الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا من باب التعزير بإلزام المرء ما التزمه ولذا قال عمر رضي الله عنه: (أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت له فيه أناة فلو أمضيناه عليهم) . فأمضاه عليهم، وباب التعزير واسع في الشريعة، لأن المقصود به التقويم والتأديب.
41.
…
وسئل: عن حكم قولهم: تدخل القدر؟ وتدخلت عناية الله
؟
فأجاب قائلا: قولهم (تدخل القدر) لا تصلح لأنها تعني أن القدر اعتدى بالتدخل وأنه كالمتطفل على الأمر، مع أنه أي القدر هو الأصل فكيف يقال تدخل؟ والأصح أن يقال: ولكن نزل القضاء والقدر أو غلب القدر أو نحو ذلك، ومثل ذلك (تدخلت عناية الله) الأولى إبدالها بكلمة حصلت عناية الله، أو اقتضت عناية الله.
42.
…
وسئل: عن حكم التسمي بأسماء الله مثل كريم، وعزيز ونحوهما
؟
فأجاب بقوله: التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين:
الوجه الأول: وهو على قسمين:
القسم الأول: أن يحلى بـ (ال) ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله عز وجل (1) كما لو سميت أحداً بالعزيز، والسيد، والحكيم، وما أشبه ذلك فإن هذا لا يسمى به غير الله لان (ال) هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم.
القسم الثاني: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلي بـ (ال) فإنه لا يسمى به ولهذا غير النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي تكنى بها؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي، صلى الله عليه وسلم " إن الله هو الحكيم وإليه الحكم " ثم كناه بأكبر أولاده شريح فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع لأن هذه
(1) راجع الفتوى رقم (103) حيث أنه يشترط أن يلاحظ معنى الصفة