الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روميّة، وقيل: تُرْكية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال. أدركت خلافته، وَسُمِّيَتِ السّيّدة1.
وُلِد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلًا، أبيض بحُمْرة، مدوَّر الوجّه، مليحًا2. ولمّا اشتدّت علّة المكتفي سأل عنه، فصحّ عنده أنّه بالِغٌ، فأُحضِر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من ذي القَعدة القضاةُ، وأشهدهم أنّه جعل العهدَ إليه3.
وتُوُفّي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة4.
خلافة المقتدر:
ولم يل الخلافةَ قبل المقتدر أصغر منه، فإنّه وَلِيَها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يومًا5. واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن6، ولم يكن مؤنس الخادم حاضرًا؛ لأن المتعضد كان قد أخرجه إلى مكّة مُكْرَهًا، وكان يبغضه. فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختصّ مؤنس بالأمور كلّها.
بيت المال:
وكان في بيت المال يوم بويع المقتدر خمسة آلاف عشر ألف ألف دينار7 أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها8.
1 المنتظم "6/ 67".
2 المنتظم "6/ 67".
3 المنتظم "6/ 67"، مروج الذهب "4/ 291".
4 تاريخ الطبري "10/ 138"، المنتظم "6/ 67".
5 تاريخ الطبري "10/ 139".
6 البينة والإشراف "1329"، مروج الذهب "4/ 293".
7 تاريخ الطبري "10/ 139"، المنتظم "6/ 67"، البداية والنهاية "11/ 105".
8 النجوم الزاهرة "3/ 162، 163".
أحداث سنة ستٍّ وتسعين ومائتين:
تُوُفي فيها: أحمد بن حمّاد التُّجَيْبيّ أخو زُغْبَة، وأحمد بن نَجْده الهَرويّ، وأحمد بن يحيى الحُلْوانيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبُريّ، وعبد الله بن المُعْتَزّ، وأبو حصين الوداعي محمد بن الحسين، ومَعْمَر بن محمد أبو شِهاب البلْخيّ، ويوسف بن موسى القطّان الصّغير.
موت محمد بن المعتضد:
قال محمد بن يوسف القاضي: لمّا تمّ أمر المقتدر استصباه الوزير، وكثر خَوْضُ النّاس في صِغَره، فعمِل العبّاس على خلْعه بمحمد بن المعتضد. ثمّ اجتمع محمد بن المعتضد وصاحب الّشرطة في مجلس العبّاس يومًا، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشّرطة في الكلام ولم يدرِ ما قد رُشّح له، ولم يتمكن محمد من الانتصاف منه، فاغتاظ غيظًا عظيمًا كظمه، فَفُلِج في المجلس، فاستدعى العباس عمارية فحمله فيها، فلم يلبث أن مات1.
خلع المقتدر وتولية ابن المعتز:
ثمّ اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتزّ، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم، فأجابوه، وكان رأسهم محمد بنُ داود بن الجرّاح، وأبو المُثَنَّى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حَمْدان، واتّفقوا على قتْل المقتدر، ووزيره العبّاس، وفاتك2.
فلمّا كان يوم العشرين من ربيع الأوّل ركب الحسين بن حمدان والقُوّاد والوزير، فشدّ ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله3، ثمّ شدّ على المقتدر -وكان يلعب بالصَّوالجة- فسمع الهَيْعَة، فدخل وأُغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى المُخَرَّم، فنزل بدار سليمان بن وهْب، وأرسل إلى ابن المعتزّ فأتاه، وحضر القُوّاد والقُضاة والأعيان، سوى خواصّ المقتدر، وأبي الحسين بن الفُرات، فبايعوه بالخلافة، ولقّبوه بالغالب لله4.
وقيل غير ذلك.
1 الكامل في التاريخ "8/ 11".
2 وفيات في الأعيان "3/ 426".
3 مروج الذهب "4/ 293"، المنتظم "6/ 80، 81".
4 تاريخ الطبري "10/ 140"، المنتظم "6/ 81"، البداية والنهاية "11/ 107".
وزارة ابن الجراح:
واستوزر محمد بن داود بن الجرّاح، وجعل يُمْنَ الخادم حاجِبَه، فغضب سَوْسَن الخادم، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكُتُب بخلافة ابن المعتزّ وتمّ أمره ليلة الأحد1.
مقتل العبّاس الوزير:
قال الصُّوليّ: كان العبّاس الوزير قد دبّر خلْع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتزّ، ووافَقَهُما وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العبّاس، ودفع إليه أموالًا أرضَتْه، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك.
قول الطبري في خلافة ابن المعتز:
وقال المُعَافي بن زكريّا الجريريّ: حُدِّثت أنّ المقتدر لما خُلِع وبويع ابن المعتزّ، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر؟ قيل: بويع ابن المعتزّ.
فقال: فمن رُشِّح للوزارة؟ قيل: محمد بن داود.
قال: فمن ذُكر للقضاء؟ قيل: الحسن بن المُثَنَّى.
فأطرق ثمّ قال: هذا أمرٌ لا يتمّ.
قيل له: وكيف؟ قال: كلّ واحدٍ ممّن سمّيتم متقدّم في معناه على الرُّتْبة، والزّمان مُدْبِرٌ، والدُّنيا مُوَلِّيَة، وما أرى هذا إلّا اضْمحلال، وما أرى لمدّته طُول2.
مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة:
وبعث ابن المعتزّ إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتزّ إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، وغريب خاله، وجماعة من الخَدَم فباكر الحسين بن حمدان دارَ الخلافة فقاتلها3
1 تاريخ الطبري "10/ 140"، النجوم الزاهرة "3/ 165"، تاريخ الخلفاء "378".
2 تاريخ الخلفاء "379".
3 تاريخ الطبري "10/ 140"، البداية والنهاية "11/ 107".
فاجتمع الخَدَم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى المَوْصل، ثمّ قال الّذين عند المقتدر: يا قوم نسلِّم هذا الأمر ولا نجرّب نفوسنا في دفع ما نزل بنا؟ فنزلوا في الشذاءات، وألبسوا جماعة منهم السّلاح، وقصدوا المُخَرَّم، وبه ابن المعتزّ، فلمّا رآهم من حول ابن المعتزّ أوقع الله في قلوبهم الرُّعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب1.
وخرج ابن المعتز فركب فرسًا، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يُمْن، وقد شَهَر سَيفَه وهو ينادي: معاشر العامة، ادْعُوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم ألى سامرّاء، ليثبّت أمرهم، فلم يتبعهم أحد من الجيش، فنزل ابن المعتزّ عن دابّته ودخل دارَ ابنِ الْجَصّاص2، واختفى الوزير ابن داود، وأبو المُثَنَّى القاضي، ونُهِبَت دُورُهما، ووقع النَّهْب والقتْل في بغداد، واختفى علّي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عَبْدُون في دار بقالٍ، فَبَدَرَتْهُما العامّة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر3.
عودة المقتدر إلى الخلافة:
وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يُمْن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المُثَنَّى القاضي، وأبي المُثَنَّى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خَلَف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسُلِّموا إلى مؤنس الخادم فقتلهم، إلا عليّ بن عيسى، وابن عَبْدُون، والقاضيَيْن أبا عمر، ومحمد بن خَلَف، فإنهم سَلِمُوا من القتْل، وكان قَتْلُ الباقين في وسط ربيع الآخر4.
وزارة ابن الفرات:
واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن عليّ بن محمد بن الفُرات5.
1 الكامل في التاريخ "8/ 15، 16"، ووفيات الأعيان "3/ 426".
2 المنتظم "6/ 81"، البداية والنهاية "11/ 107"، تاريخ الخلفاء "379".
3 تاريخ الطبري "10/ 140"، تاريخ ابن خلدون "3/ 359"، الكامل في التاريخ "8/ 168".
4 تاريخ الطبري "10/ 141"، المنتظم "6/ 81، 82".
5 تاريخ الخلفاء "379"، النجوم الزاهرة "3/ 165"، التنبيه والإشراف "329".
حبْس ابن المعتزّ:
ثمّ بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصّاص، وأخذوا ابن المعتزّ، وابنَ الجصّاص، فصُودر ابنُ الجصّاص، وحُبس ابن المعتزّ، ثمّ أُخْرِج فيما بعد ميتًا1.
الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى:
وفيها أمر المقتدر بأن لا تُسْتَخْدَم اليهود وَالنَّصَارَى، وأن يركبوا بالأُكُف2.
تفويض المقتدر الأمر لابن الفرات:
وسار ابن الفُرَات أحسن سيرة، وكشف المظالم؛ وحضَّ المقتدر على العدل، ففوَّض إليه الأمور لصغره، واشتغل بالأمر، واطرح الندماء والمغنين، وعاشر النّساء، وغلب أمر الحُرَم والخَدَم على الدولة، وأتلف الخزائن3.
تقليد المقتدر لابن حمدان قمّ وقاشان:
ثمّ إنّ الحسين بن حمدان قدِم بغداد؛ لأنَّ المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهَيْجاء عبد الله بن حمدان في قصْد أخيه، وبعث إليه جيشًا. فالتقى الأَخَوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم ألى بغداد، فأصلح أمر الحسين. فكتب له المقتدر أمانًا، فقدِم في جُمَادَى الآخرة، فَقُلِّدَ قُمّ، وقاشان، فسار إليهما مسرعًا4.
وقوع الثلج ببغداد:
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أيامًا حتى ذاب5.
هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر:
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أسير إفريقية إلى الجيزة،
1 المنتظم "6/ 82"، البداية والنهاية "11/ 107"، الكامل في التاريخ "8/ 18".
2 البداية والنهاية "11/ 108"، النجوم الزاهرة "3/ 165".
3 تجارب الأمم "1/ 131".
4 تاريخ الطبري "10/ 141"، تجارب الأمم "1/ 141"، دول الإسلام "1/ 180".
5 تاريخ الطبري "10/ 141"، البداية والنهاية "11/ 107".
هاربًا من المغرب من أبي عبد الله الّداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جُنْد مصر هَوْشة، ومنعوه من الدّخول إلى الفسطاط. ثمّ أذنوا له، فدخل مصر وتوجّه إلى العراق1.
خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره:
وفيها انصرف أبو عبد الله الدّاعي إلى سِجِلْماسَة، وافتتحها2، وأخرج من الحبس المهديّ عُبَيْد الله ووَلَده من حبس اليَسَع. وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنّه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجّة سنة ستِّ.
فأقام بسِجِلْماسَةَ أربعين يومًا، ثم قصد إفريقيّة، وأظهر التّواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى النّاس، فانحرف النّاس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلامًا. فلامه أبو العبّاس، وعرّفه سابقةَ أبي عبد الله.
تخلُّص المهديّ من أبي عبد الله الشيعيّ وأخيه:
ثمّ أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصُّح للمهديّ: أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك. فتوحَّش من كلامه، وساء به ظنه، فحبّب أبو العبّاس نفوس جماعة من الأعيان، وشكَّكهم في المهديّ، حتى جاهره مقدّمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأَخَوَيْن، وجماعة من كُتَامة، وقصدوا إهلاك المهديّ، فتلطّف حتى فرّقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأَخَوَيْن، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فَقُتِلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق3.
1 تاريخ الخلفاء "379"، دول الإسلام "1/ 180"، العبر "2/ 105".
2 النجوم الزاهرة "3/ 166"، تاريخ ابن خلدون "3/ 364".
3 الكامل في التاريخ "8/ 47-50"، العبر "2/ 37".
أحداث سنة سبع وتسعين ومائتين، أحداث سنة ثمان وتسعين ومائتين:
أحداث سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين:
تُوُفي فيها: إبراهيم بن هاشم البَغَويّ، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم الرّاوي الهاشمي، وعُبَيْد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومحمد بن داود الظّاهريّ، ويوسف بن يعقوب القاضي.
دخول ابني ابن الليث بغدادَ أسيرين:
وفيها دخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عَمْرو بن الليث الصّفّار بغدادَ أسيرَيْن1.
بناء المهديّة بالمغرب:
وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عُبيد الله المسمَّى بالمهديّ؛ وأخرج ابنَ الأغلب وبَنى المَهْدِيّة. وخرجت المغرب عن أمر بني العباس من هذا التاريخ2.
إقامة ابن الأغلب بالرّقّة:
وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرَّقَّةِ ويقيم بها3.
وفاة النوشَريّ وابن بسطام:
وتُوُفي نائبه عيسى النوشَريّ، وعاملُ خَرَاجها أحمد بن محمد بن بِسْطام، فقلّد تكين أبو منصور الخاصّة مصر، فوصلها في ذي الحجّة4، واستعمل على الخراج علي بن أحمد بن بسطام.
أحداث سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين:
فيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن مسروق، وبُهْلُول بن إسحاق الأنباريّ، والْجُنَيْد شيّخ الطائفة، والحَسَن بن عَلُّويَة القطّان، وأبو عثمان الحِبَرِيّ الزّاهد سعد بن إسماعيل، وسمنون المُحِب، ومحمد بن عليّ بن طرْخان البلْخيّ الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، ومحمد بن طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
1 تاريخ الطبري "10/ 43"، النجوم الزاهرة "3/ 168".
2 النجوم الزاهرة "3/ 168"، تاريخ ابن خلدون "3/ 364، 365".
3 نهاية الأرب "24/ 152".
4 الكامل في التاريخ "8/ 58، 59"، النجوم الزاهرة "3/ 171، 3/ 195"، نهاية الأرب "23/ 32".
إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج:
وفيها فُلِجَ القاضي عبد الله بن عليّ بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقيّ، فأُسْكِت من الفالج، فاستخلف ابنه محمدا1، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة:
وفيها قدِم الحسين بن حمدان من قُمّ، فولّاه المقتدر ديارَ بكْر، وربيعة2.
وفاة ابن عمرويه:
وفيها تُوُفي محمد بن عَمْرَوَيْه صاحب الشرطة، تُوُفّي بآمد، وحُمِل إلى بغداد.
وفاة صافي الحرمي:
وفيها توفي صافي الحرمي3، فقلّد مكانه مؤنس الخادم.
استتار الخاقاني:
وفيها استتر أبو عليّ محمد بن عُبَيْد الله الخاقانيّ، لوصول رُقْعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتّهم ابن الفُرات عبد الله بن الحسن بن زوزان بأنّه يسعى لأبي عليّ في الوزارة، فنفاه إلى الرَّقَّةِ.
هبوب الريح بالموصل:
وفيها أُخِذَ من بغداد أربعةٌ، ذُكِرَ أنهم من أصحاب محمد بن بِشْر، وأنّه يدَّعي الرُّبُوبيّة4.
وهبّت بحديثة الموصل ريحٌ حارّة، فمات من حَرِّها جماعة5.
قتل المهديّ للداعيين الشيعيين:
وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عُبَيْد الله المهديّ وبين داعِيَه أبي عبد الله، وأبي العبّاس بإفريقّية في جُمَادى الآخرة، فَقُتِل الدّاعيّان وجُنْدهما، فخالف على المهديّ أهلُ طرابُلُس، فجهز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوةً في سنة ثلاثمائة، وتمهدت له المغرب6.
ــ
1 المنتظم "6/ 97، 98"، البداية والنهاية "11/ 112"، النجوم الزاهرة "3/ 174".
2 دول الإسلام "1/ 181"، العبر "2/ 109".
3 سيأتي في التراجم برقم "221".
4 المنتظم "6/ 98"، البداية والنهاية "11/ 112".
5 المنتظم "6/ 98"، البداية والنهاية "11/ 112"، الكامل في التاريخ "
6 نهاية الأرب "24/ 154"، النجوم الزاهرة "3/ 174"، العبر "2/ 109".
أحداث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين:
فيها تُوُفي: أحمد بن أنس بن مالك الدِّمشقيّ، وأبو عَمْرو الخفاف الزّاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه والد مصنف الخِرَقيّ، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وجُمشاد الدَّينَورِيّ الزاهد.
القبض على الوزير ابن الفرات:
وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفُرات، ونُهِبَتْ دُورُه، وهُتِك حُرَمُه1.
وقيل: إنه ادُّعي عليه أنّه كاتَبَ الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبْضه.
وزارة ابن خاقان:
واستوزر أبا عليّ محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان2.
ورود هدايا مصر على المقتدر:
وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبْر، في طول أربعة عشر شِبْرًا، وتَيْس له ضرْع يحلب لبنًا3.
ورود هدايا أمير خُراسان:
ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تُقَوَّم4.
ورود هدايا ابن أبي السّاج:
ووردت هدايا يوسف بن أبي الساج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط روميّ طولُه سبعون ذراعًا، في عرض ستّين ذراعًا، نُسِجَ في عشر سنين، وغير ذلك5.
الدعوة للمهديّ بالخلافة:
وفيها سار المسمّى بالمهديّ إلى المهديّة بالمغرب، وَدُعِيَ له بالخلافة برَقّادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم مُلْكُه6، والله أعلم.
1 تاريخ الطبري "10/ 145"، نهاية الأرب "23/ 34"، النجوم الزاهرة "3/ 177".
2 تاريخ الطبري "10/ 145"، البداية والنهاية "11/ 116"، النجوم الزاهرة "3/ 177".
3 المنتظم "6/ 109"، البداية والنهاية "11/ 116"، النجوم الزاهرة "3/ 177".
4 البداية والنهاية "11/ 112-116"، المنتظم "6/ 98".
5 المنتظم "6/ 110"، نهاية الأرب "23/ 36".
6 النجوم الزاهرة "3/ 177".
أحداث سنة ثلاثمائة:
وفيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد البراثيّ، وأبو أُمية أحْوَص بن المفضَّل الغَلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأَحْوَص، وعليّ بن سعيد العسْكريّ الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمويّ صاحب الأندلس، وعليّ بن طَيْفُور النَّسَويّ، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوَكِيعيّ، ومسدَّد بن قَطَن، ومحمد بن الحَسَن بن سَمَاعَة.
مقتل الحسيني بأعمال دمشق:
وفيها ظهر محمد بن جعفر بن عليّ الحسينيّ بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كَيْغَلَغ، فقُتل محمد في المعركة1.
الوباء بالعراق:
وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق2.
سَيْح جبل بالديّنور:
وساح جبل بالدينَوَر في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غَرّق القرى3.
مصادرة ابن الفرات وأصحابه:
وفيها تُتُبِّع أصحاب أبي الحَسَن بن الفُرات وصُودروا، وأُخْرِبت ديارُهم، وضُربوا، وعُذِّب ابن الفُرات حتى كاد يتلف، ثمّ رَفَقُوا به بعد أن أُخِذت أمواله4.
وزارة عليّ بن عيسى:
ثمّ عزل الخاقاني عن الوزارة، ورُشّح لها عليّ بن عيسى5.
ولادة بغلة:
ويقال وُلِدت فيها بغلة، فسبحان القادر على كل شيء6.
1 النجوم الزاهرة "3/ 180".
2 البداية والنهاية "11/ 118"، النجوم الزاهرة "3/ 180".
3 المنتظم "6/ 115"، البداية والنهاية "11/ 181"، النجوم الزاهرة "3/ 180"، تاريخ الخلفاء "380".
4 النجوم الزاهرة "3/ 179".
5 النجوم الزاهرة "3/ 180"، الكامل في التاريخ "8/ 68".
6 المنتظم "6/ 115".
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الألف":
1-
أحمد بن إبراهيم بن عُبَيْد الله بن كيسان الثقفي المديني1. شادويه.
وعن: إسماعيل بن عمرو البجلي. وعنه: الطبراني.
قال أبو الشّيخ: ليس بالقويّ.
تُوُفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
2-
أحمد بن إبراهيم بن الحَكَم أبو دُجَانة القرافيّ، مولاهم. والقرافة بطن من المَعَافر، نزلوا بظاهر مصر.
يروي عن: عيسى بن حمّاد، وحَرْمَلَة، وغيرهما.
تُوُفي سنة تسعٍ تسعين ومائتين.
3-
أحمد بن إبراهيم بن أيّوب أبو بكر الحَوْرانيّ.
عن: عثمان بن أبي شَيْبة، وعُقْبة بن مُكْرَم. وعنه: أبو بكر بن أبي دُجَانة، وأخوه أبو زُرْعة بن أبي دُجَانة.
وتُوُفي سنة تسعٍ وتسعين.
4-
أحمد بن إسحاق الأصبهانيّ ويُعرف بحَمُّوَيْه الثَّقَفيّ الْجَوْهريّ.
عن: لُوَيْن، وإسماعيل بن زُرَارة، وأبي مروان العثمانيّ. وعنه: أبو الشيَّخ، والقاضي أبو أحمد العسَّال.
توفي سنة ثلاثمائة.
5-
أحمد بن أنَس بن مالك أبو الحَسَن الدّمشقيّ المقرئ2.
عن: صَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، ودُحَيْم، ومحمد بن الخليل البلاطيّ، وطائفة.
وقرأ القرآن على ابن ذَكْوان. وذكر أبو بكر النّقّاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذَكْوان.
وروى عنه: ابن جَوْصا، وولده الحَسَن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وجماعة. وكان من ثقات الدمشقيين.
توفي سنة تسعٍ وتسعين.
6-
أحمد بن بِشْر أبو أيوب الطيالسي3.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 64-65".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 10".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 35"، طبقات الحنابلة "1/ 22" رقم 5.
عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وعنه: أبو بكر الخلال الخُتُّليّ، وعمر بن مسلم.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين.
7-
أحمد بن بِشْر الهَرَويّ.
عن: عليّ بن حُجْر، وغيره. تُوُفي سنة ستٍّ.
8-
أحمد بن بِشْر بن حبيب الصُّوريّ البيروتيّ المؤدِّب1.
عن صَفْوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكّار، ومحمد بن مُصَفَّى، وغيرهم. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وجُمَح بن القاسم، وآخرون.
وقد مر: أحمد بن بِشْر بن عبد الوهاب وأحمد بن بِشْر المَرْثَديّ.
9-
أحمد بن تميم بن
…
2 المُرُوذِيّ.
ومُرْذ: بالضّمّ من قرى مَرْو. وسمع: عليَّ بن حُجْر، وأحمد بن منيع، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة، في صَفَر.
10-
أحمد بن حاتم ماهان السّامُرِّيّ الْمُعَدَّلُ3.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، ويحيى بن أيّوب العابد، وعدّة. وعنه: عبد الله الخُراساني، والطَّبَرانيّ.
11-
أحمد بن الحسن بن أبان بن مُضَر. المصري4 الأَيْليّ5.
عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن حسّان، وحَجّاج بن منهال، وغيرهم.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 16".
2 بياض في الأصل.
3 تاريخ بغداد "4/ 114"، المعجم الصغير للطبراني "1/ 66".
4 في الأصل "المغري".
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 53"، المجروحين لابن حبان "1/ 49، 150"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، والطّبرانيّ، وجماعة.
قال ابن حِبّان، وابن الرّبيع: كذّاب. وقال أبو يَعْلَى الخليليّ: كذاب يضع الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين. أورد له ابن عديّ حديثين باطلين.
12-
أحمد بن الحسين بن نصر1. أبو جعفر البغداديّ الحذّاء.
عن: عليّ بن المَدِينيّ، وغيره. وعنه: ابن قانع، وعيسى الرُّخَّجيّ، وآخرون. وثّقه الدّارَقُطْنيّ2. وتوفي سنة تسعٍ وتسعين.
13-
أحمد بن الحسين. أبو بكر الباغَنْديّ.
عن: محمد بن منصور الجزّار، وعيسى بن يونس الفاخوريّ، والحسين بن حسن المَرْوَزِيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة. روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ.
14-
أحمد بن حفص السَّعْديّ الْجُرْجانيّ3. حَمْدان. محدِّث، عالم، ضعيف.
يروي عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل، وطبقتهما. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأهل جُرْجان.
تُوُفي سنة ثلاث أو أربعٍ وتسعين.
قال ابن عديّ: أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان أبو محمد السَّعْديّ، تردَّد إلى العراق وأكثر، وحدَّث بأحاديث مناكير لا يُتابَع عليها. وهو عندي ممّن لا يتعمَّد الكذب. وهو ممّن يُشَبَّه عليه فيغلط ويحِّدث من حفظه.
قلت: روى له ابن عديّ خمسة أحاديث، كلّها لهشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير مرة. يسقط حديث الرجل بدونها.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 41"، وتاريخ بغداد "4/ 97، 98".
2 تاريخ بغداد "4/ 98".
3 ميزان الاعتدال "1/ 94"، ولسان الميزان "1/ 162، 163"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "1/ 70"، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 41".
ثمّ إنّه حدَّث عن سعيد بن عُقْبة الكوفيّ قال: ثنا الأعمش، وثنا جعفر الصّادق. وسأل ابن عديّ الحافظ ابن عُقْدة، عن ابن عُقْبة هذا فقال: لم أسمع به قط.
ثمّ إنّ الّذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جدّه، عن بَحِيرا الراهب في الزَّجْر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفْك المبين، وبَحِيرا لم يُدْرِك المَبْعَث. وما أشكّ أنّ سعيد بن عُقْبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص. فإنّ مثل هذا يُروى عن جعفر، ويتأخّر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عُقْدة، هذا معدوم قَطْعًا.
15-
أحمد بن حمَاد بن مسلم1. أبو جعفر التُّجَيْبيّ المصريّ بن زُغْبَة.
عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عُفَيْر، وأخيه عيسى بن حمَاد، وطائفة. وعنه: ن. وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفيّ، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة.
وبلغ أربعا وتسعين سنة. توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين.
16-
أحمد بن حماد بن سفيان2. أبو عبد الرحمن الكوفي.
ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها. سمع: أبا بلال الأشعري، وأبا كريب. وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو السماك.
قال الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
17-
أحمد بن داود بن أبي نصر3. أبو بكر السّمْنانيّ القُومِسيّ.
عن: سُفْيان، وهُدْبَة بن خالد، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وخلْق. وعنه: ابن عُقْدَةَ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأبو عَمْرو بن مَطَر.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين.
18-
أحمد بن رُسْتَة الأصبهانيّ4.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 21، 22"، وتهذيب التهذيب "1/ 25، 26"، وتقريب التهذيب "1/ 13"، وسير أعلام النبلاء "13/ 533" رقم 265.
2 تاريخ بغداد "4/ 124".
3 تاريخ بغداد "4/ 141".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 63".
عن: جده لأمّه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وأبو أحمد الْعَسَّالُ.
تُوُفي سنة ثلاثٍ وتسعين.
19-
أحمد بن أبي يحيى زُكَيْر الحضْرميّ1. مولاهم المصريّ أبو الحَسَن الملقَّب بيزيد بن أبي حبيب.
يروي عن: حَرْمَلَة، وعافية بن أيّوب، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي سنة ثمانٍ وتسعين. قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نُكْرة.
20-
أحمد بن زيد بن الحُرَيْش الأهوازيّ2. أبو الفضل.
عن: أبيه، وأبي حاتم السجِسْتانيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
21-
أحمد بن سعيد بن شاهين البغداديّ3.
عن: شَيْبان، ومُصْعَب بن عبد الله. وعنه: دَعْلَج، والطَّبَرانيّ. وكان ثقة.
تُوفي سنة ثلاثٍ أيضًا.
22-
أحمد بن سعيد. أبو جعفر4 النَّيْسابوريّ الحبريّ5.
