المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة الطبعة الأولى ‌ ‌مدخل … مقدمة الطبعة الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة - المغني في تصريف الأفعال

[محمد عبد الخالق عضيمة]

الفصل: ‌ ‌مقدمة الطبعة الأولى ‌ ‌مدخل … مقدمة الطبعة الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة

‌مقدمة الطبعة الأولى

‌مدخل

مقدمة الطبعة الأولى:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، أما بعد:

فهذه البحوث ثمرة دراسة مستوعبة، نفضت لها ما وصل إلي من كتب النحو والصرف، أرجو أن يكون فيها غناء في دراسة تصريف الفعل، وقد حرصت غاية الحرص على أن أذكر مراجع كل مسألة في كتابي، إذ أرى أنه يجمل بنا في تناول البحوث العلمية أن نكشف عن منابعها، ونشير إلى مصادرها.

كما نهجت نهجًا جديدًا هو: الإكثار من الاستشهاد بالقرآن الكريم، وقراءاته المختلفة؛ فإن نحاتنا السابقين قد استبد بجهدهم الاستشهاد بالشعر، بل جاوز كثير منهم حده فتطاول على القراء، ونسب إليهم اللحن في قراءاتهم1.

وما من شك في أن الاستشهاد بقراءات القرآن الكريم فيه عضد وتأييد لقواعد النحو ودعم لشواهدها، وفيه رد على هذه الصيحات المنكرة التي تنبعث بين الحين والحين، تنادي بالإعراض عن دراسة النحو والصرف،

1 كتبت عن هذا الموضوع بإفاضة في رسالتي عن أبي العباس المبرد وأثره في علوم العربية.

ص: 7

زاعمة أن لغة العرب في غنى عما شرع النحويون من قوانين، ورسموا من قواعد، واصطنعوا من شواهد.

وعلم الله، ما واتاني جمع هذه القراءات عفوا صفوا، ولا وافاني رهوا سهوا، وإنما كان ثمرة جهود متصلة في سنوات طوال، جاورت فيها بيت الله الحرام، فعكفت على دراسة ما يتصل بأسلوب القرآن الكريم، وجدت المصنفين الذين عرضوا لفهرسة ألفاظه قد وقفت جهودهم عند حصر ألفاظ الأفعال والأسماء وإحصاء آياتها، وتركوا جمع الحروف وإحصاء آياتها مع ما لها من عظم الأثر وجليل الخطر في الدراسات النحوية، كما تركوا هذا الإحصاء في الضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وبعض الظروف، فكمَّلت هذا النقص، ثم أحصيت ما وصل إلينا من قراءاته المختلفة، وما ذكره اللغويون والنحويون فيما يتعلق بأسلوبه، ثم نثرت ذلك كله على أبواب النحو والصرف.

وفي النية -إن كان في العمر بقية- أن أخرج كتابا يتناول دراسة أسلوب القرآن الكريم دراسة تعتمد على الاستقراء. أرجو الله أن يوفقني في إتمامه، ويعينني على إخراجه، إنه نعم المولى ونعم النصير.

22 من ربيع الأول سنة 1375هـ

7 من نوفمبر سنة 1955م

ص: 8