المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مرويات السخاوي عنه - المنهل العذب الروي

[السخاوي]

الفصل: ‌مرويات السخاوي عنه

و " المنهاج " عرض القمّصي مواضع منه على حافظ العصر الزين العراقي، وأجاز بسائره، عن النعماني، عنه.

وكذا في الموجودين مُسندة الدنيا الآن: أم الفضل عزيزة، المدعوة هاجر ابنة الشرف القدسي، سمعت " الرياض " على التنوخي بسنده، ثم أنها انتقلت بالوفاة، وبعدها القمّصي ثم المبهم الذي سمع " الأربعين " على ابن الكويك، وكذا الرضي، كلهم إلى رحمة الله تعالى.

‌مرويات السخاوي عنه

وأما أنا فسمعت بعضاً من جملة من تصانيفه، على بعض من تقدم، و " الرياض " بتمامه من غير المذكورة. وأروي جميع تصانيفه وسائر ما أُثبِّته في هذا التصنيف من كلامه، عن الشيخ أبي هريرة عبد الرحمن بن عمر القبابي، إجازة مكاتبة، عن الصدر الميدومي، وأبي عبد الله ابن الخباز، كلاهما عن مؤلفها، وهذا لا يوجد الآن أقل عدداً منه. فلنورد به أحاديث عن طريقه: الحديث الأول: أنبأني أبو هريرة عن المذكورين، أنبأنا القطب شيخ الإسلام أبو زكريا النووي رحمه الله، قال: أخبرنا شيخنا الإمام الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف ابن سعد بن الحسن بن المفرج بن بكار، المقدسي، النابلسي، ثم الدمشقي، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا أبو نُعيم عبيد بن هشام الحلبي، حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن سعيد هو الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته لله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه ".

وأخبرنيه عالياً متصلاً من غير طريق الشيخ: خاتمة مُسندي مصر، أم محمد سارة ابنة السراج أبي حفص عمر بن عبد العز عبد العزيز بن البدر بن جماعة، قراءة عليها وأنا أسمع، بمنزلها بالقاهرة، عن الصلاح بن عبد الله محمد ابن أحمد بن إبراهيم بن أبي عمر، أخبرنا الفخر أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن مُعَمر البغدادي، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن رمح، وعبد الله بن رَوْح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا يحيى بن سعيد، بإسناده نحوه.

وهو حديث صحيح جليل القدر، عظيم الموقع، أجمل أهل النقل على صحته وثبوته، اتفق الشيخان على تخريجه من طريق يحيى، ولكن طريق ابن المبارك بخصوصها التي أورده الشيخ منها، انفرد بها مسلم، ووافقه على تخريجها من أصحاب الستة: النسائي. كما أن طريق يزيد لبتي أوردتها، انفرد بها مسلم أيضاً، ووافقه على تخريجها منهم كذلك: ابن ماجه، فأما الأول فرواه مسلم عن أبي كريب، والنسائي عن سليمان بن منصور، كلاهما عن ابن المبارك، أما الثاني فرواه مسلم أيضاً عن محمد بن عبد الله بن نمير، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن يزيد بن هارون. وهو عند أحمد في مسنده عن يزيد، فوافقاه فيه بعلو، ووقع لنا بدلاً للآخرين مع العلو أيضاً، على طريقي مسلم وابن ماجه الثانية، والله الموفق.

الحديث الثاني:

ص: 47

وبه إلى النووي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا شيخنا الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف النابلسي، ثم الدمشقي، رحمه الله، أخبرنا أبو طالب عبد الله، وأبو منصور يونس، وأبو القاسم حسين بن هبة الله بن صَصْري، وأبو يعلى حمزة، وأبو الطاهر إسماعيل، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، هو ابن عساكر، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، خطيب دمشق، بها، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان، أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم، بن الفرج الهاشمي، أخبرنا أبو مُسْهر، عبد الأعلى بن مُسْهر، أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن الله تبارك وتعالى، أنه قال:" يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا، يا عبادي، إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كستوته، فاستكسوني اكْسكُم. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم، لم ينقص ذلك من مُلكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وآنسكم، وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل منكم، لم يزد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وأنسكم وجنكم، كانوا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم ما سئل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، إلا كما ينقص البحر أن يُغمس المخْيط فيه خمسة واحدة. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ".

قال أبو مُسْهر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس إذا حدّث بهذا الحديث جثى على ركبتيه.

وأخبرنيه عالياً متصلا أبو المعالي بن أحمد الدمشقي، بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو هريرة ابن الحافظ أبي عبد الله الذهبي الدمشقي، قال: أخبرنا البهاء أبو محمد القاسم بن المظفر بن محمود بن عساكر الدمشقي، قال أخبرنا عم أبي: العزُّ النسابة أبو عبد الله محمد بن تاج الأمناء أبي الفضل أحمد بن محمد ابن الحسن بن عساكر الدمشقي، أخبرنا عمُّ أبي: الحافظ أبو القاسم بن عساكر إذناً، وأبو طالب الخضر بن هبة الله بن طاووس سماعا، قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم به مثله.

وهو حديث صحيح عال جليل الإسناد، عظيم الموقع، حسن التسلسل بالدمشقيين الثقات، فإن كلهم من أهلها، إلا الصحابي رضي الله تعالى عنه، وقد دخلها، وكذا دخلتها.

أخرجه مسلم في صحيحه منفردا به، عن محمد بن إسحاق الصغاني. ورواه الطبراني عن أبي زُرعة الدمشقي، كلاهما عن أبي مسهر، فوقع لنا بدلا لهما عاليا بدرجتين.