عن: عليّ بن حُجْر، وأحمد بن صالح المصريّ، وخلْق. وسكن الشاش. وكان حافظًا نبيلًا.
تُوُفي بالشّاش في ذي القعدة سنة ثلاثٍ أيضًا.
23-
أحمد بن سعيد بن عروة الصفار6.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 49".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 28".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 36"، وتاريخ بغداد "4/ 171".
4 الثقات لابن حبان "8/ 755".
5 في الثقات "الحيري".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 62".
عن: عبد الواحد بن غِياث، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، وأحمد بن عَبْدة. وعنه: أبو الشيخ، والطَّبَرانيُّ. توُفّي سنة خمسٍ.
24-
أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود المَرْوَزِيّ1. من كُبراء مَرْو، وأَجِلّائها، وعُقَلائها.
عن: أبيه، وعليّ بن حُجْر. وعنه: أبو العبّاس الساريّ، ويحيى العَنْبَريّ.
توُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
25-
أحمد بن سليمان بن أيوب2. أبو محمد المَدِينيّ الأصبهانيّ الوَشّاء. أحد الأثبات.
سمع: الوليد بن شجاع، وسوّار بن عبد الله العَنْبَريّ، والطبقة. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.
توفي سنة تسعٍ وتسعين.
26-
أحمد بن سهل بن أيّوب3. أبو الفضل الأهوازيّ.
عن: عليّ بن بحر القطّان. وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره. تُوُفّي في يوم التَّرْوِية سنة إحدى وتسعين بالأهواز.
27-
أحمد بن سهل بن مالك4. أبو بكر النَّيْسابوريّ.
عن: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه. وعنه: الحافظان ابن عُقْدة، وابن الأخرم.
تُوُفّي سنة تسعين.
28-
أحمد بن صنا. ويقال: أحمد بن صنا أبو الحَسَن الدّمشقيّ المَرَوِيّ. روى عن: أبي الجماهر الكَفَرْسوسيّ، وغيره.
وعنه: أبو الطَّيَّب بن الخَوْلانيّ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عَمْرو بن فضالة.
1 الكامل في التاريخ "8/ 62".
2 ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 109، 110".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 31".
4 طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 47".
29-
أحمد بن طاهر بن حَرْمَلةَ بن يحيى التُّجَيْبيّ المصريّ1.
عن: جدّه. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عليّ المَدِينيّ. قال ابن عديّ: ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قردا يصوغ، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلي رجل حتى ينفخ له.
توفي سنة اثنتين وتسعين.
30-
أحمد بن العباس بن أشرس2.
عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني. توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين.
31-
أحمد بن العبّاس بن الوليد بْن مُزْيَد. أبو العبّاس العُذْريّ البَيْروتيّ.
روى عن: هشام بن عمّار، ولُوَيْن، وحامد بن يحيى البْلخيّ. وعنه: محمد بن يوسف الهَرَويّ، وموسى الصّبّاغ إمام مسجد بيروت، وأبو عبد الله بن مروان، وآخرون.
ذكره ابن منده بالفضل والصَّلاح.
32-
أحمد بن عَبْدان بن سِنان الزَّعْفرانيّ.
عن: عبد الله بن عمر أخو رُسْتَة، وطبقته من الأصبهانيّين. وعنه: أبو الشَّيخ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
33-
أحمد بن عبد الله الخُتُّليّ3.
عن: أبي بكر بن أبي شَيْبة، وأبي همّام السَّكونيّ، وطبقتهما. وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيلي.
توفي سنة ثلاثمائة. وثقه الخطيب.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 22"، ولسان الميزان "1/ 189"، وميزان الاعتدال "1/ 105".
2 طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى "1/ 52، 53".
3 في الأصل "أبي بن أبي شيبة".
34-
أحمد بن عبد الله القَرْمَطيّ1.
صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمّى نفسه هكذا. وهو حسين بن زَكْرَوَيْه. بعث المكتفي بالله عسكرًا لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقُتِل خلْق من أصحابه، ثمّ انهزم، فَمُسِكَ وأُتِيَ به، وطِيف به في بغداد في جماعة، ثمّ قُتِل هو وهم تحت العذاب.
وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقَّبوه بالمهدي. وكان شجاعًا فاتكًا شاعرًا. ومن شعره يقول:
متى أرى الدنيا بلا كاذبِ
…
ولا حَرُوري ولا ناصبي
متى أرى السَّيْفَ على كلِّ مَن
…
عادى عليَّ بنَ أبي طالبِ
ولما قُتِلَ خرج بعده أبوه زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ يأخذ بالثّأر، فاعترض الرّكَب العراقيّ في سنة أربعٍ وتسعين في المحرَّم، فقتلهم قتلًا ذريعًا، وبدَّعَ فيهم.
قال أبو الشَّيخ الأصبهانيّ: حزروا أنّ زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ قتل من الحاجّ وغيرهم خمسين ألف رجل، ثمّ لقِيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلْب وأَسَد، ولقَّبوه السيّد، وكان يُدْعى زَكْرَوَيْه.
ثمّ سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصْرة والكوفة، فكُسِر جيشه وأسر جريحًا، ثمّ مات في ربيع الأول من سنة أربعٍ، وطِيف به ببغداد ميتًا2، لا رحمه الله تعالى. وقد مرّت أخبارهم في الحوادث.
قال إسماعيل الخُطَبيّ: خرج بالشّام في خلافة المكتفي رجل يُعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد.
قال المَرْزبانيّ: عليّ بن عبد الله بن المهزول الخارج بالشّام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشامة، وكانا ينتميان إلى الطالبيين، ويشك في
1 تاريخ الطبري "10/ 100-114"، والمنتظم "6/ 43"، وتاريخ أخبار القرامطة "20-25".
2 تاريخ الطبري "10/ 130-134"، والتنبيه والإشراف "325، 326"، تاريخ أخبار القرامطة "28-36"، والمنتظم "6/ 60"، البداية والنهاية "11/ 101".
نَسَبِهما فكانت الرئاسة لعليّ بن عبد الله، فقُتِل، ثمّ قام أخوه إلى أن قُتِل. ولعليّ شِعْر جيّد.
قلت: ويُسمى أيضًا يحيى بن زَكْرَوَيْه.
قال الخُطَبيّ: ثمّ حاصر ابن المهزول دمشقَ فلم يدخلْها، وتمّت له وقائع مع عسكر مصر، وقُتِل في المعركة. وكان يعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف.
35-
أحمد بن عبد الرحمن السقطي1.
عن: يزيد بن هارون. مجهول. تفرد عنه: محمد بن أحمد المفيد الضعيف وقال: سمعت منه سنة خمسٍ وتسعين.
36-
أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق2. أبو عبد الله بن أبي عَوْف البغداديّ البُزُوريّ. رئيس نبيل صدوق.
سمع: سويد بن سعيد، ولُوَيّنًا، وعثمان بن أبي شَيْبة، وجماعة. وعنه: أبو علي بن الصواف، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنبيّ، ومحمد بن عليّ بن حُبَيْش، وآخرون.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين. وثّقه الدارَقُطْنيّ. ومولده سنة أربع عشرة ومائتين3.
قال الخطيب: كان ثقة نبيلًا رفيعًا جليلًا، ذا منزلة من السلطان وأموال. قال ابن الحربيّ: هو أحد عجائب الدُّنيا4.
37-
أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال5. أبو الفوارس التميمي الحراني.
1 تاريخ بغداد "4/ 244"، والمنتظم "6/ 90-92"، لسان الميزان "1/ 211، 212".
2 تاريخ بغداد "4/ 245، 246"، وميزان الاعتدال "1/ 116".
3 تاريخ بغداد "4/ 246".
4 تاريخ بغداد "4/ 246"، طبقات الحنابلة "1/ 51".
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 14، 15"، وميزان الاعتدال "1/ 116"، لسان الميزان "1/ 213"، والمغني في الضعفاء "1/ 46".
عن: أبي جعفر النُّفَيليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عديّ. قال أبو عَرُوبَة: لم يكن يؤتَمَن على نفسه ولا دينه. وقال ابن عديّ: يُكتَب حديثه. قلت: تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
38-
أحمد بن عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة بن أبي رَوّاد العَتَكيّ البصْريّ القاضي1.
عن: أبيه، وغيره. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
39-
أحمد بن عُبَيْد. أبو بكر الشّيرازيّ.
روى عنه: محمد بن بكّار بن الريان، وداود بن الرشيد. وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة. تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
40-
أحمد بن على بن إسماعيل القطّان. بغداديّ2.
روى عن: أبي مروان العثمانيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
41-
أحمد بن على بن إسماعيل الرّازيّ3.
عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مَهران الجمّال، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد.
42-
أحمد بن عليّ بن سعيد. القاضي أبو بكر المَرْوَزِيّ مولى بن أُميّة4.
ولي نيابة الحُكْم بدمشق، وولي قضاء حمص. وكان محدّثًا ثقة، مُكْثِرًا عالمًا.
سمع: عليّ بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن مَعِين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التّمّار، وخلْقًا من طبقتهم. وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصا، وأبو عليّ بن معروف، والطبراني، وأبو أحمد بن الناصح.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 37".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 35"، وتاريخ بغداد "4/ 305".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 27، 28"، تاريخ بغداد "4/ 307".
4 تاريخ بغداد "4/ 304"، وتهذيب التهذيب "1/ 62"، وتقريب التهذيب "1/ 22".
تُوُفّي في نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين.
43-
أحمد بن عليّ بن حسن1. أبو الصَّقر التَّميميّ البغداديّ الضّرير.
روى عن: عليّ بن عثمان اللّاحقيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
44-
أحمد بن عليّ بن محمد بن الجارود الحافظ2. أبو جعفر الجاروديّ الأصبهانيّ.
رحل وطوَّف وصنَّف التّصانيف. وحدَّث عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعمر بن رُسْتَة، وهارون بن إسحاق، وخلْق من الأصبهانيين. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ.
45-
أحمد بن عمرو بن عبد الخالق3. أبو بكر البزار الحافظ، صاحب "المسند" المشهور.
سمع: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، والحسن بن عليّ بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الْجَوْهريّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمحيّ، ومحمد بن يحيى الرُّمّانيّ، وخلْقًا. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وعُبَيْد الله بن الحَسَن، وأهل أصبهان، فإنّه رحل إليها في آخر عُمره، وروى بها الكثير.
قال الدّارَقُطْنيّ: ثقة يخطئ كثيرًا4 ويتّكل على حِفْظه5.
قلت: تُوُفّي بالرَّملة في ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين6. وقد حدَّث ببغداد أيضًا فروى عنه من أهلها: محمد بن العبّاس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الخُتَّليّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر وبالحَرَم. وكان يرحل في أواخر عمره، وثبت علمه.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 47"، وتاريخ بغداد "4/ 305، 306".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 63".
3 المنتظم "6/ 50"، والنجوم الزاهرة "3/ 157، 158"، لسان الميزان "1/ 237".
4 إضافة من تاريخ بغداد.
5 تاريخ بغداد "4/ 335".
6 تاريخ بغداد "4/ 335"، ذكر أخبار أصبهان "1/ 104".
46-
أحمد بن عَمْرو بن مسلم1. أبو بكر المكّيّ الخلّال.
عن: يعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بْن يحيى العُرَنيّ، وطائفة. وعنه: الطَّبَراني، وغيره.
تُوُفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
47-
أحمد بن عَمْرو بن حفص بن عُمَر بن يَمَان بن عبد الرحمن القرمعيّ2. أبو بكر البصْريّ القَطَرانيّ.
عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهُدْبة بن خالد، والقَعْنَبِيّ، وأبي الوليد، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطاهر الذُّهَليّ قاضي مصر، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال سنة خمس وتسعين. وذكره ابن حِبّان في "الثّقات".
48-
أحمد بن فَيّاض3. أبو جعفر الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن مُصَفَّى. وعنه: أبو عليّ بن شُعَيب، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
49-
أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر البغداديّ4. أبو جعفر الْجَوْهريّ.
عن: عفّان، وخالد بن خِداش، وعلى بن الْجَعْد. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن عليّ بن حُبيَش، والطَّبَرانيّ. وكان ثقة5 صاحب حديث.
قال أحمد المُنادي: قال لي إنّه كتب عن عليّ بن الْجَعْد خمسة عشر ألف حديث6.
قال: ومات في المحرّم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 26".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 51"، والثقات لابن حبان "8/ 55".
3 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 439".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 34"، وتاريخ بغداد "4/ 349".
5 تاريخ بغداد "4/ 349".
6 تاريخ بغداد "4/ 350".
50-
أحمد بن القاسم السُّلَيمانّيّ الأغرّ1.
عن: سَجّادة، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: ابن مَخْلَد، وابن قانع.
51-
أحمد بن القاسم بن نصر بن دَوَسْت2. أبو عبد الله البغداديّ.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وغيره. وعنه: جعفر الخالديّ، وبكّار بن أحمد. قال الخطيب3: كان ثقة صالحًا. مات سنة ستٍ وتسعين.
52-
أحمد بن القاسم4. أبو الحَسَن الطّائيّ البِرْتيّ.
عن: بِشْر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة. وعنه: أحمد بن خُزَيْمة، وابن قانع، والطبراني، وجماعة. وثقه الخطيب5. وتوفي سنة ست أيضا.
53-
أحمد بْن محمد بْن الحَسَن بْن بِسْطام. أبو العبّاس البغداديّ الكاتب. أحد الفُضَلاء الأعيان، ولي المناصب الكِبار.
وقد أخذ عن: يعقوب بن السِّكّيت. روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدَّر.
تُوُفّي بمصر في رجب.
54-
أحمد بن محمد بن منصور6. أبو بكر البغداديّ الحاسب الضّرير.
سمع: عليَّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ. روى عنه: أبو بكر القطِيعيّ، وأبو بكر بن الْجِعَابي، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ. وثّقه الدّارَقُطْنيّ. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
55-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن أُسَيْد7. أبو العبّاس الخزاعي الأصبهاني.
1 تاريخ بغداد "4/ 351".
2 تاريخ بغداد "4/ 350".
3 تاريخ بغداد "4/ 350".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 37"، وتاريخ بغداد "4/ 350".
5 تاريخ بغداد "4/ 350".
6 تاريخ بغداد "5/ 97".
7 المعجم الصغير للطبراني "1/ 61"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 106".
عن: مسلم بن إبراهيم، والقَعْنَبِيّ، وَقُرَّةَ بن حبيب، وأبي عمر الحَوْضيّ، وأبي الوليد الطَّيالِسيّ، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشيَّخ بن حبّان، وعبد الرحمن بن سِياه، وجماعة من الأصبهانيّين. وقال أبو الشيَّخ: ثقة مأمون.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين.
56-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الحَسَن بْن الفُرات1. أبو العبّاس الكاتب. أخو الوزير عليّ، وعمّ ابن خَيْزُران.
من بيت الحشمة والوزارة. وكان أَكْتَبَ أهل زمانه وأقومهم للآداب والفضائل والفِقْه، بل مدحه البُحْتُريّ الشاعر.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلِّف بعده مثله في التصرف.
57-
أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين بن سعد2. أبو جعفر المِهْريّ المقرئ الحافظ. قرأ القرآن على: أحمد بن صالح الطَّبَريّ.
وسمع: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن سليمان الْجُعْفيّ، وجماعة. وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
قال ابن عدي3: له مناكير ويُكْتَب حديثه. وهو كثير الحديث من الحفّاظ لحديث مصر.
قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن بَهْزاد السِّيرافيّ. وقال ابن يونس: مات في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين.
قال ابن عديّ: هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، أربعتهم ضُعفاء.
58-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صدقة4. أبو بكر البغداديّ الحافظ.
1 تاريخ الطبراني "10/ 23-73"، ومروج الذهب "2987، 2988".
2 الجرح والتعديل "2/ 75"، وتاريخ بغداد "4/ 297".
3 الكامل في الضعفاء "1/ 201".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 34"، وتاريخ بغداد "5/ 40"، سير أعلام النبلاء "14/ 83"، وشذرات الذهب "2/ 215".
سال الإمام أحمد مسائل مدوّنة. وسمع من: إسماعيل بن مسعود الْجُحْدُريّ، ومحمد بن مسكين اليَمَاميّ، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهم. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ. وكان موصوفًا بالضَّبْط والإتقان.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
وأخذ عنه: أبو بكر الخلّال، وغيره. وروى القراءات عن جماعة. روي عنه: ابن مجاهد.
59-
أحمد بن محمد1. أبو العباس المديني الأصبهانيّ البزّار.
ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رُشَيْد، وعبد الله مُشْكِدَانَة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وجماعة. تُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضًا.
60-
أحمد بن محمد بن سعيد2. أبو سعيد الأصبهانيّ المَعينيّ.
سمع: سهل بن عثمان، وعقبة بن مُكْرَم، وزيد بن الحَرَميّ، وطبقتهم. وعنه: الطبراني، وأبو أحمد العسال، وأبو الشيخ. وثّقه أبو نُعَيْم الأصبهانيّ. وتوفي سنة خمسٍ وتسعين.
61-
أحمد بن محمد بن حرب الْجُرْجانيّ المُلْحَميّ3.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وأبي مُصْعَب. وعنه: ابن عديّ. وليس بثقة.
62-
أحمد بن محمد4. أبو الحسين النوريّ الزَّاهد شيخ الصُّوفية.
كان من أعلم العراقيين بلَطَائف القوم5. صحب السَّريّ السَّقطيّ، وغيره. وكان أبو القاسم الْجُنَيْد يعظمه ويحترمه. وأصله خُراسانيّ بَغَويّ. تُوُفّي أبو الحسين النّوريّ سنة خمس أيضًا. وقد قدِم الشّامَ وأخذ عَنْ: أحمد بن أبي الحواري.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 61".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 62".
3 المجروحين لابن حبان "1/ 154"، وميزان الاعتدال "1/ 134".
4 طبقات الصوفية للسلمي "164-169"، وحلية الأولياء "10/ 249-255"، وسير أعلام انبلاء "14/ 70-77"، والبداية والنهاية "11/ 106"، والنجوم الزاهرة "3/ 163".
5 تاريخ بغداد "5/ 130".
حكى ابنُ الأعرابي محنته وغَيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنّه أقام بالكوفة مدّة سِنين متخلّيًا عن النّاس، ثمّ عاد إلى بغداد وقد فقد أُناسه وجُلّاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوّته، وضَعْف بَصَره1.
قال أبو نُعَيْم: سمعت عمر البنّا بمكة لمّا كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصُّوفيّة إلى الزَّنْدَقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأُخِذَ في جملتهم النُّوريّ إلى السَّيّاف ليضرب عُنُقَه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرتُ حياتهم على نفسي وهذه اللّحظة. فتوقَّف السَّياف، فردَّ الخليفة أمرهم إلى قاضي القُضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النُّوريّ عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثمّ قال له: وبعد هذا فلله عِباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويأكلون بالله. فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحِّد، فأطلقهم2.
حكاية نافعة:
قال أبو العبّاس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النُّوريّ يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصّبْيان قصبة، ثمّ قمت بين زَوْرقين وقلت: وَعِزَّتِكَ، لئن لم تخرج لي سمكةٌ، فيها ثلاثة أرطال لأُغْرِقَنّ نفسي. قال: فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال.
فبلغ: ذلك الْجُنَيْد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أَفْعَى فتَلْدَغْه.
وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقينَ البقاءُ ببقائه. ومن ارتفع عن الفَناء والبَقاء، فحينئذٍ لا فناء ولا بقاء.
وعن القنّاد قال: كتبت إلى النُّوريّ وأنا حَدَث:
وإذا كان كلّ المرء في الكُلّ فانيًا
…
أبنْ لي عن أيِّ الوجودَيْن يُخْبِرُ
فأجاب لوقته:
إذا كنتَ فيما ليس بالوصف فانيًا
…
فوقْتُكَ في الأوصاف عندي تحير
1 حلية الأولياء "10/ 250".
2 طبقات الأولياء لابن الملقن "64، 65".
وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النُّوريّ فقال: مضيت يومًا أنا ورُوَيْم بن أحمد، وأبو بكر العطّار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سَقْف. فقال رُوَيْم: ما أشبه هذا بأبي الحسين النُّوريّ.
فِمِلْنا إليه فإذا هو هو، فسلَّمْنا، وَعَرَفَنَا، وذكر أنّه ضجر من الرَّقَّةِ فانحدر، وأنّه الآن قدِم، ولا يدري أين يتوجَّه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجَدنا، فقال: لا أريد موضعًا فيه الصُّوفيّة، قد ضجرت منهم. فلم يزل يطلب إليه حتّى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السَّوْداء وحديث النَّفس، ثمّ ضعُف بصرُهُ وانكسر قلبه، وفقد إخْوانه، فاستوحش من كلّ أحد، ثمّ إنّه تأنَّس1.
قال أبو نُعَيْم2: سمعت أبا الفَرَج الورثَانيّ: سمعت علي بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النُّوريّ، فرأيت رِجْليه منتفخَتْين، فسألته، فقال: طالبتني نفسي بأكْل التَّمْر، فجعلتُ أُدافَعُها، فتأبى عليَّ، فخرجت واشتريت، فلمّا أن أكلت قلت لها: قومي فَصَلِّي. فأبت. فقلت: لله عليَّ إنْ قعدت على الأرض أربعين يومًا؛ فما قعدت3.
وقال بعضهم عن النَّوريّ قال: من رأيته يدّعي مع الله حالةً تُخْرِجُ عن الشَّرع، فلا تقتربْ منه4.
قال ابن الأعرابي في ترجمة النُّوريّ: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلّا أنّ نصرًا تنكّر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلّا من نصر فعرَّفوه أنّه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر.
فلمّا دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبِتْنا عنده، ولمّا كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقًا من زوارقه إلى باب خراسان، ثمّ صرْنا إلى الجنيد، فقام القوم وخرجوا، وأقبل عليه الْجُنَيْد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين أرجو أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحبّ أن أسمع.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 74".
2 الحلية "10/ 251".
3 تاريخ بغداد "5/ 132"، وسير أعلام النبلاء "14/ 71".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 72".
فتكلم الْجُنَيْد والجماعة والنُّوريّ ساكت، فعرضوا عليه ليتكلَّم فقال: لقد لقيتم ألقابًا لا أعرفها، وكلامًا غير ما أعهد، فدعوني حتّى أسمع وأقف على مقصودكم.
فسألوه عن الفرق الّذي يعد الجمع ما علامته؟ وما الفرق بينه وبين الفرق الأوّل؟ ما أدري سألوه بهذا اللَّفْظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرَّقَّة سنة سبعين، فسألني عن الْجُنَيْد، فقلت: إنّهم يشيرون إلى شيء يسمّونه الفرق الثّاني والصَّحْوَ.
قال: اذكر لي شيئا منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخلنجي؟ قال: ما يجالسهم.
قال: فأبوا أحمد القَلانِسيّ؟ قلت: مرّة يخالفهم، ومرّة يوافقهم.
قال: فما تقول أنت؟ قلت: ما عسى أن أقول أنا.
ثمّ قلت: أحسب أن هذا الذي يسمُّونه فرقًا ثانيًا هو عينٌ من عيون الجمع، يتوهَّمون به أنّهم قد خرجوا عن الجمع.
فقال: هو كذلك. أنت إنّما سمعت هذا من أبي أحمد القلانِسيّ.
فقلت: لا.
فلمّا قدِمت بغدادَ، حدَّثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النُّوريّ. وأمّا أبو أحمد فكان ربّما يقول: هو صَحْو وخُرُوج عن الجمع. وربّما قال: بل هو شيءٌ من الجمع.
ثمّ أنّ النُّوريّ لمّا شاهدهم قال: ليس هو عينٌ من عيون الجمع، ولا صَحْوٌ من الجمع. ولكنّهم رجعوا إلى ما يعرفونه.
ثمّ بعد ذلك ذكر رُوَيْم، وابن عطاء أنّ النُّوريّ يقول الشّيءَ وضده، ولا يعرف هذا إلّا قول سُوفسطاء، ومن قال بقوله.
قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النُّوريّ وَحشة، وكان يُكثِر منهم التَّعجُّب.
وقالوا للجُنَيْد، فأنكر عليهم وقال: لا يقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنّه رجل لعلّه قد تغيَّر دماغه.
ثمّ إنّه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الْجَفَاء، وغلبت عليه العِلّة وَعَمِيَ، ولزم الصَّحارَى والمقابر.
وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحُها1.
وسمعت جماعة يقولون: من رأي النُّوريّ بعد قدومه من الرَّقَّةِ ولم يكن رآه قبلها، فكأنّه لم يره لتغيُّره، رحمه الله2.
قال ابن جهضم: حدَّثني أبو بكر الخلّال قال: كان أبو الحسين النُّوريّ إذا رأي منكرا غيّره، ولو كان فيه تَلَفُه. فنزل يومًا يتوضّأ، فرأى زورقًا فيه ثلاثون دَنًّا. فقال للملاح: ما هذه؟ فقال: ما يلزمك. فألحّ عليه فقال: أنت والله صُوفيّ كثير الفُضُول، هذا خمرٌ للمعتضد.
فقال: أَعطِني ذلك الْمِدْرَى، فاغتاط وقال لأَجِيره: ناولْه حتّى أُبْصِر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دنًا دَنًّا. فلم يترك إلّا واحدًا، فأخذ النُّوريّ، وأُدْخِل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويْلك؟ قال: قلت: محتسب.
قال: ومن ولّاك الحِسْبة؟ قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين.
فأطرق ثم قال: ما حَمَلَكَ على ما صنعت؟ قلت: شفقة منّي عليك.
قال: كيف خلص هذا الدَّنّ؟ فذكر النُّوريّ ما معناه أنّه كان يكسر الدِّنان ونفسه مخلصة، فلمّا وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدَّنّ3.
وعن أبي أحمد المَغَازِليّ قال: ما رأيت أحدًا قطّ أعبد من النُّوريّ.
قيل: ولا الْجُنَيْد؟ قال: ولا الْجُنَيْد4.
وقيل: أن الْجُنَيْد مرض، فعاده النُّوريّ، فوضع يده عليه، فعُوفي لوقته5.
63-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن رباح. أبو جعفر المصري المؤدب، مولى آل مروان.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 74".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 75".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 76".
4 تاريخ بغداد "5/ 131".
5 صفة الصفوة "2/ 440"، وطبقات الأولياء "66، 67".
سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بُكَيْر. تُوُفّي في شوال سنة ست وتسعين. روى عنه: الحَسَن بن رشيق، وغيره.
ويُعرف بابن الرَّقْراق.
64-
أحمد بن محمد بن نافع1. أبو بكر المصريّ الطَّحاويّ الأصمّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وإبراهيم بن المُنذر الحزَاميّ، وأبي مُصْعَب، وأحمد بن صالح، وجماعة. وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ستٍّ أيضًا.
65-
أحمد بن محمد بن زكريّا2. أبو بكر البغداديّ الحافظ المعروف بأخي ميمون.
عن: نصر بن عليّ الْجَهْضميّ، وطبقته. وعنه: الطَّبَرانيّ، وجماعة. تُوُفّي بمصر.
66-
أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث3. أبو حسّان العَنَزِيّ البغداديّ القاضي المقرئ.
