمالي ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث سمرة بن جندب.

فأما حديث أبي موسى فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 531) وعبد بن حميد (567) وابن ماجه (972) والروياني (586) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 308) والعقيلي (2/ 53) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(846 و 847) وابن عدي (3/ 989) والدارقطني (1/ 280) والحاكم (4/ 334) وابن حزم في "الأحكام في أصول الأحكام"(1/ 503 - 504) والبيهقي (3/ 69) والخطيب في "التاريخ"(8/ 415 و 11/ 45 - 46) وأبو عبد الله الدقاق في "مشيخته"(27) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 483) من طريق الربيع بن بدر عن أبيه عن جده عمرو بن جَرَاد عن أبي موسى به مرفوعا.

قال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير الربيع بن بدر"

وقال ابن حزم: حديث لم يصح، الربيع بن بدر ساقط بإجماع، وأبوه مجهول، فسقط الحديث"

وقال البيهقي: الربيع بن بدر ضعيف"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الربيع ووالده بدر بن عمرو" المصباح 1/ 119

وقال الزيلعي: الحديث ضعيف" نصب الراية 2/ 198

وقال الحافظ: هذا حديث غريب وإسناده ضعيف، الربيع بن بدر اتفقوا على تضعيفه، ولم يَرو عن أبيه بدر غيره"

وقال النووي: ضعيف جدا" الخلاصة 2/ 674

وأما حديث الحكم بن عمير فأخرجه ابن سعد (7/ 415) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(482) وابن عدي (5/ 1890) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 138) من طريق بقية بن الوليد عن عيسى بن إبراهيم القرشي عن موسى بن أبي حبيب قال: سمعت الحكم بن عمير الثمالي رفعه "اثنان فما فوق ذلك جماعة"

(1) 2/ 282 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب اثنان فما فوقهما جماعة)

ص: 136

قال الزيلعي: الحديث ضعيف"

قلت: عيسى بن إبراهيم قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

وقال أبو حاتم أيضا: روى الحكم بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر السماع ولا لقاء أحاديث منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب وهو شيخ ضعيف الحديث، ويروي عن موسى بن أبي حبيب عيسى بن إبراهيم وهو ذاهب الحديث.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الدارقطني (1/ 281) من طريق عثمان بن عبد الرحمن المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "اثنان فما فوقهما جماعة".

قال الزيلعي: الحديث ضعيف"

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 483

قلت: عثمان بن عبد الرحمن هو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص الوَقّاصي كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1203) والبيهقي (3/ 69) من طريق محمد بن الصلت الأسدي ثنا سعيد بن زَرْبِي ثنا ثابت عن أنس مرفوعا "الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة، وما كثر فهو خير"

قال البيهقي والزيلعي: ضعيف"

وقال النووي: ضعيف جدا" الخلاصة 2/ 674

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 483

قلت: وهو كما قالوا لضعف سعيد بن زربي.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6620) وابن عدي (6/ 2316) وابن حزم في "الأحكام"(1/ 504) من طريق مَسْلمة بن علي الخُشَنِي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "اثنان فما فوقهما جماعة".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن الحارث إلا مسلمة"

وقال ابن حزم: حديث لم يصح، مسلمة بن علي ضعيف بلا خلاف"

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 483

ص: 137

وأما حديث سمرة فأخرجه الروياني (835) عن محمد بن إسحاق الصغاني ثنا موسى بن محمد أنا حسن بن حبيب عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة مرفوعا "الإثنان فما فوقهما جماعة"

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي.

92 -

"اثنان لا نجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق، وامرأة غضب زوجها حتى ترجع" قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وصححه الحاكم" (1)

حسن

أخرجه الطبراني في "الصغير"(478)

عن إبراهيم بن أبي الوزير المكي

والحاكم (4/ 173)

عن أبي عمرو بكر بن بكار القيسي البصري

قالا: ثنا عمر بن عبيد الطنافسي عن ابراهيم بن مهاجر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع".

قال الطبراني: لم يَروه عن إبراهيم بن مهاجر إلا عمر بن عبيد، ولا عنه إلا إبراهيم بن أبي الوزير"

كذا قال، وقد تابعه بكر بن بكار عن عمر بن عبيد كما في رواية الحاكم.

وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 3/ 29 و 59

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 313

قلت: إبراهيم بن مهاجر هو ابن جابر البَجَلي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه. وللحديث شاهد عن ابن عباس وعن أبي أمامة وعن أبي سعيد الخدري وعن جابر بن عبد الله وعن قتادة مرسلا وعن الحسن مرسلا فيتقوى بها.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (971) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(336)

(1) 11/ 205 (كتاب النكاح - باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها)

ص: 138

عن محمد بن عمر بن هَيَّاج الكوفي

وابن حبان (1757) والطبراني في "الكبير"(12275)

عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني

قالا: ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرْحَبي ثنا عُبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان مُتَصَارِمَان".

قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 703

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 1/ 119

قلت: بل إسناده حسن، يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي قال ابن نمير: لا بأس به، وقال الدارقطني: صالح يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ.

وعبيدة بن الأسود هو ابن سعيد الهمداني قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته وكان فوقه ودونه ثقات.

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما دلس.

والباقون ثقات.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 408) عن علي بن حسن بن شَقيق عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم حتى يرجعوا: العبد الآبق، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وامام قوم وهم له كارهون".

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(8090 و8098)

وأخرجه الترمذي (360) والبغوي في "شرح السنة"(838)

عن محمد بن إسماعيل البخاري

والبيهقي في "معرفة السنن"(5959)

عن إبراهيم بن هلال البوزنجردي

كلاهما عن علي بن الحسن بن شقيق به.

ص: 139

قال الترمذي: حديث حسن غريب"

وقال البيهقي: أبو غالب اسمه حَزَوَّر ولم يحتج به صاحبا الصحيح، وزعم أبو عبد الرحمن النسائي أنّه ضعيف"

وقال أيضا: رُوي عن أبي غالب عن أبي أمامة وليس بالقوي"

وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 193

وقال النووي: حسنه الترمذي وضعفه البيهقي، والأرجح هنا قول الترمذي" الخلاصة 2/ 704

قلت: إسناده حسن، علي بن الحسن بن شقيق ثقة، وحسين بن واقد صدوق، وأبو غالب صاحب أبي أمامة مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ فهو حسن الحديث.

وأما حديث أي سعيد فأخرجه البيهقي (3/ 128) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا إسماعيل عن عطاء عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم: رجل أَمَّ قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها، ومملوك فرّ من مولاه".

وقال: وهذا إسناد ضعيف" المعرفة 4/ 227

قلت: وعلته إسماعيل وهو ابن عياش فإنّ روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، فإنّ عطاء هو ابن عجلان (1) وهو بصري.

وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه ابن خزيمة (940) وابن حبان (5355) وابن عدي (3/ 1074) والبيهقي (1/ 389) وفي "الشعب"(5202 و 5203 و 8237 و 8353) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، ولا يصعد لهم حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم، والمرأة الساخط علبها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحو".

- ورواه موسى بن أيوب أبو عمران النصيبي عن الوليد بن مسلم واختلف عنه:

* فقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ثنا موسى بن أيوب ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن ابن المنكدر عن جابر.

(1) قال ابن معين والفلاس: كذاب.

ص: 140

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5203)

* وقال نعيم بن محمد الصوري: ثنا موسى بن أيوب ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9227)

والأول أصح.

قال البيهقي: تفرد به زهير هكذا"

وقال الذهبي في "المهذب": قلت: هذا من مناكير زهير" فيض القدير.

قلت: زهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما يستفاد ذلك من كلام البخاري وأحمد وأبي حاتم وابن عدي والعجلي، وهذه الرواية منها فإن الوليد بن مسلم شامي.

وأما حديث قتادة فأخرجه البيهقي (3/ 128) وفي "المعرفة"(5963) من طريق أحمد بن منصور الرّمادي ثنا عبد الرزاق أنا مَعْمر عن قتادة قال: لا أعلمه إلا رفعه قال: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: عبد آبق من سيده حتى يأتي فيضع يده في يده، وامرأة بات زوجها غضبان عليها، ورجل أمَّ قوما وهم له كارهون".

ورجاله ثقات.

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:

الأول: يرويه هُشيم ثنا هشام بن الحسن ثنا الحسن رفعه "ثلاثة لا تقبل لهم صلاة: رجل أمَّ قوما وهم له كارهون، والعبد إذا أبق حتى يرجع إلى مولاه، والمرأة إذا باتت مهاجرة لزوجها عاصية له".

رجاله ثقات.

الثاني: يرويه بقية ثنا إسماعيل عن الحجاج بن أَرْطَاة عن قتادة عن الحسن رفعه "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم: رجل أمَّ قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها، ومملوك فرَّ من مولاه".

أخرجه البيهقي (3/ 128)

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، والحجاج وقتادة مدلسان وقد عنعنا.

ص: 141

93 -

"اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم"

قال الحافظ: وقد روى أبو داود من حديث وَحْشِي بن حرب رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 501) وأبو داود (3764) وابن ماجه (3286) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(482) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 185) وابن حبان (5224) والطبراني في "الكبير"(22/ 139) والحاكم (2/ 103) وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين"(ص 68) وفي "الصحابة"(6520) والبيهقي (5/ 258) وفي "الآداب"(703) وفي "الدلائل"(6/ 119) وفي "الشعب"(5449) وابن أبي الصقر في "مشيخته"(54) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(72) والمزي (5/ 539) من طرق عن الوليد بن مسلم ثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب الحبشي عن أبيه عن جده وحشي قال: قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، قال:"تجتمعون على طعامكم أو تتفرقون؟ " قالوا: نتفرق، قال:"اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه".

قال الحافظ العراقي: إسناده حسن" تخريج الاحياء 2/ 4 - حلبي

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(11/ 50 - 52) في ترجمة وحشي: رُويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه حرب بن وحشي عن أبيه وحشي، وهو إسناد ليس بالقوي يأتي بمناكير.

وقال أيضا: وهو إسناد ضعيف لا يحتج به، وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم تُرو بغير ذلك الإسناد"

وقال الحافظ: في صحته نظر، فإنّ وحشي الأعلى هو قاتل حمزة، وثبت أنه لما أسلم قال له المصطفى "غَيّب وجهك عني" فيبعد سماعه منه بعد ذلك إلا أن يكون أرسل" فيض القدير.

قلت: وهو كما قالا، وحرب بن وحشي بن حرب ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي الحمصي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

(1) 11/ 508 (كتاب الأطعمة - باب من أدخل الضيفان عشرة عشرة)

ص: 142

وابنه وحشي بن حرب ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال العجلي: لا بأس به.

وقال صالح بن محمد جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وللحديث شاهد عن عمر رفعه "كلوا جميعا ولا تفرفوا فإنّ البركة مع الجماعة".

أخرجه ابن ماجه (3287) من طريق. عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر به.

وإسناده ضعيف لضعف عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير.

قال المنذري: رواه ابن ماجه، وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث" (1)

الترغيب 3/ 133

وله شاهد آخر عن ابن عمر مرفوعا "كلوا جميعا ولا تفرقوا"

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، وفي إسناد "الأوسط" بحر السقاء، وفي الآخر أبو الربيع السَمَّان وكلاهما ضعيف" (2) "المجمع" 5/ 21

94 -

حديث سهل بن أبي حَثْمَة رفعه "اجتنب الكبائر السبع" فذكرها، لكن ذكر التعرب بعد الهجرة بدل السحر.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وله في "الأوسط" من حديث أبي سعيد مثله وقال "الرجوع إلى الأعراب بعد الهجرة"(3)

ضعيف

وحديث سهل بن أبي حثمة أخرجه الطبراني في "الكبير"(5636) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشْدين المصري ثنا عمرو بن خالد الحرّاني ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه رفعه "اجتنبوا الكبائر السبع" فسكت الناس فلم يتكلم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا تسألوني عنهن؟: الشرك بالله، وقتل النفس، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، والمتعرب بعد الهجرة"

(1) سيأتي الكلام على هذا الحديث أيضا في حرف الطاء فانظر حديث "طعام الواحد يكفي الاثنين"

(2)

سيأتي الكلام عليه أيضا في حرف الكاف فانظر حديث "كلوا جميعا ولا تفرقوا"

(3)

15/ 198 (كتاب الحدود - باب قذف المحصنات)

ص: 143

وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 484)

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وشيخ الطبراني مختلف فيه، وثقه مسلمة وكذبه غيره.

قال ابن كثير: وفي إسناده نظر، ورفعه غلط فاحش"

واختلف فيه على محمد بن سهل، فرواه ابن إسحاق عنه عن أبيه عن علي قوله.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 107) عن إسحاق بن راهويه عن عَبْدَة سمع ابن إسحاق به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 37 - 38) من طريق يزيد بن هارون أنا ابن إسحاق به.

وتابعه الوليد بن كثير ثني محمد بن سهل به.

قاله البخاري.

قال ابن كثير: وهو الصواب"

وحديث أبي سعيد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5705) عن محمد بن عبد الله الحَضْرَمي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا "الكبائر سبع: الأشراك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وقذت المحصنة، والفرار من الزحف، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والرجوع إلى الأعراببة بعد الهجرة"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بلال"

وقال الهيثمي: وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف" المجمع 1/ 104

قلت: هو مختلف فيه، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة كذبه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

واختلف في هذا الحديث على أبي سلمة بن عبد الرحمن، فرواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "الكبائر سبع: فذكرهن.

أخرجه البزار (كشف 109) عن خالد بن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبو عَوَانة عن عمر به.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 1/ 481) عن أبيه ثنا فهد بن عوف ثنا أبو عوانة به.

ص: 144

وخالد بن يوسف قال الذهبي في "الميزان": ضعيف، وفهد (1) بن عوف قال الفلاس: متروك الحديث.

وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه.

95 -

حديث عثمان "اجتنبوا الخمر فإنّها أم الخبائث" وفيه "وإنّها لا تجتمع هي والإيمان" ألا وأوشك أحدهما أن يخرج صاحبه".

قال الحافظ: أخرجه البيهقي مرفوعا وموقوفا وصححه ابن حبان مرفوعا" (2)

موقوف صحيح

أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(1) وابن حبان (5348) والبيهقي في "الشعب"(5197) وابن الجوزي في "العلل"(1122) من طريق الفُضيل بن سليمان النميري ثنا عمر بن سعيد عن الزهري أني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عبد الرحمن بن الحارث قال: سمعت عثمان بن عفان خطبنا قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اجتنبوا أم الخبائث" الحديث وفيه "فاجتنبوا الخمر فإنّه والله لا يجتمع إيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا، ليوشكنّ أحدهما يخرج صاحبه".

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن سعيد وهو ابن سريج ويقال: ابن سرحة التنوخي.

قال الدارقطني في "العلل"(1/ 171): ضعيف"

وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي، يروي عن الزهري وينكر" الجرح 3/ 1/ 111

وقال ابن عدي: أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة.

وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه خطأ واضطراب.

ولينه الذهبي في ميزانه وديوانه ومغنيه.

واختلف فيه على الزهري:

- فقيل: عنه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن عثمان موقوفا.

أخرجه عبد الرزاق (17060) والنسائي (8/ 282)

(1) اسمه زيد، وفهد لقبه.

(2)

12/ 132 (كتاب الأشربة - وقول الله تعالى: إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس)

ص: 145

عن معمر بن راشد

وابن وهب في "الموطأ"(79) والنسائي (8/ 282 - 283) والبيهقي و (8/ 287) وفي "الشعب"(5198)

عن يونس بن يزيد الأيلي

كلاهما عن الزهري به.

- ورواه جعفر بن بُرْقان الرقي عن الزهري عن عثمان موقوفا، ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأباه.

أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 110 - 111)

وجعفر بن بُرقان ضعيف في الزهري كما قال النسائي وابن عدي وغيرهما.

- ورواه الحسن بن عُمارة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان مرفوعا.

ذكره الدارقطني في "العلل"(3/ 41 - 42) وقال: وهم فيه الحسن في موضعين: في رفعه، وفي روايته إياه عن سعيد بن المسيب، والذي قبله أصح"

أي الذي رواه معمر ويونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن عثمان موقوفا.

وكذا صححه غيره:

فقال أبو زرعة: رواه إبراهيم بن سعد ومعمر ويونس بن يزيد عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن عثمان موقوفا، وهو الصحيح" العلل لابن أبي حاتم 2/ 36

وقال الزيلعي: وهو أصح" نصب الراية 4/ 297

وقال الدارقطني أيضا: هذا الحديث أسنده عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري، ووقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري، والموقوف هو الصواب" العلل 3/ 41 وقال البيهقي: الموقوف هو المحفوظ"

قلت: وهو كما قالوا.

وللحديث طريقين آخرين موقوفين أيضا:

الأول: يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال: قال عثمان: إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر، ثم ذكر نحوه.

ص: 146

أخرجه البيهقي (8/ 288)

الثاني: يرويه محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أنّه سمع عثمان يخطب فذكر الخمر فقال: هي مجمع الخبائث أو أم الخبائث، وذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 193)

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عثمان به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(2)

96 -

"اجتنبوا المسكر"

قال الحافظ: وحديث عبد الله بن مغفل أخرجه أحمد بلفظ: فذكره" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 110) وأحمد (4/ 87) وفي "الأشربة"(203) عن وكيع ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو عن غيره عن عبد الله بن مغفل قال: أنا شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهى عن نبيذ الجر، وأنا شهدته حين رخّص فيه قال:"واجتنبوا المسكر"

لفظ أحمد، ولفظ ابن أبي شيبة "اجتنبوا كل مسكر".

هكذا رواه وكيع عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو عن غيره عن عبد الله بن مغفل.

ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكَيْن عن أبي جعفر الرازي فقال فيه: عن أبي العالية وغيره.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 229).

ورواه إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن عبد الله بن مغفل.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 31) والطبراني في "الأوسط"(884)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن مغفل إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبي جعفر"

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 147

وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وفي أبي جعفر الرازي كلام لا يضر وهو ثقة" المجمع 5/ 62

قلت: هو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، واختلف فيه قول أحمد.

97 -

"اجتنبوا كل مسكر"

قال الحافظ: وعن زيد بن الخطاب أخرجه الطبراني بلفظ: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه عند حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث"

98 -

حديث علي "اجتنبوا ما أسكر"

قال الحافظ: عند أحمد وهو حسن" (2)

هو قطعة من حديث أخرجه أحمد (1/ 145) وغيره، وسيأتي الكلام عليه عند حديث "إني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي

" وهذا القدر من الحديث الذي اقتصر عليه الحافظ ذكرت له شواهد عند الكلام على هذا الحديث، وله شواهد أخرى أيضا ذكرها الألباني في "الصحيحة" (2/ 574) فلتنظر.

ومن شواهده أيضا الحديثين قبله.

99 -

حديث ابن عمر رفعه "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن أَلَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم، وهو في "الموطأ" من مرسل زيد بن أسلم" (3)

روي من حديث ابن عمر ومن حديث زيد بن أسلم مرسلا

فأما حديث ابن عمر فيرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

- فرواه أبو ضَمْرة أنس بن عِياض الليثي عن يحيى بن سعيد واختلف عنه:

* فقال أسد بن موسى المصري: ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد ثنى عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: "اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، فمن أَلَمَّ، فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله، فإنه من يُبدِ لنا صَفحَتَهُ نُقِمْ عليه كتاب الله".

(1) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العنب)

(2)

12/ 142 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العنب)

(3)

13/ 98 (كتاب الأدب - باب ستر المؤمن على نفسه)

ص: 148

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(91) والحاكم (4/ 244 و 383) من طرق عن أسد بن موسى به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال العراقي: إسناده جيد" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1729

قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يحتج بأسد بن موسى، واستشهد به البخاري، ولم يخرجا رواية يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار.

ولم ينفرد أسد بن موسى به بل تابعه محمد بن الصلت التَّوَّزي ثنا أبو ضمرة به.

أخرجه العقيلي (2/ 248)

* وقال يونس بن عبد الأعلى المصري: أني أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد ثنى عبد الله بن دينار مولى ابن عمر أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام

أخرجه الطحاوي (92)

وتابعه هارون بن موسى الفروي ثنا أبو ضمرة به.

أخرجه البيهقي (8/ 330)

ورواته ثقات.

- ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن يحيى بن سعيد واختلف عنه:

* فقال حفص بن عمرو الرَّبَالي: ثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(863) والبيهقي (8/ 330)

ورواته ثقات.

* وقال حسين بن حسن (1): ثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني عبد الله بن دينار أنه بلغه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما رجم الأسلمي

أخرجه العقيلي (2/ 248 - 249)

(1) أظنه المروزي صاحب ابن المبارك.

ص: 149

- وقال أبو سعيد يحيى بن سليمان الجُعْفِي: ثنا عبد الرحيم بن سليمان ثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار - قال الجعفي: أراه عن ابن عمر -

أخرجه العقيلي (2/ 248)

والجعفي مختلف فيه، وثقه الدارقطني، وقال النسائي: ليس بثقة.

- وقال ابن جريج: أني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار أنه بلغه أخرجه عبد الرزاق (13336) عن ابن جريج به.

وأخرجه العقيلي (2/ 248 - 249) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري أنا عبد الرزاق به.

ورواته ثقات.

وتابعه سفيان بن عُيينة قال: حدثنا بهذا الحديث يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار، ثم سألت عبد الله بن دينار عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: فذكره.

أخرجه العقيلي (2/ 249) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي ثنا سفيان به.

وهذا أصح.

وأما حديث زيد بن أسلم فأخرجه مالك (2/ 825) عنه أنّ رجلا اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط، فأُتيِ بسوط مكسور، فقال "فوق هذا" فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته، فقال "دون هذا" فأتي بسوط قد ركب به ولان، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد، ثم قال "أيها الناس قد آن لكم أنْ تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يُبْدِ لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله"

وأخرجه البيهقي (8/ 330) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا مالك به.

وأخرجه في "الشعب"(9226) من طريق عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي عن مالك به.

قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث مرسلا جماعة الرواة للموطأ، ولا أعلمه يستند بهذا اللفظ من وجه من الوجوه، وقد روى معمر عن يحيى بن أبي كثير عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء" التمهيد 5/ 321 - 322

100 -

عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال "جعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يّفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم لكن إسناده ضعيف، وله شاهد من حديث

ص: 150

أبي هريرة ومن حديث سلمان أخرجهما أبو الشيخ، ومن حديث أُبي بن كعب أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" وكلها واهية" (1)

ضعيف

أخرجه الترمذي (195) والطوسي في "مختصر الأحكام"(178 و 179)

عن مُعَلى بن أسد العمي

وعبد بن حميد في "المنتخب"(1008) والترمذي (196) وابن عدي (5/ 1974)

عن يونس بن محمد المؤدب

وابن عدي (7/ 2649) والبيهقي (1/ 428)

عن معلي بن مهدي

قالوا: ثنا عبد المنعم بن نعيم البصري صاحب السِّقاء ثنا يحيى بن مسلم عن الحسن وعطاء عن جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال "يا بلال إذا أذنت فَتَرَسَّل في أذانك، وإذا أقمت فاحدُر، واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله، والشارب من شربه، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته، ولا تقوموا حتى تروني"

قال الترمذي: حديث جابر هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد المنعم، وهو إسناد مجهول، وعبد المنعم شيخ بصري"

وقال البيهقي: هكذا رواه جماعة عن عبد المنعم بن نعيم أبي سعيد قال البخاري: هو منكر الحديث، ويحيى بن مسلم البكاء الكوفي ضعفه ابن معين"

قلت: يحيى بن مسلم بصري قال أبو زرعة: لا أدري من هو، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول لا يعرف، لعله البكاء، وقال الحافظ في "التهذيب": يحتمل أنه البكاء، وقال في "التقريب": مجهول.

وعبد المنعم بن نعيم قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك.

واختلف عنه، فرواه علي بن حماد بن أبي طالب البزاز عنه ثنا عمرو بن فائد الأسواري ثنا يحيى بن مسلم به، زاد فيه عمرو بن فائد.

(1) 2/ 246 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب كم بين الأذان والإقامة)

ص: 151

أخرجه الحاكم (1/ 204) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن حماد به (1).

وقال: هذا حديث ليس في إسناده مطعون فيه غير عمرو بن فائد، والباقون شيوخ البصرة، وهذه سنة غريبة لا أعرف لها إسنادا غير هذا، ولم يخرجاه"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: قال الدارقطني: عمرو بن فائد متروك"

واختلف فيه على الحسن وعطاء، فرواه الحسن بن عبيد الله عنهما عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.

أخرجه البيهقي عن أبي بكر بن الحارث ثنا أبو محمد بن حيان (2) ثنا حمدان بن الهيثم بن خالد البغدادي ثنا صبيح بن عمر السيرافي ثنا الحسن بن عبيد الله به.

وقال: هذا إسناد ليس بالمعروف، والإسناد الأول أشهر من هذا"

وقال الذهبي في "المهذب"(1/ 422) إسناده مظلم، والأول أشهر"

وأما حديث سلمان فلم أقف عليه ولعله في كتاب الأذان لأبي الشيخ.

وأما حديث أُبي بن كعب فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 143) عن محمد بن عبد الرحيم البزاز البغدادي

والهيثم بن كليب (1510) عن علي بن عبد العزيز البغوي

كلاهما عن أبي علي قرة بن حبيب القَنَوي ثنا مُعَارك بن عَبّاد العبدي ثنا عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي الجوزاء عن أبي بن كعب مرفوعا "يا بلال اجعل بين أذانك وإقامتك نفسا قدر ما يقضي المعتصر حاجته في مَهل، وقدر ما يفرغ الآكل من طعامه في مَهل"

ومعارك بن عباد قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث جدا، وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة.

ورواه مالك بن مِغْوَل عن ابن (3) الفضل عن أبي الجوزاء عن أبي بن كعب.

(1) ورواه أحمد بن عمرو القطراني عن علي بن حماد فلم يذكر عمرو بن فائد.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1973)

(2)

وهو المعروف بأبي الشيخ.

(3)

هكذا وقع في "المسند"، ووقع في "الإكمال" و"ذيل الكاشف" و"التعجيل": أبو الفضل.

ص: 152

أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 143) عن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن أبي سعيد الرقاشي الخزاز ثنا سَلْم بن قتيبة ثنا مالك بن مغول به.

قال الحسيني في "الإكمال": أبو الجوزاء عن أبي بن كعب، وعنه أبو الفضل، مجهولان.

وقال في موضع آخر: أبو الفضل لعله عبد الله بن الفضل بن العباس.

قال الحافظ في "التعجيل": ولعبد الله بن الفضل ترجمة في "التهذيب"، فإن كان عبد الله يكنى أبا الفضل فذلك، وإلا فيحتمل أنها كانت ابن الفضل فتصحفت.

101 -

"اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا"

سكت عليه الحافظ (1).

وقد أخرجه البخاري (فتح 3/ 141) من حديث ابن عمر.

102 -

"اجعلوا بينكم وببن النار حِجَابا ولو يشِقِّ تمرة"

قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث فضالة بن عبيد مرفوعا: فذكره" (2)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 303) عن المقدام بن داود الرُّعَيني ثنا النضر بن عبد الجبار ثنا ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن حَنَش عن فَضَالة بن عبيد به مرفوعا.

قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه كلام" المجمع 3/ 106

قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، والمقدام بن داود ضعيف أيضا.

قال ابن أبي حاتم في كتابه (8/ 303): سمعت منه بمصر وتكلموا فيه.

وقال النسائي في "الكنى": ليس بثقة، وقال ابن يونس: تكلموا فيه، وقال محمد بن يوسف الكندي: لم يكن بالمحمود في الرواية، وضعفه الدارقطني في "غرائب مالك".

وقواه بعضهم، فقال مسلمة بن القاسم: رواياته لا بأس بها، وقال الذهبي في

"الديوان": صويلح.

(1) 8/ 458 (كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية)

و3/ 133 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر)

(2)

4/ 26 (كتاب الزكاة - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)

ص: 153

وللحديث شواهد يتقوى بها، منها:

1 -

حديث عدي بن حاتم مرفوعا "اتقوا النار ولو بشق تمرة"

أخرجه البخاري (فتح 4/ 26)

2 -

حديث ابن مسعود مرفوعا "ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشقّ تمرة"

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجال رجال الصحيح" المجمع 3/ 105

وصحح إسناده المنذري في "الترغيب"(2/ 10) والحافظ في "الفتح"(4/ 26) وسيأتي الكلام عليه في حرف اللام.

3 -

حديث عائشة مرفوعا "يا عائشة استتري من النار ولو بشقّ تمرة، فإنّها تسدّ مع الجائع مسدها من الشبعان"

قال الهيثمي: رواه أحمد، وروى البزار بعضه، وفيه أبو هلال وفيه بعض كلام، وهو ثقة" المجمع 3/ 105

وحسن إسناده المنذري في "الترغيب"(2/ 10) والحافظ في "الفتح"(4/ 26)

وسيأتي الكلام عليه في حرف الياء.

وللحديث شواهد أخرى ذكرها الهيثمي فلتراجع.

103 -

عن عائشة قالت: كانوا في الجاهلية إذا عَقوّا عن الصبي خَضَبُوا قطنة بدم العقيقة، فإذا حلقوا رأس الصبي وضعوها على رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اجعلوا مكان الدم خَلُوقا"

قال الحافظ: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" زاد أبو الشيخ "ونهى أن يمس رأس المولود بدم" ولأبي داود والحاكم من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كنا في الجاهلية، فذكر نحو حديث عائشة ولم يصرّح برفعه، قال: فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران. وهذا شاهد لحديث عائشة" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(43)

عن هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي

(1) 2/ 11 - 12 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

ص: 154

والبزار (كشف 1239)

عن رَوْح بن عبادة البصري

وأبو يعلى (4521) والبيهقي (9/ 303)

عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد

وابن حبان (5308)

عن حجاج بن محمد المصيصي

والبيهقي (9/ 303)

عن أبي قرة موسى بن طارق الجَنَدي

كلهم عن ابن جُريج قال: أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن عن عائشة به (1).

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ورواه عبد الرزاق (7963) عن ابن جريج قال: حُدثت حديثا رُفع إلى عائشة أنها قالت: فذكرت الحديث.

والأول أصح.

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ أبي يعلى إسحاق فإني لم أعرفه" المجمع 4/ 58

قلت: هو إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي وهو ثقة.

وسيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف العين فانظر "عقّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن

الحسن والحسين يوم السابع وسماهما

"

وأما حديث بريدة فأخرجه أبو داود (2843) والطحاوي في "المشكل"(3/ 64 و 75)

(1) وأول الحديث: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يُعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة"

وقالت: عَقٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين، ذبحهما يوم السابع، وسماهما، وأمر أن يُمَاط عن رؤوسهما الأذى.

قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اذبحوا على اسمه، وقولوا: بسم الله، اللهم منك وإليك، هذه عقيقة فلان"

قالت: وكانوا في الجاهلية وذكرت الحديث.

ص: 155

والحاكم (4/ 238) والبيهقي (9/ 302 - 303) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 319) من طريق الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة، ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يحتج البخاري بحسين بن واقد وإنما علّق له، وقد احتج به مسلم، وهو صدوق كما قال الذهبي في "المغني"، وقال ابن سعد: كان حسن الحديث، وقال أبو داود وأبو زرعة والنسائي: ليس به بأس.

104 -

"اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 2/ 75) من حديث ابن عمر.

105 -

قوله صلى الله عليه وسلم لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} [الواقعة: 74]"اجعلوها في ركوعكم"

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

يرويه موسى بن أيوب الغافقي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن موسى بن أيوب ثني عمي إياس بن عامر الغافقي قال: سمعت عُقبة بن عامر يقول: لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} [الواقعة: 74] قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجعلوها في ركوعكم" فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1] قال "اجعلوها في سجودكم".

منهم:

1 -

أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ.

أخرجه أحمد (4/ 155) والدارمي (1311) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 502 - 503) وأبو يعلى (1738) وابن خزيمة (600 و 670) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 235)

(1) 13/ 133 (كتاب الأدب - باب ما يجوز في الغضب)

(2)

2/ 456 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التشهد في الآخرة)

ص: 156

والطبراني في "الكبير"(17/ 321 - 322) وفي "الدعاء"(532 و 584) والآجري في "الشريعة"(675) والحاكم (1/ 225 و 2/ 477) والبيهقي (2/ 86) وفي "معرفة السنن"(2/ 442 - 443 و 443) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 119)

2 -

عبد الله بن المبارك.

أخرجه الطيالسي (ص 135) وأبو داود (869) وابن ماجه (887) وابن خزيمة (601 و1/ 334) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 156 و 184) وابن حبان (1898) والحاكم (1/ 225) وابن حزم في المُحلى (3/ 335 - 336) والمزي (3/ 405)

3 -

عبد الله بن وهب.

أخرجه الروياني (264) والطحاوي (1/ 235)

4 -

يحيى بن يعلى الأسلمي.

أخرجه ابن المنذر (3/ 156 و 184)

5 -

عبد الله بن لهيعة.

أخرجه الطبراني (17/ 322)

- وقال يحيى بن أيوب المصري: ثنا موسى بن أيوب عن إياس بن عامر عن علي بن أبي طالب.

أخرجه الطحاوي (1/ 235).

- وقال الليث بن سعد: ثني موسى بن أيوب عن رجل من قومه قد سماه عن عقبة.

أخرجه ابن المنذر (3/ 184) والطبراني (17/ 322) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث به.

وزاد في حديثه "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات".

ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن الليث فقال: عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب.

وزاد بعد قوله: العظيم والأعلى: وبحمده.

أخرجه أبو داود (870) والبيهقي (2/ 86)

ص: 157

وقال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة"

وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 396): هذه الرواية ضعيفة"

قلت: حديث أبي عبد الرحمن المقرئ ومن تابعه أصح.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وقد اتفقا على الاحتجاج برواته غير إياس بن عامر مستقيم الاسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إياس ليس بالمعروف"

كذا قال، وقد قال ابن حبان: إياس بن عامر من ثقات المصريين. الإحسان وذكره في "الثقات".

وقال العجلي: مصري تابعي لا بأس به.

وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر.

وموسى بن أيوب وثقه ابن معين وغيره فالإسناد صحيح (1).

106 -

عن أبي هريرة قال: دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البَزَّاز، فاشترى سراويل بأربعة دراهم، الحديث وفيه: قلت: يا رسول الله وإنك لتلبس السراويل؟ قال: "أجل في السفر والحضر والليل والنهار فإني أمرت بالتستر"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف (2) بن زياد البصري وهو ضعيف" (3)

ضعيف

أخرجه أبو يعلى (6162) وعنه ابن حبان (4) في "المجروحين"(2/ 51) عن عباد بن موسى الخُتَّلي

وأخرجه العقيلي (ق 472 / أ، 4/ 453 - 454) والطبراني في "الأوسط"(6590) عن محمد بن جعفر بن محمد بن أعين البغدادي

(1) وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 396): إسناده حسن"

(2)

في الأصل "يونس" وهو خطأ.

(3)

12/ 387 (كتاب اللباس - باب السراويل)

(4)

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزى في "الموضوعات"(3/ 46 - 47)

ص: 158

وابن الأعرابي (ق 235 - 236) عن أبي العباس فضل الأشج البغدادي

قالا: ثنا عباد بن موسى الخُتُّلي ثنا يوسف بن زياد ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن الأغر بن مسلم أبي مسلم عن أبي هريرة قال: دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البَزّازين فاشترى سراويلا بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وَزَّان يَزِن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتَّزنْ وأَرْجِحْ" فقال الوزان: إنّ هذه لكلمة ما سمعتها من أحد.

فقال أبو هريرة: فقلت له: كفى بك من الرَّهَق والجفاء في دينك أن لا تعرف نبيك! فطرح الميزان ووثب إلى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يقبلها. فحذف رسول الله صلى الله عليه وسلم يده منه فقال: "ما هذا؟ إنما يفعل هذا الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل منكم" فوزن وأرجح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل.

قال أبو هريرة: فذهبت لأحمله عنه فقال: "صاحب الشيء أحق بشيئه أنّ يحمله، إلا أنّ يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم"

قال: قلت: يا رسول الله، وإنك لتلبس السراويل؟ قال "أجل في السفر والحضر، وبالليل والنهار، فإنى أمرت بالسَّتْر فلم أجد شيئا أسترَ منه"

وأخرجه ابن بشران في "الأمالي"(1178) من طريق علي بن حجر المروزي ثنا يوسف بن زياد البصري به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هريرة إلا الأغر، ولا عن الأغر إلا عبد الرحمن بن زياد"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال الدارقطني: الحمل فيه على يوسف بن زياد لأنه مشهور بالأباطيل، ولم يروه عن الافريقي غيره، وقال ابن حبان: الافريقي يروي الموضوعات عن الأثبات، وضعفه يحيى"

وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الاحياء للحداد 3/ 281

وقال السخاوي: ضعيف" المقاصد ص 258 و 259

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" وفيه يوسف بن زياد البصري وهو ضعيف" المجمع 5/ 122

قلت: ولم يتفرد به بل تابعه حفص بن عبد الرحمن ثنا الافريقي به.

أخرجه البيهقي في "الأداب"(758) وفي "الشعب"(5830)

ص: 159

وحفص بن عبد الرحمن لم أعرفه، والافريقي ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

107 -

"أجل، وأنت هو يا أبا بكر"

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند ابن حبان في نحو هذا الحديث التصريح بالوقوع لأبي بكر ولفظه: قال: فذكره" (1)

أخرجه ابن حبان (6867) والطبراني في "الكبير"(11166) و"الأوسط"(485) وابن عدي (3/ 1031) والخطيب في "التاريخ"(5/ 112) من طرق عن أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب السالمي ثني ابن أبي فُديَك عن رباح بن أبي معروف المكي عن قيس بن سعد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "يدخل الجنة رجل، فلا يبقى أهلُ دار، ولا أهلُ غرفة، إلا قالوا: مرحبا مرحبا، إلينا إلينا" فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما تَوَى على هذا الرجل في ذلك اليوم. قال:"أجل، وأنت هو يا أبا بكر"

قال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه بهذا الإسناد غير رباح"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي وهو ثقة" المجمع 9/ 46

قلت: لم أقف له على ترجمة، لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن المغيرة المخزومي ثني ابن أبي فديك به.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 316) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الشيباني ثنا أبو حامد محمود بن علي بن مالك بن الأخطل البزاز الشيباني ثنا يحيى بن المغيرة به.

ورواته ثقات غير يحيى بن المغيرة وهو صدوق، ورباح بن أبي معروف مختلف فيه قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول ابن حبان.

108 -

عن أبي الزاهرية قال: كنا مع عبد الله بن بُسْر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أن رجلا جاء يتخطى والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال:"اجلس فقد آذيت"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (2)

(1) 8/ 26 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لوكنت متخذا خليلا)

(2)

3/ 43 (كتاب الجمعة - باب لا يفرق بين اثنين يوم الجمعة)

ص: 160

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (1).

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 188 و 190) وأبو داود (1118) والبزار (3506) والنسائي (3/ 84) وفي "الكبرى"(1706) وابن خزيمة (1811) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 84) وابن حبان (2790) والطبراني في "مسند الشاميين"(1953) والحاكم (1/ 288) والبيهقي (3/ 231) وفي "معرفة السنن"(4/ 402 - 403) والرافقي في "جزئه"(ق 9/ ب) والخطيب في "الموضح"(4/ 2 و 422 - 423) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(925) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي الزاهرية قال: كنت جالسا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة فما زال يحدثنا حتى خرج الإمام فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال عبد الله بن بسر: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له "اجلس فقد آذيت وآنيت".

اللفظ للحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم" (2)

قلت: إسناده صحيح إلا أنّ مسلما لم يخرج رواية أبي الزاهرية عن عبد الله بن بسر، وأبو الزاهرية اسمه حُدَير بن كُرَيب الحضرمي الحمصي.

وللحديث شاهد عن جابر أنّ رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجلس فقد آذيت وآنيت".

أخرجه ابن ماجه (1115) عن أبي كُرَيب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا عبد الرحمن المُحَاربي عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جابر به.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي.

واختلف فيه على الحسن البصري، فرواه منصور ويونس عن الحسن مرسلا، ليس فيه جابرا.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 74 - 75) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(4/ 403) عن هشيم ثنا منصور ويونس عن الحسن به.

وهذا أصح.

(1) 2/ 84 (كتاب الصلاة - باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين)

(2)

وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 785): رواه أبو داود والنسائي بإسنادين صحيحين، وإسناد أبي داود على شرط مسلم، وفي رواية الحاكم والبيهقي به. بإسناد صحيح "فقد آذيت وآنيت".

ص: 161

109 -

حديث عُبادة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم للجنازة فمرّ به حَبْرٌ من اليهود فقال: هكذا نفعل، فقال "اجلسوا وخالفوهم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي، وإسناده ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 6) وأبو داود (3176) وابن ماجه (1545) والترمذي (1020) والبزار (2685) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 489) والعقيلي (2/ 122 - 123 و 259 - 260) والهيثم بن كليب (1227) وابن عدي (2/ 445 و 4/ 1542) وابن شاهين في "الناسخ"(345) والبيهقي (4/ 28) والخطيب في "الموضح"(2/ 3) والحازمي في "الاعتبار"(ص 131) والمزي (11/ 380) من طريق بشر بن رافع أبي الأسباط الحارثي عن عبد الله بن سليمان بن جُنادة بن أبي أمية عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الجنازة حتى توضع في اللحد، فمرّ به حَبْرٌ من اليهود فقال: هكذا نفعل، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وقال "اجلسوا، خالفوهم" اللفظ لأبي داود.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وبشر بن رافع ليس بالقوي في الحديث"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبادة، ولا نعلم له طريقا عن عبادة إلا هذا الطريق، وبشر بن رافع لين الحديث، وقد احتمل حديثه"

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 2/ 112

قلت: وعبد الله بن سليمان قال البخاري: فيه نظر، لا يتابع في حديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية بشر عنه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.

وسليمان بن جنادة ذكر البخاري الحديث في ترجمته وقال: هو منكر (2). وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وذكره أبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث فلست أدري البلية في روايته منه أو من بشر بن رافع لأنّ بشر بن رافع ليس بشيء في الحديث، ومعاذ الله أن نطلق الجرح على مسلم بغير علم بما فيه، واستحقاق منه له، على أنه يجب التنكب عن روايته على الأحوال.

110 -

حديث أبي هريرة: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضت نفسها عليه، فقال

(1) 3/ 424 (كتاب الجنائز - باب من قام لجنازة يهودي)

(2)

في "ضعفاء العقيلي"(2/ 122) قال البخاري: لم يتابع سليمان في هذا، وهو حديث منكر"

ص: 162

لها "اجلسي" فجلست ساعة، ثم قامت، فقال "اجلسي بارك الله فيك، أما نحن فلا حاجة لنا فيك"

قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند النسائي: فذكره.

وقال: ووقع في حديث أبي هريرة عند النسائي بعد قوله "لا حاجة لي ولكن تُملكيني أمرك" قالت: نعم، فنظر في وجوه القوم، فدعا رجلا فقال "إني أريد أنْ أزوجك، هذا إنْ رَضِيَتْ" قالت: ما رضيت لي فقد رضيت.

وقال: ووقع في حديث أبي هريرة قال "قم إلى النساء" فقام إليهنّ فلم يجد عندهنّ شيئا.

قال: ووقع في حديث أبي هريرة: قال "ما تحفظ من القرآن؟ " قال: سورة البقرة أو التي تليها"

كذا في كتابي أبي داود والنسائي بلفظ أو، وزعم بعض من لقيناه أنّه عند أبي داود بالواو، وعند النسائي بلفظ أو.

وقال: وفي حديث أبي هريرة المذكرر "فعلمها عشرين آية وهي امرأتك"(1).

ضعيف

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(50) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن عِسْل بن سفيان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها، فقال لها "اجلسي" فجلست ساعة، فقال "اجلسي بارك الله فيك، أما نحن فلا حاجة لنا فيك، ولكن تُمَلكيني أمرك" قالت: نعم، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه القوم، فدعا رجلا منهم، فقال "إني أريد أن أزوجك هذه إن رضيت" فقالت: ما رضيت لي يا رسول الله فقد رضيت، ثم قال للرجل:"هل عندك شيء؟ " فقال: لا والله، قال:"فقم إلى النساء" فقام إليهنّ، فلم يجد عندهنّ شيئا، فقال "ما تحفظ من القرآن؟ " قال: سورة البقرة أو التي تليها، قال "فقم، فعلمها عشرين آية وهي امرأتك"

ومن طريقه أخرجه أبو داود (2112) والنسائي في "الكبرى"(5506) وابن عدي (5/ 2012) والبيهقي (7/ 242)

قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن عطاء غير عسل، وقد رواه شعبة

(1) 11/ 112 و 113 و 114 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

ص: 163

عن عسل مرسلا، ولا أعلم أنّ أحدا أوصله فقال: عن عسل عن عطاء عن أبي هريرة غير إبراهيم بن طهمان، ولم يوصله غيره"

قلت: اختلف فيه على عسل، فرواه شعبة عن عسل عن عطاء أنّ رجلا تزوج امرأة على أن يعلمها شيئا من القرآن، فأجاز ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).

أخرجه ابن عدي (5/ 2012) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا ابن المثنى ثنا عبد الصمد ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 242 - 243)

وأخرجه البيهقي (7/ 242) من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي أنبأ عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة به.

وإسناده ضعيف لضعف عسل بن سفيان

ورواه محمد بن فضيل عن حجاج بن أرطاة عن عطاء مرسلا.

قاله المزي في "التحفة"(10/ 265)

وحجاج ضعيف أيضا.

111 -

عن رجال من بني سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال حين أصيب عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجَمُوح "اجمعوا بينهما فإنهما كانا مُتَصَادقين في الدنيا"

قال الحافظ: قال ابن إسحاق في "المغازي": حدثني أبي عن رجال من بني سلمة: فذكره" (2)

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 98) قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ حين أمر بدفن القتلى "انظروا إلى عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا، فاجعلوهما في قبر واحد".

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 325 و 14/ 394) والطبري في "تاريخه"(2/ 532) وأبو نعيم في "الصحابة"(4339) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 291) من طرق عن ابن إسحاق به.

(1) قال الدارقطني: حديث الحجاج بن الحجاج غير مدفوع؛ لأنه أتى بالقصة على وجهها، وشعبة اختصرها" العلل 11/ 104

(2)

3/ 459 (كتاب الجنائز - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة)

ص: 164

ووقع عند ابن أبي شيبة وأبي نعيم: عن أشياخ من الأنصار.

وابن إسحاق صدوق، وأبوه وثقه ابن معين وغيره، لكنه لم يذكر سماعا من هؤلاء الاشياخ من الأنصار.

وللحديث شاهد عن جابر وآخر عن أبي قتادة.

فأما حديث جابر فأخرجه ابن سعد (3/ 562 - 563) عن الوليد بن مسلم ثني الأوزاعي عن الزهري عن جابر مرفوعا "ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من الصفاء"

وقال "ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا في قبر واحد"

وإسناده منقطع لأنّ الزهري لم يسمع من جابر كما قال الحافظ في "الفتح"(3/ 456 و 9/ 38)

وأما حديث أبي قتادة فأخرجه أحمد (5/ 299) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثنا حيوة ثنا أبو صخر حُميد بن زياد أنّ يحيى بن النضر حدّثه عن أبي قتادة أنّه حضر ذلك قال: فذكر الحديث، وفيه: فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه (1) ومولى لهم، فمرّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"كأني انظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة" فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر وهو ثقة" المجمع 9/ 315 وقال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" الفتح 3/ 459

قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته ثقات غير أبي صخر حميد بن زياد، وهو مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن عدي وأبو القاسم البغوي: صالح الحديث.

وحيوة هو ابن شريح المصري، ويحيى بن النضر هو الأنصاري السُّلَمي وقد سمع من أبي قتادة (مسند أحمد 5/ 307)

112 -

"أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أُجيزهم به"

ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع:

(1) قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه وإنما هو ابن عمه"

قال الحافظ: وهو كما قال فلعله كان أسن منه" الفتح 3/ 459

ص: 165

أما الأول فذكر أنه في مسلم" (1)

وأما الثاني فسكت عليه" (2)

وأما الثالث فصححه" (3)

قلت: هو في صحيح البخاري (فتح 7/ 81) من حديث ابن عباس قال: اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال:"ائتونى بكَتِف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا" فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما لَه، أَهَجَرَ؟ استفهموه؟ فقال:"ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه" فأمرهم بثلاث: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم" والثالثة خير إما أن سكت عنها، وإما أنْ قالها فنسيتها.

قال سفيان: هذا من قول سليمان - أي ابن مسلم الأحول -

113 -

حديث عائشة في قصة صفية لما قال صلى الله عليه وسلم "أحابستنا هي؟ " قالت: إنها طافت بعدما أفاضت، فقال:"فلتنفر إذا" وفي رواية "فلا إذا"

سكت عليه الحافظ (4).

أخرجه البخاري (فتح 4/ 335 - 336 و 337 - 338 و 9/ 169)

114 -

"أحب الأسماء إلى الله ما تُعُبِّدَ به"

قال الحافظ: وقد ذكر الطبراني من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وفي إسناده ضعف" (5)

موضوع

أخرجه الطبراني في "الكبير"(9992) وفي "الأوسط"(698) والخطيب في "الموضح"(2/ 360 - 361) والشيرازي في "الألقاب"(إتحاف السادة المتقين 5/ 387 - 388) من طريق محمد بن محصن العُكَاشي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى الرجل حارث أو مرّة أو وليد أو حكم أو أبو الحكم أو أفلح أو نجيح أو يسار، وقال:"إنّ أحبّ الأسماء إلى الله عز وجل ما تُعُبِّدَ به".

(1) 6/ 290 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)

(2)

13/ 149 (كتاب الأدب - باب إكرام الضيف)

(3)

13/ 149 (كتاب الأدب - باب إكرام الضيف)

(4)

9/ 101 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم)

(5)

13/ 190 (كتاب الأدب - باب أحب الأسماء إلى الله)

ص: 166

قال الهيثمي: وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك" المجمع 8/ 50 وقال الحافظ: سنده ضعيف جدا" الفتح 13/ 201

وقال السخاوي وعلي القاري: سنده ضعيف" المقاصد الحسنة ص 39 - الأسرار المرفوعة ص 193

وقال الزبيدي: إسناده ضعيف بسبب محمد بن محصن العكاشي فإنّه متروك" إتحاف السادة 5/ 387

وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 408 - ضعيف الجامع 156

قلت: وهو كما قال، ومحمد بن محصن هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عُكاشة بن محصن الأسدي، وهو أحد الوضاعين، قال ابن معين وأبو حاتم: كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: متروك يضع، وقال البخاري: منكر الحديث.

115 -

"أحبّ الأسماء إلى الله ما سُمِّيَّ به، وأصدقها الحارث وهمام، وأكذب الأسماء خالد ومالك، وأبغضها إلى الله ما سُمي لغيره"

قال الحافظ: رأيت في ترجمة إبراهيم بن الفضل المدني أحد الضعفاء من مناكيره عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن عدي (1/ 232) من طريق إبراهيم بن الفضل عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا: "أحب الأسماء إلى الله ما سُمي به له والحارث وهمام، وأكذب الأسماء خالد ومالك، وأبغض الأسماء إلى الله ما سُمي به لغيره ويقظة ومرّة والحباب وذلك اسم شيطان".

وإسناده ضعيف، إبراهيم بن الفضل هو المخزومي المدني ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي وغيرهم.

116 -

"أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان"

قال الحافظ: أخرج أبو الشيخ في "كتاب الثواب" والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي جُحَيْفَة رفعه: فذكره" (2)

ضعيف جدا

(1) 13/ 210 - 211 (كتاب الأدب - باب أبغض الأسماء إلى الله)

(2)

14/ 89 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)

ص: 167

أخرجه البيهقي في "الشعب"(4599) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين"(ص 55 - 56) من طريق علي بن الحسين بن إبراهيم العامري ابن إشكاب ثنا عمرو بن محمد البصري ثنا زكريا بن سلام عن المنذر بن بلال عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ " قال: فسكتوا، فلم يجبه أحد، قال:"هو حفظ اللسان".

قال الحافظ: هذا حديث غريب"

قلت: وإسناده ضعيف جدا، عمرو بن محمد هو ابن الحسن الزمن المعروف بالأعسم بصري سكن بغداد.

قال الدارقطني: منكر الحديث، وقال أيضا: كان ضعيفا كثير الوهم، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال أبو نعيم: ساقط الحديث، وقال الحاكم: ساقط، روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في حديثهم منها شيء.

والحديث ذكره الألباني في "الضعيفة"(1615) وقال: عمرو بن محمد هو الخزاعي مولاهم البصري وهو صدوق ربما أخطأ، كما في"التقريب".

كذا قال، وإنما هو الأعسم، فقد ترجمه الخطيب في "التاريخ"(12/ 204) وذكر في الرواة عنه علي بن الحسين ابن إشكاب.

117 -

"أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار وصححه الحاكم من حديث جُبير بن مُطعم، لإسناده حسن، وأخرجه ابن حبان والحاكم أيضا من حديث ابن عمر نحوه" (1)

انظر حديث "الأسواق شر البقاع، والمساجد خير البقاع".

118 -

"أحبّ العمل إلى الله أدومه"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 14/ 78) ومسلم (782) من حديث عائشة مرفوعا: "أحبّ الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإنْ قل".

119 -

"أحبّ الكلام إلى الله أربع لا يضرّك بأيهنّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"

(1) 5/ 242 (كتاب البيوع - باب ما ذكر في الأسواق)

(2)

1/ 78 (كتاب الإيمان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بالله)

ص: 168

قال الحافظ: حديث سمرة عند مسلم (2137): فذكره" (1)

120 -

"أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل"

قال الحافظ: وروى الترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 22 و55) والترمذي (1329) والبيهقي (10/ 88) وفي "الشعب"(6981) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2090 و 2123 و 2124) وأبو نعيم في "فضيلة العادلين"(17) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2472) من طرق عن فضيل بن مرزوق الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ أحبّ الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا امام عادل، وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر"

وأخرجه أبو يعلى (1088) والطبراني في "الأوسط"(1618) و"الصغير"(663) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 114) من طريق محمد بن جُحادة الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر".

وأخرجه أبو يعلى (1003) من طريق طلبة بن عبد الله عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ "إنّ أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العادل، وإنّ أوْضَعَ الناس درجة يوم القيامة الإمام الذي ليس بعادل"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال ابن القطان الفاسي: يرويه عطية العوفي، وهو يضعف، وقال فيه ابن معين: صالح. فالحديث به حسن" الوهم والإيهام 4/ 363

وقال الهيثمي: وفيه عطية وهو ضعيف" المجمع 5/ 197

قلت: وهو كما قال، واختلف قول ابن معين فيه، فقال ابن طهمان وغيره عنه: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد وغيره عنه: ضعيف، وضعفه النسائي وغير واحد.

وللحديث شاهد عن عمر أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2016) عن أبيه عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم عن ابن أبي فُديك عن ابن أبي حميد عن محمد بن

(1) 13/ 464 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح)

(2)

2/ 285 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة)

ص: 169

يزيد (1) بن المهاجر بن قُنْفُذ عن أبيه عن عمر رفعه "إنّ أفضل عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وإنّ شرّ عباد الله عند الله يوم القيامة منزلة امام جائر"

وقال: سمعت أبي يقول: هذا حديث منكر، وابن أبي حميد ضعيف الحديث"

قلت: تابعه ابن لهيعة ثني محمد بن زيد بن المهاجر به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(350) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا يحيى بن بكير ثنا ابن لهيعة به.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما، وزيد بن المهاجر ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

121 -

قال صلى الله عليه وسلم لما رأى شبها بِزَمْعَة "احتجبي منه يا سَوْدَة"

سكت عليه الحافظ (2).

وأخرجه البخاري (فتح 15/ 56 و 139) من حديث عائشة.

122 -

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "احتجم النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه بقَرْن حين

طُبَّ"

قال الحافظ: وأخرج أبو عبيد من مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: فذكره" (3)

مرسل

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 43) عن هُشيم عن حُصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.

وأخرجه ابن سعد (2/ 201) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي أنا أبو عَوَانة عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: طُبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فحجمه بِقَرْن على ذُؤَابَتَيْه.

ورواته ثقات.

(1) الصواب: زيد. انظر تعجيل المنفعة 2/ 215، تهذيب الكمال 25/ 230

(2)

17/ 53 (كتاب الاعتصام - باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي)

(3)

12/ 340 (كتاب الطب - باب السحر)

ص: 170

123 -

عن أنس قال: "احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُحرِم على ظهر القَدَم من وَجَع كان به"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان من طريق مَعْمَر عن قتادة عن أنس، ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ أبا داود حكى عن أحمد أنّ سعيد بن أبي عَروبة رواه عن قتادة فأرسله، وسعيد أحفظ من معمر، وليست هذه بعلة قادحة" (1)

أخرجه أحمد (3/ 164) عن عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس به.

وأخرجه أبو داود (1837) عن أحمد به.

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(348) والنسائي (5/ 152) وفي "الكبرى"(3832) وأبو يعلى (3041) وابن خزيمة (2659) وابن حبان (3952) والبيهقي (9/ 339) والحاكم (1/ 453) والبغوي في "شرح السنة"(1986) وفي "الشمائل"(1099) من طرق عن عبد الرزاق به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات، إلا أنّ قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أنس.

وأعلّ الحديث بالإرسال.

فقال أبو داود: سمعت أحمد قال: ابن أبي عروبة أرسله، يعني عن قتادة"

يعني لم يذكر أنسا.

124 -

"احتجموا لا يَتَبَيَّغ بكم الدم فيقتلكم"

قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الطب" من رواية يعقوب القُمِّي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس" (2)

يرويه يعقوب بن عبد الله القُمِّي واختلف عنه:

- فقال أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي: ثنا يعقوب القمي عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعا.

أخرجه الحربي في "الغريب"(2/ 602) عن أحمد بن عبد الله بن يونس به.

(1) 12/ 260 (كتاب الطب - باب الحجم من الشقيقة)

(2)

12/ 243 (كتاب الطب - باب الشفاء في ثلاث)

ص: 171

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11076) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 326 - 327) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس به.

وزادا في أوله "احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين"

وتابعه أبو داود عمر بن سعد الحَفَرِي عن يعقوب القمي به.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 516) عن سفيان بن وكيع ثنا أبو داود الحفري به.

وسفيان بن وكيع ضعيف.

- ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن يعقوب القمي فأوقفه على ابن عباس.

أخرجه البزار (كشف 3023)

وقال: لا نعلم يُروى هذا الحديث إلا عن ابن عباس"

وقال العراقي: رواه البزار بسند حسن موقوفا" تخريج أحاديث الاحياء للحداد 5/ 2320

قلت: بل ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الواحد بن صفوان ثنا مجاهد ثنا ابن عباس رفعه "استعينوا في شدة الحرّ بالحجامة، فإن الدم ربما تَبَيَّغ بالرجل فقتله"

أخرجه الديلمي كما في "الضعيفة"(2363) من طريق إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار عن أبيه ثنا عبد الواحد بن صفوان به.

وحفص بن عمر كذبه أبو حاتم والساجي، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.

وللحديث شاهد عن أنس، وله عن أنس طريقان:

الأول: يرويه حميد الطويل عن أنس رفعه "إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم، فإنّ الدم إذا تَبَيَّغَ بصاحبه يقتله"

أخرجه الطبري (1/ 494) عن موسى بن سهل الرَّمْلِي ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا سليمان بن حَيّان ثنا حميد به.

قال أبو حاتم: هذا حديث باطل" العلل 2/ 346

ص: 172

قلت: محمد بن عبد العزيز مختلف فيه، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف.

وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: كان عنده غرائب، ولم يكن عندهم بالمحمود، هو إلى الضعف ما هو.

وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر صدوق يخطئ، وموسى وحميد ثقتان.

الثاني: يرويه أبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي واختلف عنه:

- فقال وهب بن حفص الحرّاني: ثنا محمد بن القاسم الأسدي ثنا الربيع بن صَبيح عن الحسن عن أنس رفعه "إذا اشتد الحرّ فاسقعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 288)

وتابعه إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا محمد بن القاسم الأسدي به.

أخرجه الحاكم (4/ 212)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: محمد بن القاسم الأسدي كذبه أحمد والدارقطني، وقال النسائي: ليس بثقة.

- وقال أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر القَطِيعي: عن محمد بن القاسم الأسدي عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة عن علي بن أبي طالب قال: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا هاج بأحدكم الدم فَلْيَهْرِقْه ولو بِمِشْقَص"

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 300) وأبو يعلى (501) عن أبي معمر به.

وأخرجه ابن عدي (6/ 2252) عن ابن حماد ثنا عبد الله بن أحمد به.

وأخرجه عن الحسين بن أحمد بن منصور سجادة وأبي يعلى عن أبي معمر به.

قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: محمد بن القاسم يكذب، أحاديثه أحاديث موضوعة، ليس بشيء"

وللحديث طريق ثالثة سيأتي الكلام عليها في حرف الميم عند حديث "من احتجم لسبع عشرة"

125 -

"احترسوا من الناس بسوء الظن"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق أنس، وهو من رواية بَقية

ص: 173

بالعنعنة عن معاوية بن يحيى وهو ضعيف، فله علتان، وصحّ من قول مُطَرِّف التابعي الكبير، أخرجه مسدد" (1)

ضعيف جدا

وله عن أنس طريقان:

الأول: يرويه بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن سليم عن أنس به مرفوعا.

أخرجه البخاري في "الضعفاء" كما في "الميزان"(4/ 139) و"التهذيب"(10/ 220) وابن أبي الدنيا في "المدارة"(113) والطبراني في "الأوسط"(602 و 9454) وابن عدي (6/ 2398) من طرق عن بقية به.

قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية"

وقال الهيثمي: وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 89

قلت: معاوية بن يحيى هو الصَدَفِي قال ابن معين: هالك ليس بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، وقال الساجي: ضعيف الحديث جدا.

وضعفه أبو داود وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وأبو علي النيسابوري.

الثاني: يرويه إبراهيم بن طهمان عن أبان بن أبي عياش عن أنس به مرفوعا.

أخرجه تمام في "فوائده"(ق 51/ 1)

وأبان متروك الحديث.

وقد صحّ من قول مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، أخرجه أحمد في "الزهد"(ص 297) والبيهقي (10/ 129) من طريق مهدي بن ميمون الأزدي ثنا غَيلان بن جرير عن مطرف به.

وإسناده صحيح.

126 -

"احثوا في وجوه المداحين التراب"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (3002) من حديث المقداد" (2)

(1) 13/ 147 (كتاب الأدب - باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)

(2)

13/ 88 (كتاب الأدب - باب ما يكره من التمادح)

ص: 174

وذكره في موضع آخر وقال: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم" (1)

127 -

حديث ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يُلَبِي عن شُبْرُمَة، فقال:"أحججت عن نفسك؟ " فقال: لا، فقال "هذه عن نفسك ثم احجج عن شبرمة"

قال الحافظ: في السنن وصححه ابن خزيمة وغيره من حديث ابن عباس: فذكره" (2)

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه قتادة عن عَزْزَة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه أبو داود (1811) وابن ماجه (2903) وابن الجارود (499) وأبو يعلى (2440) وابن خزيمة (3039) والطحاوي في "المشكل"(2547) وابن حبان (3988) والطبراني في "الكبير"(12419) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد (7) والدارقطني (2/ 270) وأبو نعيم في "الصحابة" (3791) والبيهقي (4/ 336) وفي "الصغرى" (1462) وفي "معرفة السنن" (7/ 29) وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 137 - 138) والجُورقاني في "الأباطيل" (2/ 109) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به.

قال الجورقاني: هذا حديث صحيح"

وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح ليس في هذا الباب أصح منه، وقال يحيى بن معين: أثبت الناس سماعا من سعيد عبدة بن سليمان"

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن سعيد بن أبي عروبة به، منهم:

1 -

محمد بن عبد الله الأنصاري.

أخرجه الدارقطني (2/ 270)

2 -

محمد بن بشر العبدي.

أخرجه الدارقطني (2/ 270)

3 -

أبو يوسف القاضي.

أخرجه الدارقطني (2/ 270) والبيهقي (4/ 366)

(1) 17/ 172 (كتاب التوحيد - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا شخص أغير من الله)

(2)

4/ 440 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب حج المرأة عن الرجل)

ص: 175

وقال: ورواه غندر عن سعيد بن أبي عروبة موقوفا على ابن عباس، ومن رواه مرفوعا حافظ ثقة فلا يضره خلاف من خالفه، وعزرة هذا هو عزرة بن يحيى. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول ذلك، قال: وقد روى قتادة أيضا عن عزرة بن تميم وعن عزرة بن عبد الرحمن"

وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: قلت: عزرة الذي روى عن سعيد بن جبير وروى عنه قتادة هو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، كذا ذكر البخاري في "تاريخه" وابن أبي حاتم وابن حبان وصاحب الكمال والمزي، وليس في كتاب أبي داود أحد يقال له عزرة بن يحيى بل ولا في بقية الكتب الستة، وترجم المزي في أطرافه لهذا الحديث فقال: عزرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وفي "تقييد المهمل" للغساني: وروى مسلم عن قتادة عن عزرة، وهو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن سعيد بن جبير في كتاب اللباس. وقال البخاري: عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي كوفي عن سعيد بن جبير وسعيد بن عبد الرحمن بن أَبْزَي سمع منه قتادة، قال: وقال أحمد - يعني ابن حنبل - هو عزرة بن دينار الأعور. قال: ولا أراه يصح. وذكر صاحب الإلمام هذا الحديث ثم قال: رأيت في كتاب "التمييز" عن النسائي: عزرة الذي روى عنه قتادة ليس بذاك القوي"

قلت: وقع في جميع روايات الحديث قتادة عن عزرة غير منسوب عن سعيد بن جبير، واختلف فيه:

* فقيل: هو عزرة بن ثابت.

ذكر ذلك الحافظ ابن حجر.

فقال في "الإصابة"(5/ 46): وقع ذكره (أي شبرمة) في حديث صحيح، فروى أبو داود وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والدارقطني والطبراني من طريق عزرة بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكر الحديث"

وقال في "التلخيص"(2/ 223): أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة بن ثابت عن سعيد بن جبير"

وعزرة بن ثابت هو ابن أبي زيد الأنصاري، ذكر الحافظ في "التهذيب" أنه روى عن قتادة لا أن قتادة روى عنه فليس هو المراد هنا.

* وقيل: هو عزرة بن يحيى.

قال الحافظ في "التقريب: عزرة بن يحيى عن سعيد بن جبير في قصة شبرمة وعنه قتادة أيضا نسب في رواية البيهقي وبذلك جزم أبو علي النيسابوري وهو مقبول"

ص: 176

وتقدم في كلام ابن التركماني أنه لا يوجد في الكتب الستة راويا يقال له عزرة بن يحيى.

* وقيل: هو عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي الكوفي.

ذكر ذلك ابن التركماني في "الجوهر النقي" وابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام"(5/ 452) والجورقاني.

وهو الصواب فقد ذكر من ترجمه أنه روى عن سعيد بن جبير وعنه قتادة.

قال علي بن المديني: عزرة بن عبد الرحمن ثقة.

وقال وَرْقَاء بن إياس: رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي (التاريخ الأوسط 1/ 227)

والحديث اختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة، فرواه عبدة بن سليمان ومن تابعه عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

ورواه محمد بن جعفر غُنْدَر والحسن بن صالح بن حي الكوفي عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا.

أخرجه الدارقطني (2/ 271)

وهكذا رواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي في كتاب "المناسك" عن سعيد بن أبي عروبة موقوفا إلا أنه لم يذكر: عزرة، في إسناده.

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.

قال ابن القطان الفاسي: قال عبد الحق الإشبيلي: عَلّلَه بعضه بأنه روي موقوفا، والذي أسنده ثقة، فلا يضره. قلت: رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. فأصحاب ابن أبي عروبة يختلفون، فقوم منهم يجعلونه مرفوعا، منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، والأنصاري، وقوم يقفونه، منهم: غندر، وحسن بن صالح، والرافعون ثقات، فلا يضرهم وقف الواقفين له، إما لأنهم حفظوا ما لم يحفظوا، وإما لأنّ الواقفين رووا عن عباس رأيه، والرافعين رووا عنه روايته" الوهم والإيهام 5/ 451 - 452

واختلف فيه على قتادة، فرواه عمرو بن الحارث المصري عنه عن سعيد بن جبير أنه حدثه عن ابن عباس، فذكر الحديث موقوفا وأسقط منه عزرة.

ص: 177

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(159) والطحاوي في "المشكل"(6/ 381)

قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وذلك معدود في أوهامه فإنّ قتادة لم يلق سعيد بن جبير فيما قاله ابن معين وغيره"

الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا

يقول: فذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 226) و"الأوسط"(4492) عن عبد الله بن سَنْدة بن الوليد الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي ثنا يزيد بن هارون ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 66) عن الطبراني به.

وإسناده حسن، شيخ الطبراني ترجمه أبو نعيم وقال: كتب عن الشاميين كثير الحديث، وقال أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين": كان ثقة صدوقا.

وعبد الرحمن بن خالد الرقي قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رواته ثقات.

ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه:

أ- الحسين بن ذكوان والحسن بن دينار عن عمرو بن دينار به.

أخرجه الدارقطني (2/ 269)

ب- الحسن بن عُمَارة عن عمرو بن دينار به.

أخرجه الدارقطني (2/ 267) وأبو نعيم في "الصحابة"(3790) والبيهقي (4/ 337)

ولم ينفرد عمرو بن دينار به بل تابعه غير واحد عن عطاء عن ابن عباس به، منهم:

1 -

يعقوب بن عطاء بن أبي رباح.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2549) والطبراني في "الأوسط"(2321) والدارقطني (2/ 269) وابن جميع الصيداوي في معجمه" (ص 95 - 96) والبيهقي (4/ 337) من طريق محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا أبو بكر بن عياش عن يعقوب بن عطاء به.

ويعقوب بن عطاء ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

2 -

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه الدارقطني (2/ 268 و 269)

ص: 178

عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

والبيهقي (4/ 337)

عن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي

كلاهما عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس.

واختلف فيه على ابن أبي ليلى:

* فرواه هُشيم عنه عن عطاء عن عائشة.

أخرجه أبو يعلى (4611) والطحاوي في "المشكل"(2550) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مسهر"(44) والدارقطني (2/ 270) والبيهقي في "معرفة السنن"(7/ 28)

* ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عنه عن عطاء مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (ص 178 - النسخة المفقودة)

وتابعه عيسى بن يونس ثنا ابن أبي ليلى به.

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 1173/ 2)

وابن أبي ليلى ضعيف.

3 -

عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت.

أخرجه الدارقطني (2/ 269) عن محمد بن مخلد الدوري البغدادي ثنا عباس بن محمد ثنا سورة بن الحكم ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يلبي عن آخر، فقال له:"إن كنت حججت عن نفسك فلبّ عنه، وإلا فاحجج عن نفسك".

سورة بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" والخطيب في "التاريخ" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.

4 -

الحسن غير منسوب.

أخرجه تمام في "فوائده"(ق 92/ أ)

وخالفهم ابن جريج فرواه عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

أخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 105) وسعيد بن منصور كما في "التلخيص"(2/ 223) والبيهقي (4/ 336) وفي "المعرفة"(9185)

وقال: ورواية من روى حديث عطاء مرسلا أصح، والله أعلم"

ص: 179

وعندي أنّ الوصل هو الأصح، لأنّ من وصل معه زيادة ليست مع الذي أرسله، وهي زيادة ثقة وهي مقبولة، سيما وأن الذي وصل الحديث أكثر ممن أرسله، والله أعلم.

الثالث: يرويه عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري عن طاوس عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: لبيك عن شبرمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"من شبرمة؟ " قال: أخ لي، قال:"هل حججت؟ " قال: لا، قال:"حج عن نفسك، ثم احجج عن شبرمة"

أخرجه الدارقطني (2/ 268 - 269) والبيهقي (4/ 337) من طريق طاهر بن مدرار ثنا الحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة به.

ورواه جماعة عن الحسن بن عمارة بلفظ "سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يلبي عن نُبَيْشَة،

فقال: "أيها الملبي عن نبيشة، هذه عن نبيشة، واحجج عن نفسك"

أخرجه الدارقطني (2/ 268) من طريق إسحاق بن يوسف الواسطي ومحمد بن إسحاق المدني وخالد بن صبيح المروزي كلهم عن الحسن بن عمارة به.

وأخرجه البيهقي (4/ 337) من طريق الدارقطني عن إسحاق بن يوسف به.

قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن عمارة، وهو متروك الحديث، والمحفوظ عن ابن عباس حديث شبرمة"

الرابع: يرويه خالد الحَذَّاء عن أبي قِلَابة عن ابن عباس قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول: لبيك عن شبرمة. فقال: "من شبرمة؟ " فقال: أبي، فقال:"أحججت قط؟ " قال: لا، قال:"أحجج عن نفسك، ثم حج عن أبيك".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1463) من طريق السكن بن إسماعيل الأصم ثنا خالد الحذاء به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن خالد الحذاء إلا السكن بن إسماعيل"

قلت: واختلف فيه على خالد الحذاء (1)، فرواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عنه وعن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن ابن عباس موقوفا.

(1) رواه هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس واختلف عنه، فرواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن هشيم مرفوعا.

أخرجه الدارقطني (2/ 270)

ورواه حجاج بن إبراهيم عن هشيم موقوفا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6/ 380)

ص: 180

أخرجه الخطابي في "المعالم"(1)(2/ 403) والبيهقي (4/ 337) وفي "معرفة السنن"(9195) من طريق الشافعي عن الثقفي به.

ورواه سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2548) من طريق قَبيصَة بن عقبة الكوفي ثنا سفيان به.

وتابعه معاوية بن هشام القصار عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء مرفوعا، إلا أنه خالفه في لفظه فقال فيه "أنّ رجلا نذر أنْ يحج ولم يكن حج حجة الإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "حُج حجة الإسلام ثم حُج لنذرك بعد".

أخرجه البيهقي (4/ 337)

ورواه سفيان بن عُيينة عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن ابن عباس موقوفا.

أخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 105)

ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن"(7/ 29 - 30) والبغوي في "شرح السنة"(1856)

وتابعه الحارث بن عمير البصري عن أيوب به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6/ 380)

وإسناده منقطع. قال الطحاوي: أبو قلابة لا سماع له من ابن عباس" المشكل 6/ 381

وقال ابن المغلس: أبو قلابة لم يسمع من ابن عباس" التلخيص 2/ 224

وقال الحافظ في "التهذيب": قيل: لم يسمع منه"

قال ابن دقيق العيد في "الإمام": وعُلِّل هذا الحديث بوجوه: أحدها: الاختلاف في رفعه ووقفه، فعبدة بن سليمان يرفعه وهو محتج به في "الصحيحين" وتابعه على رفعه محمد بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن بشر، وقال البيهقي: وهذا إسناد صحيح ليس في الباب أصح منه. وقال ابن معين: أصح وأثبت الناس سماعا من سعيد بن أبي عروبة عبدة بن سليمان، ورواه غندر عن سعيد فوقفه ورواه أيضا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة سمع ابن عباس رجلا يلبي عن شبرمة فذكره موقوفا، وفيه مع زيادة الوقف

(1) لم يذكر الحذاء في إسناده.

ص: 181

استبعاد تعدد القضية بأن تكون وقعت في زمان النبي عليه السلام وفي زمان ابن عباس على سياق واحد واتفاق لفظ. والثاني: الإرسال فإنّ سعيد بن منصور رواه عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، ورواه أيضا ثنا هشيم أنا ابن أبي ليلى ثنا عطاء بن أبي رباح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثالث: أنّ قتادة لم يقل فيه حدثنا ولا سمعت وهو إمام في التدليس، وقال ابن المغلس في كتابه: وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث فقال: إنّ سعيد بن أبي عروبة كان يحدّث به بالبصرة فيجعل الكلام من قول النبي عليه السلام. قالوا أيضا: فقتادة لم يقل فيه حدثنا ولا سمعت وهو كثير التدليس. قالوا: وأيضا فقد روي هذا الحديث عن هشيم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه ابن جريج وهو أثبت من ابن أبي ليلى فلم يقل فيه عن عائشة وأرسله، ورواه أبو قلابة عن ابن عباس، وأبو قلابة لم يسمع من ابن عباس شيئا، قالوا: فالخبر بذلك غير ثابت"

قلت: العلة التي تؤخذ بالاعتبار هي عنعنة قتادة فإنه لم يصرّح بالسماع في جميع روايات الحديث التي ذكرتها، وأما باقي العلل فقد تقدم الجواب عنها.

والحديث ثابت فقد تقدم من رواية عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس وهي قوية.

وله شاهد من حديث جابر أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6126) وابن عدي (2/ 535) والدارقطني (2/ 269 - 270) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 328 - 329) من طريق ثُمامة بن عبيدة عن أبي الزبير عن جابر مثله.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ثمامة"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر منكر ليس يرويه إلا ثمامة عنه"

وقال الهيثمي: وفيه ثمامة بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 3/ 283

وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وكذبه ابن المديني، كذا في "الميزان".

128 -

"احجج عن أبيك"

قال الحافظ: ويوافقهما مرسل الحسن عند ابن خزيمة فإنه أخرجه من طريق عوف عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: إنّ أبي شيخ كبير أدرك الإسلام ولم يحج، الحديث، ثم ساقه من طريق عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: مثله، إلا أنه قال: إنّ السائل سأل عن أمه.

ص: 182

وقال: وكذا في مرسل الحسن وحديث أبي هريرة عند ابن خزيمة بلفظ: وإن شددته بالحبل على الراحلة خشيت أن أقتله.

وقال: في حديث أبي هريرة فقال: فذكره" (1)

أخرجه ابن خزيمة (3037) عن محمد بن منصور الجَوَّاز ثنا يحيى بن أبي الحجاج ثنا عوف عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل، فقال: إنّ أبي شيخ كبير أدرك الإسلام ولم يحج، ولا يستمسك على الراحلة، وإنْ شددته بالحبل على الراحلة خشيت أنّ أقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احجج عن أبيك"

ثم أخرجه (3038) عن محمد بن منصور الجواز ثنا يحيى بن أبي الحجاج عن عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك إلا أنه قال: السائل سأل عن أمه.

وأخرجه ابن عدي (7/ 2677) عن عمر بن سنان ثنا محمد بن منصور الجواز بالوجهين جميعا المرسل والموصول.

قال الدارقطني: ووهم فيه يحيى بن أبي الحجاج" العلل 10/ 44

قلت: وهو مختلف فيه، قال ابن معين: لم يكن بثقة، وقال أيضا: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا.

واختلف في هذا الحديث على ابن سيرين:

- فقال مالك: عن أيوب السختياني عن ابن سيرين عن رجل لم يسمه عن عبيد الله بن عباس وقيل: عبد الله بن عباس.

قاله الدارقطني في "العلل".

- وقال هشام بن حسان: عن ابن سيرين عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن الفضل بن عباس.

أخرجه النسائي (5/ 91 و 8/ 202) وفي "الكبرى"(3623 و 5949) والطبراني في "الكبير"(18/ 295 - 296)

قال الدارقطني: وقول هشام أشبه بالصواب"

(1) 4/ 439 و440 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب حج المرأة عن الرجل)

ص: 183

129 -

"أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا"

قال الحافظ: ولأحمد بسند رجاله ثقات من حديث جابر بن سَمُرَة بلفظ: فذكره" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 514) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 7011) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن زكريا بن سياه أبي يحيى عن عمران بن رِياح عن علي بن عُمارة عن جابر بن سمرة قال: كنت في مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبي سمرة جالس أمامي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإنّ أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا"

وأخرجه أحمد (5/ 89) وابنه (5/ 89 و 99) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 291) وأبو

يعلى (7468) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2072) عن عبيد بن غنام الكوفي

وفي "المكارم"(8) عن محمد بن عبد الله الحضرمي

قالا: ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(339) وعبد الله بن أحمد (5/ 99) والطبراني في "الكبير"(2072) من طرق عن أبي أسامة به.

قال المنذري: رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد جيد ورواته ثقات" الترغيب 3/ 409

وقال العراقي: رواه أحمد وابن أبي الدنيا بإسناد صحيح" تخريج أحاديث الإحياء 3/ 118

وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 8/ 25 - إتحاف الخيرة 7/ 356

قلت: علي بن عمارة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

والباقون ثقات، وعمران هو ابن مسلم بن رياح نسب إلى جده.

130 -

عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفه أسامة فاستسقى، فأتيناه بإناء من نبيذ فشرب وسقى فَضْلَه أسامة وقال:"أحسنتم كذا فاصنعوا"

(1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

ص: 184

قال الحافظ: وقد أخرجه مسلم (1316) من طريق بكر بن عبد الله المزني قال: كنت جالسا مع ابن عباس فقال: فذكره" (1)

131 -

حديث أسامة بن شَرِيك: قالوا: يا رسول الله، من أحبّ عباد الله إلى الله؟ قال "أحسنهم خلقا" وفي رواية عنه: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال "خلق حسن"

قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" وابن حبان والحاكم والطبراني من حديث أسامة بن شريك: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 171) عن شعبة والمسعودي عن زياد بن عِلَاقَة قال: سمعت أسامة بن شريك يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وأصحابه (4) كأنما على رؤوسهم الطير (5)(6) وجاءته (7) الأعراب (8) من جوانب (9) فسألوه عن أشياء (10) لا بأس بها فقالوا: يا رسول الله، علينا حرج في كذا؟ علينا حرج في كذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عباد الله (11) وضع الله الحرج أو قال: رفع الله الحرج إلا إمرءا اقترض (12) امرءا ظلما فذلك يَحْرَج ويَهلك" وسألوه عن الدواء (13) فقال: "عباد الله

(1) 4/ 238 (كتاب الحج- باب سقاية الحاج)

(2)

13/ 67 (كتاب الأدب- باب حسن الخلق)

(3)

زاد الطبراني في "الكبير" بعرفات.

(4)

زاد أحمد "عنده" وزاد ابن أبي عاصم "حوله"

(5)

وعند ابن حبان "الرَّخَم" زاد الحاكم وغيره: "ما يتكلم منا متكلم"

(6)

زاد أحمد وغيره "قال: فسلمت عليه وقعدت"

(7)

وعند الطبراني وغيره "وأتاه ناس من الأعراب"

(8)

وفي لفظ "الأعاريب" زاد الخطيب في "الموضح""من مكة" وزاد الطبراني في رواية "متقلدي

السيوف".

وزاد البخاري في "الأدب" وغيره "ناس كثير".

(9)

وفي لفظ لأبي داود وغيره "من هاهنا وههنا" وفي لفظ "من كل مكان" وفي لفظ "من كل نحو"

زاد البخاري في "الأدب" وغيره "فأسكت الناس لا يتكلم غيرهم فقالوا" وزاد الطبراني في رواية "حتى

كثروا عليه وسكن الناس"

(10)

زاد البخاري في "الأدب" وغيره "من أمور الناس".

(11)

وفي لفظ "يا أيها الناس" وعند ابن عدي وغيره "لا حرج".

(12)

وفي لفظ للحميدي وغيره "إلا من اقترض من عرض أخيه شيئا".

(13)

وفي لفظ "نتداوى".

ص: 185

تداووا فإن الله عز وجل لم يضع (1) داء إلا وضع (2) له دواء (3) إلا داء واحد الهرم (4) "

فكان أسامة قد كبر فقال: هل ترون (5) لي من دواء (6).

قال: وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما خير (7) ما أعطي الناس؟ قال: "خلق حسن"(8)(9)

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(772) والبيهقي في "الآداب"(998) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 81)

وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 2 و 513 و 514 و 576 و 577) وفي "مسنده"(781 و 783) والحميدي (824) وأحمد (4/ 278) وهناد في "الزهد"(1259 و 1260) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 20) و"الأدب المفرد"(291) وأبو داود (2015 و 3855) وابن ماجه (3436) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 304 - 305) والترمذي (2038) وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 443) وابن أبي الدنيا في "المداراة"(75) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1467 و 1468 و 1470 و 2668) والنسائي في "الكبرى"(7553 و 7554) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2680) وفي "الصحابة"(147) والطحاوي في "المشكل"(4423 و 4424) وفي "شرح المعاني"(2/ 236 و 238 و 4/ 323) والخرائطي في "المكارم"(ص 4) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 13) وابن حبان (478 و 486 و 6061 و 6064) والطبراني في "الكبير"(1/ 144 - 152) و"الأوسط"(369 و 6376) و"الصغير"(559) و"المكارم"(12) وابن عدي (5/ 1692) والخطابي في "الغريب"(1/ 537) وابن شاهين في "الترغيب"(364) والحاكم (1/ 121 و 4/ 399 و 400) وتمام في "فوائده"(1290) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 174 و 266) وفي "معرفة الصحابة"(772) وابن بشران (795 و 812 و 1317) وابن حزم في "المحلى"(4/ 247) والبيهقي (5/ 146 و 9/ 343) وفي "الصغرى"

(1) وفي لفظ "يُنزل" زاد البيهقي في "الشعب" وغيره "في الأرض".

(2)

وفي لفظ "أنزل".

(3)

وفي لفظ "الشفاء".

(4)

وعند الخطيب في "التاريخ""السام" وعند تمام "الموت والهرم"

(5)

وفي لفظ "تعلمون".

(6)

زاد أحمد "الآن".

(7)

وعند هناد وغيره "ما أفضل ما أعطي المسلم؟ " وعند الحاكم وغيره "فمن أحب عباد الله إلى الله؟ قال: "أحسنهم خلقا" وفي لفظ للطبراني "أي الأعمال أفضل؟ " وفي لفظ آخر له "ما أفضل ما أوتي الناس؟ ".

(8)

وفي رواية للطبراني "إنّ الناس لم يعطوا شيئا خيرا من خلق حسن"

(9)

زاد البيهقي في "الشعب""ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام الناس فجعلوا يقبلون يده فأخذتها فوضعتها على وجهي فإذا هي أطيب من المسك وأبيض من الثلج".

ص: 186

(3919 و 3920) وفي "الآداب"(156) وفي "الشعب"(1435 و 1436 و 6234 و 7624) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 281 - 282) والخطيب في "التاريخ"(3/ 407 و 9/ 197 - 198) و "الجامع لأخلاق الراوي"(322) و"الموضح"(2/ 110) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1210 و 2108) وابن عساكر (7/ 202) وفي "معجم الشيوخ"(279) والقاضي عياض في "الالماع"(ص 48 - 49) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(523 و 524 و 525) وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة"(3226) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1212) من طرق كثيرة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك به.

قال سفيان بن عيينة: ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا" صحيح ابن حبان 13/ 427

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال العقيلي: إسناده جيد" الضعفاء 2/ 191

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم عن زياد بن علاقة" (1)

وقال أبو محمَّد البغوي: هذا حديث حسن، وأسامة بن شريك من الصحابة، يعدّ من أهل الكوفة، هو من بني ثعلبة، لا يعرف عنه راو غير زياد بن علاقة"

وقال أبو موسى المديني: هذا حديث مشهور ثابت"

وقال المنذري: رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح" الترغيب 3/ 408

وقال النووي: رواه الثلاثة بالأسانيد الصحيحة" الخلاصة 2/ 921

وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 24

وقال العراقي: رواه ابن ماجه بإسناد صحيح" تخريج أحاديث الإحياء 2/ 155

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 49

قلت: وهو كما قال، وأسامة بن شريك لم يخرج له الشيخان.

132 -

"احشدوا فسأقرأ عليكم ثلث القرآن" فخرج فقرأ: قل هو الله أحد، ثم قال "ألا إنها تعدل ثلث القرآن"

(1) وقال أيضا: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه والعلة عند مسلم فيه أنّ أسامة بن شريك ليس له إلا راو واحد"

ص: 187

قال الحافظ: ولمسلم أيضا من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (812) من حديث أبي هريرة مرفوعا "احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن"

فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ: قل هو الله أحد، ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن".

133 -

عن هشام بن عامر الأنصاري قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد فقالوا: أصابنا قَرْح وجهد، قال:"احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي" (2)

يرويه حميد بن هلال العدوي البصري واختلف عنه:

-فرواه سليمان بن المغيرة القيسي البصري عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 39) وأحمد (4/ 19 و20) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 131) وأبو داود (3215) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2144) والنسائي (4/ 68) وفي "الكبرى"(2142) وأبو يعلى (1553) وفي "المفاريد"(65) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 193) والطبراني في "الكبير"(22/ 173) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 29 - 30) وفي "الصحابة"(6537) والبيهقي (3/ 413) وفي "معرفة السنن"(5/ 289) وفي "الشعب"(2430) وفي "الدلائل"(3/ 296) وابن عساكر (3) في "معجم الشيوخ"(1327) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 403)

- ورواه أيوب السَّخْتِياني عن حميد بن هلال واختلف عنه:

• فقيل: عنه عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر.

أخرجه أبو داود (3216) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 155) والنسائي (4/ 66) وفي "الكبرى"(2137) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 526) والطبراني في "الكبير"(22/ 172 - 273) والبيهقي (3/ 413) وفي "الدلائل"(3/ 296)

(1) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل قل هو الله أحد)

(2)

3/ 455 (كتاب الجنائز- باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر)

(3)

وقال: صحيح"

ص: 188

عن سفيان الثوري

وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 39) وسعيد بن منصور (2582) وأحمد (4/ 20) والطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 525) وابن عساكر في "حديث المزاحمي"(15)

عن إسماعيل بن عُلَية

وعبد الرزاق (6501) وأحمد (4/ 20) والطبراني في "الكبير"(22/ 172)

عن مَعْمَر بن راشد

وعبد الرزاق (6501) وأحمد (4/ 19) والنسائي (4/ 69) وفي "الكبرى"(2145) والطبراني في "الكبير"(22/ 172)

عن سفيان بن عُيينة

أربعتهم عن أيوب به.

وأخرجه البيهقي (4/ 34) من طريق محمَّد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن أيوب به.

والفريابي روى عن السفيانيين فلا أدري من المراد منهما هنا.

وفي هذه الرواية والتي قبلها تصريح حميد بن هلال بالإخبار من هشام بن عامر.

• وقيل: عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الدَّهْمَاء عن هشام بن عامر.

أخرجه أحمد (4/ 20) وابن ماجه (1560) والترمذي (1713) والنسائي (4/ 69) وفي "الكبرى"(2144) وأبو يعلى (1558) وفي "المفاريد"(70) وابن المنذر في "الإقناع"(44) وفي "الأوسط"(5/ 450) وابن قانع (3/ 193 - 194 و 194) والطبراني في "الكبير"(22/ 173) والبيهقي (4/ 34) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري عن أيوب به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الطبراني: زاد عبد الوارث في إسناد هذا الحديث أبا الدهماء"

قلت: أبو الدهماء اسمه قِرْفة بن بُهَيْس العدوي وهو ثقة كما في "التقريب".

• وقيل: عن أيوب عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 405 - 406) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 131) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 155) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد عن أيوب به.

ص: 189

وأخرجه النسائي (4/ 68) وفي "الكبرى"(2143)

عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني

والبيهقي (4/ 34)

عن إسماعيل بن إسحاق القاضي

وفي "الدلائل"(3/ 297)

عن أحمد بن ملاعب البغدادي

ثلاثتهم عن سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد به.

وخالفهم أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي (1) فرواه عن سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن هشام به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 172)

• وقيل: عن أيوب عن حميد بن هلال عمن يحدثه عن هشام بن عامر.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 525) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب به.

- وقال جرير بن حازم البصري: ثنا حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه.

أخرجه أحمد (4/ 20) وأبو داود (3217) والنسائي (4/ 67) وفي "الكبرى"(2138) والطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 524 - 525) والبيهقي (3/ 414) وفي "الدلائل"(3/ 297)

والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 353) وفيه أنه سأل أباه عن هذا الاختلاف قال: فقلت لأبي أيهما أصح؟ فقال: أيوب وسليمان بن المغيرة أحفظ من جرير بن حازم"

أي رواية الأكثر عن أيوب ورواية سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر ليس بين حميد وهشام أحد.

(1) وتابعه الحارث بن أبي أسامة ثنا سليمان بن حرب به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5174)

ص: 190

وقال الألباني في "الإرواء"(3/ 194 - 195) بعد أن ذكر الاختلاف فيه على حميد قال: وهذه الروايات كلها صحيحة عن حميد وليست مضطربة، فقد سمعه من سعد بن هشام عن أبيه، وسمعه من أبي الدهماء عنه، ثم سمعه هو من هشام بدون واسطة كما في رواية معمر عن أيوب، ويؤيده أنه جاء في ترجمة حميد من "التهذيب" أنه روى عن هشام بن عامر الأنصاري وابنه سعد"

قلت: حميد بن هلال ثقة كما قال ابن معين وغيره، لكن أنكر أبو حاتم لقيه لهشام بن عامر.

فقال: حميد بن هلال لم يلق هشام بن عامر يدخل بينه وبين هشام أبو قتادة العدوي، ويقول بعضهم: عن أبي الدهماء، والحفاظ لا يدخلون بينهم أحدا حميد عن هشام. قيل له: فأي ذلك أصح؟ قال: ما رواه حماد بن زيد عن أيوب عن حميد عن هشام" المراسيل ص 49

وللحديث شاهد عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد "احفروا وأعمقوا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد" قالوا: من نقدم؟ قال: "قدموا أكثرهم قرآنا"

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 527) وابن الأعرابي (ق 199/أ) وابن بشران (1268) من طرق عن أبي بشر هاشم بن عبد الواحد الجشاش ثنا يزيد بن عبد العزيز بن سِيَاه الأسدي عن هشام بن حسان عن أبي نَضْرَة عن جابر به.

وإسناده صحيح رجاله ثقات.

ولم ينفرد هشام بن حسان به بل تابعه سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي عن أبي نضرة عن جابر نحوه.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 527) عن عقبة بن سنان الزهراني ثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد به.

وعقبة بن سنان قال أبو حاتم: صدوق، والباقون كلهم ثقات.

134 -

حديث أنس "احفظ سري تكن مؤمنا"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والخرائطي وفيه علي بن زيد وهو صدوق كثير الأوهام، وقد أخرج أصله الترمذي وحسنه ولكن لم يسق المتن بل ذكر بعض الحديث، وفي الحديث طول" (1)

ضعيف

(1) 13/ 325 (كتاب الإستئذان- باب حفظ السر)

ص: 191

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد أَتْحَفَتْك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك. فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما ضربني ضربة ولا سبني سبة ولا انتهرني ولا عَبَسَ في وجهي، وكان أول ما أوصاني به أن قال: "يا بني اكتم سري تك مؤمنا

" الحديث وفيه طول.

أخرجه الترمذي (2678) وأبو يعلى (3624) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 296) والطبراني في "الصغير"(856) و"الأوسط"(5988) والعِيسوي في "الفوائد"(21) من طريقين عن علي بن زيد به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وعلي بن زيد صدوق إلا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره، وسمعت محمَّد بن بشار يقول: قال أبو الوليد: قال شعبة: حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا. ولا نعرف لسعيد بن المسيب عن أنس رواية إلا هذا الحديث بطوله. وذاكرت به محمَّد بن إسماعيل فلم يعرفه ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره، ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين، ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين"

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. قال أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن معين والنسائي والجوزجاني وابن المديني: ضعيف.

ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن حَرْمَلة الأسلمي عن سعيد بن المسيب به.

أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 601 - 602) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 542) من طريق بشر بن إبراهيم البصري المفلوج ثنا عَبّاد بن كثير عن عبد الرحمن بن حرملة به.

قال الحافظ في "اللسان": باطل بهذا الإسناد، وله طرق متعددة عن أنس قال العقيلي: لا يثبت منها شيء"

قلت: وبشر بن إبراهيم قال ابن عدي وابن حبان: يضع الحديث على الثقات.

الثاني: يرويه عثمان بن عبد الله القرشي عن يَغْنَم بن سالم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: "يا أنس احتلمت؟ "وخدمت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين قلت له: نعم يا رسول الله، فقال لي:"يا أنس لا تفش سري"

الحديث

ص: 192

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 476 - 477)

ويغنم بن سالم قال ابن حبان: شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك، روى عنه نسخة موضوعة، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وقال ابن يونس: حدّث عن أنس فكذب.

الثالث: يرويه كثير بن سليم أبو هاشم الأيلي عن أنس أنّ أم سليم قالت: يا رسول الله، ما من الأنصار رجل ولا امرأة إلا قد أتحفك بشيء غيري وليس لي إلا ولدي هذا فأحبّ أنْ تقبله مني يخدمك، فقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقعدني بين يديه ومسح بيده على رأسي وبَرَّك علىّ وقال: "يا أنس احفظ سري تكن مؤمنا

" الحديث.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 223 - 224)

وقال: كثير بن سليم كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه من غير رؤيته، ويضع عليه ثم يحدث به، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاختبار"

135 -

"احكم فيهم يا سعد" قال: الله ورسوله أحق بالحكم، قال "قد أمرك الله تعالى أنْ تحكم فيهم"

قال الحافظ: وفي حديث جابر عند ابن عائذ: فقال: فذكره.

وقال: وفي رواية جابر عند ابن عائذ: فقال: قم فشدّ عليك سلاحك، والله لأدقنهم دقّ البيض على الصفا.

وقال: وفي حديث جابر عند الترمذي والنسائي وابن حبان بإسناد صحيح أنهم كانوا أربعمائة مقاتل" (1)

صحيح

ورواية ابن عائذ لم أقف عليها.

وللحديث طريق أخرى يرويها الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال: رُمي يومَ الأحزاب سعدُ بن معاذ، فقطعوا أكْحَلَهُ، فَحَسَمَه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار، فانتفخت يده، فتركه، فنزف الدم، فحسمه أخرى، فانتفخت يده، فلما رأى ذلك، قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تُقِرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عِرْقُهُ، فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم

(1) 8/ 416 و 417 و 418 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)

ص: 193

سعد بن معاذ، فأرسل إليهم، فقال: تقتل رجالهم، وتستحيي نساؤهم وذراريهم، فغنم (1) المسلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أصبت حكم الله فيهم" وكانوا أربع مائة، فلما فرغ من قتلهم، انفتق عرقه، فمات.

أخرجه ابن سعد (3/ 429) وأحمد (3/ 350) والدارمي (2512) والترمذي (1582) والنسائي في "الكبرى"(8679) والطحاوي في "المشكل"(3579) وابن حبان (4784) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 27 - 28) من طرق عن الليث بن سعد به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

136 -

حديث ابن عمر "أُحِلَّتْ لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد، والكبد والطحال"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والدارقطني مرفوعا وقال: إنّ الموقوف أصح. ورجّح البيهقي أيضا الموقوف إلا أنه قال: إنّ له حكم الرفع" (2)

أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 340) وأحمد (2/ 97) وعبد بن حميد في "المنتخب"(818) وابن ماجه (3218 و 3314) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 192 - 193) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 58) وابن عدي (1/ 388) والدارقطني (4/ 271) والبيهقي (9/ 257) وفي "الصغرى"(3863) وفي "معرفة السنن"(13/ 466) والبغوي في "شرح السنة"(2803) وفي "معالم التنزيل"(1/ 140)

عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم

وابن عدي (1/ 388 و 4/ 1503) والدارقطني (4/ 271 - 272) والبيهقي في "الصغرى"(3863)

عن عبد الله بن زيد بن أسلم (3)

(1) وفي لفظ "ليستعين بهم المسلمون"

(2)

12/ 40 (كتاب الذبائح- باب أكل الجراد)

(3)

رواه مطرف بن عبد الله المدني وإسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن حسان التنيسي عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا.

ورواه إسحاق بن عيسى ابن الطباع عن عبد الله بن زيد عن أبيه عن ابن عمر موقوفا.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 192)

وتابعه عبد الله بن مسلمة القعنبي ثنا أسامة وعبد الله بن زيد عن أبيهما عن ابن عمر موقوفا.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(37)

ص: 194

وعبد الله بن أحمد في "العلل"(1/ 192 - 193) وابن عدي (1/ 388) والبيهقي (1/ 254) وفي "الصغرى"(3863)

عن أسامة بن زيد بن أسلم

وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تلخيص الحبير"(1/ 26) و"نصب الراية"(4/ 202)

عن أبي هشام كثير بن عبد الله الأبلي

كلهم عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به مرفوعا.

- ورواه سليمان بن بلال المدني عن زيد بن أسلم واختلف عنه:

• فرواه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر موقوفا.

أخرجه البيهقي (1/ 254) وفي "الصغرى"(3894 و 3895)

وقال: هذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم"

وقال أيضا: وهذا هو الصحيح"

وقال في "المعرفة": وهذا أصح، وهو في معنى المرفوع"

وصحح الوقف أيضا غير واحد، منهم:

1 -

الدارقطني في "علله" كما في "نصب الراية"(4/ 202)

2 -

أبو زرعة كما في "علل الحديث"(2/ 17)

3 -

أبو حاتم كما في "كشف الخفاء"(1/ 60)

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وهو موقوف في حكم المرفوع"

ورواه يحيى بن حسان التنيسي عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا.

أخرجه ابن عدي (4/ 1503) عن أحمد بن عيسى الوشاء ثنا مسعود بن سهل ثنا يحيى بن حسان به.

137 -

"احْمُوا ظهورنا فإنْ رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا، وإنْ رأيتمونا قد غَنمنا فلا تَشْرَكُونا"

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد والطبراني والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم

أقامهم في موضع ثم قال لهم: فذكره.

ص: 195

وقال: وفي حديث ابن عباس: فلما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين انْكَفَتَ الرماة جميعا فدخلوا في العسكر يَنْتَهِبُون وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم هكذا- وشبك بين أصابعه- فلما أَخلت الرماة تلك الخَلّة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على الصحابة، فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير، قد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين تسعة أو سبعة، وجال المسلمون جولة نحو الجبل وصاح الشيطان: قتل محمَّد. وقد ذكرنا من حديث الزبير نحوه.

وقال: وقع في حديث ابن عباس: أين ابن أبي كَبْشة؟ أين ابن أبي قُحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: ألا أجيبه؟ قال: بلى.

وقال: وفي حديث ابن عباس: الأيام دُوَل والحرب سِجَال.

وقال: وزاد في حديث ابن عباس: قال عمر: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. قال: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذا وخسرنا.

وقال: وفي حديث ابن عباس: ولم يكن ذلك عن رأي سَرَاتِنَا، أدركته حَمِيَّة الجاهلية فقال: أما إنه كان لم يكرهه" (1)

أخرجه أحمد (2609) عن سليمان بن داود الهاشمي أنا عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد عن أبيه عن عبيد الله عن ابن عباس أنه قال: ما نصر الله تبارك وتعالى في موطن كما نصر يوم أُحُد، قال: فأنكرنا ذلك! فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله تبارك وتعالى: إن الله عز وجل يقول في يوم أحد {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] يقول ابن عباس: والحَسُّ القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} [آل عمران: 152] إلى قوله {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وإنما عني بهذا الرماة، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع، ثم قال:"احموا ظهورنا، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وان رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا"

وذكر الحديث بطوله.

وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 412) والطبراني في "الكبير"(10731) والحاكم (2/ 296 - 297) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 269 - 271) من طرق عن سليمان بن داود الهاشمي به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) 8/ 353 و 355 و 356 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد).

ص: 196

قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وسياق عجيب، وهو من مرسلات ابن عباس، فإنه لم يشهد أحدا ولا أبوه ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها" التفسير 1/ 412 - البداية 2/ 25

قلت: رواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة.

وحديث الزبير سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "والله لقد رأيتني انظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحباتها

"

138 -

عن سعيد بن جبير قال: جاء ميمون بن يامين وكان رأس اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ابعث إليهم فاجعلني حكما فإنهم يرجعون إليّ، فأدخله داخلا ثم أرسل إليهم فأتوه فخاطبوه، فقال "اختاروا رجلا يكون حكما بيني وبينكم" قالوا: قد رضينا ميمون بن يامين فقال: "أخرج إليهم" فقال: أشهد أنه رسول الله، فأبوا أنْ يصدقوه.

قال الحافظ: رواه ابن سعد في "شرف المصطفى"(1)

مرسل

وقال في "الإصابة"(9/ 305) وأخرج عبد بن حميد في "تفسيره" بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: فذكره.

139 -

"اختر أنْ أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل منك أولياء الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: اختار أن أغرسه في الجنة".

قال الحافظ: وفي حديث بُريدة عند الدارمي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)

ضعيف

يرويه صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة واختلف عنه:

- فقال تميم بن عبد المؤمن: ثنا صالح بن حَيَّان ثني ابن بريدة عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب قام. فأطال القيام، فكان يشقّ عليه قيامه، فأتي بجذع نخلة فحفر له

(1) 8/ 276 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة)

(2)

7/ 416 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)

ص: 197

وأقيم إلى جنبه قائما للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه، فبصر به رجل كان وَرَدَ المدينة فرآه قائما إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أنّ محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه، فإن شاء جلس ما شاء، وإن شاء قام، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائتوني به" فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع هي الآن في منبر المدينة، فوجد النبي- صلى الله عليه وسلم في ذلك راحة، فلما فارق النبي صلى الله عليه وسلم الجذع، وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحنّ كما تحنّ الناقة حين فارقه النبي صلى الله عليه وسلم، فزعم ابن بريدة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع حَنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال:"اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت، وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت" فزعم أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له: نعم، قد فعلت، مرتين، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"اختار أن أغرسه في الجنة"

أخرجه الدارمي (32) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا تميم بن عبد المؤمن به.

- وقال حبان بن علي العَنَزي: عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن عائشة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2271) عن أحمد بن محمَّد بن أحمد الجواربي ثنا عمي علي بن أحمد ثنا قَبيصة بن عقبة ثنا حبان بن علي به.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(310) من طريق محمَّد بن أحمد بن سليمان ثنا علي بن أحمد الجواربي به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عائشة إلا ابن بريدة، ولا عن ابن بريدة إلا صالح بن حيان، ولا عن صالح إلا حبان، ولا عن حبان إلا قبيصة، تفرد به علي بن أحمد الجواربي"

وقال الهيثمي: وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف" المجمع 2/ 182

140 -

عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ قالت: اختلعت من زوجي، فذكرت قصة فيها: وإنما تبع عثمان في ذلك قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مريم المَغَالِيَة وكانت تحت ثابت بن قيس فاختلعت منه.

قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه من طريق محمَّد بن إسحاق ثني عُبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن الربيع بنت معوذ قالت: فذكرته، وإسناده جيد.

ص: 198

وقال: وعند أبي داود والنسائي وابن ماجه من حديث الربيع بنت معوذ أنّ عثمان أمرها أنْ تعتدّ بحيضة، قال: وتبع عثمان في ذلك قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة ثابت بن قيس" (1)

حسن

أخرجه يونس بن بُكير في "المغازي"(الإصابة 13/ 131) عن محمَّد بن إسحاق عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: دخلت على الربيع بنت معوذ بن عَفرَاء فسألتها عن شأنها، قالت: كنت عند ابن عم لي فكرهته فاختلعت منه، فأتيت عثمان فقال: ليس عليك منه عِدّة إلا أن يكون قريب عهد بك فتستبرئين منه بحيضة، فقالت الربيع: وإنما أخذ ذلك عثمان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لمريم المَغَالِية امرأة ثابت بن قيس بن شَمَّاس، فاختلعت منه.

ومن طريقه أخرجه الحسن بن سفيان (الإصابة) والطبراني في "الكبير"(25/ 42)

وتابعه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري عن ابن إسحاق ثني عبادة بن الوليد به.

أخرجه ابن ماجه (2058) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3336) والنسائي (6/ 153 - 154) وفي "الكبرى"(5692) والطبراني في "الكبير"(24/ 265 - 266) من طرق عن إبراهيم بن سعد به.

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وعبادة بن الوليد ثقة.

141 -

عن ابن عمر قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم شفرة وخرج بها إلى السوق وبها زقاق خمر جلبت من الشام فشقّ بها ما كان من تلك الزقاق.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

له عن ابن عمر طرق:

الأول: يرويه أبو بكر بن أبي مريم عن ضَمْرة بن حبيب قال: قال ابن عمر: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بِمُدْيَة وهي الشفرة فأتيته بها، فأرسل بها فأُرهِفَتْ ثم أعطانيها وقال:"أُغد عليّ بها" ففعلت، فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة وفيها زِقَاق خمر قد جُلبت من الشام فأخذ المدية مني فشقّ ما كان من تلك الزِّقَاق بحضرته ثم أعطانيها وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معي وأنْ يعاونوني وأمرني أنْ آتي الأسواق كلها فلا أجد فيها زقاق خمر إلا شققته، ففعلت فلم أترك في أسواقها زقا إلا شققته.

(1) 11/ 317 و 321 (كتاب الطلاق- باب الخلع)

(2)

6/ 46 (كتاب المظالم- باب هل تكسر الدنان التي فيها الخمر)

ص: 199

أخرجه أحمد (2/ 132 - 133) عن الحكم بن نافع الحمصي ثنا أبو بكر بن أبي مريم به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 104 - 105)

وقال: هذا الحديث غريب من حديث ضمرة، تفرد به أبو بكر بن أبي مريم"

قلت: وهو ضعيف كما قال أحمد والنسائي وغيرهما

الثاني: يرويه ابن لهيعة ثنا أبو طُعْمَة: سمعت ابن عمر يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المِرْبَد فخرجت معه فكنت عن يمينه، وأقبل أبو بكر فتأخرت له فكان عن يمينه وكنت عن يساره، ثم أقبل عمر فتنحيت له فكان عن يساره، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المربد فإذا بأزقاق على المربد فيها خمر، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمِدْيَة وما عرفت المدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق فشقت ثم قال:"لُعنت الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها ومعتصرها وآكل ثمنها"

أخرجه أحمد (2/ 71) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة به.

ولم ينفرد حسن بن موسى به بل تابعه عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة به كما سيأتي في الطريق الثالث.

وابن لهيعة ضعيف، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي طعمة عن ابن عمر مرفوعا "لعنت الخمر وشاربها

" وذكر الحديث.

أخرجه البيهقي (8/ 287) من طريق يزيد بن هارون أنبأ شريك عن عبد الله بن عيسى به.

وعبد الله بن عيسى وثقه ابن معين وغيره، وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

وأبو طُعْمة وثقه ابن عمار الموصلي والذهبي في "الكاشف" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة.

وقد توبع:

فقال أحمد (2/ 25 و 71): ثنا وكيع ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبي طعمة مولاهم وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعنت الخمر على عشرة وجوه

" فذكر الحديث.

ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(17/ 244 - 245)

ص: 200

وأخرجه أبو داود (3674) وابن ماجه (3380) والبيهقي (5/ 327) من طرق عن وكيع به (1).

وإسناده صحيح.

وأخرجه البيهقي (6/ 12) من طريق أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثنا عبد العزيز بن عمر به.

وأخرجه أيضا (5/ 327) من طريق جعفر بن عون الكوفي أنا عبد العزيز بن عمر به، إلا أنه لم يسم أبا طعمة، قال: رجل من موالينا.

ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن عبد العزيز بن عمر فلم يذكر أبا طعمة.

أخرجه أبو يعلى (5591)

وخالف سليمان بن حيّان الجميع فرواه عن عبد العزيز بن عمر عن أبيه عن عبد الرحمن الغافقي قال: سألت ابن عمر

أخرجه ابن الأعرابي (ق 17/ ب)

والأول أصح.

الثالث: يرويه ابن وهب في "موطأه"(54 و 55) أخبرني عبد الرحمن بن شُريح (2) وابن لَهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ثابت بن يزيد الخَولاني قال: لقيت ابن عمر فسألته عن ثمن الخمر، فقال: سأخبرك عن الخمر، إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فبينا هو مُحْتَبٍ حَلَّ حَبْوَتَه، ثم قال:"من كان عنده من هذه الخمر شيء فليأت بها" فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم: عندي رَاوِيَة، ويقول الآخر: عندي زِق أو ما شاء الله أنْ يكون عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجمعوا ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني" ففعلوا، ثم أتوه، فقام وقمت معه، فمشيت عن يمينه وهو متكئ علىّ، فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه، فأخرني

(1) وقع عند أبي داود والبيهقي من طريقه: عن أبي علقمة مكان أبي طعمة، وهذه رواية أبي علي اللؤلؤي عن أبي داود.

ورواه أبو الحسن بن العبد وأبو عمرو البصري وغير واحد عن أبي داود فقالوا: عن أبي طعمة، وهو

الصواب.

انظر "تهذيب الكمال"(17/ 245 و 34/ 102 - 103) و"تهذيب التهذيب"(12/ 174)

(2)

اختلف فيه على أبي شريح عبد الرحمن بن شريح، فرواه طلق بن السمح اللخمي عنه عن خالد بن يزيد عن شراحيل بن بكيل عن ابن عمر قال: فذكر نحوه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3343م)

وطلق بن السمح قال أبو حاتم: مجهول.

ص: 201

رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلني عن شماله وجعل أبا بكر رضي الله عنه مكاني، ثم لحقنا عمر رضي الله عنه، فأخرني وجعله عن يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر فقال للناس:"أتعرفون هذه؟ " قالوا: نعم يا رسول الله هذه الخمر. فقال: "صدقتم، فإنّ الله لعن الخمر وعاصرها ومُعْتصِرَها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها" ثم دعا بسكين فقال: "اشحذوها" ففعلوا، ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرق بها الزقاق فقال الناس: إن في هذه الزقاق منفعة، فقال:"أجل ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله عز وجل لما فيها من سخطه"

قال عمر رضي الله عنه: أنا أكفيك يا رسول الله، قال: لا.

قال ابن وهب: وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث.

وأخبرني ابن لهيعة أنّ أبا طعمة حدثه أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3342 و 3343)

عن يونس بن عبد الأعلى المصري

والحاكم (4/ 144 - 145) والبيهقي (8/ 287)

عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم

كلاهما عن ابن وهب به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: اختلف فيه على خالد بن يزيد الجمحي المصري، فرواه نافع بن يزيد الكلاعي المصري عنه سمعت ثابت بن يزيد عن ابن عمه سمع ابن عمر. فزاد فيه عن ابن عمه.

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 2 / 172)

قال ابن أبي حاتم: وهو الصحيح" الجرح والتعديل 1/ 1/ 459

قلت: حديث ابن وهب أصح، وفيه تصريح ثابت بن يزيد بلقيه لابن عمر.

وثابت بن يزيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وذكره الحافظ في "اللسان" وقال: قال ابن حزم: مجهول لا يُدرى من هو، وتبعه عبد الحق.

ص: 202

الرابع: يرويه فُليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "لعن الله الخمر، ولعن شاربها الحديث".

أخرجه أحمد (2/ 97) وأبو يعلى (5583)

عن يونس بن محمَّد المؤدب

والطبراني في "الصغير"(753) والحاكم (2/ 31 - 32)

عن المعافى بن سليمان الجزري

قالا: ثنا فليح به.

قال الطبراني: لم يَروه عن عبد الله بن عبد الله بن عمر إلا سعيد المدني، تفرد به فليح"

قلت: وهو مختلف فيه، وسعيد بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا فليح بن سليمان فهو مجهول.

الخامس: يرويه محمَّد بن أبي حُميد المدني عن أبي توبة المصري قال: سمعت ابن عمر يقول: فذكر حديثا ثم قال: وقدمت لرجل راوية من الشام أو راويا فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ولا أعلم عثمان إلا معهم فانتهوا إلى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خلِّ عنا نشقها" فقال: يا رسول الله أفلا نبيعها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الله لعن الخمر، ولعن غارسها، ولعن شاربها، ولعن عاصرها، ولعن موكلها، ولعن مديرها، ولعن ساقيها، ولعن حاملها، ولعن آكل ثمنها، ولعن بائعها".

أخرجه الطيالسي (ص 264)

وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن أبي حميد.

142 -

حديث أسماء بنت يزيد بن السكن: أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق.

قال الحافظ: ولابن سعد من حديثها (يعني أسماء بنت يزيد بن السكن): فذكرته" (1)

أخرجه ابن سعد (8/ 11 - 12) عن محمَّد بن عمر الواقدي ثني سفيان بن عيينة عن

(1) 3/ 120 (كتاب العيدين- باب موعظة الإمام النساء يوم العيد)

ص: 203

ابن أبي حسين عن شَهْر بن حَوْشَب عن أسماء بنت يزيد قالت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ علينا أنْ لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن، الآية. وقال:"اني لا أصافحكن ولكن آخذ عليكنّ ما أخذ الله عليكن"

والواقدي متروك الحديث (1).

143 -

عن عُتبة قال: أخذني الشَّرَى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني فتجردت، فوضع يده على بطني وظهري فَعَبَقَ بي الطيب من يومئذ. قالت أم عاصم: كنا عنده أربع نسوة فكنا نجتهد في الطيب وما كان هو يمسه وإنه كان لأطيبنا ريحا.

قال الحافظ: وروينا في "المعجم الصغير" للطبراني من طريق أم عاصم امرأة عتبة عن عتبة قال: فذكره" (2)

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1387) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين"(11) والطبراني في "الكبير"(17/ 133 و 133 - 134 و 134) و"الصغير"(98) وأبو نعيم في "الصحابة"(5361) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(8/ 15 - 16) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 568) والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 320 - 321) والحافظ في "الأمالي المطلقة (2/ 6 - 7) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن السلمي حدثتني أم عاصم امرأة عتبة بن فَرْقد السُّلَمي قالت: كنا عند عتبة أربع نسوة ما منا امرأة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب من صاحبتها وما يمس عتبة الطيب إلا أنْ يمس دهنا يمسح به لحيته، ولَهُو أطيب ريحا منا، وكان إذا خرج إلى الناس قالوا: ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة. فقلت له يوما: إنا لنجتهد في الطيب، ولأنت أطيب ريحا منا فمم ذاك؟ فقال: أخذني الشَّرَى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوت ذلك إليه فأمرني أنْ أتجرد، فتجردت وقعدت بين يديه وألقيت ثوبي على فرجي، فنفث في يده ثم مسح يده على ظهري وبطني فَعَبَقَ بي هذا الطيب من يومئذ.

قال الحافظ: هذا حديث حسن، رجاله موثقون"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" ورجال الأوسط رجال الصحيح غير أم عاصم فإني لم أعرفها" المجمع 8/ 282 - 283

قلت: لم أر من ترجمها.

(1) انظر حديث "إني لا أصافح النساء"

(2)

12/ 400 (كتاب اللباس- باب لبس الحرير للرجال)

ص: 204

144 -

"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى سُبيعة الأسلمية تأكل بشمالها، فقال: "أخذها داء غرة"، فقال: إنّ بها قرحة، قال: "وإنْ"، فمرّت بغرة فأصابها طاعون فماتت.

قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث سبيعة الأسلمية ومن حديث عقبة بن عامر: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الروياني (270) والطبراني في "الكبير"(17/ 321) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 239) من طرق عن عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عثمان (2) بن نعيم الرُّعَيني عن مغيرة بن نَهِيك عن دُخَيْن الحَجْري أنّه سمع عقبة بن عامر يحدّث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سبيعة الأسلمية تأكل بشمالها، فقال:"ما لها تأكل بشمالها أخذها داء غرة؟ " فقالت: يا رسول الله، إنّ في يميني قرحة، قال:"وإن"

أخرجه الطبراني (17/ 324) عن مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح ثني ابن لَهيعة عن عثمان بن ربيعة الرُّعَيْني عن المغيرة بن هند الحَجْري عن عقبة به.

وزاد في آخره: فمرّت بغرة فأخذها طاعون فقتلها.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه دخين الحجري وجماعة لم أعرفهم، ودخين إن كان هو أبو الغصن فهو ضعيف" المجمع 5/ 26

قلت: أما دخين فهو ابن عامر الحَجْري مصري يكنى أبا ليلى. قاله ابن ماكولا (الإكمال 3/ 313)

وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 220) وقال: كنيته أبو الهيثم، وكذا قال يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 503) ووثقه، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

والمغيرة بن نهيك هو الحِمْيَري الحجري المصري وثقه يعقوب بن سفيان، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى عثمان بن نعيم الرعيني، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وعثمان بن نعيم ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(1) 11/ 451 (كتاب الأطعمة- باب التسمية على الطعام)

(2)

ووقع عند الطبراني "عمير".

ص: 205

وعثمان بن ربيعة والمغيرة بن هند لم أر من ترجمهما.

وابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به.

145 -

حديث جابر: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: هل نفعت أبا طالب؟ قال: "أخرجته من النار إلى ضَحْضَاح منها"

قال الحافظ: وللبزار من حديث جابر: فذكره" (1)

أخرجه البزار (كشف 3472) والطبراني في "الكبير"(23/ 8) و"الأوسط"(8148) وتمام (ق 96/ أ) من طرق عن مُجَالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي طالب: هل نفعته نبوتك؟ قال: "نعم، أخرجته من غمرة جهنم إلى ضحضاح منها" وسئل عن خديجة أنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن؟ فقال: "أبصرتها في الجنة في بيت من قَصَب لا صَخَب فيه ولا نَصَب" وسئل عن ورقة بن نوفل؟ فقال: "أبصرته في بطنان الجنة عليه السندس" وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل؟ فقال: "يبعث أمة وحده". واللفظ لتمام

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الشعبي إلا مجالد"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" ورجالهما رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق وخاصة في أحاديث جابر" المجمع 9/ 223 - 224

قلت: الحديث إسناده ضعيف، مجالد بن سعيد قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وخالفه عطاء بن السائب فرواه عن الشعبي مرسلا.

أخرجه الطبري (20/ 93) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا جرير- هو ابن عبد الحميد - عن عطاء به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد.

وللحديث شاهد عن العباس بن عبد المطلب قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يَحُوْطُك ويغضب لك؟ قال:"نعم، هو في ضحضاح من نار، لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".

أخرجه البخاري (فتح 8/ 193 و 13/ 215)

(1) 8/ 193 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قصة أبي طالب)

ص: 206

146 -

عن رِبْعِي بن حِرَاش قال: حدثني رجل أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقال: أألِج؟ فقال لخادمه "أخرج لهذا فعلمه" فقال: قل: السلام عليكم أأدخل.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن أبي شيبة بسند جيد، وصححه الدارقطني" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (5/ 368 - 369) وأبو داود (5179) والنسائي في "اليوم والليلة"(316) وابن السني في "اليوم والليلة"(661) والبيهقي (8/ 340) من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخرجوا إليه فإنه لا يحسن الاستئذان فقولوا له فليقل: السلام عليكم أأدخل" فسمعته يقول ذلك فقلت: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن لي فدخلت.

تابعه جَرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به وزاد "فقلت: بأي شيء جئت؟ فقال "لم آتكم إلا بخير، أتيتكم لتعبدوا الله وحده لا شريك له، وتَدَعُوا عبادة اللات والعزى، وتصلوا في الليل والنهار خمس صلوات، وتصوموا في السنة شهرا، وتحجوا هذا البيت، وتأخذوا من مال أغنيائكم فتردوها على فقرائكم" فقلت له: هل من العلم شيء لا تعلمه؟ قال: "لقد علم الله خيرا، وإنّ من العلم ما لا يعلمه إلا الله. الخمس لا يعلمهنّ إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] "

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1084)

- ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن منصور واختلف عنه:

• فقال ابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 60) وفي "مسنده"(936): ثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي قال: حدثني رجل من بني عامر.

وأخرجه أبو داود (5177) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البيهقي (8/ 340) وفي "الآداب"(274) من طريق أبي بكر بن دَاسَة ثنا أبو داود به.

وقال هَنّاد بن السري: عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي قال حُدِّثت أنّ رجلا من بني عامر استأذن

وذكر الحديث.

(1) 13/ 238 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

ص: 207

أخرجه أبو داود (5178) والبيهقي (8/ 340)

- ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليَشْكُرِي الواسطي عن منصور عن ربعي قال: نُبئت أن رجلا من بني عامر

أخرجه مسدد (الإتحاف 7145) عن أبي عوانة به.

وأخرجه أبو داود (5/ 370) ومن طريقه البيهقي (8/ 340) عن مسدد به.

والصحيح الأول فقد اتفق عليه شعبة وجرير وأبو الأحوص في رواية ابن أبي شيبة عنه، وفي بعضها تصريح ربعي بالتحديث من الرجل.

قال النووي: إسناده صحيح" رياض الصالحين ص 291 - الأذكار ص 232

قلت: وهو كما قال، ومنصور هو ابن المعتمر، وربعي بن حراش قال اللالكائي: مجمع على ثقته.

147 -

عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: "أخرج يا فلان فإنك منافق"

قال الحافظ: وروى الطبري وابن أبي حاتم والطبراني في "الأوسط" من طريق السُّدِّي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 10) عن الحسين بن عمرو العَنْقَزي ثنا أبي ثنا أسباط: عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قول الله {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} [التوبة: 101] إلى قوله {عَذَابٍ عَظِيمٍ} قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا يوم الجمعة، فقال:"أخرج يا فلان فإنك منافق، أخرج يا فلان فإنك منافق" فأخرج من المسجد ناسا منهم فضحهم

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(796) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا الحسين بن عمرو بن محمَّد العنقزي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن السدي إلا أسباط بن نصر"

وقال الهيثمي: وفيه الحسين بن عمرو بن محمَّد العنقزي وهو ضعيف" المجمع 7/ 34

(1) 3/ 475 (كتاب الجنائز- باب ما جاء في عذاب القبر)

ص: 208

قلت: قال أبو زرعة: كان لا يصدق، وقال أبو حاتم: لين يتكلمون فيه، وقال أبو داود: كتبت عنه ولا أحدث عنه.

148 -

عن ابن عباس قال: من شك أنّ المحشر هاهنا يعني الشام فليقرأ أول سورة الحشر، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "اخرجوا" قالوا: إلى أين؟ قال "إلى أرض المحشر"

قال الحافظ: وفي تفسير ابن عُيينة عن ابن عباس: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه البزار (كشف 3426) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 332) وابن عدي (3/ 1221) من طريق سفيان بن عيينة عن أبي سعد البَقَّال عن عكرمة عن ابن عباس به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي سعد سعيد بن المَرْزُبَان البقال.

149 -

حديث واثلة: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المُخَنَّثِين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: "أخرجوهم من بيوتكم"

وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة، وأخرج عمر فلانا.

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام.

150 -

عن الزهري قال: أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم فزاده عنده خيرا ووداه من عنده.

قال الحافظ: وقد أخرج أبو إسحاق الفَزَاري في "السير" عن الأوزاعي عن الزهري قال: فذكره" (2)

قلت: هو مرسل رواته ثقات، وذكره الحافظ في "الإصابة"(2/ 247) أيضا.

وأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 521) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق الفزاري به.

واختلف فيه على الزهري، فرواه زيد بن أبي أُنيسة عن الزهري عن عروة قال: فذكر نحوه إلا أنّه قال: فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فَوُدِي.

(1) 14/ 168 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

(2)

15/ 232 (كتاب الديات- باب العفو في الخطأ بعد الموت)

ص: 209

أخرجه الحارث (522) عن معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق ثنا ابن أبي أنيسة به.

ورواته ثقات.

وتابعه مَعْمَر بن راشد عن الزهري عن عروة به إلا أنه قال: فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بدية.

أخرجه البيهقي (8/ 132)

151 -

"أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومُقتَضِيا"

قال الحافظ: وللنسائي من حديث عثمان رفعه: فذكره، ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو نحوه" (1)

حسن

وله عن عثمان طرق:

الأول: يرويه يونس بن عبيد واختلف عنه:

- فقال إسماعيل بن عُلية: ثنا يونس بن عبيد ثني عطاء بن فَرُّوْخ مولى القرشيين أنّ عثمان اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنك غبنتني فما ألقى من الناس أحدا إلا وهو يلومني، قال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أدخل الله عز وجل الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا"

أخرجه أحمد (1/ 58 و 70) عن ابن علية به.

ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(20/ 100)

وأخرجه ابن ماجه (2202) والبزار (2)(392) والنسائي (7/ 280) وفي "الكبرى"(6295) والبغوي في "شرح السنة"(2045) من طرق عن ابن علية به.

وتابعه حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد به.

أخرجه أحمد (1/ 67) عن عفان بن مسلم البصري

وعبد بن حميد (3)(47) عن محمَّد بن الفضل البصري عارم

(1) 5/ 211 (كتاب البيوع- باب السهولة والسماحة فى الشراء والبيع)

(2)

وقال: لا نعلم عطاء بن فروخ سمع من عثمان"

(3)

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 188 - 189) وقال: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح إلا عطاء بن فروخ، وهو موثق، إلا أنّ علي بن المديني ذكر أنه لم يسمع من عثمان"

ص: 210

قالا: ثنا حماد بن سلمة به (1).

- ورواه علي بن الجعد الجوهري واختلف عنه:

• فقال بنان الدقاق وعمران بن موسى المؤدب: ثنا علي بن الجعد عن حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن عطاء بن فروخ عن عثمان.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 583)

• وقال عثمان بن معبد بن نوح: ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن يونس عن عطاء بن فروخ عن عثمان.

أخرجه القضاعي (1299)

- وقال عبد الوارث بن سعيد البصري: عن يونس عن عثمان بن عطاء حُدثت عن عثمان بن عفان.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 467)

- وقال إبراهيم بن طهمان: عن يونس عن عطاء بن فروخ عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

علقه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 467)

الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن رجل عن عثمان مرفوعا: "إنّ رجلا كان سهلا قاضيا ومقتضيا وبائعا ومبتاعا فدخل الجنة".

أخرجه الطيالسي (ص 14) عن شعبة عن عمرو بن دينار به.

وأخرجه أحمد (414) عن محمَّد بن جعفر البصري وحجاج بن محمَّد المصيصي قالا: ثنا شعبة به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1694) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شعبة به.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

الثالث: يرويه سالم الخياط حدثني عثمان بن عفان أنه ساوم رجلا بأرض حتى وجب

(1) وأخرجه الطبراني فى "من اسمه عطاء"(ص 16 - 17) من طريق عبيد الله بن محمَّد العيشي ثنا حماد بن سلمة به.

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 190)

ص: 211

البيع أو كاد البيع يجب فقال الرجل: والله لا أعطينك حتى تزيدني عشرة آلاف، فالتفت عثمان إلى الرجل فقال: أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله رجلا سمح التقاضي سمح الاقتضاء"؟ قالوا: نعم، فزاده عشرة آلاف وأخذ الأرض.

أخرجه أبو يعلى (المطالب 1354/ 3) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا الضحاك بن مَخْلد ثنا سالم الخياط (1) به.

وإسناده ضعيف لضعف سالم الخياط.

وللحديث شاهد عن ابن عمرو وعن جابر وعن صحابي لم يسم وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مرسلا وعن مطر الوراق مرسلا

فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 210) عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري ثني أبي ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعا: "دخل رجل الجنة بسماحته قاضيا ومقتضيا"

قال المنذري: رواته ثقات مشهورون" الترغيب 2/ 563

وقال الهيثمي: رجال ثقات" المجمع 4/ 74

قلت: عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، فالإسناد حسن.

وأما حديث جابر فأخرجه البخاري (فتح 5/ 210 - 211) من طريق أبي غسان محمَّد بن مطرف المدني ثني محمَّد بن المنكدر عن جابر مرفوعا: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى"

ورواه زيد بن عطاء بن السائب عن ابن المنكدر عن جابر بلفظ: "غفر الله لرجل ممن كان قبلكم، كان سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا اقتضى".

أخرجه أحمد (3/ 340) والترمذي (1320) والبيهقي (5/ 357 - 358) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1349) والمزي (10/ 90) من طريق إسرائيل بن يونس عن زيد بن عطاء بن السائب به.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه"

قلت: زيد بن عطاء ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالمعروف.

(1) في "الأمالي المطلقة"(2/ 191): سالم الخياط عن عثمان- رجل من ولد عثمان- عن أبيه عن عثمان.

ص: 212

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أبو يعلى (6830) عن يعقوب بن إبراهيم النكري ثنا عثمان بن عمر ثنا حرب بن سُرَيج ثني رجل من بلعدوية قال: حدثني جدي قال: انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة، وإذا المشتري يقول للبائع: أحسن مبايعتي، فقلت في نفسي: هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو فذكر الحديث وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرءا سهل البيع، سهل الشراء، سهل الأخذ، سهل الإعطاء، سهل القضاء، سهل التقاضي"

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 191)

وقال: هذا حديث غريب، وشيخ أبي يعلى وشيخ شيخه من رجال الصحيح، وحرب بن سريج بصري مختلف فيه، وشيخه لم أقف على اسمه ولا على اسم جده"

وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" مختصر الاتحاف 4/ 413

وقال الهيثمي: والذي من بلعدوية لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا" المجمع 9/ 272 - 273

وأما حديث عبد الله بن عبد الرحمن فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(المطالب 1354/ 1) عن شَبابة بن سوّار المدائني ثنا هشام بن الغاز عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال: إنّ عثمان بن عفان ابتاع حائطا من رجل، فساومه حتى قام على الثمن، ثم قال: أعطني يدك، وكانوا لا يستوجبون إلا بصفقة، فلما رأى ذلك البائع قال: لا والله لا أبيعه حتى تزيدني عشرة آلاف، فالتفت عثمان إلى عبد الرحمن بن عوف فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الله يدخل الجنة رجلا كان سمحا بائعا، ومبتاعا، وقاضيا، ومقتضيا" دونك العشرة آلاف لأستوجب هذه الكلمة التي سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10743) من طريق أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا شبابة بن سوار به.

قال الحافظ: هذا مرسل حسن يؤيده الذي بعده"

وأما حديث مطر الوراق فأخرجه إسحاق في "مسنده" أيضا (المطالب 1354/ 2) عن محمَّد بن بكر البُرْسَاني أنا هشام بن حسان عن مطر الوراق قال: إنّ عثمان بن عفان قدم حاجا، فلما قضى حجّه قدم إلى أرض بالطائف، فإذا أرض إلى جنب أرضه فطلبها، فكان بينهما عشرة آلاف في الثمن، فلما وضع عثمان رجله في الركاب قال لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رحم الله عبدا سمح البيع، سمح الابتياع، سمح القضاء، سمح التقاضي"؟ فقال الرجل: نعم، فقال عثمان: رُدُّوا علىّ الرجل، فأعطاه العشرة آلاف وأخذ الأرض.

ص: 213

قال الحافظ: هذا مرسل حسن يؤيده الذي قبله، واعتضد كل منهما بالآخر لاختلاف المخرجين"

وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 4/ 411

152 -

حديث جُنْدُب "ادخلوا بيوتكم وأَخْمِلُوا ذكركم" قال: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته؟ قال "ليمسك بيده وليكن عبد الله المقتول لا القاتل"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 4345/ 1) وفي "مصنفه"(15/ 121) والروياني (971) وأبو يعلى (1522 و 1523) وفي "المفاريد"(34 و 35) والطبراني في "الكبير"(1723 و 1724) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري ثنا شَهْر بن حَوْشَب ثني جندب بن سفيان قال: إني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بَشيرٌ من سَرِيَّة بعثها، وأخبره بنصر الله الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم. قال: يا رسول الله، بينما نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله إذ لحقت رجلا بالسيف، فقال حين علم أنّ السيف مواقعه التفت وهو يسعى فقال: إني مسلم إني مسلم، فقال "أفقتلته؟ " قال: يا رسول الله، تعوّذ، قال "فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادقا هو أو كاذبا؟ " قال: إن شققت عن قلبه بما كان يعلمني، هل قلبه إلا بضعة من لحم؟ قال "فأنت لا ما في قلبه تعلم ولا لسانه صدّقت فأنت كنت له قاتلا" قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال "لا أستغفر لك" قال: فمات ذلك الرجل فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، ثم دفنوه فأصبح على وجه الأرض- ثلاث مرار- فلما رأى ذلك قومه استحيوا، فاحتملوه فألقوه في شِعْب من تلك الشِّعَاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم تَصْدِم الرجال كَصَدْم الجمال الفحول، يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا، ويمسي مسلما ويصبح كافرا" فقال رجل من المسلمين: كيف نصنع في ذلك يا رسول الله؟ قال "ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم" فقال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دُخِل على أحدنا بيته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فليمسك بيديه وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل، فإنّ الرجل يكون في فئة الإسلام فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، وتجب له جهنم"

قال العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 5/ 8، مختصر الإتحاف 10/ 478

(1) 16/ 137 (كتاب الفتن- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفارا)

ص: 214

قلت: وهو كما قالا.

ورواه عطاء بن السائب عن شهر بن حوشب عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- ولم يسمه- قال: فذكر قصة السرية.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(339) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن عطاء به.

وجرير سمع من عطاء بعد اختلاطه.

153 -

حديث عمرو بن عوف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيته قال: "ادخلوا عليّ ولا يدخل عليّ إلا قرشي" فقال "هل معكم أحد غيركم؟ " قالوا: معنا ابن الأخت والمولى، قال "حليف القوم منهم، ومولى القوم منهم"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث عمرو بن عوف: فذكره، وأخرج أحمد نحوه من حديث أبي موسى، والطبراني نحوه من حديث أبي سعيد" (1)

أخرجه الدارمي (2433) وابن أبي شيبة في "مسنده" وإبراهيم الحربي في "الغريب" وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في: "نصب الراية"(4/ 148 - 149) و "المطالب العالية"(1548 و 2121) وابن أبي عاصم في "السنة"(1542) والطبراني في "الكبير"(17/ 12) وأبو نعيم في "الصحابة"(5053) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحَة المزني عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا معهم فدخل بيته وقال: "ادخلوا عليّ ولا يدخلنّ عليّ إلا قرشي" فتسللت فدخلت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا معشر قريش هل بينكم أحد ليس منكم؟ " قالوا: نخبرك يا رسول الله بآبائنا أنت وأمهاتنا، معنا ابن الأخت والمولى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حليف القوم منهم، ومولى القوم منهم، وابن أخت القوم منهم. يا معشر قريش إنكم الولاة بعدي لهذا الأمر فلا تموتنّ إلا وأنتم مؤمنون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنيفا، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. يا معشر قريش احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبناءهم، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار"

واللفظ للطبراني.

(1) 7/ 364 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ابن أخت القوم منهم)

ص: 215

قال الهيثمي: وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزنى وهو ضعيف وقد حَسَّن له الترمذي، وبقية رجال ثقات (1) " المجمع 5/ 194

قلت: الحديث ذكره الحافظ في شرحه لباب ابن أخت القوم منهم، ومولى القوم منهم.

وقد ذكر البخاري في هذا الباب حديث أنس قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال: "هل فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ابن أخت القوم منهم"

وقد وردت هذه الفقرة في حديث جماعة من الصحابة، منهم: أبو موسى الأشعري وأبو سعيد الخدري وابن عباس وجبير بن مطعم ورفاعة بن رافع والحكم بن مينا وعتبة بن غزوان وعائشة وأبو هريرة.

فأما حديث أبي موسى فأخرجه أحمد (4/ 396) عن محمَّد بن جعفر البصري وحماد بن أسامة الكوفي عن عوف عن زياد بن مِخْرَاق عن أبي كِنانة عن أبي موسى قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب بيت فيه نفر من قريش فقال وأخذ بعضادة البيت ثم قال: "هل في البيت إلا قرشي" قال: فقيل: يا رسول الله غير فلان ابن اختنا، فقال:"ابن أخت القوم منهم" قال: ثم قال: "إن هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل".

وأخرجه ابن أبي شيبة (2)(9/ 61) وفي "الأدب"(201) وعنه أبو داود (5122) قال: ثنا أبو أسامة -وهو حماد بن أسامة- عن عوف به مختصرا.

وأخرجه البزار (3)(3069) عن يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري أنا محمَّد بن جعفر أنا عوف به بتمامه.

قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 193

قلت: أبو كنانة هو القرشي قال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في

(1) وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف كثير بن عبد الله" مختصر الإتحاف 10/ 294

(2)

وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(873) من طريق محمَّد بن وضاح القرطبي عن ابن أبي شيبة به.

(3)

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى بهذا الإسناد.

وأخرجه الروياني (559) عن محمَّد بن بشار ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا

عوف به.

ص: 216

"الميزان": ليس بالمعروف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، ويقال هو معاوية بن قرة ولم يثبت.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 49) وابن الأعرابي في "المعجم"(ق 196/ ب) والطبراني في "الصغير"(1/ 80) و"الأوسط"(2584) من طرق عن معاذ بن عوذ الله أبي العلاء البصري القرشي ثنا عوف الأعرابي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتي الباب ثم قال: "هل في البيت إلا قرشي؟ " قالوا: لا إلا ابن أخت لنا. فقال: "ابن أخت القوم منهم" ثم قال: "إن هذا الأمر لا يزال في قريش ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، ومن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

قال الطبراني: لا يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاذ بن عوذ الله" وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 94

قلت: وإسناده صحيح، ومعاذ بن عوذ الله أبو عبد الرحمن البصري ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 178) وقال: مستقيم الحديث.

وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال: "يا بني عبد المطلب هل فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: ابن أخت لنا. فقال: "ابن أخت القوم منهم" ثم قال: "يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو حمة أو جهد أو لأواء فقولوا: الله الله ربنا لا شريك له".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12788) من طريق عبيد الله بن محمَّد بن حفص بن عائشة التيمي ثنا صالح بن عبد الله أبو يحيى عن النكري به.

ومن هذا الطريق أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 202)

وقال: وفي هذا الباب أحاديث بأسانيد جياد من غير هذا الوجه"

وأسند عن البخاري قال: صالح بن عبد الله أبو يحيى عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء فيه نظر"

الثاني: يرويه محمَّد بن جابر عن سِمَاك أبي زميل الحنفي عن ابن عباس قال: سمعته يقول: أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين غنائم فقسم للناس، فقالت الأنصار: نَلِي القتال والغنائم لغيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إليهم أن اجتمعوا، فأتاهم فقال: "يا معشر الأنصار هل

ص: 217

فيكم أحد من غيركم؟ " قالوا: لا، إلا ابن أخت لنا ومولى لنا، فقال: "ابن أخت القوم منهم، ومولى القوم منهم".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12879)

قال الهيثمي: وفيه محمَّد بن جابر السُّحَيْمِي وهو ضعيف وقد وثق" المجمع 10/ 31

وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1576) عن محمَّد بن مَنْدَه الأصبهاني ثنا أبو كريب ثنا زكريا بن عدي عن حاتم بن إسماعيل عن الجعيد بن عبد الرحمن عن يزيد بن خُصَيْفة عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعا: "ابن أخت القوم منهم"

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 196

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأما حديث رفاعة بن رافع وحديث الحكم بن مينا فسيأتي الكلام عليهما عند حديث: "إن أوليائي منكم المتقون".

وأما حديث عتبة بن غزوان فأخرجه ابن أبي عاصم (1) في "الآحاد والمثاني"(302) عن عبد الملك بن بشير السامي ثنا عمر أبو حفص ثنا عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان عن أبيه عن عتبة ابن غزوان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لقريش: "هل فيكم من ليس منكم؟ " قالوا: ابن أختنا عتبة بن غزوان، قال:"ابن أخت القوم منهم، وحليف القوم منهم".

تابعه الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا عبد الملك بن بشير السامي النسائي ثنا أبو حفص عمر بن الفضل السلمي به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 118) والحاكم (3/ 262)

قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": إسناده مظلم"

وقال الهيثمي: لم أر من ذكر عتبة ولا إبراهيم" المجمع 1/ 196

قلت: عتبة بن إبراهيم بن عتبة بن غزوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا.

وإبراهيم بن عتبة بن غزوان لم أقف له على ترجمة.

وعمر بن الفضل وثقه ابن معين وغيره.

(1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5340)

ص: 218

وعبد الملك بن بشير ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

طريق أخرى: قال ابن سعد في "الطبقات" أنا محمَّد بن عمر الواقدي ثنا إبراهيم بن محمَّد بن شرحبيل العبدي عن مصعب بن محمَّد بن شرحبيل عن محمَّد بن شرحبيل بن حسنة عن عتبة بن غزوان: فذكره.

ذكره الزيلعي (4/ 149) ولم أره في النسخة المطبوعة من "الطبقات" والواقدي متروك واتهم.

وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 220) عن إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا عتاب بن حرب ثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا: "ابن أخت القوم منهم".

وأخرجه العقيلي (3/ 331) من طريق إبراهيم بن محمَّد بن عرعرة البصري ثنا عَتّاب بن حرب ثني جدي أبو عامر الخزاز به.

وقال البزار: لا نعلمه يروى عن عائشة إلا من هذا الوجه"

وقال العقيلي: هذا يروى بأسانيد جياد من غير هذا الوجه"

وأسند عن الفلاس قال: عتاب بن حرب ضعيف جدا"

وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوى عندهم، وذكره الساجي وابن الجارود في "الضعفاء".

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 219) عن زريق بن السخت البصري ثنا محمَّد بن عمر بن واقد عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عنه مرفوعا: "حليف القوم منهم، ومولى القوم منهم، وابن أخت القوم منهم".

قال الهيثمي: وفيه الواقدي وهو ضعيف" المجمع 1/ 195

قلت: بل متروك وكذبه بعضهم.

154 -

حديث علي: لما نزلت عشرة آيات من براءة بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني، فقال:"أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب" فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟ فقال: لا، إلا إنه لن يؤدي أو لكن جبريل قال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك".

ص: 219

قال الحافظ: ووقع في حديث علي عند أحمد: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار

"

155 -

قال زيد بن ثابت: كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ادعوا" فدعوت أنا وصاحبي وأمَّن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي، وأسألك علما لا ينسى، فأمَّن النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: ونحن كذلك يا رسول الله، فقال:"سبقكما الغلام الدوسي"

قال الحافظ: وفي "المستدرك" للحاكم من حديث زيد بن ثابت قال: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الحاكم (3/ 508) من طريق حماد بن شعيب الكوفي عن إسماعيل بن أمية أنّ محمَّد بن قيس بن مَخْرَمَة حدّثه أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة فإنه بينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكر ربنا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا، قال: فجلس وسكتنا، فقال:"عودوا للذي كنتم فيه" قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل الذي سألك صاحباي هذان، وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "آمين" فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسأل الله علما لا ينسى، فقال:"سبقكما بها الدوسي".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وردّه الذهبي فقال: قلت: حماد ضعيف"

قلت: وهو كما قال.

156 -

"ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه الترمذي (3479) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 38 - 39) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 372) والطبراني في "الدعاء"(62) و"الأوسط"(5105) وابن عدي

(1) 9/ 388 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب قوله: وأذان من الله ورسوله)

(2)

1/ 226 (كتاب العلم- باب حفظ العلم)

(3)

17/ 156 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه)

ص: 220

في "الكامل"(4/ 1380) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 32) والحاكم (1/ 493) والخطيب في "التاريخ"(4/ 356 و 14/ 237) والرافعي في "التدوين"(3/ 329) من طريق صالح بن بشير المُرِّي عن هشام بن حسان عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به وزاد "واعلموا أنّ الله لا يستجيب دعاءَ من قلب غافل لاهٍ"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا صالح المري"

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال الحاكم: هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: صالح متروك"

وتعقبه المنذري أيضا فقال: صالح المري لا شك في زهده لكن تركه أبو داود والنسائي" الترغيب 2/ 493

وقال النووي: إسناده فيه ضعيف" الأذكار ص 356

قلت: وهو كما قالوا.

وللحديث شاهد عن ابن عمرو وعن ابن عمر وعن أنس

فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 177) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا بكر بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه مرفوعا "القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإنّ الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل"

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 491 - 492، المجمع 10/ 148

قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني كما في "المجمع"(10/ 148)

ولفظه "هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فإذا سألتم الله فسلوه وأنت واثقون بالإجابة، فإن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل"

قال الهيثمي: وفيه بشير بن ميمون الواسطي وهو مجمع على ضعفه"

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(527) من طريق يوسف بن عطية البصري عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعا "ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله عز وجل لا يستجيب دعاء الغافل اللاهي، وأكثروا ذكر الله تعالى في السر

ص: 221

والعلانية، فإنّ الله تعالى يقول: من شغله ذكري عن دعائي ومسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"

وإسناده واه، يوسف بن عطية قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف.

157 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه "ادعوا لي أخي" فدُعِيَ له عليٌّ فقال: "ادن مني" قال: فلم يزل مستندا إليّ وإنه ليكلمني حتى نزل به وثقل في حجري فصحت: يا عباس أدركني فإني هالك، فجاء العباس فكان جهدهما جميعا أن أضجعاه.

قال الحافظ: ساق ابن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: فذكره، فيه انقطاع مع الواقدي، وعبد الله فيه لين" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد (2/ 263) عن الواقدي ثني عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: فذكره.

وإسناده ضعيف جدا، لأنّ الواقدي متروك الحديث.

158 -

"ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أنْ يتمنى مُتَمَنِ ويقول قائل، ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2387) " (2)

قلت: هو من حديث عائشة.

159 -

حديث قيس بن النعمان أنه لما قدم أخرج قباء من ديباج منسوجا بالذهب، فردّه النبي صلى الله عليه وسلم عليه، ثم إنّه وجد في نفسه من ردّه هديته فرجع به، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ادفعه إلى عمر"

قال الحافظ: رواه أبو يعلى بإسناد قوي" (3)

صحيح

(1) 9/ 205 (كتاب المغازي- باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

(2)

1/ 219 (كتاب العلم- باب كتابة العلم)

(3)

6/ 159 (كتاب الهبة- باب قبول الهدية من المشركين)

ص: 222

أخرجه أبو يعلى (المطالب 2256) عن جعفر بن حميد الكوفي ثنا عبيد الله بن إياد عن أبيه عن قيس بن النعمان- وكان جارا لي ختم القرآن على عهد عمر- قال: خرجت خيلٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع أكيدر دومة

فذكر الحديث قال: ثم إنّ أكيدر أخرج قباء منسوجا بالذهب مما كان كسرى يكسوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ارجع بقبائك فليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حُرِمَهُ في الآخرة" فرجع به، فلما أتى منزله وجد في نفسه أنْ تردّ عليه هديته، فرجع فقال: يا رسول الله، إنا أهل بيت يشقّ علينا أن تردّ هديتنا، فاقبل مني هديتي، فقال له "انطلق فادفعه إلى عمر" وقد كان عمر سمع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فبكى ودمعت عيناه، وظنّ أنه قد لحقه شقاء، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحدث فيّ شيء؟ قلتَ في هذا القباء ما سمعنا ثم بعثت به إليّ! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع يده على فِيْهِ ثم قال: "ما بعثت به إليك لتلبسه، ولكن تبيعه فتستعين بثمنه"

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 351) عن محمَّد بن بشر أخي خطاب ثنا جعفر بن حميد به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 144 - 145) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط ثني أبي عن قيس بن النعمان- وكان قد قرأ القرآن على عهد عمر- قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأهديت له فأبى، فقال: إنا من قوم يشقّ عليهم أنْ ترد عليهم الهدية. مختصر

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" وابن شاهين في "الصحابة" كما في "الإصابة"(1/ 206 و 8/ 216)

قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح" مختصر الإتحاف 6/ 383

قلت: وهو كما قال.

160 -

عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بإناء أو بقَعْب فيه لبن وعسل فقال: "أُدمان في إناء، لا آكله ولا أحرمه"

قال الحافظ: ولعل البخاري لمح إلى تضعيف حديث أنس: فذكره، أخرجه الطبراني وفيه راو مجهول" (1)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7400) عن محمَّد بن أبان الأصبهاني ثنا عبد القدوس بن محمَّد الحَبْحَابي ثني أبي محمَّد بن عبد الكبير بن شعيب ثني عمي

(1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة- باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة)

ص: 223

عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح أو بقعب فيه لبن وعسل فقال "أدمان في إناء، لا آكله ولا أحرمه"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن شعيب بن الحَبْحَاب إلا ابنه عبد السلام، تفرد به عبد القدوس عن أبيه"

وقال الهيثمي: وفيه محمَّد بن عبد الكبير بن شعيب ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 34

قلت: محمَّد بن عبد الكبير ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 62) ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه عبد القدوس.

