المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من كتاب الأشربة - الموطأ لابن وهب - قطعة منه - ت الصيني

[ابن وهب]

الفصل: ‌من كتاب الأشربة

الْجُذَامِيُّ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ اللَّخْمِيَّ حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحِلُّ ثَمَنُ الْكَلْبِ، وَلَا حُلْوَانُ الْكَاهِنِ، وَلَا مَهْرُ الْبَغِيِّ»

‌مِنْ كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ

14 -

أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الْخَلِيطَيْنِ أَنْ يُشْرَبَا» ، فَقُلْنَا: وَمَا الْخَلِيطَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» .

15 -

وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّ مُغِيثٍ حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ ذَلِكَ

16 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا»

17 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «نَهَى أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ والزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَنَهَى أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالرُّطَبُ جَمِيعًا» .

18 -

وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ حَدَّثَهُمَا، عَنْ جَابِرِ بْنِ

ص: 30

عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.

19 -

وَحَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «نَهَى عَنْ ذَلِكَ»

20 -

أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«لَا تَنْبِذُوا التَّمْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، انْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَحْدَهُ»

21 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ:«إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُخْلَطَ التَّمْرُ وَالزَّهْوُ ثُمَّ يُشْرَبَ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَامَّةَ خُمُورِهِمْ يَوْمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ»

22 -

وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، كَانَ يَقْطَعُ الرَّطْبَ مِنَ الْبُسْرِ، لَأنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «نَهَى أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ»

23 -

أَخْبَرَنِي الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: رَأَيْتُ جَوَارِيَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «يَضَعْنَ الْبُسْرَ فِي الْمَكَاتِلِ، وَيَأْخُذْنَ السَّكَاكِينَ، وَيَتَتَبَّعْنَ كُلَّ شَيْءٍ أُرْطِبَ فِيهِ، فَيُقَطِّعْنَهُ حَتَّى يُقَطِّعْنَ مِثْلَ الشُّنَامَةِ وَمِثْلَ الْقُمْعِ، مِمَّا أُرْطِبَتْ

ص: 31

كَرَاهِيَةَ أَنْ تَكُونَ بُسْرًا أَوْ تَمْرًا، فَيَكُونُ فَضِيخًا» .

قَالَ أَبَانٌ: وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هَكَذَا كُنَّا نَنْبِذُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

24 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَهُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«لَا تَشْرَبُوا فِي الْمُزَفَّتِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ، اشْرَبُوا وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»

25 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ، أَلَا إِنَّ وِعَاءً لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»

26 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَيْمُونٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ يُحَدِّثُهُ بِمَكَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ:«أَلَا إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْبِذُوا فِي الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ فَانْتَبِذُوا وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» .

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ: فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَمَّنْ يُحَدِّثُهُ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ جُلَسَائِهِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ

27 -

أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، ثُمَّ قَالَ: انْتَبِذُوا فِيمَا شِئْتُمْ، فَإِنَّ الْآنِيَةَ لَا تُحِلُّ شَيْئًا وَلَا تُحَرِّمُهُ "

ص: 32

28 -

حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ وَاسِعَ بْنَ حِبَّانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ أَلَا فَانْتَبِذُوا، وَلَا أُحِلُّ مُسْكِرًا»

29 -

أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:«كَانَتْ عَائِشَةُ تَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَرٍّ أَخْضَرَ، وَأَنَّ عَائَشَةَ كَانَتْ تَشْرَبُ النَّبِيذَ فِي جَرٍّ أَخْضَرَ» .

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَشْرَبُ فِي جَرٍّ أَخْضَرَ

30 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ، عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُنْبَذُ لَهُ فِيهِ، نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ»

31 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:«إِنَّ مِنَ الْعِنَبِ خَمْرًا، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرًا، وَمِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَمِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وأَنَا أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ»

32 -

أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِتْعِ؟ فَقَالَ: «كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ»

ص: 33

33 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ وَالسُّنَنَ وَالْفَرَائِضَ، ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا شَرَابًا نَصْنَعُهُ مِنَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ، فَقَالَ:«الْغُبَيْرَا؟» قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ:«لَا تَطْعَمُوهُ» ثُمَّ لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَنْطَلِقُوا، سَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ:«الْغُبَيْرَا» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:«لَا تَطْعَمُوهُ»

34 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ وَهُوَ مُرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ دَيْلَمٌ الْجَيْشَانِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، وَنَصْنَعُ بِهَا شَرَابًا مِنَ الْقَمْحِ، أَفَيَحِلُّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ:«أَلَيْسَ يُسْكِرُ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ:«فَإِنَّهُ حَرَامٌ»

35 -

أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ أَبَا وَهْبٍ الْجَيْشَانِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ وَفْدِ جَيْشَانَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ ذَكَرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرَابًا يَصْطَنِعُوهُ مِنَ الدُّرَةِ وَالْحِنْطَةِ.

فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُسْكِرُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، «فَنَهَاهُمْ عَنْهُ»

36 -

أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،

ص: 34

وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ:«كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»

37 -

وَأَخْبَرَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَمَا أَسْكَرَ قَلِيلُهُ، فَكَثِيرُهُ حَرَامٌ»

38 -

أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:«مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» .

39 -

حَدَّثَنِي شَمْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

40 -

أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:«فَالْحُسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ»

41 -

أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلانِيُّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» .

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَسَأَلْتُ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: صَدُوقٌ.

قَالَ ذَلِكَ أَبِي لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ

42 -

أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:

ص: 35

" كُنْتُ أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَةَ، وَأَبَا طَلْحَةَ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ شَرَابًا مِنْ فَضِيخٍ وَتَمْرٍ، فَأَتَى آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَال أَبُو طَلْحَةَ: يَا أَنَسُ قُمْ إِلَى هَذِهِ الْجِرَارِ فَاكْسِرْهَا، فَقُمْتُ إِلَى مِهْراسٍ لَنَا، فَضَرَبْتُهَا بِأَسْفَلِهِ حَتَّى تَكَسَّرَتْ "

43 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ حِبَّانَ بْنَ وَاسِعٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»

44 -

أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِّيِّ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ بِنْتِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: وَإِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، أَنَّ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيرِ، وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانُوا يَشْرَبُونَ الطِّلَاءَ.

وَأَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَشْرَبُهُ بِالشَّامِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:«أَيَشْرَبُ الطِّلاءَ؟» قَالَ لَهُ سَالِمٌ: نَعَمْ قَدْ كَانَ أَبِي يَشْرَبَهُ

45 -

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ حَجَّ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَتْ تَسْأَلَهُ عَنِ الشَّامِ، وَعَنْ بَرْدِهَا، فَجَعَلَ

ص: 36

يُخْبِرَهَا، فَقَالَتْ: كَيْفَ تَصْبِرُونَ عَلَى بَرْدِهَا؟ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُمْ يَشْرَبُونَ شَرَابًا لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: الطِّلاءُ، فَقَالَتْ: صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَغَ حَتَّى سَمِعْتُ حِبِّي صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا»

46 -

أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:«لَيَشْرَبَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، وَيُضْرَبُ عَلَى رُءُوسِهِمُ الْمَعَازِفُ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ»

47 -

أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيرِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّهَا كَانَتْ تَنْهِي النِّسَاءَ أَنْ يَمْتَشِطْنَ بِالْخَمْرِ»

48 -

أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ السَّبَئِيِّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَمَّا يُعْصَرُ مِنَ الْعِنَبِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَجُلًا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَوايَةٌ مِنْ خَمْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ حَرَّمَهَا؟» قَالَ: لَا، فَسَارَّ إِنْسَانًا، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«بِمَ سَارَرْتَهُ؟» فَقَالَ: أَمَرْتُهُ أَنْ يَبِيعَهَا، فَقَالَ:«إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا، حَرَّمَ بَيْعَهَا» .

قَالَ: فَفَتَحَ الْمِزَادَتَيْنِ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهِمَا ".

ص: 37

49 -

أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ

50 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ كَيْسَانَ أَخْبَرَنِي: أَنْ أَبَاهُ كَيْسَانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ بِالْخَمْرِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ وَمَعَهُ خَمْرٌ فِي زِقَاقٍ يُرِيدُ بِهِ التِّجَارَةَ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ جِئْتُ بِشَرَابٍ جَيِّدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«يَا كَيْسَانُ إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ» .

قَالَ كَيْسَانُ: أَفَأَذْهَبُ فَأَبِيعُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ، وحُرِّمَ ثَمَنُهَا» .