قرأ على: ابن نَشِيط؛ وعلى: أحمد بن زُرارة صاحب سليم4.
قرأ عليه: أبو الحسين بن بُويان5، وابن شَنَبُوذ، وعلى بن سعيد بن الحسين. وكان من أعيان القرّاء.
67-
أحمد بن محمد بن الوليد6. أبو بكر المُرِّيّ الدّمشقيّ المقرئ.
عن: أبي مُسهِر، وآدم بن أبي إياس، وأبي اليَمَان، وهشام بن عمّار، ومحمود بن خالد، وجماعة. وقيل: في لُقِيّه لأبي مُسْهِر نظر. وكان مُقْرِئًا فاضلًا.
1 المعجم الكبير للطبراني "1/ 22".
2 المعجم الكبير للطبراني "1/ 71"، وتاريخ بغداد "5/ 8"، والبداية والنهاية "11/ 108".
3 غاية النهاية لابن الجوزي "1/ 133".
4 في الأصل "مسلم".
5 في الأصل "ثوبان".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 13"، سير أعلام النبلاء "14/ 81".
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وأبو عمر بن فَضَالَةَ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
68-
أحمد بن محمد بن مسروق1. أبو العبّاس البغداديّ الزّاهد مصنِّف جزء "القناعة".
كان من أعيان الصُّوفيّة وعُلمائهم. روى عن: عليّ بن الْجَعْد، وعليّ بن المديني، وخَلَف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وجعفر الخالديّ تلميذه، وحبيب القزّاز، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحَيّ، وأبي عُبَيْد العسكريّ. وكان الْجُنيد يحترمه ويعتقد فِيهِ. وقال أبو نُعَيْم الحافظ2: صحِبَ الحارث المُحَاسبيّ، ومحمد بن مَنصور الطُّوسيّ، والسَّريَّ السَّقَطيّ.
ومن كلامه: التَّصوُّف خلْو الأسرار ممّا منه بُدّ، وتعلُّقها بما ليس منه بُدّ3.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ4.
قلت: تُوُفّي ابن مسروق في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين، وله أربعٌ وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيليّ الّذين أدركهم.
وقال له رجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك عليّ5.
69-
أحمد بن محمد بن خالد6. أبو العبّاس البَرَاثي البغداديّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وسُرَيْج بن يونس، وغيرهم. وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو حفص بن الزّيّات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وعدة.
1 تاريخ بغداد "5/ 100-103"، وميزان الاعتدال "1/ 150"، وشذرات الذهب "2/ 227".
2 حلية الأولياء "10/ 213".
3 حلية الأولياء "10/ 214".
4 تاريخ بغداد "5/ 103"، وزاد "يأتي بالمعضلات".
5 تاريخ بغداد "5/ 100".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 47"، وتاريخ بغداد "5/ 43"، وسير أعلام النبلاء "14/ 92"، والنجوم الزاهرة "3/ 181".
قال الدارقطني: ثقة مأمون1.
قلت: توفي سنة ثلاثمائة، وهو من شيوخ الطَّبَرانيّ. وقد قرأ على خَلَف بن هشام، وحدَّث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم.
70-
أحمد بن محمد بن دِلان2. أبو بكر الخيشي.
عن: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعاليّ.
وكان لا بأس به، ودلان: بالكسر. مات سنة ثلاثمائة.
71-
أحمد بن محمد بن ساكن3. أبو عبد الله الزَّنْجانيّ الفقيه. من كبار الأئمّة. رحل إلى العراق ومصر، وتفقّه على: إبراهيم المُزَنيّ، وغيره. وسمع: إسماعيل ابن بنت السُّدِّيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وأبا كُرَيْب، والحسن بن عليّ الحُلْوانيّ، وطبقتهم. وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم4، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم المَيَانِجيّ، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حمّاد الأبهريّ.
قال أبو يعلي الخليلي: تُوُفّي قبل الثلاثمائة. بقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين.
72-
أحمد بن موسى الجنبيّ5. خطيب جُرْجان.
سمع: إبراهيم بن موسى الوَزْدُوليّ. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
73-
أحمد بن موسى بن مخلد6. الفقيه أبو العباس الغافقي المالكي.
1 تاريخ بغداد "5/ 3".
2 تاريخ بغداد "5/ 605".
3 الجرح والتعديل "2/ 74"، والإكمال لابن ماكولا "4/ 244".
4 الجرح والتعديل "2/ 75".
5 تاريخ جرجان للسهمي "78" رقم "27".
6 الديباج المذهب "31/ 32".
أخذ عن: سَحْنُون، والبَرْقيّ، وجماعة.
وكان ذا دِينٍ ووَرَع. طُلِبَ للقضاء فامتنع، وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
وتُوُفي سنة خمسِ وتسعين ومائتين.
74-
أحمد بن نَجْدة بن العُرْيان1: أبو الفضل الهروي رحل وسمع سعيد بن المنصور وسعيد بن سليمان الواسطي زجماعة وعنه أبو اسحاق البزار وأبو أحمد المزني المغفلي وكان ثقة معمرًا توفي في بَهَراة سنة ست وتسعين.
75-
أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر2. أبو العبّاس الدّمشقيّ المقرئ المؤدِّب.
قرأ القرآن على: الحسين بن عليّ العِجْليّ صاحب يحيى بن آدم. وقرأ بدمشق على الوليد بن عتبة.
وقرأ عليه: عليّ بن أبي العَقِب، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وعبد الله بن عَبْدان الدّراوَرْديّ.
وقد روى الحديث عن: هشام، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّانيّ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، وخلْق كثير. وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في الكني، وأبو عليّ الحَصَائريّ، وخيثمة الأَطْرَابُلسيّ، وأبو أحمد عبد الله بن ناصح، وآخرون.
تُوُفّي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
76-
أحمد بن نصر بن إبراهيم3. أبو عمرو النَّيْسابوريّ الخفّاف الحافظ.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو شيخ وحده جلالةً ورئاسة وَزُهْدًا وعبادةً وسخاء.
سمع بنَيْسابور: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، والحسين بن حُرَيْث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزْمة، وأقرانهم. وببغداد: إبراهيم بن المستمرّ، وأحمد بن منيع، وأبا همّام السَّكُونيّ، وأقرانهم.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 571"، وشذرات الذهب "2/ 224".
2 تهذيب التهذيب "1/ 86"، وتقريب التهذيب "1/ 27"، وتهذيب تاريخ دمشق "1/ 86".
3 الجرح والتعديل "2/ 79"، والتهذيب والنهاية "11/ 117"، المنتظم "6/ 110".
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعَبّاد بن يعقوب، وجماعة. وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابديّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، والشيوخ. وثنا عنه: أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحِيريّ، ومحمد بن أحمد بن حمدون الذُّهَليّ، وأبو بكر الضُّبَعيّ، وأهل نيسابور.
وسمعت أبا زكريّا العَنْبريّ يقول: كان ابتداء حال أبي عَمْرو أحمد بن نصر الرئيس الزُّهد والورع وصُحْبة الأبدال، إلى أن بلغ مِن العِلْم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يُعْقِب، فلمّا أيس من الولد تصدَّق بأموالٍ، كان يُقال: إنّ قيمتها خمسة آلاف درهم، على الأشراف والموالي والفقراء1.
سمعت أبا بكر -يعني الضُّبَعيّ- يقول: كنّا نقول إنّ أبا عَمْرو الخفّاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث2.
وصام الدهر نيفًا وثلاثين سنة3. سمعت أبا الطَّيِّب الكرابيسيّ: سمعت ابن خزيمة يقول على رءوس الملأ يوم مات أبو عَمْرو الخفّاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث4.
سمعت أبا إسحاق المُزَكّي: سمعت السّرّاج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عَمْرو الخفّاف. كان يسرد الحديث سَرْدًا، حتّى المقاطيع والمراسيل5.
سمعت محمد بن المؤمِّل بن الحَسَن: سمعت أبا عَمْرو الخَفّاف، يقول: كان عَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار يقول لي: يا عم، متى ما عَمِلت شيئًا لا يوافقك فاضْرِبْ رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك6.
سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عَمْرو الرئيس الذي كنا نقول
1 سير أعلام النبلاء "13/ 561".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 561".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 561".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 562".
5 سير أعلام النبلاء "2 / 88".
6 سير أعلام النبلاء "13/ 562".
عنه زَيْن الأشراف أبو عمرو الخفَاف في شَعْبان سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
77-
أحمد بن النَّضر بن عبد الوهاب1. أبو الفضل النَّيسابوريّ، أحد أركان الحديث.
قال الحاكم: كان البخاريّ إذا ورد نيسابور كان ينزل عند الأخَوَيْن: أحمد، ومحمد ابنَيِ النَّضْر.
قال: وقد روى عنهما في "الجامع الصّحيح"، وإسنادهما وسماعهما معًا، وهما سِيَّان2.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرارة، وهُدْبَة بن خالد، وعُبَيد الله بن مُعَاذ، وشَيْبان بن فَرُّوخ، وسهل بن عثمان العسكريُّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وخلْقًا سمّاهم الحاكم.
وقال: هو مجَّودٌ في البصْريّين.
روى عنه: خ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم. وروى خ.. حديث الإفك عن الزهرانيّ وثبَّتني أحمد في بعضه، وأحمد هذا هو ابن النَّضْر، وما هو بابن حنبل، والله أعلم.
78-
أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدّمشقيّ3. أبو الحَسَن القارئ.
عن: محمد بن مصفّى، ومحمود بن خالد. وعنه: جمح بن القاسم، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وجماعة.
79-
أحمد بن وهب بن عمرو4. أبو العباس المِصِّيصيّ، من ولد عُقْبَة بن أبي معيط.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 564"، وتهذيب التهذيب "1/ 87"، وشذرات الذهب "2/ 205"، وتذكرة الحفاظ "2/ 645".
2 تهذيب الكمال "1/ 516".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 111".
4 تاريخ بغداد "5/ 190".
له عن: حكيم بن سيف الرّقّيّ. وعنه مخلد الباقرمي حدث بغداد.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
80-
أحمد بن يحيى بن يزيد1. أبو العبّاس الشَّيْبانيّ، مولاهم النَّحْويّ ثعلب شيخ العربيّة ببغداد وإمام الكوفيّين في النَّحْو.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، ومحمد بن زياد بن الأعرابي، وعُبَيْد الله القواريريّ، ومحمد بن سلّام الْجُمَحيّ، وعليّ بن المغيرة، وَسَلَمَةَ بن عاصم، والزُّبَير بن بكّار.
وعنه: إبراهيم نفطويه، ومحمد بن العبّاس اليزيديّ، وعليّ الأخفش الصَّغير، وأبو بكر بن الأنباريّ، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمْرو الزّاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مُقْسِم، وآخرون.
وُلِد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربيّة سنة ستّ عشرة ومائتين، وابتدأت بالنَّظر وعُمري ثمان2 عشرة سنة، ولمّا بلغت خمسًا وعشرين سنة ما بقي عليّ مسألة للفرّاء إلّا وأنا حفِظْتُها. وسمعت من القواريريّ مائة ألف حديث3.
قال الخطيب4، وغيره: كان ثقة حُجّة دَيِّنًا صالحًا مشهورًا بالحِفْظ.
وقيل: كان ثعلب لا يتكلَّف إقامة الإعراب في حديثه.
وقال إبراهيم الحربيّ: قد تكلم النّاس في الاسم والمسمى، وقد بلغني أن أبا العبّاس أحمد بن يحيى قد كره الكلام في ذلك، وكرهت لكم ما كره العبّاس5.
وقال محمد بن عبد الملك التاريخيّ: سمعت المبرِّد يقول: أعلم الكوفيّين ثعلب. فذُكِر له الفراء، فقال: لا يعشره6.
1 تاريخ بغداد "5/ 204"، وسير أعلام النبلاء "14/ 5"، والبداية والنهاية "11/ 98"، وشذرات الذهب "2/ 207"، طبقات الحنابلة "1/ 83"، والمنتظم "6/ 44".
2 تاريخ بغداد "5/ 205".
3 تاريخ بغداد "5/ 205".
4 تاريخ بغداد "5/ 205".
5 تاريخ بغداد "5/ 209".
6 تاريخ بغداد "5/ 210".
وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: أشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، وأشتغل أهل الفِقْه بالفقه ففازوا، واشتغلتُ أنا بزيدٍ وعَمْرو، فليت شعري، ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال لي: أَقْرِئ أبا العباس عني السّلام، وقل له: إنّه صاحب العلم المستطيل.
قال القفطي: كان ثعلب يدرس كُتُب الكِسائيّ والفراء درسًا، فلم يكن يدري مذهب البصريّين، ولا كان مستخرجًا للقياس، ولا طالبًا له، بل ينقل. فإذا سُئل عن الحُجَّة لم يأتِ بشيء.
وعن الرِّياشيّ -وَسُئِلَ لما رجع من بغداد- فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المنيز، يعني ثعلبًا.
وحكى أبو عليّ الدِّينَوَرِيّ خَتَن ثعلب أنّ المبرِّد كان أعلم بكتاب سِيبَوَيْه من ثعلب؛ لأنّه قرأه على العُلماء، وثعلب قرأه على نفسه.
وقيل: إنّ ثعلبًا كان بخيلًا1. وخلف ثلاثة آلاف دينار، ومُلْكًا بثلاثة آلاف دينار. وكان قد صحِب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلَّم ابنه طاهرًا، فرتَّب له ألف درهم في كلّ شهر.
وله من الكُتُب: كتاب "الفصيح"؛ كتاب "المصون"؛ كتاب "أخلاق النَّحْويّين"؛ كتاب "معاني القرآن"؛ كتاب "ما يَلْحَن فيه العامّة"؛ كتاب "القراءات" كتاب "معاني الشعر" كتاب التصغير كتاب "ما لا ينصرف"؛ كتاب "الأمثال"؛ كتاب "الوقف والابتداء"؛ كتاب "إعراب القرآن"؛ وأشياء أخرى.
وطال عُمره وأصمّ، فرجع يومًا من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابّةٌ، فوقع في حُفْرة، فلم يقدر على القيام، وحُمل إلى بيته يتأوّه من رأسه ومات منها في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
81-
أحمد بن يحيى بن إسحاق الرَّاوَنْديّ الملحِد2.
صاحب الزَّندَقة. كان حيًّا إلى حدود الثلاثمائة. وكان يلازم الرافضة والملحدة،
1 في الأصل "بخيل".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 59"، والبداية والنهاية "11/ 112"، المنتظم "6/ 99-105".
فإذا عُوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم؛ ثمّ كاشَف وناظر، وصنَّف في الزَّنْدقة1، لعنه الله.
قال الإمام أبو الفرج بن الْجَوْزيّ: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتّى رأيت له ما لم يخطر مثله على قلب، وَوَقَعَتْ إليَّ كُتُبُه، فمنها كتاب "نَعْت الحكمة"، وكتاب "قضيب الذَّهَب"، وكتاب "الزُّمُرُّدة"، وكتاب "الدّامغ"، الذي نقضه عليه أبو عليّ محمد بن إبراهيم الْجُبَّائيّ؛ ونقض عليه أبو الحسين عبد الرّحيم بن محمد الخيّاط كتاب "الزُّمُرُّدَة". قال ابن عقيل: عجِبْتُ كيف لم يُقتل وقد صنّف "الدّامغ" فدمغ به القرآن "والزُّمُرُّدَة" يُزْري فيه على النُّبُوّات.
قال ابن الجوزي: نظرت في "الزُّمُرُّدَة" فرأيت له فيه من الهَذَيان البارد الذي لا يتعلّق بشُبْهة. يقول فيه: إنّ كلام أَكْثَم بن صيفيّ فيه شيء أحسن ممّا في سورة "الكَوْثر". وإنّ الأنبياء وقعوا بطَلْسَمَات.
وقد وضع كتابًا2 لليهود والنَّصارى يحتجّ لهم في إبطال نُبُوَّة نبينا -صلى الله عليه وسلم3.
وقال أبو عليّ الْجُبّائيّ: كان السّلطان قد طلب أبو عيسى الورّاق، وابن الراوندي، فأمّا الورّاق فحُبس حتى مات، وهرب ابن الراوَنْديّ إلى ابن لاوي اليهوديّ، ووضع له كتاب "الدّامغ" يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثمّ لم يلبث إلا أيّامًا حتّى مرض ومات إلى اللّعنة4. وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وكان ابن عقيل عاش ستًّا وثلاثين سنة.
قلت: وقد سرد ابن الجوزيّ من زِنْدقيّته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صَدَفَ هذا الكتاب عنها. ثمّ رأيت ترجمته في تاريخه فقال: أبو الحسين بن الرَّاوَنْديّ المتكلم من أهل مَرْوِ الرُّوذ، سكن وكان من متكلّمي المعتزِلة، ثمّ فارقهم وتزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين:
1 المنتظم "6/ 99".
2 في الأصل "كتاب".
3 المنتظم "6/ 101".
4 المنتظم "6/ 102".
ليفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة1.
وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطَّبَرانيّ أنّ ابن الرّاوَنْديّ كان لا يستقرّ على مذهب، ولا يَثْبُت على انتحال، حتّى صنَّف لليهود كتاب "النُّصْرة على المسلمين" بأربعمائة دِرْهَم كما بَلَغَني، أخذها من يهود سامرّاء، فلمّا أخذ المال رام نَقْضَها، حتى أعطوه مائتي دِرْهَم، فسكت2.
قال البلْخيّ في مجالس خُراسان: أحمد بن يحيى الرَّاوَنْديّ المتكلّم، لم يكن في زمانه من نُظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرفَ بدقيقه وجليله منه، وكان أوّل أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثمّ انسلخ من ذلك بأثباتٍ عُرِفت له، ولأن علمه أكثر من عقله. وقد حُكى عن جماعة أنّه تاب عند موته3. وأكثر كُتُبه ألفها أبو عيسى اليهوديّ، وفي منزل أبي عيسى مات.
قال ابن النّجّار: ولأبي عليّ الْجُبّائيّ عليه رُدُودٌ كثيرة.
ومن قوله في حديث عمّار: "تقتلك الفئة الباغية" قال: المنجمون يقولون مثل هذا4.
وقال: في القرآن لحن5.
وله كتاب في قدم العالم وبقاء الصانع. وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله؟ هذا كتاب إقليدس لا يأتي أحدٍ بمثله، وكذلك بطليموس، في أشياء جمعها لم يأت أحدٌ بمثلها6.
قلت: هذا ادعاء كاذب.
وعن الحسن بن علي الخيشي قال: قلت لأبي الحسين الراوندي: أنت أصدق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد. فقال: نبهتني.
1 المنتظم "6/ 99".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 61".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 61".
4 المنتظم "6/ 101".
5 المنتظم "6/ 101".
6 المنتظم "6/ 101".
فكان بعدُ يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العبّاس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إليّ منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه1.
قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين بن يحيى الراوندي:
ليس عجبنا بأن امرءًا لطيـ
…
ـف الخصام دقيق الكلم
يموت وما حصلت نفسه
…
سوى علمه ما علم
قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، أبعده الله وأسحقه.
82-
أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان2:
أبو العباس الرقي ثم المصري الأصفر عن يحبى بن سليمان الجعفي.
وعنه الطَّبَرانيّ وغيره تُوُفّي فب ربيع الأول سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
83-
أحْمَد بْن يَحْيَى بْن إسحاق3.
أبو جعفر البجلي الحلواني ثم البغدادي.
عنه: أحمد بن يونس، وسعدويه، وقيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل، وجماعة. وعنه: أبو عمرو السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجريّ.
قال الخطيب: ثقة. يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين، وهو أخو حازم بن يحيى.
84-
أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي4.
المعروف بالثائر.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 61".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 23"، وطبقات الحنابلة "1/ 84" وفيه "حيان".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 34"، وتاريخ بغداد "5/ 212"، وطبقات الحنابلة "1/ 83".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 24".
فقيه بارع، وشاعر محسن.
تُوُفّي كهلًا، وقد روى عن: أبيه، ومحمد بن وضّاح.
ومات سنة سبْعٍ وتسعين.
85-
أحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب1.
قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد. ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر، فيجوز هنا.
86-
أحمد بن يعقوب2. أبو المثنى البغدادي القاضي.
أحد من قام في خلع المقتدر قديمًا. قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا -يعني أعوان المقتدر- فأضجعوا محمد بن داود بن الجراح، فذبحوه وذهبوا.
ثمّ عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت، يا عدو الله، نكث بيعتي؟
فقال: لعلمي أنه لا يصلح للأمة.
فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت، وإلا قتلناك.
فقال: أعوذ بالله من الكفر. فذبحوه وأخذوا رأسه. وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت.
قال: فأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة. يعني من هول ما ورد عليه.
قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر.
87-
أحمد بن مخلد.
أبو الحسين الإصبهاني البزاز.
1 مروج الذهب "9"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 112".
2 تاريخ الطبري "10/ 140"، والمنتظم "6/ 81"، وتجارب الاسم "1/ 7".
عن: محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زُنَيْج.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين. وقيل: سنة ثلاثمائة.
قال أبو نُعَيْم الأصبهاني: لا بأس به.
88-
أحمد بن أحمد. أبو اليسر الشيباني البغدادي اللغوي الإخباري الشاعر المعروف بالرياض، نزيل القيروان.
أخذ عنه: ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب.
ولقي: دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن حميد الكاتب. وأدخل إفريقية مراسيل المحدثين وطرقهم وأشعارهم. وكان كاتبًا مترسلًا، بليغًا، علّامة. له كتاب "لفظ المرجان في الأدب"؛ وكتاب "سراج الهدى في معاني القرآن"؛ وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولأبنه.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
89-
إبراهيم بن أحمد1.
أبو إسحاق الخوّاص الزّاهد شيخ الصُّوفيّة بالرِّيّ.
كان من كبار مشايخ الطريق.
أخذ عنه: جعفر الخالدي، وغيره. وله تصانيف في التَّصُّوف.
وروى عنه قال: رأيت أسودًا يصلي في يومٍ شديد البرد، وأن العرق يسيل منه. فقلت: يا حبيبي ما هذه الشهرة؟
قال: أتراه يعريني ولا يدفيني.
وعنه قال: من أراد الله لله بذل له نفسه وأدناه من قربه. ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه2.
1 تاريخ بغداد "6/ 7-10"، والمنتظم "6/ 45"، والبداية والنهاية "11/ 120".
2 حلية الأولياء "10/ 327".
وقال جعفر الخالدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه1.
وبت ليلة مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح:
برح الخفاء2 وفي التلاقي راحة
…
هل يشتفي خل بغير خليله؟
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخالدي في كتابه: سمعت إبراهيم الخوّاص يقول: سلكت في البادية تسعة عشر طريقا، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة3.
وفي "تاريخ الصُّوفيّة": عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد عليَّ سرَّ توكلي بسكوني إليه، ففارقته.
ويروى عن جمشاد الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم يقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خالٍ من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخوّاص، فسلّمت عليه وجلست عنده، فقلت: بمَ نلت هذا؟ قال: بخدمة الفقراء.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين4.
من نظراء الْجُنَيْد.
90-
إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي5.
عن: لوين، وأحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: أبو حامد بن الشرقي.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
91-
إبراهيم بن بندار بن عبدة الأصبهاني القطان6.
1 حلية الأولياء "10/ 327".
2 في الأصل "الجفا".
3 تاريخ بغداد "6/ 7".
4 تاريخ بغداد "6/ 10".
5 تاريخ بغداد "6/ 40"، والمجروحين لابن حبان "1/ 119".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 83"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 188".
عن: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ، وغيره. وعنه: أبو حامد العسّال، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
92-
إبراهيم بن جعفر الأشعري الأصبهاني1.
استشهد في وقعة الهبير2.
روى عن: حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ.
93-
إبراهيم بن داود العنبري المصري.
عن: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.
تُوُفّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وتسعين.
وثّقه ابن يونس.
94-
إبراهيم بن درستويه3. أبو إسحاق الشيرازي.
حدث ببغداد عن: لوين، ومحمد بن يحيى العدنيّ، ومحمد بن يحيى الكِنْديّ، والحَجْرِيّ. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ.
95-
إبراهيم بن الحسن الهمدانيّ الأرميّ4. ويُعرف بالصيمري.
عن: محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حارث. وعنه: أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيليّ.
96-
إبراهيم بن الحسين. أخواه بني ميسرة الهمدانيّ.
عن: سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني. وعنه: خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 192".
2 هي وقعة القرامطة بقافلة الحج تقدمت "ص8".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 90"، وتاريخ بغداد "6/ 71".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 89".
97-
إبراهيم بن سعيد بن مَعْدان الهمدانيّ البزّار.
عن: سُوَيْد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب.
وعنه: أبو بكر خرجة النّهاونديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة سبعٍ.
98-
إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عَبْدان بن خالد1.
أبو إسحاق النَّيْسابوري المُزَكّيّ الزّاهد، إمام عصره بنَيْسَابُور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم.
ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور: إسحاق بن إبراهيم، وأبا قُدَامة، وعَمْرو بن زُرارة، والحسين بن الضّحّاك، وعبد الله بن الجرّاح، وعبد الله بن عمر بن الرّمّاح، ومحمد بن أبان البلْخيّ، وأقرانهم.
وبالرّي: محمد بن مِهْران، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بن حُمَيْد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكَرَه، واحتال في أخْذ حكايات من لفْظه، ولم يقدر على المسانيد2.
وسمع من: داود بن رُشَيْد، وأحمد بن منيع، وأقرانهم.
وبواسط من: بِشْر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة.
وبالبصرة: نصر بن عليّ، والفلّاس، وبُنْدار، وغيرهم.
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم.
وبالمدينة: أبا مُصْعَب، ويحيى بن سليمان بن فضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفَرَويّ، وأقرانهم.
وبمكة: محمد بن يحيى بن أبي عَمْرو، ومحمد بن عبّاد، وعبد الله بن عِمران، وجماعة.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 547-552"، والمنتظم "6/ 76"، والبداية والنهاية "11/ 105".
2 المنتظم "6/ 76"، وتذكرة الحفاظ "2/ 638".
وعنه: أبو يحيى الخفّاف، وابن خُزَيْمَة، وأكثر مشائخنا.
سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه1.
سمعت أبا عليّ النَّيْسابُوريّ الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الوليّ بباب مَعْمَر، فقال لي بعض مشائخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى شمائله ومَحَاسِنه، فأحضرني، فرأيت شيخًا لم ترَ عيناي مثله2.
سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنّما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحَجّاج، وإبراهيم بن أبي طالب. كنّا نجلس بين يديه، كأنّ على رءوسنا الَّطيْر، بينا نحن بين يديه إذ عَطَسَ أبو زكريّا العَنْبريّ، فأخفى عُطاسه، فقلت له سرًّا: لا تُخْفي، فلسْتَ بين يدي الله تعالى3.
سمعت أبا عبد الله بن يعقوب: سمعت أبا حامد بن الشَّرْقيّ يقول: إنّما أخرجت خُراسان من أئمّة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاريّ، والدّارِميّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب4.
سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: مَن أحفظ مَن رأيت بالعراق؟ قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كُرَيْب.
ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ محمد: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ غَيْرَ مَرَّةٍ رَجَاءَ أَنْ آخُذَ عَنْهُ حَدِيثًا، فَقُلْتُ يَوْمًا حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"امْرُؤُ الْقَيْسِ قَائِدُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ".