وعبد السلام بن شعيب ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وعبد القدوس بن محمَّد وثقه النسائي وقال أبو حاتم: صدوق.

ومحمد بن أبان وشعيب بن الحبحاب ثقتان.

161 -

عن أبي هريرة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظهران فَأُتي بطعام فقال لأبي بكر وعمر: "ادنوا فكلا" فقالا: إنا صائمان، فقال:"اعملوا لصاحبيكم، ارحلوا لصاحبيكم، ادنوا فكلا"

قال الحافظ: روى ابن خزيمة وغيره من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فذكره" (1)

مرسل

يرويه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه:

•فقال أبو داود عمر بن سعد الحَفَرِي: أنا سفيان الثوري عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 15) وأحمد (2/ 336) عن أبي داود الحفري به.

وأخرجه النسائي (4/ 148 - 149) وفي "الكبرى"(2572) وابن خزيمة (2031) وابن حبان (3557) والدارقطني في "العلل"(9/ 282) والحاكم (1/ 433) والبيهقي (4/ 246) من طرق عن أبي داود الحفري به.

(1) 5/ 84 - 85 (كتاب الصوم- باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر)

ص: 224

قال النسائي: هذا خطأ، لا نعلم أنّ أحدا تابع أبا داود على هذه الرواية، والصواب مرسلا"

وسئل الدارقطني: هل رواه عن الثوري غير أبي داود؟ فقال: ليس في الدنيا إلا الحفري، وكان من الثقات الصالحين"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال البيهقي: تفرد به أبو داود الحفري عن سفيان"

قلت: وهو ثقة احتج به مسلم دون البخاري، والباقون ثقات.

• ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة مرسلا، منهم:

1 -

محمَّد بن شعيب بن شابور.

أخرجه النسائي (4/ 149) وفي "الكبرى"(2573)

2 -

الوليد بن مسلم.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(2574)

3 -

يحيى بن حمزة الدمشقي.

قاله الدارقطني في "العلل"

4 -

يحيى بن عبد الله البابَلُتِّي.

قاله الدارقطني أيضا.

وقال: وهو الصحيح"

وهو كما قال، فقد رواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرسلا.

أخرجه النسائي (4/ 149) وفي "الكبرى"(2575)

وقال: وهو الصواب"

162 -

حديث أبي سعيد "أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار" قال الحافظ: أخرجه مسلم (188) " (1)

(1) 14/ 240 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 225

163 -

"أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقال له: تَمَنَّ، فيتمنى ويتمنى، فيقال: إنّ لك ما تمنيت ومثله معه"

قال الحافظ: ولمسلم (1/ 167) من طريق همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

164 -

"إذا آتاك الله مالًا فَلْيُرَ أثره عليك"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من حديث أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمِي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ورآه رث الثياب: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه عبد الرزاق (20513) وأحمد (3/ 473) والطحاوي في "المشكل"(3043) والطبراني في "الكبير"(19/ 276) والبيهقي (10/ 10) وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة"(3118)

عن مَعْمَر بن راشد

والطيالسي (ص 184) وابن سعد (6/ 28) وأحمد (3/ 473) والحربي في "الغريب"(1/ 28) وابن أبي الدنيا في "العيال"(363) وفي "الشكر"(52) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1263) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(5/ 206) والطحاوي في "المشكل"(3041) وابن قانع (3/ 41 - 42) وابن حبان (5416) والحاكم (1/ 24 - 25 و 4/ 181) والطبراني في "الكبير"(19/ 277) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2367) والبيهقي في "الشعب"(7719) وفي "الأسماء"(ص 431) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 224)

عن شعبة

وأبو داود (4063) والنسائي (8/ 157 - 158) وفي "الكبرى"(9558) والطبراني في "الكبير"(19/ 278) والخطيب في "الجامع"(882)

عن زهير بن معاوية الكوفي

والنسائي (8/ 173) وفي "الكبرى"(9559) والطبراني في "الكبير"(19/ 280) و "الأوسط"(1723) والعِيسوي في "الفوائد"(24) والسبكي في "طبقات الشافعية"(1/ 213) عن إسماعيل بن أبي خالد

(1) 14/ 240 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

(2)

12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

ص: 226

وأحمد (4/ 137) والترمذي (2006) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1262) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 50) والبيهقي في "الشعب"(5787) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 30 - 31)

عن سفيان الثوري

والطحاوي في "المشكل"(3042)

عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي

وأحمد (4/ 137) وأبو القاسم البغوي (2060) والطبراني في "الكبير"(19/ 279)

عن شريك بن عبد الله القاضي

وأحمد (3/ 473) والطبراني في "الكبير"(19/ 277 - 278) ووكيع في "الزهد"(193)

عن إسرائيل بن يونس

وأحمد (3/ 473) ووكيع في "الزهد"(193)

عن الجراح بن مليح الرُّؤاسي والد وكيع

والطبراني في "الكبير"(19/ 279) و"الأوسط"(7483)

عن الأجلح بن عبد الله الكندي

والطبراني (19/ 279 و 281) وابن بشكوال في "الغوامض"(811) والسلفى (1) في "معجم السفر"(122)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

والطبراني (19/ 280) وفي "الأوسط"(9385)

عن الحسن بن فرات القزاز الكوفي

وابن أبي حاتم في "التفسير"(6885) والطبراني في "الكبير"(19/ 281)

عن ابن جريج

والطبراني (19/ 280 - 281)

(1) سقط من إسناده "عن أبيه"

ص: 227

عن فِطْر بن خليفة المخزومي

و (19/ 282)

عن عبد الحميد بن الحسن الهلالي

وعن جرير بن حازم البصري

والنسائي (8/ 157) وفي "الكبرى"(9557) وابن البختري في "حديثه"(327) والبيهقي في "الشعب"(5788) وفي "الآداب"(730) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 287) والبغوي في "شرح السنة"(3120) وابن بشكوال (811) والسلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي"(35) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 265) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 31)

عن أبي بكر بن عياش

كلهم عن أبي إسحاق الهمداني قال: سمعت أبا الأحوص عوف بن مالك بن نَضْلَة الجشمي يحدث عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة فقال "هل لك مال؟ " قلت: نعم، قال:"من أيّ المال؟ " قلت: من كل المال من الإبل والرقيق والخيل والغنم، فقال:"إذا آتاك الله مالًا فَلْيُرَ عليك"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الحافظان الذهبي والعسقلاني: هذا حديث صحيح"

قلت: وهو كما قالوا، وأبو إسحاق الهمداني واسمه عمرو بن عبد الله كان قد اختلط، وسماع شعبة وسفيان منه قبل اختلاطه.

ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

عبد الملك بن عمير الكوفي عن أبي الأحوص أنّ أباه أتى النبي صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث بنحوه.

أخرجه أحمد (3/ 473 - 474) والطحاوي في "المشكل"(3038) وابن حبان (5417) والطبراني في "الكبير"(19/ 283) و"الأوسط"(3666) و"الصغير"(1/ 176) والقضاعي (1100) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 37)

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 133

ص: 228

2 -

سلمة بن كُهيل الكوفي عن أبي الأحوص عن أبيه نحوه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 283) من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه به.

ويحيى ضعيف.

وخالفهم إبراهيم بن مسلم الهَجَري فرواه عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3039 و 3040) والهيثم بن كليب (737) وابن عدي (1/ 215 - 216) والقضاعي (370)

وإبراهيم ضعيف.

165 -

"إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإنْ شفاه غسله وطهره، وإنْ قبضه غفر له ورحمه"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث أنس رفعه: فذكره" (1)

حسن

أخرجه الحسن بن موسى الأشيب في "حديثه"(39) عن حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس به مرفوعا.

وأخرجه أحمد (3/ 148 و 238) عن الأشيب به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(160) عن إسماعيل بن أبي الحارث أسد البغدادي ثنا الأشيب به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 233) وفي "مسنده"(الإتحاف 5227) وأحمد بن حنبل (3/ 148 و258) والبخاري في "الأدب المفرد"(ص 177) وأحمد بن منيع (الإتحاف 5228) والحارث (246) وأبو يعلى (4233 و 4235) وابن بشران (1491 و 1621) والبيهقي في "الشعب"(9464) والخطيب (2) في "المتفق"(1119) والبغوي في "شرح السنة"(1430) من طرق عن حماد بن سلمة به.

وتابعه سعيد بن زيد بن درهم الأزدي ثنا سنان أبو ربيعة ثنا أنس به.

(1) 6/ 477 (كتاب الجهاد- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)

(2)

ووقع عنده: عن علي بن ربيعة، وهو وهم.

ص: 229

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(501)

وخالفهما عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي فرواه عن سنان بن ربيعة عن ثابت البناني عن عبيد بن عمير عن أنس.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(178) والطحاوي في "المشكل"(2213) والعقيلي (2/ 170) والبيهقي في "الشعب"(9465)

ورواية حماد بن سلمة أصح، وعبد الله بن بكر السهمي وإنْ كان ثقة كما قال أحمد وغيره إلا أنّه سمع من سنان بن ربيعة بعد ما خرف كما قال ابن معين (التاريخ الكبير للبخاري 2/ 2/ 164)

والحديث قال الهيثمي والمنذري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 304 - الترغيب 4/ 290

كذا قالا، وسنان بن ربيعة مختلف فيه: ذكره ابن شاهين وابن حبان في "الثقات"، وذكره النسائي

والعقيلي في "الضعفاء"، واختلف فيه قول ابن معين، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني وغيره: ليس بالقوي.

وللحديث شواهد، منها: عن ابن عمرو مرفوعا "إذا اشتكى العبد المسلم قيل للكاتب الذي يكتب عمله: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أقبضه أو أطلقه"

أخرجه أحمد (2/ 205) وغيره.

وهو حديث صحيح وسيأتي الكلام عليه عند حديث "إنّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة"

ومنها حديث أبي موسى مرفوعا "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما"

أخرجه البخاري (فتح 6/ 477)

166 -

"إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف"

قال الحافظ: وروى الطحاوي بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)

موقوف صحيح

(1) 2/ 412 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إذا ركع دون الصف)

ص: 230

أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 396) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا المُقَدَّمي ثني عمر بن علي ثنا ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ.

والمقدمي هو محمَّد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مُقَدَّم وهو ثقة من رجال الصحيحين.

وعمر بن علي هو ابن عطاء بن مقدم المقدمي أبو جعفر البصري وهو عم الذي قبله، وهو ثقة إلا أنّه كان شديد الغلو في التدليس كما قال الحافظ في "تعريف أهل التقديس".

وقال ابن سعد: كان يدلس تدليسا شديدا يقول: سمعت وحدثنا ثم يسكت فيقول: هشام بن عروة والأعمش.

وخالفه يحيى بن سعيد القطان فرواه عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا بلفظ "إذا ركعتَ والإمام راكع فلا تركع حتى تأخذ مقامك من الصف"

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 257)

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد يحيى بن سعيد به بل تابعه أبو خالد الأحمر سليمان بن حيَّان عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: لا تكبر حتى تأخذ مقامك من الصف.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 256 - 257)

وإسناده حسن، سليمان بن حيان صدوق، وابن عجلان والأعرج ثقتان.

167 -

"إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود توضأ بينهما وضوءا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (308) " (1)

168 -

"إذا أتى أحدكم على ماشية فإنْ لم يكن صاحبها فيها فليصوِّت ثلاثا فإنْ أجاب فليستأذنه، فإنْ أذن له وإلا فليحلب وليشرب ولا يحمل"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه من رواية الحسن عن سَمُرَة مرفوعا، وإسناده صحيح إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرة صححه ومن لا أعلّه بالانقطاع، لكن له شواهد من أقواها حديث أبي سعيد مرفوعا "إذا أتيتَ على راع فناده ثلاثا

(1) 1/ 391 (كتاب الغسل- باب إذا جامع ثم عاد)

ص: 231

فإن أجابك وإلا فاشرب من غير أن تفسد، وإذا أتيت على حائط بستان فذكر مثله، أخرجه ابن ماجه والطحاوي وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

حسن

وحديث سمرة أخرجه أبو داود (2619) والترمذي (1296) والروياني (821) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(30 - منتقاه للمزي) والطبراني في "الكبير"(6877) والبيهقي (9/ 359) من طريق عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا "إذا أتى أحدكم على ماشية فإنْ كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإنْ أذن له فليحتلب وليشرب، فإنْ لم يكن فيها فليصوت ثلاثا، فإنْ أجابه فليستأذنه، وإلا فليحتلب وليشرب ولا يحمل"

هذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وعبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري وهو ممن سمع من سعيد بن أبي عَروبة قبل اختلاطه.

وتابعه سَرَّار بن مُجَشِّر البصري عن سعيد بن أبي عروبة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6878)

وسرار سمع من سعيد قبل اختلاطه أيضا.

قال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن غريب، وقال علي بن المديني: سماع الحسن من سمرة صحيح، وقد تكلم بعض أهل الحديث في رواية الحسن عن سمرة وقالوا: إنما يحدّث عن صحيفة سمرة".

وقال البيهقي: أحاديث الحسن عن سمرة لا يثبتها بعض الحفاظ ويزعم أنّها من كتاب غير حديث العقيقة الذي قد ذكر فيه السماع"

قلت: قد اختلف في سماع الحسن من سمرة، فقيل: سمع منه، وقيل: لم يسمع منه، وقيل: سمع منه حديث العقيقة فقط.

وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه كان مدلسا ولم يذكر سماعا من سمرة، وقتادة أيضا مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحسن، وهذا الإسناد قتادة عن الحسن عن سمرة لم يحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وللحديث شاهد عن أبي سعيد مرفوعا "إذا أتى أحدكم على راع فليناد: يا راعي الإبل

(1) 6/ 14 (كتاب اللقطة- باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه)

ص: 232

ثلاثا، فإن أجابه، وإلا فليحلب فليشرب ولا يحملن، وإذا أتى أحدكم على حائط بستان فليناد ثلاثا: يا صاحب الحائط، فإنْ أجابه، وإلا فليأكل ولا يحمل"

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فصدقة"

أخرجه أحمد (3/ 21) وابن ماجه (2300) وأبو يعلى (1244 و 1287) وابن حبان (5281) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 383) والحاكم (4/ 132) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 99) وفي "الصحابة"(3174) والبيهقي (9/ 359 - 360) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(420 و 421) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(523) عن يزيد بن هارون الواسطي

وأحمد (3/ 7 - 8 و 64) والبزار (كشف 1932)

عن حماد بن سلمة

وأحمد (3/ 85 - 86) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 240) وفي "المشكل"(2824)

عن علي بن عاصم الواسطي

وأحمد (3/ 37)

عن مَعْمَر بن راشد

كلهم عن الجُرَيري عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال البيهقي: تفرد به سعيد بن إياس الجريري وهو من الثقات إلا أنه اختلط في آخر عمره، وسماع يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، ورواه أيضا حماد بن سلمة عن الجريري وليس بالقوي"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف فيه الجريري واسمه سعيد بن إياس وقد اختلط بأخرة، ويزيد بن هارون روى عنه بعد الاختلاط لكن أخرج له مسلم في "صحيحه" من طريق يزيد بن هارون عن الجريري" مصباح الزجاجة 3/ 38

قلت: الحديث إسناده صحيح لأنّ سماع حماد بن سلمة (1) ومعمر من الجريري كان قبل اختلاطه كما في "التقييد والإيضاح" و"فتح المغيث".

وهو شاهد قوي لحديث سمرة.

(1) انظر "الثقات" للعجلي فإنه ذكر حماد بن سلمة فيمن روى عن الجريري قبل اختلاطه.

وقال النسائي في "اليوم والليلة"(ص 275): وسماع حماد بن سلمة من الجريري قديم قبل أن يختلط"

ص: 233

169 -

"إذا أتى الرجل أهله فليقل: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، ولا تجعل للشيطان نصيبا فيما رزقتنا، فكان يرجى إنْ حملت أنْ يكون ولدا صالحا"

قال الحافظ: وفي مرسل الحسن عند عبد الرزاق: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (10467) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن هشام عن الحسن قال: يقال: فذكره.

ورواته ثقات إلا أنّ ابن عُيينة وغير واحد تكلموا في رواية هشام بن حسان عن الحسن.

170 -

"إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول لهم الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار، فقالوا: كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها، فيأمر الله من كان من أهل القبلة فأُخرجوا فقال الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين"

قال الحافظ: وفي حديث أبي موسى عند ابن أبي عاصم والبزار رفعه: فذكره، وفي الباب عن جابر وقد تقدم في الباب الذي قبله، وعن أبي سعيد الخدري عند ابن مردويه" (2)

حسن

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(843) والطبراني كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 546) والحاكم (2/ 242) والبيهقي في "البعث"(79) والواحدي في "الوسيط"(2/ 38 - 39) من طريق أبي الشعثاء علي بن حسن بن سليمان الواسطي ثنا خالد بن نافع الأشعري عن سعيد بن أبي بُرْدة عن أبيه عن أبي موسى مرفوعا "إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة يقول الكفار: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فيسمع ما قالوا، فأمر بمن كان من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك أهل النار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا، قال: وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هكذا رواه أبو الشعثاء عن خالد بن نافع عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى مرفوعا.

(1) 11/ 136 (كتاب النكاح- باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله)

(2)

14/ 252 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)

ص: 234

وخالفه علي بن سعيد بن مسروق الكندي فرواه عن خالد بن نافع عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى موقوفا.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(14/ 2) عنه به.

والأول أصح لأنّ أبا الشعثاء ثقة وزيادة الرفع منه مقبولة.

والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: فيه خالد بن نافع الأشعري قال أبو داود: متروك، قال الذهبي: هذا تجاوز في الحد فلا يستحق الترك فقد حدّث عنه أحمد بن حنبل وغيره، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 45

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف خالد بن نافع الأشعري، قال النسائي في "الضعفاء": ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وللحديث شاهد عن جابر وعن أبي سعيد وعن أنس وعن الحسين بن علي فيتقوى بها

فأما حديث جابر فأخرجه النسائي في "الكبرى"(11271) والطبراني في "الأوسط"(5142) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(152) واللالكائي في "السنة"(2052) من طريق محمَّد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا بسام أبو الحسن الصيرفي عن يزيد بن صهيب الفقير عن جابر مرفوعا "إنّ ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم، فيكونون في النار ما شاء الله، ثم يُعَيِّرُهم أهل الشرك: أين ما كنتم تخالفونا فيه من تصديقكم وإيمانكم، لما يريد الله أن يُرِي أهل الشرك من الحسرة، فلا يبقى موحّد إلا أخرجه الله، ثم يقرأ هذه الآية:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحِجر: 2].

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن بسام الصيرفي إلا حاتم، تفرد به محمَّد بن عباد"

وقال العراقي والسيوطي: إسناده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 6/ 2795 - الدر المنثور 5/ 62

قلت: محمَّد بن عباد المكي وبسام الصيرفي صدوقان، فالإسناد حسن.

وأما حديث أبى سعيد فأخرجه ابن حبان (7432)

عن عبد الله بن عمر بن محمَّد بن أبان بن صالح

ص: 235

والطبراني كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 546)

عن إسحاق بن راهويه

كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن أبي رَوْق عطية بن الحارث ثنا صالح بن أبي طريف قال: قلت لأبي سعيد الخدري: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحِجر: 2]، فقال: نعم، سمعته يقول:"يُخرج الله أناسا من المؤمنين من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم" قال: "لما أدخلهم الله النار مع المشركين، قال المشركون: أليس كنتم تزعمون في الدنيا أنكم أولياؤه، فما لكم معنا في النار؟ فإذا سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة، فتشفع لهم الملائكة والنبيون حتى يخرجوا بإذن الله، فلما أُخرجوا قالوا: يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنُخرج من النار، فذلك قول الله {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحِجر: 2].

صالح بن أبي طريف لم أر من ذكره إلا ابن حبان في "الثقات"(4/ 376) ولم يذكر عنه راويا إلا أبا روق، وأبو روق لا بأس به.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه يعقوب بن أبي نباتة عن عبد الرحمن الأعور (1) عن أنس مرفوعا "إنّ أناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم: لا إله إلا الله، وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله لهم، فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة، فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من كسوفه ويدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين"

أخرجه ابن أبي داود في "البعث"(52) عن محمَّد بن منصور الطوسي ثني صالح بن إسحاق الجِهْبِذ- كوفي دلني عليه يحيى بن معين- ثنا معروف بن واصل عن يعقوب بن أبي نباتة به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7289) عن محمَّد بن العباس الأخْرَم الأصبهاني ثنا محمَّد بن منصور الطوسي به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 217 - 218) عن الطبراني به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معروف بن واصل إلا صالح بن إسحاق الجهبذ"

(1) ووقع عند الطبراني وأبي نعيم "الأغر"

ص: 236

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 379 - 380

قلت: صالح بن إسحاق ويعقوب بن أبي نباتة وعبد الرحمن الأغر لم أر من ترجمهم.

الثاني: يرويه مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا أبو الخطاب العتكي عن أنس مرفوعا "إذا أخرج الله أهل النار من النار بشهادة: أنْ لا إله إلا الله تمنى الأخرون لو كانوا مسلمين".

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(844) ثنا المُقدَّمي ثنا مسلم بن إبراهيم به.

أبو الخطاب ترجمه البخاري في "الكنى"(ص 27) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا مسلم بن إبراهيم، ومسلم ثقة وكذا المقدمي واسمه محمَّد بن عمر بن علي.

الثالث: يرويه عمرو بن أبي عمرو المدني عن أنس مرفوعا: "إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة، ولا فخرَ، وأعطى لواءَ الحمد، ولا فخرَ، وأنا سيدُ الناس يوم القيامة، ولا فخرَ، وأنا أول من يدخُلُ الجنة يوم القيامة، ولا فخرَ الحديث وفيه "وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز وجل لا تشركون به شيئا، فيقول الجبار عز وجل: فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون

" الحديث

أخرجه أحمد (3/ 144) والدارمي (53) والنسائي في "الكبرى"(7690) وابن خزيمة في "التوحيد"(454) وابن منده في "الإيمان"(877) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 479 - 480) وفي "الشعب"(1409)

عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد

وابن خزيمة في "التوحيد"(455)

عن عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري

كلاهما عن عمرو به.

قال ابن منده: هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد"

قلت: إسناده حسن للخلاف في عمرو بن أبي عمرو.

قال الذهبي: حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح.

وقال أيضا: صدوق حديثه مخرج في الصحيحين في الأصول.

وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 546)

ص: 237

من طريق مسكين أبي فاطمة ثني اليمان بن يزيد عن محمَّد بن جبير عن محمَّد بن علي عن أبيه عن جده مرفوعا "منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه"

الحديث وفيه "فإذا أراد الله أن يخرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد: آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء، فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى فيخرجهم إلى عين في الجنة وهو قوله {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)} [الحجر: 2]

وإسناده ضعيف، مسكين أبو فاطمة قال الدارقطني: ضعيف الحديث.

171 -

"إذا أحبّ الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر، ومن جَزَع فله الجَزَع"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث محمود بن لَبيد رفعه، ورواته ثقات (1) إلا أنّ محمود بن لبيد اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رآه وهو صغير، وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي وحسنه" (2)

حسن

أخرجه أحمد (5/ 427 و 428 و 429) والشجري في "أماليه"(2/ 189) والبيهقي في "الشعب"(9327) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد به مرفوعا.

قال البيهقي: مرسل" الآداب ص 461

وقال المنذري: رواته ثقات، ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في سماعه

منه" الترغيب 4/ 283

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 291

قلت: عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف".

وقال في "الميزان" صدوق حديثه مخرج في الصحيحين في الأصول.

وقال أيضا: حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح.

ووثقه أبو زرعة والعجلي، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وضعفه آخرون.

(1) وكذا قال فى "بذل الماعون"(ص 349)

(2)

12/ 212 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض)

ص: 238

وأما محمود بن لبيد فاختلف في صحبته.

فذكر ابن أبي حاتم عن البخاري أنه قال: له صحبة.

وذكره ابن حبان في ثقات التابعين (5/ 434 - 435) وقال: يروي المراسيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرناه في كتاب الصحابة لأنّ له رؤية.

وقال في الصحابة من "الثقات"(3/ 397): له صحبة، وأكثر ما يروي سمعه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الترمذي: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير.

وخالف في ذلك مسلم وابن سعد ويعقوب بن سفيان فذكروه في التابعين.

وقال أبو حاتم: لا يعرف له صحبة" الجرح 4/ 1/ 290

ووثقه ابن سعد ويعقوب بن سفيان وأبو زرعة، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة (الثقات ص 421)

وقال الذهبي: ولد بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث يرسلها" سير الأعلام 3/ 485

وفي "التهذيب": روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، ولم تصح له رؤية ولا سماع منه" (1)

قال ابن عبد البر: قول البخاري أولى وقد ذكرنا من الأحاديث ما يشهد له وهو أولى بأن يذكر في الصحابة من محمود بن الربيع فإنّه أسن منه وذكره مسلم في الطبقة الثانية منهم فلم يصنع شيئا ولا علم منه ما علم غيره" الاستيعاب 10/ 50

وللحديث شاهد عن أنس فيتقوى به، وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس مرفوعا "إنّ عِظَمَ الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحبّ قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِط فله السخط".

أخرجه ابن ماجه (4031) والترمذي (2396) وأبو يعلى (4253) وابن بشران (244) والقضاعي في "مسند الشهاب"(1121) والبيهقي في "الآداب"(1035) وفي "الشعب"(9326) والشجري في "أماليه"(2/ 282) والبغوي في "شرح السنة"(1435) وفي "التفسير"(1/ 130) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به.

(1) انظر "تحفة الأشراف" 8/ 365

ص: 239

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9325) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث عن يزيد بن أبي حبيب به.

قال الترمذي: حسن غريب"

قلت: سعد بن سنان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

الثاني: يرويه عبد الله بن بكر السهمي ثنا سنان الحضرمي عن أنس مرفوعا "إذا أراد الله بقوم خيرا ابتلاهم"

أخرجه البيهقي في "الآداب"(1036) وفي "الشعب"(9328) عن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمَّد بن الفرج الأزرق (1) ثنا السهمي به.

وقال: سنان هذا هو ابن ربيعة أبو ربيع الحضرمي"

قلت: واختلف فيه، وسمع السهمي منه بعد ما خرف. قاله ابن معين (التاريخ الكبير 2/ 2/ 164)

ولم ينفرد السهمي به بل تابعه حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس به.

ذكره الدارقطني في "العلل" معلقا.

ومن طريقه أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1120)

الثالث: يرويه إسحاق عن عيسى الإسكندرانى عن أنس مرفوعا "إذا أحبّ الله قوما ابتلاهم"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3252) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لَهيعة ثنا إسحاق به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أنس إلا عيسى، ولا عن عيسى إلا إسحاق الأزرق، تفرد به ابن لهيعة"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

(1) تابعه مجاهد بن موسى الختلي ثنا السهمي به.

أخرجه أبو يعلى (4222)

ووقع عنده: سليمان الحضرمي وهو تصحيف.

وتابعه الحسين بن الحسن المروزي ثنا السهمي به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(179)

ووقع عنده: سنان عن الحضرمي، وهو خطأ.

ص: 240

172 -

"إذا أَحْدَثَ وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته"

قال الحافظ: ضعفه الحفاظ" (1)

ضعيف

يرويه عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الأفريقي، وعنه غير واحد، منهم:

1 -

عبد الله بن المبارك.

أخرجه الترمذي (408) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(750) عن أحمد بن محمَّد بن موسى الملقب مردويه

والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 405) عن محمَّد بن حميد الرازي ومحمد بن عيسى الدامغاني

ثلاثتهم عن ابن المبارك أنا عبد الرحمن بن زياد أنّ عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة أخبراه عن ابن عمرو رفعه: فذكره.

ورواه الطيالسي في "مسنده"(ص 298) عن ابن المبارك فلم يذكر بكر بن سوادة.

لكن أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 274) عن أبي بَكْرَة بكار بن قتيبة البَكْرَاوي عن الطيالسي فذكره فيه.

2 -

سفيان الثوري، واختلف عنه:

• قال عبد الرزاق (3673): عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن بكر بن سوادة عن عبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 130) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.

• وقال معاذ بن الحكم أبو خالد: ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة عن ابن عمرو.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 274)

• وقال أبو داود عمر بن سعد الحَفَري: عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن

(1) 2/ 467 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب التسليم)

ص: 241

بكر بن سوادة وعبد الله بن يزيد عن ابن عمرو مرفوعا "إذا رفع الإمام رأسه من الركعة الرابعة وأحدث فقد تمت صلاة من خلفه"

أخرجه الطبري (403)

• وقال وكيع: عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن بكر بن سوادة عن ابن عمرو مرفوعا "إذا أحدث الإمام بعد ما يرفع رأسه من آخر سجدة واستوى جالسا تمت صلاته وصلاة من خلفه ممن ائتم به ممن أدرك أول الصلاة"

أخرجه الطبري (402) والدارقطني (1/ 379)

وتابعه محمَّد بن إسحاق المدني عن سفيان به.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(347)

3 -

زهير بن معاوية الجعفي الكوفي.

أخرجه أبو داود (617) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا زهير ثنا عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة عن ابن عمرو مرفوعا "إذا قضى الإمام الصلاة وقعد قبل أن يتكلم فقد تمت صلاته، ومن كان خلفه ممن أتم الصلاة"

ومن طريقه أخرجه الدارقطني (1/ 379) والبيهقي (2/ 176) والبغوي في "شرح السنة"(751) وابن الجوزي في "العلل"(748)

4 -

عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي.

أخرجه البزار (2451) عن أبي كُرَيب محمَّد بن العلاء الهَمْداني أنا المحاربي عن عبد الرحمن بن زياد عن بكر بن سوادة وعبد الرحمن بن رافع عن ابن عمرو مرفوعا "إذا قضى الإمام صلاته ثم أحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته"

5 -

مروان بن معاوية الفزاري.

أخرجه الدارقطني (1/ 379) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدَورقي ثنا مروان بن معاوية ثنا عبد الرحمن بن زياد به.

ولفظه "إذا جلس الإمام في آخر ركعة، ثم أحدث رجل من خلفه قبل أنْ يسلم الإمام فقد تمت صلاته".

6 -

أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ.

أخرجه الطحاوي (1/ 274) عن إبراهيم بن منقذ المصري وعلي بن شيبة السدوسي قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن عبد الرحمن بن زياد به.

ص: 242

ولفظه "إذا قضى الإمام الصلاة فقعد فأحدث هو أو أحد ممن أتم الصلاة معه قبل أن يسلم الإمام، فقد تمت صلاته، فلا يعود إليها".

7 -

معاذ بن الحكم أبو خالد.

أخرجه الطحاوي (1/ 274 و 274 - 275) عن يزيد بن سنان القزاز ومحمد بن العباس بن الربيع اللؤلؤي قالا: ثنا معاذ بن الحكم عن عبد الرحمن بن زياد به.

ولفظه "إذا رفع المصلي رأسه من آخر صلاته وقضى تشهده ثم أحدث فقد تمت صلاته فلا يعود لها".

8 -

أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير.

رواه عن عبد الرحمن بن زياد فلم يذكر بكر بن سوادة.

ولفظه "إذا جلس الإمام ثم أحدث فقد تمت صلاته، ومن كان خلفه ممن أدرك معه الصلاة على مثل ذلك"

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 489)

9 -

يعلي بن عبيد الطنافسي.

رواه عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن ابن عمرو مرفوعا "إذا جلس الإمام في آخر صلاته ثم أحدث فقد تمت صلاته وصلاة من خلفه"

أخرجه الطبري (404) عن أبي كُريب ثنا يعلى به.

قال الترمذي: هذا حديث إسناده ليس بذاك القوي، وقد اضطربوا في إسناده، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم هو الإفريقي وقد ضعفه بعض أهل الحديث، منهم: يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمرو، وعبد الرحمن بن رافع لا نعلم روى عنه إلا الإفريقي ولم يكن بحافظ للحديث، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق"

وقال الدارقطني: عبد الرحمن بن زياد ضعيف لا يحتج به"

وقال البيهقي: لا يصح، وعبد الرحمن بن زياد ينفرد به وهو مختلف عليه في لفظه، وعبد الرحمن لا يحتج به، كان يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه لضعفه، وجرحه أحمد وابن معين وغيرهما من الحفاظ"

ص: 243

وقال الخطابي: هذا الحديث ضعيف وقد تكلم الناس في بعض نقلته وقد عارضته الأحاديث التي فيها إيجاب التشهد والتسليم" معالم السنن 1/ 410

وقال النووي: حديث ابن عمرو ضعيف باتفاق الحفاظ، وممن نصّ على ضعفه الترمذي وغيره، وضعفه ظاهر، قال الترمذي: ليس إسناده بقوي وقد اضطربوا فيه. قال العلماء: وضعفه من ثلاثة أوجه: أنّه مضطرب، والإفريقي ضعيف أيضا باتفاق الحفاظ، وبكر بن سوادة لم يسمع من ابن عمرو" المجموع 3/ 407

وقال أيضا: ضعيف باتفاق الحفاظ وضعفه مشهور في كتبهم (1) " 3/ 425

قلت: وممن ضعف الإفريقي غير من تقدم: أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن القطان الفاسي.

وقال ابن عدي: عامة حديثه لا يتابع عليه (2).

وخالفه جعفر بن عون الكوفي رواه عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة قالا: سمعنا عبد الله بن عمرو يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في آخر صلاته قدر التشهد أقبل على الناس بوجهه وذلك قبل أن ينزل التسليم.

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(2/ 63)

وله شاهد مرسل أخرجه البيهقي في "المعرفة"(3882 و 3883) عن الحاكم ثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح قال: فذكر مثل حديث جعفر بن عون.

وأحمد بن عبد الجبار العطاردي مختلف فيه، ويونس بن بكير صدوق، والباقون ثقات.

طريق أخرى: قال خلاد بن يحيى: ثنا عمر بن ذر أنبأ عطاء بن أبي رباح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى التشهد في الصلاة أقبل على الناس بوجهه قبل أنْ ينزل التسليم.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 117) والبيهقي (2/ 175)

وخلاد بن يحيى هو الكوفي وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره.

(1) وقال في "الخلاصة"(1/ 449): اتفق الحفاظ على ضعفه لأنه مضطرب ومنقطع، ومن رواية

عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف بالاتفاق"

(2)

وقال ابن عبد البر: هذا حديث لا يصح لضعف إسناده واختلافهم في لفظه" التمهيد 10/ 214

ص: 244

وخالفه عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج رواه عن عمر بن ذر عن عطاء عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من التشهد أقبل علينا بوجهه وقال: "من أحدث حدثا بعد ما يفرغ من التشهد فقد تمت صلاته"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 117)

وقال: غريب من حديث عمر، تفرد به متصلا أبو مسعود الزجاج، ورواه غير واحد مرسلا"

قلت: أبو مسعود الزجاج وثقه إسحاق بن راهويه (الكنى للدولابي 2/ 114) والبزار (كشف الأستار 4/ 54)

وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

173 -

حديث جابر رفعه "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فَلْيَعْمَد إلى امرأته فلْيُوَاقِعها فإنّ ذلك بردّ ما في نفسه"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1403) " (1)

174 -

"إذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع"

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إسناده مقال" (2)

أخرجه أحمد (1/ 313) عن عبد الرزاق أنا مَعْمر عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا ضرر ولا ضرار، وللرجل أنْ يجعل خشبه في حائط جاره، والطريق الميتاء سبعة أذرع"

ورواه أحمد بن منصور الرَّمادي عن عبد الرزاق بلفظ "لا يمنعنّ أحدكم جاره أن يضع خشبته على حائطه، وإذا اختلفتم في الطريق الميتاء فاجعلوها سبعة أذرع"

أخرجه البيهقي (6/ 69)

ورواه محمَّد بن يحيى الذهلي عن عبد الرزاق بلفظ "لا ضرر ولا ضرار" هكذا مختصرا.

أخرجه ابن ماجه (2341)

(1) 11/ 9 (كتاب النكاح- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)

(2)

6/ 43 - 44 (كتاب المظالم- باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء)

ص: 245

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه محمَّد بن ثور الصنعاني عن معمر به ولفظه "لا ضرر ولا ضرار، ولرجل أن يجعل خشبة على حائط جاره، وإذا شككتم في الطريق فاجعلوه سبع أذرع"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3789)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن جابر إلا معمر"

قلت: وجابر هو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد، منهم:

1 -

داود بن الحصين المدني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "للجار أن يضع خشبته على جدار جاره وإن كره، والطريق الميتاء سبع أذرع، ولا ضرر ولا ضرار"

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 777) والدارقطني (4/ 228) من طريق عبيد الله بن موسى عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين به.

وإبراهيم بن إسماعيل أظنه ابن مُجَمِّع ويحتمل أن يكون ابن أبي حبيبة وهما ضعيفان.

ولم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي أيوب عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا ضرار ولا ضرار، ولجارك أن يضع في جدارك خشبه"

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 97) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا روح بن سيابة الحارثي سمعت سعيد بن أبي أيوب به.

وقال: ذكر الدارقطني أنه روح بن صلاح بن سيابة"

قلت: وهو مختلف فيه، واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه أحمد بن رِشْدين المصري عنه ثنا سعيد بن أبي أيوب عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا "لا ضرار ولا ضرار"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11576)

وأحمد بن رشدين مختلف فيه.

2 -

سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "إذا اختلفتم في الطريق فاجعلوه سبع أذرع، ومن بني بناء فليدعمه حائط جاره"

أخرجه أحمد (1/ 303 و 317) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس 2/ 772

ص: 246

و 773 و 774) والطحاوي في "المشكل"(1188 و 1189) والطبراني في "الكبير"(11737) والبيهقي (6/ 69 و155) والحاكم وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 47 - 48) من طرق عن سماك به (1).

قال الطبري: هذا خبر عندنا صحيح سنده"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات"

قلت: سماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، وأما روايته عن عكرمة ففيها مقال.

واختلف عليه في هذا الحديث، فقيل: عنه عن عكرمة مرسلا.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند ابن عباس 2/ 774 و 775)

3 -

أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة على جداره"

أخرجه ابن ماجه (2337) عن حَرْمَلة بن يحيى التُّجِيبي ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لَهيعة عن أبي الأسود به.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 777) عن أبي كُرَيْب محمَّد بن العلاء الكوفي ثنا موسى بن داود عن ابن لهيعة به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

(1) رواه شريك بن عبد الله النخعي وزائدة بن قدامة وقيس بن الربيع وأبو خالد الدالاني وأبو قدامة المنهال بن خليفة وإسرائيل بن يونس والوليد بن أبى ثور عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

- ورواه سفيان الثوري عن سماك واختلف عنه.

• فرواه غير واحد عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه أحمد (1/ 235) وابن أبي شيبة (7/ 256) والطبري (مسند ابن عباس 2/ 772) والبيهقي (6/ 69) عن وكيع

وعبد بن حميد (600) وابن ماجه (2339)

عن قبيصة بن عقبة الكوفي

والطبري (2/ 774 - 775)

عن يزيد بن هارون الواسطي

ثلاثتهم عن سفيان به.

• ورواه عبدة بن سليمان عن سفيان فلم يذكر ابن عباس.

أخرجه سريج بن يونس في "القضاء"(45)

ص: 247

والحديث اختلف فيه على عكرمة، فرواه الزبير بن خِرِّيت البصري عنه قال: سمعت أبا هريرة قال: قضى النبي صلى الله عليه وسلم إذا تشاجروا في الطريق الميتاء بسبع أذرع.

أخرجه البخاري (فتح 6/ 43 - 44) والطحاوي في "المشكل"(1190) وابن عدي (2/ 551) والبيهقي (6/ 154) من طرق عن جرير بن حازم البصري عن الزبير بن خريت به.

ورواه جرير بن حازم أيضا عن الزبير بن خريت بلفظ "لا يحل لمسلم أن يمنع جاره أن يضع خشبة على جداره"

أخرجه الطحاوي (2415) وابن عدي (2/ 551)

175 -

"إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره"

قال الحافظ: وفي الباب عن جابر أخرجه الحاكم بلفظ: فذكره، ورجّح أبو زرعة والبيهقي وغيرهما وقفه كما عند البزار" (1)

موقوف صحيح

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1602) عن أحمد بن حمدون الموصلي ثنا محمَّد بن عمار الموصلي ثنا عمر بن أيوب عن المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رجل من القوم: يا رسول الله، أرأيت إذا أدى رجل زكاة ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أدّى زكاة ماله فقد ذهب عنه شرّه"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مغيرة إلا عمر، تفرد به محمَّد بن عمار"

وقال الهيثمي: إسناده حسن وإنْ كان في بعض رجاله كلام" المجمع 3/ 63

قلت: المغيرة بن زياد هو الموصلي مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن جُريج عن أبي الزبير عن جابر رفعه "إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره".

أخرجه ابن خزيمة (2258 و 2470) وابن المقرئ في "المعجم"(42) والحاكم (1/ 390) والبيهقي (4/ 84) والخطيب في "التاريخ"(5/ 106) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1389) من طريق ابن وهب أخبرني ابن جريج به.

(1) 4/ 13 (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

ص: 248

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال البيهقي: كذا رواه ابن وهب بهذا الإسناد مرفوعا، وكذلك رواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب، ورواه عيسى بن مثرود عن ابن وهب من قول أبي الزبير"

وقال ابن عساكر: غريب"

واختلف فيه على ابن جريج، فرواه عبد الرزاق (7145) عنه قال: أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفا.

وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مَخْلد عن ابن جريج به.

أخرجه البيهقي (4/ 84)

وقال: وهذا أصح"

وقال الذهبي في "المهذب"(4/ 7): والأصح رواية أبي عاصم عن ابن جريج موقوف على جابر"

وسئل أبو زرعة عن حديث رواه القواريري عن يزيد بن هارون عن حجاج بن أرطأة عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أُدى زكاته فليس كنزا"

قال: هكذا رواه القواريري، والصحيح موقوف" علل الحديث 1/ 223

قلت: وهو كما قالوا: الموقوف أصح، فقد رواه هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 114) عن أبي داود الطيالسي عن هشام به.

وإسناده صحيح، وقد صرّح أبو الزبير بالسماع من جابر فانتفى التدليس.

176 -

"إذا أَدَّيت زكاة مالك، فقد قضيت ما عليك"

قال الحافظ: وعن أبي هريرة أخرجه الترمذي بلفظ: فذكره، وقال: حسن غريب، وصححه الحاكم وهو على شرط ابن حبان، وعن أم سلمة عند الحاكم وصححه ابن القطان أيضا وأخرجه أبو داود وقال ابن عبد البر: في سنده مقال، وذكر شيخنا في شرح الترمذي أنّ سنده جيد" (1)

أخرجه الترمذي (618) وابن خزيمة (2471) وابن حبان (3216) والحاكم (1/ 390) والبيهقي (4/ 84) والبغوي في "شرح السنة"(1591)

(1) 4/ 13 - 14 (كتاب الزكاة- باب ما أدّي زكاته فليس بكنز)

ص: 249

عن عبد الله بن وهب

وابن ماجه (1788) والبيهقي في "الشعب"(3202)

عن موسى بن أعْيَن الجزري

كلاهما عن عمرو بن الحارث عن دَرَّاج أبي السَّمْح عن ابن حُجيرة الأكبر الخولاني عن أبي هريرة به مرفوعا.

وزاد "ومن جمع مالا حراما، ثم تصدق به، لم يكن له فيه أجر، وكان إصره عليه"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: صحيح"

قلت: الحديث رواته كلهم ثقات غير أبي السمح دراج بن سمعان القرشي السهمي المصري فهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة المصري.

وأما حديث أم سلمة فقد تكلمت عليه في كتابي "زكاة الحلي" ص 33 - 34 فليراجع.

177 -

حديث ابن مسعود "إذا أراد أحدكم أمرًا فليقل"

قال الحافظ: حديث ابن مسعود أخرجه الطبراني وصححه الحاكم.

وقال: وقع في حديث ابن مسعود في بعض طرقه عند الطبراني في "الأوسط""في ديني ودنياي"

وقال: وفي بعض طرق حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الأوسط""ورضني بقضاءك"

وقال: ووقع في بعض طرقه عند الطبراني في حديث ابن مسعود أنّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء إذا أراد أن يصنع أمرا.

وقال: في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره "ثم يعزم"(1)

حسن

وله عن ابن مسعود طريقان:

الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر بن حُبَيْش عن ابن مسعود قال: كنا نُعَلَّم

(1) 13/ 438 و 439 و 441 و 442 (كتاب الدعوات- باب الدعاء في الاستخارة)

ص: 250

الاستخارة كما نعلم السورة من القرآن، فإذا أراد أحدكم أمرا فليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك الواسع، إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إنْ كان هذا الأمر الذي أريد- وتسميه- خيرا في ديني، وخيرا لي في أمر دنياي، وخيرا لي في عاقبة أمري، فيسره لي- أحسبه قال- فبارك لي فيه، وإن كان شرا لي في أمر ديني، وشرّا لي في أمر دنياي، وشرّا لي في عاقبة- أحسبه قال- أمري فاصرفه عني، ويسر لي الخير، واقض لي به، ورضني به".

أخرجه البزار (1835) عن الفضل بن يعقوب الرُّخَامي ثنا الهيثم بن جميل ثنا مبارك بن فَضَالة عن عاصم به.

ومبارك بن فضالة صدوق يدلس وقد عنعن.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه سعيد بن زيد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.

أخرجه البزار (1836) عن المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي ثني أبي عن سعيد بن زيد به.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث زر عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد"

قلت: وهو إسناد لا بأس به، سعيد بن زيد هو أخو حماد بن زيد مختلف فيه، وعاصم صدوق، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استخار في الأمر يريد أنْ يصنعه يقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا خيرا لي في ديني وخيرا لي في معيشتي وخيرا لي فيما ابتغي به الخير فخر لي في عافية ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كان غير ذلك خيرا فاقدر الخير حيث كان"

أخرجه البزار (1583) والخرائطي في "المكارم"(957) والهيثم بن كليب (359) والطبراني في "الكبير"(10052) وفي "الدعاء"(1301) والبيهقي في "الأسماء"(ص 148 و 156) من طرق عن محمَّد (1) بن عمران بن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن فُضيل بن عمرو عن إبراهيم به.

(1) تابعه الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا عمران بن محمَّد به.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 148)

ص: 251

واللفظ للطبراني.

ولفظ الهيثم نحوه وزاد "ثم ارضني بما قضيت"

ولفظ البزار: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة: فذكرها.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى من حديث علقمة عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه مسندا"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

• ورواه إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (1) عن الحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا أراد أحدكم أمرا فليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، الحديث.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3736) وفي "الصغير"(1/ 190) عن عثمان بن خالد بن عمرو السُّلفي الحمصي ثنا إبراهيم بن العلاء الزُّبيدي ثنا إسماعيل بن عياش به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم إلا المسعودي"

وأخرجه في "الأوسط"(3735) أيضا عن عثمان بن خالد بن عمرو ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به.

وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 81) من طريق مالك بن إسماعيل الألهاني ثنا إسماعيل بن عياش به.

قال الطبراني: تفرد به إسماعيل بن عياش عن أبي حنيفة"

قلت: وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها، فإنّ المسعودي وأبا حنيفة كوفيان.

- ورواه الأعمش عن إبراهيم النخعي واختلف عنه:

• فقال صالح بن موسى الطلحي: عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة

(1) تابعه مِسْعر بن كِدَام عن الحكم عن إبراهيم به.

أخرجه البيهقي (ص 148) من طريق عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعاقولي ثنا عباس بن الفضل ثنا يحيى بن اليمان عن مسعر به.

ص: 252

أخرجه البزار (1528) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا العباس بن الهيثم الأنطاكي ثنا صالح بن موسى به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10012) وفي "الدعاء"(1302) عن عبدان بن أحمد عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا صالح بن موسى، ولم نسمعه إلا من إبراهيم بن سعيد، وصالح فليس بالقوي"

قلت: وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.

• ورواه أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال ابن مسعود: فذكره موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 285)

ورواته ثقات إلا أنّه منقطع.

وله طريق ثالثة عن ابن مسعود إلا أنها موقوفة.

رواها مَعْمر بن راشد عن قتادة أنّ ابن مسعود كان يقول في الاستخارة: فذكره.

أخرجه عبد الرزاق (20210)

وهو منقطع أيضا.

178 -

حديث ابن عمر "إذا أراد الله أنْ يخلق النطفة قال ملك الأرحام"

قال الحافظ: أخرجه ابن وهب في "القدر" والدارقطني في "الأفراد" والبزار في "مسنده" من وجه آخر ضعيف والفريابي بسند قوي" (1)

له عن ابن عمر طريقان:

الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب أن عبد الرحمن بن هُنيدة حدّثهم أنّ عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام معرضا: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه أمره، ثم يقول: يا رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله إليه أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها"

(1) 14/ 278 و 282 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 253

أخرجه ابن وهب في "القدر"(30) عن يونس به.

وأخرجه أبو داود في "القدر"(تهذيب الكمال 17/ 472 - 473) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 414) والفريابي في "القدر"(142) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(268) وابن حبان (6178) والمزي (17/ 472 - 473) واللالكائي في "الاعتقاد"(1050) من طرق عن ابن وهب به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 360 - 361) والفريابي (141) والآجري في "الشريعة"(363) واللالكائي في "الاعتقاد"(1051)

عن الليث بن سعد

وأبو يعلى (5775)

عن جرير بن حازم

كلاهما عن يونس به.

وتابعه عمر بن سعيد بن شريح المديني عن ابن شهاب مرفوعا، إلا أنّه قال: ابن أبي هبيدة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(188)

وعمر ضعفه أبو زرعة وغير واحد.

- ورواه عمرو بن دينار عن الزهري عن ابن هنيدة عن ابن عمر موقوفا.

أخرجه ابن أبي عاصم (190) عن ابن أبي عمر العدني ثنا سفيان عن عمرو به.

وتابعه عُقيل بن خالد الأيلي ثني الزهري به.

أخرجه الفريابي (139)

- ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

• فرواه عبيد الله بن معاذ عن معمر مرفوعا.

أخرجه ابن أبي عاصم (189)

• ورواه عبد الرزاق (20066) عن معمر موقوفا.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم (191) والفريابي (138)

وتابعه سفيان بن عُيينة عن معمر به.

ص: 254

أخرجه ابن أبي عاصم (190)

- وقال صالح بن أبي الأخضر: ثني ابن شهاب عن سالم أن ابن عمر رفع الحديث.

أخرجه ابن أبي عاصم (192) والبزار (كشف 2149) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(575)

وقال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن سالم عن أبيه إلا صالح"

قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره.

وقال ابن معين والبخاري: ليس بشيء في الزهري.

- وقال الأوزاعي: ثني الزهري عمن سمع ابن عمر موقوفا.

أخرجه الفريابي (137)

الثاني: يرويه مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "إذا أراد الله أنْ يخلق من النطفة خلقا قال ملك الأرحام: أي ربّ أشقي أم سعيد؟ أي ربّ أذكر أم أنثى؟ أي ربّ أحمر أم أسود؟ فيقضي الله أمره، ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق من خير أو شر حتى النكبة ينكبها"

أخرجه ابن عدي (4/ 1600) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا عبد الرحمن بن يحيى المدني ثنا مالك به.

وقال: وهذا منكر عن مالك بهذا الإسناد، ولا أعلم رواه غير عبد الرحمن، ولا أعلم رواه عن عبد الرحمن غير علي بن حرب، وعبد الرحمن حدّث عن الثقات بالمناكير"

179 -

"إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قيل: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه"

قال الحافظ: وقع في حديث أنس عند الترمذي وصححه: فذكره، وأخرجه أحمد من هذا الوجه مطولا وأوله:"لا تعجبوا لعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له" وأخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة مختصرا" (1)

صحيح

ورد من حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي عِنَبَة الخَولاني ومن

(1) 14/ 301 (كتاب القدر- باب العمل بالخواتيم)

ص: 255

حديث عمرو بن الحَمِق ومن حديث عائشة ومن حديث عمر الجُّمَعِي ومن حديث الحسن مرسلا.

فأما حديث أنس فأخرجه أحمد (3/ 106 و 120 و 223 و 230 و 257) والحسين بن الحسن المروزي في "زيادات الزهد"(970) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1393) والترمذي (2142) وابن أبي عاصم في "السنة"(393 و 394 و 395 و 396 و 397 و 398 و 399) وأبو يعلى (3756 و 3821) وابن حبان (341) والطبراني في "الأوسط"(1962) والآجري في "الشريعة"(ص 185) والحاكم (1/ 339 - 340) واللالكائي في "السنة"(1089) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 192 - 193) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 157 - 158) وفي "الزهد"(813) وفي "الأسماء"(ص 195) وفي "القضاء والقدر"(117) والقشيري في "رسالته"(ص 100) والبغوي في "شرح السنة"(4098) من طرق عن حميد الطويل عن أنس به مرفوعا.

وساقه بعضهم بلفظ "لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له، فإنّ العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا، وإنّ العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته

الحديث"

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 211

قلت: وهو كما قالوا، وحميد الطويل كثير التدليس عن أنس لكنّه صرّح بسماعه منه عند البيهقي فانتفى التدليس.

وأما حديث أبي أمامة فله عنه طرق:

الأول: يرويه يونس بن عثمان الحمصي عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا "إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عسله قبل موته" قيل: ما عسله؟ قال: "يرزقه عملا صالحا قبل موته"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7725) وفي "مسند الشاميين"(1585) عن إبراهيم بن محمَّد بن عرق الحمصي ثنا محمَّد بن مُصَفى ثني يحيى بن سعيد العطار عن يونس بن عثمان به.

وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن سعيد العطار الحمصي.

ص: 256

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" علل الحديث 2/ 124

الثاني: يرويه أبو عبد الملك علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته" قالوا: يا رسول الله، وما طهور العبد؟ قال:"عمل صالح يُلهمه إياه حتى يقبضه عليه".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7900) والقضاعي (1388) من طريقين عن علي بن يزيد به.

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد.

الثالث: يرويه بَقية بن الوليد ثني محمَّد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله" قيل: يا رسول الله، وما عسله؟ قال:"يفتح له عملا صالحا، ثم يقبضه عليه"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7522) وفي "مسند الشاميين"(819) من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك الحمصي ثنا بقية به.

هكذا رواه هشام بن عبد الملك عن بقية ثني محمَّد بن زياد عن أبي أمامة.

وخالفه جماعة رووه عن بقية عن محمَّد بن زياد عن أبي عنبة به مرفوعا.

منهم:

1 -

سُريج بن النعمان البغدادي.

أخرجه أحمد (4/ 200) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 444)

2 -

محمَّد بن مُصفى الحمصي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(839) والقضاعي (1389)

3 -

عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(400)

4 -

إبراهيم بن العلاء الحمصي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(839)

وخالفهم محمَّد بن عمرو بن حنان فرواه عن بقية ثنا محمَّد بن زياد الألهاني قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس عن أبي عنبة، فزاد فيه عبد الله بن أبي قيس.

ص: 257

أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين"(2/ 717)

وأما حديث عمرو بن الحَمِق فأخرجه وابن أبي شيبة في "المسند"(862) وأحمد (5/ 224) وعبد بن حميد (480) وابن قتيبة في "غريب الحديث"(1/ 301 - 302) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2340) والبزار (2310) والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 250) وابن حبان (342 و 343) والعسكري في "التصحيفات"(1/ 200 - 201) والحاكم (1/ 340) والبيهقي في "الزهد"(814) وفي "القضاء والقدر"(163)

عن زيد بن الحباب

والطحاوي في "المشكل"(2641) والطبراني في "الكبير"(3322) وفي "مسند الشاميين"(2026) وأبو نعيم في "الصحابة"(5044)

عن عبد الله بن صالح المصري

كلاهما عن معاوية بن صالح ثني عبد الرحمن بن جبير بن نُفير عن أبيه أني عمرو بن الحمق رفعه "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قيل: وما استعمله؟ قال: "يفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله".

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية"

وقال الحاكم: إسناده صحيح"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح" المجمع 7/ 214

وقال هبة الله الطبري في "الفوائد الصحاح": حديث صحيح على شرط مسلم" الصحيحة 3/ 108

قلت: وهو كما قالوا، إلا أنّ مسلما لم يخرج لعمرو بن الحمق شيئا.

ولم ينفرد عبد الرحمن بن جبير به بل تابعه غير واحد عن جبير بن نفير عن عمرو بن الحمق، منهم:

1 -

يحيى بن أبي كثير.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 302) والطحاوي في "المشكل"(2640) وأبو نعيم في "الصحابة"(5045) والبيهقي في "الأسماء"(ص 195) والخطيب في "التاريخ"(11/ 434) من طريق عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه به.

ص: 258

ويحيى بن أبي كثير هذا فرق البخاري بينه وبين يحيى بن أبي كثير اليمامي فالله أعلم.

2 -

خالد بن معدان.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2342)

عن عمرو بن عثمان الحمصي

والطبراني في "مسند الشاميين"(1152)

عن يزيد بن عبد ربه الحمصي

قالا: ثنا بقية عن بَحِيْر بن سعد عن خالد بن معدان به.

3 -

زيد بن واقد الدمشقي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2341) عن هشام بن عمار ثنا محمَّد بن سميع ثنا زيد بن واقد به.

4 -

مكحول.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(183 و 3526) من طريق محمَّد بن إبراهيم بن العلاء ثنا بقية بن الوليد ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي برده إلى مكحول به.

طريق أخرى: يرويها قتادة عن الحسن عن عمرو بن الحمق مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قيل: يا رسول الله، كيف يستعمله؟ قال:"يهديه لعمل صالح قبل موته"

أخرجه القضاعي (1390) من طريق إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة به.

وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.

وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4653) عن أبي زُرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا يونس بن عثمان المِقرائي عن راشد بن سعد عن عائشة مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله" قلت: وكيف يا رسول الله يعسله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته بسنة فيقبضه عليه".

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن صالح"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير يونس بن عثمان وهو ثقة" المجمع 7/ 215

ص: 259

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والوحاظي صدوق، وأبو زرعة وراشد ثقتان، وما أظنّ راشدا سمع من عائشة.

وأما حديث عمر الجمعي فأخرجه أحمد (4/ 135) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2705) وأبو القاسم البغوي في الصحابة (1775) وأبو نعيم في "الصحابة"(4898) والطبراني وابن السكن كما في "الإصابة"(7/ 80) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 144) من طرق عن بقية (1) بن الوليد ثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان ثنا جبير بن نفير أنّ عمر الجمعي حدثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته" فسأله رجل من القوم: ما استعمله؟ قال: "يهديه الله عز وجل إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه على ذلك".

عمر الجمعي هذا ترجمه الحافظ في "الإصابة" وقال: ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" وجزم بأن له صحبة. ثم ذكر حديثه هذا ثم قال: وقال البغوي: يقال إنّه وهم من بقية. وبذلك جزم أبو زرعة الدمشقي، وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه فقال: عن عمرو بن الحمق، وكذلك رواه الطبراني من طريق زيد بن واقد عن جبير بن نفير، وإنما لم أجزم بأنّه غلط لمقام الاحتمال"

وقال ابن الأثير: عمر الجمعي أورده كذا ابن منده وأبو نعيم وقالا: هو وهم، وصوابه عمرو بن الحمق.

قال: والوهم فيه من بقية" أسد الغابة 4/ 144

وأما حديث الحسن فأخرجه أحمد في "الزهد"(ص 475) عن هاشم بن القاسم البغدادي ثنا المبارك عن الحسن مرفوعا "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله" قالوا: يا نبي الله، وكيف يستعمله؟ قال:"يوفقه لعمل صالح قبل موته ثم يقبضه عليه".

المبارك هو ابن فَضالة وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن.

180 -

"إذا أراد الله بعبد خيرا عجّل له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد به شرا أمسك عنه عقوبته فَيَرِد القيامة بذنوبه"

(1) رواه مالك بن سليمان الألهاني عن بقية ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي يرده إلى مكحول إلى جبير بن نفير أنّ عمر الخثعمي حدّثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا عسله قبل موته" قال رجل من القوم: ما عسله يا رسول الله؟ قال: "يهديه لعمل صالح قبل موته، ثم يقبضه على ذلك" أخرجه ابن قانع (2/ 225)

ص: 260

قال الحافظ: وفي الحديث الصحيح: فذكره" (1)

حسن

روي من حديث عبد الله بن المغفل ومن حديث أنس ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي تميمة الهجيمي

فأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه أحمد (4/ 87) والروياني (893) وابن حبان (2911) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(195) والحاكم (1/ 349 و 4/ 376 - 377) والعِيسوي في "الفوائد"(7) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 25) والبيهقي في "الأسماء"(ص 196) وفي "الآداب"(1039) وفي "الشعب"(9359) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(628) والذهبي في "سير الأعلام"(17/ 321 - 322) من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل أنّ رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها، فقالت: مَه فإنّ الله عز وجل قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فولّى الرجل فأصاب وجهه الحائط فشجّه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال:"أنت عبد أراد الله بك خيرا، إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة كأنه عَير".

وأخرجه الرافقي في "جزئه"(ق 31/ ب) من طريق عفان (2) بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة عن يونس وحميد عن الحسن عن ابن مغفل به.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط مسلم"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث يونس عن الحسن، تفرد به حماد"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح وكذلك أحد أسنادي الطبراني" المجمع 10/ 191

(1) 9/ 188 (كتاب المغازي- باب حديث كعب بن مالك)

(2)

وتابعه بشر بن عمر الزهراني ثنا حماد بن سلمة به.

أخرجه الروياني (888)

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 274) والبيهقي في "القضاء والقدر"(324) والخطيب في "الموضح"(2/ 112 - 113) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا زياد الجصاص عن الحسن عن ابن مغفل به.

وأخرجه البيهقي أيضا من طريق قتادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل.

ص: 261

وقال العراقي: رواه أحمد والطبراني بإسناد صحيح من رواية الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا متصلا" إتحاف السادة المتقين 9/ 145

قلت: الحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الحسن البصري فإنّه كان مدلسا.

قال الذهبي: هو مدلس فلا يحتج بقوله "عن" في من لم يدركه، وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه" تذكرة الحفاظ 1/ 72

وقال في "السير"(4/ 588): قال قائل: إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن: عن فلان، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين، لأنّ الحسن معروف بالتدليس، ويدلس عن الضعفاء، فيبقى في النفس من ذلك"

وأما حديث أنس فأخرجه الترمذي (2396) وأبو يعلى (4254 و 4255) وابن عدي (3/ 1192) وأبو الشيخ في "العوالي"(4) وابن بشران (180) والبيهقي في "الأسماء"(ص 196) والبغوي في "شرح السنة"(1435) وفي "معالم التنزيل"(1/ 312) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس مرفوعا "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوفى به يوم القيامة".

ورواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس به.

فقالا: عن "سنان بن سعد".

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2050) وابن عدي (3/ 1193) والحاكم (1)(4/ 608)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

قلت: سعد بن سنان ويقال: سنان بن سعد الكندي المصري مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه الطبراني (2) من طريق الحسن عن عمار بن ياسر أن رجلا مرّت به امرأة فأحدق بصره إليها فمرّ بجدار فمرس وجهه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) سقط من إسناده "عن يزيد بن أبي حبيب"

(2)

مجمع الزوائد 10/ 192 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2172

ص: 262

ووجهه يسيل دمًا، فقال: يا رسول الله، إني فعلت كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أراد الله بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد به غير ذلك أمهل عليه بذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة كأنّه عَير".

قال الهيثمي: إسناده جيد"

قلت: بل ضعيف لانقطاعه، قال المنذري والمزي والعسقلاني: الحسن لم يسمع من عمار بن ياسر" الترغيب 1/ 147 - تهذيب الكمال 6/ 98 - الفتح 13/ 310

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11842) من طريق عَبّاد بن يعقوب الأسدي ثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن عبيد الله العَرزَمِي عن شيبان عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيل وجهه دما، فقال: يا رسول الله، إني اتبعت امرأة فلقيني رجل فصنع بي ما ترى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا عجّل عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنّه عَيْر".

قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن محمَّد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف" المجمع 10/ 191 - 192

قلت: ضعفه أبو نُعيم الفضل بن دُكين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الدارقطني: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه.

وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي في "الكامل" كما في "إتحاف السادة المتقين"(9/ 145)

ولفظه "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرّ أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة"

وأما حديث أبي تميمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5311) عن محمَّد بن أحمد بن يزيد النَّرسي ثنا أحمد بن هشام بن بهرام المدائني ثنا هشام بن لاحق المدائني عن عاصم الأحول عن أبي تميمة الهُجَيمِي قال: بينا أنا في حائط من حيطان المدينة إذ بصرت بامرأة فلم يكن لي هَمّ غيرها حتى حاذتني، ثم أتبعتها بصري حتى حاذيت الحائط، فالتفتّ فأصاب وجهي وأدماني، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: هلكت، فقال:"وما ذاك يا أبا تميمة؟ " فأخبرته فقال: "إنّ الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه في الدنيا، وربنا تبارك وتعالى أكرم من أن يعاقب بذنب مرتين".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا هشام بن لاحق"

ص: 263

قلت: وهو مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.

وشيخ الطبراني ترجمه الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأحمد بن هشام وثقه ابن حبان والخطيب، وعاصم هو ابن سليمان ثقة مشهور.

181 -

"إذا أراد الله بعبد خيرا قيّض له قبل موته بعام ملكا يسدده

"

قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من وجه آخر عن عائشة مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1591) عن عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن خيثمة عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فحدثناها حديثا قاله عبد الله، قلنا لها: قال عبد الله: من أحبّ لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقالت: يرحم الله ابن أم عبد حدثكم أول الحديث ولم تسألوه عن آخره، قلنا: فحدثينا يا أم المؤمنين، قالت: إن الله إذا أراد بعبد خيرا يسر له قبل موته بعام ملكا يسدده حتى يموت خير ما كان، ويقول الناس: مات فلان خير ما كان، فإذا حُضِرَ ورأى ثوابه من الجنة تهوعت نفسه لتخرج، بذلك حين يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، وإذا أراد بعبد شرا قيض له شيطانا فصده وأضله وفتنه حتى يموت شر ما كان، فإذا حُضر ورأى ثوابه من الناس ولم تبلغ نفسه حتى لا تخرج فحينئذ يكره لقاء الله ويكره الله لقاءه.

ورواته ثقات، وخيثمة هو ابن عبد الرحمن الجُعفي الكوفي، وأبو عطية هو الوادعي الهَمداني الكوفي، واختلف في اسمه واسم أبيه.

ولم ينفرد عيسى بن يونس به بل تابعه محمَّد بن عبيد الطنافسي ثنا الأعمش به.

انظر "الإجابة"(ص 133) للزركشي.

وخالفهما أصبغ بن الفرج المصري فرواه عن الأعمش فلم يذكر خيثمة.

أخرجه عبد الملك بن حبيب في "وصف الفردوس"(266) عن أصبغ به (2).

182 -

"إذا أراد الله بعبد شرا خَضَّر له في اللَّبِن والطين حتى يبني"

قال الحافظ: وللطبراني من حديث جابر رفعه: فذكره، وله شاهد في "الأوسط" من حديث أبي بشر الأنصاري بلفظ "إذا أراد الله بعبد سوءا أنفق ماله في البنيان"(3)

ضعيف

(1) 14/ 146 (كتاب الرقاق- باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه)

(2)

وأنا أظن أنه سقط من هذا الإسناد راويان: عيسى بن يونس وخيثمة بن عبد الرحمن، والله أعلم.

(3)

13/ 336 (كتاب الاستئذان- باب ما جاء فى البناء)

ص: 264

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1755) وفي "الأوسط"(9365) وفي "الصغير"(2/ 128) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ"(11/ 381) قال: ثنا أبو ذر هارون بن سليمان المصري ثنا يوسف بن عدي الكوفي ثنا عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا.

وقال: لم يَروه عن سفيان إلا المحاربى، ولا عنه إلا يوسف، تفرد به أبو ذر هارون بن سليمان"

قلت: تابعه أحمد بن يحيى بن خالد بن حَيَّان الرقي ثنا يوسف بن عدي به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 381)

قال المنذري: رواه الطبراني في "الثلاثة" بإسناد جيد" الترغيب 3/ 21

وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح خلا شيخ الطبراني ولم أجد من ضعفه" المجمع 4/ 69

قلت: ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يحك فيه جرحا، وكذا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأبو الزبير مشهور بالتدليس كما قال سبط بن العجمي والحافظ ابن حجر في كتابيهما في التدليس (1)، ولم يذكر سماعا من جابر، والمحاربي يدلس أيضا لكنّه صرّح بالتحديث عند الخطيب، والباقون ثقات.

وللحديث شاهد عن محمَّد بن بشير الأنصاري وآخر عن أنس

فحديث محمَّد بن بشير الأنصاري مرفوعا "إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(233) وابن حبان في "الثقات"(5/ 366) وابن قانع (3/ 22 - 23) والطبراني في "الأوسط"(8934) وأبو نعيم في "الصحابة"(667) والبيهقي في "الشعب"(10235 أو 10236) من طريق ابن وهب ثنا خالد بن حميد عن سلمة بن شريح الأنصاري عن يحيى بن محمَّد بن بشير الأنصاري عن أبيه به.

قال ابن حبان: محمَّد بن بشير الأنصاري يروي المراسيل، وهو مرسل وليس بمسند"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 69

(1) ذكره الحافظ في "النكت على كتاب ابن الصلاح"(2/ 640 - 642) فيمن أكثر من التدليس وعرف به.

ص: 265

وقال الحافظ في "الإصابة"(9/ 106): وأخرج البغوي وابن شاهين وابن يونس وابن منده من طريق سلمة بن شريح عن يحيى بن محمَّد بن بشير الأنصاري عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال: ولا أعلم روى محمَّد بن بشير غيره، وأخرجه ابن حبان من هذا الوجه وقال: هذا مرسل"

قلت: سلمة بن شريح (1) ويحيى بن محمَّد بن بشير قال أبو حاتم: مجهولان (الجرح 2/ 1/ 164) ومحمد بن بشير الأنصاري مختلف في صحبته.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (3/ 1071) عن كهمس بن معمر ثنا أبو يحيى الوقار ثنا العباس بن طالب الأزدي عن أبي عَوَانة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في الطين"

وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس باطل، والعباس بن طالب صدوق بصري سكن مصر لا بأس به"

وقال عن أبي يحيى الوقار واسمه زكريا بن يحيى المصري: يضع الحديث ويوصلها، وأخبرني بعض أصحابنا عن صالح جزرة أنّه قال: ثنا أبو يحيى الوقار وكان من الكذابين الكبار"

وضعفه ابن يونس، وقال أبو العرب التميمي: في حديثه لين كثير، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف (انظر اللسان)

183 -

حديث مالك بن الحويرث رفعه: إذا أراد الله خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله ثم أحضره كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبه"

وفي لفظ "ثم تلا {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 8] "

قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الطب" والطبراني، وله شاهد من حديث رَبَاح اللَّخمِي لكن ليس فيه ذكر يوم السابع. أخرجه ابن مردويه في "التفسير"، وحديث مالك بن الحويرث قال ابن منده: إنّه حديث متصل على شرط الترمذي والنسائي" (2)

(1) ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا خالد بن حميد.

(2)

14/ 278 و 280 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 266

حديث مالك بن الحويرث أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 342) والطبراني في: "الكبير"(19/ 290) وأبو نعيم في "الصحابة"(6003) والبيهقي في "الأسماء"(ص 491) والواحدي في "الوسيط"(4/ 436 - 437) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(22 و 220)

عن أبي بكر عبد الله بن محمَّد بن حميد بن الأسود البصري

والطبراني في "الكبير"(19/ 290) و"الأوسط"(1636)"والصغير"(106)

عن شَبَاب العُصفُري

قالا: ثنا أنيس بن سوار الجرمي ثنا أبي ثنا مالك بن الحويرث مرفوعا به.

وفي لفظ "إذا أراد الله أن يخلق النسمة

"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن مالك إلا بهذا الإسناد، تفرد به أنيس"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 134

وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 8/ 439

قلت: أنيس بن سوار ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا وتعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وخالفه أخوه واهب بن سوار فقال: حدثني والدي سوار أنّ أبا قلابة حدّثه أنّ رجلا من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال "يا أبا فلان مثل من أشبه ابنك؟ " فقال: يا رسول الله، وهل عسى أن يشبه إلا أباه أو أمه؟ قال: فأنكره عليه، ثم قال "إن الإنسان إذا ما أخذ في خلقه أحضر كل عرق بينه وبين آدم" ثم قرأ {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [الانفطار: 8].

أخرجه الواحدي (4/ 436) من طريق أبي كامل ثنا واهب به.

وواهب ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وحديث رباح اللخمي أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2549) والطبري في "التفسير"(30/ 87) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير (4/ 481) والطبراني في "الكبير" (4624) وابن شاهين في "الصحابة" (الإصابة 3/ 249) وأبو نعيم في "الصحابة" (2793) والواحدي في "الوسيط" (4/ 437) من طريق مُطَهَّر بن الهيثم الطائي ثنا موسى بن عُلَي بن رباح ثني أبي عن جدي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "ما وُلِدَ لك؟ " قال:

ص: 267

يا رسول الله، ما عسى أن يولد لي، إمّا غلام، وإمّا جارية، قال "فمن يشبه؟ " قال: يا رسول الله، من عسى أنْ يشبه؟ إمّا أباه، وإمّا أمّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندها "مَه، لا تقولنّ كذلك، إنّ النطفة إذا استقرت في الرّحم أحضر الله كلّ نسب بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} قال: سلكك"

قال أبو سعيد بن يونس: أعاذ الله موسى بن علي أنْ يحدث بمثل هذا، وقد تفرد عنه بهذا مطهر بن الهيثم وهو متروك" الإصابة 3/ 249

وقال ابن كثير: إسناده ليس بالثابت لأن مطهر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن موسى بن علي وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات.

وقال الهيثمي: وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك" المجمع 7/ 135

184 -

"إذا أرسلت فأكل الصيد فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه، وإذا أرسلته فقتل ولم يأكل فكُلْ وإنّما أمسك على صاحبه"

قال الحافظ: حديث ابن عباس عند أحمد: فذكره، وأخرجه البزار من وجه آخر عن ابن عباس، وابن أبي شيبة من حديث أبي رافع نحوه بمعناه" (1)

له عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن ابن عباس مرفوعا "إذا أرسلت الكلب فأكل من الصيد فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه، وإذا أرسلته فقتل ولم يأكل فكُلْ فإنّما أمسك على صاحبه".

أخرجه أحمد (1/ 231) عن أسباط بن محمَّد القرشي ثنا أبو إسحاق الشيباني عن حماد به.

قال عبد الله بن أحمد: وكان في كتاب أبي عن إبراهيم قال: سمعت ابن عباس.

فضرب عليه أبي. كذا قال أسباط"

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 31

قلت: لكنّه منقطع بين إبراهيم النخعي وبين ابن عباس فإنّه لم يلقه (انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص 9)، وحماد صدوق خرّج له مسلم حديثا واحدا مقرونا بغيره كما في "سير الأعلام"(5/ 34)، وأسباط وأبو إسحاق واسمه سليمان ثقتان.

(1) 12/ 20 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الصيد)

ص: 268

والحديث اختلف فيه على حماد، فرواه سفيان الثوري (1) عنه عن إبراهيم عن ابن عباس موقوفا بلفظ "إذا أكلت الكلاب فلا تأكل"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 92)

الثاني: يرويه حبيب بن أبي عمرة الكوفى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرسل كلبي المعلم فيمسك قال: "إنْ أكل فلا تأكل، وإن لم يأكل فكُل"

أخرجه البزار (كشف 1212) عن محمَّد بن مرزوق ثنا عبد الله بن رجاء ثنا حماد بن شعيب عن حبيب بن أبي عمرة به.

وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وحماد ليس بالقوي، وقد حدّث عنه جماعة من أهل العلم"

وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف" المجمع 4/ 31

وأما حديث أبي رافع فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 357) عن زيد بن حباب عن موسى بن عُبيدة ثني أبان بن صالح عن القَعْقَاع بن حكيم عن سلمى عن أبي رافع مرفوعا "إذا أرسل الرجل صائده وذكر اسم الله فليأكل ما لم يأكل"

وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 16) عن حجاج بن حمزة الرازي ثنا زيد بن حباب به.

ولفظه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب، فجاء الناس فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فسكت، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4] فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أرسل الرجل كلبه وسمى فأمسك عليه فليأكل ما لم يأكل"

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 88 - 89) عن أبي كُريب محمَّد بن العلاء الهمداني ثنا زيد بن حباب به.

ولفظه "جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن عليه، فأذن له، فقال: "قد أذنا لك يا رسول الله" قال: أجل، ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب، قال أبو رافع: فأمرني أنْ أقتل كل كلب

(1) رواه سفيان أيضا عن أبي إسحاق عن الشعبي عن ابن عباس بمثله.

أخرجه الطبري (6/ 92)

ص: 269

بالمدينة، فقتلت حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها، فتركته رحمة لها، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فأمرني، فرجعت إلى الكلب فقتلته، فجاءوا فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: 4]

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمَّد بن إسحاق المدني عن أبان بن صالح به.

ولفظه "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب، فقال الناس: يا رسول الله، ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ فأنزل الله: الآية.

أخرجه الحاكم (2/ 311) من طريق مُعَلّى بن منصور الرازي ثنا ابن أبي زائدة عن ابن إسحاق به.

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسا، وسَلمى ذكرها ابن حبان في "الثقات" وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فلينة الحديث.

وللحديث شاهد عن عدي بن حاتم مرفوعا "إذا أرسلت كلبك وسميت فأمسك وقتل فَكُل، وإن أكل فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه".

أخرجه البخاري (فتح 12/ 29)

185 -

"إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن جُندُب بن عبد الله" (1)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1687) عن أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن مصعب الجمال الأصبهاني

وفي "الأوسط"(7593) عن محمَّد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني

قالا: ثنا العباس بن محمَّد بن حاتم ثنا شَبَابة بن سَوَّار ثنا المغيرة بن مسلم عن يونس بن عبيد عن الوليد بن مسلم عن جندب بن عبد الله به مرفوعا.

(1) 13/ 266 (كتاب الاسئئذان- باب التسليم والاستئذان ثلاثا)

ص: 270

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا المغيرة بن مسلم، تفرد به شبابة"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن محمَّد الدوري وهو ثقة" المجمع 8/ 46

قلت: المغيرة بن مسلم هو القَسْمَلي لم يُخَرَّج له في الصحيح شيئا، وهو صدوق كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف": حسن الحديث.

ومحمد بن حمزة ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 269) وقال: أحد الفقهاء.

والباقون كلهم ثقات.

والوليد بن مسلم هو ابن شهاب العنبري ولم يذكر سماعا من جندب بن عبد الله، فالظاهر أنه لم يسمع منه، وقد ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات (7/ 554)

وللحديث شاهد باللفظ عن أبي موسى الأشعري أخرجه البخاري (فتح 13/ 264)

186 -

"إذا استَهَل الصبى وُرِّث وصُلِّيَ عليه"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان والحاكم عن جابر رفعه: فذكره، وقد ضعفه النووي في "شرح المهذب" والصواب أنه صحيح الإسناد لكن المرجح عند الحفاظ وقفه، وعلى طريق الفقهاء لا أثر للتعليل بذلك لأن الحكم للرفع لزيادته" (1)

روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث جابر فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو الزبير عن جابر مرفوعا "إذا استهل الصبي صلي عليه وورث"

أخرجه ابن حبان (6032) والحاكم (4/ 348 - 349) والبيهقي (4/ 8 - 9)

عن سفيان الثوري

والنسائي في "الكبرى"(6358) والحاكم (4/ 348)

عن المغيرة بن مسلم القَسمَلي

وابن ماجه (1508 و 2750) وابن عدي (3/ 992) والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 199)

(1) 14/ 290 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 271

عن الربيع بن بدر التميمي

والترمذي (1032) والبيهقي (4/ 8)

عن إسماعيل بن مسلم المكي

والبيهقي (4/ 8)

عن الأوزاعي

وإبن أبي الدنيا في "العيال"(413)

عن حبان بن موسى التميمي

كلهم عن أبي الزبير عن جابر به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الحافظ فقال: ووهم لأنّ أبا الزبير ليس من شرط البخاري، وقد عنعن فهو علة هذا الخبر" التلخيص 2/ 113

وقال ابن القطان الفاسي: هو من رواية أبي الزبير عن جابر بلفظة عن من غير رواية الليث عنه" الوهم والإيهام 3/ 277

واختلف فيه على أبي الزبير، فرواه أشعث بن سَوَّار الكندي عنه عن جابر موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 319 و 11/ 382) والدارمي (3130) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 404)

وأشعث بن سوار ضعفه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه ابن جُريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول في المنفوس: يرث إذا سمع صوته.

أخرجه عبد الرزاق (6608) عن ابن جريج به.

وإسناده صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6359) عن محمَّد بن رافع النيسابوري ثنا عبد الرزاق به.

وقال: هذا أولى بالصواب من حديث المغيرة بن مسلم، وعند المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير غير حديث منكر، وابن جريج أثبت من المغيرة" انظر "تحفة الأشراف" 2/ 330

وقال الترمذي: كأنّ هذا أصح من الحديث المرفوع"

ص: 272

وقال الدارقطني في "العلل": لا يصح رفعه" التلخيص 2/ 113

الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله والمِسْور بن مَخْرَمة مرفوعا "لا يرث الصبي حتى يَسْتَهِلَّ صارخا"

قال: واستهلاله أنْ يبكي ويصيح أو يعطس.

أخرجه ابن ماجه (2751) عن العباس بن الوليد الدمشقي ثنا مروان بن محمَّد ثنا سليمان بن بلال ثني يحيى بن سعيد به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4596) عن عبدان بن أحمد ثنا العباس بن الوليد به.

وأخرجه في "الكبير"(20/ 20 - 21) عن عبدان بن أحمد ومحمد بن هارون بن محمَّد بن بكار الدمشقي قالا: ثنا العباس بن الوليد به.

قال الطبراني: لم يَروه عن يحيى إلا سليمان، تفرد به مروان"

قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير العباس بن الوليد قال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو داود: كتبت عنه وكان عالما بالرجال والأخبار لا أحدث عنه (تهذيب الكمال)، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الأمر في الحديث، وقال الذهبي في "الكاشف": صويلح، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

ومروان بن محمَّد الطَاطَرِي وثقه أبو حاتم وغيره.

قال الحافظ في "التهذيب": وضعفه أبو محمَّد بن حزم فأخطأ لأنّا لا نعلم له سلفا في تضعيفه إلا ابن قانع، وقول ابن قانع غير مقنع"

وأما قول الألباني: إنه ليس من رجال الصحيح (1). فليس بصحيح فقد علّم عليه المزي والعسقلاني في كتابيهما والذهبي في "الكاشف" و"الميزان" و"المغني" و"الديوان" بعلامة (م) والتي تدل على أنه من رجال مسلم، والله الموفق (2).

الثالث: يرويه محمَّد بن إسحاق المدني عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: إذا استهل المولود صُلِّيَ عليه وورث" موقوف.

(1) الصحيحة 1/ 2/ 74

(2)

وخالفه خالد بن مخلد القَطَواني فرواه عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 319)

ص: 273

أخرجه الدارمي (3134) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 403) والبيهقي (4/ 8)

وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عطاء.

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه محمَّد بن راشد المكحولي عن عطاء به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 509) عن علي بن شيبة السدوسي ثنا يزيد بن هارون أنا محمَّد بن راشد به.

وإسناده حسن، محمَّد بن راشد صدوق، والباقون ثقات.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (4/ 1329) من طريق إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "إذا استهل الصبي صُلِّيَ عليه وورث"

واختلف فيه على شريك، فرواه أبو نعيم ووكيع عنه عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس موقوفا.

أخرجه الدارمي (3131) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين

وابن أبي شيبة (11/ 384) عن وكيع

قالا ثنا شريك به (1).

وشريك مختلف فيه، وأبو إسحاق هو السبيعي مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من عطاء.

وأما حديث أبى هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمَّد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي هريرة مرفوعا "إذا استهل المولود ورث"

أخرجه أبو داود (2920) عن حسين بن معاذ البصري ثنا عبد الأعلى ثنا ابن إسحاق به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 257)

ورجاله ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من يزيد بن عبد الله.

(1) وكذا قال أبو الوليد الطيالسي عن شريك.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(5/ 403)

ص: 274

الثاني: يرويه الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "إذا استهل الصبي صارخا سُمِّي وصُلِّي عليه وتمت ديته وورث

"

أخرجه السلفي في "الطيوريات" كما في "الإرواء"(6/ 147) من طريق عبد الله بن شبيب ثني إسحاق بن محمَّد ثني علي بن أبي علي عن الزهري به.

واختلف فيه على الزهري، فرواه عبد العزيز بن أبي سلمة عنه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: من السنة أنْ لا يرث المنفوس ولا يورث حتى يستهل صارخا.

أخرجه البيهقي (6/ 257)

وهو موقوف لكن له حكم الرفع.

ورواه مَعْمَر عن الزهري قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 318)

187 -

"إذا أسلم رجل فهو أحق بأرضه وماله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد عن صخر بن العَيلة البجلي قال: فَرّ قوم من بني سليم عن أرضهم فأخذتها فأسلموا وخاصموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فردها عليهم وقال: فذكره" (1)

يرويه أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجلي واختلف عنه:

- فرواه وكيع عن أبان واختلف عنه:

• فقال أحمد (4/ 310): ثنا وكيع ثنا أبان حدثني عمومتي عن جدهم صخر بن عيلة أن قوما من بني سليم فَرُّوا عن أرضهم حين جاء الإِسلام، فأخذتها، فأسلموا فخاصموني فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فردّها عليهم وقال:"إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه وماله"

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 12)

• وقال ابن سعد (6/ 31): أنا وكيع ثنا أبان حدثني عثمان بن أبي حازم عن صخر بن العيلة قال: أخذت عمة المغيرة بن شعبة فقدمت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء المغيرة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمّته وأخبره أنّها عندي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يا صخر إنّ القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفعها إليها" قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) 6/ 515 (كتاب الجهاد- باب إذا أسلم قوم في دار الحرب)

ص: 275

أعطاني ماءً لبني سليم. قال: فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فسألوه الماء، فدعاني نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يا صخر إنّ القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفعه إليهم" فدفعته إليهم.

- وقال محمَّد بن يوسف الفِرْيابي: ثنا أبان ثني عثمان بن أبي حازم عن أبيه عن جده صخر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفا، فذكر الحديث مطولا.

أخرجه أبو داود (3067) عن أبي حفص عمر بن الخطاب السِّجِستاني ثنا الفريابي به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 114)

وقال: إسناده غير قوي"

- ورواه غير واحد عن أبان عن عثمان بن أبي حازم عن صخر، منهم:

1 -

أبو نُعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه ابن سعد (6/ 31) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 310 - 311) والدارمي (2483) وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"(1294) وأبو نعيم في "الصحابة"(3847)

2 -

مسلم بن إبراهيم الأزدي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7279)

3 -

مَعْمَر بن راشد.

قاله المزي في "التحفة"(4/ 160)

4 -

قيس بن الربيع.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3848)

- ورواه محمَّد بن الحسن الأسدي عن أبان عن عثمان بن أبي حازم وكثير بن أبي

حازم عن صخر.

أخرجه الطبراني (7280)

- ورواه أبو أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري عن أبان عن صخر وغير واحد عن أبي حازم عن صخر بن العيلة.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1294) وابن قانع في "الصحابة "(2/ 20 - 21)

وحديث أبي نعيم ومن تابعه أصح.

ص: 276

وأبان مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

وعثمان بن أبي حازم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وكثير (1) بن أبي حازم لم أقف له على ترجمة.

188 -

إذا أصاب أحدكم الحُمَّى وهي قطعة من النار، فليطفئها عنه بالماء، يستنقع في نهر جار ويستقبل جريته وليقل: بسم الله اللهم اشف عبدك وصَدِّق رسولك بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس، ولينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ فخمس، وإلا فسبع، وإلا فتسع، فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ثوبان مرفوعا: فذكره، قال الترمذي: غريب. قلت: وفي سنده سعيد بن زرعة مختلف فيه" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 281) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 466 - 467) والترمذي (2084) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(121) والطبراني في "الكبير"(1450) وابن السني في "اليوم والليلة"(568) وأبو نعيم في "الطب" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 408) والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 433) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي ثنا سعيد رجل من أهل الشام ثنا ثوبان به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال البخاري: سعيد إن لم يكن ابن زرعة فلا أدري"

قلت: وهو مجهول سواء كان ابن زرعة أم غيره.

189 -

"إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول: من أضَلَّ مسلما ألبسته التاج"

قال الحافظ: أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني" (3)

حسن

أخرجه ابن حبان (6189) والحاكم (4/ 350) من طرق (4) عن أبي أحمد محمَّد بن

(1) هكذا وقع عند الطبراني وأظنه تحرف من كريم، وكريم ذكره ابن حبان أيضا في "الثقات"

(2)

12/ 284 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم)

(3)

7/ 144 (كتاب بدء الخلق- باب صفة إبليس وجنوده)

(4)

رواه محمَّد بن أبي بكر المقدمي وأبو كريب محمَّد بن العلاء ونصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري هكذا. =

ص: 277

عبد الله الزبيري (1) ثنا سفيان عن عطاء بن السَّائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي عن أبي موسى مرفوعا "إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول: من أضلّ اليوم مسلما ألبسته التاج. قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طَلَّقَ امرأته، فيقول: أوشك أن يتزوج. ويجيئ هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما. ويجيئ هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت، ويلبسه التاج"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 114

قلت: وسماع سفيان وهو الثوري من عطاء بن السائب قبل اختلاطه. قاله أحمد وابن معين والنسائي ويحيى القطان وأبو حاتم والطحاوي وابن الصلاح (الكواكب النيرات ص 322 - 331)، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "المغنى"، وباقي رواة الحديث ثقات فالإسناد حسن.

ولم ينفرد سفيان به بل تابعه إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب به.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1240)

190 -

"إذا اضطجع أحدكم على يمينه ثم قال" فذكر نحو الحديث وفي آخره "أومن بكتابك الذي أنزلت، وبرسلك الذي أرسلت"

قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث رافع بن خَديج أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، هكذا فيه بصيغة الجمع، وقال: حسن غريب" (2)

حسن

أخرجه الترمذي (3395) والنسائي في "اليوم والليلة"(771) والطبراني في "الكبير"(4420) من طرق عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن

= ورواه محمَّد بن بشار عن أبي أحمد الزبيري فقال فيه: عن أبي البختري عن أبي موسى.

أخرجه الروياني (552)

(1)

وخالفه ابن المبارك فرواه عن سفيان وأوقفه على أبي موسى.

أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس"(ص 43)

وحديث أبي أحمد الزبيرى أصح.

(2)

13/ 359 - 360 (كتاب الدعوات- باب إذا بات طاهرا)

ص: 278

أبي كثير عن يحيى بن إسحاق بن أخي رافع بن خديج عن رافع بن خديج مرفوعا "إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال: اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجات ظهري إليك، وفوّضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أومن بكتابك وبرسلك، فإن مات من ليلته دخل الجنة"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث رافع بن خديج"

قلت: رواته ثقات، ويحيى بن أبي كثير مدلس وقد عنعن، ويحيى بن إسحاق لم يذكر سماعا من رافع.

وله شاهد من حديث البراء أخرجه البخاري في الباب المذكور.

191 -

"إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة"

قال الحافظ: أخرج الترمذي من مرسل أبي عثمان النَّهْدِي: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 277) والترمذي (2791) وفي "الشمائل"(211) والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 429) والبغوي في "شرح السنة"(3172) من طريق حجاج بن أبي عثمان الصَّوَّاف عن حنان الأسدي عن أبي عثمان النَّهدي به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا نعرف حنانا إلا في هذا الحديث، وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مَل، وقد أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع منه"

قلت: حنان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه حجاج الصواف.

فهو مجهول، وأبو عثمان النهدي تابعي فالحديث مرسل.

192 -

حديث يعلي بن أمية مرفوعا "إذا اغتسل أحدكم فليستتر"

قال الحافظ: رواه أبو داود، وللبزار نحوه من حديث ابن عباس مطولا" (2)

(1) 12/ 493 (كتاب اللباس- باب من لم يرد الطيب)

(2)

1/ 400 (كتاب الغسل- باب من اغتسل عريانا وحده)

ص: 279

يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:

-فرواه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء واختلف عنه:

• فقال زهير بن معاوية الجُعْفي: ثنا عبد الملك عن عطاء عن يعلى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبَرَاز بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"إنّ الله عز وجل حيى ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر".

أخرجه أبو داود (4012) عن عبد الله بن محمَّد النفيلي ثنا زهير بن معاوية به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 198)

وأخرجه النسائي (1/ 164) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا النفيلي به.

• وقال أسباط بن محمَّد القرشي: عن عبد الملك عن عطاء عن ابن يعلى عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة كما في "النكت الظراف"(9/ 115)

• ورواه أبو بكر بن عياش عن عبد الملك واختلف عنه:

فقال الأسود بن عامر شاذان: ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلي بن أمية عن أبيه مرفوعا "إنّ الله عز وجل حيي ستير، فإذا أراد أحدكم أن يغتسل فليتوار بشيء"

أخرجه أحمد (4/ 224) عن الأسود بن عامر به.

وأخرجه أبو داود (4013) والنسائي (1/ 164) والطبراني في "الكبير"(22/ 259 - 260) والبيهقي (1/ 198) وفي "الشعب"(7393) وفي "الآداب"(851) وفي "الأسماء"(ص 112 - 113) من طرق عن الأسود بن عامر به.

قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث الأسود بن عامر هذا فقال: لم يصنع فيه أبو بكر شيئا، وكان أبو بكر في حفظه شيء، والحديث حديث الذي رواه زهير" العلل 2/ 329 - 330

ورواه أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن أبي بكر بن عياش عن عبد الملك عن عطاء مرسلا.

قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 19)

وقال: قلت لأبي: حديث شاذان المتصل محفوظ؟ قال: ليس بذاك"

ص: 280

-وقال محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن عطاء عن يعلي بن أمية مرفوعا "إنّ الله عز وجل يحب الحياء والستر"

أخرجه أحمد (4/ 224) عن وكيع عن ابن أبي ليلى به.

وابن أبي ليلى قال أحمد وابن معين: ضعيف الحديث.

-وقال ابن جُريج: أخبرني عطاء قال: لمّا كان النبي صلى الله عليه وسلم بالأبْوَاء أقبل فإذا هو برجل يغتسل بالبراز على حوض، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فقام، فلما رأوه قائما خرجوا إليه من رحالهم فقال:"إنّ الله حيي يحب الحياء، وستير يحب الستر، فإذا اغتسل أحدكم فليتوار"

أخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7394) من طريق ابن وهب أني ابن جريج به.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 317) عن محمَّد بن عثمان بن كرامة العجلي ثنا عبيد الله بن موسى عن حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "إنّ الله ينهاكم عن التعري، فاستحيوا من ملائكة الله الذين لا يفارقونكم إلا عند ثلاث حالات: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجذْمَة حائط أو ببعيره"

وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وحفص لين الحديث"

قلت: هو متروك الحديث كما قال أحمد وأبو حاتم والنسائي.

وللحديث شاهد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل في صحن الدار، فقال:"إنّ الله حيي حليم ستير، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ولو بِجِذْم حائط"

أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 374)

وفي إسناده سقط.

193 -

"إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا التي أقيمت"

قال الحافظ: ووقع عند أحمد: فذكره، وهو أخص من الرواية المشهورة "إلا المكتوبة"(1)

(1) 2/ 247 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب كم بين الأذان والإقامة)

ص: 281

أخرجه أحمد (2/ 352) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لَهيعة ثنا عياش بن عباس القِتْبَانِي عن أبي تميم الزهري عن أبي هريرة به مرفوعا.

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 409) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنا ابن لهيعة به.

قال الحافظ: تفرد ابن لهيعة بهذا اللفظ" التعجيل 2/ 421

قلت: تابعه عليه عبد الله بن عياش بن عباس القتباني عن أبيه به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 372) وفي "المشكل"(4128)

عن فهد بن سليمان بن يحيى

وفي "المشكل"(4129) أيضا

عن أبي قرة محمَّد بن حميد الرُّعَيْنِى

قالا: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ثنى الليث عن عبد الله بن عياش به.

ورواه مطلب بن شعيب الأزدي عن أبي صالح فقال فيه: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8649)

والأول أصح.

وإسناده ضعيف، أبو تميم قال الحسيني في "الإكمال": مجهول، وقال أبو زرعة في "ذيل الكاشف": لا يعرف.

والحديث أخرجه مسلم (710) وغيره من طرق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة بلفظ "إلا المكتوبة".

194 -

"إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (710) من حديث أبي هريرة.

195 -

"إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم الله، فإن نَسِيَ في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره"

(1) 2/ 337 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا طّول الإمام)

ص: 282

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي من طريق أم كلثوم عن عائشة مرفوعا، وله شاهد من حديث أمية بن مَخْشِي عند أبي داود والنسائي" (1)

حسن

يرويه هشام الدَّسْتُوَائى واختلف عنه:

- فقال الطيالسي (ص 219): ثنا هشام عن بُدَيل العقيلي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن امرأة منهم يقال لها أم كلثوم عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل طعاما في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَمَا إنّه لو ذكر اسم الله كفاكم، إذا أكل أحدكم فنسي أنْ يذكر الله، فليقل: بسم الله أوله وآخره"

وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(180) والطحاوي في "المشكل"(1084) والبيهقي (7/ 276) وفي "الآداب"(628) وفي "الشعب"(5446) والبغوي في "شرح السنة"(2826) من طرق عن الطيالسي عن هشام الدستوائي عن بديل بن ميسرة العقيلي به.

ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه غير واحد عن هشام الدستوائي به، منهم:

1 -

رَوح بن عبادة البصري.

أخرجه أحمد (6/ 246) والبيهقي (7/ 276)

2 -

وكيع.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(746) وأحمد (6/ 207 - 208) والترمذي (1858) والمزي (35/ 383)

3 -

معاذ بن هشام الدستوائي.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(745) والدارمي (2027)

4 -

إسماعيل بن عُلية.

أخرجه أبو داود (3767)

5 -

المعتمر بن سليمان التيمي.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(281)

6 -

عفان بن مسلم البصري.

(1) 11/ 450 (كتاب الأطعمة- باب التسمية على الطعام)

ص: 283

أخرجه الحاكم (4/ 108)

7 -

عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.

أخرجه أحمد (6/ 265)

- ورواه حماد بن سلمة عن هشام عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عتبة عن امرأة. ولم يذكر عائشة.

أخرجه أبو يعلى (7153)

- ورواه يزيد بن هارون عن هشام عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن عبيد عن عائشة. ولم يذكر المرأة.

أخرجه أحمد (1)(6/ 143) والدارمي (2026) وابن ماجه (3264) وابن حبان (5214) والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأم كلثوم هي بنت محمَّد بن أبي بكر الصديق"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رواته ثقات غير أم كلثوم، قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنها عبد الله بن عبيد بن عمير" فهي مجهولة.

واختلف فيها أهي تيمية أم ليثية، والذي يستفاد من كلام الترمذي أنها تيمية، لكن قول الراوي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن امرأة منهم يدل على أنها ليثية، وهذا الذي اعتمده المزي في كتابيه "تهذيب الكمال" و"تحفة الأشراف" فقال في "التهذيب": أم كلثوم الليثية أو المكية، روت عن عائشة، روى عنها عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي. وقال في "التحفة": أم كلثوم الليثية أو المكية" (2)

وخالفه الحافظ فقال في "تهذيبه": العمدة على قول الترمذي"

(1) سقط من إسناده "عن بديل بن ميسرة"

(2)

وقال المنذري في "مختصر السنن"(5/ 300): وهو الأشبه، لأنّ عبيد بن عمير ليثي، ومثل بنت أبي بكر لا يكنى عنها بامرأة، ولاسيما مع قوله "منهم" وقد سقط هذا من بعض نسخ الترمذي، وسقوطه الصواب"

ص: 284

وللحديث شاهد عن ابن مسعود وعن أمية بن مخشي وعن أنس فيتقوى بها

فأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو يعلى (المطالب 2431) عن خليفة بن خياط العُصْفُري ثنا عمر بن علي قال: سمعت موسى الجهني يقول: أخبرني القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده رفعه "من نسي أن يذكر الله تعالى أول طعامه فليقل حين يذكر: بسم الله أوله وآخره، فإنّه يستقبل طعاما جديدا، ويمتنع الخبيث ما كان يصيب منه"

وأخرجه ابن حبان (5213) وابن السني في "اليوم والليلة"(459) عن أبي يعلى به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10354) وفي "الدعاء"(889) وفي "الأوسط"(4573) عن عبدان بن أحمد ثنا خليفة بن خياط ثنا عمر بن علي المُقدَّمِي به.

وقال: لم يرفع هذا الحديث عن موسى الجهني إلا عمر بن علي، تفرد به خليفة بن خياط"

وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 23

قلت: خليفة بن خياط مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، واختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه.

وأما حديث أمية بن مخشي فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم، فانظر حديث "ما زال الشيطان يأكل معه"

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (1/ 302) من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن الحسن بن صالح بن حي عن عاصم الأحول عن أنس مرفوعا "من نسي أن يقول أول الطعام: بسم الله فليقل في آخره: بسم الله أوله وآخره، فإنّ الشيطان سيبقي ما أخذ"

وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وإسماعيل بن يحيى عامة ما يرويه من الحديث بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء"

196 -

"إذا التقى الخِتَانان"

سكت عليه الحافظ (1).

(1) 1/ 14 (باب كيف كان بدء الوحي)

و12/ 460 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

ص: 285

وذكره في موضع آخر وقال: روي بهذا اللفظ من حديث عائشة، أخرجه الشافعي من طريق سعيد بن المسيب عنها، وفي إسناده علي بن زيد وهو ضعيف، وابن ماجه من طريق القاسم بن محمَّد عنها ورجاله ثقات، ورواه مسلم من طريق أبي موسى عنها بلفظ "ومسّ الختان الختان"(1)

صحيح

ورد بهذا اللفظ من حديث عائشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر فأما حديث عائشة فله عنها طرق مرفوعا وموقوفا:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن القاسم بن محمَّد عن أبيه عن عائشة أنها قالت: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا.

أخرجه ابن ماجه (608) عن علي بن محمَّد الطنافسي وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي

والمزني في "مختصره"(1/ 21) عن موسى بن عامر الدمشقي وغيره

والبيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 130)

عن عبد الله بن محمَّد الزهري والقاسم بن محمَّد بن بشر

قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي أنبأ عبد الرحمن بن القاسم به.

ورواه المزني (1/ 21) عن الشافعي أنا الثقة هو الوليد بن مسلم.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1375 و 1376) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 129)

وقال: رواه حَرْملة عن الشافعي قال: أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به.

ورواه الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي (اختلاف الحديث 7/ 90 - 91) أنا الثقة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أو عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(1374) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 128)

(1) 1/ 411 (كتاب الغسل- باب إذا التقى الختانان)

ص: 286

ورواه أحمد (6/ 161) عن الوليد بن مسلم بلفظ "إذا جاوز الختان الختان

"

وأخرجه الترمذي (108) عن محمَّد بن المثنى

والنسائي في "الكبرى"(196) عن عبيد الله بن سعيد السَّرخسي

والدارقطني (1/ 111) من طريق محمَّد بن عبد الله بن ميمون

قالوا: ثنا الوليد بن مسلم به بهذا اللفظ.

وأخرجه الدارقطني (1/ 111 - 112) والبيهقي (1/ 164) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 130) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي به إلا أنه لم يذكر قوله "إذا التقى الختانان"

ولم ينفرد الأوزاعي به بل تابعه إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وعن نافع قالا: قالت عائشة: إذا خالط الختان الختان فقد وجب الغسل.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86)

وهذه أسانيد صحيحة.

الثاني: يرويه عبد الله بن رباح الأنصاري عن عبد العزيز بن النعمان عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

وفي لفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان اغتسل"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(811) وأحمد (6/ 123 و 227 و 239) وحنبل بن إسحاق (1) في "جزئه"(78) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 55) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 103) من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح به.

واختلف فيه على عبد الله بن رباح، فرواه قتادة عنه أنه دخل على عائشة فقال: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني استحييت، فقالت: سل ما بدا لك فإنما أنا أمك، فقلت: يا أم المؤمنين ما يوجب الغسل؟ فقالت: إذا اختلف الختانان وجبت الجنابة، قد فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا.

أخرجه أحمد (6/ 265) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف العجلي البصري

وإسحاق في "مسند عائشة"(812) عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي

(1) وقع عنده: حماد بن زيد بدل ابن سلمة.

ص: 287

كلاهما عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به.

ورواته ثقات إلا أن فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا

الثالث: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب أنّ أبا موسى الأشعري سأل عائشة عن التقاء الختانين فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا التقى الختانان أو مس الختان الختان فقد وجب الغسل".

وفي لفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان اغتسل"

أخرجه الشافعي في "الأم (1/ 31) وفي "اختلاف الحديث" (7/ 90) وأحمد (6/ 97) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 55) والبيهقي في "معرفة السنن" (1/ 463) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 310 - 311) والبغوي في "شرح السنة" (243)

ورواه علي بن زيد بن جدعان أيضا عن ابن المسيب عن عائشة مرفوعا بلفظ "إذا قعد (وفي رواية جلس) بين الشعب الأربع ثم الزق الختان بالختان فقد وجب الغسل"

أخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث"(7/ 90) وعبد الرزاق (939) وإسحاق في "مسند عائشة"(557 و558) وابن أبي شيبة (1/ 85) وأحمد (6/ 47 و 112) والترمذي (109) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 56) والبيهقي في "معرفة السنن"(1373) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 308) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 101 - 102) والبغوي في "شرح السنة"(240)

وعلي بن زيد ضعيف، وخالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فرواه عن ابن المسيب عن أبي موسى عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل"

أخرجه مالك (1)(1/ 46)

وعنه الشافعي في "اختلاف الحديث"(7/ 88 - 89) وعبد الرزاق (954)

وهذا إسناد صحيح.

ورواه أبو بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه عن عائشة مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7115) عن محمَّد بن نوح بن حرب العسكري ثنا

(1) رواه أبو قرة من مالك بهذا الإسناد مرفوعا بلفظ "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 100)

وقال: وهذا خطأ، والصواب ما فى الموطأ"

ص: 288

عمر بن حفص الشيباني ثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري ثنا هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة به.

وقال: لم يروه عن أبي بردة إلا حميد بن هلال، ولا عن هشام إلا الأنصاري"

قلت: محمَّد بن نوح لم أقف له على ترجمة، وعمر بن حفص ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات.

الرابع: يرويه عبيد الله بن أبي زياد القداح عن عطاء عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

أخرجه ابن عدي (4/ 1635) من طريق محمَّد بن بشار ثنا عثمان بن عمر ثنا القداح به (1).

واختلف فيه على القداح، فرواه وكيع عنه عن عطاء عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، قد كان يكون ذلك مني ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنغتسل"

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 85) وإسحاق في "مسند عائشة"(676)

وهذا أصح، فقد رواه ابن جريج عن عطاء عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

أخرجه عبد الرزاق (945) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 81)

وإسناده صحيح.

الخامس: يرويه أبو واقد الليثي عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(501)

وأبو واقد الليثي واسمه صالح بن محمَّد بن زائدة ضعيف كما قال ابن معين والدارقطني وغيرهما.

وخالفه أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله فرواه عن أبي سلمة عن عائشة موقوفا بلفظ "إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل"

(1) رواه عبد الله بن روح المدائني عن عثمان بن عمر فأوقفه على عائشة وزاد "قد كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نفعله فنغتسل".

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 103 - 104)

ص: 289

أخرجه مالك (1/ 46) عنه به.

وأخرجه عبد الرزاق (941) عن مالك به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 60)

عن عبد الله بن وهب

والبيهقي (1/ 166)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير

كلاهما عن مالك به.

وإسناده صحيح.

السادس: يرويه إسماعيل بن عُلية عن داود بن أبي هند عن مسروق قال: قالت عائشة: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86)

وإسناده صحيح.

السابع: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن ميمون بن مِهْران عن عائشة قالت: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 60) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا عبيد الله،- هو ابن عمرو الرقي- عن عبد الكريم به.

وإسناده صحيح.

الثامن: يرويه عصمة بن محمَّد بن فَضالة الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل".

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(12/ 286)

وقال: تفرد بروايته عصمة بن محمَّد عن هشام بن عروة.

وأسند عن ابن معين قال: عصمة بن محمَّد كذاب يضع الحديث.

وعن ابن سعد: كان عندهم ضعيفا في الحديث.

وعن الدارقطني: متروك"

ص: 290

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل"

أخرجه البخاري (فتح 1/ 410) ومسلم (348) وغيرهما

وذكر الحافظ أن البيهقي رواه بلفظ "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل"

ولم أره عنده بهذا اللفظ وإنّما هو بلفظ "إذا التقى الختان بالختان وجب الغسل"

البيهقي 1/ 163

وأما حديث ابن عمرو فيرويه الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "إذا التقى الختانان وتوارت الحَشفة فقد وجب الغسل"

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 89) وأحمد (2/ 178) وابن ماجه (611) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 102)

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج بن أرْطَاة وتدليسه" مصباح الزجاجة 1/ 82

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه عبد الكريم بن مالك الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجامع ولا ينزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(1/ 310 - 311) من طريق سليمان بن عبد الله بن محمَّد بن سليمان بن أبي داود (1) الحراني ثني جدي عن أبيه عن عبد الكريم به.

وسليمان بن أبي داود قال النسائي، ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا، وقال أبو زرعة: لين الحديث.

وتابعه محمَّد بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(6/ 282) من طريق عبد الرحمن بن شَريك بن عبد الله النخعي ثنا أبي عن محمَّد بن سليمان به.

ومحمد بن سليمان (2) هو محمَّد بن عبيد الله بن أبي سليمان العَرْزَمي كان

(1) واسمه سالم.

(2)

وتابعه أبو حنيفة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيوجب الماء إلا الماء؟ قال: "إذا التقى الختانان وغابت الحشفة فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل" =

ص: 291

شريك إذا حدّث عنه نسبه إلى جده يدلسه، ذكر ذلك البخاري. انظر التهذيب 9/ 203 والعرزمي متروك.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 736) من طريق موسى بن داود الضبي ثنا أشعث بن سعيد أبو الربيع عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه مرفوعا "إذا التقى الختانان وجب الغسل"

وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سعيد وعاصم بن عبيد الله.

197 -

"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1337) من حديث أبي هريرة.

198 -

"إذا أنا مُتُّ فغسلوني بسبع قِرَبٍ من بئر غَرْس"

قال الحافظ: وفي سنن ابن ماجه من حديث علىّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

أخرجه ابن ماجه (1468) عن عَبّاد بن يعقوب ثنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي مرفوعا "إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب، من بئري، بئر غرس"

وأخرجه ابن عدي (2/ 762) عن علي بن العباس بن الوليد المقانعي ثنا عباد بن يعقوب به.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(6/ 377 - 378) من طريق أبي بكر بن أبي عاصم ثنا عباد بن يعقوب به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد قال فيه ابن

= أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4486) عن عبد الله بن عمر الصفار التستري ثنا يحيى بن غيلان ثنا عبد الله بن بزيع عن أبي حنيفة به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن شعيب إلا أبو حنيفة، ولا عن أبي حنيفة إلا عبد الله بن بزيع،

تفرد به يحيى بن غيلان"

كذا قال، وقد رواه جماعة عن عمرو بن شعيب كما تقدم.

(1)

3/ 242 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب)

(2)

6/ 292 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

ص: 292

حبان: كان رافضيا داعية، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. وقال ابن طاهر في "التذكرة": من غلاة الروافض روى المناكير عن المشاهير وإنْ كان البخاري روى عنه حديثا واحدا في "الجامع" فلا يدل على صدقه فقد أوقفه عليه غيره من الثقات وأنكر الأئمة عليه روايته عنه، وترك الرواية عن عباد جماعة من الحفاظ.

قلت: إنما روى البخاري لعباد هذا مقرونا بغيره، وشيخه الحسين بن زيد بن علي مختلف فيه" مصباح الزجاجة 2/ 26 - 27

قلت: عباد بن يعقوب مختلف فيه، وثقه ابن خزيمة، وضعفه ابن حبان، والحسين بن زيد مختلف فيه كذلك، وثقه الدارقطني، وضعفه ابن معين.

199 -

عن رجل من الصحابة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه المعوذتين وقال له "إذا أنت صليت فاقرأ بهما"

قال الحافظ: وأخرج أحمد من طريق أبي العلاء بن الشِّخِّير عن رجل من الصحابة: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (5/ 24 و 79) عن إسماعيل بن عُلية أنا الجُرَيري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: قال رجل: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر والناس يَعْتَقِبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] " فقلت: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه، ثم قال:" {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] " فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه، قال:"إذا أنت صليت فاقرأ بهما"

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 148

وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 8/ 684

قلت: وهو كما قال.

ورواه شعبة عن الجريري مختصرا.

فقال أحمد (5/ 78 - 79): ثنا عفان ثنا شعبة عن الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن رجل من قومه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ به فقال: "اقرأ بهما في صلاتك بالمعوذتين".

(1) 10/ 374 (كتاب التفسير: سورة قل أعوذ برب الناس)

ص: 293

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(128) عن أبي أمية محمَّد بن إبراهيم الطَرَسوسي ثنا عفان بن مسلم به.

ورواه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(294) عن أبي عمر حفص بن عمر النمري ثنا شعبة به.

وإسناده صحيح.

200 -

"إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"

قال الحافظ: حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره، وقال أحمد وابن معين: إنه منكر" (1)

أخرجه عبد الرزاق (7325) وابن أبي شيبة (3/ 21) وأحمد (2/ 442) والدارمي (1747 و 1748) وأبو داود (2337) وابن ماجه (1651) والترمذي (738) وابن أبي عاصم في "الصوم"(الأجوبة المرضية 1/ 332) والنسائي في "الكبرى"(2911) وأبو عوانة (3/ 98 و 99) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 82) والعقيلي (3/ 354) والدينوري في "المجالسة"(2654) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(571) وابن حبان (3589 و 3591) والطبراني في "الأوسط"(6859) وفي "مسند الشاميين"(1827) وابن عدي (4/ 1617) وأبو الشيخ في "حديثه"(111) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(71) وتمام (ق 136/ أ - ظاهرية) وابن المقرئ في "المعجم"(101 أو 102 و 280 و 625) والدارقطني (2/ 191) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 283) وابن حزم في "المحلى"(6/ 453) والبيهقي (4/ 209) والخطيب في "التاريخ"(8/ 48) وابن أبي الصقر في "مشيخته"(11 و 12 و 39 و 40) والشجري في "أماليه"(2/ 37 و 103 و 103 - 104 و 104) والجورقاني في "الأباطيل"(489) والخلعي في "فوائده" والديلمي في "مسند الفردوس" والمحاملي في "فوائده" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 33 و 35) والبغوي في "شرح السنة"(1721) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.

وفي لفظ "إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا"

وفي لفظ "إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يكون رمضان"

(1) 5/ 30 (كتاب الصوم- باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين)

ص: 294

وفي لفظ "إذا كان النصف من شعبان فأفطروا حتى يجيء رمضان"

زاد أبو الشيخ "ومن كان عليه قضاء فليصمه، ومن شاء فليسرد الصوم"

ورواه موسى بن عُبيدة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا.

أخرجه ابن عدي (2/ 476)

وموسى ضعيف.

والحديث قال أبو داود: قال أحمد: كان عبد الرحمن بن مهدي لم يحدثنا به. قلت لأحمد: لم؟ قال: لأنّه كان عنده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان وقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه. يعني حديث عائشة وأم سلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان.

قال أحمد: هذا حديث منكر، يعني حديث العلاء هذا.

قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه، ولم يجيء به غير العلاء عن أبيه.

وروي عن الإمام أحمد أنّه قال: هذا الحديث ليس بمحفوظ، وسألت عنه ابن مهدي فلم يصححه ولم يحدثني به وكان يتوقاه، والعلاء ثقة لا ينكر من حديثه إلا هذا" (1)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ" وقال النسائي: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير العلاء بن عبد الرحمن"

وقال ابن حزم: العلاء ثقة روى عنه شعبة والثوري ومالك وابن عيينة ومسعر وأبو العميس، وكلهم يحتج بحديثه فلا يضره غمز ابن معين له"

وقال الذهبي: العلاء لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه. ومن أغرب ما أتى به عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا".

وقال البرذعي: شهدت أبا زرعة ينكر حديث العلاء بن عبد الرحمن "إذا انتصف شعبان" وزعم أنه منكر" السؤالات 2/ 388

وقال الخليلي: العلاء بن عبد الرحمن مختلف فيه، لأنه يتفرد بأحاديث لا يتابع عليها كحديث "إذا كان النصف من شعبان" وقد أخرج مسلم في الصحيح المشاهير من حديثه دون هذا والشواذ" الإرشاد 1/ 218 - 219

(1) مسائل أحمد لأبي داود ص 315 - المعرفة للبيهقي 6/ 240 - نصب الراية 2/ 441 وقال المروذي: سألت أحمد عن هذا الحديث فأنكره وقال: سألت ابن مهدي عنه فلم يحدثني به وكان يتوقاه. ثم قال أحمد: هذا خلاف الأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل ومعرفة الرجال ص 160

ص: 295

وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح رجاله ثقات أثبات"

201 -

"إذا انقطع شِسْع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شِسْعَه، ولا يمش في خُف واحد"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2099) من طريق أبي خيثمة عن أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره" (1)

202 -

عن علي بن الحسين أنّ فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وبيدها أثر الطحن من قطب الرحى فقال "إذا أويت إلى فراشك" الحديث.

قال الحافظ: وفي مرسل علي بن الحسين عند جعفر الفريابي في "الذكر": فذكره" (2)

203 -

"إذا بايعت فقل لا خِلَابَة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث أنس بلفظ: أنّ رجلا كان يبايع وكان في عُقْدَتِهِ ضعف.

قال: وفي بعض طرق حديث أنس أنّ أهله أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، احجر عليه، فدعاه فنهاه عن البيع، فقال: لا أصبر عنه، فقال: فذكره" (3)

حسن

أخرجه ابن ماجه (2354) والترمذي (1250) والنسائي (7/ 222) وفي "الكبرى"(6077) والطحاوي في "المشكل"(4859) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أنّ رجلا كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عُقْدَتِه ضعف، وكان يبايع، وأنّ أهله أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، احجر عليه. فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك، فقال: يا رسول الله، إني لا أصبر عن البيع، فقال "إذا بايعت فقل: ها. ولا خلابة"

وأخرجه أحمد (3/ 217) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به.

وقال في آخره "إنْ كنت غير تارك البيع فقل: ها وها ولا خلابة ولا ها لا خلابة"

(1) 12/ 428 (كتاب اللباس- باب لا يمشي في نعل واحدة)

(2)

13/ 368 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)

(3)

5/ 241 - 242 (كتاب البيوع- باب ما يكره من الخداع في البيع)

ص: 296

وأخرجه الدارقطني (3/ 55) عن أبي القاسم البغوي ثنا أحمد بن حنبل به.

وأخرجه أبو داود (3501) وابن الجارود (568) وابن حبان (5049 و 5050) والدارقطني (3/ 55) والحاكم (4/ 101) والبيهقي (6/ 62) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 8 - 9) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء به.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، ولم يخرج البخاري رواية عبد الوهاب عن سعيد.

وللحديث شاهد عن ابن عمر أخرجه البخاري في الباب المذكور فيتقوى به.

204 -

"إذا بايعوا الخليفتين فاقتلوا الآخر منهما"

قال الحافظ: وقد ثبت النص الصريح في حديث مسلم (1853): فذكره" (1)

205 -

"إذا بلغ البناء -أي بالمدينة- سَلْعا فارتحل إلى الشام"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من طريق أخرى عن زيد بن وهب حدثني أبو ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

حسن

أخرجه الحاكم (3/ 344) وعنه البيهقي في "الدلائل"(6/ 401) قال: ثنا أبو ذر (3) أحمد بن كامل بن خلف القاضي ثنا أبو قِلابة بن الرَّقاشي ثنا سعيد بن عامر ثنا أبو عامر صالح بن رُستم الخَزّاز عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: قالت أم ذر: والله ما سَيّر عثمان أبا ذر ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا بلغ البنيان سَلْعا فاخرج منها" فلما بلغ البنيان سلعا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام.

قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين".

قلت: هو حسن الإسناد للخلاف في أبي عامر الخزاز، وقد استشهد به البخاري في "صحيحه" كما في "تهذيب الكمال" وأخرج له مسلم تبعا كما في "الكاشف" وعبد الله بن الصامت احتج به مسلم واستشهد به البخاري.

(1) 15/ 170 (كتاب الحدود- باب رجم الحبلى من الزنا)

(2)

4/ 16 (كتاب الزكاة- باب ما أدي زكاته فليس بكنز)

(3)

في "الدلائل": أبو بكر، وهو الصواب.

ص: 297

وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين"(2717) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن أبي علقمة الشيباني عن أبي ذر: فذكر حديثا وفيه "لا، ولكن اسمع وأطع ولو لعبد حبشي، فإذا رأيت البنيان قد بلغ سَلْعا فالحق بالشام" قال: فلعلي لا أقدر على ذلك، قال:"فاتَّسق حيث ساقوك، وانْقَد حيث قادوك"

وسعيد بن بشير ضعفه الجمهور، وقتادة مدلس وقد عنعن.

وللحديث شاهد عن محمَّد بن سيرين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: "إذا بلغ البناء سَلْعا فاخرج منها"، ونحا بيده نحو الشام، ولا أرى امراءك يدعونك" قال: يا رسول الله، أفلا أقاتل من يحول بيني وبين أمرك؟ قال:"لا" قال: فما تأمرني؟ قال: "اسمع وأطع ولو لعبد حبشي".

أخرجه ابن سعد (4/ 226) أنا يزيد بن هارون أنا هشام بن حسان عن ابن سيرين به.

وأخرجه الخلال في "السنة"(50) من طريق وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين به.

وهو مرسل رجاله ثقات.

206 -

"إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإنّ الشيطان يدخل"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2995) وأبو داود (5026) من طريق سهيل بن أبي صالح عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه بلفظ: فذكره، وفي لفظ "إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإنّ الشيطان يدخل"(1)

207 -

"إذا تشهد أحدكم فليقل"

قال الحافظ: ولمسلم من طريق محمَّد بن أبي عائشة عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، هذه رواية وكيع عن الأوزاعي عنه، وأخرجه أيضا من رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بلفظ "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير" فذكره، وصرّح بالتحديث في جميع الإسناد" (2)

صحيح

أخرجه مسلم (588) من طرق عن وكيع ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمَّد بن أبي عائشة عن أبي هريرة مرفوعا "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع،

(1) 13/ 236 (كتاب الأدب- باب إذا تثاوب فليضع يديه على فيه)

(2)

2/ 462 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الدعاء قبل السلام)

ص: 298

يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ فتنة المسيح الدجال"

وأخرجه أيضا من طريق الوليد بن مسلم ثني الأوزاعي ثنا حسان بن عطية ثني محمَّد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة رفعه "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: فذكرهن.

208 -

"إذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا"

قال الحافظ: وأخرج ابن عدي بسند لين عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

روي من حديث أبي هريرة ومن حديث حارثة بن النعمان ومن حديث ابن عباس ومن حديث إسماعيل بن أمية مرسلا ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث عبد الرحمن بن معاوية مرسلا.

فأما حديث أي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحقوا، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله توكلوا"

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(405) ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق"(898)

عن إبراهيم بن المنذر الحِزامي

وابن عدي (4/ 1623)

عن هشام بن عمار الدمشقي

قالا: ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد ثني عبد الله بن سعيد المقبري به.

وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد المقبري قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

وعبد الرحمن بن سعد قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر.

الثاني: يرويه محمَّد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

- فرواه شعبة عن ابن إسحاق واختلف عنه:

(1) 12/ 323 (كتاب الطب- باب الطيرة)

ص: 299

• فقال يحيى بن السكن البصري: ثنا شعبة عن ابن إسحاق عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه: "في الإنسان ثلاثة: الطِيَرَة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أنْ لا يرجع، ومخرجه من الظن ألا يحقق، ومخرجه من الحسد أنْ لا يبغي"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1130) من طريق أحمد بن هارون بن روح البرديجي (1) ثنا محمَّد بن جعفر ثنا يحيى بن السكن به.

ويحيى بن السكن وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال صالح جزرة: لا يسوى فلسا.

• وقال يحيى بن اليمان العجلي: ثنا شعبة عن ابن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة عن أبي هريرة.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1131)

ويحيى بن اليمان قال أحمد: ليس بحجة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: يهم كثيرا، وقواه بعضهم.

- ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة مرسلا.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3536)

وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

وأما حديث حارثة بن النعمان فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1962) والطبراني في "الكبير"(3227)

عن بكر بن عبد الوهاب بن محمَّد بن زيد بن أبي زيد العثماني

والمحاملي في "أماليه"(343) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(152)

عن عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي

قالا: ثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري ثني عبد الرحمن بن محمَّد بن أبي الرِّجال عن أبيه عن جده حارثة بن النعمان مرفوعا: "ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة، والحسد، وسوء الظن" فقال رجل: فما يذهبهنّ يا رسول الله ممن كن فيه؟ قال: "إذا حسدت فاستغفر، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامضه"

(1) وخالفه محمَّد بن خلف المعروف بوكيع فرواه عن محمَّد بن جعفر وهو ابن راشد الفارسي ثنا يحيى بن السكن ثنا شعبة عن ابن إسحاق عن علقمة بن أبي علقمة عن أبي هريرة.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(296)

ص: 300

قال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1759

وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف" المجمع 8/ 78

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 38) من طريق محمود بن راشد شيخ من أهل مرو عن أبي أمية عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "ما من مؤمن إلا وفيه حسد وسوء ظن وطيرة، فذهاب حسده ألا يبغي أخاه غائلة، وذهاب سوء ظنه أن لا يحقره بقول يقوله، وذهاب طيرته أن يمضي لحاجته ولا ترده الطيرة"

وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق.

وأما حديث إسماعيل بن أميه فأخرجه عبد الرزاق (19504) عن مَعْمَر عن إسماعيل بن أمية مرفوعا "ثلاث لا يعجزهنّ ابن آدم: الطيرة، وسوء الظن، والحسد، فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به، وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءا"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(1129) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1/ 417)

ومعمر وإسماعيل ثقتان.

وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الحسد" كما في تخريج أحاديث الإحياء للحداد (4/ 1846) وعبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برسته في "الإيمان" كما في "فيض القدير"(3/ 304 - 305)

ولفظه "ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد، والظن، والطيرة، ألا أنبئكم بالمخرج منها: إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا تطيرت فامض"

وأما حديث عبد الرحمن بن معاويه فأخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 136) من طريق محمَّد بن جعفر الكرابيسي ثنا إبراهيم بن يوسف البلخي ثنا إسماعيل بن عُلية عن عَبّاد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية مرفوعا "ثلاثة لا ينجو منهنّ أحد: الظن، والحسد، والطيرة" قيل: يا رسول الله، وما ينجي منهن؟ قال:"إذا حسدت فلا تبغ، وأما ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض"

محمَّد بن جعفر لم أقف له على ترجمة، وعباد بن إسحاق اسمه عبد الرحمن قال أحمد: صالح الحديث، وربما قال إسماعيل -يعني ابن عُلية-: عباد بن إسحاق.

ص: 301

وعبد الرحمن بن معاوية هو ابن الحويرث الأنصاري مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال مالك والنسائي: ليس بثقة، واختلف فيه قول ابن معين.

209 -

"إذا تَغَوّلت الغِيْلان فنادوا بالأذان"

سكت عليه الحافظ (1).

ضعيف

روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عمر

فأما حديث جابر فأخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 69) وابن أبي شيبة (10/ 397) وأحمد (3/ 381 - 382) وأبو داود (2570) وابن ماجه (3772) والنسائي في "اليوم والليلة"(955) وأبو يعلى (2)(2219) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 268)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وأحمد (3/ 305)

عن محمَّد بن سلمة الحرّاني

وابن خزيمة (2549)

عن يحيى بن يمان العجلي

وابن السني في "اليوم والليلة"(523)

عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي

كلهم عن هشام بن حسان عن الحسن عن جابر مرفوعا "إذا كنتم في الخِضْب فأمكنوا الرُّكُبَ أسِنَّتَها، ولا تَعْدوا المنازل. وإذا كنتم في الجَدْب فَاسْتَنْجُوا، وعليكم بالدُّلجة فإنّ الأرض تُطوى بالليل، فإذا تغولت لكم الغِيلان فبادروا بالأذان، ولا تصلوا على جَوَادِّ الطريق، ولا تنزلوا عليها، فإنها مأوي الحيات والسباع، ولا تقضوا عليها الحوائج، فإنها المَلاعِن"

(1) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام)

(2)

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 213

قلت: لكنه ليس على شرطهما فإنهما لم يخرجا رواية الحسن عن جابر في كتابيهما.

ص: 302

واختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه عبد الرزاق (9247) عنه عن الحسن مرسلا.

والأول أصح، وهشام تكلموا في حديثه عن الحسن، والحسن لم يسمع من جابر.

قال ابن خزيمة: إنْ صح الخبر فإنّ في القلب من سماع الحسن من جابر"

وقال: سمعت محمَّد بن يحيى يقول: كان علي بن عبد الله ينكر أن يكون الحسن سمع من جابر"

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي: سمع الحسن من جابر؟ قال: ما أرى.

وسئل أبو زرعة: الحسن لقي جابر بن عبد الله؟ قال: لا.

وقال بهز بن أسد: لم يسمع من جابر بن عبد الله" المراسيل ص 36 - 37

قلت: قد جاء التصريح بالسماع منه فيما رواه ابن خزيمة (2548) وابن ماجه (329) عن محمَّد بن يحيى الذهلي ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمَّد قال: قال سالم: سمعت الحسن يقول: ثنا جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث (1).

لكن سالم وهو ابن عبد الله الخياط فيه ضعف، وقد قواه بعضهم لكن الأكثر على تضعيفه، وقد ذكره النسائي والعقيلي وابن حبان والدارقطني في "الضعفاء".

وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: إنّ سالما الخياط روى عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة. قال: هذا ما يبين ضعف سالم" المراسيل ص 36

وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويزيد فيها ما ليس منها ويجعل روايات الحسن عن أبي هريرة سماعا، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا، لا يحل الاحتجاج به" المجروحين 1/ 342

وزهير بن محمَّد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة وهذه منها فإنّ عمرو بن أبي سلمة هو التِّنِّيسي أبو حفص الدمشقي وهو مختلف فيه، وتُكُلِّم في روايته عن زهير بن محمَّد.

قال أحمد: روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير.

وقال النسائي: عنده عن زهير مناكير.

(1) قال البوصيرى فى "مصباح الزجاجة"(1/ 49): إسناده ضعيف"

ص: 303

وأما حديث أبو هريرة: فأخرجه الطبراني في "الدعاء"(2009) وفي "الأوسط"(7432) من طريق عدي بن الفضل البصري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان فإنّ الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حُصَاص".

قال الطبراني: لم يروه عن سهيل إلا عدي"

وقال الهيثمي: وفيه عدي بن الفضل وهو متروك" المجمع 10/ 134 (1)

وأما حديث سعد فأخرجه الدورقي في "مسند سعد"(119) والبزار (1247)

عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط

والبزار (1246)

عن عبد السلام بن حرب الكوفي

وابن عدي (7/ 2609)

عن يعقوب بن إسحاق الأنصاري

ثلاثتهم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن سعد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغولت لنا الغُوْل أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان"

وفي لفظ "أُمرنا إذا رأينا الغول أنْ ننادي بالصلاة"

ورواه عامر بن صالح بن رستم الخزاز عن يونس عن الحسن أنّ عمر بعث رجلا إلى سعد بن أبي وقاص، فلما كان ببعض الطريق، عرضت له الغول، فلما قدم على سعد قصّ عليه القصة فقال: ألم أقل لكم أنا كنا إذا تغولت لنا الغول أنْ ننادي بالأذان، فلما رجع إلى عمر، فبلغ قريبا من ذلك المكان عرض له يسير معه، فذكر ما قال له سعد فنادى بالأذان، فذهب عنه فإذا سكت عرض له، فإذا أذّن ذهب عنه.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 104)

ولم ينفرد يونس به بل تابعه عمرو بن عبيد عن الحسن عن سعد مرفوعا "إذا تغولت الغُول فأذنوا بالصلاة"

أخرجه ابن عدي (5/ 1760)

قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئا"

(1) انظر الضعيفة 3/ 278

ص: 304

وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب" المجمع 10/ 134

قلت: لم يسمع الحسن من سعد لأنّ سعدا ممن شهد بدرًا، والحسن لم يسمع أحدا من البدريين كما قال أبو زرعة الرازي (المراسيل ص 31 و 32)

والحديث أخرجه عبد الرزاق (9252) عن ابن جُريج قال: حُدثت عن سعد بن أبي وقاص رفعه "إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا"

وإسناده منقطع.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (5/ 1684 - 1685) من طريق عمر بن صُبْح عن مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "السفر قطعة من العذاب، وانه ليس له دواء إلا سرعة السير، فإذا سافرتم فأسرعوا السير، وعليكم بالدلجة فإنّ الأرض تُطوى بالليل، فإذا عرستم فلا تعرسوا على الطريق فإنها ممر الجن ومنتاب السباع ومأوي الحيات، فإذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان، وإذا ضللتم الطريق فخذوا يمينه، وإذا أعيى أحدكم فليخب"

وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد بعض متنه لا يعرف إلا من طريق عمر بن صبح عن مقاتل"

قلت: وعمر بن صبح اتهمه ابن حبان وغيره بالوضع.

210 -

"إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع أهل السماء بذلك صعقوا وخرّوا سجدوا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهي على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله أهلها: ماذا قال ربنا؟ قال: الحق. فينتهي به حيث أمر"

قال الحافظ: في حديث النَّوَّاس بن سَمعان عند الطبراني مرفوعا: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: ووقع في حديث النواس بن سمعان عند ابن أبي حاتم: فذكره" (2)

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(515) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(216)

(1) 10/ 157 (كتاب التفسير- سورة سبأ- باب حتى إذا فزع عن قلوبهم)

(2)

17/ 234 و 236 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)

ص: 305

وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 348) وابن جرير في "تفسيره"(22/ 91) والحكيم الترمذي في "الرد على المعطلة"(ق 85 - 86)(1) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 537) وابن الأعرابي (ق 87/ ب) والآجري في "الشريعة"(668) وأبو الشيخ في "العظمة"(163) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 152 - 153) والبيهقي في "الأسماء"(ص 263 - 264) والبغوي في "تفسيره"(5/ 290 - 291) من طرق عن نُعيم بن حماد المروزي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الله بن أبي زكريا عن رجاء بن حَيْوة عن النواس بن سمعان مرفوعا "إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي، فإذا تكلم، أخذت السموات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله، فإذا سمع بذلك أهل السموات، صعقوا، وخرّوا لله سجودا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فيمضي به جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء، سماء، سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق وهو العلي الكبير، فيقولون كلهم كما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله من السماء والأرض"

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالشام عن الوليد بن مسلم"

وقال أبو زرعة الدمشقي: عرضت على دُحيم الحديث الذي حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان مرفوعا "إذا تكلم الله بالوحي" فقال دحيم: لا أصل له" التاريخ ص 318

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الله بن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة، لم يروه عنه إلا عبد الرحمن بن يزيد"

قلت: ونعيم بن حماد مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون.

ولم ينفرد به بل تابعه عمرو بن مالك الرَّاسِبِي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(162)

والراسبي قال أبو حاتم: لم يكن صدوقا، وترك التحديث عنه هو وأبو زرعة، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث وسمعت أبا يعلى يقول: كان ضعيفا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويخطئ.

وتابعه إبراهيم بن موسى الطَرَسوسي عن الوليد بن مسلم به.

(1) ذكره محقق كتاب العظمة.

ص: 306

أخرجه الحكيم الترمذي في "الرد على المعطلة"(ق 86/ 1)

وإبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات".

211 -

"إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السموات صَلْصَلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون ويرون أنه من أمر الساعة وقرأ {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} [سَبَأ: 23] الآية"

قال الحافظ: وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وأصله عند أبي داود وغيره وعلقه المصنف موقوفا" (1)

موقوف صحيح

أخرجه أبو داود (4738) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 350) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح"(17/ 233) وابن حبان (37) والآجري في "الشريعة"(669) وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 2/ 322 - 323) واللالكائي في "السنة"(547) والبيهقي في "الأسماء"(ص 262 و 263) والخطيب في "التاريخ"(11/ 392 - 393) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(424)

عن علي بن الحسين بن إبراهيم وهو ابن إِشْكَاب

وأبو داود (4738) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(110)

عن أحمد بن أبي سريج الرازي

وأبو داود (4738)

عن علي بن مسلم الطوسي

واللالكائي (548)

عن الحسن بن محمَّد بن الصباح الزعفراني

وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 1/ 236 - 239)

عن علي بن حرب الطائي

و (2/ 322 - 323)

عن محمَّد بن عبد الله المخرمي

(1) 10/ 157 (كتاب التفسير- سورة سبأ- باب حتى إذا فزع عن قلوبهم)

ص: 307

قالوا: ثنا أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا "إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجرّ السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا أتاهم جبريل فُزِّع عن قلوبهم فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ قال: يقول الحق، قال: فينادون الحق الحق".

قال ابن أبي حاتم: هكذا حدّث به أبو معاوية مسندا، ووجدته بالكوفة موقوفا"

قلت: اختلف فيه على أبي معاوية، فرواه من تقدم ذكره عنه عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا، وخالفهم جماعة رووه عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود موقوفا، منهم:

1 -

أحمد بن حنبل.

أخرجه عبد الله (1) بن أحمد في "السنة"(537) وعنه أبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق"(6)

2 و 3 - أبو موسى محمَّد بن المثنى وسَلم بن جُنادة الكوفي.

أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 351)

4 -

سعدان بن نصر البغدادي.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 262) والخطيب في "التاريخ"(11/ 393)

قال الدارقطني في "العلل"(5/ 243): الموقوف هو المحفوظ"

وقال الخطيب: رواه ابن اشكاب وغيره مرفوعا، ورواه أصحاب أبي معاوية عنه موقوفا، وهو المحفوظ من حديثه"

قلت: وهو كما قالا فقد رواه جماعة عن الأعمش كذلك، منهم:

1 -

شعبة.

أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(308) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 351 - 352) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح"(17/ 233) واللالكائي في "السنة"(549)

(1) رواه إسحاق بن أحمد الكاذي عن عبد الله بن أحمد فرفعه.

أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 1/ 237 - 239)

ص: 308

2 -

وكيع (1).

أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(217) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 354)

3 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في: "السنة"(537) وعنه أبو بكر النجاد (6)

4 -

عبد الله بن نُمير.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(537) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 353 - 354) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح"(17/ 233) وأبو بكر النجاد (6)

5 -

عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(536) وعنه أبو بكر النجاد (5)

6 -

سفيان الثوري.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(144)

7 -

أبو حمزة محمَّد بن ميمون السكري.

أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(465)

8 -

حفص بن غَياث الكوفي.

أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(466)

وفيه تصريح الأعمش بالتحديث من مسلم بن صبيح، وإسناده صحيح رجاله ثقات (2).

ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه منصور بن المعتمر عن مسلم بن صبيح به.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 90) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 353) وابن أبي حاتم في "الرد على الجهمية" كما في "الفتح"(17/ 233) من طرق عن منصور به.

وإسناده صحيح.

(1) رواه محمَّد بن إسماعيل البختري الحساني عن وكيع فرفعه.

أخرجه ابن بطة (الرد على الجهمية 1/ 237 - 239)

(2)

وخالفهم محاضر بن المورع الكوفي فرواه عن الأعمش مرفوعا.

أخرجه ابن بطة (1/ 236 - 239)

ص: 309

والحديث علقه البخاري في "صحيحه"(الفتح 17/ 233) وبصيغة الجزم قال: وقال مسروق عن ابن مسعود فذكره.

ولم ينفرد مسلم بن صبيح به بل تابعه أبو مالك غزوان الغفاري عن مسروق عن ابن مسعود موقوفا.

أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(218) ثنا إسحاق أنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن السُّدِّي عن أبي مالك به.

وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير السدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن فهو مختلف فيه، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف"، وإسحاق هو ابن راهويه.

طريق أخرى: يرويها إبراهيم النخعي عن ابن مسعود بنحوه.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(22/ 90)

وإبراهيم لم يلق ابن مسعود.

212 -

"إذا تمت للنطفة أربعة أشهر بعث الله إليها ملكا فنفخ فيها الروح، فذلك قوله {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] "

قال الحافظ: ووقع في حديث عليّ عند ابن أبي حاتم: فذكره، وسنده منقطع" (1)

قلت: هو عن عليّ قوله كما في "الدر المنثور"(6/ 93)

213 -

"إذا تمنّي أحدكم فلينظر ما يتمنّى، فإنه لا يدري ما يُعطى"

قال الحافظ: أورد البخاري في كتاب "الأدب" في هذه الترجمة حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وهو عنده من رواية عمر بن أبي سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وليس على شرطه فلم يعرج عليه في الصحيح" (2)

أخرجه أحمد (2/ 357 و 387) والبخاري في "الأدب المفرد"(794) وابن أبي الدنيا في "المتمنين"(151) وأبو يعلى (5907) وابن عدي (5/ 1697) والقضاعي في "مسند الشهاب"(768) والبيهقي في "الشعب"(6889 و 6890) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(157) من طرق عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي (3) عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا. واللفظ للبخاري

(1) 14/ 286 (كتاب القدر- باب في القدر)

(2)

16/ 350 (كتاب التمني- باب ما يكره من التمني)

(3)

أخرجه الطيالسي (ص 307) عن أبي عوانة به، وقال في روايته "إذا تمنى أحدكم الموت

"

ص: 310

ولفظ أحمد وابن عدي "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى، فإنّه لا يدري ما يُكتب له من أمنيته"

قال ابن عدي: هذا الحديث لا بأس به، وعمر بن أبي سلمة متماسك الحديث لا بأس به"

وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 151

قلت: إلا عمر بن أبي سلمة وهو ابن عبد الرحمن بن عوف فلم يحتج به الشيخان، وإنما أورد له البخاري حديثا واحدا معلقا ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمته، وهو من الرواة المختلف فيهم، مشاه جماعة، وضعفه آخرون، وقال الحافظ فيه في "التقريب": صدوق يخطئ، وقال في "الفتح" (1): صدوق فيه ضعف، وقال أيضا: حديثه حسن.

214 -

"إذا تناجي اثنان فلا يدخل معهما غيرهما حتى يستأذنهما"

قال الحافظ: وقد أخرج المصنف في "الأدب المفرد" من رواية سعيد المَقْبُري قال: مررت على ابن عمر ومعه رجل يتحدث، فقمت إليهما، فلطم صدري وقال: إذا وجدت اثنين يتحدثان فلا تقم معهما حتى تستأذنهما. زاد أحمد في روايته من وجه آخر عن سعيد: وقال: أما سمعت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)

موقوف صحيح

وله عن ابن عمر طريقان:

الأول: يرويه سعيد المقبري واختلف عنه في رفعه ووقفه:

- فرواه عبد الله بن عمر العمري عن المقبري عن ابن عمر مرفوعا.

أخرجه أحمد (2/ 114) عن سريج بن النعمان الجوهري

و (2/ 138) عن نوح بن ميمون العجلي

كلاهما عن العُمَرِي عن المقبري قال: جلست إلى ابن عمر ومعه رجل يحدثه، فدخلت معهما، فضرب بيده صدري، وقال: أما علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما"؟.

(1) تجريد أسماء الرواة ص 102

(2)

13/ 327 (كتاب الاستئذان- باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة)

ص: 311

وعبد الله العمري مختلف فيه: قواه ابن عدي وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وخالفه أخوه عبيد الله بن عمر العمري فرواه عن المقبري عن ابن عمر موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 581) عن عَبدة بن سليمان الكلابي عن عبيد الله عن المقبري قال: رأيت ابن عمر وهو يناجي رجلا، فأدخلت رأسي بينهما، فضرب ابن عمر صدري وقال: إذا رأيت اثنين يتناجيان فلا تدخل بينهما إلا بإذنهما.

وأخرجه الخرائطي في "المساوئ"(541) عن عمر بن شبة ثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر أني سعيد المقبري به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد عبيد الله به بل تابعه داود بن قيس الفَرَّاء قال: سمعت سعيد المقبري يقول: فذكره.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1166) قال: ثنا محمَّد أنا عبد الله أنا داود بن قيس به.

ومحمد أظنه ابن مقاتل، وعبد الله أظنه ابن المبارك، ثقتان، وكذا داود بن قيس.

الثاني: يرويه نافع قال: كان ابن عمر يكلم رجلا، فجاء رجل فدخل بينهما، فضرب صدره، ثم قال: إذا رأيت رجلين يتناجيان فلا تدخل بينهما حتى تستأذن.

أخرجه الخرائطي (542) عن سعدان بن يزيد البزاز ثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز عن نافع به.

سعدان بن يزيد قال أبو حاتم وابنه: صدوق، وعبد العزيز أظنه ابن أبي رَوَّاد ليس به بأس، وعبيد الله ونافع ثقتان.

215 -

حديث كعب بن عُجرة "إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكنّ يديه فإنه في صلاة"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وفي إسناده اختلاف ضعفه بعضهم بسببه، وروى ابن أبي شيبة من وجه آخر بلفظ "إذا صلي أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه فإنّ التشبيك من الشيطان، وإنّ أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه" وفي إسناده ضعيف ومجهول" (1)

(1) 2/ 112 (كتاب الصلاة- باب تشبيك الأصابع فى المسجد)

ص: 312

هما حديثان ذكرهما الحافظ، الأول: حديث كعب بن عجرة، والثاني: حديث أبي سعيد الخدري.

فأما حديث كعب بن عجرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سعيد المَقْبُري واختلف عنه:

- فرواه محمَّد بن عجلان المدني واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن ابن عجلان ثني المقبري عن كعب مرفوعا "إذا توضأت ثم خرجت عامدا إلى المسجد فلا تشبكنّ بين أصابعك فإنك في صلاة"

وفي لفظ "إذا توضأت فأحسنت وضوءك ثم"

أخرجه عبد الرزاق (3334) والدارمي (1412) والبخاري في "الكنى"(ص 17) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(360 و 361) والطبراني في "الكبير"(19/ 152 - 153)

عن سفيان الثوري

وأحمد (4/ 242)

عن قُرّان بن تمام أبي تمام الأسدي

وابن خزيمة (444)

عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر (1)

والطبراني في "الكبير"(19/ 153)

عن خالد بن الحارث البصري

كلهم عن ابن عجلان به.

ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن ابن عجلان عن المقبري عن كعب قال: دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وقد شبكت بين أصابعي فقال لي: "يا كعب إذا كنت في المسجد فلا تشبك بين أصابعك، فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة"

أخرجه أحمد (4/ 243 - 244) عن يزيد بن هارون أنا شريك به.

(1) ورواه أبو خالد الأحمر أيضا عن ابن عجلان عن يزيد بن خصيفة عن سعيد بن المسيب مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة فى "مصنفه"(2/ 75)

ص: 313

ورواه أبو بكر بن عياش عن ابن عجلان عن المقبري عن كعب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد شبك أصابعه في الصلاة، ففرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه.

أخرجه ابن ماجه (967)

• وقال الليث بن سعد: عن ابن عجلان عن المقبري عن رجل عن كعب.

أخرجه الترمذي (386) والطوسي (362)

• وقال سفيان بن عيينة: عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط وابن عجلان عن رجل من آل كعب بن عجرة عن كعب مرفوعا "يا كعب إذا خرجت من منزلك تريد الصلاة فلا تشبك بين أصابعك"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 153)

• ورواه ابن جريج عن ابن عجلان واختلف عنه:

فرواه محمَّد بن بكر البُرْساني عن ابن جريج أني ابن عجلان عن المقبري عن بعض بني كعب بن عجرة عن كعب.

أخرجه أحمد (4/ 242)

ورواه عبد الرزاق (3333) عن ابن جريج فلم يذكر كعبا (1).

• وقال يحيى بن سعيد القطان: عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة "إذا توضأت ثم دخلت المسجد فلا تشبكنّ بين أصابعك"

أخرجه ابن خزيمة (440) وابن حبان (2149) والحاكم (1/ 206 - 207)

وقال: صحيح على شرط مسلم"

وتابعه أيوب السَّخْتِياني عن ابن عجلان به.

رواه نصر بن طريف عن أيوب كما في "العلل" للدارقطني (11/ 137)

ونصر متروك الحديث.

(1) ورواه عبد الرزاق (3332) أيضا عن ابن جريج أني ابن عجلان عن المقبري عن رجل مصدق أنه سمع أبا هريرة رفعه "إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم خرج يريد الصلاة، فلا يزال في صلاته حتى يرجع، فلا تقولوا: هكذا، ثم شبك في الأصابع، إحدى أصابع يديه في الأخرى"

ورواه عبد الرزاق (3335) أيضا عن ابن جريج عن ابن عجلان عن سعيد بن المسيب مرسلا.

ص: 314

• وقال عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي: عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا توضأ أحدكم للصلاة فلا يشبك بين أصابعه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(842) من طريق عَتيق بن يعقوب الزبيري ثنا الدراوردي به.

وقال: لم يروه بهذا السند إلا الدراوردي (1)، ورواه الناس عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن كعب بن عجرة"

وقال الهيثمي: وفيه عتيق بن يعقوب ولم أر من ذكره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 240

قلت: عتيق ذكره الحافظ في "اللسان" وحكى توثيقه عن الدارقطني وابن حبان.

• وقال الحسن بن عُمَارة: عن ابن عجلان عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن كعب.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 392)

والحسن بن عمارة قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث.

وهذا الاختلاف إنما هو من ابن عجلان.

قال ابن خزيمة: وأما ابن عجلان فقد وهم في الإسناد وخلط فيه، فمرّة يقول: عن أبي هريرة، ومرّة يرسله، ومرّة يقول: عن سعيد عن كعب"

ورجح الدارقطني قول يحيى القطان.

فقال في "العلل"(11/ 137): وقول يحيى القطان عن ابن عجلان أشبهها بالصواب"

- ورواه ابن أبي ذئب عن المقبري واختلف عنه:

• فقال حجاج بن محمَّد المِصيصي: أنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جده عن كعب مرفوعا "لا يتطهر رجل في بيته ثم يخرج لا يريد إلا الصلاة إلا كان في صلاة حتى يقضي صلاته، ولا يخالف أحدكم بين أصابع يديه في الصلاة"

(1) رواه شريك بن عبد الله القاضي عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ "إذا كنت في المسجد فلا تجعل أصابعك هكذا -يعني شبكها-"

أخرجه الحاكم (1/ 207) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي ثنا شريك به.

وقال: رواه شريك بن عبد الله عن ابن عجلان فوهم في إسناده"

وقال الترمذي: حديث شريك غير محفوظ"

ص: 315

أخرجه أحمد (4/ 242) عن حجاج بن محمَّد به.

وتابعه محمَّد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب به.

أخرجه ابن خزيمة (443)

• ورواه أبو داود الطيالسي (ص 143) عن ابن أبي ذئب فلم يذكر عن جده، وقال: عن مولى لبني سالم.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 230)

وتابعه شَبَابة بن سَوَّار المدائني عن ابن أبي ذئب به، إلا أنّه قال: عن رجل من بني سالم.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(511)

- وقال أبو معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي: عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جده عن كعب.