فَانْطَلَقَ كَيْسَانُ إِلَى الزِّقَاقِ فَأَخَذَ بِأَرْجُلِهَا ثُمَّ أَهْرَقَهَا جَمِيعًا

51 -

أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ يَحْيَى الْمَعَافِرِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَقْبَلا يُرِيدَانِ الْإِسْلَامَ فَلَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ أَتِيَا كَيْسَانَ بَاِئعَ الْخَمْرِ، فَقَالَ: بِعْنَا خَمْرًا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَشْرَبَ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نُسْلِمَ، فَقَالَ: قَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، وَلَيْسَ عِنْدِي الْآنَ إِلَّا زِقَاقٌ، وَلَا أَدْرِي هَلْ يَحِلُّ بَيْعُهَا، انْظُرْ حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: انْطَلِقْ، وَلَا تُسَمَّنَا لَهُ.

فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ:«مَنْ هُمَا» ؟ فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ يُسَمِّيَهُمَا لَهُ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَقُلْ لَهُمَا.

الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ

ص: 38

نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا [الكهف: 29] اذْهَبْ إِلَيْهِمَا فَقُلْ لَهُمَا إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ ثَمَنَهَا "

52 -

أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ الْخَيْرِ الزِّيَادِيُّ ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ سَعْدٍ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ:" إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَشَارِبَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَمُسْقِيَهَا "

53 -

أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ زُوَيْدٍ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لُعِنَ فِي الْخَمْرِ عَشَرَةٌ، الْعَاصِرُ وَالْمَعْصُورَةُ لَهُ وَالْبَائِعُ وَالْمُشْتَرِي وَالْحَامِلُ وَالْمَحْمُولَةُ وَالسَّاقِي وَالشَّارِبُ وَالْمُكَارِمُ بِهَا، وَالْمَائِدَةُ تُدَارُ عَلَيْهَا»

54 -

أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، والليث بن سعد، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الْخَوْلَانِيِّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَمٌّ يَبِيعُ الْخَمْرَ، وَكَانَ يَتَصَدَّقُ، فَنَهَيْتُهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةِ، فَلَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخَمْرِ وَثَمَنِهَا، فَقَالَ: هِيَ حَرَامٌ وَثَمَنُهَا حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، إِنَّهُ لَوْ كَانَ كِتَابٌ بَعْدَ كِتَابِكُمْ، وَنَبِيٌّ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ، لأُنْزِلَ فِيكُمْ كَمَا أُنْزِلَ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ، وَلَأُخِّرَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَعَمْرِي لَهُوَ أَشَدُّ عَلَيْكُمْ.

قَالَ ثَابِتٌ: ثُمَّ

ص: 39

لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: سَأُخْبِرُكَ عَنِ الْخَمْرِ، إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَبَيْنَا هُوَ مُحْتَبٍ، حَلَّ حَبْوَتَهُ، ثُمَّ قَالَ:«مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرِ شَيْءٌ فَلْيَأْتِنِي بِهَا» فَجَعَلَ يَأْتُونَهُ بِهَا، فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: عِنْدِي رِوَايَةٌ ، وَيَقُولُ الْآخِرُ: عِنْدِي زِقٌّ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اجْمَعُوا بِبَقِيعِ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ آذِنُونِي» .

فَفَعَلُوا: ثُمَّ آذَنُوهُ.

فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ، فَمَشَيْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ، فَلَحِقَنَا أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَنِي عَنْ شِمَالٍ، وَجَعَلَ أَبَا بَكْرٍ مَكَانِي، ثُمَّ لَحِقَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَخَذَنِي وَجَعَلَهُ عَنْ يَسَارِهِ، فَمَشَى بَيْنَهُمَا، حَتَّى إِذَا وَقَفَ عَلَى الْخَمْرِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ:«أَتَعْرِفُونَ هَذِهِ؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ الْخَمْرُ.

فَقَالَ: " صَدَقْتُمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا ".

ثُمَّ دَعَا بِسِكِّينٍ، فَقَالَ:«اشْحَذُوا» .

فَفَعَلُوا: ثُمَّ أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَرِّقُ بِهَا الزِّقَاقَ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّ فِي هَذِهِ الزِّقَاقِ مَنْفَعَةً.

قَالَ: «أَجَلْ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ غَضَبًا لِلَّهِ لِمَا فِيهَا مِنْ سَخَطِهِ» .

قَالَ عُمَرُ: أَنَا أَكْفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«لَا» .

وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ فِي قِصَّةِ الْحَدِيثِ.