فقال: قيل عن الزُّهْريّ عن أبي سَلِمَة. فقلت: من ذكره عن الزُّهْريّ؟ قال: أبو الْجَهْم. فقلت: من رواه عن أبي الجهْم؟ فسكت. فلمّا عاودته قال: اللهم سلم. فسكت5.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 548".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 549".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 548".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 550".
5 سير أعلام النبلاء "13/ 549".
قلت: ترك الإمام أحمد التحديث لله لما في النّفس فيه من الحفْظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده، وروى عنه شيئًا كثيرًا إلى الغاية، ونفع الله به العلماء والفقهاء والمحدّثين. فلا مانع لِما أعطى، ولا مُعْطي لما منع.
قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشّهر بسبعة عشر دَرهمًا يتبلَّغ بها1. وقد أملى كتاب "العلل" وغير شيء.
وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: تُوُفّي في ثاني رجب سنة خمسٍ وتسعين.
أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا عَلِيُّ سَلِ اللَّهَ الْهِدَايَةَ وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَبِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ".
99-
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصْريّ2. أبو مسلم الكَجّيّ صاحب السُّنَن ومُسْنِد زمانه. وُلِد سنة بضْعٍ وتسعين ومائة.
وسمع: أبا عاصم النبيل، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعبد الملك الأصمعيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومُعاذ بن مُعاذ الله، وبدل بن المحبِّر، وحجّاج بن مَنْهال، وسعيد بن سلّام العطّار، وحجّاج بن نصير، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وفاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وأحمد بن جعفر الخُتُّليّ، وأحمد بن جعفر القطيعيّ، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون.
وثَّقَه الدَّارَقُطْنيّ3، وغيره.
وكان رئيسًا نبيلًا من سَرَوات بلده وأوُلي العِلم والأمانة، قدِم بغداد وروى الكثير بِهَا.
1 المنتظم "6/ 76".
2 الثقات لابن حبان "8/ 89"، والمنتظم "6/ 50"، وسير أعلام النبلاء "13/ 423-425".
3 تاريخ بغداد "6/ 121".
قال أحمد بن جعفر الخُتُّليّ: لمّا قدِم علينا أبو مسلم الكَجّيّ أملى الحديث في رَحْبة غسّان، وكان في مجلسه سبعة مُسْتَمْلين، يبلِّغ كلُّ واحدٍ صاحبه الّذي يليه. وكتب الناس عنه قيامًا، بأيديهم المحابر، ثم مَسَحْتُ الرَّحْبة، وحُسِب من حضّر محبرةً، فبلغ ذلك نيّفًا وأربعين ألف محبرة، سوى النَّظّارة. هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب في تاريخه، عن بِشْر بن الرُّوميّ، قال: سمعت الخُتُّليّ، فذكرها.
وقال غُنْجار في "تاريخ بُخَارى": ثنا أبو نصر أحمد بن محمد: سمعت جعفر بن الطَّبسيّ يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكَجّيّ، ومعنا عبد الله مُسْتَمْلِي صالح جَزَرَة، فقيل لأبي مسلم: هذا مُسْتَمْلِي صالح. قال: من صالح؟ قال: صالح الْجَزَريّ. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا سيّد المسلمين؟
وكنّا في أُخريات النّاس، فقدَّمَنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون؟ قلنا: أحاديث ابن عَرْعَرَة، وحكايات الأصمعيّ.
فأملى علينا من ظَهْر قلب. وكان ضريرًا، مخضوب اللّحْية.
وعن فاروق الخطابي قال: لمّا فرغنا مِن السُّنَن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار.
وقد مدحه أبو عُبادة البُحْتُريّ الشّاعر1.
وبَلَغَنَا أنّه لمّا حدَّث تصدَّق بعشرة آلاف دِرهم شكرًا لله2.
وتُوُفّي ببغداد في سابع محرَّم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصْرة، فدُفِن بها.
100-
إبراهيم بن عبد الله بن مَعْدان الأصبهانيّ3.
عن: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بن سعيد الهمدانيّ، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشّيخ، وآخرون.
توفي سنة أربع وتسعين ومائتين.
1 تاريخ بغداد "6/ 123".
2 تاريخ بغداد "6/ 122".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 85".
101-
إبراهيم بن عليّ بن محمد بن آدم. أبو إسحاق الذُّهَليّ النَّيسابُوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهَوَيْه، وجماعة.
وفي الرّحلة: عليّ بن الجعْد، ويحيى الحِمّانيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الثَّقفيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعليّ بن جُمْشاد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وطائفة.
قال الحاكم: سألت أبا زكريا العَنْبريّ وعلي بن جُمْشاد، عنه فوثّقاه.
تُوُفّي في شعبان سنة ثلاثٍ وتسعين.
102-
إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ بن دُحيم1.
سمع: أباه، وهشام بن عمار، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو بن دُحَيْم، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو عمرو بن مَطر، وخلْق كثير.
وكان ثقة.
بقي إلى حدود الثلاثمائة.
103-
إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون2.
أبو إسحاق الأصبهانيّ المعروف بابن نائلة، وهي أمّه.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجليّ.
وفي الرحلة: سعيد بن منصور، وعمّار بن هارون، وسعيد بن فلان، ورَوْح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بنْدار، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 84"، تهذيب تاريخ دمشق "2/ 227".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 81".
104-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الهيثم1. أبو القاسم البغدادي صاحب الطّعام. روى عن: محمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ. وعنه: الطَّبُرَانيّ.
105-
إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ2.
صدوق.
عن: الوليد بن شجاع، وأحمد بن بُهْلُولٍ. وعنه: أحمد بن المُنَادي وقال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
106-
إبراهيم بن محمود بن حمزة3. أبو إسحاق النَّيْسابُوريّ القطّان المالكيّ الفقيه.
رحل فتفقّه على: ابن عبد الحكم.
وسمع: أحمد بن منيع، وجماعة. وعنه: حسّان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النّقّاش.
وكان فقيهًا بارعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا. وكان شيخ المالكيّة بنَيْسابور.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين. وقيل: تُوُفّي في سنة تسعٍ وتسعين.
قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمّي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدِم علينا خُراسانيّ هو أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع النّاس إلى رأي مالك.
قال: وكان عمّي يصوم النّهار ويقوم اللّيل، ولا يدع الجهاد في كلّ ثلاثة أعوام.
107-
إبراهيم بن معقل بن الحجاج4. أبو إسحاق النَّسَفيّ قاضي نَسْف وعالمها. رحل وكتب الكثير. وسمع: جُنَادة بن الغلس، وُقَتْيبة بن سعيد، وهشام بن عمّار، وأقرانهم.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 82"، وتاريخ بغداد "6/ 154".
2 تاريخ بغداد "6/ 154".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 298".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 493"، وبالنجوم الزاهرة "3/ 164"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 300"، وشذرات الذهب "2/ 218".
وروي "الصّحيح" عن أبي عبد الله البخاريّ.
وكان فقيه النّفس، عارفًا باختلاف العلماء.
روى عنه: ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خَلَف، ومحمد بن زكريّا النَّسَفُّيون، وعليّ بن إبراهيم الطّعّان، وخَلَف بن محمد الخيّام، وخلْق سواهم.
صنَّف "المسند" و"التفسير" وغير ذلك.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين.
108-
إبراهيم بن موسى بن جميل1. أبو إسحاق الأندلسيّ التُّدْمِيريّ مولى بني أمية.
رحل وأخذ عن: عمر بن شَبَّة، ومحمد بن عبد الله بن الحكم الفقيه، وأبي بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة الدِّينَوَري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة.
وعنه: قاسم بن أبي الأصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أَعْيَن، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيّون، وأبو جعفر الطَّحاويّ، والطَّبَرانيّ، وابن يونس.
وقد روى عنه النَّسائيّ شيئًا في "الكنى" عن رجلٍ، عن ابن المَدِينيّ. قال ابن الرفضي: كان كثير الغلط.
توفي سنة ثلاثمائة بمصر، وكان قد سكنها.
وثّقه ابن يونس.
109-
إبراهيم بن هاشم بن الحسين البَغَويّ2.
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، وأُميّة بن بسِطْام، وجماعة. وعنه: أبو بكر الّنجّاد، وابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة سبع وتسعين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 88"، والمنتظم "6/ 116"، وميزان الاعتدال "1/ 69".
2 تاريخ بغداد "6/ 203"، والنجوم الزاهرة "3/ 157"، وشذرات الذهب "2/ 210".
في "مجالس الخلّال"، روايته عن عليّ بن الحَسَن بن شقيق. وهذا وهْم، لم يدركه.
وكان مولده سنة سبْعٍ ومائتين.
110-
إبراهيم بن الفضل بن غسّان. أبو أُميّة الغلابي البغداديّ البزّار القاضي.
حدَّث عن: أبيه بالتّاريخ؛ وعن: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وأحمد بن عَبْده الضَّبِّيِّ، وغيرهما.
قال الخطيب: كان بزّازا، فاستتر ابن الفُرات الوزير عنده في نكبةٍ أصابته، فقال: إن وليت الوزارةَ ما تريد أن يفعل بك؟ قال: تُقلّدني شيئًا.
فلمّا وَزَرَ أحسن إليه وولّاه قضاء البصْرة والأهواز. وكان قليل العلم. فلمّا عزل ابنُ الفُرات قبض عليه متولّي البصرة وسجنه، إلى أن مات سنة ثلاثمائة.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.
111-
إدريس بن عبد الكريم1. أبو الحَسَن البغداديّ الحدّاد المقرئ.
قرأ على: خلف البزاز.
وسمع: عاصم بن عليّ، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، ومُصْعَب بن عبد الله الُّزبَيْريّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن الحَسَن بن مُقْسِم، وأبو الحسين أحمد بن ثوبان، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو عليّ أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنّه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ.
وروى عنه: ابن مجاهد، وأبو بكر النّجّاد، وإسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عَليّ بن الصواف، وأبو بكر القطيعي، وسليمان الطَّبِرانيّ، وخلْق.
قال الدَّارقُطْنيّ: ثقة وفوق الثّقة بدرجة2.
تُوُفّي في يوم عيد النَّحْر سنة اثنتين وتسعين. وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 103"، وتاريخ بغداد "7/ 14"، والنجوم الزاهرة "35/ 157".
2 تاريخ بغداد "7/ 14".
وقد قرأ عليه المُطَّوِّعيّ الكِسائيّ وقَالَ: قرأت عَلَى قُتَيْبَة بْن مهران، وقرأ عليّ الكسائي تابعه ابن شَنَبُوذ.
112-
إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي الموصلي السماك.
عن: إسحاق بن إسرائيل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة. وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
113-
إسحاق بن إبراهيم بن جابر1. أبو يعقوب التُّجَيْبيّ المصريّ القطّان.
عن: سعيد بن أبي مريم. وعنه: أبو سعيد بن يونس، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وتسعين.
وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيرًا.
114-
إسحاق بن إبراهيم المصريّ الجلّاب. ويُعرف بِفُقَيْقِيعَة.
يروي عن: حَرْمَلَة، وغيره. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين.
115-
إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس البغداديّ الهمدانيّ. أبو العبّاس بن النّابتيّ.
ولي أبوه قضاء همدان مدّة.
وحدَّث عن: أبيه، وابن عمّار الحسين بن حارث، ومحمود بن غَيْلان، وجماعة. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بُنْدار، وأهل أصبهان.
116-
إسحاق بن إبراهيم بن داود2. أبو يعقوب الأصبهانيّ المؤدِّب.
عن: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وسعيد بن يحيى سَعْدُوَيْه. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار.
117-
إسحاق بن حاجب البغدادي المعدل3.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 98".
2 المعجم الصغير للطبراني "1 220".
3 تاريخ بغداد "6/ 384".
عن: خليفة بن خيّاط، ومحمد بن بكّار بن الريان. وعنه: أبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطّسْتيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. وقيل: سنة سبعٍ.
وثّقه أبو بكر الخطيب.
118-
إسحاق بن حُنَين بن إسحاق1.
أبو يعقوب العبادي، نسبة إلى عِباد الحِيرة وهم من قبائل شتّى من النَّصارى، نزلوا الحِيرة، ولمّا بُنِيت الكوفة خربت الحِيرة. وكان هذا الكلب أوحد عصره في عِلْم الطِّبّ كأبيه. وكان يعرف الكُتُب اليونانية. وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عُبَيْد الله، وقد ابتُلي بالفالج في آخر عُمره، وما أغنى عنه بَصَرُه بالطِّبّ، فنسأل الله العافية.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
119-
إسحاق بن خَالوَيْه2. أبو يعقوب الياسريّ الواسطيّ.
روى عن: عليّ بن بحر. وعنه: الطَّبَرانيّ.
120-
إسحاق بن موسى3، أبو يعقوب اليحمديّ الفقيه.
أوّل من كتب الشّافعيّ إلى بلد استراباذ. وكان صدوقًا عالمًا محدّثًا.
سمع: قتيبة، وابن راهويه، وهشام بن عمار، وحَرْمَلَة التُّجَيْبيّ، وخلقًا. وعنه: محمد بن أحمد الغِطْرِيف، وجعفر بن شهرزيل.
121-
أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحَافِظ4. أبو الحَسَن الواسطيّ الرّزّاز بَحْشَل صاحب "تاريخ واسط".
سمع: جدّه لأمه وهْب بن بقيّة، وسليمان بن أحمد الواسطيّ، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقًا بعد الثّلاثين ومائتين.
1 البداية والنهاية "11/ 116"، ومروح الذهب "1389".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 98".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 453".
4 سير أعلام النبلا "13/ 553"، وميزان الاعتدال "1/ 211"، وشذرات الذهب "2/ 210".
وكان يفهم ويدري الفنّ.
روى عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمدانيّ، وعلي بن حميد البزاز، ومحمد بن جعفر بن اللّيث الواسطيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وقال خميس الحَوْزِيّ: بَحْشَل الرّزّاز منسوب إلى محلّة الرّزّازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصّحيح.
122-
إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان بن نوح1. أمير خُراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.
كان عالمًا فاضلًا عادلًا حَسَن السّيرة في الرّعيّة، مُكْرِمًا للعلماء، مشهورًا بالشّجاعة والإقدام، ميمون الفَقْه. جرت له واقعة غريبة فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطَّهْمانيّ يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدِّب يعلِّمُنا الرَّفْض، فنمت، فرأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَر، فقال: لم تَسُبّ صاحبَيَّ؟ فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزِعًا أرتعد من الحُمَّى.
فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شَعْري، فدخل أخي فقال: أيش قصَّتُك؟ فحدَّثته. فقال: اعتذر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فاعتذرت وتبت. فما مرّ لي إلا جمعة حتّى نبت شَعْري2.
وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المَرْوزيّ: لو لم يكن لآل سامان إلّا ما فتحوا من بلاد الكُفْر لَكَفَى؛ فإنّهم فتحوا مسيرة شهر. ولم يفتح بنو العباس منذ وُلُّوا مقدار شَبْر.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم.
سمع من الفقيه محمد بن نصر المَرْوزِيّ عامّة تصانيفه.
1 المنتظم "6/ 77"، وسير أعلام النبلاء "14/ 154"، والبداية والنهاية "11/ 106".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 154".
وسمع من ابنه أحمد بن راشد ومن: محمد بن الفضل.
أخذ عنه إمام الأئمة ابن خُزَيْمة، وغيره1.
وكانت مدّة سلطنته سبْعَ سنين، وقد ظفر بعَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لِما يرى من كفاءته ويقول:
لن يُخلِّف الدّهْرُ مثلهم أبدًا
…
هَيْهات، هَيْهات شأنهم عجبُ
تُوُفّي في بُخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده أبنه أحمد.
قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد يقول: كَانَ جَدِّي كثير أصوله كلها عندي.
وقَالَ أبو عبد الله البوسنجي: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيم الأمير يَقُولُ: كنت أتناول أبا بكر وعُمَر، فرأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ما لك ولأصحابي؟ قال: فمرضت سنة، ثم تُبْتُ من ذلك.
123-
إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عَبْدة2. أبو الحَسَن الضَّبّي الأصبهانيّ. أحد الثقات.
سمع: محمد بن حُمَيْد، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، وجماعة. وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
124-
إسماعيل بن محمد بن وهب المصريّ3.
عن: دُحَيْم، وحَرْمَلَة، ويعقوب بن إسحاق الهاشميّ. وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
125-
إسماعيل بن محمد بن قيراط4. أبو عليّ العُذْريّ الدّمشقي.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 154".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 213".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 95".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 95".
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وأحمد بن صالح، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وطائفة. وعنه: أبو عَوَانة، وخثيمة، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
توفي سنة سبع تسعين ومائتين.
126-
إسماعيل بن محمد المُزَنيّ الكوفيّ. أبو محمد.
عن: أبي نُعَيْم. وعنه: أبو بكر الإسماعلي، وهو من كبار شيوخه.
تُوُفّي في نصف رمضان سنة ثمانٍ وتسعين. ورّخه ابن عُقْدة.
"حرف الباء":
127-
البَخْتَريّ بن محمد بن صالح البغداديّ1.
عن: محمد بن سَمَاعة القاضي، وكامل بن طلحة الْجَحْدريّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به2.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
128-
بِشْر بن عبد الملك الخُزَاعيّ3. مولاهم المَوْصِليّ.
عن: غسّان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لُوَيْن، وجماعة. وكان أحد الصّالحين.
تُوُفّي سنة أربع.
روى عنه: الطَّبَرانيّ.
129-
بُهْلُولُ بن إسحاق4. أبو محمد التَّنُوخيّ الأَنباريّ، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.
وكان ثقة كثير الحديث.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 112"، وتاريخ بغداد "7/ 113".
2 تاريخ بغداد "7/ 113".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 110".
4 المعجم الصغير "1/ 111"، وتاريخ بغداد "7/ 109"، والبداية والنهاية "11/ 117".
سمع: سعد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْريّ، وأحمد بن حاتم الطَّويلَ، ومحمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وجماعة.
وعنه: أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعيّ، وأبو القاسم الطَّبِرانيّ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلْق من الرّحّالة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ1.
مولده سنة أربع ومائتين، ومات في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين.
وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير.
"حرف الجيم":
130-
جبرون بن عيسى بن يزيد البَغَويّ المصريّ2.
عن: يحيى بن سليمان الحفريّ، وسَحْنُون بن سعيد الفقيه أخذ عنه بالمغرب. وعنه: الطَّبَرانيّ، والمصريّون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
131-
جَبَلَة بن حمّود. أبو يوسف الصّدفيّ الإفريقي.
يروي عن: الفقيه سَحْنُون، وغيره.
تُوُفّي بإفريقيّة سنة سبعٍ وتسعين. وكان زاهدًا قُدْوة.
132-
جعفر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن. أَبُو مُحَمَّد النَّيْسابوريّ السَّلماني. تفقّه بمصر على المُزَنيّ.
وسمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عِمران العابديّ، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وأحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقًا كثيرًا.
1 تاريخ بغداد "7/ 110".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 123"، وفيه "المغربي" بدل "البغوي".
عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد حسّان الفقيه، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
133-
جعفر بن أحمد بن مُضَر المُضَريّ المصري.
قال ابن يونس: هو عريف المؤذِّنين بمصر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
134-
جعفر بن شُعَيب الشّاشيّ1. أبو محمد.
رحل وسمع: عيسى بن زغُبَةَ، ومحمد بن أبي عمر العَدَنيّ، وطبقتهما. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو محمد بن ماسي.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ببُخَارى2.
135-
جعفر بن عبد الله الصّبّاح بن نَهْشَلٍ الأنصاريّ الأصبهانيّ3. المقرئ إمام جامع أصبهان.
رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدُّوريّ.
وسمع من: إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وجماعة.
وقرأ بأصبهان أيضًا على محمد بن عيسى. وكان رأسًا في القرآن وعلومه.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكِسائيّ، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب.
136-
جعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن طغان.
1 تاريخ بغداد "7/ 195"، والمنتظم "6/ 61".
2 في الأصل "بخارا".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 119"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 246".
أبو الفضل النَّيْسابوريّ، ويُعرف بالتّرك.
قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثّقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه.
وسمع أيضًا من: عَمْرو بن زُرَارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة. وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد بن الشّرقيّ الحافظ، وعدة.
تُوُفّي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين.
قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه ويقول: جدّهم أول من أظهر السنة بخُراسان.
137-
جعفر بن محمد بن ماجد البغداديّ1.
عن: خلّاد بن أسلم، ومحمد بن عليّ بن شقيق، وجماعة. ويُعرف بابن القتيل.
وعنه: حامد الرّفّاء، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبعٍ وتسعين.
138-
جعفر بن محمد بن الفُرات، أبو عبد الله الكاتب.
تُوُفّي سنة سبعٍ أيضًا، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفُرات.
وكان أسنّ من الوزير.
139-
جعفر بن محمد بن الأزهر البغدادي2.
عن: وهب بن بقية، وغيره. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
140-
جعفر بن محمد بن يزيد. أبو الفضل السوسي.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 115"، وتاريخ بغداد "7/ 196".
2 تاريخ بغداد "7/ 197".
عن: عليّ بن بحر القطّان، وسهل بن عثمان العسكريّ، وسليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ، وأبي الطّاهر بن السَّرْح، وخلقٍ من الشّاميّين، والمصريّين، والرّازّيين.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، وأبو سعيد الأعرابي، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
وجاور بمكة. قال الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
141-
جعفر بن محمد بن اللَّيث1. أبو عبد الله الزّياديّ البصْريّ.
عن: مسلم، وعبد الله بن رجاء الغداني، وغسان بن مالك السلمي، وأبو حذيفة النهدي، وجماعة. وعنه: الطبراني، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ، وآخرون.
بقي إلى قريب الثلاثمائة.
142-
الْجُنَيْد بن خَلَف2. الفقيه أبو يحيى السَّمَرقنْديّ.
سمع: إسحاق بن شاهين، وحَوْثَرَة بن أشرس. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعليّ بن أبي العَقِب، وأبو أحمد بن النّاصح، وآخرون.
حدَّث بدمشق.
143-
الْجُنَيْد بن محمد بن الْجُنَيْد3. أبو القاسم النَّهاونديّ الأصل البغداديّ القواريريّ الخزّاز. وقيل كان أبوه قواريريًّا، يعني زَجّاجًا. وكان هو خزازًا.
كان شيخ العارفين وقُدْوة السّائرين وعَلَم الأولياء في زمانه، رحمه الله عليه.
وُلِد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها.
وتفقّه على أبي ثور.
وسمع من: الحَسَن بن عَرَفَة، وغيره.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 115".
2 تهذيب تاريخ دمشق.
3 حلية الأولياء "10/ 255-287"، المنتظم "6/ 105"، سير أعلام النبلاء "14/ 66-70"، البداية والنهاية "11/ 113-115"، النجوم الزاهرة "3/ 168-170"، تاريخ بغداد "7/ 241-249"، طبقات الحنابلة "1/ 127-129".
واختصّ بصُحبة السريّ السَّقطيّ، والحَرَميّ، وأبي حمزة البغدادي. وأتقن العلم، ثم أقبل على شبابه، واشتغل بما خُلِق له، وحدَّث بشيء يسير.
روى عنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو محمد الجريريّ، وأبو بكر الشّبليّ، ومحمد بن علي بن حُبَيْش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصُّوفيّة.
وكان ممّن برز في العِلم والعمل.
قال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه: سمع الكثير، وشاهد الصالحين وأهلَ المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من أقرانه، ولا ممن أرفع سنا منه، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدّنيا وأبنائها.
لقد قيل لي إنّه قال ذات يوم: كنت أُفتي في حلقة أبي ثَوْر الكلبيّ ولي عشرون سنة1.
قال أحمد بن عطاء الروذباري: كان الْجُنَيْد يتفقّه لأبي ثَوْر، ويفتي في حلقته2.
وعن الْجُنَيْد قال: ما أخرج الله إلى الأرض عَلَمًا وجعل للخلْق إليه سبيلًا، وإلا وقد جعل لي فيه حظًّا3.
وقيل: إنه كان في سوقه. وكان وِرده كلّ يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة4.
وقال أبو نُعَيْم: نا عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقّه، لا يُقْتَدى به5.
وقال عبد الواحد بن علوان الرَّحْبيّ: سمعته يقول: عِلْمُنا هذا -يعني التصوّف- مشبَّك بحديث رسول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ6.
1 تاريخ بغداد "7/ 242".
2 تاريخ بغداد "7/ 242".
3 تاريخ بغداد "7/ 242"، وصفة الصفوة "2/ 416".
4 تاريخ بغداد "7/ 242"، والمنتظم "6/ 106"، وصفة الصفوة "2/ 416".
5 تاريخ بغداد "7/ 243"، وحلية الأولياء "10/ 255".
6 تاريخ بغدد "7/ 243".
وعن ابن سُرَيْج أنّه تكلّم يومًا، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سُرَيْج: هذا بَرَكَة مُجالستي لأبي القاسم الْجُنَيْد1.
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يومًا: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال له الْجُنَيْد، ما رأت عيناي مثله؛ كان الكَتَبَةُ يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدِقَّة معانيه، والمتكلّمون يحضرون لتمام عِلْمه، وكلامه باين عن فهمهم وكلامهم وعِلْمهم.
وقال الخُلْديّ: لم يُرَ في شيوخنا مَن اجتمع له علمٌ وحالٌ غير الْجُنَيْد، كانت له حالٌ خطيرة وعلمٌ غزير. فإذا رأيت حاله وحجَّته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجته على حاله2.
وقال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الْجُنَيْد: كنت بين يدي السَّريّ السَّقطيّ ألعب وأنا ابن سبْع سنين، وبين يديه جماعة يتكلون في الشُّكْر.
فقال: يا غلام ما الشُّكْر؟ فقال: أن لا يُعْصَ الله بِنِعَمِهِ.
فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك.
قال الْجُنَيْد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة الّتي قالها لي3.
وقال السُّلَميّ: سمعت جدّي إسماعيل بن نُجَيْد يقول: -كان الْجُنَيْد- يجيء فيفتح حانوته، ويسبل الستر، ويصلي أربعمائة ركعة4.
وعن الْجُنَيْد قال: أعلى درجة الكِبْر أن ترى نفسَك، وأدناها أن تخطر ببالك5، يعني نفسك.
وقال الجريريّ6: سمعته يقول: ما أخذنا التصوّف عن القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات.
1 تاريخ بغداد "7/ 243"، وطبقات الأولياء "131".
2 تاريخ بغداد "7/ 244"، صفة الصفوة "2/ 417".
3 تاريخ بغداد "7/ 244"، صفة الصفوة "2/ 417"، وطبقات الأولياء "127".
4 تاريخ بغداد "7/ 245"، وصفة الصفوة "2/ 417".
5 تاريخ بغداد "7/ 245"، حلية الأولياء "10/ 273".
6 في الأصل "الجوهري" وفي تاريخ بغداد "الحريري".
وذكر أبو جعفر الفَرَغانيّ أنه سمع الْجُنَيْد يقول: أقلّ ما في الكلام سقوط هيبة الرّبّ جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إنْ كنت تَأْمَلْه فلا تَأْمَنْه.
وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدع كذاب.