أخرجه عبد الرزاق (3331) والطبراني في "الكبير"(19/ 153 - 154)

وأبو معشر قال ابن معين وغير واحد: ضعيف.

- ورواه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سعد بن إسحاق عن المقبري عن أبي ثُمامة الحنّاط عن كعب، منهم:

1 -

أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي.

أخرجه ابن خزيمة (442) والطبراني في "الكبير"(19/ 152) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 19)

2 -

أبو خالد سليمان بن حيّان الأحمر.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(2/ 75)

3 -

عيسى بن يونس.

قاله البيهقي.

• ورواه داود بن قيس الفَراء عن سعد بن إسحاق فلم يذكر المقبري.

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(443) عن داود به.

ص: 316

ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (441) والبيهقي في "معرفة السنن"(6608)

وأخرجه أحمد (4/ 241) والبخاري في "الكنى"(ص 17) وعبد بن حميد (369) والدارمي (1411) وأبو داود (562) وابن الأعرابي (ق 141 - 142) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 371) وابن حبان (2036) والطبراني في "الكبير"(19/ 151 - 152) والبيهقي (3/ 230) والبغوي في "شرح السنة"(475) والمزي (33/ 176 و 176 - 177) من طرق عن داود بن قيس به.

ورواه خالد بن نزار الأيلي عن داود بن قيس فلم يذكر سعد بن إسحاق.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2825)

• وقال داود بن عطاء المدني: عن سعد بن إسحاق عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يتطهر رجل في بيته ثم يخرج إلا كان في صلاة حتى يصلي صلاته، فلا يشبك أحدكم بين أصابعه وهو في الصلاة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 146 - 147)

وداود بن عطاء ضعفه أبو حاتم والنسائي وغيرهما.

قال ابن خزيمة: يشبه أن يكون الصحيح ما رواه أنس بن عياض لأنّ داود بن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري فقال: عن سعد بن إسحاق عن أبي ثمامة

وداود بن قيس وأنس بن عياض جميعا قد اتفقا على أنّ الخبر إنما هو عن أبي ثمامة"

- وقال الضحاك بن عثمان القرشي: عن المقبري عن أبي ثمامة عن كعب.

أخرجه البيهقي (3/ 230) من طريق حفص بن غياث الكوفي عن الضحاك بن عثمان به.

قال الذهبي في "المهذب"(3/ 205): رواه جماعة عن المقبري عن أبي ثمامة وهو مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث وفيه نكارة"

وقال في "الميزان": أبو ثمامة لا يعرف، وخبره منكر"

وقال الدارقطني: لا يعرف، يترك" سؤالات البرقاني

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

- وقال إسماعيل بن أمية القرشي: عن المقبري عن أبي هريرة.

ص: 317

أخرجه الدارمي (1413) وابن خزيمة (446)

عن محمَّد بن مسلم الطائفي.

وابن خزيمة (439 و 447) والحاكم (1/ 206)

عن عبد الوارث بن سعيد البصري

كلاهما عن إسماعيل بن أمية به.

ورواه يحيى بن سليم الطائفي والحارث بن عبيدة عن إسماعيل أيضا كما في علل الدارقطني (11/ 137)(1)

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

الثاني: يرويه الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا كعب، إذا توضأت فأحسنت الوضوء ثم خرجت إلى المسجد فلا تشبكنّ بين أصابعك فإنك في صلاة"

أخرجه البيهقي (3/ 230 - 231) من طريق الحسن بن علي الرقي ثنا عمرو بن قُسَيط ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم به.

وقال: هذا إسناد صحيح إن كان الحسن بن علي الرقي هذا حفظه، ولم أجد له فيما رواه من ذلك بعد متابعا"

قلت: وهو ضعيف كما قال الدارقطني، وعمرو بن قسيط الرقي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وتابعه سليمان بن عبيد الله الرقي عن عبيد الله بن عمرو به.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 200/ أ)

عن أبي أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي

وابن حبان (2150)

عن محمَّد بن معدان الحرّاني

قالا: ثنا سليمان بن عبيد الله به.

(1) ورواه روح بن القاسم البصري عن إسماعيل عن المقبري عن شيخ عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني في "العلل"(11/ 138)

ص: 318

وسليمان بن عبيد الله مختلف فيه، وثقه ابن حبان ومحمد بن علي بن ميمون، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 75) وأحمد (3/ 54) عن وكيع عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب عن عمه عن مولى لأبي سعيد الخدري أنّه كان مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى رجلا جالسا وسط المسجد مشبكا أصابعه يحدث نفسه، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفطن، فالتفت إلى أبي سعيد فقال:"إذا صلى أحدكم فلا يشبكنّ بين أصابعه فإنّ التشبيك من الشيطان، وإنّ أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه".

وأخرجه أحمد (3/ 42 - 43) عن أبي أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري ثنا عبيد الله بن عبد الله بن موهب ثني عمي، يعني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن مولى لأبي سعيد به.

والأول أصح.

قال الحافظ: سنده لا بأس به" الفتح 13/ 307

وقال المنذري والهيثمي: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 1/ 204 - المجمع 2/ 25

قلت: عبيد الله بن عبد الرحمن مختلف فيه، وعمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب قال الذهبي في "الديوان": مجهول.

216 -

"إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عنه سيئة، فإنْ أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، فإنْ أتى وقد صلوا بعضا وبقي بعض قضي ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك، وإنْ أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك"

قال الحافظ: ولأبي داود من طريق سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (563) وابن شاهين في "الترغيب"(60) والبيهقي (3/ 69) وفي "الشعب"(2633) والمزي في "تهذيب الكمال"(28/ 239) من طرق عن أبي عَوَانة

(1) 2/ 258 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة وليأتها بالسكينة)

ص: 319

الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن يعلي بن عطاء عن مَعْبَد بن هُرْمُز عن سعيد بن المسيب عن رجل من الأنصار به.

قال الذهبي في "المهذب"(3/ 41): قلت: معبد مجهول"

وكذا قال في "الديوان"، وقال في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه يعلي بن عطاء"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا يعلي بن عطاء، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف روى عنه غير يعلي بن عطاء، ولا يعرف حاله (الوهم والإيهام 4/ 143) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

217 -

حديث جابر رفعه "إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي، وله شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى" (1)

حسن

أخرجه أحمد (3/ 324 و 379 - 380)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي

و (3/ 379 - 380) وأبو يعلى (2212)

عن يزيد بن هارون

وابن أبي شيبة (8/ 590) وأبو داود (4868) والعسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد"(ص 37)

عن يحيى بن آدم الكوفي

والترمذي (1959) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(402)

عن عبد الله بن المبارك

والطحاوي في "المشكل"(3386)

عن عبد الله بن وهب

(1) 13/ 325 (كتاب الإستئذان- باب حفظ السر)

ص: 320

و (3387) والطبراني في "الأوسط"(2479) والبيهقي (10/ 247)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي

وأبو الشيخ كما في "المقاصد"(ص 37) ومن طريقه المزي في "التهذيب"(17/ 287)

عن عاصم بن علي الواسطي

والخرائطي في "المكارم"(2/ 700) وفي "اعتلال القلوب"(ص 299)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

كلهم عن ابن أبي ذئب أخبرني عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عَتيك عن جابر بن عبد الله به مرفوعا.

وخالفهم (1) الطيالسي فرواه في "مسنده"(ص 242 - 243) عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن عمرو بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن أبيه به.

كذا قال: عن عبد الملك بن جابر عن أبيه، وكذا هو في "مسند البزار" كما في "المقاصد".

قال البزار: وهذا عندي غير عبد الملك بن جابر بن عتيك، ولا نعلم روى عن جابر غير هذا الحديث"

قلت: ذكر السخاوي في "المقاصد" أنّ الطيالسي رواه كما رواه الجمهور عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر، وكذا أخرجه البيهقي (10/ 247) من طريقه، والذي في "مسنده" كما ذكرت عن عبد الملك بن جابر عن أبيه فالله أعلم.

ورواية الجمهور أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي ذئب"

قلت: تابعه سليمان بن بلال المدني عن عبد الرحمن بن عطاء أنّ عبد الملك بن جابر بن عتيك أخبره عن جابر بن عبد الله رفعه "إذا حدّث الإنسان حديثا والمحدث يلتفت حوله فهو أمانة"

(1) وخالفهم أيضا قبيصة بن عقبة الكونى فرواه عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الله بن عبيد عن جابر.

أخرجه أبو بكر الأبهري في "الفوائد"(21)

ص: 321

أخرجه أحمد (3/ 352) والطحاوي في "المشكل"(3388) والبيهقي في "الآداب"(133) وفي "الشعب"(10679) والمزي في "التهذيب"(17/ 287 - 288) من طرق عن سليمان بن بلال به (1).

وإسناده حسن، سليمان وعبد الملك ثقتان، وعبد الرحمن بن عطاء القرشي مختلف فيه: وثقه النسائي وغيره، وضعفه البخاري، ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وعبد الملك سمع جابر بن عبد الله كما قال البخاري في "الكبير"

وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "إذا حدّث الرجل ثم التفت فهي أمانة"

أخرجه أبو يعلى (4158) عن جُبَارة بن مُغَلِّس ثني حفص بن صبيح الشيباني عن مالك بن دينار عن أنس به.

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس وهو ضعيف جدا، وقال ابن نمير: صدوق، وبقية رجال ثقات" المجمع 8/ 98

وقال السخاوي: سنده ضعيف" المقاصد ص 38

218 -

"إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه عبد الرزاق (20059) وأحمد (4/ 136) وأبو داود (3644) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 380) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2121) والدولابي في "الكنى"(1/ 58) والطحاوي في "المشكل"(5197 و 5198) وابن حبان (6257) والطبراني في "الكبير"(22/ 349 و 350 و 351) وابن منده وابن السكن والحارث بن أبي أسامة كما في "الإصابة"(11/ 56) وأبو نعيم في "الصحابة"(7033 و 7034) والبيهقي (2/ 10) والخطيب في "الجامع"(1346) والبغوي في "شرح السنة"(124) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 315) والمزي في "تهذيب الكمال"(34/ 354) من طرق عن الزهري ثني نَمْلة بن أبي نملة أنّ أباه أبا نملة الأنصاري حدّثه أنّه بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود، ومُرَّ بجنازة، فقال: يا محمَّد هل تتكلم هذه الجنازة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم" قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حدثكم أهل الكتاب

(1) ورواه موسي بن داود الضبي عن سليمان بن بلال فقال فيه: عن ابني جابر عن جابر.

أخرجه أحمد (3/ 394)

(2)

7/ 309 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل)

ص: 322

فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإنْ كان حقا لم تكذبوهم، وإنْ كان باطلا لم تصدقوهم".

ورواه الحارث بن عبيدة الحمصي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة رفعه "إذا حدّثكم أهل الكتاب حديثا فقولوا: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله"

أخرجه الحاكم (3/ 358 - 359)

والحارث قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: ضعيف.

والأول أصح.

ونملة بن أبي نملة ذكره ابن حبان في "الثقات" وروى عنه جماعة.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة أخرجه البخاري (فتح 9/ 237 و 17/ 101) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [العنكبوت: 46] الآية.

219 -

"إذا حُشِرَ الناس قاموا أربعين عاما شاخصة أبصارهم إلى السماء لا يكلمهم والشمس على رؤوسهم حتى يُلْجِمَ العرق كل برّ منهم وفاجر"

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن مسعود عند البيهقي في "البعث" وأصله في النسائي: فذكره.

وقال: ووقع في حديث ابن مسعود "ثم ينادي مناد من السماء: أيها الناس: أليس عدل من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم ثم توليتم غيره أنْ يولى كلّ عبد منكم ما كان تولى؟ قال: فيقولون: بلى. ثم يقول: لتنطلق كل أمة إلى من كانت تعبد".

وقال: وقع في حديث ابن مسعود "فيتمثل لهم ما كانوا يعبدون فينطلقون"

وقال: وفي حديث ابن مسعود "فيقولون: إنْ اعترف لنا عرفناه، قال: فيكشف عن ساق فيقعون سجودا، وتبقى أصلاب المنافقين كأنها صياصي البقر"

وقال: ووقع في حديث ابن مسعود "ثم يقال للمسلمين: ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم" وفي لفظ "فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل ودون ذلك، ومثل النخلة ودون ذلك حتى يكون آخرهم من يعطى نوره على إبهام قدمه"

ص: 323

وقال. وفي حديث ابن مسعود "ثم يقال لهم: انجوا على قدر نوركم، فمنهم من يمرّ كطرف العين، ثم كالبرق، ثم كالسحاب، ثم كانقضاض الكوكب، ثم كالريح، ثم كشدّ الفرس، ثم كشدّ الرحل حتى يمرّ الرجل الذي أعطى نوره على إبهام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، يجر بيد ويعلق يد، ويجرّ برجل ويعلق رجل، وتضرب جوانبه النار حتى يخلص"(1).

صحيح

أخرجه الطبراني في "الكبير"(9764) وابن عدي (5/ 1897) والدارقطني في "الرؤية"(160) وابن منده في "التوحيد"(533) واللالكائي في "السنة"(842) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 354)

عن وَرْقاء بن عمر اليشكري

والدراقطني في "الرؤية (161) والسهمي (ص 350 - 353 و 353 - 354)

عن أحمد بن أبي طيبة

كلاهما عن أبي طيبة عن كُرْز بن وبرة الحارثي عن نعيم بن أبي هند عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه مرفوعا "يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء حتى يلجمهم العرق من شدة الكرب، ثمّ ينزل الله تبارك وتعالى وتجثو الأمم فينادي مناد: يا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم بعبادته ثم توليتم غيره وكفرتم نعمه أنْ يخلي بينكم وبين ما توليتم فيولي كلّ إنسان منكم ما تولى، قال: فينادي ألا كل ما تولى شيئا فليلزمه، قال: فينطلق من كان تولى حجرا أو عودا أو دابة فيطلبه فتفرّ منهم آلهتهم فيقولون: ما شعرنا بهذا، ويتبع اليهود والنصارى وأصحاب الملائكة الشياطين الذين أمروهم بعبادتهم فيسوقونهم حتى يلقونهم في جهنم، ويبقى أهل الإسلام فيقول لهم ربهم: ما لكم ذهب الناس وبقيتم؟ فيقولون: إنّ لنا ربا لم نره، فيقول: هل تعرفونه إذا رأيتموه؟ فيقولون: بيننا وبينه آية إذا رأيناه عرفناه، قال: فيكشف عن ساقه فيخرّون له سجدا، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون أن يسجدوا فلا تلين ظهورهم

"

الحديث وفيه طول.

قال ابن عدي: هذا الحديث لكرز بن وبرة يرويه عنه أبو طيبة وهو غير محفوظ،

(1) 14/ 243 و 243 - 244 و 244 و 247 و 248 و 249 (كتاب الرقاق- باب الصراط جسر جهنم)

ص: 324

وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحا ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبّه عليه فيغلط وقد حدّث جماعة من الكبار مع ورقاء عن أبي طيبة"

قلت: أبو طيبة هو عيسى بن سليمان الجرجاني ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وضعفه ابن معين كما في "الميزان".

وكرز بن وبرة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ونعيم بن أبي هند وثقه النسائي وغيره.

لكن خالفه المنهال بن عمرو الكوفي فرواه عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن مسروق بن الأجدع ثنا ابن مسعود رفعه "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء

" وذكر الحديث بطوله.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(278) وابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 583 - 584) والطبراني في "الكبير"(9763) والدارقطني في "الرؤية"(162) وابن منده في "التوحيد"(532) والحاكم (2/ 376 - 377 و 4/ 589 - 592) من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهدي ثنا عبد السلام بن حرب ثنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني ثنا المنهال به.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين"

وقال في الموضع الثاني: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات غير أنّهما لم يخرجا أبا خالد الدالاني في الصحيحين لما ذكر من انحرافه في السنة في ذكر الصحابة فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإتقان، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وأبو خالد الدالاني فممن يجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة"

وقال الذهبي: قلت: ما أنكره حديثا على جودة إسناده، وأبو خالد شيعي منحرف"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طرق رجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة" المجمع 10/ 343

قلت: هو مختلف فيه وقد توبع.

فأخرج عبد الله بن أحمد في "السنة"(1203) والهيثم بن كليب (410) والطبراني في "الكبير"(9/ 417) والدارقطني في "الرؤية"(163) وابن منده في "الإيمان"(2/ 820) وفي

ص: 325

"التوحيد"(531) والبيهقي في "البعث"(434) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(925) والذهبي (1) في "العلو"(201) من طريق إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني أبي أحمد قال: ثنا محمَّد بن سلمة الحرّاني عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به.

قال ابن منده: وهذا إسناد صحيح أخرجه النسائي (2) "

قلت: وهو كما قال، وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد الحرّاني.

وتابعه يزيد بن سنان الرُّهاوي عن زيد بن أبي أنيسة به.

أخرجه ابن نصر (280)

والحديث اختلف فيه على المنهال بن عمرو:

• فقيل: عن المنهال عن قيس بن سكن وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود مرفوعا، ليس فيه مسروقا.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(610) من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور عن المنهال به.

وعبد الأعلى متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

• ورواه الأعمش عن المنهال واختلف عنه:

فقال شَريك بن عبد الله القاضي: عن الأعمش عن المنهال عن ابن مسعود موقوفا.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(30/ 93)

وشريك مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره.

وقال أبو بكر بن عياش: عن الأعمش عن المنهال عن قيس بن سكن قال: حدّث عبد الله وهو عند عمر قال: إذا كان يوم القيامة يقوم الناس بين يدي رب العالمين أربعين عاما شاخصة أبصارهم إلى السماء حفاة عراة يلجمهم العرق

أخرجه ابن جرير (30/ 93)

(1) وقال: إسناده حسن"

(2)

وكذا ذكر المزي الحديث في "التحفة"(7/ 166) ونسبه للنسائي عن إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة وذكر طرفا من الحديث.

ص: 326

وتابعه أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير عن الأعمش ببعضه.

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 108)

ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن الأعمش فقال فيه: عن أبي عبيدة وقيس بن السكن.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(1066) والدارقطني في "الرؤية"(164) وتابعه:

1 -

جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4534) وعنه ابن نصر (281)

2 -

زائدة بن قدامة الكوفي عن الأعمش به.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(279)

قال الحافظ: هذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات"

وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 574

وقال الدارقطني في "العلل"(5/ 244): والصحيح حديث أبي خالد الدالاني وزيد بن أبي أنيسة عن المنهال عن أبي عبيدة عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا.

220 -

"إذا حضر العَشاء والعِشاء فابدءوا بالعَشاء"

قال الحافظ: ما يقع في بعض كتب الفقه: فذكره، لا أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ، كذا في شرح الترمذي لشيخنا أبي الفضل، لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين أنّ ابن أبي شيبة أخرج عن إسماعيل وهو ابن علية عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن رافع عن أم سلمة مرفوعا "إذا حضر العَشاء وحضرت العِشاء فابدءوا بالعَشاء" فإن كان ضبطه فذاك وإلا فقد رواه أحمد في "مسنده" عن إسماعيل بلفظ "حضرت الصلاة" ثمّ راجعت مصنف ابن أبي شيبة فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 420) وأحمد (6/ 291) وأبو يعلى (6993) والطبراني في "الكبير"(23/ 297)

عن إسماعيل بن عُلية

(1) 2/ 303 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة)

ص: 327

وأحمد (6/ 303)

عن إبراهيم بن سعد المدني

و (6/ 314)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والطبراني في "الكبير"(23/ 297)

عن يزيد بن زُرَيْع البصري

كلهم عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن رافع قال: سمعت أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا حضر العَشاء وحضرت الصلاة فابدءوا بالعَشاء"

قال الهيثمي: رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض" المجمع 2/ 46

قلت: ابن إسحاق مختلف فيه وحديثه في مرتبة الحسن، والباقون ثقات فالإسناد حسن.

وفي الباب عن سلمة بن الأكوع وعن أنس وعن ابن عمر وعن عائشة

فأما حديث سلمة بن الأكوع فأخرجه أحمد (4/ 49 و 54) والطبراني في "الكبير"(6250) وفي "الأوسط"(868) وابن عدي (1/ 345) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 83) والخطيب في "التاريخ"(8/ 147) من طرق عن أيوب بن عتبة اليمامي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه مرفوعا "إذا حضر العَشاء وحضرت الصلاة فابدءوا بالعَشاء"

وفي لفظ "إذا حضر العشاء والصلاة فابدءوا بالعشاء"

وفي لفظ "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وابن المديني وغيرهما.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس مرفوعا "إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدءوا بالعشاء"

أخرجه البيهقي (3/ 72)

وأخرجه مسلم بلفظ "إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء"

ص: 328

الثاني: يرويه بحر السقاء ثنا حماد بن أبي سليمان عن أنس مرفوعا "إذا حضرت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء"

أخرجه ابن عدي (2/ 486)

وبحر ضعيف.

الثالث: يرويه حميد عن أنس مرفوعا "إذا حضرت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 244 - 245)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 46/ أ) وابن عدي (3/ 1157) وتمام (1298، ق 89/ أ) من طريق سلام بن سليمان المدائني ثنا وَرْقاء بن عمر عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إذا حضر الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء" واللفظ لابن الأعرابي.

وسلام وليث ضعيفان.

وأما حديث عائشة فأخرجه الطيالسي (منحة 1/ 129 - 130) عن هشام الدَّسْتُوَائي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة فابدءوا بالعشاء"

وإسناده صحيح.

221 -

"إذا حلف أحدكم فلا يقل ما شاء الله وشئت ولكن ليقل ما شاء الله ثم شئت"

قال الحافظ: وأخرج النسائي وابن ماجه أيضا وأحمد من رواية يزيد بن الأصم عن ابن عباس رفعه: فذكره، وفي أول حديث النسائي قصة، وهي عند أحمد ولفظه "إنّ رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال له: أجعلتني والله عدلا؟ لا بل ما شاء الله وحده" (1)

أخرجه ابن ماجه (2117) عن هشام بن عمار ثنا عيسى بن يونس ثنا الأجلح الكندي عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به مرفوعا.

ورواه علي بن خَشْرم المروزي عن عيسى بن يونس بلفظ "أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في بعض الأمر فقال: ما شاء الله وشئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجعلتني لله عدلا؟ قل ما شاء الله وحده"

(1) 14/ 347 (كتاب الأيمان والنذور- باب لا يقول ما شاء الله وشئت)

ص: 329

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(988)

وهذا السياق أصح من الأول، وقد ذكره جمهور الرواة عن الأجلح هكذا، منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (1/ 283) والبخاري في "الأدب المفرد"(783) والطبرانى في "الكبير"(13005) وابن السني في "اليوم والليلة"(667) وابن عدي (1/ 419) وتمام في "فوائده"(568) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 99) والخطيب في "التاريخ"(8/ 104 - 105)

2 -

يحيى القطان.

أخرجه أحمد (1/ 347)

3 -

هُشيم بن بشير.

أخرجه أحمد (1/ 214)

4 -

أبو معاوية محمَّد بن خازم الضرير.

أخرجه أحمد (1/ 224)

5 -

علي بن مُسْهِر الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 117 - 118) والطبراني في "الكبير"(13006)

6 -

عبد الرحمن بن محمَّد المُحَاربي.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(342)

7 -

جعفر بن عون الكوفي.

أخرجه البيهقي (3/ 217)

8 -

شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(235)

وخالفهم القاسم بن مالك الكوفي فرواه عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(ص 545)

والأول هو المحفوظ.

قال العراقي: إسناده حسن" تخريج إحياء علوم الدين 3/ 158

ص: 330

قلت: وهو كما قال للخلاف في الأجلح بن عبد الله الكندي.

222 -

قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس "إذا حَلَلْتِ فآذنيني"

قال الحافظ: وفي الباب حديث صحيح مرفوع: فذكره، وهو عند مسلم (2/ 1119) وفي لفظ "لا تفوتينا بنفسك" أخرجه أبو داود (2287) " (1)

223 -

"إذا خرج الإمام فلا صلاة ولا كلام"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن ابن عمر" (2)

انظر حديث "إذا دخل أحدكم والإمام على المنبر"

224 -

"إذا خَرَصْتُم فخذوا ودعوا الثلث، فإنْ لم تدعوا الثلث فدعوا الربع"

قال الحافظ: في السنن وصحيح ابن حبان من حديث سهل بن أبي حَثْمَة مرفوعا: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 171) عن شعبة عن خُبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نِيَار قال: أتانا سهل بن أبي حثمة إلى مجلسنا فحدث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا خرصتم فدعوا الثلث"

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 194 و 14/ 195) عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2073) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الترمذي (643) عن محمود بن غيلان ثنا الطيالسي به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3292) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 585) وابن أبي شيبة (3/ 194 و 14/ 195) وأحمد (3/ 448 و 4/ 3) وابن زنجويه في "الأموال"(1992 و 1993) والدارمي (2622) وأبو داود (1605) والنسائي (5/ 32) وفي "الكبرى"(227) وفي "الإغراب من حديث

(1) 11/ 83 (كتاب النكاح- باب قول الله جل وعز: ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء)

(2)

3/ 61 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب)

(3)

4/ 89 (كتاب الزكاة- باب خرص التمر)

ص: 331

شعبة وسفيان" (160) وابن الجارود (352) وابن خزيمة (2319 و 2320) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام" (591) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 39) وابن قانع في "الصحابة" (1/ 269) وابن حبان (3280) والطبراني في "الكبير" (5626) والحاكم (1/ 402) والبيهقي (4/ 123) وفي "معرفة السنن" (8185) والمزي (17/ 400) من طرق عن شعبة أنبا خُبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الأنصاري يحدث قال: جاءنا سهل بن أبي حثمة إلى مسجدنا فحدثنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 172): وفي إسناده عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الراوي عن سهل بن أبي حثمة وقد قال البزار: إنّه تفرد به. وقال ابن القطان: لا يعرف حاله"

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقد وثقه ابن حبان على قاعدته، تفرد عنه خبيب بن عبد الرحمن"

وقال ابن القطان الفاسي: هو حديث لم يروه عن سهل إلا عبد الرحمن بن مسعود بن نيار، قاله البزار، وقال: إنّه معروف. وهذا غير كاف فيما يبتغى من عدالته، فكم من معروف غير ثقة، والرجل لا يعرف له حال، ولا يعرف بغير هذا، ولم يزد ذاكروه على ما أخذوا من هذا الإسناد من روايته عن سهل، ورواية خبيب بن عبد الرحمن عنه، ولم يتعرض الترمذي لهذا الحديث بقول، لا تصحيح ولا تحسين ولا تسقيم" الوهم والإيهام 4/ 215

225 -

"إذا خطب أحدكم المرأة فإنْ استطاع أنْ ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل"

قال الحافظ: وأخرج أبو داود والحاكم من حديث جابر مرفوعا: فذكره، وسنده حسن، وله شاهد من حديث محمَّد بن مسلمة وصححه ابن حبان والحاكم وأخرجه أحمد وابن ماجه، ومن حديث أبي حميد أخرجه أحمد والبزار" (1)

روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث محمَّد بن مسلمة ومن حديث أبي حميد الساعدي.

فأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 360)

(1) 11/ 85 (كتاب النكاح- باب النظر إلى المرأة قبل التزويج)

ص: 332

عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 14) والبيهقي (7/ 84)

عن أحمد بن خالد الوَهْبي

والحاكم (2/ 165)

عن عمر بن علي بن عطاء المُقَدَّمِي

ثلاثتهم عن محمَّد بن إسحاق المدني ثني داود بن الحُصَين مولى عمرو بن عثمان عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ عن جابر به مرفوعا.

وخالفهم عبد الواحد بن زياد البصري فرواه عن ابن إسحاق عن داود بن الحصين عن واقد بن عبد الرحمن عن جابر به.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 355) وأحمد (3/ 334) وأبو داود (2082)

والأول أصح.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

كذا قال، وابن إسحاق إنما أخرج له مسلم في المتابعات، ولم يحتج مسلم برواية عمر بن علي عن ابن إسحاق، ولا برواية ابن إسحاق عن داود، ولا برواية داود عن واقد، ولا برواية واقد عن جابر.

ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه يحيى بن العلاء الرازي عن داود بن الحصين عن واقد بن عمرو عن جابر به.

أخرجه عبد الرزاق (10337)

ويحيى بن العلاء متروك الحديث كما قال الفلاس وغيره، وواقد بن عمرو ما أظنّه سمع من جابر فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" في أتباع التابعين.

وأما حديث محمَّد بن مسلمة فله عنه طرق:

الأول: يرويه محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة قال:

ص: 333

رأيت محمَّد بن مسلمة يطارد امرأة من الأنصار يريد أن ينظر إليها، فقلت: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفعل هذا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا ألقى الله عز وجل في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أنْ ينظر إليها"

أخرجه أحمد (4/ 225) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(611)

عن محمَّد بن جعفر غُنْدَر

وأحمد (4/ 225)

عن عباد بن العوام الواسطي

و (3/ 493) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1991) والطبراني في "الكبير"(19/ 224 - 225)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وابن أبي شيبة (4/ 356) وابن ماجه (1864) وابن قانع (3/ 15 - 16) والطبراني في "الكبير"(19/ 224)

عن حفص بن غياث الكوفي

وأحمد بن حنبل (4/ 225) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 4165) وأبو نعيم في "الصحابة"(611)

عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة

والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 211 - 212)

عن يحيى بن سعيد الأموي

وابن أبي شيبة (4/ 356 - 357)

عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير

وسعيد بن منصور (519) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 13 - 14) وابن بشكوال في "الغوامض"(729)

عن أبي شهاب الحنّاط عبد ربه بن نافع

ص: 334

كلهم عن الحجاج بن أرطأة عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة به.

واختلف فيه على أبي معاوية (1) وعلى أبي شهاب الحناط (2).

واختلف فيه أيضا على الحجاج.

• فقيل: عن الحجاج عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه عن محمَّد بن مسلمة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 225) وأبو نعيم في "المعرفة"(614) وابن بشكوال (730) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري ثنا الحجاج به.

• وقيل: عن الحجاج عن محمَّد بن عثمان (3) عن سهل بن أبي حثمة قال: مرّ ناس من الأنصار بمحمد بن مسلمة وهو يطالع جارية من بني النجار

الحديث

أخرجه عبد الرزاق (10338) عن يحيى بن العلاء الرازي عن الحجاج به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 223) وأبو نعيم في "الصحابة"(613) وابن بشكوال (728)

(1) رواه غير واحد عن أبي معاوية عن الحجاج عن سهل بن محمَّد بن أبي حثمة عن عمه سليمان بن أبي حثمة عن محمد بن مسلمة، منهم:

أ- محمَّد بن المثنى.

أخرجه ابن أبي عاصم فى "الآحاد"(1992)

ب- علي بن المديني.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(612)

ت- عبد الله بن يوسف التنيسي.

أخرجه الطبراني فى "الكبير"(19/ 225 - 226)

ث- على بن حرب الموصلي.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 43) والسلفي فى "معجم السفر"(1338)

ورواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن أبي معاوية فلم يذكر الحجاج.

أخرجه ابن حبان (4042) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4166)

(2)

قيل: عنه عن الحجاج عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه عن محمَّد بن مسلمة موقوفا.

رواه سعيد بن منصور فى "سننه"(519) عن أبي شهاب الحناط به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب فى "الأسماء المبهمة"(ص 43 - 44)

وقيل: عنه عن الحجاج عن ابن أبي مُليكة عن محمَّد بن سليمان عن عمه عن محمَّد بن مسلمة مرفوعا.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 307) والبيهقي (7/ 85) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 45) وقال البيهقي: هذا الحديث إسناده مختلف فيه، ومداره على الحجاج بن أرطاة"

(3)

وعند ابن بشكوال "سليمان".

ص: 335

• وقيل: عن الحجاج عن سهل بن أبي سهل عن محمَّد بن مسلمة.

أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 27/ أ) من طريق المنهال بن خليفة الكوفي عن الحجاج به.

• وقيل: عن الحجاج عن محمَّد بن أبي سهل عن أبيه عن محمَّد بن مسلمة.

أخرجه الطيالسي (ص 164) عن حماد بن سلمة عن الحجاج به.

ورواه سليمان بن حرب البصري عن حماد بن سلمة عن الحجاج عن محمَّد بن سهل بن حُنيف عن أبيه عن محمد بن مسلمة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 226) وأبو نعيم في "الصحابة"(615 و 7534)

قال الطبراني: هكذا رواه حماد بن سلمة وخالف الناس فيه، قد اختلف الرواة عن الحجاج بن أرطأة في هذا الحديث، والصواب عندي والله أعلم ما رواه حفص بن غياث ويزيد بن هارون عن الحجاج عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة عن محمد بن مسلمة"

وقال أبو نعيم: اختلف الرواة عن الحجاج عليه في إسناد هذا الحديث، والصواب ما روته الجماعة المتفقون عليها غندر ويحيى بن زكريا وحفص ويزيد بن هارون وعباد وأبو شهاب وكلهم أثبات حفاظ"

قلت: والحجاج بن أرطاة (1) لا يحتج بحديثه، قاله أحمد وابن معين والحاكم والدارقطني.

وهو مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين ولم يصرّح بالسماع.

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة عن محمد بن مسلمة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 225) والحاكم (3/ 434) وأبو نعيم في "الصحابة"(616) من طريق إبراهيم بن صِرْمَة عن يحيى بن سعيد به.

قال الحاكم: هذا حديث غريب، وإبراهيم بن صرمة ليس من شرط هذا الكتاب"

(1) ذكره الحافظ في مواضع من "الفتح" وقال: ضعيف، وقال أيضا: ضعيف مدلس. انظر تجريد أسماء الرواة ص 10 و 43 - 44

ص: 336

وقال الذهبي: قلت: ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: شيخ"

قلت: وقال ابن معين: كذاب خبيث، وقال ابن عدي: حدّث عن يحيى بن سعيد الأنصاري بنسخ لا يحدّث بها غيره ولا يتابعه أحد على حديث منها، وعامة أحاديثه إما أنْ تكون مناكير أو تنقلب عليه الأسانيد وبَيّن على أحاديثه ضعفه"

وقال العقيلي: يحدث عن يحيى بن سعيد بأحاديث ليست محفوظة من حديث يحيى فيها مناكير وليس ممن يضبط الحديث.

الثاني: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن رجل من أهل البصرة عن محمَّد بن مسلمة.

أخرجه أحمد (4/ 226) عن وكيع عن ثور به.

ورواه غير وكيع عن ثور بن يزيد عن المُطْعِم بن المِقُدَام عن محمَّد بن مسلمة.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(905) وفي "الأوسط"(3469)

عن محمَّد بن عيسى السَّعدي

وأبو نعيم في "الصحابة"(617)

عن المعافى بن عمران الموصلي

كلاهما عن ثور بن يزيد به.

والمطعم بن المقدام هو ابن غنيم الصنعاني الشامي فليس هو المبهم في رواية وكيع، وهو ثقة كلما قال ابن معين، لكن روايته عن محمَّد بن مسلمة مرسلة كما قال الحافظ في "التهذيب"

قلت: وقع التصريح بسماعه منه في رواية الطبراني، لكن محمَّد بن عيسى السعدي لم أر من ترجمه، وشيخ الطبراني الحسن بن علي بن الحجاج ترجمه الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

الثالث: يرويه إبراهيم بن جعفر حدثتني أم الربيع ابنة عبد الرحمن بن محمَّد قالت: رأيت محمَّد بن مسلمة ينظر إلى جارية من جواري الأنصار نظرا شديدا، فقلت له: ما أشدّ نظرك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(618) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 43) من طريق محمَّد بن أحمد بن أبي العوام ثنا عبد الله بن عمرو الحمال ثنا إبراهيم بن جعفر به.

وعبد الله بن عمرو الحمال فمن فوقه لم أر من ترجمهم.

ص: 337

وأما حديث أبي حميد فأخرجه أحمد (5/ 424) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 14)

عن زهير بن معاوية الجعفي

والبزار (كشف 1418)

عن قيس

كلاهما (1) عن عبد الله بن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أبي حميد (2) مرفوعا "إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أنْ ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته وإنْ كانت لا تعلم"

قال البزار: قد روي من وجوه، ولا نعلم لأبي حميد غير هذا الطريق، ولفظه مخالف لبقية الأحاديث، وموسى هو ابن عبد الله بن يزيد مشهور"

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 4/ 276

قلت: عبد الله بن عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وموسى بن عبد الله بن يزيد هو الخَطْمِي وثقهما ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم لكن لا أدري أسمع موسى بن عبد الله من أبي حميد أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

226 -

"إذا دُبغَ الإهَابُ فقد طهر"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (366) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، ولفظ الشافعي والترمذي (1728) وغيرهما من هذا الوجه "أيما إهاب دبغ فقد طهر" وأخرج مسلم إسنادها ولم يسق لفظها، فأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" من هذا الوجه باللفظ المذكور، وفي لفظ مسلم من هذا الوجه عن ابن عباس: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "دباغه طهوره" وفي رواية للبزار من وجه آخر قال: "دباغ الأديم طهوره"(3)

227 -

عن أبي هريرة مرفوعا "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأله عنه"

(1) ومن هذا الطريق أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1901) لكن الراوي عن عبد الله بن عيسى مطموس كما في الأصل المخطوط كما ذكر محقق الكتاب.

(2)

وقع عند أحمد "عن أبي حميد أو أبي حميدة" الشك من زهير. وعند الطحاوي والبزار "عن أبي حميد" بدون شك.

(3)

12/ 80 (كتاب الذبائح- باب جلود الميتة)

ص: 338

قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم والطبراني من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، قال الطبراني: تفرد به مسلم بن خالد. قلت: وفيه مقال، لكن أخرج له الحاكم شاهدا من رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رواية بنحوه، وأخرجه ابن أبي شيبة من هذا الوجه موقوفا" (1)

صحيح

وله عن أبى هريرة طريقان:

الأول: يرويه سُمَي عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "فإنْ سقاه شرابا من شرابه فليشرب من شرابه ولا يسأله عنه"

أخرجه أحمد (2/ 399)

عن حسين بن محمَّد التميمي

والطحاوي في "شرح المعاني"(2)(4/ 222) والحاكم (4/ 126)

عن أسد بن موسى المصري

والطبراني في "الأوسط"(2461) والخطيب في "التاريخ"(3/ 87 - 88)

عن عبد الله بن رجاء المكي

وابن عدي (6/ 2311)

عن علي بن الجَعْد الجوهري (3)

كلهم عن مسلم بن خالد الزَّنْجِي ثني زيد بن أسلم عن سُمَي به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد إلا مسلم"

وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه عن زيد بن أسلم عن سُمَي غير الزنجي بن خالد، وقد روي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (4) عن أبيه"

(1) 11/ 517 (كتاب الأطعمة- باب الرجل يدعى إلى الطعام فيقول وهذا معي)

(2)

زاد في روايته "فإنْ خشي منه فليكسره بشيء"

(3)

هذه رواية محمَّد بن يحيى المروزي عن علي بن الجعد، ورواه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3071) عن علي بن الجعد فلم يذكر فيه عن سُمَي وفي متنه الزيادة التي عند الطحاوي.

(4)

قلت: وهو ضعيف.

ص: 339

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: هذا حديث منكر" سير الأعلام 8/ 159

وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن خالد الزنجي والجمهور ضعفه وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 5/ 45

قلت: مسلم بن خالد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقد ذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء".

واختلف عنه، فقال عبيد الله بن عمر القواريري: ثنا مسلم بن خالد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة.

أخرجه أبو يعلى (6358)

الثاني: يرويه محمَّد بن عجلان المدني عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه الحاكم (4/ 126) من طريق الحميدي ثنا سفيان- هو ابن عُيينة- عن ابن عجلان به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

قلت: ابن عجلان إنما أخرج له مسلم في الشواهد كما قال الحاكم نفسه، والحديث اختلف فيه على ابن عيينة، فرواه عبد الرزاق (17023) عنه عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا (1).

ورواه أبو معشر المديني عن سعيد بن أبي سعيد كذلك موقوفا.

أخرجه عبد الرزاق (17024)

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة، والحميدي من أثبت الناس في ابن عيينة كما قال أبو حاتم.

228 -

"إذا دخل أحدكم والإمام على المنبر فلا صلاة ولا كلام حتى يفرغ الإمام"

قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، والجواب عن حديث ابن عمر بأنه ضعيف فيه أيوب بن نهيك وهو منكر الحديث. قاله أبو زرعة وأبو حاتم، والأحاديث الصحيحة لا تعارض بمثله" (2)

(1) ورواه ابن أبي شيبة (8/ 290) عن ابن عيينة عن ابن عجلان ولم يذكر عن أبيه.

(2)

3/ 60 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب)

ص: 340

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أيوب بن نهيك وهو متروك، ضعفه جماعة وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ" المجمع 2/ 184

229 -

"إذا دخل الإنسان قبره فإنْ كان مؤمنا احتفّ به عمله، فيأتيه الملك فتردّه الصلاة والصيام فيناديه الملك: اجلس فيجلس فيقول: ما تقول في هذا الرجل محمَّد؟ قال: أشهد أنّه رسول الله، قال: على ذلك عشت، وعليه مت، وعليه تبعث"

قال الحافظ: ولأحمد من طريق محمَّد بن المنكدر عن أسماء مرفوعا: فذكره" (1)

له عن أسماء طرق:

الأول: يرويه عبد العريز بن أبي سلمة المَاجِشُون عن محمَّد بن المُنْكَدر قال: كانت أسماء تحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال: "إذا دخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا أحفّ به عمله الصلاة والصيام، فيأتيه الملك من نحو الصلاة فتردّه، ومن نحو الصيام فيردّه، فيناديه: اجلس فيجلس فيقول له: ماذا تقول في هذا الرجل -يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا أشهد أنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وما يدريك أدركته. قال: أشهد أنه رسول الله. قال: يقول: على ذلك عشت، وعليه مت، وعليه تبعث"

أخرجه أحمد (6/ 352 - 353) عن حُجَين بن المثنى اليمامي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 105) عن محمَّد بن عبدوس بن كامل السراج ثنا حجاج بن الشاعر ثنا حُجَيْن بن المثنى ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمَّد بن المنكدر عن أسماء بنت أبي بكر به.

قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 3/ 51

وقال العراقي: إسناده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1874

قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع ابن المنكدر من أسماء أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منها.

الثاني: يرويه أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عروة عن أسماء مرفوعا "إنّ المؤمن يقعد في قبره حين ينكفئ عنه من يشهده فيقال له: رجل يقال له محمَّد

(1) 3/ 480 (كتاب الجنائز- باب ما جاء في عذاب القبر)

ص: 341

من هو؟ فإنْ كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله، فيقال له: نم نامت عيناك، وإنْ كان غير مؤمن قال: والله لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ويخوضون فخضت، فيقال له: نم لا نامت عيناك"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2/ 86) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لَهيعة عن أبي الأسود به.

وأخرجه عن عبيد الله بن محمَّد بن عبد الرحيم البرقي ثنا عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة به.

وابن لهيعة ضعيف.

الثالث: ترويه فاطمة بنت المنذر عن أسماء مرفوعا "يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمَّد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا. فيقال: نم صالحا فقد علمنا إنْ كنت لموقنا. وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته"

أخرجه البخاري (فتح 1/ 300 - 301 و 3/ 197 و 17/ 19)

230 -

"إذا دخل البصر فلا إذن"

قال الحافظ: وللأولين (أي البخاري في "الأدب المفرد" وأبي داود) من حديث أبي هريرة بسند حسن رفعه: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد (2/ 366) والبخاري في "الأدب المفرد"(1089) وأبو داود (5173) والبيهقي (8/ 339) والخطيب في "الجامع"(219)

عن سليمان بن بلال المدني

والبخاري في "الأدب المفرد"(1082)

عن سفيان بن حمزة الأسلمي

والطبراني في "الأوسط"(1394)

عن الوليد بن أبي خيرة المدني

(1) 13/ 261 (كتاب الإستئذان- باب الإستئذان من أجل البصر)

ص: 342

ثلاثتهم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة به مرفوعا.

وسنده حسن كما قال الحافظ، وكثير بن زيد هو الأسلمي وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، ولا بأس به إن شاء الله، والوليد بن رباح قال البخاري: مقارب الحديث، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقد سمع من أبي هريرة كما قال البخاري (علل الترمذي 2/ 677)

وللحديث شاهد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الإستئذان في البيوت فقال "من دخلت عينه قبل أن يسلم فلا إذن وقد عصي ربه"

أخرجه الطبراني.

قال الهيثمي: وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 44

231 -

"إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مَبِيْتَ لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2018) والأربعة عن جابر رفعه: فذكره" (1)

232 -

حديث أم سلمة المرفوع "إذا دخل العشر فأراد أحدكم أنْ يضحي"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (1977)

233 -

"إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: إنّ لكم عند الله وَعْدًا، فيقولون: ألم يُبيض وجوهنا ويُزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحبّ إليهم منه ثم قرأ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26] "

قال الحافظ: أخرجه مسلم والترمذي وغيرهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، قال الترمذي:

(1) 13/ 331 (كتاب الإستئذان- باب غلق الأبواب بالليل)

(2)

12/ 114 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من الضأن)

ص: 343

إنما أسنده حماد بن سلمة، ورواه سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. قلت: وكذا قال مَعْمَر أخرجه عبد الرزاق عنه، وحماد بن زيد عن ثابت أخرجه الطبري، وأخرجه أيضا من طريق أبي موسى الأشعري نحوه موقوفا عليه" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم وأحمد من حديث صهيب رفعه: فذكره، وله شاهد عند ابن المبارك في "الزهد" من حديث أبي موسى من قوله، وأخرجه ابن أبي حاتم من حديثه مرفوعا باختصار" (2)

وذكره في موضع ثالث وقال: الحديث عند مسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان" (3)

صحيح

أخرجه مسلم (181) والطيالسي (منحة 2/ 244) وأحمد (4/ 332 و 333 و 6/ 15 - 16) وهناد في "الزهد"(271) والحسن بن عرفة في "جزئه"(24) وابن ماجه (187) والترمذي (2552 و 3105) وابن أبي عاصم في "السنة"(472) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(ص 52 - 53 و 53 و 56) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(175) وفي "الرد على المريسي"(ص 161) والبزار (2087) والنسائي في "الكبرى"(7766 و 11234) والطبري في "تفسيره"(11/ 106) وابن خزيمة في "التوحيد"(ص 180 و 181) وأبو علي الطوسي في "أماليه"(3) وأبو عوانه (1/ 156) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1285) وابن أبي حاتم في "التفسير"(10340) والهيثم بن كليب في "مسنده"(988 و 989 و 990 و 991) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(1090) وفي "عواليه"(3) وابن حبان (7441) والطبراني في "الأوسط"(760) وفي "الكبير"(7314 و 7315) والآجري في "الشريعة"(ص 261) وفي "التصديق بالنظر"(35 و 36) وابن عدي (2/ 676 و 676 - 677) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 51 - 52) والدارقطني في "الرؤية"(153 و 154 و155 و 156) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 1) وابن منده في "الرد على الجهمية"(83) وفي "الإيمان"(782 و783 و 784 و 785 و 786) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(53) وابن النحاس في "الرؤية"(2) والعِيسوي في "الفوائد"(37) واللالكائي في "السنة"(778 و 833) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 396) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 155) والبيهقي

(1) 9/ 417 (كتاب التفسير- سورة يونس)

(2)

14/ 212 - 213 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

(3)

17/ 207 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة)

ص: 344

في "الإعتقاد"(ص 123 - 124) وفي "البعث"(446) وفي "الأسماء"(ص 389 - 390) والحنائي في "فوائده"(ق 123/ ب) وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 156 - 157) والخطيب في "التاريخ"(1/ 402) وفي تخريج "الفوائد المنتخبة" للمهرواني (ص 79 - 80) والهروي في "دلائل التوحيد"(34) وأبو محمَّد البغوي (1) في "شرح السنة"(4393) وفي "تفسيره"(3/ 186) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 241) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(49 و 500) والجورقاني في "الأباطيل"(2/ 304 - 305) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(47) وابن الجوزي في "مشيخته"(ص 119) وأبو سعد القشيري في "الأربعين"(32) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر"(90 - 91) والمؤيد الطوسي في "الأربعين"(ص 97 - 98) وعبد الرزاق الكيلاني في "الأربعين الكيلانية"(ص 35 - 36) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب به مرفوعا.

قال الترمذي: حديث حماد بن سلمة هكذا روى غير واحد عن حماد بن سلمة مرفوعا، وروى سليمان بن المغيرة هذا الحديث عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله، ولم يذكر فيه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: رواه غير واحد عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله، منهم:

1 -

حماد بن زيد.

أخرجه الطبري (11/ 105 و 106) وابن خزيمة في "التوحيد"(ص 181 - 182 و 182) واللالكائي (792) والدارقطني في "الرؤية"(208 و 209 و 210) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(192) وأبو بكر الشافعي (1091)

2 -

سليمان بن المغيرة.

أخرجه الطبري (11/ 105) وابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم بن حماد 282) وابن خزيمة في "التوحيد"(ص 182) والدارقطني في "الرؤية"(211) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(95)

3 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه الطبري (11/ 105) وابن خزيمة في "التوحيد"(ص 182) والدارقطني في "الرؤية"(212 و 213)

(1) وقال: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم"

ص: 345

وخالف الجميع عباد بن كثير الثقفي فرواه عن ثابت عن عبد الرحمن عن كعب بن عجرة مرفوعا.

أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 323) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(28)

ورواية حماد بن سلمة أصح لأنّه كان من أثبت الناس في ثابت البناني.

قال ابن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد. قيل له: فسليمان بن مغيرة عن ثابت. قال: سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت"

وقال: أثبت الناس في ثابت حماد بن سلمة"

وقال: حماد أضبط الناس وأعلمهم بحديث ثابت"

وقال ابن الجنيد: قيل لابن معين: أيما أحب إليك في ثابت، سليمان بن مغيرة أو حماد بن سلمة؟ قال: كلاهما ثقة ثبت، وحماد أعرف بحديث ثابت من سليمان، وسليمان ثقة"

وقال أحمد: حماد أعلم الناس بثابت"

وقال: حماد أثبت في ثابت من معمر"

وقال: حماد أثبت في حديث ثابت من غيره"

وقال ابن المديني: لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة" (1)

وقال البزار: الحديث إذا رواه الثقة كان الحديث له إذا زاد، وكان حماد بن سلمة من خيار الناس وأمنائهم"

وقال الدارقطني: هذا حديث صحيح" الرؤية ص 251

وكذا قال العِيسوي.

وقال الحنائي: هذا حديث صحيح، وأصحاب الحديث متفقون على أنّ حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني وأعلمهم به، فإذا كان أعلم الناس بثابت حماد بن سلمة لا يسقط حديثه عنه لحديث من هو دونه في الإتقان عنه"

وأما حديث أبي موسى فأخرجه هناد في "الزهد"(169) وعثمان الدارمي في "الرد

(1) تاريخ الدوري 2/ 131 - سؤالات ابن الجنيد ص 316 - الجرح والتعديل 1/ 2/ 141

ص: 346

على الجهمية" (195) وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 456) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 414) والدارقطني في "الرؤية" (44 و 45 و 46) واللالكائي (785 و 786) من طرق عن أبي بكر الهذلي (1) قال: سمعت أبا تميمة الهُجَيْمِي يحدث عن أبي موسى الأشعري قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى أهل الجنة مناديا ينادي: هل أنجزكم الله ما وعدكم؟ فينظرون إلى ما أعدّ الله لهم من الكرامة فيقولون: نعم، فيقول {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يُونس: 26] النظر إلى وجه الرحمن.

وأبو بكر الهذلي متروك الحديث، وخالفه أبان بن أبي عياش وهو مثله فرواه عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى مرفوعا.

أخرجه الطبري (11/ 105) واللالكائي (782) والدارقطني في "الرؤية"(43)

234 -

حديث ميمونة مرفوعا "إذا دخل عشر ذي الحجة فمن أراد أنْ يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره"

قال الحافظ: قال الداودي: والحديث المذكور أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. قلت: هو من حديث أم سلمة لا من حديث ميمونة فوهم الداودي في النقل" (2)

أخرجه مسلم (1977) عن أم سلمة مرفوعا "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أنْ يضحي فلا يمسنّ من شعره وبشره شيئا"

وفي رواية "إذا دخل العشر وعنده أضحية يريد أن يضحي فلا يأخذنّ شعرا ولا يقلمنّ ظفرا"

235 -

"إذا دخلت على مريض فَمُرْهُ يدعو لك، فإنّ دعاءه كدعاء الملائكة"

قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه أيضا بسند حسن لكن فيه انقطاع عن عمر رفعه: فذكره" (3)

ضعيف جدا

أخرجه ابن ماجه (1441) عن جعفر بن مسافر التِّنِّيسي ثني كثير بن هشام ثنا جعفر بن بُرْقَان عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب به مرفوعا.

(1) أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم 419) عن أبي بكر الهذلي به.

وأخرجه الطبري (11/ 105) من طريق سويد بن نصر المروزي أنا ابن المبارك به.

وأخرجه البيهقي في "البعث"(447) من طريق عتاب بن زياد المروزي أنبا ابن المبارك به.

(2)

12/ 120 (كتاب الأضاحي- باب إذا بعث بهديه ليذبح)

(3)

12/ 226 (كتاب المرضى- باب ما يقال للمريض)

ص: 347

واختلف فيه على كثير بن هشام الرقي، فرواه الحسن بن عرفة عنه عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مِهْرَان عن عمر به.

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(557) والبيهقي كما في "النكت الظراف"(8/ 111) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1455) وقال: هذا حديث لا يصح"

قلت: إسناده ضعيف جدا، عيسى بن إبراهيم الهاشمي قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

والإسناد أيضا منقطع لأنّ ميمون بن مهران لم يدرك عمر، وبه أعلّ غير واحد الحديث.

قال المنذري: رواه ابن ماجه ورواته ثقات مشهورون إلا أنّ ميمون بن مهران لم يسمع من عمر" الترغيب 4/ 322

وقال النووي: روينا في سنن ابن ماجه وكتاب ابن السني بإسناد صحيح أو حسن عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب: فذكر الحديث، ثم قال: لكن ميمون بن مهران لم يدرك عمر" (1) الأذكار ص 128

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات (أي إسناد ابن ماجه) إلا أنّه منقطع، قال العلائي في "المراسيل" والمزي في "التهذيب": إنّ رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة" مصباح الزجاجة 2/ 21

والحديث ذكره الحافظ في "التهذيب"(2/ 107) وفي "النكت الظراف"(8/ 111) وأعلّه بعيسى بن إبراهيم الهاشمي فقال: حديث معلول قال النووي: صحيح أو حسن لكن ميمونا لم يدرك عمر، فمشى على ظاهر السند، وعلّته أنّ الحسن بن عرفة رواه عن كثير فأدخل بينه وبين جعفر رجلا ضعيفا جدا وهو عيسى بن إبراهيم الهاشمي. كذلك أخرجه ابن السني والبيهقي من طريق الحسن بن عرفة فكأن جعفر كان يدلس تدليس التسوية إلا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر له، فلعل كثيرا عنعنه فرواه جعفر عنه بالتصريح لاعتقاده أنّ الصيغتين سواء من غير المدلس لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه بالتدليس فإنْ كان الأمر كما ظننت أولًا وإلا فيسلم جعفر من التسوية ويثبت التدليس في كثير والله أعلم.

(1) وذكره في "الخلاصة"(2/ 915) في فصل الضعيف وقال: وهو منقطع، ولد ميمون بعد وفاة عمر بنحو ثمان عشرة سنة"

ص: 348

هذا كلامه في "التهذيب"

وقال في "النكت الظراف": السند معلول وعيسى ضعيف جدا، وكثير معروف بالرواية عن جعفر لكن أدخل عيسى بينه وبينه في الحديث. وأما تصريحه بالتحديث في رواية جعفر بن مسافر، فيحتمل أنْ يكون الخطأ فيه من جعفر، لأنه يعرف أنّ كثير بن هشام غير مدلس، فحمل عنعنته على التحديث فالله أعلم"

236 -

"إذا دخلتم على المريض فَنَفِّسُوا له في الأجل فإنّ ذلك لا يَرُدُّ شيئا وهو يَطِيب نفس المريض"

قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه والترمذي من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وفي سنده لين" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 236 - 237) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(1) وابن ماجه (1438) والترمذي (2087) وفي "العلل"(2/ 807) والطبراني في "الدعاء"(1087) وابن عدي (6/ 2343) وابن السني في "اليوم والليلة"(537) وابن بشران في "الأمالي"(649) والبيهقي في "الشعب"(8778) وابن الجوزي في "العلل"(1459) من طريق عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سعيد به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث، وأبوه لم يدرك أبا سعيد"

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر كأنّه موضوع، وموسى ضعيف الحديث جدا، وأبوه محمَّد بن إبراهيم التيمي لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد" العلل 2/ 241

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: موسى بن محمَّد بن إبراهيم ليس بشيء لا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك"

وقال النووي: إسناده ضعيف" الأذكار ص 127 - الخلاصة 2/ 916

وقال الحافظ في "بذل الماعون"(ص 355): في سنده لين"

(1) 12/ 225 - 226 (كتاب المرضى- باب ما يقال للمريض)

ص: 349

237 -

"إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب، فإنْ شاء طعم، وإنْ شاء ترك"

قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (1430): فذكره" (1)

238 -

"إذا دُعِيَ الرجل فهو إذنه"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1074) موقوفا على ابن مسعود قال: فذكره، وأخرجه ابن أبي شيبة مرفوعا" (2)

قلت: أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 646) أيضا عن ابن مسعود موقوفا.

239 -

"إذا ذبحتم فأحسنوا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1955) " (3)

هو من حديث شداد بن أوس، وسيأتي أيضا عند حديث "إذا قتلتم فأحسنوا القتلة

"

240 -

"إذا ذُكِرَ القَدَرُ فأمسكوا"

قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (4)

روي من حديث ابن مسعود ومن حديث ثوبان ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي ذر ومن حديث طاوس مرسلا.

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مُسْهِر بن عبد الملك بن سَلْع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10448) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 108) وفي "الإمامة"(ق 46/ أ) والبيهقي في "القضاء والقدر"(444)

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرد به عنه مسهر"

وقال الهيثمي: وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 202 و 223

(1) 11/ 156 (كتاب النكاح- باب إجابة الداعي في العرس وغيره)

(2)

13/ 269 (كتاب الاستئذان- باب إذا دعي الرجل فجاء)

(3)

12/ 60 (كتاب الذبائح- باب ما نَدَّ من البهائم)

(4)

14/ 277 (كتاب القدر- باب في القدر)

ص: 350

وقال العراقي: إسناده حسن" إتحاف السادة المتقين 1/ 221

قلت: مسهر بن عبد الملك مختلف فيه: قال البخاري: فيه بعض النظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم.

الثاني: يرويه أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قِلابة عن ابن مسعود.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 742) والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(782) وابن عدي (7/ 2490) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(186) واللالكائي في "السنة"(210 و 2351) والخطيب في "القول في علم النجوم" كما في "إتحاف السادة"(1/ 222) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(629 و 2360)

وإسناده ضعيف لضعف أبي قحذم.

وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1427) من طريق يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا"

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن ربيعة الرَّحبي.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:

الأول: يرويه محمَّد بن الفضل بن عطية عن كرز بن وبرة عن عطاء عن ابن عمر مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا".

أخرجه ابن عدي (6/ 2172) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 357 - 358)

ومحمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني وغيرهم.

الثاني: يرويه الفرات بن السائب ثنا ميمون بن مهران عن ابن عمر مرفوعا "إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا".

أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 295)

وإسناده ضعيف جدا، الفرات بن السائب قال البخاري: تركوه منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، واتهمه ابن حبان بالوضع.

الثالث: يرويه يحيى بن سابق أبو زكريا المدائني عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إذا ذكر القدر فأمسكوا، فإنَّه سرّ الدين لا تبلغه عقولكم، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، فإنّه يدعو إلى الكهانة، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، فإنّ شرّهم خير من خيركم".

ص: 351

علقه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 115)

وقال: يحيى بن سابق كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به في الديانة ولا الرواية عنه بحيلة"

وأما حديث أبي ذر فأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1275 و 1982) من طريق عثمان بن سعيد الخياط الواسطي ثنا الحكم بن سنان عن داود بن أبي هند عن الحسن عن أبي ذر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يتذاكرون شيئا من القدر، فخرج مغضبا، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال "أبهذا أمرتم؟ أو ما نهيتم عن هذا؟ إنما هلكت الأمم قبلكم في هذا، إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا"

واختلف فيه على الحكم بن سنان، فرواه محمَّد بن المثنى عنه فجعله عن أبي هريرة.

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(901)

والحكم بن سنان قال ابن معين وغيره: ضعيف.

وقد روي عن الحسن مرسلا أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(بغية الباحث 743) ثنا داود بن المُحَبَّر ثنا صالح المُرِّي عن الحسن رفعه "إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت الأنواء فأمسكوا"

داود بن المحبر متهم بالوضع.

وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق في "أماليه"(51) عن مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه مرفوعا "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا"

وهو مرسل رجاله ثقات.

241 -

حديث أبي أيوب أنّه كانت له سَهْوَة- وهي الصفة فيها تمر- وكانت الغُول تجيء فتأخذ منه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إذا رأيتها فقل: بسم الله، أجيبي رسول الله" فأخذها فحلفت أنْ لا تعود فذكر ذلك ثلاثا فقالت: إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره.

قال الحافظ: وفي حديث أبي أيوب عند الترمذي: فذكره، وفي حديث أبي أسيد الساعدي عند الطبراني أنه لما قطع تمر حائطه جعلها في غرفة، وكانت الغول تخالفه فتسرق تمره وتفسده عليه، فذكر نحو حديث أبي أيوب سواء وقال في آخره: وأدلك على

ص: 352

آية تقرؤها في بيتك فلا يخالف إلا أهلك، وتقرؤها على إناءك فلا يكشف غطاؤه وهي آية الكرسي، ثم حلّت إستها فضرط، الحديث" (1)

حسن

وحديث أبي أيوب أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 397 - 398) وأحمد (5/ 423) والترمذي (2880) والطحاوي في "المشكل"(787) والطبراني في "الكبير"(4011) وأبو الشيخ في "العظمة"(1091) والحاكم (3/ 459) وأبو نعيم في "الدلائل"(545) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(860) من طريق أبي أحمد الزبيري محمَّد بن عبد الله الأسدي ثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أنّه كان في سَهْوَة له فكانت الغُول تجيء، فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال: فجاءته فقال لها فأخذها فقالت له: إني لا أعود، فأرسلها، فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ما فعل أسيرك؟ " فقال: أخذتها فقالت: إني لا أعود، فأرسلتها، فقال:"إنها عائدة" فأخذها مرتين أو ثلاثا كلّ ذلك تقول: لا أعود، ويجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول:"ما فعل أسيرك؟ " فيقول: أخذتها فتقول: لا أعود، فيقول:"إنها عائدة" فأخذتها فقالت: أرسلني وأعلمك شيئا تقوله لا يقربك شيء، آية الكرسي، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال:"صدقت وهي كذوب"

وفي لفظ "فقالت: إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره"

ولم ينفرد سفيان وهو الثوري به بل تابعه ابن إسحاق ثني محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به.

أخرجه أحمد (5/ 423)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

لكن الحديث حسن كما قال الترمذي، فقد رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب، منهم:

1 -

عبد الله بن يسار الجهني الكوفي.

(1) 5/ 394 (كتاب الكفالة- باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا)

ص: 353

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4012) وأبو الشيخ في "العظمة"(1093) من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان ثنا سعد بن الصلت عن الأعمش عن عبد الله بن يسار به.

وإسحاق بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: صدوق، وسعد بن الصلت ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وقال الذهبي في "السير": صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحا، والأعمش مدلس وقد عنعن، وعبد الله وعبد الرحمن ثقتان.

2 -

الحكم بن عُتيبة:

قال الطبراني (4013): ثنا إسحاق بن داود الصواف التُّسْتَرِي ثنا محمَّد بن يزيد الأسفاطي ثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا شريك عن عمار الدُّهْنِي عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قال: فذكره مختصرا.

وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وقال الجوزجاني وغير واحد: سيء الحفظ، وشيخ الطبراني لم أر من ذكره، والأسفاطي وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق، والباقون كلهم ثقات.

3 -

أبو فروة مسلم بن سالم النَّهْدي الكوفي.

قال الطبراني (4014): ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يوسف بن محمَّد بن سابق ثنا محمَّد بن كثير ثنا أبو فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

شيخ الطبراني ترجمه الذهبي في "السير" وقال: كان من الحفاظ الرحالة، ويوسف بن محمَّد بن سابق ذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن كثير أظنه العبدي، وأبو فروة وثقه ابن معين وغيره.

والحديث بمجموع هذه الطرق حسن، والله تعالى أعلم (1).

وأما حديث أبي أسيد الساعدي فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 263 - 264) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثني عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت من أبي أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد يحدث عن أبيه عن جده أبي أسيد الساعدي قال: لما قطع أبو أسيد تمرة حائطه جعلها في غرفة له، فكانت الغُول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسده عليه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "تلك الغول يا أبا أسيد فاستمع عليها، فإذا سمعت اقتحامها يعني وجبتها فقل: بسم الله حبسني

(1) وللحديث طريق أخرى عند الحاكم (3/ 459) وفيها ابن لهيعة وهو ضعيف.

ص: 354

رسول الله" فقالت الغول: يا أبا أسيد أعفني أنْ تكلفني أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيك موثقا من الله أنْ لا أخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك، فأدلك على آية من كتاب الله فتقرأ بها على بيتك فلا نخالف إلى أهلك ولا نكشف غطاءه، فأعطته الموثق الذي رضي به منها فقالت: التي أدلك عليها هي آية الكرسي، ثم حَكَّتْ إستها تضرط، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقصّ عليه القصة حيث وَلَّت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت وهي كذوب".

قال الهيثمي: رجاله وثقوا كلهم وفي بعضهم ضعف" المجمع 6/ 323

قلت: الحديث إسناده ضعيف، قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد يروي حديث أبي أسيد في الغول كيف هو؟ فقال: لا أعرفه" (1)

وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بقوي، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وله شاهد عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلًا على أبي أيوب الأنصاري في غرفة وكان طعامه في سلة من المخدع فكانت تجيء من الكوة السنور حتى تأخذ الطعام من السلة، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تلك الغول، فإذا جاءت فقل لها: عزم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ لا ترجعي" قال: فجاءت، فقال لها أبو أيوب: عزم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ لا ترجعي، فقالت: يا أبا أيوب دعني هذه المرّة فوالله لا أعود، فتركها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، قالت ذلك مرتين، ثم قالت: هل لك أنْ أعلمك كلمات إذا قلتهنّ لا يقرب بيتك شيطان تلك الليلة وذلك اليوم ومن غد؟ قال: نعم، قالت: اقرأ آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]. قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:"صدقت وهي كذوب"

أخرجه الحاكم (3/ 458 - 459) من طريق عبد العزيز بن موسى اللاحوني ثنا يوسف بن محمد ثنا إبراهيم بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

وسكت عليه.

طريق أخرى: قال إبراهيم بن زياد البجلي: ثنا محمَّد بن زياد الرقي ثني ميمون بن مِهْران عن ابن عباس قال: شكا أبو أيوب الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم تمرا فقده من الخزانة فقال: "وذلك عمل الشيطان فارصده، فإذا سمعت الحركة فقل: بسم الله، أجب رسول الله

" وذكر الحديث بطوله.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 79) وفي "تلخيص المتشابه"(1/ 77) عن أبي

(1) تاريخ الدارمي ص 170 - الكامل لابن عدي 4/ 1562 ووقع عندهما إسحاق بن سعد.

ص: 355

العلاء محمَّد بن علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا إبراهيم بن زياد البجلي به.

ذكره في ترجمة إبراهيم بن زياد هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

242 -

"إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق على يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه"

قال الحافظ: وزاد مسلم سادسة وهي التحول عن جنبه الذي كان عليه فقال: حدثنا قُتيبة حدثنا ليث وحدثنا ابن رُمْح أنبأنا الليث عن أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره، وقال قبل ذلك: حدثنا قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد وحدثنا محمَّد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نُمير كلهم عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد يعني عن أبي سلمة عن أبي قتادة مثل حديث سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد زاد ابن رمح في هذا الحديث "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه" وذكر بعض الحفاظ أنّ هذه الزيادة إنما هي في حديث الليث عن أبي الزبير كما اتفق عليه قتيبة وابن رمح وأما طريق يحيى بن سعيد في حديث أبي قتادة فليست فيه ولذلك لم يذكرها قتيبة" (1)

أخرجه مسلم (2262) من حديث جابر و (2261) من حديث أبي قتادة.

243 -

"إذا زُلزلت تعدل نصف القرآن، والكافرون تعدل ربع القرآن"

قال الحافظ: أخرج الترمذي والحاكم وأبو الشيخ من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وأخرج الترمذي أيضا وابن أبي شيبة وأبو الشيخ من طريق سلمة بن وَرْدَان عن أنس أنّ الكافرون والنصر تعدل كل منهما ربع القرآن، وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن" زاد ابن أبي شيبة وأبو الشيخ "وآية الكرسي تعدل ربع القرآن" وهو حديث ضعيف لضعف سلمة وإنْ حسنه الترمذي فلعله تساهل فيه لكونه من فضائل الأعمال، وكذا صحح الحاكم حديث ابن عباس وفي سنده يمان بن المغيرة وهو ضعيف عندهم"(2)

ضعيف

روي من حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (2894) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(298) وابن عدي (7/ 2638) والحاكم (1/ 566) والبيهقي في "الشعب"(2284)

(1) 16/ 24 (كتاب التعبير- باب الرؤيا من الله)

(2)

10/ 438 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل قل هو الله أحد)

ص: 356

ومحمد بن الحسين البزاز في "فوائده"(التدوين للرافعي 3/ 410 - 411) من طرق عن يزيد بن هارون (1) أنا يمان بن المغيرة البصري العنزي ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن"

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل يمان ضعيف"

وقال ابن حبان في "المجروحين": منكر الحديث جدا يروي عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها فلما كثر ذلك في روايته استحق الترك"

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سلمة بن وردان عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: "هل تزوجت يا فلان؟ " قال: لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به، قال:"أليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]؟ " قال: بلى، قال:"ثلث القرآن" قال: "أليس معك {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1]؟ " قال: بلى، قال:"ربع القرآن" قال: "أليس معك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]؟ " قال: بلى، قال:"ربع القرآن"، قال:"أليس معك: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزّلزَلة: 1]؟ " قال: بلى، قال:"ربع القرآن"، قال:"تزوج، تزوج"

أخرجه أحمد (3/ 146 - 147 و 221) ومسلم في "التمييز"(67) والترمذي (2895) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(297) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 336 - 337) وابن عدي (3/ 1180) والبيهقي في "الشعب"(2285 و 2300) والخطيب في "التاريخ"(11/ 380) والواحدي في "الوسيط"(4/ 541) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة"(24) من طرق عن سلمة بن وردان به.

قال الترمذي: حديث حسن"

قلت: بل ضعيف لضعف سلمة بن وردان.

قال ابن حبان: كان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه وعن غيره من الثقات ما لا

(1) وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 140 و 141 - 142 و 143) عن يزيد بن هارون به.

ص: 357

يشبه حديث الاثبات كأنّه كان كبر وحطمه السن فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به"

الثاني: يرويه الحسن بن سَلْم بن صالح العِجْلي ثنا ثابت البناني عن أنس مرفوعا "من قرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزّلزَلة: 1]، عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، عدلت له بثلث القرآن"

أخرجه الترمذي (2893) والبزار كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 538) والعقيلي (1/ 243) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 234) والبيهقي في "الشعب"(2286) والخطيب في "تالي التلخيص"(259) وفي "المتفق والمفترق"(381) والواحدي في "الوسيط"(4/ 541) والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 166) من طريق محمَّد بن موسى الحَرَشي البصري ثنا الحسن بن سلم به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم"

وقال ابن حبان: هذا الخبر بهذا اللفظ باطل إلا ذكر "قل هو الله أحد" فإنّ له أصلا"

وقال العقيلي: الحسن بن سلم مجهول في النقل، وحديثه غير محفوظ"

وقال البيهقي: هذا العجلي مجهول"

وقال أبو أحمد الحاكم: غريب من حديث ثابت عن أنس لا أعلم أحدا حدث به غير الحسن العجلي عنه" تهذيب الكمال.

وقال الذهبي في "الميزان": هذا منكر، والحسن لا يعرف، ولا روى عنه سوى محمَّد بن موسى الحرشي"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(686) عن عبد الله بن محمَّد ثنا عبيد الله بن أحمد ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا عيسى بن ميمون ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "من قرأ في ليلة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزّلزَلة: 1] كانت له كعدل نصف القرآن، ومن قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] كانت له كعدل ربع القرآن، ومن قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] كانت له كعدل ثلث القرآن"

عيسى بن ميمون هكذا وقع في كتاب ابن السني وأظنه عبيس بن ميمون فإنّه يروي عن يحيى بن أبي كثير، قال ابن معين وغيره: متروك الحديث.

ص: 358

244 -

"إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه الإيمان"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم بسند صحيح من طريق سعيد المَقْبُري أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره، وأخرج الحاكم من طريق ابن حُجَيرة أنّه سمع أبا هريرة يقول: من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه" (1)

صحيح

وله عن أبي هريرة طريقان:

الأول: يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد أنّ سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري حدّثه أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه أبو داود (4690) وابن نصر في "الصلاة"(536) وابن بطة في "الإبانة"(976) وابن منده في "الإيمان"(519) والحاكم (1/ 22) واللالكائي في "السنة"(1864) والبيهقي في "الشعب"(4979) من طرق عن سعيد بن أبي مريم أنا نافع بن يزيد ثني ابن الهاد به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا برواته"

وقال العراقي في "أماليه": صحيح" فيض القدير 1/ 368

قلت: وهو كما قال، ونافع بن يزيد هو الكلاعي احتج به مسلم، وعلق له البخاري.

وخالفه رشدين بن سعد المصري فرواه عن ابن الهاد فلم يرفعه.

أخرجه اللالكائي (1869)

والأول أصح، ورشدين ضعيف.

الثاني: يرويه عبد الله بن الوليد عن ابن حُجَيرة أنّه سمع أبا هريرة رفعه "من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه"

أخرجه الحاكم (1/ 22) عن بكر بن محمَّد الصيرفي ثنا عبد الصمد بن الفضل، وحدثنا جعفر بن محمَّد بن نصير ثنا بشر بن موسى قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا عبد الله بن الوليد به.

وقال: على شرط مسلم. قد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الله بن الوليد وهما شاميان"

(1) 15/ 64 (كتاب الحدود- باب الزنا وشرب الخمر)

ص: 359

قلت: بل هما مصريان، وعبد الله بن الوليد هو ابن قيس التُّجِيْبِي لم يخرج له مسلم شيئا، وما أظنه سمع من عبد الرحمن بن حجيرة لأنّه يروي عن ابنه عبد الله عنه عن أبي هريرة (1)، وهو مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به.

245 -

"إذا سُئِل فأراد أنْ يفعل قال: نعم، وإذا لم يُرِدْ أنْ يفعل سكت"

قال الحافظ: في حديث مرسل لابن الحنفية أخرجه ابن سعد ولفظه: فذكره" (2)

مرسل

أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 368) أخبرنا الفضل بن دُكين أخبرنا أبو العلاء الخفاف خالد بن طهمان عن المنهال بن عمرو عن محمَّد بن الحنفية قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يقول لشيء لا فإذا هو سئل فأراد أنْ يفعل قال: نعم، وإذا لم يُرد أن يفعل سكت، فكان قد عرف ذلك منه.

ورواته ثقات غير خالد بن طهمان وهو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويهم، وقال أبو حاتم: محله الصدق.

246 -

"إذا سُئلت عن مفتاح الجنة فقل: مفتاحها لا إله إلا الله"

قال الحافظ: ذكر ابن إسحاق في "السيرة" أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل العلاء بن الحضرمي قال له: فذكره، وروي عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه، أخرجه البيهقي في "الشعب" وزاد: ولكن مفتاح بلا أسنان فإن جئث بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك" (3)

حديث معاذ له عنه طريقان:

الأول: يرويه شهر بن حوشب عن معاذ مرفوعا "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله"

أخرجه الحسن بن عرفة (النهاية لابن كثير ص 346) عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر به.

(1) وأظنّ أنّ عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة سقط من إسناد هذا الحديث، ومما يقوي ذلك أنّ الحاكم أخرج حديثا (1/ 523) عن بكر بن محمَّد الصيرفي بهذا الإسناد فقال فيه "عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة" وقال: صحيح الإسناد.

وانظر "اليوم والليلة" للنسائي ص 145 و 381

(2)

13/ 66 (كتاب الأدب- باب حسن الخلق)

(3)

3/ 353 (كتاب الجنائز- باب في الجنائز)

ص: 360

وأخرجه أحمد (22102) والبزار (2660) والطبراني في "الدعاء"(1479) وابن عدي (4/ 1356) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.

قال البزار: وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل"

وقال الهيثمي: وفيه انقطاع بين شهر بن حوشب ومعاذ، وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز ضعيفة، وهذا منها" المجمع 1/ 16

وقال البوصيري: سنده ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 643

الثاني: يرويه جرير بن حازم عن محمَّد بن أبي بكر عن رجل عن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال له حين بعثه إلى اليمن "إنك ستأتي أهل الكتاب فيسألونك عن مفاتيح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله"

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 130 - 131)

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

وأما الزيادة التي ذكرها الحافظ فلم أرها في حديث معاذ، وإنما هي من قول وهب بن منبه، وقد علقه البخاري في الباب.

وذكر الحافظ أن البخاري وصله في "التاريخ" وكذا أبو نعيم في "الحلية".

ووصله أيضا إسحاق في "مسنده" كما في "المطالب"(2911) والبيهقي في "الأسماء"(ص 135)

وقال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب 3/ 254 - مختصر الإتحاف 10/ 643

247 -

"إذا سألت فاسأل الله"

قال الحافظ: وفي "السنن" قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: فذكره" (1)

حسن

ورد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث عبد الله بن جعفر

فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:

الأول: يرويه قيس بن الحجاج الكلاعي المصري عن حَنَش بن عبد الله الصنعاني عن

(1) 13/ 11 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ص: 361

ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

وفي لفظ "جفت الأقلام وطويت الصحف"

أخرجه ابن وهب في "القدر"(28) وأحمد (1/ 293 و 303 و 307) والترمذي (2516) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 530) وابن أبي عاصم في "السنة"(316) والفريابي في "القدر"(153 و 156) والطبراني في "الكبير"(12988 و 12989) وفي "الدعاء"(42) وابن السني في "اليوم والليلة"(425) ونصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 194 - 195) والبيهقي في "الشعب"(192 و 1043) وفي "الأسماء"(ص 97) وفي "الاعتقاد"(ص 139 - 140) وفي "القضاء والقدر"(287 و 288) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(9) وأبو زكريا ابن منده في "أرداف النبي"(ص 24 - 25) واللالكائي في "السنة"(1094 و 1095) وأبو عبد الله بن منده في "التوحيد"(251) والخطيب في "المدرج"(2/ 857 - 858 و 859 - 860 و 860 - 861 و 861 - 862) وابن بطة في "الإبانة"(1505 و 1508) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 517) والمزي في "التهذيب"(24/ 20 - 21) والحافظ بن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 327 و328) وفي "الأمالي الحلبية"(ص 15 - 16 و 17) من طرق عن قيس بن الحجاج به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال ابن منده: هذا إسناد مشهور، رواته ثقات، ولهذا الحديث طرق عن ابن عباس وهذا أصحها"

وقال ابن رجب: هذه الطريق حسنة جيدة" جامع العلوم 1/ 462

وقال الحافظ: إسناده حسن"

قلت: وهو كما قالوا، وقيس بن الحجاج ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وحنش الصنعاني وثقه أبو زرعة وغيره.

ولم ينفرد قيس بن الحجاج به بل تابعه يزيد بن أبي حبيب عن حنش عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، ولا تسأل

ص: 362

غير الله، ولا تحلف إلا بالله، جفت الأقلام وطويت الصحف، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أنْ يضروك بغير ما كتب الله لك ما استطاعوا، ولو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أنْ ينفعوك بغير ما كتب الله لك ما استطاعوا ذلك" قلت: يا رسول الله، كيف لي بمثل هذا من اليقين، حتى أخرج من الدنيا؟ قال:"تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك".

أخرجه الآجري في "الشريعة"(412) عن الفريابي في "القدر"(157) ثني أبو وهب الوليد بن الوليد بن عبد الملك الحرّاني ثنا محمَّد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد السلام الشامي عن يزيد بن أبي حبيب به.

ورجاله ثقات غير أبي عبد السلام الشامي فلم أعرفه.

الثاني: يرويه عيسى بن محمَّد القرشي عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس مرفوعا "يا غلام، احفظ الله عز وجل يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، تَعَرَّف إلى الله عز وجل في الرَّخاء يعرفك في الشدة، واعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أنّ الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يُرد الله عز وجل أنْ يعطيك لم يقدروا عليه، أو يصرفوا عنك شيئا أراد الله عز وجل أنْ يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فاسأل الله عز وجل، وإذا استعنت فاستعن بالله عز وجل، واعلم أنّ النصر مع الصبر، واعلم أنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا، واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن"

أخرجه الفريابي (154) والعقيلي (3/ 397 - 398) والطبراني في "الكبير"(11243) وفي "الدعاء"(41) والحاكم (3/ 542) وأبو نعيم في "الصحابة"(4284) والقضاعي (745) والبيهقي في "الآداب"(1073) والشجري في "أماليه"(2/ 194 - 195)

وقال العقيلي: عيسى بن محمَّد القرشي مجهول بالنقل ولا يعرف إلا به ولا يتابع عليه، والأسانيد في هذا لينة"

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: وعيسى ليس بمعتمد"

الثالث: يرويه عبد الله بن ميمون القدّاح عن شهاب بن خِرَاش عن عبد الملك بن عمير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أنْ ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أنْ يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإنْ استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم

ص: 363

تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكرهه خيرا كثيرا، واعلم أنّ مع الصبر النصر، واعلم أنّ مع الكرب الفرج، واعلم أنّ مع العسر اليسر"

أخرجه الحاكم (3/ 541) والواحدي في "الوسيط"(2/ 257 - 258) وأبو زكريا بن منده في "أرداف النبي"(ص 24) والشجري في "أماليه"(2/ 189) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 329)

وقال الحاكم: هذا حديث كبير عال من حديث عبد الملك بن عمير عن ابن عباس إلا أنّ الشيخين لم يخرجا شهاب بن خراش ولا القداح في الصحيحين"

وقال الذهبي: قلت: لأنّ القداح قال أبو حاتم: متروك، والآخر مختلف فيه، وعبد الملك لم يسمع من ابن عباس فيما أرى"

وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذه الطريق. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه، وقال: تفرد به شهاب بن خراش عن عبد الملك بن عمير ولم يروه عنه إلا عبد الله بن ميمون. قلت: شهاب بن خراش وثقه ابن معين والجمهور، وشذّ ابن حبان فذكره في "الضعفاء" وبالغ في توهينه، وأما القداح فاتفقوا على ضعفه"

الرابع: يرويه إسماعيل بن عياش عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرَة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "يا غلام، ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11560) من طريق غسان بن الربيع ثنا إسماعيل بن عياش به.

وأخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(307) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري عن إسماعيل بن عياش ولم يذكر عكرمة.

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ عمر بن عبد الله مولى غفرة مدني.

وتابعه عيسى بن يونس عن عمر مولى غفرة عن ابن عباس، ولم يذكر عكرمة.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 47) وابن عمشليق في "جزئه"(1) والفريابي (155)

وعمر مولى غفرة مختلف فيه.

ص: 364

الخامس: يرويه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 314) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابِري ثنا عباد بن عباد ثنا الحجاج بن فُرَافِصَة عن رجلين سماهما عن الزهري به.

واختلف فيه على عباد بن عباد، فرواه أبو عبيد القاسم بن سلام وجمهور بن منصور عنه عن الحجاج بن فُرَافِصَة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، ولم يذكرا الرجلين.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(43) والبيهقي (1) في "القضاء والقدر"(306)

واختلف فيه على الزهري، فرواه عبيد الله بن موسى عن همام عن صاحب له عن الزهري عن ابن عباس.

أخرجه ابن بطة (1504)

السادس: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس.

ورواه عن عطاء غير واحد، منهم:

1 -

ابن جُريج.

أخرجه ابن عدي (7/ 2524 - 2525) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 77) من طريق محمَّد بن أمية القرشي ثنا نوفل بن سليمان عن ابن جريج به.

وقال ابن عدي: ونوفل هذا يحدث عنه محمَّد بن أمية القرشي هذا، ويحدث عن محمَّد ابنه أحمد وغيره، ويحدث محمَّد عن نوفل هذا بأحاديث غير محفوظة ويشبه أن يكون ضعيفا"

قلت: نوفل هذا ضعفه الدارقطني وأبو حاتم.

2 -

المثنى بن الصباح.

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(636) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدْعَاني عن المثنى به (2).

قال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 1/ 460

(1) لم يذكر فى روايته: جمهور بن منصور.

(2)

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 204) من طريق مطرف بن عبد الله المديني عن محمَّد بن عبد الرحمن الجدعاني عن المثنى بن الصباح والحجاج بن فرافصة كلاهما عن عطاء عن ابن عباس به.

ص: 365

قلت: وهو كما قال لضعف الجدعاني والمثنى بن الصباح.

3 -

عبد الواحد بن سليم.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(6) والفريابي (158) والعقيلي (3/ 53) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3570) وفي "الصحابة"(1462) والآجري في "الشريعة"(413) والطبراني في "الكبير"(11416) وابن بشران (1332)

وقال العقيلي: عبد الواحد بن سليم مجهول في النقل وحديثه غير محفوظ ولا يتابع عليه.

وقال: وقد روي هذا الكلام عن ابن عباس من غير طريق أسانيدها لينة وبعضها أصلح من بعض"

4 -

يعقوب بن عطاء بن أبي رباح.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5413) والخليلي في "الإرشاد"(89)

ويعقوب قال ابن معين وغيره: ضعيف.

السابع: يرويه خُشَيْش بن فرقد عن الحسن عن ابن عباس.

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(2/ 893) من طريق الحسن بن عرفة ثنا عمار بن محمَّد عن خشيش به.

وإسناده منقطع لأنّ الحسن لم يسمع من ابن عباس، قاله أحمد وابن المديني وبهز بن أسد وأبو حاتم.

وقال ابن معين: لم يلقه.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو يعلى (1099) وفي "المعجم"(96) والعقيلي (4/ 426) والآجري في "الشريعة"(414) وابن عدي (7/ 3683) وابن بطة (1503) واللالكائي في "السنة"(1096) والخطيب في "التاريخ"(14/ 125) والرافعي في "التدوين"(1/ 399 - 400) من طريق يحيى بن ميمون بن عطاء أبي أيوب التمار ثنا علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: "يا غلام أو يا غليم، احفظ عني كلمات لعلّ الله أنْ ينفعك بهن، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدّة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق لم يعطوك شيئا لم يقدره الله عز وجل لك ما استطاعوا، أو يمنعوك شيئا قدره الله لك ما استطاعوا ذلك، اعمل باليقين مع الرضا، واعلم أنّ مع العسر يسرا، واعلم أنّ مع العسر يسرا"

ص: 366

قال الفلاس: كنت عند يحيى بن ميمون وكان كذابا يحدث عن علي بن زيد بأحاديث موضوعة. فذكر منها هذا الحديث" الكامل 7/ 2682 - 2683

وقال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وهو ضعيف" المجمع 1/ 168

قلت: ويحيى بن ميمون كذبه الساجي أيضا، وقال مسلم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال الدارقطني: متروك.

وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(7) عن أبي سعيد عبد الله بن شبيب بن خالد المديني ثني أبو بكر بن شيبة الحزامي ثنا محمَّد بن إبراهيم بن المطلب بن أبي وَدَاعة السهمي ثني زهرة بن عمرو التيمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس: "يا غلام! ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن؟ " قال: بلى يا رسول الله. قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك. تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن، فلو جهد العباد أنْ ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد العباد على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أنْ تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل، وإنْ لم تستطع فإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا".

ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1603) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة"(1/ 115 - 116)

وإسناده ضعيف جدا. عبد الله بن شبيب قال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات.

وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(315) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا علي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه فقال: "يا فتى، ألا أهب لك؟ ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّه قد جفّ القلم بما هو كائن، واعلم بأنّ الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه، واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا"

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 185) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب به.

ص: 367

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4044) عن الطبراني به.

وإسناده ضعيف جدا، علي بن أبي علي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

248 -

"إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يَبْرُكْ بُرَوْكَ الفَحْل"

قال الحافظ: وقد روى الأثرم حديث أبي هريرة: فذكره، ولكن إسناده ضعيف" (1)

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263) وأبو يعلى (6540) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 255) والبيهقي (2/ 100) وفي "المعرفة"(3/ 19) من طريق محمَّد بن فضيل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة به مرفوعا.

قال البيهقي: عبد الله بن سعيد المَقْبُري ضعيف"

قلت: بل هو متروك الحديث كما قال أحمد والفلاس والنسائي.

249 -

"إذا سجد أحدكم فليعتدل ولا يَفْتَرِش ذراعيه"

قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي وابن خزيمة من حديث جابر: فذكره، ولمسلم عن عائشة نحوه" (2)

صحيح

أخرجه عبد الرزاق (2930) وابن أبي شيبة (1/ 258 و 259) وأحمد (3/ 305 و 315 و 389) وابن ماجه (891) والترمذي (275) وأبو يعلى (2008 و 2285) وابن خزيمة (644) وابن المنذر في "الأوسط"(1441) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(262) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3098) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 78/ ب) والطبراني في "الأوسط"(1614 و 1752 و 4480) وابن المقرئ في "الأربعين"(40) وتمام في "فوائده"(ق 45/ أ) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 365) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(106) والبغوي في "شرح السنة"(649) من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا به، وزاد "افتراش الكلب"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع احتج به مسلم وأخرج له البخاري مقرونا بغيره، واختلفوا فيه: فقواه أحمد وغيره، ولينه ابن معين وغيره.

(1) 2/ 433 - 434 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يهوي بالتكبير حين يسجد)

(2)

2/ 445 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب لا يفترش ذراعيه في السجود)

ص: 368

وقال شعبة وابن عيينة: حديثه عن جابر إنما هي صحيفة.

وقال شعبة وغيره: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث.

ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: وكان الأعمش يدلس عنه (1).

لكن الحديث صحيح فإنّ له شاهدًا عن أنس وعن عائشة وعن أبي هريرة.

فأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 2/ 445) ومسلم (493) وأبو داود (897) وابن ماجه (892) والنسائي (2/ 169)

ولفظه "اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب" لفظ أبي داود.

وأما حديث عائشة فهو عند مسلم (498) وأحمد (6/ 31) بلفظ "وكان ينهى أنْ يفترش أحدنا ذراعيه كالكلب"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود (901) من طريق دَرَّاج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعا "إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب"

وهو الحديث الآتي.

250 -

"إذا سجد أحدكم فلا يَفْتَرِش ذراعيه افتراش الكلب وليضم فخذيه"

قال الحافظ: ولابن خزيمة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 188) وأبو داود (901) وابن خزيمة (653) وابن المنذر في "الأوسط"(1448) والبيهقي (2/ 115) من طريق الليث بن سعد عن دَرَّاج أبي السَّمْح عن ابن حُجَيرة عن أبي هريرة به مرفوعا.

ودراج أبو السمح مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

وللحديث شاهد عن جابر وغيره (3) لكن ليس فيها قوله "وليضم فخذيه" ولم أجد ما يعضدها.

(1) وقد توبع، فروى عبد الرزاق (2929) عن ابن جريج عن سليمان بن موسى أنّ جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بأنْ يعتدل فى السجود، ولا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب"

وإسناده منقطع.

(2)

2/ 437 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب يبدي ضبعيه ويجافي فى السجود)

(3)

انظر الحديث الذي قبله

ص: 369

251 -

"إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب"

قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديث العباس بن عبد المطلب" (1)

أخرجه مسلم (491) وأبو داود (891) واللفظ له وزاد "وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه"

ولفظ مسلم "سبعة أطراف".

252 -

"إذا سجدت فضع كفيك وارفع مِرْفقيك"

قال الحافظ: ولمسلم (494) من حديث البراء رفعه: فذكره" (2)

253 -

"إذا سقطت لقمة أحدكم فَلْيُمِط ما أصابها من أذى وليأكلها ولا يمسح يده حتى يلعقها أو يُلعقها فإنّه لا يدري في أيّ طعامه البركة"

قال الحافظ: الحديث صحيح أخرجه مسلم في آخر حديث جابر ولفظه من حديث جابر: فذكره، زاد فيه النسائي من هذا الوجه "ولا يرفع الصحفة حتى يَلعقها أو يُلعقها" ولأحمد من حديث ابن عمر نحوه بسند صحيح، وللطبراني من حديث أبي سعيد نحوه بلفظ "فإنه لا يدري في أي طعامه يبارك له" ولمسلم نحوه من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة أيضا" (3)

صحيح

وهذه خمسة أحاديث ذكرها الحافظ وهي:

الأول: عن جابر مرفوعا "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليُمِطْ ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيّ طعامه البركة"

أخرجه مسلم (2033)

الثاني: عن ابن عمر قال: إذا كل أحدكم طعاما، فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلتعقها فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تدري في أيّ طعامك تكون البركه".

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 296 - 297) وأحمد (2/ 7) عن محمد بن فُضيل الكوفي ثنا حُصين عن مجاهد عن ابن عمر.

(1) 2/ 439 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب السجود على سبعة أعظم)

(2)

2/ 437 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود)

(3)

11/ 511 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع)

ص: 370

وأخرجه البزار (كشف 2885) عن محمَّد بن المثنى وعمرو بن علي الفلاس قالا: ثنا محمَّد بن فضيل به. واللفظ له.

وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسند حصين عن مجاهد عن ابن عمر إلا هذا"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 27

قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي.

الثالث: عن أبي سعيد مرفوعا "إذا طعم أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيّ طعامه يبارك له".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5434) عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا أبو صالح الحرّاني ثنا ابن لَهيعة عن جعفر بن ربيعة أن جميل بن أبي المضاء أخبره عن أبيه قال: قال مروان بن الحكم لزيد بن ثابت: كيف تأكل؟ قال: أخبرني أبو سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قال الهيثمي: وأبو المضاء وابنه جميل لم أعرفهما، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح، ورواه في "الأوسط" (5376) وفيه عبد الله بن محمَّد بن عمارة الأنصاري قال الذهبي: مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح" المجمع 5/ 28

قلت: وابن لهيعة ضعيف كلما قال ابن معين وغيره.

الرابع: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث وقال: "إذا سقطت لقمة لحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان" وأمرنا أنْ نَسْلُتَ القصعة، قال:"فإنكم لا تدرون في أيّ طعامكم البركة"

أخرجه مسلم (2034)

الخامس: عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنّه لا يدري في أيتهن البركة"

أخرجه مسلم (2035)

254 -

"إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاقتلوه"

قال الحافظ: أخرجه الشافعي في رواية حَرملة عنه وأبو داود وأحمد والنسائي

ص: 371

والدارمي وابن المنذر وصححه ابن حبان كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، ولبعضهم "فاضربوا عنقه" وله من طريق أخرى عن أبي هريرة أخرجها عبد الرزاق وأحمد والترمذي تعليقا والنسائي كلهم من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه بلفظ "إذا شربوا فاجلدوهم، ثلاثا، فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم" وروي عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح، فقال أبو بكر بن عياش عنه عن أبي صالح عن أبي سعيد، كذا أخرجه ابن حبان من رواية عثمان بن أبي شيبة عن أبي بكر، وأخرجه الترمذي عن أبي كُريب عنه فقال: عن معاوية بدل أبي سعيد وهو المحفوظ، وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبان العطار عنه، وتابعه الثوري وشيبان بن عبد الرحمن وغيرهما عن عاصم، ولفظ الثوري عن عاصم "ثم إن شرب الرابعة فاضربوا عنقه" ووقع في رواية أبان عند أبي داود "ثم إن شربوا فاجلدوهم" ثلاث مرات بعد الأولى ثم قال:"إن شربوا فاقتلوهم" ثم ساقه أبو داود من طريق حميد بن يزيد عن نافع عن ابن عمر قال: وأحسبه قال في الخامسة "ثم إن شربها فاقتلوه" قال: وكذا في حديث عطيف في الخامسة، قال أبو داود: وفي رواية عمر بن أبي سلمة عن أبيه وسهيل بن أبي صالح عن أبيه كلاهما عن أبي هريرة في الرابعة وكذا في رواية ابن أبي نعيم عن ابن عمر وكذا في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص والشريد، وفي رواية معاوية "فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه" وقال الترمذي بعد تخريجه: وفي الباب عن أبي هريرة والشريد وشرحبيل بن أوس وأبي الدرداء وجرير وعبد الله بن عمرو. قلت: وقد ذكرت حديث أبي هريرة، وأما حديث الشريد وهو ابن أوس الثقفي فأخرجه أحمد والدارمي والطبراني وصححه الحاكم بلفظ "إذا شرب فاضربوه" وقال في آخره "ثم إن عاد الرابعة فاقتلوه" وأما حديث شرحبيل وهو الكندي فأخرجه أحمد والحاكم والطبراني وابن منده في "المعرفة" ورواته ثقات نحو رواية الذي قبله وصححه الحاكم من وجه آخر، وأما حديث أبي الرَمْداء وهو بفتح الراء وسكون الميم بعدها قال مهملة وبالمد وقيل بموحدة ثم ذال معجمة وهو بدوي نزل مصر فأخرجه الطبراني وابن منده وفي سنده ابن لهيعة وفي سياق حديثه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالذي شرب الخمر في الرابعة أنْ يضرب عنقه فضربت" وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني والحاكم ولفظه "من شرب الخمر فاجلدوه" وقال فيه "فإن عاد في الرابعة فاقتلوه" وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فأخرجه أحمد والحاكم من وجهين عنه وفي كل منهما مقال ففي رواية شهر بن حوشب عنه "فإنْ شربها الرابعة فاقتلوه" قلت: ورويناه عن أبي سعيد أيضا كما تقدم، وعن ابن عمر أخرجه النسائي والحاكم من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عن ابن عمر ونفر من الصحابة بنحوه، وأخرجه الطبراني موصولا من طريق عياض بن غطيف عن أبيه وفيه في الخامسة كما أشار إليه أبو داود، وأخرجه الترمذي تعليقا والبزار والشافعي والنسائي والحاكم موصولا من رواية محمَّد بن

ص: 372

المنكدر عن جابر، وأخرجه البيهقي والخطيب في "المبهمات" من وجهين آخرين عن ابن المنكدر، وفي رواية الخطيب "جلد" وللحاكم من طريق يزيد بن أبي كبشة سمعت رجلا من الصحابة يحدث عبد الملك بن مروان رفعه بنحوه "ثم إنْ عاد في الرابعة فاقتلوه" وأخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن ابن المنكدر مرسلا وفيه " أتي بابن النعيمان بعد الرابعة فجلده"

وأخرجه الطحاوي من رواية عمرو بن الحارث عن ابن المنكدر أنّه بلغه، وأخرجه الشافعي وعبد الرزاق وأبو داود من رواية الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من شرب الخمر فاجلدوه" إلى أنْ قال: "ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه" قال: فأتي برجل قد شرب فجلده، ثم أتي به قد شرب فجلده، ثم أتي به في الرابعة قد شرب فجلده" فرفع القتل عن الناس وكان رخصة.

وعلقه الترمذي فقال: روى الزهري، وأخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق محمَّد بن إسحاق عن الزهري وقال فيه:"فأتي برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات، فرأى المسلمون أن القتل قد أخر وأن الضرب قد وجب"، وقبيصة بن ذؤيب من أولاد الصحابة وولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، ورجال هذا الحديث ثقات مع إرساله لكنّه أعلّ بما أخرجه الطحاوي من طريق الأوزاعي عن الزهري قال: بلغني عن قبيصة، ويعارض ذلك رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري عن قبيصة حدثه أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح لأنّ يونس أحفظ لرواية الزهري من الأوزاعي، والظاهر أنّ الذي بلغ قبيصة ذلك صحابي فيكون الحديث على شرط الصحيح لأن ابهام الصحابي لا يضر، وله شاهد أخرجه عبد الرزاق عن معمر قال: حدثت به ابن المنكدر فقال: تُرك ذلك قد أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن نعيمان فجلده ثلاثاً ثم أتي به في الرابعة فجلده ولم يزد" ووقع عند النسائي من طريق محمَّد بن إسحاق عن ابن المنكدر عن جابر "فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل منا قد شرب في الرابعة فلم يقتله" وأخرجه من وجه آخر عن محمَّد بن إسحاق بلفظ "فإنْ عاد في الرابعة فاضربوا عنقه" فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات، فرأى المسلمون أنْ الحد قد وقع، وأن القتل قد رفع"(1)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث شرحبيل بن أوس ومن حديث غطيف ومن حديث جابر بن عبدالله ومن حديث الشريد ومن حديث أبي الرمداء

(1) 15/ 84 - 85 (كتاب الحدود - باب ما يكره من لعن شارب الخمر)

ص: 373

البلوي ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث قبيصة بن ذؤيب ومن حديث عمرو بن دينار مرسلا ومن حديث مكحول مرسلا ومن حديث الزهري مرسلا.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا شربوا فاجلدوهم، قالها ثلاثا، قال: فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم"

أخرجه عبد الرزاق (13549 و 17081) عن مَعْمَر عن سهيل به.

ومن طريقه أخرجه أحمد (2/ 280) والنسائي في "الكبرى"(5296) والحاكم (4/ 371 - 372) وابن حزم في "المحلى"(13/ 420) والحازمي في "الاعتبار"(ص 201)

ولم ينفرد معمر به بل تابعه سعيد بن أبي عروبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه

" الحديث

أخرجه الحاكم (4/ 371) من طريق يحيى بن أبي طالب البغدادي ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبا سعيد به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن حزم بعد أن أخرجه من الطريق الأولى: هذا طريق في نهاية الصحة"

قلت: هو حسن للخلاف المعروف في سهيل بن أبي صالح.

ولم ينفرد به بل تابعه عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح به.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(321) عن أحمد بن عبد الجبار العُطاردي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم به.

وأخرجه محمَّد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(150) من طريق أبي عيسى محمَّد بن الهيثم بن خالد الوراق ثنا أحمد بن عبد الجبار به.

وإسناده حسن أيضا.

الثاني: يرويه الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه"

وفي لفظ "إذا سكر فاجلدوه، ثم إنْ سكر فاجلدوه، ثم إنْ سكر فاجلدوه، فإنْ عاد الرابعة فاضربوا عنقه".

ص: 374

أخرجه الطيالسي (ص 307) ثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (31318)

وأخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (3/ 38) وأحمد (2/ 291 و 504) والدارمي (2030) وأبو داود (4484) وابن ماجه (2572) والنسائي (8/ 281) وابن الجارود (831) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2862) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159) وابن حبان (4447) والحاكم (4/ 371) وابن حزم في "المحلى"(13/ 421) والبيهقي (8/ 313) وفي "معرفة السنن"(13/ 38) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 256) من طرق عن ابن أبي ذئب به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"

وقال ابن حزم: الرواية عن أبي هريرة ثابتة تقوم بها الحجة"

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"

قلت: إسناده حسن، والحارث بن عبد الرحمن صدوق كما في "الميزان" و "التقريب".

ولم ينفرد به بل تابعه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به.

أخرجه أحمد (2/ 519)

عن سليمان بن داود الطيالسي

وابن شاهين في "الناسخ"(524)

عن خالد بن يوسف

كلاهما عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عمر بن أبي سلمة به.

وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه: ضعفه جماعة، وقواه آخرون.

وقال الحافظ في "الفتح"(13/ 327 - سلفية): حديثه حسن"

والحديث بمجموع الطريقين صحيح (1).

وله طريق ثالثة معلولة أخرجها أبو نعيم في "الحلية"(7/ 312) والحافظ في "تخريج

(1) وقد رواه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا.

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 1815) عن يحيى القطان عن ابن حرملة به.

والأول أصح، وابن حرملة مختلف فيه.

ص: 375

أحاديث المختصر" (2/ 268) من طريق كثير بن الوليد الحنفي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.

قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عيينة لم نكتبه إلا من حديث كثير"

وقال الحافظ: وهذا حديث غريب منكر بهذا الإسناد، تفرد به كثير، ولم أقف له على ترجمة، ولعله دخل له حديث في حديث، فإنْ سائر رجاله ثقات، والمعروف عن ابن عيينة في سنده ما رواه عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب مرسلا"

وأما حديث معاوية فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عاصم بن بهدلة عن ذكوان أبي صالح عن معاوية مرفوعاً "إذا شربوا الخمر فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوها الرابعة فاقتلوهم"

أخرجه عبد الرزاق (13550 و 17087) وأحمد (4/ 96) والترمذي في "العلل"(2/ 608) والنسائي في "الكبرى"(5297) والطبراني في "الكبير"(19/ 334) وابن حزم في "المحلى"(13/ 420)

عن سفيان الثوري

وأحمد (4/ 95)

عن شعبة

وأحمد (4/ 101)

عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي

وابن ماجه (2573) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159) وابن حبان (4446) والطبراني في "الكبير"(19/ 334) والحاكم (4/ 372) وابن عساكر (7/ 80)

عن سعيد بن أبي عَروبة

والترمذي (1444) وأبو يعلى (1)(7363) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(156) وابن شاهين في "الناسخ"(527)

(1) رواه ابن حبان (4445) عن أبي يعلى فجعله عن أبي سعيد الخدري.

وقال: سمع هذا الخبر أبو صالح عن معاوية وأبي سعيد جميعا"

ص: 376

عن أبي بكر بن عياش (1)

وأبو داود (4482) وابن حزم في "المحلى"(13/ 420) والبيهقي (8/ 313)

عن أبان بن يزيد العطار

كلهم عن عاصم بن بَهْدَلة به.

سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: صحيح"

وقال الترمذي: سمعت محمدا يقول: حديث أبي صالح عن معاوية في هذا أصح من حديث أبي صالح عن أبي هريرة"

وقال ابن حزم: هذا طريق في نهاية الصحة"

قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم بن بهدلة، والحديث سمعه أبو صالح من معاوية ومن أبي هريرة.

الثاني: يرويه مَعْبَد بن خالد القاص عن عبد الرحمن بن عبد الجدلي (2) قال: سمعت معاوية رفعه "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه".

أخرجه أحمد (4/ 93 و 97) والنسائي في "الكبرى"(5298 و 5299) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159) والطبراني في "الكبير"(19/ 359 - 360 و 360) والخطيب في "الموضح"(2/ 240) والحازمي في "الاعتبار"(ص 200) من طرق عن مغيرة بن مِقْسَم الكوفي عن معبد بن خالد به.

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ولم ينفرد مغيرة به بل تابعه سفيان الثوري عن معبد به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 360)

قال ابن حزم: الرواية عن معاوية ثابتة تقوم بها الحجة"

(1) هكذا رواه أبو كريب وعثمان بن أبي شيبة عن أبي بكر، ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عنه فجعله عن أبي هريرة. أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 254) وقال: قال: الدارقطني: أخطأ فيه أحمد بن عبد الجبار، والمحفوظ ما قال أبو كريب" انظر علل الدارقطني 10/ 91

(2)

وقيل عبد بن عبد.

ص: 377

وأما حديث جرير بن عبد الله فأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 142) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159) والطبراني في "الكبير"(2398) والحاكم (4/ 371) والخطيب في "المتفق والمفترق"(534) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 261)

عن مكي بن إبراهيم البلخي

والطبراني في "الكبير"(2397) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 261) عن الصباح بن محارب التيمي الكوفي

قالا: ثنا داود بن يزيد الأودي عن سماك بن حرب عن خالد بن جرير عن أبيه مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد الرابعة فاقتلوه"

قال الهيثمي: وفيه داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف" (1) المجمع 6/ 277

قلت: وخالفه إبراهيم بن طهمان "المشيخة"(14) فرواه عن سماك عن أخيه محمَّد بن حرب عن ابن جرير عن أبيه به.

وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(526) عن عبد الله بن محمَّد بن زياد النيسابوري (2) ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان به.

وقال: هذا حديث غريب، لا أعلم أنّ سماكا حدّث عن أخيه إلا هذا، وابن جرير هذا اسمه خالد بن جرير"

قلت: وخالد بن جرير هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وسماك صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو الخطاب حميد بن يزيد البصري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإنّ شربها فاجلدوه، فقال في الرابعة أو الخامسة فاقتلوه"

(1) قال الحافظ: في سنده ضعف وانقطاع، أما الضعف فمن جهة داود، وأما الانقطاع فلأن سماكا لم يسمعه من ابن جرير، وقد سلمت الرواية الثانية من الأمرين"

(2)

تابعه مكي بن عبدان النيسابوري ثنا أحمد بن حفص به.

أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 261 - 262) ونسبه للدارقطني في الأفراد.

ص: 378

أخرجه أحمد (2/ 316)

عن عبيد الله بن محمَّد التيمي

وأبو داود (4483) والبيهقي (8/ 313) والحازمي (ص 200) والمزي (7/ 409)

عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

وحنبل بن إسحاق في "جزئه"(3) وابن حزم (13/ 421)

عن الحجاج بن منهال البصري

والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 262 - 263)

عن مؤمل بن إسماعيل البصري

أربعتهم عن حماد بن سلمة عن أبي الخطاب به.

وحميد بن يزيد قال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي: لا يُدرى من هو (1).

الثاني: يرويه مغيرة بن مِقسَم الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم عن ابن عمر ونفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه"

أخرجه النسائي (8/ 281) وفي "الكبرى"(5300) عن إسحاق بن راهويه أنبا جرير عن مغيرة به.

ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى"(13/ 421)

وأخرجه الحاكم (4/ 371) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنبا جربر به. لكنّه عن ابن عمر وحده.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قنت: إسناده صحيح، والشيخان لم يخرجا رواية مقسم عن عبد الرحمن، ولم يخرج مسلم رواية عبد الرحمن عن ابن عمر.

(1) قال الحافظ: هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح إلا حميد بن يزيد فلم يذكروه بجرح ولا عدالة، ولا روى عنه إلا حماد بن سلمة، ولكنه توبع عن ابن عمر.

ثم ذكر رواية عبد الرحمن بن أبو نعم الآتية بعد هذا وقال: رجاله رجال الصحيح تخريج أحاديث المختصر 2/ 263

ص: 379

وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:

الأول: يرويه قتادة عن شَهْر بن حَوْشَب عن ابن عمرو مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، ومن شرب الثانية فاجلدوه، ثم إنْ شرب الثالثة فاجلدوه، ثم إنْ شرب الرابعة فاقتلوه".

أخرجه أحمد (2/ 214) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159) والخطيب في "الفقيه"(1/ 125)

عن همام بن يحيى العَوْذِي

والحاكم (4/ 372)

عن هشام الدَّسْتُوَائي

والحازمي (ص 200)

عن حماد بن سلمة

ثلاثتهم عن قتادة به.

ورواته ثقات غير شهر بن حوشب وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن عدي وغيره، وقد سمع من ابن عمرو كما قال البخاري في "التاريخ الكبير".

الثاني: يرويه قرة بن خالد السدوسي البصري عن الحسن عن ابن عمرو مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه"

أخرجه أحمد (2/ 191) وابن شاهين في "الناسخ"(525)

عن وكيع

وأحمد (2/ 191)

عن رَوْح بن عبادة البصري

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(3/ 148) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 15)

عن النضر بن شُميل

ص: 380

كلهم عن قرة بن خالد به.

ورواه عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن قرة عن الحسن قال: والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.

أخرجه أحمد (2/ 211)

وهذا أصح، والحسن لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن المديني والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 262)

ولم ينفرد قرة بن خالد به بل تابعه أشعث بن عبد الملك البصري عن الحسن عن ابن عمرو به.

أخرجه أحمد (2/ 191)

وتابعه يونس بن عبيد عن الحسن به.

أخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(76) ثنا موسى بن زكريا ثنا عمار بن هارون أنا عدي بن الفضل الذارع عن يونس به.

وإسناده ضعيف جدا، موسى بن زكريا التُّسْتَري متروك. قاله الدارقطني، وعمار بن هارون البصري ضعيف. قاله الدارقطني وابن عدي، وعدي بن الفضل التيمي ضعيف أيضا. قاله ابن معين وغيره.

وأما حديث شرحبيل بن أوس فأخرجه ابن سعد (7/ 431) وأحمد (4/ 234) وعبد بن حميد في "المنتخب"(408) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2434) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(58 و 1244 و 1245) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 331) والطبراني في "الكبير"(620 و 7212) وفي "مسند الشاميين"(1082) وابن شاهين في "الناسخ"(529) والحاكم (4/ 373) وأبو نعيم في "الصحابة"(3718 و 3719 و 3720) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 258 - 259) من طرق عن حَرِيْز بن عثمان ثنا أبو الحسن الهوزني نِمْران بن مخمر الرَّحبي عن شرحبيل بن أوس وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها فاجلدوه، فإن شربها الرابعة فاقتلوه".

قال الحافظ: هذا حديث صحيح"

وقال الهيثمي: وفيه نمران بن محمَّد، ويقال: مخبر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 277

ص: 381

قلت: ذكره الحسيني في "الإكمال" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" في من اسمه عمران، وقال الحسيني: مجهول، وقال أبو زرعة: لا يعرف.

وتعقبه الحافظ في "التعجيل" فقال: كذا قال، وهو معروف، لكنّه تصحف، وإنّما هو نمران أوله نون لا عين، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في حرف النون بروايته عن شرحبيل بن أوس، ورواية حريز بن عثمان عنه، وكذلك ذكره ابن حبان في "الثقات".

وأما حديث غطيف فيرويه إسماعيل بن عياش واختلف عنه:

- فقال أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي: ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم الكندي عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده مرفوعا "إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إنْ عاد فاقتلوه"

أخرجه البزار (كشف 1563) عن عمر بن الخطاب السجستاني

والطبراني في "الكبير"(18/ 264) عن أبي زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي قالا: ثنا أبو اليمان به.

واللفظ للطبراني

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5634) عن الطبراني به.

ورواه محمَّد بن عوف بن سفيان الحمصي عن أبي اليمان واختلف عنه:

• فقال يحيى بن محمَّد بن صاعد: ثنا محمَّد بن عوف عن أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش وسعيد بن سالم عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(528) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 633)

• وقال سعيد بن محمَّد: ثنا محمَّد بن عوت ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش ثنا سعيد بن يزيد عن معاوية بن عياض بن غطيف عن أبيه عن جده.

أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 263) من طريق ابن منده أنا سعيد بن محمد به.

وقال: هذا حديث حسن"

- ورواه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه:

ص: 382

* فقال محمَّد بن الحسن بن قتيبة اللخمي: ثنا عبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم عن معاوية عن أبيه عن جده، إلا أنه قال في الرابعة "وإنْ عاد فاقتلوه"

أخرجه ابن حبان في "الثقات"(6/ 355) وأبو نعيم في "الصحابة"(5634)

وتابعه حسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب بن الضحاك به.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 315)

* وقال ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2450): ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم بن عياض عن أبيه عن جده مرفوعا.

- وقال عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: ثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن سالم بن عياض عن أبيه عن جده مرفوعا.

أخرجه ابن أبي عاصم (2450) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 329)

وأما حديث جابر فيرويه محمَّد بن المنكدر واختلف عنه:

- فرواه محمَّد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

• فقال غير واحدة عن ابن إسحاق عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإنْ عاد في الرابعة فاقتلوه"

قال: فأتي بالنعيمان قد شرب الرابعة فجلده، ولم يقتله، وكان ذلك ناسخا للقتل.

أخرجه البخاري في""الكبير" (1/ 1/ 244) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 266)

عن محمَّد بن المعلي بن عبد الكريم الأيامي

والبزار (كشف 1562) والنسائي في "الكبرى"(5303) والحاكم (4/ 373) وابن حزم في "المحلى"(13/ 423) والبيهقي (8/ 314) وفي "الصغرى"(3387) وفي "معرفة السنن"(13/ 39) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 264)

عن زياد بن عبد الله البكائي

والنسائي في "الكبرى"(5302) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 161) وابن حزم (13/ 422)

ص: 383

عن شَريك بن عبد الله القاضي

والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 266)

عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي

أربعتهم عن ابن إسحاق به.

قال البخاري: وهذا حديث لم يتابع عليه"

وقال البزار: لا نعلم أحدا حدّث به إلا ابن إسحاق"

وقال ابن حزم: لا يصح لأنّه لم يروه عن ابن المنكدر أحد متصلا إلا شريك القاضي وزياد البكائي عن ابن إسحاق عن ابن المنكدر وهما ضعيفان"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن"

قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من ابن المنكدر.

• وقال الحسن بن صالح الكوفي: عن ابن إسحاق عن عبد الملك بن أبي بكر عن ابن المنكدر عن جابر.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 307)

- ورواه عمرو بن الحارث المصري عن ابن المنكدر مرسلا.

أخرجه الطحاوي (3/ 161) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به.

وإسناده صحيح إلى ابن المنكدر.

وتابعه مَعْمَر بن راشد عن ابن المنكدر وعن زيد بن أسلم مرسلا.

ذكره البيهقي في "معرفة السنن"(13/ 39)

وهو الصواب.

وأما حديث الشريد فيرويه محمَّد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

- فقال يزيد بن زُرَيْع: ثنا ابن إسحاق ثني عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه رفعه "إذا شرب أحدكم فاضربوه (1)، ثم إنْ عاد فاضربوه، ثم إنْ عاد فاضربوه، ثم إنْ عاد الرابعة فاقتلوه"

(1) وفي لفظ "فاجلدوه"

ص: 384

أخرجه الدارمي (2318) والنسائي في "الكبرى"(5301) والطبراني في "الكبير"(7244) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(43) وابن حزم (13/ 421) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 257)

وقال: هذا حديث حسن"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عتبة بن عروة بن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 278

قلت: عبد الله بن عتبة هذا لم أقف له على ترجمة، وابن إسحاق صدوق، ويزيد وعمرو ثقتان.

- وقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه.

أخرجه أحمد (4/ 388 - 389) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه به.

- وقال يزيد بن هارون: عن ابن إسحاق عن الزهري عن عمرو بن الشريد عن أبيه.

أخرجه الحاكم (4/ 372) من طريق محمَّد بن مسلمة الواسطي عن يزيد بن هارون به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

وتعقبه الحافظ فقال: وهو خطأ من الراوي عن يزيد بن هارون وهو محمَّد بن مسلمة الواسطي وهو ضعيف جدا، وقد رويناه في أمالي المحاملي من روايته عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن عمه وهو يعقوب كما أخرجه أحمد، وهو المحفوظ" تخريج أحاديث المختصر 2/ 258

وأما حديث أبي الرّمداء البلوي فأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 30)

عن عبد الله بن يزيد المقرىء

وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 205) وابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة"(10/ 333)

عن عبد الله بن وهب

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 159)

عن أسد بن موسى المصري

ص: 385

والطبراني في "الكبير"(22/ 355 - 356)

عن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني

كلهم عن ابن لهيعة ثنا عبد الله بن هبيرة أن أبا سليمان مولى أم سلمة حدّثه أنّ أبا الرمداء (1) حدثه أنّ رجلا منهم شرب فأتوا به نبي الله صلى الله عليه وسلم فضربه، ثم شرب الثانية فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه، ثم شرب الثالثة فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم فضربه، قال: فما أدري أفي الثالثة أم في الرابعة أمر به فحمل على العجل فضرب عنقه.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو سليمان قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5/ 369) والحاكم (4/ 372 - 373)

عن محمَّد بن جعفر غُنْدَر.

والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(34) وابن شاهين في "الناسخ"(530)

عن خالد بن الحارث البصري

قالا: ثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت يزيد بن أبي كبشة يخطب بالشام قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عبد الملك بن مروان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الخمر: "إنْ شربها فاجلدوه، ثم ان عاد فاجلدوه، ثم إنْ عاد فاجلدوه، ثم إنْ عاد الرابعة فاقتلوه"

لفظ حديث محمَّد بن جعفر.

قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يحدثنا بهذا الحديث فقال في آخره: هذا الصحابي من أهل الشام هو شرحبيل بن أوس"

قلت: يزيد بن أبي كبشة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. والباقون كلهم ثقات.

وأبو بشر اسمه جعفر بن أبي وحشية.

(1) هكذا هو عند الدولابي وابن عبد الحكم، وعند ابن منده "عن أبي الربداء" وعند الطحاوي "عن أبي رمثة"

ص: 386

وأما حديث قبيصة بن ذؤبب فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 161) وابن حزم في "المحلى"(13/ 423) من طريق ابن وهب أني يونس بن يزيد أني ابن شهاب أن قبيصة بن ذؤيب حدّثه أنه بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لشارب الخمر: "إن شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاجلدوه، ثم إنْ شرب فاقتلوه" فأتي برجل قد شرب ثلاث مرات، فجلده، ثم أتى به في الرابعة فجلده، ووضع القتل عن الناس.

وأخرجه الشافعي في "الأم"(6/ 130) وأبو داود (4485) وابن شاهين في "الناسخ"(532) والبيهقي (8/ 314) وفي "معرفة السنن"(13/ 35) والخطيب في "الفقيه"(1/ 125) وفي "الأسماء المبهمة"(ص 306) والحازمي في "الاعتبار"(ص 201) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 267)

عن سفيان بن عُيينة

وابن بشران (150) والبيهقي (8/ 314) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 307) عن محمَّد بن إسحاق المدني

وابن شاهين (533)

عن يحيى بن أبي أنيسة الجزري

وإبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(15)

عن عباد بن إسحاق المدني

كلهم عن الزهري به.

وقال ابن إسحاق في حديثه: "فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات، فرأى المسلمون أن القتل قد أُخِّرَ وأنّ الضرب قد وجب.

قال ابن التركماني: سكت البيهقي عن الحديث وهو مرسل وقبيصة معدود من التابعين، وفيه علة أخرى وهي أنّ الزهري لم يسمعه من قبيصة ذكرها الطحاوي في الرد على الكرابيسي وقال مستدلا على ذلك: ثنا يونس ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي عن ابن شهاب أنه بلغه عن قبيصة بن ذؤيب فذكر الحديث، وسنده على شرط مسلم" الجوهر النقي 8/ 313 - 314

وقال ابن حزم: حديث قبيصة بن ذؤيب منقطع، ولا حجة في منقطع"

وقال الحافظ: هذا حديث مرسل، رجاله رجال الصحيح"

ص: 387

وأما حديث عمرو بن دينار فأخرجه عبد الرزاق (17085) عن ابن جريج عن عمرو بن دينار مرفوعا "من شرب الخمر فحدوه، فإنْ شرب الثانية فحدوه، فإنْ شرب الثالثة فحدوه، فإن شرب الرابعة فاقتلوه"

قال: فاُتيْ بابن النعيمان قد شرب، فَضُرِبَ بالنعال والأيدي، ثم أُتي به الثانية فكذلك، ثم أُتي به الثالثة فكذلك، ثم أتي به الرابعة فحدّه، ووضع القتل.

ورواته ثقات.

وأما حديث مكحول فأخرجه عبد الرزاق (17079) عن محمَّد بن راشد المكحولي قال: سمعت مكحولا رفعه "من شرب الخمر فاضربوه، من شرب الخمر فاضربوه، ثم قال في الرابعة: من شرب الخمر فاقتلوه"

إسناده حسن.

وأما حديث الزهري مرسلا فأخرجه عبد الرزاق (17083) عن معمر عن الزهري مرفوعا "إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاقتلوهم"

ثم قال: "إنّ الله قد وضع عنهم القتل، فإذا شربوا فاجلدوهم، ثم إذا شربوا فاجلدوهم، ذكرها أربع مرات.

رواته ثقات.

وأخرجه في موضع آخر (13551) عن عمر بن حبيب المكي سمعت ابن شهاب رفعه "من شرب الخمر فاضربوه، ثم إن شرب الثانية فاضربوه، ثم إن شرب الثالثة فاضربوه، ثم إنْ شرب الرابعة فاقتلوه"

قال: فأُتي برجل قد شرب فضربه، ثم الثانية فضربه، ثم الثالثة فضربه، ثم الرابعة فضربه، ووضع الله تعالى القتل.

255 -

"إذا سَمّيتُم فعبدوا"

قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني من حديث أبي زهير الثقفي رفعه: فذكره، وفي إسناده ضعف" (1)

ضعيف جدا

(1) 13/ 190 (كتاب الأدب - باب أحب الأسماء إلى الله)

ص: 388

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 179) عن معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ثنا مُسدد ثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي عن أبيه عن عبد الملك بن أبي زهير عن أبيه به مرفوعا (1).

قال الهيثمي: وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف جدا" المجمع 8/ 50

وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 998

قلت: أبو أمية واسمه إسماعيل قال البخاري: سكتوا عنه، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي متروك الحديث.

وقد توبع:

قال أبو نعيم في "الصحابة"(3080): ثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا جمعة بن عبد الله ثنا أبو بحر عمرو بن حمدان العتكي عن شيخ كان بالمدينة ثنا عبد الملك بن زهير عن أبيه مرفوعا به.

وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم، وعمرو بن حمدان لم أقف له على ترجمة.

256 -

"إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إنْ كان يريد"

قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

أخرجه ابن ماجه (3427)

عن عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي

وأبو يعلى (6677)

عن حاتم بن إسماعيل المدني

والحاكم (4/ 139)

عن أنس بن عياض المدني

ثلاثتهم عن الحارث بن أبي ذُباب عن عمه عن أبي هريرة به مرفوعا. واللفظ لابن ماجه

(1) رواه أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني عن أبي أمية بن يعلى عن عبد الملك بن أبي زهير عن أبيه به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6802)

والشاذكوني قال أبو حاتم: ليس بشيء، متروك الحديث.

(2)

12/ 195 (كتاب الأشربة - باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)

ص: 389

ولفظ الحاكم "لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه ولكن إذا أراد أنْ يتنفس فليؤخره عنه ثم يتنفس"

ولفظ أبي يعلى نحوه إلا أنه قال فيه "ولكن إذا أراد أنْ يشرب منه فيؤخر عنه ثم ليتنفس"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 47

قلت: الحارث هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب الدوسي المدني وهو مختلف فيه: قواه أبو زرعة، ولينه أبو حاتم.

وعمه اختلفوا في اسمه:

• فقيل: هو عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب (1).

• وقيل: هو عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب.

ذكره ابن منده في "الصحابة" وسماه كذلك (2).

وقال ابن الأثير: عياض بن عبد الله بن أبي ذباب (3).

• وقيل: اسمه الحارث (4).

• وقيل هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث. قاله البوصيري في "مصباح الزجاجة"

وهذا الأخير ترجمه الحافظ في "التهذيب" والذهبي في "الكاشف" ولم يذكرا أنّه من رجال ابن ماجه، وإنما ذكرا الأول في المبهمات وهو من أفراد ابن ماجه، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ولم يذكروا جميعا عنه راويا إلا ابن أخيه الحارث بن أبي ذباب فهو مجهول إلا أنْ تثبت صحبته والله تعالى أعلم.

257 -

"إذا شك أحدكم في صلاته فلم يَدْرِ كم صلّي فليطرح الشك وَلْيبنِ على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أنْ يسلم"

(1) انظر "الثقات" لابن حبان (5/ 34) و"تهذيب التهذيب"(12/ 365) و"الكاشف"(3/ 457)

(2)

انظر "تهذيب التهذيب"(2/ 148) - "الإصابة"(7/ 188)

(3)

أسد الغابة 4/ 326

(4)

تهذيب الكمال 5/ 254

ص: 390

ذكر الحافظ أنه عند مسلم من حديث أبي سعيد (1).

أخرجه مسلم (571) من حديث أبي سعيد وزاد بعد قوله "فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعا" وزاد بعد قوله "قبل أنْ يسلم "فإنْ كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان صلى إتماما لأربع كانت ترغيما للشيطان"

258 -

: "إذا شهدت إحداكنّ المسجد فلا تمسنّ طيبا"

قال الحافظ: ولمسلم (443) من حديث زينب امرأة ابن مسعود: فذكره" (2)

ولفظه "فلا تمسّ طيبا"

259 -

"إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصلياها معهم فإنها لكم نافلة"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث يزيد بن الأسود العامري، وصححه ابن خزيمة وغيره" (3)

صحيح

أخرجه الطيالسي (منحة 656) وابن سعد (5/ 517) وأحمد (4/ 161) والدارمي (1374) وأبو داود (575 و 576) وابن خزيمة (1638) وأبو علي الطوسي في (مختصر الأحكام" (202) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 363) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 222) وابن حبان (1564) والطبراني في "الكبير"(22/ 232 - 233 و 233) وفي "الأوسط"(8645) والغطريفي (87) والدارقطني (1/ 413) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(75) وأبو نعيم في "الصحابة"(6590) والبيهقي (2/ 300) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(522)

عن شعبة

وابن أبي شيبة (2/ 274 - 275 و 14/ 186) وأحمد (4/ 160 - 161) ولوين في "حديثه"(102) والترمذي (219) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1462) والفاكهي في "أخبار مكة"(2597) والنسائي (2/ 87) وفي "الكبرى"(931) وابن خزيمة (1638) وابن المنذر (2/ 405) وابن حبان (1565) والطبراني في "الكبير"(22/ 234 - 235) والدارقطني (1/ 413) والبيهقي (2/ 301) وفي "معرفة السنن"(4311) وابن

(1) 3/ 336 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب إذا صلى خمسا)

(2)

2/ 495 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب انتظار الناس قيام الإمام العالم)

(3)

2/ 338 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة)

ص: 391

عبد البر في "التمهيد"(4/ 258) وابن عساكر (1) في "معجم الشيوخ"(546) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 476)

عن هُشيم بن بشير

وعبد الرزاق (3934) وأحمد (4/ 161) وابن خزيمة (1638) والطبراني في "الكبير"(22/ 232) والدارقطني (1/ 413 و 414) والحاكم (1/ 244 - 245) والبيهقي (2/ 301) والخطيب في "المتفق والمفترق"(347)

عن سفيان الثوري

وعبد الرزاق (3934) وابن سعد (5/ 517) وأحمد (4/ 161) والفاكهي (2598) وابن خزيمة (1638) وأبو علي الطوسي (203) والطبراني في "الكبير"(22/ 232) والدارقطني (1/ 413)

عن هشام بن حسان البصري

وأحمد (4/ 161) وابن خزيمة (1638) والطبراني في "الكبير"(22/ 235) والدراقطني (1/ 413)

عن شريك بن عبد الله القاضي

وأحمد (4/ 161) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1463) والطبراني في "الكبير"(22/ 234) والدارقطني (1/ 414)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

والطبراني في "الكبير"(22/ 234) والدارقطني (1/ 414)

عن مبارك بن فَضالة

والطبراني في "الكبير"(22/ 233 - 234)

عن حماد بن سلمة

و (22/ 235)

عن الحكم بن فَصِيل الواسطي

(1) وقال: لم يروه عن يزيد غير ابنه جابر، تفرد به يعلى، وهو محفوظ عنه"

ص: 392

وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 404)

عن عبد الله بن المبارك

كلهم عن يعلي بن عطاء الطائفي ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، قال: فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا معه فقال: "عَلَيّ بهما" فجيئ بهما ترعد فرائصهما، فقال:"ما منعكما أنْ تصليا معنا؟ " فقالا: يا رسول الله، إنا كنا قد صلينا في رحالنا، قال:"فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة".

وهكذا رواه غيلان بن جامع الكوفي عن يعلي بن عطاء عن جابر بن يزيد عن أبيه به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 235) و"الأوسط"(4395) و"الصغير"(1/ 217) وفي "مسند الشاميين"(2483) والدارقطني (1/ 414) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 103) من طريق الجراح بن مليح عن إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عن غيلان به.

قال الطبراني: لم يروه عن غيلان إلا ابن ذي حماية"

قلت: وهو ثقة كما قال الطبراني في "الصغير"(1/ 7 - 8) وذكره ابن حبان في "الثقات".

والجراح بن مليح مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وخالفه بقية فرواه عن إبراهيم بن ذي حماية ثني عبد الملك بن عمير عن جابر بن يزيد عن أبيه به.

أخرجه الدارقطني (1/ 414) وابن منده في "المعرفة" كما في "التلخيص"(2/ 29)

والحديث قال الترمذي: حسن صحيح"

وصححه ابن السكن كما في "التلخيص"(2/ 29)

وقال الشافعي في "القديم" هذا إسناد مجهول" المعرفة للبيهقي 3/ 214 والسنن له 2/ 302

قال البيهقي: وإنما قال ذلك والله أعلم لأنّ يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه جابر بن يزيد ولا لجابر بن يزيد راو غير يعلي بن عطاء. ويعلي بن عطاء لم يحتج به بعض

ص: 393

الحفاظ، وكان ابن معين وجماعة من الأئمة يوثقون يعلي بن عطاء، وهذا الحديث له شواهد قد تقدم ذكرها فالاحتجاج به وبشواهده صحيح"

وقال النووي: صحيح" الخلاصة 1/ 272

وقال الذهبي في "المهذب"(2/ 272): الاحتجاج به وبشواهده قوي"

قلت: وهو كما قالوا، ويعلي بن عطاء وثقه ابن معين وغيره، وجابر بن يزيد وثقه النسائي وابن حبان.

وللحديث شاهد عن مِحْجَن الديلي وعن أبى ذر وعن ابن مسعود وعن شداد بن أوس وعن عبد الله بن سرجس

فأما حديث محجن الدبلي فأخرجه مالك (1)(1/ 132) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بُسْر بن محجن عن أبيه محجن أنّه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأُذن بالصلاة. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع، ومحجن في مجلسه لم يصل معه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما منعك أنْ تصلي مع الناس؟ ألست برجل مسلم؟ " فقال: بلى يا رسول الله، ولكني قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا جئت فصل مع الناس، وإنْ كنت قد صليت".

ومن طريقه أخرجه أحمد (4/ 34) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 4) والنسائي (2/ 87) وفي "الكبرى"(930) والطحاوي في "شرح المعاني"(2)(1/ 363) وابن حبان (2405) والطبراني في "الكبير"(20/ 294) والدارقطني (1/ 415) والحاكم (1/ 244) وأبو نعيم في "الصحابة"(6203) والبيهقي في "معرفة السنن"(4307) وفي "الكبرى"(2/ 300) والبغوي في "شرح السنة"(856) والمزي (27/ 269 - 270)

ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (3933) وأحمد (4/ 34) والطبراني في "الكبير"(20/ 295)

2 -

ابن جُريج.

(1) وأخرجه الشافعي في "اختلاف مالك والشافعي"(7/ 191) وابن وهب في "الموطأ"(440) عن مالك به.

(2)

وقع عنده: عن بسر عن أبيه أو عن عمه على الشك.

ص: 394

أخرجه عبد الرزاق (3932) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 362) والطبراني في "الكبير"(20/ 294 - 295)

3 -

داود بن قيس الفراء.

أخرجه عبد الرزاق (3932) والطبراني في "الكبير"(20/ 294 - 295)

4 -

عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(958) والدارقطني (1/ 415) والحاكم (1/ 244)

5 -

سليمان بن بلال المدني.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 363) والطبراني في "الكبير"(20/ 295)

6 -

مسلم بن خالد الزنْجِي.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(264)

7 -

محمَّد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 296)

8 -

حفص بن ميسرة الصنعاني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 296)

9 -

سفيان الثوري.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 186) وأحمد (4/ 34 و 338) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/4) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 363) والطبراني في "الكبير"(20/ 293 - 294) وابن شاهين في "الناسخ"(265) وأبو نعيم في "الصحابة"(1208) من طرق عن سفيان عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه.

وقال بعضهم: عن بشر بن محجن عن أبيه.

وقال بعضهم: عن بشر أو بسر بن محجن عن أبيه.

وقال أبو نعيم: وهم سفيان وإنما هو بسر"

وقال الطبراني: كذا رواه سفيان عن زيد بن أسلم عن بشر بن محجن، ووهم فيه إنما هو بسر بن محجن، هكذا رواه مالك وأصحاب زيد بن أسلم"

ورواه وكيع عن سفيان فزاد فيه "واجعلها نافلة"

ص: 395

قال أحمد: ولم يقل أبو نعيم ولا عبد الرحمن "واجعلها نافلة".

والحديث قال الحاكم: هذا حديث صحيح، ومالك بن أنس الحكم في حديث المدنيين، وقد احتج به في "الموطأ"، وهو من النوع الذي قدمت ذكره أنّ الصحابي إذا لم يكن له راويان لم يخرجاه"

وقال ابن شاهين: هذا حديث صحيح الإسناد"

وقال البغوي: هذا حديث حسن"

وقال الذهبي في "التلخيص": ومحجن تفرد عنه ابنه"

قلت: وابنه ذكره الحافظ في "الإصابة" وقال: تابعي مشهور، جزم بذلك البخاري والجمهور، وذكره البغوي وغيره - في الصحابة"

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 5/ 22)

وأما حديث أبي ذر فأخرجه مسلم (648) بلفظ "صلّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلّ فإنها لك نافلة".

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه مسلم (534) بلفظ "فصلوا الصلاة لميقاتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة"

وأما حديث شداد بن أوس فأخرجه أحمد (4/ 124) والبزار (كشف 393) والطبراني في "الكبير"(7155) وفي "مسند الشاميين"(1093 و 1094) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد مرفوعا "سيكون من بعدي أئمة يميتون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة"

قال البزار: لا نعلمه يروى عن شداد إلا من هذا الوجهه

قلت: وراشد بن داود الصنعاني مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه ابن معين ودُحيم وابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وأبو أسماء الرحبي واسمه عمرو بن مَرْثد سمع من شداد بن أوس كما قال البخاري وابن أبي حاتم فالإسناد حسن.

وأما حديث عبد الله بن سرجس فأخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(2/ 44 - 45)

ولفظه "قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً جالسا في المسجد والناس يصلون، فلما

ص: 396

قضى الصلاة قال "إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون فليصل معهم تكون له نافلة".

قال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن زكريا فإن كان هو العجلي الواسطي فهو ضعيف، وإن كان غيره فلم أعرفه"

260 -

حديث ابن عباس رفعه "إذا صليتم عليّ فصلوا على أنبياء الله، فإن الله بعثهم كما بعثني"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني، ورويناه في فوائد العيسوي وسنده ضعيف أيضا" (1)

ضعيف

روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس

فأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني كما في "جلاء الافهام"(ص 275) عن عبد الله بن محمَّد بن أبي مريم ثنا الفِرْيابي ثنا سفيان عن موسى بن عُبيدة عن محمَّد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبذِي.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (3118) وابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 3350/ 1) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 3350/ 2) والبزار (كشف 2342) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(45) والطبراني كما في "جلاء الأفهام"(ص 275) والعِيسوي في "الفوائد"(35) والبيهقي في "الدعوات"(160) وفي "الشعب"(130) والخطيب في "التاريخ"(8/ 105) وأبو اليمن بن عساكر كما في "القول البديع" وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1702) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 195) والسبكي في "طبقات الشافعية"(1/ 188 و 189) من طرق عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن محمَّد بن ثابت عن أبي هريرة مرفوعا "صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني"

وإسناده ضعيف كالذي قبله.

ومحمد بن ثابت قال ابن معين: لا أعرفه، وقال البزار وابن المديني: لا نعلم روى عنه إلا موسى بن عبيدة.

(1) 13/ 423 (كتاب الدعوات - باب هل يصلي على غير النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 397

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وقال في "الفتح"(13/ 423): أخرجه إسماعيل القاضي بسند ضعيف"

وقال الذهبي: هذا حديث غريب، وموسى ضعفوه، وشيخه محمَّد لا يعرف"

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو ظلال عنه مرفوعا "خرج جبريل عليه السلام من عندي آنفا يخبرني عن ربه عز وجل: ما على الأرض مسلم صلى عليك واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشرا، فأكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة، وإذا صليتم عليّ فصلوا على المرسلين فإني رجل من المسلمين"

أخرجه أبو يعلى الصابوني في "فوائده" كما في "القول البديع"(ص 111)

وإسناده ضعيف لضعف أبي ظلال واسمه هلال - بن أبي هلال القسملي البصري الأعمى.

الثاني: يرويه علي بن أحمد البصري جار حميد الطويل ثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا "صلوا على أنبباء الله ورسله، فإنْ الله بعثهم كما بعثني"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 380 - 381)

وقال: علي بن أحمد البصري مجهول"

الثالث: يرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال النعمان بن عبد السلام الأصبهاني: ثنا أبو العوام عن قتادة عن أنس مرفوعا "إذا سلمتم عليّ فسلموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين"

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 10 - 11) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 113 و 2/ 335) من طريقين عن النعمان بن عبد السلام به.

وأبو العوام واسمه عمران بن دَاوَر القطان مختلف فيه.

- وقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة مرفوعا "إذا سلمتم عليّ فسلموا على المرسلين"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(70) عن أبي يحيى محمَّد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا الحسين بن محمَّد ثنا شيبان به.

ص: 398

- ورواه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا "إذا صليتم على- المرسلين فصلوا عليّ معهم، فإني رسول من المرسلين"

أخرجه ابن أبي عاصم (69)

- ورواه غير شعيب بن إسحاق عن سعيد عن قتادة مرسلا.

أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره"(نتائج الأفكار)

قال ابن معين: هو عن قتادة مرسل" تاريخ الدوري 2/ 845

261 -

"إذا صلي أحدكم إلى سُتْرَة فَلْيَدْنُ منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته"

قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من حديث سهل بن أبي حَثْمَة مرفوعا" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (منحة 379) والحميدي (401) وابن أبي شيبة (1/ 279) وأحمد (4/ 2) وأبو داود (695) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2072) والنسائي (2/ 49) وفي "الكبرى"(824) وابن خزيمة (803) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1002) والطحاوي في "المشكل"(2613) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 86 - 87) والمحاملي في "أماليه"(4) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 269) وابن حبان (2373) والطبراني في "الكبير"(5624) والحاكم (1/ 251 - 252) وأبو نعيم في "الصحابة"(3291) وابن حزم في "المحلى"(4/ 261) والبيهقي (2/ 272) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 235) من طريق (2) سفيان بن عُيينة عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير بن مطعم عن سهل بن أبي حثمة به مرفوعا.

ورواه عبد الرزاق (2305) عن ابن عيينة عن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر نافع بن جبير عن سهل بن أبي حثمة (3).

والأول أصح.

(1) 2/ 121 (كتاب الصلاة - باب قدركم ينبغى أن يكون بين المصلي والسترة)

(2)

رواه الطيالسي والحميدي وأحمد وابن أبي شيبة ومحمد بن الصباح وعثمان بن أبي شيبة وحامد بن يحيى وابن السرح وعلي بن حجر وإسحاق بن منصور وعبد الجبار بن العلاء وأحمد بن منيع وأحمد بن عبدة ويونس بن عبد الأعلى وإبراهيم بن بشار وإبراهيم بن المنذر وابن أبي عمر ويعقوب بن حميد وإسحاق بن بهلول ومسدد ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء وهاررن بن عبد الله الحمال ومحمد بن ميمون الخياط عن ابن عببنة هكذا موصولا.

(3)

قلت: رواه الطبراني (5624) عن الدبري عن عبد الرزاق موصولا.

ص: 399

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال العقيلي: وهذا ثابت" الضعفاء 4/ 196

وقال ابن عبد البر: حديث حسن" التمهيد 4/ 195

وقال ابن القيم: رجال إسناده رجال مسلم" تهذيب السنن

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 518

وقال البيهقي: قد أقام إسناده سفيان بن عيينة وهو حافظ حجة"

قلت: واختلف فيه على صفوان بن سليم:

• فقيل: عن صفوان عن محمَّد بن سهل عن أبيه أو عن محمَّد بن سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البيهقي (2/ 272) من طريق محمَّد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون أنا شعبة عن واقد بن محمَّد بن زيد عن صفوان به.

ورواه أبو القاسم البغوي (1003) عن جده عن يزيد بن هارون فقال فيه: عن محمَّد بن سهل عن أبيه أو عن عمه مرفوعا.

وذكر أبو نعيم في "الحلية"(3/ 165) أن محمَّد بن سهل هو ابن حُنيف.

لكن في "سير الأعلام" و"الإصابة" في ترجمة سهل بن حنيف أنّه روى عنه ابناه أبو أمامة أسعد وعبد الله ولم يذكرا محمدا، والظاهر والله أعلم أنه محمَّد بن سهل بن أبي حثمة فإنّه مذكور في الرواة عن أبيه سهل بن أبي حثمة.

ثم تحققت من ذلك بعد أن اطلعت على ترجمة محمَّد بن سهل بن أبي حثمة من "الإصابة" فقد ذكر الحافظ عن أبي موسى المديني في "الذيل" أنّه أخرج هذا الحديث من طريق شعبة عن واقد بن محمَّد قال: سمعت صفوان بن سليم يحدث عن محمَّد بن سهل بن أبي حثمة أو عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: قلت: هو مرسل أو منقطع لأنه إنْ كان المحفوظ عن محمَّد بن سهل فهو مرسل لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان سنّ سهل بن أبي حثمة ثماني سنين، وإنْ كان عن سهل فهو منقطع لأن صفوان لم يسمع من سهل"

• وقيل: عن صفوان عن نافع بن جبير عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6014) من طريق عبد الله بن محمَّد الفهمي ثنا ابن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان به.

ص: 400

وابن لهيعة ضعيف.

• ورواه عيسى بن موسى بن محمَّد بن إياس بن البكير عن صفوان واختلف عنه:

فقال إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: عن عيسى بن موسى عن صفوان عن نافع بن جبير عن سهل بن سعد.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1001) والطحاوي في "المشكل"(2614) والطبراني في "الكبير"(6015) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 165)

وقال الليث بن سعد: عن عيسى بن موسى ثني صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة مرفوعا "إذا صلى فليتقدم إلى سترته"

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 393)

وعيسى بن موسى مختلف فيه، قال أبو حاتم: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات".

- ورواه داود بن قيس الفَرّاء عن نافع بن جبير بن مطعم واختلف عنه:

• فرواه عبد الرزاق (2303) عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلا.

وتابعه عبد الله بن وهب عن داود بن قيس به.

أخرجه البيهقي (2/ 272)

• ورواه بشر بن السري عن داود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1588)

• ورواه إسماعيل بن جعفر المدني عن داود بن قيس عن نافع بن جبير عن سهل غير منسوب مرفوعا.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(537)

وللحديث شاهد عن جبير بن مطعم وعن أبي سعيد وعن بريدة

فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه البزار (كشف 586) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثنا عبد الله بن عمر الجبيري ثنا محمَّد بن عبد الله بن عمير - قال البزار: هكذا رأيته عندي في كتابي وأحسبه محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير - عن أمية بن صفوان عن محمَّد بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا "إذا صلي أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته"

ص: 401

وقال: لا نعلم أحدا قال فيه: عن محمَّد بن جبير عن أبيه غير أمية بن صفوان، ولا نحفظه إلا من هذا الوجه"

وقال الهيثمي: محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ضعيف" المجمع 2/ 59

قلت: وعبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 279) عن أبي خالد سليمان بن حَيَّان الأحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه مرفوعا "إذا صلي أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها".

وأخرجه أبو داود (698) وابن ماجه (954) عن أبي كُرَيب محمَّد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو خالد الأحمر به.

وأخرجه البيهقي (2/ 267) من طريق محمَّد بن بكر التمار ثنا أبو داود به.

واختلف فيه على أبي خالد الأحمر، فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عنه فلم يذكر ابن عجلان.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(5/ 87)

والأول أصح.

وإسناده حسن، أبو خالد الأحمر صدوق يخطئ، والباقون ثقات.

وأما حديث بريدة فأخرجه البزار (كشف 585) عن عمرو بن مالك الرَّاسِبِي ثنا عمرو بن النعمان ثنا يوسف بن صهيب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته"

وقال: لا نعلمه عن بريدة إلا من هذا الوجه، تفرد به عمرو عن يوسف، وعمرو بصري مشهور"

وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 2/ 59

قلت: إسناده ضعيف لضعف عمرو بن مالك الراسبي.

262 -

"إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه وكذا ابن خزيمة وابن

ص: 402

حبان والحاكم من حديث فَضَالة بن عبيد قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي فقال: "عجل هذا" ثم دعاه فقال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار"(2/ 295) وأحمد (6/ 18) وأبو داود (1481) والترمذي (3477) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(106) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(82) والبزار (3748) وابن خزيمة (710) وابن المنذر في "الأوسط"(1529) والطحاوي في "المشكل"(2242) وابن حبان (1960) والطبراني في "الكبير"(18/ 307 و 308) والحاكم (1/ 230 و 268) وأبو نعيم في "الصحابة"(5651) والبيهقي (2/ 147 - 148) وفي "الصغرى"(456) وفي "معرفة السنن"(733) وفي "الشعب"(2870) والقاضي عياض في "الشفا"(2/ 633) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(45) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 295)

عن حَيْوة بن شريح المصري

والنسائي (3/ 38) وفي "الكبرى"(1207) وابن خزيمة (709) والطبراني في "الكبير"(18/ 309) وفي "الدعاء"(90) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 295)

عن عبد الله بن وهب

والترمذي (3476) والطبراني في "الكبير"(18/ 307 - 308 و 308) وفي "الدعاء"(89)

عن رِشدين بن سعد المصري

ثلاثتهم عن أبي هانئ الخولاني عن أبي علي الجَنبِي عن فضالة بن عبيد به.

واللفظ لحديث حيوة.

قال الترمذي بعد أنْ ساقه من طريق رشدين بن سعد: هذا حديث حسن رواه حيوة بن شريح عن أبي هانئ، وأبو هانئ اسمه حميد بن هانئ وأبو علي الجنبي اسمه عمرو بن مالك"

وقال بعد أن ساقه من طريق حيوة: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (2)

(1) 13/ 417 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا تعرف له علة"

ص: 403

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": هذا حديث صحيح"

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير رشدين بن سعد وهو ضعيف لكنه قد توبع، وحميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني صدوق.

والحديث ذكره النووي في "الأذكار"(ص 69) وقال: إسناده ضعيف"

فتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" فقال: أخرجه ابن السني (113) مقتصرا على الحديث دون القصة من طريق عبد الله بن لهيعة عن أبي هانئ، وليس في سنده من يوصف بالضعف إلا ابن لهيعة، وكأنّ الشيخ ضعفه بسببه، ولم ينفرد به كما ترى.

وعجبت من اقتصاره على تضعيف هذا السند دون غيره من الأحاديث التي أوردها قبل من كتاب ابن السني مع أنّ أكثرها ضعيف سندا ومتنا، وهذا صحيح المتن، فإنْ رواته كلهم ثقات، مخرج لهم في الصحيح إلا الجنبي وقد اتفقوا على توثيقه"

263 -

عن أُسيد بن حُضير أنه قال: يا رسول الله، إنّ إمامنا مريض، قال:"إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا"

قال الحافظ: وروى أبو داود من وجه آخر عن أسيد بن حضير أنه قال: فذكره، وفي إسناده انقطاع" (1)

له عن أسيد بن حضير طرق:

الأول: يرويه محمَّد بن صالح ثني حصين من ولد سعد بن معاذ عن أسيد بن حضير أنه كان يؤمهم، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فقالوا: يا رسول الله، إنّ إمامنا مريض، فقال:"إذا صلى قاعدا فصلوا قعودا".

أخرجه أبو داود (607) عن عبدة بن عبد الله الخزاعي أنا زيد بن الحباب عن محمَّد بن صالح به.

