الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مُقَدَّمَة إدَارة الثَّقَافَةِ الإِسلامِيَّة
إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمدُه ونَسْتعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله مِن شُرورِ أنفسِنا، وسَيَّئاتِ أَعمالنا، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحبِه أَجمعين.
أمّا بعد:
فإنَّ الإمامَ مُظْهِرَ الدِّينِ الحُسينَ بنَ محمود بنِ الحُسينِ الزَّيدانيَّ، الشِّيرازيَّ، الحَنفيَّ، المشهورَ بـ (المُظْهِرِي)، ويُقال له:(المُظْهِر)، والمتوفَّى سنةَ (727 هـ)، كانَ إمامًا فَقيهًا محدَّثًا، قد ألَّفَ المؤلَّفاتِ البديعةَ الشاهِدَةَ على عُلُوِّ كَعبِه في العلوم، وكانت مَرجِعًا للعُلماء والمحقِّقين، وكان مِنْ أكثرِها شُهرةً عند أهلِ العلم ونَقْلًا عنها كتابُه المَوسومُ بـ "المَفَاتيح في شرح المصابيح"، والذي اشتملَ على شَرحِ غَالبِ مَادَّةِ أحاديثِ الكتابِ
التي قارَبَت الخمسةَ آلافِ حديث.
عُنِيَ فيه رحمه الله ببيانِ مُفرداتِه، وحَلِّ إشكالاته، وجَمْع اختلافاتِه، وإعرابِ ما اسْتَغْلَقَ من ألفاظِه، وبَثَّ فقهَ الأئمةِ الأَربعةِ في كثيرٍ مِنْ أحاديثه.
فأتى شَرحًا مُفيدًا محرَّرًا، ليس بالطَّويلِ المُمِلِّ، ولا بالقَصيرِ المُخِلِّ، اعتمدَ في النقل عنه كثيرٌ من الشُّرَّاح المتأخِّرين؛ كالإمامِ الطيْبِيِّ وزَينِ العَرَبِ والكَرمانِّي والبِرماوِيِّ وابنِ حَجَر والعَيني والقَسْطَلاني وغيرهم.
وقد وافَت الإمامَ المُظْهِريَّ المَنِيَّةُ قبلَ تمامِ شَرحِه، فوصلَ فيه إلى أُخْرَياتِ كتابِ المصابيح، فأتمَّه أحدُ تلامذته على نَسَقِ منهج المؤلِّف في أُسلوبه ومَصادره، فظهرت التتمةُ وكأنَّها مِن شرحِ الإمامِ المُظْهِريِّ رحمه الله تعالى.
هذا، وقد قامت لجنةٌ علميَّةٌ مختصَّةٌ من المحقِّقين في دار النوادر بإشراف الشَّيخ نورِ الدِّين طالب بتحقيق هذا السِّفْر الجليل تحقيقًا عِلميًا مُتميزًا مِنْ عنايةٍ خاصَّةٍ بضبط النَّصِّ، معتمدِينَ في نَشْرِه على أربع نُسَخٍ خَطَّية.
كما حُفَّ إصدارُه بجَودَةِ التَّنضيد والإِخْراج والطَّباعة، مع التَّنْويهِ بجهودِهم المشكورةِ في نَشْرِ شروحِ مصابيحِ السُّنَّة التي تصدُر لأوَّلِ مرَّةٍ إلى عالم المَطْبوعات، فجزاهم اللهُ على حُسْنِ صَنِيعهم خيرَ الجزاء، وأثابهم خيرَ العَطَاء.
وإنَّ إدارةَ الثقافةِ الإِسْلامية، إذ يَسُرُّها أنْ تَزُفَّ هذا الكتابَ النَّفِيسَ إلى رُوَّامِ العلمِ ومُحبِّيه، تَأمَلُ مِنَ اللهِ أنْ يكونَ عَملُها مُتقبَّلًا، وتَدعوه سبحانه أنْ يبارِكَ جهودَها في نشرِ الإرثِ الثَّمينِ مِنْ تراثِ الأمَّةِ الإِسلامية، لِما يُسْهِمُ في رِفْعة الأمَّة وعُلُوِّ مَكانتها، وأَنْ يوفِّقَها للكثيرِ الطَّيِّبِ مِنْ ذلك، إنَّه سبحانه نعمَ المَولى ونِعْمَ النَّصير.
إدَارَة الثَّقَافَةِ الإسلاميَّة
° ° °
مَوسُوعَةُ شُرُوْحِ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
المُشْرِفُ العَام
نُورُ الدَّيْن طَالِب
اللَّجْنَةُ العِلْمِيَّةُ الَّتِي شَارَكَتْ في تَحْقِيقِ هَذَا الكتَابِ:
- محمد خَلُّوف العبد الله
- توفيق محمود تكله
- ياسِيْن عَبد الله حمبول
- محمَّد عَبد الحلِيم بَعَّاج
- عَلاء الدَّين بَدْرَان
- جَمال عَبد الرحيم الفارس