المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌8 - نومك في رمضان:

وجاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ)). رواه الطبراني في الأوسط.

ولا يلزم الأكل الكثير في السحور، بل يحصل هذا الفضل وهذا الأجر بالقليل من الطعام ولو كان شربة ماء، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -: ((السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ)). رواه أحمد.

‌8 - نومك في رمضان:

جعل الله عز وجل النوم راحة للإنسان، فقال:{وَهُوَ الَّذِي لِبَاسًا سُبَاتًا} الفرقان: 47. قال الشيخ السعدي رحمه الله: ((أي: من رحمته بكم ولطفه، أن جعل الليل لكم بمنزلة اللباس الذي يغشاكم حتى تستقروا فيه وتهدؤوا بالنوم، وتسبت حركاتكم أي: تنقطع عند النوم. فلولا الليل، لما سكن

ص: 32

العباد، ولا استمروا في تصرفهم فضرهم ذلك غاية الضرر. ولو استمر أيضاً الظلام لتعطلت عليهم معايشهم ومصالحهم. ولكنه جعل النهار نشوراً ينتشرون فيه لتجارتهم وأسفارهم وأعمالهم فيقوم بذلك ما يقوم من المصالح)) (1).

وهذا يعني أخي المسلم أن تجعل لنفسك نصيباً من النوم بالليل يعينك على شغلك بالنهار، أما يحصل اليوم من تصور شهر رمضان بأنه شهر كسل وخمول وتعطل للأعمال فإن هذا مما لم يأت به الإسلام، وإنما هو من سوء تصرف الناس، وياليت سهرهم كان في طاعة الله، ولكن أكثر الناس ينشغلون عن طاعة الله بالليل بما يلهيهم ويؤنسهم.

فاجعل برنامج النوم عندك فيما يتوافق مع الشرع، وأظهر للناس صورة مشرقة عن النشاط في رمضان، وهو الشهر الذي انتصرت فيه الأمة على عدوها.

(1) تفسير السعدي 3/ 444.

ص: 33