وقال: وهذا الحديث ليس بمتصل"

قلت: حصين هو ابن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري

قال المزي في "تهذيب الكمال": روى عن أسيد بن حضير ولم يدركه"

وقال الحافظ في "التهذيب": ذكره ابن حبان في ثقات اتباع التابعين، فكأنّ روايته عن الصحابة عنده مرسلة"

(1) 2/ 317 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إنما جعل الإمام ليؤتم به)

ص: 404

وقال الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: حسن الحديث"

وقال الذهبي: ثقة" الديوان، المغني، الكاشف

ومحمد بن صالح هو المدني الأزرق اختلف فيه قول ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ.

الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن هبيرة أنّ أسيد بن حضير كان يؤم بني عبد الأشهل وأنّه اشتكى فخرج إليهم بعد شكواه فقالوا له: تقدم، قال: لا أستطيع أنْ أصلي، قالوا: لا يؤمنا أحد غيرك ما دمت، قال: اجلسوا، فصلى بهم جلوسا. موقوف

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 326 - 327) عن يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد به.

وهذا أيضا منقطع فإن عبد الله بن هبيرة لم يدرك أسيد بن حضير لأنّ أسيدا مات في عهد عمر سنة عشرين أو إحدى وعشرين، وعبد الله بن هبيرة ولد في عام الجماعة.

والحديث اختلف فيه على يزيد بن هارون، فرواه إبراهيم بن عبد الله (1) عنه أنا يحيى أن بُشير بن يسار، أخبره أن أسيد بن حضير كان يؤم قومه فاشتكى

وذكر الحديث.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(4/ 206) ثنا إبراهيم بن عبد الله به.

قال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 2/ 317

قلت: ما أظنّ بشير بن يسار أدرك أسيدا، لأن بشيرا مات بعد المائة والله أعلم.

ولم ينفرد يزيد بن هارون به بل تابعه أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(14/ 313 - 314)

الثالث: يرويه ابن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه أن أسيد بن حضير اشتكى وكان يؤم قومه جالسا.

أخرجه عبد الرزاق (4085)

وهذا إسناد منقطع لأنّ عروة لم يدرك أسيد بن حضير.

ورواه حماد عن هشام بن عروة عن محمود بن لبيد عن كثير بن السائب أنّ أسيد بن حضير صلى بأصحابه قاعدا وهم قعود فكان يؤمهم من وجع.

(1) أظنه ابن يزيد السعدي النيسابورى.

ص: 405

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(4/ 206 - 207) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا حجاج ثنا حماد به.

كثير بن السائب أظنه القرظي مختلف في صحبته، والباقون ثقات، وحجاج هو ابن مِنهال يروي عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة وكلاهما يروي عن هشام بن عروة.

264 -

"إذا طعم أحدكم فلا يمسح يده حتى يمصها"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من رواية أبي سفيان عن جابر" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 294) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به مرفوعا.

وزاد "فإنّه لا يدري في أيّ طعامه يبارك له فيه".

وأخرجه (8/ 296) عن محمَّد بن فضيل الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر مرفوعا "إذا فرغ أحدكم من طعامه فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري أيّ طعامه يبارك له فيه".

وأخرجه مسلم (3/ 1607) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء الهَمداني وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن أبي معاوية عن الأعمش به

وأخرجه عن ابن أبي شيبة ثنا ابن فضيل به.

وأخرجه من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به بلفظ: "فإذا فرغ فليلعق أصابعه"

265 -

"إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة عن كل بلد"

قال الحافظ: روى أبو داود من طريق عطاء عن أبي هريرة مرفوعا قال: فذكره، وفي رواية أبي حنيفة عن عطاء "رفعت العاهة عن الثمار"(2)

أخرجه أحمد (2/ 341) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 138)

عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم

(1) 11/ 510 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع ومصها)

(2)

5/ 299 (كتاب البيوع - باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها)

ص: 406

وأحمد (2/ 388) والطحاوي في "المشكل"(2286) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 192 - 193)

عن عفان بن مسلم البصري

والطحاوي في "المشكل"(2287) والعقيلي (3/ 426)

عن معلي بن أسد البصري

قالوا: ثنا وهيب بن خالد ثنا عِسْل بن سفيان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا "إذا طلع النجم ذا صباح رفعت العاهة"

وفي لفظ "إذا طلعت الثريا رفعت العاهة عن أهل البلد"

وفي لفظ "ما طلع النجم صباحا قط وتقوم عاهة إلا رفعت عنهم أو خفت"

وخالفهم حرمي بن حفص البصري فرواه عن وهيب عن عسل عن السليل عن عطاء عن أبي هريرة. فزاد فيه عن السليل.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1327) عن أبي بكر أحمد بن محمَّد بن صدقة ثنا الجراح بن مخلد ثنا حرير بن حفص به (1).

والأول عندي أصح فقد رواه جماعة عن عسل عن عطاء عن أبي هريرة لم يذكروا السليل لكنهم اختلفوا في رفعه ووقفه.

فرواه حماد بن سلمة عن عسل فرفعه.

أخرجه البزار (كشف 1292)

ورواه عبد العزيز بن المختار البصري عن عسل فأوقفه على أبي هريرة.

أخرجه العقيلي (3/ 426)

وتابعه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن عسل به.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(695)

وإسناده ضعيف لضعف عسل بن سفيان، لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو حنيفة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "إذا طلع النجم رفعت العاهة عن أهل كل بلد"

(1) هكذا رواه الجراح بن مخلد عن حرمي، وخالفه محمَّد بن غالب تمتام فرواه عن حرمي ولم يذكر السليل. أخرجه ابن عبد البر (2/ 192 - 193)

ص: 407

أخرجه محمَّد بن الحسن في كتاب "الآثار"(ص 159) والطحاوي في "المشكل"(2282) والطبراني في "الصغير"(1/ 41) وابن عدي (7/ 2478) وأبو الشيخ في "العظمة"(696) وتمام في "فوائده"(ق 56/ 1) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 121) وفي "مسند أبي حنيفة"(ص 137 - 138) والخليلي في "الإرشاد"(ق 33/أ)

وقال: وعسل وأبو حنيفة سيان في الضعف، على أنّ عسل مع ضعفه أحسن ضبطا للحديث منه"

قلت: أبو حنيفة اختلفوا فيه وأكثرهم ضعفه.

قال الذهبي: اختلفوا في حديثه على قولين: فمنهم من قبله ورآه حجة، ومنهم من لينه لكثرة غلطه في الحديث ليس إلا. قلت: لم يصرف الإمام همته لضبط الألفاظ في الإسناد وإنما كان همته القرآن والفقه، وكذلك حال كل من أقبل على فن فإنّه يقصر عن غيره، ومن ثمّ لينوا حديث جماعة من أئمة القراء كحفص وقالون، وحديث جماعة من الفقهاء كابن أبي ليلى وعثمان البتي، وحديث جماعة من الزهاد كفرقد السبخي وشقيق البلخي، وحديث جماعة من النحاة، وما ذاك لضعف في عدالة الرجل بل لقلة اتقانه للحديث ثم هو أنبل من أن يكذب، ثم ذكر توثيقه عن ابن معين" مناقب الإمام أبي حنيفة ص 27 - 28

وللحديث شاهد عن أبي سعيد رفعه "ما طلع نجم ذا صباح إلا رفعت كل آفة وعاهة في الأرض أو من الأرض"

أخرجه ابن عدي (5/ 1896) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 292) من طريق ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد به.

وإسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية بن سعد العَوْفِي.

266 -

عن أبي هريرة أنْ خولة بنت يسار قالت: يا رسول الله، ليس لي إلا ثوب واحد وأنا أحيض فكيف أصنع؟ قال:"إذا طهرت فاغسليه ثم صلي فيه" قالت: فإنْ لم يخرج الدم؟ قال: "يكفيك الماء ولا يضرك أثره"

قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره، وفي إسناده ضعف، وله شاهد مرسل ذكره البيهقي" (1).

ضعيف

(1) 1/ 347 (كتاب الوضوء - باب إذا غسل الجنابة أو غيرها)

ص: 408

أخرجه أحمد (2/ 380) وأبو داود (365)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

والبيهقي (2/ 408)

عن عبد الله بن وهب وعن عثمان بن صالح السهمي

ثلاثتهم عن ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة به.

وخالفهم موسى بن داود الضبي فرواه عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 364)

وحديث ابن وهب ومن تابعه أصح.

قال البيهقي: إسناده ضعيف، تفرد به ابن لهيعة"

وقال الذهبي: هذا ضعيف من قبل ابن لهيعة" المهذب 2/ 367

وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" 1/ 282

قلت: وهو كما قالوا.

وأما قول الحافظ: وله شاهد مرسل ذكره البيهقي.

فتعقبه الألباني بقوله: قول الحافظ فيما سبق: وله شاهد مرسل. وهم أيضا. فإننا لا نعلم له شاهداً مرسلاً ولا ذكره الحافظ في "التلخيص" وإنما ذكر له شاهدا موقوفا عن عائشة" الصحيحة 1/ 2/ 191

قلت: لعل الحافظ يريد ما أخرجه البيهقي (2/ 408 - 409) بعد هذا الحديث عن الحاكم قال أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مهدي بن حفص ثنا علي بن ثابت عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة بنت نمار قالت: قلت: يا رسول الله، إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد فيصيبه الدم، قال "اغسليه وصلي فيه" قلت: يا رسول الله، يبقى أثره، قال:"لا يضره"

قال البيهقي: قال أبو بكر: قال إبراهيم الحربي: الوازع بن نافع غيره أوثق منه ولم يُسمع خولة بنت نمار أو يسار إلا في هذين الحديثين"

ومن هذا الطريق أخرجه ابن منده كما في "الإصابة"(12/ 339) لكن وقع عنده: عن خولة بنت يسار.

ص: 409

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 241) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة بنت حكيم.

وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من كثير من الصحابة مثل أبيه عبد الرحمن بن عوف وأبي موسى الأشعري وأم حبيبة وأبي بكر وعمر وعمرو بن أمية وطلحة وعبادة بن الصامت وعثمان وأبي الدرداء، فلعل الحافظ أراد بالإرسال رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن خولة، والله تعالى أعلم.

وهذا الحديث قال البيهقي: إسناده ضعيف"

وقال الذهبي في "المهذب"(2/ 367): قلت: الوازع ليس بثقف قاله أحمد ويحيى، وخولة لم تُعرف بغير هذا"

267 -

عن أنس قال: قيل: يا رسول الله، متى يُترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال "إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل، إذا ظهر الإدهان في خياركم، والفحش في شراركم، والملك في صغاركم، والفقه في رذالكم"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي خيثمة من طريق مكحول عن أنس: فذكره" (1)

حسن

روي من حديث أنس ومن حديث حذيفة ومن حديث عائشة.

فأما حديث أنس فيرويه مكحول واختلف عنه:

- فقال أبو مُعَيْد حفص بن غيلان الرُّعيني: ثنا مكحول عن أنس به.

أخرجه أحمد (3/ 187) وابن ماجه (4015) والطحاوي في "المشكل"(3350) والطبراني في "مسند الشاميين"(1547 و 3368) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 185) والبيهقي في "الشعب"(7149 و 7150) وابن عبد البر في "العلم"(1048 و 1049 و 1050) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن داود الفارسي ص 297) من طرق عن الهيثم بن حميد الغساني ثنا أبو معيد به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من هذا الوجه"

وقال العراقي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 148

(1) 17/ 65 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم)

ص: 410

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 185

قلت: أبو معيد صدوق، والهيثم ومكحول ثقتان، فالإسناد حسن.

- وقال علي القرشي: عن مكحول عن كثير بن مرّة عن أنس.

أخرجه ابن بشران في "أماليه"(248) من طريق إسحاق بن راهويه أنبا بقية بن الوليد ثني علي القرشي به.

وعلي القرشي ما عرفته ولعله من شيوخ بقية المجهولين، والله تعالى أعلم.

- وقال زيد بن واقد الدمشقي: عن مكحول عن كثير بن مرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 412) عن أبيه ثني العباس في الوليد بن مزيد ثني أبي ثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن زيد بن واقد به.

لإسناده حسن، أبو مطيع ليس به بأس، والباقون ثقات.

أما حديث حذيفة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(144) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان الرقي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا أبو سعيد التَّغلبي ثنا عمار بن سيف الضبي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البَخْتري عن حذيفة قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما سيدا أعمال أهل البر؟ قال "إذا أصابكم ما أصاب بني اسرائيل" قلت: يا رسول الله، وما أصاب بني إسرائيل؟ قال "إذا داهن خياركم فجّاركم، وصار الفقه في شراركم، وصار الملك في صغاركم، فعند ذلك نلبسكم فتنة، تَكِرُّون ويُكَرَّ عليكم"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عمار بن سيف، ولا عن عمار إلا أبو سجد التغلبي، تفرد به يحيى بن سليمان الجعفي"

وقال الهيثمي: وفيه عمار بن سيف، وثقه العجلي وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف" المجمع 7/ 286

قلت: عمار بن سيف ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والعقيلي وابن حبان والبزار والحاكم وأبو نعيم والدارقطني وابن عدي، واختلف فيه قول ابن معين.

وأبو سعيد التغلبي واسمه محمَّد بن أسعد قال أبو زرعة والعقيلي: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ص: 411

ويحيى بن سليمان الجعفي مختلف فيه كذلك، وثقه الدارقطني وغيره، وقال النسائي: ليس بثقة.

والأعمش وحبيب بن أبي ثابت مدلسان وقد عنعنا.

وأبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من حذيفة.

وأما حديث عائشة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "مشيخته"(تخريج أحاديث الأحياء للحداد 1/ 148) وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(27) والعقيلي (2/ 91) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 887) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(11) من طريق الزبير بن عيسى الحميدي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، متى لا نأمر بالمعروف، ولا ننهى عن المنكر؟ قال "إذا كان البخل في خياركم، وإذا كان العلم في رِذَالِكم، وإذا الإِدْهَان في كباركم، وإذا كان الملك في صغاركم"

قال العَقيلي: الزبير بن عيسى حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به"

268 -

"إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، وإنْ لم يحمد الله فلا تشمتوه"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2992) من حديث أبي موسى" (1)

269 -

"إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه، فإنْ زاد على ثلاث فهو مزكوم، ولا يشمته بعد ثلاث".

قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى وابن السني من وجه آخر عن أبي هريرة النهي عن التشميت بعد ثلاث ولفظه: فذكره. قال النووي: فيه رجل لم أتحقق حاله، وباقي إسناده صحيح. قلت: الرجل المذكور هو سليمان بن أبي داود الحرّاني، والحديث عندهما من رواية محمَّد بن سليمان عن أبيه، ومحمد موثق، وأبوه يقال له: الحرّاني ضعيف، قال فيه النسائي ليس بثقة ولا مأمون" (2)

ضعيف

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(251) أخبرني أبو عروبة ثنا سليمان بن سيف ثنا محمَّد بن سليمان بن أبي داود ثنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعا.

(1) 13/ 234 (كتاب الأدب - باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله)

(2)

13/ 229 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله)

ص: 412

وأخرجه ابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال"(ص 20 - 21) من طريق إسحاق بن محمَّد بن يزيد الحلبي أنبأ أبو داود سليمان بن سيف به.

وقال: غريب من حديث الزهري عن سعيد، تفرد به سليمان بن أبي داود الحراني، لا أعلم حدث به غير محمَّد بن سليمان"

وقال النووي: في إسناده رجل لم أتحقق حاله، وباقي إسناده صحيح عن أبي هريرة" الأذكار ص 243

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي داود الحرّاني.

قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا.

270 -

"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال"

قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: فذكره، ومثله عند أبي داود من حديث أبي هريرة" (1)

ورد من حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث ابن عمر ومن حديث علي ومن حديث سالم بن عبيد ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث أبي مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3441) في "مسند الشاميين"(1664) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا محمَّد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي ثني ضَمْضَم بن زُرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك مرفوعا "إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل من حوله: برحمك الله، وليقل هو لمن حوله: يهديكم الله ويصلح بالكم"

وإسناده ضعيف، محمَّد بن إسماعيل بن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث عنه فحدث.

وشريح بن عبيد هو ابن شريح الحمصي لم يسمع من أبي مالك الأشعري.

قال أبو حاتم: شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرسل" المراسيل ص 90

وقيل لمحمد بن عوف: سمع منا أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أظن ذلك لأنّه لا يقول في شيء من ذلك سمعت.

(1) 13/ 222 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

ص: 413

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:

الأول: يرويه أسباط بن عزرة عن جعفر بن أبي وحشية عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله - أحسبه قال - على كل حال، وليقل له: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لنا ولكم".

أخرجه البزار (كشف 2011)

قال الهيثمي: وفيه أسباط بن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 57

الثاني: يرويه زياد بن الربيع اليحمدي ثنا الحضرمي (1) من آل الجارود عن نافع أنّ رجلا عطس إلى جنب ابن عمر فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله. قال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أنْ نقول: الحمد لله على كل حال"

أخرجه الترمذي (2738) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 807) والحاكم (4/ 265 - 266) والبيهقي في "الشعب"(8884) والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 553)

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زياد بن الربيع"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد غريب في ترجمة شيوخ نافع ولم يخرجاه"

قلت: زياد بن الربيع ثقة كلما قال أحمد وغيره، والحضرمي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في (الكاشف): صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 122) والترمذي (2741) والطبراني في "الدعاء"(1977) والحاكم (4/ 266) وفي "علوم الحديث"(ص 68) والبيهقي في "الشعب"(8896)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن أبي شيبة (8/ 689) وفي "الأدب"(841) وأحمد (1/ 120) وابن ماجه (3715) والطبراني في "الدعاء"(1977)

عن علي بن مُسهِر الكوفي

(1) وقع عند الحاكم "الحضرمي بن لاحق" وهو وهم.

ص: 414

والنسائي في "اليوم والليلة"(212)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

وأبو يعلى (306)

عن ابن أبي ذئب

كلهم عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه (1) عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له: يرحمكم الله، وليقل هو: يهديكم الله ويصلح بالكم".

ورواه منصور بن أبي الأسود الكوفي عن ابن أبي ليلى عن الحكم أو عيسى - شك منصور - عن عبد الرحمن عن علي.

أخرجه أحمد (1/ 120)

ووقع عند الحاكم في "علوم الحديث" بعد هذا الحديث. قال يحيى - هو القطان -: فرددته على ابن أبي ليلى غير مرّة فقال: عن علي بن أبي طالب.

وعند أحمد، فقلت له: عن أبي أيوب قال: علي رضي الله عنه.

قلت: اختلف فيه على ابن أبي ليلى

فرواه يحيى القطان ومن تابعه عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن عن علي.

وخالفهم شعبة (2) رواه عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن عن أبي أيوب.

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 361) وأحمد (5/ 419 و 422) وفي "المسائل" لابنه عبد الله (ص 42) والدارمي (2662) والترمذي (2741) والنسائي في "اليوم والليلة"(213) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(697) والبيهقي في "الشعب"(8893 و 8894) والطبراني في "الكبير"(4009) وفي "الدعاء"(1978) وابن السني في "اليوم والليلة"(255) وابن المقرى في "المعجم"(478) والحاكم (4/ 266) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 163) والبيهقي في "الشعب"(8893 و 8894) وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة"(3342) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(861)

(1) وعند البيهقي: حدثني ابن أخي عبد الله بن عيسى.

(2)

تابعه أبو الهيثم عدي بن عبد الرحمن ثني محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه والحكم بن عتيبة أخرجه البيهقى في "الشعب"(8895)

ص: 415

قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": كذا رواه شعبة عنه وهو غلط"

وقال الترمذي: كان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث يقول أحيانا: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحيانا: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم"

وقال النسائي: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ليس بالقوي في الحديث"

وقال الحاكم: هذا من أوهام محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فلولا ما ظهر من هذه الأوهام لما نسبه أئمة الحديث إلى سوء الحفظ"

وقال البوصيري: في إسناده ابن أبي ليلى وهو ضعيف" مصباح الزجاج 4/ 112

قلت: نسبه إلى سوء الحفظ غير واحد، منهم: شعبة وأحمد وأبو حاتم والدارقطني ويحيى القطان والنسائي والجوزجاني.

وقال أحمد وغير واحد: ضعيف.

وأما أخوه وأبوه عبد الرحمن فهما ثقتان.

وأما حديث سالم بن عبيد فيرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه:

- فرواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه:

* قال أحمد (6/ 7 - 8): ثنا يحيى بن سعيد - هو القطان - ثني سفيان ثنا منصور - هو ابن المعتمر - عن هلال - هو ابن يساف - عن رجل من آل خالد بن عُرْفُطة عن آخر قال: كنت مع سالم بن عبيد في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال: عليك وعلى أمك. ثم سار فقال: لعلك وجدت في نفسك، قال: ما أردت أنْ تذكر أمي، قال: لم أستطع إلا أنْ أقولها، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليك، فقال:"عليك وعلى أمك" ثم قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال أو الحمد لله رب العالمين، وليقل له: يرحمكم الله أو يرحمك الله - شك يحيى - وليقل: يغفر الله لي ولكم"

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 107) وفي "الأوسط"(2/ 233)

عن علي بن المديني

والنسائي في "اليوم والليلة"(229)

عن محمَّد بن بشار

كلاهما عن يحيى القطان به إلا أنّهما لم يقولا: من آل خالد بن عرفطة.

ص: 416

وقال النسائي: وهذا الصواب عندنا"

وخالفهم مسدد فرواه عن يحيى القطان عن سفيان ثني منصور عن هلال عن رجل آخر قال: كنا مع سالم بن عبيد وذكر الحديث. لم يذكر عن رجل من آل خالد بن عرفطة.

أخرجه الحاكم (4/ 267) من طريق أبي المثنى معاذ بن المثنى ثنا مسدد به (1).

• وقيل: عن سفيان عن منصور عن هلال عن سالم بن عبيد.

أخرجه الترمذي (2740) والنسائي في "اليوم والليلة"(227) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1055)

عن أبي أحمد محمَّد بن عبد الله الزبيري

وابن السني في "اليوم والليلة"(261)

عن إبراهيم بن خالد الصنعاني

كلاهما عن سفيان به، ولفظه "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين".

- وهكذا رواه جرير بن عبد الحميد الرازي (2) وإسرائيل بن يونس (3) وأبو جعفر الرازي (4) وزياد بن عبد الله البكائي (5) عن منصور عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد.

قال الحاكم: الوهم في رواية جرير ظاهر، فإنّ هلال بن يساف لم يدرك سالم بن عبيد ولم يره وبينهما رجل مجهول"

- ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي واختلف عنه:

• فقال محمَّد بن عيسى ابن الطباع: ثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد.

(1) رواه أحمد بن محمَّد القاضي عن مسدد فقال فيه: عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر منهم.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1056)

(2)

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 106 - 107) وفي "الأوسط"(2/ 232) وأبو داود (5031) والنسائي في "اليوم والليلة"(225) والحاكم (4/ 267) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 330) والبيهقي في "الشعب"(8899)

(3)

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(226) وابن حبان (599)

(4)

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 107) و"الأوسط"(2/ 233)

(5)

أخرجه أبو القاسم البغوي (1054)

ص: 417

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6368)

• وقال غير واحد: عن أبي عوانة عن منصور عن هلال عن رجل (1) عن سالم بن عبيد، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 107) و "الأوسط"(2/ 233)

2 -

حَبّان بن هلال البصري.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4011) وفي "شرح المعاني"(4/ 301)

3 -

يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِيني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6369)

4 -

يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد (17/ 330 - 331)

- ورواه قيس بن الربيع عن منصور عن هلال عن شيخ من أشجع قال: كنا مع سالم.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 301)

- وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن منصور عن هلال عن رجل من النخع قال: كنا مع سالم بن عبيد

أخرجه الحاكم (4/ 267)

- وقال وَرْقَاء بن عمر اليشكري: عن منصور عن هلال عن خالد بن عرفجة الأشجعي أنهم كانوا يسيرون مع سالم بن عبيد

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 361) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/107) وفي "الأوسط"(2/ 233) وأبو داود (5032) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1300) والنسائي في "اليوم والليلة"(231) والطحاوي في "المشكل"(4010) وفي "شرح المعاني"(4/ 301) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(350) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 283) وأبو نعيم في "الصحابة"(3432) والبيهقي في "الشعب"(8900) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 714 - 715) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 331)

(1) زاد ابن مهدي: من آل عرفطة.

ص: 418

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل أخوه أو أصحابه: يرحمك الله، ويقول هو: يهديكم الله ويصلح بالكم"

أخرجه أبو داود (5033) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الآداب"(345) وفي "الشعب"(8891) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 329)

وأخرجه البخاري (فتح 13/ 232) عن مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة به ولفظه "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله

" الحديث.

قال الحافظ: كذا في جميع نسخ البخاري، وكذا أخرجه النسائي من طريق يحيى بن حسان، والإسماعيلي من طريق بشر بن المفضل وأبي النضر، وأبو نعيم في "المستخرج" من طريق عاصم بن علي، وفي "عمل اليوم والليلة" من طريق عبد الله بن صالح (1) كلهم عن عبد العزيز بن أبي سلمة، وأخرجه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن عبد العزيز المذكور به بلفظ "فليقل: الحمد لله على كل حال" قلت: ولم أر هذه الزيادة من هذا الوجه في غير هذه الرواية"

الثاني: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال، وليقل له: يرحمكم الله، وليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم.

أخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(100) عن موسى بن زكريا ثنا الحسن بن علي ثنا خالد عن يونس به.

وموسى بن زكريا هو التُّسْتَري وهو متروك كما قال الدارقطني (سؤالات الحاكم).

271 -

"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال أو الحمد لله رب العالمين"

(1) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 328 - 329) من طريق الليث بن سعد.

ص: 419

قال الحافظ: ولأحمد والنسائي من حديث سالم بن عبيد رفعه: فذكره" (1)

أنظر الحديث الذي قبله.

272 -

"إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل من عنده: يرحمك الله"

قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند أحمد وأبي يعلى: فذكره، ونحوه عند الطبراني من حديث أبي مالك" (2)

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(994) وأحمد (6/ 79) وأبو يعلى (4946) والطبراني في "الدعاء"(1981) وابن السني في "اليوم والليلة"(258) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 329 - 330) من طرق عن أبي معشر نَجيح السندي عن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أخي عَمْرة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أقول يا رسول الله؟ قال: "قل: الحمد لله" قال القوم: ما نقول له يا رسول الله؟ قال: "قولوا له: يرحمك الله" قال: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: "قل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم"

قال الهيثمي: وفيه أبو معشر نجيح وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 57

قلت: عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أخي عمرة لم أقف له على ترجمة، ويحتمل أنْ يكون هو يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أخي عمرة فإنه مذكور في الرواة عن عمرة، والله تعالى أعلم.

وأما حديث أبي مالك فتقدم الكلام عليه عند حديث "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال"

وله شاهد صحيح فيتقوى به أخرجه البخاري (فتح 13/ 232) من حديث أبي هريرة مرفوعا "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم"

273 -

"إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله"

قال الحافظ: ووقع عند مسلم من حديث عائشة: فذكره، ونحوه للبزار عن ابن

(1) 13/ 222 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس)

(2)

13/ 226 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله)

ص: 420

مسعود وفيه (ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما أعلى كان الشبه له" (1)

حديث عائشة أخرجه مسلم (314) أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ قال: "نعم" فقالت لها عائشة: تربت يداك وأُلَّتْ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعيها، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وأما علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه"

وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويهْ حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن أخواله - يعني علقمة والأسود - عن ابن مسعود قال: جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمَّد، إنْ كنت نبيا كما تذكر فاخبرنا من أين الشبه يشبه الرجل مرّة أعمامه ومرّة أخواله؟ فقال:"إن ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا غلب الشبه"

أخرجه البزار (1550 و 1635) عن أحمد بن إسحاق الأهوازي ثنا عامر بن مدرك ثنا عتبة بن يقظان عن حماد به.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث حماد عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، ولم نسمعه إلا من أحمد بن إسحاق عن عامر بن مدرك"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف عتبة بن يقظان.

الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود قال: مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يقولون: هذا رسول الله، فقال يهودي: إنْ كان رسول الله فسأسأله عن شيء فإنْ كان نبيا علمه، فقال: يا أبا القاسم أخبرني أمن نطفة الرجل يخلق الإنسان أو من نطفة المرأة؟ فقال: "إنّ نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام والعصب، وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون الدم واللحم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10360) عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كُريب ثنا معاوية بن هشام عن حمزة الزيات عن عطاء بن السائب به.

وأخرجه أحمد (1/ 465) والبزار (2000) من طريق أبي كُدينة يحيى بن المهلب عن عطاء بن السائب به.

(1) 8/ 275 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حدثني حامد بن عمر)

ص: 421

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود إلا عطاء بن السائب، ولا نحفظ أنّ أحدا رواه عن عطاء إلا أبو كدينة"

قلت: تابعه حمزة الزيات كما تقدم، وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع يحيى بن المهلب وحمزة الزيات منه أهو قبل اختلاطه أم بعده.

274 -

"إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع"

قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (588) عن أبي هريرة مرفوعا "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شَرّ المسيح الدجال"

وانظر الحديث الذي بعده.

275 -

حديث أبي هريرة رفعه وإذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله" الحديث وفي آخره "ثم ليدعو لنفسه بما بدا له"

قال الحافظ: هكذا أخرجه البيهقي، وأصل الحديث في مسلم، وهذه الزيادة صحيحة لأنّها من الطريق التي أخرجها مسلم" (2)

صحيح

أخرجه مسلم (588) من طريق الوليد بن مسلم وهِقْل بن زياد وعيسى بن يونس كلهم عن الأوزاعي ثنا حسان بن عطية ثني محمَّد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".

وأخرجه البيهقي (2/ 154) وفي "الاعتقاد"(ص 225)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ومحمد بن كثير الصنعاني

والنسائي (3/ 49) وفي "الكبرى"(1233) وابن الجارود (207)

عن عيسى بن يونس

(1) 13/ 418 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

2/ 466 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد)

ص: 422

والآجري في "الشريعة"(874)

عن الهقل بن زياد

والنسائي (3/ 49) وفي "الكبرى"(1233)

عن المعافى بن عمران الموصلي

كلهم عن الأوزاعي به، وفيه الزيادة التي ذكرها الحافظ "ثم ليدع بعد بما شاء".

وهي زيادة من ثقة فوجب قبولها.

276 -

حديث أبي هريرة "إذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: مجدني عبدي"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني" (1)

ضعيف جدا

أخرجه الدارقطني (1/ 312) من طريق إسحاق بن بهلول بن حسان الأنباري ثنا أبي ثنا ابن سمعان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج غير تمام" قال: فقلت: يا أبا هريرة إني ربما كنت مع الإمام، قال: فغمز ذراعي، ثم قال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: إني قسمت الصلا بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، يقول عبدي إذا افتتح الصلاة:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)} [الفاتحة: 1]، فيذكرني عبدي، ثم يقول:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2]، فأقول: حمدني عبدي، ثم يقول:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)} [الفاتحة: 3]، فأقول: أثنى عليّ عبدي، ثم يقول:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4]، فأقول: مجدني عبدي، ثم يقول:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} [الفَاتِحَة: 5]، فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، وآخر السورة لعبدي، ولعبدي ما سأل"

وقال: ابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث، وروى هذا الحديث جماعة من الثقات عن العلاء بن عبد الرحمن، منهم: مالك بن أنس وابن جريج وروح بن القاسم وابن عيينة وابن عجلان والحسن بن الحر وأبو أويس وغيرهم على اختلاف منهم في الإسناد، واتفاق منهم على المتن، فلم يذكر أحد منهم في حديثه بسم الله الرحمن الرحيم، واتفاقهم على خلاف ما رواه ابن سمعان أولى بالصواب"

(1) 17/ 179 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء)

ص: 423

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 40)

وأخرجه أيضا (2/ 39) من طريق آدم بن أبي إياس عن ابن سمعان به.

277 -

"إذا قال العبد: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: أسلم عبدي واستسلم"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة بسند قوي، وفي رواية له "قال لي: يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله: أسلم عبدي واستسلم. وزاد في رواية "ولا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه" (1)

له عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه أبو بَلْج يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: سمعت أبا هريرة رفعه "ألا أعلمك أو قال ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة. تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله عز وجل: أسلم عبدي واستسلم"

أخرجه الطيالسي (ص 326) وأحمد (2/ 298 و363) والبزار (كشف 3086 و 3087) والنسائي في "اليوم والليلة"(13) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1782) والطبراني في "الدعاء"(1633) والحاكم (1/ 21) وابن منده في "التوحيد"(181) وابن بشران (1054) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 204) والبيهقي في "الدعوات"(135) وفي "الشعب"(190)

عن شعبة.

وأحمد (2/ 335)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

و (2/ 355 و 403) والخطيب في "التاريخ"(7/ 427)

عن زهير بن معاوية الجُعفي

والطبراني في "الدعاء"(1634)

عن هُشيم بن بشير

وابن عدي (7/ 2685)

عن القاسم

(1) 14/ 303 (كتاب القدر - باب لا حول ولا قوة إلا بالله)

ص: 424

وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(252)

عن النضر بن شُميل

كلهم عن أبي بلج به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولا يحفظ له علة ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بيحيى بن أبي سليم"

وقال العراقي في "أماليه": قد أُعِلّ بالاختلاف فيه على عمرو بن ميمون، ولا مؤاخذة على الحاكم فيه فإنه نفى حفظه" فيض القدير 3/ 108

قلت: أبو بلج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، ولم يخرج له مسلم شيئا، وخالفه محمَّد بن السائب بن بركة فرواه عن عمرو بن ميمون عن أبي ذر مرفوعا "ألا أدلك على كلمة كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال:"لا حول ولا قوة إلا بالله"

أخرجه الحميدي (130) وأحمد (5/ 150) والحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1122) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 454) والنسائي في "اليوم والليلة"(14) وابن حبان (820) من طريق سفيان بن عُيينة ثنا محمَّد بن السائب به.

ومحمد بن السائب وثقه ابن معين وغيره.

الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن كُمَيْل بن زياد النخعي عن أبي هريرة قال: كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حيطان المدينة فقال "يا أبا هريرة" فقلت: لبيك يا رسول الله، فقال:"إنّ المكثرين هم الأقلون إلا من قال بماله هكذا وهكذا - وأومئ بيده عن يمينه وعن شماله - وقليل ما هم" ثم قال: "يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال:"تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه"

أخرجه الطيالسي (ص 322) والبزار (كشف 3089) والحاكم (1)(1/ 517)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

وعبد الرزاق (20547) وأحمد (2/ 309) والطبراني في "الدعاء"(1637)

عن مَعْمَر بن راشد

(1) وقال: صحيح الإسناد"

ص: 425

وأحمد (2/ 525)

عن عمار بن رُزَيق الكوفي

وابن أبي شيبة (13/ 517) والنسائي في (اليوم والليلة)(358) والطبراني في "الدعاء"(1636) والبيهقي في "الشعب"(650)

عن إسرائيل بن يونس

وابن شاهين في "الترغيب"(346)

عن حديج بن معاوية

كلهم عن أبي إسحاق به.

وخالفهم زيد بن أبي أنيسة فرواه عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1638)

وقال: هكذا رواه زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن الأغر"

قلت: أبو إسحاق كان قد اختلط، وهو مشهور بالتدليس وقد رواه بالعنعنة.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن عابس الكوفي عن كميل بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أعلمك كنزا من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله"

أخرجه أحمد (2/ 520) والبزار (كشف 3088) والطبراني في "الدعاء"(1635) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 207) من طريقين عن شعبة عن عبد الرحمن بن عابس به.

وإسناده صحيح إنْ كان كميل بن زياد سمع من أبي هريرة فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

وقال أبو نعيم: غريب من حديث شعبة"

قلت: تابعه جابر بن الحر النخعي عن عبد الرحمن بن عابس به.

أخرجه أحمد (2/ 535) والشجري في "أماليه"(2/ 201)

الثالث: يرويه عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي عن موسى بن طلحة بن عبيد الله عن أبي هريرة مرفوعا "من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: أسلم عبدي واستسلم"

أخرجه الحاكم (1/ 502) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 150 - 151) من طريق الوليد بن مسلم ثنا أبو شيبة عن عثمان بن موهب به.

ص: 426

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أبو نعيم: قال أبو إسحاق بن حمزة في "معجمه": لا أعلم حدّث به عن موسى غير عثمان، تفرد به أبو شيبة"

قلت: أبو شيبة هو إبراهيم بن عثمان العَنسِي الكوفي قال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث.

الرابع: يرويه هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة".

أخرجه الترمذي (3601)

وقال: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة"

الخامس: يرويه محمَّد بن أبي إسماعيل الكوفي عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1639) وابن عدي (1/ 171) من طرق عن أحمد بن بشير الهمداني ثنا محمَّد بن أبي إسماعيل به.

وإسناده حسن، أحمد بن بشير صدوق، ومحمد ونافع ثقتان.

السادس: يرويه محمَّد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنز الجنة"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1641) من طريق مَعدي بن سليمان أبي سليمان عن ابن عجلان به.

وإسناده ضعيف لضعف معدي بن سليمان.

السابع: يرويه يزيد بن عبد الملك النوفلي عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة مرفوعا "أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنّها كنز من كنوز الجنة"

أخرجه أحمد (2/ 333) وابن عدي (7/ 2703)

عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي

والطبراني في "الدعاء"(1642) والخطيب في "التاريخ"(7/ 180)

عن خالد بن مخلد الكوفي

ص: 427

كلاهما عن يزيد بن عبد الملك به.

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن عبد الملك.

الثامن: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله"

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1643) من طريق جُبَارة بن مُغَلِّس ثنا أبو شيبة يزيد بن معاوية عن الأعمش به.

وإسناده ضعيف لضعف جبارة بن مغلس.

التاسع: يرويه عاصم بن عبيد الله المدني عن عبيد مولى أبي رهم عن أبي هريرة مرفوعا "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا قوة إلا بالله"

أخرجه أحمد (2/ 469) عن محمَّد بن جعفر البصري وحجاج بن محمَّد المصيصي قالا: ثنا شعبة عن عاصم به.

وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله.

العاشر: يرويه محمَّد بن عبيد الله العَرْزَمي عن ابن سلمة عن أبي هريرة قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، فقال "يا أبا هريرة، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا ملجأ من الله إلا إليه"

أخرجه ابن فضيل في "الدعاء"(55) عن العرزمي به.

والعرزمي قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث.

278 -

"إذا قال العبد: يا رب يا رب، قال الله تعالى: لبيك عبدي سل تعط"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة: فذكره، رواه مرفوعا وموقوفا" (1)

279 -

حديث معاذ رفعه "إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله لم تطلق، وإنْ قال لعبده: أنت حرّ إنْ شاء الله فإنّه حر"

قال الحافظ: قال البيهقي: تفرد به حميد بن مالك وهو مجهول، واختلف عليه في إسناده" (2)

ضعيف

(1) 13/ 484 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

(2)

14/ 416 (كتاب الأَيمان والنذور - باب الاستثناء في الأَيمان)

ص: 428

أخرجه عبد الرزاق (11331) عن إسماعيل بن عياش أخبرني حميد بن مالك أنّه سمع مكحولا يحدث عن معاذ بن جبل مرفوعا "يا معاذ، ما خلق الله على ظهر الأرض أحبّ إليه من عتاق، وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، فإذا قال الرجل لعبده: هو حرّ إنْ شاء الله فهو حرّ ولا استثناء له، وإذا قال لامرأته: أنت طالق إنْ شاء الله فله استثناؤه ولا طلاق عليه"

وأخرجه الدارقطني (4/ 35) والبيهقي في "القضاء والقدر"(151)

عن الحسن بن عرفة

وأبو يعلى (المطالب 1705) وابن عدي (2/ 694 - 695) والبيهقي (7/ 361)

عن داود بن رشيد الخوارزمي

وابن عدي (2/ 695) والدارقطني (4/ 35) والبيهقي (7/ 361)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وابن عدي (2/ 694 - 695) والبيهقي (7/ 361)

عن الحسن بن شبيب البغدادي

وإسحاق في "مسنده"(المطالب 1705)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 123)

عن يحيى بن أحمد الطائي

والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 341)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني

كلهم عن إسماعيل بن عياش به.

وخالفهم عبد الله بن عامر بن زُرَارة الحضرمي فرواه عن إسماعيل بن عياش عن حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن خالد بن معدان عن معاذ.

أخرجه البيهقي (10/ 47)

والأول أصح، فقد رواه جماعة عن حميد بن مالك عن مكحول عن معاذ ليس فيه خالد بن معدان، منهم:

ص: 429

1 -

معاوية بن حفص الشعبي الكوفي.

أخرجه ابن عدي (2/ 695) والبيهقي (7/ 361)

2 -

الربيع بن حميد بن مالك.

أخرجه ابن عدي (2/ 695)

3 -

المسيب بن شَريك.

أخرجه ابن عدي (2/ 695)

وخالفهم عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي الهاشمي فرواه عن حميد بن مالك ثنا مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ مرفوعا "ما أحلّ الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق، فمن طلق واستثنى فله ثنياه"

أخرجه الدارقطني (4/ 35)

وعمر بن إبراهيم قال الخطيب: كان غير ثقة يروي المناكير عن الأثبات، وقال ابن عقدة: ضعيف.

وقال البيهقي: حميد بن مالك مجهول، ومكحول عن معاذ منقطع، وقد قيل: عن حميد عن مكحول عن خالد بن مَعْدان عن معاذ، وقيل: عنه عن مكحول عن مالك بن يَخَامِر عن معاذ وليس بمحفوظ"

وقال أيضا: حديث ضعيف"

وقال أيضا: هذا إسناد غير قوي، وفيه انقطاع عن مكحول ومعاذ"

وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي": حميد بن مالك ليس بمجهول لكنّه ضعيف"

وقال عبد الحق في "الأحكام": حميد بن مالك ضعيف" الوهم والإيهام 3/ 171

وقال ابن الجوزي في "التحقيق": مكحول لم يلق معاذا، وابن عياش وحميد ومكحول كلهم ضعفاء" نصب الراية 3/ 235

قلت: ليس فيهم ضعيف إلا حميد بن مالك (1).

وقال البوصيري: سنده منقطع ضعيف" مختصر إتحاف السادة المهرة 5/ 160

(1) ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة.

ص: 430

وقال الحافظ: هذا منقطع" المطالب 2/ 208

وقال في "التلخيص"(3/ 205): إسناده ضعيف ومنقطع أيضا"

280 -

"إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإنّ الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث أبي ذر" (1)

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(54) وفي "الزهد"(1185) والطيالسي (ص 64) وعبد الرزاق (2398 و 2399) والحميدي (128) وابن أبي شيبة (2/ 410 - 411) وأحمد (5/ 150 و 163 و 179) والدارمي (1395) والذهلي في "الزهريات"(24) وأبو داود (945) وابن ماجه (1027) والترمذي (379) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 415) والعباس الدوري في "التاريخ"(1/ 226) والنسائي (3/ 7) وفي "الكبرى"(532 و 1114) وابن الجارود (219) وابن خزيمة (913 و 914) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(351) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1582) وابن المنذر في "الأوسط"(1617) والطحاوي في "المشكل"(1426، و 1427) وابن حبان (2273 و 2274) والطبراني في "مسند الشاميين"(1804) وابن شاهين في "الترغيب"(55) وتمام في "فوائده"(ق / 95 ب) والبيهقي (2/ 284) وفي "الأسماء"(ص 387 و 588) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 116 و 117) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1892) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(95) وأبو محمَّد البغوي في "تفسيره"(5/ 32) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة"(31) والمزي في "التهذيب"(33/ 17 - 18) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 178 - 179) من طرق عن الزهري عن أبي الأحوص الليثي - شيخ من أهل المدينة - عن أبي ذر به مرفوعا.

قال الترمذي: حديث حسن" (2)

وقال ابن عبد البر: حديث صحيح محفوظ"

وقال الذهبي: أبو الأحوص شيخ مدني لا يكاد يعرف"

وقال الشيخ أحمد شاكر: هو حديث صحيح" شرح سنن الترمذي 2/ 220

(1) 3/ 321 (كتاب الصلاة - أبواب العمل في الصلاة - باب مسح الحصى في الصلاة).

(2)

وكذا قال النووي في "الخلاصة"(1/ 485)

ص: 431

قلت: بل ضعيف لأنّ أبا الأحوص لم يرو عنه إلا الزهري كما قال النسائي، وقال: لا نعرفه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 480) فيه جهالة، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

281 -

"إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2179) عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

282 -

"إذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وَلْيُحِدّ أحدكم شفرته، وَلْيُرِحْ ذبيحته"

قال الحافظ: ويجمع ذلك حديث شداد بن أوس عند مسلم رفعه: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (1955) عن شداد بن أوس مرفوعا "إنّ الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته".

283 -

"إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته"

قال الحافظ: رواه مسلم (778) من حديث جابر مرفوعا" (3)

وتمامه "فإنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيرا"

284 -

"إذا قضى أحدكم حَجَّهُ فليعجل إلى أهله"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بإسناد جيد فلم ينفرد به أبو هريرة (4)، بل في الباب عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد وجابر عند ابن عدي بأسانيدة ضعيفة" (5)

حسن

وحديث عائشة له عنها طريقان:

(1) 13/ 304 (كتاب الاستئذان - باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا)

(2)

12/ 64 (كتاب الذبائح - باب ما يكره من المثلة)

(3)

2/ 75 (كتاب الصلاة- باب كراهية الصلاة في المقابر)

(4)

ولفظ حديثه "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله"

وهو في البخاري في الباب المذكور.

(5)

4/ 372 (أبواب العمرة - باب السفر قطعة من العذاب)

ص: 432

الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله فإنّه أعظم لأجره"

أخرجه الدارقطني (2/ 300)

عن إبراهيم بن محمَّد بن مروان العتيق

والحاكم (1/ 477) والبيهقي (5/ 259)

عن جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ

قالا: ثنا أبو مروان محمَّد بن عثمان العثماني ثنا أبو ضَمْرَة أنس بي بن عياض الليثي عن هشام بن عروة به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: أبو مروان العثماني لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو صدوق ومن فوقه ثقات فالإسناد حسن.

ولم ينفرد أبو مروان به بل تابعه محمَّد بن يزيد المُسْتَمْلِي ثنا أنس بن عياض به.

أخرجه ابن عدي (6/ 2285) عن محمَّد بن عمر الديماسي ثنا محمَّد بن يزيد به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 89) من طريق محمَّد بن أحمد بن سليمان ثنا أبو مروان الأموي ومحمد بن يزيد الأسلمي قالا: ثنا أبو ضمرة به.

وقال فيه "إذا قضى أحدكم نهمته

"

قال ابن عدي: وهذا يعرف بأبي مروان العثماني عن أنس بن عياض سرقه منه

محمَّد بن يزيد وقال "إذا قضى أحدكم حجّه" وإنما هو "إذا قضى أحدكم سفره" ومحمد بن يزيد يسرق الحديث ويزيد فيه ويسرق"

قلت: بل هو "حَجَّهُ" كما تقدم في رواية أبي مروان الأولى.

الثاني: يرويه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة مرفوعا "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ولذته، فإذا قضى أحدكم حاجته (1)، فليعجل إلى أهله"

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(752) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 34) والخطيب في "التاريخ"(10/ 94)

(1) وفي لفظ "نهمته"

ص: 433

عن عصام بن رَوَّاد بن الجراح

والطبراني في "الأوسط"(4448) و"الصغير"(613)

عن محمَّد بن علي ابن أخي رواد

قالا: ثنا رَوَّاد بن الجَرَّاح ثنا مالك بن أنس عن ربيعة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مالك عن ربيعة إلا رواد"

وقال ابن عبد البر: هذا الإسناد غير محفوظ، لا أعلم رواه عن مالك غير رواد هذا، وهو خطأ وليس رواد بن الجراح ممن يحتج به ولا يعول عليه"

قلت: هو مختلف فيه واختلط بأخرة.

وحديث ابن عباس أخرجه ابن عدي (1/ 302) من طريق إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي ثنا جعفر بن بُزقان عن ميمون بن مِهْران عن ابن عباس مرفوعا "السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم وَطَرَه من سفره فليعجل الرجوع إلى أهله"

وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، ولإسماعيل بن يحيى أحاديث غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه من الحديث بواطيل عن الثقات وعن الضعفاء"

وحديث ابن عمر تقدم الكلام عليه فانظر حديث "إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان"

وحديثي أبي سعيد وجابر لم أقف عليهما.

285 -

(إذا قضى أحدكم وَطَرَه من سفره"

قال الحافظ: وبيانه في حديث. ابن عباس عند ابن عدي بلفظ: فذكره" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

286 -

"إذا قعد أحدكم فليسلم، وإذا قام فليسلم، فليست الأولى أحق من الآخرة"

قال الحافظ: أخرجه النسائي عن أبي هريرة رفعه" (2)

صحيح

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(370) وعنه الطحاوي في "المشكل"(1355) من

(1) 4/ 373 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب السفر قطعة من العذاب).

(2)

13/ 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

ص: 434

طريق الوليد بن مسلم قال: سمعت محمَّد بن عجلان يقول: حدثني سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ.

ومن هذا الطريق أخرجه أبو يعلى (6566)

ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه صفوان بن عيسى القرشي عن ابن عجلان به.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 348)

وخالفهما جماعة رووه عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعا "إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أنْ يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة"

لم يذكروا فيه عن أبيه، منهم:

1 -

الليث بن سعد.

أخرجه الترمذي (2706) والنسائي في "اليوم والليلة"(369) والطحاوي (1351)

2 -

بشر بن المفضل البصري.

أخرجه أحمد (2/ 230) وأبو داود (5208) وابن حبان (495)

3 -

أبو عاصم الضحاك بن مخلد.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1007) والطحاوي في "المشكل"(1351) وتمام في "فوائده"(ق57) والبيهقي في "الآداب"(277) وفي "الشعب"(8460) والخطيب في "الجامع"(114) والبغوي في "شرح السنة"(3328)

4 -

روح بن القاسم البصري.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(371) والطحاوي في "المشكل"(1354) وابن حبان (496) والخطيب في "الجامع"(114)

5 -

ابن جُريج.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(369) والطحاوي في "المشكل"(1350) وأبو محمَّد الفاكهي في "حديثه"(21) والاسماعيلي في "معجمه"(1/ 378 - 379) والخطيب في "التاريخ"(14/ 60)

6 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه أحمد (2/ 439) وأبو يعلى (6567)

ص: 435

7 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (1162)

8 -

أبو خالد سليمان بن حَيَّان الأحمر.

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(450)

9 -

المفضل بن فضالة بن عبيد المصري.

أخرجه ابن حبان (494)

10 -

قُرَّان بن تمام الأسدي الكوفي.

أخرجه أحمد (2/ 287)

11 -

سليمان بن بلال المدني.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1008)

12 -

أبو غسان محمَّد بن مُطَرِّف المدني.

أخرجه الطحاوي (1352)

- ورواه هشام بن حسان البصري عن ابن عجلان واختلف عنه:

• فرواه عبد القاهر بن شعيب بن الحَبحَاب عن هشام عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه أبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 179)

• ورواه يريد بن هارون عن هشام عن ابن عجلان عن رجل عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(342)

ورواية الجماعة أصح (1)، وقد توبع ابن عجلان عليها.

فقال البخاري في "الأدب المفرد"(896): ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثني محمَّد بن جعفر بن أبي كثير عن يعقوب بن زيد التيمي عن المقبري عن أبي هريرة به (2).

(1) قال الدارقطني في "العلل"(10/ 390): والصواب قول من قال: عن سعيد المقبري عن أبي هريرة"

(2)

وزاد في أوله "أنّ رجلا مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: السلام عليكم، فقال "عشر حسنات" فمرّ رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: "عشرون حسنة" فمرّ رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: "ثلاثون حسنة"، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أوشك ما نسي صاحبكم! إذا جاء أحدكم المجلس فليسلم"

ص: 436

ومن طريق البخاري أخرجه ابن حبان (493)

وهذا إسناد صحيح، ويعقوب بن زيد هو ابن طلحة التيمي أبو يوسف وهو ثقة.

وقال النسائي في "اليوم والليلة"(368): أخبرني زكريا بن يحيى (1) ثني أحمد بن حفص بن عبد الله ثني أبي ثني جدي إبراهيم ثني يعقوب بن زيد أبو يوسف به.

قوله "جدي" يظهر لي أنها زائدة، فإنّ الراوي عن إبراهيم هو حفص بن عبد الله بن راشد السلمي روى عن إبراهيم بن طهمان، وروى إبراهيم هذا عن يعقوب بن زيد أبي يوسف فالظاهر أنّه هو فإذا تحقق ذلك فالإسناد صحيح.

ثم تحققت من ذلك عندما رأيت الحديث في "تحفة الإشراف"(9/ 502) فقال فيه: عن إبراهيم بن طهمان.

وتابع ابنَ عجلان أيضا بكر بن وائل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه: "إذا انتهى أحدكم إلى القوم فليسلم" هكذا مختصرا.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 131) عن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو بشر أحمد بن محمَّد ثنا خلف بن عبد العزيز شاذان عن أبيه عن جده عن شعبة عن بكر بن وائل به.

واختلف فيه على أبي بشر، فرواه أبو الشيخ في "الطبقات" (872) عنه فقال: عن بكر بن وائل عن ابن عجلان عن المقبري.

وأبو بشر متهم بالوضع.

287 -

حديث أبي سعيد "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمرّ بين يديه"

سكت عليه الحافظ (2).

الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم (505) من حديث أبي سعيد و (506) من حديث ابن عمر.

وحديث أبي سعيد أخرجه البخاري (فتح 2/ 129 - 130) من طريق أخرى بغير هذا اللفظ.

(1) وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8461) من طريق أبي حامد أحمد بن محمَّد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا أحمد بن حفص به.

(2)

2/ 119 (كتاب الصلاة - أبواب سترة المصلي - باب سترة الإمام سترة لمن خلفه)

ص: 437

288 -

"إذا كان يوم الجمعة بعث الله ملائكة بصحف من نور وأقلام من نور"

قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" مرفوعا بلفظ: فذكره" (1)

ضعيف

قال أبو نعيم في "الحلية"(6/ 351): ثنا عبد الله بن محمَّد بن عثمان الواسطي ثنا عبد الله بن وصيف الجندي ثنا أبو حُمَة عن أبي قُرَّة موسى بن طارق عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه قال: فذكره.

وزاد "فيجلسون على أبواب المساجد فيكتبون الأول فالأول حتى تقام الصلاة"

وقال: غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث أبي حمة عن أبي قرة"

قلت: عبد الله بن وصيف الجندي قال الدارقطني في "غرائب مالك": مجهول، وأبو حمة اسمه محمَّد بن يوسف الزَّبِيدِي، وكان راويا لأبي قرة موسى بن طارق وهو صدوق كما في "التقريب"، وأبو قرة وثقه الحاكم والخليلي وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: محله الصدق.

289 -

"إذا كان يوم الجمعة فدت الشياطين براياتها إلى الأسواق، وتغدو الملائكة فتجلس على باب المسجد فتكتب الرجل من ساعة والرجل من ساعتين"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث علي مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 93) وأبو داود (1051) من طريق عطاء الخراساني عن مولى امرأته أم عثمان قال: سمعت عليا يقول: إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث، أو الربائث ويثبطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المسجد فبكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الأمام، فإذا جلس الرجل مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من أجر، فإنْ نأى وجلس حيث لا يسمع فأنصت ولم يلغ كان له كفل من أجر، وإنّ جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفل من وزر، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه: صه، فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شيء، ثم يقول في آخر ذلك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم.

(1) 3/ 18 (كتاب الجمعة - باب فضل الجمعة)

(2)

3/ 20 (كتاب الجمعة - باب فضل الجمعة)

ص: 438

290 -

عن ابن عمر رفعه "إذا كان يوم السابع للمولود فأَهرِيقُوا عنه دماً، وأمِيْطُوا عنه الأذى، وسَمُّوه"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" وسنده حسن" (1)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13192) و"الأوسط"(1904) عن أحمد بن طاهر بن حَرْمَلة بن يحيى المصري ثنا جدي حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثني الضحاك بن عثمان أني عبد الرحمن بن المجبر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "إذا كان يوم سابعه فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه الأذى، وسموه"

وقال: لم يروه عن عبد الرحمن بن المجبر إلا الضحاك بن عثمان، تفرد به ابن وهب"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 58

قلت: إلا أحمد بن طاهر بن حرملة فقد كذبه ابن عدي والدارقطني وغيرهما.

291 -

"إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحفهم بالإمامة أقرؤهم"

قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند مسلم (672) أيضا: فذكره" (2)

292 -

حديث أبي هريرة رفعه "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1631) " (3)

وتمامه "إلا من صدقه جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"

293 -

حديث ابن عمر مرفوعا "إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره" قال الحافظ: أخرجه الطبراني بإسناد حسن" (4)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13613) ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا أيوب بن نَهِيْك قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر الحديث وزاد "وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره"

(1) 12/ 5 (كتاب العقيقة - باب تسمية المولود غداة يولد)

(2)

2/ 327 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إمامة العبد والمولى)

(3)

16/ 69 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

(4)

3/ 427 (كتاب الجنائز - باب السرعة بالجنازة)

ص: 439

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف" المجمع 3/ 44

قلت: وأيوب بن نهيك قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لا أحدّث عنه منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".

فقول الحافظ: إسناده حسن، ليس بحسن والله أعلم.

294 -

"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1631) من حديث أبي هريرة، وتمامه "إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

295 -

حديث أنس رفعه "إذا مُدِحَ الفاسق غضب الرب"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى وابن أبي الدنيا في "الصمت"(2).

ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(228) وأبو يعلى في "معجمه"(171) وفي "مسنده"(المطالب 2749/ 2) وابن عدي (3/ 1307) والعسكري في "تصحيفات المحدثين"(2/ 538) والبيهقي في: "الشعب"(4544) والخطيب في "التاريخ"(7/ 297 - 298 و 8/ 428)

عن رباح بن الجراح بن عباد العبدي أبي الوليد الموصلي الزاهد

وابن أبي الدنيا في "الصمت"(229) وأبو يعلى في "معجمه"(172) وفي "مسنده"(المطالب 2749/ 1) وابن عدي (3/ 1307) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 277) والبيهقي في "الشعب"(4543)

عن معافى بن عمران الموصلي

وابن عدي (3/ 1307)

عن أحمد بن بشار الموصلي

ثلاثتهم عن سابق بن عبد الله عن أبي خلف الأعمى خادم أنس عن أنس به مرفوعا وزاد "واهتز العرش"

(1) 3/ 379 (كتاب الجنائز - باب الحنوط للميت)

(2)

13/ 89 (كتاب الأدب - باب ما يكره من التمادح)

ص: 440

قال الذهبي: هذا خبر منكر" الميزان 2/ 109

وقال: لا يصح" الديوان ص 115

وقال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة المتقين 5/ 515

قلت: أبو خلف الأعمى ذكره ابن حبان في "المجروحين"(1/ 267) وقال: منكر الحديث على قلته، يأتي بأشياء لا تشبه حديث الأثبات، ثم ذكر له هذا الحديث.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بالقوي.

وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 109): لا يعرف.

وسابق بن عبد الله قال الحافظ في "اللسان": واه.

وللحديث شاهد ضعيف من حديث بريدة سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف عند حديث "لا تقولوا للمنافق سيدنا"

296 -

حديث ابن عمر مرفوعا "إذا مَرّ أحدكم بحائط فليأكل ولا يتخذ خُبْنَةً"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي واستغربه. قال البيهقي: لم يصح، وجاء من أوجه أخر غير قوية، قلت: والحق أن مجموعها لا يقصر عن درجة الصحيح، وقد احتجوا في كثير من الأحكام بما هو دونها، وقد بينت ذلك في كتاب "المنحة فيما علق الشافعي القول به على الصحة"(1).

حسن

أخرجه الترمذي (1287) وفي "العلل"(1/ 516) وابن ماجه (2301) والبيهقي (9/ 359) من طرق عن يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.

قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم"

وقال: سألت محمدا - هو البخاري - عن هذا الحديث فقال: يحيى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم فيها. وكأنّه لم يعرف هذا إلا من حديث يحيى بن سليم"

وأسند البيهقي عن المفضل بن غسان قال: وذكر لابن معين حديث يحيى بن سليم الطائفي عن عبيد الله في الرجل يمرّ بالحائط فليأكل منه قال: هذا غلط"

(1) 6/ 15 (كتاب اللقطة - باب لا تحلب ماشية أحد بغير إذنه)

ص: 441

قال البيهقي: وقد روي من أوجه أخر ليست بقوية"

قلت: يحيى بن سليم الطائفي صدوق تكلموا في روايته عن عبيد الله بن عمر.

فقال أحمد: وقعت على يحيى بن سليم وهو يحدث عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير فتركته، ولم أحمل عنه إلا حديثا" ضعفاء العقيلي 4/ 406

وقال النسائي: منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر"

وقال الساجي: أخطأ في أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر"

وللحديث شاهد عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الثمر المعلق فقال "من أصاب منه من في حاجة غير متخذ خبنة فلا شيء عليه"

وفي لفظ "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يدخل الحائط؟ قال "يأكل غير متخذ خبنة"

أخرجه أحمد (6683 و 6936 و 6746 و 7094) وأبو داود (1710 و 1711 و 1712

و1713) والترمذي (1289) والنسائي (8/ 78) والبيهقي (9/ 359) من طرق عن عمرو بن

شعيب عن أبيه عن جده به.

قال الترمذي: حديث حسن"

قلت: وهو كما قال، وعمرو بن شعيب وأبو صدوقان.

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح"

297 -

"إذا مررتم برياض الجنة فَارْتَعوا" قالوا: وما رياض الجنة؟ قال "حِلَق الذكر"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أنس رفعه: فذكره" (1)

روي من حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه محمَّد بن ثابت البناني ثني أبي عن أنس مرفوعا به.

أخرجه أحمد (3/ 150) والترمذي (5310) وفي "العلل"(2/ 797) وأبو يعلى (3432) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 252) وابن عدي (6/ 2147) والدارقطني في

(1) 13/ 466 (كتاب الدعوات - باب فضل ذكر الله)

ص: 442

"الأفراد"(1) والبيهقي في "لشعب"(526) وأبو القاسم الأصبهاني في: "الترغيب"(1374) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 18) من طرق عن محمَّد بن ثابت به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس"

وقال: سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرف شيئا، وقال: لمحمد بن ثابت عجائب"

وقال الدارقطني: تفرد به محمَّد عن أبيه"

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يتابع محمَّد بن ثابت عليه"

قلت: هو ضعيف كما قال أبو داود والنسائي وغيرهما.

الثاني: يرويه زائدة بن أبي الرُّقَاد ثنا زياد النُّمَيْري عن أنس مرفوعا "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: يا رسول الله وأين لنا برياض الجنة في الأرض؟ قال: "حلق الذكر، فإنّ لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم".

أخرجه البزار (كشف 3063) والطبراني في "الدعاء"(1890) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 268) والخطيب في "الفقيه"(1/ 12) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 19) من طرق عن زائدة به.

قال البزار: وزائدة بن أبي الرقاد ليس به بأس، وإنما كتبنا من حديثه ما لم نجده عند غيره"

قلت: قال البخاري والنسائي: زائدة منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ولا ندري منه أو من زياد، وذكره العقيلي وابن حبان في "الضعفاء" وزياد هو ابن عبد الله النميري ضعيف عند الأكثر.

الثالث: يرويه النعمان بن عبد الله ثنا أبو ظلال عن أنس به.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(161)

والنعمان بن عبد الله قال أبو حاتم: مجهول، وأبو ظلال قال ابن معين وغيره:

ضعيف.

(1) كما في "نتائج الأفكار"(1/ 18)

ص: 443

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 354) والخطيب في "الفقيه"(1/ 12) من طريق محمَّد بن عبد بن عامر السمرقندي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك عن نافع عن سالم عن ابن عمر مرفوعا "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال "حلق الذكر"

قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث محمَّد بن عبد بن عامر"

قلت: وهو متهم بالكذب (1).

وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 3407/ 1) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 3407/ 2) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1107) وابن أبي الدنيا كما في "الترغيب"(2/ 405) والبزار (كشف 3064) وأبو يعلى (1865 و 1866 أو 2138) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 81) والطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع"(10/ 77) والحاكم (1/ 494 - 495) وابن بشران (598) والبيهقي في "الشعب"(525) وفي "الدعوات"(6) والقشيري في "الرسالة"(ص 111) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1381) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 16 - 17 و 17 - 18) من طريق عمر بن عبد الله مولى غُفْرة قال: سمعت أيوب بن خالد بن صفوان يقول: قال جابر بن عبد الله: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس إنّ لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة" قالوا: وأين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: "مجالس الذكر

" وذكر الحديث

قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، ولا روى أيوب هذا عن جابر غيره"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عمر ضعيف"

وقال الهيثمي: وفيه عمر بن عبد الله مولى غفرة، وقد وثقه غير واحد، وضعفه جماعة، وبقية رجالهم رجال الصحيح"

وقال المنذري: في أسانيدهم كلها عمر مولى غفرة، وبقية أسانيدهم ثقات مشهورون محتج بهم، والحديث حسن"

(1) انظر الإرشاد للخليلي 3/ 983 - 984 و 957 - الضعفاء للدارقطني ص 351 - تاريخ بغداد 2/ 386 - اللسان 5/ 271

ص: 444

وقال الحافظ: هذا حديث غريب مداره على عمر بن عبد الله وهو ضعيف"

قلت: هو مختلف فيه فقال أحمد وغيره: ليس به بأس، وقال النسائي وغيره: ضعيف.

وقال ابن معين وابن عدي والعجلي: يكتب حديثه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (3509) عن إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجَاني ثنا زيد بن الحباب (1) أن حميدا المكي مولى ابن علقمة حدّثه أنّ عطاء بن أبي رباح حدّثه عن أبي هريرة رفعه "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قلت: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال:"المساجد" قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".

وقال: هذا حديث حسن غريب"

قلت: حميد قال الدارقطني: مجهول (سؤالات البرقاني ص 23)

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11158) عن الحسن بن علي المعمري ثنا أحمد بن العباس صاحب الشامة ثنا الحارث بن عطية ثنا بعض أصحابنا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعا إلا أنّه قال "مجالس العلم" بدل "حلق الذكر"

ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 61)

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

298 -

حديث عبد الله بن عمرو "إذا مكثت النطفة في الرّحم أربعين ليلة جاءها ملك فقال: أخلق يا أحسن الخالقين، فيقض الله ما شاء ثم يدفع إلى الملك فيقول: يا ربّ أسقط أم تام؟ فيبين له، ثم يقول: أواحد أم توأم؟ فيبين له، فيقول: أذكر أم أنثى؟ فيبين له، ثم يقول: أناقص الأجل أم تام الأجل؟ فيبين له، ثم يقول: أشقي أم سعيد؟ فيبين له، ثم يقطع له رزقه مع خلقه فيهبط بهما"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الكبير" بسند حسن" (2)

(1) في المطبوع "يزيد بن حبان" والتصويب من تحفة الأشراف 10/ 260

(2)

14/ 278 و 283 (كتاب القدر - باب في القدر)

ص: 445

قلت: هو حديث موقوف على ابن عمرو أخرجه ابن وهب في "القدر"(45) والفريابي في "القدر"(146) واللالكلائي في "الاعتقاد"(1236)

وفيه ابن لَهيعة وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

299 -

"إذا ملك اثنا عشر من بني كعب بن لؤي كان النِّقْف والنِّقَاف إلى يوم القيامة"

قال الحافظ: قال ابن الجوزي: أخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3865)

عن أبي يحيى محمَّد بن عبد الرحيم صاعقة

وابن عدي (3/ 986) ومن طريقه الخطيب في "التاريخ"(6/ 263 - 264)

عن محمَّد بن أحمد بن السكن

كلاهما عن إسماعيل بن ذُؤاد ثنا ذُؤَاد بن عُلْبَة عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن ابن عمرو مرفوعا "إذا ملك اثنا عشر من بني عمرو بن كعب بن لؤي كان النقف والنقاف إلى يوم القيامة"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الطفيل إلا ابن خثيم، ولا عن ابن خثيم إلى ذؤاد بن علبة، ولا عن ذؤاد إلا إسماعيل بن ذؤاد"

وقال الخطيب: حديث منكر"

وقال الهيثمي: وفيه ذؤاد بن علبة وهو ضعيف، وإسماعيل بن ذؤاد تلميذه ضعيف جدا أيضا"

المجمع 5/ 190

300 -

"إذا نذر أحدكم أن يحج ماشيا فليهد هديا وليركب"

قال الحافظ: وأورد - أي البيهقي - من طريق الحسن عن عمران رفعه: فذكره، وفي سنده انقطاع" (2)

له عن عمران بن حصين طريقان:

(1) 16/ 340 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمَّد بن المثنى)

(2)

14/ 400 (كتاب الأيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك)

ص: 446

الأول: يرويه الحسن البصري عن عمران، ورواه جماعة عن الحسن، منهم:

1 -

كثير بن شِنْظِير البصري عن الحسن عن عمران قال: قلما قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حَثَّنا فيها على الصدقة ونهانا عن المثلة، وقال "إن من المثلة أن ينذر أن يخرم أنفه، ومن المثلة أن ينذر أنه يحج ماشيا، فإذا نذر أحدكم أن يحج ماشيا فليهد هديا وليركب".

أخرجه الطيالسي (ص 112) عن أبي عامر صالح بن رُسْتم الخَزَّاز عن كثير بن شنظير به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 158) وأبو نعيم في "الصحابة"(5302) والبيهقي (10/ 80)

وأخرجه أحمد (4/ 429 و 439) والروياني (73) وابن عدي (6/ 2091) والحاكم (4/ 305) والبيهقي (10/ 80)

عن محمَّد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري

والبزار (3566)

عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي

كلاهما عن صالح بن رستم به.

- ورواه زيد بن أخزم عن عتاب بن حرب عن صالح بن رستم واختلف فيه على زيد:

• فرواه البزار (3567) عن زيد بن أخزم الطائي عن عتاب بن حرب عن صالح بن رستم عن كثير بن شنظير عن الحسن عن عمران.

• ورواه محمد بن خالد الراسبي عن زيد بن أخزم عن عتاب بن حرب عن صالح بن رستم عن زياد الأعلم عن الحسن عن عمران.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 157)

وعتاب ذكره العقيلي في "الضعفاء" وأسند عن الفلاس قال: ضعيف جدا"

والحديث قال البزار: لا نعلم أحدا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا

عمران، ولا نعلم له طريقا عن عمران إلا هذا الطريق، وأبو عامر ثقة، وكثير ليس به بأس"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البيهقي: لا يصح سماع الحسن من عمران ففيه إرسال"

ص: 447

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 4/ 189

قلت: صالح بن رستم وكثير بن شنظير مختلف فيهما، وأخرج مسلم لصالح، وأخرج البخاري ومسلم لكثير، ولم يخرجا رواية الحسن عن عمران لأنه لم يسمع منه كما قال ابن معين ويحيى القطان وبهز بن أسد وابن المديني وأبو حاتم وأحمد بن حنبل (1).

2 -

منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيأمرنا بالصدقة وينهانا عن المثلة. مختصر

أخرجه أحمد (4/ 444 - 445) والطحاوي في "المشكل"(1820) وفي "شرح المعاني"(3/ 182) والطبراني في "الكبير"(18/ 150 و 178) من طرق عن هشيم أنا منصور به.

ورواته ثقات.

3 -

حُميد الطويل عن الحسن عن عمران قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة.

أخرجه أحمد (4/ 429) وابن شاهين في "الناسخ"(556) من طريق حماد بن سلمة عن حميد به.

وأخرجه أحمد (4/ 444) عن سُريج بن النعمان البغدادي ثنا هُشيم أنا حميد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 150 و178) من طريق سعيد بن منصور عن هشيم (2) به.

(1) قال يحيى القطان وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين. قال: أما عن ثقة فلا"

وقال ابن المديني: لا يصح عن الحسن عن عمران سماع من وجه صحيح يثبت مثله"

(2)

وأخرجه أحمد (5/ 12) أيضا عن هشيم ثنا حميد عن الحسن قال: جاءه رجل فقال: إنّ عبدا له أبق وإنه ننر إنْ قدر عليه أنْ يقطع يده، فقال الحسن: ثنا سمرة قال: قلما خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى فيها عن المثلة.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1821) وفي "شرح المعاني"(3/ 182) من طريق عمرو بن عون

الواسطي ثنا هشيم به.

وفيه دليل على سماع الحسن من سمرة لغير حديث العقيقة.

ولم ينفرد حميد به بل تابعه يزيد بن إبراهيم التستري البصري ثنا الحسن به.

أخرجه أحمد (5/ 20) والطحاوي في "المشكل"(1822) وفي "شرح المعاني"(3/ 182) والطبراني في "الكبير"(6944)

وتابعه حسام بن مصك عن الحسن به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6945)

ص: 448

4 -

المبارك بن فَضَالة عن الحسن أخبرني عمران بن حصين قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة ونهى عن المثلة.

أخرجه أحمد (4/ 440)

والمبارك مختلف فيه ونسبه جماعة إلى التدليس، قال يحيى القطان: لم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه حدثنا، وقال أبو زرعة: يدلس كثيرا فإذا قال حدثنا فهو ثقة.

وقال أحمد: كان يقول في غير حديث: عن الحسن قال: ثنا عمران، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك.

قال الحافظ: يعني أنّه يصرّح بسماع الحسن من هؤلاء وأصحاب الحسن يذكرونه عنه بالعنعنة" التهذيب

5 -

إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن عمران قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 176) والخطيب في "التاريخ"(7/ 307)

وإسماعيل ضعيف.

6 -

أشعث بن عبد الملك الحُمْرَاني عن الحسن عن عمران قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر في خطبته بالصدقة وينهى عن المثلة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 159 - 160 و160) من طرق عن أشعث به.

وأشعث وثقه ابن معين وغير واحد.

7 -

يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران، بمثل حديث حميد.

أخرجه أحمد (4/ 444 - 445) والطبراني في "الكبير"(18/ 150 و 178) من طريقين عن هشيم أنا يونس به.

- ورواه إسماعيل بن علية عن يونس واختلف عنه:

• فقال أحمد (4/ 432): ثنا إسماعيل أنا يونس قال: نبئت أنّ المسور بن مخرمة جاء إلى الحسن فقال: إنّ غلاما لي أبق فنذرت إنْ أنا عاينته أنْ أقطع يده فقد جاء فهو الآن بالجسر، قال: فقال الحسن: لا تقطع يده، وحدّثه أنّ رجلا قال لعمران بن حصين: إنّ عبدا لي أبق وإني نذرت إنْ أنا عاينته أن أقطع يده، قال: فلا تقطع يده فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤم فينا أو قال يقوم فينا فيأمرنا بالصدقة وينهانا عن المثلة.

ص: 449

• وقال أيوب بن محمَّد الوزان: ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن قال: قال رجل لعمران بن حصين: إنّ لي عبدا

أخرجه ابن حبان (4473)

8 -

عبد الكريم بن أبي المُخَارق أبو أمية عن الحسن عن عمران، بمثل حديث حميد.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6134) من طريق أبي النضر يحيى بن كثير عن عبد الكريم به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا يحيى بن كثير"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال الدارقطني وغيره.

وخالف قتادة الجميع فرواه عن الحسن عن هَيَّاج بن عمران البُرْجمي أن غلاما لأبيه أبق فجعل لله تبارك وتعالى عليه إنْ قدر عليه أن يقطع يده، قال: فقدر عليه، قال: فبعثني إلى عمران بن حصين قال: فقال: أقرئ أباك السلام وأخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه، قال: وبعثني إلى سمرة فقال: أقرئ أباك السلام وأخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه.

أخرجه عبد الرزاق (15819) وأحمد (4/ 428) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 242) والدارمي (1663) وأبو داود (2667) والبزار (3605) والروياني (121) وابن الأعرابي (ق 196/ ب) والطبراني في "الكبير"(6966 و 18/ 216 و 217) والبيهقي (9/ 69 و 10/ 71 - 72) من طرق عن قتادة به.

وهياج بن عمران وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال ابن المديني في "العلل": مجهول.

الثاني: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي عن سَمُرَة بن جُندب وعمران بن حصين قالا: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة.

أخرجه أحمد (4/ 436) عن وكيع ثنا محمَّد بن عبد الله الشعيثي عن أبي قلابة به.

ورواته ثقات.

301 -

عن ابن عباس قال: جاءت فأرة، فجرّت الفتيلة فألقتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا نمتم فأطفئوا سراجكم، فإنّ الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم"

ص: 450

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 669 - 670) عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1222) وأبو داود (5247) وابن حبان (5519) والحاكم (4/ 284 - 285) والبيهقي في "الآداب"(584) وفي "الشعب"(5662) من طرق عن عمرو بن حماد بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: أسباط بن نصر وسماك بن حرب مختلف فيهما، وسماك تكلموا في روايته عن عكرمة.

قال يعقوب بن شيبة: روايته عن عكرمة خاصة مضطربة.

وقال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس.

وقال ابن المديني: رواية سماك عن عكرمة مضطربة.

وقال الذهبي: لا ينبغي أنْ تعدّ رواية سماك عن عكرمة عن ابن عباس صحيحة لأنّ سماكا إنما تُكلم فيه من أجلها" السير 5/ 248

وللحديث شاهدين فيتقوى بهما:

الأول: عن جابر مرفوعا "خمروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإن الفويسقة ربما جرّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت"

أخرجه البخاري (فتح 13/ 329 - 330) ومسلم (2012)

الثاني: عن عبد الله بن سرجس مرفوعا "لا يبولن أحدكم في الجحر، وإذا نمتم فأطفئوا السراج، فإن الفأرة تأخذ الفتيل فتحرق أهل البيت"

أخرجه أحمد (5/ 82) عن معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن سرجس به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 111

(1) 13/ 329 - 330 (كتاب الاستئذان - باب لا تترك النار في البيت عند النوم)

ص: 451

قلت: وكلهم ثقات إلا أن قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من عبد الله بن سرجس، واختلفوا فيه هل لقي ابن سرجس أم لا: فقال أبو حاتم: لقيه، وسئل أحمد عنه فكأنّه لم يره سماعا. المراسيل ص 168

302 -

"إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإنّ الخير فيه"

قال الحافظ: حديث أنس عند ابن السني: فذكره، وسنده واه جدا" (1)

ضعيف جداً

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(598) عن أبي العباس بن قتيبة العسقلاني ثنا عبيد الله بن الحميري ثنا إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك ثنا أبي عن أبيه عن جده مرفوعا "يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه"

قال النووي: إسناده غريب، فيه من لا أعرفهم" الأذكار ص 111

وقال العيني: قال شيخنا زين الدين: كلهم معروفون لكن بعضهم معروف بالضعف الشديد، وهو إبراهيم بن البراء، فقد ذكره العقيلي وابن حبان وابن عدي والأزدي.

قال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل، وقال ابن حبان: يحدث عن الثقات بالموضوعات، وقال ابن عدي: ضعيف جدا، يحدث بالبواطيل.

وعلى هذا فالحديث ساقط لا حجة فيه" عمدة القاري 7/ 225

قلت: وتتمة كلام ابن حبان: وعن الضعفاء والمجاهيل بالأشياء المناكير، لا يجوز ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.

وتتمة كلام ابن عدي: وأحاديثه كلها مناكير موضوعة، ومن اعتبر حديثه علم أنّه ضعيف جدا وهو متروك الحديث.

303 -

"إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجنّ من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا"

قال الحافظ: وهو حديث أبي هريرة عند مسلم (362) ولفظه: فذكره" (2)

(1) 13/ 442 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الإستخارة)

(2)

1/ 248 (كتاب الوضوء - باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن)

ص: 452

304 -

"إذا وجدتم الرجل قد غَلَّ فاحرقوا متاعه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق صالح بن محمَّد بن زائدة الليثي المدني أحد الضعفاء قال: دخلت على مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فأتى رجل قد غل فسأل سالما - أي ابن عبد الله بن عمر - عنه فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، ثم ساقه من وجه آخر عن سالم موقوفا. قال أبو داود: وهذا أصح، وقال البخاري في "التاريخ": يحتجون بهذا الحديث في إحراق رحل الغال وهو باطل ليس له أصل رواية يعتمد عليه، وروى الترمذي عنه أيضا أنه قال: صالح منكر الحديث وقد جاء في غير حديث ذكر الغال وليس فيه الأمر بحرق متاعه. قلت: وجاء من غير طريق صالح بن محمَّد أخرجه أبو داود أيضا من طريق زهير بن محمَّد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ثم أخرجه من وجه آخر عن زهير عن عمرو بن شعيب موقوفا عليه، وهو الراجح" (1)

ضعيف

أخرجه سعيد بن منصور (2729) عن عبد العزيز بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي

وأخرجه الدارمي (2493) وأبو داود (2713) عن سعيد بن منصور

وأخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(13/ 270) من طريق أبي بكر بن داسَة عن أبي داود

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(4242) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي عن سعيد بن منصور

وأخرجه الحاكم (2/ 127 - 128) والبيهقي (9/ 102 - 103) من طريق أحمد بن نجدة القرشي عن سعيد بن منصور

وأخرجه أحمد (1/ 22) وأبو داود (2713) والترمذي (1461) والبزار (123) وأبو يعلى (204) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 54) والطحاوي في "المشكل"(4241 و4243) وابن عدي (4/ 1377) والبيهقي (9/ 102 - 103) وفي "معرفة السنن"(13/ 270) والجورقاني في "الأباطيل"(588) وابن الجوزي في "العلل"(960) من طرق عن عبد العزيز (2) بن محمَّد الدَّرَاوَرْدِي عن صالح بن محمَّد بن زائدة قال: دخلت مع مسلمة

(1) 6/ 527 (كتاب الجهاد - باب القليل من الغلول)

(2)

رواه سعيد بن منصور وجماعة عن الدراوردي هكذا، ورواه أبو سلمة مرسى بن إسماعيل التبوذكى عن الدراوردي فلم يذكر عمر بن الخطاب وقال في روايته "واضربوا عنقه".

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4240)

ص: 453

أرض الروم فأتي برجل قد غلّ، فسأل سالما عنه، فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وجدتم الرجل قد غل فاحرقوا متاعه واضربوه".

قال: فوجدنا في متاعه مصحفا، فسأل سالما عنه فقال: بعه وتصدق بثمنه.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن صالح إلا الدراوردي، ولم يَرو صالح عن سالم عن أبيه عن عمر إلا هذا الحديث"

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: إنما روى هذا صالح بن محمَّد بن زائدة وهو منكر الحديث، وقد روي في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغال فلم يأمر فيه بحرق متاعه"

وقال في "العلل"(2/ 625 - 626): سألت محمدا عن هذا الحديث فضعفه وقال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث خلاف هذا. فذكر أحاديث، فلم يذكر في شيء منها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر أنْ يحرق متاع من غل. وصالح بن محمَّد منكر الحديث ذاهب لا أروي عنه"

وقال البخاري في تاريخيه "الأوسط"(2/ 103) و"الكبير"(2/ 2 / 291): صالح بن محمَّد تركه سليمان بن حرب منكر الحديث، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه "من غل فاحرقوا متاعه" لا يتابع عليه، وقال ابن عباس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغال "صلوا على صاحبكم" لم يحرق متاعه"

وقال الجورقاني: هذا حديث منكر. وأعله بصالح بن محمَّد بن زائدة.

وقال البيهقي لما ذكر الحديث: ضعيف"

وقال ابن عبد البر: وهو حديث يدور على صالح بن محمَّد بن زائدة وهو ضعيف لا يحتج به" التمهيد 2/ 22

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف" المسند 1/ 144

قلت: وهو كما قالوا، وصالح بن محمَّد بن زائدة ضعفه أيضا ابن معين وابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم.

واختلف عليه فيه، فرواه إبراهيم بن محمَّد أبو إسحاق الفَزَاري عنه أنّه شهد رجلا يقال له زياد، يتبع غلاً في سبيل الله، في أرض الروم، فاستفتي فيه سالم بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، فكلهم أشاروا أنْ يجلد جلدا وجيعا، ويجمع متاعه إلا الحيوان فيحرق، ثم يخلى سبيله في سراويله، ويعطى سيفه قط.

ص: 454

أخرجه عبد الرزاق (9510) عن إبراهيم بن محمَّد به.

ورواه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي عن أبي إسحاق الفزاري عن صالح بن محمَّد قال: غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز فغل رجل متاعا فأمر الوليد بمتاعه فاحرق وطيف به ولم يعطه سهمه.

أخرجه أبو داود (2714) والبيهقي (9/ 103)

قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين رواه غير واحد أن الوليد بن هشام أحرق رَحْلَ زياد بن سعد وكان قد غل وضربه.

وقال الدارقطني: المحفوظ أنّ سالما أمر بهذا ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا ذكره عن أبيه ولا عن عمر" العلل 2/ 53

وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر حرّقوا متاع الغال وضربوه.

أخرجه أبو داود (2715)

عن موسى بن أيوب النَّصِيْبِي

والحاكم (2/ 130 - 131) والبيهقي (9/ 102)

عن علي بن بحر بن بَرِّي القطان

قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمَّد عن عمرو بن شعيب به.

قال الحاكم: حديث غريب صحيح"

وقال البيهقي: ويقال إنّ زهيرا هذا مجهول وليس بالمكي"

قلت: زهير بن محمَّد هو التميمي أبو المنذر الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذه منها فإن الوليد بن مسلم شامي.

والحديث اختلف فيه على الوليد بن مسلم، فرواه الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نَجْدَة عنه عن زهير بن محمَّد عن عمرو بن شعيب قوله.

أخرجه أبو داود (3/ 158) والبيهقي (9/ 102)

ص: 455

305 -

"إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة"

قال الحافظ: وهو في الصحيح" (1)

هو في صحيح البخاري (فتح 1/ 151) من حديث أبي هريرة.

306 -

حديث شداد رفعه "إذا وُضِعَ السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة"

قال الحافظ: أخرجه الطبري وصححه ابن حبان" (2)

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 210 - 211) عن مَعْمَر قال: أخبرني أيوب عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرّحبي عن شداد بن أوس مرفوعا "إنّ الله زَوَى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها، وإني أُعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة، وألا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة، ولا يلبسهم شيعا، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمَّد إني إذا قضيت قضاءَ فإنّه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة، ولا أسلط عليهم عدوا من سواهم فيهلكهم بعامة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يقتل بعضا، وبعضهم يسبي بعضا، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة".

وأخرجه أحمد (4/ 123) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه إسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(23) والحربي في "الغريب"(3/ 957) والطبري في "تفسيره"(7/ 223) وابن حبان (3)(4570) من طرق عن عبد الرزاق به.

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه محمَّد بن ثور الصنعاني عن معمر به (4).

أخرجه إسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(18) والطبري (7/ 223)

قال عبد الرزاق: سمعت غير معمر يقول: عن أبي أسماء عن ثوبان، وكان معمر يقول: عن أبي أسماء عن شداد"

(1) 1/ 131 (كتاب الإيمان - باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان)

(2)

16/ 159 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر)

(3)

سقط من إسناده "عن أبي أسماء".

(4)

واختلف عن معمر، فرواه عبد الوهاب - أظنه ابن همام الصنعانى - عن معمر عن قتادة. من أيوب عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(113)

ص: 456

وقال ابن كثير: إسناده جيد قوي" التفسير 2/ 141

وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 9/ 362

قلت: اختلف فيه على أيوب، فرواه حماد بن زيد عنه عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.

فأسقط منه أبا الأشعث وجعله عن ثوبان (1).

أخرجه الطيالسي (ص 133) وأحمد (5/ 278 و 284) وأبو داود (4252) والترمذي (2202) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(19 و 20 و 21) والحربي في "الغريب"(3/ 956 - 957) ومحمد بن وضاح في "البدع"(ص 85 - 86) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(456 و 457) وفي "الديات"(ص 48 - 49 و 49) وفي "السنة"(294) وابن حبان (7238) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 141) وتمام في "فوائده"(ق 113/ 2) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 289) والداني في "الفتن"(55 و 444) والقضاعي (1113) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 526 - 527)(2)

ومن هذا الطريق أخرجه مسلم (2889) فذكر الحديث إلى قوله "ويسبي بعضهم بعضا"

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت من حديث أيوب عن أبي قلابة، فيه ألفاظ تفرد بها عن النبي صلى الله عليه وسلم من بين الصحابة ثوبان، ولم يسقها عن ثوبان هذا السياق إلا أبو أسماء الرحبي ولا عنه إلى أبو قلابة"

وحديث حماد بن زيد أصح.

ولم ينفرد حماد بن زيد به بل تابعه عباد بن منصور عن أيوب به.

أخرجه الحربي في "الغريب"(3/ 957)

وخالفهما غير واحد رووه عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا، منهم:

(1) وزاد "ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد الأوثان، وإنّه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون، كلهم يزعم أنّه نبى، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي، ولن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله"

(2)

ورواه بعضهم مختصرا.

ص: 457

1 -

وهيب بن خالد البصري.

أخرجه الحربي (3/ 957 - 958)

2 -

حماد بن سلمة.

أخرجه الحربي (3/ 957 - 958)

3 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.

أخرجه الحربي (3/ 958)

4 -

إسماعيل بن علية.

أخرجه الحربي (3/ 958)

وحديث حماد بن زيد أصح.

قال ابن معين: ليس أحد في حديث أيوب أثبت من حماد بن زيد.

وقال أيضا: من خالفه من الناس جميعا في أيوب فالقول قوله.

ولم ينفرد أيوب وهو السَّخْتِياني به بل تابعه يحيى بن أبي كثير ثنا أبو قلابة ثني أبو أسماء الرحبي أنّ ثوبان حدّثه به.

أخرجه الحاكم (4/ 449 - 450) عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب الأصم ثنا محمَّد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن إدريس ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير به.

وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وإنما أخرج مسلم (1) حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مختصرا" (2)

قلت: إسحاق بن إدريس هو الأسواري كذبه ابن معين، وقال البخاري: سكتوا عنه.

(1) أخرجه مسلم (4/ 2215) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(22) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(458) من هذا الطريق

وأخرجه ابن ماجه (3952) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة به.

قال ابن أبي عاصم: وقتادة لم يسمعه من أبي قلابة"

وقال الفلاس: لم يسمع قتادة من أبي قلابة"

(2)

ومن هذا الطريق أخرجه الحلبي في "الغريب"(3/ 958) وابن حبان (6714) وللبيهقي (9/ 181) مطولا.

ص: 458

307 -

"إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أنْ يَفِيَ له فلم يَفِ فلا إثم عليه"

قال الحافظ: وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم" (1)

انظر الحديث الذي بعده.

308 -

"إذا وعد وهو يحدّث نفسه أنّه يخلف"

قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث سلمان: فذكره، وإسناده لا بأس به، ليس فيهم من أجمع على تركه، وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم مختصرا بلفظ "إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أنْ يَفِيَ له فلم يَفِ فلا إثم عليه"(2).

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6186) من طريق مِهْران بن أبي عمر الرازي ثنا علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان ثني أبو الوقاص ثني سلمان الفارسي قال: دخل أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من خلال المنافق: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ثقيلان فلقيتهما فقلت: ما لي أراكما ثقيلين؟ قالا: حديثا سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من خلال المنافق: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" قال: أفلا سألتماه؟ قالا: هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: لكني سأسأله، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لقيني أبو بكر وعمر وهما ثقيلان ثم ذكرت ما قالا فقال: "قد حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعاه، ولكن المنافق إذا حدّث وهو يحدث نفسه أنّه يكلب، وإذا وعد وهو يحدّث نفسه أنه يكذب، وإذا ائتمن وهو يحدّث نفسه أنّه يخون"

ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(34/ 351 - 352)

ولم ينفرد مهران بن أبي عمر به بل تابعه حَكَّام بن سَلْم الرازي عن علي بن عبد الأعلى به (3).

وخالفهما إبراهيم بن طهمان الخراساني فرواه عن علي بن عبد الأعلى عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم مرفوعا "إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يَفِيَ له فلم يَفِ ولم يجيء للميعاد فلا إثم عليه".

(1) 1/ 97 (كتاب الإيمان - باب علامة المنافق)

(2)

1/ 97 (كتاب الإيمان - باب علامة المنافق)

(3)

علل ابن أبي حاتم 2/ 274 وعلل الدارقطني 1/ 185

ص: 459

أخرجه أبو داود (4995) والترمذي (2633) والطبراني في "الكبير"(5080) واللالكائي في "السنة"(1882) والبيهقي (10/ 198) وفي "الآداب"(510) والمزي (34/ 350 - 351) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي ثنا إبراهيم بن طهمان به.

قاله الترمذي: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي، علي بن عبد الأعلى ثقة، ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقاص وهما مجهولان"

وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: الحديثان مضطربان، وفي الإسناد مجهولان: أبو النعمان وأبو الوقاص" العلل 2/ 274

وقال الدارقطني: أبو النعمان مجهول، وعلي بن عبد الأعلى ليس بالقوي. والحديث مضطرب غير ثابت" العلل 1/ 186

309 -

"إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي يؤيد الله بهم الدين"

قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه ابن ماجه (4090) والطبراني في "مسند الشاميين"(1607)

عن الوليد بن مسلم

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 291) والحاكم (4/ 548)

عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي

قالا: ثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة ثنا سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة مرفوعا "إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا (2) من الموالط هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا، يؤيد الله بهم الدين"

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال الذهبي: على شرط مسلم"

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، عثمان مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 206

قلت: عثمان بن أبي العاتكة ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره.

(1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس - باب ما يحذر من الغدر)

(2)

زاد يعقوب والطبرانى "من دمشق"

ص: 460

وسليمان بن حبيب وثقه النسائي وغيره لكنه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري ألقيه أم لا، وقد توفي أبو هريرة سنة تسع وخمسون على أحد الأقوال وتوفي عثمان سنة ست وعشرون ومائة فالله أعلم.

310 -

حديث ابن عباس "إذا وقعت النطفة في الرّحم مكثت أربعة أشهر وعشرا، ثم ينفخ فيها الروح"

قال الحافظ: أخرجه المخلص في "فوائده" من وجه ضعيف" (1)

قلت: هو عن ابن عباس قوله، أخرجه اللالكائي في "الاعتقاد"(1060) بسند ضعيف.

311 -

"إذا وقعت لقمة أحدكم فَلْيُمِط ما كان بها من أذى ولا يدعها للشيطان"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1606) من حديث جابر" (2)

312 -

عن الشعبي قال: ثم دعا رجالا فأعطاهم، فقام رجل فقال: إنك لتقسم وما نرى عدلا، قال "إذاً لا يعدل أحد بعدي" ثم دعا أبا بكر فقال "اذهب فاقتله" فذهب فلم يجده، فقال "لو قتلته لرجوت أن يكون أولهم وآخرهم"

قال الحافظ: وجدت في مغازي الأموي من مرسل الشعبي في نحو أصل القصة: فذكره" (3)

مرسل

313 -

" اذبحها ولن تجزي جَذَعَة عن أحد بعدك"

قال الحافظ: وأما ما أخرجه ابن ماجه من حديث أبي زيد الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار: فذكره، فهذا يحمل على أنّه أبو بُردة بن نيار فإنّه من الأنصار" (4)

أخرجه ابن ماجه (3154) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2184) والطبراني في "الكبير"(17/ 30)

عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري

(1) 14/ 278 و 286 (كتاب القدر - باب في القدر)

(2)

11/ 511 (كتاب الأطعمة - باب لعق الأصابع ومصها)

(3)

15/ 328 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

(4)

12/ 110 (كتاب الاضاحي - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)

ص: 461

والدولابي في "الكنى"(1/ 32)

عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي

كلاهما عن خالد الحَذّاء عن أبي قِلابة عن أبي زيد الأنصاري قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار فوجد ريح قُتَار فقال "من هذا الذي ذبح؟ " فخرج إليه رجل منا فقال: أنا يا رسول الله ذبحت قبل أنْ أصلي لأطعم أهلي وجيراني، فأمره أنْ يعيد، فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو ما عندي إلا جَذَعٌ أو حَمَلٌ من الضأن، قال:"اذبحها ولن تجزئ جذعة عن أحد بعدك"

واختلف فيه على خالد الحذاء، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه عن أبي قلابة عن عمرو بن بُجْدَان عن أبي زيد.

فزاد فيه عمرو بن بجدان.

أخرجه أحمد (5/ 77 و 341) وابن ماجه (2/ 1053) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(4/ 200) والدولابي في "الكنى"(1/ 32) والطبراني فى "الكبير"(17/ 29 - 30)

وتابعه إسماعيل بن إبراهيم - وهو ابن عُلية - أنا خالد عن أبي قلابة عن رجل من قومه - قال خالد: أحسبه عمرو بن بجدان - عن أبي زيد.

أخرجه أحمد (5/ 340) والطبراني في "الكبير"(17/ 30)

ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن سلمة أو عن أبي المهلب عن أبي زيد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 29)

وللحديث شاهد عن البراء بن عازب وعن أبي جحيفة وعن جابر بن عبد الله

فأما حديث البراء بن عازب فأخرجه البخاري (فتح 12/ 108 - 109 و 114 و 116) ومسلم (1961) عنه قال: ذبح أبو بردة بن نيار قبل الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أبدلها" فقال: يا رسول الله، ليس عندي إلا جذعة وهي خير من مسنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجعلها مكانها ولن تجزي عن أحد بعدك".

وأما حديث أبي جحيفة فأخرجه أبو يعلى (897) والطبراني في "الكبير"(22/ 108) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا عبد الجبار بن العباس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنّ رجلا ذبح قبل أنْ يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يجزىء عنك" فقال: يا رسول الله، إنّ عندي جذعة. فقال "تجزي عنك ولا تجزي بعدك".

ص: 462

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 24

قلت: الحديث إسناده حسن، عبد الجبار بن العباس ليس به بأس كما قال ابن معين وغيره، وعبيد الله وعون ثقتان.

وأما حديث جابر بن عبد الله فأخرجه أحمد (3/ 364) وأبو يعلى (1779) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 172) وابن حبان (5909) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا ذبح قبل أنْ يصلي النبي صلى الله عليه وسلم عَتُودا جذعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يجزي عن أحد بعدك أن يذبح حتى يصلي"

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 24

قلت: وكلهم ثقات، إلا أن أبا الزبير واسمه محمَّد بن مسلم المكي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من جابر.

314 -

"اذبحوا بكل شيء فَرَى الأوداج ما خلا السن والظفر"

قأل الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث حذيفة رفعه: فذكره، وفي سنده عبد الله بن خراش مختلف فيه، وله شاهد من حديث أبي أمامة نحوه" (1)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7186) من طريق عبد الله بن خِرَاش الكوفي عن العوام بن حَوْشَب عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن حذيفة مرفوعا "اذبحوا بكل شيء فرى الأوداج وأنهر الدم ما خلا السن والظفر"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم التيمي إلا العوام، تفردْ به عبد الله بن خراش، ولا يروي عن حذيفة إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ، وضعفه الجمهور" المجمع 4/ 34

قلت: قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بشيء ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ذاهب الحديث ضعيف الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، واتهمه الساجي بالوضع، وكذبه ابن عمار الموصلي.

وللحديث شاهد عن أبي أمامة وآخر عن رافع بن خَديج

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7851) من طريق سعيد بن أبي

(1) 12/ 50 - 51 (كتاب الذبائح - باب ما أنهر الدم من القصب والمروة والحديد)

ص: 463

مريم أني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: كانت جارية لأبي مسعود عقبة بن عمرو ترعى غنما فعطبت شاة منها فكسرت حجرا من المروة فذبحتها، فأتت بها إلى عقبة بن عمرو فأخبرته، فقال لها: اذهبي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل أفريت الأوداج" قالت: نعم. قال "كل ما فرى الأوداج ما لم يكن قرض سن أو جز ظفر"

وأخرجه البيهقي (9/ 278) من طريق ابن وهب أني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة.

ليس فيه عن علي بن يزيد فلا أدري أهو هكذا أم سقط من الناسخ، وقال البيهقي: وفي هذا الإسناد ضعف"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف، وقد ثق" المجمع 4/ 34

وأما حديث رافع بن خديج فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "نصب الراية"(4/ 186) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن جُريج عمن حدثه عن رافع بن خديج قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذبح بالليطة فقال "كل مما أفرى الأوداج إلا سنا أو ظفرا"

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

وأخرجه البخاري (فتح 12/ 51) من طريق شعبة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده أنّه قال: يا رسول الله، ليس لنا مُدى، فقال "ما أنهر الدم وذكر اسم الله فَكُل ليس الظفر والسن"

جد عباية هو رافع بن خديج.

315 -

عن نُبَيْشَة قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا نَعْتِرُ عَتِيْرَةً في الجاهلية في رجب فما تأمرنا، قال "اذبحوا لله في أيّ شهر كان" قال: إنا كنا نُفَرِّعُ في الجاهلية، قال "في كل سائمة فَرَعٌ تغذوه ماشيتك حتى إذا اسْتَجْمَل ذبحته فتصدقت بلحمه فإنّ ذلك خير"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم وابن المنذر" (1)

صحيح

(1) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)

ص: 464

أخرجه أحمد (5/ 76) والنسائي (7/ 150) وفي "الكبرى"(4556) من طريق شعبة عن خالد الحَذّاء عن أبي قِلابة عن أبي المليح - قال خالد: وأحسبني سمعته من أبي المليح - عن نبيشة رجل من هذيل قال: فذكر الحديث.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه بشر بن المفضل البصري ثنا خالد الحذاء به.

أخرجه أبو داود (2830) والحربي في "الغريب"(1/ 206) والنسائي (7/ 149 - 150) وفي "الكبرى"(4555) والبيهقي (9/ 311 - 312)

وتابعه إسماعيل بن عُلية عن خالد ثني أبو قلابة عن أبي المليح - فلقيت أبا المليح فسألته فحدثني عن نبيشة به.

أخرجه النسائي (7/ 151) وفي "الكبرى"(4558) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن إسماعيل بن علية به.

ورواه أحمد (5/ 75) عن إسماعيل بن علية عن خالد عن أبي المليح عن نبيشة، ولم يذكر أبا قلابة.

وتابعه على هذا الوجه جماعة منهم:

1 -

يزيد بن زُرَيع البصري.

أخرجه ابن ماجه (3167) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1072) والنسائي (7/ 150 - 151) وفي "الكبرى"(4557)

2 -

هُشيم.

أخرجه أحمد (5/ 76) والطحاوي في "المشكل"(1064)

3 -

عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(760) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1071)

4 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(395) والطحاوي في "المشكل"(1063) والحاكم (4/ 235) والبيهقي في "معرفة السنن"(14/ 73)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن المنذر: خبر نبيشة ثابت" الاعتبار للحازمي ص 159

ص: 465

قلت: وهو كلما قالا، والحديث سمعه خالد الحذاء من أبي قلابة رواه جماعة عنه هكذا، وسمعه من أبي المليح رواه جماعة عنه هكذا، وكلاهما صحيح.

ولم ينفرد به بل تابعه جميل عن أبي المليح عن نبيشة به.

أخرجه أحمد (5/ 76) والنسائي (7/ 149) وفي "الكبرى"(4554) وأبو نعيم في "الصحابة"(6461) والمزي (5/ 132) من طريق عبد الله بن عون البصري ثنا جميل به.

وجميل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا أدري من هو ولا ابن من هو، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه ابن عون.

316 -

"إذْنُك عَلَيَّ أنْ ترفع الحجاب وتسمع سِوَادي"

قال الحافظ: وقد روى مسلم (2169) عن ابن مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له:

فذكره" (1)

317 -

"أذن لي أنْ أحدّث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"

قال الحافظ: حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرجه أبو داود وابن أبي حاتم من رواية إبراهيم بن طهمان عن محمَّد بن المنكدر، وإسناده على شرط الصحيح" (2)

صحيح

أخرجه أبو داود (4727) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 414) عن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان (3) عن موسى بن عقبة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "أذن لي أن أحدّث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إنّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"

وأخرجه ابن شاهين في "الفوائد"(19) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني

والبيهقي في "الأسماء"(ص 504) عن أبي حامد أحمد بن محمَّد بن يحيى بن بلال وعبد الله بن محمَّد بن عمرو النصراباذي.

(1) 8/ 92 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمار وحذيفة)

(2)

10/ 291 (كتاب التفسير - سورة الحاقة)

(3)

وهو في "مشيخته"(21) وهي من رواية أبي بكر محمَّد بن عبدوس النيسابورى عن أحمد بن حفص عن أبيه عن ابن طهمان.

ص: 466

وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(847)

عن عبد الله بن محمَّد بن الحسن الرَّمْجاري

أربعتهم عن أحمد بن حفص به.

ورواه النسائي عن أحمد بن حفص فقال فيه "مسيرة أربعمائة عام"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1730)

ورواه عبد الله بن الحسين بن زهير النيسابوري وعبد الله (1) بن العباس الطيالسي عن أحمد بن حفص فقالا فيه "مسيرة خمسمائة عام" أو قال "خمسين عاما"

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(476) عنهما به.

ورواه أبو القاسم عبد الله بن هاشم السمسار عن أحمد بن حفص فقال فيه "مسيرة خمسمائة عام أو سبعمائة عام"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 194 - 195)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن موسى إلا إبراهيم، تفرد به أحمد بن حفص"

وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات" التفسير 4/ 414

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 80

وقال الذهبي: إسناده صحيح" العلو للعلي الغفار ص 78

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد إبراهيم بن طهمان به بل تابعه صدقة بن عبد الله السمين عن موسى بن عقبة عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ لله ملائكة ما بين شحمة أذن أحدهم إلى ترقوته مسبرة سبعمائة عام للطير السريع الطيران"

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(313) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2) من طريق محمَّد بن أبي السري العسقلاني ثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة به.

وصدقة بن عبد الله ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

(1) رواه الطبراني في "الأوسط"(4418) عن عبد الله بن العباس الطيالسي فقال "مسيرة سبعين عاما"

(2)

انظر هامش "العظمة"

ص: 467

واختلف فيه على موسى بن عقبة، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن ابن المنكدر مرسلا.

أخرجه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(34)

والأول أصح، وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

ولم ينفرد موسى بن عقبة به بل تابعه محمَّد بن عجلان عن ابن المنكدر عن جابر وابن عباس مرفوعا "أذن لي أنْ أحدّث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السابعة السفلى على قرنه العرش، ومن شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة مائة عام"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 158) عن عبد الله بن خالد الفقيه المكي ابن عبدان ثنا سعيد بن محمد ثنا جعفر بن محمد ثنا ابن عجلان به.

وقال: غريب من حديث محمَّد عن ابن عباس لم نكتبه إلا من حديث جعفر عن ابن عجلان، وحديث جابر قد رواه عن محمَّد غيره"

قلت: وجعفر بن محمَّد هذا لم أر من ذكره.

واختلف فيه على ابن المنكدر، فرواه عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر عن أبيه عن جده عن محمَّد بن المنكدر عن أنس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6499)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمَّد بن المنكدر عن أنس إلا ابنه منكدر، تفرد به ولده عنه"

قلت: والمنكدر قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.

وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "أُذن لي أن أحدّث عن ملك من الملائكة من حملة العرش، ما بين عاتقه إلى شحمة أذنه مسيرة أربعمائة سنة خفقان الطير، قدماه في الأرض السابعة، والعرش على قرنه يقول: سبحانك ما كنت"

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(264) من طريق أسد بن موسى النيسابوري عن أبي مَعشر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح.

318 -

"أَذَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وصلّى بأصحابه وهم على رواحلهم السماء من فوقهم والبِلَّة من أسفلهم"

قال الحافظ: وقد وقع عند السهيلي: فذكره، أخرجه الترمذي من طريق تدور على

ص: 468

عمر بن الرَّمَاح يرفعه إلى أبي هريرة. وليس هو من حديث أبي هريرة وإنما هو من حديث يعلي بن مرّة، وكذا جزم النووي بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ مرّة في السفر وعزاه للترمذي وقواه، ولكن وجدناه في مسند أحمد من الوجه الذي أخرجه الترمذي ولفظه "فأمر بلالا فأذن" فعرف أن في رواية الترمذي اختصار وأنّ معنى قوله "أَذَّنَ" أمر بلالا به" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 173 - 174) والترمذي (411) وابن أبي حاتم في "التفسير"(5902) والدارقطني (1/ 380 - 381) والبيهقي (2/ 7) والخطيب في "التاريخ"(11/ 182 - 183) والمزي (19/ 509 - 510) من طرق (2) عن عمر بن ميمون بن الرماح البلخي عن كثير بن زياد عن عمرو بن عثمان بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى مضيق هو وأصحابه وهو على راحلته والسماء من فوقهم والبِلَّة من أسفل منهم، فحضرت الصلاة فأمر المؤذن فأذن وأقام، ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته فصلى بهم يومئ إيماءً يجعل السجود أخفض من الركوع أو يجعل سجوده أخفض من ركوعه"

هكذا في جميع الروايات "فأمر المؤذن فأذن" إلا في رواية الترمذي ففيها "فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته وأقام" فتحمل على ما ذكره الحافظ.

قال الترمذي: هذا حديث غريب تفرد به عمر بن الرماح البلخي، ولا يعرف إلا من حديثه، وقد روى عنه غير واحد من أهل العلم"

وقال البيهقي: وفي إسناده ضعف ولم يثبت من عدالة بعض رواته ما يوجب قبول خبره"

وقال الخطيب: وهكذا رواه عن ابن الرماح يحيى بن حسان ويحيى بن أبي بكير الكرماني ويحيى بن عبد الحميد الحماني ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني وغيرهم، وخالف الجماعة يونس المؤدب فرواه عن عمر بن الرماح عن أبيه عن عمرو بن يعلى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فزاد في الإسناد ميمون والد عمر ونقص منه كثير بن زياد ويعلى جد عمرو بن عثمان بن يعلى"

وقال النووي: إسناده جيد" المجموع

(1) 2/ 219 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب بدء الأذان)

(2)

رواه سريج بن النعمان وشبابة بن سوار ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان وزيد بن الحباب ويحيى بن يحيى والحسن بن موسى الأشيب عن عمر بن ميمون بن الرماح به.

ص: 469

وصححه عبد الحق الإشبيلي. نيل الأوطار

قلت: القول ما قاله البيهقي فإنّ عمرو بن عثمان وإنْ ذكره ابن حبان في "الثقات" فقد قال ابن القطان الفاسي (1): لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وعثمان بن يعلى قال ابن القطان (2): لا يعرف حاله، وقال الحافظ: مجهول.

وعمر بن ميمون بن الرماح وكثير بن زياد ثقتان.

319 -

عن نعيم بن النّحّام قال: أذَّنَ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم للصبح في ليلة باردة فتمنيت لو قال: ومن قعد فلا حرج، فلما قال: الصلاة خير من النوم، قالها"

قال للحافظ: أخرجه عبد الرزاق وغيره بإسناد صحيح عن نعيم بن النحّام قال: فذكره" (3)

صحيح

وله عن نعيم بن النحام طرق:

الأول: يرويه ابن جُريج عن نافع عن عبد الله بن عمر عن نعيم بن النحام قال: أذَّن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة فيها برد، وأنا تحت لحافي، فتمنيت أنْ يلقي الله على لسانه ولا حرج، قال: ولا حرج.

أخرجه عبد الرزاق (1927) عن ابن جريج به.

ومن طريقه أخرجه الحاكم (3/ 259)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلسا، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه عمر بن نافع وعبيد الله بن عمر عن نافع به.

أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(3/ 153) عن أحمد بن وهب القرشي ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ثنا محمَّد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عمر وعبيد الله به.

(1) الوهم والإيهام 4/ 179

(2)

الوهم والإيهام 4/ 179

(3)

2/ 239 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الكلام في الأذان)

ص: 470

أحمد بن وهب لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه مَعْمَر عن عبيد بن عمير عن شيخ قد سماه عن نعيم بن النحام قال: سمعت مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة وأنا في لحاف فتمنيت أنْ يقول: صلوا في رحالكم، فلما بلغ حيّ على الفلاح، قال: صلوا في رحالكم، ثم سألت عنها فإذا النبي صلى الله عليه وسلم كان أمر بذلك.

أخرجه عبد الرزاق (1926) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (4/ 220) عن عبد الرزاق به.

وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم.

الثالث: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

- فقال الأوزاعي: ثنا يحيى بن سعيد أنّ محمَّد بن إبراهيم بن الحارث حدّثه عن نعيم بن النحام قال: كنت مع امرأتي في مُرْطِها غداة باردة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح، فلما سمعته قلت: لو قال: ومن قعد لا حرج، فلما قال: الصلاة خير من النوم، قال: ومن قعد فلا حرج.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(759) وابن قانع (3/ 152 - 153) والبيهقي (1/ 398)

وتابعه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد به.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(553) وابن أبي عاصم (760) وأبو محمَّد الفاكهي في "حديثه"(104) وأبو نعيم في "الصحابة"(6389)

ومحمد بن إبراهيم التيمي قال ابن عبد البر: ما أظنّه سمع من نعيم بن النحام (الاستيعاب)

- وقال إسماعيل بن عياش: ثني يحيى بن سعيد أخبرني محمَّد بن يحيى بن حبان عن نعيم بن النحام.

أخرجه أحمد (4/ 220)

والأول أصح لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين ضعيفة وهذه منها.

320 -

عن أبي سعيد قال: جاء أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني مررت بوادي كذا فإذا رجل حسن الهيئة متخشع يصلي فيه، فقال: "اذهب إليه

ص: 471

فاقتله" قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه يصلي كره أنْ يقتله فرجع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اذهب فاقتله" فذهب فرآه على تلك الحالة فرجع، فقال: "يا علي اذهب إليه فاقتله" فذهب علي فلم يره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه فاقتلوهم هم شرّ البرية".

قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند جيد، وله شاهد من حديث جابر أخرجه أبو يعلى ورجاله ثقات" (1)

أخرجه أحمد (3/ 15)

عن بكر بن عيسى الراسبي

والبخاري في "الكنى"(ص 30)

عن حفص بن عمر الحَوْضي

قالا: ثنا جامع بن مطر الحَبَطِي ثنا أبو روبة القشيري شداد بن عمران القيسي عن أبي سعيد أنّ أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني مررت بوادي كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"اذهب إليه فاقتله" قال: فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اذهب فاقتله" فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر، قال: فكره أن يقتله، قال: فرجع فقال: يا رسول الله، إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أنْ أقتله، قال:"يا علي اذهب فاقتله" قال: فذهب علي فلم يره، فرجع علي فقال: يا رسول الله إنّه لم يره، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فُوْقِه فاقتلوهم هم شرّ البرية".

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 225 - 226

قلت: شداد بن عمران ترجمه البخاري وابن أبي حاتم والحسيني في "الإكمال" والحافظ في "التعجيل" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ولم يذكر سماعا من أبي سعيد فلا أدري أسمع منه أم لا.

(1) 15/ 328 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

ص: 472

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وآخر عن أنس بن مالك

فأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما"(إتحاف الخيرة 4664 و 6665) عن يزيد بن هارون

وأخرجه أبو يعلى (2215) عن أبي خَيْثمة زهير بن حرب قال: ثنا يزيد بن هارون أنا العوام بن حَوشب ثني طلحة بن نافع عن جابر قال: مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقالوا فيه وأثنوا عليه. فقال: "من يقتله؟ " قال أبو بكر: أنا، فانطلق فوجده خَطَّ على نفسه خِطَّةً فهو قائم يصلي فيها. فلما رآه على ذلك الحال، رجع ولم يقتله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يقتله؟ " فقال عمر: أنا، فذهب فرآه يصلي في خطة قائما يصلي، فرجع ولم يقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من له أو من يقتله؟ " فقال عليّ: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنت، ولا أراك تدركه" فانطلق فوجده قد ذهب.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 227

قلت: وهو كما قال، وطلحة بن نافع هو القرشي مولاهم أبو سفيان الواسطي قال شعبة: لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث.

وقال أبو حاتم: روى عن جابر وهو قد سمع منه وأكثره من صحيفة سليمان اليشكري.

وسليمان هو ابن قيس اليشكري وهو ثقة كما قال النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: جالس جابرا فسمع منه وكتب عنه صحيفة فتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته فروى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة وكذلك قتادة.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن أنس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل حسن السمت ذكروا من أمره أمرا حسنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأرى على وجهه سفعة من النار" فلما انتهى فسلّم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تالله قلت في نفسك أولئك ترى في نفسك أنك أفضل القوم؟ " قال: نعم. فلما ذهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّه قد طلع قوم هذا وأصحابه منهم" قال أبو بكر: أفلا أقتله يا رسول الله؟ قال: "بلى" فانطلق أبو بكر فوجده في المسجد يصلي، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أنْ أقتله. قال عمر: أفلا أقتله؟ قال: "بلى" فانطلق عمر فوجده في المسجد يصلي راكعا، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أنْ اقتله، فقال عليّ: أفلا أقتله أنا يا رسول الله؟ قال: "بلى أنت تقتله إن وجدته" فانطلق عليّ فلم يجده.

ص: 473

أخرجه البزار (كشف 1851) عن إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد الكوفي ثنا عبد الرحمن بن شَريك ثنا أبي عن الأعمش به.

وقال: لا نعلمه يُروى عن أنس بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، تفرد به شريك عن الأعمش"

قلت: شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى الاختلاط وإلى التدليس وإلى سوء الحفظ، وابنه عبد الرحمن مختلف فيه كذلك: قال أبو حاتم: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، والأعمش قال ابن حبان في "الثقات" (4/ 393): كان يدلس عن أبي سفيان.

الثاني: يرويه موسى بن عُبيدة أني هود بن عطاء الحنفي اليمامي عن أنس قال: فذكر نحوه.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4667) وأبو يعلى (90 و 4143) والآجري في "الشريعة"(50)

قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك" المجمع 6/ 227

قلت: هو ضعيف كما قال ابن المديني وغير واحد، وهود بن عطاء قال ابن حبان: كان قليل الحديث منكر الرواية على قلته، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، والقلب من مثله إذا كثر المناكير عن المشاهير أن لا يحتج فيما انفرد، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.

الثالث: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس.

أخرجه أبو يعلى (4127)

عن عكرمة بن عمار اليمامي

وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 52 - 53)

عن الأوزاعي

كلاهما عن يزيد الرقاشي عن أنس به.

ورواه مَعْمر بن راشد عن يزيد الرقاشي فلم يذكر أنسا.

أخرجه عبد الرزاق (18674)

ويزيد ضعيف.

ص: 474

الرابع: يرويه أبو معشر نجيح السندي عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس.

أخرجه أبو يعلى (3668) والآجري في "الشريعة"(49) وابن مردويه في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 2/ 76 - 77)

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

321 -

عن حذيفة قال: لقد رأيتنا ليلة الأحزاب وأبو سفيان ومن معه من فوقنا، وقريظة أسفل منا نخافهم على ذرارينا، وما أتت علينا ليلة أشدّ ظلمة ولا ريحا منها، فجعل المنافقون يستأذنون ويقولون: إنّ بيوتنا عورة، فمرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جاث على ركبتي ولم يبق معه إلا ثلاثمائة فقال:"اذهب فائتني بخبر القوم" قال: "فدعا لي فاذهب الله عني الفقر والفزع، فدخلت عسكرهم فإذا الريح فيه لا تجاوزه شبرا، فلما رجعت رأيت فوارس في طريقي فقالوا: أخبر صاحبك أنّ الله عز وجل كفاه القوم.

قال الحافظ: وروى الحاكم من طريق عبد العزيز ابن أخي حذيفة قال: عن حذيفة: فذكره، وأصل هذا الحديث عند مسلم (1788) باختصار" (1)

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 451 - 453) عن الحاكم أنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن حاتم الداربردي ثنا أحمد بن محمَّد بن عيسى البرتي ثنا أبو حذيفة ثنا عكرمة بن عمار عن محمَّد بن أبي عبيد أبي قدامة الحنفي عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جلساؤه: أما والله لو كنا شهدنا ذلك لفعلنا وفعلنا، فقال حذيفة: لا تمنّوا ذلك فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافّون قعود: أبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة اليهود أسفل منا، نخافهم على ذرارينا

وذكر الحديث بطوله، وقال في آخره: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى، فأخبرته خبر القوم، وأخبرته أني تركتهم يترحلون، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا

} الآية.

وسيأتي الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حزبه أمر صلّى"

322 -

عن عمار قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي فَخَلَّقُوني بزعفران

فسلّمت على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرحب بي وقال "اذهب فاغسل عنك هذا".

(1) 8/ 403 - 404 (كتاب المغازي - باب غزوة الأحزاب)

ص: 475

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تحضر الملائكة جنازة كافر"

323 -

عن عليّ قال: لما مات أبو طالب قلت: يا رسول الله، إنّ عمك الشيخ الضال قد مات، قال "اذهب فواره" قلت: إنّه مات مشركا، فقال "اذهب فواره"

قال الحافظ: وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن الجارود من حديث علي قال: فذكره" (2)

حسن

وله عن علي طرق:

الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي قال: سمعت ناجية بن كعب عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ عمك الشيخ الضال قد مات. قال "اذهب فواره" قلت: إنّه مات مشركا، قال:"اذهب فواره، ولا تحدث شيئا حتى تأتيني" فواريته ثم أتيته فقلت: قد واريته، فأمرني فاغتسلت.

أخرجه ابن سعد (1/ 124) وابن أبي شيبة (3/ 269 و 347 و 12/ 67) وأحمد (1/ 131) وأبو داود (3214) والنسائي (4/ 65) وفي "الكبرى"(195 و 2133) وفي "خصائص علي"(149) والآجري في "الشريعة"(1562 و 1563 و 1564) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(230) والدارقطني في "العلل"(4/ 146) والبيهقي (3/ 398) وفي "الدلائل"(2/ 348 - 349) والمزي (29/ 257 - 258)

عن سفيان الثوري

والطيالسي (ص 19) والشافعي في "الأم"(7/ 151) وأحمد (1/ 97) والنسائي (1/ 92) وابن الجارود (550) وأبو الشيخ في "الأقران"(400) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 348) وفي "معرفة السنن"(2/ 136) وفي "الخلافيات"(1006 و 1007) والمزي (29/ 257)

عن شعبة

وسعيد بن منصور (1041) وابن أبي شيبة (3/ 347)

عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي

(1) 12/ 421 (كتاب اللبالس - باب النهي عن التزعفر للرجال)

(2)

8/ 194 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة أبي طالب)

ص: 476

وأبو يعلى في "معجمه"(239) وفي "مسنده"(423) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 632) والذهبي في "السير"(7/ 384 - 385)

عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

ويونس بن بكير في "المغازي"(ص 239)

عن يونس بن أبي إسحاق

وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 343) وأبو الفضل الزهري (230) والبيهقي (1/ 304)

عن إسرائيل بن يونس

وأبو الفضل الزهري (230)

عن شريك بن عبد الله القاضي

كلهم عن أبي إسحاق به (1).

قال البيهقي: وناجية بن كعب الأسدي لم تثبت عدالته عند صاحبي الصحيح وليس فيه أنّه غسله"

قلت: ناجية بن كعب الأسدي مختلف فيه: قال ابن معين: صالح، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الضعفاء"، ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا.

ولم ينفرد أبو إسحاق به بل تابعه فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز عن ناجية بن كعب عن علي به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5486)

الثاني: يرويه الحسن بن يزيد الأصم قال: سمعت السُّدِّي إسماعيل يذكره عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: لما توفي أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ عمك الشيخ قد مات، قال "اذهب فواره ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني" قال: فواريته ثم أتيته، قال "اذهب فاغتسل ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني" قال: فاغتسلت ثم أتيته، قال: فدعا لي بدعوات ما يسرني أنّ لي بها حُمْر النعم وسودها.

(1) ورواه الأعمش عن أبي إسحاق فلم يسم ناجية بن كعب وإنما قال: عن رجل.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(104)

ص: 477

قال: وكان علي رضي الله عنه إذا غسل الميت اغتسل.

أخرجه سعيد بن منصور (1042) عن الحسن بن يزيد الأصم به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6318) والبيهقي (1/ 304 و 305)

وأخرجه أحمد (1/ 103) وابنه عبد الله (1/ 129 - 130) وأبو يعلى (424) وابن عدي (2/ 738 - 739) من طرق عن الحسن بن يزيد به (1).

قال ابن عدي: الحسن بن يزيد الكوفي ليس بالقوي وحديثه عن السدي ليس بالمحفوظ، وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن السدي غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبي إسحاق السبيعي عن ناجية بن كعب عن علي"

قلت: الحسن بن يزيد وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والسدي إسماعيل بن عبد الرحمن مختلف فيه وهو صدوق لا بأس به، وأبو عبد الرحمن السلمي ثقة، فالإسناد حسن.

الثالث: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، مات الشيخ الضال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذهب فاغسله وكفنه" فقلت: يا رسول الله، أنا. فقال "ومن أحق بذلك منك، اذهب فاغسله وكفنه وجننه ولا تحدثنّ شيئا حتى تأتيني" فانطلقت ففعلت، قال: فلما أتيته قال "اذهب فاغتسل غسل الجنابة"

أخرجه البيهقي (1/ 305) من طريق صالح بن مقاتل بن صالح ثنا أبي ثنا محمَّد بن الزِّبْرِقَان عن إسماعيل بن مسلم به.

وقال: هذا غلط والمشهور عن أبي إسحاق عن ناجية عن علي كما تقدم، وصالح بن مقاتل بن صالح يروي المناكير"

قلت: وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وإسماعيل بن مسلم والحارث الأعور ضعيفان.

الرابع: يرويه محمَّد بن عمر الواقدي ثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال: لما أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت أبي طالب بكى، ثم قال لي:"اذهب فاغسله وكفنه" قال: ففعلت، ثم أتيته، فقال لي "اذهب فاغتسل"

(1) رواه حاتم بن الليث عن إبراهيم بن أبي العباس عن الحسن بن يزيد عن السدي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي. فزاد "سعد بن عبيدة"

أخرجه البزار (592)

قال الدارقطني: وهو وهم، والقول الأول أصح" العلل (سؤال رقم 484)

ص: 478

أخرجه ابن سعد كما في "التلخيص"(2/ 114 - 115)

والواقدي متروك الحديث.

الخامس: يرويه عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال: دخل عليّ بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بموت أبي طالب فقال: "فاذهب فاغسله ولا ثحدثنّ شيئا حتى تأتيني" فغسلته وواريته ثم أتيته فقال "اذهب فاغتسل"

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(93) والبيهقي (1/ 305) من طريق إسحاق بن محمَّد الفَرْوِي عن علي بن أبي علي اللهبي عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان به.

قال البيهقي: هذا منكر لا أصل له بهذا الإسناد، وعلي بن أبي علي اللهبي ضعيف جرحه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي"

السادس: يرويه الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن عليّ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنّ عمك الضال المشرك قد توفي، قال "اذهب فأجنه"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 191/ ب) عن أبي رفاعة عبد الله بن محمَّد بن عمر بن حبيب ثنا عبد الله بن يحيى المقفي ثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش به.

وهانئ بن هانئ مختلف فيه: قال ابن المديني وغيره: مجهول، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو رفاعة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ والباقون كلهم ثقات.

وللحديث شاهد مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 348) عن علي بن مُسْهِر الكوفي عن الأجلح عن الشعبي قال: لما مات أبو طالب جاء عليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عمك الشيخ الكافر قد مات فما ترى فيه؟ قال "أرى أن تغسله" وأمره بالغسل.

324 -

عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن امرأة جاءت امرأة فقالت: إنّ فلانة تستعيرك حليا، فأعارتها إياه فمكثت لا تراه، فجاءت إلى التي استعارت لها فسألتها فقالت: ما استعرتك شيئا، فرجعت إلى الأخرى فأنكرت، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاها فسألها فقالت: والذي بعثك بالحق ما استعرت منها شيئا، فقال "اذهبوا إلى بيتها تجدوه تحت فراشها" فأتوه فأخذوه وأمر بها فقطعت.

ص: 479

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (18832) عن ابن جُريج قال: أخبرني عكرمة بن خالد أنّ أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أخبره أنّ امرأة جاءت امرأة، وذكر الحديث.

ومن طريقه أخرجه ابن حرّم في "المحلى"(13/ 412)

ورواته ثقات، وعكرمة بن خالد هو ابن العاص بن هشام المخزومي.

325 -

حديث أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بالشيء يقول "اذهبوا به إلى فلانه فإنّها كانت صديقة لخديجة"

قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" من حديث أنس: فذكره" (2)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 12) والحاكم (4/ 175)

عن أسد بن موسى المصري

والدولابي في "الذرية الطاهرة"(40)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

قالا: ثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال: فذكره، وزاد "اذهبوا به إلى فلانة فإنّها كانت تحب خديجة"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: فيه عنعنة مبارك بن فضالة فإنّه كان مدلسا.

326 -

عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت حداً فأقمه عليّ، فسكت عنه ثلاثا فأقيمت الصلاة فدعا الرجل فقال "أرأيت حين خرجت من بيتك ألست قد توضأت فأحسنت الوضوء" قال: بلى، قال:"ثم شهدت الصلاة معنا" قال: نعم، قال "فإن الله قد غفر لك"

قال الحافظ: أخرجه أحمد (5/ 251 و 262 - 263 و 265) وعبد بن حميد وغيرهما" (3)

(1) 15/ 96 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحدود إذا رفع إلى السلطان)

(2)

13/ 42 (كتاب الأدب - باب حسن العهد من الأيمان)

(3)

9/ 427 (كتاب التفسير - سورة هود - باب قوله: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل)

ص: 480

قلت: وأخرجه مسلم (2765) أيضا وأبو داود (4381)

327 -

عن أبي سعيد مرفوعا "أرأيت لو أنّ رجلا كان له مُعْتَمَلٌ وبين منزله ومُعْتَمَله خمسة أنهار فإذا انطلق إلى معتمله عمل ما شاء فأصابه وسخ أو عرق فكلما مرّ بنهر اغتسل منه"

قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني بإسناد لا بأس به من طريق عطاء بن يسار أنّه سمع أبا سعيد الخدري يحدّث أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

حسن

أخرجه البزار (كشف 344) وابن نصر في "الصلاة"(86) والطبراني في "الكبير"(5444) و"الأوسط"(200) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 249) من طرق عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب المصري ثني عبد الله بن قُرَيط أنّ عطاء بن يسار حدثه أنّه سمع أبا سعيد الخدري يحدث أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الصلوات الخمس كفارات ما بينها"

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيت لو أن رجلا كان له معتمل، ببن منزله ومعتمله خمسة أنهار، فإذا انطلق إلى معتمله عمل ما شاء الله، فأصابه الوسخ أو العرق، فكلما مرّ بنهر اغتسل، ما كان ذلك منقيا من درنه، فكذلك الصلوات كلما عمل خطيئة أو ما شاء الله ثم صلى صلاة استغفر غفر له ما كان قبلها".

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن أيوب"

وقال المنذري: إسناده لا بأس به وشواهده كثيرة" الترغيب 1/ 234

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن قريط ذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 298

قلت: كل من ترجم (2) لعبد الله بن قريط لم يذكر عنه راويا إلا يحيى بن أيوب فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ويحيى بن أيوب صدوق، وسعيد بن أبي مريم ثقة.

(1) 2/ 151 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب الصلوات الخمس كفارة)

(2)

الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - الثقات لابن حبان - الإكمال للحسيني - لسان الميزان - تعجيل المنفعة.

ص: 481

وللحديث شواهد كما ذكر المنذري فيتقوى بها.

منها حديث أبي هريرة عند البخاري (فتح 2/ 151) ومسلم (667) بمعناه.

328 -

"أرأيت لو تمضمضت"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عمر. قال النسائي: منكر.

وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم" (1)

صحيح

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(307) وابن أبي شيبة (3/ 60 - 61) وأحمد (1/ 21 و 51) وعبد بن حميد في "المنتخب"(21) والدارمي (1731) وأبو داود (2385) والنسائي في "الكبرى"(3048) وابن خزيمة (1999) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 89) وابن حبان (3544) والحاكم (1/ 431) وابن حرّم في "المحلى"(6/ 309) والبيهقي (4/ 218 و 261) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 113) والمزي (18/ 318 - 319) من طريق الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: هششت يوما فقبلت وأنا صائم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما فقبلت وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ " قلت: لا بأس بذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ففيم؟ ".

قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا عن عمر من هذا الوجه" المعتبر للزركشي ص 215

وقال النسائي: هذا حديث منكر، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد روى عنه غير واحد ولا ندري ممن هذا" (2)

وقال الطحاوي: صحيح الإسناد معروف الرواة"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 1/ 215 و 313

قلت: هو صحيح كما قالوا ورجاله رجال الصحيح، لكن لم يخرج البخاري لعبد الملك بن سعيد شيئا، ولم يخرج مسلم رواية بكير عن عبد الملك ولا رواية عبد الملك عن جابر، وعبد الملك سمع من جابر، قاله ابن أبي حاتم.

(1) 5/ 55 (كتاب الصوم - باب القبلة للصائم)

(2)

تحفة الأشراف 8/ 17

ص: 482

329 -

قال صلى الله عليه وسلم لخديجة بعد أنْ أقرأه جبريل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العَلق: 1]"أرأيتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام فإنّه جبريل استعلن"

قال الحافظ: ووقع في مرسل عبد الله بن أبي بكر بن حرّم في الدولابي: فذكره" (1)

330 -

عن أبي ميسرة أنّه صلى الله عليه وسلم قصّ على خديجة ما رأى في المنام فقالت له: أبشر فإن الله لن يصنع بك إلا خيرا، ثم أخبرها بما وقع له من شق البطن وإعادته فقالت له: أبشر، إن هذا والله خير، ثم استعلن له جبريل فذكر القصة فقال لها "أرأيتك الذي كنت رأيت في المنام، فإنّه جبريل استعلن لي بأنّ ربي أرسله إليّ" وأخبرها بما جاء به فقالت: أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا، فأقبل الذي جاءك من الله فإنه حق، وأبشر فإنك رسول الله حقا.

قال الحافظ: ووقع في دلائل البيهقي من طريق أبي ميسرة مرسلا فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه عند حديث: إن أول ما أمر به جبريل قال له: قل: بسم الله الرحمن الرحيم

331 -

"اربطوا الخيل وقَلِّدُوها ولا تقَلِّدُوها الأوتار"

قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي من حديث أبي وهب الجشمي رفعه: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 345) والبخاري في "الأدب المفرد"(814) وفي "الكنى"(ص 78) وأبو داود (2543 و 2553 و 4950) والنسائي (6/ 181) وفي "الكبرى"(4406) وأبو يعلى (7169 و 7170 و 7171) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(649 و 650) والطبراني في "الكبير"(22/ 380 - 381) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإصابة"(12/ 93) وأبو نعيم في "الصحابة"(7045) والبيهقي (6/ 330 و 9/ 306) وفي "الآداب"(605) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 102) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 329) من طريق هشام بن سعيد الطالقاني أنا محمَّد بن المهاجر ثني عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجُشَمِي - وكانت له صحبة - رفعه "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرّة، وارْتَبِطوا الخيل وامسحوا بنواصيها

(1) 10/ 345 (كتاب التفسير - سورة اقرأ باسم ربك - باب حدثنا يحيى بن بكير)

(2)

16/ 11 (كتاب التعبير - باب أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة)

(3)

6/ 483 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في الجرس)

ص: 483

وأعْجَازها، أو قال وأكْفَالها، وقَلِّدُها ولا تُقَلِّدوها الأوتار، وعليكم بكل كُمَيْت أَغَرَّ مُحَجّل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل"

واختلف فيه على محمَّد بن مهاجر، فقيل: عنه عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الكلاعي رفعه: فذكر نحوه.

أخرجه ابن قتيبة في "الغريب"(1/ 286) والدولابي في "الكنى"(1/ 59) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(600)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

وأحمد (4/ 345) وأبو داود (2544) والبيهقي (6/ 330)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

كلاهما عن محمَّد بن مهاجر به.

وهذا أصح.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج عن هشام بن سعيد الطالقاني عن محمَّد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمي - وكانت له صحبة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث، قال أبي: سمعت هذا الحديث من فضل الأعرج وفاتني من أحمد وأنكرته في نفسي وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكلاعي صاحب مكحول وكان أصحابنا يستغربون فلا يمكنني أنْ أقول شيئا لما رواه أحمد، ثم قدمت حمص فإذا قد حدثنا ابن مُصَفى عن أبي المغيرة قال: حدثني محمَّد بن مهاجر قال: حدثني عقيل بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن أبي حاتم: وحدثنا به أبي مرّة أخبرني قال: حدثنا هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن أبي وهب عن سليمان بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبي: فعلمت أنّ ذلك باطل، وعلمت أنّ إنكاري كان صحيحا وأبو وهب الكلاعي هو صاحب مكحول الذي يروي عن مكحول واسمه عبيد الله بن عبيد وهو دون التابعين يروي عن التابعين وضربه مثل الأوزاعي ونحوه فبقيت متعجبا من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه فإني أنكرته حين سمعت به قبل أنْ أقف عليه.

قلت لأبي: هو عقيل بن سعيد أو عقيل بن شبيب؟ قال: مجهول لا أعرفه (1) " العلل 2/ 312 - 313

(1) انظر "النكت على كتاب ابن الصلاح"(2/ 788 - 790) - تهذيب التهذيب 12/ 275 - الإصابة 12/ 93

ص: 484

قلت: فعلى هذا الذي ذكره أبو حاتم يكون الحديث ضعيفا لإرساله ولجهالة عقيل بن شبيب (1).

قال ابن القطان الفاسي: الحديث لا يصح للجهل بحال عقيل بن شبيب" الوهم والإيهام 4/ 383

332 -

"أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الإنساب، والاستسقاء بالأنْوَاء، والعيافة (2) "

قال الحافظ: أخرجه مسلم (934) وابن حبان (3143) وغيرهما من طريق أبان بن يزيد العطار وغيره من يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي مالك الأشعري مرفوعا بلفظ: فذكره" (3)

333 -

"أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والنكاح"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي أيوب رفعه: فذكره" (4)

ضعيف

روي من حديث أبي أيوب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أبي أيوب فأخرجه ابن أبي شيبة (1778) وأحمد (5/ 421) وعبد بن حميد في "المنتخب"(220)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وأحمد (5/ 421)

عن محمَّد بن يزيد الواسطي

وسعيد بن منصور (503)

عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني الكوفي

(1) قال ابن القطان الفاسي: غير معروف الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمَّد بن مهاجر عنه. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

(2)

عند مسلم "والنياحة"

(3)

8/ 161 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية)

(4)

12/ 458 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

ص: 485

والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 374)

عن نصر بن باب الخُراساني

كلهم عن الحجاج بن أرْطَاة عن مكحول قال: قال أبو أيوب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

واختلف فيه على الحجاج بن أرطاة:

- فرواه أبو معاوية محمَّد بن خازم الكوفي عنه عن مكحول عن أبي أيوب موقوفا.

أخرجه هناد في "الزهد"(1348)

- ورواه عباد بن العوام الواسطي عن الحجاج قال: ثنا مكحول عن أبي الشمال بن ضباب عن أبي أيوب مرفوعا.

أخرجه الترمذي (3/ 382) والمحاملي في "أماليه"(444) والطبراني في "الكبير"(4085) والبيهقي في "الشعب"(7322) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 408)

وتابعه حفص بن غياث الكوفي عن الحجاج به.

أخرجه الترمذي (1080) والطبراني في "الكبير"(4085) وفي "مسند الشاميين"(3590)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، رواه هُشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبو معاوية وغير واحد عن الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب ولم يذكروا فيه عن أبي الشمال، وحديث حفص بن غياث وعباد بن العوام أصح"

قلت: هو أصح كما قال لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة، لكن الإسناد ضعيف لأنّ أبا الشمال بن ضباب مجهول كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب" والنووي في "الخلاصة"(1/ 85)

وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث.

والحجاج بن أرطأة لا يحتج بحديثه، قاله أحمد والدارقطني والحاكم وابن معين وأبو حاتم.

وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (4/ 1508) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري ثنا المنكدر بن محمَّد عن أبيه عن جابر مرفوعا "إنّ من سنن المرسلين الحياء، والتعطر، والنكاح"

وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن المنكدر غير عبد الله بن إبراهيم"

ص: 486

قال: وعبد الله بن إبراهيم عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات"

قلت: وذكره ابن حبان والعقيلي وأبو نعيم في "الضعفاء".

أما ابن حبان فقال: كان ممن يأتي عن الثقال المقلوبات وعن الضعفاء الملزقات.

وأما العقيلي فقال: كان يغلب على حديثه الوهم.

وأما أبو نعيم فقال: يروي أحاديث منكرة لا شيء.

والمنكدر ضعيف عند أكثر.

وأما حديث مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده فأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 10) وابن أبي الدنيا في "الحلم"(6) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2208) والبزار (كشف 500) والدولابي في "الكنى"(1/ 44) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 513) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(521) والخرائطي في "المساوىء"(334) وفي "المكارم"(1/ 304) والطبراني في "الكبير"(22/ 293 - 294) والدراقطني في "المؤتلف"(4/ 2046) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1248 و6886) والبيهقي في "الشعب"(7320) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1571) من طريق عمر بن مُحَمَّدْ الأسلمي عن مليح عن أبيه عن جده مرفوعا "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر".

قال البزار: لا نعلم روى الخطمي إلا هذا، ولا نعلم له إلا هذا الإسناد"

وقال البيهقي: تفرد به عمر بن محمد"

وقال الهيثمي: مليح وأبوه وجده لم أجد من ترجمهم، وعمر بن مُحَمَّدْ الأسلمي قال الذهبي: مجهول" المجمع 2/ 99 و 5/ 92

وقال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة الممقين 8/ 28

قلت: وهو كما قال، وعمر بن مُحَمَّدْ الأسلمي قال أبو حاتم: مجهول، ومليح ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا عمر بن مُحَمَّدْ فهو مجهول.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 490) والعقيلي (1/ 83) والطبراني في "الكبير"(11445) وابن عدي (6/ 2074) والبيهقي في "الشعب"(7321) من طريق قدامة بن مُحَمَّدْ الأشجعي ثنا إسماعيل بن شيبة عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والتعطر، والنكاح"

ص: 487

قال العقيلي: هذا الحديث غير محفوظ من حديث ابن جريج ولا من حديث غيره إلا من حديث من كان مثله في الضعف أو نحوه، فأما من حديث ثقة فلا، وإسماعيل الطائفي أحاديثه مناكير ليس فيها شيء محفوظ" (1)

وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث فقال: منكر" علل ابن أبي حاتم 2/ 339

وقال البيهقي: تفرد به قدامة بن مُحَمَّدْ عن إسماعيل وليسا بالقويين"

وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن شيبة قال الذهبي: واه، وذكر له هذا الحديث وغيره" المجمع 4/ 253

قلت: إسماعيل هو ابن إبراهيم بن شيبة الطائفي وقيل إسماعيل بن شيبة ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث.

334 -

"أربعة أنهار من الجنة: النيل، والفرات، وسَيْحَان، وجَيْحَان"

قال الحافظ: ووقع في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (2839) من حديث أبي هريرة بلفظ "سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل كل من أنهار الجنة".

335 -

"أربعة نفر وامرأتين اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة"

قال الحافظ: وفي حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار والحاكم والبيهقي في الدلائل نحوه (أي الحديث الذي قبله)(3) لكن قال: فذكره" (4)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا

"

336 -

حديث أنس رفعه "أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا"

قال الحافظ: أخرجه البزار" (5)

ضعيف

(1) وقال ابن عدي: هذا الحديث في هذا الإسناد غير محفوظ، وإسماعيل بن إبراهيم هذا لا أعلم له رواية عن غير ابن جريج، وأحاديثه عن ابن جريج فيها نظر" الكامل 1/ 308 و 6/ 2075

(2)

8/ 213 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

(3)

وهو حديث "أربعة لا أؤمنهم لا في حل ولا حرم"

(4)

4/ 431 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

(5)

14/ 11 (كتاب الرقاق - باب في الأمل وطوله)

ص: 488

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه هانئ بن المتوكل الإسكندراني ثنا عبد الله بن سليمان وأبان عن أنس به مرفوعا (1).

أخرجه البزار (كشف3230)

وقال: عبد الله بن سليمان حدّث بأحاديث لم يتابع عليها"

وقال الذهبي: هذا حديث منكر" الميزان 4/ 291

وقال الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف" المجمع 10/ 226

قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: لا يجوز الاحتجاج به بحال.

الثاني: يرويه حجاج بن المنهال عن صالح المُرِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 175)

وقال: تفرد برفعه متصلا عن صالح حجاج"

قلت: صالح ويزيد ضعيفان.

الثالث: يرويه سليمان بن عمرو بن وهب النخعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس.

أخرجه ابن عدي (3/ 1099)

وقال: وهذا الحديث وضعه سليمان بن عمرو على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة"

قال: وسليمان بن عمرو اجتمعوا على أنّه يضع الحديث"

337 -

"أربعة لا أؤمنهم لا في حل ولا حرم: الحويرث بن نُقَيد، وهلال بن خطل، وقيس بن صبابة، وعبد الله بن أبي سرح"

قال الحافظ: ففي حديث سعيد بن يربوع عند الدارقطني والحاكم أنّه صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره" (2)

(1) ذكر الذهبي هذا الحديث في "الميزان" بهذا الإسناد: هانئ ثنا عبد الله بن سليمان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة فالله أعلم.

(2)

4/ 431 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

ص: 489

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أمَا كان فيكم رجل يقوم إلى هذا

"

338 -

"أربعة يؤتون أجرهم مرتين" فذكر الثلاثة كالذي هنا وزاد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: ووقع في حديث أبي أمامة رفعه عند الطبراني: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7856) عن أحمد بن مُحَمَّدْ بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "أربعة يؤتون أجورهم مرتين: أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أمة فأعجبته فأعتقها ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حقّ الله وحقّ سادته"

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.

339 -

حديث أبي سعيد في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} [الواقعة: 34] قال: "ارتفاعها مسيرة خمسمائة عام"

قال الحافظ: رواه ابن حبان والترمذي" (2)

أخرجه الترمذي (2540 و 3294) والطبري في "تفسيره"(27/ 185) عن أبي كُريب مُحَمَّدْ بن العلاء الهَمْداني ثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دَرَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} [الواقعة: 34] قال: "ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام"

وأخرجه البغوي في "تفسيره"(7/ 18) من طريق النسائي ثنا أبو كريب به.

ووقع عنده: عن أبي سعيد وأبي هريرة معا.

وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(593) عن أبي يعلى ثنا مُحْرِز بن عون ثنا رشدين بن سعد عن عمرو عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين"

قلت: تابعه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث به.

(1) 11/ 28 (كتاب النكاح - باب اتخاذ السراري)

(2)

7/ 130 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

ص: 490

أخرجه الطبري (27/ 185) وابن أبي حاتم في "تفسيره" والضياء في "صفة الجنة" كما في تفسير ابن كثير" (4/ 291) وابن حبان (7405) وأبو الشيخ (272) والبيهقي في "البعث" (311)

ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به.

أخرجه أحمد (3/ 75) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"(154) وأبو يعلى (1395) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(357)

ودراج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

واختلف فيما يرويه عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العتواري عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعف ذلك أحمد وأبو داود.

340 -

"ارجع فاستئذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرّهما"

قال الحافظ: حديث أبي سعيد عند أبي داود بلفظ: فذكره، وصححه ابن حبان" (1)

أخرجه سعيد بن منصور (2334) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث (2) أنَّ درَّاجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال: يا رسول الله، إني هاجرت. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد هجرت الشرك ولكنّه الجهاد، هل لك أحد باليمن؟ " قال: أبواي. قال: "أذنا لك؟ " قال: لا، قال:"فأرجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرّهما"

وأخرجه أبو داود (2530) عن سعيد بن منصور به.

وأخرجه ابن حبان (422) والحاكم (2/ 103 - 104) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 328) والبيهقي (9/ 26) من طرق عن ابن وهب به.

قال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو إلا ابن وهب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

- وردّه الذهبي بقوله: قلت: دراج واه"

قلت: دراج هو ابن سمعان أبو السمح السهمي المصري وهو مختلف فيه: وثقه ابن

(1) 6/ 481 (كتاب الجهاد - باب الجهاد بإذن الأبوين)

(2)

تابعه ابن لهيعة ثنا دراج به.

أخرجه أحمد (3/ 75 - 76) وابن الجوزى فى "البر والصلة"(15)

والحديث سيأتي في حرف الهاء فانظر "هل باليمن أبواك؟ "

ص: 491

معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وخالفه أحمد وأبو داود فلم يقوياها والله تعالى أعلم.

341 -

"ارجع فصل فإنك لم تصل"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 2/ 383) من حديث أبي هريرة.

342 -

عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل خولة بنت حكيم إلى أبي بكر يخطب عائشة فقال لها أبو بكر: وهل تصلح له؟ إنما هي بنت أخيه. فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: "ارجعي فقولي له: أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي"

قال الحافظ: قال مغلطاي: أخرجه ابن أبي عاصم من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة" (2)

حسن

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3006) والطبري في "التاريخ"(3/ 162 - 163) والطبراني في "الكبير"(23/ 23 - 24 و 24/ 30 - 31) وأبو نعيم في "الصحابة"(4773) والحاكم (3)(2/ 167) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 189 - 190)

عن يحيى بن سعيد الأموي

والحاكم (3/ 73) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك"(1) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 411 - 412)

عن عبد الله بن إدريس الأودي

كلاهما عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة: يا رسول الله، ألا تزوج؟ قال:"من؟ " قالت: إنْ شئت بكرا وإنْ شئت ثيبا. قال: "فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحبّ خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: "ومن

(1) 6/ 5 (كتاب اللقطة - باب إذا أخبره رب اللقطة بالعلامة دفع إليه)

(2)

11/ 26 (كتاب النكاح - باب تزويج الصغار من الكبار)

(3)

وقال: صحيح على شرط مسلم"

ص: 492

الثيب؟ " قالت: سَودة بنت زَمْعَة آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه، قال: "فاذهبي فاذكريهما عليّ" فجاءت فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رُوْمَان أم عائشة، فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عائشة، قالت: وددت انتظري أبا بكر، فإنه آت، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قال: هل تصلح له؟ وإنما هي بنت أخيه، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: "ارجعي إليه فقولي له: أنت أخي في الإِسلام وأنا أخوك وابنتك تصلح لي" فأتت أبا بكر فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فأنكحه، وأنا يومئذ ابنة ست سنين.

لفظ حديث الأموي.

زاد الأودي في حديثه "قالت خولة: ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة وأبوها شيخ كبير، قد جلس عن الموسم، قالت: فحييته بتحية أهل الجاهلية، وقلت: أنعم صباحا، قال: من أنت؟ قالت: قلت خولة بنت حكيم، قالت: فرحب بي وقال ما شاء الله أنْ يقول، قالت: قلت مُحَمَّدْ بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة، قال: كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: قلت تحب ذاك، قال: قولي له فليأت، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها. قالت: وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثي على رأسه التراب، وقال بعد أنْ أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أنْ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة.

واختلف فيه على مُحَمَّدْ بن عمرو، فرواه مُحَمَّدْ بن بشر العبدي عنه قال: ثنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: فذكرا الحديث، وهو مرسل.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(621) وأحمد (6/ 210 - 211) وابن عساكر في "تاريخه"(السيرة النبوية 1/ 161 - 162)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث" المجمع 9/ 225

قلت: إسناده حسن (1) رجاله ثقات غير مُحَمَّدْ بن عمرو وهو حسن الحديث كما قال الهيثمي (2).

(1) هذا إذا ثبت سماع يحيى بن عبد الرحمن من عائشة فإنّه لم يذكر سماعا منها، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منها.

(2)

سيأتي الكلام على الحديث أيضا في حرف النون فانظر "نعم فما عندك"

ص: 493

343 -

"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرأهم لكتاب الله أُبي، وأفرضهم زيد، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، ألا وإنّ لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".

