الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي، وألغي الضعيف، مثل وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ (1) فحرف المد -وهو الألف في "آمين" باعتبار تقدم الهمز عليه- يعد بدلا وباعتبار تأخر السكون اللازم بعده يسمى لازما، فيمد ست حركات إعمالا للمد اللازم لقوته، ويلغى البدل لضعفه.
ومثل: وَجَاءُوا أَبَاهُمْ (2) فالواو المدية باعتبار تقدم الهمز عليها تسمى بدلا وباعتبار تأخر الهمز عنها في كلمة أخرى تسمى منفصلا فيعمل بالمنفصل لقوته، فيمد أربع حركات أو خمس، ويلغى البدل لضعفه.
قال صاحب لآلئ البيان في تجويد القرآن: أقوى المدود لازم فما اتصل
فعارض فذو انفصال فبدل
وسببا مدٍّ إذا ما وجدا
فإن أقوى السببين انفردا
باب التفخيم والترقيق
تعريف كل منهما
التفخيم:
لغة: التسمين.
واصطلاحا: عبارة عن سمن يدخل على جسم الحرف -أي صوته- فيمتلئ الفم بصداه.
والتفخيم، والتسمين، والتغليظ بمعنى واحد، لكن المستعمل في اللام التغليظ، وفي الراء التفخيم.
والترقيق:
لغة: التنحيف.
واصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على جسم الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه.
حكم الحروف تفخيما وترقيقا:
اعلم أن الحروف قسمان: حروف استعلاء، وحروف استفال.
أما حروف الاستعلاء: فحكمها التفخيم بلا استثناء، وقد تقدم في باب صفات الحروف أنها سبعة، مجموعة في قولهم:"خص ضغط قظ" وهي: الخاء، والصاد، والضاد، والغين، والطاء، والقاف، والظاء.
وتختص حروف الإطباق الأربعة بتفخيم أقوى: وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.
مراتب التفخيم:
للتفخيم خمس مراتب:
فأعلاها في المفتوح الذي بعده ألف مثل: طَائِعِينَ (3) فالمفتوح الذي ليس بعده ألف مثل: طَلَبًا (4) فالمضموم مثل: يَسْطُرُونَ (5) فالساكن مثل: أَطْعَمَهُمْ (6) فالمكسور مثل: طِبْتُمْ (7) وهكذا في بقية الأحرف.
وأما حروف الاستفال: فحكمها الترقيق إلا اللام والراء في بعض أحوالهما، وإلا الألف.
حكم اللام:
(1) سورة المائدة: الآية (2) .
(2)
سورة يوسف الآية: (16) .
(3)
سورة فصلت: الآية (11) .
(4)
سورة الكهف: الآية (41) .
(5)
سورة القلم: الآية (1) .
(6)
سورة قريش: الآية (4) .
(7)
سورة الزمر: الآية (73) .
تفخم اللام في لفظ الجلالة الواقع بعد فتح نحو: تَاللَّهِ (1) أو ضم مثل: نَصْرُ اللَّهِ (2) .
وترقق إذا وقع لفظ الجلالة بعد كسر مثل: بِاللَّهِ (3) بِسْمِ اللَّهِ (4) .
حكم الراء:
إن للراء أحكاما في حالة الوصل تختلف عنها في حالة الوقف عليها.
1.
فإذا كانت موصولة فإنها ترقق في حالتين:
الأولى: أن تكون مكسورة سواء أكان الكسر أصليا مثل: رِجَالٌ (5)
وَالْغَارِمِينَ (6) وَالْفَجْرِ (7) أو عارضا مثل: وَأَنْذِرِ النَّاسَ (8) فالراء المكسورة ترقق مطلقا بدون قيد أو شرط.
الثانية: أن تكون ساكنة، ولا بد في ترقيق الراء الساكنة من شروط: وهي أن يكون قبل الراء كسرة أصلية متصلة بها، ولم يقع بعدها حرف استعلاء مفتوح متصل، فإذا استوفت الراء الساكنة هذه الشروط مجتمعة وجب ترقيقها مثل: فِرْعَوْنَ (9) شِرْعَةً (10) .
وتفخم الراء في غير هاتين الحالتين:
فتفخم إذا لم تكن مكسورة بأن كانت مفتوحة: مثل: رَبَّنَا (11) أو مضمومة مثل: رُسُلٌ (12) .
وتفخم كذلك إذا كانت ساكنة ولم تستوف شروط الترقيق المتقدمة بأن سكنت بعد فتح مثل: بَرْقٌ (13) أو بعد ضم مثل: الْقُرْآنُ (14) أو سكنت بعد كسر إلا أنه عارض مثل: ارْجِعِي (15) في حالة الابتداء بهمزة الوصل، فقد عرض الكسر للابتداء بهمزة الوصل.
