المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إرادة ومشيئة العبد مختلفة عن إرادة ومشيئة خالقه - تأصيل علم العقيدة - عبد الرحيم السلمي - جـ ٤

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌تأصيل علم العقيدة [4]

- ‌من آداب طالب العلم

- ‌الأمور التي تتضمنها معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الأصل الثالث من الأصول الثلاثة: معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد وتحذيره من الشرك

- ‌فرض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان بعض ما يتعلق بالهجرة

- ‌تشريع بقية شرائع الإسلام بعد الهجرة إلى المدينة

- ‌وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبقاء دينه وكماله

- ‌البعث والحساب

- ‌الحكمة من إرسال الرسل

- ‌معنى الطاغوت ووجوب الكفر به

- ‌رءوس الطواغيت

- ‌الأسئلة

- ‌حكم جلوس الحائض في مكان قريب من المصلى

- ‌بيان كذب وافتراء بعض السحرة الذين يقولون إن كلامهم من القرآن

- ‌سبب التفريق بين الإسلام والإيمان في الدعاء المأثور: اللهم من أحييته منا

- ‌عمل الجوارح داخل في أصل الإيمان

- ‌إرادة ومشيئة العبد مختلفة عن إرادة ومشيئة خالقه

- ‌طاعة النظام طاعة مطلقة توقع صاحبها في الشرك

- ‌معنى قوله تعالى: (وما تدري نفس بأي أرض تموت)

- ‌المفاضلة بين الملائكة والبشر

- ‌العلم والكتابة سابقتان للمشيئة

- ‌أهمية التوبة من الوقوع في الذنب

- ‌حكم إطلاق كلمة مرجعية أو رجل دين على العلماء

- ‌حكم قول الرجل: توكلت على الله ثم عليك

الفصل: ‌إرادة ومشيئة العبد مختلفة عن إرادة ومشيئة خالقه

‌إرادة ومشيئة العبد مختلفة عن إرادة ومشيئة خالقه

‌السؤال

يعمل العبد العمل بمشيئته كما هو معلوم، ومشيئته تابعة لمشيئة الله، فالله عز وجل أراد وشاء عمل العبد قبل خلقه بعلمه أم أن العبد هو الذي يعمل هذا العمل، فهل يقال: إن مشيئة الله سبحانه تابعة لما أراده العبد بما علم الله أنه سيفعله؟

‌الجواب

تصوُّر المسألة هذه ببساطة: هو أن الله عز وجل ليس كالمخلوق، فأنت إذا فهمت وأيقنت أن الله عز وجل ليس كخلقه، وأن علمه ليس كعلم خلقه، وأن إرادته ومشيئته ليست كإرادة خلقه؛ زال عنك الإشكال، ولهذا دائماً مرد مسائل القدر إلى العلم، يقول الشافعي رحمه الله: ناظروا القدرية بالعلم، فإن أجابوا خصموا، وإن أنكروا كفروا.

فمردها إلى معرفة الله عز وجل معرفة تامة، والله عز وجل قبل أن يخلق العبد يعلم ماذا سيعمل، فإذا جاء العبد واختار الفعل، واختياره هذا لا يتم ولا يحصل إلا باختيار الله عز وجل، وبإرادة الله سبحانه وتعالى، واختيار العبد هذا ليس مجبوراً فيه؛ لأنه هو المختار حقيقة، لكن لكون العبد عبداً، ولكونه مخلوقاً، ولكونه غير خالق، ولكونه لا يمكن له أن يريد ويفعل دون التعلق بخالقه الذي خلقه سبحانه وتعالى، فلا بد أن تكون إرادته بعد إرادة الله عز وجل، فلا يمكن تصور تعارض بين إرادة العبد وإرادة الله سبحانه وتعالى، وفعل العبد وعلم الله سبحانه وتعالى، إذا تصور الإنسان هذه الحقيقة زالت عنه هذه المشكلة.

ص: 19