ذكره الحافظ في أربعة مواضع:

قال في الأول: أورد الترمذي وابن حبان هذا الحديث من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحَذَّاء عن أبي قِلابة عن أنس، وإسناده صحيح إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري (1) " (2)

وقال في الثاني: وقد أخرج الترمذي وابن ماجه عن أنس رفعه: فذكره، ورجاله ثقات" (3)

وقال في الثالث: أخرجه الترمذي وغيره من طريق أبي قلابة عن أنس مرفوعا وصححه لكن قال غيره: إنّ الصواب إرساله، وأما قوله: وأقضانا عليّ، فورد في حديث مرفوع أيضا عن أنس رفعه "أقضى أمتي علي بن أبي طالب" أخرجه البغوي. وعن عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقضاهم عليّ" الحديث ورويناه موصولا في فوائد أبي بكر مُحَمَّدْ بن العباس بن نجيح من حديث أبي سعيد مثله" (4)

وسكت عليه في الموضع الرابع (5).

ورد من حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أبي محجن ومن حديث أبي أمامة

فأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه خالد الحذاء عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمِي عن أنس به مرفوعا.

أخرجه ابن ماجه (154) والترمذي (3791) والنسائي في "الكبرى"(8287) وابن

(1) وهو "إنّ لكل أمة أمينا

"

(2)

8/ 94 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب أبي عبيدة)

(3)

8/ 126 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب معاذ بن جبل)

(4)

9/ 233 - 234 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب قوله: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)

(5)

2/ 312 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم)

ص: 494

حبان (7131 و 7137 و 7252) والحاكم (3/ 422 و 4/ 335) والبيهقي (6/ 210) والخطيب في "المدرج"(2/ 679 - 680 و 680)

عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (1)

والطيالسي (منحة 2520) وابن سعد (2/ 341 و 347 و 359 و3/ 60 و 176 و 412 و 499) وأحمد (3/ 281) والنسائي في "الكبرى"(8242) والطحاوي في "المشكل"(808) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 228) والبيهقي (6/ 210) وفي "معرفة السنن"(9/ 106) والخطيب في "المدرج"(2/ 680 - 681)

عن وهيب بن خالد الباهلي البصري

وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 226) وابن سعد (2/ 359 و 3/ 499) وأحمد (3/ 184) وفي "فضائل الصحابة"(716 و 803 و 865) وابن ماجه (155) وابن أبي عاصم في "السنة"(1316) والطحاوي في "المشكل"(810) والخطيب في "المدرج"(2/ 678 و 678 - 679 و 679) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة عثمان بن عفان ص88) والخليلي في "المشيخة"(التدوين للرافعي 1/ 184) والبغوي في "شرح السنة"(3930) عن سفيان الثوري (2)

(1) رواه مُحَمَّدْ بن بشار ومحمد بن يحيى الثقفي ومحمد بن المثنى وعلي بن المديني ومحمد بن أبي بكر

المقدمي ومحمد بن خالد الطحان عن عبد الوهاب بن عبد المجيد هكذا موصولا.

ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 225) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد فلم يذكر أنسا.

والأول أصح.

(2)

هذه رواية وكيع وقطبة بن العلاء الكوفي وأبي اليمان ويحيى بن اليمان العجلي وخالد بن عمر القرشي وأبي أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري وعبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن سفيان.

ورواه قبيصة بر عقبة الكوفي عن سفيان عن خالد الحذاء وعاصم عن أبي قلابة عن أنس. فزاد فيه "عاصم" أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 479 - 480) وابن أبي عاصم في "السنة"(1317) والطحاوي في "المشكل"(809) وخيثمة بن سليمان في "فضائل أبي بكر"(من حديث خيثمة ص 134) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 114) والعِيسوي في "الفوائد"(33) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 228 و 3/ 122) والبيهقي (6/ 210) وفي "المدخل"(ص 136) والخطيب في "الفقيه"(2/ 139) وفي "المدرج"(2/ 676) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ترجمة عثمان بن عفان ص 89)

وقال العِيسوي: حديث صحيح"

وقال أبو نعيم: هذا حديث كريب من حديث الثوري لم يروه عنه عن عاصم وخالد فيما أعلم إلا قبيصة" قلت: وهو ثقة تكلموا في حديثه عن سفيان. قال ابن معين: قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذلك القوي فإنه سمع منه وهو صغير"

الجرح 3/ 2/ 126 - تاريخ بغداد 12/ 474

ص: 495

والخطيب في "المدرج"(2/ 681 - 682)

عن عمر بن حبيب العدوي القاضي

أربعتهم عن خالد الحذاء به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما اتفقا بإسناده هذا على ذكر أبي عبيدة فقط، وقد ذكرت علته في كتاب التلخيص"

وقال ابن الصلاح: إسناده جيد، وهو حديث حسن" فيض القدير 2/ 22

وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح الأحكام لابن حزم (المجلد الثاني ص 1069 - مكتبة عاطف)

قلت: وهو كما قالوا.

وقد أعلّ الحديث بالأرسال كما تقدم في كلام الحافظ.

قال الحاكم في "المعرفة"(ص 114): وهذا من نوع آخر علته فلو صح بإسناده لأُخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أرحم أمتي بأمتي" مرسلا، ووصل "إنّ لكل أمة أمينا، وأبو عبيدة أمين هذه الأمة" هكذا رواه البصريون الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا وأسقط المرسل من الحديث وخرج المتصل بذكر أبي عبيدة في الصحيحين"

وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 79 - 80): قد أعلّ بالإرسال وسماع أبي قلابة من أنس صحيح إلا أنّه قيل لم يسمع منه هذا، وقد ذكر الدارقطني الإختلاف فيه على أبي قلابة في "العلل" ورجّح هو وغيره كالبيهقي (1) والخطيب (2) في "المدرج" أنّ الموصول منه ذكر أبي عبيدة والباقي مرسل، ورجح ابن المواق وغيره رواية الموصول"

= وقال صالح جزرة: تكلموا في سماعه من سفيان" تاريخ بغداد 12/ 475

وقال حنبل لأحمد: ما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال: كان كثير الغلط. قلت: فغير هذا. قال: كان صغيرا لا يضبط" تاريخ بغداد 12/ 474

• ورواه معلي بن عبد الرحمن الواسطي عن سفيان عن خالد عن أبي قلابة عن ابن عمر.

أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 682) ومعلى متهم بالوضع.

(1)

قال البيهقي: رواه بشر بن المفضل وإسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا إلا قوله في أبي عبيدة فإنهم وصلوه في آخره فجعلوه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وكل هؤلاء الرواة ثقات أثبات" السنن 6/ 210.

(2)

قال الخطيب: فأما حديث أبي قلابة فالصحيح منه المسند المتصل ذكر أبي عبيدة حسب وما سوى ذلك مرسل غير متصل"

ص: 496

قلت: وهو كما قال ابن المواق لأنّ الذي وصله وهم عبد الوهاب الثقفي ووهيب بن خالد وسفيان الثوري كلهم ثقات وعبد الوهاب ووهيب بصريان.

ووصله جماعة عن خالد الحذاء إلا أنّهم اقتصروا فيه على ذكر أبي عبيدة، منهم:

1 -

عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري.

أخرجه البخاري (فتح 8/ 94)

2 -

شعبة.

أخرجه البخاري (فتح 16/ 367) وابن سعد (3/ 412) وأحمد (3/ 133 و245) وابن حبان (7001) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 175) والخطيب في "المدرج"(2/ 685) والبغوي في "شرح السنة"(3928)

3 -

بشر بن المفضل البصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8199)

4 -

مُحَمَّدْ بن أبي عدي البصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8200)

5 -

إسماعيل بن عُلية.

أخرجه أحمد (3/ 189) عنه به.

وأخرجه مسلم (2419) وأبو يعلى (2808) عن ابن أبي شيبة (1) وأبي خيثمة زهير بن حرب قالا: ثنا إسماعيل بن علية به.

والحديث اختلف فيه على أبي قلابة، فرواه عاصم (2) بن سليمان عنه مرسلا.

(1) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(12/ 135) عن إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلا في ذكر أبي عبيدة.

وذكره في موضعين آخرين من كتابه مرسلا، الأول:(12/ 8) ذكره بلفظ "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" والثاني (12/ 42) ذكره بلفظ "أصدق أمتي حياء عثمان"

وهكذا رواه مُحَمَّدْ بن بنت مطر الوراق عن إسماعيل به.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 52/ ب)

ورواه أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني عن إسماعيل عن خالد عن أبو قلابة رفعه "أرحم أمتي أبو

بكر" الحديث، قال: وقال أنس: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة"

أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 682 - 683)

(2)

وتابعه أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة به.

أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 684 - 685)

ص: 497

أخرجه عبد الرزاق (20387) عن معمر عن عاصم به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 684)

وتابعه حماد بن زيد عن عاصم عن أبي قلابة مرسلا.

أخرجه الخطيب (2/ 683)

الثاني: يرويه مَعْمَر عن قتادة عن أنس مرفوعا به.

أخرجه الترمذي (3790) عن سفيان بن وكيع ثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر به.

وأخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 686 - 687) من طريق مُحَمَّدْ بن جرير الطبري ومحمد بن الحسين الأشناني قالا: ثنا سفيان بن وكيع به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، والمشهور حديث أبي قلابة"

قلت: وسفيان بن وكيع ضعيف، والحديث اختلف فيه على معمر فرواه عبد الرزاق (20387) عنه عن قتادة مرسلا (1). وزاد فيه "وأقضاهم علي"

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 684 و 687) وقال: هذا أصح"

وهكذا رواه مُحَمَّدْ بن ثابت العبدي عن قتادة مرسلا. وزاد "وكان يقال أعلمهم بالقضاء علي"

أخرجه سعيد بن منصور (4)

وخالفهما سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن قتادة عن أنس.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1287 و 1318) وفي "الآحاد"(1836) من طريق مصعب بن إبراهيم عن سعيد بن أبي عَروبة به.

ومصعب هذا ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال ابن عدي: مجهول ليس بالمعروف وأحاديثه عن الثقات ليست بالمحفوظة.

وتابعه مِهْرَان بن أبي عمر الرازي عن سعيد بن أبي عروبة به.

(1) قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 80): هذا أصح"

ص: 498

أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 685 - 686) من طريق مُحَمَّدْ بن حُميد الرازي ثنا مهران به.

ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وكذبه غير واحد.

ولم ينفرد سعيد به بل تابعه نصر بن طريف عن قتادة عن أنس.

أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص 88)

ونصر بن طريف متروك الحديث. قاله النسائي وأبو حاتم.

الثالث: يرويه عمران عن الحسن وأبان عن أنس مرفوعا "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 228) من طريق سويد بن سعيد ثنا عمر بن عبيد عن عمران به.

وإسناده ضعيف، أبان هو ابن أبي عياش متروك الحديث، والحسن هو البصري وهو مدلس ولم يذكر سماعا من أنس، وعمران هو ابن دَاوَر القطان مختلف فيه.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الكوثر بن حكيم أبو مُحَمَّدْ الحلبي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ أرفأ أمتي بها أبو بكر

" الحديث (1)

أخرجه ابن عدي (6/ 2097) والحاكم (3/ 535) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 56) وابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص 89) والآجري في "الشريعة"(1479) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(49)

قال الذهبي: قلت: كوثر ساقط"

وقال الحافظ: متروك" التلخيص 3/ 80

قلت: تابعه عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ "عثمان أحيا أمتي وأكرمها"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 56) عن الطبراني ثنا أحمد بن عمرو الربيعي (2) ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي ثنا عبد الأعلى السامي عن عبيد الله بن عمر به.

(1) وقال فيه "وأقضاهم علي بن أبي طالب"

(2)

في "المعجم الصغير" للطبراني 1/ 100 "الزنبقي" قال محققه: لم أجده.

ص: 499

قال الألباني: وفيه زكريا بن يحيى المنقري ولم أعرفه. وقال أيضا: لم أجد له ترجمة" الصحيحة 3/ 224 و 225

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 255) وقال: كان من جلساء الأصمعي"

الثاني: يرويه مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن البَيْلَماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا: "أرأف أمتي بأمتي أبو بكر

الحديث وفيه "وأقضاهم علي بن أي طالب"

أخرجه أبو يعلى (5763) عن مُحَمَّدْ بن يحيى الزِّمَّاني ثنا مُحَمَّدْ بن الحارث الحارثي أنا ابن البيلماني به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة عثمان بن عفان ص 89)

وإسناده ضعيف لضعف مُحَمَّدْ بن الحارث ومحمد بن عبد الرحمن.

وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 201) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 13) والخطيب في "الفقيه"(2/ 139 - 140) من طريق مِنْدَل بن علي العَنَزي عن ابن جُريج عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر مرفوعا "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأرفق أمتي لأمتي عمر بن الخطاب، وأصدق أمتي حياء عثمان، وأقضى أمتي علي بن أبي طالب، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، يجيء يوم القيامة أمام العلماء برتوة، وأقرأ أمتي أبي بن كعب، وأقرضها زيد بن ثابت، وقد أوتى عويمر عبادة - يعني أبا الدرداء -"

قال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا مندل"

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 3/ 80

قلت: وهو كما قال لضعف مندل.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه العقيلي (2/ 159) وقاسم بن أصبغ كما في "التلخيص"(3/ 80) وابن الأعرابي (ق 218/ ب) والآجري في "الشريعة"(1165 و 1166 و 1557 و 1558 و 1795) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 228) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(1/ 34 - 35) من طريق سلام بن سلم عن زيد العَمِّي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "أرحم هذه الأمة بأهلها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأقرأهم لكتاب الله عز وجل أبي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم لا يدرك، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه، وما أظلت الخضراء، ولا أقلت البطحاء، أو قال الغبراء، من ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

ص: 500

الحديث أورده العقيلي في ترجمة سلام بن سلم المدائني وأسند عن ابن معين قال: كان ضعيفا، وعنه أيضا قال: ليس بشيء، وعن البخاري قال: تركوه. وقال هو: لا يتابع على هذا الحديث والغالب على حديثه الوهم والكلام كله معروف بغير هذا الإسناد ثابت جيد"

وقال الحافظ: زيد وسلام ضعيفان" التلخيص 3/ 80

وأما حديث أبي محجن فأخرجه ابن الأعرابي (ق 144/ أ) والآجري (1559 و 1794) من طريق علي بن يزيد الصدائي ثنا أبو سعد الأعور البقال عن أبي محجن مرفوعا "إنّ أرأف الناس بهذه الأمة أبو بكر، وإنّ أقواها في أمر الله عمر، وإنّ أصدقها حياء عثمان، وإنّ أعلمها بفصل القضاء علي، وإنّ أقرأها أبي، وإنّ أفرضها زيد، وإنّ أعلمها بالناسخ والمنسوخ معاذ، وإنّ لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".

رواه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يحيى الحِمَّاني عن أبي سعد البقال قال: أخبرنا شيخ من الصحابة يقال له أبو محجن أو محجن بن فلان.

أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(1/ 32 - 33)

وإسناده ضعيف لضعف أبي سعد البقال واسمه سعيد بن المَرْزُبَان، والصدائي مختلف فيه.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(838) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "أرحم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر

وذكر الحديث وقال في آخره "وإنّ أشدّ هذه الأمة بعد نبيها حياء عثمان بن عفان".

وجعفر بن الزبير قال النسائي وغيره: متروك الحديث، واتهمه غير واحد بالوضع.

344 -

"ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، ورواته ثقات" (1)

يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه واختلف فيه على أبي إسحاق في رفعه ووقفه:

- فرواه غير واحد عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا (2)، منهم:

(1) 13/ 47 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم)

(2)

وساقه بعضهم بلفظ "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"

ص: 501

1 -

أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.

أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 41) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(ص 25) وفي " الرد على المريسي"(ص 103) وأبو يعلى (5063) وأبو نعيم في "لحلية"(4/ 210) والبغوي في "شرح السنة"(3451) والحافظ (1) في "الأمالي الحلبية"(ص 43)

2 -

قيس بن الربيع.

أخرجه الطيالسي (منحة 2/ 41) والطبراني في "الأوسط"(1406) والدارقطني في "العلل"(5/ 300) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 210) واللالكائي في "السنة"(655) وابن قدامة في "العلو"(ص 52)

3 -

أبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10277) وفي "مكارم الأخلاق"(46) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 210)

4 -

عمار بن رُزَيق الكوفي.

أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق78/أ) وابن المقرئ في "معجمه"(1236) والقضاعي (647)

5 -

زيد بن أبي أُنيسة الجزري.

أخرجه ابن عدي (7/ 2687)

- ورواه يحيى بن السكن (2) عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا كذلك.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1406) والدارقطني في "العلل"(5/ 300) واللالكائي في "السنة"(655) والخطيب في "التاريخ"(14/ 146) وابن قدامة في "العلو"(22) والذهبي في "التذكرة"(2/ 563)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شعبة إلا يحيى"

قلت: رواه عبد الملك بن إبراهيم الجُدّي عن شعبة واختلف عنه في رفعه ووقفه:

• فرواه علي بن الحسن الهلالي عن عبد الملك بن إبراهيم فرفعه.

أخرجه الحاكم (4/ 248)

(1) وقال: هذا حديث حسن رجاله رجال الصحيح"

(2)

ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال صالح جزرة: لا يسوى فلسا.

ص: 502

• ورواه أبو ثوبان مزداد بن جميل عن عبد الملك بن إبراهيم فأوقفه.

أخرجه اللالكائي (657) وابن قدامة (76)

- ورواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه واختلف عنه في رفعه ووقفه:

• فرواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش فرفعه.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(281) و "الأوسط"(3055) وأبو الشيخ في "الأقران"(64) والدارقطني في "العلل"(5/ 300) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 219) من طريق مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني ثنا موسى بن داود الضبي ثنا حفص بن غياث به.

قال الطبراني: لم يَروه عن الأعمش إلا حفص، ولا عن حفص إلا موسى بن داود، تفرد به الصاغاني"

قلت: وكلهم ثقات.

• ورواه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 528) وأحمد في "الزهد"(ص 199) عن أبي معاوية به.

- ورواه إسرائيل بن يونس والجراح بن مليح عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا.

أخرجه وكيع في "الزهد"(499) وهناد في "الزهد"(1323)

قال الدارقطني: الموقوف أصح" العلل 5/ 299

وقال الذهبي: والوقف أصح مع أنّ رواية أبي عبيدة عن والده فيها إرسال" العلو ص 20

قلت: الحديث إسناده ضعيف لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما قال أبو حاتم والترمذي والنسائي وغيرهم، فقول الحاكم: صحيح الإسناد. ليس بصحيح، وقول المنذري (1): إسناده حسن. ليس بحسن.

نعم للحديث شواهد كثيرة فيتقوى بها فانظر الحديث الذي بعده.

(1) الترغيب 3/ 201

ص: 503

345 -

"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"

قال الحافظ: وهو في حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود والترمذي والحاكم بلفظ: فذكره، وهذا الحديث قد اشتهر بالمسلسل بالأولية" (1)

حسن

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(270) وابن وهب في "الجامع"(146) والحميدي (591) وابن أبي شيبة (8/ 526) وأحمد (2/ 160) والحسين المروزي في: "البر والصلة"(128) عن سفيان بن عُيينة ثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني أبو قابوس مولى عبد الله بن عمرو أنّه سمع عبد الله بن عمرو رفعه "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. الرحم شُجْنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله"

وأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 64) عن الحميدي به.

وأخرجه أبو داود (4941) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 189) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب به.

وأخرجه أبو داود (4941) والترمذي (1924) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(69) وفي "الرد على المريسي"(ص 104) وابن أبي الدنيا في "العيال"(257) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 188 و 190 و 191) والطبراني في "الأوسط"(9009) والحاكم (4/ 159) والبيهقي في "الأسماء"(ص 533 - 534) وفي "الآداب"(38) وفي "الشعب"(10537) والخطيب في "التاريخ"(3/ 260) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 9) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2318) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(708) وابن المقرب في "الأربعين"(11) وابن قدامة في "العلو"(ص 45) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 21 - 23 و 37) والعراقي في "الأربعين العشارية"(ص 124 - 125) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 55 - 57) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين"(ص 15 - 16) وفي "الأمالي الحلبية"(ص 13 - 15 و 21 - 27) وشمس الدين الصالحي في "الأربعين في فضل الرحمة"(ص 13 - 15) من طرق (2) عن سفيان بن عيينة به.

(1) 13/ 47 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم)

(2)

رواه عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن الزهري عن سفيان فقال: عن عمرو بن أوس عن ابن عمرو.

أخرجه الرامهرمزي فى "المحدث الفاصل"(775)

والأول أصح.

ص: 504

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح"

وقال الذهبي: تفرد به سفيان" العلو ص 20

وقال العراقي والذهبي: هذا حديث صحيح"

وقال العسقلاني والمراغي: هذا حديث حسن"

وقال السخاوي بعد أنْ ذكر تصحيح الترمذي والحاكم: وكأّن ذلك باعتبار ما له من المتابعات والشواهد وإلا فأبو قابوس لم يَرو عنه سوى ابن دينار، ولم يوثقه سوى ابن حبان على قاعدته في توثيق من لم يجرح" المقاصد ص 48

قلت: أبو قابوس قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه عمرو بن دينار.

وقال في "الديوان": مجهول.

لكن للحديث شواهد كثيرة: عن ابن مسعود وعن جرير بن عبد الله وعن الأشعث بن قيس وعن معاوية بن حيدة وعن أسامة بن زيد وعن أبي هريرة وعن عائشة فيتقوى بها.

فأما حديث ابن مسعود فهو الحديث الذي قبله.

وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2502) عن معاذ بن المثنى ثنا مُسدد ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا: "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1631) عن الطبراني به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 187

وقال الذهبي: رواته ثقات" العلو ص 20

قلت: اختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه أبو وكيع الجراح بن مليح عنه عن أبي ظبيان عن جرير نحوه.

أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق"(45) وفي "الكبير"(2497)

• ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبيه عن جرير.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2489)

• ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه:

ص: 505

فرواه يحيى بن آدم الكوفي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه.

أخرجه أحمد (4/ 366) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2529) والطبراني في "الكبير"(2387)

ورواه أبو أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبيه عن جرير.

أخرجه أحمد (4/ 365)

وتابعه عبد الله بن رجاء الغداني عن إسرائيل به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2488)

وللحديث طريق أخرى يرويها الأعمش عن زيد بن وهب وأبي ظبيان عن جرير نحوه.

أخرجه البخاري (فتح 17/ 127) ومسلم (2319)

وأما حديث الأشعث بن قيس فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله".

وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه العقيلي (2/ 89) والخطيب في "التاريخ"(4/ 124) من طريق زكريا بن أبي عبيدة الناجي عن بَهْز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"

قال العقيلي: زكريا بن أبي عبيدة حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا بهذا الحديث.

وهذا الحديث يروى بغير هذا الإسناد بإسناده صالح"

ولما حديث أسامة بن زيد فأخرجه البخاري (فتح 3/ 399) ومسلم (923)

ولفظه "وإنما يرحم الله من عباده الرحماء".

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (فتح 13/ 23)

ولفظه "الرحم شجنة من الرحمن فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته"

وأما حديث عائشة فأخرجه البخاري (فتح 13/ 23)

ولفظه "الرحم شجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته"

ص: 506

346 -

حديث أبي سعيد "أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم" قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن خزيمة والدارقطني ورجاله ثقات، ولكن اختلف في رفعه ووقفه، وله شاهد من حديث أنس أخرجه الدارقطني ولفظه "أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أفطر هذان" ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم. رواته كلهم من رجال البخاري إلا أنْ في المتن ما ينكر؛ لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قتل قبل ذلك"(1)

يرويه أبو المتوكل علي بن داود الناجي واختلف عنه:

- فرواه حميد الطويل عن أبي المتوكل واختلف عنه:

• فقال مُعْتمر بن سليمان التيمي: سمعت حُميدا الطويل يحدث عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: رخص النبي صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم والحجامة للصائم.

أخرجه البزار (كشف 1019) والنسائي في "الكبرى"(3237) وابن خزيمة (1967 و 1968) والطبراني في "الأوسط"(2746) والدارقطني (2/ 183) وابن حزم في "المحلى"(6/ 302) والبيهقي (4/ 264) من طرق عن معتمر بن سليمان به.

قال البزار: لا نعلمه بهذا الإسناد إلا عن المعتمر"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا معتمر"

وقال الدارقطني: كلهم ثقات"

قلت: وهو كما قال، لكن حميد مدلس وقد عنعن.

وذكر الدارقطني في "العلل"(11/ 346) أنّ أبا شهاب عبد ربه بن نافع الحناط رواه عن حميد فنحا به نحو الرفع.

• ورواه غير واحد عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفا، منهم:

1 -

حماد بن سلمة عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنّه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا.

أخرجه البزار (كشف 1013) وابن خزيمة (1980)

(1) 5/ 81 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

ص: 507

2 -

بشر بن المفضل البصري قال: حدثنا حميد عن أبي المتوكل أنّه سأل أبا سعيد عن الحجامة للصائم فقال: لا بأس به، وعن القبلة للصائم فقال: لا بأس به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3238)

3 -

مُحَمَّدْ بن أبي عَدي البصري عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنّه كان لا يرى بالقبلة للصائم بأسا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3239)

4 -

إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري المدني عن حميد عن أبي المتوكل أنّه سأل أبا سعيد عن الصائم يحتجم فقال: لا بأس به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3240)

5 -

مُحَمَّدْ بن عبد الله بن المثنى الأنصاري عن حميد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: لا بأس بالحجامة للصائم.

أخرجه ابن خزيمة (1979)

6 -

أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ثنا حميد الطويل والضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنّه قال في الحجامة: إنما كانوا يكرهون - أو قال: يخافون - الضعف.

أخرجه ابن خزيمة (1970)

وأبو بحر قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان: منكر الحديث ممن يروي المقلوبات عن الأثبات ويأتي عن الثقات ما لا يشبه أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به.

- ورواه خالد الحَذّاء عن أبي المتوكل واختلف عنه:

• فقال إسحاق بن يوسف الأزرق: عن سفيان الثوري عن خالد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم.

أخرجه البزار (كشف 1012) والنسائي في "الكبرى"(3241) والطبراني في "الأوسط"(7793) والدارقطني (2/ 182) وفي "العلل"(11/ 347) وابن شاهين في "الناسخ"(404) وابن حرّم في "المحلى"(6/ 302) والبيهقي (4/ 264) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 319) من طرق عن إسحاق الأزرق به.

ص: 508

قال البزار: لا نعلم أحدا رفعه إلا إسحاق عن الثوري"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا إسحاق الأزرق"

وقال الدارقطني: كلهم ثقات"

قلت: وإسناده صحيح.

ورواه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن الثوري فنحا به نحو الرفع، قال: رُخِّص للصائم في الحجامة والقبلة.

أخرجه ابن خزيمة (1969) والدارقطني (2/ 182) وفي "العلل"(11/ 347) والبيهقي (4/ 264)

• ورواه ابن المبارك عن خالد موقوفا لكن اختلف عنه في إسناده:

فقال حبان بن موسى المروزي: أنبأ ابن المبارك عن خالد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: لا بأس بالحجامة للصائم.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3242)

وتابعه نعيم بن حماد عن ابن المبارك به.

أخرجه ابن خزيمة (1981)

وقال الحسن بن عيسى المَاسَرْجِسي: أنبأ ابن المبارك أنبأ خالد عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3243)

- ورواه قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفا، قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف.

وفي لفظ: لا بأس بالحجامة للصائم إذا لم يجد ضعفا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3244)

عن ابن المبارك

وابن خزيمة (1971) والبيهقي (4/ 264)

عن مُحَمَّدْ بن جعفر البصري

والطحاوي (2/ 100)

ص: 509

عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي

ثلاثتهم عن شعبة عن قتادة به.

وإسناده صحيح.

ورواه أسود بن عامر الشامي عن شعبة فنحا به نحو الرفع.

قاله الدارقطني في "العلل"(11/ 347)

وقال: والذين رفعوه ثقات وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة"

وأما حديث أنس فسيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أفطر هذان"

347 -

عن ابن عمر قال: لا يسلم في نخل قبل أنْ يطلع فإنّ رجلا أسلم في حديقة نخل قبل أن تطلع فلم تطلع ذلك العام شيئا فقال المشتري: هو لي حتى تطلع، وقال البائع: إنما بعتك هذه السنة، فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أردد عليه ما أخذت منه، ولا تُسْلِمُوا في نخل حتى يبدو صلاحه"

قال الحافظ: وقد روى أبو داود وابن ماجه من طريق النجراني عن ابن عمر قال: فذكره، وهذا الحديث فيه ضعف" (1)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 262) وعبد الرزاق (8/ 64) وابن أبي شيبة (10/ 180) وأحمد (2/ 51 و 59) وأبو داود (3467) وابن ماجه (2284) وابن عدي (7/ 2756) والبيهقي (6/ 24) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت رجلا من أهل نجران يقول: قلت لابن عمر. أُسْلِمُ في نخْل قبل أنْ يُطْلِعَ؟ قال: لا. قلت: لم؟ قال: إنّ رجلا أسلَمَ في حديقة نخل، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يُطْلِعَ النخل. فلم يُطلِعِ النخل شيئا، ذلك العام. فقال المشتري: هو لي حتى يُطْلِعِ. وقال البائع: إنما بعتك النخل هذه السنة. فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال للبائع "أخَذ من نخلك شيئا؟ " قال: لا. قال "فبم تستحل ماله؟ أردد عليه ما أخدت منه. ولا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه"

اللفظ لابن ماجه

وإسناده ضعيف. قال ابن معين وابن عدي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": النجراني مجهول.

(1) 5/ 339 (كتاب السلم - باب السلم في النخل)

ص: 510

وقال الدوري: سألت ابن معين عن حديث أبي إسحاق عن النجراني: من النجراني؟ قال؟ لا أدري" التاريخ 2/ 735

348 -

قال عطاء: أردف النبي صلى الله عليه وسلم أسامة، فلما جاء الشِعْب الدي يصلي فيه الخلفاء الآن المغرب نزل فاهراق الماء ثم توضأ.

قال الحافظ: وروى الفاكهي أيضا من طريق ابن جُريج قال: قال عطاء: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2812) عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان المخزومي ثنا عبد المجيد بن أبي رَوُّاد عن ابن جريج قال: قال عطاء: أردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة أسامة بن زيد حتى أتى جمعا، فلما جاء الشعب الذي يصلي فيه الخلفاء الآن المغرب، نزل فاهراق الماء، ثم توضأ. فلما رأى أسامة نزول النبي صلى الله عليه وسلم نزل، فلما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وفرغ قال لأسامة "لم نزلت؟ " وعاد أسامة فركب معه، ثم انطلق حتى جاء جمعا فصلى بها المغرب، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي في ذلك حتى دخل جمعا.

يخبر ذلك عنه أسامة بن زيد.

قلت: وعطاء لم يسمع من أسامة شيئا، قاله أبو حاتم (المراسيل ص 196) فالإسناد منقطع.

وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 196) من طريق مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن ابن جريج عن عطاء به.

349 -

حديث معاذ: أردفني النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما مسست شيئا قط ألين من جلده صلى الله عليه وسلم"

قال الحافظ: وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 59) عن أبي خليفة الفضل بن الحُبَاب ثنا حفص بن عمر الحَوْضِي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر فأردفني خلفه فما مسست شيئا ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا

(1) 4/ 267 (كتاب الحج - باب النزول بين عرفة وجمع)

(2)

7/ 387 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 511

وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا معاذ، هل سمعت منذ الليلة حسا؟ " قلت: لا، قال:"إنّه أتاني آت من ربي فبشرني أنّه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" قلت: يا رسول الله، أفلا أخرج إلى الناس فأبشرهم؟ قال:"دعهم فليستبقوا الصراط"

وأخرجه البزار (كشف 2479) عن مُحَمَّدْ بن مرزوق ثنا

(1) بن الوضاح عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ قال: كنت أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ادن مني" فدنوت منه، فما شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال: لا يُروى عن معاذ مرفوعا إلا بهذا الإسناد"

قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر.

350 -

عن عليّ بن الحسين أنّ التي خاطبتها بذلك منهنّ زينب بنت جحش وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم سألها "أرسلتك زينب؟ " قالت: زينب وغيرها، قال "أهي التي وليت ذلك؟ " قالت: نعم، فذهبت زينب حتى استأذنت فقال "ائذنوا لها" قالت: حسبك إذا برقت لك بنت ابن أبي قحافة ذراعيها.

قال الحافظ: وروى ابن سعد من مرسل علي بن الحسين: فذكره.

وقال: وفي مرسل علي بن الحسين: فوقعت بعائشة ونالت منها" (2)

ضعيف جدا

أخرجه ابن سعد (8/ 172) عن الواقدي ثنا مَعْمَر ومحمد عن الزهري عن علي بن حسين قال: أرسل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمنها أنْ تأتي رسول الله فتقول: إنّ أزواجك يسألنك العدل في بنت أبي قحافة. فمكثت فاطمة أياما لا تفعل ذلك حتى جاءتها زينب بنت جحش. قال: ولم يكن أحد يناصي عائشة إلا زينب بنت جحش، فكلمت فاطمة، فقالت فاطمة: أنا أفعل. قال: فدخلت على رسول الله فقالت: إنّ نساءك أرسلنني يسألنك العدل في بنت أبي قحافة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "زينب أرسلتك؟ " قالت فاطمة: زينب وغيرها، فقال:"أقسمت هي التي وليت ذلك؟ " قالت: نعم، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعت فاطمة إليهن فأخبرتهن، فقالت زينب: يا بنت رسول الله ما أغنيت

(1) بياض في المطبوع.

(2)

6/ 134 (كتاب الهبة - باب من أهدى إلى صاحبه)

ص: 512

عنا شيئا، فقال النساء لزينب: اذهبي أنت. قال: وذهبت زينب حتى استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله "هذه زينب فأذنوا لها" فقالت: حسبك إذا برقت لك بنت أبي قحافة ذراعيها، اعدل بيننا وبينها. ووقعت زينب بعائشة فنالت منها.

قال الزهري: فقلت لعلي بن الحسين: كن عائشة وزينب هما، قال: إنّ أم سلمة قد كان لها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل ومحبة.

وإسناده ضعيف جدا، الواقدي قال أبو زرعة: ترك الناس حديثه، وقال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا.

351 -

عن جابر قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى بني المصطلق فأتيته وهو يصلي على بعير.

قال الحافظ: روى أبو الزبير عن جابر: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (1/ 383)

352 -

عن الشريد الثقفي قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره فقال "ارفع ازارك" فقال: إني أحنف تصطك ركبتاي، قال:"ارفع إزارك فكل خلق الله حسن"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث الشريد الثقفي قال: فذكره، وأخرجه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة من طرق عن رجل من ثقيف لم يسم وفي آخره "ذاك أقبح مما بساقك"(2)

صحيح

أخرجه الحميدي (810) وأحمد (4/ 390) عن سفيان بن عُيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أو يعقوب بن عاصم - شك سفيان - عن الشريد بن سويد الثقفي قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجرّ إزاره فأسرع إليه أو هرول فقال "ارفع ازارك واتق الله" قال: إني أحنف تصطك ركبتاي، فقال "ارفع إزارك فإنّ كل خلق الله عز وجل حسن"

فما رؤي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلا أنصاف ساقيه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7240) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1239) عن مُحَمَّدْ بن عبد الله بن يزيد المقرى ثنا سفيان به.

(1) 8/ 433 (كتاب المغازي - باب غزوة بني المصطلق)

(2)

12/ 378 (كتاب اللباس - باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

ص: 513

هكذا رواه أحمد والحميدي وابن المقرئ عن سفيان على الشك.

ورواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه ولم يشك.

أخرجه أبو القاسم البغوي (238)

وتابعه أسد بن موسى المصري عن سفيان به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7241)

ولم ينفرد سفيان به بل تابعه زكريا بن إسحاق المكي ثنا إبراهيم بن ميسرة أنّه سمع عمرو بن الشريد يحدّث عن أبيه به.

أخرجه أحمد (4/ 390) عن رَؤح بن عبادة البصري ثنا زكريا بن إسحاق به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1708) عن أبي أمية مُحَمَّدْ بن إبراهيم الطَرَسوسي ثنا رَوْح بن عبادة به.

وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(101) من طريق مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني ثنا روح به.

وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

وأما حديث الثقفي الذي لم يسم فأخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2234) وابن أبي شيبة (1) في "مسنده"(984) والبيهقي في "الشعب"(5720 و 5721) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن عن أبي الحجاج عن (2) سعيد الثقفي عن رجل من قومه قال: مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يجرّ إزاره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ارفع ازارك فإن الله عز وجل لا يحب المسبلين" فقال: إنّ بساقي حموشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بإزارك أقبح مما بساقك"(3) السياق للبيهقي.

وإسناده ضعيف. سعيد الثقفي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه

(1) قال في روايته: عن أبي الحجاج بن سعيد الثقفي قال: مرّ رجل من قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجرّ إزاره

(2)

عند مسدد وابن أبي شيبة: بن، وكذا هو فى كتاب ابن أبي حاتم وكنى الحاكم أبي أحمد.

(3)

علقه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 461) عن إبراهيم بن طهمان عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي الحجاج عن سعيد الثقفي أنّ رجلا من قومه مرّ علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ارفع إزارك"

ص: 514

راويا إلا أبا الحجاج فهو مجهول، وأبو الحجاج ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا حصين بن عبد الرحمن فهو مجهول كذلك.

353 -

عن عبيد بن خالد قال: كنت أمشي وعليّ بُرْدٌ أجرّه فقال لي رجل "ارفع ثوبك فإنه أنقى وأبقى" فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنما هي بردة ملحاء، فقال "أمالك فيّ أسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي في "الشمائل" والنسائي من طريق أشعث بن أبي الشعثاء واسم أبيه سليم المحاربي عن عمته واسمها رُهْم بضم الراء وسكون الهاء وهي بنت الأسود بن حنظلة عن عمها واسمه عبيد بن خالد قال: فذكره، وسنده قبلها جيد" (1)

ضعيف

يرويه الأشعث بن أبي الشعثاء (2) واختلف عنه:

- فرواه شعبة عن الأشعث واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن شعبة عن الأشعث عن عمته عن عمها، منهم:

1 -

أبو داود الطيالسي في "مسنده"(منحة 1/ 352)

ومن طريقه أخرجه الترمذي في "الشمائل"(113) والمزي (19/ 203)

2 -

مُحَمَّدْ بن جعفر غُنْدَر.

أخرجه أحمد في "العلل"(2/ 317)

3 -

أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.

أخرجه ابن سعد (6/ 43 - 44) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/439)

4 -

حجاج بن مُحَمَّدْ المِصيصي.

أخرجه أحمد في "العلل"(2/ 317)

5 -

بَهز بن أسد العمي.

أخرجه أحمد في "العلل"(2/ 316 - 317) والنسائي في "الكبرى"(9683)

6 -

سليمان بن حرب البصري.

(1) 12/ 377 (كتاب اللباس - باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)

(2)

واسمه سليم كما جاء مصرحا به في بعض الروايات.

ص: 515

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 108)

7 -

سعيد بن عامر البصري.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 572) وأبو نعيم في "الصحابة"(7125 و 4787) والبيهقي في "الشعب"(5737) والخطيب في "الموضح"(1/ 446 - 447)

8 -

عمرو بن مرزوق البصري.

أخرجه الخطيب في "الجامع"(200) والبغوي في "شرح السنة"(3079)

• وقال خالد بن الحارث البصري: عن شعبة عن الأشعث قال: سمعت عمتي تحدث عن عمي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9682)

والأول أصح لأنّه رواية أكثر.

- ورواه سفيان الثوري عن الأشعث عن عمته عن عمها.

أخرجه أحمد (5/ 364) وفي "العلل"(2233)

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن الأشعث عن عمته عن عم أبيه عبيد بن خالد.

أخرجه أحمد في "العلل"(2/ 317) البخاري في "الكبير"(3/ 1/438 - 439) والنسائي في "الكبرى"(9684)

وتابعه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الكوفي عن الأشعث إلا أنّه سمى الصحابي عبيد بن خالد.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 439)

- ورواه أبو عوانة عن الأشعث عن عمته عن عم أبيه ولم يسمه.

ذكره المزي في "التحفة"(7/ 224)

- ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن الأشعث عن امرأة منهم عن عبيد بن خالد.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 439)

- ورواه عمار بن رُزَيق الكوفي عن الأشعث عن امرأة منهم عن عمها عَبيدة.

ص: 516

أخرجه البخاري في "الكبير"(23/ 83) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 108)

- ورواه سليمان بن قَرْم البصري عن الأشعث عن عمته رهم عن عبيدة بن خالد.

أخرجه أحمد (5/ 364) وفي "العلل"(2/ 317)

وإسناده ضعيف. رهم بنت الأسود بن حنظلة عمة الأشعث بن أبي الشعثاء قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.

354 -

" أرقاؤكم إخوانكم"

قال الحافظ: وروى البخاري في "الأدب المفرد" من طريق سلام بن عمرو عن رجل من الصحابة مرفوعا قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 58) والبخاري في "الأدب المفرد"(190) وأبو يعلى (920) وأبو نعيم في "الصحابة"(3430) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 421)

عن شعبة.

وأحمد (5/ 371)

عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي

كلاهما عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سلام بن عمرو اليشكري عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه "أرقاؤكم إخوانكم فأحسنوا إليهم، استعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبوا"

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 236

قلت: سلام بن عمرو ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما فلم يذكروا عنه راويا إلا جعفر بن أبي وحشية، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت حدّث عنه سوى أبي بشر بن أبي وحشية" فهو مجهول.

355 -

"اركبها بالمعروف إذا أُلجئت إليها، حتى تجد ظَهْراً"

قال الحافظ: رواه مسلم (1324) من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (2)

(1) 6/ 99 (كتاب العتق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العبيد إخوانكم)

(2)

4/ 285 (كتاب الحج - باب ركوب البدن)

ص: 517

356 -

حديث أبي ذر أنّه دخل المسجد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أركعت ركعتين" قال: لا، قال:"قم فاركعهما"

قال الحافظ: رواه ابن حبان في "صحيحه"(1)

ضعيف

وهو قطعة من حديث طويل من حديث أبي ذر وله عنه طرق:

الأول: يرويه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، جالس وحده، قال:"يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما" قال: فقمت، فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال:"خَيرُ موضوع، استكثِر أو استقِل" قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال:"إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله". قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال:"أحسنهم خلقا" قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أسلم؟ قال:"من سلم الناس من لسانه ويده" قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟ قال:"طول القنوت". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟ قال:"من هجر السيئات" قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟ قال:"فرض مجزئ، وعند الله أضعاف كثيرة". قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟ قال:"من عُقِر جواده، وأهريق دمه" قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟ قال:"جَهدُ المُقِلّ يُسَرُّ إلى فقير". قلت: يا رسول الله، فأي ما أنزل الله عليك أعظم؟ قال:"آية الكرسي" ثم قال: "يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلْقة ملقاة بأرضِ فلاة، وفضل العرش على الكرسي، كفضل الفلاة على الحلقة". قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال "مئة ألف وعشرون ألفا" قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال:"ثلاث مئة وثلاثة عشر جَمّاً غفيرا" قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال:"آدم". قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال:"نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قِبَلاً" ثم قال: "يا أبا ذر أربعة سُريانيون: آدم، وشِيثُ وأخنُوخُ. وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم". قلت: يا رسول الله، كم كتابا أنزله الله؟ قال: "مئة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة

(1) 2/ 84 (كتاب الصلاة - باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين)

ص: 518

والإنجيل والزبور والقرآن". قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟ قال: "كانت أمثالا كلها: أيها الملك المُسَلّط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لِتَرُدَّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات: ساعةٌ يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعِنا إلا لثلاث: تَزَوُّدِ لمعاد، أو مَرَمّةٍ لمعاش، أو لذةٍ في غير محرّم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظاً للسانه، ومن حَسَبَ كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه" قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال:"كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو يَنْصَب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل". قلت: يا رسول الله، أوصني. قال:"أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله". قلت: يا رسول الله، زدني، قال:"عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذُخرٌ لك في السماء". قلت: يا رسول الله، زدني: قال: "إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه". قلت: يا رسول الله، زدني، قال:"عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك". قلت: يا رسول الله، زدني، قال "عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي" قلت: يا رسول الله، زدني، قال:"أحب المساكين وجالسهم". قلت: يا رسول الله، زدني، قال:"انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تُزدَرى نعمة الله عندك". قلت: يا رسول الله، زدني، قال:"قل الحق وإن كان مرّا" قلت: يا رسول الله، زدني. قال:"لِيَرُدك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا نجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن نعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي". ثم ضرب بيده على صدري فقال: "يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق"

أخرجه ابن حبان (361) وفي "المجروحين"(3/ 130) والطبراني في "الكبير"(1651) وفي "المكارم"(1) والآجري في "الأربعين"(40) وأبو الشيخ في "العظمة"(259) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 18 و 166 - 168) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 21 - 22) والشجري في "أماليه"(1/ 73) والقضاعي (651 و 740 و 837) والبيهقي في "الأسماء"(ص 510 - 511) وفي "الشعب"(4325 و 7668) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 199) من طرق عن إبراهيم بن هشام به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا عن يحيى إلا ولده، وهم ثقات" الميزان 1/ 73

ص: 519

وقال المنذري: انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه" الترغيب 3/ 190

وقال الذهبي: انفرد به إبراهيم عن أبيه عن جده" الميزان 1/ 72

قلت: إبراهيم بن هشام كذبه أبو حاتم، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: صدق أبو حاتم ينبغي أنْ لا يحدّث عنه، وقال أبو الطاهر المقدسي: ضعيف، وقال الذهبي: أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب.

الثاني: يرويه عبد الله بن وهب عن الماضي بن مُحَمَّدْ عن علي بن سليمان عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر.

أخرجه الطبري في "تاريخه"(1/ 150 - 151 و 152 - 153 و170 - 171 و 312 - 313 و 451) وابن ماجه (4218) من طريقين عن ابن وهب به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الماضي بن مُحَمَّدْ المصري" مصباح الزجاجة 4/ 240

قلت: هو مختلف فيه روى عنه ابن وهب وحده وقال: ثقة، ووثقه مسلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال ابن يونس: كان يضعف، وقال ابن عدي: منكر الحديث وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.

وعلي بن سليمان قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

والقاسم بن مُحَمَّدْ أظنه الثقفي فقد أخرج ابن مردويه في: "تفسيره"(البداية والنهاية 1/ 13) هذا الحديث من طريق مُحَمَّدْ بن أبي السري العسقلاني أنبأ مُحَمَّدْ بن عبد الله التميمي عن القاسم بن مُحَمَّدْ الثقفي عن أبي ادريس عن أبي ذر.

وابن أبي السري مختلف فيه، ومحمد بن عبد الله التميمي أظنه العمي البصري المترجم في كتاب ابن أبي حاتم (3/ 2/ 310)، والقاسم بن مُحَمَّدْ مجهول كما في "التقريب".

وللحديث طريق ثالثة عن أبي ادريس، أخرجها مُحَمَّدْ بن عثمان في "العرش"(58) عن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا أحمد بن علي الأسدي عن المختار بن غسان العبدي عن إسماعيل بن سلم عن أبي ادريس عن أبي ذر.

وإسناده ضعيف، أحمد بن علي لم أر من ترجمه، والمختار بن غسان قال الذهبي

ص: 520

في "المجرد": فيه شيء، وإسماعيل بن سلم ما عرفته، وأظنه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف الحديث كما قال أبو زرعة وغيره.

الثالث: يرويه يحيى بن سعيد العبشمي الكوفي السعدي ثنا ابن جُريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر.

أخرجه الحاكم (2/ 597) والعقيلي (4/ 404) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 129) وابن عدي (7/ 2699) وأبو الشيخ في "العظمة"(206) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 168 - 169) والبيهقي (9/ 4) وفي "الأسماء"(ص 510) وعفيف الدين المقرئ في الأربعين" (ص 38) والشجري في "أماليه" (1/ 204 - 205) من طرق عن يحيى بن سعيد به.

قال العقيلي: يحيى بن سعيد لا يتابع على حديثه وليس بمشهور بالنقل"

وقال ابن عدي: هذا حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر، وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني والقاسم بن مُحَمَّدْ عن أبي ذر والثالث حديث ابن جريج وهذا أنكر الروايات"

وقال ابن حبان: يحيى بن سعيد يروي عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، وليس هذا من حديث ابن جريج ولا عطاء ولا عبيد بن عمير"

وقال أبو نعيم والبيهقي: تفرد به يحيى بن سعيد العبشمي عن ابن جريج"

وقال المنذري: يحيى بن سعيد فيه كلام، والحديث منكر من هذه الطريق، وحديث إبراهيم بن هشام هو المشهور" الترغيب 3/ 190

وقال الذهبي: قلت: السعدي ليس بثقة" تلخيص المستدرك

الرابع: يرويه المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخَشْخَاش عن أبي ذر.

أخرجه الطيالسي (ص 65) عن المسعودي به.

ومن طريقه أخرجه البزار (4034) والبيهقي في "الشعب"(3298)

وأخرجه ابن سعد (1/ 32) وابن أبي شيبة (1)(المطالب 3459/ 2) وأحمد (5/ 178 و 179) وهناد في "الزهد"(1065) والبزار (4034) والنسائي (8/ 242) وفي "الكبرى"(7944) من طرق عن المسعودي به.

(1) وسقط من إسناده: عن أبي عمرو الشامي.

ص: 521

قال البزار: وهذا الكلام لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن أبي ذر، وعبيد بن الخشخاش لا نعلم روى عن أبي ذر إلا هذا الحديث"

وقال الهيثمي: وفيه أبو عمرو الدمشقي وهو متروك" المجمع 3/ 116

قلت: وعبيد بن الخشخاش ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: متروك، وقال البخاري: لم يذكر سماعا من أبي ذر، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": لين.

الخامس: يرويه هشام بن سليمان بن عكرمة المكي ثنا أبو رافع عن يزيد بن رُوْمَان عمن أخبره عن أبي ذر.

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 3059 و 3457) عن هشام بن سليمان به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وأبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع ضعيف. قاله أحمد وابن معين وغيرهما.

السادس: يرويه جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر.

أخرجه الطبري في "تاريخه"(1/ 151) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة ثني مُحَمَّدْ بن إسحاق عن جعفر بن الزبير به.

وجعفر بن الزبير متروك الحديث، قاله النسائي والفلاس وأبو حاتم وغيرهم.

وخالفه علي بن يزيد الألهاني فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة. جعله من مسند أبي أمامة.

أخرجه أحمد (5/ 265 - 266) والطبراني في "الكبير"(7871)

وعلي بن يزيد ضعيف"

السابع: يرويه معبد بن هلال العنزي ثني رجل في مسجد دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 219 و 661 و 976 و 3339 و 3433 و3458) والحسين المروزي في "البر والصلة"(297) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 53 و 223) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(192) وأبو يعلى (المطالب 662/ 2)

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

الثامن: يرويه حميد بن هلال عن بدر بن مالك الأشجعي عن أبي ذر.

ص: 522

أخرجه أبو الشيخ في "حديثه"(20) عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى الأصبهاني ثنا مسلم بن خالد عن مطرف البصري عن حميد بن هلال به.

وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزَّنْجي.

التاسع: يرويه أبو عبد الملك مُحَمَّدْ بن أيوب عن ابن عائذ عن أبي ذر.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1979) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك به.

وإسناده ضعيف لضعف بكر بن سهل، وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وأبو عبد الملك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن عائذ ثقتان لكن قال العلائي في "جامع التحصيل": روى عبد الرحمن بن عائذ عن أبي ذر والظاهر أنّه مرسل.

العاشر: يرويه إسماعيل بن عياش عن أشعث بن عبد الله التميمي عن عبد العزيز بن عمر أو عمران - الشك من ابن عياش - عن أبي ذر.

أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(252)

وإسناده ضعيف، أشعث ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل بن عياش، فهو مجهول، وعبد العزيز عن أبي ذر مرسل.

الحادي عشر: يرويه الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث الأعور عن أبي ذر.

أخرجه نصر السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 462 - 464)

وإسناده ضعيف لضعف الحجاج والحارث.

357 -

"ارموا واتقوا الوجه"

قال الحافظ: وقد وقع في حديث أبي بكرة وغيره عند أبي داود وغيره في قصة التي زنت فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها وقال: فذكره" (1)

ضعيف

(1) 6/ 109 (كتاب العتق - باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه)

ص: 523

أخرجه أحمد (5/ 36 و 43) وأبو داود (4443 و 4444) والنسائي في "الكبرى"(7196 و 7209 و 7210) والبيهقي (8/ 221) والمزي في "تهذيب الكمال"(9/ 364) من طرق عن زكريا بن سليم أبي عمران البصري قال: سمعت رجلا يحدث عمرو بن عثمان وأنا شاهد أنّه سمع عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث أن أبا بكرة حدّثهم أنّه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته واقفا إذ جاءوا بامرأة حبلى فقالت: إنها زنت أو بغت فارجمها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "استتري بستر الله عز وجل" فرجعت ثم جاءت الثانية والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته فقالت ارجمها يا نبي الله فقال:"استتري بستر الله تبارك وتعالى" فرجعت ثم جاءت الثالثة وهو واقف حتى أخذت بلجام بغلته فقالت: أنشدك الله إلا رجمتها، فقال:"اذهبي حتى تلدي" فانطلقت فولدت غلاما ثم جاءت فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لها:"اذهبي فتطهري من الدم" فانطلقت ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنها قد تطهرت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم نسوة فأمرهن أن يستبرئن المرأة، فجئن وشهدن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بطهرها، فأمر لها بحفرة إلى ثَنْدُوتها، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم حصاة مثل الحمصة فرماها، ثم مال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للمسلمين:"ارموها وإياكم ووجهها" فلما طفئت أمر بإخراجها فصلى عليها ثم قال "لو قسم أجرها بين أهل الحجاز وسعهم".

هذا لفظ أحمد، ولفظ أبي داود "ارموا واتقوا الوجه"

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

358 -

حديث أبي بصرة الغفاري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجرت قبل أن أسلم فحلب لي شويهة كان يحلبها لأهله فشربتها، فلما أصبحت أسلمت حلب لي فشربت منها فرويت فقال "أرويت؟ " قلت: قد رويت ما لا رويت قبل اليوم.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

أخرجه أحمد (6/ 397)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني

والطحاوي في "المشكل"(2024)

عن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي

كلاهما عن ابن لَهيعة عن أبي هُبيرة عبد الله بن هُبيرة عن أبي تميم الجَيْشَاني عن أبي

(1) 11/ 468 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في مِعى واحد)

ص: 524

بصرة الغفاري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجرت وذلك قبل أنْ أسلم فحلب لي شويهة كان يحتلبها لأهله فشربتها، فلما أصبحت أسلمت، وقال عيال النبي صلى الله عليه وسلم: نبيت الليلة كما بتنا البارحة جياعا، فحلب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فشربتها ورويت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرويت؟ " فقلت: يا رسول الله قد رويت، ما شبعت ولا رويت قبل اليوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم" "إنّ الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في مِعىّ واحد".

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 31

قلت: ابن لهيعة روى له مسلم مقرونا بعمرو بن الحارث كما في "التهذيب" وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.

ولقوله "إنّ الكافر يأكل

" الحديث، شاهد عن ابن عمر وعن أبي هريرة أخرجهما البخاري (فتح 11/ 466 - 468)

359 -

"أُريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّتين"

قال الحافظ: ووقع عند البيهقي من حديث صهيب رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7296) والحاكم (3/ 400) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 522 - 523) من طريق زيد بن الحريش الأهوازي ثنا يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري ثنا حصين بن حذيفة بن صيفي بن صهيب ثني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب مرفوعا "أُريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّة، فإما أنْ تكون هجر أو تكون يثرب"

قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر، وكنت قد هممت بالخروج معه، وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد، فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه، ولم كن شاكيا، فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعدما سرت يريدون ردي، فقلت لهم: هل لكم أنْ أعطيكم أواقا من ذهب وسيرا لي بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون لي، ففعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب فإنّ تحتها الأواق، واذهبوا إلى فلانة بأية كذا وكذا فخذوا الحليتين، وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء قبل أنْ يتحول منها، فلما رآني قال "يا أبا يحيى ربح البيع" ثلاثا، فقلت: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل.

(1) 8/ 227 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 525

وأخرجه البزار (2085) عن مُحَمَّدْ بن معمر القيسي ثنا يعقوب بن مُحَمَّدْ ثني حصين بن حذيفة ثني أبي عن سعيد بن المسيب عن صهيب مختصرا.

وقال: وهذا الحديث لا نعلم له طريقا عن صهيب إلا هذا الطريق"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 6/ 60

قلت: إسناده ضعيف، يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري وثقه ابن حبان والحاكم، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، واهي الحديث، وقال صالح جزرة: حديثه يشبه حديث الواقدي، وقال أحمد: ليس بشيء ليس يسوى شيئا، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابع عليها، وقال العقيلي: في حديثه وهم كثير، وقال الذهبي: ما هو بحجة.

وحصين بن حذيفة قال أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبوه لم أقف له على ترجمة، وعمومته لا يعرفون.

360 -

"أُريت دار هجرتكم سبخة ذات نخل"

سكت عليه الحافظ (1).

هو قطعة من حديث طويل أخرجه البخاري في كتاب الكفاله من صحيحه (فتح 5/ 382) من حديث عائشة

وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أُريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرّتان".

361 -

"أُريت ليلة القدر ثم نسيتها"

قال الحافظ: رواه مسلم (1168) عن عبد الله بن أنيس مرفوعا" (2)

362 -

"إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين، وليس عليه حرج فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث عبد الله بن مغفل رفعه: فذكره" (3)

(1) 1/ 464 (كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم)

(2)

5/ 168 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(3)

12/ 370 (كتاب اللباس - باب ما أسفل من الكعبين فهو فى النار)

ص: 526

يرويه الحسن بن بشر بن سَلم الكوفي واختلف عنه:

- فقال مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني: ثنا الحسن بن بشر ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن القاسم بن الربيع عن عبد الله بن مغفل به مرفوعا.

أخرجه الروياني (896)

- ورواه علي بن سهل بن المغيرة البزار عن الحسن بن بشر فجعله عن عبد الله بن مسعود.

أخرجه ابن الأعرابي (ق221/ أ)

وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك، والحسن بن بشر مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، والقاسم بن الربيع ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا قتادة فهو مجهول.

ولم ينفرد الحكم بن عبد الملك به بل تابعه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن مغفل به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2704)

وسعيد بن بشير ضعفه الجمهور.

وله شاهد من حديث أبي سعبد أخرجه مالك (2/ 914 - 915) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه أنّه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار؟ فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ازرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطراً"

ومن طريق مالك أخرجه أبو عوانة (5/ 483) وابن حبان (5447) والبيهقي (2/ 244) وفي "الشعب"(5726) والبغوي في "شرح السنة"(3080)

وإسناده حسن، ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن العلاء به، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (737) وأحمد (3/ 6) وابن ماجه (3573) والنسائي في "الكبرى"(9715) وأبو يعلى (980) وأبو عوانة (5/ 483) وابن حبان (5446) والدارقطني في "العلل"(11/ 277) والبيهقي (2/ 244) وفي "الشعب"(5726) وفي "الآداب"(753)

ص: 527

2 -

شعبة (1).

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(120) والطيالسي (ص 295) وأحمد (3/ 5 و 44 و 97) وأبو داود (4093) وأبو عوانة (5/ 483) وابن بشران (315 و 1306) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 229)

3 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9717) وابن حبان (5450) والبيهقي (2/ 244) والخطيب في "المتفق والمفترق"(527)

4 -

مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 391) وأحمد (3/ 30 - 31 و 52)

5 -

إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9714)

6 -

يزيد بن أبي حبيب المصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9716) وابن بشران (1126)

7 -

وَرْقَاء بن عمر اليشكري.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5200) وابن المقرئ في "المعجم"(361) من طريق علي بن الجعد الجوهري أنا ورقاء بن عمر به.

اوقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ورقاء إلا علي بن الجعد"

قلت: تابعه عبد الصمد بن النعمان البزاز النسائي ثني ورقاء به، إلا أنّه قال: عن أبي هريرة وأبي سعيد.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(360)

(1) رواه إبراهيم بن طهمان والطيالسي ومحمد بن أبي عدي البصري ومحمد بن جعفر غندر وعفان بن مسلم القصار وعمرو بن مرزوق الباهلي وحفص بن عمر الحوضي ويشر بن عمر الزهراني وأبو زيد سعيد بن الربيع الهروى عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي سعيد.

وخالفهم سعيد بن عامر فرواه عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة.

ذكره الدارقطني في "العلل"(11/ 69) وذكر أيضا أنّ أبا زيد الهروي رواه كذلك (11/ 277) قال: والصواب الأول"

ص: 528

8 -

ابن جُريج.

قاله الدارقطني في "العلل"(11/ 69)

9 -

مُحَمَّدْ بن عجلان المدني.

قاله الدارقطني أيضا (11/ 277)

10 -

عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدِي.

قاله ابن عدي (الكامل 5/ 1860)

واختلف فيه على العلاء:

- فرواه زيد بن أبي أنيسة عن العلاء عن نعيم المُجْمر عن ابن عمر.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9718) والطبراني في "الكبير"(13292) وفي "الأوسط"(414 و 1191) وابن عدي (5/ 1860)

وقال: وهذه الرواية خطأ"

- ورواه فُلَيح بن سليمان الخزاعي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9713)

وقال: وهذا الحديث خطأ، وفليح ليس بالقوي"

وقال ابن عدي: وهذه الرواية خطأ، والصحيح عن العلاء ما رواه شعبة والدراوردي وغيرهما عن العلاء عن أبيه عن أبي سعيد" الكامل 5/ 1860

واختلف فيه على عبد الرحمن بن يعقوب، فرواه مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة عن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 504) والنسائي في "الكبرى"(9712) وأبو عوانة (5/ 484)

قال المزي: قال الذهلي: كلا الحديثين محفوظين" تحفة الأشراف 10/ 239

يعني حديث أبي سعيد وحديث أبي هريرة من رواية عبد الرحمن بن يعقوب عنهما.

363 -

"ازهد فيما في أيدي الناس"

سكت عليه الحافظ (1).

(1) 1/ 137 (كتاب الإيمان - باب فضل من استبرأ لدينه)

ص: 529

روي من حديث سهل بن سعد ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبى هريرة فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب المواعظ" كما في "جامع العلوم"(2/ 176) وابن ماجه (4102) والعقيلي (2/ 11) وابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 120) والطبراني في "الكبير"(5972) وابن عدي (3/ 902) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 70) والحاكم (4/ 313) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 252 - 253 و7/ 136) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 244 - 245) والخليلي في "الإرشاد"(ق 69/أ) والقضاعي (643) والبيهقي في "الشعب"(10043) وابن الجوزي في "العلل"(1352) والروياني في "مسنده" وابن سمعون في "الأمالي" كما في "الصحيحة"(2/ 661) من طريق خالد بن عمرو القرشي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".

قال البيهقي: خالد بن عمرو هذا ضعيف"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

ورده الذهبي فقال: قلت: خالد وضاع"

وقال السخاوي: وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد، وليس كذلك فخالد مجمع على تركه بل نسب إلى الوضع لكن قد رواه غيره عن الثوري" المقاصد ص 52

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث أبي حازم لم يروه عنه متصلا مرفوعا إلا سفيان الثوري"

وقال أيضا: غريب من حديث الثوري عن أبي حازم مرفوعا، تفرد به الثوري عن أبي حازم"

وقال العقيلي: ليس له من حديث الثوري أصل"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. ثم ذكر كلام النقاد في خالد بن عمرو" مصباح الزجاجة 4/ 210

وخالف في ذلك النووي فقال: حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة" الأربعون النووية حديث 31

وتعقبه ابن رجب الحنبلي فقال: وفي ذلك نظر فإنّ خالد بن عمرو القرشي الأموي

ص: 530

قال فيه أحمد: منكر الحديث، وقال مرة: ليس بثقة يروي أحاديث بواطيل، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال مرة: كان كذابا يكذب، حدّث عن شعبة أحاديث موضوعة" جامع العلوم 2/ 174 - 175

وحكى السخاوي في "المقاصد" عن العراقي أنّه حَسّنَ الحديث (1).

وقال في تخريج أحاديث "الإحياء"(4/ 215): سنده ضعيف"

وقال المنذري: وقد حسّن بعض مشايخنا إسناده وفيه بُعد لأنه من رواية خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل. وخالد هذا قد تُرك واتهم ولم أر من وثقه لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة ولا يمنع كون راويه ضعيفا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله" الترغيب 4/ 157

قلت: لم ينفرد خالد بن عمرو به بل تابعه غير واحد عن سفيان الثوري به، منهم:

1 -

مُحَمَّدْ بن كثير الصنعاني.

أخرجه ابن عدي (3/ 902) والخليلي في "الإرشاد"(ق 69/ أ) والخلعي في "فوائده" كما في "الصحيحة"(2/ 662) والبغوي في "شرح السنة"(4037) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1499) والبيهقي في "الشعب"(10044)

وقال ابن عدي: ولا أدري ما أقول في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث فإنّ ابن كثير ثقة وهذا الحديث عن الثوري منكر"

وقال العقيلي: لعل مُحَمَّدْ بن كثير أخذه عن خالد بن عمرو ودلسه لأنّ المشهور به خالد هذا"

وسأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث مُحَمَّدْ بن كثير فقال: هذا أيضا حديث باطل. يعني بهذا الإسناد" العلل 2/ 107

قلت: مُحَمَّدْ بن كثير مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

2 -

أبو قتادة الحرّاني الحِمّاني.

أخرجه مُحَمَّدْ بن عبد الواحد المقدسي في "المنتقى من حديث أبي علي الأوقي" كما في "الصحيحة"(2/ 662) والبيهقي في "الشعب"(10045)

(1) ذكر محقق "العلل المتناهية" أنّه حسنه فى "أماليه".

ص: 531

وأبو قتادة واسمه عبد الله بن واقد ذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي وأبو نعيم وأبو زرعة والدارقطني في "الضعفاء"

3 -

مِهران بن أبي عمر الرازي (1).

وهو مختلف فيه وقال ابن معين: كان عنده غلط كثير في حديث سفيان.

وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها.

4 -

علي بن مُسْهِر القرشي.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 252 - 253) عن أبي بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر به.

والطلحي واسمه عبد الله بن يحيى بن معاوية لم أقف له على ترجمة، والقتات ذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (بلغة القاصي)، والباقون ثقات.

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 41) من طريق أبي أحمد إبراهيم بن مُحَمَّدْ بن أحمد الهمداني ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المستملي ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا الحسن بن الربيع ثنا المفضل بن يونس ثنا إبراهيم بن أدهم عن منصور عن مجاهد عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل وأحبني الناس عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ازهد في الدنيا يحبك الله، وأما الناس فانبذ إليهم هذا يحبوك"

وقال: ذكر أنس في هذا الحديث وهم من عمر أو أبي أحمد فقد رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا فيه مجاهدا"

وقال السخاوي: ورجاله ثقات لكن في سماع مجاهد من أنس نظر، وقد رواه الأثبات فلم يجاوزوا به مجاهدا" المقاصد ص 52.

قلت: اختلف فيه على الحسن بن الربيع، فرواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عنه ثنا المفضل بن يونس عن إبراهيم بن أدهم عن منصور بن المعتمر عن مجاهد مرسلا.

أخرجه ابن منده في "مسند إبراهيم بن أدهم"(17) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 41 - 42)

واختلف فيه على إبراهيم بن أدهم:

(1) جامع العلوم والحكم 2/ 175

ص: 532

• فقيل: عنه عن منصور عن ربعي بن حراش عن الربيع بن خثيم قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل

وذكر الحديث.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 53) من طريق خلف بن تميم الكوفي عن إبراهيم به.

• وقيل: عنه عن أرطأة بن المنذر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث.

أخرجه أبو نعيم في "لحلية"(8/ 52 - 53) من طريق ابن كثير عن إبراهيم به.

• وقيل: عنه عن منصور عن ربعي بن حراش قال: فذكر الحديث.

أخرجه أبو سليمان بن زبر الدمشقي في "مسند إبراهيم بن أدهم" كما في "جامع العلوم"(2/ 176)

• وقيل: عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي الدنيا في: "ذم الدنيا"(ق 14/ ب)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" كما في: "الصحيحة"(2/ 663) من طريق مُحَمَّدْ بن أحمد بن العلس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس ثنا مالك عن نافع عنه به.

قال الألباني: وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين غير ابن العلس هذا فلم أعرفه"

364 -

"أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"

قال الحافظ: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود الذي أخرجه أحمد وصححه ابن حبان: فذكره" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 253) وفي "مسنده"(329) وأحمد (1/ 391 و 452) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(52) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1057) وأبو يعلى (5297) والدينوري في "المجالسة"(1803) والهيثم بن كليب (282) وابن حبان (972) والطبراني في "الكبير"(10352) وفي "الدعاء"(1035) والحاكم (1/ 509) والبيهقي في "الدعوات"(164) وفي "الأسماء"(ص 17) وفي "القضاء والقدر"(359) والشجري في "الأمالي"(1/ 229) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(135) والضياء

(1) 13/ 478 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

ص: 533

المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(11) من طرق عن فضيل بن مرزوق الكوفي ثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعا "ما قال عبد قط إذا أصابه هَمٌّ أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فِيَّ حكمك، عدل فِيَّ قضاوك، اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري (1)، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا" قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات، قال:"أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إنْ سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه فإنه مختلف في سماعه عن أبيه"

وقال الذهبي: قلت: وأبو سلمة لا يُدرى من هو، ولا رواية له في الكتب الستة"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أبي سلمة، وقد وثقه ابن حبان" المجمع 10/ 136

قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وثقه ابن معين وغيره، لكن اختلف في سماعه من أبيه، فقال أبو حاتم وغيره: سمع من أبيه، وقال النسائي وغيره: لم يسمع من أبيه، واختلف قول ابن معين في ذلك.

وحكى العجلي في "الثقات" أنّه سمع من أبيه حديثا واحدا.

وقال ابن المديني: سمع منه حديثين.

وأما أبو سلمة الجهني فترجمه البخاري في "الكنى" وابن حبان في "الثقات" وابن عبد البر في "الاستغناء" وأبو زرعة في "ذيل الكاشف" وغيرهم وذكروا روايته عن القاسم بن عبد الرحمن، ورواية فضيل بن مرزوق عنه.

وقال الذهبي في "الميزان" و "المغني" والحسيني في "الإكمال": لا يُدرى من هو.

وقال الحسيني أيضا: مجهول" تعجيل المنفعة

وقال الحافظ في "اللسان": وقرأت بخط ابن عبد الهادي: يحتمل أنْ يكون هو خالد بن سلمة. وفيه نظر لأنّ خالد بن سلمة مخزومي وهذا جهني، والحق أنّه مجهول

(1) وفي لفظ "بصري"

ص: 534

الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات" ويحتج به في الصحيح إذا كان ما رواه ليس بمنكر"

وقال العباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أبو سلمة الجهني أراه موسى الجهني" كنى الدولابي 1/ 191

وكذا قال الشيخ أحمد شاكر (المسند 5/ 267) والألباني (الصحيحة حديث رقم 198)

وهو كما قالوا، وهو موسى بن عبد الله ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني أبو سلمة ويقال: أبو عبد الله الكوفي.

قال أحمد وجماعة: ثقة.

وقد احتج به مسلم لكن لا بروايته عن القاسم بن عبد الرحمن، وإنما عن مصعب بن سعد ونافع مولى ابن عمر.

- ورواه عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث الواسطي عن القاسم بن عبد الرحمن واختلف عنه:

• فرواه مُحَمَّدْ بن صالح الثقفي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود.

أخرجه البزار (1994)

• ورواه ابن فضيل في "الدعاء"(6) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن ابن مسعود.

وتابعه عبد الواحد بن زياد البصري عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

أخرجه ابن السني (340) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا عبد الواحد بن زياد به.

• ورواه مُحَمَّدْ بن المنهال التميمي الضرير عن عبد الواحد بن زياد واختلف عنه:

فرواه أبو بكر مُحَمَّدْ بن عبد السلام البصري عن محمد بن المنهال عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 17 - 18)

ورواه أبو يعلى وسلمان بن الحسن عن مُحَمَّدْ بن المنهال عن عبد الواحد بن زياد فلم يذكرا عن أبيه.

ص: 535

أخرجه ابن السني (340)

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق.

وللحديث شاهد عن أبي موسى الأشعري مرفوعا "من أصابه هَمٌّ أو حزن فليدع بهذه الكلمات، يقول: "اللهم أنا عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضِ فِيَّ حكمك، عدل فِيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أنْ تجعل القرآن العظيم نور صدري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي".

فقال الرجل من القوم: يا رسول الله، إن المغبون من غبن هؤلاء الكلمات، فقال:"أجل، قولوهنّ وعلموهنّ، فإنه من قالهنّ التماس ما فيهنّ أذهب الله حزنه وأطال فرحه"

أخرجه ابن السني (339) عن أبي عروبة الحسين بن مُحَمَّدْ الحرّاني ثنا عمرو بن هشام ثنا مخلد بن يزيد عن جعفر بن بُرقان عن فياض عن عبد الله بن زبيد عن أبي موسى به.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه" المجمع 10/ 137

قلت: عبد الله بن زبيد هو ابن الحارث اليامي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وما أظنه سمع من أبي موسى.

والباقون كلهم ثقات، فياض هو ابن غزوان الضبي، ومخلد بن يزيد هو الحرّاني، وعمرو بن هشام هو الحرّاني.

365 -

"أسألك غناي وغنى هؤلاء"

سكت عليه الحافظ (1).

يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان الأنصاري واختلف عنه

- فقال الليث بن سعد: عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن لؤلؤة عن أبي صِرْمَة مرفوعا "اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي"

أخرجه أحمد (3/ 453) والبخاري في "الأدب المفرد"(662) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1966) والطبراني في "الكبير"(22/ 329 - 330) والمزي (3/ 299)

(1) 14/ 51 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

ص: 536

وتابعه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2170) والدولابي في "الكنى"(1/ 40) وأبو نعيم في "الصحابة"(6863)

ورواته ثقات غير لؤلؤة وقد ذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان".

- وقال زهير بن معاوية الجُعفي: ثني يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن مولى لهم عن أبي صرمة.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ص 231)

- وقال يحيى القطان: عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن عمه واسع مرفوعا.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 141)

- ورواه يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد واختلف عنه:

• فقال أبو عبيد (1/ 141): حدثني يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى عن عمه واسع.

• وقال ابن أبي شيبة (10/ 208) وأحمد (3/ 453): ثنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أن مُحَمَّدْ بن يحيى أخبره أن عمه أبا صرمة كان يحدث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم -كان يقول: فذكره.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 55) من طريق مُحَمَّدْ بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأبو صرمة اختلف في اسمه، فقيل: مالك بن قيس، وقيل: لبابة بن قيس، وقيل: قيس بن مالك، وقيل: مالك بن أسعد، وهو مشهور بكنيته (الاستيعاب 12/ 3)

- ورواه سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن حبان مرسلا.

أخرجه وكيع في "الزهد"(322)

والأول قال أبو حاتم: هو الصحيح" العلل 2/ 202

366 -

عن أبي مسعود الأنصاري قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة فقال له أبو أمامة يعني أسعد بن زُرَارة: سل يا مُحَمَّدْ لربك ولنفسك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب. قال: "أسألكم لربي

ص: 537

أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسالكم لنفسي ولأصحابي أن تُؤوونا وتَنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم" قالوا: فما لنا؟ قال: "الجنة" قالوا: ذلك لك.

قال الحافظ: وروى البيهقي بإسناد قوي عن الشعبي ووصله الطبراني من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: فذكره، وأخرجه أحمد من الوجهين جميعا" (1)

مرسل

أخرجه أحمد (4/ 119 - 120) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 450 - 451 و 451)

عن زكريا بن أبي زائدة

وابن أبي شيبة (14/ 598 - 599)

عن إسماعيل بن أبي خالد

كلاهما عن عامر الشعبي قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة فقال: "ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة فإنّ عليكم من المشركين عينا وانْ يعلموا بكم يفضحوكم" فقال قائلهم وهو أبو أمامة: سل يا مُحَمَّدْ لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز وجل وعليكم إذا فعلنا ذلك. قال: فقال: "أسألكم لربي عز وجل أن تعبدوه ولا تشركوابه شيئا، وأسالكم لنفسي ولأصحابي أنْ تؤورنا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "لكم الجنة" قالوا: فلك ذلك.

قال الهيثمي: رواه أحمد هكذا مرسلا ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 48

قلت: اختلف فيه على الشعبي، فرواه مُجالد بن سعيد عنه عن أبي مسعود الأنصاري.

أخرجه أحمد (4/ 120) وابن أبي شيبة (14/ 598) وعبد بن حميد في "المنتخب"(238) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1818) والطبراني في "الكبير"(17/ 256) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 451)

قال البوصيري: مداره على مجالد بن سعيد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 67

(1) 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة)

ص: 538

وقال الهيثمي: وفيه مجالد بن سعيد وحديثه حسن وفيه ضعف" المجمع 6/ 47 - 48

قلت: مجالد. ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن، وذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة وابن حبان والعقيلي والدارقطني في "الضعفاء"، وقال أحمد: ليس بشيء يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس.

وقال ابن أبي خيثمة: قلت لابن معين: كان يحيى بن سعيد يقول: لو أردت أنْ يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه. قال: نعم. قلت: ولِمَ يرفع حديثه؟ قال: لضعفه.

وللحديث شاهد عن جابر، وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه أبو الزبير عن جابر قال: حملني خالي جِدُّ بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة من قبل الأنصار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب فقال:"يا عم خذ على أخوالك" فقال له السبعون: يا مُحَمَّدْ سل لربك ولنفسك ما شئت، فقال:"أما الذي أسألكم لربي فتعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "الجنة".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1757) و"الصغير"(2/ 110) و"الأوسط"(7964) عن موسى بن هارون بن عبد الله الحمال ثنا مُحَمَّدْ بن عمران بن أبي ليلى ثنا معاوية بن عمار الدهني عن أبيه عن أبي الزبير به.

وقال: لم يروه عن عمار إلا ابنه معاوية ولا عن معاوية إلا مُحَمَّدْ بن عمران، تفرد به موسى بن هارون"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الثلاثة" ورجاله ثقات" المجمع 6/ 49

قلت: معاوية بن عمار صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب" والباقون كلهم ثقات (1).

ولم ينفرد عمار الدهني به بل تابعه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر، منهم:

1 -

عبد الله بن عثمان بن خُثَيم.

أخرجه أحمد (3/ 323 و 339 - 340) وغيره.

(1) قال الحافظ: رواه ابن عساكر بإسناد حسن" الفتح 8/ 221 - 222

ص: 539

وإسناده حسن كما قال الحافظ في "الفتح"(8/ 223) وفيه تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر. وسيأتي الكلام عليه (1).

2 -

ابن لَهيعة.

أخرجه أحمد (3/ 341) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير قال: سألت جابرا عن العقبة فقال: شهدها سبعون فوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعباس بن عبد المطلب آخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخذت وأعطيت".

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

3 -

موسى بن عقبة.

أخرجه أحمد (3/ 396) عن سليمان بن داود الهاشمي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يواثقنا، فلما فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخذت وأعطيت".

عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

الثاني: يرويه داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن جابر قال: لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم النقباء من الأنصار قال لهم "تؤووني وتمنعوني" قالوا: فما لنا؟ قال: "لكم الجنة".

أخرجه أبو يعلى (1887) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن داود به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 48

قلت: وهو كما قال، والحديث إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير معاوية بن هشام القصار وهو صدوق.

ولم ينفرد به بل تابعه قَبيصة بن عقبة الكوفي قال: ثنا سفيان عن جابر وداود عن الشعبي عن جابر.

أخرجه البزار (كشف 1755) عن مُحَمَّدْ بن معمر ثنا قبيصة به.

(1) انظر حديث "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم"

ص: 540

وقال: لا نعلمه يُروى عن الشعبي عن جابر إلا بهذا الإسناد"

367 -

عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد علمت أنّ عليا أحب إليك من أبي"

قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (4/ 271 - 272) وفي "فضائل الصحابة"(38) عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن العَيزار بن حُريث عن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له فدخل فقال: يا ابنة أم رُومان، وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، قال: فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها "ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك" قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها، قال: فأذن له فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله، أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.

ورواته ثقات إلا أنّ أبا إسحاق السبيعي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من العيزار، وكان قد اختلط أيضا وسماع إسرائيل منه بعد اختلاطه.

- ورواه يونس بن أبي إسحاق واختلف عنه:

• فرواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن يونس عن العيزار عن النعمان.

أخرجه أحمد (4/ 275) وفي "الفضائل"(39) والبزار (3275) والطحاوي في "المشكل"(5309) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 144)

وتابعه عمرو بن مُحَمَّدْ العنقزي أنا يونس به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9155) وفي "خصائص علي"(110)

• ورواه حجاج بن مُحَمَّدْ الأعور عن يونس عن أبي إسحاق عن العيزار عن النعمان.

أخرجه أبو داود (4999)

368 -

حديث أبي رافع قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل بَكراً، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة.

(1) 8/ 23 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

ص: 541

قال الحافظ: أخرجه مسلم من حديثه، ولابن خزيمة: استسلف من رجل بكرا فقال: "إذا جاءت إبل الصدقة قضينا له" فلما جاءت إبل الصدقة أمر أبا رافع أنْ يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خيارا رباعيا فقال: "أعطه إياه"(1).

أخرجه مسلم (1600) عن أبي رافع أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بَكراً، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أنْ يقضي الرجل بَكْرَه، فرجع إليه أبو رافع فقال: لم أجد فيها إلا خِيَارا رَبَاعيا، فقال:"أعطه إياه، إنّ خيار الناس أحسنهم قضاء".

369 -

حديث أبي هريرة: شكا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا فقال: "استعينوا بالركب"

قال الحافظ: أخرج أبو داود ما يدل على أنّه للاستحباب، وهو: فذكره، وأخرجه الترمذي أيضا" (2)

أخرجه أحمد (2/ 339 - 340) وأبو داود (902) والترمذي (286) وابن المنذر في "الأوسط"(1451) وابن حبان (1918) والحاكم (1/ 229) والبيهقي (2/ 116 - 117) وفي "معرفة السنن"(3/ 35 و 36)

عن الليث بن سعد

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 230)

عن حيوة بن شريح المصري

وأبو يعلى في "مسنده"(6664) وفي "معجمه"(28) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(272)

عن مُحَمَّدْ بن الزبرقان الأهوازي

ثلاثتهم عن مُحَمَّدْ بن عجلان المدني عن سُمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

(1) 5/ 454 (كتاب الاستقراض - باب إستقراض الإبل)

(2)

2/ 438 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود)

ص: 542

قلت: إنما أخرج مسلم لابن عجلان في المتابعات ولم يحتج به كما في "التهذيب".

وقال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 1/ 412

قلت: اختلف فيه على سمي، فرواه السفيانان عنه عن النعمان بن أبي عياش الزرقي قال شكا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود، فقال "استعينوا بالركب"

وفي لفظ: شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الإعتماد بأيديهم بالسجود فرخص لهم أنْ يستعينوا بأيديهم على ركبهم في السجود.

أخرجه عبد الرزاق (2928) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 203)

عن سفيان الثوري

وابن أبي شيبة (1/ 259) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 203) والبيهقي (2/ 117)

عن سفيان بن عُيينة

كلاهما عن سمي به.

قاله البخاري: وهذا أصح بإرساله"

وقال الترمذي: كأنّ هذه الرواية أصح من رواية الليث"

وقال أبو حاتم: الصحيح حديث سمي عن النعمان بن أبي عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم

مرسل" العلل 1/ 191

وقال الدارقطني: وهو الصواب" العلل 10/ 86

وخالف في ذلك الشيخ أحمد شاكر فصحح الروايتين.

قال: هؤلاء رووا الحديث عن سمي عن النعمان مرسلا، والليث بن سعد رواه عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة موصولا فهما طريقان مختلفان يؤيد أحدهما الآخر ويعضده والحديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 78

وما ذهب إليه البخاري ومن معه من ترجيح المرسل على الموصول عندي أصح، والله أعلم.

وللحديث شاهد عن زيد بن أسلم قال: اشتكى المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم التفرج في الصلاة فأمروا أنْ يستعينوا بركبهم.

ص: 543

أخرجه عبد الرزاق (2931) عن داود بن قيس المدني عن زيد (1) بن أسلم به.

وهذا مرسل رجال ثقات.

370 -

"استعينوا على صيام النهار بالسحور، وعلى قيام الليل بالقيلولة"

قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه وابن خزيمة من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وفي سنده زَمْعَة بن صالح وفيه ضعف" (2)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (1693) وابن أبي عاصم والبزار كما في "المقاصد"(ص 55) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 88 - 89) وابن خزيمة (1939) والطبراني في "الكبير"(11625) وابن عدي (3/ 1084) والحاكم (1/ 425) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 142) والبيهقي في "الشعب"(4413) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1796) من طرق عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وَهْرَام عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا.

قال البوصيري: هذا إسناد فيه زمعة بن صالح وهو ضعيف" مصباح الزجاجة 2/ 70

قلت: ذكره ابن حبان والنسائي والعقيلي في "الضعفاء" وقال أحمد وابن معين وأبوحاتم: ضعيف الحديث، وقال البخاري: ذاهب الحديث لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وقال أيضا: منكر الحديث كثير الغلط.

وقواه بعضهم، لكن الأكثر على تضعيفه.

وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وتكلم في رواية زمعة عنه.

فقال أحمد: روى عنه زمعة أحاديث مناكير أخشى أنْ يكون حديثه حديثا ضعيفا.

وقال ابن حبان: يعتبر بحديثه من غير رواية زمعة عنه.

وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة.

وللحديث شاهد عن طاوس مرسلا نحوه.

أخرجه عبد الرزاق (7603) عن شيبة بن النعمان الصنعاني عن عمه إسماعيل بن شروس قال: سمعت طاوسا.

(1) في المطبوعة "داود" وهو خطأ.

(2)

13/ 311 (كتاب الاستئذان - باب القائلة بعد الجمعة)

ص: 544

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(4412) وفي "الآداب"(981)

وشيبة بن النعمان ذكره ابن أبي حاتم ولم يحك فيه جرحا أو تعديلا.

لاسماعيل بن شروس وثقه ابن المديني، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال معمر بن راشد: كان يثبج الحديث. أي يضعه، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

371 -

"استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال استغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي"

قال الحافظ: وروى الطبري من طريق شِبْل عن عمرو بن دينار قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، فقال أصحابه: لنستغفرنْ لآبائنا كما استغفر نبينا لعمه، فنزلت (1) " (2)

مرسل

أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 41 - 42) عن المثنى بن إبراهيم الآملي الطبري ثنا أبو حذيفة ثنا شبل عن عمرو بن دينار به.

والمثنى بن إبراهيم لم أقف له على ترجمة، وأبو حذيفة واسمه موسى بن مسعود النَّهْدي مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن بشار وغيره، وشبل بن عبَّاد وعمرو بن دينار ثقتان.

- ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار واختلف عنه:

• فرواه ابن سعد (1/ 123 - 124) عن سفيان عن عمرو مرسلا.

• ورواه أبو حُمَة مُحَمَّدْ بن يوسف اليماني عن سفيان عن عمرو عن جابر.

أخرجه الحاكم (2/ 335) عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ أنبا المفضل بن مُحَمَّدْ الجَنَدي ثنا أبو حمة به.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وقال لنا أبو علي على إثره: لا أعلم أحدا وصل هذا الحديث عن سفيان غير أبي حمة اليماني وهو ثقة، وقد أرسله أصحاب ابن عيينة"

قلت: والمرسل أصح.

372 -

عن ابن عمر أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي

(1) يعني قوله تعالى - ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين - الآية.

(2)

10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص - باب قوله: إنك لا تهدي من أحببت)

ص: 545

القيوم وأتوب إليه" في المجلس قبل أنْ يقوم مائة مرة.

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر، وله من رواية مُحَمَّدْ بن سُوْقَة عن نافع عن ابن عمر بلفظ: إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور" مائة مرة" (1)

صحيح

وله عن ابن عمر طرق:

الأول:- يرويه مُحَمَّدْ بن سُوْقَة الغَنَوي عن نافع عن ابن عمر قال: إنْ كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور"

وفي لفظ: "التواب الرحيم"

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 297 - 298 و 13/ 462) وأحمد (2/ 21) وعبد بن حميد (786) والبخاري في "الأدب المفرد"(618) وأبو داود (1516) وابن ماجه (3814) والترمذي (3434) وابن نصر في "قيام الله"(ص 84) والنسائي في "اليوم والليلة"(458) والطبراني في "الدعاء"(1825) وابن السني في "اليوم والليلة"(370 و 448) وابن منده في "التوحيد"(239) وتمام (4) والبيهقي في "الدعوات"(144) وفي "الشعب"(632) وفي "الأسماء"(ص 99) وفي "القضاء والقدر"(373) وابن عساكر (2) في "معجم الشيوخ"(240) والبغوي في "شرح السنة"(1289) وفي "الشمائل"(1149) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 73) من طرق عن مالك بن مِغْول عن مُحَمَّدْ بن سوقة به.

وأخرجه الترمذي (5/ 495) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن أبي عمر العَدَني ثنا سفيان عن مُحَمَّدْ بن سوقة به.

وأخرجه ابن حبان (927) عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن سَلْم ثنا ابن أبي عمر به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"

الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن مجاهد عن ابن عمر قال: كنت عند رسول الله

(1) 13/ 346 (كتاب الدعوات - باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم فى اليوم والليلة)

(2)

ووقع فى روايته: عن مالك بن مغول وابن سوقة، وهو خطأ نبه عليه ابن عساكر.

ص: 546

(جالسا فسمعته استغفر مائة مرّة، يقول "اللهم اغفر لي وارحمني وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور (1) "

أخرجه أحمد (2/ 67) والنسائي في "اليوم والليلة"(459) واللفظ له والطبراني في "الدعاء"(1824) من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي ثنا أبو إسحاق به.

وإسناده ضعيف، أبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضا، وسماع زهير منه بعد اختلاطه.

الثالث: يرويه يونس بن خَبَّاب البصري واختلف عنه:

• فقال شعبة: عن يونس بن خباب ثنا أبو الفضل أو ابن الفضل عن ابن عمر أنّه كان قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور" حتى عدّ العاد بيده مائة مرّة"

أخرجه أحمد (2/ 84) عن مُحَمَّدْ بن جعفر البصري ثنا شعبة به.

ورواه أبو داود الطيالسي (ص 262) عن شعبة فقال فيه: سمعت أبا الفضل - ولم يشك -

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(460) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو داود به.

وأخرجه المزي (43/ 189) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا أبو داود به.

وأبو الفضل قال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": مجهول.

• وقال يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني: عن يونس بن خباب عن مجاهد عن ابن عمر.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13532)

والأول أصح، ويحيى بن يعلى قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي، وقال البخاري: مضطرب الحديث.

ويونس بن خباب ذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن حبان في الضعفاء.

(1) ولفظ أحمد "الرحيم أو إنك تواب غفور"

ص: 547

373 -

حديث بُريدة: فكان الناس فيه فرقتين: قائل يقول: قد هلك، لقد أحاطت به خطيئته. وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، فلبثوا ثلاثا ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"استغفروا لماعز بن مالك"

وقال "لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسعتهم"

قال الحافظ: وفي حديث بريدة عند مسلم (1695): فذكره" (1)

374 -

"استفت قلبك وان أفتوك"

قال الحافظ: ويؤيده الحديث المشهور: فذكره" (2)

روي من حديث وابصة بن معبد ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث أبي ثعلبة الخُشَني

فأما حديث وابصة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الزبير أبو عبد السلام البصري عن أيوب بن عبد الله بن مِكْرَز الفهري عن وابصة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أنْ لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه، فأتيته، وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه، فجعلت أتخطاهم إليه، فقالوا: إليك يا وابصة، فقلت لهم: دعوني أدنو منه، فإنه أحبّ الناس إليّ أنْ أدنو منه، فقال "دَعُوا وابصة، أدن يا وابصة، أدن يا وابصه" فدنوت، فجلست بين يديه، فقال لي "يا وابصة أتسالني أو أخبرك؟ " قلت: بل أخبرني يا رسول الله، قال "جئتَ تسأل عن البر والإثم؟ " قلت: نعم، فجمع أنامله، ثم جعل ينكت بهنّ في صدري، ويقول "يا وابصة استفت قلبك، واستفت نفسك، يا وابصة استفت قلبك، واستفت نفسك، البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حال في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك - ثلاث مرات ـ"

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(753) وأحمد (4/ 228) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 144 - 145) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 60) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 23 - 24 و 6/ 255) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 292 - 293)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والدارمي (2536)

عن سليمان بن حرب البصري

(1) 15/ 141 (كتاب الحدود - باب الرجم بالمصلى)

(2)

1/ 232 (كتاب العلم - باب ما يستحب للعالم إذا سئل)

ص: 548

وأبو الشيخ في "الأمثال"(237)

عن هُدْبة بن خالد البصري

وأبو يعلى في "مسنده"(1586) وفي "المفاريد"(97) والطبراني في "الكبير"(22/ 148 - 149)

عن إبراهيم بن الحجاج السامي

وأبو يعلى في "مسنده"(1587) وفي "المفاريد"(98)

عن علي بن حمزة المعولي

والطحاوي في "المشكل"(2139)

عن حجاج بن مُحَمَّدْ المصيصي

كلهم عن حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام به. واللفظ للمعولي

ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة أنا الزبير أبو عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز - ولم يسمعه منه قال: حدثني جلساؤه وقد رأيته - عن وابصة.

قال عفان: حدثني غير مرة ولم يقل حدثني جلساؤه.

أخرجه أحمد (4/ 228)

وقوله "قد رأيته" قال الهيثمي: يعني وابصة بن معبد" المجمع 1/ 175

والسياق يشعر بأنّه رأى أيوب بن عبد الله لا وابصة، والله تعالى أعلم.

قال أبو نعيم: غريب من حديث الزبير أبي عبد السلام لا أعرف له راويا غير حماد"

وقال النووي: حديث حسن" الأربعون (حديث رقم 27) - رياض الصالحين ص 220 - المجموع 9/ 138

وقال البوصيري ت مدار إسناد الحديث على أيوب بن عبد الله بن مكرز وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 1/ 170

وقال في "الإتحاف"(1/ 309): وهو مجهول"

وقال الهيثمي (1): وفيه أيوب بن عبد الله بن مكرز قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. ووثقه ابن حبان" المجمع 1/ 175

(1) وسبقه إلى ذكر كلام ابن عدي في ابن مكرز الإمام الذهبي في "الميزان" و"المغني" فلعل الهيثمي نقله منه.

ص: 549

قلت: لم يذكر ابن عدي أيوب بن عبد الله بن مكرز في كتابه، وإنما ذكر أيوب بن عبد الله الملاح البصري وذكر له حديثا ثم قال: وهو من هذا الطريق لا يتابع عليه (1).

وأما أيوب بن عبد الله بن مكرز فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

والزبير أبو عبد السلام ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا هما ولا ابن حبان راويا عنه إلا حماد بن سلمة فهو مجهول.

ورواية عفان بن مسلم تدل على أنّه لم يسمع هذا الحديث من أيوب بن عبد الله بن مكرز.

قال ابن رجب: ففي إسناد هذا الحديث أمران يوجب كلٌ منهما ضعفه: أحدهما: انقطاعه بين الزبير وأيوب، فإنه رواه عن قوم لم يسمعهم. والثاني: ضعف الزبير هذا، قال الدارقطني: روى أحاديث مناكير، وضعفه ابن حبان أيضا، لكنّه سماه أيوب بن عبد السلام، فأخطأ في اسمه" جامع العلوم 2/ 94

قلت: لم يخطىء ابن حبان في اسمه وإنما هو راو آخر غير الزبير يروي عن أبي بكرة ذكره في "المجروحين" وقال: كان كذابا. وأما الزبير فذكره في "الثقات" وكلاهما قد روى عنه حماد بن سلمة فلعل ابن رجب اغتر برواية حماد عنه فظنه هو والله أعلم.

الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي ثني أبو عبد الله (2) مُحَمَّدْ الأسدي (3) أنّه سمع وابصة يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والاثم، فقال:"يا وابصة جئت تسألني عن البر والإثم؟ " قلت: والذي بعثك بالحق إنه الذي جئت أسألك عنه، قال:"البرّ ما انشرح صدرك، والإثم ما حال في صدرك، وإنْ أفتاك عنه الناس".

أخرجه أحمد (4/ 227) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 144) والبزار (كشف 183) والطبراني في "الكبير"(22/ 147 - 148) وفي "مسند الشاميين"(2000) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 292) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(157) من طرق عن معاوية بن صالح به.

(1) انظر "الكامل" 1/ 349

(2)

وقع في "المسند" أبو عبد الرحمن وهو خطأ. انظر جامع العلوم 2/ 94

(3)

مسند أحمد "السلمي" ولم يسمه.

ص: 550

قال البزار: أبو عبد الله الأسدي لا نعلم أحدا سماه"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار وفيه أبو عبد الله السلمي وقال في البزار الأسدي عن وابصة وعنه معاوية بن صالح ولم أجد من ترجمه" المجمع 1/ 175

وقال ابن رجب: والسلمي هذا قال علي بن المديني: مجهول. وقال البزار: لا نعلم أحدا سماه، كذا قال، وقد سمي في بعض الروايات محمدا. قال عبد الغني بن سعيد الحافظ: لو قال قائل: إنه مُحَمَّدْ بن سعيد المصلوب، لما دفعت ذلك، والمصلوب هذا صلبه المنصور في الزندقة، وهو مشهور بالكذب والوضع، ولكنه لم يدرك وابصة" جامع العلوم 2/ 94

قلت: ترجمه البخاري (1/ 1/ 144) وابن أبي حاتم (4/ 1/ 132) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 370) وقال: لا أدري من هو.

وأما حديث واثلة فله عنه طريقان:

الأول:. يرويه العلاء بن ثعلبة الأسدي عن أبي المَلِيح بن أسامة عن واثلة قال: تدانيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة، أي:. تنح عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "دعوه إنما جاء يسأل" قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك. قال "لتفتك نفسك" قلت: وكيف لي بذلك؟ قال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون" وذكر الحديث.

أخرجه أبو يعلى (7492) والطبراني في "الكبير"(22/ 78 - 79) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 197 - 198)

عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي

وابن أبي الدنيا في "الورع"(39) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1118 و 2498) عن الخطاب بن عثمان الفوزي

وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 44)

عن عبد الرحمن بن مهدي

قالوا: ثنا عبيد (1) بن القاسم ثنا العلاء بن ثعلبة به.

(1) سماه بعض المحققين "عبثر" وأخطأوا في ذلك. انظر ترجمة أحمد بن المقدام والخطاب بن عثمان في "تهذيب الكمال" فقد ذكر المزي عبيد بن القاسم في شيوخهما. وكذا هو في "مسند أبي يعلى" وغيره، وانظر ترجمة عبيد بن القاسم في "تهذيب التهذيب" فقد ذكر الحافظُ العلاءَ بن ثعلبة في شيوخه.

ص: 551

وعبيد بن القاسم هو الأسدي الكوفي كذبه ابن معين وغيره، والعلاء بن ثعلبة قال أبو حاتم: مجهول.

وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة العلاء بن ثعلبة" مختصر الإتحاف 1/ 171

الثاني: يرويه إسماعيل بن عبد الله الكندي عن طاوس عن واثلة قال: فذكر حديثا وفيه "فإنّ اليقين ما استقر في الصدر واطمأن إليه القلب وإنْ أفتاك المفتون

"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 81) عن أحمد بن المعلي الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا بقية بن الوليد ثني إسماعيل بن عبد الله به.

قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف" المجمع 10/ 294

وأما حديث أبي ثعلبة الخُشَني فأخرجه أحمد (4/ 194) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق98/ ب) والطبراني في "الكبير"(22/ 219) وفي "مسند الشاميين"(782) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 30) وابن بشران (274) من طريق زيد بن يحيى الدمشقي ثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر قال: سمعت مسلم بن مِشْكَم قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: قلت: يا رسول الله، أخبرني بما يحل لي ويحرم علي. قال: فصعّد النبي صلى الله عليه وسلم وصوّب في النظر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "البرّ ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإنْ أفتاك المفتون".

قال ابن رجب: هذا إسناد جيد، وعبد الله بن العلاء بن زبر ومسلم بن مشكم ثقتان مشهوران" جامع العلوم 2/ 95

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 176

قلت: وهو كما قالا.

375 -

"استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإنْ لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عوتقكم فأبيدوا خضراءهم، فإنْ لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء"

قال الحافظ: أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث ثوبان رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا لأنّ راويه سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان، وله شاهد في الطبراني من حديث النعمان بن بشير بمعناه" (1)

ضعيف

(1) 16/ 233 - 234 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

ص: 552

روي من حديث ثوبان ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث أم هانئ

فأما حديث ثوبان فأخرجه أحمد (5/ 277) والخلال في "السنة"(80) وفي "العلل"(المنتخب لابن قدامة 82) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 126/ ب) والطبراني في "الصغير"(201) و "الأوسط"(7811) وأبو الشيخ في "الطبقات"(361) والخطابي في "الغريب"(1/ 361) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 124) والخطيب في "التاريخ"(12/ 146 - 147) من طرق عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا لم يفعلوا، فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم، فإذا لم تفعلوا، فكونوا زراعين أشقياء تأكلوا من كدّ أيديكم"

قال مهنا: سألت أحمد عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح، سالم بن أبي الجَعْد لم يلق ثوبان"

السنة للخلال ص 127 والعلل له ص 162

وقال الهيثمي: رجال الصغير ثقات" المجمع 5/ 195 و 228

قلت: لكن إسناده ضعيف لانقطاعه.

وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه الطبراني كما في "المجمع"(5/ 228)

ولفظه "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم".

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه"

وأما حديث أم هانئ فيرويه الحِمَّاني عن علي بن عابس عن أبي فزارة عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ مرفوعا مثل حديث ثوبان.

قال مهنا عن أحمد: ليس بصحيح، هو منكر" السنة للخلال ص 128 والعلل له ص 162 - 163

قلت: علي بن عابس وأبو صالح باذام ضعيفان.

376 -

"استقيموا ولن تُحْصُوا"

سكت عليه الحافظ (1)(2).

صحيح

(1) 13/ 485 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم إلا واحدة)

(2)

وذكر قطعة من الحديث في موضع آخر وقال: صحيح 2/ 9

ص: 553

ورد من حديث ثوبان ومن حديث ابن عمرو ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ربيعة الجرشي ومن حديث عائشة.

فأما حديث ثوبان فله عنه طرق:

الأول: يرويه سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنْ خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"

أخرجه الطيالسي (ص 134) وعبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 187) وأحمد (5/ 276 - 277 و 282) والدارمي (661) وابن أبي شيبة (34) وابن أبي عمر في "الإيمان"(22 و 23) وفي "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(1/ 41) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(2) والحسين بن الحسن المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك"(1040) وابن ماجه (277) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(168 و170) وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 263) وأبو بكر المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (19) والروياني (614 و 615 و 616 و 619) وابن البختري في "الأمالي"(66) والطبراني في "الصغير"(1/ 11 و 2/ 88) وفي "مسند الشاميين"(1335) وفي "الأوسط"(7015) وأبو الشيخ في "الأقران"(401) وابن المقرئ في "الأربعين"(26) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 97 و98) والحاكم (1/ 130) والبيهقي (1/ 82 و 457) وفي "الشعب"(2457 و 2545) وفي "الأربعين الصغرى"(ص 113 - 114) وفي "القضاء والقدر"(297) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 318 و 318 - 319) والخطيب في "التاريخ"(1/ 293) وفي "المتفق والمفترق"(54) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(88) والقشيري في "رسالته"(ص 103) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(42 و 419 و 1897) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(897) والبغوي في "شرح السنة"(155) من طرق عن سالم بن أبي الجعد (1) به.

قال ابن حبان: خبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع، فلذلك تنكبناه" الإحسان 3/ 312

(1) رواه الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني عن سفيان الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 108)

وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن قتيبة.

ص: 554

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولست أعرف له علة يعلل بمثلها مثل هذا الحديث"

وتعقبه البوصيري فقال: قلت: علته أنّ سالما لم يسمع من ثوبان. قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيرهم.

وقال: هذا الحديث رجاله ثقات أثبات إلا أنَّه منقطع بين سالم وثوبان فإنّه لم يسمع منه بلا خلاف" مصباح الزجاجة 1/ 41

وقال البيهقي: حديث سالم بن أبي الجعد منقطع فإنه لم يسمع من ثوبان"

وقال البغوي: هذا منقطع ويروى متصلا عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن ثوبان"

وقال الذهبي: أخرجه ابن ماجه من حديث منصور عن سالم وهو لم يدرك ثوبان" المهذب 1/ 100 وقال العراقي في "أماليه": حديث حسن رواته ثقات إلا أنّ في سنده انقطاعا بين سالم وثوبان كما قال ابن حبان" فيض القدير 1/ 497

قلت: وخفي هذا الانقطاع على المنذري فحكم على الإسناد بالصحة. الترغيب 1/ 162

وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على هذا الانقطاع فقال ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(171): ثنا يحيى بن يحيى أنا جرير عن منصور عن سالم قال: حُدثت عن ثوبان.

وإسناده إلى سالم صحيح.

الثاني: يرويه حسان بن عطية الدمشقي أنّ أبا كبشة السلولي حدّثه أنّه سمع ثوبان رفعه "سددوا وقاربوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"

أخرجه أحمد (5/ 282) والدارمي (662) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(167) وابن حبان (1037) والطبراني في "الكبير"(1444) وابن شاهين في "الترغيب"(34) والبيهقي في "الشعب"(2459) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 319) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن ثوبان ثني حسان بن عطية به.

قال البيهقي: هذا إسناد موصول"

قلت: وهو إسناد حسن رواته كلهم ثقات غير ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت وحديثه في مرتبة الحسن.

ص: 555

الثالث: يرويه حَرِيز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن ثوبان مرفوعا "استقيموا تفلحوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".

أخرجه أحمد (5/ 280) والطبراني في "مسند الشاميين"(1078)

وإسناده صحيح إنْ كان عبد الرحمن سمع من ثوبان فإنّه لم يذكر سماعا منه، وقد وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف" و"المجرد"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وقال ابن المديني: مجهول لم يَرو عنه غير حريز.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وتد تابعه غير واحد.

الرابع: يرويه حريز بن عثمان عن سلمان بن سُمَير الألهاني عن ثوبان مرفوعا "إنْ تستقيموا تفلحوا، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"

أخرجه تمام في "فوائده"(57/ ب) عن أبي الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ثنا مُحَمَّدْ بن أحمد بن زرقان المصيصي ثنا حجاج بن مُحَمَّدْ الأعور ثنا حريز به.

وسلمان بن سمير وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وقد توبع كما تقدم.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن ماجه (278) والبزار (2317) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(169) والبيهقي في "الشعب"(2458 و 2546) وفي "الأربعين الصغرى"(ص 115 - 116) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 319) من طرق عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ من أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"

قال البوصيري: إسناده ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم" مصباح الزجاجة 1/ 41

وأما حديث سلمة بن الأكوع فأخرجه العقيلي (4/ 168) والطبراني في "الكبير"(6270) من طريق مُحَمَّدْ بن عمر الواقدي عن موسى بن مُحَمَّدْ بن إبراهيم الهذلي عن الناس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه رفعه "استقيموا ولن تحصوا، واعملوا أنّ أفضل أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"

قال العقيلي: موسى بن مُحَمَّدْ بن إبراهيم لا يتابع.

قال: هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد ثابت عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: والواقدي متروك وكذبه غير واحد.

ص: 556

وأما حديث جابر فأخرجه الحاكم (1/ 130) من طريق أبي بلال الأشعري ثنا مُحَمَّدْ بن خازم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا به.

وقال: وهم فيه أبو بلال الأشعري على أبي معاوية"

قلت: مراده أنّ جماعة الرواة رووه عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان، ورواه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم عنه عن أبي سفيان عن جابر، ونسب هذا الوهم إلى أبي بلال الأشعري واسمه مِرْدَاس بن مُحَمَّدْ، وقد ضعفه الدارقطني ولينه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد (1).

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (279) والطبراني في "الكبير"(8124) والبيهقي في "الشعب"(2547) من طريق سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب أنا إسحاق بن أسيد عن أبي حفص الدمشقي عن أبي أمامة مرفوعا "استقيموا ونِعِمَّا إنْ استقمتم، وخير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"

وإسناده ضعيف، إسحاق بن أسيد قال أبو حاتم: ليس بالمشهور ولا يشتغل به، وقال أبو أحمد الحاكم: مجهول، وقال يحيى بن بكير: لا أدري حاله، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.

وأبو حفص الدمشقي قال البيهقي: مجهول لم يسمع من أبي أمامة. قاله الدارقطني، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 162) والحافظ في "التقريب": مجهول.

وأما حديث رييعة الجرشي فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4596) وأبو نعيم في "الصحابة"(2766) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لَهيعة ثني الحارث بن يزيد أنّه سمع ربيعة الجرشي رفعه "استقيموا ونعما إنْ استقمتم، وحافظوا على الوضوء فإنّ خير عملكم الصلاة، وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وإنّه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرّا إلا وهي مخبرة"

قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 1/ 241

قلت: وربيعة الجرشي مختلف فيه.

وأما حديث عائشهْ فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1438) من طريق أبي

(1) انظر "لسان الميزان" ترجمة أبي بلال الأشعري.

ص: 557

بكر مُحَمَّدْ بن المنهال المصري ثنا أبو حبيب القراطيسي ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "استقيموا ونعم ما إنْ استقمتم، وحافظوا على الصلوات، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن، وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وليس من عامل عليه خيرا أو شرّا إلا وهي مخبرة به يوم القيامة"

وقال: حديث منكر"

377 -

"استكثروا من النعال فإنّ الرجل لا يزال راكبا ما انتعل"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2096) من حديث جابر رفعه: فذكره" (1)

378 -

عن وائل بن حُجْر قال: استكرهت امرأة في الزنا فدرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها الحد.

قال الحافظ: وعند ابن أبي شيبة فيه حديث مرفوع عن وائل بن حجر قال: فذكره، وسنده ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 549 - 550) وأحمد (4/ 318) وابن ماجه (2598) والترمذي (1453) وفي "العلل"(2/ 618) والطبراني في "الكبير"(22/ 29 - 30) والدارقطني (3/ 92 - 93) والبيهقي (8/ 215 و 235) من طريق مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن الحجاج بن أرطأة عن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه قال: استكرهت امرأة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فدرأ عنها الحد وأقامه على الذي أصابها.

قال الترمذي: هذا حديث كريب وليس إسناده بمتصل، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه.

قال: سمعت محمدا - هو البخاري - يقول: عبد الجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه ولا أدركه، يقال: إنّه ولد بعد موت أبيه بأشهر"

وقال في "العلل" قال مُحَمَّدْ: الحجاج بن أرطأة لم يسمع من عبد الجبار بن وائل"

وقال البيهقي: وفي هذا الإسناد ضعف من وجهين أحدهما: أنّ الحجاج لم يسمع من عبد الجبار، والآخر: أنّ عبد الجبار لم يسمع من أبيه. قاله البخاري وغيره"

(1) 12/ 426 (كتاب اللباس - باب النعال السبتية)

(2)

15/ 354 (كتاب الإكراه - باب إذا استكرهت المرأة على الزنا)

ص: 558

قلت: والحجاج قال أحمد وابن معين في رواية عنه وأبو حاتم والحاكم والدارقطني: لا يحتج بحديثه.

واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه القاسم بن نافع السُّوَارِقي عنه عن عون بن أبي جُحيفة عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم درأ الحد عن امرأة استكرهت.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 106) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا القاسم بن نافع به.

والقاسم قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

379 -

"استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثة"

قال الحافظ: رواه أحمد وأبو داود والحاكم من حديثه (أي ابن عباس) مرفوعا: فذكره، ولأبي داود الطيالسي "إذا توضأ أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين أو ثلاثا" وإسناده حسن" (1)

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 356) عن ابن أبي ذئب عن قارظ عن أبي غَطَفَان قال: رأيت ابن عباس توضأ فمضمض واستنشق مرتين مرتين وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مضمض أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين بالغتين أو ثلاثا".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 49)

وأخرجه أحمد (1/ 228 و 352) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 201) وأبو داود (141) وابن ماجه (408) والنسائي في "الكبرى"(111) والطبراني في "الكبير"(10784) والحاكم (1/ 148) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 223 - 224) من طرق عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان المري قال: دخلت على ابن عباس فوجدته يتوضأ، فمضمض واستنثر، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استنثروا اثنتين بالغتين أو ثلاثا"

وفي لفظ "استنشقوا مرتين والأذنان من الرأس"

وإسناده حسن كما قال الحافظ. قارظ بن شيبة قال النسائي: ليس به بأس، وأبو غطفان قال ابن معين والنسائي وغيرهما: ثقة.

380 -

حديث أبي هريرة مرفوعا "استنزهوا من البول فإنّ عامة عذاب القبر منه"

(1) 1/ 272 (كتاب الوضوء - باب الاستنثار في الوضوء)

ص: 559

قال الحافظ: صححه ابن خزيمة وغيره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وقد روى أصحاب السنن من حديث أبي هريرة: فذكره" (2)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ الذي ذكره الحافظ.

أخرجه الدارقطني (1/ 128) عن عبد الباقي بن قانع ثنا عبد الله بن مُحَمَّدْ بن صالح السمرقندي ثنا مُحَمَّدْ بن الصباح السمان البصري ثنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون به.

وقال: الصواب مرسل"

قلت: ومحمد بن الصباح ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: لا يعرف، وخبره منكر.

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "أكثر عذاب القبر من البول"

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 122) وأحمد (2/ 326 و 388 و 389) وابن ماجه (348) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 138) والطحاوي في "المشكل"(5192 و 5193) والدينوري في "المجالسة"(31) والآجري في "الشريعة"(ص 362 و 363) وابن المقرئ في "المعجم"(1196) والدارقطني (1/ 128) والحاكم (1/ 183) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 14) والبيهقي (2/ 412) وفي "إثبات عذاب القبر"(120) والجورقاني في "الأباطيل"(1/ 361 - 362) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 338 - 339) من طريق أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش به.

قال البيهقي: قال الترمذي: سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: حديث صحيح"

وقال الدارقطني: صحيح"

(1) 1/ 349 (كتاب الوضوء - باب أبواب الإبل والدواب)

(2)

3/ 485 (كتاب الجنائز - باب عذاب القبر من الغيبة والبول)

ص: 560

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة"

وقال الجورقاني: هذا حديث حسن مشهور"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله عن آخرهم محتج بهم في الصحيحين" مصباح الزجاجة 1/ 51

قلت: وهو كما قالوا، ورواية الأعمش عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على السماع كما قال الذهبي في "الميزان".

وأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(642) والبزار (كشف 243) والطحاوي في "المشكل"(5194) والطبراني في "الكبير"(11120) والدارقطني (1/ 128) والحاكم (1/ 183 - 184) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 357) والبيهقي في "معرفة السنن"(3/ 368) وفي "إثبات عذاب القبر"(121) من طريق أبي يحيى القَتَّات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "عامة عذاب القبر من البول، فاستنزهوا من البول"

قال الدارقطني: لا بأس به"

وقال المنذري: والقتات مختلف في توثيقه" الترغيب 1/ 139

وقال الهيثمي: وفيه أبو يحيى القتات وثقه ابن معين في رواية وضعفه الباقون" المجمع 1/ 207

وقال البوصيري: سنده حسن" مختصر الإتحاف 1/ 196

وقال الحافظ: إسناده حسن، ليس فيه غير أبي يحيى القتات وفيه لين" التلخيص 1/ 106

قلت: تابعه العوام بن حَوْشَب عن مجاهد عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في"الكبير"(11104) ثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام به.

وإسناده ضعيف جدا. عبد الله بن خراش هو الحوشبي قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه ابن عمار الموصلي واتهمه الساجي بوضع الحديث.

وخالفهما منصور بن المعتمر فرواه عن مجاهد عن ابن عباس قال: مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم

بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم -

ص: 561

"يعذبان وما يعذبان في كبير" ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة" ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين

الحديث.

أخرجه البخاري (فتح 1/ 329 - 332) وابن خزيمة (55) وغيرهما.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو جعفر الرازي عن قتادة عن أنس مرفوعا "تنزهوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر منه"

أخرجه الدارقطني (1/ 127) عن أبي سهل أحمد بن مُحَمَّدْ بن عبد الله بن زياد القطان البغدادي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن الجعد عن أبي جعفر به.

وقال: المحفوظ مرسل"

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثُمَامة بن أنس عن أنس مرفوعا "استنزهوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر من البول".

ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 26) من جهة حَبّان البصري بن هلال وحرمي بن حفص البصري وإبراهيم بن الحجاج السامي عن حماد بن سلمة به.

واختلف فيه على حماد، فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عنه عن ثمامة مرسلا.

أخرجه ابن أبي حاتم.

قال أبو حاتم: وهذا أشبه عندي"

وقال أبو زرعة: المحفوظ عن حماد عن ثمامة عن أنس، وقصر أبو سلمة"

قلت: وهو كما قال، وثمامة هو ابن عبد الله بن أنس بن مالك نسب إلى جده.

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:

الأول: يرويه خالد عن يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا "استنزهوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر من البول".

أخرجه سعيد بن منصور كما في "التلخيص"

قال الحافظ: رواته ثقات مع إرساله"

الثاني: يرويه وكيع عن مبارك بن فَضالة عن الحسن مرفوعا "استنزهوا البول، فإنّ عذاب القبر من البول"

ص: 562

أخرجه هناد في "الزهد"(361)

وفيه عنعنة مبارك فإنّه كان مدلسا.

381 -

عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: استنشدني النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته حتى أنشدته مائة قافية.

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1)

أخرجه مسلم (2255)

382 -

حديث المغيرة بن شعبة: فقال رجل من عصبة القاتلة: يغرم، فذكر نحوه وفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسَجْع كسجع الأعراب"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1682) " (2)

383 -

عن عُوَيم قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حَمَل بن مالك بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة بِمِسْطَح، الحديث، وقال فيه: فقال العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا شرب ولا أكل؟ الحديث وفي آخره "أسَجْع كسجع الجاهلية"

قال الحافظ: أخرج أحمد من طريق عمرو بن تميم بن عويم عن أبيه عن جده قال: فذكره" (3)

أخرجه ابن أبي خيثمة والهيثم بن كليب كما في "الإصابة"(7/ 183) والطبراني في "الكبير"(17/ 141 - 142) وأبو نعيم في "الصحابة"(5325 و 5516) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 514) وابن بشكوال في "الغوامض"(198) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 368 - 369) من طريق مُحَمَّدْ بن سليمان بن مَسْمُول عن عمرو بن تميم بن عويم عن أبيه عن جده قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها: أم عفيف بنت مسروح تحت حمل بن مالك بن النابغة، فضربت أم عفيف مليكة بِمِسْطح بيتها وهي حامل فقتلتها وما في بطنها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالدية وفي جنينها بِغُرَّة عبد أو وليدة، فقال أخوها العلاء بن مسروح: يا رسول الله، أنغرم من لا أكل ولا شرب ولانظر ولا استهل، فمثل هذا يُطَل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسجع كسجع الجاهلية"

(1) 13/ 157 (كتاب الأدب- باب ما يجوز من الشعر)

(2)

12/ 327 - 328 (كتاب الطب - باب الكهانة)

(3)

12/ 327 - 328 (كتاب الطب - باب الكهانة)

ص: 563

وإسناده ضعيف لضعف مُحَمَّدْ بن سليمان بن مسمول.

وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الباب المذكور وفي الديات، وأخرجه مسلم (1681) أيضا.

وله شاهد آخر من حديث المغيرة بن شعبة أخرجه مسلم (1682)

384 -

"اسعوا فإنّ الله كتب عليكم السعي"

قال الحافظ: واحتج ابن المنذر للوجوب بحديث صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبي تِجْرَاه - بكسر المثناة وسكون الجيم بعدها راء ثم ألف ساكنة ثم هاء - وهي إحدى نساء بني عبد الدار قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار آل أبي حسين فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى وإنّ مئزره ليدور من شدة السعي وسمعته يقول: فذكره، أخرجه الشافعي وأحمد وغيرهما، وفي إسناد هذا الحديث عبد الله بن المُؤَمل وفيه ضعف، ومن ثم قال ابن المنذر: إنْ ثبت فهو حجة في الوجوب. قلت: له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة، وعند الطبراني عن ابن عباس كالأولى، وإذا انضمت إلا الأولى قويت، واختلف على صفية بنت شيبة في اسم الصحابية التي أخبرتها به ويجوز أنْ تكون أخذته عن جماعة فقد وقع عند الدارقطني عنها: أخبرتني نسوة من بني عبد الدار فلا يضره الاختلاف" (1)

ترويه صفية بنت شيبة واختلف عنها:

فقيل: عن صفية قالت: أخبرتني بنت أبي تِجْرَاه إحدى نساء بني عبد الدار قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار ابن أبي الحسين ننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة، فرأيته يسعى وإنّ مئزره ليدور من شدة السعي حتى إني لأقول إني لا أرى ركبتيه وسمعته يقول "اسعوا فإنّ الله كتب عليكم السعي".

أخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 178) عن عبد الله بن المؤمل العائذي عن عمر بن عبد الرحمن بن مُحَيْصِن عن عطاء بن أبي رباح عن صفية به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 226) وابن عدي (4/ 1456) والدارقطني (2/ 256) وفي "المؤتلف"(1/ 316 - 317) وأيو نعيم في "الحلية"(9/ 159) والبيهقي (5/ 98) وفي "معرفة السنن"(7/ 251 - 252) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 100 - 101) والبغوي في "شرح السنة"(1921) وفي "معالم التنزيل"(1/ 131) من طرق عن الشافعي به.

(1) 4/ 244 (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

ص: 564

ورواه غير واحد عن عبد الله بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراه، منهم:

1 -

مُحَمَّدْ بن ماهان القصبي.

أخرجه أسلم في "تاريخ واسط"(ص 157)

2 -

حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (1).

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 226)

3 -

سُريج بن النعمان البغدادي.

أخرجه أحمد (6/ 421 - 422) والطبراني في "الكبير"(24/ 225) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 99 - 100) وأبو نعيم في "الصحابة"(7571)(2) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 99 - 100)

4 -

معاذ بن هانئ البهراني.

أخرجه ابن سعد (8/ 247) عنه به.

وأخرجه الطحاوي كما في "الاستيعاب"(12/ 248) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري عن معاذ بن هانئ به.

وخالفهما مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني فرواه عن معاذ بن هانئ عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراه.

أخرجه الدارقطني (3)(2/ 255)

5 -

يونس بن مُحَمَّدْ المؤدب.

أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 59) من طريق أحمد بن حنبل (4) عن يونس به.

(1) لم يقل "بنت أبي تجراه".

(2)

سقط من إسناد أحمد "عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن" ووقع عنده "حبيبة بنت أبي تجزئه" وسقط من إسناد الطبراني "عن عطاء"، وسقط من إسناد أبو نعيم وابن عبد البر "عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن".

(3)

وفي "المؤتلف"(1/ 317) أيضا لكن وقع فيه: عن ابن محيصن.

(4)

هو في "مسنده"(6/ 421) لكن سقط منه "عن صفية" وقال "عن حبيبة بنت أبي تجزئة"

وهكذا رواه الحاكم (4/ 70) من طريق مُحَمَّدْ بن عبيد الله المنادي ثنا يونس بن مُحَمَّدْ به. لم يذكر صفية وقال: عن حبيبة بنت أبى تجراه".

ص: 565

واختلف فيه على يونس بن مُحَمَّدْ، فرواه مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني عنه عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن محيصن عن عطاء عن صفية عن حبيبة بنت أبي تجراه.

أخرجه الدارقطني (1)(2/ 255)

6 -

الفضل بن دكين.

أخرجه ابن عبد البر 2/ 101

واختلف فيه على عبد الله بن المؤمل، فرواه مُحَمَّدْ بن بشر العبدي عنه قال: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء عن حبيبة بنت أبي تجراه، لم يذكر صفية.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3296) عن ابن أبي شيبة ثنا مُحَمَّدْ بن بشر به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 226 - 227) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن عبد البر (2/ 101) من طريق مُحَمَّدْ بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

وقال: أخطأ ابن أبي شيبة أو شيخه في موضعين من الإسناد، أحدهما أنّه جعل في موضع عمر بن عبد الرحمن عبد الله بن أبي حسين، والآخر أنّه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد فأفسد إسناد هذا الحديث، وهو خطأ لا شك فيه"

وقال ابن القطان الفاسي: وعندي أنّ الخطأ فيه من عبد الله بن المؤمل فإنّ مُحَمَّدْ بن بشر راويه عنه ثقة، وابن أبي شيبة إمام، وعبد الله بن المؤمل يحتمل بسوء حفظه أنْ يحمل عليه، وقد ظهر اضطرابه في هذا الحديث، فأسقط عطاء تارة، وابن محيصن (2) أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وأبدل ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عبدرية تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة، وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى، وكل ذلك دليل على سوء حفظه وقلة ضبطه" الوهم والإيهام 5/ 158 و 159

وقال ابن عدي: وهذا يرويه عبد الله بن المؤمل وبه يعرف"

وقال الذهبي: لم يصح" تلخيص المستدرك

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطىء، وضعفه غيره" المجمع 3/ 247

(1) وفي "المؤتلف"(1/ 317) أيضا لكن وقع فيه: عن ابن محيصن.

(2)

رواه سعيد بن سليمان الواسطي عن ابن المؤمل فلم يذكر ابن محيصن.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7571)

ص: 566

وقال الحافظ: وقد ذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأما في "الثقات" فلم أر ما نقله المؤلف - أي المزي - عنه بل فيه عبد الله بن المؤمل المخزومي يروي عن عطاء وعنه منصور بن سقير (1) وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك ذاك ضعيف. فهذا ابن حبان إنما وثق هذا لأنه ظنه غيره والحق أنّه هو ولفظة "يخطئ" لم أرها فيه" التهذيب 6/ 46

قلت: هو ضعيف كما قال النسائي وغيره.

وقيل: عن صفية بنت شيبة عن جدتها حبيبة بنت أبي تجراه.

أخرجه ابن خزيمة (2764) والطبراني في "الكبير"(24/ 227) والحاكم (4/ 70) من طريق مُحَمَّدْ بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المُقَدمي (2) ثنا الخليل بن عثمان (3) التميمي سمعت عبد الله بن نبيه (4) يحدّث عن جدته صفية به.

والخليل بن عثمان وعبد الله بن نبيه لم أر من ذكرهما.

وقيل: عن صفية أنّ امرأة أخبرتها، ولم تسمها.

أخرجه أحمد (6/ 437) وابن خزيمة (2765) من طريق معمر عن واصل مولى أبي عيينة عن موسى بن عُبيدة (5) عن صفية به.

قال ابن خزيمة: هذه المرأة التي لم تسم في هذا الخبر حبيبة بنت أبي تجراه"

وقال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف" المجمع 3/ 247

قلت: واختلف فيه على واصل مولى أبي عيينة، فرواه هشام بن حسان عنه عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة قالت: كنت في خوخة لي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى.

أخرجه الدارقطني (2/ 256)

وقيل: عن صفية عن تملك العبدرية.

(1) في "الثقات": سفيان.

(2)

عند الطبراني "مُحَمَّدْ بن علي بن عمر المقدمي".

(3)

عند الحاكم "عمر".

(4)

عند الحاكم "ابن أبي نبيه".

(5)

عند ابن خزيمة "عبيد".

ص: 567

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3454) والطبراني في "الكبير"(24/ 206 - 207) وأبو نعيم في "الصحابة"(7546) والبيهقي (5/ 98) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 438) من طريق مِهران بن أبي عمر الرازي ثنا سفيان الثوري ثنا المثنى بن الصباح عن المغيرة بن حكيم عن صفية به.

قال البيهقي: تفرد به مهران بن أبي عمر عن الثوري"

وقال الزيلعي: تفرد به مهران بن أبي عمر، قال البخاري: في حديثه اضطراب" نصب الراية 3/ 57

قلت: وقال ابن معين: كان عنده غلط كثير في حديث سفيان، وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها.

والمثنى بن الصباح ضعيف، واختلف عنه: فقال حميد بن عبد الرحمن: عن المثنى عن المغيرة بن حكيم عن صفية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسعوا فإنّ السعي كتب عليكم".

وقيل: عن صفية قالت: أخبرتني نسوة من بني عبد الدار اللائي أدركن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلن: دخلنا دار ابن أبي حسين فاطلعنا من باب مقطع فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد في المسعى، حتى إذا بلغ زقاق بني فلان، موضعا قد سماه من المسعى، استقبل الناس وقال "يا أيها الناس اسعوا، فإنّ السعي قد كتب عليكم".

أخرجه (1) الدارقطني (2/ 255) ومن طريقه البيهقي (5/ 97) عن يحيى بن مُحَمَّدْ بن صاعد ثنا الحسن بن عيسى النيسابوري أنا عبد الله بن المبارك أني معروف بن مُشْكَان أني منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية به.

قال النووي: رواه الدارقطني والبيهقي بإسناد حسن" المجموع

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": إسناده صحيح ومعروف بن مشكان باني كعبة الرحمن صدوق لا نعلم من تكلم فيه، ومنصور هذا ثقة مخرج له في الصحيحين" نصب الراية 3/ 56

قلت: معروف بن مشكان لم أر للمتقدمين فيه كلاما، وقد ذكره الحافظ في "التقريب" وقال: صدوق.

وخالفه علي بن مُحَمَّدْ بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري فرواه عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن برّة بنت أبي تجراه.

(1) وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(5132) عن أبي زرعة الجرجاني ثنا الحسن بن عيسى به.

ص: 568

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(425) والدارقطني (2/ 255) وأبو نعيم في "الصحابة"(7537) والخطيب في "الموضح"(2/ 406) من طريق الواقدي - وهو في "مغازيه" كما في "نصب الراية"(3/ 57) - ثنا العمري به.

لكن الواقدي متروك.

وقيل: عن صفية عن بعض نسائها أنها قالت: أشرفت من حق لآل جبير بن مطعم في نسوة فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "يا أيها الناس، كتب عليكم السعي فاسعوا"

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2127) عن أبي زرعة الجرجاني ثنا يوسف بن حماد المَعْني ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن ابن الرهين عن صفية به.

وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري قال البخاري: مجهول، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.

وقيل: عن صفية عن امرأة من بني نوفل قالت: إنها اطلعت من خوخة لها فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول "إنّ الله تعالى كتب عليك السعي فاسعوا

"

أخرجه ابن أبي عمر في: "مسنده"(المطالب 1326/ 2) عن وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن صفية به.

وإبراهيم بن يزيد هو الخُوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن اببن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرمل فقال "إن الله عز وجل كتب عليكم السعي فاسعوا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11437) عن مُحَمَّدْ بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن المفضل بن صدقة عن ابن جريج واسماعيل بن مسلم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به.

قال الهيثمي: وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك" المجمع 3/ 248

385 -

حديث أبي مسعود: أسفر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبح مرة ثم كانت صلاته بعد الغَلَس حتى مات لم يعد إلى أن يسفر"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي مسعود" (1)

حسن

(1) 2/ 194 - 195 (كتاب الصلاة - مواقيت الصلاة - باب وقت الفجر)

ص: 569

وله عن أبي مسعود طريقان:

الأول: يرويه أسامة بن زيد الليثي أنّ ابن شهاب أخبره أنّ عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر العصر شيئا، فقال له عروة بن الزبير: أما إنّ جبريل قد أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بوقت الصلاة، فقال له عمر: اعلم ما تقول. فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه" يحسب بأصابعه خمس صلوات، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أنْ تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يَسْوَّدُّ الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بِغَلَس ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات ولم يَعُدْ إلى أنْ يسفر".

أخرجه أبو داود (394) وابن خزيمة (352) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 342 و 380) وابن حبان (1449) والدارقطني (1/ 250) والبيهقي (1/ 363 - 364 و 435) وفي "معرفة السنن"(2320) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 18)

عن عبد الله بن وهب

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1987) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 154) والطبراني في "الكبير"(17/ 259 - 260) والدارقطني (1/ 251 و 252) والحاكم (1/ 192 - 193) والبيهقي (1/ 441)

عن يزيد بن أبي حبيب

وابن أبي شيبة (1/ 330)

عن عبد الله بن المبارك

ثلاثتهم عن أسامة بن زيد الليثي به.

قال أبو داود: روى هذا الحديث عن الزهري: معمر ومالك وابن عُيينة وشعيب بن أبي حمزة والليث بن سعد وغيرهم لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه ولم يفسروه، وكذلك أيضا روى هشام بن عروة وحبيب بن أبي مرزوق عن عروة نحو رواية معمر وأصحابه إلا أنّ حبيبا لم يذكر بشيرا"

ص: 570

وقال الخطابي: وهو حديث صحيح الإسناد" معالم السنن 1/ 295

وقال ابن سيد الناس: إسناده حسن" التعليق المغني على سنن الدارقطني 1/ 252 وحسنه النووي (1).

قلت: وهو كما قالا، فإنّ رواته ثقات غير أسامة بن زيد الليثي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.

الثاني: يرويه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن حرّم عن أبي مسعود قال: فذكر الحديث بنحوه.

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(1/ 223) و"المطالب العالية"(252) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1988) والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(62) والبيهقي (1/ 361) وفي "معرفة السنن"(2337 و 2339)

وقال: أبو بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حرّم لم يسمعه من أبي مسعود الأنصاري وإنما هو بلاغ بلغه"

وقال الذهبي: أبو بكر عن أبي مسعود منقطع" المهذب 1/ 350

وقال الحافظ: وهذا الإسناد شاهد جيد لرواية أبي داود أخرجته للفائدة" المطالب

والحديث أخرجه أيضا البيهقي (1/ 365) وفي "معرفة السنن"(2340 و 2343) من طريق سليمان بن بلال قال: قال صالح بن كيسان: سمعت أبا بكر بن حزم بلغه أنّ أبا مسعود قال: فذكر الحديث.

- ورواه أيوب بن عتبة اليمامي عن أبي بكر بن حزم واختلف عنه:

• فقيل: عن أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن حزم عن عروة عن ابن أبي مسعود عن أبيه.

أخرجه البيهقي في "المعرفة"(2344 و 2346) من طريق سعيد بن سليمان سَعْدُويه ثنا أيوب بن عتبة به.

• وقيل: عن أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن حرّم أنّ عروة حدّث عمر بن عبد العزيز قال: ثني أبو مسعود أو بشير بن أبي مسعود.

(1) الإرواء 1/ 270 قال الألباني: وهو الصواب"

ص: 571

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 260 - 261) وابن عبد البر في "الاستذكار"(1/ 28) وفي "التمهيد"(8/ 23 - 24) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفى ثنا أيوب به.

• وقيل: عن أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن مُحَمَّدْ بن عمرو بن حزّم قال: حدّث عروة عمر بن عبد العزيز عن أبي مسعود وعن بشير بن أبي مسعود.

أخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز"(64) من طريق عبد الله (1) بن عبد الحكم ثنا أيوب به.

قال البيهقي: أيوب بن عتبة ليس بالقوي"

وقال ابن دقيق العيد في "الإِمام": لم يسنده إلا أيوب بن عتبة" نصب الراية 1/ 224

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي وغيرهما.

وأعلم أنّ حديث أبي مسعود هذا مخرج في الصحيحين وغيرهما من طرق عن ابن شهاب بهذا الإسناد فذكروا الحديث إلى قوله "يحسب بأصابعه خمس صلوات"

وليس فيه الزيادة التي ذكرها أسامة بن زيد الليثي.

أخرجه مالك (1/ 3) عن ابن شهاب به.

ومن طريقه أخرجه البخاري (فتح 2/ 142) ومسلم (610) وأحمد (5/ 274) وابن حبان (1450) والطبراني في "الكبير"(17/ 257 - 258) والبيهقي (1/ 363 و 441) وفي "معرفة السنن"(2317)

ولم ينفرد مالك به بل تابعه جماعة عن ابن شهاب به، منهم:

1 -

الليث بن سعد.

أخرجه البخاري (فتح 17/ 119 - 120) ومسلم (610) وابن ماجه (668) والنسائي (1/ 197) وابن حبان (1448) والطبراني في "الكبير"(17/ 258 - 259) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 12 - 13)

2 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه البخاري (فتح 8/ 320) والبيهقي (1/ 441)

(1) في "تهذيب الكمال"(2/ 365 و 3/ 484): عبد الملك.

ص: 572

3 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (2044) وأحمد (14/ 120 - 121) والطبراني في "الكبير"(17/ 256 - 257) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 13 - 14)

4 -

ابن جُريج.

أخرجه عبد الرزاق (2045) والطبراني في "الكبير"(17/ 257) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 14 - 15)

5 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (451) والطبراني في "الكبير"(17/ 258) والبيهقي (1/ 363) وفي "معرفة السنن"(2315) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 16)

قال الحافظ في "الفتح"(2/ 145): ورد في هذه القصة من وجه آخر عن الزهري بيان أبي مسعود للأوقات وفي ذلك ما يرفع الإشكال ويوضح توجيه احتجاج عروة به، فروى أبو داود وغيره وصححه ابن خزيمة وغيره من طريق ابن وهب والطبراني من طريق يزيد بن أبي حبيب كلاهما عن أسامة بن زيد عن الزهري هذا الحديث بإسناده وزاد في آخره "قال أبو مسعود: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول الشمس. فذكر الحديث، وذكر أبو داود أنّ أسامة بن زيد تفرد بتفسير الأوقات فيه وأن أصحاب الزهري لم يذكروا ذلك. قال: وكذا رواه هشام بن عروة وحبيب بن أبي مرزوق عن عروة لم يذكر تفسيرا انتهى، ورواية هشام أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" ورواية حبيب أخرجها الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" وقد وجدت ما يعضد رواية أسامة بن زيد عليها أنّ البيان من فعل جبريل وذلك فيما رواه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" والبيهقي في "السنن الكبرى" من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي بكر بن حزم أنّه بلغه عن أبي مسعود فذكره منقطعا، لكن رواه الطبراني من وجه آخر عن أبي بكر عن عروة فرجع الحديث إلى عروة ووضح أنّ له أصلا وأنّ في رواية مالك ومن تابعه اختصارا، وبذلك جزم ابن عبد البر، وليس في رواية مالك ومن تابعه ما ينفي الزيادة المذكورة فلا توصف والحالة هذه بالشذوذ"

386 -

"أسفروا بالفجر فإنّه أعظم للأجر"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه غير واحد من حديث رافع بن خَديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

صحيح

(1) 2/ 195 (كتاب الصلاة - مواقيت الصلاة - باب وقت الفجر)

ص: 573

ورد من حديث رافع بن خديج ومن حديث أبي هريرة ومن حديث بلال ومن حديث ققالة بن النعمان ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس

فأما حديث رافع بن خديج فأخرجه عبد الرزاق (2159) وابن أبي شيبة (1/ 321) وفي "مسنده"(64) وأبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة"(314) والحميدي (409) وأحمد (3/ 465 و 4/ 140 و 142) والدرامي (1221 و 1222) وأبو داود (424) وابن ماجه (672) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2092) والنسائي (1/ 218) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 178) وابن حبان (1489 و 1491) والطبراني في "الكبير"(4283 و 4284) وأبو نعيم الأصبهاني في: "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين"(54) وفي "الصحابة"(2653) والبيهقي في "معرفة السنن"(2/ 299) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 338 و 23/ 386) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 305) والحازمي في "الاعتبار"(ص 103) من طرق عن مُحَمَّدْ بن عجلان المدني عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج به مرفوعا.

قال الحازمي: هذا حديث حسن"

وقال ابن القطان الفاسي: طريقه طريق صحيح وعاصم بن عمر وثقه النسائي وابن معين وأبو زرعة وغيرهم، ولا أعرف أحدا ضعفه (1) ولا ذكره في جملة الضعفاء" نصب الراية 1/ 235

قلت: طريقه صحيح كما قال، وابن عجلان وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن حبان والعجلي وغيرهم.

ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، منهم:

1 -

مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني.

أخرجه الطيالسي (منحة 301) والدارمي (1220) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2091) والطبراني في "الكبير"(4286) وأبو الشيخ في "الأقران"(295) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 41) وفي "الصحابة"(2654)

عن شعبة

(1) قال ابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 338 و 23/ 386): ليس بالقوي"

ص: 574

والترمذي (1)(154)

عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي

وأحمد (3/ 465) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 179) وابن حبان (1490) والبيهقي (1/ 457) والبغوي في "شرح السنة"(354)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والطبراني في "الكبير"(4288) وأَبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 42)

عن زائدة بن قدامة الكوفي

والطبراني (4290) وأبو نعيم (ص 43)

عن يزيد بن زُريع البصري

وأبو نعيم (ص 41)

عن أبي حنيفة

و (ص 42)

عن ابن المبارك

و (ص 43)

عن أبي شهاب عبد ربه بن سعيد الحفاظ وجرير بن عبد الحميد الرازي وعيسى بن يونس

وابن حبان (1490)

عن مُحَمَّدْ بن يزيد الواسطي

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(139)

عن أبي معاوية مُحَمَّدْ بن خازم

والطبراني في "الأوسط"(9285)

عن أبي الأشعث جعفر بن الحارث النخعي الكوفي

(1) وقال: حديث حسن صحيح"

ص: 575

كلهم عن ابن إسحاق به.

ورواه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن سفيان الثوري عن مُحَمَّدْ بن عجلان ومحمد بن إسحاق - جمعهما - عن عاصم بن عمر بن قتادة به.

أخرجه مُحَمَّدْ بن عاصم في "جزئه"(45) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 347 و 2/ 329)

عن أبي سفيان صالح بن مهران الأصبهاني

والطبراني في "الكبير"(4287) وأبو نعيم (1) في "الحلية"(7/ 94) وفي "مسند أبي حنيفة"(ص 42) وعبد الله بن مُحَمَّدْ بن النعمان التيمي في زوائده على "كتاب الصلاة" لأبي نعيم (315)

عن مُحَمَّدْ بن المغيرة الأصبهاني

كلاهما عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان به.

قال أبو نعيم: تفرد به النعمان عن سفيان"

2 -

يزيد بن عياض بن جعدبة.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3067)

ويزيد كذبه مالك وغيره.

3 -

مُحَمَّدْ بن عمرو بن جارية.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4285) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا مُحَمَّدْ بن عمرو به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2656) عن الطبراني به.

ومحمد بن عمرو هذا لم أر من ذكره.

4 -

عبد الحميد بن جعفر الأنصاري.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2655) من طريق مُعَلى بن عبد الرحمن الواسطي عن عبد الحميد به.

(1) لم يذكر في روايته "ابن عجلان"

ص: 576

ومعلى قال أبو زرعة: واهي الحديث.

5 -

صالح بن المخارق.

أخرجه خيثمة بن سليمان في "حديثه"(ص 185) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الحمصي أنبأ مُحَمَّدْ بن حمير أنبا أبو بكر بن أبي مريم عن صالح به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

- ورواه زيد بن أسلم واختلف عنه:

• فرواه أبو غسان مُحَمَّدْ بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه من الأنصار - وفي رواية: عن رجل من الأنصار - ولم يسمه.

أخرجه النسائي (1/ 28) والطبراني في "الكبير"(4294) وأبو نعيم في "الصحابة"(2659) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان مُحَمَّدْ بن مطرف عن زيد بن أسلم به.

قال ابن التركماني: ورجال هذا السند ثقات" الجوهر النقي 1/ 458

وقال الزيلعي: سنده صحيح" نصب الراية 1/ 238

• ورواه حفص بن ميسرة العقيلي عن زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر عن رجال من قومه من الأنصار، ولم يذكر محمود بن لبيد.

أخرجه الطحاوي (1/ 179)

• ورواه عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر عن رجل من الصحابة.

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 271)

• ورواه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم واختلف عنه:

فرواه وكيع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 321)

ورواه الليث بن سعد عن هشام بن سعد كرواية حفص بن ميسرة.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 179)

ص: 577

وتابعه أبو صدقة بكر (1) بن صدقة عن هشام بن سعد به.

أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 157)

ورواه أسباط بن مُحَمَّدْ الكوفي عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه من الأنصار، ولم يذكر عاصم بن عمر.

أخرجه أحمد (4/ 143)

وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين (2) في "الصلاة"(316) ثنا هشام بن سعد به.

وخالف الجميع إسحاق بن إبراهيم الحنيني فرواه عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم ابن بجيد الحارثي عن جدته حواء بنت زيد بن السكن الأنصارية مرفوعا به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3389) والطبراني في "الكبير"(24/ 222) وأبو في "الصحابة"(7581 و 7582) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(12/ 264 - 265)

والحنيني ذكره النسائي والعقيلي وغيرهما في الضعفاء.

وقال الدارقطني في "العلل": وهم فيه الحنيني" نصب الراية 1/ 236

وقال البزار: لم يتابع الحنيني عليه" كشف الأستار 1/ 194

• وقيل: عن زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4292) و"الأوسط"(3343) وأبو نعيم في "الصحابة"(2657)

عن أبي معن ثابت بن نعيم الهوجي

والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(211)

عن أحمد بن نصر بن زياد القرشي

ومحمد بن سهل بن عسكر

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(719)

عن مُحَمَّدْ بن أبي عتاب أبي الأعين

(1) قال فيه: عن فتية من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الصحابة"(7143)

ص: 578

وإبراهيم بن هانئ النيسابوري

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 179)

عن بكر بن إدريس بن الحجاج

وابن البختري في "الأمالي"(18)

عن إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البَلَدي

وابن الأعرابي (ق 222 / ب)

عن أبي الحسن علي بن داود القنطري

والخطيب في "الموضح"(1/ 397 - 398)

عن إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي

قالوا: ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن أبي داود عن زيد بن أسلم به.

وخالفهم موسى بن عبد الله القراطيسي فرواه عن آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن داود عن زيد بن أسلم.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(13/ 45)

وقال: كذا قال، وإنما يحفظ هذا من رواية بقية بن الوليد عن شعبة عن داود، وأما آدم فيرويه عن شعبة عن أبي داود عن زيد بن أسلم.

قلت: حديث بقية بن الوليد أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2090) والطبراني في "الكبير"(4293) وأبو الشيخ في "الأقران"(399) وأبو نعيم في "الصحابة"(2658) والخطيب في "الموضح"(2/ 92) من طرق عن بقية عن شعبة ثني داود البصري عن زيد بن أسلم به.

• وقيل: عن زيد بن أسلم عن أنس مرفوعا به.

أخرجه البزار (كشف 382) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ثنا خالد بن مخلد ثنا يزيد بن عبد الملك عن زيد بن أسلم به.

قال الهيثمي: وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفه أحمد والبخاري والنسائي وابن عدي، ووثقه ابن معين في رواية، وضعفه في أخرى" المجمع 1/ 315

قلت: أكثر على تضعيفه، وقال الدارقطني في "العلل": وهم فيه" نصب الراية 1/ 236

ص: 579

• وقيل: عن زيد بن أسلم عن محمود بن لبيد مرفوعا به.

أخرجه أحمد (5/ 429) عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه به.

وعبد الرحمن بن زيد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما.

• وقيل: عن زيد بن أسلم مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (2182) عن مَعْمَر عنه به.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 324 - 325) من طريق سعيد بن أوس أبي زيد الأنصاري عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "يا بلال أسفر بالصبح فإنّه أعظم للأجر"

وقال: سعيد بن أوس لا يجوز الاحتجاج بما انفرد من الأخبار ولا الاعتبار بما وافق الثقات في الآثار، وليس هذا من حديث ابن عون ولا ابن سيرين ولا أبي هريرة، وإنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج فقط فيما يشبه هذا مما لا يشك عوام أصحابنا أنها مقلوبة أو معمولة"

قلت: سعيد وثقه صالح جزرة والحاكم والخطيب البغدادي، وقال ابن معين وأبو حاتم والذهبي في "الديوان": صدوق.

وأما حديث بلال فأخرجه البزار (كشف 383) والروياني (743) وأبو يعلى (المطالب 281) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 179) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(170) والعقيلي (1/ 112) والهيثم بن كليب في "مسنده"(941 و 942) وابن الأعرابي (ق 14/ ب) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 171) والطبراني في "الكبير"(1016) وابن عدي (1/ 339) وأبو الشيخ في "الأقران"(168) وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين"(2/ 621) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(6 و 177) من طريق أيوب بن سيار المدني عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر عن أبي بكر الصديق عن بلال مرفوعا "أسفروا بالفجر فإنّه أعظم للأجر"

قال البزار: وأيوب ضعيف"

وقال الهيثمي: وفيه أيوب بن سيار وهو ضعيف" المجمع 1/ 315

وقال العقيلي: ليس لإسناده أصل ولا يتابع عليه، وأما المتن فيروى عن رافع بن خديج بإسناد جيد"

ص: 580

وقال أبو موسى المديني: غريب من حديث ابن المنكدر لم يرويه عنه إلا أيوب

وأما حديث قتادة بن النعمان فأخرجه البزار (كشف 384) من طريق فُلَيح بن سليمان الخزاعي المدني ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده مرفوعا "أسفروا بالفجر فإنّه أعظم لأجركم"

وقال: لا نعلم أحدا تابع فليحا على هذه الرواية [وإنما يرويه مُحَمَّدْ بن إسحاق ومحمد بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، وهو الصواب](1).

وقال الهيثمي: رجاله ثقات"

قلت: عمر بن قتادة لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا من رواية ولده عنه.

وفليح مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10381) وفي "منتقى ابن مروديه من حديثه"(74) والخطيب في "الموضح"(1/ 438) من طريق المعلى بن عبد الرحمن ثنا سفيان الثوري وشعبة عن زُبَيد عن مرّة عن ابن مسعود مرفوعا "أسفروا بصلاة الصبح فإنّه أعظم للأجر"

قال الهيثمي: وفيه معلي بن عبد الرحمن الواسطي قال الدارقطني: كذاب، وضعفه الناس، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به" المجمع 1/ 315 - 316

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (2/ 798) من طريق حفص بن عمر قاضي حلب عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن مُحَمَّدْ بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعا "نوروا أو أسفروا بصلاة الفجر فإنّه أعظم للأجر"

وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر.

387 -

قالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بِوَضُوء فقال "اسكبي" فسكبت عليه.

قال الحافظ: وقد روى الحاكم في "المستدرك" من حديث الربيع بنت معوذ أنها قالت: فذكرته، وليس هو على شرط المصنف" (2)

(1) ما بين المعكوفتين من "نصب الراية"(1/ 236)

(2)

1/ 298 (كتاب الوضوء - باب الرجل يوضئ صاحبه)

ص: 581

أخرجه الطيالسي (منحة 175) والشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 298) وعبد الرزاق (11 و 35 و 65 و 119) وأبو عبيد في "الطهور"(318 و 320 و338) والحميدي (342) وابن أبي شيبة (1/ 9 و 16 و 20 و 21) وإسحاق (2263 و 2264) وأحمد (6/ 358 و 359 و 360) والدارمي (696) وأبو داود (126 و 127 و 128 و 129 و 130 و 131) والترمذي (33 و 34) وابن ماجه (390 و 440 و 441) ومحمد بن يحيى المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (106 و 319) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 362 و 373 و 383 و 400) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2508) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 33 و 36) والطبراني في "الكبير"(24/ 266 و 267 و 268 و 269 و 270 و 271 و 272 و 273) و"الأوسط"(943 و 2409 و 2410) والدارقطني (1/ 87 و 106) والحاكم (1/ 152) والبيهقي (1/ 59 - 60 و 60 و 64 و 65 و 72 و 237) وفي "الخلافيات"(124) وفي "معرفة السنن"(1/ 297 - 298) والبغوي في "شرح السنة"(1/ 438) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 384) من طرق عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل بن أبي طالب عن الربيع بنت معوذ بن عَفْرَاء قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا، فحدثتنا أنّه قال: اسكبي لي وَضوءا" فذكرت وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثا، ووضأ وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق مرة، ووضأ يديه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مرتين، يبدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجليه ثلاثا ثلاثا" واللفظ لأبي داود (1).