أو سكنت بعد كسر أصلي إلا أنه غير متصل بالراء مثل: الَّذِي ارْتَضَى (16) فكسرة الذال منفصلة عن الراء.
أو سكنت بعد كسر أصلي متصل بالراء إلا أن الراء وقع بعدها حرف استعلاء مفتوح متصل، وقد وقع ذلك في خمس كلمات في القرآن الكريم:
(1) سورة يوسف: الآية (73) .
(2)
سورة البقرة: الآية (214) .
(3)
سورة البقرة: الآية (8) .
(4)
سورة الفاتحة: الآية (1)، وسورة النمل: الآية (30)
(5)
سورة الأعراف: الآية (46) .
(6)
سورة التوبة: الآية (60) .
(7)
سورة الفجر: الآية (1) .
(8)
سورة إبراهيم: الآية (44) .
(9)
سورة البقرة: الآية (49) .
(10)
سورة المائدة: الآية (48) .
(11)
سورة البقرة: الآية (127) .
(12)
سورة آل عمران: الآية (183) .
(13)
سورة البقرة: الآية (19) .
(14)
سورة البقرة: الآية (185) .
(15)
سورة الفجر: الآية (28) .
(16)
سورة النور: الآية (55) .
قِرْطَاسٍ (1) بسورة الأنعام، وَإِرْصَادًا (2) وفِرْقَةٍ (3) بالتوبة مِرْصَادًا (4) بالنبأ، لَبِالْمِرْصَادِ (5) بسورة والفجر.
فتفخم الراء الساكنة في كل ذلك لعدم استيفائها شروط الترقيق.
هذا، وإذا كان حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة مكسورا -وذلك في لفظ: فِرْقٍ (6) بسورة الشعراء – فقد اختلفوا في الراء حينئذ:
فمنهم من فخمها نظرا لوجود حرف الاستعلاء، ومنهم من رققها نظرا لكسره.
فالكسر قد أضعف تفخيمه، والترقيق أرجح من التفخيم.
وإذا كان حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء الساكنة منفصلا عن الراء بأن وقع في كلمة أخرى مثل: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ (7) فَاصْبِرْ صَبْرًا (8) فإن الراء ترقق، ولا يلتفت إلى حرف الاستعلاء، لعدم اتصاله بالراء.
2.
وإذا وقف على الراء فإنها ترقق في ثلاث حالات: الأولى: أن يقع قبلها كسر مباشر مثل: بَصَائِرُ (9) .
الثانية: أن يقع قبلها كسر غير مباشر بأن فصل بينه وبين الراء حرف ساكن مستفل مثل: سِحْرٌ (10) الذِّكْرَ (11)
الثالثة: أن يقع قبلها ياء ساكنة مثل: قَدِيرٌ (12) الْخَيْرُ (13) .
وتفخم الراء في غير هذه الحالات الثلاث مثل: الْقَمَرَ (14) النُّذُرُ (15) وَالْفَجْرِ (16) هذا حكم الراء إذا وقف عليها بالسكون المجرد، كذلك إذا وقف عليها بالإشمام.
وأما إذا وقف عليها بالروم فحكمها كالوصل:
فإذا وقفت على قوله تعالى: بِيَدِكَ الْخَيْرُ (17) بالسكون المجرد أو مع الإشمام رققت الراء؛ لوقوعها بعد ياء ساكنة.
أما إذا وقفت بالروم فخمت الراء؛ لأنها مضمومة، وقد علمت أن الراء المضمومة تفخم في حالة الوصل، فكذلك تفخم في حالة الوقف عليها بالروم؛ لأنه كالوصل.
(1) الآية (7) .
(2)
الآية (107) .
(3)
الآية (122) .
(4)
الآية (21) .
(5)
الآية (14) .
(6)
سورة البقرة: الآية (63) .
(7)
سورة لقمان: الآية (18) .
(8)
سورة المعارج: الآية (5) .
(9)
سورة الأنعام: الآية (104) .
(10)
سورة المائدة: الآية (110) .
(11)
سورة الحجر: الآية (6) .
(12)
سورة البقرة: الآية (20) .
(13)
سورة آل عمران: الآية (26) .
(14)
سورة الأنعام: الآية (77) .
(15)
سورة الأحقاف: الآية (21) .
(16)
سورة الفجر: الآية (1) .
(17)
سورة آل عمران: الآية (26) .