وقال أبو علي الروذباري: قال الْجُنَيْد: سألت الله أن لا يعِّذبني بكلامي، وربّما وقع في نفسي أنّ زعيم القوم أرذلهم1.
وعن الخُلْديّ، عن الْجُنَيْد قال: أعطي أهل بغداد الشَّطْح والعبارة وأهل خراسان القلب والسّخاء، وأهل البصرة الزُّهْد والقناعة، وأهل الشّام الحِلْم والسّلامة، وأهل الحجاز الصَّبر والإنابة.
وقال إسماعيل بن نُجَيْد: هؤلاء لا رابع لهم: الْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان بنَيْسابور، وأبو عبد الله بن الجلّاء بالشّام2.
وقال أبو بكر العَطَويّ: كنت عند الْجُنَيْد حين احتضر، فختم القرآن.
قال: ثم ابتدأ فقرأ من البَقَرة سبعين آية، ثمّ مات3.
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخُلْدِيّ كتابة قال: رأيت الْجُنَيْد فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرُّسوم، وما نَفَعَنا إلا رَكَعات كنّا نركعها في الأسحار4.
قال أبو الحسين بن المنادي: مات الْجُنَيْد ليلة النَّيْروز في شوّال سنة ثمان وتسعين ومائتين5.
1 حلية الأولياء "10/ 263"، وصفة الصفوة "2/ 420".
2 تاريخ بغداد "7/ 246"، وطبقات الصوفية "176".
3 تاريخ بغداد "7/ 248"، وحلية الأولياء "10/ 264".
4 تاريخ بغداد "7/ 248"، وصفة الصفوة "2/ 424".
5 تاريخ بغداد "7/ 248".
قال: فذكر لي أنّهم حزروا الجمْع يومئذٍ الّذي صلّوا عليه نحو ستّين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كلّ يوم نحو الشّهر. ودُفِنَ عند قبر السّريّ السَّقَطيّ1.
قلت: ورّخه بعضهم سنة سبْعٍ، فَوَهِم.
"حرف الحاء":
144-
حامد بن سَعْدان بن يزيد البغداديّ2.
عن: أحمد بن صالح المصريّ، وجماعة. وعنه: محمد بن مَخْلَد، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ.
وثّقه الخطيب.
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
145-
حامد بن سهل البخاريّ الدّهّان الحافظ. صاحب المُسْنَد.
عن: قُتَيْبَة بن سعيد، ودُحَيْم، وحَرْمَلَة، وأبي مُصْعَب، وجماعة. وعنه: سهل بن السَّريّ، وخَلَف الخيّام، وغيرها.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا. ثقة.
146-
الحرش بن أحمد بن حُرَيْش الرازي.
عن: محمد بن حميد، وغيره.
توفي سنة ثلاثمائة.
147-
حامد بن شاذي. أبو محمد الكشّيّ3.
حدَّث ببغداد عن: إبراهيم بن يوسف البلْخيّ، وقُتَيْبَة، وعلي بن حُجْر، وجماعة. مرّ.
148-
الحَسَن بن أحمد بن سليمان.
1 تاريخ بغداد "7/ 248"، والمنتظم "6/ 106"، صفة الصفوة "2/ 424".
2 تاريخ بغداد "8/ 168"، والمنتظم "6/ 92".
3 تاريخ بغداد "8/ 168".
أبو علّي بن الصّيقل المصريّ سَحْنُون أخو علّان بن الصَّيقل.
روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، ومحمد بن رُمْح، وأحمد بن صالح. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسعٍ وتسعين.
149-
الحسن بن أحمد بن حبيب. أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.
عن: مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة. وعنه: النسائي في سننه، وأبو بكر الخلال الحنبلي.
150-
الحسن بن إبراهيم بن حلقوم. أبو علي الدمشقي المقرئ.
روى عن: صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغساني، وهشام بن عمار. وعنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون.
151-
الحسن بن إدريس العسكري1.
حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين.
عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني.
قال ابن مردويه: كان يُحدِّث من حِفْظه ويخطئ.
152-
الحَسَن بن تميم2. أبو عليّ الأصبهانيّ الصّفّار النَّحْويّ.
عن: عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة. وعنه: أحمد بن إبراهيم بن أَفْرَجَةَ، وعبد الله بن محمد القبّاب.
153-
الحَسَن بن سعيد بن مهران3. أبو عليّ المَوْصِليّ الصَّفّار المقرئ.
عن: غسّان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، وإبراهيم بن حبّان. وعنه: أحمد بن
1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 263".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 264".
3 تاريخ بغداد "7/ 324"، المنتظم "6/ 52"، غاية النهاية "1/ 215".
الفضل بن خُزَيْمة، وأبو بكر الشّافعيّ، ويزيد بن محمد الأزديّ.
وكان قانعًا متعفّفًا.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
154-
الحَسَن بن عليّ بن المتوكّل1. أبو محمد مولى بني هاشم. بغداديّ ثقة.
سمع: عفان، وعاصم بن عليّ، وشُرَيْح بن النُّعْمان، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر بن محمد بن الحَكَم، والطَّبَرانيّ، ونَسَبه إلى جدّه.
تُوُفيّ سنة إحدى وتسعين ومائتين.
155-
الحَسَن بن عليّ بن شبيب2.
الحافظ أبو عليّ المَعْمَريّ البغداديّ.
سمع: خَلَف بن هشام، وشيبان بن فَرُّوخ، وهُدْبَة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبّار، وسُويْد بن سعيد، وأبا نصر التّمّار وعلي بن المَديِنيّ وجُبَارة بن المغلس وعيسى بن حماد بن زعبة، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم، ودُحَيْمًا، وخلْقًا كثيرًا بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التّمّار، والطَّبَراني، ومحمد بن أحمد المُفيد، وخلْق.
قَالَ الخطيب3: كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوسف بالحفظ. وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها.
وقال الدَّارَقُطنيّ: صدوق حافظ، جَرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما. وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصولَه العُتْق بها، ثمّ ترك روايتها.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 125"، تاريخ بغداد "7/ 369"، المنتظم "6/ 45".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 126"، المنتظم "6/ 78"، تهذيب تاريخ دمشق "4/ 201"، وسير أعلام النبلاء "13/ 510".
3 تاريخ بغداد "7/ 370".
وقال عبدان الأهوازيّ: ما رأيت صاحب حديث في الدّنيا مثل المَعْمَرِيّ1.
وقال موسى بن هارون: استَخَرْت الله سنتين حتى تكلَّمت في المَعْمَرِيّ، وذاك أني كتبت معه عن الشّيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: من أين أتى بها؟ رواها أبو عَمْرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذيّ، عن موسى.
ثمّ قَالَ أبو طاهر: وكان المَعْمَرِيّ يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب، فإذا مر حديث غريب قصدت الشَّيخ وحدي، فسألته عنه2.
قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب وُجِدت إليه شرًّا.
وقال ابن عُرْوَة: سألت عبد الله بن أحمد عن المَعْمَرِيّ فَقَالَ: لا يتعمّد الكذِب، ولكنْ أحسب أنّه صحب قومًا يُوصِلُون3.
قَالَ الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لمّا أنكر موسى بن هارون على المَعْمَرِيّ تلك الأحاديث، وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسَّط بينهما، فَقَالَ موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات لا بد من إخراج الأصول بها. فَقَالَ المَعْمَرِيّ: قد عُرِفَ من عادتي أنّي كنت إذا رأيت حديثًا غريبًا عند شيخ ثقة لا أعلم عليه إنما كنت أقرأ من كتاب الشّيخ وأحفظه فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.
وقال عليّ بن جُمْشاذ: كنت ببغداد حينئذٍ فأخرج موسى نيفًا وسبعين حديثًا ذكر أنّه لم يشركْه فيها أحد، ورفض المَعْمَرِيّ مجلسه، فصار النّاس حزبين: حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجّة المَعْمَرِيّ أنّ هذه أحاديث حفظتها عن الشّيوخ لم أنسخها. ثمّ اتفقوا بأجمعهم على عدالة المَعْمَرِيِّ وتقدُّمه.
وقال ابن عديّ: وكان المَعْمَرِيّ كثير الحديث صاحب حديث بحقه، كما قَالَ عَبْدان إنّه لم يرَ مثله. وما ذُكِرَ عنه أنّه رفع أحاديثَ، وزاد في مُتُون، فإنّ هذا موجود في البغداديّين خاصّة، وفي حديث ثقاتهم؛ وأنّهم يرفعون الموقوف، ويَصِلون المرسل، ويزيدون في الأسانيد.
1 الكامل لابن عدي "2/ 749"، وتاريخ بغداد "7/ 371".
2 تاريخ بغداد "7/ 371".
3 تاريخ بغداد "7/ 371"، الكامل لابن عدي "2/ 750".
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المَعْمَرِيّ إحدى عشرة لَيْلَةٍ بقيت من المحرم سنة خمسٍ وتسعين1.
قَالَ: وكان في الحديث وجمْعه وتصنيفه إمامًا ربانيًا. وقد شدّ أسنانه بالذَّهَب ولم يُغيّر شيبه2.
وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة.
وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها3.
قَالَ: وقيل له المَعْمَرِيّ، بأُمُّه أمّ الحَسَن بنت سُفْيان بن أبي سفيان المَعْمَرِيّ صاحب مَعْمَر بن راشد4.
156-
الحَسَن بن عليّ بن الوليد. أبو جعفر الفارسيّ الفَسَويّ نزيل بغداد5.
سمع: سَعْدَوَيْه، وعليّ بن الْجَعْد، وفيض بن وثيق البصْري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ بْن الصَّوّاف، ومحمد بْن عليّ بْن حبيش، والطبراني، وآخرون.
وقال الدارقطني: لا بأس به. قلت: وُلِدَ سنة اثنتين ومائتين، وتُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
157-
الحَسَن بن عليّ بن شَهْرَيَار6. أبو عليّ الرَّقِّيّ.
حدَّث ببغداد عن: محمد بن مُصْعَب القُرْقُساني، وعن: عليّ بن ميمون الرَّقِّيّ، وعامر بن سَيّار الحلبيّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن نَجيح، وابن زياد القطان، والطبراني.
1 تاريخ بغداد "7/ 372".
2 تاريخ بغداد "7/ 372".
3 تاريخ بغداد "7/ 372".
4 تاريخ بغداد "7/ 372".
5 تاريخ بغداد "7/ 372".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 130"، وتاريخ بغداد "7/ 273".
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف1.
وقال ابن يونس: تُوُفّي بمصر سنة سبْعٍ وتسعين، يُعْرف ويُنْكَر، ولم يكن بذاك.
158-
الحَسَن بن عليّ بن مَخْلَد النَّيْسابوريّ المُطّوّعيّ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو زكريا العنْبَريّ، والمشايخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
159-
الحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان2. أبو مُحَمَّد بْن عَلُّويَه القطّان، بغداديّ مشهور.
سمع: عاصم بن عليّ، وبشار بن موسى، وبشْر بن الوليد الكِنْديّ، وإسماعيل بن عيسى العطار، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وعبد الله بن محمد العبْسيّ، وجماعة.
وعنه: البخاريّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأحمد بن سِنْديّ الحدّاد، وأبو عليّ بن الصَّواف، وأبو بكر الآجُرّيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو الحسين الزُّبَيْديّ، وطائفة.
وثّقه الخطيب، والدَّارَقُطْنيّ قبله.
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين في شوال.
وقال الخُطَبيّ: مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
160-
الحَسَن بن محمد بن أُسَيْد الثَّقَفيّ الأصبهانيّ3.
عن: لُوَيْن، وأبي حفص الفلّاس، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ وقال: مات سنة ثلاث وتسعين.
1 تاريخ بغداد "374".
2 تاريخ بغداد "7/ 375".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 266".
161-
الحَسَن بن محمد بن نصر1. أبو سعيد البغدادي النّخّاس، بخاء مُعْجَمَةٍ.
عن: عبد الواحد بن غِياث، وَقُرَّةَ بن العلاء. وعنه: عبد الصمد الطَّسْتيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن مَخْلَد العطّار.
162-
الحَسَن بن محمد بن الْجُنَيْد. أبو عليّ الخُتُليّ2.
عن: أبي مَعْمَر القَطِيعيّ، وغيره. وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي.
163-
الحَسَن بْن محمد بْن الحسين. أبو عليّ المصريّ المعروف بالمَدِينيّ.
حدَّث عن: يحيى بن بُكَيْرة، وغيره. تُوُفّي في شوّال سنة تسعٍ وتسعين.
164-
الحَسَن بن محمد بن سليمان بن هشام3. أبو عليّ البغداديّ الخزّاز ابن بنت مطر.
عن: أبيه، وعلي بن المَدِينيّ، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: ابن قانع، وأبو عليّ بن الصّوّاف، والطَّبَرانيّ.
وثّقه الدَّارَقُطْني. وتُوُفّي سنة سبعٍ وتسعين.
165-
الحَسَن بن المُثَنَّى بن مُعَاذ بن مُعَاذ4.
أبو محمد العنْبريّ البصْريّ. شيخ نبيل من بيت العِلم والحديث.
سمع: أبا حُذَيْفة النَّهْدي، وعفّان بن مسلم.
وكان ديِّنًا خيِّرًا ورِعًا، لم يزل ممتنعًا من الرواية حتَّى أُمِر في النوم بالتّحديث، فحدَّث في أواخر عمره.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني، ويوسف بن يعقوب البجيري، وجماعة.
وتُوُفّي في رجب سنة أربعٍ وتسعين عن سنٍّ عالية، فإنّه وُلِد سنة مائتين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 129"، تاريخ بغداد "7/ 411".
2 تاريخ بغداد "7/ 412".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 127".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 134".
166-
الحَسَن بن هارون بن سليمان الأصبهانيّ1.
عن: أبيه داود بن رُشَيْد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في سنة اثنتين وتسعين.
167-
الحَسَن بن يزداد. أبو عليّ الهمدانيّ الخشّاب الْجُذُوعيّ. ويقال له حُسَيْنًا.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وجُبَارة بن المُغَلِّس، وهنّاد بن السَّريّ، وطائفة.
وعنه: ابن خرجة النَّهَاوَنْديّ، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، وبشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان صدوقًا عالمًا.
168-
الحسين بن موسى بن عيسى الحافظ. أبو عجيبة الحضرميّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: عبد الملك، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، وطبقتهما. روى عنه: حمزة، وغيره.
مات سنة ستٍّ وتسعين.
169-
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهْب2. أبو عليّ الآمديّ من بني مالك بن حبيب.
عن: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهْب الحرّانيّ، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وطائفة.
وعنه: الطّسْتيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وعلي بن محمد بن مُعَلَّى الشُّونِيزيّ.
170-
الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة3.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 132"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 262".
2 تاريخ بغداد "8/ 4".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 139"، تاريخ بغداد "8/ 3".
عن: عبيد الله بن عمر القواريري، وعبد الله بن داهر الرّازيّ. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، والإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم. صدوق.
171-
الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاري الصعيدي.
عن: حرملة بن يحيى، وعبد الملك، وابن شبيب، وغيرهما. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
172-
الحسين بن أحمد بْن محمد بْن زكريّا1. أبو عبد الله الشِّيعيّ صاحب دعوة عُبَيْد الله المهديّ، والد الخلفاء المصريّين الباطنية.
سار من سليمة من عند عُبَيْد الله داعيًا له في البلاد، وتنقّلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلْق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره.
وكان من دُهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومَكْرًا ورأيًا، دخل إفريقيّة وحيدًا غريبًا فقيرًا، فلم يزل يسعى ويتحيّل ويستَحْوِذ على النُّفوس بإظهار الزّهادة، والقيام لله، حتّى تبِعَه خلْقٌ وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقيّة مرّات.
وآل أمره إلى أن تملَّكَ القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبيّ. ولمّا استولى على أكثر المغرب عَلِمَ عُبَيْد الله، فسار متنكّرًا والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثمّ أحس به صاحب سِجِلْماسة، فقبض عليه وسجنه. فسار أبو عبد الله الشيعي بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثم أخرج عُبَيْد الله من السّجن، وقبَّل يده، وسلَّم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الّذي بايعتم له. وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثمّ اجتمع بأبي عبد الله أخو أبو العبّاس ونَدَمه على ما فعل، لأنّ المهديّ أخذ يُزْويه عن الأمور ولا يلتفت إليه. فندم أبو عبد الله وقال للمهديّ: خَلِّ يا أمير المؤمنين الأمورَ إليّ، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيّل منه المهديّ، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر اللّيل في شأنه. وحاصل الأمر أنّه دسَّ على الأخوين الدّاعيَيْن له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملْكه. وقُتِلا في نصف جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رَقّادة. وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 58"، البداية والنهاية "11/ 116".
ذكر القفطيّ في "تاريخ بني عُبَيْد" أنّ أبا عبد الله الشِّيعيّ كوفيّ، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلي بهم ويَتَزَهَد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يقيم بمصر، فاغتنموا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فَقَالَ: أُعَلِّم الصّبيان. فرغبوه في صُحْبتهم لِيُعلِّم أولادهم، فسارَ معهم إلى جبال كُتَامة، فأخذ في اجتلاب عقولهم ورَبْطها، ثمّ خاطب عُقَلائهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جُملة ما ربطهم قَالَ: نزلت فيكم آية فُغُيِّرت حسدًا لكم. قالوا: وما هي؟ قَالَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] .
قالوا: وَمَنْ غَيَّرها؟ قَالَ: وُلَاةُ أمركم اليوم.
قالوا: فكيف السّبيل إلى إظهارها؟ قَالَ: أن تَدِينوا بإمامٍ معصوم يعلم الغيب.
قالوا: وَمَنْ لنا به؟ قَالَ: أنا رسولٌ إليكم، إذا طهّرتم له البلاد. فأجابوه.
وربط عقولهم بأنّه يعلم أسرار الصلاة والزّكاة والحجّ والصَّوم، وشوّقهم بما أمكنه، فلمّا استجابوا له بأجمعهم، جَيَّش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزِم الوقار والسَّكينة والتَّزَهُّد وعدم الضّحك، ونحو ذلك.
قلت: يا ما لقي العلماء والصُّلَحاء بالمغرب من هذا الشِّيعيّ. قبّحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البردون المالكيّ الّذي ردّ على الحنفية ممّن انتصب لِذَمّ هذا الشّيعيّ، فسَعَوْا به وبأبي بكر بن هُذَيْل، وطائفة.
وكانت الشّيعة تميل إلى العراقيّين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التّفضيل، فحبس هذين الرَّجُلين، ثمّ أمر الشّيعيّ أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه.
وقيل: إنّ ابن البرذون لما جُرِّدَ للقتل قِيلَ له: ارجع عن مذهبك، فَقَالَ: أرجع عن الإسلام؟ ثم صلب، وكان ذلك في حدود الثمانين ومائتين، أو بعد ذلك. ونادوا أيّام الشيعي أن لا يُفتى بمذهب مالك، وألّا يفتوا إلّا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت، وبزعمهم بسقوط طَلَاق البَتّة، وتوريث البنت الكُلّ، ونحو ذلك، والله أعلم.
173-
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهْب. أبو عليّ الآمديّ المالكيّ الفقيه.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكيّ، ويحيى بن أكثم، وطائفة.
وعنه: أبو بكر الشافعي، والإسماعيلي، وجماعة.
174-
الحسين بن إبراهيم بن عامر1. أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن جُبَيْر، عن الكِسائيّ.
روى عنه القراءة: محمد بن داود النَّيْسابوريّ، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن عليّ.
175-
الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِيّ الدَّقيقيّ2. شيخ الطَّبَرانيّ.
الصَّحيح وفاته في المحرَّم سنة ثلاثٍ وتسعين. وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مرّ.
176-
الحسين بن جعفر بن حبيب3. أبو عليّ القُرَشيّ الكوفيّ القتات.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وغيره. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
177-
الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك4. أبو عليّ العكّيّ ثم المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم.
قَالَ ابن يونس: ليس بالقوي.
توفي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة.
الحسين بن زكرَوَيْه.
ذُكِر في الْأَحْمَدَيْن.
178-
الحسين بن شُرَحْبيل. أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ الأندلسيّ المالكيّ الفقيه.
1 غاية النهاية "1/ 237".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 139".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 140".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 138" وفيه "الحسين بن حميد".
كان على مدار الفتوى ببطليوس.
وتوفي قريب الثلاثمائة. قَالَه القاضي عياض.
179-
الحسين بن عبد الله بن أحمد1. الفقيه أبو عليّ البغداديّ الخِرَقيّ الحنبليّ، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين.
حدَّث عن: أبي عمرو الدُّوريّ، وأبي حفص الفلّاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.
وتفقه على أبي بكر المروزي وبرع في الفقه.
روى عنه: ابنه، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم.
توفي يوم عيد الفطر سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
وكان يدعى خليفة المروزي للزومه إياه. اتفق أنّه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدّى ونام، فوجده أهله ميتًا، رحمه الله تعالى.
180-
الحسين بن عبد الله بن أبي زيد. الفقيه أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحنفيّ، من كبار أئمّة أهل الرأي بخُراسان.
وكان صاحب حديث أيضًا.
سمع: إسحاق بن راهوَيْه، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وارتحل ولقي الكبار فسمع: جُبَارة بن المُغَلس، ومحمد بن حُميد الرازيّ، وحدَّث عن: محمد بن شُجاع بن الثَّلْجيّ بالمصنّفات. روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم.
181-
الحسين بن عبد الحميد. أبو علي الموصلي الخرقي2.
1 تاريخ بغداد "8/ 59"، المنتظم "6/ 111"، البداية والنهاية "11/ 117".
2 تاريخ بغداد "8/ 60".
عن: مُعَلَّى بن مهديّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وخلق كثير. وعنه: ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزديّ.
182-
الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الأبزاري البغداديّ1.
ضعيف، متروك.
روى عَنْ: داود بن رشيد، وغيره. وعنه: جعفر بن محمد المؤدّب، وإسماعيل الخُطَبيّ.
183-
الحسين بن عليّ بن مُصْعَب2. أبو عليّ النَّخعيّ البغداديّ.
عن: داود بن رُشَيْد، وسُوَيْد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وخلْق. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيَّخ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
184-
الحسين بن عليّ بن حمّاد بن مهران الأزرق الجمّال المقرئ3.
صاحب أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ. كان رفيق الحَسَن بن العبّاس بن مهران الرّازيّ في القراءة على الحلواني.
وتصدر للإقراء، وحمل على الناس عَنْه الكثير. سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله. وقرأ أيضًا على محمد بن إدريس الزَّيْدانيّ. قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شَنَبُوذ، وأحمد بن محمد الرازيّ، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، والحَسَن بن سعيد المُطّوِّعيّ، وآخرون. وكان محققًا لقراءة ابن عامر.
185-
الحسين بن عمر بن أبي الأحوص4. أبو عبد الله الثَّقفيّ، مولاهم الكوفيّ.
عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي. وعنه: أبو بكر القَطيعيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وجماعة.
1 تاريخ بغداد "8/ 56".
2 تاريخ بغداد "8/ 69".
3 غاية النهاية "1/ 244".
4 تاريخ بغداد "8/ 81".
توفي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن: مِنْجاب بن الحارث، وحُبَارة بن المُغلِّس، وثابت بن موسى الضَّبّيّ، وأبو كُرَيْب.
وعنه أيضًا: ابن ماسي، وأبو الفَرَج صاحب "الأغاني".
وثّقه الخطيب.
186-
الحسين بن الكُمَيْت بن بُهْلُولٍ بن عمر1. أبو عليّ المَوْصِليّ.
نزل ببغداد، وحدَّث عن: غسّان بن الرّبيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمار المَوَاصِلَة، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن زياد بن فَرْوَةَ البلديّ، وجماعة.
وعنه: عبد الصَّمد الطَّستيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وثّقه الخطيب. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
187-
الحسين بن محمد بن جمعة. أبو جعفر الأَسَديّ الدّمشقيّ2.
عن: سعيد بن منصور، لقِيه بمكّة. وعنه: عليّ بن أبي العَقِب، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو زُرْعة محمد بن أبي دُجَانة، وجماعة.
188-
الحَكَم بن مَعْبَد بن أحمد3. أبو عبد الله الخُزَاعيّ الأديب، صاحب كتاب "السنة".
يروي عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العَدَنيّ، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، ومحمد بن حُمَيْد الرازيّ، وخلْق.
وحدّث بأصبهان وبها تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين.
روى عنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ، والطبراني. وكان من فقهاء الحنفيّة.
189-
حُوَيْت بن أحمد بن أبي حكيم4. أبو سليمان القُرَشيّ الدّمشقيّ.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 143"، تاريخ بغداد "8/ 87".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 359".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 157"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 298".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 153"، تهذيب تاريخ دمشق "5/ 20".
عن: أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزُهَيْر بن عبّاد، ومحمد بن وهْب بن عطيّة، وجماعة. وعنه: ابنه محمد، وأبو عليّ بن هارون، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
"حرف الخاء":
190-
خالد بن غسّان بن مالك1. أبو عيسى الدّارميّ البصْريّ.
عن: أبيه، وأبوه صدوق، سمع حمّاد بن سَلَمَةَ. وعن: مُعَاذ بن عيسى الضَّبّيّ، عن ابن عَجْلان. وعن: مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضَّرير. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ وقال: حدَّث عن أبيه بحديثين باطلين.
وكان أهل البصرة يقولون إنّه يسرق الحديث.
191-
خشناج بن أبي معروف بشر بن العنْبريّ النَّيسابوري.
رحل وسمع: عبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح، وخلْقًا. وعنه: أبو عمر بن مَطَر، وحسّان بن محمد الفقيه.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
قَالَ الحاكم: هو شيخ مفيد حَسَن الصَّوْت إلّا أنه قليل الحديث.
192-
خَلَف بن سليمان النَّسَفيّ.
عن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار. وعنه: محمد بن محمد بن جابر البخاري، وغيره.
توفي سنة ثلاثمائة.
193-
خلف بن عمرو.
أبو محمد العُكْبُريّ2.
حجّ فسمع: الحُمَيْديّ، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدّث الحُمَيْديّ. وحدَّث أيضًا عن: محمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وحسن بن الربيع.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 160"، وميزان الاعتدال "1/ 637".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 577"، البداية والنهاية "11/ 108"، والمنتظم "6/ 84".
وعنه: جعفر الخالديّ، والطَّسْتيّ، وأبو بكر الآجُرّيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
ونقل الخطيب إنّه كان له ثلاثون خاتمًا، وثلاثون عكّازًا، يلبس كلّ يوم خاتمًا، ويأخذ عكّازًا.
وكان مِن ظُرفاء بغداد ومحتشميهم.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
"حرف الدال":
194-
داود بن الحسين بن عُقَيل بن سعيد البَيْهَقيّ الخُسْرُوجِرْديّ1.
أبو سليمان.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء، وقُتَيْبة، وابن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر، وطائفة.
وحجّ فسمع في الطّريق من: عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وجماعة بالعراق، وأبي مُصْعَب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وطائفة بمصر، وأبي التُّقى هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشّام.
وعنه: الحافظ أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بكر بن عليّ، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وطائفة.
قال: ولدت سنة مائتين؛ ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخُسْرُوجِرْد.
195-
داود بن وسيم2.