قال الترمذي: هذا حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادا"

وقال أيضا: حسن صحيح"

وقال الحاكم: لم يحتجا بابن عقيل وهو مستقيم الحديث"

وقال البيهقي: وعبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل لم يكن بالحافظ، وأهل العلم بالحديث مختلفون في جواز الاحتجاج برواياته"

قلت: أكثرهم على تضعيفه.

388 -

حديث ابن عباس عن فاطمة عليها السلام قالت: اجتمع المشركون في الحِجْر فقالوا: إذا مرّ مُحَمَّدْ ضربه كل رجل منا ضربة فسمعت ذلك فأخبرته، فقال "اسكتي يا بنية" ثم خرج فدخل عليهم فرفعوا رؤوسهم ثم نكسوا، قالت:

(1) قال الحافظ في "التلخيص"(1/ 84): وله عن الربيع بنت معوذ طرق وألفاظ، مدارها على عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل وفيه مقال"

ص: 582

فأخذ قبضة من تراب فرمى بها نحوهم، ثم قال "شاهت الوجوه" فما أصاب رجلا منهم إلا قتل يوم بدر كافرا.

قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "ائتوني بوضوء"

389 -

عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسكن حراء"

قال الحافظ: فعند مسلم من حديث أبي هريرة قال: فذكره، وفي رواية له "وسعد" وله شاهد من حديث سعيد بن زيد عند الترمذي وآخر عن علي عند الدارقطني" (2)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث سعيد بن زيد ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث بريدة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث صحابي لم يسم

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (2417) من طريق عبد العزيز بن مُحَمَّدْ الدَّرَاوَرْدِي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اهْدَأ، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد"

وأخرجه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء، فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص.

وأما حديث سعبد بن زيد فله عنه طرق:

الأول: يرويه هلال بن يساف الكوفي واختلف عنه:

- فقال حصين بن عبد الرحمن السلمي: سمعت هلال بن يساف يحدث عن عبد الله بن ظالم المازني قال: لما قدم معاوية الكوفة، أقام المغيرة بن شعبة خطباء يتناولون عليا، وفي

(1) 8/ 169 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة)

(2)

8/ 58 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عثمان بن عفان)

ص: 583

الدار سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، فأخذ بيدي ثم قال: ألا ترى إلى هذا الظالم الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة، وأشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم آثم، قلت: وما التسعة؟ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حراء "اثبث (1) حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" قلت: وما التسعة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف، قلت: من العاشر؟ فتلكأ هُنَيَّه، وقال: أنا.

رواه عن حصين غير واحد، منهم:

1 -

عبد الله بن إدريس الأودي.

أخرجه أبو داود (4648) والفاكهي في "أخبار مكة"(2423) والنسائي في "الكبرى"(8208) والعقيلي (2/ 268) وابن حبان (6996)

2 -

أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 14) عن أبي الأحوص به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات فضائل الصحابة"(250) وابن أبي عاصم (2) في "السنة"(1426) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1169 و1780) عن أبي جعفر مُحَمَّدْ بن صالح بن ذريح العكبري ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الهيثم بن كليب (199) من طريق إبراهيم بن يوسف بن ميمون البلخي أنا أبو الأحوص ثنا حصين ومنصور عن هلال بن يَسَاف به.

3 -

هُشيم بن بشير.

أخرجه الترمذي (3757) وعبد الله بن أحمد (250) وأبو يعلى (969) والمزي (15/ 135 - 136) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين"(ص 25)

وقال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحافظ: حديث حسن"

4 -

شعبة.

(1) وفي لفظ "اسكن"

(2)

وقع عنده: أبو الأحوص عن منصور عن هلال، وأظنه تصحيف.

ص: 584

أخرجه الطيالسي (ص 32) وأحمد (1)(1/ 188) وفي "الفضائل"(251) وابن ماجه (134) والبزار (1263) والنسائي في "الكبرى"(8205) والذهبي في "السير"(1/ 105)

5 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

أخرجه أحمد (1/ 189) وفي "الفضائل"(252) والهيثم بن كليب (196) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 389)

6 -

خالد بن عبد الله الواسطي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 125) وابن أبي عاصم في "السنة"(1427) والهيثم بن كليب (197)

7 -

علي بن عاصم الواسطي.

أخرجه أحمد (1/ 189)

8 -

أبو بكر بن عياش.

أخرجه الحاكم (3/ 450 - 451)

- ورواه سفيان الثوري عن حصين بن عبد الرحمن ومنصور بن المعتمر واختلف عنه:

• فقال وكيع: ثنا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال عن سعيد بن زيد.

قال وكيع: وقال سفيان: عن حصين عن هلال عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد.

قال وكيع: ولم يحدثه منصور عن هلال عن سعيد بن زيد.

أخرجه أحمد في "الفضائل"(82 و 253) عن وكيع به.

وقال في "المسند"(2)(1/ 187 - 188): ثنا وكيع ثنا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال عن سعيد بن زيد.

قال وكيع مرّة: قال منصور عن سعيد بن زيد.

وقال مرّة: حصين عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد.

وأخرجه العقيلي (2/ 268) من طريق نعيم بن حماد عن وكيع عن سفيان عن منصور وحصين عن هلال عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد.

(1) وقع عنده: كنا على حراء أو أُحُد.

(2)

ومن طريقه أخرجه الذهبي في "السير"(1/ 139)

ص: 585

• وقال عبد الله بن إدريس الكوفي: عن سفيان عن منصور عن هلال عن عبد الله بن ظالم- وذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم - قال: سمعت سعيد بن زيد.

أخرجه أبو داود (4648) والنسائي في "الكبرى"(8208)

• وقال قَبيصة بن عقبة الكوفي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن سعيد بن زيد.

أخرجه الهيثم بن كليب (209)

• وقال قاسم بن يزيد الجَرْمِي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن فلان بن حيان عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8206)

وتابعه عبيد بن سعيد القرشي الأموي ثنا سفيان به (1).

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1425) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(84 و 254) والهيثم بن كليب (214)

• وقال يحيى القطان: عن سفيان ثني منصور عن هلال عن رجل قال: أتى رجل سعيد بن زيد فقال: فذكر الحديث.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(4/ 413)

• وقال معاوية بن هشام القصار الكوفي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن حيان بن غالب قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(83) والهيثم بن كليب (213) والدارقطني في "العلل"(4/ 412)

وحيان بن غالب قال العقيلي: ليس بمشهور بالنقل (2/ 268)

• وقال المعافى بن عمران الموصلي: ثنا سفيان عن منصور عن هلال عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد.

أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 587)

وتابعه مُحَمَّدْ بن يوسف الفريابي ثنا سفيان به.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه البخاري فى "الكبير"(3/ 1/124 - 125) إلا أنّه لم يذكر فيه فلان بن حيان.

ص: 586

أخرجه البيهقي في "المدخل"(88)

- وقال طلحة بن مصرّف اليامي الكوفي: عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد.

أخرجه الهيثم بن كليب (193 و198 و 200 و 211) والطبراني في "الأوسط"(894) وابن عدي (6/ 2241) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 25) من طرق عن مُحَمَّدْ بن طلحة بن مصرف عن أبيه به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن طلحة إلا ابنه مُحَمَّدْ، ولم يذكر طلحة في الإسناد بين هلال بن يساف وبين سعيد بن زيد، عبد الله بن ظالم"

وقال أبو نعيم: مشهور من حديث هلال عن سعيد، غريب من حديث طلحة، تفرد به ابنه مُحَمَّدْ"

قلت: وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، ولينه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

الثاني: يرويه الحُرُّ بن صَيَّاح النخعي الكوفي عن عبد الرحمن بن الأَخْنس عن سعيد بن زيد قال: اهتزّ حراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أثبت حراء، فليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأنا.

أخرجه الترمذي (5/ 652)

عن شعبة

والنسائي في "الكبرى"(8156)

عن الحسن بن عبيد الله النخعي

كلاهما عن الحر بن صياح به.

وروإته ثقات غير عبد الرحمن بن الأخنس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

الثالث: يرويه صالح بن موسى الطَّلحي عن عاصم بن أبي النجود عن زِر بن حُبَيْش عن سعيد بن زيد قال: اختبأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق حراء، فلما استوينا رجف بنا، فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفه، ثم قال "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وسعيد بن زيد الذي حدّث بالحديث.

ص: 587

أخرجه الفاكهي (2341) وأبو يعلى (970) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 26 - 27) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(102)

وصالح بن موسى قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ضعيف الحديث.

الرابع: يرويه عدي بن ثابت الكوفي عن المغيرة بن شعبة عن سعيد بن زيد أنّه قال: كان عاشر عشرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد"

فقال سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد ذلك "أبو بكر في الجنة، وذكر الحديث.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(67) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان عن عدي بن ثابت به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8225)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عدي بن ثابت إلا علي بن زيد، ولا عن علي إلا الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

الخامس: يرويه ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع القرشي ثني أبي ثني أبو الطفيل عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حراء فتحرك فضرب برجله ثم قال "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وهؤلاء القوم معه: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وأنا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(356) و"الأوسط"(2030) عن أحمد بن مُحَمَّدْ بن علي الخزاعي الأصبهاني ثنا مُحَمَّدْ بن بُكَيْر الحضرمي ثنا ثابت بن الوليد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(573) عن الطبراني به.

وقال الطبراني: لم يَروه إلا مُحَمَّدْ بن بكير الحضرمي"

قلت: وهو صدوق، وكذا ثابت بن الوليد وأبوه، وأبو الطفيل عامر بن واثلة صحابي، وأحمد بن مُحَمَّدْ الخزاعي قال أبو الشيخ: ثقة مأمون (الطبقات 3/ 414) فالإسناد حسن.

ص: 588

السادس: يرويه سالم بن أبي الجعد عن سعيد بن زيد مرفوعا "أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد" قال: فسمى تسعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك، وقال: لو شئت أنْ أسمي العاشر لفعلت.

أخرجه ابن سعد (3/ 383) عن يحيى بن سعيد الأموي أنا عُبَيْدة بن مُعَتَّب عن سالم بن أبي الجعد به.

وإسناده ضعيف لضعف عبيدة بن معتب.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن سعيد بن زيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك، فقال "أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان.

أخرجه خيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"(ص 95) عن جعفر بن مُحَمَّدْ بن الحسن بن زياد الزعفراني ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ مُحَمَّدْ بن أنس عن الأعمش به.

ورواته ثقات إلا أنّ الأعمش وسالم بن أبي الجعد مدلسان وقد عنعنا.

السابع: يرويه سفيان عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أثبت فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيد" وكان عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 341) عن الطبراني ثنا عبدان بن أحمد ثنا معمر بن سهل ثنا مُحَمَّدْ بن إسماعيل الكوفي ثنا سفيان به.

ومحمد بن إسماعيل أظنه ابن سَمُرَة الأحمسي وثقه النسائي وغيره، وسفيان أظنه ابن عُيينة، ومعمر بن سهل هو ابن معمر الأهوازي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: شيخ متقن يغرب.

والباقون ثقات إلا أنْ أبا إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن.

وأما حديث عثمان فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فقال يونس بن أبي إسحاق: عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف عثمان من القصر وهو محصور، فقال: أنشد بالله من شهد رسول اللهْ صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله بقدمه، ثم قال "اسكن حراء، ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وأنا معه، فانتشد له رجال

ص: 589

أخرجه أحمد (1/ 59) وفي "الفضائل"(751) وابن أبي عاصم في "السنة"(1309) والنسائي (6/ 197) والدارقطني (4/ 198) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 342 - 343 و 343) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 590 - 591)

وتابعه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق به.

أخرجه الدارقطني (4/ 198)

- وقال زيد بن أبي أنيسة: عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أنّ حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اثبت حراء، فليس عليك إلا نبيّ أوصدّيق أو شهيد"؟ قالوا: نعم،

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(4/ 1195) والترمذي (1)(3699) والبزار (398) والنسائي (6/ 197 - 198) وابن حبان (6916) والآجري في "الشريعة"(1451) والدارقطني (4/ 199) والقطيعي في "زيادات الفضائل"(849) والبيهقي (6/ 167) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 337 و 337 - 338 و 338) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة به.

وتابعه (2) شعبة عن أبي إسحاق به.

أخرجه البزار (399) من طريق عبد الله بن عثمان بن جَبَلة المروزي ثني أبي عن شعبة به.

وقال: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عثمان إلا من هذا الوجه الذي ذكرناه إلا أنْ يكون يونس بن أبي إسحاق قد خالف في إسناده فرواه عن أبيه عن أبي سلمة، ونحن فلم نحفظه إلا من حديث أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن، ولا رواه عن شعبة إلا عثمان بن جبلة"

وقال الدارقطني: وقول شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب" العلل 3/ 52

قلت: وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: دخل مُحَمَّدْ بن أبي بكر على عثمان بن عفان، فقال له عثمان: فذكر حديثا طويلا وفيه: قال: فانشدك بالله

(1) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب"

(2)

وتابعه أيضا عبد الكبير بن دينار كما في "العلل" للدارقطني 3/ 52

ص: 590

هل تعلم أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل حراء فرجف بنا فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمه وقال "اسكن حراء، فإنه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" وعلى الجبل يومئذ النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير؟ قال: نعم.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(666) وفي "السنة"(1301) عن يوسف بن موسى القطان ثنا عبد الملك بن هارون به.

وعبد الملك بن هارون كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال ابن حبان: يضع الحديث.

الثالث: يرويه عباد بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشي عن أبيه عن عبيد الله بن الخيار قال: سمعت عثمان يوم قتل يقول: بينا أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على صخرة بحراء، إذ تحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما عليك نبي أوصدّيق أو شهيد" كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وأنا وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف.

أخرجه الفاكهي (2424) عن عبد الله بن شبيب الرَّبَعي ثني إبراهيم بن المنذر ثني عباس بن أبي شملة ثني موسى بن يعقوب عن عباد بن إسحاق به.

وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن شبيب قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات.

وخالفه ابن أبي عاصم فرواه في "السنة"(1447) عن إبراهيم بن المنذر ثنا عباس بن أبي شملة ثني موسى بن يعقوب عن عباد بن إسحاق عن أبيه عن عبد الرحمن بن بولا قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: فذكر الحديث.

ورواه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 57 - 58) عن إبراهيم بن المنذر فقال فيه: عن عبد الله بن تولى سمع عثمان.

واختلف فيه على موسى بن يعقوب، فرواه يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري عن أبي القاسم بن أبي الزناد ثنا موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن إسحاق (وهو عباد) عن عبد الله بن بولا سمع عثمان.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 50) والدارقطي في "المؤتلف"(1/ 259 - 260)

وعبد الله بن بولا ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الرابع: يرويه الوليد بن مسلم ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن أبي يعفور العبدي أنّه

ص: 591

حدّثهم عن عطاء البصري قال: حدثني شيخ بإفريقية أنّ أباه حدثه أنّه كان مع عثمان فجاء علي، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فأعرض عنه، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فأعرض عنه، ثم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فرد عليه ردا ضعيفا، فقال: أما تعلم أنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حِرَى فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسكن حِرَى، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" فقال: بلى، فقال عليّ: فوالله لتقتلنّ ولأقتلنّ معك. قال ذلك ثلاث مرات.

أخرجه ابن عساكر (ص 373) من طريق مُحَمَّدْ بن عائذ القرشي ثنا الوليد بن مسلم به.

وإسناده ضعيف، عطاء البصري مجهول، والشيخ الأفريقي وأبوه لا يعرفان.

وأما حديث بريدة فأخرجه أحمد (5/ 346) وابن أبي عاصم في "السنة"(1443) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 292 - 293 و 293)

عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي

والفاكهي (2425) والقطيعي في "زيادات الفضائل"(867) وتمام (881)

عن علي بن الحسين بن واقد المروزي

كلاهما عن الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فتحرك الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اثبث حراء، فإنه ليس عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيد"

قال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 8/ 38

قلت: علي بن الحسن وعبد الله بن بريدة ثقتان، وعلي بن الحسين وأبوه صدوقان، فالإسناد حسن.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(249) وابن أبي عاصم في "السنة"(1446) وأبو يعلى (2445) وفي "معجمه"(21) والطبراني في "الكبير"(11671) وابن عدي (7/ 2486) والآجري في "الشريعة"(1171) وابن شاهين في "الأفراد"(95) وأبو نعيم في "الإمامة"(190) والخطيب في "الموضح"(1/ 179) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 159) من طريق إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني ثني النضر أبو عمر الخَزَّاز عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتزعزع بهم الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد" قال: وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد.

ص: 592

قال ابن شاهين: وهذا حديث غريب تفرد به النضر أبو عمر الخزاز، ولا أعلم حدّث به عنه إلا إسماعيل بن زكريا"

قلت: والنضر الخزاز قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بشيء.

وأما حديث عبد الله بن سعد فأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 172) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 253 - 254) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(819) وفي "السنة"(1445) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 136 - 137) والطبراني في "الأوسط"(374) وأبو نعيم في "الصحابة"(4181) والخطيب في "الموضح"(2/ 451) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ص 17 و 17 - 18 و 18) من طرق عن ابن لَهيعة ثنا عياش بن عباس القتباني عن الهيثم بن شَفي عن عبد الله بن سعد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشرة من أصحابه معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وغيرهم على جبل إذ تحرك بهم الجبل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسكن حراء، فإنّه ليس عليك إلا نبيّ أو صدّيق أو شهيد"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة"

وقال أبو سعيد بن يونس: لم يحدّث بهذا الحديث غير عبد الله بن لهيعة وحده" تاريخ ابن عساكر

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

وأما حديث أبي الدرداء فيرويه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه واختلف عنه:

- فقال فرج بن فَضالة: عن أبي بكر بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: لما اهتز الجبل قال النبي صلى الله عليه وسلم "اهدأ حراء، فما عليك إلا نبي أو صدّيق أبو بكر أو الفاروق عمر أو التقي عثمان"

أخرجه ابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 292)

وفرج بن فضالة الشامي وأبو بكر بن أبي مريم ضعيفان.

- وقال معاوية بن صالح الحمصي: عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي هريرة قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحرك الجبل بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسكن حراء، فإنما عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد"

ص: 593

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2032) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح به.

وإسناده ضعيف، بكر بن سهل قال النسائي: ضعيف، وعبد الله بن صالح مختلف فيه.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2902) عن عاصم بن النضر بن المنتشر الأحول أبي عمر ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة عن يونس بن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ أبا بكر وعمر وعثمان كانوا على حراء فتحرك بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أثبت حراء، فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيدان"

ورواته ثقات إلا أنْ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، ويونس بن جبير لم يذكر سماعا من الصحابي.

390 -

حديث جابر بن سَمُرَة "اسكنوا في الصلاة"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (430) من حديث جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمُس اسكنوا في الصلاة"

391 -

عن عدي بن حاتم قال: لما بُعِثَ النبي صلى الله عليه وسلم كرهته فانطلقت إلى أقصى الأرض مما يلي الروم، ثم كرهت مكاني فقلت: لو أتيته فإنْ كان كاذبا لم يخف عليّ، فأتيته فقال "أسلم تسلم" فقلت: إن لي دينا، وكان نصرانيا فذكر إسلامه.

وذكر ذلك ابن إسحاق مطولا، وفيه: أنّ خيل النبي صلى الله عليه وسلم أصابت أخت عدي وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم مَنَّ عليها فأطلقها بعد أنْ استعطفته بإشارة عليّ عليها، فقالت له: هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ منّ الله عليك، فقال "ومن وافدك؟ " قالت: عدي بن حاتم، قال "الفار من الله ورسوله؟ " فلما قدمت بنت حاتم على عدي أشارت عليه بالقدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم وأسلم. وروى الترمذي من وجه آخر عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال "هذا عدي بن حاتم" وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يقول "إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي"

قال الحافظ: وروى أحمد في سبب إسلام عدي أنّه قال: فذكره" (2)

(1) 11/ 429 (كتاب النفقات - باب وجوب النفقة على الأهل)

(2)

9/ 166 (كتاب المغازى - قصة وفد طيىء وحديث عدي بن حاتم)

ص: 594

ورد إسلام عدي بن حاتم من عدة طرق:

الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن سيرين واختلف عنه:

- فقال جرير بن حازم البصري: عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة بن اليمان أنّ رجلا قال: قلت: أسال عن حديث عن عدي بن حاتم وأنا في ناحية الكوفة فأكون أنا الذي أسمعه منه، فأتيته فقلت: أتعرفني؟ قال: نعم، أنت فلان بن فلان، وسماه باسمه، قلت: حدثني: قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم. فكرهته أشدّ ما كرهت شيئا قط، فانطلقت حتى أنزل أقصى أهل العرب مما يلي الروم، فكرهت مكاني أشدّ مما كرهت مكاني الأول، فقلت: لآتين هذا الرجل فإنْ كان كاذبا لا يضرني، وإن كان صادقا لا يخفى عليّ، فقدمت المدينة فاستشرفني الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" قلت: إني من أهل دين، قال "أنا أعلم بدينك منك" قال: قلت: أنت أعلم بديني مني، قال "نعم، أنا أعلم بدينك منك" قلت: أنت أعلم بديني مني، قال "نعم" قال "ألست ركوسيا؟ " قلت: بلى، قال "أولست ترأس قومك؟ " قلت: بلى، قال "أولست تأخذ المرباع؟ " قلت: بلى، قال "ذلك لا يحل لك في دينك" قال: فتواضعت من نفسي، قال "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم، فإني ما أظنّ أو أحسب أنّه يمنعك من أنْ تسلم إلا خصاصة من ترى حولي، وأنك ترى الناس علينا إلبا واحدا ويدا واحدة، فهل أتيت الحيرة؟ " قلت: لا، وقد علمت مكانها، قال "يوشك الظعينة أنّ ترحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، ولتفتحنّ عليكم كنوز كسرى بن هرمز، قالها ثلاثا، يوشك أنْ يهم الرجل من يقبل صدقته" فلقد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، ولقد كنت في أول خيل أغارت على المدائن، ولتجيء الثالثة إنّه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله لي.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 324 - 325) وأحمد (4/ 379) عن حسين بن مُحَمَّدْ المروذي أنبا جرير بن حازم به.

وتابعه سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي البصري عن ابن سيرين به.

أخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي"(ص 287 - 288) عن سعيد بن عبد الرحمن به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 343)

- وقال قتادة: عن ابن سيرين عن أبي عببدة قال: كنت أسأل الناس عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة، فأتيته فقلت: ما حديث بلغني عنك؟ فقال: فذكر الحديث بطوله.

ص: 595

ولم يذكر فيه: عن رجل.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6610) وابن شاهين في "الأفراد"(13) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(115) من طريق عبد الله بن هشام الدَّسْتُوَائي ثنا أبي عن قتادة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام الدستوائي، تفرد به ابنه عبد الله"

وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب الإسناد، والمعروف فيه حديث حماد عن أيوب عن ابن سيرين في إسلام عدي بن حاتم مسند، ولا أعرف لعبد الله بن هشام الدستوائي حديثا غيره، ولا أعلم حدّث به عنه إلا عمرو (1) بن علي"

وقال ابن عبد البر: حديث حسن صحيح" الاستيعاب 8/ 69

قلت: عبد الله بن هشام الدستوائي قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الساجي: فيه ضعف لم يكن صاحب حديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".

- ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين واختلف عنه:

• فقال مُحَمَّدْ بن أبي عدي: عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن عدي.

أخرجه أحمد (4/ 258 و 377 - 378)

وتابعه مُحَمَّدْ (2) بن عبد الله الأنصاري ثنا ابن عون به.

أخرجه الدارقطني (2/ 222)

• وقال عبد الرحمن بن حماد الشُّعَيثي: عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل اسمه أيمن عن عدي.

أخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال"(2) وأبو نعيم في "الدلائل"(470)

- ورواه حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن ابن سيرين واختلف عنه:

• فقال يونس بن مُحَمَّدْ المؤدب: ثنا حماد بن زيد أنا أيوب عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل

(1) قلت: روايته عند الطبراني وابن شاهين، وتابعه مُحَمَّدْ بن أبي بكر بن عطاء بن مقدم عن عبد الله بن هشام عند أبي القاسم الأصبهاني.

(2)

ووقع في روايته: حدثني ابن حذيفة شك ابن عون اسمه مُحَمَّدْ بن حذيفة.

ص: 596

أخرجه أحمد (4/ 258 و 379)

وتابعه سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد به.

أخرجه الدارقطني (2/ 221 و 222) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 342)

وقال الدارقطني: كلهم ثقات"

• ورواه إسحاق بن إبراهيم بن كامَجر المروزي عن حماد بن زيد فلم يذكر فيه: عن رجل.

أخرجه ابن حبان (6679) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 8 - 9)

- ورواه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين واختلف عنه:

• فقال يزيد بن هارون الواسطي: أنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل عن عدي.

أخرجه أحمد (4/ 257 و 379)

• وقال عبد الله بن بكر السهمي: ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة عن عدي.

أخرجه الحاكم (4/ 518 - 519)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان لأبي عبيدة شيئا.

وتابعه مخلد بن الحسين الأزدي عن هشام بن حسان به.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 343)

- ورواه إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني عن ابن سيرين عن عدي مختصرا.

أخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي"(ص 288)

وإبراهيم بن عبد الرحمن هذا لم أقف له على ترجمة.

وتابعه عبيد الله بن عمر العمري عن ابن سيرين أنّ عدي بن حاتم وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه الدارقطني (2/ 221 - 222) عن أحمد بن مُحَمَّدْ بن زياد ابن الأعرابي وأحمد بن سلمان النجاد قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن مُحَمَّدْ عن عبيد الله بن عمر به.

ص: 597

وإبراهيم بن حمزة هو الزبيري وعبد العزيز بن مُحَمَّدْ هو الدراوردي وهما صدوقان، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه عامر الشعبي عن عدي بن حاتم قال: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة وما أعلم أحدا من العرب كان أشدّ بغضا ولا كراهية له مني حتى لحقت بالروم، فلما بلغني ما يدعو إليه من الأخلاق الحسنة وما قد اجتمع له من الناس ارتحلت حتى أتيته، فوقفت عليه وعنده صهيب وسلمان وبلال، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فنظر إليّ فقال "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" فقلت: أخ أخ فأنخت، ثم جئت حتى ألصقت ركبتي بركبته فضرب على فخذي وقال "يا عدي بن حاتم أسلم تسلم" فقلت: وما الإِسلام؟ قال "تشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله وتؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها، حلوها ومرها، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تفتح خزائن قيصر وكسرى، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتي الظعينة من الحيرة فتطوف بهذه الكعبة بغير جوار، يا عدي بن حاتم لا تقوم الساعة حتى يحمل الرجل جراب المال فيطوف به، ولا يجد أحدا يقربه فيضرب به الأرض، فيقول: ليتك لم تكن لي، ليتك كنت ترابا".

أخرجه يونس بن بكير في "زيادات المغازي"(ص 287) عن عبد الأعلى بن أبي المساور القرشي عن الشعبي به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 69 و 81) وأبو نعيم في "الدلائل"(471) والبيهقي في "القضاء والقدر"(197 و 198) والخطيب في "التاريخ"(11/ 68 - 69) من طرق عن عبد الأعلى بن أبي المساور به.

قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك" المجمع 7/ 199

الثالث: يرويه مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني عن شيبان بن سعد الطائي قال: كان عدي بن حاتم يقول فيما بلغني: ما رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به منا، فذكر الحديث وفيه طول.

أخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 112 - 115) عن مُحَمَّدْ بن حميد الرازي ثنا سلمة عن ابن إسحاق به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وشيبان بن سعد لم أقف له على ترجمة"

الرابع: يرويه عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

جالس في المسجد فقال القوم: هذا عدي بن حاتم، وجئت بغير أمان ولا كتاب. فلما

ص: 598

دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك "إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي" وذكر الحديث وفيه طول.

أخرجه الترمذي وغيره.

وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم عند حديث "المغضوب عليهم: اليهود، ولا الضالين: النصارى"

392 -

"اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} [البقرة: 163] وفاتحة سورة آل عمران {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [آل عمران: 2]

قال الحافظ: أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي، وحسنه الترمذي في نسخة صحيحة وفيه نظر لأنه من رواية شهر بن حَوْشب" (1)

أخرجه أحمد (6/ 461) لإسحاق (2310) وابن أبي شيبة (10/ 272 و 14/ 30) والدارمي (3392) وعبد بن حميد (1578) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(182) وجعفر الفريابي في "فضائل القرآن"(46) وأبو داود (1496) وابن ماجه (3855) والترمذي (3478) والطحاوي في "المشكل"(178 و 179) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1460) والدينوري في "المجالسة"(15) والطبراني في "الكبير"(24/ 174) وفي "الدعاء"(113) وأبو نعيم في "الصحابة"(7508) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 25 - 26) والبيهقي في "الأسماء"(ص 128) وفي "الشعب"(2166) والشجري في "أماليه"(1/ 113 و 2/ 45) والواحدي في "الوسيط"(1/ 246) والبغوي في "شرح السنة"(1261) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(56) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(26 و 27) والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 44) من طرق عن عبيد الله بن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال البغوي: هذا حديث غريب"

قلت: عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب مختلف فيهما.

(1) 13/ 483 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

ص: 599

393 -

"اسمعوا وأطيعوا ولو اسْتُعْمِلَ عليكم عبد يقودكم بكتاب الله"

قال الحافظ: ولمسلم أيضا من حديث أم الحصين: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (1838) عن أم الحصين قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا ثم سمعته يقول "إنّ أُمِّرَ عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له واطيعوا".

وفي لفظ "لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له واطيعوا".

394 -

قال أبو عمرة: أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرسي أربعة أسهم ولي سهما فأخذت خمسة أسهم.

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه الدارقطني (4/ 104) عن إبراهيم بن حماد ثنا علي بن حرب ثني أبي حرب بن مُحَمَّدْ ثنا مُحَمَّدْ بن الحسن عن مُحَمَّدْ بن صالح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن جده بشير بن عمرو بن محصن قال: أسهم لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرسي أربعة أسهم ولي سهما فأخذت خمسة أسهم.

مُحَمَّدْ بن الحسن أظنه الشيباني صاحب أبي حنيفة قال ابن معين وغيره: ضعيف، ومحمد بن صالح لم أعرفه وأظنه زَمْعَة بن صالح تحرف زمعة إلى مُحَمَّدْ وهو مذكور في شيوخ مُحَمَّدْ بن الحسن وهو ضعيف أيضا.

وخالفه المسعودي في لفظه رواه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن جده أنّه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر أو يوم أحد ومعه إخوة له فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراجل سهما سهما وأعطى الفارس سهمين.

أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة"(11/ 269) و "التهذيب"(12/ 187) و"النكت الظراف"(9/ 235) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن المسعودي به.

واختلف فيه على المسعودي:

فقيل: عنه ثني أبو عمرة عن أبيه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعة نفر ومعنا

فرس فأعطى كل إنسان منا سهما، وأعطى الفرس سهمين.

(1) 16/ 240 (كتاب الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام)

(2)

6/ 408 (كتاب الجهاد - باب سهام الفرس)

ص: 600

أخرجه أحمد (4/ 138) وعنه أبو داود (2734) قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا المسعودي به.

واختلف فيه على المقرئ، فرواه أبو الأزهر عنه ثنا المسعودي عن ابن أبي عمرة عن أبيه.

أخرجه البيهقي (6/ 326)

وقيل: عن المسعودي عن رجل من آل أبي عمرة عن أبي عمرة.

أخرجه أبو داود (2735) والبيهقي (6/ 326) من طريق أمية بن خالد البصري ثنا المسعودي به.

والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ثقة كما قال ابن معين وغيره إلا أنّه اختلط بأخرة، وقد تكلموا فيما يرويه عن غير القاسم بن عبد الرحمن بن مسعود وعون بن عبد الله بن عتبة (1).

فقال أبو زرعة: أحاديثه عن غير القاسم وعون مضطربة يهم كثيرا" سؤالات البرذعي 2/ 420

ونحا الحافظ منحى الجمع والترجيح بين هذه الروايات المختلفة فقال: والاختلاف فيه على المسعودي وكان قد اختلط، ورواية ابن منده هي من طريق يونس بن بكير عنه، ورواية أبي داود من طريق أمية بن خالد عنه، والثانية من رواية أبي عبد الرحمن المقرىء عنه، والظاهر من مجموع ذلك أنّ الحديث لأبي عمرة الأنصاري لا لغيره والله تعالى أعلم، ومن الجائز أنْ يكون عبد الله بن عبد الرحمن يكنى أبا عمرة فتلتئم رواية أمية بن خالد مع رواية يونس بن بكير، إلا أنّ يونس يزيد عليه قوله: عن جده، وهو أصوب والله تعالى أعلم" التهذيب

وقال في "التقريب": أبو عمرة عن أبيه مجهول من السادسة وإلا فالصواب أنّه الأنصاري والد عبد الرحمن"

وقال الذهبي في "الميزان": أبو عمرة عن أبيه وله صحبة "للفرس سهمان" وعنه المسعودي والخبر معلل"

(1) انظر "تاريخ بغداد"(10/ 220 - 221)

ص: 601

395 -

"أشبه خَلْقك خَلْقي، وخُلُقك خُلُقي"

قال الحافظ: في مرسل ابن سيرين عند ابن سعد: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن سعد (4/ 36) عن هَوْذَة بن خليفة الثقفي ثنا عوف عن ابن سيرين أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر حين تنازع هو وعلي وزيد في ابنة حمزة: فذكره.

وهوذة صدوق، وعوف وابن سيرين ثقتان.

396 -

"اشتد غضب الله على قوم رغبوا عن خلق الله وتشبهوا بالنساء"

قال الحافظ: وروى المستغفري من مرسل مُحَمَّدْ بن المنكدر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما من أمر النساء، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فذكر نحو حديث الباب وزاد: فذكره" (2)

مرسل

وقال في "الإصابة"(10/ 267): وأخرج المستغفري من طريق داود بن بكر عن ابن المنكدر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لا تدخلوهم بيوتكم" الحديث.

397 -

قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال:"أشترط لربي أنّ تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم" قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال "الجنة" قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل. فنزل {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} [التوبة: 111] الآية.

قال الحافظ: وفي مرسل مُحَمَّدْ بن كعب: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الطبري في "جامع البيان"(11/ 35 - 36) ثنا الحارث ثنا عبد العزيز ثنا أبو معشر عن مُحَمَّدْ بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال عبد الله بن رواحة: فذكره.

(1) 9/ 48 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

(2)

11/ 247 (كتاب النكاح - باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)

(3)

6/ 344 (كتاب الجهاد - باب فضل الجهاد)

ص: 602

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر واسمه نَجيح بن عبد الرحمن السندي.

398 -

"أشدّ الناس عذابا يوم القيامة رجل هجا رجلا فهجا القبيلة بأسرها"

قال الحافظ: وأخرج الطحاوي من حديث عائشة مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(635) والبخاري في "الأدب المفرد"(874) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(589) والطحاوي في "المشكل"(10) وابن حبان (5785)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 123) وابن ماجه (3761) والطحاوي في "المشكل"(9) وابن الأعرابي (ق 24/ ب و 75/ أ) والبيهقي (10/ 241)

عن شيبان بن عبد الرحمن النَّخوي

كلاهما عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعا "إنّ أعظم الناس فرية، لرجل هاجى رجلا، فهجا القبيلة بأسرها. ورجل انتفى من أبيه، وَزنَّى أمه"

قال الحافظ: سنده حسن" الفتح 13/ 155

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 123

قلت: الأعمش مدلس وقد عنعن.

399 -

"أشدد وطأتك على مُضَر"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 146) من حديث أبي هريرة.

400 -

"اشربوا فيما شئتم ولا تشربوا مسكرا"

قال الحافظ: وعن الرسيم أخرجه أحمد بلفظ: فذكره" (3)

ضعيف

(1) 12/ 506 (كتاب اللباس- باب عذاب المصورين يوم القيامة)

(2)

3/ 265 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد - باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل من نومه)

(3)

12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل)

ص: 603

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 160 - 161) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن يحيى بن الحارث التيمي (1) عن يحيى بن غسان التيمي عن ابن الرسيم عن أبيه أنّه انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد في صدقة يحملها إليه، قال: فنهاهم عن النبيذ في هذه الظروف، فرجعوا إلى أرضهم وهي أرض تهامة حارة، فاستوخموها فرجعوا إليه العام الثاني في صدقاتهم فقالوا: يا رسول الله، إنك نهيتنا عن هذه الأوعية فتركناها وشق ذلك علينا، فقال "اذهبوا فاشربوا فيما شئتم، من شاء أوكى سقاءه على إثم".

وأخرجه أحمد وابنه (3/ 481) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1689) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4634) وأبو نعيم في "الصحابة"(2824) من طرق عن ابن أبي شيبة به.

وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الرحيم بن سليمان به.

أخرجه أبو نعيم (2824)

واختلف فيه على يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر، فرواه عبد العزيز بن مسلم عنه عن يحيى بن غسان التيمي عن أبيه قال: كان أبي مع الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد قيس فنهاهم عن هذه الأوعية قال: فاتخمنا ثم أتيناه العام المقبل قال: فقلنا: يا رسول الله، إنك نهيتنا عن هذه الأوعية فاتخمنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "انتبذوا فيما بدا لكم ولا تشربوا مسكرا، فمن شاء أوكى سقاءه على إثم".

أخرجه أحمد (3/ 481) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 106) وابن أبي خيثمة وابن السكن كما في "الإصابة"(8/ 56)(2)

قال ابن السكن في ترجمة الرسيم: إسناد حديثه مجهول" تعجيل المنفعة ص 129 - 130

وقال ابن عبد البر: إسناد حديث غسان في الأشربة والأوعية مضطرب" الاستيعاب 9/ 106

وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله الجابر وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه أحمد، وابن الرسيم لم أعرفه" المجمع 5/ 63

(1) قال الحسيني في "الإكمال"(ص 463): هو ابن عبد الله بن الحارث المعروف بالجابر"

(2)

ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5640) ووقع عنده: عن يحيى بن غسان عن أبيه وكان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 604

401 -

"اشربوه إذا طاب، فإذا خبث فذروه"

قال الحافظ: وفي رواية لأحمد في قصة وفد عبد القيس: فقال رجل من القوم: يا رسول الله، إن الناس لا ظروف لهم، فقال: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (2/ 355) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا سُكين ثنا حفص بن خالد ثني شهر بن حَوْشب عن أبي هريرة قال: إني لشاهد لوفد عبد قيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم أنْ يشربوا في هذه الأوعية: الحَنْتَم والدُّبَّاء والمُزَفَّت والنَّقير، فقام إليه رجل من القوم فقال: يا رسول الله، إنّ الناس لا ظروف لهم، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يرثى للناس فقال "اشربوا ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه"

قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه شهر وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 62

قلت: سكين هو ابن عبد العزيز العبدي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره، وحفص بن خالد هو ابن جابر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ولم يذكرا عنه راويا إلا سكين بن عبد العزيز فهو مجهول.

402 -

حديث تميم الداري أنَّه كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية خمر، فلما كان عام حُرّمت جاء براوية فقال "أشعرت أنها قد حُرِّمت بعدك؟ " قال: أفلا أبيعها وأنتفع بثمنها؟ فنهاه.

قال الحافظ: رواه أحمد وأبو يعلى" (2)

حسن

أخرجه أحمد (4/ 227) عن رَوح بن عبادة البصري وهاشم بن القاسم البغدادي قالا: ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شَهر بن حَوشب عن عبد الرحمن بن غنم أنّ الداري كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر، فلما كان عام حرمت فجاء براوية، فلما نظر إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم ضحك قال "هل شعرت أنها قد حرمت بعدك؟ " قال: يا رسول الله، أفلا أبيعها فانتفع بثمنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لعن الله اليهود انطلقوا إلا ما حُرِّم عليهم من شحوم البقر والغنم فأذابوه فجعلوه ثمنا له فباعوا به ما يأكلون، وإنّ الخمر حرام وثمنها حرام، وإنّ الخمر حرام وثمنها حرام، وإنّ الخمر حرام وثمنها حرام".

(1) 12/ 158 (كتاب الأشربة - باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية)

(2)

9/ 348 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا)

ص: 605

قال الهيثمي: رواه أحمد هكذا عن ابن غنم أنّ الداري، وفيه شهر وحديثه حسن وفيه كلام" المجمع 4/ 88

قلت: رواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن تميم الداري نحوه.

أخرجه أبو يعلى (تفسير ابن كثير 2/ 93، المطالب 1819، إتحاف الخيرة 5034)

عن مُحَمَّدْ بن أبي بكر المقدمي

والطبراني في "الكبير"(1275)

عن زيد بن أخزم البصري

قالا: ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر به.

قال الهيثمي: إسناده متصل حسن" المجمع 4/ 88

وقال الحافظ: هذا حديث حسن" المطالب 2/ 250

وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 6/ 298

وهو كما قالوا.

403 -

حديث أم عطية: فأعطاها حِقْوَه فقال "أشعِرنَها إياه"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 370 - 372)

404 -

حديث الزبير مرفوعا "اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي، فإذا وصل إلى الوالي فعفا فلا عفا الله عنه"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني" (2)

ضعيف جدا

وهو من حديث ابن عمرو أخرجه الدارقطني (3/ 204 - 205) من طريق أبي نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي ثنا مُحَمَّدْ بن عبيد الله العَرْزَمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه

(1) 10/ 201 (كتاب التفسير: سورة مُحَمَّدْ - باب وتقطعوا أرحامكم)

(2)

15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

ص: 606

عن جده قال: كان صفوان بن أمية بن خلف نائما في المسجد، ثيابه تحت رأسه، فجاء سارق فأخذها، فَأُتيَ به النبي صلى الله عليه وسلم فأقرّ السارق، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يقطع، فقال صفوان: يا رسول الله، أيقطع رجل من العرب في ثوبي، فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم "أفلا كان هذا قبل أنْ تجيء به" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اشفعوا ما لم يصل إلى الوالي، فإذا وصل إلى الوالي فعفا، فلا عفا الله عنه" ثم أمر بقطعه من المفصل.

قال ابن القطان الفاسي: مُحَمَّدْ بن عبيد الله العرزمي متروك، وأبو نعيم النخعي لا يتابع على ما له من الحديث" الوهم والإيهام 5/ 100

405 -

"أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر"

قال الحافظ: وله (أي مسلم 73) في حديث ابن عباس: فذكره" (1)

406 -

عن عائشة قالت: يا نبي الله، إني نذرت عتيقا من ولد إسماعيل، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "اصبري حتى يجيء فيء بني العنبر غدا" فجاء فيء بني العنبر فقال لها "خذي منهم أربعة" فأخذت دريحا وزبيبا وزخيا وسمرة.

قال الحافظ: وله (أي الطبراني) في "الكبير" من حديث دُرَيْح وهو بمهملات مصغرا ابن ذؤيب ابن شعثم بضم المعجمة والمثلثة بينهما عين مهملة العنبري أنّ عائشة قالت: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4216) عن موسى بن هارون البزاز ثنا عطاء بن خالد بن الزبير بن عبد الله بن رديح بن ذؤيب العنبري ثني أبي خالد عن أبيه الزبير عن أبيه عبد الله عن أبيه رديح عن أبيه ذؤيب أنّ عائشة قالت: يا نبي الله، إني أريد عتيقا من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم قصدا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "انتظري حتى يجيء فيء العنبر غدا" فجاء فيء العنبر فقال لها "خذي منهم أربعة فلمة صباح ملاح لا تخبأ منهم الرؤوس"

قال عطاء بن خالد: فأخذت جدي رديحا، وأخذت ابن عمي سمرة، وأخذت ابن عمي رخيا، وأخذت خالي زبيبا، ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فمسح بها رؤوسهم وبرّك عليهم، ثم قال "هؤلاء يا عائشة من ولد إسماعيل قصدا"

(1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)

(2)

6/ 98 (كتاب العتق - باب من ملك من العرب رقيقا)

ص: 607

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3066) من طريق الحسن بن علي بن عمر البغدادي ثنا عطاء بن خالد به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 47

قلت: عطاء بن خالد ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

407 -

حديث ثعلبة بن الحكم قال: أصبنا يوم خيبر غنما، فذكر الأمر بإكفائها وفيه: فإنّها لا تحل النهبة"

سكت عليه الحافظ (1).

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ النهبة لا تحل"

408 -

"أصحابى أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"

قال الحافظ: أخرجه مسلم" (2)

هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (2531) عن أبي موسى قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا فخرج علينا فقال "ما زلتم ههنا؟ " قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال "أحسنتم أو أصبتم" قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"

409 -

"أصحابي كالنجوم"

سكت عليه الحافظ (3).

ضعيف جدا

ربي من حديث عمر ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جواب بن عبيد الله مرسلا.

فأما حديث عمر فأخرجه الخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 70) وابن عدي (3/ 1057) وابن بطة في "الإبانة"(700) والبيهقي في "المدخل"(151) والخطيب في

(1) 7/ 66 (كتاب فرض الخمس - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب)

(2)

16/ 128 (كتاب الفتن - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه)

(3)

4/ 428 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب الاغتسال للمحرم)

ص: 608

"الفقيه"(1/ 177) وفي "الكفاية"(ص 95 - 96) ونظام الملك في "الأمالي"(21) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 146 - 147) من طريق نعيم بن حماد ثني عبد الرحيم بن زيد العَمِّي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر مرفوعا "سألت ربي عز وجل فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي، فأوحي إليّ: يا مُحَمَّدْ إنّ أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء، بعضها أضوأ من بعض، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى"

قال ابن عدي: وهذا منكر المتن يعرف بعبد الرحيم بن زيد عن أبيه"

وقال البزار: هذا الكلام لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم بن زيد؛ لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه، والكلام أيضا منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم" جامع بيان العلم 2/ 923 - 924

وقال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، نعيم مجروح، وعبد الرحيم قال ابن معين: كذاب" العلل 1/ 283

وقال الذهبي: إسناده واه" فيض القدير 4/ 76

وقال الزركشي: وفيه علتان: ضعف عبد الرحيم وإرساله فإنّ سعيدا لم يسمع من عمر في قول جماعة. لكن ذكرت في باب الوتر من "الذهب الإبريز" ما يصحح سماعه منه" المعتبر ص80

وقال ابن الملقن: وهذا ضعيف ومنقطع، فإنّ سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر شيئا، وعبد الرحيم ووالده ضعيفان" البدر المنير

وقال ابن كثير: لم يروه أحد من الكتب الستة وهو ضعيف، قال ابن معين: عبد الرحيم بن زيد كذاب، وقال مرّة: ليس بشيء، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: تُرِك حديثه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال النسائي: متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه. قلت: وأبوه ضعيف أيضا، ومع هذا كله فهو منقطع، لأنّ سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر شيئا، وقد رُوي هذا الحديث من غير طريق ولا يصح شيء منها" تحفة الطالب

وأما حديث ابن عمر فأخرجه عبد بن حميد (783) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو شهاب عن حمزة الجَزَري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها، فبأيهم أخذتم بقوله اهتديتم"

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 145) وفي "الأمالي المطلقة"(2/ 59)

ص: 609

ورواة موسى بن إسحاق الأنواري عن أحمد بن عبد الله بن يونس فقال فيه: عن عمرو بن دينار عن ابن عباس.

أخرجه- ابن بطة في "الإبانة"(702)

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1167) وابن عدي (2/ 785 - 786) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(703) وابن بطة (701) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي ثنا أبو شهاب عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر به.

وأخرجه ابن عدي (2/ 785) من طريق غسان بن عبيد الموصلي ثنا حمزة الجزري به.

وقال: وهذا الحديث عن نافع عن ابن عمر منكر ليس يرويه غير حمزة عن نافع، وحمزة يضع الحديث"

وقال الحافظ: هذا حديث غريب، تفرد به حمزة الجزري"

وقال في "التلخيص"(4/ 190) و"المطالب"(4/ 335): وحمزة ضعيف جدا"

وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد لا يصح، ولا يرويه عن نافع من يحتج به" جامع بيان العلم 2/ 924

قال الحافظ: قلت: هو متفق على تركه، بل قال ابن عدي: إنّه يضع" تخريج أحاديث المختصر 1/ 146

وقال الزركشي: وحمزة قال فيه ابن معين: لا يساوي فلسا، وقال البخاري: منكر الحديث" المعتبر ص 81

وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنّه المتعمد لها لا تحل الرواية عنه، وقال الحاكم: يروي عن نافع أحاديث موضوعة.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البيهقي في "المدخل"(152) والخطيب في "الكفاية"(ص 95) ونصر المقدسي في "تحريم نكاح المتعة"(65) من طريق عمرو بن هاشم البيروتي ثنا سليمان بن أبي كريمة عن جُويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا "مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإنْ لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية، فإن لم تكن سنة مني ماضية فما قال أصحابي، إنّ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيها أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة"

ص: 610

قال الزركشي: وهذا الإسناد فيه ضعفاء، وقد روي بهذا اللفظ من طرق كثيرة ولا يصح" المعتبر ص 83

وقال الحافظ: وجويبر ضعيف جدا، والضحاك عن ابن عباس منقطع" تخريج أحاديث المختصر 1/ 146

قلت: وسليمان بن أبي كريمة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدّث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه.

وخالفه مِنْدَل بن علي العنزي فرواه عن جويبر عن الضحاك مرسلا.

أخرجه أبو ذر الهروي في "السنة"(تلخيص الحبير 4/ 191)

قال الحافظ: وهو في غاية الضعف"

قلت: مندل ضعفه الجمهور، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين.

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا "أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم"

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(4/ 1778) وابن حزم في "الأحكام"(ص 1057) وابن عبد البر في "الجامع"(1760) وأبو عمرو بن منده في "الفوائد"(11) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1)(1/ 146) من طريق عبد الله بن روح ثنا سلام بن سليمان ثنا الحارث بن غُصَيْن عن الأعمش به.

قال ابن عبد البر: هذا إسناد لا تقوم به حجة؛ لأن الحارث بن غصين مجهول"

وقال الحافظ: قلت: الآفة فيه من الراوي عنه، وإلا فالحارث قد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه حسين الجعفي"

وقال أيضا: هذا حديث غريب"

(1) وفي "الأمالي المطلقة"(2/ 60)

ص: 611

وقال الزركشي: وسلام بن سليمان هذا وثقه العباس بن الوليد، وقال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال العقيلي: في حديثه مناكير، وقال ابن عدي: هو عندي منكر الحديث وعامة ما يرويه حسان إلا أنّه لا يتابع عليه. والحارث بن غصين مجهول الحال لا أعلم من ذكره بجرح ولا عدالة. ثم إنه منقطع فإنّ البزار صرح في مواضع من مسنده بأن الأعمش لم يسمع من أبي سفيان، ثم هو شاذ بمرّة لكونه من رواية الأعمش وهو ممن يجمع حديثه ولم يجيء إلا من هذه الطريق" المعتبر ص 82

وقال ابن حزم: أبو سفيان ضعيف (1)، والحارث بن غصين هذا هو أبو وهب الثقفي، وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة، وهذا منها بلا شك، فهذا رواية ساقطة من طريق ضعيف إسنادها"

الثاني: يرويه جميل بن زيد عن مالك عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه عن جابر.

أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك"(تلخيص الحبير 4/ 190)

قال الحافظ: وجميل لا يعرف، ولا أصل له في حديث مالك ولا من فوقه"

وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 4156) عن عبد الله بن علي ثنا سلام الطويل عن زيد العَمِّي عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا "مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها، فإذا غابت تحيروا"

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 147 - 148)

وقال: وفي إسناده ثلاث ضعفاء في نسق: سلام وزيد ويزيد، وأشدهم ضعفا سلام"

وقال في "المطالب العالية"(4/ 146): إسناده ضعيف"

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي والراوي عنه" مختصر الإتحاف 10/ 313

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه القضاعي (1346) من طريق جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "مثل أصحابي مثل النجوم، من اقتدى بشيء منها اهتدى"

قال الحافظ: وفي إسناده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وهو كذاب" التلخيص 4/ 191

(1) قلت: بل صدوق.

ص: 612

وقال الذهبي: هذا الحديث من بلايا جعفر بن عبد الواحد" الميزان 1/ 413

وأما حديث جَوَّاب بن عبيد الله فأخرجه البيهقي في "المدخل"(153) من طريق أبي زرعة الرازي ثنا إبراهيم بن موسى ثنا يزيد بن هارون عن جُوَيبر عن جواب بن عبيد الله مرفوعا "إنّ مثل أصحابي كمثل النجوم ههنا وههنا، من أخذ بنجم منها اهتدى، وبأي قول أصحابي أخذتم فقد اهتديتم"

وقال: هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة لم يثبت في هذا إسناد"

وقال الحافظ: هو مرسل أو معضل" تخريج أحاديث المختصر 1/ 146

قلت: وجويبر قال النسائي وغيره: متروك.

410 -

حديث أبي سعيد "أصدق الرؤيا بالأسحار"

قال الحافظ: أخرجه أحمد مرفوعا وصححه ابن حبان" (1)

أخرجه أحمد (3/ 68) والدارمي (2152) وأبو يعلى (1357) وابن حبان (6041) وابن عدي (3/ 980 و 4/ 1519) والحاكم (4/ 392) والبيهقي في "الشعب"(4436)

عن عمرو بن الحارث المصري

وأحمد (3/ 29) وعبد بن حميد في "المنتخب"(925) والترمذي (2274) والخطيب في "التاريخ"(8/ 26 و 11/ 342)

عن ابن لَهيعة

كلاهما عن دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يتابع دراج عليه، وهذا الحديث مما ينكر عليه"

قلت: دراج مختلف فيه، واختلفوا في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود.

411 -

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن نظرة الفجاة فقال "اصرف بصرك"

قال الحافظ: ففي صحيح مسلم: فذكره" (2)

(1) 16/ 46 (كتاب التعبير - باب رؤيا الليل)

(2)

13/ 262 (كتاب الاستئذان - باب الاستئذان من أجل البصر)

ص: 613

أخرجه مسلم (2159) وأبو داود (2148) واللفظ له عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال "اصرف بصرك".

412 -

حديث أبي سعيد: جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، والرجل في هيئة بذة، فقال له "أصليت؟ " قال: لا. قال "صلّ ركعتين" وحض الناس على الصدقة.

قال الحافظ: ويدل عليه قوله في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أصحاب السنن وغيرهم: فذكره،

الحديث. فأمره أنْ يصلي ليراه بعض الناس وهو قائم فيتصدق عليه، ويؤيده أنّ في هذا الحديث عند أحمد "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا الرجل دخل المسجد في هيئة بذة فأمرته أنّ يصلي ركعتين وأنا أرجو أنّ يفطن له رجل فيتصدق عليه"

قال: ومما يدل على أنّ أمره بالصلاة لم ينحصر في قصد التصدق معاودته صلى الله عليه وسلم بأمره بالصلاة أيضا في الجمعة الثانية بعد أنْ حصل له في الجمعة الأولى ثوبين فدخل بهما في الثانية فتصدق بأحدهما فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أخرجه النسائي وابن خزيمة من حديث أبي سعيد أيضا. ولأحمد وابن حبان أنّه كرر أمره بالصلاة ثلاث مرات في ثلاث جمع" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 25) والنسائي (5/ 47) وفي "الكبرى"(2316) وأبو يعلى (994) وابن حبان (2503 و 2505) والبيهقي (4/ 181)

عن يحيى بن سعيد القطان

والشافعي في "مسنده"(ص 64) وعبد الرزاق (5516) والحميدي (741) والترمذي (511) والنسائي (3/ 87) وفي "الكبرى"(1719) وابن خزيمة (1830) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(479) والبيهقي (3/ 194 و 217) والبغوي في "شرح السنة"(1085)

عن سفيان بن عُيينة

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 366)

(1) 3/ 59 (كتاب الجمعة - باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب)

ص: 614

عن يحيى بن أيوب المصري

ثلاثتهم عن مُحَمَّدْ بن عجلان المدني ثنا عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري قال: رأيت أبا سعيد الخدري جاء ومروان بن الحكم يخطب يوم الجمعة فقام يصلي الركعتين فجاء إليه الأحراس ليجلسوه فأبى أنْ يجلس حتى صلى الركعتين، فلما قضى الصلاة أتيناه فقلنا له: يا أبا سعيد كاد هؤلاء أنّ يفعلوا بك، فقال أبو سعيد: ما كنت لأدعهما لشيء بعد شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء رجل وهو يخطب يوم الجمعة فدخل المسجد بهيئة بَذَّة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أصليت؟ " قال: لا، قال "فصل ركعتين" ثم حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فألقى الناس ثيابا، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل منها ثوبين، فلما جاءت الجمعة الأخرى جاء الرجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم. "هل صليت ركعتين؟ " قال: لا، قال "فصل ركعتين" ثم حث الناس على الصدقة، فألقوا ثيابا، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل منها ثوبين، فلما جاءت الجمعة الأخرى جاء الرجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل صليت ركعتين؟ " قال: لا، قال "فصل ركعتين" ثم حث الناس على الصدقة، فألقوا ثيابا، فطرح الرجل أحد ثوبيه، فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "خذه" فأخذه ثم قال "انظروا إلى هذا جاء تلك الجمعة بهيئة بذة فأمرت الناس بالصدقة فألقوا ثيابا فأعطيته منها ثوبين فلما جاءت هذه الجمعة أمرت الناس بالصدقة فألقى أحد ثوبيه"

قال الترمذي: حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح. سمعت ابن أبي عمر يقول: قال سفيان بن عيينة: كان مُحَمَّدْ بن عجلان ثقة مأمونا في الحديث"

قلت: وهو كما قال.

413 -

"اصنعوا كل شيء إلا الجماع"

قال الحافظ: قال النووي: حديث أنس في مسلم (302): فذكره"

414 -

حديث أنس أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة أخرجوها من البيت، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت الآية فقال:"اصنعوا كل شيء إلا النكاح" فأنكرت اليهود ذلك، فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: لا يا رسول الله ألا نجامعهنّ في الحيض؟ يعني خلافا لليهود، فلم يأذن في ذلك.

(1)

ص: 615

قال الحافظ: روى مسلم (302) وأبو داود (258) من حديث أنس: فذكره" (1)

415 -

حديث عبد الرحمن بن أزهر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجل قد شرب الخمر فقال للناس: "اضربوه" فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالجريد، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترابا فرمى به في وجهه"

قال الحافظ: ذكره الطحاوي، وورد في بعض طرقه عند أبي داود والنسائي "ثم أُتي أبو بكر بسكران فتوخى الذي كان من ضربهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه أربعين، ثم أُتى عمر بسكران فضربه أربعين"

وقال: وفي حديث عبد الرحمن بن أزهر عند الشافعي بعد ذكر الضرب، ثم قال عليه الصلاة والسلام "بكتوه" فبكتوه، ثم أرسله.

وقال: وأخرج أبو داود والنسائي من حديث عبد الرحمن بن أزهر في قصة الشارب الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم بحنين وفيه: فلما كان عمر كتب إليه خالد بن الوليد: إنّ الناس قد انهمكوا في الشرب، وتحاقروا العقوبة، قال: وعنده المهاجرون والأنصار فسألهم واجتمعوا على أنْ يضربه ثمانين، وقال عليّ: فذكر مثله" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(693) وأحمد (4/ 88 و 350) وأبو داود (4487 و 4489) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 283 - 284 و 357) والنسائي في "الكبرى"(5281) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 155 و 156) وفي "المشكل"(2451) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 148) والدارقطني (3/ 157) والحاكم (4/ 374 - 375) والبيهقي (8/ 320) وابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن أزهر ص 142) والمزي في "تهذيب الكمال"(16/ 514 - 515) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي أنّ ابن شهاب حدّثه عن عبد الرحمن بن أزهر قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن وهو في الرحال يلتمس رحل خالد بن الوليد، فبينما هو كذلك إذ أتي برجل قد شرب الخمر، فقال للناس "اضربوه" فمنهم من ضربه بالنعال، ومنهم من ضربه بالعصا، ومنهم من ضربه بالميتخة، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترابا من الأرض فرمى به في وجهه.

وفي لفظ: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة الفتح وأنا غلام شاب يتخلل الناس يسأل عن

(1) 1/ 415 (كتاب الحيض وقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقَرَة: 222])

(2)

15/ 71 و 74 (كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال)

ص: 616

منزل خالد بن الوليد، فأُتي بشارب، فأمرهم فضربوه بما في أيديهم، فمنهم من ضربه بالسوط، ومنهم من ضربه بعصا، ومنهم من ضربه بنعله، وحثى رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب، فلما كان أبو بكر أتي بشارب، فسألهم عن ضرب النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضربه، فحرروه أربعين، فضرب أبو بكر أربعين، فلما كان عمر كتب إليه خالد بن الوليد: إنّ الناس قد انهمكوا في الشرب وتحاقروا الحد والعقوبة، قال: هم عندك فسلهم، وعنده المهاجرون الأولون، فسألهم، فأجمعوا على أن يضرب ثمانين، قال: وقال علي: إن الرجل إذا شرب افترى فأرى أنْ يجعله كحد الفرية.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: هو حسن الإسناد للخلاف المعروف في أسامة بن زيد الليثي.

قال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب بنسخة صالحة، وهو حسن الحديث وأرجو أنّه لا بأس به، وهو كما قال ابن معين: ليس بحديثه ولا برواياته بأس وهو خير من أسامة بن زيد بن أسلم بكثير"

وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه ولكن أكثرها شواهد ومتابعات، والظاهر أنّه ثقة صدوق قوي الحديث"

وهذا الحديث من رواية ابن وهب وغيره عن أسامة بن زيد.

ولم ينفرد أسامة بن زيد به بل تابعه معمر (1) عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عام حنين سأل عن رحل خالد بن الوليد فجريت بين يديه أسال عن رحل خالد بن الوليد حتى أتاه جريحا، وأُتي النبي صلى الله عليه وسلم بشارب فقال "اضربوه" فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه من التراب، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "بكتوه" فبكتوه، ثم أرسله. قال: فلما كان أبو بكر سأل من حضر ذلك المضروب فقومه أربعين فضرب أبو بكر في الخمر أربعين حياته، ثم عمر حتى تتابع الناس في الخمر فاستشار فضربه ثمانين.

أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 285 - 286) عن معمر به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 319) وفي "معرفة السنن"(13/ 48)

ورواه عبد الرزاق (5/ 380 - 381) عن مَعمَر بنحوه ولم يذكر قصة الشارب.

(1) ورواه صالح بن كيسان عن الزهري مختصرا في حثي التراب على شارب الخمر.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1890)

ص: 617

وأخرجه أحمد (1)(4/ 88 و 350 - 351) عن عبد الرزاق (2).

وأخرجه الحميدي (897) عن سفيان بن عيينة ثنا معمر بنحوه ولم يذكر قصة الشارب.

ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(897)

وتابعه مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم - هو التيمي - والزهري عن عبد الرحمن بن أزهر نحوه مختصرا.

رواه مُحَمَّدْ بن بشر العبدي عن مُحَمَّدْ بن عمرو به.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 546 - 547) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(638) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1888) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 156 - 157) والدارقطني (3/ 157 - 158) وابن عساكر (ص 142)

ورواه معتمر بن سليمان التيمي عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن أزهر.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(5286)

ورواه أزهر بن سعد السمان البصري (3) عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن أزهر.

أخرجه النسائي (5284) وأبو نعيم في "الصحابة"(4594)

ورواه مُحَمَّدْ بن عبد الله الأنصاري عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن مُحَمَّدْ بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن أزهر.

أخرجه النسائي (5285)

ورواه يزيد بن هارون عن مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الرحمن بن أزهر.

(1) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 141).

وأخرجه أيضا (ص 141 - 142) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي أنا عبد الرزاق به.

(2)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4593) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به.

(3)

وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني مُحَمَّدْ بن عمرو به.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1889) وابن عسكر (ص 142)

ص: 618

أخرجه الحاكم (4/ 374)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: هو حسن الإسناد فقط.

وقد أعلّ الحديث، فقال أبو حاتم وأبو زرعة: لم يسمع الزهري هذا الحديث من عبد الرحمن بن أزهر يدخل بينهما عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر. قلت (1) لهما: من يُدخل بينهما ابن عبد الرحمن بن أزهر؟ قالا: عقيل بن خالد" العلل 1/ 446 - 447

قلت: رواية عُقيل بن خالد أخرجها أبو داود (4488) والنسائي في "الكبرى"(5283) والدارقطني (3/ 158) والبيهقي (8/ 320) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 425) من طريق أحمد بن عمرو بن السرح المصري قال: وجدت في كتاب خالي أبي رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد عن عقيل عن ابن شهاب أخبره أنْ عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره عن أبيه قال: فذكر نحوه.

وهذا الحديث تلقاه ابن السرح عن خاله وجادة، والوجادة كما قال ابن الصلاح في "علوم الحديث" من باب المنقطع والمرسل، وعبد الرحمن بن عبد الحميد وثقه أبو داود، وقال ابن يونس: كان قد عمي فكان يحدث حفظا فأحاديثه مضطربة.

ورواية أسامة بن زيد ومن تابعه أصح، وقد صرّح الزهري بالسماع من عبد الرحمن بن أزهر عند أحمد، وبالتحديث عند الطحاوي والحاكم: وبالإخبار عند الدارقطني والبيهقي، والله تعالى أعلم.

416 -

"أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا"

قال الحافظ: عند مسلم (856) من طريق آخر عن أبي هريرة ومن حديث حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

417 -

"أطَّت السماء وحُقَّ لها أنّ تَئِط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه والبزار من حديث أبي ذر مرفوعا: فذكره" (3)

(1) القائل ابن أبي حاتم.

(2)

3/ 5 (كتاب الجمعة - باب فرض الجمعة)

(3)

7/ 111 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (57)} [الأعراف: 57])

ص: 619

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا

"

418 -

عن ابن عمر قال: كان تحتي امرأة أحبها وكان عمر يكرهها فقال: طلقها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أطع أباك"

قال الحافظ: وقد روى أحمد والأربعة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(62) والطيالسي (ص 250) وأحمد (2/ 20 و 42 و 53 و 157) وأبو داود (5138) والترمذي (1189) وابن ماجه (2088) والنسائي كما في "تحفة الأشراف"(5/ 339) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2859) وابن حبان (426 و 427) والطبراني في "الكبير"(13250) والحاكم (2/ 197 و 4/ 152 - 153) والبيهقي (7/ 322) والبغوي في "شرح السنة"(2348) وابن الجوزي في "البر والصلة"(8) من طريق ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كانت تحتي امرأة تعجبني وكان عمر يكرهها فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتي عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن عند عبد الله بن عمر امرأة قد كرهتها فأمرته أنْ يطلقها فأبى، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عبد الله بن عمر طلق امرأتك وأطع أباك" قال عبد الله: فطلقتها.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والحارث بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذُباب المدني خال ابن أبي ذئب قد احتجا جميعا به"

قلت: بل الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب هو القرشي العامري وليس هو بابن أبي ذباب، ولم يحتج به الشيخان.

لكن قال أحمد: لا أرى به بأسا، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" و"الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق.

وابن أبي ذئب وحمزة بن عبد الله ثقتان فالإسناد حسن.

(1) 11/ 276 (كتاب الطلاق - باب من طلق)

ص: 620

419 -

حديث جابر: قالوا: يا رسول الله، ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وإفشاء السلام"

قال الحافظ: ولأحمد والحاكم من حديث جابر: فذكره، وفي إسناده ضعف" (1)

صحيح

وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن ثابت البناني عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"

قالوا: يا نبي الله، ما الحج المبرور؟ قال "إطعام الطعام وإفشاء السلام"

أخرجه أحمد (3/ 325 و 334) والعقيلي (4/ 40) وابن البختري في "الأمالي"(28) وابن عدي (6/ 2146) والبيهقي في "الشعب"(3824) من طرق عن مُحَمَّدْ بن ثابت (2) به.

قال ابن عدي: لا أعلم حدّث بهذا عن مُحَمَّدْ بن المنكدر غير مُحَمَّدْ بن ثابت"

وقال الهيثمي: وفيه مُحَمَّدْ بن ثابت وهو ضعيف" المجمع 3/ 207

قلت: لكنه لم ينفرد به بل تابعه جماعة، منهم:

1 -

الأوزاعي عن ابن المنكدر عن جابر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وطيب الكلام".

أخرجه الطبراني في "المكارم"(168) و"الأوسط"(6614) وابن عدي (1/ 356) والحاكم (1/ 483) والبيهقي (5/ 262) من طريق أيوب بن سويد ثنا الأوزاعي به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لأنّهما لم يحتجا بأيوب بن سويد لكنه حديث له شواهد كثيرة"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا أيوب بن سويد"

وقال البيهقي: تفرد به أيوب بن سويد"

(1) 4/ 125 (كتاب الحج - باب فضل الحج المبرور)

(2)

ذكر الألباني في "الإرواء"(3/ 241) أنّ مُحَمَّدْ بن ثابت هو العبدي. ولم يصب في ذلك وإنما هو البناني كلما جاء مصرحا به في رواية العقيلي، وفي ترجمته من "التهذيب" ذكره الحافظ في الرواة عن ابن المنكدر وذكر عبد الصمد بن عبد الوارث وبكر بن بكار في الرواة عنه.

ص: 621

قلت: هو الرَّملي وهو ضعيف كما قال أحمد وغيره.

وخالفه الوليد بن مسلم فرواه عن الأوزاعي عن ابن المنكدر مرسلا.

أخرجه ابن عدي (1/ 356) والبيهقي (5/ 262)

2 -

طلحة بن عمرو عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "أفضل الأعمال إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور" قلنا: ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وطيب الكلام"

أخرجه الطيالسي (ص 238) وعبد بن حميد (1091) والخرائطي في "المكارم"(1/ 164 و 338)

وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو الحضرمي المكي.

3 -

المفضل بن لاحق البصري عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 260 - 261) من طريق فهد بن حَيَّان البصري ثنا المفضل بن لاحق به.

وإسناده ضعيف لضعف فهد بن حيان.

4 -

سفيان بن حسين الواسطي عن ابن المنكدر عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما بِرُّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وافشاء السلام"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3825) من طرق عن أبي العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب الأصم ثنا العباس الدوري ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين به.

ورواته ثقات غير يحيى بن إسماعيل قال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع، وسفيان بن حسين ليس به بأس (1).

5 -

إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له ثواب عند الله إلا الجنة" قيل: يا رسول الله، ما بِرُّه؟ قال "العج والثج" قيل: فإنْ لم يكن؟ قال "فطيب الكلام وإطعام الطعام"

(1) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة"(112) عن يحيى بن مُحَمَّدْ بن السكن أبي عبيد الله البصري ثنا حبان بن هلال ثنا أبو مِحْصَن ثنا سفيان بن حسين به.

ولفظه "طيب الكلام، وإطعام الطعام"

وإسناده حسن، وأبو محصن اسمه حصين بن نمير.

ص: 622

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(3/ 140) والفاكهي (879) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1052) واللفظ له.

وابن أبي فروة متروك الحديث.

الثاني: يرويه بشر بن المنذر الرملي ثنا مُحَمَّدْ بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قالوا: وما بِرُّه؟ قال "إطعام الطعام وطيب الكلام"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8400) والعقيلي (1/ 141)

وقال الطبراني: لم يَروه عن عمرو إلا مُحَمَّدْ بن مسلم، ولا عن مُحَمَّدْ إلا بشر"

وقال العقيلي: بشر بن المنذر قاضي المصيصة في حديثه وهم، ولا يتابع عليه من حديث عمرو بن دينار، وهذا يُروى عن جابر من حديث ابن المنكدر بإسناد لين"

وقال المنذري والهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" الترغيب 2/ 165 - المجمع 3/ 207

قلت: وهو كما قالا، وبشر بن المنذر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: كان صدوقا.

420 -

عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال "أطعم المسكين وامسح رأس اليتيم"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي هريرة: فذكره، وسنده حسن" (1)

أخرجه أحمد (2/ 387) عن بهز بن أسد البصري ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجَوْني عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلا النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال "امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين"

هكذا رواه بهز بن أسد (2) عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أبي هريرة، وخالفه جماعة رووه عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن رجل عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له "إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم"

(1) 13/ 401 (كتاب الدعوات - باب الدعاء للصبيان بالبركة)

(2)

وتابعه علي بن الجعد الجوهرى ثني حماد بن سلمة به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(47)

ص: 623

فزادوا فيه "عن رجل"

أخرجه أحمد (2/ 263) ومن طريقه ابن بشران (688) وابن الجوزي في "البر والصلة"(403)

عن أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني

وعبد بن حميد (1426)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والطبراني في "المكارم"(107) والبيهقي (4/ 60) وفي "الشعب"(10523)

عن سليمان بن حرب البصري

قالوا: ثنا حماد بن سلمة به.

وهذا أصح لأن قوله "عن رجل" زيادة من ثقة فهي مقبولة، وعليه فالإسناد ضعيف لهذا الرجل الذي لم يسم.

والحديث اختلف فيه على أبي عمران الجوني، فقيل: عنه مرسلا.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 659) عن حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن أبي عمران به.

وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء، وله عن أبي الدرداء طرق:

الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن واسع الأزدي أنْ أبا الدرداء كتب إلى سلمان: يا أخي ادْنِ اليتيم وامسح برأسه وأطعمه من طعامك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأتاه رجل يشكو إليه قسوة القلب فقال له "ادن اليتيم، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك، وتقدر على حاجتك"

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 662)

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر

والبيهقي (4/ 60 - 61) وفي "الشعب"(10524)

عن حماد بن سلمة

كلاهما عن مُحَمَّدْ بن واسع به.

ومحمد بن واسع قال ابن المديني: ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة.

ص: 624

الثاني: يرويه مَعْمَر عن صاحب له أنْ أبا الدرداء كتب إلى سلمان رضي الله تعالى عنهما: فذكر حديثا وفيه: ويا أخي ارحم اليتيم، وأدنه منك، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل يشكو قسوة قلبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتحب أن يلين قلبك؟ " قال: نعم. قال "فَأَدِن اليتيم إليك، وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك، فإنّ ذلك يلين قلبك، وتقدر على حاجتك"

أخرجه عبد الرزاق (20029) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 214)

وإسناده ضعيف للصاحب الذي لم يسم.

الثالث: أخرجه الطبراني في "الكبير"

قال المنذري: وهومن رواية بَقية وفيه راو لم يسم" الترغيب 3/ 349

وقال الهيثمي: في إسناده من لم يسم، وبقية مدلس" المجمع 8/ 160

421 -

عن غالب بن الحر قال: أصابتنا سنة فلم يكن في مالي ما أطعم أهلي إلا سِمَان حُمُر، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنك حَرمت لحوم الحُمُر الأهلية وقد أصابتنا سنة، قال "أطعم أهلك من سمين حُمُرك فإنما حَرّمتها من أجل جوالي القرية - يعني الجلالة ـ"

قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه أبو داود عن غالب بن الحر قال: فذكره، وإسناده ضعيف والمتن شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة بالاعتماد عليها" (1)

ضعيف

يرويه أبو الحسن عبيد بن الحسن المزني واختلف عنه:

- فرواه شعبة عن عبيد بن الحسن واختلف عنه:

• فقال الطيالسي (ص 184): ثنا شعبة عن عبيد بن الحسن قال: سمعت عبد الله بن معقل يحدث عن عبد الله بن بسر عن ناس من مزينة الظاهرة أنّ أبجر أو ابن أبجر سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه لم يبق من مالي إلا حُمُري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أطعم أهلك من سمين مالك فإنما كرهت لهم جوال القرية"

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1134) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 203) والطبراني في "الكبير"(18/ 266) وأبو نعيم في "الصحابة"(5617)

(1) 12/ 77 (كتاب الذبائح - باب لحوم الحمر الإنسية)

ص: 625

• وقال غير واحد: عن شعبة عن عبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل عن عبد الرحمن بن بشر عن ناس من مزينة الظاهرة من أصحاب (1) النبي صلى الله عليه وسلم أنّ (2) الأبجر أو ابن الأبجر سأل النبي صلى الله عليه وسلم

منهم:

1 -

عمرو بن مرزوق الباهلي البصري.

أخرجه الحربي في "الغريب"(1/ 108)

2 -

أبو نُعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه الطحاوي (4/ 203)

3 -

رَوح بن عبادة البصري.

أخرجه الطحاوي (4/ 203)

4 -

مُحَمَّدْ بن جعفر غُندر

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 206) والحازمي في "الاعتبار"(ص 160 - 161)

• وقال وكيع: عن شعبة عن عبيد بن الحسن عن ابن معقل عن أناس من مزينة الظاهرة قال: قال غالب بن أبجر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 265 - 266) عن وكيع به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1131) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 266) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به (3).

وأخرجه أيضا من طريق إسحاق بن راهويه ثنا وكيع به.

- ورواه مِسْعَر بن كِدام عن عبيد بن الحسن واختلف عنه:

فقال سفيان بن عُيينة: عن مسعر عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل أنّ رجلين من مزينة سألا النبي صلى الله عليه وسلم أو أحدهما

(1) لم يقل عمرو بن مرزوق في حديثه: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

وفي حديث روح وغندر: أنّ سيد مزينة الأبجر أو ابن الأبجر.

(3)

ووقع عنده: عن مسعر مكان شعبة.

ص: 626

أخرجه عبد الرزاق (8728) عن ابن عيينة به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1133) عن مُحَمَّدْ بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا ابن عيينة به، إلا أنّه لم يقل: أو أحدهما.

ورواه أحمد بن عمرو الخلال المكي عن ابن أبي عمر فقال فيه: عن عبيد بن الحسن عن رجل عن رجلين من مزينة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 267)

• وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: ثنا مسعر عن عبيد (1) بن الحسن عن (2) ابن معقل عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر: أحدهما عبد الله بن عمرو (3) بن عويم والآخر غالب بن الأبجر - قال مسعر: وأرى غالبا الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه أبو داود (3810) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1743) والطحاوي (4/ 203) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 318) والطبراني في "الكبير"(18/ 266) وأبو نعيم في "الصحابة"(4371) من طرق عن أبي نعيم به.

• وقال أبو أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري: ثنا مسعر عن عبيد بن حسن عن ابن مغفل أنّ رجلا من مزينة أحدهما عبد الله بن عمرو بن راجل والآخر غالب بن أبجر حدّث أحدهما عن صاحبه أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1743) وأبو نعيم في "الصحابة"(4372)

- ورواه منصور بن المعتمر عن عبيد بن الحسن واختلف عنه:

فقال عبيد الله بن موسى الكوفي: أنا إسرائيل عن منصور عن عبيد عن عبد الرحمن بن معقل عن غالب بن أبجر.

أخرجه ابن سعد (6/ 48) عن عبيد الله بن موسى به.

وأخرجه أبو داود (3809) عن عبد الله بن الحكم بن زياد القَطَواني عن عبيد الله بن موسى به.

(1) وعند أبي داود: عن ابن عبيد، وعند البغوي: عن عبيد الله.

(2)

وعند الطبراني: عن عبد الله بن معقل، وعند البغوي: عن معقل.

(3)

هكذا هو عند أبي داود، وعند الطحاوي: عبد الله بن عمر بن ليوم، وعند الطبراني: عبد الله بن عامر بن لويم.

ص: 627

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 332) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 335)

• وقال شَريك بن عبد الله القاضي: عن منصور عن عبيد بنْ الحسن عن غالب بن ديخ قال: قلت: يا رسول الله،

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 265) عن شريك به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1132) عن ابن أبي شيبة فقال: عن غالب بن ذريح.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 267) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به، وقال: عن غالب بن ذريح.

وهكذا رواه زكريا بن يحيى زَحْمُويه عن شريك فقال: عن غالب بن ذريح.

أخرجه الطبراني (18/ 267)

ورواه يوسف بن عدي التيمي الكوفى ومحمد بن سعيد بن الأصبهانى عن شريك فقالا: عن غالب بن أبجر.

أخرجه الطحاوي (4/ 203)

ورواه علي بن حكيم الأودي وعثمان بن أبي شيبة عن شريك فقالا: عن غالب بن ديخ.

أخرجه ابن قانع (2/ 319)

- وقال أبو عُمَيس عتبة بن عبد الله المسعودي: عن عبيد بن الحسن عن عبد الله بن معقل عن غالب بن أبجر.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 265) من طريق عمر بن حفص بن غياث ثني أبي عن أبي عميس به.

422 -

عن أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا ذر عبدا فقال "أطعمه مما تأكل، وألبسه مما تلبس" وكان لأبي ذر ثوب فشقه نصفين، فأعطى الغلام نصفه، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال: قلت: يا رسول الله: أطعموهم مما تكون وألبسوهم مما تلبسون، قال "نعم".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق أبي غالب عن أبي أمامة" (1)

حسن

(1) 1/ 94 (كتاب الإيمان - باب المعاصي من أمر الجاهلية)

ص: 628

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8104) من طريقين عن زيد بن الحباب ثنا الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا ذر قنا فقال "أطعمه مما تأكل، واكسه مما تلبس" وكان لأبي ذر ثوب فشقَّه نصفين فائتزر نصفه وأعطى الغلام نصفه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما لي أرى ثوبك هكذا؟ " فقال: يا رسول الله، قلت: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، قال "نعم" قلت: أعتقه، قال "آجرك الله با أبا ذر".

وإسناده حسن، زيد بن الحباب ثقة، والحسين بن واقد وأبو غالب صدوقان.

423 -

عن عبد الله بن سلام رفعه "أطعموا الطعام وأفشوا السلام" الحديث وفيه "تدخلوا الجنة بسلام"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وصححه الترمذي والحاكم" (1)

صحيح

أخرجه ابن سعد (1/ 235) وابن أبي شيبة (8/ 536 و 624 و 14/ 95) وأحمد (5/ 451) والبرجلاني في "الكرم"(54) وعبد بن حميد (495) والدارمي (1468) وابن ماجه (1334 و 3251) والترمذي (2)(2485) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 264) وابن أبي عاصم في "الأوائل"(79) وابن أبي الدنيا في "التهجد"(7) والحارث بن أبي أسامة وأبو يعلى كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 391) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 39 - 40) وابن المنذر في "الاقناع"(219) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي"(42) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(1104) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 132) والطبراني في "المكارم"(153) وفي "الأوائل"(34) وفي "الكبير"(13/ح 385) وابن السني في "اليوم والليلة"(215) والعسكري في "الصحابة" والضياء في "المختارة" كما في "الأجوبة المرضية"(1/ 390 و 391) والحاكم (3/ 13) وتمام في "فوائده"(ق 74/ أ) وأبو هلال العسكري في "الأوائل"(42) وأبو نعيم في "الصحابة"(4170) وابن بشران (181) والقضاعي (719) والبيهقي (2/ 502) وفي "الآداب"(92) وفي "الدلائل"(2/ 531 و 532) وفي "الشعب"(3090 و 8375) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 99 و 100 و 101) وفي "معجم الشيوخ"(1339) والبغوي في "شرح السنة"(926) وفي "الشمائل"(58) وابن الجوزي في "البر والصلة"(247) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(409 و 2079) والشجري في "أماليه"(1/ 210 و 217 و 2/ 124) وعبد الرزاق الكيلاني في

(1) 13/ 255 (كتاب الاستئنذان - باب إفشاء السلام)

(2)

ومن طريقه أخرجه القاضي عياض في "الشفا"(1/ 342)

ص: 629

"الأربعين الكيلانية"(ص 52 - 53) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن زرارة بن أوفى ثني عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أنْ قال "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام".

قال الترمذي: هذا حديث صحيح"

وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: إسناده صحيح، لكن لم يخرج الشيخان رواية عوف عن زرارة، ولا رواية زرارة عن ابن سلام"

طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(5406): ثنا مُحَمَّدْ بن أحمد بن أبي خيثمة قال: دفع إليّ جعفر بن عياش كتابه فكتبت منه: ثنا عمرو بن عبد الغفار عن عاصم الأحول عن أبي العالية عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله

وذكر الحديث.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عاصم إلا عمرو بن عبد الغفار، ولا رواه عن أبي العالية إلا عاصم، والمشهور من حديث عوف الأعرابي عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام"

قلت: وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث.

424 -

"أطعموا نساءكم الوُلَّد الرُّطَب، فإنْ لم يكن رُطَب فتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى من حديث علي رفعه قال: فذكره، وفي إسناده ضعف" (1)

ضعيف جدا

أخرجه أبو يعلى (455) وابن عدي (6/ 2424) والعقيلي (4/ 256) وابن حبان في

(1) 11/ 498 (كتاب الأطعمة - باب الرطب والتمر)

ص: 630

"المجروحين"(3/ 44 - 45) والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 73) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 117) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 123) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(تراجم النساء ص 360) وابن الجوزي في "الموضوعات"(385) وعثمان الدارمي في "الأطعمة" والمستغفري في "الطب" كما في "المقاصد"(ص 79) وابن مردويه في "تفسيره" وابن السني في "الطب" كما في "اللآلئ"(1/ 156) من طريق مسرور بن سعيد التميمي ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن عروة بن رُوَيْم عن علي بن أبي طالب مرفوعا "أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام، وليس من الشجر شيء يلقح غيرها"

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أطعموا نساءكم الولد الرطب، فإنْ لم يكن رطب فتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران".

قال ابن عدي: هذا حديث عن الأوزاعي منكر، وعروة بن رويم عن علي ليس بالمتصل، ومسرور بن سعيد غير معروف، لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث، وهو منكر الحديث"

وقال العقيلي: مسرور بن سعيد حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به"

وقال ابن حبان: مسرور بن سعيد يروي عن الأوزاعي المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بمن يرويها"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي عن عروة، تفرد به مسرور"

وقال ابن عساكر: عروة لم يدرك عليا، والحديث غريب، والتميمي مجهول"

وقال ابن كثير: هذا حديث منكر جدا"

وقال الهيثمي: وفيه مسرور بن سعيد وهو ضعيف" المجمع 5/ 39

وقال السخاوي: في سنده ضعف وانقطاع"

وقال الألباني: موضوع" الضعيفة (حديث 263)

وللحديث شاهد عن أبي أمامة وعن أبي سعيد وعن ابن عمر

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن السني وأبو نعيم كلاهما في "الطب" كما في "اللآلئ"(1/ 156) وابن سمعون (1) الواعظ في "الأمالي" كما في "الضعيفة"(1/ 281) من

(1) ومن طريقه أخرجه مُحَمَّدْ بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(262)

ص: 631

طريق شعبة عن يعلي بن عطاء الطائفي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعا "أطعموا نفساءكم الرطب فإنّه لو علم الله خيرا منه لأطعمه مريم" قال: يا رسول الله، ليس في كل حين يكون الرطب، قال:"فتمر" قالوا: يا رسول الله، كل التمر طيب، فأي التمر خير؟ قال "إن خير تُمْرانكم البَرْنِي، يُدخل الشفاء، ويخرج الداء، لا داء فيه، أشبعُهُ للجائع، وأدْفاهُ للمَقْرُور"

قال السيوطي: إسناده على شرط مسلم"

قلت: شهر إنما روى له مسلم مقرونا بغيره كما قال المزي في "تهذيب الكمال" والذهبي في "الميزان"، وهو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "الديوان" والحافظ في "الفتح"(3/ 307)

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه المحاملي في "أماليه" كما في "الضعيفة"(1/ 282) عن الحاكم بن عبد الله الكلبي أبي سالم عن يحيى بن سعيد البحراني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مما خلقت النخلة؟ قال "خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم عليه السلام"

أبو هارون العبدي واسمه عمارة بن جُوَيْن كذبه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة والجوزجاني وغيرهم.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 578) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(386) عن جعفر بن أحمد بن علي بن بيان بن زيد بن سيابة الغافقي ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا وكيع عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "أحسنوا إلى عمتكم النخلة فإنّ الله تعالى خلق آدم ففضل من طينته فخلق منها النخلة"

قال ابن عدي: هذا الحديث وإسناده موضوع ولا أشك أنّ جعفرا وضعه"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"

425 -

عن عاصم بن كليب عن أبيه في قصة الشاة التي ذبحتها المرأة بغير إذن صاحبها فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم من أكلها لكنه قال "أطعموها الأسارى"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود بسند قوي" (1)

صحيح

(1) 12/ 53 (كتاب الذبائح - باب ذبيحة المرأة والأمة)

ص: 632

أخرجه عبد الرزاق (6500) وابن أبي شيبة في "مسنده"(935) وأحمد (5/ 293 - 294 و 408) وأبو داود (3332) والطحاوي في "شرح المعاني"(8/ 204) وفي "المشكل"(3005 و 3006) والدارقطني (4/ 285 - 286 و 286) وأبو نعيم في "الصحابة"(7134) والبيهقي (5/ 335) وفي "الدلائل"(6/ 310) من طرق عن عاصم بن كليب الجَرْمي عن أبيه أنّ رجلا من الأنصار أخبره قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على القبر يوصي الحافر "أوسع من قِبَل رجليه، أوسع من قِبَل رأسه" فلما رجع استقبله داعي (1) امرأة (2)، فجاء، وجيء بالطعام فوضع يده، ثم وضع القوم فأكلوا، فنظر (3) آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه، ثم قال "أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها" فأرسلت (4) المرأة قالت: يا رسول الله (5)، إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة، فلم أجد، فأرسلت إلى جار (6) لي قد اشترى شاة أنّ أرسل إليّ بها بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته، فأرسلت إليّ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أطعميه (7) الأسارى" السياق لأبي داود وإسناده صحيح.

ورواه أبو حنيفة عن عاصم بن كليب عن أبي بُردة عن أبي موسى (8).

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1625) عن أحمد بن القاسم الطائي ثنا بشر بن الوليد الكندي ثنا أبو يوسف القاضي عن أبي حنيفهّ به.

قال الهيثمي: وفيه بشر المريسي، وهو ضعيف" المجمع 4/ 173

قلت: بل هو الكندي كما جاء مصرحا به في سند الحديث، ووثقه الدارقطني وغيره، والأول أصح.

(1) ولفظ الطحاوي "رسول"

(2)

زاد أحمد: من قريش، فقال: يا رسول الله، إنّ فلانة تدعوك ومن معك إلى طعام، فانصرف، فانصرفنا معه فجلسنا مجالس الغلمان من آبائهم بين أيديهم.

(3)

ولفظ أحمد: ففطن له القوم وهو يلوك لقمته لا يجيزها، فرفعوا أيديهم وغفلوا عنا، ثم ذكروا فأخذوا بأيدينا فجعل الرجل يضرب اللقمة بيده حتى تسقط، ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها فألقاها.

(4)

ولفظ أحمد والطحاوي: فقامت.

(5)

زاد أحمد: إنّه كان في نفسي أنْ أجمعك ومن معك على طعام. ولفظ الطحاوي: لم تزل تعجبني أنْ تأكل في بيتي.

(6)

سماه أحمد في روايته: عامر بن أبي وقاص. وعند الطحاوي: أخي.

(7)

ولفظ أحمد والطحاوي: أطعموها.

(8)

ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عاصم عن أبيه عن رجل من مزينة.

أخرجه الدارفطني (4/ 286)

ص: 633

426 -

حديث جابر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا ويقول: "أطعموهم مما تأكلون"

قال الحافظ: روى البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر: فذكره" (1)

حسن

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(188)

عن سعيد بن سليمان

و (199)

عن عبد الله بن مسلمة

قالا: ثنا مروان بن معاوية ثنا الفضل بن مبشر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره.

وزاد "وألبسوهم مما تلبسون، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل"

وإسناده ضعيف لضعف الفضل بن مبشر الأنصاري.

وللحديث شاهد عن أبي ذر وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه وعن أبي اليسر وعن ابن عمرو فيتقوى بها

فأما حديث أبي ذر فأخرجه أحمد (5/ 168 و 173) والخرائطي في "المساوئ"(727)

عن سفيان الثوري

وأبو داود (5161) والبيهقي (7/ 8) وفي "الآداب"(70)

عن جرير بن عبد الحميد

كلاهما عن منصور عن مجاهد عن مورق العجلي عن أبي ذر مرفوعا "من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وأكسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله عز وجل" لفظ أحمد

ورواته ثقات إلا أنّ مورقا لم يسمع من أبي ذر شيئا كما قال أبو زرعة والدارقطني.

(1) 6/ 99 (كتاب العتق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العبيد إخوانكم)

ص: 634

وأما حديث عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه فأخرجه عبد الرزاق (17935) عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع "أرقاءكم أرقاءكم: أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم"

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 243 - 244) عن الدبري عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أحمد (4/ 35 - 36)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والطبراني (22/ 243 - 244)

عن أبي نعيم الفضل بن دكين

والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 472) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة"(6608)

عن مُحَمَّدْ بن كثير

ثلاثتهم عن الثوري به.

ورواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري فجعله عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه.

أخرجه ابن سعد (2/ 185 و 3/ 377)

وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله.

وأما حديث أبي اليسر فأخرجه مسلم (3006) والبخاري في "الأدب المفرد"(187)

ولفظه "أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون"

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الخرائطي في "المساوىء"(723) والبيهقي (8/ 36) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان لزنباع عبد يسمى ابن سندر، فوجده يقبل جارية فأخذه فجبه وجدع أنفه، فأتى ابن سندر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأرسل إلى زنباع فقال له "لا تحملوهم ما لا يطيقون، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ما كرهتم فبيعوا، وما رضيتم فأمسكوا، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل"

قال البيهقي: المثنى بن الصباح ضعيف لا يحتج به"

ص: 635

427 -

حديث أبي ذر "أطعموهم مما تطعمون"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 6/ 100) من حديث أبي ذر بلفظ "إنّ إخوانكم خَوَلُكُم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه نحت يده فليطعمه مما يأكل

"

427أ - "أطعموهم مما تطعمون، واكسوهم مما تلبسون"

ذكر الحافظ أنّ البخاري رواه في "الأدب المفرد"(187) من حديث أبي اليَسَر واسمه كعب بن عمرو الأنصاري وقال: وأخرجه مسلم (4/ 2303) في آخر كتابه في أثناء حديث طويل" (2)

428 -

"اطلبوا الولد والتمسوه فإنّه ثمرة القلوب وقرة الأعين، وإياكم والعاقر"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو عمرو النوقاني في كتاب "معاشرة الأهلين" من وجه آخر عن محارب رفعه قال: فذكره، وهو مرسل قوي الإسناد" (3)

429 -

عن أبي العالية أنّ أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال له: متى ليلة القدر؟ فقال: "اطلبوها في أول ليلة وآخر ليلة والوتر من الليل"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود في "كتاب المراسيل" عن مسلم بن إبراهيم عن أبي خَلدة عن أبي العالية: فذكره، وهذا مرسل رجاله ثقات" (4)

مرسل

أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 193) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي عن أبي خلدة عن أبي العالية به.

ورواته ثقات وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار التميمي السعدي البصري.

430 -

"اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنيها النساء"

سكت عليه الحافظ (5).

(1) 11/ 515 (كتاب الأطعمة - باب الأكل مع الخادم)

(2)

6/ 99 (كتاب العتق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العبيد إخوانكم)

(3)

11/ 255 (كتاب النكاح - باب طلب الولد)

(4)

5/ 171 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(5)

7/ 133 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)

ص: 636

أخرجه مسلم (2738) عن عمران بن حصين رفعه "إنّ أقل ساكني الجنة النساء"

431 -

عن الزهري وعطاء الخراساني أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص وهو يقول: "اطلع عليّ وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي"

قال الحافظ: وجدت في "كتاب مكة" للفاكهي من طريق أبي سنان عن الزهري وعطاء الخراساني: فذكره" (1)

وقال في "الإصابة"(2/ 271): وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة ثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني أنّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص، فقالوا: يا رسول الله، ما له؟ قال "دخل عليّ شقّ الجدار وأنا مع زوجتي فلانة، فكلح في وجهي" فقالوا: أفلا نلعنه نحن؟ قال "لا، فإني انظر إلى بنيه يصعدون منبري، وينزلونه"، فقالوا: يا رسول الله، ألا نأخذهم؟ قال "لا" ونفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أبو سنان أظنه عيسى بن سنان الحنفي وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.

432 -

حديث أبي الدرداء: قلنا: يا رسول الله، إنا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام قال "أطوعكم لله"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (2)

وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 32

433 -

قال مولى ابن عباس: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار ورجلا من مزينة وابن خطل وقال "أطيعا الأنصاري حتى ترجعا" فقتل ابن خطل الأنصاري وهرب المزني، وكان ممن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح"

قال الحافظ: وروى الفاكهي من طريق ابن جريج قال: قال مولى ابن عباس: فذكره" (3)

مرسل

ذكره محقق كتاب "أخبار مكة" للفاكهي نقلا عن الحافظ (5/ 220)

(1) 15/ 266 - 267 (كتاب الديات - باب من اطلع في بيت قوم)

(2)

13/ 252 (كتاب الاستئذان - باب يسلم الصغير على الكبير)

(3)

4/ 432 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

ص: 637

434 -

عن المِسْور بن مَخرمة قال: أظهر أهل مكة الإسلام - يعني في أول الأمر - حتى أن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقرأ السجدة فيسجد وما يستطيع بعضهم أنْ يسجد من الزحام، حتى قدم رؤساء أهل مكة وكانوا بالطائف فرجعوهم عن الإسلام"

قال الحافظ: رواه الطبراني من رواية المسور بن مخرمة عن أبيه قال: فذكره" (1)

انظر حديث "لما أظهر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام أسلم أهل مكة"

435 -

"اعبدوا الرحمن، وافشوا السلام" الحديث وفيه "تدخلوا الجنان"

قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه ابن حبان من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 196)

عن همام بن يحيى البصري

و (2/ 170)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي وعبد الوارث بن سعيد البصري

وابن أبي الدنيا في "التهجد"(9)

عن عبد الحكيم بن منصور الواسطي

وابن أبي شيبة (8/ 624) والبخاري في "الأدب المفرد"(981) وابن ماجه (3694)

عن مُحَمَّدْ بن فُضيل بن غزوان الكوفي

والترمذي (1855)

عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي

والدارمي (2087) والبزار (2402) وابن حبان (489 و 507) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 287)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

(1) 3/ 214 (كتاب الصلاة - أبواب سجود القرآن- باب من لم يجد موضعا للسجود مع الإمام)

(2)

13/ 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

ص: 638

وعبد بن حميد (355)

عن زائدة بن قدامة الكوفي

كلهم عن عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعا "اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنان".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال السخاوي: سنده جيد" الأجوبة المرضية 1/ 393

قلت: وهو كما قالا فإنّ رجاله ثقات غير عطاء بن السائب وهو صدوق اختلط بأخرة، وسماع زائدة بن قدامة منه قبل اختلاطه كما قال الحافظ في "مقدمة الفتح"(2/ 191) وأبوه سمع من ابن عمرو كما قال البخاري في "الكبير".

وللحديث شاهد عن عبد الله بن سلام وعن أبي هريرة وعن أنس وعن عبد الله بن الحارث

فأما حديث عبد الله بن سلام فتقدم الكلام عليه فانظر حديث "أطعموا الطعام، وأفشوا السلام"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 323 - 324 و 324 و 493) وابن أبي الدنيا في "التهجد"(8) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 40) وابن حبان (508 و 2559) والحاكم (4/ 129) من طرق عن همام بن يحص العَوْذي (1) عن قتادة عن أبي ميمونة (2) عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة؟ قال "أفش السلام، وأطعم الطعام، وَصِلِ الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، وادخل الجنة بسلام".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا أبي ميمونة وهو ثقة" المجمع 5/ 16

قلت: أبو ميمونة هو الأبار: قال ابن معين: صالح، وقال الدارقطني: مجهول يترك.

وفرق البخاري ومسلم وأبو حاتم والحاكم أبو أحمد بينه وبين الفارسي فالأول روى عنه قتادة، والثاني روى عنه هلال بن أبي ميمونة وغيره.

(1) تابعه هشام الدستوائي عن قتادة به.

أخرجه أحمد (2/ 295)

(2)

عند ابن نصر "هلال بن أبي ميمونة"

ص: 639

وأما حديث أنس فذكره الهيثمي في "المجمع"(5/ 17)

ولفظه: قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني عملا يدخلني الجنة؟ قال "أطعم الطعام، وأفش السلام، وأطب الكلام، وصل بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام"

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه حفص بن أسلم وهو ضعيف"

وأما حديث عبد الله بن الحارث فيرويه مُحَمَّدْ بن زياد قال: كان عبد الله بن الحارث يمرّ بنا فيقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تورثوا الجنان"

قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 17

436 -

قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس "اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنّه أعمى"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1480)

437 -

حديث جابر: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1084) " (2)

438 -

"أعتق النبى صلى الله عليه وسلم صفية وجعل عتقها صداقها"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 11/ 31) من حديث أنس.

439 -

حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعتق النسمة، وفك الرقبة" قيل: يا رسول الله، أليستا واحدة؟ قال "لا، إنّ عتق النسمة أنْ تفرد بعتقها، وفك الرقبة أنْ تعين في عتقها"

قال الحافظ: وجاء في حديث صحيح رواه أحمد وابن حبان والحاكم: فذكره، وهو في أثناء حديث طويل أخرج الترمذي بعضه وصححه" (4)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لئن كنت أقصرت الخطبة

"

(1) 15/ 39 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش)

(2)

11/ 347 (كتاب الطلاق - باب قول الله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} [البَقَرَة: 226])

(3)

11/ 122 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

(4)

6/ 72 (كتاب العتق - باب في العتق وفضله)

ص: 640

440 -

حديث ابن عباس قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف كُلَّ من خرج إليه من رقيق المشركين"

قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة وأحمد من حديث ابن عباس قال: فذكره، وأخرجه ابن سعد مرسلا من وجه آخر" (1)

ضعيف

أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 6831) وابن أبي شيبة (14/ 509) وأحمد بن حنبل (1959 و 3415) عن أبي معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير عن الحجاج بن أرْطاة عن الحكم بن عُتيبة عن مِقْسَم مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: فذكره.

وأخرجه أبو يعلى (2564) عن زهير بن حرب النسائي ثنا أبو معاوية به.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(11/ 246) والطبراني في "الكبير"(12079) من طريق مسدد ثنا أبو معاوية به.

وأخرجه البيهقي (9/ 229) من طريق سعدان بن نصر البغدادي ثنا أبو معاوية به.

وأخرجه أحمد بن حنبل (3267) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 6834) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الحجاج نحوه (2).

ورواه نصر بن باب الخراساني عن الحجاج بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف "من خرج إلينا من العبيد فهو حر" فخرج عبيد من عبيدهم فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن سعد (2/ 160) وأحمد (2229)

ورواه عبد القدوس بن بكر بن خنيس عن الحجاج بلفظ: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف، فخرج إليه عبدان، فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتق العبيد إذا خرجوا إليه.

أخرجه أحمد بن حنبل (2176)

ورواه يزيد بن هارون عن الحجاج بلفظ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتق من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين.

(1) 9/ 107 (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف)

(2)

وأخرجه أيضا الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 278) وفي "المشكل"(4269) والبيهقي (9/ 230) من طريق حفص بن غياث الكوفي عن الحجاج به.

ص: 641

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 511) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 6833) وأحمد بن حنبل (2111) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 6835) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6836)

ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن الحجاج بلفظ: خرج غلامان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة فكانا مولييه.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 509) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 6832)

ورواه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(211) عن الحجاج بلفظ: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف خرج إليه عبيد فأعتقهم.

قال الهيثمي: وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ثقة لكنّه مدلس" المجمع 4/ 245

وقال البوصيري: مداره على الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف "مختصر الإتحاف 7/ 164

قلت: وهو كما قال.

وأخرجه الدارمي أيضا (2511) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الحجاج به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12092) من طريق سعد بن الصلت الشيرازي عن الحجاج به.

وأخرجه البيهقي (9/ 229 - 230) من طريق حماد بن سلمة عن الحجاج به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 278) وفي "المشكل"(4270) من طريق علي بن مُسهر الكوفي عن الحجاج به.

441 -

عن صفية قالت: أعتقني النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عتقي صداقي"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وأبو الشيخ" (1)

حسن

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3114) وأبو يعلى (7118) والطبراني في "الكبير"(24/ 73 - 74) وفي "الأوسط"(4950 و 8497) وابن عدي (7/ 2573) وأبو نعيم في "الصحابة"(7446) من طرق عن هاشم بن سعيد الكوفي ثنا كِنَانة بن نُبَيه مولى صفية بنت حيي قال: حدثتني صفية به.

(1) 11/ 31 (كتاب النكاح - باب من جعل عتق الأمة صداقها)

ص: 642

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن صفية إلا بهذا الإسناد"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن كنانة عن صفية إلا هاشم بن سعيد الكوفي"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه غير هاشم هذا"

قلت: وهو ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: لا أعرفه، وقال ابن عدي: ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وللحديث شاهد عن أنس وعن عائشة وعن ابن عمر فيتقوى بها

فأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 11/ 31) من طريق حماد عن ثابت وشعيب بن الحبحاب عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (1958) عن حُبيش بن مُبشر

وأخرجه الدارقطني (3/ 285) عن يحيى بن مُحَمَّدْ بن صاعد ومحمد بن مخلد بن حفص قالا: ثنا أبو عبد الله حبيش بن مبشر الفقيه ومحمد بن الحسين بن المبارك الأعرابي قالا: ثنا يونس بن مُحَمَّدْ ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم اعتق صفية وتزوجها، وجعل عتقها صداقها.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 272) من طريق مُحَمَّدْ بن مخلد العطار ثنا حبيش بن مبشر ثنا يونس بن محمد به.

ومن طريقه أخرجه المزي (/416 - 417)

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح إنْ كان عكرمة مولى ابن عباس سمع من عائشة فقد تناقض فيه قول أبي حاتم فقال في "المراسيل": لم يسمع من عائشة، وقال في "الجرح والتعديل": سمع منها. ورجح سماعه منها أنّ روايته عنها في صحيح البخاري، قاله شيخنا أبو زرعة، وقال ابن المديني: لا أعلمه سمع من أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم شيئا" المصباح 2/ 114

قلت: اختلف في هذا الحديث على حماد بن زيد، فقال عارم بن الفضل: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل صداقها عتقها.

أخرجه ابن سعد (8/ 125)

وهذا مرسل رواته ثقات.

ص: 643

وأما حديث ابن عمر فيرويه نافع عن ابن عمر، وعن نافع:

1 -

عبد الله بن عون.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 20) عن أحمد بن داود البصري، ثنا يعقوب بن حميد ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال: كتب إلي نافع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخذ جويرية في غزوة بني المصطلق، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها. أخبرني بذلك عبد الله بن عمر، وكان في ذلك الجيش.

أحمد بن داود ما عرفته، ويعقوب بن حميد هو ابن كاسب، والباقون ثقات.

2 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه الطحاوي (3/ 21) عن سليمان بن شعيب بن سليمان الكيسانى ثنا الخَصِيب ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مثل ذلك.

وإسناده حسن، الكيساني قال ابن الأثير في "اللباب" (3/ 125): كان ثقة، والخصيب بن ناصح صدوق، والباقون ثقات.

442 -

عن عائشة: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وخديجة، فوافق ذلك رمضان، فخرج يوما فسمع السلام عليكم، قال: فظننت أنّه من الجن، فقال: أبشروا فإنّ السلام خير، ثم رأى يوما آخر جبريل على الشمس له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب قال "فهبت منه".

قال الحافظ: أخرج أبو داود الطيالسي في "مسنده" من طريق أبي عمران الجَوْني عن رجل عن عائشة: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 215 - 216) عن حماد بن سلمة أني أبو عمران الجونى عن رجل عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف هو وخديجة شهرا بحراء، فوافق ذلك شهر رمضان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع: السلام عليكم. قالت: فظننت أنّه فجأة الجن، فقال: أبشروا فإنّ السلام خير. ثم رأى يوما آخر جبريل عليه السلام على الشمس جناح له بالمشرق وجناح له بالمغرب فهبت منه

" الحديث وفيه طول.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

(1) 16/ 8 (كتاب التعبير - باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي)

ص: 644

ورواه بعضهم عن حماد فسماه.

قال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(بغية الباحث 928): حدثنا داود بن المُحَبَّر ثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن يزيد بن بانوس عن عائشة.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(163)

وداود كذبه أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث غير ثقة، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

443 -

عن أبي هريرة قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر في ذي القعدة"

قال الحافظ: وروى يونس بن بكير في زيادات المغازي وعبد الرزاق جميعا عن عمر بن ذر عن مجاهد عن أبي هريرة قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه البيهقي (4/ 345 و5/ 217) من طريق يونس بن بكير به.

وسقط منه في الموضع الثاني: عن أبي هريرة.

444 -

عن خالد بن الوليد قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر"

قال الحافظ: وقد أخرج سعيد بن منصور عن هُشيم عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أنّ خالد بن الوليد فقد قلنسوة فقال: فذكره" (2)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3804) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أنْ خالد بن الوليد فَقَدَ قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها، فلم يجدوها، فقال: اطلبوها، فوجدوها، فإذا هي قلنسوة خلقة، فقال خالد: فذكره.

وأخرجه الحاكم (3/ 299) من طريق أحمد بن نجدة بن العُريان الهروي ثنا سعيد بن منصور به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 249) عن الحاكم به.

(1) 4/ 348 - 349 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟)

(2)

8/ 102 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب خالد بن الوليد)

ص: 645

وأخرجه أبو يعلى (7183) عن أبي الحارث سُريج بن النعمان البغدادي ثنا هشيم به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 111)

وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: قلت: منقطع"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا" المجمع 9/ 349

وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 9/ 249

قلت: رواته ثقات إلا أنّ جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري لم يدرك خالد بن الوليد.

445 -

عن أبي حاضر قال: اعتمرت فأحصرت فنحرت الهدي وتحللت ثم رجعت العام المقبل فقال لي ابن عباس: أبدل الهدي فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بذلك"

قال الحافظ: وقد روى أبو داود من طريق أبي حاضر قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أبو داود (1864) عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن علي النُّفَيلي ثنا مُحَمَّدْ بن سلمة عن مُحَمَّدْ بن إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: سمعت أبا حاضر الحميري يحدث أبي ميمون بن مِهْران قال: خرجت معتمرا عام حاصر أهل الشام ابن الزبير بمكة، وبعث معي رجال من قومي بهدي، فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أنْ ندخل الحرم، فنحرت الهدي مكاني، ثم أحللت، ثم رجعت، فلما كان من العام المقبل خرجت لأقضي عمرتي، فأتيت ابن عباس فسألته، فقال: أبدل الهدي، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أنْ يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 319)

وأخرجه الحاكم (1/ 485 - 486) من طريق الفضل بن مُحَمَّدْ الشعراني ثنا النفيلي به.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو حاضر شيخ من أهل اليمن مقبول صدوق"

وقال ابن التركماني: أخرجه أبو داود بسند حسن" الجوهر النقي 5/ 218 - 219

(1) 9/ 40 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

ص: 646

قلت: وهو كما قال، مُحَمَّدْ بن سلمة هو الحرّاني وثقه النسائي وغيره، وابن إسحاق صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من عمرو بن ميمون كما سيأتي، وأبو حاضر واسمه عثمان بن حاضر وثقه أبو زرعة وابن حبان، وعبد الله بن مُحَمَّدْ وعمرو بن ميمون ثقتان.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 319 - 320) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا عمرو بن ميمون قال: كان أبي يسأل كثيرا: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدل هديه الذي نحر حين صُدّ عن البيت فلا يجد في ذلك شيئا، حتى سمعته يسأل أبا حاضر الحميري عن ذلك، فقال له: على الخبير سقطت: حججت عام ابن الزبير في الحصر الأول فأهديت هديا، فحالوا بيننا وبين البيت، فنحرت في الحرم، ورجعت إلى اليمن، وقلت: لي برسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، فلما كان العام المقبل حججت فلقيت ابن عباس فسألته عمّا نحرت عليّ بَدَلُهُ أم لا؟ قال: نعم فأبدل، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد أبدلوا الهدي الذي نحروا عام صدهم المشركون، فأبدلوا ذلك في عمرة القضاء، فعزّت الإبل عليهم، فرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقر.

وأخرجه الحاكم (1/ 485) من طريق يزيد بن هارون أنبا عمرو بن ميمون بن مهران ثنا أبو حاضر عثمان بن حاضر قال: سمعت ابن عباس يقول: إن أهل الحديبية أمروا بإبدال الهدي في العام الذي دخلوا فيه مكة فأبدلوا، وعزّت الإبل فرخص لهم فيمن لا يجد بدنة في اشتراء بقرة.

ومن هذا الطريق أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2864) مطولا.

ورواته ثقات.

446 -

عن أم مَعْقِل قالت: أردت الحج فاعتل بعيري فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اعتمري في شهر رمضان فإن عمرة في رمضان تعدل حجة"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق مَعْمَر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل قالت: فذكرته، وقد اختلف في إسناده فرواه مالك عن سُمَي عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: جاءت امرأة، فذكره مرسلا وأبهمها، ورواه النسائي أيضا من طريق عُمارة بن عُمير وغيره عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي معقل، ورواه أبو داود من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رسول مروان عن أم معقل، وعند أبي داود من طريق عيسى بن معقل عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أم معقل قال: لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله وأصابنا مرض فهلك أبو معقل، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم -

ص: 647

من حجته جئت فقال "ما منعك أن تحجي معنا؟ " فذكرت ذلك له قال "فهلا حججت عليه فإنّ الحج من سبيل الله، فأما إذا فاتك فاعتمري في رمضان فإنها لحجة"(1)

صحيح

وله عن أم معقل طرق:

الأول: يرويه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واختلف عنه:

- فرواه إبراهيم بن مهاجر البجلي عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: أخبرني رسول مروان الذي أُرسل إلى أم معقل قالت: كان أبو معقل حاجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم، قالت أم معقل: قد علمت أنّ عليّ حجة، فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه، فقالت: يا رسول الله، إن علي حجة، وإنّ لأبي معقل بَكْرا، قال أبو معقل: صدقت جعلته في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعطها فلتحج عليه، فإنّه في سبيل الله" فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة قد كبرت وسقمت فهل من عمل يجزئ عني من حجتي؟ قال "عمرة في رمضان تجزئ حجة".

أخرجه أحمد (6/ 375) وأبو داود (1988) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3243) والطبراني في "الكبير"(25/ 151 - 153) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة"(12/ 22) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 397 - 398) من طريق أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن إبراهيم بن مهاجر به.

• ورواه شعبة (2) عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: أرسل مروان إلى أم معقل الأسدية يسألها عن هذا الحديث فحدّثته أنّ زوجها جعل بَكْرا لها في سبيل الله وأنها أرادت العمرة، وذكرت الحديث.

أخرجه الطيالسي (ص 231) وأحمد (6/ 405) وابن خزيمة (3075) والحاكم (1/ 482) وأبو نعيم في "الصحابة"(8048) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 302)

(1) 4/ 352 - 353 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب عمرة في رمضان)

(2)

هكذا رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن جعفر البصري ووهب بن جرير بن حازم وحجاج بن مُحَمَّدْ المصيصي عن شعبة عن إبراهيم عن أبي بكر قال: أرسل مروان إلى أم معقل.

ورواه النضر بن شميل عن شعبة عن إبراهيم عن أبي بكر عن امرأة من أشجع أنها أرادت أنْ تعتمر.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2415)

ورواه عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن شعبة عن إبراهيم عن أبي بكر قال: أرسلنى مروان إلى أم

معقل.

أخرجه أبو نعيم فى "الصحابة"(8048)

ص: 648

• ورواه سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنّه كان رسول مروان إلى - وقال مرّة: عن رسول مروان - أم معقل يسألها عن الحديث.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 56 - 57) من طريق مُحَمَّدْ بن مُحَمَّدْ بن سليمان وعبد الجبار السمرقندي قالا: ثنا مُحَمَّدْ بن الوزير الواسطي ثنا إسحاق الأزرق عن سفيان به (1).

• وخالفهم مُحَمَّدْ بن أبي إسماعيل الكوفي فرواه عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل أنّ أمه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(771) وأحمد (6/ 406)

وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول النسائي.

- ورواه ابن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم معقل قالت: أردت الحج فَضَلَّ بعيري، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اعتمري في شهر رمضان فإنّ عمرة في شهر رمضان تعدل حجة".

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2414) وأحمد (6/ 406) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3238) والنسائي في "الكبرى"(4227) والطبراني في "الكبير"(25/ 154 - 155) وابن بشكوال في "الغوامض"(1/ 156) من طريق عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن به.

هكذا قال الزهري: عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم معقل: أردت الحج فضلَّ بعيري، وفي حديث إبراهيم بن مهاجر أنها أرادت العمرة وأن البعير كان لأبي معقل وأنه جعله في سبيل الله ولم يذكر أنّ لها بعيرا قد ضل.

- وقيل: عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي معقل أنّه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أم معقل جعلت عليها حجة، الحديث.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(4228) وابن حيويه في "من وافقت كنيته كنية زوجه"(ص 30)

(1) رواه الفاكهي في "أخبار مكة"(828 و 862 و833) عن مُحَمَّدْ بن الوزير الواسطي فقال: عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رسول مروان من أم معقل.

ص: 649

وأبو موسى المديني كما في "أسد الغابة"(6/ 394)

عن حفص بن غياث

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3242)

عن عبد الله بن نُمير

كلاهما عن الأعمش (1) ثني عُمارة بن عُمير وجامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن به.

وهكذا رواه وكيع عن الأعمش إلا أنّه لم يذكر جامع بن شداد.

أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 127 - 128) وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3241) عن وكيع به.

واختلف فيه على وكيع، فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عنه وجعله عن أم معقل.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3240) والطبراني في "الكبير"(25/ 154)

ويعقوب بن حميد مختلف فيه.

- وقيل: عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: كنت فيمن ركب مع مروان حين ركب إلى أم معقل، وكنت فيمن دخل عليها من الناس معه وسمعتها حين حدثت هذا الحديث.

أخرجه أحمد (6/ 406) وابن أبي عاصم (3246) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(586) والطبراني في "الكبير"(25/ 153 - 154) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 59) من طريق مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه به.

هكذا في هذه الرواية أنّ مروان ركب إلى أم معقل، وفي رواية إبراهيم بن مهاجر أنّ مروان أرسل إليها.

ويحتمل أنّ مروان أرسل إليها أولا ثم ركب إليها بنفسه لشدة اهتمامه بأمر هذا الحديث فكان أبو بكر بن عبد الرحمن فيمن ركب معه والله تعالى أعلم (2).

(1) ورواه أبو معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير عن الأعمش فقال فيه: جاء معقل المزني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنْ أم معقل نذرت.

أخرجه الروياني (1289)

(2)

انظر "الفتح الرباني" للساعاتي 11/ 34 - 35

ص: 650

- وقيل: عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا. قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني كنت تجهزت للحج فاعترض لي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعتمري في رمضان فإنّ عمرة فيه كحجة".

أخرجه مالك (1/ 346) عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 301) والقاسم بن يوسف التجيبي في "مستفاد الرحلة والاغتراب"(ص 220 - 221) وابن بشكوال في "الغوامض"(92و93)

قال ابن عبد البر: هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة للموطأ وهو مرسل في ظاهره إلا أنّه قد صح أنّ أبا بكر سمعه من تلك المرأة فصار مسندا بذلك، والحديث صحيح مشهور من رواية أبي بكر وغيره" التمهيد 22/ 55

قلت: رواه عبد الله بن نافع عن مالك فجعله عن أم معقل.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3239) والطبراني في "الكبير"(25/ 154)

الثاني: يرويه مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني عن عيسى بن معقل بن أم معقل ثني يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل قالت: لما تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع أمر الناس بالخروج معه، قالت: فبينما الناس يتجهزون أصابتهم هذه القرحة الجدري أو الحصبة، قالت: فدخل علينا من ذلك ما شاء الله أنْ يدخل، مرض أبو معقل من ذلك ومرضت معه، فأما أبو معقل فهلك في ذلك الوجع، وكان لنا جمل ينضح على نخلات لنا وهو الذي نريد أنْ نحج عليه، فلما حضرت أبو معقل الوفاة أوصى به في سبيل الله، قالت: فاشتد وجعي فلم أستطع أنْ أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من حجته وقدم المدينة دخلت عليه وقد نقهت من وجعي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما منعك يا أم معقل أنْ تخرجين معنا في سفرنا هذا؟ " قلت: يا نبي الله، كنا تهيأنا لذاك فأصابنا من هذه القرحة ما أصاب فهلك منها أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نريد أنْ نحج عليه، فأوصى به حين حضرته الوفاة في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فما منعك أنْ تخرجين على الحج فإنّ الحج من سبيل الله؟ أما إذا فاتتك هذه الحجة معنا يا أم معقل فاعتمري عمرة في رمضان فإنها كحجة".

قال يوسف بن عبد الله بن سلام: حدثت مروان بن الحكم وهو على المنبر بهذا الحديث عن أم معقل فقال لي: ومن يحدث به عنها معك؟ فقلت: ابنها معقل بن أبي

ص: 651

معقل وهو من سراة قومه وخيارهم (1). فبعث إليه مروان فسأله فحدّثه مثل حديثي ثم لا والله ما طابت نفس مروان حتى ركب إليها في الناس فدخل عليها فسألها فحدثته كما حدثتني.

أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة ص 128) والدارمي (1867) وأبو داود (1989) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3245) واللفظ له وابن خزيمة (2376) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(585) والطبراني في "الكبير"(25/ 153) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 58 - 59)

وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عيسى بن معقل.

وخالفه موسى بن عقبة فرواه عن عيسى بن معقل عن جدته أم معقل، ولم يذكر يوسف بن عبد الله بن سلام.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3244) والطبراني في "الكبير"(25/ 154)

الثالث: يرويه أبو إسحاق الهمداني عن الأسود بن يزيد عن ابن أم معقل عن أم معقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "عمرة في رمضان تعدل حجة".

أخرجه الترمذي (939)

عن أبي أحمد مُحَمَّدْ بن عبد الله الزبيري

والطبراني (2) في "الكبير"(25/ 153)

عن أسد بن موسى المصري

قالا: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق به.

وخالفهما يحيى بن آدم فرواه عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أبي معقل عن أم معقل.

أخرجه أحمد (6/ 406) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3248)

واختلف فيه على أبي إسحاق:

• فقيل: عنه عن الأسود بن يزيد عن أبي معقل، ليس فيه أم معقل.

أخرجه ابن ماجه (2993)

(1) وفي لفظ "وهو رجل صدق"

(2)

رواه أبو نعيم في "الصحابة"(8049) عن الطبراني فقال فيه: عن أبي معقل عن أم معقل.

ص: 652

عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي

وابن أبي عاصم (3249) وابن السكن كما في "الإصابة"(12/ 23) وأبو نعيم في "الصحابة"(6995)

عن شَريك بن عبد الله القاضي

كلاهما عن أبي إسحاق به.

• وقيل: عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أم معقل، ليس فيه أبي معقل.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 60) من طريق علي بن عابس الكوفي عن أبي إسحاق به.

الرابع: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم معقل أنها قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج وجملي أعجف فما تأمرني؟ قال "اعتمري في رمضان فإنّ عمرة في رمضان تعدل حجة".

أخرجه أحمد (6/ 405) وابن سعد (8/ 295)

عن مُحَمَّدْ بن مصعب القَرْقَساني

وأحمد (6/ 405)

عن رَوح بن عبادة البصري

كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.

وخالفهما جماعة رووه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ثني ابن أم معقل قال: قالت أمي: يا رسول الله، إني أريد الحج

وذكرت الحديث.

أخرجه عبد الرزاق كما في "الإصابة"(8/ 258) عن الأوزاعي به.

ومن طريقه أخرجه ابن حيويه في "من وافقت كنيته كنية زوجه"(ص 31) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(5/ 330)

وأخرجه ابن أبي عاصم (3250) والطبراني في "الكبير"(25/ 155)

عن الوليد بن مسلم

وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 60)

ص: 653

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

وأبو علي الطوسي (1) في "مختصر الأحكام"(860) والبيهقي (4/ 346) والخطيب في "التاريخ"(11/ 11)

عن بشر بن بكر التِّنِّيسي

وابن قانع في "الصحابة"(3/ 77)

عن مُحَمَّدْ بن جابر

أربعتهم عن الأوزاعي به.

وهذا أصح فقد رواه هشام الدَّسْتُوَائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن معقل بن أبي معقل قال: أرادت أمي الحج وكان جملها أعجف، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.

أخرجه أحمد (6/ 210 و 375 و 406) والنسائي في "الكبرى"(4226) وابن قانع (3/ 77) وابن منده (2) في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة"(9/ 258) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 302) وابن بشكوال في "الغوامض"(95) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 329)

وتابعه علي بن المبارك الهُنَائي ثنا يحيى بن أبي كثير به (3).

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 411) وفي "تلخيص المتشابه"(2/ 874)

وإسناده صحيح رجاله ثقات.

الخامس: يرويه مسلم بن خالد عن جعفر بن مُحَمَّدْ عن أبيه عن أم معقل مرفوعا "اعتمري في رمضان فإنّها تعدل أو تقضي حجة"

أخرجه ابن أبي عاصم (3252) والطبراني في "الكبير"(25/ 155)

(1) قال في روايته: ابن أم معقل قال: استفت أمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت.

(2)

سقط من إسناده عن أبي سلمة.

(3)

ورواه معاوية بن سلام الدمشقي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن ابن أم معقل عن أم معقل.

أخرجه ابن أبي عاصم (3251) والطبراني في "الكبير"(25/ 155) من طريق مُحَمَّدْ بن المبارك الصوري ثنا معاوية بن سلام به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2838) من طريق يحيى بن بشر الحريري عن معاوية بن سلام

فقال: عن معقل بن أبي معقل أنّ أمه قالت لرسول الله

ص: 654

وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزَّنْجِي.

وللحديث شاهد عن أبي طليق وعن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله وعن علي وعن وهب بن خنبش وعن يوسف بن عبد الله بن سلام وعن أنس وعن معقل بن أبي معقل وعن أم سنان الأنصارية وعن الأحمري

فأما حديث أبي طليق فأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 46) وابن أبي عاصم (2710) والبزار (كشف 1151) والدولابي في "الكنى"(1/ 41) وأبو يعلى (المطالب 1170) والطبراني في "الكبير"(22/ 324) وأبو نعيم في "الصحابة"(6879) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(11/ 21) وابن أبي شيبة وابن السكن وابن منده والبغوي كما في "الإصابة"(11/ 216 و 217) وابن بشكوال في "الغوامض"(99 و 100 و 101) من طرق عن المختار بن فلفل قال: حدثني طلق بن حبيب البصري أنْ أبا طليق حدّثهم أنْ امرأته أم طليق أتته فقالت له: حضر الحج يا أبا طليق، وكان له جمل وناقة يحج على الناقة ويغزو على الجمل، فسألته أنْ يعطيها الجمل تحج عليه، قال: ألم تعلمي أني حبسته في سبيل الله، قال: إنّ الحج من سبيل الله فأعطنيه يرحمك الله، قال: ما أريد أنْ أعطيك، قالت: فأعطني ناقتك وحج أنت على الجمل، قال: لا أوثرك بها على نفسي، قالت: فأعطني من نفقتك، قال: ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به وما أنزل لكم، قالت: إنك لو أعطيتني أخلفكها الله، قال: فلما أبيت عليها قالت: فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرأه مني السلام وأخبره بالذي قلت لك، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرأته منها السلام وأخبرته بالذي قالت أم طليق، قال "صدقت أم طليق لو أعطيتها الجمل كان في سبيل الله، ولو أعطيتها ناقتك كانت وكنت في سبيل الله، ولو أعطيتها من نفقتك أخلفكها الله" قال: وإنها تسألك يا رسول الله: ما يعدل الحج؟ قال "عمرة في رمضان".

قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 3/ 280

وقال الحافظان المنذري والعسقلاني: مسنده جيد" الترغيب 2/ 183 - الإصابة 12/ 217

وقال الحافظ في "الفتح"(4/ 353): وزعم ابن عبد البر أنّ أم معقل هي أم طليق كنيتان، وفيه نظر لأنّ أبا معقل مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبا طليق عاش حتى سمع منه طلق بن حبيب وهو من صغار التابعين"

قلت: وهو ثقة وكذا المختار بن فلفل فالإسناد صحيح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البخاري (فتح 4/ 352 - 353 و 449) ومسلم (1256)

ص: 655

وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 352 و 361 و 397) وابن ماجه (2995) والبغوي في "شرح السنة"(1844) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن جابر مرفوعا "عمرة في رمضان تعدل حجة"

وإسناده صحيح.

وأما حديث علي فأخرجه البزار (كشف 1150) وابن عدي (2/ 825) عن يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري ثنا أبو قتيبة ثنا حرب بن سريج ثنا حرب (1) بن علي عن مُحَمَّدْ بن علي عن علي مرفوعا "عمرة في رمضان تعدل حجة".

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن علي مرفوعا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه حرب بن علي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 280

وأما حديث وهب بن خَنْبَش فأخرجه أحمد (4/ 177 و 186) وابن ماجه (2991) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(365) وابن بشكوال في "الغوامض"(725) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 457)

عن وكيع

والطبراني في "الكبير"(22/ 134) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 120)

عن مُحَمَّدْ بن يوسف الفِريابي (2)

قالا: ثنا سفيان عن جابر وبيان عن الشعبي عن وهب بن خنبش مرفوعا "عمرة في رمضان تعدل حجة".

• ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن سفيان عن بيان وذكر آخر عن الشعبي عن وهب.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(4225) عن عبيد الله بن سعيد اليشكري ثنا يحيى بن آدم به (3).

• ورواه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري عن سفيان عن أبي يزيد عن الشعبي عن وهب

(1) عند ابن عدي "محمد" وكذا هو في "البحر الزخار" للبزار (636) مُحَمَّدْ بن علي عن مُحَمَّدْ بن الحنفية عن علي.

(2)

رواه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 158) عنه فلم يذكر جابرا.

(3)

رواه عبد الأعلى بن واصل الكوفي عن يحيى بن آدم فسمي الآخر جابرا.

أخرجه ابن قانع (3/ 177 - 178)

ص: 656

أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(558)

وأبو يزيد هو جابر الجعفي.

• ورواه عبد العزيز بن أبان القرشي عن سفيان عن فراس وبيان عن الشعبي عن وهب.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(372) عن أحمد بن رشدين المصري ثنا حامد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن أبان به.

وبهذا الإسناد أخرجه في "الكبير"(22/ 134 - 135) لكنه لم يذكر في إسناده "بيانا".

وعنه أخرجه أبو نعيم في "مسند فراس بن يحيى"(ص68)

ولم ينفرد حامد بن يحيى به بل تابعه القاسم بن سعيد ثنا عبد العزيز بن أبان به.

أخرجه أبو نعيم (ص 68) وقال: تفرد به عبد العزيز عن سفيان عن فراس، ورواه عن سفيان عن جابر وبيان" (1)

قلت: وعبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين وغيره.

والأول أصح.

قال البوصيري: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 3/ 200

ولم ينفرد سفيان به بل تابعه غير واحد عن جابر وهو الجعفي عن الشعبي عن وهب بن خنبش ولم يذكروا بيانا منهم:

1 -

الحسن بن صالح بن حي الكوفي.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(3525) وابن الأعرابي (ق 102/ ب)

2 -

قيس بن الربيع.

أخرجه ابن قانع (3/ 177) وابن عدي (6/ 2066) وأبو نعيم في "الصحابة"(6502)

3 -

شريك بن عبد الله النخعي.

أخرجه العسكري في "التصحيفات"(3/ 995)

4 -

إسرائيل بن يونس.

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 411)

(1) رواه يزيد بن أبي حكيم العدني عن سفيان الثوري عن فراس عن الشعبي عن وهب بن خنبش.

أخرجه أبو نعيم (ص 69)

ص: 657

5 -

إسماعيل.

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 438)

وخالفهم غيلان بن جامع فرواه عن جابر عن الشعبي عن وهب بن منبه عن وهب بن خنبش.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3956)

واختلف فيه على الشعبي في اسم الصحابي.

فرواه داود بن يزيد الأودي الزَّعَافِري عنه عن هَرِم بن خنبش.

أخرجه الحميدي (932) وأحمد (4/ 177 و 186) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 158) وابن ماجه (2992) وابن أبي عاصم (2799) وابن قانع (3/ 178 و 209) وابن عدي (3/ 948) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 158) وأبو نعيم في "الصحابة"(6582) والبيهقي (4/ 346) والخطيب في "الموضح"(2/ 439) وابن بشكوال في "الغوامض"(723 و 724 و 725) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 457)

قال المزي: وهم داود بن يزيد في قوله "هرم". تحفة الأشراف

وقال ابن الأثير: وهو تصحيف صحفه داود الأودي عن الشعبي والصحيح وهب. قاله الترمذي وأبو عمر وابن ماكولا"

وقال الخطيب: الصواب وهب، وكذلك رواه جماعة من الحفاظ عن الشعبي، وقول من قال هرم خطأ"

وقال الحافظ: المشهور وهب" الإصابة 10/ 319

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف داود بن يزيد الزعافري" مصباح الزجاجة 3/ 200

وأما حديث يوسف بن عبد الله بن سلام فأخرجه أحمد (1)(4/ 35) عن سفيان بن عيينة ثنا ابن المنكدر سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار وامرأته "اعتمرا في رمضان فإنّ عمرة في رمضان لكما كحجة"

(1) تابعه: أ - الحميدي ثنا سفيان به.

أخرجه ابن قانع (3/ 234)

ب - قتيبة بن سعيد البلخي ثنا سفيان به.

أخرجه النسائي فى "الكبرى"(4224)

ص: 658

واختلف فيه على سفيان، فرواه أبو عبيد الله (1) عنه عن ابن المنكدر عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: بعثني مروان بن الحكم إلى رجل من الأنصار أسأله عن العمرة في رمضان فجئته فحدثني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولامرأته "اعتمرا في شهر رمضان فإنّ عمرة فيه كحجة" فجعله عن رجل من الأنصار.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 59 - 60)

وأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (4/ 345) والطبراني في "الكبير"(722) وابن عدي (7/ 2577) والخطيب في "الموضح"(2/ 448) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 60) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن سويد ثنا هلال بن زيد بن يسار بن بولا أني أنس أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "عمرة في رمضان كحجة معي"

قال ابن عدي: الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ"

وأسند العقيلي عن البخاري أنّه قال في هلال بن زيد: في حديثه مناكير.

وقال أبو حاتم والنسائي: منكر الحديث.

وأما حديث معقل بن أبي معقل فأخرجه أحمد (4/ 210) وأبو يعلى (6860) وأبو القاسم البغوي (2159) وأبو نعيم في "الصحابة"(6092 و 8050) والخطيب في "الموضح"(2/ 411 و 412) من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة الأنصاري عن أبي زيد عن معقل قال: قيل: يا رسول الله، إن أم معقل فاتها الحج معك فخرجت حين فاتها الحج معك، قال "فلتعتمر في رمضان فإنّ عمرة في رمضان كحجة".

وإسناده ضعيف، أبو زيد هو مولى بن ثعلبة قال ابن المديني: ليس بالمعروف.

وقال الذهبي في "المهذب"(1/ 111): لا يُدرى من هو"

وقال الحافظ في "الفتح"(1/ 256): مجهول الحال"

وأما حديث أم سنان فأخرجه أحمد بن منع في "مسنده"(المطالب 1305 - مختصر الإتحاف 2924) من طريقين عن سعيد بن جبير عن امرأة من الأنصار يقال لها: أم سنان: أرادت الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تفعل، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما منعك من الحج معنا؟ " قالت: كان لهم ناضح فحج عليها زوجها أو غزا عليها، فقال لها "اعتمري في رمضان فإنها لك حجة".

رواته ثقات.

(1) أظنه سعيد بن عبد الرحمن بن حسان القرشي.

ص: 659

وأما حديث الأحمري فأخرجه أبو مُحَمَّدْ الفاكهي في "حديثه"(132) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(141) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 71) وأبو نعيم في "الصحابة"(1039) من طريق إبراهيم بن عمرو بن أبي صالح ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن الأحمري قال: كنت وعدت امرأتي حجة، ثم بدا لي فغزوت، فوجدت من ذلك وجدا شديدا، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "مرها تعتمر في رمضان فإنها كعدل حجة"

وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي حبيبة.

447 -

"اعتموا تزدادوا حِلْماً"

قال الحافظ: وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه رفعه: فذكره، أخرجه الطبراني والترمذي في "العلل المفرد" وضعفه البخاري، وقد صححه الحاكم فلم يصب، وله شاهد عند البزار عن ابن عباس ضعيف أيضا" (1)

ضعيف جدا

روي من حديث أسامة بن عمير ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أسامة بن عمير فأخرجه الترمذي في "العلل"(2/ 751) والطبراني في "الكبير"(517) وابن عدي (6/ 2082) والبيهقي في "الشعب"(5849)

عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق

وابن قانع في "الصحابة"(1/ 12) وابن عساكر كما في "اللآلىء"(2/ 259 - 260)

عن خليل بن موسى

كلاهما عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه به مرفوعا.

قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: عبيد الله بن أبي حميد ذاهب الحديث لا أروي عنه شيئا"

وقال الهيثمي: وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك" المجمع 5/ 119

قلت: واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه غير واحد عنه عن أبي المليح بن أسامة عن ابن عباس به مرفوعا.

أخرجه الحاكم (4/ 193)

(1) 12/ 387 (كتاب اللباس - باب العمائم)

ص: 660

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والبزار (كشف 2945) وأبو يعلى في "معجمه"(165) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 66) وأبو الشيخ في "الأمثال"(248) والقاضي عياض في "الالماع"(ص 45 - 46)

عن عتاب بن حرب بن عبد الله البصري

والخطيب في "التاريخ"(11/ 394) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 45)

عن سعيد بن سلام العطار

ثلاثتهم عن عبيد الله بن أبي حميد به.

قال البزار: إنما أتى الاختلاف من عبيد الله لأنه لم يكن حافظا"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: تركه أحمد، يعني عبيد الله"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وأعله بسعيد بن سلام وعبيد الله بن أبي حميد.

ولم ينفرد عبيد الله بن أبي حميد به، بل تابعه أبو بكر الهُذَلي عن أبي المليح عن أبيه رفعه "سافروا تقيموا، واعتموا تحلموا"

أخرجه ابن عدي (3/ 1170)

وأبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12946) عن مُحَمَّدْ بن صالح بن الوليد النرسي ثنا هلال بن بشر ثنا عمران بن تمام عن أبي جمرة عن ابن عباس به مرفوعا.

قال الهيثمي: وفيه عمران بن تمام وضعفه أبو حاتم بحديث غير هذا، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 119

قلت: وشيخ الطبراني لم أر من ذكره.

(1) انظر حديث خيثمة بن سليمان ص 206

ص: 661

وقال المناوي: طرقه كلها ضعيفة" الفيض 1/ 555

448 -

"اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"

قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2200) من حديث عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

449 -

حديث أبي برزة قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل أنتفع به؟ قال:"اعزل الأذى عن طريق المسلمين"

قال الحافظ: وقد روى مسلم (2618) من حديث أبي برزة قال: فذكره" (3)

450 -

"أُعطيت أربعا لم يُعطهنّ أحد من أنبياء الله: أُعطيت مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعلت أمتي خير الأمم"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث علي: فذكره" (4)

له عن علي طريقان:

الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن علي بن أبي طالب (5) عن أبيه.

أخرجه أحمد (1/ 158) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل عن مُحَمَّدْ بن علي أنّه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث وزاد بعد قوله "وسُميت أحمد""وجُعل التراب لي طهورا".

وابن أبي الحسام مختلف فيه: ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه زهير بن مُحَمَّدْ التميمي الخراساني عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل به. لكنّه جعلها خمساً بزيادة "نُصرت بالرعب"

ولفظه "أُعطيت ما لم يُعط أحد من الأنبياء" فقلنا: يا رسول الله، ما هو؟ قال "نُصرت

(1) 12/ 304 (كتاب الطب - باب الرقى بالقرآن)

(2)

14/ 200 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

(3)

6/ 43 (كتاب المظالم - باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس)

(4)

1/ 455 - 456 (كتاب التيمم)

(5)

هو ابن الحنفية.

ص: 662

بالرعب، وأُعطيت مفاتيح الأرض، وسُميت أحمد، وجُعل التراب لي طهورا، وجُعلت أمتي خير الأمم".

أخرجه أحمد (1/ 98)

عن عبد الرحمن بن مهدي

وابن سعد (1/ 104)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

وابن أبي شيبة (11/ 434) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 8547) والآجري في "الشريعة"(1043) واللالكائي في "السنة"(1446 و 1447) والبيهقي (1/ 213 - 214) وفي "الدلائل"(5/ 472)

عن يحيى بن أبي بكير الكرماني

وتمام (ق88/أ)

عن صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي

ثلاثتهم عن زهير بن مُحَمَّدْ به.

وزهير بن مُحَمَّدْ رواية أهل العراق عنه مستقيمة كما قال أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ عبد الرحمن بن مهدي وعبد الملك بن عمرو بصريان، ويحيى بن أبي بكير كرماني نزل بغداد.

وتابعه عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل.

أخرجه ابن شاهين في حديثه (45)

وعبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل مختلف فيه وأكثر على تضعيفه.

قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل وهو سيئ الحفظ، قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت مُحَمَّدْ بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث ابن عقيل.

قلت: فالحديث حسن والله أعلم" المجمع 1/ 260 - 261

وقال الحافظان العراقي والعسقلاني: إسناده حسن" طرح التثريب 1/ 108 و 110 - فتح الباري 9/ 293

ص: 663

الثاني: يرويه موسى بن أعْيَن الجزري عن عطاء بن السائب عن أبي جعفر عن أبيه عن علي مرفوعا "أُعطيت خمسا لم يُؤتهنّ نبيّ قبلي: أُرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر، وجُعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، ونُصرت بالرعب، وأُحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيت جوامع الكلم - يعني القرآن -

أخرجه الآجري في "الشريعة"(1042) واللالكائي في "السنة"(1448) وابن شاهين في حديثه (42)

وعطاء بن السائب صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع موسى بن أعين منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وأبو جعفر هو مُحَمَّدْ بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وأبوه لم يسمع من جده علي فالإسناد منقطع.

451 -

"أُعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البَقَرَة: 156] إلى قوله {الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 157] "

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث ابن عباس" (1)

مقطوع صحيح

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12411) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا مُحَمَّدْ بن خالد بن عبد الله الواسطي ثنا أبي ثني عمر بن الخطاب رجل من أهل الكوفة عن سفيان بن زياد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعا.

وليس فيه "إلى قوله المهتدون".

قال الهيثمي: وفيه مُحَمَّدْ بن خالد الطحان وهو ضعيف" المجمع 2/ 330

قلت: واختلف فيه على سفيان بن زياد العُصْفري:

فقال سفيان الثوري ومحمد بن عُبيد الطنافسي: عن سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن جبير قال: ما أعطي أحد ما أُعطيت هذه الأمة {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} ولو أُعطيها أحد لأُعطيها يعقوب عليه السلام، ألم تسمع إلى قوله {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يُوسُف: 84].

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 327) والطبري في "تفسيره"(2/ 43 و 13/ 39) وابن أبي حاتم في "التفسير"(11881) والبيهقي في "الشعب"(9242)

(1) 3/ 415 (كتاب الجنائز - باب الصبر عند الصدمة الأولى)

ص: 664

عن سفيان الثوري

والواحدي في "الوسيط"(2/ 627)

عن مُحَمَّدْ بن عبيد الطنافسي

كلاهما عن سفيان العصفري به.

وهذا أصح.

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.

452 -

"أُعطيت قوة أربعين في البطش والجماع"

قال الحافظ: وفي "صفة الجنة" لأبي نعيم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (1)

ضعيف جدا

لم أره في "صفة الجنة" لأبي نعيم، وقد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(571) عن أحمد بن القاسم بن مُسَاور الجوهري ثنا أبي وعمي عيسى بن مساور ثنا سويد بن عبد العزيز عن المغيرة بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "أُعطيت قوة أربعين في البطش والنكاح، وما من مؤمن إلا أُعطي قوة عشرة، وجُعلت الشهوة على عشرة أجزاء، وجُعلت تسعة أجزاء منها في النساء، وواحدة في الرجال، ولولا ما ألقي عليهنّ من الحياء مع شهواتهنّ لكان لكل رجل تسع نسوة مغتلمات"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن المغيرة إلا سويد بن عبد العزيز"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال أحمد، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

453 -

"أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع أرض يسرقه رجل فيطوفه من سبع أرضين"

قال الحافظ: وقد روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن من حديث أبي مالك الأشعري: فذكره" (2)

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 567) وأحمد (5/ 344) والطبراني في "الكبير"(3463)

(1) 1/ 393 (كتاب الغسل - باب إذا جامع ثم عاد)

(2)

6/ 29 (كتاب المظالم - باب إثم من ظلم شيئا من الأرض)

ص: 665

عن شَريك بن عبد الله القاضي

وأحمد (4/ 140 و 202 و 5/ 341) والطبراني في "الكبير"(3463)

عن زهير بن محمد التميمي الخراساني

كلاهما عن عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشعري مرفوعا "أعظم الغلول عند الله عز وجل ذراع من الأرض، تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا، إذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة".

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 3/ 16 - المجمع 4/ 175

قلت: عبد الله بن مُحَمَّدْ بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ووصفه غير واحد بسوء الحفظ.

وللحديث شاهد عن ابن مسعود قاد: يا رسول الله، أيّ الظلم أعظم؟ قال "ذراع من الأرض ينتقصه من حق أخيه فليست حصاة من الأرض أخذها إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها".

أخرجه أحمد (1/ 396)

عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم

و (1/ 397)

عن حسن بن موسى الأشيب

والطبراني في "الكبير"(10516)

عن كامل بن طلحة الجحدري

قالوا: ثنا عبد الله بن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن مسعود به.

قال المنذري والهيثمي: إسناد أحمد حسن" الترغيب 3/ 16 - المجمع 4/ 174 - 175

قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن الحبلي عن ابن مسعود منقطع.

454 -

"أعظم المسلمين بالمسلمين جُرما من سأل عن شيء لم يُحَرَّم فَحُرّم من أجل مسألته"

قال الحافظ: وقد روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رفعه: فذكره" (1)

(1) 9/ 349 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب قوله: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المَائدة 101])

ص: 666

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (1).

وقال في كتاب الطلاق: وقد ثبت في الصحيح: فذكره" (2)

قلت: هو في "صحيح البخاري"(فتح 17/ 27) عن سعد مرفوعا "إنّ أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يُحَّرم فَحُرِّم من أجل مسألته".

وأخرجه مسلم (2358) وغيره.

455 -

"أعظم الناس جُرْماً من سأل عن شىء لم يُحَرَّم فَحُرِّم من أجل مسألته"

قال الحافظ: ويشهد له الحديث المخرج في الصحيح: فذكره" (3)

انظر الحديث الذي قبله.

456 -

"اعقلها وتوكل"

ذكره الحافظ في أربعة مواضع وسكت عليه (4).

روي من حديث أنس ومن حديث عمرو بن أمية ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا

فأما حديث أنس فأخرجه أبو داود في "القدر" كما في "تهذيب الكمال"(28/ 394) والترمذي (2517) وفي "العلل الصغير"(5/ 762) وابن أبي الدنيا في "التوكل"(11) وأبو الشيخ في "الأمثال"(42) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 390) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 212) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 312)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن عدي (5/ 1849)

عن علي بن غُراب الفَزاري

(1) 13/ 11 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

(2)

11/ 386 (كتاب الطلاق - باب قول الإمام: اللهم بين)

(3)

11/ 372 (كتاب الطلاق - باب اللعان)

(4)

4/ 127 (كتاب الحج - باب قول الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقَرَة: 197])

و6/ 422 (كتاب الجهاد - باب الحراسة فى الغزر)

و12/ 322 (كتاب الطب - باب من لم يرق)

و13/ 375 (كتاب الدعوات - باب حدثنا أحمد بن يونس)

ص: 667

والبيهقي في "الشعب"(1161) وفي "الآداب"(1093) وأبو القاسم القشيري في "الرسالة"(ص 83)

عن خالد بن يحيى بن أبي قرة

ثلاثتهم عن المغيرة بن أبي قرة السدوسي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول الله، أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال "اعقلها وتوكل".

قال الترمذي: قال عمرو بن علي: قال يحيى بن سعيد القطان: هذا عندي حديث منكر"

وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال ابن رجب: تفرد به المغيرة عن أنس ولهذا غربه الترمذي" شرح العلل 1/ 449

قلت: والمغيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي في:"الوهم والإيهام"(3/ 118): مجهول، وقال في موضع أخر (3/ 267): لا يعرف له حال.

وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وأما حديث عمرو بن أميه فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 210) وأبو نعيم في "الصحابة"(5009)

عن مُحَمَّدْ بن عباد المكي

والحاكم (3/ 623)

عن أسد بن موسى المصري

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(970) وابن حبان (731) والبيهقي في "الشعب"(1159)

عن هشام بن عمار الدمشقي

والبيهقي في "الشعب"(1158)

عن إبراهيم بن حمزة الزبيري

والقضاعي في: "مسند الشهاب"(633)

عن يعقوب بن مُحَمَّدْ الزهري

ص: 668

والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 212)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

كلهم عن حاتم بن إسماعيل ثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن أمية الضمري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أرسل ناقتي وأتوكل. قال "اعقلها وتوكل".

وفي بعض هذه الروايات أنّ القائل هو عمرو بن أمية نفسه. وسقط من إسناد الخطيب "يعقوب بن عمرو بن عبد الله".

وخالفهم أبو بكر عبد الله بن مُحَمَّدْ بن أبي الأسود البصري فرواه عن حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن عمرو بن عبد الله عن جعفر بن عمرو، ولم يذكر أباه.

أخرجه الحربي في "الغريب"(3/ 1226 - 1227)

والأول أصح لأنّه رواية الأكثر.

ولم ينفرد حاتم بن إسماعيل به بل تابعه عبد الله بن موسى التيمي ثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(971) والبيهقي في "الشعب"(1160) وأبو نعيم في "الصحابة"(5010) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 126)

قال ابن حبان: يعقوب هذا هو ابن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري من أهل الحجاز مشهور مأمون" (1)

وقال الزركشي: إسناده صحيح" الفيض 2/ 8

وقال الذهبي والعراقي: سنده جيد" تلخيص المسستدرك 3/ 623 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2316

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2) من طريق مُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن يحيى بن ريسان ثنا إسحاق بن مُحَمَّدْ البيروني ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

(1) وذكره في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

(2)

انظر "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" للألبانى ص 24

ص: 669

وقال: قال الخطيب: غير محفوظ عن مالك، وابن ريسان متروك.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني كما في "المقاصد"

وأما حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2477) عن علي بن الجَعد الجوهري أنا شَريك عن هلال الوزان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أترك ناقتي أو بعيري وأتوكل أو أعقله وأتوكل؟ قال "بل اعقله وتوكل".

شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

457 -

حديث مُحيصة أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحَجَّام فنهاه، فذكر له الحاجة فقال:"اعلفه نواضحك"

قال الحافظ: أخرجه مالك وأحمد وأصحاب السنن ورجاله ثقات" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: روى أحمد وابن السكن والطبراني من حديث محيصة بن مسعود أنّه كان له غلام حجام يقال له: نافع أبو طيبة فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن خراجه، الحديث" (2)

له عن محيصة طرق:

الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه أنّ محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام، فنهاه عنه، فلم يزل يكلمه حتى قال "أطعمه رقيقك، واعلفه ناضحك"

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(19319) من طريق الطحاوي (3) وهو في "شرح المعاني"(4/ 131) قال: ثنا المزني ثنا الشافعي "السنن المأثورة"(273) قال: أنا سفيان بن عُيينة به.