55 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، أَنَّ أَبَا طِعْمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 40

56 -

أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ صَهْبَانَ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدِمَ بِخَمْرٍ، فَأَنْزَلَهَا بِالْمَدِينَةِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا أَقْدَمَكَ بِهَذِهِ عَلَيْنَا، فَقَالََ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا جِيرَانًا مِنْ يَهُودٍ، فَدَعْنَا نُكَارِمُهُمْ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ شُرْبَهَا وَبَيْعَهَا وَابْتِيَاعَهَا وَالْمُكَارَمَةَ بِهَا» ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالمُدْيَةِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا دَرَيْتُ مَا الْمُدْيَةُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَأُتِيَ بِالشَّفْرَةِ فَشَقَّهَا حَتَّى أَهْرَاقَ مَا فِيهِ.

وَأَحَدُهُمَا يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ الْكَلِمَةَ نَحْوَهَا

57 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:«لَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ أَهْرَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْخَمْرَ وَكَسَر جِرَارَهَا، وَنَهَى عَنْ بَيْعِهَا، وَعَنْ بَيْعِ الْأَصْنَامِ»

58 -

أَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ، أَنَّ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، حَدَّثَهُمْ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ كَانَ عِنْدَهُمْ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا»

59 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: ثَمَنُ كُلِّ خَمْرٍ حَرَامٌ.

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودًا، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ

ص: 41

الشُّحُومَ» .

فَبَاعُوهُ وَأَكَلُوا ثَمَنَهُ

60 -

أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، أَنَّ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي بِتَحْرِيمِ الْخَمْرِ، وَأَبُو طَلْحَةَ فِي نَفَرٍ يَشْرَبُونَ وَأَنَا أَسْقِيهِمْ، وَهُمْ يَشْرَبُونَ فَضِيخًا، وَهِيَ خَمْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَفَتَحْنَا عَزْلَا الرَّاوِيَةَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَلَا تَشْرَبُوهَا، وَلَا تَبِيعُوهَا، وَلَا تَبْتَاعُوا بِهَا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلْيَهْرِيقَهُ» .

فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جَعَلْتُ فِيهَا مَالُ يَتِيمٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودًا، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الثُّرُوبُ، فَلَفُّوهَا ثُمَّ بَاعُوهَا فَأَكَلُوا بِثَمَنِهَا»

61 -

أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ سَمْعَانَ، وأسامة بن زيد الليثي، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخَذَ فِي بَيْتِ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ شَرَابٌ، فَأَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِبَيْتِهِ فَأُحْرِقَ، وَكَانَ الرَّجُلُ يُدْعَى رُوَيْشِدٌ، فَقَالَ عُمَرُ:«أَنْتَ فُوَيْسِقٌ» .

62 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

63 -

قال: وَأَخْبَرَنِيهِ ابْنُ سَمْعَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ

64 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ،

ص: 42

أَنَّ عُمَرَ بْنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ قَاصِّ الْأَجْنَادِ بِالْقُسْطَنْطِينَيَّةِ يُحَدِّثُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمَ الْآخِرِ فَلَا يَقْعُدُ عَلَى مَائِدَةٍ تُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ إِلَّا بِإِزَارٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا تَدْخُلُ الْحَمَّامَ»

65 -

أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَابْنُ سَمْعَانَ، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:«مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الْآخَرَةِ، لَمْ يُسْقَهَا»

66 -

أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ فِي الْحِجْرِ بِمَكَّةَ وَسُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ الشَّيْخُ مِثْلِي وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ يَكْذِبُ فِي هَذَا الْمَقَامِ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، جَاءَنِي رَجُلٌ وَأَنَا فِي هَذَا الْمَقَامِ، فَسَأَلَنِي عَنِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ: مَا سَمِعْتُ فِيهَا شَيْئًا، وَلَا خَبَّرَهَا ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، اذْهَبْ وَسَلْهُ وَارْجِعْ إِليَّ فَأَخْبَرَنِي مَا قَالَ لَكَ،

ص: 43

قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى قَعَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجِعَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: سَأَلْتَهُ عَنِ الْخَمْرِ، فَقَالَ:«هِيَ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ، وَأُمُّ الْفَوَاحِشِ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ تَرَكَ الصَّلَاةَ، وَوقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ»

67 -

أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى»

68 -

أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ نَجْرَانَ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ الْخَمْرِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ، سَخَطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ انْتَظَرَ بِهِ التَّوْبَةَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، حَتَّى قَالَ: وَإِنْ سَكِرَ الرَّابِعَةَ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَلْقَاهُ، وَهُوَ فِي رِدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ "

69 -

أَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ شَرِبَ جُرْعَةَ خَمْرٍ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلَاةَ جُمُعَتَيْنِ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْرَبُهَا، مَاتَ كَافِرًا»

ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَمْسَةً، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مُشْرِكٌ، وَلَا كَاهِنٌ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا

ص: 44

عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ.

ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ أَنَّ خَطِيئَتَهَا تَعْلُو كُلَّ خَطِيئَةٍ، كَمَا أَنَّ شَجَرَتَهَا تَعْلُوا كُلَّ الشَّجَرِ "

70 -

أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ ْعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ أَوَّلَ مَا يُكْفَأُ هَذَا الدِّينُ عَلَى وَجْهِهِ، كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ لَهِيَ الْخَمْرُ»

71 -

أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَوَّلَ مَا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَصْحَابًا لَهُ شَرِبُوا فَاقْتَتَلُوا فَكُسِر أَنْفُ سَعْدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90] الْآيَةَ

72 -

أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ قَالَ:«فَشُجَّ سعدٌ»

73 -

أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنَّا فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ، وأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ الْبَيْضَاءِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَسْقِيهِمْ وَشَرَابُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا انْتَظِرُوا حَتَّى يَعْلَمُوا أَصَادِقٌ الرَّجُلُ أَمْ كَاذِبٌ، قَالُوا: يَا أَنَسُ، اكْفِي مَا بَقِيَ، فَوَاللَّهِ

ص: 45

مَا عَادُوا إِلَيْهِ حَتَّى لَقُوا اللَّهَ عز وجل "

74 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الْكَحْلَانِيِّ، عَنْ مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:«إِنَّ رَبِّي عز وجل حَرَّمَ عَلَيَّ الْخَمْرَ والْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ والْقِنِّينَ» .

وَالْكُوبَةُ الطَّبْلُ

75 -

أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وابْن لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدُ بْن عَبْدَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَكَانَ صَاحِبَ رَايَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«ذَلِكَ وَالْغُبَيْرَا وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» .

قَالَ عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ: وَبَلَغَنِي عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِثْلَهُ.

وَلَمْ يَذْكُرْ اللَّيْثُ الْقِنِّينَ

76 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ، أَنَّهُ سمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

ص: 46

«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَضْجَعًا مِنْ جَهَنَّمَ، أَوْ بَيْتًا، أَلَا وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ أَتَى عَطْشَانًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وإِيَّاكُمْ وَالْغُبَيْرَا» .

قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَم يَخْتَلِفَا إِلَّا فِي مَضْجَعٍ أَوْ بَيْتٍ

77 -

أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ قَالَ:" أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَا بِقَدَحَيْنِ، خَمْرٍ وَلَبَنٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ الْفِطْرَةَ، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ "

78 -

حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ» .

قِيلَ: وَمَا طِينَةِ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عُصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ»

79 -

أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، يَقُولُ: " اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثُ، إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ يَتَعَبَّدُ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ، فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةُ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا، فَقَالَتْ: أَنَا أَدْعُوكَ لِشَهَادَةٍ، فَدَخَلَ مَعَهَا، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ، عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ

ص: 47

خَمْرٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِشَهَادَةٍ، وَلَكِنِّي دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ وَتَقْتُلَ هَذَا الْغُلامَ، أَوْ تَشْرَبَ هَذِهِ الْخَمْرَ، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، فَقَالَ: زِيدُونِي، فَلَمْ يَدُمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا لَا تَجْتَمِعُ هِيَ وَالْإِيمَانُ أَبَدًا إِلَّا أَوْشَكَ أَحَدُهُمَا أَنْ يَخْرُجَ صَاحِبَهُ "

80 -

حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ:«شُرْبُ الْخَمْرِ» .

ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو خَبَرَ فَتَى مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ هَذَا

81 -

أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الرَّيَّانِ، عَنْ أَبِي فِرَاسِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ، قَالَ:" إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ: أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، خَلَقْتُ الْجَنَّةَ بِيَدِي، وَحَظَّرْتُهَا عَلَى مُسْكِرٍ، أَوْ مُدْمِنٍ فِي الْخَمْرِ سِكِّيرٍ "

82 -

أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ:«لَقَدْ قَرَأْتُ فِي ثَلَاثِ كُتُبٍ أَنَّ الْخَمْرَ مُحَرَّمَةٌ، فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَفِي الْفُرْقَانِ، وَإِنَّهَا فِي التَّوْرَاةِ أُمُّ الْخَبَائِثِ»

ص: 48