أبو سليمان البوسَنْجيّ.
طوّف وصنّف وحدَّث عن: محمد بن هاشم البعلبكيّ، وكثير بن عبد الحمصيّ، وأبي سعيد الأشجّ، وجماعة.
1 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 199".
2 تهذيب تاريخ دمشق "5/ 218".
وعنه: محمد بن الحَسَن البيذجانيّ، ومنصور بن العبّاس الفقيه شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوسنجيّ، وأبو بكر النّقّاش المقرئ.
"حرف الراء":
196-
رباح بن طَيْبان1.
قيّده ابن ماكولا. أبو رافع الأزديّ مولاهم المصري الأصفر.
عن: سلمة بن شبيب، وموسى بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلًا أسود اللون.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
"حرف الزاي":
197-
زكريّا بن دلوَيْه. أبو يحيى النَّيْسابوريّ الواعظ، أحد الزُّهّاد.
سمع: ابن راهوَيْه، وأبا مُصْعَب، وطبقتهما. وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة. قَالَ السُّلَميّ: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يُفَضَّلُ على شيخه.
198-
زكريّا بن عصام الكَرَجِيّ2.
حدَّث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن عُبَيْد الهَمْدانيّ. وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
199-
زكريّا بن يحيى بن الحارث. الإمام أبو يحيى النَّيْسابوريّ المزكي البزاز الفقيه شيخ الحنفيّة بنيسابور.
ذكره الحاكم فَقَالَ: شيخ أهل الرأي وعصره.
وله مصنّفات كثيرة في الحديث، وكان من العباد.
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 10".
2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 322".
سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيّوب بن الحَسَن وأقرانهم.
وبالعراق: أبا الربيع السَّمْتيّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وأبا كُرَيْب، وبِشْر بن آدم، وطائفة.
وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار العطّار، وأقرانهم.
وعنه: عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ. وثنا عنه أبو عليّ الحافظ.
مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلى عليه الأمير أبو صالح.
200-
زُهْرة بن زُفَر المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، ومحمد بن مَخْلَد الرُّعَيْنيّ. وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ.
"حرف السين":
201-
السَّريّ بن مُكْرَم البغداديّ1. من جِلّة المقرئين.
قرأ على: أبي أيّوب الخيّاط صاحب اليزيديّ. قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازيّ، وعليّ بن أحمد السّامريّ، وغيرهم.
202-
سعيد بن إسحاق. أبو عثمان الكلْبيّ المغربيّ. مشهور بالصِّدق والصَّلاح.
أخذ عن: سَحْنُون، وغيره. وحجّ فأخذ بمصر عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ. حمل عنه بِشْر بالقيروان. وعاش بضعًا وثمانين سنة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله.
203-
سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور2. الأستاذ أبو عثمان الحِيريّ النَّيْسابوريّ الواعظ. شيخ.
الصُّوفيّة وعَلَم الأولياء بخُراسان. وُلَد سنة ثلاثٍ ومائتين بالري.
1 غاية النهاية "1/ 302".
2 صفة الصفوة "4/ 103-107"، تاريخ بغداد "9/ 99"، وسير أعلام النبلاء "14/ 62-66".
وسمع بها من: محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما. وبالعراق: حُمَيْد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحْمَسيّ. ولم يزل يسمع الحديث ويكتب إلى آخر شيء.
روى عنه: الرئيس أبو عَمْرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحَسَن، وأبو عَمْرو بن مَطَر بن نُجَيْد، وطائفة.
قَالَ الحاكم: كان وروده نَيْسابور لصُحبَةِ أبي حفص النَّيْسابوريّ الزّاهد، ولم يختلف مشائخنا أنّ أبا عثمان كان مُجاب الدَّعْوة، ومجمع العُبّاد والزُّهّاد، ولم يزل يسمع الحديث، ويُجِلَ العُلماء، ويعظّم قدرهم1.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن حمدان الزّاهد كتابه المخرج على مسلم، بلفظه من أوّله لآخره. وكان إذا بلغ موضعًا فيه سنة لم يستعلمها وقف عندها، حتّى يستعمل تلك السنة2.
قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفيّة نَيْسابور، وهو لهم كالْجُنَيْد للعراقيّين. ومِن كلامه: سرورك بالدُّنيا أذهبَ سرورك بالله عن قلبك. وقال: الْعُجْبُ يتولّد من رؤية النَّفْس وذِكْرها، ورؤية النّاس.
وقال ابن نُجَيْد: سمعته يقول: لا تَثِقَنَّ بمودّة مَن لا يحبّك إلّا معصومًا3.
قَالَ أبو عَمْرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمر السنة على نفسه قولًا وفعلًا نطق بالحكمة، ومن أمرّ الهوى على نفسه نطقَ بالبدعة لقوله تعالي:{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] .
وعن أبي عثمان قَالَ: لا يكمل الرّجل حتى يستوي قلبه في المَنْع والعطاء وفي العِزّ والذُّلّ.
وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أنّ عند ذِكْر الصّالحين تنزل الرحمة؟ قَالَ: بلى.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 63".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 63".
3 تاريخ بغداد "9/ 100"، وصفة الصفوة "4/ 104".
قَالَ: فرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة الصّالحين1.
قَالَ الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السَّمَرْقَنْديّ العابد: سمعت أبا عثمان غير مرّة يقول: مَن طلب جِوَاري، ولم يوطّن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع.
أولها: إلقاء العزّ، وَحَمْلُ الذُّلّ.
الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيّام.
الثالث: أن لا يَغْتَمّ ولا يهتمّ إلا لِدينه أو طلب إصلاح دِينه2.
وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ لما قتل يحيى الذُّهَليّ: مُنِعَ النّاس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخُجُسْتانيّ: شرويه، والعبّاسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن وَرَدَ السَّرِيّ بن خُزَيْمة الأبيْوَرْديّ، فقام أبو عثمان الحِيريّ الزّاهد، وجمع المحدِّثين في مسجده، وأمرهم أن يُعلِّقوا المحابر في أصابعهم، وعلّق هو محبرةً بيده، وهو يتقدَّمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السَّرِيّ، وأجلس المستملي بين يديه، فَحَزَرْنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة. فلمّا فرغ قاموا. فقبّلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر النّاس عليهم الدَّرَاهم والسُّكَّر، وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين3.
قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كَرَّاسَيْن ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه، في اليقين وَالتَّوَكُّلِ والرِّضا.
قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لمّا قتل أحمدُ بنُ عبد الله الخجستاني: حيكان، يعني الذُّهليّ، أخذ في الظُّلْم والحَيْف، فأمر بحربةٍ، فركزت على رأس المربعة، وجمع أعيان التجار وحلف: إن لم تصبوا الدراهم حتى تغيب رأس الحربة، فقد أحلَلْتُم دماءكم. فكانوا يقتسمون الدّراهم فيما بينهم، فخُصّ تاجرٌ بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيُّها الشيّخ قد حَلَفَ هذا كما علِمْت، ووالله لا أهتدي إلا إلى هذه.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 64".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 64".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 64".
فقال له الشيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قَالَ: نعم. ففرّقها أبو عثمان، وقال للرجل: امكث عندي.
فما زال أبو عثمان يتردَّد بين السّكَّة والمسجد ليلةً حتّى أصبح وأذّن. ثمّ قَالَ للفرغاني خادمه: اذهب إلى السوق، فانظر ما تسمع.
فذهب ثم رجع فَقَالَ: لم أرَ شيئًا. قَالَ: اذهب مرّةً أخرى.
قَالَ: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقّك لا أقمت ما لم تُفْرِج عن المكروبين.
قَالَ: فأتى الفَرَغانيّ وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شُقَّ بطْنُ أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة1.
قَالَ أبو الحَسَن أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين: وصلى عليه الأمير أبو صالح.
204-
سعيد بن سعد. أبو عثمان النَّيْسابوري.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، وعبد الله بن سعد.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
205-
سعيد بن سَلَمة. أبو عَمْرو التَّوَّزِيّ2.
حدَّث ببغداد عن: سُوَيْد بن سعيد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وعثمان بن أبي شَيْبة. وعنه: أبو عليّ الصّوّاف. ووثّقه الخطيب.
206-
سعيد بن سليمان بن داود. أبو عثمان الشَّرْغبيّ. وشَرْغب قرية ببُخَارَى.
سمع: يحيى بن جعفر البيكَنْدي، وهانئ بن النَّضر.
وعنه: محمد بن نصر بن خَلَف، وخَلَف بن محمد الخيام.
توفي سنة ثلاثمائة.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 65".
2 تاريخ بغداد "9/ 103".
207-
سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عُجْب1. أبو عثمان الأنباريّ.
رحل إلى الشّام ومصر. وسمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وسُفْيان بن وكيع، وخلْقًا. وعنه: أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومَخْلَد الباقَرحِيّ، ومحمد بن أحمد المفيد، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ. وقال ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين.
208-
سعيد بن عثمان الفندقيّ الصّوُفيّ الخياط.
سمع: أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصريّ، وجماعة. وعنه: أبو عَمْرو غلام ثعلب، ومحمد بن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وعبد الصمد الطَّسْتيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. يُقال: كان دمشقيًَّا.
209-
سعيد بن عَمْرو بن عمّار2.
الحافظ أبو عثمان الأزْديّ البَرْدَعيّ.
رحل وطوّف وصنّف، وصحب أبا زرعة الرازي، أخذ عنه هذا الشّأن. وسمع: أبا كُرَيْب، وأبا سعيد الأشجّ، وعَبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشّار، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، وأبا حفص الفلّاس، وإبراهيم بن يعقوب الْجَوْزَجانيّ، وأبا موسى الزَّمِن، وأحمد بن الفُرات، ومسلم بن الحَجَّاج، وابن وَارَةَ، وخلْقًا.
وعنه: حفص بن عمر الأَرْدَبِيليّ، وأحمد بن طاهر الميانجي، والحَسَن بن عليّ بن عبّاس، وإبراهيم بن أحمد المَيْمذيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
210-
سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهانيّ3.
عن: لُوَيْن، وسهل بن عثمان. وعنه: أبو الشيخ. وقال: ثقة.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 170"، تاريخ بغداد "9/ 102"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 150".
2 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 168".
3 ذكر أخبار أصبهان "1/ 335".
211-
سليمان بن عزّام المَوْصِليّ الخيّاط.
عن: محمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن عبد الصّمد، وعبد الغفّار بن عُبَيْد الله.
وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزْديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
212-
سليمان بن المُعَافَى. أبو أيّوب الرَّسْعَنيّ1.
عن: أبيه. وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين. وكان قاضي رأس العين. قَالَ ابن عديّ: حمله ابن عيسى.
213-
سليمان بن يحيى2. أبو أيّوب الضَّبّيّ البغداديّ المقرئ.
قرأ على: رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدُّوريْ، وتُرْك الحذَّاء، وغيرهم. وروى عَنْ: أَبِي حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ. روى عنه: أبو بكر الأنباري، وعبد الباقي بن قانع، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إمامًا صدوقًا موثقًا. توفي سنة إحدى وتسعين.
قرأ علي: النّقّاش، وأحمد بن محمد الآدَميّ.
214-
سُمْنُون المحبّ بن حمزة3. أبو القاسم البغداديّ الصُّوفيّ العارف.
سمّى نفسه سُمْنُون الكذاب بسبب قوله:
فليس لي في سواك حظّ
…
فكيف ما شئت فامْتحِنّي
فحصر بَوْلَه للوقت، فصار يدور في المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمّكم المبتلَى بلسانه، وكاد يهلك.
ثم سمى نفسه: الكذاب.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 175، 176".
2 تاريخ بغداد "9/ 60"، والمنتظم "6/ 46".
3 صفة الصفوة "2/ 426"، وتاريخ بغداد "9/ 234"، والبداية والنهاية "11/ 115".
وله شِعْرٌ طيب. وقد وسوس في الآخرة.
وقيل: كان ورده كل يوم خمسمائة رَكْعة.
قَالَ أبو أحمد القلانسيّ: فرق رجلٌ على الفقراء أربعين ألف درهم، فَقَالَ لي سُمْنُون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى بيتي بنفقة، فامض بنا نصلي كل درهم بركعة. فذهب إلى المدائن، فصلَّينا أربعين ألف رَكْعة1.
ومن كلامه: إذا بسط الجليل غدًا بساط المجد دخل ذنوب الأوّلين والآخرين في حاشية من حواشيه.
فإذا بدت عينٌ من عيون الْجُود ألحقت المسيءَ بالمحسن.
وقال: من تفرَّس في نفسه فعرفها صحّت له الفراسة في غيرها. وكان سُمْنُون من أصحاب سَرِيّ السَّقَطيّ.
قَالَ ابن الجوزيّ في "المنتظم": تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
215-
سهل بْن شاذويه الباهلي البخاري.
عن: أحمد بن نصر السَّمَرْقَنْديّ، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتَكيّ.
وعنه: خَلَف الخيّام، وغيره.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
ذكره السلَيمانيّ فوصفه بالحفظ والتصنيف، وأنه سمع علي بن حشرم، وطائفة سواه.
216-
سهل بن أبي سهل الواسطيّ2.
عن: بشر بن مُعاذ، وعمرو بن الفلّاس. وحدَّث ببغداد.
روى عنه: أبو بكر الشافعي، أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن لؤلؤ، وآخرون.
وثّقه بعضهم. واسم أبيه: أحمد بن عثمان.
1 صفة الصفوة "2/ 426".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 172"، وتاريخ بغداد "9/ 119".
"حرف الشين":
217-
شاه بن شجاع1. أبو الفوارس الكِرْمانيّ الزّاهد.
قَالَ السُّلَميّ2: كان من أولاد الملوك فتزهَّد، وصحب أبا تُراب النَّخَشبيّ وغيره. ومات قبل الثلاثمائة.
وقال أبو نُعَيْم: كان من أبناء الملوك، فتشمّر للسُّلوك.
فَعنه قَالَ: من عرف ربّه طمع في عَفْوه، ورجا فَضْله. وقال إسماعيل بن مَخْلَد: كان شاه بن شجاع حادّ الفِراسة، قلّ ما أخطأت فِراستُهُ3.
وعنه قَالَ: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم. ومن نظر إليهم بعين الله عَذَرهم، وقلَّ اشتغاله بهم4.
قلت: كلامه هذا إن صح عنه فغير مسلم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ومخاصمتهم في رحمته. وليس للعباد عُذْرٌ ولا حُجَّة بعد الرُّسُل.
قَالَ السُّلَميّ5: لِشاهٍ رسالاتٌ وَكُتُبٌ وكلامٌ كثير. وله كتاب "المثلَّثة" سمّاه "مرآة الحكماء".
ويقال: مات بعد السّبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فالله أعلم.
مات بكِرْمان، وكان يلبس القباء.
وقيل: إنه ترك النَّوم مدَّةً، ثمّ نعِس، فرأى الحقّ تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النَّوْم.
218-
شُعَيب بن عَمران العسكريّ6.
يروي عن: عَبْدان بن محمد العسكريّ الوكيل، وغيره.
1 صفة الصفوة "4/ 67"، والمنتظم "6/ 111"، والنجوم الزاهرة "3/ 170".
2 طبقات الصوفية "192".
3 حلية الأولياء "10/ 237"، وصفة الصفوة "4/ 67".
4 حلية الأولياء "10/ 237".
5 طبقات الصوفية "192".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 178".
وروى عنه: الطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
219-
شُرَيْح بن أبي عبد الله بن إسماعيل. أبو النّضر النَّسَفيّ الزّاهد.
روى عن: عَبْد بن حُمَيْد، والدَّارِميّ، والبخاريّ، ورجاء بن مُرَجّا. وعنه: محمد بن زكريّا بن حسين، وغيره. تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
220-
شريح بن عقيل الإسفراييني.
عن: إسحاق بن راهوَيْه، وأبي مروان العثمانيّ. وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
"حرف الصاد":
221-
صافي الحُرَميّ1.
الأمير صاحب الدولة المكتفوية والمُقْتَدرية.
كان إليه دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنّه ليس له عند مملوكه قاسم شيء. فلمّا مات، حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حِياصة، وقال: هذا كان له عندي. تُوُفّي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
222-
صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حسّان بن المُنْذر بن أبي الأبرش عمّار2.
مولى أسَد بن خُزَيْمة الحافظ أبو عليّ الأَسَديّ البغداديّ جَزَرَة. نزيل بُخَارَى.
وُلِد سنة خمس ومائتين ببغداد.
وسمع: سعيد بن سليمان سَعْدُوَيه، وخالد بن خِداش، وعلي بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحِمّانيّ، وهشام بن عمار،
1 تاريخ الطبري "10/ 88"، والبداية والنهاية "11/ 115"، والمنتظم "6/ 34-54، 70-81"، ومروج الذهب "3233".
2 تاريخ بغداد "9/ 324".
ويحيى بن مَعين، والأزرق بن عليّ، وأبا نصر التّمّار، وأحمد بن حنبل، وهُدْبَة بن خالد، ومَنْجاب بن الحارث، وخلْقًا كثيرًا بالشّام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النّهر.
وعنه: مسلم بن الحجّاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن عليّ الجارود الأصبهانيّ، وأبو النضر محمد الفقيه، وخَلَف بن محمد الخيّام، وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي، وبكر بن محمد الصيرفي، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كُلَيْب، ومحمد بن جابر، وآخرون.
ودخل بُخَارَى سنة ستٍّ وستين ومائتين، فسكنها لمّا رأى من الإحسان من أمير بخَارى.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم. وكان ثقة حافظًا عارفًا.
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: الحافظ صالح بن محمد جَزَرَة ما أعلم في عصره بالعراق وخُراسان في الحِفْظ مثله. دخل ما وراء النّهر، فحدَّث مدَّة من حِفْظه، وما أعلم أُخِذَ عليه ممّا حدَّث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عديّ يضخّم أمره ويعظّمه.
وقال أحمد بن عبد الله الكناني: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حيان بن المنذر بن أبي الأشرس عمّار الأسَديّ، أَسَد خُزَيْمَة مولاهم.
وهكذا ساق نسبه الخطيب وقال: حدَّث من حفظه دهرًا طويلًا ولم يكن يستصحب معه كتابًا. وكان صدوقًا ثبتًا ذا مِزَاحٍ ودُعابة، مشهورًا بذلك1.
وقال أبو حامد بن الشَّرْقيّ: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذُّهَليّ في الزُّهْريّات، فلمّا بلغ حديث عائشة أنّها كانت تسترقي من الْجَزَرة، قَالَ: من الْجَزَرَةِ. فلُقّب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنْبريّ، عنه.
وقال الخطيب: هذا غلط؛ لأنّه لقب بجزرة في حداثته. أخبرنا الماليني، ثنا ابن عديّ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدِم علينا بعض الشّيوخ في الشّام، وكان عنده عن حُرَيْز بن عثمان، فقرأت عليه:
1 تاريخ بغداد "9/ 322".
حدَّثكم حُرَيْز قَالَ: كان لأبي أُمامة خَرزَة يرقي بها المريض، فقلت: جَزَرَة. فلُقِّبَ: جَزَرَة1.
وقال أحمد بن سهل البخاريّ الفقيه: سمعت أبا عليّ -وَسُئِلَ- لِمَ لُقِّبَ بجَزَرَة؟ فَقَالَ: قدِم عمر بن زُرَارَة الحَدثيّ بغداد، فاجتمع عليه خلْق، فلمّا كان عند فراغ المجلس سُئِلتُ: من أين سمعت؟ فَقَلت: من حديث الْجَزَرَةِ، فبَقِيَتْ عَلَيّ.
وقال خَلَف الخيّام: ثنا سهل بن شاذُوَيْه أنّه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا عليّ: لِمَ لُقبَ جَزَرَة، فَقَالَ: قدِم علينا عمر بن زُرَارَة فحدَّثهم حديثًا عن عبد الله بن بِشْر، أنّه كان له خرزَة للمريض، فجئت وقد تقدّم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحْتُ بالشّيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنّه كانت له جَزَرَة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجّان، فبقي على حتّى السّاعة.
وقال البَرْقانيّ: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهروي قال: كان صالح ربّما ينظر. كان ببُخَارى رجل حافظ يُلَقَّب بجَمَل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جَمَلٌ عليه جَزَر فَقَالَ: ما هذا على البعير؟ قَالَ: أنا عليك.
هذه حكاية منقطعة، وأصحّ منها ما روى الحاكم: ثنا بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعت صالح بن محمد قَالَ: كنت أساير الجمّال الشّاعر بمصر، فاستقبلنا: جمل عليه جَزَر فَقَالَ: يا أبا عليّ، ما هذا؟ قلت: أنا عليك.
وقال جعفر المُسْتَغْفِريّ: ثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض شيوخه قَالَ: كان محمد بن إبراهيم البوسنجي، وصالح جَزَرَة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلّما روى البوسنجي، عن يحيى بن بكير، والحمد لله؛ يغيظ بذلك صالحًا لأنّه لم يدركه. فكان إذا روى عنه أحيانًا، ولم يقل الحمد لله، قَالَ صالح: يا شيخ نسيت التحميد.
وقال خَلَف الخيّام: سمعته يقول: اختلف إليَّ عليّ بن الْجَعْد أربع سِنين، وكان لا يقرأ إلّا ثلاثة أحاديث كلّ يوم. أو كما قَالَ في رواية: كان يحدِّث لكلّ إنسان بثلاثة أحاديث، عن شعبة.
1 تاريخ بغداد "9/ 323".
وعن جعفر الطَّسْتيّ أنّه سمع أبا مسلم الكَجّيّ يقول، وذُكِر عنده صالح جَزَرَة، فَقَالَ: ويَلَكْم ما أهْوَنَه عليكم، ألا تقولون سيّد المسلمين، سيد الدّنيا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لأَبِي زُرْعَةَ: حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَخَانَا صَالِحَ بْنَ محمد لا يَزَالُ يُضْحِكُنَا شَاهِدًا أَوْ غَائِبًا كَتَبَ إِلَيَّ يَذْكُرُ أنه لما مات بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ أُجْلِسَ لِلتَّحْدِيثِ شَيْخٌ لَهُمْ يُعْرَفُ بِمحمد بْنِ يَزِيدَ مَحْمِشٌ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فِعْلُ الْبَعِيرِ"؟.
وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَصْحَبُ الملائكة رفقةً خُرْسٌ".
وروى البَرْقانيّ، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهَرَويّ قَالَ: بلغني أن صالحًا سمع بعض الشيوخ يقول: إنّ السين والصّاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فَقَالَ: أبو صالح.
قَالَ: فقلت للشيخ: يا أَبَا سالح، أسْلَحَك الله، هل يجوز أن تقرأ:"نَحُن نقسُّ عليك أحْصَن القَسَس؟ ".
فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشّيخ بهذا؟ فقلت: فلا يكذب، إنّما يتعاقبان السّين والصّاد في مواضع1.
وعن صالح جزرة قال: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشّيء شيئين.
وقال بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التَّشَيُّع، فَقَالَ لي: من حفر بئر زمزم؟ قلت: معاوية.
قَالَ: فمن نقل تُرابها؟ قلت: عَمْرو بن العاص.
فصاح فيَّ وقام2.
وقال أبو النَّضْر الفقيه: كنّا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطّى، فقال: رأيته، لا ترمد عينيك أبدًا.
وقال أحمد عليّ بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمار يأخذ على
1 تاريخ بغداد "9/ 326".
2 تاريخ بغداد "9/ 326".
الحديث، ولا يُحدّث ما لم يأخذ. فدخلت عليه يومًا فَقَالَ: يا أبا عليّ حدّثْني.
فقلت: نا عليّ بن الْجَعْد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: عَلِّم مجّانا كما تعلَّمت مَجّانًا.
فَقَالَ: تُعرِّض فيَّ؟ فقلت: لا، بل قصدتُك1.
وقال الحاكم: سمعت أبا النَّضْر الطُّوسيّ يقول: مرض صالح جَزَرَة، فكان الأطبّاء يختلفون إليه، فلما أعياه الأمر أخذ العسل والشونيز، فزادت حماه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقلّ بصرك بالطِّبّ.
قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز.
وقال عليّ بن محمد المَرْوَزِيّ: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عبّاد بن يعقوب يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ وَالزُّبَيْرَ الجنَّة.
قُلْت: ويْلك، ولِمَ؟ قَالَ: لأنهما قاتلا عليًّا بعد أن بايعاه2.
قَالَ ابن عديّ: بَلَغني أنّ صالح بن محمد جَزَرَة وقف خلف أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني وهو يحدث عن بركة الحلبيّ بتلك الأحاديث.
فَقَالَ صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بَرَكة، ذا نِقْمة.
قلت: وبَرَكَة مُتَّهم بالكذِب3.
وقال الحاكم: ثنا أحمد بن سهل الفقيه: سمعت أبا عليّ يقول: كان بالبصْرة أبو موسى الزَّمِن في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد الحميد، نا أيّوب؛ فدخل عليه أبو زُرْعة يومًا، فسأله عن حديثٍ فَقَالَ: ثنا حجّاج. فقلت: يعني ابن المنهال. فَقَالَ أبو زُرْعَة: أيش يعذّب المسكين4؟.
وقال: كنا في مجلس أبي علي، فلما قَالَ له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك؟ قال: واثلة بن الأسقع.
1 تاريخ بغداد "9/ 326".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 29".
3 ميزان الاعتدال "1/ 303".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 30".
فكتب الرجل: ثنا واثلة بن الأسقع1.
وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرُّسْتاق، فأخذ يساله عن أحوال الشّيوخ، ويكتب جوابه، فَقَالَ: ما تقول في سُفْيان الثَّوريّ؟ فَقَالَ: ليس بثقة.
فكتب الرجل، فلُمْتُه، فَقَالَ: ما أعجبك. مَن يسأل مثلي عن سُفيان، لا تبالي، حكى عنّي أو لم يَحْكِ2.
وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبيّ، فَقَالَ لي صالح: يا أبا نصر، تَبَّت3.
وقيل: كان ابن صالح مغفَّلًا، قَالَ: فقلت: سألت الله أن يرزقني ولدًا، فرزقني جملًا4.
ولأبي علي جزرة نوادر ومُجُون، والله يرحمه.
تُوُفّي في شهر ذي الحجة، لثمانٍ بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضْعٌ وثمانون سنة.
223-
صبّاح بن عبد الرحمن بن الفضل5. أبو الغُصْن العُتَقيّ الأندلسيّ المُرْسِي. شيخ مُعَمَّر عالي الإسناد.
قال ابن الفَرَضيّ6: روى عن: يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقَيْروان:
سَحْنُون بن سعيد، وبمصر: أصبغ بن الفَرَج، فسمع منه، وأقام عنده زمانًا، ثمّ انصرف.
وكان يُرْحل إليه للسماع والتفقه، وعمر عمرًا طويلًا.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 30".
2 تاريخ بغداد "9/ 327".
3 تاريخ بغداد "9/ 327".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 31".
5 سير أعلام النبلاء "14/ 12"، وشذرات الذهب "2/ 216".
6 تاريخ علماء الأندلس "1/ 202".
بَلَغَني أنّه تُوُفّي وهو ابن مائة وثمانية عشر عامًا، ومات في عاشر محرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وروى أيضًا عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر.
روى عنه: حفص بن محمد بن حفص، وغيره.