واختلف فيه على الشافعي، فرواه الربيع بن سليمان عنه وهو في "اختلاف الحديث" (7/ 342 - 343) قال: أنا سفيان عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أنّ محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) 5/ 365 (كتاب الأجارة - باب خراج الحجام)

(2)

5/ 366 (كتاب الإجارة - باب من كلم موالى العبد أنّ يخففوا عنه من خراجه)

(3)

أخرجه في "شرح المعاني"(4/ 131) وفي "المشكل"(4658) فلم يذكر "عن أبيه" والسنن المأثورة للشافعي هي من رواية الطحاوي عن المزني وقد زاد فيه "عن أبيه"

ص: 670

لم يذكر عن أبيه.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "سننه"(9/ 337) وفي "المعرفة"(19318)

واختلف فيه على سفيان، فرواه أحمد (5/ 436) عنه كرواية الربيع بن سليمان عن الشافعي.

ورواه ابن أبي شيبة (6/ 265) عنه عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة أنّ أباه سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

فجعله من مسند سعد بن محيصة.

وهذا الاختلاف إنما هو من سفيان نفسه فقد قال الحميدى (878): ثنا سفيان ثنا الزهري أني حرام بن سعد - قال سفيان: هذا الذي لا شك فيه، وأراه قد ذكر عن أبيه - أنّ محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 251 - 252)

فقد اضطرب سفيان في هذا الحديث فمرّة ذكر عن أبيه ومرّة لم يذكره، والحديث رواه جماعة عن الزهري غير سفيان واختلفوا عليه، منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (5/ 436) وابن الجارود (583)

2 -

عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن محيصة.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 131)

3 -

الليث بن سعد عن الزهري عن ابن محيصة أنّ أباه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن حبان (5154)

4 -

ابن أبي ذئب عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة (1) عن أبيه أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الشافعي في "سننه"(274) وأحمد (5/ 436) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 383) وابن أبي شيبة في "المسند"(700) وابن ماجه (2166) والطبراني في

(1) وفي بعض الرويات "عن حرام بن محيصة" نسب إلى جده.

ص: 671

"الكبير"(5471) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 132) وفي "المشكل"(4659) والبيهقي في "المعرفة"(19320) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 24/أ) وابن بشكوال في "الغوامض"(436)

5 -

مالك عن الزهري عن ابن محيصة الأنصاري أحد بني حارثة أنّه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"الموطأ"(2/ 974) برواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك.

قال ابن عبد البر: هكذا قال يحيى في هذا الحديث عن ابن محيصة أنّه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتابعه ابن القاسم وذلك من الغلط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم، وليس لسعد بن محيصة صحبة فكيف لابنه حرام، ولا يختلفون أنّ الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو حرام بن سعد بن محيصة. وقال ابن وهب ومطرف وابن بكير وابن نافع والقعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة عن أبيه والحديث مع هذا كله مرسل" التمهيد 11/ 77 - 78

قلت: رواه الأكثر عن مالك عن الزهري عن ابن محيصة عن أبيه، منهم:

أ - عبد الله بن مسلمة القعنبي.

أخرجه أبو داود (3422) والبيهقي في "الصغرى"(3911) وابن بشكوال (435) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 120)

ب - قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه الترمذي (1277)

ت - أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(2034)

ث - إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي.

أخرجه أحمد (5/ 435)

ج - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري.

أخرجه البيهقي (9/ 337)

ح - عبد الله بن وهب (1).

(1) قال فى روايته: عن حرام بن محيصة عن أبيه.

ص: 672

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 132) وفي "المشكل"(4660)

خ - الشافعي.

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(19321) من طريق المزني ثنا الشافعي وهو في "سننه"(278)

ورواه الربيع بن سليمان المرادي عن الشافعي عن مالك عن الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه.

انظر "مسند الشافعي"(ص 190) و"اختلاف الحديث"(7/ 343)

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن"(9/ 337) وفي "المعرفة"(19322)

د- عبد العزيز بن عبد الله الأويسي.

أخرجه ابن قانع (3/ 116 - 117)

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح "

وصحح النووي إسناده في "المجموع"(9/ 51)

6 -

مُحَمَّدْ بن إسحاق المدني عن الزهري عن حرام بن ساعدة بن محيصة بن مسعود عن أبيه عن جده محيصة.

أخرجه أحمد (5/ 436) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2119) والطبراني في "الكبير"(20/ 312 - 313) وأبو نعيم في "الصحابة"(6283)

7 -

زَمْعَة بن صالح اليماني. بمثل حديث ابن إسحاق

أخرجه ابن أبي عاصم (2120) والطبراني في "الكبير"(20/ 313)

8 -

عبد الرحمن بن إسحاق القرشي (عَبَّاد) عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري أنّه أخبره أنّ أباه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(694)

الثاني: يرويه أبو عفير الأنصاري عن مُحَمَّدْ بن سهل بن أبي حَثْمَة عن محيصة بن مسعود الأنصاري أنّه كان له غلام حَجَّام يقال له نافع أبو طيبة فانطلق إلى رسول الله (يسأله عن خراجه، فقال "لا تقربه" فرده على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اعلف به الناضح واجعله في كرشه"

ص: 673

أخرجه أحمد (5/ 435) والبخاري في "الكبير"(4/ 2 / 53 - 54) والدولابي في "الكنى"(1/ 76) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 131) وابن قانع (3/ 116) والطبراني في "الكبير"(20/ 312) وابن منده كما في "التعجيل"(ص 506) وأبو نعيم في "الصحابة"(6281 و 6409) والبيهقي (9/ 337) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 311) وفي "المؤتلف" كما في "التعجيل"(ص 506) وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 79) وابن بشكوال (437) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير به.

وأبو عفير قال الحسيني في "الإكمال": غير مشهور.

ومحمد بن سهل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الثالث: يرويه يحيى بن أبي كثير عن مُحَمَّدْ بن أيوب أنّ رجلا من الأنصار حدّثه يقال له محيصة كان له غلام حَجَّام فزجره رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسبه فقال: أفلا أطعمه يتامى لي؟ " قال: "لا" قال: أفلا أتصدق به؟ قال "لا" فرخص له أنْ يعلفه ناضحه".

أخرجه أحمد (5/ 436) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا هشام - هو الدستوائي - عن يحيى به.

ومحمد بن أيوب قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 3/ 2 / 197)

الرابع: يرويه السكن بن إسماعيل عن هشام الدستوائي عن مُحَمَّدْ بن زياد عن محيصة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8337) عن موسى بن زكريا التُّسْتَري ثنا بشر بن معاذ العَقَدِي ثنا السكن به.

وموصى قال الدارقطني: متروك (1).

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن ثوبان وعن أبي طيبة الحَجَّام وعن رافع بن رفاعة وعن عبابة بن رفاعة بن رافع بن خديج مرسلا.

فأما حديث جابر فيرويه سفيان بن عُيينة عن أبي الزبير أنّه سمع جابرا يقول: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن كسب الحجام فقال "اعلفه ناضحك"

(1) وتابعه البزار ثنا بشر بن معاذ به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6282) عن أحمد بن بندار ثنا البزار به.

ورواته ثقات.

ص: 674

أخرجه الحميدي (1284) وأحمد (3/ 307 و 381) وأبو يعلى (2114) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 130)

وإسناده صحيح.

وأما حديث ثوبان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1422) من طريق يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره وقال "اعلفوه الناضح".

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن ربيعة الرحبي.

وأما حديث أبي طيبة فأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 76) من طريق موسى بن عُبيدة أني مُحَمَّدْ بن المنكدر عن أبي طيبة الحجام وكان غلاما لبني حارثة أنّ سيده ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم خراجه أنْ يأكله فأمره أنْ يعلفه ناضحه.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي.

وأما حديث رافع بن رفاعة فأخرجه أحمد (4/ 341) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 191) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي (1) ثنا عكرمة بن عمار ثني طارق بن عبد الرحمن القرشي قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال: لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم اليوم عن شيء كان يرفق بنا في معايشنا فقال: نهانا عن كراء الأرض قال "من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه أو ليدعها" ونهانا عن كسب الحجام وأمرنا أنْ نطعمه نواضحنا، ونهانا عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال هكذا بأصابعه نحو الخبز والغزل والنفش" (2)

رافع بن رفاعة قال المزي: غير معروف" تحفة الأشراف 3/ 162 - تهذيب الكمال 9/ 26

(1) رواه عمر بن يونس اليمامي عن عكرمة بن عمار ثنا طارق بن عبد الرحمن أنّ رفاعة بن رافع أو رافع بن رفاعة - هكذا على الشك -

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 131) وفي "المشكل"(4657)

(2)

وأخرجه أبو داود (3426)

عن هارون بن عبد الله الحمّال

والحاكم (2/ 42) والبيهقى (6/ 126)

عن العباس بن مُحَمَّدْ الدوري

قالا: ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: طارق فيه لين ولم يذكر أنّه سمعه من رفاعة (هكذا هو في رواية الحاكم)

ص: 675

وقال ابن عبد البر: لا تصح صحبته والحديث المروي عنه في كسب الحجام في إسناده غلط" الاستيعاب 3/ 244

وطارق بن عبد الرحمن وثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب" وقال الذهبي في "الميزان" لا يكاد يعرف.

وأما حديث عباية بن رفاعة بن رافع بن خَديج فأخرجه أحمد (4/ 141) والطبراني في "الكبير"(4405) من طريق شعبة (1) عن أبي بَلْج يحيى بن أبي سليم قال: سمعت عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج يحدّث أنّ جده حين مات ترك جارية وناضحا وغلاما حجاما وأرضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجارية فنهى عن كسبها وقال "ما أصاب الحَجَّام فاعلفه الناضح، وقال في الأرض: ازرعها أو ذرها".

تابعه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن أبي بلج إلا أنّه ذكر أنّ الذي مات هو أبوه رفاعة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4406)

وخالفهما حصين بن نمير الواسطي فرواه عن أبي بلج عن عباية بن رفاعة عن أبيه قال: مات أبي وترك أرضا، وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني (4407)

وأبو بلج مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره.

458 -

"أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث أنس" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أقرؤكم أبي".

459 -

"أعلنوا النكاح"

قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن الزبير عند أحمد وصححه الحاكم: فذكره، زاد الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة "واضربوا عليه بالدف" وسنده ضعيف" (3)

ضعيف

(1) تابعه هشيم عن أبي بلج به. أخرجه الطبراني (4408)

(2)

16/ 286 (كتاب الأحكام - باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع)

(3)

11/ 133 (كتاب النكاح - باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها)

ص: 676

روي من حديث عبد الله بن الزبير ومن حديث عائشة

فأما حديث عبد الله بن الزبير فأخرجه أحمد وابنه (4/ 5) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 243) والبزار (2214) وابن حبان (4066) والطبراني في "الأوسط"(5141) والحاكم (2/ 183) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 328) والبيهقي (7/ 288) من طرق عن عبد الله بن وهب وهو في "موطأه"(244) ثني عبد الله بن الأسود القرشي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به مرفوعا.

زاد البزار "واضربوا عليه بالغربال" يعني الدف"

وقال: لا نعلمه يُروى عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن الأسود عن عامر"

وقال الطبراني: لا يُروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب"

وقال أبو نعيم: لم يروه عن عامر إلا عبد الله، تفرد به ابن وهب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال أحمد ثقات" المجمع 4/ 289

قلت: عبد الله بن الأسود مجهول، قال أبو حاتم: شيخ لا أعلم روى عنه غير عبد الله بن وهب، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 106) والترمذي (1089) وابن عدي (5/ 1881) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 174) والبيهقي (7/ 290) وابن الجوزي في "العلل"(1034) من طريق عيسى بن ميمون الأنصاري عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة مرفوعا "أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف".

زاد البيهقي "وليولم أحدكم ولو بشاة، فإذا خطب أحدكم امرأة وقد خضب بالسواد فليعلمها ولا يغر بها"

قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث"

وقال البيهقي: عيسى بن ميمون ضعيف"

ص: 677

وقال ابن معين: عيسى الذي يروي "أعلنوا النكاح" هو الضعيف، ليس بشيء"

وقال أيضا: ليس بثقة. تاريخ الدوري 2/ 466

وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث.

ولم ينفرد به بل تابعه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة مرفوعا "أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(402) عن عيسى بن يونس عن خالد بن إلياس عن ربيعة به.

وأخرجه سعيد بن منصور (635) وابن ماجه (1895) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 425) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(753) وابن عدي (3/ 879) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 640) والبيهقي (7/ 290) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 265) والخطيب في "التاريخ"(4/ 137) وابن الجوزي في "العلل"(1033) وفي "التلبيس"(267 - 268) من طرق عن عيسى بن يونس به (1).

قال البيهقي: خالد بن إلياس ضعيف"

وقال أبو نعيم: هذا حديث مشهور من حديث القاسم عن عائشة، تفرد به خالد عن ربيعة"

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه خالد بن إلياس أبو الهيثم العدوي وهو ضعيف بل نسبه إلى الوضع ابن حبان والحاكم وأبو سعيد النقاش" مصباح الزجاجة 2/ 105 - 106

460 -

"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي بسند حسن إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

له عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعا.

(1) رواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن خالد بن إلياس عن القاسم بن مُحَمَّدْ عن عائشة مرفوعا، ولم يذكر في الإسناد ربيعة"

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 425)

وقال: قال أبو زرعة: هذا هو الصحيح"

(2)

14/ 15 (كتاب الرقاق - باب من بلغ سبعين سنة)

ص: 678

أخرجه ابن ماجه (4236) والترمذي (3550) وأبو يعلى (5990) وفي "معجمه"(138) وإبراهيم الهاشمي في "أماليه"(19) وابن حبان (2980) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 393) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 503) وابن منده في "التوحيد"(109) والحاكم (2/ 427) والقضاعي (252) والبيهقي (3/ 370) وفي "الآداب"(1117) والخطيب في "التاريخ"(6/ 397 و 12/ 42) والشجري في "أماليه"(2/ 248 - 249) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 181) من طريق عبد الرحمن بن مُحَمَّدْ المحاربي عن مُحَمَّدْ بن عمرو به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث مُحَمَّدْ بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال ابن منده: هذا إسناد حسن مشهور عن المحاربي"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يذكر المحاربي سماعا من مُحَمَّدْ بن عمرو فإنّه كان مدلسا.

الثاني: يرويه إبراهيم بن الفضل المخزومي عن المَقْبُري عن أبي هريرة مرفوعا "معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين".

أخرجه أبو يعلى (6543) والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 61) والقضاعي (251) والبيهقي في "الآداب"(1116) وفي "الشعب"(9772) والخطيب في "التاريخ"(5/ 476) من طرق عن مُحَمَّدْ بن إسماعيل بن أبي فُديك عن إبراهيم بن الفضل به (1).

وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن الفضل.

الثالث: يرويه كامل بن العلاء أبو العلاء الكوفي: سمعت مِيناء أبا صالح عن أبي هريرة مرفوعا "عمر أمتي من ستين إلى سبعين"

أخرجه الترمذي (2331) وأبو يعلى (6656) وابن عدي (6/ 2101) - والطبراني في "الأوسط"(5868) والشجري في "أماليه"(2/ 249)

(1) رواه سفيان عن رجل عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ "أقل أمتي أبناء سبعين"

أخرجه ابن عدي (1/ 233) وقال: الرجل هو إبراهيم بن الفضل لا يجوز الاحتجاج بحديثه، وهذا

الحديث غير محفوظ"

وأخرجه (4/ 1481) من طريق أخرى عن سفيان ثنا أبو عباد بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مثله.

ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(377) فلم يقل عن أبيه.

وقال ابن عدي: أبو عباد عامة ما يرويه الضعف عليه بين"

ص: 679

عن مُحَمَّدْ بن ربيعة الكلابي

وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "التهذيب"(12/ 133)

عن سهل بن حماد الدلال

كلاهما عن كامل أبي العلاء به.

وكامل أبو العلاء مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، وميناء ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن المديني: كان ثبتا، ووثقه الذهبي في "الميزان".

وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "عمر أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم الذين يبلغون ثمانين".

أخرجه أبو يعلى (2902) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا هُشيم أنا بعض أصحابنا عن قتادة عن أنس به.

وأخرجه الروياني (1372) عن مُحَمَّدْ بن إسحاق الصاغاني ثنا سريج بن يونس به.

ولفظه "عمر أمتي ما بين الخمسين والستين، وأقلهم الذين لم يبلغوا سبعين"

وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وفيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.

461 -

"أعن أخاك ظالما أو مظلوما"

قال الحافظ: رواه حُدَيْج بن معاوية - وهو بالمهملة وآخره جيم مصغر - عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا: فذكره، الحديث أخرجه ابن عدي" (1)

ورد من حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث عائشة ومن حديث الحسن مرسلا ومن حديث قتادة مرسلا

فأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه حديج بن معاوية الجعفي أخو زهير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "أعن أخاك ظالما أو مظلوما، فإنّ كان مظلوما نصرته، وإنّ كان ظالما فلتأخد على يديه فإنّ ذلك نصرة له"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(863) وابن عدي (2/ 883) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(731)

(1) 6/ 23 (كتاب المظالم - باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما)

ص: 680

وقال ابن عدي: وهذا يرويه عن أبي الزبير حديج بن معاوية وأخوه زهير بن معاوية"

قلت: وحديث زهير بن معاوية أخرجه مسلم (2584) بلفظ "لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما

"

ولفظ الطبراني نحوه.

الثاني: يرويه سفيان عن عمرو عن جابر مرفوعا "أعن أخاك ظالما أو مظلوما".

أخرجه حمزة السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 299) عن أبي بكر الإسماعيلي ثنا مُحَمَّدْ بن إبراهيم بن نومرد القومسي ثنا عثمان بن سعيد أبو بكر الجرجاني ثنا يوسف بن حماد ثنا سفيان به.

قال الإسماعيلي: خبر منكر"

قلت: القومسي ترجمه الإسماعيلي في "المعجم" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو بكر الجرجاني ترجمه السهمي ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويوسف بن حماد ترجمه أبو سعد الإدريسي في "تاريخ استراباد" وقال: كان حسن الرواية لا بأس به (التهذيب) وسفيان هو ابن عُيينة وعمرو هو ابن دينار ثقتان مشهوران.

وأما حديث أنس فأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(ص 107) عن إبراهيم بن أسباط السلولي ثنا سُريج بن يونس ثنا هُشيم ثنا عبيد الله بن أبي بكر قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "أعن أخاك ظالما أو مظلوما

"

السلولي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات.

ورواه عثمان بن أبي شيبة عن هشيم بلفظ "انصر

"

أخرجه البخاري (فتح 6/ 23)

وأما حديث عائشة فرواه إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "أعن أخاك ظالما أو مظلوما"

ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي وعبدة بن سليمان الكلابي عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلا.

قال أبو حاتم: والمرسل أصح" العلل 2/ 317

وأما حديث الحسن مرسلا فأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" بالإسناد السابق إلى هشيم.

ص: 681

وأما حديث قتادة فأخرجه عبد الرزاق (20227) عن مَعْمَر عن قتادة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أعن أخاك ظالما أو مظلوما"

462 -

عن سويد بن غفلة قال: خطب عليٌّ بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أعن حسبها تسألني؟ " فقال: لا، ولكن أتأمرنى بها؟ قال "لا، فاطمة مُضغَة مني ولا أحسب إلا أنّها تحزن أو تجزع" فقال عليّ: لا آتي شيئا تكرهه.

قال الحافظ: أخرج الحاكم بإسناد صحيح إلى سويد بن غفلة وهو أحد المخضرمين ممن أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 253) عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: خطب عليٌّ ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث، فاستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "عن أيّ شأنها تسلني، عن حسبها؟ " قال: لا، ولكن تأمرني بها، فقال "فاطمة مضغة مني ولا أحب أنْ تجزع" فقال: لا آتي شيئا تكرهه.

ومن طريقه أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(56)

وأخرجه عبد الرزاق (13268) وابن أبي شيبة (12/ 128) وأحمد (2) في "فضائل الصحابة"(1323) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة به.

ورواته ثقات.

463 -

عن عليّ قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث على الوليد بن عتبة فلم يعب النبى صلى الله عليه وسلم ذلك علينا"

قال الحافظ: وقد روى الطبراني بإسناد حسن عن عليّ قال: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2954) عن عبدان بن أحمد ثنا حماد بن زيد بن

(1) 11/ 241 (كتاب النكاح - باب ذب الرجل عن ابنته في المغيرة والانصاف)

(2)

ومن طريقه أخرجه الحاكم (3/ 158 - 159) إلا أنّه قال فيه: عن الشعبي عن سويد بن غفلة.

وقال: صحيح على شرط البخاري"

وقال الذهبي: قلت: مرسل قوي"

(3)

8/ 299 (كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل)

ص: 682

الحريش ثنا حسين الأشقر عن قيس عن السُّدِّي عن عبد خير عن عليّ قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث يوم بدر على الوليد بن عتبة. أظنه قال: فلم يعب ذلك علينا النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الهيثمي: وفيه حسين بن الحسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور" المجمع 6/ 82

قلت: وقيس هو ابن الربيع ضعفه الجمهور كذلك.

464 -

حديث رجل من الأنصار أنْ النبي صلى الله عليه وسلم أضجع أضحيته فقال: "أعني على ضحيتي"

قال الحافظ: أخرجه أحمد، ورجاله ثقات" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (5/ 373) ثنا هاشم ثنا ليث ثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنّ رجلا من الأنصار حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أضجع أضحيته ليذبحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل "أعني على ضحيتي" فأعانه.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 25

قلت: وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات. هاشم هو ابن القاسم البغدادي، والليث هو ابن سعد، وأبو الخير اسمه مَرْثد بن عبد الله.

465 -

"أعوذ بالله من أسد وأسود"

قال الحافظ: وفي سنن أبي داود والنسائي عن ابن عمر مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 132 و 3/ 124) والخرائطي في "المكارم"(2/ 797) والمحاملي في "الدعاء"(57) والطبراني في "الدعاء"(834) والحاكم (1/ 446 - 447 و 2/ 100) والبيهقي (5/ 253) وفي "الدعوات"(416) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(122) والمزي في "التهذيب"(9/ 332)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

(1) 12/ 115 (كتاب الأضاحي - باب من ذبح أضحية غيره)

(2)

7/ 157 (كتاب بدء الخلق - باب قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البَقَرَة: 164])

ص: 683

وأبو داود (2603) والنسائي في "اليوم والليلة"(563) والمحاملي (58) والبغوي في "شرح السنة"(1349) وفي "الشمائل"(1127)

عن بَقية بن الوليد الحمصي

وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 187 و 357)

عن إسماعيل بن عياش الحمصي

ثلاثتهم عن صفوان بن عمرو ثني شريح بن عبيد الحضرمي عن الزبير بن الوليد عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال "يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شَرِّك وشرِّ ما فيك وشرِّ ما خلق فيك ومن شرِّ ما يدبُّ عليك، وأعوذ بك من أسد وأسود، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد وما ولد".

قال النسائي: الزبير بن الوليد شامي ما أعرف له غير هذا الحديث"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: الزبير بن الوليد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه شريح بن عبيد. فهو مجهول.

طريق أخرى: قال عثمان بن صالح السهمي ثنا ابن لَهيعة ثني عمرو بن دينار عن ابن عمر أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أدركه الليل وهو في أرض عدو أو مخافة قال: يا أرض ربي وربك الله، آمنت بالذي خلقك وسوّاك، أعوذ بالله من شرّ إنسك وجنك، ومن شرّ كل حية وأسد وعقرب وأسود، ومن ساكن البلد، ومن شرِّ والد وما ولد"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 186)

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

466 -

عن أبي هريرة رفعه "أعوذ بالله من إمارة الصبيان" قالوا: وما إمارة الصبيان؟ قال "إنْ أطعتموهم هلكتم، وإن عصيتموهم أهلكوكم"

قال الحافظ: أخرجه علي بن معبد وابن أبي شيبة" (1)

له عن أبي هريرة طريقان:

الأول: يرويه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي عن أبيه عن أبي هريرة به.

(1) 16/ 116 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء)

ص: 684

أخرجه الداني في "الفتن"(190) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبيد الله به.

- وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 122) من طريق إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس ثنا يحيى بن عبيد الله به.

وإسناده ضعيف جدا، يحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين والنسائي: لا يكتب حديثه، وقال ابن أبي شيبة: كان غير ثقة في الحديث.

الثاني: يرويه أبو العلاء كامل بن العلاء الكوفي عن أبي صالح مولى ضباعة عن أبي هريرة مرفوعا "تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان"

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 49) وأحمد (2/ 326 و 355 و 448) والبزار (كشف 3358) وابن عدي (6/ 2101) من طرق عن كامل به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا أبو صالح هذا، ولا نعلم روى عنه إلا كامل"

وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة" المجمع 7/ 220

قلت: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، واختلف فيه قول النسائي.

وأبو صالح واسمه مِيناء قال ابن المديني: كان ثبتا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة.

467 -

"أعوذ بعزة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأُحاذر" سبع مرات

قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (2202) القول لمن به وجع: فذكره" (1)

ها 4 - "أعوذ بك من عينِ لا تدمعْ، ونفسِ لا تشبعْ، وقلبِ لا يخشعْ"

قال الحافظ: صحيح" (2)

أخرجه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم لكن ليس فيه "من عينٍ لا تدمعْ"

(1) 9/ 207 (كتاب المغازى - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

(2)

13/ 389 (كتاب الدعوات - باب ما يكره من السجع في الدعاء)

ص: 685

469 -

"أعينوه"

قال الحافظ: وحكى ابن التين أنّ أول من كوتب أبو المؤمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

فذكره" (1)

وقال في "الإصابة"(12/ 35): أبو المؤمل ذكره مُحَمَّدْ بن عبد الواحد السفاقسي المعروف بابن التين شارح البخاري في كتاب المكاتبة فقال: قيل: إن أول من كوتب في الإِسلام أبو المؤمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أعينوا أبا المؤمل" فأُعِين فقضى كتابته وفضلت عنده فضلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أنفقها في سبيل الله".

470 -

عن عائشة في المرأة التي دخلت عليها فأشارت بيدها أنّها قصيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اغتبتيها"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب الغيبة" وابن مردويه في "التفسير" من طريق حبان بن مخارق عن عائشة" (2)

له عن عائشة طرق:

الأول: يرويه حسان بن مخارق الكوفي عن عائشة قالت: جاءت امرأة قصيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة عنده، فقلت بإبهامي هكذا فأشرت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أنها مثل الإبهام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد اغتبتيها"

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1613) وهناد في "الزهد"(1190) وابن أبي الدنيا في "الغيبة"(68) والخرائطي في "المساوئ"(205) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(195) والبيهقي في "الشعب"(6304) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2226)

عن أبي معاوية مُحَمَّدْ بن خازم الضرير

والطبري في "التفسير"(26/ 136)

عن عبد الواحد بن زياد البصري

كلاهما عن أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن حسان بن مخارق به.

قال البيهقي: هذا مرسل بين حسان وعائشة"

وقال العراقي: وحسان وثقه ابن حبان، وباقيهم ثقات" تخريج أحاديث الإحياء 4/ 1753

(1) 6/ 110 (كتاب المكاتب)

(2)

13/ 78 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من ذكر الناس)

ص: 686

الثاني: يرويه علي بن الأقمر الكوفي عن أبي حذيفة عن عائشة أنّها ذكرت امرأة، فقالت: إنها قصيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اغتبتها"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة"(73) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن علي بن الأقمر به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الكفاية"(ص 85)

ورواه أحمد (6/ 189) عن عبد الرحمن بن مهدي بلفظ: حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال "ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا" فقلت: يا رسول الله، إنّ صفية امرأة وقال بيده كأنه يعني قصيرة، فقال "لقد مزجت بكلمة لو مزج بها ماء البحر مزجت"

ومن طريقه أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(206)

وأخرجه الترمذي (2502) والطحاوي في "المشكل"(1080) والبيهقي في "الشعب"(6295) من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي بهذا اللفظ.

وأخرجه أحمد (6/ 136 و 206) عن وكيع ثنا سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة عن عائشة أنّها ذكرت امرأة، وقالت مرّة: حكت امرأة وقالت: إنّها قصيرة، فقال "اغتبتها، ما أحبّ أني حكيت أحدا وأنّ لي كذا وكذا"

وهو في "الزهد" لوكيع (436) عن سفيان مختصرا في ذكر المرفوع "مما أحبّ أني حكيت أحدا

"

وأخرجه هناد في "الزهد"(1189) عن وكيع به.

وأخرجه الترمذي (2503) عن هناد به.

وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو حذيفة هو كوفي من أصحاب ابن مسعود ويقال اسمه سلمة بن صُهَيْبَة"

قلت: وثقه ابن حبان وغيره، لكنّه لم يذكر سماعا من عائشة فلا أدري أسمع منها أم لا.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(743) عن سفيان به.

وأخرجه إسحاق (1596 و 1597) وأحمد (6/ 128) وأبو داود (4875) والترمذي (2502) وابن أبي الدنيا في "الغيبة"(146) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1812) والخرائطي (203) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(183 و 184) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 109 - 110) والبيهقي (10/ 247) وفي "الشعب"(6294) والمزي (11/ 294) من طرق عن سفيان به.

ص: 687

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 278) من طريق مُحَمَّدْ بن إسماعيل الترمذي ثنا أبو نعيم ثنا سفيان ومسعر به.

الثالث: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أقصر حفصة، قال "أكلت لحم أختك المسلمة" قلت: يا رسول الله، إني لم أقل إلا ما فيها، قال "لو قلت ما ليس فيها بهتيها"

أخرجه الخرائطي (204) عن العباس بن مُحَمَّدْ الدوري ثنا عيسى بن فهير ثنا يحيى بن مسلم عن هشام به.

عيسى ويحيى ما عرفتهما، والباقون ثقات.

الرابع: يرويه الحسن بن عُمارة عن عبد الله بن أبي بكرة عن عمرة عن عائشة قالت: دخلت علىّ امرأة قصيرة، فلما خرجت قلت بيدي هكذا، يا رسول الله ما أقصرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اغتبتها قومي فتحلليها

"

أخرجه ابن عدي (2/ 709) والبيهقي في "الشعب"(6343) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا الليث بن سعد ثني جرير بن حازم عن الحسن بن عمارة به.

والحسن بن عمارة قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث.

واختلف فيه على جرير بن حازم، فقال ابن وهب في "الجامع" (558): حدثني جرير بن حازم عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن عبيد الله عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله عن عائشة به.

471 -

حديث ابن عباس مرفوعا "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".

قال الحافظ: أخرجه الحاكم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: فذكره، وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" بسند صحيح من مرسل عمرو بن ميمون" (1)

صحيح

ورد من حديث ابن عباس ومن حديث عمرو بن ميمون مرسلا.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه الحاكم (4/ 306) عن الحسن بن حليم المروزي أنبا

(1) 14/ 9 (كتاب الرقاق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: كن في الدنيا كأنك غريب)

ص: 688

أبو الموجه أنبا عبدان عن ابن المبارك ثنا عبد الله بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعا.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

وقال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(1) بإسناد حسن" إتحاف السادة 10/ 253

قلت: هو صحيح كما قال الحاكم رواته كلهم ثقات. الحسن بن حليم وثقه الحاكم (سنن البيهقي 2/ 160) وأبو الموجه مترجم في "سير الأعلام"، وعبدان هو ابن عثمان من شيوخ البخاري، وابن المبارك هو عبد الله، وعبد الله هو ابن سعيد بن أبي هند.

وأما حديث عمرو بن ميمون فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(2) ووكيع في "الزهد"(7) عن جعفر بن بُرقان الرقي عن زياد بن الجراح عن عمرو بن ميمون قال: قال صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: فذكره.

ومن طريق ابن المبارك أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 328) والقضاعي (729) والبيهقي في "الشعب"(9769) وفي "الآداب"(1127) والخطيب في "الفقيه"(2/ 87) والبغوي في "شرح السنة"(4021)

ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 223) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 148) وتابعهما عبد الله بن داود الخُرَيبي عند الخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(170) وهو مرسل رواته ثقات.

472 -

"اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 2/ 369 - 372) من حديث أبي هريرة.

473 -

عن أنس قال: افتتحنا مكة، ثم إنا غزونا حُنينا، قال: فجاه المشركون بأحسن صفوف رأيت، صف الخيل ثم المقاتلة ثم النساء من وراء ذلك ثم الغنم ثم النعم، قال: ونحن بشر كثير، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا، فلم نلبث أنّ انكشفت خيلنا وفرّت الأعراب ومن تعلم من الناس.

(1)"قصر الأمل"(111) عن إسحاق بن إبراهيم ثنا ابن المبارك به.

(2)

16/ 104 (كتاب التعبير - باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح)

ص: 689

قال الحافظ: وفي حديث أنس عند مسلم (2/ 736 - 737) وغيره من رواية سليمان التيمي عن السُميط عن أنس قال: فذكره" (1)

474 -

"أفرضكم زيد"

قال الحافظ: حديث حسن أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من رواية أبي قِلابة عن أنس، وأُعِلَّ بالإرسال، ورجحه الدارقطني والخطيب وغيرهما، وله متابعات وشواهد ذكرتها في تخريج أحاديث الرافعي" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "أقرؤكم أُبي"

475 -

عن عامر بن الطفيل أنّه قال: يا رسول الله، زودني بكلمات؟ قال:"أفش السلام، وأطعم الطعام، واستحي من الله، وإذا أسأت فأحسن"

قال الحافظ: أخرجه المستغفري في "الصحابة" من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عامر بن الطفيل أنْه قال: فذكره" (3)

وقال في "الإصابة"(5/ 282) في ترجمة عامر بن الطفيل: لم يُذكر نسبه، ذكره الترمذي والطبري في الصحابة وروى المستغفري من طريق القاسم عن أبي أمامة عن عامر بن الطفيل أنّه قال: يا رسول الله، زودني كلمات أعيش بهن؟ قال "يا عامر أفش السلام، وأطعم الطعام، واستحي من الله كما تستحي رجلا من أهلك، وإذا أسأت فأحسن، فإنّ الحسنات يذهبن السيئات"

أورده المستغفري في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابي رئيس بني عامر في الجاهلية، وهو خطأ صريح فإنّ عامر بن الطفيل مات كافرا وقصته معروفة وكان قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانين سنة، قال: والحديث الذي أورده إنْ صح فهو آخر وأظنه الأسلمي الذي روى الطبري والبغوي في ترجمته عامر بن مالك ملاعب الأسنة من طريق عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: حدثني عمي عامر بن الطفيل عن عامر بن مالك فذكر حديثا سيأتي في ترجمة عامر بن مالك"

وقال في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري (7/ 294): ذكره جعفر المستغفري في "الصحابة" وهو غلط وموت عامر المذكور على الكفر أشهر عند

(1) 9/ 90 (كتاب المغازي- باب قول الله لّعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبْة: 25])

(2)

15/ 21 (كتاب الفرائض - باب ميراث الجد مع الأب والأخوة)

(3)

8/ 391 (كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع)

ص: 690

أهل السير أنْ يتردد فيه وإنما اغتر جعفر برواية أخرجها البغوي بسنده إلى عامر بن الطفيل أنّ عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا وكتب إليه: إني قد ظهرت فيَّ دبيلة فأبعث إليّ دواء من عندك، فردّ الفرس لأنّه لم يكن أسلم وأرسل إليه عكة من عسل. وهو خطأ نشأ عن تغيير وإنما هو عامر بن مالك وهو ملاعب الأسنة وفي ترجمته أورد البغوي وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته، وأسند جعفر أيضا إلى الحديث الذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطفيل وقد بينت أنّه آخر غير العامري، وقد أورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد"

وقال ابن الأثير: قلت: قول المستغفري وغيره ليس بحجة في إسلام عامر، فإنّ عامرا لم يختلف أهل النقل من المتقدمين أنّه مات كافرا" أسد الغابة 3/ 127

476 -

"أفشوا السلام تسلموا"

قال الحافظ: هو عند المصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان من طريق عبد الرحمن بن عَوْسَجَة عن البراء رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث أبي الدرداء مثله عند الطبراني" (1)

حسن

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2717/ 1) وابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2717/ 2) وإسحاق في "مسنده"(المطالب 2717/ 3) وأحمد بن حنبل (4/ 286) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2717/ 3 و 4) والبخاري في "الأدب المفرد"(787 و 979 و 1266) وأبو يعلى (1687) وفي "معجمه"(299) والعقيلي (3/ 489) وابن حبان (491) وأبو الشيخ في "الطبقات"(197) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 277) والقضاعي (718) والبيهقي في "الشعب"(8382) من طرق عن قَنَان بن عبد الله النّهْمي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء به مرفوعا.

زاد بعضهم "والأشرة شر"

قال العقيلي: المتن معروف بغير هذا الإسناد في إفشاء السلام بأسانيد جياد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 29

قلت: قنان مختلف فيه، وثقه ابن معين وابن حبان، وقال النسائي: ليس بالقوي، فهو حسن الحديث، وعبد الرحمن وثقه النسائي وغيره فالإسناد حسن.

(1) 13/ 254 - 255 (كتاب الاستئذان - باب إفشاء السلام)

ص: 691

وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه الطبراني بلفظ "أفشوا السلام كي تعلوا"

قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 3/ 426

وقال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 8/ 30

477 -

"أفضل الأعمال الحبّ في الله والبغض في الله"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي ذر" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (4599) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر مرفوعا به.

وتابعه يزيد بن عطاء اليشكري عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أتدرورن أيّ الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ " قال قائل: الصلاة والزكاة، وقال قائل: الجهاد، قال "إنّ أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل الحبّ في الله والبغض في الله".

أخرجه أحمد (5/ 146)

وخالفهما أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي (2) فرواه عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي ذر قال: قلنا: يا رسول الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "الحبّ في الله والبغض في الله" ليس فيه عن رجل.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 391) وابن الجوزي في "العلل"(1223) من طريق سَوَّار بن عبد الله العنبري ثنا أبي عن أبي عوانة به.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ويزيد ليس بشيء، قال ابن المبارك: ارم به.

وقال الثوري: سوار ليس بشيء"

وتعقبه الحافظ فقال: وقد غلط ابن الجوزي هنا غلطا فاحشا فذكر كلام سفيان الثوري في هذا (3) في ترجمة حفيده المتقدم (4) وذلك وهم فإنّ الثوري مات قبل أنْ يولد سوار الأصغر" التهذيب 4/ 269

(1) 1/ 52 (كتاب الإيمان - باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإِسلام على خمس)

(2)

وتابعه عبثر بن القاسم الكوفي عن يزيد بن أبي زياد به.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(498) والشجري في "أماليه"(2/ 133)

(3)

أي سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب بن عمرو بن الحارث العنبري.

(4)

أي سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة.

ص: 692

قلت: ورواية خالد بن عبد الله الواسطي ويزيد بن عطاء اليشكري أصح من رواية أبي عوانة.

والحديث إسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم ولضعف يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي.

478 -

حديث أبي هريرة "أفضل الأعمال إيمان بالله" الحديث

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 1/ 85) من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ فقال "إيمان بالله ورسوله"

479 -

حديث عبد الله بن حبشي "أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" وهو عند أحمد والدارمي" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم، فانظر حديث "من عُقِر جواده، وأُهريق دمه"

480 -

"أفضل الأعمال كثرة السجود"

قال الحافظ: ولمسلم من حديث ثوبان: فذكره" (3)

أخرجه مسلم (488) من حديث معْدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت: بأحبّ الأعمال إلى الله، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة"

481 -

حديث طارق بن شهاب رفعه "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"

سكت عليه الحافظ (4).

صحيح

ورد من حديث طارق بن شهاب ومن حديث أبي سيد ومن حديث أبي أمامة ومن حديث جابر ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث واثلة بن الأسقع

(1) 2/ 149 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب فضل الصلاة لوقتها)

(2)

17/ 291 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} [آل عِمرَان: 93])

(3)

3/ 261 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب طول القيام في صلاة الليل)

(4)

16/ 163 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر)

ص: 693

فأما حديث طارق بن شهاب فأخرجه أحمد (4/ 314 و 315) والنسائي (7/ 144) وفي "الكبرى"(7834) والدولابي في "الكنى"(1/ 78) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1359) والبيهقي في "الشعب"(7175) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح"(ص 196) من طرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب أنّ رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع رجله في الغرز: أيّ الجهاد أفضل؟ قال "كلمة حق عند سلطان جائر".

قال البيهقي: مرسل جيد"

قلت: رواته ثقات، وطارق بن شهاب رأى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن المديني وأبو زرعة وابن أبي حاتم والعجلي وغيرهم.

لكنّه لم يسمع منه كما قال أبو داود وغيره.

وقال أبو حاتم: له رؤية، وليست له صحبة، والحديث الذي رواه الثوري عن علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر" المراسيل ص 98

وقال ابن رجب: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح له سماع منه فروايته عنه مرسلة" شرح علل الترمذي 1/ 366

قلت: هو مرسل صحابي وهو حجة، وقد أدخله أحمد في "المسند".

قال الحافظ: إذا ثبت أنّه لقي النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنّه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح" الإصابة 5/ 213

وقال العلائي: يلحق حديثه بمراسيل الصحابة" جامع التحصيل ص 244

وأما حديث أبي سعيد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مُحَمَّدْ بن جُحادة الكوفي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد مرفوعا "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر"

أخرجه أبو داود (4344) وابن ماجه (4011) والترمذي (2174) والخطابي في "العزلة"(ص 86) والخطيب في "التاريخ"(7/ 238 - 239) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2176) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح"(ص 198) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 196) من طريق إسرائيل بن يونس عن مُحَمَّدْ بن جحادة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

ص: 694

وقال الحافظ: هذا حديث حسن"

قلت: اختلف فيه على مُحَمَّدْ بن جحادة في لفظه، فرواه أبو حفص (1) الأبار عنه بلفظ "أشدّ الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1618) و"الصغير"(663) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2187)

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مُحَمَّدْ بن جحادة إلا أبو حفص"

قلت: وكلا الإسنادين ضعيف لضعف عطية العوفي.

الثاني: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "ألا إنّ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".

أخرجه عبد الرزاق (20720) والحميدي (752) وأحمد (3/ 7 و 19 و 61 و 70) وعبد بن حميد (864) وابن ماجه (2873 و 4000 و 4007) والترمذي (2191) وأبو يعلى (1101) والحاكم (5/ 504 - 506) والبيهقي في "الشعب"(7936) والخطيب في "التاريخ"(1/ 2370 - 238) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(15) والحافظ (2) في "الأمالي المطلقة"(2/ 169 - 170) من طرق عن علي بن زيد به.

قال الحاكم: هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد"

وقال الذهبي: قلت: ابن جدعان صالح الحديث"

قلت: بل ضعيف كما قال أحمد وابن معين والدارقطني والجوزجاني والنسائي وابن المديني.

وقال أحمد أيضا وأبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي.

وذكره العقيلي وابن حبانّ في "الضعفاء".

وقد توبع كما سيأتي عند حديث "إنّ مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها"

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 251) والطبراني في "الكبير"(8080) والبيهقي (10/ 91)

(1) اسمه عمر بن عبد الرحمن.

(2)

وقال: هذا حديث حسن، وعلي بن زيد وإن كان فيه ضعف لاختلاطه، لكن سياقه لهذا الحديث بطوله يدل على أنه ضبطه"

ص: 695

عن المعلي بن زياد البصري

وأحمد (5/ 251 و 256) وابن ماجه (4012) والروياني (1179 و 1182) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3449) وابن حبان في "الثقات"(9/ 103 - 104) والطبراني في "الكبير"(8081) و"الأوسط"(1619 و 6820) وابن عدي (2/ 860 - 861) والبيهقي في "الشعب"(7174) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 52 - 53 و 21/ 286) وأبو مُحَمَّدْ البغوي في "شرح السنة"(2473)

عن حماد بن سلمة

وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2186) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 602)

عن قريب بن عبد الملك الأصمعي.

ثلاثتهم عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرمي الجمرة فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أحب (1) إلى الله عز وجل؟ قال: فسكت عنه حتى إذا رمى الثانية عَرَضَ له فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أحبّ إلى الله عز وجل؟ قال: فسكت عنه، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اعترض في الجمرة الثالثة عرض له فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أحبّ إلى الله عز وجل؟ قال "كلمة حق تقال لإمام جائر".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي غالب إلا حماد"

كذا قال، وقد رواه غيره كما تقدم.

وقال البغوي: هذا حديث حسن"

قلت: وهو كما قال، وأبو غالب مختلف فيه، وثقه ابن معين والدارقطني وغيرهما، وضعفه النسائي وابن سعد وغيرهما فهو حسن الحديث.

وأما حديث جابر فأخرجه العقيلي (3/ 326) من طريق عبد الرحمن بن بشير ثنا عمار بن إسحاق أخو مُحَمَّدْ بن إسحاق عن مُحَمَّدْ بن المنكدر عن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمي الجمار ماشيا، فأمر بناقته، فأنيخت، فلما أخذ بشعبتي الرَّحْل جاء رجل وأخذ بِجَدِيل الناقة، فقال: يا رسول الله، أيّ العمل أفضل؟ قال "كلمة عند امام جائر، حل سبيل الناقة".

(1) وفي لفظ "أفضل"

ص: 696

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (40/ 200)

قال العقيلي: عمار بن إسحاق لا يتابع على حديثه وليس مشهور بالنقل"

وأما حديث عمير بن قتادة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 49) والحاكم (3/ 626) وأبو موسى المديني في "اللطائف من علوم المعارف"(803) من طريق بكر بن خُنيس الكوفي عن أبي بدر عن عبد الله بن عبيد عن أبيه عن جده قال: فذكر حديثا وفيه "قلت: أيّ الجهاد أفضل؟ فقال "كلمة عدل عند إمام جائر" (1)

قال الحاكم: أبو بدر الراوي عن عبد الله بن عبيد بن عمير اسمه بشار بن الحكم شيخ من البصرة وقد روى عن ثابت البناني غير حديث"

وقال الذهبي: حديث ضعيف"

وقال الهيثمي: وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف" المجمع 5/ 231

وأما حديث واثلة فقد تقدم الكلام عليه عند حديث "استفت قلبك وإن أفتوك" وقد ذكرت هناك قطعة منه وهو حديث فيه طول وفيه: قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال "كلمة حكم عند إمام جائر".

482 -

حديث عمر رفعه "أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني"

قال الحافظ: أخرجه الطيالسي وغيره لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه" (2)

أخرجه إسحاق في "مسنده"(مختصر إتحاف السادة 1/ 77 - المطالب 2939/ 1) والبزار (288) وأبو يعلى (160) والحاكم (4/ 85 - 86) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(57) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 248) وبيبي الهرثمية في "جزئها"(104) وابن مردويه في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 1/ 42) والهروي في "ذم الكلام"(ق 133/أ) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 37) من طرق عن مُحَمَّدْ بن أبي حميد المدني عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فقال "أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا" قالوا: يا رسول الله، الملائكة. قال "هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله، الأنبياء الذين كرمهم الله برسالته والنبوة، قال "هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله

(1) سقط من إسناد الحاكم "عن أبي بدر" والصواب إثباته كما يدل عليه كلام الحاكم.

(2)

8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 697

المنزلة التي أنزلهم بها، بل غيرهم" قالوا: يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع الأعداء، قال "هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد كرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء، بل غيرهم" قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال "أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي، يؤمنون بي، ولم يروني، ويصدقون بي ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا"

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 248) من طريق الطيالسي عن مُحَمَّدْ بن أبي حميد به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل مُحَمَّدْ ضعفوه"

وقال الحافظ: وغلط - أي الحاكم - لأجل مُحَمَّدْ بن أبي حميد"

وقال أيضا: هذا حديث غريب، ومحمد بن أبي حميد ضعيف عند الجمهور إلا أنّ أحمد بن صالح قواه. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين، ومع ضعفه يكتب حديثه" (1)

وقال البوصيري: مدار إسناد الحديث على مُحَمَّدْ بن أبي حميد وهو ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 77

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: فذكر نحوه.

أخرجه البزار (289) والعقيلي (4/ 238) من طريق المنهال بن بحر القشيري ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به.

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه، وحديث المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر، إنما يرويه الحفاظ الثقات عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلا.

وإنما يعرف هذا الحديث من حديث مُحَمَّدْ بن أبي حميد، ومحمد رجل من أهل المدينة ليس بقوي، قد حدث عنه جماعة ثقات واحتملوا حديثه"

وقال العقيلي: وهذا الحديث إنما يعرف بمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير، ولا يتابع منهال عليه أحد"

(1) وقال في "المطالب": مُحَمَّدْ ضعيف الحديث، سيئ الحفظ.

ص: 698

قلت: منهال بن بحر وثقه أبو حاتم وابن حبان، وكذا من فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ يحيى بن أبي كثير مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن أسلم.

وللحديث شاهد من حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي جمعة

فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحسن بن عرفة (19) عن إسماعيل بن عياش عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيّ الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال "وما لهم لا يؤمنون، وهم عند ربهم عز وجل" قالوا: فالنبيون، قال "وما لهم لا يؤمنون، والوحي ينزل عليهم" قالوا: فنحن، قال "وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم، ألا إنّ أعجب الخلق إليّ إيمانا لقوم يكونون من بعدكم، يجدون صحفا فيها كتب، يؤمنون بما فيها"

ومن طريقه أخرجه اللالكائي في "السنة"(1670 و 1671) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 538) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(56) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(48) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(511) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 38 - 39)

وقال: هذا حديث غريب، ومغيرة بن قيس بصري قال أبو حاتم: منكر الحديث. وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذا منها، لكنّه يعتضد بالذي قبله"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 531 - 532) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 404) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 308 - 309) واللالكائي (1669) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا سفيان الثوري عن مالك بن مِغْول عن طلحة بن مصرِّف عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "أيّ شيء أعجب إيمانا؟ " قيل: الملائكة، قال "كيف وهم في السماء يرون من الله ما لا ترورن" قيل: فالأنبياء، قال "كيف وهم يأتيهم الوحي" قالوا: فنحن، قال " {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عِمرَان: 101] الآية. ولكن قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني، أولئك أعجب إيمانا، وأولئك هم إخواني وأنتم أصحابى"

خالد بن يزيد العمري كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.

والصحيح مرسل.

قال أحمد بن عبد الجبار العطاردي: ثنا يونس بن بكير عن مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، مرسل.

ص: 699

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 538) عن الحاكم ثنا أبو العباس مُحَمَّدْ بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار به.

وقال: هذا مرسل"

قلت: وأحمد بن عبد الجبار ويونس بن بكير مختلف فيهما، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 2840) عن الفضل بن يعقوب الرُّخَامي ثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس رفعه "أيّ الخلق أعجب إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال "الملائكة كيف لا يؤمنون" قالوا: النبيون، قال "النبيون يوحى إليهم، فكيف لا يؤمنون" قالوا: الصحابة، قال "الصحابة مع الأنبياء فكيف لا يؤمنون، ولكن أعجب الناس إيمانا، قوم يجيئون من بعدكم، فيجدون كتابا من الوحي، فيؤمنون به ويتبعونه، فهم أعجب الناس إيمانا، أو الخلق إيمانا"

وقال: غريب من حديث أنس"

وقال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير وقد اختلف فيه، فوثقه قوم وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 65

قلت: وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12560) عن مُحَمَّدْ بن خالد الراسبي ثنا مُحَمَّدْ بن معاوية بن مَالَج ثنا خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن عباس رفعه "يا أيها الناس من أعجب الخلق إيمانا؟ " قالوا: الملائكة، قال:"وكيف لا يؤمن الملائكة وهم يعاينون الأمر" قالوا: فالنبيون يا رسول الله، قال "وكيف لا يؤمن النبيون والوحي ينزل عليهم من السماء" قالوا: فأصحابك يا رسول الله، قال "وكيف لا يؤمن أصحابي وهم يرون ما يرون ولكن أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدي يؤمنون بي ولم يرونى، ويصدقونى ولم يرونى، أولئك إخوانى"

مُحَمَّدْ بن خالد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن معاوية قال النسائي وغيره: لا بأس به، وخلف بن خليفة وعطاء بن السائب صدوقان اختلطا بأخرة.

واختلف فيه على خلف بن خليفة، فرواه سنيد بن داود عن خلف فلم يذكر الشعبي.

ذكره ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 248 - 249)

وأما حديث أبي جمعة فسيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني"

ص: 700

483 -

"أفضل الذكر لا إله إلا الله"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث جابر" (1)

حسن

أخرجه ابن ماجه (3800) والترمذي (3383) وابن أبي الدنيا في "الشكر"(103) والنسائي في "اليوم والليلة"(831) والخرائطي في "الشكر"(ص 35) وابن حبان (846) والطبراني في "الدعاء"(1483) والحاكم (1/ 498 و 503) والبيهقي في "الدعوات"(117) وفي "الشعب"(4061) وفي "الأسماء"(ص 131) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 42 - 43) والشجري في "أماليه"(1/ 13) والبغوي في "شرح السنة (1269) والمزي في "تهذيب الكمال" (13/ 393) من طرق عن موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري المدني قال: سمعت طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله به مرفوعا وزاد "وأفضل الدعاء الحمد لله"

وفي لفظ "وأفضل الشكر الحمد لله".

وفي لفظ "أفضل الدعاء لا إله إلا الله، وأفضل الذكر الحمد لله".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: موسى بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطئ، ووثقه ابن عبد البر (التهذيب 5/ 15) وقال الذهبي في "الكاشف": صالح، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ.

وطلحة بن خِرَاش قال النسائي: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"

فالإسناد حسن.

484 -

حديث أبي ذر "أفضل الصدقة جهد من مُقِل"

سكت عليه الحافظ (2).

تقدم الكلام على حديث أبي ذر هذا عند حديث "أركعت ركعتين" وهو حديث طويل، ولهذه الفقرة منه "أفضل الصدقه جهد من مقل" شاهد عن أبي هريرة وعن عبد الله بن حبشي وعن جابر وعن عمير بن قتادة

(1) 13/ 463 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح)

(2)

4/ 38 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى)

ص: 701

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 358) وأبو داود (1677) وابن خزيمة (2444 و 2451) وأبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم"(ق 2 / أ) وابن حبان (3346) وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر"(121) والحاكم (1/ 414) والبيهقي (4/ 180) وفي "الشعب"(3180) من طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير عن يحيى بن جَعْدة عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسول الله، أيّ الصدقة أفضل؟ قال "جهد المقل، وابدأ بمن تعول".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الألباني: إسناده صحيح ورجاله ثقات كلهم والليث لا يروي عن أبي الزبير إلا ما كان صرّح له بالسماع" صحيح ابن خزيمة 4/ 99

قلت: إنما هذا فيما يرويه أبو الزبير عن جابر فقط.

قال سعيد بن أبي مريم: سمعت الليث بن سعد يقول: أتيت أبا الزبير فدفع إليّ كتابين، قال: فلما صوت إلى منزلي قلت لا أكتبهما حتى أسأله، قال: فرجعت إليه فقلت: هذا كله سمعته من جابر؟ قال: لا. قلت: فأعلم لي على ما سمعت. قال: فأعلم لي على هذا الذي كتبته عنه" (1)

فقوله "هذا كله سمعته من جابر" دليل على أنّ الكتابين إنما هما رواية أبي الزبير عن جابر فقط.

فعنعنة أبي الزبير هنا لا تفيد السماع من يحيى بن جعدة وإن كان الراوي عنه هو الليث بن سعد، والله أعلم.

والحديث رواته ثقات إلا أنّ مسلما لم يخرج ليحيى بن جعدة شيئا.

وأما حديث عبد الله بن حبشي وحديث جابر وحديث عمير بن قتادة فسيأتي الكلام عليها في حرف الميم فانظر حديث "من عقر جواده وأهريق دمه"

485 -

"أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم"

قال الحافظ: رواه مسلم (1163) من حديث أبي هريرة مرفوعا" (2)

قلت: ولفظه عند مسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"

(1) انظر الكامل لابن عدي 6/ 2136 والضعفاء للعقيلي 4/ 133 والمحلى لابن حزم 8/ 78

(2)

5/ 118 (كتاب الصوم - باب صوم شعبان)

ص: 702

486 -

"أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"

قال الحافظ: وقد أخرج فيه مسلم حديث أبي هريرة: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (1163) عن أبي هريرة رفعه "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"

487 -

"أفضل الصلاة طول القنوت"

قال الحافظ: وأخرج مسلم (756) من حديث جابر: فذكره" (2)

488 -

"أفضل الصيام بعد رمضان شعبان"

قال الحافظ: وكذا صنع قبله الطحاوي واستظهر بحديث ثابت عن أنس مرفوعا: فذكره، لكن إسناده ضعيف" (3)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 103) والترمذي (663) وأبو يعلى (3421) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 83) والبيهقي (4/ 305 و 306) وفي "الشعب"(3539) وفي "فضائل الأوقات"(20) والبغوي في "شرح السنة"(1778) وابن الجوزي في "العلل"(914) وابن عساكر في "فضل ليلة النصف من شعبان" والمخلص في "منتقى من سبعة مجالس من أماليه" وابن الأخضر في "فضل شعبان" وابن عبد كويه في "مجالسه الثلاثة" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 328 - 330) والمزي (13/ 154) من طريق صدقة بن موسى الدقيقي عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعا.

واللفظ للطحاوي.

ولفظ الباقين: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ فقال "شعبان لتعظيم رمضان"

وزاد بعضهم: قال: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال "صدقة في رمضان"

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: صدقة بن موسى ليس

(1) 3/ 247 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب فضل قيام الليل)

(2)

3/ 261 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب طول القيام في صلاة الليل)

(3)

5/ 30 - 31 (كتاب الصوم - باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين)

ص: 703

بشيء، وقال ابن حبان: لم يكن الحديث من صناعته فكان إذا روى قلب الأخبار فخرج عن حد الاحتجاج به"

489 -

"أفضل المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير المال مهرة مأمورة".

490 -

"أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله".

ذكر الحافظ أنّ مسلما (994) أخرجه من حديث أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا" (2)

491 -

"أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"

قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة" (3)

وذكره في موضعين آخرين وسكت عليه (4).

هو في البخاري (فتح 2/ 357 و 13/ 132 و 17/ 28) ومسلم (781) من حديث زيد بن ثابت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة. وذكر الحديث وفيه أنّه قال "قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإنّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"

ولم أره في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وإنما أخرج مسلم (1163) من حديثه مرفوعا "أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل".

492 -

"أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون"

هذا الحديث ذكره الحافظ في خمسة مواضع:

الأول: قال: أخرجه ابن حبان وأحمد وأبو يعلى والطبراني وأبو داود في "كتاب

(1) 10/ 9 (كتاب التفسير - سورة بني إسرائيل - باب قوله: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها)

(2)

11/ 427 (كتاب النفقات - باب فضل النفقة على الأهل)

(3)

5/ 156 (كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان)

(4)

2/ 277 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب فضل صلاة الجماعة)

و3/ 310 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

ص: 704

"الزهد" والحاكم كلهم من طريق موسى بن عقبة عن كُريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وله شاهد من حديث أبي هريرة في "الأوسط" للطبراني" (1)

الثاني: قال: وعند النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس: فذكره" (2)

الثالث: قال: أخرجه الحاكم من حديث ابن عباس" (3)

الرابع: قال: وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وقد أورد ابن عبد البر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه "سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية"

قال: وهذا حديث حسن. قلت: وهذا الحديث الدال على الترتيب ليس بثابت وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب" (4)

الخامس: قال: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن عباس" (5)

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه عِلْباء بن أحمر اليشكري عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط قال "أتدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".

وفي لفظ "أفضل نساء العالمين"

أخرجه أحمد (1/ 293 و 316 و 322) وفي "فضائل الصحابة"(1339) وعبد بن حميد في "المنتخب"(597) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2962) والنسائي في "الكبرى"(8364) وأبو يعلى (2722) والطحاوي في "المشكل"(148) وابن حبان (7010) والطبراني في "الكبير"(11928 و 22/ 407 و 23/ 7) والحاكم (2/ 497 و 594 و 3/ 160 و 185) وابن

(1) 7/ 258 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} [التحريم: 11])

(2)

7/ 282 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} [آل عِمرَان: 42])

(3)

8/ 107 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضل عائشة)

(4)

8/ 135 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)

(5)

8/ 139 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)

ص: 705

عبد البر في "الاستيعاب"(12/ 280 - 281 و 13/ 117 - 118) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(تراجم النساء ص 375) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 83) من طرق عن داود بن أبي الفرات المروزي عن علباء به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 223

قلت: وهو كما قالا.

الثاني: يرويه إبراهيم بن عقبة المدني عن كُريب عن ابن عباس مرفوعا "سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران: فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12179) وأبو نعيم في "الصحابة"(7328)

عن أبي جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي

وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 69) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(تراجم النساء ص 374)

عن داود بن عبد الله الجعفري المدني

قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة به (1).

وخالفهما محمد بن الحسن بن زَبَالة المخزومي المدني فرواه عن عبد العزيز بن محمد -وهو الدَّرَاوَرْدِي - عن موسى بن عقبة عن كريب ابن عباس مرفوعا "سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون".

أخرجه الزبير بن بكار في "المنتخب من كتاب أزواج النبي"(ص 33 - 34)

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 7) وابن عساكر (تراجم النساء ص 374)

ومحمد بن الحسن بن زبالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: كان يضع الحديث.

الثالث: يرويه سعد بن الصلت عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا "أربع نسوة سادات عالمهن: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وأفضلهنّ عالما فاطمة"

(1) إسناده حسن رواته ثقات غير عبد العزيز بن محمد الدراوردي وهو صدوق كما فى "التقريب".

ص: 706

أخرجه ابن عساكر (تراجم النساء ص 374 - 375)

ومقاتل هو ابن سليمان البلخي كذبه وكيع والدارقطني والنسائي والفلاس.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن أنس وعن جابر وعن عائشة.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه بَدَل بن المُحَبَّر البصري ثنا عبد السلام قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدّث عن أبي هريرة رفعه "خير نساء العالمين أربع: فذكرهن"

أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(12/ 279 و 13/ 118) عن عبد الوارث بن سفيان القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا بدل بن المحبر به.

عبد السلام هو ابن عجلان قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف.

وأبو يزيد المدني وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال مالك: لا أعرفه.

وقال ابن المديني: لم يسمع من أبي هريرة" المعرفة ليعقوب بن سفيان 2/ 129

الثاني: يرويه عمران بن كثير عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا "بحسبك من نساء العالم أربع: فاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7424) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا سليمان الشاذكوني ثنا داود بن أبي سليمان عن محمد بن جُحادة عن عمران بن كثير به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا داود بن أبي سليمان، تفرد به الشاذكوني"

قلت: كذبه صالح جزرة، وقال ابن معين: يضع الحديث.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه مَعْمَر عن قتادة عن أنس مرفوعا "حسبك من نساء العالمين: فذكرهن".

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 121) وفي "مصنفه"(20919) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (3/ 135) وفي "فضائل الصحابة"(1325 و 1337) عن عبد الرزاق به.

ص: 707

وأخرجه الترمذي (3878) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2960) وأبو يعلى في "معجمه"(13) وفي "مسنده"(3039) والطحاوي في "المشكل"(147) وابن حبان (6951 و 7003) والطبراني في "الكبير"(22/ 402 و 23/ 7) والآجري في "الشريعة"(1603 و 1604 و 1863) والحاكم (3/ 157) واللالكائي في "السنة"(2744) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 344) وفي "الصحابة"(7325 و 7372) والبغوي في "معالم التنزيل"(1/ 346) وابن عساكر (تراجم النساء ص 375 - 376 و 376 و 377) من طرق عن عبد الرزاق به.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث قتادة، تفرد عنه معمر"

وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 7/ 282

قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا، لكنّه قد توبع كما سيأتي.

الثاني: يرويه معمر عن الزهري عن أنس مرفوعا به.

أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1332 و 1338) ومن طريقه الحاكم (3/ 157 - 158)

عن عبد الرزاق عن معمر به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

الثالث: يرويه أبو جعفر الرازي عن ثابت عن أنس رفعه "خير نساء العالمين: فذكرهن"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2961) عن يوسف بن موسى القطان ثنا تميم بن زياد الداري عن أبي جعفر به.

وأخرجه ابن عساكر (تراجم النساء ص 378) من طريق الحسين بن إسماعيل المَحَاملي ثنا يوسف بن موسى به.

واختلف على يوسف بن موسى في شيخه، فرواه القاسم بن زكريا المطرز عنه قال: ثنا تميم بن الجعد ثنا أبو جعفر الرازي به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 402) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 83) من طريقه.

واختلف فيه على أبي جعفر الرازي، فرواه عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدَّشتكي عنه عن أبي عبد الرحمن محمد بن سعيد عن ثابت عن أنس به.

ص: 708

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(9/ 404) وابن عساكر (تراجم النساء ص 377 - 378) من طريقه.

الرابع: يرويه علي بن مجاهد الرازي عن حميد الطويل عن أنس رفعه "خير نساء العالمين أربع: فذكرهن".

أخرجه الخطيب في "تاريخه"(7/ 185) وابن عساكر (تراجم النساء ص 378) من طريقه

عن أبي يحيى جعفر بن محمد الرازي ثنا محمد بن حميد ثنا علي بن مجاهد به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي.

وأما حديث جابر فأخرجه الآجري (1606 و 1685) وأبو الشيخ في "الطبقات"(415 و 446) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 117) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(411) وابن عساكر (تراجم النساء ص 378) من طريق يحيى بن حاتم بن زياد العسكري ثنا بشر بن مهران بن حمدان الهاشمي الكوفي الحذّاء ثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر رفعه "حسبك منهنّ أربع. سيدات العالمين: فذكرهن".

يحيى بن حاتم وثقه أبو الشيخ، وبشر ويقال بشير قال ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه وأمرني أن لا اقرأ عليه حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن دينار هو الطاحي مختلف فيه، وداود والشعبي ثقتان مشهوران.

وأما حديث عائشة فأخرجه الحاكم (3/ 185 - 186) عن أحمد بن جعفر القَطِيْعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ثنا سعد بن إبراهيم بن سعد ويعقوب بن إبراهيم قالا: ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رفعته "سيدات نساء أهل الجنة أربع: فذكرهن".

وإسناده صحيح.

493 -

"أفطر الحاجم والمحجوم"

قال الحافظ: ونقل الترمذي عن البخاري أنّه قال: ليس في هذا الباب أصح من حديث شداد وثوبان، قلت: فكيف بما فيهما من الاختلاف؟ يعني عن أبي قِلابة، قال: كلاهما عندي صحيح لأنّ يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وعن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، روى الحديثين جميعا، يعني فانتفى الاضطراب

ص: 709

وتعين الجمع بذلك. وكذا قال عثمان الدارمي: صح حديث "أفطر الحاجم والمحجوم" من طريق ثوبان وشداد، قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروذي: قلت لأحمد: إنّ يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت، فقال: هذا مجازفة.

وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه فأجاد وأفاد.

وقال أحمد: أصح شيء في باب "أفطر الحاجم والمحجوم" حديث رافع بن خديج. قلت: يريد ما أخرجه هو والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم من طريق مَعْمَر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع، لكن عارض أحمد يحيى بن معين في هذا فقال: حديث رافع أضعفها.

وقال البخاري: هو غير محفوظ. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو عندي باطل، وقال: سألت إسحاق بن منصور عنه فأبى أنْ يحدثني به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط، قلت: ما علته؟ قال: روى هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد حديث "مهر البغي خبيث" وروى عن يحيى عن أبي قلابة أنّ أبا أسماء حدّثه أنّ ثوبان أخبره به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمر حَديث في حديث.

وقال الشافعي في "اختلاف الحديث" بعد أنْ أخرج حديث شداد ولفظه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان الفتح فرأى رجلا يحتجم لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال وهو آخذ بيدي "أفطر الحاجم والمحجوم

" (1)

صحيح

وحديث ثوبان له عنه طرق:

الأول: يرويه أبو أسماء عمرو بن مرثد الرَّحَبِي عن ثوبان، وعن أبي أسماء غير واحد، منهم:

1 -

أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجرمي

أخرجه أحمد (5/ 280) والروياني (633) وابن خزيمة (1962 و 1963 و 1983) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 98 و 99) وابن حبان (3532) والحاكم (1/ 427) والبيهقي (4/ 265)

عن الأوزاعي

(1) 5/ 79 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

ص: 710

والطيالسي (ص 133) وأحمد (5/ 277 و 282) والدارمي (1738) وأبو داود (2367) والنسائي في "الكبرى"(3137) وابن الجارود (386) وابن البختري في "حديثه"(752) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 119) والطبراني في "الكبير"(1447) والحاكم (1/ 427) وابن المقرئ في "المعجم"(932) وابن بشكوال في "المبهمات"(478)

عن هشام الدستوائي

وأحمد (5/ 283) وأبو داود (2367) وابن ماجه (1680) والحاكم (1/ 427)

عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي

وعبد الرزاق (7522) وأحمد (5/ 282)

عن مَعْمر بن راشد

كلهم عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو قلابة ثني أبو أسماء ثني ثوبان قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان برجل يحتجم فقال "أفطر الحاجم والمحجوم"

- ورواه معاوية بن سلام الدمشقي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

• فقال يحيى بن بشر الحريري: ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن شداد أن أبا أسماء حدّثه أنّ ثوبان أخبره.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2845) عن مُطين ثنا يحيى بن بشر به.

• وقال يحيى بن صالح الوُحَاظِي: ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة أنّ أبا أمية أخبره عن ثوبان أو أبي أسماء.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2818) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا يحيى بن صالح به.

وحديث الأوزاعي ومن تابعه أصح.

قال الحاكم: قد أقام الأوزاعي هذا الإسناد فجوده وبين سماع كل واحد من الرواة من صاحبه، وتابعه على ذلك شيبان النحوي وهشام الدستوائي وكلهم ثقات فإذاً الحديث صحيح على شرط الشيخين، وقال أحمد بن حنبل: وهو أصح ما روي في هذا الباب. وهذه الأسانيد المبين فيها سماع الرواة الذين هم ناقلوها والثقات الأثبات لا تعلل بخلاف يكون فيه بين المجروحين على أبي قلابة وغيره"

ص: 711

قلت: هو على شرط مسلم وحده.

ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه أيوب السَّخْتِياني عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ برجل يحتجم في رمضان فقال "أفطر الحاجم والمحجوم"

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3140) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطَرَسوسي ثنا ريحان بن سعيد ثنا عباد عن أبي قلابة به.

وقال: عباد بن منصور ليس بحجة في الحديث، وقيل: إنّ ريحان ليس بقديم السماع منه"

قلت: وريحان بن سعيد مختلف فيه، وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد، وقال البرديجي: فأما حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة فهي مناكير.

2 -

أبو المهلب راشد بن داود الصنعاني.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3136) والدولابي في "الكنى"(2/ 135) والبيهقي (4/ 266)

عن يحيى بن حمزة الحضرمي

والطبراني في "مسند الشاميين"(1084)

عن عبد الملك بن محمد الصنعاني

كلاهما عن أبي المهلب قال: حدثني أبو أسماء الرحبي عن ثوبان قال: مشيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة مضت من رمضان فمرّ رجل يحتجم فقال "أفطر الحاجم والمحجوم"

وأبو المهلب مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره.

3 -

مكحول.

واختلف عنه:

- فقال العلاء بن الحارث الحضرمي: عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان.

أخرجه أبو داود (2371) والنسائي في "الكبرى"(3135) عن محمود بن خالد السلمي ثنا مروان بن محمد الطَاطَري ثنا الهيثم بن حميد أنا العلاء بن الحارث به.

الهيثم بن حميد صدوق، والباقون ثقات.

ص: 712

ورواه محمد بن عائذ الدمشقي عن الهيثم بن حميد قال: حدثني العلاء بن الحارث وأبو وهب عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1519 و 3517) والخطيب في "التاريخ"(5/ 113 - 114)

وأبو وهب هو العلاء بن الحارث.

ولم ينفرد به بل تابعه ثابت بن ثوبان العَنْسي عن مكحول عن أبي أسماء عن ثوبان به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(208 و3518) عن البزار ثنا الجراح بن مخلد ثنا زفر بن هبيرة ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه به.

وزفر بن هبيرة لم أقف له على ترجمة، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، والباقون ثقات.

- وقال ابن جُريج: أخبرني مكحول أنّ شيخا من الحي مُصَدَّق أخبره أنّ ثوبان أخبره قال: فذكر الحديث.

أخرجه عبد الرزاق (7525) عن ابن جريج به.

وأخرجه أحمد (5/ 282) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو داود (2370) عن أحمد به.

وأخرجه البيهقي (4/ 266) من طريق أبي بكر بن دَاسَة ثنا أبو داود به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 50) وأحمد (5/ 282) وأبو داود (2370) والنسائي في "الكبرى"(3134) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 238) والبيهقي (4/ 266) من طرق عن ابن جريج به.

وتابعه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن مكحول به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3133)

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الشيخ فقال: هو أبو أسماء الرحبي.

- وقال غير واحد: عن مكحول عن ثوبان، منهم:

أ - رباح بن أبي معروف المكي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3479) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا رباح به.

ص: 713

وإسناده منقطع لأنّ مكحولا لم يلق ثوبان، ورباح مختلف فيه، والحسين بن إسحاق ترجمه الذهبي في "السير" وقال: كان من الحفاظ الرحالة، والجوهري والزبيري ثقتان.

ب، ت - الحجاج بن أرْطاة وبُرْد بن سِنان.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(387 و 3478) عن عبد الله بن وهيب الغزي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا معتمر بن سليمان ثنا الحجاج بن أرطأة وبرد بن سنان عن مكحول عن ثوبان به.

و (387) عن معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا معتمر بن سليمان به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (39/ 220 - 221)

وأخرجه الطبراني أيضا (388) عن بشران بن عبد الملك الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا ثابت بن يزيد عن برد بن سنان عن مكحول عن ثوبان به.

ومكحول لم يلق ثوبان كما تقدم.

4 -

أبو الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني. واختلف عنه:

- فرواه سويد بن عبد العزيز الدمشقي واختلف عنه:

• فقال هشام بن خالد الأزرق: ثنا سويد بن عبد العزيز عن الوَضِين بن عطاء عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن ثوبان.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(666)

• وقال دُحيم: ثنا سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن ثوبان.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(899)

وسويد قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة.

- ورواه يزيد بن ربيعة الرحبي عن أبي الأشعث عن ثوبان قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يحتجم وهو يعرض برجل فقال صلى الله عليه وسلم "أفطر الحاجم والمحجوم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1417) والبيهقي في "معرفة السنن"(6/ 322) والحازمي في "الاعتبار"(ص 143)

ويزيد قال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث.

ص: 714

الثاني: يرويه قتادة عن شَهر بن حَوشب واختلف عنه:

- فقال شعبة: عن قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غَنْم عن ثوبان مرفوعا "أفطر الحاجم والمحجوم"

أخرجه أحمد (5/ 276) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به.

وإسناده حسن، رواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع، وشهر حسن الحديث، وعبد الرحمن بن غنم مختلف في صحبته.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به.

أخرجه أحمد (5/ 282) والنسائي في "الكبرى"(3158) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 98)

من طرق عن سعيد به.

- وقال همام بن يحيى البصري: عن قتادة عن شهر عن ثوبان، لم يذكر عبد الرحمن بن غنم.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3157)

والأول أصح.

الثالث: يرويه سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3159) والطبراني في "الكبير"(1406) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 474 - 475) والمزي (4/ 237 - 238) من طرق عن بكير بن أبي السَّميط البصري عن قتادة عن سالم به.

قال النسائي: ما علمت أنّ أحدا تابع بكير بن أبي السميط على روايته"

وحديث شداد بن أوس له عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرمي واختلف عنه:

- فرواه عاصم بن سليمان الأحول عن أبي قلابة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن عاصم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة خلت من رمضان، فأبصر رجلا يحتجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفطر الحاجم والمحجوم"

منهم:

1 -

يزيد بن هارون.

ص: 715

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 49) وأحمد (4/ 123) والدارمي (1737) والنسائي في "الكبرى"(3147) وأبو نعيم في "الصحابة"(3698) والبيهقي (4/ 265) وفي "معرفة السنن"(6/ 319) والحازمي في "الاعتبار"(ص 139)

2 -

سعيد بن أبي عَروبة.

أخرجه أحمد (4/ 123)

3 -

أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

أخرجه البزار (3473)

4 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3148)

5 -

عبد الله بن المبارك.

أخرجه ابن حبان (1)(3533)

6 -

حماد بن زيد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7151)

7 -

عبد الواحد بن زياد العبدي البصري.

أخرجه الطبراني (7152)

• وقال غير واحد: عن عاصم (2) عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، ولم يذكروا أبا أسماء، منهم:

1 -

شعبة (3).

(1) وقال: سمع هذا الخبر أبو قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وسمعه عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن

شداد، وهما طريقان محفوظان"

(2)

قال ابن المديني: رواه عاصم الأحول عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد، ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، ولا أرى الحديثين إلا صحيحين، فقد يمكن أن يكون سمعه منهما جميعا" المستدرك 1/ 429

(3)

هكذا رواه الطيالسي ومحمد بن جعفر البصري ووهب بن جرير بن حازم ومعاذ بن معاذ العنبري عن شعبة عن عاصم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

ورواه النضر بن شميل عن شعبة عن عاصم وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد. أخرجه النسائي في "الكبرى"(3150) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(718)

ص: 716

أخرجه الطيالسي (ص 152) وأحمد (4/ 124) وابن البختري في "حديثه"(313) والحاكم (1/ 429)

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه الطحاوي (2/ 99) وابن شاهين في "الناسخ"(407) والحاكم (1/ 428 - 429)

3 -

مَعمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (7520) والطبراني (7125)

4 -

هشام بن حسان.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3149) والطبراني في "الكبير"(7126) و "الأوسط"(1691)

- ورواه خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

أخرجه الشافعي في "اختلاف الحديث"(7/ 236 - 237) وفي "السنن المأثورة"(350) وابن حبان (3534) والبيهقي في "المعرفة"(6/ 317) وفي "الصغرى"(1342) والبغوي في "شرح السنة"(1759) والحازمي في "الاعتبار"(ص 139)

عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي

وعبد الرزاق (7521)

عن إسماعيل بن عبد الله بن الحارث البصري (1)

وأحمد (4/ 122 - 123) والطبراني في "الكبير"(7127)

عن إسماعيل بن عُلية

والبزار (3469) والنسائي في "الكبرى"(3153) والطبراني (7128)

(1) هكذا رواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

وخالفه أبو عاصم خشيش بن أصرم فرواه عن عبد الرزاق عن إسماعيل بن عبد الله عن خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3154)

وقال: إسماعيل رجل مجهول لا نعرفه"

ص: 717

عن يزيد بن زُريع البصري

والنسائي في "الكبرى"(3152)

عن محمد بن أبي عدي البصري

والطبراني في "الكبير"(7130)

عن سفيان الثوري (1)

كلهم عن خالد الحذاء به.

• ورواه هُشيم عن خالد الحذاء ومنصور بن زاذان عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3138) والطحاوي (2/ 99) والطبراني (7129)

• ورواه سفيان بن حبيب البصري عن عاصم وخالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3151)

ولم ينفرد خالد الحذاء به بل تابعه أبو قَحْذَم النضر بن معبد عن أبي قلابة به.

أخرجه الطبراني (7132)

وأبو قحذم قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه.

- ورواه داود بن أبي هند عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد.

أخرجه ابن أبي شيبة (2)(3/ 49 - 50) وأحمد (4/ 124) عن محمد بن فضيل الكوفي عن داود به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3145) عن علي بن المنذر الكوفي ثنا ابن فضيل به.

(1) هكذا رواه إسماعيل بن خليفة الأصبهاني عن سفيان، ورواه عمر بن شبة عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِي ثنا سفيان عن خالد به.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(406)

ورواه حفص بن عمر بن الصباح الرقي عن أبي حذيفة ثنا سفيان عن خالد وعاصم به.

أخرجه الطبراني (7124)

(2)

سقط من إسناده "عن أبي الأشعث" والطبراني أخرجه من طريقه فأثبته (7150)

ص: 718

• ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن ابن فضيل فلم يذكر أبا أسماء.

أخرجه البزار (3474) وابن الأعرابي (ق 84/ ب)

والأول أصح، والعطاردي قال أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف.

ولم ينفرد داود به بل تابعه أبو غفار المثنى بن سعد الطائي عن أبي قلابة به.

أخرجه البزار (3472) والنسائي في "الكبرى"(3146) والطبراني (7149)

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة أنّه أخبره أنّ شداد بن أوس بينما هو يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث.

أخرجه أحمد (5/ 283) وابنه (1) في "المسائل"(ص 182) وأبو داود (2368) وابن ماجه (1681) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(477)

- ورواه قتادة عن أبي قلابة واختلف عنه:

• فقال أيوب أبو العلاء القَصَّاب: عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد.

أخرجه أحمد (4/ 124) والنسائي في "الكبرى"(3155) والطبراني (2) في "الكبير"(7154)

وتابعه همام بن يحيى البصري عن قتادة به.

أخرجه الطبراني (7153).

• وقال سويد أبو حاتم: عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1221) والطبراني (7131)

قال النسائي: قتادة لا نعلم سمع من أبي قلابة شيئا"

وكذا قال أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان.

- ورواه أيوب السختياني عن أبي قلابة واختلف عنه:

(1) وقال: سمعت أبي يقول: هذا من أصح حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في إفطار الحاجم والمحجوم، لأنّ شيبان جمع الحديثين جميعا - يعني حديث ثوبان وحديث شداد - قلت لأبي: إنّ شيبان لم يسند حديث شداد - يعني ترك من إسناده رجلا - قال أبي: هو وإنْ لم يسنده فقد صحح الحديثين حين جمعهما"

(2)

سقط من إسناده "عن أبي قلابة"

ص: 719

• فقال وهيب بن خالد البصري: ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

أخرجه أبو داود (2369) والحاكم (1)(1/ 428) والبيهقي (4/ 265)

وتابعه عباد بن منصور عن أيوب به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3141)

• ورواه حماد بن زيد عن أيوب واختلف عنه:

فقال غير واحد: ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد.

أخرجه أحمد (4/ 124)

عن يونس بن محمد المؤدب

والطبراني (7148)

عن محمد بن عبيد بن حساب البصري

وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(35)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني

قالوا: ثنا حماد به.

ورواه غير واحد عن حماد فلم يذكروا أبا الأشعث.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3143) عن قتيبة بن سعيد البلخي

وإسماعيل القاضي (32) عن سليمان بن حرب البصري ومحمد بن الفضل البصري عارم

قالوا: ثنا حماد به.

• وقال معمر بن راشد: عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد.

أخرجه عبد الرزاق (7519) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (4/ 123) عن عبد الرزاق به.

(1) وقال: سمعت محمد بن صالح يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول:

هذا إسناد صحيح تقوم به الحجة، وهذا الحديث قد صح بأسانيد"

ص: 720

وأخرجه الطبراني (7147) عن الدَّبَري

وابن شاهين (405) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني

كلاهما عن عبد الرزاق به.

ورواه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق فلم يذكر أبا أسماء.

أخرجه البزار (3471)

والأول أصح.

• وقال إسماعيل بن عُلية: ثنا أيوب عن أبي قلابة عمن حدّثه عن شداد.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 50) وأحمد (4/ 125) وإسماعيل القاضي (34) والبزار (3470)

• وقال عاصم بن هلال البصري: عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3139)

• وقال سفيان بن عُيينة: عن أيوب عن أبي قلابة عن شداد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3144)

وتابعه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ثنا أيوب به.

أخرجه إسماعيل القاضي (33)

الثاني: يرويه ليث بن أبي سُليم عن عبد الرحمن بن سابط عن شداد مرفوعا "أفطر الحاجم والمحجوم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7188) عن معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن ليث به.

وإسناده ضعيف لضعف ليث.

وحديث رافع بن خديج أخرجه عبد الرزاق (7523) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج مرفوعا "أفطر الحاجم والمحجوم"

وأخرجه أحمد (3/ 465) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(712) عن أحمد به.

ص: 721

وأخرجه الحاكم (1/ 428) وأبو نعيم في "الصحابة"(2652) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه الترمذي (774) وفي "العلل"(1/ 360) وابن خزيمة (1964) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(719) وابن حبان (3535) والطبراني (4257) والحاكم (1/ 428) وأبو نعيم في "الصحابة"(2652) والبيهقي (4/ 265) وابن الجوزي في "العلل"(891) من طرق عن عبد الرزاق به.

ولم ينفرد معمر به بل تابعه معاوية بن سلام الدمشقي عن يحيى بن أبي كثير به.

أخرجه ابن خزيمة (1965) والحاكم (1/ 428) والبيهقي (4/ 265) من طريقين عن معاوية به.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وذُكر عن أحمد بن حنبل أنّه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج.

وذُكر عن ابن المديني أنّه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد.

وسمعت إسحاق بن منصور يقول: حدثنا الزعفراني قال: قال الشافعي: لا أعلم أنّ هذا الحديث ثابتا"

وقال في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هو غير محفوظ.

وسألت إسحاق بن منصور عنه فأبى أن يحدث به عن عبد الرزاق وقال: هو غلط، قلت له: ما علته؟ قال: روى عنه هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج مرفوعا "كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث"

وسألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من حديث شداد بن أوس وثوبان. فقلنا له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح؛ لأنّ يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وعن أبي الأشعث عن شداد، روى الحديثين جميعا"

وقال ابن خزيمة: ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "أفطر الحاجم والمحجوم".

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين (1).

(1) وتعقبه الزيلعي فقال: وفيما قاله نظر فإنّ ابن قارظ انفرد به مسلم" نصب الراية 2/ 473

ص: 722

وقال: قال أبو بكر محمد بن إسحاق في حديثه: سمعت العباس بن عبد العظيم يقول: سمعت علي بن المديني يقول: لا أعلم في الحاجم والمحجوم حديثا أصح من هذا"

وقال أبو حاتم: إنما يروى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، وإنما يروى بذلك الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن كسب الحجام ومهر البغي. وهذا الحديث في أفطر الحاجم والمحجوم عندي باطل" العلل 1/ 249

وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": قال الإمام أحمد في هذا الحديث: تفرد به معمر. وفيه نظر فإنّ الحاكم رواه من حديث معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير بإسناد صحيح فلم يتفرد به معمرا إذاً والله أعلم" نصب الراية 2/ 473

قلت: إسناده على شرط مسلم.

494 -

حديث أنس: أول ما كُرهت الحجامة للصائم أنّ جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، فمرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أفطر هذان" ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني، ورواته كلهم من رجال البخاري إلا أنّ في المتن ما ينكر لأنّ فيه أنّ ذلك كان في الفتح وجعفر كان قتل قبل ذلك" (1)

أخرجه الدارقطني (2/ 182) وابن شاهين في "الناسخ"(402) عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني عن أنس قال: فذكره.

ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي (4/ 268) والحازمي في "الاعتبار"(ص 142) وابن بشكوال في "المبهمات"(479)

وأخرجه ابن بشران (200) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي به.

قال الدارقطني: كلهم ثقات ولا أعلم له علة"

وقال ابن عبد الهادي: هذا حديث منكر لا يصح الاحتجاج به لأنّه شاذ الإسناد والمتن. ثم ذكر أنّ الدارقطني قد تفرد به ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب المعروفة، ثم تكلم في خالد بن مخلد القطواني وعبد الله بن المثنى ثم قال: ثم لو سلم صحة هذا

(1) 5/ 81 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

ص: 723

الحديث لم يكن فيه حجة لأنّ جعفر بن أبي طالب قتل في غزوة مؤته وهي قبل الفتح وحديث "أفطر الحاجم والمحجوم" كان عام الفتح بعد قتل جعفر بن أبي طالب" نصب الراية 2/ 480 - 481

495 -

"أفعمياوان أنتما"

قال الحافظ: وهو حديث مختلف في صحته" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أصحاب السنن من رواية الزهري عن نَبْهَان مولى أم سلمة عنها. وإسناده قوي وكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان وليست بعلة قادحة فإنّ من يعرفه الزهري ويصفه بأنّه مكاتب أم سلمة ولم يجرحه أحد لا تردّ روايته" (2)

وذكره في موضع ثالث وسكت عليه (3).

أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة"(1848) وأحمد (6/ 296) وأبو داود (4112) والترمذي (2778) وأبو يعلى (6922) والطحاوي في "المشكل"(289) وابن حبان (5575) والطبراني في "الكبير"(23/ 302) والبيهقي (7/ 91 - 92) والخطيب في "التاريخ"(3/ 16 - 17 و 17 و 8/ 338) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 155 و 156) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(506 و 507) والمزي في "تهذيب الكمال"(29/ 313)

عن عبد الله بن المبارك

والنسائي في "الكبرى"(9241) والطحاوي في "المشكل"(288) وابن حبان (5576)

عن عبد الله بن وهب

وإسحاق في "مسند أم سلمة"(1939)

عن مِنْدَل بن علي العَنَزي

ثلاثتهم عن يونس بن يزيد عن الزهري أنّ نبهان مولى أم سلمة حدّثه أنْ أم سلمة حدّثته قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة (4) فأقبل ابن أم مكتوم حتى دخل عليه وذلك

(1) 2/ 96 (كتاب الصلاة - باب أصحاب الحراب في المسجد)

(2)

11/ 250 - 251 (كتاب النكاح - باب نظر المرأة إلى الحبش)

(3)

15/ 39 (كتاب الفرائض - باب الولد للفراش)

(4)

وفي رواية "عائشة"، وفي رواية مندل "زينب"

ص: 724

بعد أنْ أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "احتجبا منه" فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا قال "أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه".

ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم:

1 -

عُقيل بن خالد الأيلي.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 416) والنسائي في "الكبرى"(9242) والبيهقي (7/ 91) وفي "الآداب"(886) والخطيب في "التاريخ"(3/ 18)

2 و 3 - مَعْمَر ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري.

أخرجه ابن سعد (8/ 178) عن الواقدي ثنا معمر ومحمد بن عبد الله به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 17)

والواقدي متروك الحديث.

وروى الخطيب عن أحمد قال: هذا حديث يونس لم يروه غيره، وكان الواقدي رواه عن معمر وهشيم"

وقال الترمذي بعد إخراج الحديث: هذا حديث حسن صحيح"

وقال النسائي: ما نعلم أحدا روى عن نبهان غير الزهري"

وقال النووي: هذا الحديث حديث حسن ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة" شرح صحيح مسلم 3/ 693 - الشعب

قلت: نبهان مولى أم سلمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن حزم: مجهول.

وقال البيهقي: لم يخرج البخاري ومسلم حديثه في الصحيح وكأنّه لم يثبت عدالته عندهما أو لم يخرج من حَدِّ الجهالة برواية عدل عنه (السنن 10/ 327)

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فهو لين الحديث.

وللحديث شاهد عن أسامة بن زيد قال: كانت عائشة وحفصة عند النبي صلى الله عليه وسلم جالستين فجاء ابن أم مكتوم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم "قوما" فقالتا: إنّه أعمى، قال "وأنتما عمياوان"

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(139) عن أبي أحمد المطرز محمد بن محمد ثنا وهب بن حفص ثنا محمد بن سليمان ثنا معتمر بن سليمان عن أبي عثمان عن أسامة به.

ص: 725

ووهب بن حفص هو ابن عمر الحرّاني يعرف بأبي الوليد بن المحتسب قال أبو عروبة الحرّاني: كذاب يضع الحديث، وقال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير غير محفوظة، وقال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطىء فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

ومحمد بن سليمان هو ابن أبي داود الحرّاني مختلف فيه.

496 -

"أفلا أكون عبدا شكورا"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 14/ 85 - 86) عن المغيرة بن شعبة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تَرِمَ أو تنتفخ قدماه فيقال له فيقول "أفلا أكون عبدا شكورا"

497 -

"إقامة الصف من تمام الصلاة"

قال الحافظ: أورده عبد الرزاق من حديث جابر" (2)

حسن

ورد من حديث جابر ومن حديث أنس

فأما حديث جابر فأخرجه عبد الرزاق (2425) عن مَعْمَر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر مرفوعا "إنّ من تمام الصلاة إقامة الصف"

وأخرجه أحمد (3/ 322) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أبو يعلى (2168)

عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زَنْجُويه

والطبراني في "الكبير"(1744) و"الأوسط"(3009)

عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري

قالا: ثنا عبد الرزاق به.

قال الطبراني: لم يَروه عن ابن عقيل إلا معمر، ولا يروى عن جابر إلا من هذا الوجه"

(1) 1/ 78 (كتاب الإيمان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بالله)

(2)

2/ 351 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إقامة الصف من تمام الصلاة)

ص: 726

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وقد اختلف في الاحتجاج به" المجمع 2/ 89

قلت: والأكثر على عدم الاحتجاج به.

وأما حديث أنس فأخرجه عبد الرزاق (2426) عن معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا مثله.

وأخرجه أبو يعلى (3188) عن محمد بن مهدي ثنا عبد الرزاق به.

وفيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.

498 -

عن ابن عباس قال: أقبلت عير لأهل مكة من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يريدها، فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا إليها، وسبقت العير المسلمين، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين، وكانوا إنْ يلقوا العير أحبّ إليهم وأيسر شوكة وأخص مغنما من أنْ يلقوا النفير، فلما فاتهم العير نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين بدراً فوقع القتال"

قال الحافظ: وروى الطبراني وأبو نعيم في "الدلائل" من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

أخرجه الطبري في "تفسيره"(9/ 186 - 187 و 10/ 18) وأبو نعيم في "الدلائل"(400) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 78 - 79) من طرق عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكره، وفيه طول.

وعبد الله بن صالح مختلف فيه، وعلي بن أبي طلحة قال ابن معين وغيره: لم يسمع من ابن عباس.

499 -

عن نَضلَة بن عمرو قال: أقبلت في لقاح لي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، ثم أخلت علبة فحلبت فيها فشربتها فقلت: يا رسول الله، إنْ كنت لأشربها مرارا لا أمتلئ.

وفي لفظ: إنْ كنت لأشرب السبعة فما أمتلئ فذكر الحديث.

قال الحافظ: ولأحمد وأبي مسلم الكجي وقاسم بن ثابت في "الدلائل" والبغوي في "الصحابة" من طريق محمد بن معن بن نضلة الغفاري حدثنى جدي نضلة بن عمرو قال: فذكره" (2)

(1) 8/ 288 (كتاب المغازي - قصة غزوة بدر)

(2)

11/ 468 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في معي واحد)

ص: 727

يرويه محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري المدني واختلف عنه:

- فقال علي بن المديني: ثني محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري ثني جدي محمد بن معن عن أبيه معن بن نضلة عن نضلة بن عمرو الغفاري أنّه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمُرِّيْن (1) ومعه شوائل (2) له، فسقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شرب فضلة إناءه فامتلأ به، ثم قال: يا رسول الله، إن كنت لأشرب السبعة فما أمتلئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ المؤمن يشرب من معي واحد، وإنّ الكافر يشرب في سبعة أمعاء"

أخرجه أحمد (4/ 336) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 118 - 119) وأبو يعلى (1585) عن ابن المديني به.

ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 322 - 323)

وتابعه إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن معن به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6424)

وهكذا رواه حامد بن يحيى البلخي عن محمد بن معن به، إلا أنّه قال: عن نضلة بن أبي نضلة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 158) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 116)

- وقال أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري الخَطْمي: ثنا محمد بن معن الغفاري ثني جدي محمد بن معن عن أبيه معن بن نضلة أنّ نضلة لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرين (3) ومعه شوائل له

أخرجه أبو يعلى (1584) وابن قانع (3/ 158) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 112)

- وقال يعقوب بن محمد الزهري: ثنا محمد بن معن عن أبيه عن جده نضلة بن عمرو.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6423)

- وقال غير واحد: عن محمد بن معن عن جده عن جده نضلة بن عمرو، منهم:

1 -

يعقوب بن حميد بن كاسب.

(1) ناحية من ديار مضر.

(2)

جمع شائلة وهي الناقة التي شال لبنها أي ارتفع (النهاية)

(3)

ولفظ أبي نعيم "بِمَرْس" وهو موضع بالمدينة.

ص: 728

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(999)

2 -

أبو يعلى محمد بن الصّلت التَّوَّزي.

أخرجه ابن قانع (3/ 157 - 158)

3 -

محمد بن إسحاق البلخي.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 116)

قال ابن قانع: ولم يضبط إسناده"

قلت: والأول أصح.

قال الهيثمي: ورجاله ثقات كما ذكره السيد الحسيني عن ابن حبان، وقد ذكر شيخنا صلاح الدين العلائي أنّ ابن حبان لم يذكر بعضهم فالله أعلم" المجمع 5/ 80

قلت: محمد بن معن بن محمد بن معن وثقه ابن المديني وغيره، وجده محمد بن معن ومعن بن نضلة ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا.

500 -

عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإنْ أنبأتنا بها عرفنا أنّك نبي واتبعناك، فذكر الحديث وفيه أنّهم سألوه عما حرّم إسرائيل على نفسه، وعن علامة النبي، وعن الرعد وصوته، وكيف تذكر المرأة وتؤنث، وعمّن يأتيه بالخبر من السماء، فأخذ عليهم ما أخد إسرائيل على بنيه"

قال الحافظ: روى أحمد والترمذي والنسائي من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فذكره، وفي رواية أحمد والطبري من طريق شَهر بن حَوشب عن ابن عباس "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتبايعني" فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، فذكر الحديث لكن ليس فيه سؤال عن الرعد.

وفي رواية شهر بن حوشب: لما سألوه عمن يأتيه من الملائكة قال "جبريل" قال "ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه" فقالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة لبايعناك وصدقناك، قال "فما منعكم أن تصدقوه؟ " قالوا: إنّه عدونا، فنزلت.

وفي رواية بكير بن شهاب: قالوا: جبريل ينزل بالحرب والقتل والعذاب، لو كان ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر، فنزلت" (1)

(1) 9/ 232 - 233 (كتاب التفسير -سورة البقرة- باب {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البَقَرَة 97])

ص: 729

له عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن مَعْقِل بن مُقَرِّن المزني الكوفي العجلي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء، فإنْ أجبتنا فيها اتبعناك وصدّقناك وآمنا بك، قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا {اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} [يُوسُف: 66] قالوا: أخبرنا عن علامة النبي؟ قال "تنام عينه ولا ينام قلبه" قالوا: وأخبرنا كيف تُوْنِث المرأة، وكيف يُذْكِر الرجل؟ قال "يلتقي الماءان، فإذا علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل أنَثَت، وإذا علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة أَذْكرَت" قالوا: صدقت، فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال "ملك من الملائكة موكّل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله" قالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمع؟ قال "زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمِر" قالوا: صدقت، أخبرنا ما حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال "كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النَّسَا، فلم يجد شيئا يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها" قالوا: صدقت، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة، فإنّه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي، فمن صاحبك، فإنّه إنما بقيت هذه حتى نتابعك؟ قال "هو جبريل" قالوا: ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتل، ذاك عدونا من الملائكة، لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك، فأنزل الله {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البَقَرَة: 97] إلى آخر الآية {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البَقَرَة: 98].

أخرجه أحمد (1/ 274) وابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 67 - 68 و 288 - 289 و 2/ 396) وأبو الشيخ في "العظمة"(765) وابن منده في "التوحيد"(48)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 114) والترمذي (3117) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(108) والنسائي في "الكبرى"(9072) والطبراني في "الدعاء"(986) وفي "الكبير"(12429) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 304 - 305) وابن منده (48) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 15)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

قالا: ثنا عبد الله بن الوليد به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير"

ص: 730

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 242

قلت: بكير بن شهاب ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

والحديث أعلّه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 114 - 115) فقال: حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد عن سفيان الثوري عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله (1).

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 126) عن سفيان مختصرا في قصة إسرائيل فقط.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 4) عن الحسن بن يحيى ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه الطبري (4/ 5) والحاكم (2)(2/ 292)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن أبي حاتم (2/ 397)

عن عبد الله بن نُمير

كلاهما عن سفيان به.

وتابعه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت به.

أخرجه الطبري (4/ 5) وابن أبي حاتم (2/ 397)

الثاني: يرويه شَهر بن حَوشب واختلف عنه:

- فقال عبد الحميد بن بهرام المدائني: عن شهر بن حوشب قال: حدثني ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله، حدثنا عن خلال نسألك عنها لا يعلمها إلا نبي، قال "سلوني عما شئتم ولكن اجعلوا ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه إن أنا حدثتكم بشيء تعرفونه لتبايعني على الإسلام" قالوا: فلك ذلك، قال "فسلوني عما شئتم" قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنها، أخبرنا عن الطعام الذي حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أنْ تنزل التوراة؟ وأخبرنا عن ماء المرأة من ماء الرجل وكيف يكون الذكر منه حتى يكون ذكرا وكيف تكون الأنثى منه حتى تكون أنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي في النوم؟ ومن وليك من الملائكة؟ قال "فعليكم عهد الله لئن أنا حدثتكم

(1) ولم يسق لفظه.

(2)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

ص: 731

لتبايعني" فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، قال "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله عز وجل نذرا لئن شفاه من سقمه ليحرمنّ أحبّ الشراب إليه وأحب الطعام إليه، وكان أحب الشراب إليه ألبان الإبل، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل؟ " قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اشهد عليهم" قال "فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ ماء الرجل غليظ أبيض وأن ماء المرأة رقيق أصفر فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، فإنْ علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإنْ علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل كانت أنثى بإذن الله؟ " قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اشهد" قال "فأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ هذا النبي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ " قالوا: اللهم نعم، قال "اللهم اشهد عليهم" قالوا: أنت الآن حدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك، قال "وليي جبريل، ولم يبعث الله عز وجل نبيا قط إلا وهو وليه" قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليك غيره من الملائكة لبايعناك وصدّقناك، قال "فما يمنعكم أنْ تصدقوه؟ " قالوا: إنّه عدونا من الملائكة، فأنزل الله عز وجل {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البَقَرَة: 97] إلى آخر الآية ونزلت {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البَقَرَة: 90].

أخرجه الطيالسي (ص 356 - 357) عن عبد الحميد بن بهرام به.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم (2/ 396) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 266 - 267)

وأخرجه ابن سعد (1/ 174 - 176) وأحمد (1/ 273 و 278) وعبد بن حميد في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 1/ 129) والطبري (1/ 431 - 432 و 4/ 5) والطبراني في "الكبير"(13012) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به.

قال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 9/ 66

قلت: وهو كما قال، وعبد الحميد وشهر صدوقان.

- ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب مرسلا.

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 543 - 544) قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 432 - 433) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به.

ص: 732

501 -

"اقتلوا الحيات، فمن تركهنّ مخافة ثأرهنّ فليس مني"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث عائشة مرفوعا: فذكره" (1)

لم أره من حديث عائشة، وقد روي من حديث ابن مسعود ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث عثمان بن أبي العاص ومن حديث أبي ليلى

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق السبيعي عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده مرفوعا "اقتلوا الحيات كُلهُنَّ، فمن خاف ثَأرَهُن فليس مني"

أخرجه أبو داود (5249) والطبراني في "الكبير"(9747 و 10355) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 24)

- عن إسحاق بن يوسف الأزرق

والنسائي (6/ 43)

عن يزيد بن هارون

كلاهما عن شريك به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 46

قلت: شريك مختلف فيه ونُسب إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس، وأبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من القاسم بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن مختلف في سماعه من أبيه.

الثاني: يرويه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود واختلف عنه:

- فقال أسباط بن محمد الكوفي: ثنا الشيباني عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود مرفوعا "من قتل حبَّة فله سبع حسنات، ومن قتل وزغا فله حسنة، ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا"

أخرجه أحمد (1/ 420) عن أسباط بن محمد به.

(1) 7/ 164 (كتاب بدء الخلق - باب خير مال المسلم غنم)

ص: 733

وتابعه أبو كُدَيْنَة (1) يحيى بن المُهَلَّب عن الشيباني به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10492)

- ورواه عبد الواحد بن زياد البصري عن الشيباني عن المسيب عن ابن مسعود قوله.

قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 323)

وسال أباه عن حديث عبد الواحد هذا وحديث العوام فقال: عبد الواحد أوثق من العوام.

قلت: لم ينفرد به العوام كما تقدم، ومع ذلك فإنْ المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود.

وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2396) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا داود بن عبد الجبار ثنا إبراهيم بن جرير عن جرير رفعه "اقتلوا الحيات كلها، من تركها خشية ثأرها فليس منا"

وأخرجه أيضا (2294) وفي "الأوسط"(816) والعقيلي (2/ 33 - 34) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن داود بن عبد الجبار قال: خرجت مع إبراهيم بن جرير في جنازة وكان راكبا، فلما بلغنا المقبرة خرجت حية، فقال إبراهيم: حدثني أبي أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من رأى حية فلم يقتلها خوفا منها فليس مني"

قال العقيلي: لا يتابع داود بن عبد الجبار عليه"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم بن جرير إلا داود بن عبد الجبار"

وقال الهيثمي: وداود ضعيف جدا" المجمع 4/ 46

وأما حديث عثمان بن أبي العاص فأخرجه البزار (كشف 1231) عن عبد الله بن أحمد المروزي ثنا عمر بن حفص ثني أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زيد بن الحكم عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحيات، قال "من خشي ثأرهنّ فليس منا"

وقال: لا يُروى عن عثمان إلا بهذا الإسناد"

(1) وقال فى حديثه "خشية الطلب"

وتابعه أيضا: العوام بن حوشب عن الشيباني به. قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 322)

ص: 734

وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف" المجمع 4/ 46

وأما حديث أبي ليلى فأخرجه الطبراني في "الكبير"(6425) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى أو الحكم أو كليهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه رفعه "من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها فليس منا"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

502 -

حديث جابر قال: جيء بسارق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق، قال "اقطعوه" ثم جيء به الثانية فقال "اقتلوه" فذكر مثله إلى أنْ قال: فأتي به الخامسة فقال "اقتلوه" قال جابر: فانطلقنا به فقتلناه ورميناه في بئر.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث جابر قال: فذكره، قال النسائي: هذا حديث منكر ومصعب بن ثابت راويه ليس بالقوي. قلت: وللحديث شاهد من حديث الحارث بن حاطب أخرجه النسائي ولفظه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بلص فقال "اقتلوه" فقالوا: إنما سرق. فذكر نحو حديث جابر في قطع أطرافه الأربع إلا أنّه قال في آخره" ثم سرق الخامسة في عهد أبي بكر فقال أبو بكر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بهذا حين قال "اقتلوه" ثم دفعه إلى فتية من قريش فقتلوه"

قال النسائي: لا أعلم في هذا الباب حديثا صحيحا" (1)

حديث جابر أخرجه أبو داود (4410) والنسائي (8/ 83) والطبراني في "الأوسط"(1727) والبيهقي (8/ 272) وفي "معرفة السنن"(12/ 412) والمزي (28/ 21) من طرق عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: جيء بسارق إلى رسول الله (فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوه" فقطع. ثم جيء به الثانية فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوه" فقطع. ثم أتي به الثالثة فقال "اقتلوه" قالوا: يا رسول الله إنما سرق. فقال "اقطعوه" ثم أُتي به الرابعة فقال "اقتلوه" قالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوه" فأتي به الخامسة، قال "اقتلوه"

قال جابر: فانطلقنا به إلى مِرْبَد النَّعَم وحملناه فاستلقى على ظهره ثم كشر بيديه ورجليه فانصدعت الإبل، ثم حملوا عليه الثانية ففعل مثل ذلك. ثم حملوا عليه الثالثة فرميناه بالحجارة فقتلناه، ثم ألقيناه في بئر، ثم رمينا عليه بالحجارة.

(1) 15/ 105 - 106 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المَائدة 38])

ص: 735

وفي لفظ "أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بسارق فأمر بقطع يده، ثم أُتي به قد سرق فأمر به فقطع رجله، ثم أُتي به بعد وقد سرق فأمر بقطع يده اليسرى، ثم أتي به قد سرق فأمر بقطع رجله اليمنى، ثم أُتي به قد سرق فأمر بقتله"

قال النسائي: هذا حديث منكر، ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث"

وقال الطبراني: لم يَروه عن ابن المنكدر إلا مصعب"

وقال الخطابي: هذا في بعض إسناده مقال" معالم السنن 4/ 566

وقال ابن عبد البر: حديث القتل منكر لا أصل له " الجوهر النقي 8/ 272 - تلخيص الحبير 4/ 69

قلت: مصعب بن ثابت ضعفه ابن معين وغيره، لكنّه لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه هشام بن عروة عن ابن المنكدر عن جابر قال: فذكر نحو اللفظ الثاني.

أخرجه الدارقطني (3/ 180 و 181) من طريق محمد بن يزيد بن سنان ثنا أبي ثنا هشام بن عروة.

ومن طريق القاسم بن أبي شيبة ثنا عائذ بن حبيب عن هشام بن عروة.

ومن طريق محمد بن خريم ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى ثنا هشام بن عروة.

وهذا الإسناد الأخير حسن رواته ثقات غير محمد بن خريم وسعيد بن يحيى اللخمي وهما صدوقان.

وللحديث شاهد عن الحارث بن حاطب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلص فقال "اقتلوه" فقالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقتلوه" قالوا: يا رسول الله إنما سرق. قال "اقطعوا يده" ثم سرق فقطعت رجله، ثم سرق على عهد أبي بكر حتى قطعت قوائمه كلها، ثم سرق الخامسة فقال أبو بكر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بهذا حين قال "اقتلوه".

أخرجه ابن الجنيد في "سؤالاته لابن معين"(ص 319) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(784) والنسائي (8/ 83) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(450) والطبراني في "الكبير"(3408) والحاكم (4/ 382) وأبو نعيم في "الصحابة"(2040) والبيهقي (8/ 272 - 273) والمزي في "تهذيب الكمال"(32/ 429) من طرق عن حماد بن سلمة أنبا يوسف بن سعد عن الحارث بن حاطب به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

ص: 736

وقال الذهبي: قلت: بل منكر"

قلت: رواته ثقات.

ورواه خالد الحَذَّاء عن يوسف أبي (1) يعقوب عن محمد بن حاطب أو (2) الحارث بن حاطب.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 373) وابن أبي عاصم (785) وأبو يعلى (28) والطبراني في "الكبير"(3409) وأبو نعيم في "الصحابة"(2041) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 385)

قال الذهبي: هذا خبر منكر" سير الأعلام 3/ 366

وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا إني لم أجد ليوسف أبي يعقوب سماعا من أحد من الصحابة" المجمع 6/ 277

503 -

"اقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] في كل ليلة ونَمْ على خاتمتها فإنها براءة من الشرك"

قال الحافظ: حديث فروة بن نوفل عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل: فذكره، صحيح أخرجه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم" (3)

حسن

يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال: دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة وقال: "إنما أنت ظِئْري" قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته فقال "ما نعلت الجارية أو الجويرية؟ " قلت: عند أمها، قال "فمجيء ما جئت؟ " قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال "اقرأ عند منامك:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] ثم نَمْ على خاتمتها فإنّها براءة من الشرك"

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 141) وابن أبي شيبة (9/ 74 و 10/ 249)

(1) عند ابن أبي عاصم وابن الأثير والطبراني وأبي يعلى وأبي نعيم "بن" والصواب ما أثبته وهو عند البخاري لأنّ يوسف هو ابن سعد يكنى أبا يعقوب.

(2)

عند الطبراني وأبي نعيم "أنّ" وعند البخاري "أبي"

(3)

13/ 373 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)

ص: 737

وفي "الأدب"(243) والدارمي (3430) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 108) وأبو داود (5055) والنسائي في "اليوم والليلة"(801) وفي "الكبرى"(11709) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2654) والخرائطي في "المكارم"(2/ 894) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 156) وابن حبان (790 و 5526) والطبراني في "الدعاء"(277) وابن السني في "اليوم والليلة"(689) والحاكم (2/ 538) وأبو نعيم في "الصحابة"(6428) والبيهقي في "الدعوات"(358) وفي "الشعب"(2289) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 308) والواحدي في "الوسيط"(4/ 564) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1028)

عن زهير بن معاوية الكوفي

وأحمد (5/ 456) والترمذي (5/ 474) والبزار (تغليق التعليق 4/ 408) والنسائي في "اليوم والليلة"(802) والحاكم (1)(1/ 565) والبيهقي في "الشعب"(2290)

عن إسرائيل بن يونس (واللفظ لحديثه)

وابن حبان (789 و 5525)

عن زيد بن أبي أُنيسة الجزري

وابن قانع (3/ 156) والطبراني في "الدعاء"(278)

عن أشعث بن سَوَّار الكندي

وابن قانع (3/ 156)

عن محمد بن أبان الجعفي

وعن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري

كلهم عن أبي إسحاق به.

قال الحافظ: إسناده صحيح، تغليق التعليق 4/ 408

- وقال شعبة: عن أبي إسحاق عن رجل عن فروة بن نوفل أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم (2).

أخرجه الترمذي (3403) وابن قانع (3/ 156)

(1) وقال: صحيح الإسناد"

(2)

رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن جعفر عن شعبة هكذا، ورواه يحيى القطان عن شعبة فلم يذكر عن رجل.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(1612)

ص: 738

قال المزي: كذا قال شعبة، والصحيح حديث أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه. تحفة الأشراف 8/ 258

- وقال عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلِي: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو يعلى (1596) وابن حبان في "الثقات"(3/ 330 - 331) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 359) من طريق عبد الواحد بن غياث البصري ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن أبي إسحاق به.

واختلف فيه على القسملي، فرواه العباس بن الفضل الأزرق عنه ثنا أبو إسحاق عن أبي فروة قال: قدمت المدينة، وذكر الحديث.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1053) وأبو نعيم فى "الصحابة"(6951)

والعباس بن الفضل ضعيف جدا.

قال ابن حبان: القلب يميل إلى أنّ هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا نذكره فى كتاب التابعين أيضا لأنّ ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم ربما أوهم فأفحش"

- ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه:

• فقال مخلد بن يزيد القرشي الحراني: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبو فروة الأشجعي عن ظِئر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه النسائي فى "اليوم والليلة"(803)

• وقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن فروة الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(804)

عن عبد الله بن المبارك

والخرائطي فى "المكارم"(2/ 893)

عن وكيع

والبيهقي في "الشعب"(2288)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

ص: 739

وعبد الله بن أحمد في "العلل"(1612) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 25 - 26)

عن يحيى القطان

كلهم عن سفيان به.

- ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق مرسلا.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 308)

- وقال شَريك بن عبد الله النخعي: عن أبي إسحاق عن فروة عن جَبَلة بن حارثة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(800) وأبو نعيم في "الصحابة"(2503) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي (1) ثنا شريك عن أبي إسحاق به.

قال الحافظ: حديث متصل صحيح الإسناد" الإصابة 2/ 62

قلت: أبو إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من فروة، وشريك مختلف فيه، واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه محمَّد بن الطفيل عنه عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة، لم يذكر فروة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2195) و"الأوسط"(1989)

ورواه بشر بن الوليد الكندي عن شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن خارجة بن جبلة أو عن جبلة.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(609)

ورواية زهير بن معاوية ومن تابعه أصح (تحفة الأشراف 9/ 64)

قال الترمذي: روى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة، وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث"

(1) تابعه إبراهيم بن أبي الوزير المكي ثنا شريك به.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 162)

وخالفهما إسماعيل بن أبان الوراق فرواه عن شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه.

أخرجه ابن قانع (3/ 156).

ص: 740

وقال ابن عبد البر: حديث مختلف فيه مضطرب الإسناد لا يثبت" الاستيعاب 10/ 337

وتعقبه الحافظ فقال: وزعم ابن عبد البر بأنّه حديث مضطرب، وليس كما قال بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح وهي الموصولة، ورواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أنْ تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه: فذكره" الإصابة 10/ 196

قلت: ما قاله الترمذي والحافظ هو الصواب لسببين:

الأول: أنّه رواية الأكثر.

الثاني: أنّ إسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق من أثبت الناس في أبي إسحاق.

قال أبو حاتم: ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق" الجرح 1/ 1/ 331

وقال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق: كان أصحابنا سفيان وشريك - وعدّ قوما - إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني واتقن لها مني وهو كان قائد جده" تاريخ بغداد 7/ 22

وقال حجاج الأعور: قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحاق. قال: سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني" الكامل 1/ 413

وقال عبد الرحمن بن مهدي (1): إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري" الكامل 1/ 413

وقال الذهبي: شعبة أثبت منه إلا في أبي إسحاق" الميزان 1/ 209

قلت: وأبو إسحاق تقدم أنّه كان يدلس ولم يذكر سماعا من فروة بن نوفل، وفروة اختلف في صحبته والصواب أنّه تابعي ولا تثبت له الصحبة كما قال أبو حاتم وابن حبان وغيرهما، وإنما الصحبة لأبيه، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج به مسلم.

ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبيه بل تابعه أخوه عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به.

أخرجه سعيد بن منصور (128) وابن أبي شيبة (2)(9/ 74 و 10/ 249 - 250) قالا: ثنا مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل به.

(1) انظر "سير الأعلام"(7/ 359)

(2)

وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1304)

ص: 741

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 357) عن أبي جعفر (1) ثنا مروان بن معاوية به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6425) من طريق حفص بن عبد الله الحلواني ثنا مروان به.

وعبد الرحمن بن نوفل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 112)، ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا مالك الأشجعي فهو مجهول.

وللحديث شاهد عن البراء بن عازب وعن أنس بن مالك

فأما حديث البراء فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(8/ 657)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنوفل بن معاوية الأشجعي "إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] فإنك إذا قرأتها فقد برئت من الشرك".

وأما حديث أنس فأخرجه البيهقي في "الشعب"(2291) عن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي ثنا أحمد بن عبيد ثنا محمَّد بن عبد الله الدينوري ثنا سليمان بن داود ثنا يزيد بن خالد عن شيبان عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ "اقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافِرون: 1] عند منامك فإنها براءة من الشرك".

وقال: هو بهذا الإسناد منكر، وإنما يعرف بالإسناد الأول - أي إسناد حديث نوفل -"

قلت: الحديث بمجموع طريقيه وشاهديه لا ينزل عن رتبة الحسن والله تعالى أعلم.

504 -

"أقرؤكم أُبَي"

سكت عليه الحافظ (2).

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"

505 -

"أقرؤكم أُبَي وأفرضكم زيد"

سكت عليه الحافظ (3).

انظر الحديث الذي قبله.

(1) أظنه محمد بن جعفر السَّمْناني.

(2)

2/ 312 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم)

(3)

8/ 109 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضل عائشة)

ص: 742

506 -

"اقرءوا القرآن ولا تَغْلُوا فيه، ولا تَجْفُوا عنه، ولا تأكلوا به"

قال الحافظ: وأخرج أحمد وأبو يعلى من حديث عبد الرحمن بن شبل رفعه: فذكره، وسنده قوي" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي عاصم (2) في "الآحاد"(2116) عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم ثنا محمَّد بن شعيب بن شابور أني معاوية بن سلام عن أخيه زيد أنّه أخبره عن جده أبي سلام عن أبي راشد أنّه أخبره قال: كنا مع معاوية رضي الله عنه في منزل يقال له مسكن، فلما أذن المؤذن بالأذان الأول أرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه فقال: أما إنك من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم فإذا صليت ودخلت فسطاطي فقم في الناس وحدثهم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عبد الرحمن فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اقرءوا القرآن واعملوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكبروا".

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات وأبو راشد هو الحبراني.

- ورواه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن يحيى بن أبي كثير ثنا زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي راشد الحُبْرَاني عن عبد الرحمن بن شبل.

أخرجه أحمد (3/ 444)

عن همام بن يحيى العَوْذِي

والطحاوي في "شرح المعانى"(3/ 18) وفي "المشكل"(4332)

عن علي بن المبارك الهُنَائي

وأحمد والطحاوي وأبو يعلى (1518) وفي "المفاريد"(30) والبيهقي (2/ 17) وفي "الشعب"(2383) وابن عساكر في "تاريخه"(40/ 386 - 387) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 459)

(1) 10/ 478 (كتاب فضائل القرآن - باب إثم من راءى بقراءة القرآن)

(2)

تابعه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرقى ثنا دحيم به.

أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(40/ 387)

ولم ينفرد محمد بن شعيب بن شابور به بل تابعه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام به.

أخرجه ابن عساكر (40/ 387)

ص: 743

عن أبان بن يزيد العطار

ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير به.

• وقيل: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل.

ليس فيه زيد بن سلام ولا أبا سلام.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 105 - 106) وابن أبي شيبة (2/ 400 - 401) وأحمد (3/ 428 و 444) والآجري في "أخلاق أهل القرآن"(56)

عن هشام الدَّسْتُوائي

والطبراني في "الأوسط"(2595)

عن أيوب السَّخْتِياني

كلاهما عن يحيى بن أبي كثير به.

• ورواه مَعْمَر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل. ولم يذكر أبا راشد الحبراني.

أخرجه عبد الرزاق (19444) وأحمد (3/ 444) وعبد بن حميد (314) والبيهقي (2/ 17) وفي "الصغرى"(950) وابن عساكر (40/ 385 - 386) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(800)

• وقيل: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه.

أخرجه البزار (1544) عن إسحاق بن البهلول الأنباري ثني أبي ثنا حماد بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير به.

وقال: وهذا الحديث خطأ، إنما خطأه من حماد بن يحيى، لأنّه لين الحديث، والحديث الصحيح رواه يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل"

• وقيل: عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8818) وابن عدي (4/ 1416) والدارقطني في "العلل"(9/ 278 - 279) من طريق الضحاك بن نَبَراس البصري عن يحيى بن أبي كثير به.

ص: 744

وقال الدارقطني: الضحاك بن نَبَراس ضعيف، والصحيح عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد عن عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: الأول أصح، وإنْ كان هشام الدستوائي ليس أحد مثله في يحيى بن أبي كثير كما قال ابن معين، فهمام بن يحيى ثبت في كل المشائخ كما قال أحمد، وقال ابن عدي: هو مقدم في يحيى بن أبي كثير.

وعلي بن المبارك قال ابن عدي: ثبت في يحيى مقدم فيه.

وأبان بن يزيد العطار قال أحمد: ثبت في كل المشائخ.

507 -

عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58].

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي من طريق أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم" (2)

حسن

يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فرواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(304) وأحمد (1/ 394 و 397 و 418) وأبو داود (3993) والترمذي (2940) والبزار (1897) والنسائي في "الكبرى"(11527) وأبو يعلى (5333) والهيثم بن كليب (464 و 468) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(828) والحاكم (2/ 234 و 249) والبيهقي في "الأسماء"(ص 61 و 87 و 161) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 214 - 215 و 391) من طرق عن إسرائيل به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود إلا من رواية أبي إسحاق عنه"

وقال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

(1) 10/ 224 (كتاب التفسير: سورة الذاريات)

(2)

17/ 129 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 58])

ص: 745

ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه قيس بن الربيع عن أبي إسحاق به.

أخرجه الطيالسي (ص 42) والهيثم بن كليب (466) وتمام الرازي (516)

- ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود.

أخرجه ابن حبان (6329) عن أبي يعلى ثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ ثنا علي بن نصر ثنا شعبة به.

وإسناده حسن، روح بن عبد المؤمن صدوق، والباقون كلهم ثقات، وشعبة ممن روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، وروايته عن أبي إسحاق مأمون فيها من تدليس أبي إسحاق لأنه كان لا يسمع من شيوخه إلا ما سمعوه.

508 -

حديث أبي هريرة الذي فيه "اقرءوا إنْ شئتم: يقول العبد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 2] فيقول الله: حمدني عبدي" إلى أنْ قال "يقول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} [الفاتحة: 5] يقول الله: هذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل" الحديث.

قال الحافظ: أخرجه مالك (1/ 84 - 85) ومسلم (395) وأصحاب السنن، وليس هو على شرط البخاري في صحيحه" (1)

509 -

لما نزلت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} [الشُّعَرَاء: 224] جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله، أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، فقال "اقرءوا ما بعدها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشُّعَرَاء: 227] أنتم {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [الشُّعَرَاء: 227] أنتم"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من طريق مرسلة قال: فذكره" (2)

مرسل

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 706 - 707) وفي "الأدب"(398) عن يحيى بن واضح المروزي عن محمَّد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن أبي الحسن البراد قال: فذكره.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(19/ 128 - 129) عن محمَّد بن حميد الرازي ثنا سلمة وعلي بن مجاهد وإبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق به.

(1) 17/ 271 (كتاب التوحيد - باب ذكر الله بالأمر)

(2)

13/ 155 (كتاب الأدب - باب ما يجوز من الشعر)

ص: 746

وأخرجه (19/ 129) من طريق عيسى بن يونس عن ابن إسحاق به.

وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وأبو الحسن البراد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

510 -

"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء"

ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع:

قال في الموضع الأول: هو عند مسلم (482) وأبي داود (875) والنسائي (2/ 180) من حديث أبي هريرة" (1)

وذكر في الموضع الثاني أنّه ثابت (2).

وسكت عليه في الموضع الثالث (3).

511 -

"أَقْصِرْ عن الصلاة عند استواء الشمس فإنّها ساعة تُسجر فيها جهنم"

قال الحافظ: ويؤيده حديث عمرو بن عَبْسَة عند مسلم حيث قال له: فذكره" (4)

سيأتي الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تطلع الشمس بين قرني شيطان"

512 -

"أقضاكم عليّ"

سكت عليه الحافظ (5).

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"

513 عن عطاء الخراساني أنّ غايثة أو غاثية أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ أمي ماتت وعليها نذر أنْ تمشي إلى الكعبة، فقال "اقضي عنها"

قال الحافظ: روى ابن وهب عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه: فذكره، أخرجه ابن منده في حرف الغين المعجمة من الصحابيات وتردد هل هي بتقديم المثناة التحتانية على المثلثة أو بالعكس" (6)

ضعيف

(1) 2/ 444 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب التسبيح والدعاء فى السجود)

(2)

3/ 144 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب القنوت قبل الركوع وبعده)

(3)

13/ 380 و 381 (كتاب الدعوات - باب الدعاء في الصلاة)

(4)

2/ 157 (كتاب الصلاة - أبواب المواقيت - باب الابراد بالظهر في شدة الحر)

(5)

13/ 212 (كتاب الأدب - باب أبغض الأسماء إلى الله)

(6)

4/ 436 (كتاب الحج - باب الحج والنذور عن الميت)

ص: 747

إسناده مرسل ضعيف، عثمان بن عطاء قال ابن معين: ضعيف، وقال الفلاس: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: ليس بالقوي في الحديث.

514 -

عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة وكانت بنت أبيها فقالت: يا رسول الله، فذكرت ذلك فقال "اقضيا يوما آخر مكانه"

قال الحافظ: روى الترمذي والنسائي من طريق جعفر بن بُرقان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فذكره.

قال الترمذي: رواه ابن أبي حفصة وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري مثل هذا، ورواه مالك ومَعْمَر وزياد بن سعد وابن عيينة وغيرهم من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً، وهو الأصح لأنّ ابن جُريج ذكر أنّه سأل الزهري عنه فقال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا ولكني سمعت من ناس عن بعض من سأل عائشة فذكره ثم أسنده كذلك. وقال النسائي: هذا خطأ. وقال ابن عيينة في روايته: سئل الزهري عنه أهو عن عروة؟ فقال: لا. وقال الخلال: اتفق الثقات على ارساله وشذّ من وصله.

وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا، وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولا، ذكره الدارقطني في "غرائب مالك" (1) وبين مالك في روايته فقال: إنّ صيامهما كان تطوعا. وله طريق أخرى عند أبي داود من طريق زُميل عن عروة عن عائشة وضعفه أحمد والبخاري والنسائي بجهالة حال الزميل" (2)

ضعيف

وله عن عائشة طرق:

الأول: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه، فرواه غير واحد عنه عن عروة عن عائشة، منهم:

1 -

جعفر بن برقان.

(1) أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 66 - 67) من طريق عبد العزيز بن يحيى المدني ثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة أنّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين وذكر الحديث.

قال ابن عبد البر: لا يصح ذلك عن مالك، وقد روي عن مطرف وروح بن عبادة كذلك مسندا عن عروة عن عائشة، وكذلك رواه القدامي، ولا يصح عنه عن مالك إلا ما في "الموطأ".

(2)

5/ 115 - 116 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

ص: 748

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(658) وأحمد (6/ 263) وابنه في "العلل"(2/ 231) والترمذي (735) وفي "العلل"(1/ 351) والنسائي في "الكبرى"(3291) والبيهقي (4/ 280) والبغوي في "شرح السنة"(1814)

قال النسائي: هذا خطأ، جعفر بن برقان ليس بالقوي في الزهري، ولا بأس به في غير الزهري" تحفة الأشراف 12/ 30

قلت: تكلم في روايته عن الزهري جماعة منهم: أحمد وابن معين وابن نمير والدارقطني ويعقوب بن شيبة والعقيلي وابن عبد البر.

وقال ابن عدي: هو ضعيف في الزهري خاصة.

2 -

صالح بن أبي الأخضر.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 232) والنسائي في "الكبرى"(3293) والبيهقي (4/ 280) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 68 - 69) من طريق سفيان بن عيينة عنه.

قال سفيان: فسألوا الزهري وأنا شاهد فقالوا: هو عن عروة؟ قال: لا.

قلت: صالح قال ابن معين: ليس بشيء في الزهري" تاريخ الدارمي ص 44

وضعفه النسائي وغيره.

3 -

سفيان بن حسين الواسطي.

أخرجه أحمد (6/ 141 و 237 - 238) وابنه في "العلل"(2/ 231) والنسائي في "الكبرى"(3292)

قال النسائي: هذا خطأ، سفيان بن حسين ليس بالقوي في الزهري، ولا بأس به في غير الزهري" تحفة الأشراف 12/ 34

وقال البيهقي: هكذا رواه جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حسين عن الزهري، وقد وهموا فيه عن الزهري"

قلت: تكلم في رواية سفيان بن حسين عن الزهري جماعة منهم: ابن معين وابن حبان وابن عدي وغيرهم.

4 -

إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني.

أخرجه مسلم في "التمييز"(97) والنسائي في "الكبرى"(3294) من طريق يحيى بن أيوب المصري عنه به.

ص: 749

وقال مسلم: هذا خطأ"

5 -

صالح بن كَيسان المدني.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3295) من طريق يحيى بن أيوب عنه.

وقال: هذا خطأ" تحفة الأشراف 12/ 29

وقال ابن عبد البر: مدار حديث صالح بن كيسان على يحيى بن أيوب وهو صالح"

6 -

يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3295)

عن يحيى بن أيوب المصري

وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 68)

عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر

كلاهما عن يحيى بن سعيد به.

قال النسائي: هذا خطأ" (1) تحفة الأشراف 12/ 29

وقال ابن عبد البر: مدار حديث يحيى بن سعيد على يحيى بن أيوب وهو صالح"

7 -

الحجاج بن أَرْطَاة.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 68)

والحجاج لم يسمع من الزهري. قاله ابن معين والذهلي وغيرهما.

8 -

عبد الله بن عمر العُمري.

أخرجه مسلم في "التمييز"(98) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 108)

وعبد الله مختلف فيه.

9 -

محمَّد بن أبي حفصة البصري.

ذكره الترمذي.

ومحمد صدوق احتج به الشيخان.

(1) قال المزي: يعني أنّ الصواب حديث الزهري عن عائشة وحفصة مرسل"

ص: 750

10 -

إسماعيل بن أمية الأموي.

أخرجه مسلم في "التمييز"(99)

11 -

ربيعة بن عثمان.

أخرجه محمد بن المظفر في غرائب مالك (52)

• وخالفهم جماعة رووه عن الزهري مرسلاً، منهم:

1 -

مالك (1) في "الموطأ"(1/ 306)

ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(286) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 231 - 232) والنسائي في "الكبرى"(3298) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 108) والبيهقي (4/ 279) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك"(50 و51)

2 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (7790) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 232) والنسائي في "الكبرى"(3296)

3 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه ابن وهب (286) والبيهقي (4/ 279)

4 -

عبيد الله بن عمر العمري (2).

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3297) والبيهقي (4/ 279)

5 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 232)

عن أبيه

والبيهقي (4/ 280)

عن الحُميدي

(1) ورواه بعضهم عن مالك موصولا، ولا يصح. انظر غرائب مالك لمحمد بن المظفر (48 و49)

(2)

هذه رواية ابن وهب ويحيى القطان عن عبيد الله بن عمر، وخالفهما أبو خالد سليمان بن حبان الأحمر

فرواه عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن عروة أنّ عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 68)

ص: 751

كلاهما عن سفيان به.

قال سفيان: فقيل للزهري: هو عن عروة؟ فقال: لا. وكان ذلك عند قيامه من المجلس وأقيمت الصلاة، وقد كنت سمعت صالح بن أبي الأخضر حدثناه عن الزهري عن عروة. قال الزهري: ليس هو عن عروة.

فظننت أنّ صالحا أتي من قبل العرض.

قال الحميدي: أخبرني غير واحد عن معمر أنّه قال في هذا الحديث: لو كان من حديث عروة ما نسيته.

وقال ابن أبي مريم عن سفيان: سئل الزهري عن هذا الحديث فقال: لم أسمعه من عروة إنما حدثني رجل على باب عبد الملك بن مروان أنّ عائشة أصبحت صائمة.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 227)

وقال نعيم بن حماد عن سفيان: سئل الزهري عن هذا الحديث فقيل له: أحدثك عروة؟ فقال: لا.

أخرجه الطحاوي (2/ 108)

وقد سأله غير سفيان.

قال ابن جريج: قلت للزهري: أحدثك عروة عن عائشة أنّها قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين؟ فقال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا ولكن حدثني ناس في خلافة سليمان بن عبد الملك عن بعض من كان يدخل على عائشة أنها قالت: فذكر الحديث.

أخرجه عبد الرزاق (7791) ومسلم في "التمييز"(102) والترمذي (3/ 103 - 104) والعباس الدوري في "التاريخ"(3/ 260) وعبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 232) والنسائي في "الكبرى"(12/ 31) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(681) والطحاوي (2/ 109) وابن شاذان في "حديث ابن جريج (43) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 69) والبيهقي (4/ 280)

وقال: فهذان ابن جريج وابن عيينة شهدا على الزهري وهما شاهدا عدل بأنّه لم يسمعه من عروة فكيف يصح وصل من وصله"

وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: لا يصح حديث الزهري عن عروة عن عائشة في هذا"

ص: 752

قال البيهقي: وكذلك قال محمد بن يحيى الذهلي، واحتج بحكاية ابن جريج وابن عيينة وبإرسال من أرسل الحديث عن الزهري من الأئمة"

وقال الترمذي: رواه مالك ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً ولم يذكروا فيه "عن عروة" وهذا أصح لأنّه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا. وذكر بقية كلامه

وقال العقيلي: هذا الحديث يُروى من حديث الزهري عن عروة عن عائشة وهو من معلول حديثه" الضعفاء 2/ 83

وقال مسلم: فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول. وذلك أنّه قد قال له: حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة، ففسد الحديث لفساد الإسناد"

الثاني: يرويه زُميل مولى عروة عن عروة عن عائشة.

أخرجه أبو داود (2457) والنسائي في "الكبرى"(3290) وابن عدي (3/ 1089) والعقيلي (2/ 83) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 227) والبيهقي (4/ 281) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 71) والمزي في "التهذيب"(9/ 390 - 391) ومسلم في "التمييز"(100) والطبراني في "الأوسط"(6317) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن زميل به.

وعند النسائي: حدثني زميل. تحفة الأشراف 12/ 5

قال النسائي: زميل ليس بالمشهور" تحفة الأشراف 12/ 5

وقال ابن عدي: حديث عروة عن عائشة معروف بزميل هذا، وإسناده فلا بأس به.

وقال الخطابي: إسناده ضعيف، وزميل مجهول، والمشهور من هذا الحديث رواية ابن جريج عن الزهري: فذكرها" معالم السنن 2/ 826

وجعل الذهبي هذا الحديث من مناكير زميل. الميزان

قلت: زميل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: لا يعرف لزميل سماع من عروة ولا لابن الهاد من زميل، ولا تقوم به الحجة.

وقال الذهبي في "الديوان" والحافظ في "التقريب": مجهول.

ص: 753

وقال مسلم: لا يعرف له ذكر في شيء، إلا في هذا الحديث فقط. وذكره بالجرح والجهالة" (1)

الثالث: يرويه جرير بن حازم البصري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة.

أخرجه مسلم في "التمييز"(101) والنسائي في "الكبرى"(3299) والطحاوي (2/ 109) وابن حبان (3517) والطبراني في "الأوسط"(6429) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 71 - 72) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 873)

وقال النسائي: هذا خطأ" (2) تحفة الأشراف 12/ 427

وقال أبو عبد الله المقدمي في "تاريخه"(ص 155 - 156): حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال: قلت لعلي بن المديني: حدثني بعض مشايخنا المصريين عن ابن وهب عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين. فذكر الحديث.

فحرك عليّ رأسه، وضحك، قال: ليس هذا بشيء. إنما سمع جرير بن حازم من يحيى بن سعيد بالبصرة مع حماد بن زيد في كتاب حماد بن زيد، وهذا الحديث إنما رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن الزهري قال: قالت عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين.

وليس هذا من حديث عمرة، إنما سمعه يحيى من الزهري، والزهري إنما سمعه من رجل لا يعرفه، حدثه به عن بعض من يدخل على عائشة عن عائشة.

ذكره البيهقي (4/ 281) من جهة أبي العباس محمد بن موسى الخلال ثنا أحمد بن منصور الرَّمَادي قال: فذكر نحوه مختصرا.

قال البيهقي: وجرير بن حازم وإنْ كان من الثقات فهو واهم فيه وقد خطأه في ذلك أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، والمحفوظ عن يحيى بن سعيد عن الزهري عن عائشة مرسلاً.

(1) وتابعه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7388) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا هشام بن عبد الله بن

عكرمة بن عبد الرحمن عن الحارث بن هشام عن هشام بن عروة به.

ويعقوب بن محمد قال أبو زرعة: واهي الحديث.

(2)

قال المزي: يعني أنّ الصواب حديث يحيى بن سعيد عن الزهري عن عروة عن عائشة"

ص: 754

ثم أسند عن أبي بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - تحفظه عن يحيى عن عمرة عن عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين؟ فأنكره، وقال: من رواه؟ قلت: جرير بن حازم. فقال: جرير كان يحدث بالتوهم.

وقال مسلم: لم يسنده عن يحيى إلا جرير بن حازم، وجرير لم يُعن في الرواية عن يحيى. إنما روى من حديثه نزرا. ولا يكاد يأتي بها على التقويم والاستقامة"

وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن ابن عباس

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (4/ 79) والطبرانى في "الأوسط"(8008) عن موسى بن هارون البزاز ثنا محمد بن مهران الجمال قال: ذكره محمد بن أبي سلمة المكي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: أهديت لعائشة وحفصة هدية، وهما صائمتان، فأكلتا منها، فذكرتا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "اقضيا يوما مكانه، ولا تعودا".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا محمد بن أبي سلمة، تفرد به محمد بن مهران"

وقال العقيلي: لا يتابع محمد بن أبي سلمة على حديثه، ولا يعرف إلا به. وهذا يُروى بغير هذا الإسناد عن عائشة من طريق أصلح من هذا"

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي سلمة المكي وقد ضعف بهذا الحديث" المجمع 3/ 202

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 1063) والطبراني في "الأوسط"(5391) من طريق حماد بن الوليد الأزدي الكوفي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أصبحت عائشة وحفصة صائمتين فأهدي لهما طعام فأفطرتا، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فسألته أحداهما قال "اقضيا يوما مكانه"

قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وحماد بن الوليد لين الحديث، وأحسب أنّ الزهري أرسله عن عائشة وحفصة"

وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر إلا حماد بن الوليد"

قلت: تكلم فيه ابن حبان وابن عدي، فأما ابن حبان فقال: يسرق الحديث ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

وأما ابن عدي فقال: له أحاديث غرائب وافرادات عن الثقات، وعامة ما يرويه لا يتابعوه عليه.

ص: 755

وأما حديث ابن عباس فأخرجه النسائي في "الكبرى"(3301) والطبراني في "الكبير"(12027) والمزي في "التهذيب"(8/ 271) من طريق المعافى بن سليمان الجزري ثنا خطاب بن القاسم عن خُصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة وحفصة وهما صائمتان ثم خرج فرجع وهما تأكلان. فقال "ألم تكونا صائمتين؟ قالتا: بلى، ولكن أهدي لنا هذا الطعام فأعجبنا فأكلنا منه، قال "صوموا يوما مكانه".

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 256) من جهة محمد بن موسى بن أَعْين عن خطاب بن القاسم به.

قال النسائي: هذا حديث منكر، وخصيف ضعيف في الحديث، وخطاب لا علم لي به" تحفة الأشراف 5/ 129 - 130

قلت: خطاب وثقه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول أبي زرعة.

وخالفه عبد السلام بن حرب الكوفي فرواه عن خُصيف عن سعيد بن جبير مرسلاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 29)

وخصيف هو ابن عبد الرحمن الجزري اختلفوا فيه.

515 -

عن أنس رفعه "أقضى أمتي عليّ بن أبي طالب"

قال الحافظ: أخرجه البغوي" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر

"

516 -

عن مروان بن سعيد بن المعلى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان معتكفا في المسجد فاجتمع إليه نساؤه ثم تفرقن، فقال لصفية "أقلبك إلى بيتك" فذهب معها حتى أدخلها بيتها"

قال الحافظ: وروى عبد الرزاق من طريق مروان بن سعيد بن المعلى: فذكره" (2)

أخرجه عبد الرزاق (8066) عن ابن جُريج عن رجل عن مورق بن سعيد عن ابن المعلى به وزاد "وهو معتكف"

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

(1) 9/ 233 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البَقَرَة: 106])

(2)

5/ 183 (كتاب الصوم - أبواب الاعتكاف - باب هل يخرج المعتكف لحوائجه)

ص: 756

517 -

"أقلوا الدخول على الأغنياء فإنّه أحرى أنْ لا تزدروا نعمة الله"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن الشَّخير رفعه: فذكره" (1)

ضعيف جداً

أخرجه العقيلي (3/ 327) وابن عدي (5/ 1731) والبيهقي في "الشعب"(9806) والحاكم (4/ 312) من طريق عمار بن زَرْبي ثنا بشر بن منصور عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه به مرفوعاً.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ"

قلت: عمار بن زربي كذبه أبو حاتم وعبدان الأهوازي، وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به.

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويخطئ.

518 -

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنّ الذي رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد فجرحه في وجهه قال: خذها وأنا ابن قمئة فقال "أقمأك الله" قال: فانصرف إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل فدخل فيها فشدّ عليه تيسها فنطحه نطحة أرداه من شاهق الجبل فتقطع"

قال الحافظ: وقال ابن عائذ: أخبرنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: فذكره" (2)

ضعيف

وإسناده معضل لأنّ عبد الرحمن بن يزيد بن جابر من أتباع التابعين.

وله شاهد عن أبي أمامة أنّ عبد الله بن قمئة رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم من وجهه "مالك أقمأك الله؟ " فسلط الله عليه تيس جبل لا تيس، فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7596) وفي "مسند الشاميين"(453 و 3431) من

(1) 14/ 105 (كتاب الرقاق - باب لينظر إلى من هو أسفل منه)

(2)

8/ 376 (كتاب المغازي - باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد)

ص: 757

طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ثنا حفص بن عمر بن ميمون الأبلي ثنا ثور بن يزيد عن مكحول وراشد بن سعد عن أبي أمامة به.

قال الهيثمي: وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف" المجمع 6/ 117

قلت: حفص بن عمر بن ميمون الأبلي فرق ابن عدي وابن أبي حاتم وابن حبان والدارقطني والخطيب والعقيلي بينه وبين العدني، وقد كذبه أبو حاتم والساجي، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها إما منكر المتن أو منكر السند وهو إلى الضعف أقرب.

519 -

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ ابن مُحَيَّصَة الأصغر أصبح قتيلا على أبواب خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليك بِرُمَّتِه" قال: يا رسول الله، أين أصيب شاهدين وإنما أصبح قتيلا على أبوابهم. قال "فتحلف خمسين قَسَامة؟ " قال: فكيف أحلف على ما لا أعلم؟ قال "فنستحلف خمسين منهم" قال: كيف وهم يهود؟

قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، وهذا السند صحيح حسن (1) " (2)

حسن

أخرجه النسائي (8/ 12) وفي "الكبرى"(6922) عن محمد بن معمر البصري ثنا رَوح بن عبادة ثنا عبيد الله الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ ابن محيصة الأصغر أصبح قتيلا على أبواب خيبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليكم برمته" قال: يا رسول الله، ومن أين أصيب شاهدين؟ وإنما أصبح قتيلا على أبوابهم! قال "فتحلف خمسين قَسَامَة؟ " قال: يا رسول الله، وكيف أحلف على ما لا أعلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فنستحلف منهم خمسين قسامة؟ " فقال: يا رسول الله، كيف نستحلفهم وهم اليهود؟ فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ديته عليهم، وأعانهم بنصفها (3).

وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات.

520 -

"أقول كما قال يوسف: لا تثريب عليكم"

(1) لعله صحيح أو حسن.

(2)

15/ 255 (كتاب الديات - باب القسامة)

(3)

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4592) عن النسائي به.

ص: 758

سكت عليه الحافظ (1).

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 57 - 58) عن أبي بكر محمد بن الحسن بن علي أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنا محمد بن أيوب أنا القاسم بن سلام بن مسكين ثنا أبي عن ثابت البُنَاني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى مكة يستفتحها وفتح الله عليه، قال: فما قتل يومئذ إلا أربعة، قال: ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أنّ السيف لا يرفع عنهم، ثم طاف بالبيت وصلى ركعتين، ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال "ما تقولون وما تظنون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم، قال "ما تقولون وما تظنون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم حليم رحيم ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقول كما قال يوسف:{لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يُوسُف: 92] " قال: فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام.

شيخ البيهقي أظنه المقري الطبري النيسابوري المترجم في "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور"(ص 52) وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب لم أر من ترجمه، ومحمد بن أيوب هو ابن الضريس الرازي ثقة، والقاسم بن سلام بن مسكين قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(4/ 578)

ولفظه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "يا أهل مكة، ماذا تظنون، ماذا تقولون؟ " قالوا: نظنّ خيرا ونقول خيرا: ابن عم كريم قد قدرت، قال "فإني أقول كما قال أخي يوسف {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يُوسُف: 92] "

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو الشيخ كما في "الدر"(4/ 578) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التفت إلى الناس، فقال "ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ " قالوا: ابن عم كريم، فقال {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يُوسُف: 92] "

521 -

حديث عائشة مرفوعاً "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم إلا في الحدود"

(1) 8/ 210 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)

ص: 759

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

له عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عَمرة عن عائشة به مرفوعا.

أخرجه أحمد (6/ 181) والنسائي في "الكبرى"(7294) والطحاوي في "المشكل"(2377) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 43) وابن حزم في "المحلى"(13/ 487 - 488) والمزي في "التهذيب"(18/ 309 - 310) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الملك بن زيد المدني عن محمد بن أبي بكر به.

ولم ينفرد عبد الرحمن بن مهدي به بل تابعه محمد بن إسماعيل بن أبي فُدَيك عن عبد الملك بن زيد به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2376) والبيهقي (8/ 267 و 334) وفي "الصغرى"(3419) وفي "المعرفة"(13/ 75) والمزي في "التهذيب"(18/ 309)

عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري

والطحاوي (2376)

عن يونس بن عبد الأعلى المصري

وابن عدي (5/ 1945)

عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح المصري

والدارقطني (3/ 207)

عن رزق الله بن موسى البغدادي

قالوا: ثنا ابن أبي فديك به.

قال البيهقي: ورواه جماعة عن ابن أبي فديك دون ذكر أبيه فيه"

قلت: منهم جعفر بن مسافر التَّنَّيسي ومحمد بن سليمان الأنباري

أخرجه أبو داود (4375) وابن حزم في "المحلى"(13/ 487)

(1) 15/ 94 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)

ص: 760

قال ابن عدي: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد لم يروه غير عبد الملك" (1)

قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد: ضعيف الحديث.

والحديث رواه جماعة عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ولم يذكروا فيه هذه الزيادة (2) ، واختلفوا عليه في إسناده.

• فقيل: عنه عن أبيه عن عمرة مرفوعا "تجاوزوا عن زَلَّة ذي الهيئة"

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7295) والطحاوي في "المشكل"(2375) وابن حزم في "المحلى"(13/ 488) من طريق عبد الله بن المبارك عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر عن محمد بن أبي بكر به.

- ورواه ابن أبي ذئب واختلف عنه:

• فرواه عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة، ولم يذكر محمدا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 12/ 431) والخرائطي في "المكارم"(1/ 388) وفي "اعتلال القلوب"(ص 140) والطحاوي في "المشكل"(2373) وابن حزم في "المحلى"(13/ 487)

• ورواه معن بن عيسى القزاز عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن حزم عن عمرة مرسلاً، ولم يذكر عائشة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة 12/ 431) والطحاوي في "المشكل"(2374)

• ورواه عبد الله بن مسلمة القَعْنَبِي عن ابن أبي ذئب عن عبد العزيز بن عبد الملك عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة مرسلاً.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(7296)

• ورواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن جده عن عمر مرفوعاً.

(1) قال ابن حزم: حديث عبد الرحمن بن مهدي جيد والحجة به قائمة"

(2)

أي "إلا في الحدود"

ص: 761

أخرجه الخلال في "الأمر بالمعروف"(41)

• ورواه إبراهيم بن محمد الأسلمي عن عبد العزيز بن عبد الله عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة.

أخرجه البيهقي في "المعرفة"(13/ 75) من طريق الشافعي (1) أنا إبراهيم بن محمد به.

والأسلمي كذبه ابن معين وابن المديني وغيرهما.

وتابعه عثمان (2) عن عبد العزيز بن عبد الله به.

أخرجه ابن حزم في "المحلى"(12/ 321)

• وقيل: عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة مرفوعا "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم"

رواه عنه:

1 -

ابنه عبد الرحمن.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(12/ 413) والطحاوي في "المشكل"(2372) والعقيلي (2/ 343) وابن حزم في "المحلى"(12/ 321) من طريق عطاف بن خالد المخزومي أخبرني عبد الرحمن به.

قال العقيلي: وقد روي بغير هذا الإسناد وفيه أيضاً لين، وليس فيه شيء يثبت"

وقال ابن حزم: العطاف ضعيف، وعبد الرحمن بن محمد مجهول ضعيف"

قلت: قال أحمد وابن معين والبزار: العطاف صالح الحديث.

وعبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات".

2 -

أبو حُرَّة واصل بن عبد الرحمن البصري.

أخرجه ابن عدي (7/ 2549)

قال الحافظ: وواصل ضعيف" التلخيص 4/ 80

وقال في "التقريب": صدوق.

(1) قلت: أخرجه الشافعي في "الأم"(6/ 132) عن إبراهيم بن محمد عن عبد العزيز بن عبد الله عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة به. فجعله عن محمد بن أبي بكر لا عن أبيه.

(2)

أظنه "ابن فائد" وهو ضعيف.

ص: 762

وهذا أصح فقد قواه جماعة واحتج به مسلم، وإنما تكلموا في حديثه عن الحسن، ولما ذكره ابن عدي قال: لم أجد في حديثه حديثا منكرا فأذكره" الكامل 7/ 2549

- ورواه أبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن أبي بكر بن نافع عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(465) والطحاوي في "المشكل"(2370)

عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي

وابن حبان (94) والمزي في "التهذيب"(33/ 148)

عن محمد بن الصّبّاح الجرجرائي

والطحاوي في "المشكل"(2367)

عن أسد بن موسى المصري

وابن حبان (94)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

والبيهقي (8/ 334) وفي "الشعب"(7956)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

وأبو الشيخ في "الأمثال"(124)

عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري

وابن حبان (94)

عن سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي (1)

والطحاوي في "المشكل"(2368)

(1) هذه رواية الحسن بن سفيان عن سعيد بن عبد الجبار، ورواه أبو يعلى عنه فجعله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم.