وقد جوّد أبو مسهر إسناده، ولكن خلف فيه، كما بُيِّن في غير هذا الموضع. ووقع في تخريج " 40 " الشيخ، لشيخنا، ما نصه: وقد رواه الإمام أبو زكريا النووي في آخر كتاب " الأذكار " له، من هذا الوجه، فكان بينه وبين ابن الموازيني المذكور في روايتنا ثلاثة أنفس، انتهى، ولم يخرجه النووي كما رأيت من طريق الموازيني، إنما أورده من طريق الشريف أبي القاسم، وهو رفيق ابن الموازيني في الرواية عن ابن سلوان. وكذا رواه في آخر " الإرشاد " وكأنّ شيخنا " رحمه الله " أراد أن يقول: الشريف، فسبق القلم، ويؤيده أنه أورده في " الأربعين " التي خرّجها لشيخه البلقيني عن الصواب، حيث قال: وقد رواه الشيخ الإمام العلامة محيي الدين النووي في آخر كتاب " الأذكار " له، عن شيخه خالد النابلسي، عن أبي القاسم بن صَصْري، وغيره، عن أبي القاسم بن عساكر، عن أبي القاسم الخطيب، عن ابن سلوان.

قال الشيخ " رحمه الله " عقب إيراده في " الإرشاد ": ورجال إسناده منه إلى أبي ذر، كلهم دمشقيون، وقد دخل أبو ذر دمشق.

فأجتمع في هذا الحديث جُمل من الفوائد: منها: صحة إسناده ومتنه، وعلوه، وتسلسله بالدمشقيين، رضي الله عنهم وبارك فيهم، وهذا في غاية الندرة والحسن، وحصل تعريف أوطان رواته بكلمة واحدة: دمشقيون.

ومنها: ما أشتمل عليه من البيان لقواعد عظيمة في أصول الدين وفروعه، والآداب وغيرها، ولله الحمد.

ص: 48

الحديث الثالث: وبه إلى النووي " رحمه الله " قال: أخبرنا خالد بن يوسف بن سعد النابلسي الحافظ، أخبرنا زيد بن الحسن هو الكندي، أخبرنا المبارك بن الحسين " الواسطي "، أخبرنا علي بن أحمد، وهو ابن البُسري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، هو أبو طاهر المخلّص، حدثنا عبد الله، هو البغوي، حدثنا شيبان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من طلب الشهادة صادقا من قلبه أُعْطيها ولو لم تصبه ".

وأخبرينه غير واحد عن أبي إسحاق التنوخي، عن العلاء ابن العطار قال: أخبرتنا ستّ العرب ابنة يحيى، قالت: أخبرنا الكندي به.

وأخبرني به عالياً العز أبو محمد الحنفي، عن أم محمد أبنت محمد بن الفخر، قالت: أخبرنا جدي الفخر ابن البخاري قراءة عليه وأنا شاهدة في الثالثة، قال أخبرنا أبو اليُم زيد بن الحسن، فذكره.

وهو حديث صحيح أيضا انفرد به مسلم فرواه في الجهاد من صحيحه. وكذا أخرجه أبو يعلى في مسنده. كلاهما عن شيبان، فوافقناهما فيه بعلوّ.

ورواه أبو عوانة في صحيحة المستخرج على مسلم، عن أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد البغدادي، وأخي خطاب، كلاهما عن شيبان، فوقع لنا بدلالة عاليا.

وكذا رواه غير المذكورين، عن شيبان، بل رواه مؤمل أيضا عن حماد، وزاد فيه:" وإن مات على فراشه ".

وقد عزا صاحب " مسند الفردوس " هذا الحديث لأبن ماجه، والذي فيه حديث سهل بن حُنيف، الذي أخرجه مسلم أيضا، لا أنس، والله الموفق.

وفي " الإرشاد " للشيخ حديث عبد الله بن حوالة مرفوعا: " إنكم ستجنّدون أجنادا " أورده أيضا من نسخة أبي مُسهر بإسناده، وتكلم عليه، لكننا اقتصرنا على إيراد ثلاثة، والله المستعان.

وبه إلى النووي بإسناده الماضي في الحديث الثاني إلى الحافظ أبي قاسم بن عساكر، أنه أنشدهم لنفسه:

واظب على جمع الحديث وكَتْبه

وجهد على تصحيحه في كُتْبِه

واسمعه من أربابه نقلاً لما

سمعوه من أشياخهم تَسْعد بهِ

واعرف ثِقاتي رِواته من غيرهم

كَيما تميز صدقَه من كِذْبه

فهو المُفسر للكتاب وأنما

نطق النبيُّ لنا به عن ربه

فتفهْمِ الأخبارَ تعرفْ حِلُه

من جرْمه مع فرضهْ من ندْمه

وهو لمُبيّن للعباد لشرحه

سَيَر النبيّ المُصطفى مه صَحْبه

وتتبَع العالي الصحيحة فإِنه

قرْبٌ إلى الرحمن تَحظ بقربه

وتجنّب التصحيف فيه فربما

أدّى إلى تحريفه بل قلبهْ

واترك مقالة من لحاك بجهله

عن كُتْبه أو بدعة في قلبه

فكفى المحدثُ رفعةً أن يرتضي

ويُعدَّ من أهل الحديث وحزبه

روى هذا الشعر الشيخ في " الإرشاد "، وأورده أبو القاسم التجيبي عن أبي عثمان بن زيدون، عن أبي العباس بن فرح قال: أنشدنا النووي به.

ص: 49