قِيلَ: بل عاش مائة وخمس سِنين، قَالَه ابن يونس، ومحمد بن الحارث الحشمي.
وسمع أيضًا أبا مُصْعَب.
"حرف الطاء":
224-
طالب بن قُرَّةَ الأَذَنيّ1.
رَوى الكثير عن: محمد بن عيسى الطّبّاع. وأكثر عنه الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين بأذنة من ثغرسيس.
225-
طاهر بن عيسى بن قيرة2.
أبو الحسن المؤدب.
عن: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وأصْبَغ بن الفَرَج.
وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
226-
طُغْجُ بنُ جُفّ الفَرَغاني التُّركيّ3.
نائب دمشق لخُمَارَوَيْه ولابنه هارون.
امتدت أيّامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثمّ انصرف وولي بدر الحمامي نيابة دمشق سنة تسعين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 181".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 183".
3 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 61"، وتاريخ أخبار القرامطة "17-19"، والنجوم الزاهرة "2/ 86"، والعبر "2/ 82".
فمضي طُغج إلى مصر، ثمّ سار إلى المكتفي بالله، ومعه ولده الإخشيد محمد الَّذي ملك، فبقي طُغْج بالعراق مدّة يسيرة وهلك.
ثم قدِم ولده الإخشيد متوليًا على مصر والشّام كما في ترجمته.
"حرف العين":
227-
عامر بن محمد بن يزيد البلاطيّ1.
روى عن: محمد بن الخليلي البلاطي، ومحمد بن خزر بن الساعي. وعنه: علي بن محمد البلاطي، وأبو علي بن شعيب، ومحمد بن عُمَيْر الرّازيّ، وآخرون.
228-
العبّاس بن أحمد بن الحَسَن الوشّاء2. البغداديّ المعروف بالمحبّ.
سمع: إبراهيم التَّرْجُمانّ، وغيره. وعنه إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
229-
العبّاس بن أحمد بن عقيل3. روى عن: منصور بن مُزَاحم، وعبد الأعلى بن حمّاد. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، والطَّبَرانيّ.
230-
العبّاس بن حمدان4. أبو الفضل الأصبهانيّ الحنفيّ.
سمع: محمد بن عيسى الدّامغانيّ، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلْقًا.
وصنَّف "المُسْنَد"، وكان ثقة ثبتًا صالحًا عابدًا.
روى عنه: أحمد بن الْعَسَّالِ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وآخرون.
ومات سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
231-
العبّاس بن الحسن الوزير5.
1 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 197".
2 تاريخ بغداد "12/ 151".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 209".
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 211"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 141".
5 سير أعلام النبلاء "14/ 51"، تجارب الأمم "1/ 5"، وتاريخ الخميس "2/ 386".
ولي وزارة المكتفي بالله، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشْهُرًا. فلمّا عمل الأمير الحسين وابن حمدان وابن الجرّاح على خلع المقتدر لصغَره، وإقامة ابن المُعْتَزّ، افتتحا، فقُتِل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان فضرب عُنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المُعْتَضديّ، ثمّ ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكُرة، فأحسّ بالبلاء، فأسرع وأغلق باب القصر. فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المعتز. ثم لم يتم أمره، فقتلوا ابن المُعْتَز1.
وذلك في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
232-
العبّاس بن الربيع بن ثعلب البغداديّ2.
عن: أبيه. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
233-
العبّاس بن أحمد بن عُقَيْل3.
عن: عبد الأعلى النَّرْسي، ومنصور بن أبي مُزَاحم. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، والطَّبَرانيّ، وجماعة. وتوفي سنة بضعٍ وتسعين.
234-
العبّاس بن محمد بن مُجَاشع. أبو الفضل الأصبهانيّ4.
عن: محمد بن يعقوب الكَرْمانيّ. وعنه: ابن العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وثَّقه أبو نُعَيْم الحافظ5.
235-
عَبَدان بن محمد بن عيسى. الفقيه أبو محمد المَرْوَزِيّ6. زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث.
سمع: قُتَيْبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن مسعود، والْجُحْدريّ، وعبد الجبار بن العلاء، وبُنْدار، وعلي بن حُجْر، والربيع المُراديّ، وطائفة بخُراسان، والعراق، والحجاز.
1 البداية والنهاية "11/ 107"، وتجارب الأمم "1/ 8"، والعبر "2/ 105".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 209".
3 تقدمت ترجمته رقم "381" ص91.
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 23"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 142".
5 ذكر أخبار أصبهان "2/ 142".
6 المعجم الصغير للطبراني "1/ 234"، وتاريخ بغداد "11/ 135"، والمنتظم "6/ 58".
وعنه: عمر بن علك، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو نُعَيْم عبد الرحمن بن محمد الغِفَاريّ، ويحيى بن محمد العنبري، وعلي بن جَمْشاذ، وأحمد بن العسّال، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إليه المرجوع في الفتوى بمَرْو بعد أحمد بن سيّار. وقد رحل أيضًا إلى مصر، وتفقّه على أصحاب الشّافعيّ، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحِفْظ والزُّهْد. وقد صنف "الموطأ"، وغيره.
قَالَ أبو نُعَيْم الغِفَاريّ: سمعته يقول: وُلَدْت سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: وكان لقاء الطَّبَرانيّ له بمكّة.
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في "الأنساب": الْجُنُوجِرْدِيّ نسبة إلى قرية من قرى مَرْو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشّافعيّ بخُراسان.
وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيّار. وكان ابن سيّار قد حمل كُتُب الشّافعيّ إلى مَرْو، وأعجب بها النّاس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيّار من ذلك.
فباع ضيعةً له بجُنُوجِرْد، وسار إلى مصر، ونسخ كُتُب الشّافعيّ على أكثر من وجهٍ، ورجع، فدخل أحمد بن سيّار عليه مسلِّمًا ومهنئًا، واعتذر من منع الكُتُب. فَقَالَ: لا تعتذر فإنّ بك عليَّ مِنَّةٌ في ذلك. فلو دفعتَ الكُتُب إليَّ لَمَّا رحلتُ إلى مصر.
236-
عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام1.
أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.
روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البُخَاريّ، وأحمد بن سعيد الرَّباطيّ، وخلْق من طبقتهم. وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في كتاب "الكنَى"، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العُقَيْليّ، وطائفة.
تُوُفّي بمصر في ربيع الآخر سنة أربعٍ وتسعين، وقد أسنّ.
لم يذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور".
1 سير أعلام النبلاء "14/ 788".
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: متروك. قلت: مات سنة اثنتين وتسعين1.
241-
عبد الله بن بُنْدار بن إبراهيم الضّبّيّ الأصبهانيّ. الباطَرْقانيّ الزَّاهد.
سمع: إسماعيل بن عمرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم. وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بُنْدار الشّعّار، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وغيرهم.
وكان من عُبّاد أصبهان. قَالَ محمد بن يحيى بن مَنْدَه: ما خلّف بعده مثْلَه.
قلت: توفي سنة أربعٍ وتسعين.
242-
عبد الله بن جعفر بن خاقان2. أبو محمد السُّلَميّ المَرْوَزِيّ.
عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازيّ، وعليّ بن حُجْر، وأبي كُرَيْب، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وعنه: أبو العبّاس الدّغُوليّ، وعمر بن علك الْجَوْهريّ، وأبو زكريّا العنْبريّ، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قَالَ فيه الحاكم: محدِّث عصره، قدِم نَيْسابور حاجًّا سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه.
وتُوُفّي في صَفَر سنة ستٍّ.
243-
عبد الله بْن الحَسَن بْن أحمد بْن أبي شُعيب الأُمَويّ3. مولاهم الحَرَّانيّ المؤدِّب أبو شُعَيب نزيل بغداد.
سمع: جدّه، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابْلُتّيّ، وعفّان بن مسلم، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وعليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر الشّافعيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجُرِّيّ، والحَسَن بن جعفر الخِرَقيّ، وخلْق.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 227".
2 الكامل في التاريخ "8/ 55".
3 ميزان الاعتدال "3/ 271"، والبداية والنهاية "11/ 107"، وتاريخ بغداد "9/ 435".
قَالَ الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ: وكان البابْلُتّيُّ زوجَ أم أبي شُعَيب الحرّانيّ، وكان الأوزاعيّ زوج أمّ البابْلُتّيّ1.
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: كان مسلم وهو والد أبي شُعَيب عبد الله بن مسلم الحرّانيّ مِن سبْي سَمَرْقَنْد، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلمّا وُلد له ولدٌ جاء به إلى عمر، فسمّاه عبد الله، وفرض له في الذُّرّيّة. فعاش مائة وعشرين سنة2.
قَالَ أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث.
أخبرني نصر الصّائغ: سألته أن يحدِّثني بحديثٍ عن عفّان. فَقَالَ: أعطِ السّقّاء ثمن الرواية، فأعطيته دانقًا، وحدّثني بالحديث3.
قَالَ ابن كامل: ومولده سنة ستٍّ ومائتين.
قَالَ الصّوّاف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابْلُتّيّ.
قلت: سمع في صغَره من زوج أمّه، فلا يُسْتَنْكر ذلك.
قَالَ فيه الدّارَقُطْنيّ: ثقة مأمون.
244-
عبد الله بن حمدوَيْه النَّهْرَوانيّ4.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: عبد الصّمد الطَّسْتيّ، وقاضي مصر الطّاهر الذُّهَليّ.
245-
عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزُّهْريّ المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عديّ، وأسد بن موسى السنة. وعنه: أبو أحمد بن عديّ.
246-
عبد الله بن سَلَمَةَ بن يزيد القاضي. أبو محمد بن سَلْمُوَيْه النَّيْسابوري الحنفيّ الفقيه. كان أستاذًا في الفرائض وعقد الوثائق.
1 تاريخ بغداد "9/ 435".
2 تاريخ بغداد "9/ 435".
3 تاريخ بغداد "9/ 436".
4 تاريخ بغداد "9/ 435".
قَالَ الحاكم: سمع إسحاق بن راهوَيْه، ومحمد بن رافع. وبالعراق: يحيى بن طلق اليَرْبُوعيّ، ومحمد بن شجاع.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون. وولي قضاء نَيْسابور بإشارة ابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
247-
عبد الله بن الصّبّاح الأصبهانيّ البزّار1.
عن: داود بن رُشَيْد، ولُوَيْن، ومحمد بن زَنْبُور، وهاشم بن الوليد الهَرَوِيّ. وعنه: العسّال، وأبو الشيَّخ، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ.
وكان صدوقًا فيما بَلَغَنَا. تُوُفّي سنة اربعٍ وتسعين.
248-
عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ الفقيه.
عن: أبيه، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن بكّار، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وطبقتهم.
وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهَمْدَانيّين.
249-
عبد الله بن عيسى بن حمّاد. أبو محمد بن زُغْبَة المصري.
عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بُكَيْر2. تُوُفّي في صفر سنة ستٍّ وتسعين.
عبد الله بن القاسم بن هلال العَبْسيّ.
أبو محمد الأندلُسيّ الفقيه الظّاهريّ، عالم مشهور بالرّحلة، والطَّلَب.
أثنى عليه أبو محمد بن حزم فَقَالَ: صحِب داود بن عليّ الأصبهانيّ وأخذ عنه.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
251-
عبد الله بن قريش.
أبو أحمد الأسدي البغدادي ثم الهمداني3.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 228".
2 تاريخ علماء الأندلس الفرضي "1/ 219".
3 تاريخ بغداد "10/ 43".
عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزيادة بن أيّوب، وأبي هشام الرفاعيّ. وعنه: محمد بن عبد الله بن برزة الروذباني، وأبو بكر الإسماعيليّ.
252-
عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصْريّ الأصبهانيّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وبسّام بن يزيد. وعنه: أحمد بن بُنْدار، والشّعّار، وغيرهم. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
253-
عبد الله بن محمد بن سَلْم الهمدانيّ1.
ثقة. حدَّث بأصبهان عن: سهل بن بكّار، ومحمود بن غَيْلان. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشيّخ. تُوُفّي سنة اربعٍ.
254-
عبد الله بن محمد. أبو العبّاس النّاشئ المتكلّم الشّاعر المشهور2.
أصله من الأنبار، سكن مصر. معدود في طبقة البُحْتُرِيّ، وابن الرُّوميّ في الشُّعراء، وله قصيدة طويلة ألَّفها، فيها فنون من العلم.
وكان بصيرًا بالعربيّة قيّمًا، بعلم العَرُوض، كثير التّصانيف. ومنهم من يلقّبه بابن شِرْشير.
قَالَ الطَّبَرانيّ أنشده الناشئ بمصر:
ليس شيء أحرق مهجة العا
…
شق من هذه العيون المراض
ورنوّ الْجُفُون والغمز بالحا
…
جب وقت الصُّدود والإعراض
والخدود المضرَّجات اللّواتي
…
شيب جريالها يحسن البياض
وطروق الحبيب واللّيل داجٍ
…
حين همّ السُّمّار بالإغماض3
تُوُفّي النّاشئ سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة الأَرْعواء.
255-
عبد الله بن محمد بن سَلْم الفِرْيابي ثم المقدسي.
يأتي بعد الثلاثمائة.
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 59".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 40"، والبداية والنهاية "11/ 101"، والمنتظم "6/ 57".
3 تاريخ بغداد "10/ 93".
256-
عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن علي البلْخيّ الحافظ. أبو عليّ1. محدِّث مصنِّف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي.
سمع من: قتيبة، وطبقته.
حج فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ.
وقال الحاكم: تُوُفّي ببلْخ سنة خمسٍ وتسعين، وقد حدّث ببغداد، ونَيْسابور عن: قُتَيْبَة، وإبراهيم بن يوسف، وعليّ بن حُجْر، وهُدْبة بن عبد الوهّاب.
روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، والجِعَابي.
صنَّف كتاب "التاريخ" وكتاب "العِلَل".
257-
عبد الله بن محمد بن العبّاس. أبو محمد السَّهْميّ الأصبهانيّ2.
عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن المغيرة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن سِياه، وعبد الله بن محمد عمر القاضي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ستٍ وَتِسْعِينَ.
258-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن صالح.
أبو محمد البكريّ السَّمَرْقَنْديّ الحافظ3.
حدّث ببغداد عن: أبي محمد الدّارِميّ، ورجاء بن مُرَجّا. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وغيرهما. تُوُفّيّ سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عُنِيَ بهذا الشّأن.
259-
عبد الله بن محمد بن حُمَيْد البغداديّ. الخيّاط المعروف بالإمام4.
روي عن: عاصم بن عليّ، وغيره.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحَيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن حميد المخرمي.
حدث قبل الثلاثمائة.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 529"، والمنتظم "6/ 79"، وتاريخ بغداد "10/ 93".
2 المعجم الصغير للطبراني، وذكر أخبار أصبهان "2/ 62".
3 تاريخ بغداد "10/ 101"، والمنتظم "6/ 108".
4 تاريخ بغداد "10/ 102".
260-
عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفَزَاريّ البغداديّ1.
عن: هَوْذَة، وداود بن رُشَيْد. وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وعيسى الرُّخَجيّ. توفي سنة ثلاثمائة.
لم يتكلّم فيه ولا في الخيّاط أبو بكر الخطيب بشيء.
261-
عبد الله بن محمد بن الْجَعد الأصبهانيّ الفُرْسانيّ2.
عن سهل بن عثمان وغيره وعنه أبو أحمد العسّال.
262-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحَكَم بن هشام بن الداخل عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك3.
الأمير أبو محمد الأُمويّ المروانيّ صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمسا وعشرين سنة، وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم.
كان صالحا تقيا، كثير العبادة والتلاوة، رافعا لعلم الجهاد، ملتزما للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهودة، منها غزوة "بلي"4 التي يضرب بها المثل. وذلك أنّ ابن حَفْصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفًا. فخرج الأمير عبد الله من قُرْطُبَة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابن حَفْصُون، وتبعه قتْلًا وأسرًا، حتّى قِيلَ: لم ينج من الثّلاثين ألفًا إلّا النّادر. وكان ابن حَفْصُون من الخوارج. وكان عبد الله أديبًا عالمًا.
ذكر ابن حزم قَالَ: ثنا محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعليّ بن عبد الله الأديب قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس جليلًا أديبًا، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يومًا، وكان عظيم اللّحْية، فلمّا رآه الأمير مقبلًا أنشد:
هِلَّوفة5 كأنّها جوالق
…
نكراء لا بارك فيها الخالق
1 تاريخ بغداد "10/ 103".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 69".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 155"، والنجوم الزاهرة "3/ 181"، وشذرات الذهب "2/ 233".
4 تاريخ ابن خلدون "4/ 135".
5 الهلوفة: اللحية الكثيفة الضخمة.
للعمل في حافاتها نفائق
…
فيها لباغي المتّكا مرافقُ
وفي احْتدام الصيّف ظلٌّ رائقُ
…
إنّ الّذي يحملها لمائقُ
ثم قَالَ: اجلس يا بربريّ: فجلس مسالمًا، فَقَالَ: أيّها الأمير، إنما كان النّاس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم. فأمّا إذا صارت جالبة للذُّلّ فلنا دُورٌ تُغْنينا عنكم، فإن حُلْتُم بيننا وبينها فلنا قبور تَسَعنا.
ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلِّم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي لذلك مدّة. ثمّ وَجَدَ الأمير لفْقده ونصيحته، فقال: لقد وَجَدْتُ لفقْد سليمان تأثيرًا، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، وَلَوَدِدْتُ أنّه ابتَدَأَنَا بالرَّغْبة. فَقَالَ له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلمه.
فذهب إليه، فأبطأ إذْنه عليه، ثمّ دخل فوجده قاعدًا لم يتزحزح، فَقَالَ: ما هذا الكِبْر؟ عهدي بك وأنت وزير السّلطان وفي أُبَّهَة رضاه تلقاني وتتزحزح لي في مجلسك. فَقَالَ: نعم، كنت حينئذٍ عبدًا مثلك، وأنا اليوم حُرّ.
قَالَ: فيئِس ابن غانم نفسه منه فخرج ولم يكلِّمْه، ورجع فأخبر الأمير بالإرسال إليه، ثم ولّاه1.
وروى ابن حزم بسندٍ له أنّ الأمير عبد الله استفتى تقيّ الدّين مَخْلَد في الزِّنْديق، فأفتاه، وذكر خبرًا.
تُوُفّيّ عبد الله في غُرّة ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وولي الأندلس بعده حفيده النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة.
263-
عبد الله بن المُعْتَز بالله محمد بن المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بن المُعْتَصمِ بن الرشيد2.
الأمير أبو العباس العباسي الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق. أخذ العربية والأدب عن: المبرد، وثعلب.
1 الحلية السيراء "1/ 124".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 42"، والمنتظم "6/ 84-88"، والعبر "2/ 104"، والنجوم الزاهرة "3/ 165"، والبداية والنهاية "11/ 108".
وعن: مؤدِّبه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ. وكان مولده في شعبان تسعٍ وأربعين ومائتين. روى عنه: مؤدِّبه أحمد، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وغيرهما.
وقد قامت الدّولة وتوثّبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتزّ في الخلافة فقال: بشرط أن لا يُقتل بسببي رجلٌ مسلم.
وكاد أمره يتم، ثم تفرق عنه جمعه وقبض عليه، وقُتِلَ سِرًّا في ربيع الآخر سنة ستٍّ وتسعين كما ذكرناه في الحوادث.
وقد رثاه عليّ بن محمد بن بسّام، فَقَالَ:
لله دَرُّك مِن مَلْك بمضْيعة
…
ناهيك في العقل والآداب والحَسَب
ما فيه لولا ولا ليت فينقصه
…
وإنّما أدْرَكَتْه حِرْفَةُ الأدب1
ومن شِعره:
مَنْ لي بقلبٍ صِيَغ من صخرةٍ
…
في جسدٍ من لؤلؤٍ رطبِ
جرحت خدِّيه بلَحْظي فما
…
برحت حتّى اقتصّ من قلبي2
ومن شِعره:
وإني لَمَعْذُورٌ عَلَى طولِ حُبّها
…
لأنَّ لها وجهًا يَدُلّ عَلَى عُذْري
إذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ
…
رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ
وتهتزُّ مِن تحت الثّيابِ كأنَّها
…
قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ في الورقِ الخضرِ
أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً
…
بِساحرةِ العينين طيِّبةِ النَّشْرِ
وله أيضًا:
أترى الجيرةَ الّذين تَدَاعَوْا
…
عندَ سَيْرِ الحبيبِ قبل الزَّوَالِ
علِموا أنّني مُقِيمٌ وقلبي
…
راحلٌ معهم أمام الْجِمَالِ
مثل صاعِ العَزِيز في أَرْحُلِ القو
…
م ولا يعلمون ما في الرحال
1 تاريخ بغداد "10/ 101"، والمنتظم "6/ 88".
2 المنتظم "6/ 86".
ما أغر المعشوق ما أهون العاشـ
ـشق، ما أقْتلَ الهوى للرّجالِ1#
ومن نثره: من تجاوز الكَفَاف لم يُغْنِهِ الإكثار2.
وقال: كلّما عَظُمَ قدْر المنافَس، عظُمَت الفجيعةُ به.
وقال: ربّما أوردَ الطَّمعُ ولم يصدر.
ومن ارتحله الْحِرْصُ، أفضاه الطَّلَب.
وقال: الحظّ يأتي من لا يأتيه.
وقال: أشقى النّاس أقربهم من الّسّلطان، كما أنّ أقرب الأشياء من النّار أسرعه إلى الاحتراق.
وقال: من شارك السُّلطان في عِزِّ الدّنيا، شاركه في ذُلّ الآخرة.
وقال: يكفيك للحاسد غَمُّهُ وقتَ سرورك.
وقيل: أنّه قَالَ هذه الأبيات عندما سُلِّم لمؤنس ليهلكه:
يا نفسُ صَبْرًا لعلّ الخير عُقْبَاكَ
…
خانَتْك مِنْ بعد طول الأمن دُنياكِ
مرَّت بنا سَحَرًا طيرٌ فقلت لها:
…
طُوباك يا ليتني إيّاكِ طوباكِ
إن كان قصدُك شَرْقًا فالسَّلامُ على
…
شاطئ الصَّراة ابلُغِي إنْ كان مَسْراكِ
من موثقٍ بالمنايا لا فكاكَ له
…
يبكي الدّماء على إلفٍ له باكي
أظنّه آخرَ يومٍ مِنْ عمري
…
وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي
264-
عبد الحميد بن عبد العزيز. القاضي أبو حازم السَّكُونيّ البصْريّ ثمّ البغدادي الحنفيّ الفقيه3.
يروي عن: محمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن المُثَنّى، وشُعَيب بن أيوب الصيرفي.
1 المنتظم "6/ 87".
2 أشعار أولاد الخلفاء "287".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 539"، والبداية والنهاية "11/ 99"، والمنتظم "6/ 52".
روى عنه: مُكْرَم بن أحمد، وأبو محمد بن زَبْر، وغيرهما. وكان ثقة. ولي قضاء الشَّرقيّة.
قال طلحة الشّاهد: وكان دَيِّنًا، عالمًا بمذهب أهل العراق وبالفرائض والْجَبْر والمقابلة، وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات.
أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العَمِّيّ، ومحمود الأنصاريّ أصحاب محمد بن شجاع البلْخيّ، وغيره. حتّى كان جماعة يفضّلونه على هؤلاء. فأمّا عقله فلا نعلم أنّ أحدًا رآه فَقَالَ إنّه رأى أعقل منه.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ في "طبقات الحنفيّة": ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصْرة بكر العَمّيّ، وغيره، وولي القضاء بالشّام، وبالكوفة، والكَرْخ من بغداد.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو عليّ التُّنُوخيّ، نا أبو بكر بن مروان القاضي: حدَّثني مُكْرَم بن بُكَيْر قَالَ: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدم شيخ ومعه غلام حَدَث. فادَّعى الشّيخ عليه ألف دينار، فأقرَّ بها. فَقَالَ للشيخ: ما تشاء؟ فَقَالَ: حبْسه.
فَقَالَ للغلام: قد سمعت، فهل لك أن تُوفيه البعض، وتسأله انتظارَك.
فَقَالَ: لا.
فَقَالَ الشيّخ: احبسه.
فتفرَّس فيهما أبو حازم ساعة ثمّ قَالَ: تَلَازَما حتّى أنظر بينكما.
فقلت: لِمَ أخرَ القاضي حبْسه؟ قَالَ: ويحك، إنّي أعرف في أكثر الأحوال وجه المُحِقّ من الْمُبْطِلَ. وقد وقع لي أنّ سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحقّ، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلّة تَغَاضِيهما في المحاورة وسكوتهما، مع عِظَم المال؟ فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر مُوسِر، فأذن له القاضي، فدخل وقال: قد بُلِيتُ بابنٍ لي حَدَث، يُتْلف مالي عند فُلان المُقَبِّن، فإذا منعته مالي احتال بحيلٍ تُلْجئني إلى التزام غُرْمه. وأقْرَبُهُ أنّه قد نَصَّب المُقَبِّن اليوم يطالبه بألف دينار. وبلغني أنّه قدّمه إليك ليحبس، وأقع مع أُمّه في نكدٍ إلى أن أزِنَها عنه.
فتبسَّم القاضي وقال لي: كيف رأيت؟ قلت: لهذا ومثله فضَّل الله القاضي.
فَقَالَ: عليَّ بالغلام والشيخ. فأُدْخِلا، فأرهب القاضي الشّيخ، ووعظ الغلام، فأقرَّ الشيخ وأخذ التّاجر بيد ابنه وانصرفوا1.
وقال أبو بَرْزَة الحاسب: لا أعرف في الدُّنيا أحسب من أبي حازم القاضي.
وقال القاضي أبو طاهر الذُّهَليّ: بَلَغَني أنّ أبا حازم القاضي جلس بالشَّرْقيّة، فأدَّب خصْمًا لأمرِ، فمات. فكتب رُقعةً إلى المعتضد يقول: إنّ دِيَة هذا واجبةٌ في بيت المال، فإنْ رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها إلى وَرَثَته فعل.
فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته2.
قلت: وكان المعتضد يجلّ أبا حازم ويُطيعه في الخير.
وبَلَغَنا أنّ أبا حازم لمّا احتضر جعل يبكي ويقول: يا ربّ مِنَ القضاء إلى القبر.
وله شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أدل فأكرم به من مدلو
…
من شادنٍ لدمي مُسْتَحِيلّ
إذا ما تعذَّر قابلتُه بذُلّ
…
وذلك جَهْد المُقِلّ
وأسلمت خَدّي له خاضعًا
…
ولولا ملاحَتَه لم أذلّ3
قَالَ محمد بن الفَيْض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة على قضاء دمشق إلى أن قدِم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو حازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زُرْعة محمد بن عثمان.
وقال الطَّحاويّ: مات ببغداد في جُمَادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وأما:
265-
أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر4.
1 تاريخ دمشق "9/ 402".
2 تاريخ دمشق "9/ 402، والمنتظم "6/ 54".
3 تاريخ دمشق "9/ 402".
4 تاريخ بغداد "5/ 108".
فآخر مِن أقرانه، لكنه تأخّرت وفاته إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
266-
وأبو حازم، بحاء، أحمد بن محمد بن نصر.