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(123)

ورواه محمد بن الحسن البصري عنه فجعله عن عبد الله بن أبي بكر.

أخرجه المزي في "التهذيب"(33/ 149)

ص: 763

عن سعيد بن منصور (1)

و (2369)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي (2)

كلهم عن أبي بكر بن نافع به.

- ورواه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القَطيعي عن أبي بكر بن نافع عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة.

أخرجه أبو يعلى (4953)

وتابعه نعيم بن حماد عن أبي بكر بن نافع به.

أخرجه الطبراني في "المكارم"(61) و"الأوسط"(3163)

زاد نعيم في روايته "ما لم تبلغ حدا" لكن الراوي عنه وهو بكر بن سهل الدمياطي قال النسائي: ضعيف.

- ورواه يحيى بن مسلمة بن قعنب القَعْنَبي عن أبي بكر بن نافع عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2371)

ويحيى بن مسلمة ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: حدّث بمناكير.

وأبو بكر بن نافع قال ابن حزم: ضعيف ليس هو بشيء.

وقال الحافظ: نص أبو زرعة (3) على ضعفه في هذا الحديث" التلخيص 4/ 80

وقال أبو داود: لم يكن عنده إلا هذا الحديث الواحد.

وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.

(1) هذه رواية صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث عن سعيد بن منصور، ورواه أبو عبد الله - ولم أعرفه - عنه فجعله عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

أخرجه ابن حزم في "المحلى"(13/ 487)

(2)

هذه رواية إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري عن العقدي، ورواه إسحاق في "مسند عائشة"(599) عن العقدي فجعله عن أبي بكر بن عمرو بن حزم.

(3)

انظر سؤالات البرذعي 2/ 439.

ص: 764

الثاني: يرويه المثنى أبو حاتم العطار ثنا عبيد الله بن عيزار عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة مرفوعاً "تهادوا تزدادوا حبا، وهاجروا تورثوا أبناءكم مجدا، وأقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(62) والدولابي في "الكنى"(1/ 142 - 143) وأبو عروبة الحراني في "حديثه"(38) والطبراني في "لأوسط"(5770 و 7236) وأبو الشيخ في "الأمثال"(125) والقضاعي (655) والبيهقي في "الشعب"(7982) من طرق عن المثنى أبي حاتم به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم إلا عبيد الله بن العيزار، تفرد به المثنى أبو حاتم"

وقال الهيثمي: وفيه المثنى أبو حاتم ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام" المجمع 4/ 146

وقال الحافظ: في إسناده نظر" التلخيص 3/ 70

قلت: المثنى ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الدارقطني: متروك (سؤالات البرقاني ص 64)

وللحديث شاهد عن ابن مسعود وعن ابن عمر وعن زيد بن ثابت وعن أنس

فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7558) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 234) والمزي في "التهذيب"(27/ 37)

عن محمد بن عاصم الأصبهاني

والخطيب في "التاريخ"(10/ 85 - 86 و 86)

عن محمد بن مخلد الدوري البغدادي

قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي الكوفي ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا "أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم"

قال الخطيب: قال الحسن بن محمد الخلال: قال لنا الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عاصم عن زر عن عبد الله، تفرد به الحنفي عن أبيه عن أبي بكر بن عياش عنه، ولم نكتبه إلا عن ابن مخلد"

قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره، ومحمد بن عاصم صدوق كما في

ص: 765

"التقريب"، وعبد الله بن محمد بن يزيد وثقه الخطيب، ولم يعرفه الذهبي فقال في "الميزان" (4/ 69): فيه جهالة، وأبوه وثقه مسلمة بن القاسم كما في "التهذيب" والحافظ في "التقريب"، ولم يعرفه الذهبي فقال في "الميزان" (4/ 69): فيه جهالة (1).

وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وصرّح غير واحد بأنّه كثير الخطأ.

وعاصم هو ابن أبي النَّجُود وهو حسن الحديث وزر هو ابن حُبيش وهو ثقة.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "تجاوزوا في عقوبة ذوي الهيئات"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 33/ أ) عن محمد بن غالب تمتام ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا الماجشون به.

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 164) عن ابن عدي عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحري الحافظ ثنا محمد بن غالب به ولفظه "أقيلوا ذوي الهيآت عثراتهم"

وإسناده حسن رواته ثقات غير عبد الصمد بن النعمان البغدادي البزار وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي.

فهو حسن الحديث.

الثاني: يرويه عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده مرفوعاً "تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة، وهم ذوو الصلاح"

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2378) عن الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي

والطبراني في "المكارم"(62) عن فضيل بن محمد الملطي

(1) وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبد الله بن محمد بن يزيد الرفاعي ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 282

هكذا وقع عنده وعند الألباني في "الصحيحة"(2/ 237)"الرفاعي" فالله تعالى أعلم.

وقال الحافظ في "التلخيص"(4/ 80): رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد ضعيف"

ص: 766

قالا: ثنا موسى بن داود الضبي ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد العزيز بن عبد الله به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد العزيز.

وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 43) عن محمد بن عبدة المصيصي أبي بكر ثنا محمد بن كثير بن مروان الفلسطيني ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رفعه "تجافوا عن عقوبة ذي المروءة، إلا في حد من حدود الله عز وجل.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا ابنه، تفرد به محمد بن كثير بن مروان، ولا كتبناه إلا عن محمد بن عبدة، ولا يُروى عن زيد بن ثابت إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن كثير بن مروان الفهري وهو ضعيف" المجمع 6/ 282

قلت: بل ضعيف جداً. قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي وعلي بن الحسين بن الجنيد: منكر الحديث.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (4/ 1572) من طريق عبد الله بن هارون بن موسى الفروي ثنا عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب ثني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن أنس رفعه "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم"

وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل"

وقال بعد أنْ ذكر هذا الحديث وغيره: لم أر لعبد الله بن هارون أنكر من هذه الأحاديث التي ذكرتها"

وقال الحافظ: حديث باطل بإسناد الصحيح" التهذيب 12/ 172

وقال الدارقطني: عبد الله بن هارون متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: منكر الحديث.

522 -

حديث علي "أقيموا الحدود على أرقائكم من أحصن منهم ومن لم يحصن"

قال الحافظ: اختلف في رفعه ووقفه والراجح أنّه موقوف، لكن سياقه في مسلم يدل على رفعه فالتمسك به أقوى" (1)

(1) 15/ 175 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} [النساء: 25])

ص: 767

أخرجه أحمد (1/ 156) ومسلم (1705) والترمذي (1441) وأبو يعلى (326) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلمي قال: خطب عليّ فقال: يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الحدّ من أحصن منهم ومن لم يحصن فإنّ أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمرني أنْ أجلدها فإذا هي حديث عهد بنفاس فخشيت إنْ أنا جلدتها أنْ أقتلها فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "أحسنت"

523 -

"أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخَلَل، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله"

قال الحافظ: وقد ورد الأمر بسد خلل الصف والترغيب فيه في أحاديث كثيرة أجمعها حديث ابن عمر عند أبي داود وصححه ابن خزيمة والحاكم ولفظه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 97 - 98) وأبو داود (666) والنسائي (2/ 73) وفي "الكبرى"(893) وابن خزيمة (1549) والطبراني في "مسند الشاميين"(1958) والحاكم (1/ 213) والبيهقي (3/ 101) من طرق عن عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كثير بن مرّة عن ابن عمر مرفوعا "أقيموا الصفوف فإنما تصفون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله تبارك وتعالى، ومن قطع صفا قطعه الله".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 707

قلت: اختلف فيه على معاوية بن صالح، فرواه الليث بن سعد عنه عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة مرسلا، ولم يذكر ابن عمر.

أخرجه أبو داود (666) والدولابي في "الكنى"(1/ 39) والبيهقي (3/ 101)

والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة، وهو إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، لكنّه ليس على شرط مسلم لأنّ كثير بن مرّة لم يخرج له مسلم شيئا.

(1) 2/ 352 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الزاق المنكب بالمنكب)

ص: 768

524 -

حديث ابن عمر رفعه "أكبر الكبائر سوء الظن بالله"

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف" (1)

وذكره في موضع آخر ونسبه لابن مردويه (2).

ضعيف

قال المناوي: رمز المصنف لضعفه وظاهر صنيعه أنّ الديلمي أسنده والأمر بخلافه بل بيض له ولم يذكر له سندا" الفيض 2/ 78

وقال العجلوني: رواه الديلمي وابن مردويه عن ابن عمر بسند ضعيف" كشف الخفاء 1/ 201

وقال الألباني: ضعيف" ضعيف الجامع 1186

525 -

حديث أنس: إنّ قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فقال سهيل: ما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف: باسمك اللهم.

قال الحافظ: ونحوه في حديث أنس باختصار ولفظه: فذكره.

وللحاكم من حديث عبد الله بن مغفل: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأمسك سهيل بيده فقال: أكتب في قضيتنا ما نعرف، فقال "اكتب باسمك اللهم" فكتب.

وقال: وفي حديث عبد الله بن مغفل المذكور: فكتب: هذا ما صالح محمد رسول الله أهل مكة.

وقال: وفي حديث أنس: لاتبعناك.

وقال: وفي حديث عبد الله بن مغفل: لقد ظلمناك إنْ كنت رسولا.

وقال: زاد في حديث عبد الله بن مغفل فقال "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب"

وقال: في حديث أنس: قال عليّ: قلت: يا رسول الله، اكتب هذا؟ قال "نعم"(3)

(1) 13/ 15 (كتاب الأدب - باب عقوق الوالدين من الكبائر)

(2)

15/ 199 (كتاب الحدود - باب رمي المحصنات)

(3)

9/ 43 و45 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

ص: 769

حديث أنس أخرجه مسلم (1784) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس به.

وحديث عبد الله بن مغفل أخرجه أحمد (4/ 86 - 87) والنسائي في "الكبرى"(11511) والفاكهي في "أخبار مكة"(2885) والروياني (905) والطبري في "تفسيره"(26/ 93 - 94 و 94) والآجري في "الشريعة"(ص 459 - 460) والحاكم (2/ 460 - 461) من طرق عن الحسين بن واقد ثني ثابت البناني قال: ثني عبد الله بن مغفل قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال: ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف، قال: اكتب باسمك اللهم، فكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة. فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إنْ كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف، فقال "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله" فكتب، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله عز وجل بأبصارهم، فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا؟ " فقالوا: لا، فخلى سبيلهم، فأنزل الله عز وجل {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)} [الفَتْح: 24].

قال عبد الله بن أحمد: قال حماد بن سلمة في هذا الحديث: عن ثابت عن أنس، وقال حسين بن واقد: عن عبد الله بن مغفل، وهذا الصواب عندي إنْ شاء الله" المسند 4/ 87

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذ لا يبعد سماع ثابت من عبد الله بن مغفل"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 145

وقال الحافظ: إسناده صحيح" الفتح 6/ 280

قلت: إسناده حسن، حسين صدوق استشهد به البخاري، ولم يخرج مسلم روايته عن ثابت، وثابت ثقة صرّح بالتحديث من عبد الله بن مغفل عند النسائي والفاكهي والآجري.

526 -

عن عائشة قالت: رأيت عثمان والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب كتفه يقول "اكتب عُثْمَ" وجبريل يوحي إليه.

ص: 770

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1).

له عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه محمد بن إبراهيم اليشكري البصري قال: حدثتني جدتي أم كلثوم بنت ثمامة أنّها قدمت حاجّة، فإنّ أخاها المخارق بن ثمامة قال: ادخلي على عائشة وسليها عن عثمان بن عفان، فإنّ الناس قد أكثروا فيه عندنا. قالت: فدخلت عليها، فقلت: بعض بنيك يقريك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، قالت: وعليه السلام ورحمة الله. قالت: أما أنا فأشهد على أني رأيت عثمان في هذا البيت في ليلة قائظة، ونبي الله صلى الله عليه وسلم وجبريل يوحي إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يضرب كفّ أو كتف ابن عفان بيده "اكتب عُثْمَ" فما كان الله ينزل تلك المنزلة من نبيه صلى الله عليه وسلم إلا رجلاً عليه كريما. فمن سبّ ابن عفان فعليه لعنة الله.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(828) عن محمد بن عقبة السدوسي

وفي "التاريخ الكبير"(1/ 1/ 26) عن علي بن المديني وبشر بن يوسف البصري

قالوا: ثنا محمد بن إبراهيم اليشكري به.

وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(41) من طريق الصلت بن مسعود الجَحْدري ثنا محمد بن إبراهيم اليشكري به.

واختلف في اليشكري هذا، فسماه أبو النعمان محمد بن الفضل عارم: حماد بن إبراهيم.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 26) عن أبي النعمان به.

وأخرجه ابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 93) من طريق محمد بن يونس الكريمي ثنا أبو النعمان به.

وسماه يونس بن محمد المؤدب: عمر بن إبراهيم.

وخالف في إسناده.

فقال أحمد (6/ 261) وفي "الفضائل"(814): ثنا يونس ثنا عمر بن إبراهيم اليشكري قال: سمعت أمي تحدّث أنّ أمها انطلقت إلى البيت حَاجّة، والبيت يومئذ له بابان، قالت: فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة

وذكرت الحديث.

(1) 13/ 203 (كتاب الأدب - باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا)

ص: 771

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 92 - 93)

ومحمد بن إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وحماد بن إبراهيم ذكره البخاري في ترجمة محمد بن إبراهيم، وترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وعمر بن إبراهيم ذكره الحسيني في "الإكمال" وقال: لا يعرف.

ولم ينفرد به بل تابعه جامع بن مطر الحَبَطي حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة قالت: سألت عائشة عن عثمان، فقالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا رأسه على فخذي وعثمان على يمينه وجبريل يوحي إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اكتب عثمان، فما كان الله ينزلك تلك المنزلة إلا كريم على الله وعلى رسوله"

أخرجه ابن شاهين في "السنة"(106) عن ابن أبي داود ثنا عمرو بن علي ثني يزيد بن مُغَلِّس الباهلي ثنا جامع بن مطر به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 289 - 290) من طريق أبي القاسم عصام بن غياث السمسار ثنا أبو حفص عمرو بن علي به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 91 - 92)

ويزيد بن مغلس مختلف فيه، وثقه الفلاس، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار دون الاحتجاج به.

وأم كلثوم بنت ثمامة ترجمها المزي في "التهذيب" ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ: مقبولة، أي عند المتابعة، وقد توبعت كما سيأتي، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه فاطمة بنت عبد الرحمن قالت: حدثتني أمي أنها قالت: سألت عائشة وأرسلها عمها فقالت: إنّ أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإنّ الناس قد شتموه، فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدا عند نبي الله صلى الله عليه وسلم وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسند ظهره إليّ، وإنّ جبريل ليوحي إليه القرآن، وإنه ليقول له "اكتب يا عثيم" فما كان الله لينزله تلك المنزلة إلا كريما على الله ورسوله.

أخرجه أحمد (6/ 250) وفي "الفضائل"(813) عن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثتني فاطمة بنت عبد الرحمن به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 92)

ص: 772

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1300) عن محمد بن يحيى بن أخي حزم ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به.

وفاطمة بنت عبد الرحمن لا تعرف (التعجيل 2/ 658)

527 -

حديث الفَلَتان بن عاصم في هذه القصة قال: فقال الأعمى: ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا له: إنه يوحى إليه، فخاف أنْ ينزل في أمره شيء فجعل يقول: أتوب إلى الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب:"اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النَّساء: 95] "

قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني وصححه ابن حبان" (1).

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 3581) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1039 و 2593) والبزار (3699) وأبو يعلى (1583) وفي "المفاريد"(95) والطحاوي في "المشكل"(1503) وابن حبان (4712) والطبراني في "الكبير"(18/ 334) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 432) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عاصم بن كليب ثني أبي ثنا الفلتان بن عاصم قال: كنا (2) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأُنزل عليه، وكان إذا أُنزل عليه دام بصره وفتح عينيه وفِرغ قلبه (3) وسمعه لما يأتيه من الله عز وجل، فكنا نعرف ذلك منه، فقال للكاتب "اكتب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النَّساء: 95] حتى بلغ {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [النَّساء: 95]" قال: فقام (4) الأعمى فقال: ما ذنبنا (5) يا رسول الله؟ قال: فأنزل الله عز وجل، فقلت للأعمى: إنّه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم، فخاف أنْ يكون ينزل فيه شيء من أمره فقال: أعوذ (6) بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبقي قائما وقال: أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب "اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النَّساء: 95] "

السياق لابن أبي عاصم

(1) 9/ 330 (كتاب التفسير: سورة النساء باب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النَّساء: 95] الآية)

(2)

زاد الطبراني "قعودا"

(3)

ولفظ البزار "بصره"

(4)

زاد البزار "ابن أم مكتوم"

(5)

ولفظ البزار "فاعذرني"

(6)

ولفظ الطبراني "أتوب إلى الله"

ص: 773

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 280 و7/ 9

قلت: وإسناده صحيح.

528 -

عن عبد الله بن عمرو: كنت أكتب كُلَّ شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهتني قريش، الحديث وفيه:"اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق"

قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود من طريق يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو: فذكره، ولهذا طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو يقوي بعضها بعضا" (1)

صحيح

وله عن ابن عمرو طرق:

الأول: يرويه أبو مالك عبيد الله بن الأخنس النخعي ثني الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن يوسف بن ماهك عن ابن عمرو قال: كنت أكتب كُلَّ شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فِيْهِ، وقال "اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق"

أخرجه أحمد (6510 و 6802) والدارمي (490) وأبو داود (3646) والحاكم (1/ 105 - 106) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 85) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(2/ 92) وفي "تقييد العلم"(ص 80 - 81) والقاضي عياض في "الإلماع"(ص 146) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 233 - 234) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن الأخنس به.

قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المسند 11/ 56

قلت: وهو كما قال.

الثاني: يرويه خالد بن يزيد الجمحي المصري عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمرو قال: قالت لي قريش: تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنّ قريشا تقول: تكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو بشر يغضب كما يغضب البشر. قال: فأومئ إلى شفتيه فقال "والذي نفسي بيده ما يخرج مما بينهما إلا حق فاكتب".

(1) 1/ 218 (كتاب العلم - باب كتابة العلم)

ص: 774

أخرجه الحاكم (1/ 104) عن أبي قتيبة سلم بن فضل الأدمي ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ثنا زيد بن حباب ثنا ليث بن سعد المصري ثني خالد بن يزيد به.

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته إلا عبد الواحد بن قيس وهو شيخ من أهل الشام"

قلت: وهو مختلف فيه ولا أدري أسمع من ابن عمرو أم لا، وشيخ الحاكم قال الذهبي في "السير": محله الصدق.

والباقون كلهم ثقات.

الثالث: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، أكتب ما أسمع منك؟ قال "نعم" قلت: في الرضا والسخط؟ قال "نعم فإنّه لا ينبغي لي أنْ أقول في ذلك إلا حقا".

أخرجه أحمد (6930 و 7020) والبزار (2470) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1516) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1472) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 364) وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 84 - 85) والخطيب في "التقييد"(ص 77) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 231 - 232 و 232) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثنا عمرو بن شعيب به.

وإسناده حسن.

وقال ابن إسحاق أيضا: حدثني عمرو بن شعيب أنّ شعيبا حدّثه وأن مجاهدا أبا الحجاج حدّثه أنّ عبد الله بن عمرو حدّثهم أنّه قال: يا رسول الله، أكتب ما سمعت منك؟ قال "نعم، إنّه لا ينبغي لي أنْ أقول إلا حقا"

أخرجه الخطيب في "التقييد"(ص 80) عن أبي القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن ابن إسحاق به (1).

وهذا إسناد حسن أيضا.

(1) أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 231) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد به.

ص: 775

ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن عمرو بن شعيب أنّ شعيبا حدّثه ومجاهدا أنّ عبد الله بن عمرو حدثهما.

أخرجه ابن عدي (4/ 1625) وابن المقرئ في "المعجم"(432) والحاكم (1/ 105) والخطيب في "التقييد"(ص 79) وابن عساكر (ص 233) من طريق عبد الله بن وهب ثني عبد الرحمن بن سلمان عن عقيل به.

وعبد الرحمن بن سلمان هو الحَجَري وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

والحديث أخرجه أحمد (7018) وأبو القاسم البغوي (1471 - 1472) والطبراني في "الأوسط"(1576) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 364 و 365 و 366) والخطيب في "التقييد"(ص 74 - 78 و81) وابن عساكر (ص 231 - 232 و 232 - 233) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

الرابع: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عمرو قال: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن أنْ أكتبها؟ قال "نعم"

أخرجه الخطيب في "التقييد"(ص 81) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جريج به.

والوليد بن مسلم مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن جريج.

قال الذهبي في "الميزان": إذا قال الوليد: عن ابن جريج فليس بمعتمد، لأنّه يدلس عن كذابين، فإذا قال: حدثنا فهو حجة"

قلت: تابعه عبد الله بن المُؤَمَّل عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، أقيد العلم؟ قال "نعم" قلت: وما تقييده؟ قال "الكتاب"

أخرجه الحاكم (1/ 106) والطبراني في "الكبير"(المجمع 1/ 152) و"الأوسط"(5052) والرامهرمزي في "المحدث"(ص 364) والخطيب في "التقييد"(ص 68 و 69) وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 88)

قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: ابن المؤمل ضعيف"

الخامس: يرويه إسماعيل بن رافع الأنصاري عن خالد بن يزيد عن ابن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك أشياء أحبّ أنْ أعيها، فأستعين بيدي مع قلبي؟ قال "نعم".

أخرجه الخطيب في "التقييد"(ص 81) من طريق موسى بن نصر الرازي ثنا أبو زهير - هو عبد الرحمن بن مَغْرَاء - عن إسماعيل بن رافع به.

ص: 776

وإسماعيل ضعيف كما قال أحمد وابن معين وغيرهما.

السادس: يرويه مغيرة بن مسلم عن زيد العَمِّي قال: قال ابن عمرو: يا رسول الله، إنا نسمع منك أشياء نخشى أنْ ننساها، أفتأذن لنا أنْ نكتبها؟ قال "نعم، شبكوها بالكتب"

أخرجه الخطيب في "التقييد"(ص 81 - 82)

وإسناده ضعيف لضعف زيد وهو ابن الحواري العمي.

529 -

"اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام"

قال الحافظ: وقع في حديث حذيفة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

أخرجه البخاري (فتح 6/ 518)

530 -

حديث ابن عباس رفعه "اكتحلوا بالإثمد فإنّه يَجلو البصر، ويُنبت الشعر" قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وصححه ابن حبان، وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن ابن عباس في "الشمائل"، وفي الباب عن جابر عند الترمذي في "الشمائل" وابن ماجه وابن عدي من ثلاث طرق عن ابن المنكدر عنه بلفظ "عليكم بالإثمد فإنّه يجلو البصر وينبت الشعر" وعن علي عند ابن أبي عاصم والطبراني ولفظه "عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر" وسنده حسن، وعن ابن عمر بنحوه عند الترمذي في "الشمائل"، وعن أنس في "غريب مالك" للدارقطني بلفظ "كان يأمرنا بالإثمد" وعن سعيد بن هوذة عند أحمد بلفظ "اكتحلوا بالإثمد فإنّه" الحديث، وهو عند أبي داود من حديثه بلفظ "أنّه أمر بالإثمد المروح عند النوم" وعن أبي هريرة بلفظ "خير أكحالكم الإثمد فإنّه" الحديث أخرجه البزار، وفي سنده مقال، وعن أبي رافع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد" أخرجه البيهقي وفي سنده مقال، وعن عائشة "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إثمد يكتحل به عند منامه في كل عين ثلاثا" أخرجه أبو الشيخ في كتاب "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" بسند ضعيف"(2)

صحيح

ورد الاكتحال بالإثمد من حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث عليّ ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث معبد بن هوذة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي رافع ومن حديث عائشة ومن حديث صهيب

(1) 9/ 178 (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك)

(2)

12/ 263 - 264 (كتاب الطب - باب الإثمد والكحل من الرمد)

ص: 777

فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "خير أكحالكم الإثمد [عند النوم] (1)، يجلو البصر، وينبت الشعر"(2)

أخرجه عبد الرزاق (6200 و 6201) وابن سعد (1/ 484 - 485) وابن أبي شيبة (8/ 598) والحميدي (520) وأحمد (1/ 231 و 247 و 274 و 328 و 355 و 363) وأبو يعلى (2727 و 2410) وأبو داود (3878 و 4061) وابن ماجه (3497) والترمذي في "الشمائل"(51) والنسائي (8/ 129) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 761 و 762 و 763 و 764 و 765) والعقيلي (2/ 281 - 282) والدينوري في "المجالسة"(1512) وابن حبان (5423 و 6072 و 6073) والطبراني في "الكبير"(12485 و 12486 و 12488 و 12489 و 12490 و 12491 و 12492 و 12493) وفي "الصغير"(388) وابن عدي (4/ 1478 و 1479) والحاكم (4/ 185 و 408) والبيهقي (3/ 245) وفي "الآداب"(747) وابن الجوزي في "تنوير الغبش"(17) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر"(ص 42) من طرق عن ابن خثيم به.

قال النسائي: عبد الله بن عثمان بن خثيم لين الحديث"

وقال العقيلي: الرواية في هذا المعنى فيها لين"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن كثير: هذا حديث جيد الإسناد رجاله على شرط مسلم" التفسير 2/ 210

قلت: وهو كما قال، وابن خثيم مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن.

الثاني: يرويه عَبَّاد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر"

وزعم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل بها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه.

(1) هذه الزيادة عند أحمد وأبي يعلى وابن حبان من طريق أبى أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان الثوري عن ابن خثيم.

واختلف على سفيان في إسناده، فرواه رواد بن الجراح عنه عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني (المنتقى لابن مردويه 57)

والأول أصح.

(2)

وفيه زيادة سيأتي الكلام عليها عند حديث "البسوا ثياب البياض"

ص: 778

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 358) وابن سعد (1/ 484) وأحمد (1/ 354) وابن ماجه (3499) والترمذي (1757 و 4/ 235 و 2048) وفي "الشمائل"(48 و 49) وفي "العلل"(2/ 733) والبزار (1)(كشف 3032) وأبو يعلى (2694) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 471 و 472) والعقيلي (3/ 136) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 166) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 169 - 170 و170) والحاكم (4/ 408) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 343) والبيهقي (4/ 261) وفي "الآداب"(905) وفي "الشعب"(6008) والبغوي في "شرح السنة"(3201 و 3203) وفي "الشمائل"(1091 و 1092 و 1093)

وقال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد من منصور"

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عكرمة عن ابن عباس"

وقال الطبري: هذا خبر عندنا صحيح سنده"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعباد لم يُتكلم فيه بحجة"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ولا هو حجة"

قلت: ولم يسمع هذا الحديث من عكرمة. قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لعباد بن منصور سمعت حديث "ما مررت بملأ من الملائكة" وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل ثلاثا" يعني من عكرمة؟ فقال: حدثني ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس" ضعفاء العقيلي 3/ 136 - 137، المجروحين 2/ 166

وقال ابن حبان: كُلّ ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين فدلسها عن عكرمة. وذكر منها هذا الحديث" المجروحين 2/ 166

وقال أبو حاتم: عباد ليس بقوي الحديث ويروي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة فأنا أخشى أنْ يكون ما لم يسم إبراهيم فإنما هو عنه مدلسة" العلل 2/ 316

وقال أيضا: كان ضعيف الحديث يكتب حديثه. وذكر أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس" الجرح 3/ 1/ 86

وإبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي كذبه ابن معين ويحيى القطان ويزيد بن هارون وابن حبان وغيرهم.

(1) وقال: لم يسمع عباد من عكرمة.

ص: 779

الثالث: يرويه سويد أبو حاتم عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "ائتدموا من هذه الشجرة - يعني الزيت - واكتحلوا بهذا الإثمد، فإنّه مجلاة للبصر، ومن عُرِضَ عليه طيب فليصب منه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8336)

وليث ضعيف.

وأما حديث جابر فيرويه محمد بن المنكدر عنه مرفوعاً "عليكم بالإثمد عند النوم، فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر"

رواه عن ابن المنكدر جماعة، منهم:

1 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 68) والترمذي في "الشمائل"(50) وفي "العلل"(2/ 734) وأبو يعلى (2058) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 748) والبغوي في "شرح السنة"(3202) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر"(ص 40 - 41)

وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن المنكدر.

2 -

إسماعيل بن مسلم المكي.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 599) وابن ماجه (3496) وعبد بن حميد (1085) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(729) وابن اللمش (ص 41 و41 - 42)

وإسماعيل قال ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث.

3 -

أبو بكر الهُذَلِي.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 805) والطبراني في "الأوسط"(2516)

وأبو بكر قال ابن معين: لم يكن بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.

4 -

قَزَعَة بن سويد الباهلي. ولم يقل "عند النوم".

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 766)

وقزعة ضعيف، قاله النسائي وأبو داود وغيرهما.

5 -

سلام بن أبي خبزة.

أخرجه ابن عدي (3/ 1151)

ص: 780

وسلام قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

6 -

هشام بن حسان.

أخرجه ابن عدي (3/ 1052)

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر لم يروه عن محمد إلا الصعقل إسماعيل بن مسلم ونحوه، ولعل هشام بن حسان أخذه من إسماعيل بن مسلم فإنّه كان يدلس" العلل 2/ 260

قلت: رواه زياد بن الربيع اليحمدي عن هشام بن حسان عن إسماعيل بن مسلم عن ابن المنكدر عن جابر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6053)

وقال: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا زياد بن الربيع"

7 -

سليمان بن خالد الواسطي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6147)

وأما حديث علي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه يونس بن راشد الجزري عن عون بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن جده مرفوعاً "عليكم بالإثمد، فإنه منبتة للشعر، مذهبة للقذى، مصفاة للبصر".

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 412) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 769) والطبراني في "الكبير"(183) و"الأوسط"(3358) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 178)

وقال: هذا حديث غريب من حديث ابن الحنفية لم يروه عنه إلا ابنه عون ولا عنه إلا يونس"

وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد حسن" الترغيب 3/ 123

وقال العراقي في "شرح الترمذي": إسناده جيد" الفيض 4/ 337

وقال الهيثمي: وفيه عون بن محمد بن الحنفية ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه جماعة ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 96

قلت: عون بن محمد بن الحنفية ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ص: 781

الثاني: يرويه يزيد أبو خالد مولى زيد بن علي عن زيد بن علي عن آبائه عن علي مرفوعا "نِعْم الكحل الإثمد، فاكتحلوا به، فإنه ينبت الشعر، ويقطع الدمعة، ويجلو البصر".

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 770) عن الحسين بن علي الصُّدَائي ثنا أبي نا يزيد أبو خالد به.

علي بن يزيد بن سليم الصدائي مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ما كان به بأس، وقال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث عن الثقات، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه.

ويزيد أبو خالد لم أر من ذكره.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 242) والترمذي في "الشمائل"(52) وفي "العلل"(2/ 734 - 735) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 767 و768) والحاكم (4/ 207) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن عثمان بن عبد الملك عن سالم عن ابن عمر مرفوعاً "عليكم بالإثمد، فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، عثمان مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 67

قلت: عثمان قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: حديثه ليس بذاك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن الأعرابي (ق 102 - 103) عن إبراهيم بن سليمان بن حيّان بن مسلم بن هلال الهمداني الكوفي ثنا عثمان بن سعيد البصري الطبيب ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس مرفوعاً "خير أكحالكم الإثمد، أجلاه للبصر، وأنبته للأشعار، وخير ثيابكم البيض، ألبسوها أحياؤكم، وكفنوا بها موتاكم".

ومن طريقه أخرجه القضاعي (1254)

وإسناده ضعيف، مبارك بن فضالة حسن الحديث إلا أنّه يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن.

وأما حديث معبد بن هَوْذَة فأخرجه أحمد (3/ 476 و 499 - 500) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 398) والدارمي (1740) وأبو داود (2377) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 749 و 750 و 751) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 206 و 206 - 207)

ص: 782

والطبراني في "الكبير"(20/ 341) والبيهقي (4/ 262) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر"(ص 40 و 42) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 223) والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 459 - 460) من طرق عن أبي النعمان عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعاً "اكتحلوا بالإثمد المروح فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر".

وفي لفظ "لا تكتحل بالنهار وأنت صائم واكتحل ليلا بالإثمد فإنّه"

وفي لفظ "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالإثمد بالليل"

قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر"

قلت: تفرد به عبد الرحمن بن النعمان بن معبد عن أبيه عن جده.

وعبد الرحمن اختلفوا فيه: قال ابن معين: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"

وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف تفرد عنه ابنه عبد الرحمن، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 3031)

عن رَوح بن عبادة البصري

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 143)

عن عبد القاهر بن شعيب البصري

قالا: ثنا هشام بن حسان عن عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "عليكم بالإثمد فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر"

قال البزار: هذا خطأ لأنّه لو كان هذا محفوظا، كان هشام عن ابن المنكدر عن جابر أقرب من هشام عن عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن أبي هريرة، وقد ذكرنا أنّ محمد بن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة"

وقال المنذري والهيثمي: رواته رواة الصحيح" الترغيب 3/ 123 - المجمع 5/ 96

قلت: الحديث إسناده ضعيف لانقطاعه قال ابن معين: ابن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة، وقال أبو زرعة: لم يلقه (المراسيل ص 189)

وأما حديث أبي رافع فأخرجه البيهقي (4/ 262) من طريق حبان بن علي العَنَزي عن

ص: 783

محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد وهو صائم".

وقال: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ليس بالقوي"

قلت: وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً ذاهب، وقال الدارقطني: متروك.

وأما حديث عائشة فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 169) عن محمد بن عبد الرحيم بن شبيب ثنا محمد بن أبان البلخي ثنا أبو أسامة ثني محمد بن عبيد الله حدثتني أم كلثوم عن عائشة قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إثمد يكتحل به عند منامه في كل عين ثلاثاً".

وإسناده ضعيف جداً، محمد بن عبيد الله هو العرزمي وهو متروك الحديث.

وأما حديث صهيب فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 804) من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلة ثنا دفاع بن دغفل ثنا عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعا "عليكم بالإثمد عند مضجعكم فإنّه مما يزيد في البصر، وينبت الشعر"

وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال أبو حاتم: كان يكذب، وقال الدارقطني: متروك يضع الحديث، وقال أبو القاسم البغوي: ضعيف الحديث جداً.

531 -

"اكتني بابن أختك"

قال الحافظ: ولم تلد للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً على الصواب، وسألته أنْ تكتني فقال: فذكره، فاكتنت أم عبد الله. وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أنّه كناها بذلك لما أحضر إليه ابن الزبير ليحنكه فقال "هو عبد الله، وأنت أم عبد الله" قالت: فلم أزل أكنى بها" (1)

له عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه هشام بن عروة بن الزبير واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه أنّ عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، كُلّ نساءك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "اكتني أنت أم عبد الله"

فكان يقال لها: أم عبد الله حتى ماتت، ولم تلد قط.

(1) 8/ 107 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضل عائشة)

ص: 784

منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (19858) وإسحاق في "مسند عائشة"(835) وأحمد (6/ 151) والطبراني في "الكبير"(23/ 18) وأبو نعيم في "الصحابة"(7380) والبغوي في "شرح السنة"(3379)

2 -

حماد بن زيد.

أخرجه أحمد (6/ 107 و260) وأبو داود (4970) وأبو يعلى (4500) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 223 و 224) وابن السني في "اليوم والليلة"(416) والبيهقي (9/ 310)

3 -

أبو حفص عمر بن حفص المعيطي.

أخرجه أحمد (6/ 186) وفي "مسائل صالح"(ص 244 - 245) وفي "العلل"(1659) والدولابي في "الكنى"(848)

4 -

يونس بن بكير الشيباني.

أخرجه ابن حبان (7117)

5 -

سيف بن محمد الثوري.

أخرجه الطبراني (23/ 18)

6 -

شريك بن عبد الله النخعي.

أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(659)

وقال: حديث صحيح"

- ورواه سفيان الثوري عن هشام واختلف عنه:

• فقال مؤمل بن إسماعيل البصري: ثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله.

أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 190)

وتابعه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن سفيان به وزاد: ولم تلد شيئاً.

• وقال أسباط بن محمد بن عبد الرحمن القرشي: عن سفيان عن هشام عن بعض أصحابه قال: كنّى رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ولم يولد لها.

ص: 785

أخرجه الطبراني (23/ 19)

- ورواه وكيع عن هشام عن رجل من ولد الزبير عن عائشة أنّها قالت: يا رسول الله، كُلّ نساءك لها كنية غيري، قال "أنت أم عبد الله"

أخرجه أحمد (6/ 186 و 213) وفي "الأسامي والكنى"(248) وفي "العلل"(1660) عن وكيع به.

وأخرجه الطبراني (23/ 18) من طريق هارون بن إسحاق الكوفي ثنا وكيع به.

ورواه بن أبي شيبة (9/ 13) وفي "الأدب"(63) عن وكيع فقال فيه: عن مولى للزبير.

ورواه ابن ماجه (3739) عن ابن أبي شيبة به.

- ورواه غير واحد عن هشام عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، ألا تكنيني فكل نساءك لها كنية؟ قال "بلى، اكتني بابنك عبد الله" فكانت تكنى أم عبد الله.

منهم:

1 -

أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

أخرجه ابن سعد (8/ 66) والبخاري في "الأدب المفرد"(850) والبيهقي (9/ 311) وابن عساكر (1) في "معجم الشيوخ"(528)

2 -

وهيب بن خالد البصري.

أخرجه ابن سعد (8/ 64) والبخاري في "الأدب المفرد"(851) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 226 و 23/ 18)

3 -

أنس بن عياض المدني.

أخرجه ابن سعد (8/ 66)

4 -

حماد بن سلمة.

أخرجه ابن سعد (8/ 63) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3005)

5 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

(1) ووقع عنده: عن يحيى بن عباد بن حمزة.

ص: 786

أخرجه الطبراني (23/ 18) والبيهقي (9/ 311) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(528)

6 -

مسلمة بن قَعْنَب الحارثي البصري.

أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 225)

7 -

يحيى بن عبد الله بن سالم المدني.

أخرجه الحاكم (4/ 278) من طريق بحر بن سابق الخولاني ثنا ابن وهب ثنا يحيى بن عبد الله به (1).

8 -

سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِي.

أخرجه الحاكم (4/ 278) من طريق بحر بن سابق الخولاني ثنا ابن وهب ثنا سعيد بن عبد الرحمن به (2).

9 -

الليث بن سعد.

أخرجه المزي (14/ 114 - 115)

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ عباد بن حمزة لم يذكر سماعا من عائشة فلا أدري أسمع منها أم لا فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منها، وما أظنه سمع منها، والله أعلم.

الثاني: يرويه عمرو بن عامر عن صاحب له عن أم كلثم عن عائشة قالت: لما ولد ابن الزبير انطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحنّكه وسماه عبد الله، وقال لعائشة "أنت أم عبد الله"

قالت أم كلثم: فما زلنا نكنيها أم عبد الله وما ولدت ولدا قط.

أخرجه ابن سعد (ترجمة عبد الله بن الزبير 509) عن عبد الوهاب بن عطاء العجلي أنا سعيد عن عمرو بن عامر به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

(1) رواه ابن وهب في "الجامع"(73) عن يحيى بن عبد الله وسعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عباد بن حمزة عن حمزة أو هو سمعه من عائشة أنّ عائشة قالت

(2)

رواه ابن وهب في "الجامع"(73) عن يحيى بن عبد الله وسعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عباد بن حمزة عن حمزة أو هو سمعه من عائشة أنّ عائشة قالت

ص: 787

532 -

"أكثر عذاب القبر من البول"

قال الحافظ: صححه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة مرفوعاً" (1)

تقدم الكلام عليه عند حديث "استنزهوا من البول"

533 -

"أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالنفس" قال الراوي: يعني بالعين.

قال الحافظ: وقد أخرج البزار من حديث جابر بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره" (2)

أخرجه الطيالسي (ص 242) ثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل ضجيع حمزة ثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري عن أبيه رفعه "جل من يموت من أمتي بعد قضاء الله وكتابه وقدره بالأنفس" يعني بالعين.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(311) والبزار (كشف 3052) والطحاوي في "المشكل"(2900) والعقيلي (2/ 231) وابن عدي (4/ 1440) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 439)

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 360) والعقيلي (2/ 231)

عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

وابن عدي (4/ 1440)

عن أبي يزيد حبوبة

قالا: ثنا طالب بن حبيب به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا طالب بن حبيب وهو ثقة" المجمع 5/ 106

وقال السخاوي: رجاله ثقات" المقاصد ص 74

قلت: طالب بن حبيب مختلف فيه، قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

(1) 1/ 330 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

(2)

12/ 309 (كتاب الطب - باب رقية العين)

ص: 788

وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقال الذهبي في "المغني" و"الديوان": واه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم.

534 -

حديث ابن عمر رفعه "أكثرهم في الدنيا شبعا أطولهم جوعا يوم القيامة"

قال الحافظ: أورده الترمذي وقال: حسن، وفي الباب عن أبي جُحيفة. قلت: وحديث أبي جحيفة أخرجه الحاكم وضعفه أحمد" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنّ أكثر الناس شبعا في الدنيا

"

535 -

"أكذب الناس الصباغون والصواغون"

قال الحافظ: وهو حديث مضطرب الإسناد أخرجه أحمد وغيره" (2)

ضعيف

وهو من حديث أبي هريرة وله عنه طرق:

الأول: يرويه همام بن يحيى العَوْذي البصري عن فَرْقد السبخي عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشَّخير عن أبي هريرة مرفوعاً به.

أخرجه الطيالسي (منحة 1/ 262) ثنا همام به.

وأخرجه أحمد (2/ 292 و 324 و 345) وفي "العلل"(2/ 241) وابن ماجه (2152) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(261) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 78 - 79) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 205 و 313) وابن عدي (6/ 2288) وابن المقرئ في "المعجم"(1141) وتمام في "فوائده"(202 و 1655) والبيهقي (10/ 249) والخطيب في "تاريخه"(14/ 216) وابن الجوزي في "العلل"(994 و 996) من طرق عن همام به (3).

قال البيهقي: هذا هو المحفوظ حديث همام عن فرقد، وأخطأ فيه بعضهم على همام فقال عنه عن قتادة عن يزيد، وقال بعضهم: عنه عن قتادة عن أنس (4)، وكلاهما باطل،

(1) 14/ 67 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

5/ 220 (كتاب البيوع - باب ما قيل في الصواغ)

(3)

واختلف عنه، فرواه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد عن همام عن فرقد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

أخرجه أحمد في "العلل"(2/ 241)

(4)

رواه محمد بن الوليد بن أبان القلانسي ثنا هدبة ثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعاً به. =

ص: 789

وروي من وجه آخر عن أبي هريرة، وقيل عن أبي سعيد مرفوعاً، وفي صحة الحديث نظر"

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وضعفه بفرقد.

وقال ابن القيم: والحس يردّ هذا الحديث فإنّ الكذب في غيرهم أضعافه فيهم كالرافضة فإنهم أكذب خلق الله والكهان والطرائقيين والمنجمين، وقد تأوله بعضهم على أنّ المراد بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه والصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له أصل، وهذا تكلف بارد لتأويل حديث باطل" المنار المنيف ص 52 - 53

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه فرقد السبخي وهو ضعيف" مصباح الزجاجة 3/ 9

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف" المسند 15/ 45

وقال الألباني: موضوع" الضعيفة 1/ 176

قلت: هو ضعيف فقط لأنّ فرقدا السبخي لم يتهم بالكذب، وهمام ويزيد ثقتان.

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً به.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 313) وابن عدي (6/ 2295) والخطيب في "التاريخ"(3/ 438) وابن الجوزي في "العلل"(995) من طريق محمد بن يونس الكديمي ثنا أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا الأعمش به.

قال ابن حبان: الكديمي كان يضع على الثقات الحديث وضعا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث. وهذا الحديث ليس يعرف إلا من حديث همام عن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي هريرة، وفرقد ليس بشيء في الحديث"

وقال ابن الجوزي: لا يصح، والكديمي كذبوه"

وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 75): قلت: ومن افترى هذا على أبي نعيم"

قلت: ولم ينفرد أبو نعيم به بل تابعه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن الأعمش به.

= أخرجه ابن عدي (6/ 2288) وقال: وهذا عن أنس بهذا الإسناد باطل، وإنما رواه همام ثني فرقد في بيت قتادة عن يزيد أخي مطرف عن أبي هريرة فلم يضبط محمد بن الوليد هذا الحديث فقال: قتادة عن أنس وكان هذا الطريق أسهل عليه.

وقال: محمد بن الوليد يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون"

ص: 790

أخرجه تمام في "فوائده"(201) عن أبي بكر محمد بن علي بن الحسن البغدادي الرماني الشرابي ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا هُدْبة بن خالد ثنا أبو عوانة به.

والشرابي قال الخطيب: حدّث عن إبراهيم بن هاشم البغوي أحاديث مستقيمة، وقال أبو الفتح بن مسرور: كان فيه بعض اللين" تاريخ بغداد 3/ 84

وتعقبهما الذهبي فقال: قلت: بل ليس بثقة. ثم ذكر له هذا الحديث. قال: وهذا موضوع والحمل فيه على الشرابي" الميزان 3/ 653

الثالث: يرويه بكر بن عبد الله بن الشرود عن مَعْمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ أكذب الناس الصباغ"

أخرجه ابن عدي (2/ 460) وابن الجوزي في "العلل"(997)

وقال ابن عدي: هذا الحديث لا يرويه غير بكر بن الشرود عن معمر، ورواه عبد الرزاق (1) عن معمر عن رجل عن أبي هريرة.

قال: وهذا الحديث غير محفوظ"

وقال ابن الجوزي: لا يصح، بكر قال ابن معين: كذاب ليس بشيء"

الرابع: يرويه عثمان بن مقسم عن نعيم المُجْمِر عن أبي هريرة مرفوعاً "إنّ أكذب الكاذبين الصباغ"

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 278) عن أبيه عن أبي الطاهر (2) عن ابن وهب عن يحيى بن سلام عن عثمان به.

قال أبو حاتم: هذا حديث كذب وعثمان هو البري، ويحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصري وقع إلى مصر"

قلت: عثمان البري تركه أحمد وابن معين ويحيى القطان وغيرهم.

536 -

حديث أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بجدارِ مائلِ فأسرع وقال: "أكره موت الفوات"

(1) أخرجه أحمد (2/ 409) عن عبد الرزاق قال: قال معمر: وزادني غير همام عن أبي هريرة رفعه "أكذب الناس الصباغ"

(2)

أخرجه ابن عدي (5/ 1807) من طرق عن ابن وهب به.

ورواه ابن وهب في "الجامع (512) عن يحيى بن سلام به.

ص: 791

قال الحافظ: ولأحمد من حديث أبي هريرة: فذكره" (1)

ضعيف

روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث يحيى بن أبي كثير مرسلاً.

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 356) عن أسود بن عامر الشامي ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن إسحاق عن سعيد عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بجدارِ أو حائطِ مائلِ فأسرع المشي، فقيل له، فقال "إني أكره موت الفوات".

قال الحسيني: إبراهيم بن إسحاق مجهول وخبره منكره" الإكمال ص 7

وقال الذهبي: إبراهيم بن إسحاق لا أدري من ذا، والخبر فمنكر" الميزان 1/ 19

قلت: إبراهيم هو ابن الفضل المخزومي ويقال له إبراهيم بن إسحاق نبه على ذلك جماعة منهم:

البخاري وابن حبان وابن عدي وأبو أحمد الحاكم وعبد الغني المقدسي في "الكمال" وغيرهم (2).

والحديث أخرجه ابن عدي (1/ 231 - 232) في ترجمة إبراهيم بن الفضل من طريق عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به.

وأخرجه هو وأبو يعلى (6612) والعقيلي (1/ 61) والبيهقي في "الشعب"(1297) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن إبراهيم بن الفضل به.

وأخرجه الطبراني (منتقى ابن مردويه 130) من طريق سفيان الثوري عن إبراهيم بن الفضل به.

قال ابن عدي: الحديث غير محفوظ، وإبراهيم بن الفضل لا يجوز الاحتجاج بحديثه"

وقال البيهقي: تفرد به إبراهيم بن الفضل وهو ضعيف"

(1) 3/ 498 (كتاب الجنائز - باب موت الفجاءة)

(2)

انظر التاريخ الكبير 1/ 1/ 311 - الكامل 1/ 231 - المجروحين 1/ 104 - 105 - لسان الميزان 1/ 32 - تعجيل المنفعة ص10 - تهذيب التهذيب 1/ 150 - 151 - علل الدارقطني 8/ 156 - تقريب التهذيب 1/ 41

ص: 792

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه البيهقي في "الشعب"(1298) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسحاق بن أبي فروة عن موسى بن وَرْدَان عن عبد الرحمن بن جبير عن ابن عمرو قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط قد أردى فأسرع، فقلت: يا رسول الله، قد أسرعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إني أخاف موت الفوات"

وقال: إسناده ضعيف"

قلت: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك الحديث. قاله النسائي والفلاس وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني، وقال ابن معين: كذاب.

وأما حديث يحيى بن أبي كثير فأخرجه البيهقي في "الشعب"(1299) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام (1) ثنا ابن عُلية عن حجاج بن أبي عثمان الصواف ثنا يحيى بن أبي كثير قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا مرّ بهدفٍ مائلٍ أو صدفٍ هائلٍ أسرع المشي.

رجاله ثقات.

537 -

عن سعد بن أبي وقاص قال: كان أصحاب المزارع يكرونها بما يكون على المساقي من الزرع، فاختصموا في ذلك، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يكروا بذلك وقال:"اكروا بالذهب والفضة"

قال الحافظ: رواه أبو داود، ورجاله ثقات إلا أنّ محمد بن عكرمة المخزومي لم يرو عنه إلا إبراهيم بن سعد" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 178 - 179 و 182) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 195) والدارمي (2621) وأبو داود (3391) والنسائي (7/ 38) وفي "الكبرى"(4622) وأبو يعلى (811) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 111) وفي "المشكل"(3/ 286) وابن حبان (5201) والبيهقي (6/ 133) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 45 - 46) والمزي في "تهذيب الكمال"(26/ 132) من طرق (3) عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن محمد بن عبد الرحمن بن

(1) غريب الحديث 1/ 77

(2)

5/ 422 (كتاب المزارعة - باب كراء الأرض بالذهب والفضة)

(3)

ومن هذا الطريق أخرجه البزار (1081) لكن سقط من إسناده عن محمد بن عكرمة.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه"

ص: 793

أبي لَبيبة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: كان أصحاب المزارع يكرون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم مزارعهم بما يكون على الساقي من الزرع. فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختصموا في بعض ذلك. فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يكروا بذلك وقال: "أكروا بالذهب والفضة"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، ومحمد بن عكرمة لم يَرو عنه سوى إبراهيم بن سعد كما قال الذهبي في "الميزان" فهو مجهول.

538 -

حديث عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن قيس بن شَمَّاس وهو مريض فقال "اكشف البأس ربّ الناس" ثم أخذ ترابا من بُطْحَان فجعله في قدح، ثم نفث عليه، ثم صبّه عليه.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (1)

يرويه عمرو بن يحيى بن عُمارة الأنصاري المازني واختلف عنه:

- فقال داود بن عبد الرحمن العطار المكي: عن عمرو بن يحيى عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه دخل عليه وهو مريض فقال "اكشف البأس ربّ الناس عن ثابت بن قيس بن شماس" ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء، فصبّه عليه.

أخرجه أبو داود (3885) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(1/ 322 - 323) والنسائي في "اليوم والليلة"(1017 و 1040) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 127) وابن حبان (6069) والطبراني في "الكبير"(1323) وفي "الأوسط"(9114) وفي "الدعاء"(1110) والبيهقي في "الدعوات"(511 و 512) والمزي (24/ 553 - 554)

عن عبد الله بن وهب (2)

والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 377)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

(1) 12/ 318 (كتاب الطب - باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

رواه جماعة عن ابن وهب فقالوا فيه: عن يوسف بن محمد.

ورواه أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب فقال: عن محمد بن يوسف.

أخرجه أبو داود (3885)

وقال: يوسف بن محمد هو الصواب"

ص: 794

وأبو نعيم في "الصحابة"(1302)

عن إبراهيم بن عيسى

ثلاثتهم عن داود بن عبد الرحمن به.

- وقال وهيب بن خالد البصري: ثنا عمرو بن يحيى عن فلان بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس أنّ ثابت بن قيس اشتكى فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 377)

- ورواه ابن جُريج واختلف عنه:

• فقال حجاج بن محمد المِصيصي: قال ابن جريج: أنا عمرو بن يحيى أني يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى ثابت بن قيس. مرسل

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1018 و 1041)

• وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: قال ابن جريج: أنا زياد أني عمرو أنّ يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس أخبره قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم ثابتا وهو مريض.

مرسل أيضاً، وزاد فيه "زياد"

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 377)

ومداره على يوسف بن محمد بن ثابت، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف حاله، روى عنه عمرو بن يحيى بس.

539 -

حديث عائشة "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإنّ الله ما يَمَلُّ من الثواب حتى تملوا العمل"

قال الحافظ: في سنده موسى بن عُبيدة وهو ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(29/ 125) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 436) من طريق موسى بن عبيدة ثني محمد بن طحلاء مولى أم سلمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كنت أجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا يصلي عليه من

(1) 1/ 110 (كتاب الإيمان - باب أحب الدين إلى الله أدومه)

ص: 795

الليل، فتسامع به الناس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضب، وكان بهم رحيما، فخشي أنْ يكتب عليهم قيام الليل، فقال "يا أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل وخير الأعمال ما دمتم عليه" ونزل القرآن - {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} - حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر، فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام الليل.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِي.

540 -

"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو يعلى من حديث أنس رفعه: فذكره" (1)

حسن

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا زَرْبِي أبو يحيى قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه أبو يعلى (4240)

وإسناده ضعيف لضعف زَربي أبي يحيى.

الثاني: يرويه المعلي بن أسد ثنا بشار بن إبراهيم ثنا غيلان بن جرير عن أنس مرفوعاً به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 130)

عن فضل بن سهل الأعرج

واللالكائي في "السنة"(1617)

عن محمد بن عبد الرحيم صاعقه

كلاهما عن المعلي بن أسد به.

وبشار بن إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، والباقون ثقات.

(1) 13/ 66 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

ص: 796

الثالث: يرويه أبو مالك زكريا بن يحيى الطائي ثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس

مرفوعاً "أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وإنّ حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة".

أخرجه البزار (كشف 35) وأبو يعلى (4166) عن محمد بن المثنى ثنا زكريا بن يحيى به.

وأخرجه اللالكائي في "السنة"(1666) من طريق علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي ثنا محمد بن المثنى به.

وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1465) من طريق محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي ثنا محمد بن المثنى به.

قال البزار: وهذا لا نعلم رواه هكذا إلا زكريا، وحدثناه وهب بن يحيى بن زمام القيسي"

وقال الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات" المجمع 1/ 58 - المطالب العالية (الهامش) 2/ 388

قلت: زكريا (1) بن يحيى لم أر من ذكره، والباقون كلهم ثقات.

وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرتها عند الكلام على حديث "إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا" وحديث "ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق" فانظرها.

541 -

حديث أم هانئ أنّها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهي صائمة، فدعا بشراب فشرب، ثم ناولها فشربت، ثم سألته عن ذلك فقال "أكنتِ تقضين يوما من رمضان؟ " قالت: لا. قال "فلا بأس" وفي رواية "إن كان من قضاء فصومي مكانه، وإن كان تطوعا فإن شئت فاقضه وإن شئت فلا تقضه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي" (2)

له عن أم هانئ طرق:

الأول: يرويه جماعة عن سِماك بن حرب واختلفوا عنه، فممن رواه عنه:

1 -

أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عنه عن ابن أم هانئ عن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتي بشراب فشرب منه، ثم ناولني فشربت منه.

(1) ووقع عند الذهبي: يحيى بن زكريا، وقال: تفرد به ولا أعرفه.

(2)

5/ 115 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع).

ص: 797

فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال "وما ذاك؟ " قالت: كنت صائمة فأفطرت. فقال "أمِنْ قضاء كنت تقضينه؟ " قالت: لا، قال "فلا يضرك"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 30) والترمذي (731) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3153) والنسائي في "الكبرى"(3306) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 108) والطبراني في "الكبير"(24/ 408) والبغوي في "شرح السنة"(1813)

2 -

أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي عوانة عن سماك عن ابن أم هانئ عن جدته أم هانئ قالت: فذكر نحو حديث أبي الأحوص إلا أنّه قال فيه "أتي بشراب يوم فتح مكة"(1)

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 107)

عن مُسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي وأسد بن موسى المصري

والطبراني في "الكبير"(24/ 409)

عن محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي

والدارقطني (2/ 174)

عن خالد بن يوسف السمتي

قالوا: ثنا أبو عوانة به.

- ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن أبي عوانة واختلف عنه:

• فقال محمد بن المثنى: ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن سماك عن ابن أم هانئ عن جدته أم هانئ.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3304)

• وقال أحمد بن محمد البرتي القاضي: ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن سماك عن هارون ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ.

أخرجه البيهقي (4/ 276)

- ورواه إبراهيم بن الحجاج النَّيلي عن أبي عوانة عن سماك عن ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ.

(1) ويوم فتح مكة كان فى رمضان فكيف يقضى رمضان في رمضان؟

ص: 798

أخرجه البيهقي (4/ 276)

3 -

حماد بن سلمة واختلف عنه:

- فقيل: عن حماد عن سماك عن هارون بن أم هانئ عن أم هانئ قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوت له بشراب فشرب، أو قالت: دعا بشراب فشرب، ثم ناولني فشربت وقلت: يا رسول الله أما إني كنت صائمة ولكن كرهت أنْ أردّ سؤرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ كان قضاء من رمضان فصومي يوما مكانه، وإنْ كان تطوعا فإنْ شئت فاقضي وإن شئت فلا تقضي".

أخرجه الطيالسي (ص 225) ثنا حماد بن سلمة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 278) وفي "المعرفة"(8921 و 8922)

- وقيل: عن حماد عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ عن أم هانئ.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 407 - 408) من طريق حجاج بن المنهال البصري ثنا حماد بن سلمة به.

- وقيل: عن حماد عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ أو ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ.

أخرجه أحمد (6/ 343 - 344)

عن بهز بن أسد العمي

والدارمي (1686)

عن أبي النعمان محمد بن الفضل البصري

قالا: ثنا حماد بن سلمة به.

- ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن حماد واختلف عنه:

• فقال أحمد بن محمد البرتي: ثنا أبو الوليد ثنا حماد عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ أو ابن ابن أم هانئ عن أم هانئ.

وقال في روايته: يوم فتح مكة.

أخرجه البيهقي (4/ 278 - 279)

• وقال إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري: ثنا أبو الوليد ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن هارون بن أم هانئ أو ابن بنت أم هانئ عن أم هانئ.

ص: 799

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 107)

ولم يذكر في روايته "يوم فتح مكة"

• وقال محمد بن المثنى: ثنا أبو الوليد ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن هارون عن جدته.

أخرجه الدارقطني (2/ 174 - 175)

ولم يذكر في روايته "يوم فتح مكة".

- وقيل: عن حماد بن سلمة عن سماك عن هارون بن بنت أم هانئ أو ابن أم هانئ عن أم هانئ.

أخرجه أحمد (6/ 424)

عن يزيد بن هارون

والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 107)

عن رَوح بن عبادة البصري ويحيى بن حسان التَّنَّيسي (1)

قالوا: ثنا حماد به.

4 -

إسرائيل عن سماك عن رجل عن أم هانئ قالت: فذكرت الحديث وفيه "أشيء تقضينه عليك؟ " قالت: لا. قال "لا يضرك إذاً".

أخرجه أحمد (6/ 342)

5 -

قيس بن الربيع واختلف عنه:

- فقال أسد بن موسى: ثنا قيس عن سماك عن رجل من آل جعدة بن هبيرة عن جدته أم هانئ قالت: فذكرت الحديث وفيه "هل كنت تقضين يوما من رمضان؟ " فقالت: لا. قال "فلا بأس"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 107 - 108)

(1) هكذا رواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن يحيى بن حسان، وخالفه الربيع بن سليمان المرادي فرواه عن يحيى بن حسان عن حماد عن سماك عن هارون بن أم هانئ عن أم هانئ.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3305) وابن عبد البر (12/ 74) وقال: وهذا الإسناد أصح إسناد لهذا الحديث، وما خالفه فلا يعرج عليه"

ص: 800

- وقال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: عن قيس عن سماك عن ابن أم هانئ عن أم هانئ

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 408)

6 -

الوليد بن أبي ثور الكوفي عن سماك عن يحيى بن جعدة عن جدته أم هانئ.

أخرجه الدارقطني (2/ 174)

وقال: قوله: يحيى بن جعدة وهم من الوليد وهو ضعيف"

7 -

حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس القشيري عن سماك عن أبي صالح عن أم هانئ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح، فذكرت الحديث وفيه "فإنّ الصائم المتطوع بالخيار إنْ شاء صام وإنْ شاء أفطر".

أخرجه أحمد (6/ 424) والنسائي في "الكبرى"(3308) والدارقطني (2/ 175) والحاكم (1/ 439) والبيهقي (4/ 276)(1)

قال النسائي: أبو صالح هذا يختلفون في اسمه فقيل: إنه باذان، وقيل: باذام، وهو ضعيف الحديث" تحفة الأشراف 12/ 450

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

8 -

أسباط بن نصر الهَمْداني عن سماك عن رجل عن يحيى بن جَعدة عن أم هانئ.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3307)

والحديث قال الترمذي: في إسناده مقال"

وقال النسائي: قد اختلف على سماك بن حرب فيه، وليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث لأنّه كان يقبل التلقين"

وقال ابن التركماني: هذا الحديث اضطرب متنا وسندا، أما اضطراب متنه فظاهر، وقد ذكر فيه أنّه كان يوم الفتح، وهي أسلمت عام الفتح، وكان الفتح في رمضان فكيف يلزمها قضاؤه. وأما اضطراب سنده فاختلف على سماك فيه، فتارة رواه عن أبي صالح، وتارة عن جعدة، وتارة عن هارون، أما أبو صالح فهو باذان ويقال

(1) هكذا رواه صفوان بن عيسى البصري ويحيى بن أبي الحجاج البصري عن حاتم عن سماك عن أبي صالح عن أم هانئ، ورواه خالد بن الحارث البصري عن حاتم عن سماك عن أبي صالح مرسلاً.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3309)

ص: 801

باذام ضعفوه. ثم ذكر تضعيف الحفاظ له. قال: وأما هارون فمجهول الحال، قاله ابن القطان.

وقال عبد الحق: هذا أحسن أحاديث أم هانئ وإنْ كان لا يحتج به" الجوهر النقي 4/ 278 - 279

وقال الحافظ: ومما يدل على غلط سماك فيه أنه قال في بعض الروايات عنه: إنّ ذلك كان يوم الفتح وهي عند النسائي والطبراني، ويوم الفتح كان في رمضان فكيف يتصور قضاء رمضان في رمضان" التلخيص 2/ 211

الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الهاشمي عن عبد الله بن الحارث عن أم هانئ قالت: لما كان يوم فتح مكة، فذكرت الحديث وفيه "أكنت تقضين شيئاً" قالت: لا. قال "فلا يضرك إنْ كان تطوعا".

أخرجه الدارمي (1687) وأبو داود (2456) والبيهقي (4/ 277) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 73)

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.

الثالث: يرويه هلال بن خبَّاب البصري عن يحيى بن جعدة عن أم هانئ أنّها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فذكرت الحديث وفيه "كنت تقضين؟ " قالت: لا، قال "لا يضرك".

أخرجه الطبراني (24/ 410) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب به.

ورواته ثقات إلا أنّ هلال بن خباب كان قد تغير قبل موته فلا أدري رواية ثابت بن يزيد عنه أهي قبل تغيره أم بعده.

الرابع: يرويه شعبة عن جعدة عن أم هانئ - وهي جدته - أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح فأتي بشراب فشرب ثم ناولني فقلت: إني صائمة، فقال رسوله الله صلى الله عليه وسلم "إنّ المتطوع أمير على نفسه فإنْ شئت فصومي وإنْ شئت فأفطري".

أخرجه أحمد (6/ 343) والنسائي في "الكبرى"(3302) وابن عدي (2/ 601) والدارقطني (2/ 173 - 174) من طريق محمَّد بن جعفر البصري قال: ثنا شعبة به.

وليس في رواية الدارقطني وابن عدي "يوم الفتح"

ص: 802

قال النسائي: لم يسمعه جعدة من أم هانئ"

قلت: وهو كما قال، فقد قال الطيالسي (ص 225): ثنا شعبة أني جعدة رجل من قريش وهو ابن أم هانئ وكان سماك بن حرب يحدثه يقول أخبرني ابنا أم هانئ. قال شعبة: فلقيت أنا أفضلهما جعدة فحدثني عن أم هانئ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فذكرت الحديث.

قال شعبة: فقلت لجعدة: أسمعته أنت من أم هانئ؟ قال: أخبرني أهلنا وأبو صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ.

وأخرجه أحمد (6/ 341) عن الطيالسي به.

ومن طريق أحمد أخرجه العقيلي (1/ 206)

وأخرجه الترمذي (732) والنسائي في "الكبرى"(3303) والدارقطني (2/ 174) والبيهقي (4/ 276 - 277) وفي "المعرفة"(8920) والخطيب في "الجامع"(1137) والمزي في "تهذيب الكمال"(4/ 568 - 569) من طرق عن الطيالسي به (1).

ووقع في رواية الترمذي: قال شعبة: كنت أسمع سماكا يقول: حدثني أحد بني أم هانئ فلقيت أفضلهم وكان اسمه جعدة.

ووقع في رواية الدارقطني: قال شعبة: وكنت أسمع سماكا يقول: حدثني ابنا جعدة فلقيت أفضلهما فحدثني بهذا الحديث.

ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه النضر بن شُميل عن شعبة به.

أخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "النكت الظراف"(12/ 451)

قال ابن التركماني: أما جعدة فمجهول قال البخاري في "تاريخه"(1/ 2/ 239): جعدة من ولد أم هانئ عن أبي صالح عن أم هانئ روى عنه شعبة لا يعرف إلا بحديث فيه نظر" الجوهر النقي 4/ 278 - 279

وقال الذهبي في "الميزان": جعدة لا يدرى من هو لكن شيوخ شعبة عامتهم جياد وهو من ولد أم هانئ وصوابه شعبة عن جعدة عن أبي صالح عن أم هانئ"

قلت: وأبو صالح مولى أم هانئ ضعيف كما تقدم، وأهل جعدة لا تعرف.

(1) وأخرجه ابن عدي (2/ 601) من طريق زيد بن أخزم البصري عن الطيالسي ثنا شعبة عن جعدة عن أبي صالح عن أم هانئ.

ص: 803

542 -

"أكون أنا وأمتي على تل فيكسوني ربي حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أنْ أقول فذلك المقام المحمود"

قال الحافظ: أخرجه الطبري من حديث كعب بن مالك رفعه: فذكره، وأخرجه ابن حبان والحاكم وأصله في مسلم" (1)

أخرجه أحمد (3/ 456) والذهلي في "الزهريات"(26) والطبري في "تفسيره"(15/ 147) وابن حبان (6479) والطبراني في "الكبير"(19/ 72 - 73) والحاكم (2/ 363) واللالكائي في "السنة"(2093)

عن محمد بن حرب الخولاني الحمصي

وابن أبي عاصم في "السنة"(785) والطبري (15/ 146) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2008) والطحاوي في "المشكل"(1018 و 1019) وابن أبي داود في "البعث"(27) والطبراني في "الكبير"(19/ 72 - 73) و"الأوسط"(8792) و"مسند الشاميين"(1759) وابن بشران (1252) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 509)

عن بَقية بن الوليد الحمصي

كلاهما عن الزُّبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن (2) بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك رفعه "يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي تبارك وتعالى حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أنْ أقول فذاك المقام المحمود".

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الذهبي: إسناده صالح، والمتن غريب"

وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 51

وذكره في موضع آخر وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح"

قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال الذهلي في "العلل": ما أظنه سمع من جده شيئا، وقال الدارقطني: روايته عن جده مرسل. تهذيب التهذيب 6/ 215

(1) 14/ 218 و 219 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار)

(2)

هكذا وقع عند أحمد وابن حبان والحاكم واللالكائي، ووقع عند الباقين (عبد الرحمن بن كعب بن مالك)

ص: 804

كذا قالا، وقد وقع التصريح بسماعه من جده في صحيح البخاري في الجهاد: باب من أراد غزوة فورى بغيرها (فتح 6/ 454)

قال البخاري: ثنا أحمد بن محمد أنا عبد الله أنا يونس عن الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعت كعب بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها

وذكر الحديث.

وهذا من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على البخاري.

فقال الحافظ في "هدي الساري"(2/ 122 - حلبي): قال الدارقطني: وأخرج البخاري حديث توبة كعب بن مالك من طرق صحيحة عن عقيل وغيره عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن كعب وهو الصواب.

وأخرجه - يعني في الجهاد - مختصرا عن أحمد بن محمد عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب. قال: وهو مرسل فقد رواه سويد بن نصر عن ابن المبارك فقال عن أبيه عن كعب كما قال الجماعة. قلت: وقع في رواية البخاري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعبا. فأخرجه على الاحتمال لأنّ من الجائز أنْ يكون عبد الرحمن سمعه من جده وثبته أبوه فكان في أكثر الأحوال يرويه عن أبيه عن جده وربما رواه عن جده لكن رواية سويد بن نصر التي أشار إليها الدارقطني توجب أنْ يكون الخلاف فيها على عبد الله بن المبارك وحينئذ فتكون رواية أحمد بن محمد شاذة فلا يترتب على تخريجها كبير تعليل فإنّ الاعتماد إنما هو على الرواية المتصلة والله أعلم، ثم وجدت الحديث في سنن أبي داود عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، وقال محمد بن يحيى الذهلي في "علل حديث الزهري": ما أظنّ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب سمع من جده شيئا وإنما يروي عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب، ثم ساق حديث معمر كما ذكره أبو داود سواء"

543 -

حديث ابن عمر: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوبا فقال "البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان وأعلّه النسائي" (1)

أخرجه عبد الرزاق (20382) عن مَعْمَر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصا أبيض فقال "أجديد قميصك هذا أم غسيل؟ " قال: بل

(1) 12/ 420 (كتاب اللباس - باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)

ص: 805

غسيل، فقال "البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة" قال: وإياك يا رسول الله.

وأخرجه أحمد (2/ 88 - 89) وفي "فضائل الصحابة"(322) وعبد بن حميد (723) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "نتائج الأفكار"(1/ 135) وابن ماجه (3558) والترمذي في "العلل"(2/ 937) وعبد الله بن أحمد في "زيادات فضائل الصحابة"(323) والبزار (كشف 2504) والنسائي في "اليوم والليلة"(311) وأبو يعلى (5545) وابن حبان (6897) والطبراني في "الكبير"(13127) وفي "الدعاء"(399) وأبو الشيخ في "الأمثال"(215) وابن السني في "اليوم والليلة"(268) وأبو سعد السمان في "مشيخته"(التدوين للرافعي 1/ 485 - 486) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 139) والبيهقي في "الدعوات"(434) والهرثمية في "جزئها"(117) والبغوي في "شرح السنة"(3112) وفي "الشمائل"(786) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 135) من طرق عن عبد الرزاق به.

قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق ولم يتابع عليه"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 73 - 74

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح. قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لا أعلم أحدا رواه عن الزهري غير معمر وما أحسبه بالصحيح" مصباح الزجاجة 4/ 82

قلت: قد أعلّ هذا الحديث بالإرسال.

فقال أبو حاتم: هذا حديث ليس له أصل من حديث الزهري. ولم يرض عبد الرزاق حتى أتبع هذا بشيء أنكر من هذا فقال: ثنا الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله (1)، وليس لشيء من هذين أصل، وإنما هو معمر عن الزهري مرسل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم" العلل 1/ 487 - 488

(1) أخرجه الطبراني في "الدعاء"(400) والبيهقي في "الدعوات"(435)

عن زهير بن محمد المروزي

والطبراني

عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي وعن حفص بن عمر المهرقاني ثلاثتهم عن عبد الرزاق به.

وخالفهم نوح بن حبيب القُوْمِسي فرواه عن عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم

مرسلاً. لم يذكر ابن عمر

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات فضائل الصحابة"(324)

قال البيهقي: هذا المتن بهذا الإسناد أشبه، وهو أيضاً غير محفوظ، والصواب عن إسماعيل بن أبي خالد

عن أبي الأشهب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهم فيه عبد الرزاق عن الثوري"

ص: 806

وقال النسائي: وهذا حديث منكر أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق، وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبيد الله واختلف عليه فيه، فروي عن معقل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ورجال الإسناد رجال الصحيح لكن أعلّه النسائي فقال: فذكر كلامه. ثم قال: قلت: وجدت له شاهدا مرسلاً أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(1)(8/ 453 - 454 و 10/ 402) عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل بنحو رواية أحمد فذكر المتن (2)، وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي (3) وهو من رجال الصحيح وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أنّ للحديث أصلا وأقل درجاته أنْ يوصف بالحسن" نتائج الأفكار

قلت: وقد وجدت له شاهدا موصولا بإسناد ضعيف.

أخرجه البزار (كشف 2503) عن عباد بن أحمد العَرْزَمِي ثني عمي عن أبيه عن جابر الجُعْفِي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل عمر بن الخطاب وعليه قميص أبيض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عمر! أجديد قميصك هذا أم غسيل؟ " فقال: غسيل، قال "البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة".

وأخرجه ابن بشران في "الأمالي"(1494) من طريق القاسم بن جعفر ثنا عباد بن أحمد به.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف" المجمع 9/ 74

(1) وفي "المسند"(المطالب 3898)

(2)

ومن هذا الطريق أخرجه ابن سعد (3/ 329) والدولابي (1/ 109)

واختلف فيه على أبي الأشهب، فرواه إسماعيل بن أبي خالد عنه مرسلاً. لم يذكر "عن رجل".

أخرجه ابن سعد (3/ 329) والبخارى في "الكبير"(2/ 1/ 356) و"الأوسط"(2/ 38 - 39) والترمذي في "العلل"(2/ 938 - 939) والبيهقي في "الدعوات"(436)

وقال البخاري: وهذا أصح بإرساله. وقال أيضاً: هذا مرسل. لا يصح"

وقال: حدثني إسماعيل بن عرعرة قال: سمعت ابن إدريس قال: ذهبت مع ابن أبي خالد إلى أبي الأشهب زياد بن زاذان فحدث بحديث عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "البس جديدا"

(3)

قلت: بل هو زياد بن زاذان كما جاء مصرحا به في رواية البخاري في كتابيه.

ص: 807

544 -

عن محمد بن مالك قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب فقال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فألبسنيه فقال: "البس ما كساك الله ورسوله"

قال الحافظ: وأخرج أحمد من طريق محمد بن مالك قال: فذكره، قال الحازمي: إسناده ليس بذاك ولو صح فهو منسوخ. قلت: لو ثبت النسخ عند البراء ما لبسه بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي حديث النهي المتفق على صحته عنه فالجمع بين روايته وفعله إما بأنْ يكون حمله على التنزيه أو فهم الخصوصية له من قوله "البس ما كساك الله ورسوله" وهذا أولى من قول الحازمي: لعل البراء لم يبلغه النهي. ويؤيد الاحتمال الثاني أنّه وقع في رواية أحمد "كان الناس يقولون للبراء: لم تتختم بالذهب وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيذكر لهم هذا الحديث ثم يقول: كيف تأمرونني أنْ أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البس ما كساك الله ورسوله"(1)

أخرجه أحمد (4/ 294)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري

وأبو يعلى (1708) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 259) وابن عدي (4/ 1567)

عن إسحاق بن منصور السَّلولي

قالا: ثنا أبو رجاء الخراساني عبد الله بن واقد ثنا محمد بن مالك قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب وكان الناس يقولون له: لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال البراء: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه غنيمة يقسمها سبي وخرثئ قال: فقسمها حتى بقي هذا الخاتم، فرفع طرفه فنظر إلى أصحابه، ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم قال "أي براء" فجئته حتى قعدت بين يديه فأخذ الخاتم فقبض على كرسوعي ثم قال:"خذ البس ما كساك الله ورسوله"

قال: وكان البراء يقول: كيف تأمروني أنْ أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البس ما كساك الله ورسوله".

قال الحازمي: إسناده ليس بذاك، وإنْ صح فهو منسوخ" الاعتبار ص 233

وقال الذهبي: هذا حديث منكر" الميزان 2/ 520

وقال الهيثمي: محمد بن مالك مولى البراء وثقه ابن حبان وأبو حاتم، ولكن قال ابن

(1) 12/ 435 (كتاب اللباس - باب خواتيم الذهب)

ص: 808

حبان: لم يسمع من البراء. قلت: قد وثقه وقال: رأيت، فصرّح، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 151

قلت: محمد بن مالك هو الجوزجاني أبو المغيرة مولى البراء قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يروي عن البراء بن عازب، أي سمع منه، روى عنه عبد الله بن واقد الهروي، يخطئ كثيرا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لسلوكه غير مسلك الثقات في الأخبار.

وقال الحافظ في "التهذيب" بعد قول محمد بن مالك: رأيت على البراء خاتما من ذهب. قال: فهذا ينفي قول ابن حبان: إنّه لم يسمع من البراء. إلا أنْ يكون عنده غير صادق فما كان ينبغي له أن يورده في كتاب "الثقات"(1).

ولم ينفرد محمد بن مالك به بل تابعه أبو السَّفَر قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب. مختصر

أخرجه ابن سعد (4/ 368) وابن أبي شيبة (8/ 470) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 259 و 260) من طرق عنه به.

وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "الفتح"(12/ 435) وأبو السفر هو سعيد بن يُحْمِد الهمذاني.

وتابعه أبو إسحاق السبيعي قال: رأيت على البراء خاتما من ذهب.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 468 - 469) والبغوي في "الجعديات" كما في "الفتح"(12/ 435) من طريق شعبة عنه به.

وإسناده صحيح.

545 -

عن أبي قرفاصة قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم برنسا فقال "البسه"

سيأتي الكلام عليه في حرف الكاف.

546 -

"البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن من حديث ابن عباس وصححه الترمذي والحاكم، وله شاهد من حديث سَمُرة بن جندب أخرجوه وإسناده صحيح" (2)

صحيح

(1) لم أره في كتاب "الثقات" لابن حبان فالله أعلم.

(2)

3/ 377 (كتاب الجنائز - باب الثياب البيض للكفن)

ص: 809

ورد من حديث ابن عباس ومن حديث سمرة بن جندب ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر

فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد الرزاق (6200 و 6201) والشافعي في "مسنده"(ص 364 - 365) وابن سعد (1/ 450) وابن أبي شيبة (3/ 266) والحميدي (520) وأحمد (1/ 247 و 274 و328 و355 و363) وأبو داود (4061 و 3878) وابن ماجه (1472 و 3566) والترمذي (994) وفي "الشمائل"(65) وأبو يعلى (2410) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 357) وابن الأعرابي (ق 161/ أ) وابن حبان (5423) والطبراني في "الكبير"(الأحاديث من 12485 إلى 12493) و"الأوسط"(3495) و"الصغير"(388) وابن عدي (4/ 1479) وابن المقرئ في "المعجم"(854) وابن شاهين في "الناسخ"(595 و 596) والحاكم (1/ 354 و 4/ 185) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 99) والقضاعي (1253) والبيهقي (3/ 245 و5/ 33) وفي "الآداب"(747) وفي "الشعب"(5905) وفي "معرفة السنن"(5/ 240 و7/ 108) والخطيب في "المتفق والمفترق"(307) والبغوي في "شرح السنة"(1477) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(9) وابن السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 30) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 215) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً به (1).

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم (2) "

وقال النووي: رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة" المجموع 7/ 196

وقال ابن كثير: هذا حديث جيد الإسناد رجاله على شرط مسلم" التفسير 2/ 210

قلت: وهو كما قال، وابن خثيم مختلف فيه، وحديثه في مرتبة الحسن.

ولم ينفرد به بل تابعه حكيم بن جبير الكوفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12427)

وحكيم بن جبير قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث.

(1) وفيه زيادة تقدم الكلام عليها عند حديث "اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر

"

(2)

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

ص: 810

وأما حديث سمرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أيوب السَّخْتِياني عن أبي قِلابة عن عمه أبي المهلب عن سمرة مرفوعا "عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤكم، وكفنوا فيه موتاكم، فإنّه من خير ثيابكم".

أخرجه أحمد (5/ 20 - 21) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1314) والنسائي (4/ 29 و8/ 181) وفي "الكبرى"(9645) وابن المنذر في "الأوسط (5/ 358) والطبراني في "الكبير" (6976) وابن شاهين في "الناسخ" (597) والبيهقي (3/ 403)

عن سعيد بن أبي عَروبة

وعبد الرزاق (6198) وأحمد (5/ 20 - 21) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1315) والطبراني في "الكبير"(6975) والحاكم (4/ 185)

عن مَعْمر بن راشد

كلاهما عن أيوب به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأنّ سفيان بن عُيينة وإسماعيل بن علية أرسلاه عن أيوب"

قلت: رواه جماعة عن أيوب عن أبي قلابة عن سمرة، ولم يذكروا أبا المهلب، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (5/ 241) والحاكم (4/ 185)

2 -

إسماعيل بن عُلية.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 266) وأحمد (5/ 12) والنسائي في "الكبرى"(9643) وابن الجارود (523) والطبراني في "الكبير"(6977) والحاكم (4/ 185)

3 -

حماد بن زيد.

أخرجه الحسن الأشيب في "حديثه"(5) وابن سعد (1/ 449) وأحمد (5/ 21) والنسائي (8/ 181) وفي "الكبرى"(9644)

4 -

وهيب بن خالد البصري.

أخرجه أحمد (5/ 21)

ص: 811

5 -

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي.

أخرجه الروياني (795) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(598)

6 -

حماد بن سلمة.

أخرجه ابن سعد (1/ 449)

7 -

عبيد الله بن عمرو الرقي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9643)

ولم ينفرد به أيوب بل تابعه خالد الحَذَّاء عن أبي قلابة عن سمرة ولم يذكر أبا المهلب

أخرجه أحمد (5/ 10)

وتابعه المتوكل بن الليث المحاربي عن أبي قلابة عن عمران بن حُصين وسمرة بن جندب به.

أخرجه الطبراني "مسند الشاميين"(1439) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد قالا: ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن المتوكل به.

وأخرجه في "الكبير"(18/ 225 - 226) من طريق صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن عبيد الله النصري أنّه سمع المتوكل به.

الثاني: يرويه ميمون بن أبي شبيب عن سمرة.

أخرجه عبد الرزاق (6199) وابن سعد (1/ 449 - 450) وابن أبي شيبة (3/ 266) وأحمد (5/ 13 و 19) وابن ماجه (3567) والترمذي (2810) وفي "الشمائل"(66) والنسائي في "الكبرى"(9642) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي"(108) والطبراني في "الكبير"(6759 و 6760 و 6761 و 6762) و"الأوسط"(3931) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 254) وابن شاهين في "الناسخ"(591) والحاكم (1/ 354 و 355 و 4/ 185) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 378) والبيهقي في "الآداب"(748) وفي "الشعب"(5806) والخطيب في "الجامع"(1/ 27) والهرثمية في "جزئها"(47) والبغوي في "شرح السنة"(3087) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 215)

عن حبيب بن أبي ثابت

والطيالسي (منحة 1800) وابن سعد (1/ 449 - 450) وأحمد (5/ 17 و 18)

ص: 812

والطبراني في "الكبير"(6760) وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"(1/ 311) والبيهقي (3/ 402) وفي "الآداب"(748) وفي "الشعب"(5806)

عن الحكم بن عُتيبة

كلاهما عن ميمون بن أبي شبيب به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أيضاً: صحيح على شرط الشيخين"

وقال ابن كثير: إسناده جيد" التفسير 2/ 210

قلت: ميمون بن أبي شبيب قال عمرو بن علي الفلاس: كان يحدّث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عن عمر، وعن معاذ، وعن أبي ذر، وعن سمرة بن جندب، وعن ابن مسعود، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أخبر أنّ أحدا يزعم أنّه سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مبارك بن فَضالة عن الحسن عن أنس مرفوعاً "خير أكحالكم الإثمد، أجلاه للبصر وأنبته للأشعار، وخير ثيابكم البيض، ألبسوها أحياؤكم، وكفنوا بها موتاكم"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 102 - 103) والقضاعي (1254)

وإسناده ضعيف. مبارك بن فضالة معروف بالتدليس ولم يذكر سماعا من الحسن.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أشعث عن الحسن عن أنس به، إلا أنّه لم يذكر الفقرة الأولى منه.

أخرجه البزار (كشف 2941) عن هارون بن سفيان المستملى ثنا منصور بن عكرمة ثنا أشعث به.

وقال: لا نعلم أحدا رواه عن أشعث عن الحسن عن أنس إلا منصور وليس به بأس وهو بصري انتقل إلى واسط وأقام بها حتى مات"

وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 128

الثاني: يرويه الحسين بن حكم بن طهمان عن هشام الدَّسْتُوَائي أني أبو عصام عن أنس مرفوعاً "عليكم بالبياض فليلبسه أحياؤكم، وكفنوا فيه موتاكم"

ص: 813

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5387) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا الحسين بن منصور الدباغ ثنا الحسين بن الحكم به.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسين بن الحكم"

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر جداً، باطل بهذا الإسناد" العلل 1/ 365

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13100) و"الأوسط"(642) وابن عدي (7/ 2535) من طريق الوليد بن محمد المُوَقَّري عن الزهري عن القاسم بن محمد عن ابن عمر مرفوعاً "عليكم بالثياب البياض، ألبسوها أحياؤكم، وكفنوها موتاكم فإنّه من خير ثيابكم".

قال الهيثمي: وفيه الوليد بن محمد الموقري وهو متروك" المجمع 5/ 128

وأخرجه الروياني (1436) من طريق ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً نحوه.

وابن أبي ليلى ضعيف.

547 -

حديث سَمُرَة "البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنّها أطهر وأطيب"

قال الحافظ: وهو عند الترمذي مصححا، وأخرجه أيضاً عن ابن عباس" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

548 -

حديث جبير بن مطعم: التفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه مثل شقة القمر"

قال الحافظ: ووقع في حديث جبير بن مطعم عند الطبراني: فذكره" (2)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1575) عن محمد بن يحيى بن مَنْده ثنا أبو كُريب ثنا فردوس بن الأشعري عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو عند ثنية الأراكة وهو يعطي حين فرغ من حُنين التفت إلينا ووجهه مثل شقة القمر.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 280

(1) 10/ 414 (كتاب فضائل القرآن - باب تأليف القرآن)

(2)

7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 814

قلت: مسعود بن سليمان قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 4/ 1/ 284) وفردوس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: شيخ. والباقون كلهم ثقات معروفون.

وللحديث شاهد عن ابن مسعود سيأتي الكلام عليه عند حديث: اللهم إني أنشدك ما وعدتني.

549 -

"التمسوا ليلة القدر ليلة أربع وعشرين"

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصُّنَابحي عن بلال مرفوعاً: فذكره، وقد أخطأ ابن لهيعة في رفعه، فقد رواه عمرو بن الحارث عن يزيد بهذا الإسناد موقوفاً بغير لفظه كما سيأتي في "المغازي" بلفظ "ليلة القدر أول السبع من العشر الأواخر"(1)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين"

550 -

حديث عبد الله بن أُنيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "التمسوها الليلة" قال: وكانت تلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين، فقال رجل: هذه أولى بثمان بقين، قال "أولى بسبع بقين فإنّ هذا الشهر لا يتم".

قال الحافظ: رواه أحمد والطحاوي" (2)

له عن عبد الله بن أنيس الجهني طرق:

الأول: يرويه معاذ بن عبد الله بن خُبيب الجهني عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن خبيب قال: جلس معنا عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه في مجلس جهينة في رمضان فقلنا له: يا أبا يحيى سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة من شيء؟ فقال: نعم، جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الشهر فقلنا له: يا رسول الله، متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال "التمسوها هذه الليلة" وقال: وذلك مساء ليلة ثلاثة وعشرين، فقال له رجل من القوم: وهي إذا يا رسول الله أول ثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها ليست بأول ثمان ولكنها أول السبع إنّ الشهر لا يتم".

أخرجه أحمد (3/ 495)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

(1) 5/ 169 (كتاب صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(2)

5/ 168 (صلاة التراويح - باب تحرى ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

ص: 815

وابن خزيمة (2185)

عن إسماعيل بن عُلية

و (2186) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 85 - 86) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 96) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 356)

عن يزيد بن أبي حبيب (1)

وابن نصر في "قيام الليل"(ص 235) والطحاوي (3/ 86) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 213)

عن أحمد بن خالد الوَهْبي

كلهم عن محمد بن إسحاق ثني معاذ بن عبد الله به.

وعبد الله بن عبد الله بن خبيب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا أخوه معاذ بن عبد الله فهو مجهول لكنّه قد توبع كما سيأتي.

الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم واختلف عنه:

- فقال عبد الله بن جعفر المَخْرَمي: عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن أنيس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم وسألوه عن ليلة يتراءونها في رمضان قال "ليلة ثلاث وعشرين"

أخرجه أحمد (3/ 495) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ثنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن يزيد بن الهاد به.

- وقال يحيى بن أيوب الغافقي المصري: عن يزيد بن الهاد أنّ أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن عبد الله بن أنيس قال: كنا

(1) رواه عبد الله بن عبد الحكم المصري وشعيب بن الليث بن سعد وعبد الله بن صالح المصري ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أخيه عبد الله عن عبد الله بن أنيس به.

وخالفهم شبابة بن سوار المدائني فرواه عن الليث وأسقط منه ابن إسحاق ومعاذ بن عبد الله.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 73) وفي "المسند"(852)

والأول أصح.

ص: 816

بالبادية فقلنا: إنْ قدمنا بأهلينا شقّ علينا وإنْ خلفناهم أصابتهم ضيقة، قال: فبعثوني وكنت أصغرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له قولهم فأمرنا بليلة ثلاث وعشرين.

أخرجه الطحاوي (3/ 86) والبيهقي في "فضائل الأوقات"(90) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 212)

- وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي: عن يزيد بن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن عبد الله بن أنيس.

أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 344) والخطيب (1) في "المتفق والمفترق"(783) وابن عبد البر (2) في "التمهيد"(21/ 211 - 212)

الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن ضَمْرة بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا: فذكر الحديث وفيه فقال "كم الليلة؟ " فقلت: اثنتان وعشرون، قال "هي الليلة" ثم رجع فقال "أو القابلة" يريد ليلة ثلاث وعشرين.

أخرجه أبو داود (1379) والنسائي في "الكبرى"(3401) من طريق إبراهيم بن طهمان الخراساني عن عَبّاد بن إسحاق عن الزهري به.

وعباد بن إسحاق هو عبد الرحمن بن إسحاق العامري القرشي.

وأخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 345) من طريق عدي بن الفضل التيمي البصري عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن ضَمْرة بن عبد الله بن أنيس وعبد الرحمن بن كعب أنهما سمعا عبد الله بن أنيس.

واختلف فيه على عبد الرحمن بن إسحاق، فرواه موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري سمع عبد الله بن كعب وعمرو بن عبد الله بن أنيس أنّ عبد الله بن أنيس أخبرهما بذلك.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 125) والنسائي في "الكبرى"(3402) والطبراني (13/ حديث رقم 343)

وقال النسائي: موسى بن يعقوب ليس بذلك القوي" (3)

(1) سقط من إسناده عن أبيه.

(2)

سقط من إسناده عن أبيه.

(3)

والأول أصح، فقد رواه بكير بن مسمار عن الزهري قال: قلت لضمرة بن عبد الله بن أنيس: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيك في ليلة القدر؟ قال: كان أبي صاحب بداية قال: فقلت: يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها؟ قال "انزل ليلة ثلاثة وعشرين" قال: فلما تولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلبوها في العشر الأواخر" =

ص: 817

قلت: ولم ينفرد به الزهري بل تابعه بكير بن عبد الله قال: سألت ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن ليلة القدر فقال: سمعت أبي يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تحروها ليلة ثلاث وعشرين"

أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 338) ثنا أبو مسلم الكشي ثنا يحيى بن كثير الناجي ثنا ابن لهيعة عن بكير به (1).

وابن لهيعة ضعيف.

الرابع: يرويه محمد بن إبراهيم التيمي عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ لي بادية أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد الله فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد، فقال "انزل ليلة ثلاثة وعشرين".

أخرجه أبو داود (1380) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 235) والطحاوي (3/ 88) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 340 و 341) والبيهقي (4/ 309 - 310) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 211) والبغوي في "شرح السنة"(1826) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثنا محمد بن إبراهيم به.

الخامس: يرويه أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بُسر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس رفعه "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها وأراني صبحها أسجد في ماء وطين" قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف وإنّ أثر الماء والطين على جبهته وأنفه.

قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين.

أخرجه مسلم (1168) وأحمد (3/ 495) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 235 - 236) والطبراني (13/ حديث رقم 353 و 354 و 355) والبيهقي (4/ 309) وفي "فضائل الأوقات"(89) وفي "الشعب"(3401) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 210)

السادس: يرويه عبد الله بن عمر العمري عن عيسى بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمره بليلة ثلاث وعشرين.

= أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 408) والطبراني (13/ حديث رقم 339) والبيهقي في "الشعب"(3403)

(1)

ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(13/ 323)

وأخرجه الطحاوي (3/ 86) من طريق عبد الله بن يوسف التَّنَّيسي ثني ابن لهيعة به.

ص: 818

أخرجه عبد الرزاق (7692) عن العمري به.

وأخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 336) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.

والعمري مختلف فيه، وعيسى بن عبد الله بن أنيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

السابع: يرويه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن الحصين عن عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أنْ أنزل المدينة ليلة ثلاث وعشرين من رمضان.

أخرجه عبد الرزاق (7694)

والأسلمي قال يحيى القطان ويحيى بن معين: كذاب.

الثامن: يرويه يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس قال: حدثني بلال بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنّه قال: يا رسول الله، أخبرني بليلة يُبتغى فيها ليلة القدر، فقال "لولا أن ينزل الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك، ولكن ابتغها في ثلاث وعشرين من الشهر"

أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 342) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الصلت بن مسعود الجَحْدَرِي ثنا يحيى بن يزيد به.

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 178

قلت: بلال بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ويحيى بن عبد الله قال أحمد: لم يكن به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن عبد الله والصلت بن مسعود ثقتان.

- ورواه عبد العريز بن بلال بن عبد الله بن أنيس واختلف عنه:

• فقال يحيى بن محمد بن عبد الله الجَارِي: ثني عبد العزيز بن بلال عن أبيه عن خالته بنت عبد الله بن أنيس عن عبد الله بن أنيس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال "رأيتني أسجد في ماء وطين" فقلت: بيّن لي حتى أتحراها؟ فقال "تحرها في النصف الأواخر" قلت: في أي النصف الآخر؟ قال "في ثلاث وعشرين"

أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 346)

ص: 819

ويحيى الجاري مختلف فيه، وعبد العزيز بن بلال ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وابنة عبد الله بن أنيس ما عرفتها.

• وقال محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: ثنى عبد العزيز بن بلال عن أمه (1) عن بلال بن عبد الله عن عطية بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن أنيس فذكر نحوه.

أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 347) عن إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن أبي فديك به.

وابن أبي فديك مختلف فيه كذلك، وأم عبد العزيز ما عرفتها، وعطية بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

الثامن: يرويه يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري المدني عن أبيه قال: كنت جالسا مع أبي على الباب، إذ مرّ بنا ابن عبد الله بن أنيس، فقال أبي: ما سمعت من أبيك يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر؟ فقال: سمعت أبي يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني رجل ينازعني البادية، فمرني بليلة آت فيها المدينة، فقال "إيت في ليلة ثلاث وعشرين"

أخرجه الطحاوي (3/ 86) عن روح بن الفرج المصري ثنا أبو زيد بن أبي الغمر ثنا يعقوب بن عبد الرحمن به.

ورواته ثقات إلا ابن عبد الله بن أنيس فلم يسم، وابن أبي الغمر اسمه عبد الرحمن بن عمر (2).

وللحديث شاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كم مضى من الشهر؟ " قلنا: مضت ثنتان وعشرون وبقي ثمان، قال "لا، بل مضت منه اثنتان وعشرون وبقي سبع اطلبوها الليلة".

أخرجه أحمد (2/ 251) وابن ماجه (1656) وقاسم المطرز في "الفوائد"(38) وابن حبان (3450) والبيهقي (4/ 310)

(1) قال محقق كتاب الطبراني: وفي نسخة "عن أبيه" بدل "عن أمه".

قلت: أخرجه الطحاوي (3/ 88) عن روح بن الفرج عن أحمد بن صالح فقال فيه: عبد العزيز بن بلال بن عبد الله عن أبيه بلال بن عبد الله.

(2)

ترجمته في "الثقات" لابن حبان (8/ 380) - "تهذيب التهذيب"(6/ 249) - "الديباج المذهب"(1/ 472)

- حسن المحاضرة (1/ 447)

ص: 820

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

وأحمد (2/ 251)

عن يعلي بن عبيد الطنافسي

وابن خزيمة (2179) وابن حبان (2548) وقاسم المطرز (37)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

وقاسم المطرز (36)

عن أبي بكر بن عياش

و (39)

عن حفص بن غياث الكوفي

والبيهقي (4/ 310)

عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري

كلهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

وخالفهم أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش فرواه عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه قاسم المطرز (40) والبيهقي (4/ 310)

والأول أصح، وقائد الأعمش قال العقيلي: في حديثه عن الأعمش وهم كثير، وقال البخاري: في حديثه نظر.

والحديث قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 63

قلت: وهو كما قال.

وله شاهدين مرسلين أيضاً

الأول: يرويه مَعْمَر عن أيوب وغيره عن بعضهم أنّ الجهني أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني صاحب بادية وماشية فأوصني بليلة القدر أقوم فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أو ليلتين" قال: بل ليلة، فدعاه فسارّه، لا يدري أحد ما أمره، فقال الناس: انظروا الليلة التي يقوم فيها الجهني، فكان إذا كان ليلة ثلاث وعشرين نزل بأهله، وقام تلك الليلة.

أخرجه عبد الرزاق (7689) عن معمر به.

ص: 821

وإسناده ضعيف للبعض الذي لم يسم.

الثاني: يرويه ابن جُريج قال: أُخبرت أنّ الجهني عبد الله بن أنيس جاءَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ذو ثقلة وضيعة فأمرني بليلة، قال "أو ليلتين" قال: بل ليلة، فدعاه فسارّه مرتين أو ثلاثاً فأمره بليلة ثلاث وعشرين، فكان يمسي تلك الليلة في المسجد ولا يخرج منه حتى يصبح، ولا يشهد شيئاً من رمضان قبلها ولا بعدها ولا يوم الفطر.

أخرجه عبد الرزاق (7690) عن ابن جريج به.

وإسناده ضعيف أيضاً.

551 -

"الْحَق خالداً فقل له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا"(1)

انظر حديث "ما كانت هذه لتقاتل"

552 -

"الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان"

قال الحافظ: أخرجه البزار من رواية مليح بن عبد الله السعدي عن أبي هريرة مرفوعاً، وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفاً، وهو المحفوظ" (2)

أخرجه البزار (كشف 475) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن مليح بن عبد الله السعدي عن أبي هريرة مرفوعاً به (3).

وقال: لا نعلم روى مليح عن أبي هريرة إلا هذا"

وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 334 - المجمع 2/ 78

قلت: اختلف فيه على محمد بن عمرو، فرواه غير واحد عنه عن مليح بن عبد الله عن أبي هريرة موقوفاً، منهم:

1 -

مالك.

أخرجه في "الموطأ"(1/ 92)

(1) 6/ 488 (كتاب الجهاد - باب أهل الدار يبيتون)

(2)

2/ 325 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب اثم من رفع رأسه قبل الإمام)

(3)

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7688) من طريق أبي سعد محمد بن سعد الأشهلي ثني محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو بن علقمة بهذا الإسناد بلفظ "إنّ الذي يسجد قبل الإمام ويرفع قبله إنما ناصيته بيد شيطان"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا أبو سعد الأشهلي"

ص: 822

2 -

عبدة بن سليمان الكلابي.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 327)

3 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (989)

وقال: وقد كان سفيان ربما رفعه وربما لم يرفعه"

وقال ابن عبد البر: لا يصح إلا موقوفاً" التمهيد 13/ 59

قلت: ومليح بن عبد الله ترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا محمد بن عمرو بن علقمة فهو مجهول.

553 -

حديث ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال: "ألستم تعلمون أنّ من أطاعني فقد أطاع الله، وإنّ من طاعة الله طاعتي؟ " قالوا: بلى نشهد. قال "فإنّ من طاعتي أنْ تطيعوا أمراءكم" وفي لفظ "أئمتكم"

قال الحافظ: ووقع عند أحمد وأبي يعلى والطبراني من حديث ابن عمر قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 93) وأبو يعلى (5450) والطحاوي في "شرح المعاني (1/ 404) وابن حبان (2109 و 2110) والطبراني في "الكبير" (13238) والخطيب في "التاريخ" (12/ 264 - 265) من طرق عن عقبة بن أبي الصهباء أبي خُرَيم الباهلي ثنا سالم بن عبد الله بن عمر أنّ عبد الله بن عمر حدّثه أنّه كان ذات يوم عند رسول صلى الله عليه وسلم مع نفر من أصحابه، فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ " قالوا: بلى نشهد أنك رسول الله. قال "ألستم تعلمون أنّ الله أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله؟ " قالوا: بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله وإنّ من طاعة الله طاعتك. قال "فإنّ من طاعة الله أنْ تطيعوني، وإنّ من طاعتي أنْ تطيعوا أئمتكم، أطيعوا أئمتكم فإنْ صلوا قعودا فصلوا قعودا".

قال ابن حبان: أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال: سألت يحيى بن معين عن عقبة بن أبي الصهباء فقال: ثقة"

(1) 16/ 229 (كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

ص: 823

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 67

قلت: وإسناده صحيح.

554 -

قوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية: "ألق الأداوة، وحرّف القلم، وأقم الباء، وفرق السين، ولا تعور الميم"

ذكر الحافظ أنّ الجمهور ضعفوا هذا الحديث (1).

555 -

"أَلْقِ عنك شعر الكفر واختتن"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث كليب جد عُثَيْم بن كثير أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فذكره، سند الحديث ضعيف، وقد قال ابن المنذر: لا يثبت فيه شيء" (2)

ضعيف

أخرجه عبد الرزاق (9835 و 19224) عن ابن جُريج قال: أُخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنّه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ألق عنك شعر الكفر" يقول: احلق.

قال ابن جريج: واخبرني آخر عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر "ألق عنك شعر الكفر

واختتن"

وأخرجه أحمد (3/ 415) عن عبد الرزاق به.

ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 499)

وأخرجه أبو داود (356) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1692 و 2795) والطبراني في "الكبير"(22/ 395 - 396) وابن عدي (1/ 223) والبيهقي (1/ 172 و 8/ 323 - 324) وفي "المعرفة"(13/ 62) وفي "الصغرى"(3401 و 3402) من طرق عن عبد الرزاق به.

قال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن جريج في هذا الإسناد: وأخبرت عن عثيم بن كليب، إنما حدّثه إبراهيم بن أبي يحيى فكنى عن اسمه"

ثم أخرجه هو وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "التهذيب"(8/ 447)

و

(1) 9/ 44 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

(2)

12/ 461 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

ص: 824

"الإصابة"(8/ 315 - 316) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 389) وأبو نعيم في "الصحابة"(3862 و 5869) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 500) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده به (1).

وقال ابن القطان الفاسي: إسناده غاية في الضعف، مع الانقطاع الذي في قول ابن جريج: أخبرت، وذلك أنّ عثيم بن كليب وأباه وجده مجهولون" الوهم والإيهام 3/ 43

وقال الذهبي في "المغني": عثيم لا يدرى من هو ولا أبوه"

قلت: وإبراهيم بن أبي يحيى كذبه ابن معين وغيره.

وللحديث شاهد عن واثلة بن الأسقع وعن قتادة أبي هشام الرهاوي

فأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 82) و"الصغير"(880) وأبو الشيخ في "الطبقات"(469) والحاكم (3/ 570) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 329) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 37 - 38) من طريق سليم بن منصور بن عمار ثنا أبي عن معروف أبي الخطاب الدمشقي عن واثلة قال: لما أسلمت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي "اذهب فاغتسل بماء وسدر وألق عنك شعر الكفر".

قال الطبراني: لم يُرو عن واثلة إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور بن عمار"

قلت: وهو ضعيف.

قال ابن عدي: منكر الحديث، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يقيم الحديث.

ومعروف أبو الخطاب مختلف فيه.

وأما حديث قتادة الرهاوي فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2618) والطبراني في "الكبير"(19/ 14) وابن شاهين كما في "الإصابة"(8/ 140) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرّاني ثنا قتادة بن الفضل بن قتادة الرهاوي عن أبيه ثني عم أبي هشام بن قتادة الرهاوي عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فقال لي "يا قتادة اغتسل بماء وسدر واحلق عنك شعر الكفر"

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من أسلم أنْ يختتن، وكان ابن ثمانين سنة.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 1/ 283

(1) وأخرجه ابن قانع (2/ 383) من طريق أبي نعيم الحلبي ثنا خالد بن عمرو عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن كثير بن كليب عن أبيه به.

ص: 825

قلت: قتادة بن الفضل وأبوه وهشام بن قتادة ذكرهم ابن حبان في "الثقات" وحده.

556 -

عن رجل له صحبة قال: جلس رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب فقرع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بقضيب فقال "ألق هذا"

قال الحافظ: رواه يونس عن الزهري عن أبي إدريس عن رجل له صحبة قال: فذكره" (1)

مرسل

وهو من حديث الزهري واختلف عنه:

- فقيل: عنه عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي ثعلبة الخُشَنِي قال: قعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه خاتم من ذهب فقرع النبي صلى الله عليه وسلم يده بقضيب كان في يده، ثم غفل عنه، فألقى الرجل خاتمه، ثم نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أين خاتمك؟ " قال: ألقيته. قال "أظننا قد أوجعناك وأغرمناك".

أخرجه ابن سعد (8/ 416) وأحمد (4/ 195) والنسائي (8/ 149) وفي "الكبرى"(9503) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 261) وابن حبان (303) والطبراني في "الكبير"(22/ 216 - 217 و 217) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 200) من طريق النعمان بن راشد الجزري عن الزهري به.

قال ابن حبان: النعمان بن راشد ربما أخطأ على الزهري"

قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال ابن معين: ليس هو في الزهري بذاك. سؤالات الجنيد ص 454 و455

- وقيل: عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني أنّ رجلاً ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لبس خاتما من ذهب، فذكر نحوه.

أخرجه النسائي (8/ 149) وفي "الكبرى"(9504) عن أحمد بن عمرو بن السرح المصري ثنا ابن وهب وهو في "جامعه"(589) أني يونس - هو ابن يزيد - عن الزهري به.

وقال: وحديث يونس أولى بالصواب من حديث النعمان"

قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد به يونس بل تابعه الأوزاعي عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على رجل خاتما من ذهب، فذكر نحوه.

(1) 12/ 435 - 436 (كتاب اللباس - باب خواتيم الذهب)

ص: 826

أخرجه النسائي (8/ 149 - 150) وفي "الكبرى"(9505)

- ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن الزهري واختلف عنه:

• فرواه عبد العزيز بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب العمري عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي إدريس مرسلاً.

أخرجه النسائي (8/ 150) وفي "الكبرى"(9506)

• ورواه محمد بن جعفر الوَرَكاني عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، ولم يذكر أبا إدريس.

أخرجه النسائي (8/ 150) وفي "الكبرى"(9507)

وقال: وهذا المرسل أشبه بالصواب"

- وقيل: عن الزهري مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق (19477) عن معمر عن الزهري به.

557 -

عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رجلاً جاء بخاتم وجده بالحجر في بيوت المعذبين فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم واستتر بيده أنْ ينظر إليه وقال "ألقه" فألقاه.

قال الحافظ: رواه الحاكم في "الإكليل" وإسناده ضعيف" (1)

558 -

"ألقه على بلال فإنّه أنْدَى صوتا منك"

قال الحافظ: ولهذا قال لعبد الله بن زيد: فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى"

559 -

عن يعلى أَنَّه مَرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متخلق، فقال "ألك امرأة؟ " قال: لا، قال "اذهب فاغسله"

قال الحافظ: وروى الطحاوي من طريق أبي حفص بن عمرو عن يعلى: فذكره" (3)

له عن يعلي بن مرة الثقفي طرق:

الأول: يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه:

(1) 2/ 77 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في مواضع الخسف)

(2)

1/ 227 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب فضل التأذين)

(3)

4/ 137 (كتاب الحج - باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب)

ص: 827

- فقال غير واحد: عن عطاء عن عبد الله (1) بن حفص عن يعلى قال: أبصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متخلق، فقال لي "يا يعلى ألك امرأة؟ " فقلت: لا، قال "فاغسله ولا تَعُد، ثم اغسله ولا تَعُد"

قال يعلى: فغسلته ولا أعود، ثم غسلته ولا أعود، ثم غسلته ولا أعود.

منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الحميدي (822) والنسائي (8/ 132) وفي "الكبرى"(6419) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 216)

2 -

محمد بن فُضيل الكوفي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1569) والطبراني في "الكبير"(22/ 268)

3 -

قيس بن الربيع الكوفي.

أخرجه الطبراني (22/ 268)

4 -

موسى بن أَعْين الجزري.

أخرجه النسائي (8/ 132) وفي "الكبرى"(9420) والطبراني (22/ 268)

5 -

عَبيدة بن حُميد الكوفي.

أخرجه أحمد (4/ 173)

- وقال وَرْقَاء بن عمر اليشكري: عن عطاء عن عبد الله بن حفص بن أبي عقيل عن يعلى.

أخرجه الطبراني (22/ 267)

- وقال حماد بن سلمة: عن عطاء عن حفص بن عبد الله عن يعلى.

أخرجه أحمد (4/ 171) والطبراني (22/ 267)

- ورواه شعبة عن عطاء واختلف عنه:

(1) ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: لا نعرفه، ولم يَرو عنه غير عطاء بن السائب، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

ص: 828

• فقال عفان بن مسلم البصري: ثنا شعبة عن عطاء عن حفص بن عمر عن يعلى.

أخرجه الطبراني (22/ 267)

• وقال خالد بن الحارث البصري: عن شعبة عن عطاء قال: سمعت أبا حفص بن عمرو يحدّث عن يعلى.

أخرجه النسائي (8/ 131) وفي "الكبرى"(9416) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 128)

وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري أنا شعبة عن عطاء قال: سمعت رجلاً من آل أبي عقيل يقال له: أبو حفص بن عمرو يحدّث عن يعلى.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(861) عن علي بن الجعد به.

ومن طريقه أخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3161)

• وقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن عطاء عن أبي عمرو بن حفص أو أبي حفص بن عمرو عن يعلى.

أخرجه أحمد (4/ 171)

وتابعه رَوح بن عبادة البصري ثنا شعبة به.

أخرجه ابن سعد (6/ 40) وأحمد (4/ 173) وأبو نعيم في "الصحابة"(6640) والبيهقي في "الشعب"(6000)

• ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة واختلف عنه:

فقال محمود بن غيلان المروزي: ثنا أبو داود ثنا شعبة عن عطاء قال: سمعت أبا حفص بن عمرو (1) يحدّث عن يعلى.

أخرجه الترمذي (2816) والنسائي (8/ 131 - 132) وفي "الكبرى"(9417) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 525)

وقال الترمذي: حديث حسن"

وقال محمد بن المثنى: ثنا أبو داود شعبة عن عطاء عن أبي عمرو عن رجل عن يعلى (2).

(1) انظر "تحفة الأشراف"(11/ 118 - 119) - "تهذيب الكمال"(14/ 426 - 427)

(2)

انظر "تحفة الأشراف"(11/ 119) - "تهذيب الكمال"(14/ 427)

ص: 829

أخرجه النسائي (8/ 132) وفي "الكبرى"(9418)

• وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدِي: ثنا شعبة عن عطاء عن رجل من ثقيف عن يعلى.

أخرجه الطحاوي (2/ 128)

الثاني: يرويه عبد الله بن يعلي بن مرّة عن أبيه قال: اغتسلت وتخلقت بخَلُوق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجوهنا، فلما دنا مني جعل يجافي يده عن الخَلُوق، فلما فرغ قال "يا يعلى ما حملك على الخلوق أتزوجت؟ " قلت: لا، قال لي "اذهب فاغسله" فمررت على ركية فجعلت أقع فيها، ثم جعلت أتدلك بالتراب حتى ذهب، ثم جئت إليه، فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم قال "عاد بخير دينه العلا تاب واستهلت السماء"

أخرجه أحمد (4/ 171) عن عَبيدة بن حُميد الكوفي ثني عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرّة عن أبيه عن جده به.

وعمر بن عبد الله قال أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة: ضعيف الحديث.

ولم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ثني عبد الله بن يعلي بن مرة عن أبيه قال: إطليت يوما ثم تَخَلَّقْت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فناولته يدي فقلت: يا رسول الله صلِّ عليّ، فقال "ما هذا الذي في يدك؟ " فقلت: إني تنورت ثم تخلقت، فقال "ألك امرأة؟ " قلت: لا، قال "ألك سرية؟ " قلت: لا، قال "فانطلق فاغسله، ثم اغسله" ثلاث مرات.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 216) والطبراني (22/ 266) والبيهقي في "الشعب"(6001) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به.

وعبد الرحمن بن إسحاق قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

الثالث: يرويه عثمان الأعشى أبو المغيرة الثقفي حدثتني حكيمة بنت غيلان الثقفية عن زوجها يعلي بن أمية: فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخَلُوق.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1570) عن ابن أبي شيبة ثنا يحيى بن يعلى ثنا أبي ثني غيلان ثني عثمان الأعشى به.

وحكيمة بنت غيلان لم أر من ترجمها، والباقون كلهم ثقات، ويعلى هو ابن الحارث، وغيلان هو ابن جامع.

560 -

عن أبي هريرة قال: كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم شجرة وأظلها، فنزل تحت شجرة، فجاء رجل فأخذ سيفه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ قال "الله" فأنزل الله - والله يعصمك من الناس -

ص: 830

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهذا إسناد حسن" (1)

حسن

أخرجه ابن حبان (موارد 1739)

عن مؤمل بن إسماعيل البصري

وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير (2/ 79)

عن آدم بن أبي إياس العسقلاني

قالا: ثنا حماد بن سلمة ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي صلى الله عليه وسلم فينزل تحتها، وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر. فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة، ثم دنا من النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فأيقظه فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الله" فأنزل الله - يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس - الآية"

وإسناده حسن كما قال الحافظ للخلاف المعروف في محمد بن عمرو بن علقمة.

561 -

حديث ابن عباس: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال: "الله أكبر - إذا جاء نصر الله والفتح - وجاء أهل اليمن تقية قلوبهم حسنة طاعتهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية"

قال الحافظ: أخرجه البزار" (2)

له عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه الزهري عن أبي حازم عن ابن عباس قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قال "الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاء أهل اليمن" قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال "قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية".

أخرجه البزار (كشف 2837) وابن حبان (7298)

عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج

(1) 6/ 438 (كتاب الجهاد - باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة)

(2)

9/ 162 - 163 (كتاب المغازي - باب قدوم الأشعريين)

ص: 831

وأبو يعلى (2505) والطبري في "تفسيره"(30/ 332) وابن عدي (2/ 766)

عن إسماعيل بن موسى السُّدَّي

كلاهما عن الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي عن مَعْمَر عن الزهري به.

واختلف فيه على الحسين بن عيسى، فرواه إسحاق بن بهلول عنه عن معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه ابن عدي (2/ 766)

وقال: وكلا الروايتين عن معمر عن الزهري فسواء عن عكرمة أو عن أبي حازم عن ابن عباس منكر جداً"

وقال البزار: لا نعلم أسند الزهري عن أبي حازم غير هذا"

وقال الهيثمي: وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 55

الثاني: يرويه هلال بن خَبَّاب البصري عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت - إذا جاء نصر الله والفتح - حتى ختم السورة قال: نُعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت، قال: فأخذ بأشدّ ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك "جاء الفتح ونصر الله، وجاء أهل اليمن" فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال "قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم. الإيمان يمان، والفقه يمان"

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11712) والطبراني في "الأوسط"(2016) و"الكبير"(11903)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي

والدارمي (80) والطبراني في "الكبير"(11904)

عن عباد بن العوام الواسطي

كلاهما عن هلال بن خباب به.

ورواته ثقات إلا أنّ هلال بن خباب كان قد تغير قبل موته.

وخالفه معمر فرواه عن عكرمة مرسلاً.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 333) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.

ص: 832

وإسناده إلى عكرمة صحيح.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة قال: لما نزلت - إذا جاء نصر الله والفتح - قال النبي صلى الله عليه وسلم "أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا. الإيمان يمان، الفقه يمان، الحكمة يمانية"

أخرجه أحمد (2/ 277) عن عبد الرزاق أنا هشام بن حسان عن محمد قال: سمعت أبا هريرة قال: فذكره.

وإسناده صحيح.

562 -

عن واسع بن حبان أنّه سأل ابن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "الله أكبر كلما وضع ورفع"

قال الحافظ: ولأحمد والنسائي من طريق واسع بن حبان: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 152) والنسائي (3/ 53) وفي "الكبرى"(1243) وأبو يعلى (5764) وابن خزيمة (576) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 132 - 133) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 268) وابن البختري في "حديثه"(721) والبيهقي (2/ 178) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 180 - 181) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(14)

عن ابن جُريج

والطبراني في "الكبير"(13313)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

كلاهما عن عمرو بن يحيى المازني عن محمد بن يحيى بن حَبَّان عن عمه واسع بن حبان أنّه سأل عبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله أكبر كلما وضع، الله أكبر كلما رفع. ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله عن يساره" (2).

قال ابن حزم وابن عبد البر: إسناده صحيح" الاستذكار 2/ 217 - المحلى 4/ 181

وقال الحافظ: إسناده حسن" نتائج الأفكار 2/ 52 - 53

(1) 2/ 359 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب إيجاب التكبير)

(2)

رواه أحمد عن روح بن عبادة عن ابن جريج فقال فيه "السلام عليكم عن يساره"

ورواه جماعة عن روح فقالوا فيه "السلام عليكم ورحمة الله" وهذا أصح.

ص: 833

قلت: بل إسناده صحيح رواته ثقات، وابن جريج صرّح بالإخبار من عمرو بن يحيى فانتفت تهمة تدليسه.

ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي عن عمرو بن يحيى فقال فيه "السلام عليكم عن يساره"

أخرجه أحمد (2/ 71 - 72) والنسائي (3/ 53) وابن عساكر (1) في "معجم الشيوخ"(1206)

وقال النسائي: هذا حديث منكر، والدراوردي ليس بالقوي" تحفة الأشراف 6/ 257

وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن على شرط مسلم"

قلت: الأول أصح.

563 -

حديث المِسْوَر بن مَخْرَمَة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال: "الله بعثني للناس كافة فأدوا عني ولا تختلفوا عليّ" فبعث عبد الله بن حذافة إلى كسرى، وسليط بن عمرو إلى هوذة بن علي باليمامة، والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي بهجر، وعمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعبّاد ابني الجُلَنْدَى بعُمَان، ودحية إلى قيصر، وشجاع بن وهب إلى ابن أبي شمر الغساني، وعمرو بن أمية إلى النجاشي، فرجعوا جميعاً قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم غير عمرو بن العاص.

قال الحافظ: ورواه الطبراني" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسله إلى

الملوك"

564 -

حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه "الله مع القاضي ما لم يَجُر"

قال الحافظ: قال ابن بطال: أخرجه ابن المنذر. قلت: وأخرجه أيضاً ابن ماجه والترمذي واستغربه، وصححه ابن حبان والحاكم" (3)

حسن

(1) ووقع في روايته: السلام عليكم ورحمة الله عن يساره.

(2)

9/ 192 (كتاب المغازي - باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر)

(3)

16/ 238 (كتاب الأحكام - باب أجر من قضى بالحكمة)

ص: 834

أخرجه الترمذي (1330) والبزار (3336) والدينوري في "المجالسة"(3493) وابن حبان (5062) والحاكم (4/ 93) وابن بشران (929) والبيهقي في "الصغرى"(4108) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا عمران القطان عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي أوفى مرفوعاً "إنّ الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان"

واختلف فيه على عمران القطان، فرواه محمد بن بلال الكندي عنه عن حسين المعلم (1) عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي أوفى مرفوعا "إنّ الله عز وجل مع القاضي ما لم يجر. فإذا جار وكله إلى نفسه"

أخرجه ابن ماجه (2312) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2365) والبزار (3337) وابن عدي (6/ 2145) والبيهقي (10/ 88) والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 458)

والأول أصح، ومحمد بن بلال الكندي قال ابن عدي: يغرب عن عمران، وقال العقيلي: يهم في حديثه كثيرا.

والحديث قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان"

وقال الحاكم: الإسناد صحيح"

قلت: الحديث إسناده حسن، عمرو وعمران صدوقان، وأبو إسحاق الشيباني ثقة، ولم ينفرد به بل تابعه عامر الشعبي عن ابن أبي أوفى "إنّ الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار وكله إلى نفسه"

أخرجه أبو نعيم في "مسند فراس بن يحيى"(11)

وفي إسناده داود بن الزِّبْرِقَان وهو متروك.

وللحديث شاهد عن معقل بن يسار وعن ابن مسعود

فأما حديث معقل بن يسار فأخرجه أحمد (5/ 26) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن نُفيع بن الحارث عن معقل بن يسار قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أنْ أقضي بين قوم فقلت: ما أحسن أنْ أقضي يا رسول الله، قال "الله مع القاضي ما لم يحف عمدا".

(1) هكذا وقع عند ابن عدي وابن أبي عاصم والبيهقي، ووقع عند ابن ماجه والمزي "حسين بن عمران" ووقع عند البزار "حسين بن عبد الله" وقال: ولا نعلم من حسين بن عبد الله هذا.

ص: 835

وأخرجه الروياني (1298) من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا إسماعيل بن عياش به.

ونفيع بن الحارث هو الأعمى أبو داود قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الروية عنه.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير"(9792) من طريق سهل بن حماد الدلال البصري ثنا حفص بن سليمان ثنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعاً "إنّ الله عز وجل مع القاضي ما لم يحف عمدا".

حفص بن سليمان هو الأسدي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

565 -

"اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا"

سكت عليه الحافظ (1).

هو في "صحيح البخاري"(فتح 14/ 73) ومسلم (1055) من حديث أبي هريرة.

566 -

عن قيس بن سعد بن عبادة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وهو يقول: "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وسنده جيد" (2)

يرويه الأوزاعي واختلف عنه:

- فقال الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زُرَارة عن قيس بن سعد بن عُبادة قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال "السلام عليكم ورحمة الله" فذكر الحديث وفيه "ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة"

الحديث وفيه طول.

أخرجه أحمد (3/ 421) وأبو داود (5185) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(87) والنسائي في "اليوم والليلة"(325) والطبراني في "الكبير"(18/ 353 - 354) والبيهقي في "الشعب"(8427)

(1) 14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

(2)

13/ 424 (كتاب الدعوات - باب هل يُصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 836

- وقال شعيب (1) بن إسحاق الدمشقي: ثنا الأوزاعي أني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة مرسلاً. ليس فيه قيس بن سعد.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(326)

- وقال عبد الله بن المبارك: عن الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سعد بن عبادة زائرا فقال: وذكر الحديث.

مرسل

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(327)

قال الحافظ: في "تلخيص الحبير"(1/ 99): اختلف في وصله وإرساله ورجال إسناد أبي داود رجال الصحيح وصرّح فيه الوليد بالسماع والله أعلم، ومع ذلك فذكره النووي في "الخلاصة" في فصل الضعيف"

قلت: رواته ثقات وما أظنّ محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زارة سمع من قيس بن سعد بن عبادة والله تعالى أعلم.

والحديث اختلف فيه على محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، فرواه ابن أبي ليلى عنه عن محمد (2) بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فقال "السلام عليكم" فردّ سعد وخافت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنّه لا يؤذن له انصرف، فخرج سعد في أثره فقال: يا رسول الله ما منعني أنْ أسمعك إلا إني أحببت أن استكثر من تسليمك، فرجع معه فوضع له ماء في جَفْنَة فاغتسل ثم أمر بِمِلْحَفَة مصبوغة بِوَرْس فَالْتَحَفَ بها كأني انظر الورس في عُكْنة جنبه فقال "اللهم صلَّ على الأنصار وعلى ذرية الأنصار"(3)

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 156) وأحمد (6/ 6 - 7) وابن ماجه (466 و 3604) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1765) والبزار (3744) والنسائي في "اليوم والليلة"(324)

(1) تابعه عمر بن عبد الواحد الدمشقي وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي عن الأوزاعي مرسلا ولم يذكرا قيس بن سعد. قاله أبو داود

(2)

وقيل: عمرو.

(3)

السياق للنسائي.

زاد الطبراني وغيره: فلما أراد أنْ ينصرف أتي بحمار فجعل عليه قطيفة ما هي بخز ولا مرعزي وأرسل معه ابنه يرد الحمار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "احمله بين يدي" فقال: سعد: يا رسول الله أحمله بين يديك، قال "نعم هو أحق بصدر حماره" قال: يا رسول الله، الحمار لك، قال "احمله خلفي"

ص: 837

وأبو يعلى (1435) والطبراني في "الكبير"(18/ 349 و 349 - 350) وابن السني في "اليوم والليلة"(663) والمزي في "تهذيب الكمال"(25/ 367 - 368)

قال البخاري: لم يصح إسناده" تهذيب التهذيب 9/ 221

قلت: وهو كما قال، ومحمد بن شرحبيل قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه.

567 -

حديث بُريدة رفعه "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"

قال الحافظ: أخرجه أبو العباس السراج، وأصله عند أحمد" (1)

ضعيف جداً

أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 353) وأحمد بن منيع (المطالب 3348) عن يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي داود الأعمى عن بريدة قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال "قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(20) والروياني (57) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 351) من طرق عن يزيد بن هارون به.

وأخرجه الطبري (350) من طريق محمد بن بشر العبدي ثنا إسماعيل بن أبي خالد به.

قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف أبي داود الأعمى" مختصر الإتحاف 9/ 36

قلت: اسمه نفيع بن الحارث وقد كذبه الجوزجاني والساجي، وقال ابن معين: يضع ليس بشيء، وقال الحاكم: روى عن بريدة أحاديث موضوعة، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه.

568 -

"اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا"

قال الحافظ: قال ابن بطال: أخرجه الترمذي وهو ضعيف" (2)

ضعيف

(1) 13/ 410 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

14/ 51 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

ص: 838

روي من حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث عُبادة بن الصامت ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أنس فأخرجه الترمذي (2352) والبيهقي (7/ 12) وفي "الشعب"(1380 و 10025) والخطيب في "المتفق والمفترق"(452) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 142) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 851) من طريق ثابت بن محمد العابد الكوفي الكناني ثنا الحارث بن النعمان الليثي عن أنس مرفوعاً "اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة" فقالت عائشة: لم يا رسول الله؟ قال "إنّهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فإنّ الله يقربك يوم القيامة"

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال ابن كثير: في إسناده ضعف، وفي متنه نكارة" البداية والنهاية 6/ 50

وقال الحافظ: إسناده ضعيف" تلخيص الحبير 3/ 109

قلت: وهو كما قالوا، وعلته الحارث بن النعمان فقد ذكره البخاري والنسائي والعقيلي وأبو زرعة في "الضعفاء"

وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحده.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 218) والبخاري في "الكنى"(ص 75) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1002) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(75) وابن ماجه (4126) والخطيب في "التاريخ"(4/ 111) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1190) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 141) والرافعي في "التدوين"(1/ 473) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 302) وفي "الميزان"(4/ 568 - 569) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد قال: أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه "اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين".

قال ابن عساكر: هذا حديث غريب، وأبو المبارك لا يعرف له اسم"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو حاتم: أبو مبارك رجل مجهول، وقال ابن معين: يزيد بن سنان ليس بشيء، وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث"

ص: 839

وقال ابن كثير: حديث ضعيف لا يثبت من جهة إسناده لأنّ فيه يزيد بن سنان أبا فروة الرهاوي وهو ضعيف جداً" البداية والنهاية 6/ 50

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو المبارك لا يعرف اسمه، وهو مجهول، ويزيد بن سنان التيمي أبو فروة ضعيف" مصباح الزجاجة 4/ 218

وقال الحافظ: رواه ابن ماجه وفي إسناده ضعف" التلخيص 3/ 109

قلت: اختلف في هذا الحديث على يزيد بن سنان، فرواه أبو خالد الأحمر عنه كما تقدم.

وخالفه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي فرواه عن أبيه عن عطاء عن أبي سعيد، ولم يذكر أبا المبارك.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1425) ومؤمل الشيباني في "الفوائد"(13) والقضاعي (1126)

وزاد مؤمل "فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة"

واقتصر القضاعي على هذه الزيادة.

وقال مؤمل: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن أبي سعيد لا أعلم له وجه غير هذا"

قلت: والأول أصح، ومحمد بن يزيد بن سنان قال الترمذي والدارقطني: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال البخاري: روى عن أبيه أحاديث مناكير.

وأبوه يزيد بن سنان ذكره النسائي والعقيلي والدارقطني وابن حبان في "الضعفاء" وقال ابن معين: ليس بثقة.

وأبو المبارك قال الترمذي: مجهول، وقال أبو حاتم: شبه مجهول، وقال أيضاً: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" لا يدرى من هو.

ولم ينفرد به بل تابعه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك عن عطاء عن أبي سعيد به وزاد "وإنّ أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة".

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1426) وفي "الأوسط" كما في "المجمع"(10/ 267) وابن عدي (3/ 884) والحاكم (4/ 322) وابن بشران (412) والبيهقي (7/ 13) وفي

ص: 840

"الشعب"(10024) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1555) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن عساكر: غريب"

وقال السخاوي: وخالد الأكثر على تضعيفه" المقاصد ص 85

وأما حديث عبادة فأخرجه البيهقي (7/ 12) من طريق موسى بن محمد مولى عثمان بن عفان ثنا هِقْل بن زياد أنبأ عبد الله بن زياد

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1427) وتمام في "فوائده" كما في "اللآلئ"(2/ 325) من طريق بقية بن الوليد ثنا هقل بن زياد عن عبيد الله (1) بن زياد الأوزاعي عن جُنَادة بن أبي أمية ثنا عبادة بن الصامت رفعه "اللهم أحيني مسكينا، وتوفني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين".

قال الهيثمي: رواه الطبراني (2) وفيه بقية بن الوليد وقد وثق على ضعفه، وشيخ الطبراني وعبيد الله بن زياد الأوزاعي لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 262 - 263

وقال السخاوي: ورجاله موثقون وبقية قد صرّح بالتحديث"

وقال السيوطي: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه". وقال أبو سعيد علي بن موسى السكري الحافظ النيسابوري: عبيد شامي عزيز الحديث قيل: إنّه ثقة، ووجد بخط أبي الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الحافظ ثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي أخبرني محمد بن عوف بن سفيان الطائي قال: عبيد بن زياد الأوزاعي الذي روى عنه الهقل بن بن زياد سألت عنه بدمشق فلم يعرفوه، قلت له: فالحديث الذي رواه هو منكر؟ قال: لا ما هو منكر، ما ينكر إلا أنْ يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أمتني مسكينا.

وقال السيوطي أيضاً: أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" وصححه"

قلت: الحديث إسناده ضعيف لجهالة عبيد الله بن زياد الأوزاعي فإني لم أقف له

(1) في "اللآلئ" وهامش "الدعاء" عبيد، وفي "المجمع" عبيد الله.

(2)

أي في "الكبير" وإسناده كما في "اللآلئ" أنبأ أحمد بن عبد الله الأيادي ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا بقية به.

وشيخ الطبراني في "الدعاء" أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.

ص: 841

على ترجمة ولا على توثيق، وعبارة قيل إنّه ثقة لا تفيد التوثيق لعدم معرفة الموثق ولأنّها حكيت بصيغة التمريض والله تعالى أعلم.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "اللآلئ"(2/ 326) من طريق منهال بن رضوى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً مثل حديث عبادة.

وإسناده ضعيف جداً، طلحة بن عمرو هو ابن عثمان الحضرمي المكى وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.

والحديث قال الحافظ: سئل عنه الحافظ ابن تيمية فقال: إنّه كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المروية. وجزم الصغاني بأنّه موضوع" التلخيص 3/ 109

وقال مرعي بن يوسف المقدسي: وقال ابن تيمية: ضعيف، ووهم من ادعى عنه أنّه قال موضوع" الفوائد الموضوعة ص 73

قلت: نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ضعف الحديث فقال في "أحاديث القصاص"(ص 101): يُروى لكنّه ضعيف لا يثبت ومعناه أحيني خاشعا متواضعا لكن اللفظ لم يثبت"

569 -

عن الشعبي قال: قيل لسعد: متى أصبت الدعوة؟ قال: يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم استجب لسعد"

قال الحافظ: روى الطبراني من طريق الشعبي قال: فذكره، وروى الترمذي وابن حبان والحاكم من طريق قيس بن أبي حازم عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

له عن سعد بن أبي وقاص طرق:

الأول: يرويه مُجالد بن سعيد عن عامر قال: قيل لسعد: متى أصبت الدعوة؟ قال: يوم بدر، كنت أرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأضع السهم في كبد القوس أقول: اللهم زلزل أقدامهم وارعب قلوبهم وافعل بهم وافعل، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم استجب لسعد"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(318) وفي "فضل الرمي"(44) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني مجالد به.

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 153

(1) 2/ 382 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

ص: 842

قلت: بل ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.

قال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف.

وقال أيضاً: كان يكثر عن الشعبي ويضطرب.

وقال البخاري: كان ابن مهدي لا يروي عنه عن الشعبي.

وذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي والدارقطني وأبو زرعة في "الضعفاء"

الثاني: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد مرفوعاً "اللهم استجب لسعد إذا دعاك"

أخرجه الترمذي (3751) والبزار في "مسنده"(1218) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 367)

عن رجاء بن محمد العذري البصري

والبزار (1218)

عن محمد بن معمر القيسي

وابن أبي عاصم في "السنة"(1408) وابن حبان (6990)

عن الحسن بن علي الحلواني

واللالكائي في "السنة"(الكرامات 75) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(86)

عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَرَسوسي

والحاكم (3/ 500) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 92 - 93) وفي "الدلائل"(512) وفي "معرفة الصحابة"(525) وفي "فضائل الخلفاء"(113)

عن موسى بن عقبة (1)

(1) أخرجه الحاكم وأبو نعيم في "المعرفة" وفي "فضائل الخلفاء" عن العباس بن الفضل الأسفاطي وأبو نعيم في "الحلية" و"الدلائل" عن محمد بن يزيد الأسفاطي قالا: ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ الشجري عن أبيه ثني موسى بن عقبة به.

واختلف فيه على إبراهيم بن يحيى، فرواه أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي عنه عن أبيه عن إسماعيل عن قيس عن سعد، ولم يذكر موسى بن عقبة.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 92 - 93) وفي "الدلائل"(512) وفي "فضائل الخلفاء"(113) والبغوي في "شرح السنة"(3922)

وإبراهيم وأبوه اختلفوا فيهما.

ص: 843

والحاكم (3/ 499)

عن محمد بن عبد الوهاب العبدي الفراء (1)

وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"(162)

عن إبراهيم بن مالك الشطوي

كلهم عن جعفر بن عون عن إسماعيل بن أبي خالد به.

قال البزار: هذا الحديث لا نعلم رواه عن إسماعيل عن قيس عن سعد إلا جعفر بن عون"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 153

قلت: لم ينفرد جعفر بن عون به بل تابعه يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل به.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 121) من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الخزاز الأصبهاني ثنا محمد بن الوليد البسري ثنا يحيى بن سعيد به.

ذكره في ترجمة أحمد بن محمد بن يعقوب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

واختلف فيه على يحيى بن سعيد القطان، فرواه أحمد عنه عن إسماعيل عن قيس قال: أُخبرت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد "اللهم استجب له إذا دعاك".

أخرجه في "فضائل الصحابة"(1308)

قال الترمذي: وهذا أصح"

قلت: رواه جماعة عن إسماعيل عن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، منهم:

1 -

يزيد بن هارون.

أخرجه ابن سعد (3/ 142)

(1) واختلف عنه، فرواه أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل عنه ثنا جعفر بن عون ثنا إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعدا.

أخرجه الحاكم

ورواه أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم عنه عن إسماعيل عن قيس مرسلا، لم يذكر سعدا.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 189) وقال: هذا مرسل حسن"

ص: 844

2 -

يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.

أخرجه اللالكائي في "السنة"(الكرامات 76)

3 -

يزيد بن عطاء الواسطي.

أخرجه اللالكائي.

4 -

وكيع.

أخرجه ابن سعد (3/ 142) وابن أبي شيبة (12/ 88) وأحمد في "الفضائل"(1313)

ولفظه "اتقوا دعوات سعد"

5 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(348)

قال الدارقطني: رواه زائدة وابن عيينة وهُشيم وأبو أسامة وحكام عن إسماعيل عن قيس مرسلاً وهو المحفوظ" العلل 4/ 378

الثالث: يرويه عثمان بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الجولة يوم أحد تنحيت فقلت: أذود عن نفسي فإما أنْ أستشهد وإما أنْ أنجو حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا كذلك إذا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون حتى قلت قد ركبوه ملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فنكبوا على أعقابهم القهقرى حتى يأتوا الجبل ففعل ذلك مرارا ولا أدري من هو وبيني وبينه المقداد بن الأسود، فبينا أنا أريد أنْ اسأل المقداد عنه إذ قال المقداد: يا سعد هذا رسول الله يدعوك، فقلت: وأين هو؟ فأشار لي المقداد إليه فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أين كنت اليوم يا سعد؟ " فقلت: حيث رأيت يا رسول الله، فأجلسني أمامه فجعلت أرمي وأقول: اللهم سهمك فارم به عدوك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم استجب لسعد، اللهم سدد لسعد رميته إيهاً سعد فداك أبي وأمي" فما من سهم أرمي به إلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم سدد رميته وأجب دعوته إيهاً سعد" حتى إذا فرغت من كنانتي نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كنانته فنبلني سهما نضيا قال: وهو الذي قد ريش وكان أشدّ من غيره.

أخرجه الحاكم (3/ 26) عن أبي العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار (1) ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن عثمان بن عبد الرحمن به.

(1) رواه البزار في "مسنده"(مسند سعد 143) عن أحمد بن عبد الجبار فلم يذكر ابن إسحاق.

ص: 845

وقال: صحيح على شرط مسلم"

قلت: وهذا من تساهله فإنّ عثمان بن عبد الرحمن هو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص لم يخرج له مسلم شيئاً، بل هو متهم، قال ابن معين: لا تكتب حديثه، كان يكذب" سؤالات ابن الجنيد

وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث كذاب" الجرح 3/ 1/ 157

وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 322) من طريق عمران بن سوار ثنا عثمان بن عبد الرحمن به مختصرا.

ورواه عبد العزيز بن أبان الأموي عن شيخ عن عائشة بنت سعد رفعته "اتقوا دعوات سعد"

أخرجه الحارث (986)

وعبد العزيز قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث.

وللحديث شاهد عن أبي بكر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سعد "اللهم سدد رميته وأجب دعوته"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 325) وفي "رياضة الأبدان"(15) عن محمد بن علي بن حبيش ثنا إسحاق بن سلمة الكوفي ثنا محمد بن عبد الرحيم البغدادي بنان ثنا محمد بن الحكم من ولد سعيد بن العاص ثني محمد بن خفتان ثنا يحيى بن أبي زائدة عن بيان عن قيس عن أبي بكر.

قال الدارقطني: وهو وهم، ورواه جعفر بن عون عن إسماعيل عن قيس عن سعد، وأصحاب إسماعيل يروونه عن إسماعيل عن قيس مرسلاً" العلل 1/ 259

وله شاهد آخر عن ابن عباس قال: لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "دونك نحور القوم، فداك أبي وأمي" فكان سعد يضع سهما في كبد قوسه فيقول: اللهم سهمك وفي سبيلك اللهم انصر رسولك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم استجب لسعد إذا دعاك"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4081) عن علي بن سعيد الرازي ثنا العباس بن موسى الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس.

ص: 846

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي سعد إلا عبد الرحمن بن مغراء"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي سعد البقال واسمه سعيد بن المَرْزُبان.

570 -

"اللهم اسق بلدك وبهيمتك وانشر بركتك، اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعاً طبقا واسعا عاجلا غير آجل نافعا غير ضار، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء"

قال الحافظ: ويؤيد ذلك رواية البيهقي في "الدلائل" من طريق يزيد أنّ عبيدا السلمي قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة وفيه خارجة بن حصين أخو عيينة، قدموا على إبل عِجَاف، فقالوا: يا رسول الله، ادع لنا ربك أنْ يغيثنا، فذكر الحديث وفيه: فقال: فذكره، وفيه قال: فلا والله ما نرى في السماء من قزعة ولا سحاب وما بين المسجد وسلع من بناء، فذكر نحو حديث أنس بتمامه، وفيه قال الرجل يعني الذي سأله أنْ يستسقي لهم: هلكت الأموال، الحديث كذا في الأصل والظاهر أنّ السائل هو خارجة المذكور لكونه كان كبير الوفد ولذلك سمي من بينهم" (1)

مرسل

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 143 - 144) عن أبي بكر بن الحارث الأصبهاني ثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبد الله بن مصعب ثنا عبد الجبار ثنا مروان بن معاوية ثنا محمد بن أبي ذئب المدني عن عبد الله بن محمد بن عمر بن حاطب الجمحي عن أبي وَجْزَة يزيد بن عبيد السلمي قال: فذكر الحديث وفيه طول.

وهو مرسل لأنّ أبا وجزة يزيد بن عبيد تابعي، وعبد الجبار هو ابن العلاء العطار قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وقيل له: إنّ عبد الجبار بن العلاء روى عن مروان الفزاري عن ابن أبي ذئب. فقال أبي: قد نظرت في حديث مروان بالشام الكثير فما رأيت عن ابن أبي ذئب أصلاً، فقال له أبو يحيى الزعفراني: أنكر عليّ أبو زرعة كما أنكرت، فحملت إليه كتابي وأريته فجعل يتعجب. قال ابن أبي حاتم: اتفقا في الإنكار على عبد الجبار بن العلاء روايته عن مروان عن ابن أبي ذئب من غير تواطؤ لمعرفتهما بهذا الشأن (مقدمة الجرح والتعديل ص 356 - 357)

(1) 3/ 158 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب الاستسقاء في المسجد الجامع)

ص: 847

571 -

عن أنس قال: جاء رجل أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يغط ثم أنشده شعرا يقول فيه:

وليس لنا إلا إليك فرارنا

وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

فقام يجرّ رداءه حتى صعد المنبر فقال: "اللهم اسقنا" الحديث وفيه ثم قال صلى الله عليه وسلم "لو كان أبو طالب حيا لقرت عيناه من ينشدنا قوله؟ " فقام عليّ فقال: يا رسول الله كأنك أردت قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، الأبيات".

قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الدلائل" من رواية مسلم الملائي عن أنس قال: فذكره، وإسناد حديث أنس وإن كان فيه ضعف لكنه يصلح للمتابعة، وقد ذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقا عمن يثق به" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2180) وفي "الأحاديث الطوال"(28) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 140 - 141 و 142) من طريق أبي معمر سعيد بن خُثَيم عن مسلم المُلائي عن أنس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح، وأنشده

أتيناك والعذراء تدمى لبانها

وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

وألقى بكفيه الصبي استكانة

من الجوع ضعفا ما يمر ولا يخلي

ولا شيء مما يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل

وليس لنا إلا إليك فرارنا

وأين فرار الناس إلا إلى الرسل

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرّ رداءه حتى صعد المنبر، ثم رفع يديه إلى السماء، فقال "اللهم اسقنا غيثا مُغيثا مَريئا مَريعا غَدقا طَبَقا عاجلا غير رَائِث، نافعا غير ضار، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيى به الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون" فوالله ما ردّ يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأبراقها، وجاء أهل البطانة يعنجون إلى رسول الله! الغرق الغرق، فرفع يديه إلى السماء ثم قال:"اللهم حوالينا ولا علينا" فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالاكليل

وذكر الحديث.

(1) 3/ 148 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء)

ص: 848

قال ابن كثير: وهذا السياق فيه غرابة ولا يشبه ما قدمنا من الروايات الصحيحة المتواترة عن أنس، فإنْ كان هذا هكذا محفوظا فهو قصة أخرى غير ما تقدم" البداية والنهاية 6/ 91

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الملائي، قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك.

572 -

"اللهم اسقنا غيثا مُغيثا مَريعا مَريئا طَبَقاَ عاجلا غير رَائب نافعا غير ضار"

قال الحافظ: ثم وجدت في "الدلائل" للبيهقي من طريق شَبَابة عن شعبة عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد عن شُرَحبيل بن السِّمْط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مُضَر فأتاه أبو سفيان فقال: ادع الله لقومك فإنهم قد هلكوا. ورواه أحمد وابن ماجه من رواية الأعمش عن عمرو بن مرّة بهذا الإسناد عن كعب بن مرّة ولم يشك فأبهم أبا سفيان قال: جاء رجل فقال: استسق الله لمضر، فقال "إنك لجريء ألمضر؟ " قال: يا رسول الله استنصرت الله فنصرك ودعوت الله فأجابك، فرفع يديه فقال: فذكره. قال: فأجيبوا فما لبثوا أنْ أتوه فشكوا إليه كثرة المطر فقالوا: قد تهدمت البيوت، فرفع يديه وقال "اللهم حوالينا ولا علينا" فجعل السحاب ينقطع يمينا وشمالا" فظهر بذلك أنّ هذا الرجل المبهم المقول له إنك لجريء هو أبو سفيان لكن يظهر لي أنّ فاعل قال: يا رسول الله استنصرت الله الخ هو كعب بن مرّة راوي هذا الخبر لما أخرجه أحمد أيضاً والحاكم من طريق شعبة أيضاً عن عمرو بن مرّة بهذا الإسناد إلى كعب قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنّ الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك وإنّ قومك قد هلكوا" الحديث. فعلى هذا كأن أبا سفيان وكعبا حضرا جميعاً فكلمه أبو سفيان بشيء وكعب بشيء فدل ذلك على اتحاد قصتهما"(1)

وذكره في موضع آخر وقال: وروى الإمام أحمد من حديث كعب بن مرّة ما يمكن أنْ يفسر هذا المبهم بأنه كعب المذكور

ولكن رواه ابن ماجه من طريق شرحبيل بن السمط أنّه قال لكعب بن مرّة: يا كعب حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق الله عز وجل، فرفع يديه فقال:"اللهم اسقنا"(2)

أخرجه أحمد (4/ 235) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1408)

عن محمد بن جعفر البصري

(1) 3/ 165 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط)

(2)

3/ 155 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب الاستسقاء في المسجد الجامع)

ص: 849

وعبد بن حميد في "المنتخب"(372) والطبراني في "الكبير"(20/ 318 - 319) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 379 و 379 - 380)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وأبو داود (3967) والبيهقي (3/ 355 - 356) وفي "الصغرى"(727) والطبراني في "الدعاء"(2191)

عن أبي عمر حفص بن عمر الحوضي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 323) والحاكم (1/ 328)

عن وهب بن جرير بن حازم

والحاكم (1/ 328)

عن آدم بن أبي إياس

والحربي في "الغريب"(2/ 860)

عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري

والبيهقي في "الدلائل"(6/ 145 - 146)

عن شَبَابة بن سَوَّار المدائني

وابن قانع (2/ 379)

عن معاذ بن معاذ العنبري

كلهم عن شعبة (1) عن عمرو بن مرّة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدّث عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم على مضر، فقلت: يا رسول الله، قد أعطاك الله واستجاب لك، وإنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم، فأعرض عني، فقلت: يا رسول الله، قد أعطاك الله واستجاب لك، وإنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم أنْ يسقيهم، فقال "اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئاً مريعاً غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار" فما كانت إلا جمعة أو نحوها حتى مطرنا.

(1) ورواه الطيالسي (ص 166) عن شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدعوات"(480)

ص: 850

قال: وقال (1) لمرة بن كعب أو كعب بن مرّة: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أبوك واحذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أيما رجل مسلم أعتق رقبة مسلمة إلا كان فكاكه من النار يجزي مكان كل عظم من عظامه عظما من عظامه، وأيما رجل مسلم أعتق امرأتين مسلمتين إلا كانتا فكاكه من النار يجزي مكان كل عظم من عظامهما عظما من عظامه، وأيما امرأة مسلمة اعتقت امرأة مسلمة كانت فكاكها من النار تجزي بكل عظم من عظامها عظما من عظامها"

وقال شبابة في روايته: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا رسول الله! إنّ قومك قد هلكوا فادع الله لهم.

فجعل القائل هو أبو سفيان لا كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب.

• ورواه يحيى بن أبي بكير الكرماني (2) وعفان بن مسلم البصري عن شعبة فقالا: عن كعب بن مرّة ولم يشكا.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(4/ 325)

• ورواه بهز بن أسد البصري عن شعبة فقال: عن مرّة بن كعب ولم يشك.

أخرجه الحاكم (1/ 328 - 329)

• ورواه بَدَل بن المُحَبَّر البصري عن شعبة أخبرني عمرو بن مرة ومنصور بن المعتمر وقتادة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 319) وفي "الدعاء"(2192)

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال: قلنا لكعب بن مرّة: يا كعب بن مرّة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ارموا أهل صنع من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة" قال: فقال عبد الرحمن بن أبي النحام: يا رسول الله، وما الدرجة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنها ليست بعتبة أمك ولكنها بين الدرجتين مائة عام.

قال: يا كعب بن مرّة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزي بكل عظم منه عظما منه، ومن أعتق

(1) وفي رواية: فقيل.

(2)

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5827) من طريق يحيى بن أبي بكير وحده.

ص: 851

امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي بكل عظمين منهما عظما منه، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة"

قال: يا كعب بن مرّة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل كان كمن أعتق رقبة"

قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وجاءه رجل فقال: استسق الله لمضر، قال: فقال "إنك لجريء ألمضر" قال: يا رسول الله، استنصرت الله عز وجل فنصرك ودعوت الله عز وجل فأجابك وذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 219) وأحمد (4/ 235 - 236) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير ثنا الأعمش به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2011) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن ماجه (1269 و 2522) والنسائي (6/ 23) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء الكوفي ثنا أبو معاوية به.

ورواه أحمد بن منيع عن أبي معاوية فلم يذكر شرحبيل بن السمط.

أخرجه أبو القاسم البغوي (5/ 111)

ورواه مَعْمَر عن الأعمش أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال .. فذكر الحديث.

فأسقط عمرو بن مرة فمن فوقه.

أخرجه عبد الرزاق (4908)

والأول أصح.

قال أبو داود: سالم لم يسمع من شرحبيل، مات شرحبيل بصفين"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين"

قلت: رجاله ثقات لولا انقطاعه.

ولم ينفرد سالم بن أبي الجعد به بل تابعه عبيد بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرّة.

أخرجه ابن المبارك في "المسند"(213) والطبراني في "الأوسط"(6750)

والحديث سيأتي الكلام عليه أيضاً في حرف الواو فانظر "وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار

"

ص: 852