المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[المقدمة] بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على - تأخير نصر الدين لطف بالمؤمنين ومكر بالكافرين والمنافقين

[عبد الكريم الحميد]

الفصل: ‌ ‌[المقدمة] بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على

[المقدمة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد

فإن لله سبحانه وتعالى عادة لوْ تغيّر وتبدل كل شيء لم تتغير ولم تتبدل، نافذة في ممالكه بلا ممانع، قاهرة لخلقه بلا مدافع، مصدرها الحكمة والرحمة وشمول القدرة مع القيام بالقسط

فمنها ما يظهر العلم به لكثير من الخلق، ومنها ما لا يعلمه إلا القليل منهم، ومنها ما لا يعلمه سواه سبحانه.

فمن أمثلة ما يخفى على كثير من الناس من عادة الرب وسنته - لا سيما أهل النفاق - تأخير نصر الدين

ص: 3

وأهله، وهو على الحقيقة بالرغم من شدة وَطْأته وثقل حمله؛ نصر خفي مَوْصول بالنصر الجلي، فلا بد من هذا للمؤمنين إذا قاموا بنصرة الدين، وهو لطف بهم كما حصل في غزوة أُحد.

وتأمل كلام الإله وتعرّف على سننه التي لا تتبدل، ترى أنها تشتد الحال ويعظم الكرب حتى يقول الرسول والمؤمنون معه:{متى نصر الله} ؟ فيكون الجواب من الولي النصير: {ألا إن نصر الله قريب} ، ومثله:{حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا} ، فيقول تعالى:{جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} -يوسف 110 - .

وهُنا يَرِدُ سؤال يكون في جوابه كشف المستور المخبأ

ص: 4

عن علم أكثر الخلق، والسؤال هو: هل الرب عز وجل كان خاذلاً لرسله وعباده المؤمنين في شدتهم ثم إنه بدا لَهُ بعد أن ينصرهم حينما قال تعالى: {ألا إن نصر الله قريب} ، وحينما قال:{أتاهم نصرنا} .

الجواب: تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وإنما من أسرار الأقدار أن يكون الابتلاء خفياً والمحنة مستورة، {ليميز الله الخبيث من الطيب} -الانفال 37 - ، وإلا فالرب سبحانه لا يستجد له جديد كان خافٍ عليه قبل ولا يؤثر في قدرته مؤثّر من دونه، كيف ومقاديره جارية على سنته، سابقة لخلقه.

وتمام جواب السؤال؛ هو أن الرب سبحانه وتعالى لم يتخل عن رسله وعباده المؤمنين، ولم يخذلهم وقت شدتهم ووقت الغلبة التغريرية الاستدراجية لعدوهم والتي هي غير مستقرة ولا مستمرة، وإنما ليظهر معلومة

ص: 5