الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فما بال القرون الأولى. قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ((1) . فإذا كان هذا هو قصد المجيب وكان يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر.
أما إذا كان جاهلا ولا يدري ويريد بقوله: (أن الله افتكره) يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر، لكن يجب أن يطهر لسانه عن هذا الكلام، لأنه كلام موهم لنقص رب العالمين عز وجل ويجيب بقوله:(توفاه الله أو نحو ذلك) .
76.
…
سئل فضيلة الشيخ: عن حكم التسمي بقاضي القضاة
؟ .
فأجاب قائلا: قاضي القضاة بهذا المعنى الشامل العام لا يصلح إلا لله عز وجل فمن تسمي بذلك فقد جعل نفسه شريكا لله عز وجل فيما لا يستحقه إلا الله عز وجل، وهو القاضي فوق كل قاضٍٍ
(1) سورة طه، الآيتان (51-52) .
والحكم وإليه يرجع الحكم كله، وإن قيد بزمان أو مكان فهذا جائز، لكن الأفضل أن لا يفعل، لأنه قد يؤدي إلى الإعجاب بالنفس والغرور حتى لا يقبل الحق إذا خالف قوله، وإنما جاز هذا لأن قضاء الله لا يتقيد، فلا يكون فيه مشاركة لله عز وجل وذلك مثل قاضي قضاة العراق، أو قاضي قضاة الشام، أو قاضي قضاة عصره.
وأما إن قيد بفن من الفنون فبمقتضى التقيد يكون جائزا، لكن إن قيد بالفقه بأن قيل: عالم العلماء في الفقه سواء قلنا بأن الفقه يشمل أصول الدين وفروعه على حد قوله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين " أو قلنا بأن الفقه معرفة الأحكام الشرعية العملية كما هو المعروف عند الأصوليين صار فيه عموم واسع مقتضاه أن مرجع الناس كلهم في الشرع إليه فأنا أشك في جوازه والأولى التنزه عنه. وكذلك إن قيد بقبيلة فهو جائز ولكن يجب مع الجواز مراعاة جانب