بغداديّ أكبر منهما، سمع: مَنْجاب بن الحارث، وجُبَارَة بن المُغَلِّس.
267-
عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد1. أبو صالح الزُّهْريّ الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزُّهْريّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، ومسلم بن شبيب، وجماعة. وعنه: العسّال، وأبو الشّيخ، وأحمد بن بندار.
توفي سنة ثلاثمائة.
268-
عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فَضَالَةَ الكِنانيّ الدّمشقيّ.
روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السري العسقلانيّ. وعنه: خَيْثَمة، وابن حَذْلَم، وأبو عبد الله بن مروان.
169-
عبد الرحمن بن إسحاق الثّقفي الدّمشقيّ. ويُعرف بابن الغامِديّ.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وجُمَح بن القاسم، وعبد الله بن عديّ، وعدّة.
وحدَّث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
270-
عبد الرحمن بن حاتم. أبو زيد المُرَاديّ المصريّ2.
عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفَرَج، وُنَعْيم بن حسّان. وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
271-
عبد الرحمن بن عبد الوارث. أبو القاسم التُّجَيْبيّ المصريّ.
عن: يوسف بن عدي، وغيره.
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 113".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 241".
توفي سنة تسعٍ وتسعين تقريبًا. مات في عشر المائة.
272-
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. أبو عبد الله المَرْوَزِيّ الشاسجرديّ.
سمع: عبد الله بن عثمان بن عَبْدان، وغيره. وعنه: الفقيه محمد بن محمود المَرْوَزِيّ.
عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عَبْدان.
273-
عبد الرحمن بن عبد الصّمد. أبو هشام السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، وجُنَادة بن مروان، ومحمد بن عابد، وإبراهيم بن عبد الله بن العلّان.
وروى عنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، وأبو عَمْرو بن فَضَالَةَ، وجُمَح، وآخرون.
274-
عبد الرحمن بن القاسم بن الفَرَج بن عبد الواحد. أبو بكر الهاشميّ الدّمشقيّ المعروف بابن الرّؤاسيّ.
عن: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغساني، وطائفة. وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمرو بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون.
وقال: سمعت من أبي مُسْهِر وأنا ابن إحدى عشرة سنة.
قلت: لم يورّخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين.
وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظي، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلْق.
275-
عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم1. أبو يحيى الرازيّ الحافظ، إمام جامع أصبهان. صنف "المسند" و"التفسير"، وغير ذلك.
وكان من علماء أصبهان.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 241"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 112".
روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزُّهْريّ، وطائفة. وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشَّيخ، وعبد الرحمن بن سِيَاه، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
276-
عبد الرحمن بن معاوية1. أبو القاسم الطَّبَريّ الأُمويّ العُتْبيّ المصريّ. عن: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي.
وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما.
توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
277-
عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق2. الأنطاكي الوراق المقرئ.
روى الحروف عن: أحمد بن حبيب.
وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزّاق، وأحمد بن يعقوب النّائب، وأبو بكر النّقّاش، ومحمد بن أحمد الدّاجونيّ، وجماعة. وقيل: قرأ على ابن ذَكْوان.
278-
عبد السلام بن أحمد بن سُهَيْل بن مالك. أبو بكر البصْريّ نزيل مصر.
سمع: هشام بن عمّار، وعيسى بن زُغْبَة، وجماعة. وعنه: حمزة الكِنَانيّ، وجعفر حيزان، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتًا الحسين بن رشيق.
قَالَ ابن يونس: كان صالحًا صدوقًا، تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
279-
عبد السّلام بن سهل البغداديّ السُّكَّريّ. نزيل مصر3.
سمع: يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن عبد الله الأزديّ. وعنه: ابن شَنَبُوذ المقرئ، والطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الآخر أيضًا سنة ثمانٍ أيضًا. فقد اتفقا في أشياء.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 240".
2 غاية النهاية "1/ 384".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 248".
280-
عبد السّلام بن العبّاس الحمصيّ1.
عن: هشام بن عمّار، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وغيرهما.
281-
عبد الصمد بن محمد بن أبي عِمران. أبو محمد العَيْنُونيّ المقرئ2.
قرأ على عَمْرو بن الصّبّاح صاحب حفص.
قرأ عليه: أبو بكر النّقّاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق، وصالح بن أحمد، وغيرهم. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين بعَيْنُون.
282-
عبد العزيز بن أحمد. أبو القاسم البغداديّ3.
عن: أبي كامل الجحدريّ. وعنه: محمد بن مَخْلد، والطَّبَرانيّ.
283-
عبد العزيز بن محمد. أبو عَمْرو الحارثيّ الهمدانيّ.
عن: محمد بن عُبَيْد الأَسَدي، وهنّاد بن السَّريّ، وَسَلَمَةَ بن شبيب، وطائفة. وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن مُعَاذ الشّعْرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ويُعرف بَعْمرُون.
284-
عبد الغفار بن أحمد. أبو الفوارس الحمصيّ4.
حدَّث بأصبهان عن: محمد بن مُصَفَّى، والمسيّب بن واضح، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة. وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الأصبهانيّون.
285-
عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس5. أبو عمر الأنصاريّ البخاريّ.
الأندلسيّ البصْريّ.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 248".
2 معجم البلدان "3/ 765"، وغاية النهاية "1/ 391".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 254".
4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 132".
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 252".
عن: أبيه. وعن: سليمان الشّاذكونيّ. وعنه: الطَّبَراني.
توفي سنة إحدى وتسعين.
286-
عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ المصري1.
عن: أبيه. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي في رمضان سنة سبعٍ وتسعين.
287-
عُبَيْد الله بن أحمد بن سليمان. أبو محمد بن الصّنّام القُرَشيّ الرّمْليّ.
عن: أبي عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وجماعة. وعنه: أبو عمر بن فَضَالَةَ، والفضل بن جعفر المؤذّن، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة تسع وتسعين.
288-
عُبَيْد الله بن طاهر بن الحسين2. الأمير أبو أحمد الخُزَاعيّ الطّاهريّ الخُراسانيّ.
وُلِد سنة ثلاثٍ وعشرين ومائتين. وروى عن: أبي الصَّلْت الهَرَويّ، والزُّبَيْر بن بكّار. وعنه: الصُّوليّ، وعمر بن الحَسَن الأشْنانيّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا فصيحًا.
ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوال سنة ثلاثمائة.
وهذه الأبيات السّائرة له:
وَاحَزَنِي من فراقٍ قومٍ
…
هُم المصابيحُ وَالحُصُونُ
وَالأُسْدُ وَالْمُزْنُ الرّواسي
…
والأَمنُ والحِرْص وَالرُّكُونُ
لم تتغيّر بنا اللّيالي
…
حتّى تَوَفَّتْهُمُ الْمَنُونُ
فكلُّ نارٍ لنا قلوبٌ
…
وكلُّ ماءٍ لنا عُيُونُ
ومن شعره:
سَقَتْني في ليل شبيهٍ بشعـ
…
ـرها شبيه بعين رقيب
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 247".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 62"، والبداية والنهاية "11/ 119"، والنجوم الزاهرة "3/ 180".
فما زلت في ليلتي شعر ومن
…
دُجى وشمسَيْن ووجه حبيب
وله:
ألم ترَ أنّ الدَّهر يهدم ما بنى
…
ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أَسْدى
فمن سَرَّه أنْ لا يرى من يَسُؤه
…
فلا يتّخذ شيئًا يخاف له فَقْدا
وقد ولي الأمير عُبَيْد الله إمرة بغداد مدة.
ومات في شوّال سنة ثلاثمائة.
289-
عبيد الله بن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد1. أبو شُبَيْلٍ البغداديّ.
عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل. وعنه: أبو بكر بن الأنباري، وعثمان بن السمّاك، وأحمد بن كامل. وثّقه الخطيب. وتُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
290-
عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير2. أبو مروان اللَّيْثيّ مولاهم الأندلسيّ القُرْطُبيّ الفقيه.
حمل عن أبيه العلم، وسمع منه "الموطأ"، ورحل للحجّ والتّجارة بعد موت والده.
وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقيّ شيئًا يسيرًا.
وببغداد من: أبي هشام الرِّفاعيّ. وطال عُمره، تنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه. وكان جليلًا نبيلًا كبير الشأن.
ذكره ابن الفرض في "تاريخه" فَقَالَ: روى عن أبيه عِلْمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلًا كريمًا عاقلًا، عظيم الجاه والمال، مقدَّمًا في الشُّورَى، منفردًا برئاسة البلد، غير مُدَافَع.
روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعْيَن، وأحمد بن مُطَرِّف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصَّدفي لا الأُمويّ، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان
1 تاريخ بغداد "10/ 430".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 531"، والعبر "2/ 111"، وشذرات الذهب "2/ 231".
آخر من حدَّث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.
تُوُفّي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلّى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة.
قَالَ ابن بَشْكُوال في غير "الصِّلَة": كان مولى سمحًا جوادًا، كثير الصداقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرّةً شيخًا ضعيفًا، فأعطاه مائة دينار. ولقد قِيلَ إنّه شوهد يوم موته البواكي عليه من كلّ ضَرْب، حتّي اليهود والنَّصَارى. وما شوهد قطّ مثل جنازته، ولا سُمِع أحدٌ حكى أنَّه شهد بالأندلس مثلَها، رحمه الله.
291-
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحيم1. أبو القاسم بن البَرْقيّ المصريّ.
عن: ابنه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد الحدّانيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ. تُوُفّي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. قَالَ النَّسائيّ: صالح؛ ويقال: إنّه روى عنه.
292-
عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه2. القاضي أبو بكر العُمَريّ المدنيّ.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزُّهريّ، وأبي الطاهر بن السَّرح المصريّ، وغيرهم.
وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطَّبَرانيّ، وجماعة. قَالَ النَّسائي: كذاب3.
وقال أبو القاسم بن عساكر: ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولى قضاء دمشق أيام خُمَارَوَيْه بن طولون. قلت: حدَّث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
293-
عُبَيْد العِجْل. واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو علي البغدادي4.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 236".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 235"، والبداية والنهاية "3/ 29"، وميزان الاعتدال "3/ 15".
3 تاريخ دمشق.
4 المعجم الصغير للطبراني "1/ 140"، وتاريخ بغداد "8/ 93".
عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة.
وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن السنة، والطبراني، وآخرون.
قال الخطيب: كان متقنا حافظا1.
وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ "المسند" خاصة.
وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وكان من تلامذة ابن مَعين، وهو لقّبَه بعُبَيْد العِجْل.
قَالَ ابن عقْدَة، فيما رواه عنه ابن عديّ: كنّا نحضر مع عُبَيْد عند الشيوخ وهو شاب فيتخّير لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلِّمُه فلا يردّ، فإذا فرغ قلنا: كلّمناك فلم تُجِبْنا.
قَالَ: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عنّي ما في رأسي، يمّر بي حديث الصَّحابي، فكيف أجيبكم وأنا أحتاج أن أفكر في مُسْنَد ذلك الصَّحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا؟ أخاف أن أزلّ في الانتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي.
294-
عثمان بن عَمْرو. أبو عَمْرو الضَّبّيّ البصْريّ2.
عن: الوليد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم. وعنه: الطبراني.
295-
علي بن المكتفي بالله3.
أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أبي العبّاس أحمد بن الموفق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكّلُ عَلَى اللَّه جعْفَر بن المُعْتَصمِ بن الرشيد العبّاسيّ.
وُلِد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وكان يُضْرَب المثل بحُسْنه في زمانه. كان معتدل
1 تاريخ بغداد "8/ 94".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 189".
3 تاريخ بغداد "11/ 316"، والمنتظم "6/ 31"، والبداية والنهاية "11/ 94"، والنجوم الزاهرة "3/ 183"، وشذرات الذهب "2/ 219".
القامة، دُرّيّ اللون، أسود الشَّعر، حَسَن اللّحْية، جميل الصُّورة1.
بُويع بالخلافة عند موت والده في جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وثمانين، فكانت أيّامة ستّة أعوام ونصفًا. أخذ له أبوه الْبَيْعَةَ في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسن القاسم بن عُبَيْد الله.
ومات شابًّا في ذي القعدة سنة خمسٍ وتسعين. بويع من بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصحّ عنده أنه قد احتلم.
وذكر أبو منصور الثَّعالبي قَالَ: حكى إبراهيم بن نوح أنّ الّذي خلّفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عَيْن، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاثٌ وستُّون ألف ثَوْب.
296-
عليّ بن أحمد بن الصَبّاح القَزْوينيّ2.
الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.
روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه. ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة. وفي رحلته من: بُنْدار، وطبقته بالعراق. ومن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار بالشّام.
وثّقه الخليليّ قَالَ: سمعت الحَسَن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أنّ عليّ بن أبي طاهر لمّا دخل الشام وكتب الحديث، جعل كُتُبَه في صندوق وعمله بالقبر، وركب البحر، فاضطّربت السّفينة وماجت بهم، فألقى الصَّنْدوق في البحر ثمّ سكنت السّفينة، فلمّا خرج منها أقام على السّاحل ثلاث ليالٍ يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثّالثة، وقال: إنْ كان طلبي ذلك لوجهك وحبّ رسولك فأغِثْني بردّ ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق مُلْقى عنده.
قَالَ: فرجع، وأتى على ذلك بُرْهة من الدَّهْر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه.
1 تاريخ بغداد "11/ 318".
2 التدوين في أخبار قزوين للرافعي "3/ 329".
قَالَ: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فِي منامي، ومعه عليّ رضي الله عنه، فَقَالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لي: يا عليّ من عامل الله بما عاملك على شطّ البحر، لا يمتنع من رواية أحاديثي.
فقلت: قد تبت إلى الله؛ فدعا لي وحثني على الرّواية.
ذكرها الخليليّ في مشايخ أبي الحَسَن القطّان.
وقال: مات سنة نيِّفٍ وتسعين ومائتين.
397-
عليّ بن أحمد بن النَّضر أبو غالب الأزْدي البغداديّ1. أخو محمد.
عن: عاصم بن عليّ، وسَعْدُوَيه الواسطيّ، ويحيى بن يوسف الزمن، وعلي بن المديني، وعبيد الله العبْسيّ.
وعنه: جعفر الخالديّ، وابن قانع، وأبو بكر الشافعيّ، والطَّبَرانيّ، وطائفة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
وقال أحمد بن كامل: تُوُفّي سنة خمس وتسعين وقال: لا أعلمه ذُمَّ في الحديث.
298-
عليّ بن إسحاق بن إبراهيم2. أبو الحَسَن الأصبهانيّ الملقَّب بالوزير.
سمع: إسماعيل بن موسى الفرّاء، وأبا كُرَيْب، والحَسَن بن قَزَعَة، وعبد الجبار بن العلاء المكّيّ، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ. وقيل له: الوزير؛ لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفُرات الحافظ. قَالَ أبو الشّيخ: كان حَسَن الحديث.
299-
عليّ بن جَبَلَة بن رُسْتَة بن زيد بن جَبَلَة.
أبو الحَسَن التميميّ الأصبهانيّ3.
سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 193"، وتاريخ بغداد "11/ 316".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 198"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 11".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 197"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 8".
وعنه: الطَّبَراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين.
300-
عليّ بن الحسين بن شَهْرَيار الرّازيّ.
نزل نَيْسابُور، وحدَّث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدنّي. وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن مهران، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين، قاله حفيده أبو الحَسَن. وفي بعض النُّسَخ اسم أبيه: الحَسَن.
301-
على بن الحسين بن الْجُنَيْد1.
أبو الحسن الرّازيّ الحافظ، ويُعرف ببلده بالمالكيّ، لجَمْعه حديثَ مالك. وكان واسع الرّحلة، بصيرًا بهذا الفنّ، خبيرًا بالرّجال والعِلَل.
سمع: أبا جعفر النُّفَيْليّ، والمُعَافَى بن سليمان، وجماعة بالجزيرة. وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة بدمشق. وأبا مصعب الزُّهْريّ، وجماعة بالحجاز. وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر. ومحمد بن عبد الله بن نُمَير، وغيره بالكوفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن إسحاق الضُّبَعيّ الفقيه، ودَعْلَج السّجْزيّ، وأبو أحمد العسّال، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأحمد بن الحَسَن بن ماجة، وطائفة.
وقع لي حديثه بعُلُوّ، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزُّهْريّ.
وتُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين. قَالَ ابن أبي حاتم: صدوق ثقة. وأرّخه الخليليّ سنة ثمانٍ وثمانين. وقال: هو حافظ علم مالك بن أنس صاحبه.
302-
عليّ بن الحسين بن عبد الرّحيم.
أبو الحسن النيسابوري2.
1 الجرح والتعديل "6/ 179"، سير أعلام النبلاء "14/ 16"، وشذرات الذهب "2/ 208".
2 تاريخ جرجان للسهمي "423".
حدَّث عن: بِشْر بن الحَكَم، وإسحاق بن راهَوَيْه. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وغيره بجُرْجان.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
303-
عليّ بن الحسين بن مِهْران.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصّفّار. آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التّميميّ. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
تُوُفّي في رجب سنة خمس وتسعين.
وروى أيضًا عن: إسحاق بن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر.
304-
عليّ بْن حسنوية البغدادي القطان1.
عَنْ: محمد بن زياد الزّياديّ، وحَوْثَرة المقرئ، والحَسَن بن عرفة، وطبقتهم. وعنه: أبو الحسن الزَّيْنبيّ، وعليّ الرزاز. وأرخه الخطيب ووثَّقه.
305-
عليّ بن حماد بن هشام العسكريّ الخشّاب2.
عن: عليّ بن المدينيّ، وعبد الأعلى الذّمّيّ، وطبقتهما. وعنه: مخْلَد الباقَرْحَيّ، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة أيضًا.
306-
عليّ بن رازح بن رجب الخَوْلانيّ. المصريّ.
عن: حَرْمَلَة، ومحمد بن رُمْح. وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبْعٍ وتسعين.
307-
عليّ بن سعيد بن بشير بن مهران3.
أبو الحَسَن الرّازيّ الحافظ نزيل مصر.
1 تاريخ بغداد "11/ 421".
2 تاريخ بغداد "11/ 420".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 195"، وسير أعلام النبلاء "14/ 145"، والنجوم الزاهرة "3/ 184"، وشذرات الذهب "2/ 234".
عن: عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي، وجُبَارَة بن المُغَلِّس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجِيح المصريّ، وبِشْر بن مُعَاذ العَقَديّ، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكيّ، ونوح بن عَمْرو السَّكْسكيّ، وخلْق كثير.
وعنه: أبو سعيد بن الأَعرابي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومُحَمَّد بن أحمد بن خَرُوف، وسليمان الطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عنه، فَقَالَ: لم يكن في حديثه بذلك. سمعت بمصر أنّه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فَيُمَاطَلُونَه، فجمع الخنازير في المسجد؛ فقلت: كيف هو بالحديث؟ قَالَ: حدَّث بأحاديث لم يُتَابَع عليها.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
قلت: وكان يُعرف بعُلَيْك. والعجم إذا أرادوا أن يصغّروا اسمًا زادوه كافًا، فهو علامة التّصغير في لسانهم.
308-
عليّ بن سعيد العسكريّ1. الحافظ. صاحب كتاب "السّرائر".
سيأتي سنة ثلاث عشر وثلاثمائة.
309-
عليّ بن طَيْفور بن غالب النَّشَويّ2. أبو الحَسَن نزيل بغداد.
سمع: قُتَيبة بن سعيد. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ، وعمر بن نوح البجلي، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة، في صَفَر. وثّقه أبو بكر الخطيب.
310-
عليّ بن عمر بن توبة الخَولانيّ المَوْصليّ.
عن: عليّ بن المَدينيّ، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة. وعنه: يزيد الأزديّ في تاريخه. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
311-
عليّ بن غالب بن سلام. أبو الحَسَن السَّكْسكيّ البَتَلْهيّ.
عن: عليّ بن المَدِينيّ، وعبد الأعلى النَّرْسيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عليّ بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 463"، وتاريخ جرجان للسهمي "303"، والعبر "2/ 114".
2 تاريخ بغداد "11/ 442"، والمنتظم "6/ 119".
وقع لنا نسخة عليّ بن المَدِينيّ من طريقه، وقد حدَّث ببيت لِهْيا في ذي القعدة سنة إحدى تسعين.
312-
عليّ بن القاسم الضّبّيّ البغدادي1.
عن: العلاء بن مَسَلْمَة، وحَجّاج بن الشّاعر. وعنه: أبو عمر بن السماك، وأبو علي بن الصّوّاف. مات سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
313-
عليّ بن محمد بن عبد الوهّاب بن جَبَلة. أبو أحمد المروزي الكاتب2.
حدث بأصبهان في سنة إحدى أيضًا.
عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعبد الله بن صالح العِجْليّ، وأبي بلال الأشعريّ، والحَسَن بن بشير البَجَليّ.
وعنه: أحمد بن بُنْدار الشّعّار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب: تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
314-
عليّ بن محمد بن عيسى3. أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الهَرَويّ الْجَكّانيّ. وجَكّان: محّلة على باب هَرَاة. كان مُسْنَد وقته ببلده.
رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوُحَاظيّ، ومحمد بن وهْب بن عطية، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الرّخّاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَنيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَمْرُوَيْه، وطائفة.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين وقد وُثِّق.
315-
عليّ بن أحمد بن يزيد بن عُلَيْل. أبو الحسن المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وجماعة. وعنه: ابن يونس، والمصريون.
توفي سنة ثلاثمائة.
1 تاريخ بغداد "12/ 52".
2 تاريخ بغداد "12/ 61"، والمعجم الصغير للطبراني "1/ 197".
3 معجم البلدان "2/ 148".
316-
عِمران بن موسى بن حُمَيْد. أبو القاسم المصريّ، ابن الطّبيب.
عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النّقّاش صاحب "التّفسير"، وحمزة الكِنانيّ. توفي في شوال سنة خمس.
317-
عمر بن أحمد بن بشر1. أبو الحسين، وقيل: أبو بكر بن السني البغدادي.
حدث بأصبهان عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وعبد الحميد بن بَيَان، وغيرهما. وعنه: أحمد بن جعفر السمسار، وأبو بكر القبّاب. بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
وقال الخطيب2 أبو بكر: عامة أحاديثه مستقيمة.
318-
عمر بن حفص السَّدُوسيّ البصْريّ. أبو بكر3.
سمع: عاصم بن عليّ، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعريّ. وعنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطّبَرانيّ، وجماعة. وثّقه الخطيب.
وتُوُفّي في صفر سنة ثلاثٍ وتسعين.
319-
عمر بن حفص الهَمداني البُخاريّ السَّبِيريّ4.
نسبة إلى قرية ببُخَارى. سمع: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ. وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين في صَفَر، وله مائة سنة. ويُعرف بالرّباطيّ.
320-
عَمْرو بن بحر الأَسَديّ الصُّوفيّ.
أكْثَرَ من التَّطْواف، وصحِب ذا النون المصري.
1 تاريخ بغداد "11/ 217".
2 تاريخ بغداد "11/ 217".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 185"، وتاريخ بغداد "11/ 216".
4 معجم البلدان "3/ 187"، واللباب "2/ 102".
وسمع من: هشام بن عمّار، ودُحَيْم. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والأصبهانيّون.
321-
عَمْرو بن حازم القُرَشيّ.
عن: صفوان بن صالح الدّمشقيّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وغيرهم.
توفي قبل الثلاثمائة.
322-
عَمْرو بن الحافظ أبي زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النَّصْريّ الدّمشقيّ.
عن: سليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح. حدَّث سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
323-
عَمْرو بن عبد الله بن عبد الوهّاب. أبو الحَسَن الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: كان يَغْشَى والدي، وكان صالحًا. تُوُفّي في ذي القعدة سنة "
…
"1 وتسعين، وكان مُوَثَّقًا.
324-
عَمْرو بن عثمان المكّيّ الزّاهد. شيخ الصُّوفيّة2.
قِيلَ: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: غير ذلك. وسيأتي بعد الثلاثمائة.
وذكر السُّلميّ أنه مات ببغداد؛ وكان قد قدِم من مكّة. وقد ولي قضاء جَدّة، فما عادهُ الْجُنَيْد في مرضه.
325-
عيسى بن خدابنده3. أبو موسى الأزدي.
عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
1 بياض في الأصل.
2 صفة الصفوة "2/ 440"، والمنتظم "6/ 93"، وشذرات الذهب "2/ 225".
3 تاريخ بغداد "12/ 224".
326-
عيّاش بن محمد بن عيسى البغداديّ الجوهريّ1.
عن: سُرَيْج بن النعمان، وأحمد بن حنبل. وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وثّقه الخطيب. وتُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
327-
عيسى بن محمد بن عيسى2. أبو العبّاس الطَّهْمانيّ المَرْوَزِيّ الكاتب اللُّغَويّ، إمام أهل اللُّغَة في زمانه.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر، وعلي بن خَشْرَم، وطائفة. وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنْبريّ، وعمر بن علك الْجَوهريّ.
وكان رئيسًا نبيلًا كثير الفضائل.
سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث.
وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العباس، فذكر قصة المرأة التي تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة. فَقَالَ: إنّ الله مُظْهِرًا ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عَيَانًا، وشاهدناه في زماننا أنْ وردتُ عان مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأُخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر؛ ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي.
وحضر مجلس محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلف
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 256" وتاريخ بغداد "12/ 279".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 571"، وشذرات الذهب "2/ 210"، وتاريخ بغداد "11/ 170".
أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه.
قَالَ عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيتٍ، ويُغلقون عليها.
قَالَ: فلما تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يومًا فيومًا. وأنّها ولدت عدّة أولاد. وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.
قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثّر على أهل الثُّغور، وألح عن أهل خُوارزم، وكان وُلاةُ خُوارزم يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف وأنه أقبل مرّةً في خيوله فعاثَ وأفسدَ وقتل فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد. وأنّ وادي جَيْحُون، وهو الّذي في أعلى نهر بلْخ، وهو وادي عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسرًا لأهل البلد، يسير على القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا.
قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحُصَيْن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يَتَوَافَى العسكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحَرجَة فحاربوا أشدّ حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان.
قالت: ورفعت النّيران من المناظر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ
المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيئذ زهاء أربعمائة جَنَازة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النّاس من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صَدْرًا، فنمت، فرأيت كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها وَالِهَةً حُزْنًا أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين.
فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة الثرى، طيّبة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جُلُوس حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة. فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها؟ فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العَسَل، وألْين من الزّبد، فأكلتها. فلمّا استقرّت في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت.
فانتبهت وأنا من شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن.
قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منك رِيح؟ قالت: لا. قلت: والحيض؟ أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟ قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟ قلت: لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ. قالت: لا أحتاج.
قلت: فتنامين؟ قالت: نعم.
قلت: فما تَرين في منامك؟ قالت: مثل النّاس.
قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟ قالت: ما أحسست بالجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام.
وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسي ولدي.
قلت: فهل تجدين البْرد؟ قالت: نعم.
قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟ قالت: نعم، ألست من البشر؟ قلت: فتتوضين للصلوات؟ قالت: نعم.
قلت: ولِمَ؟ قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنّوم.
وذُكِر أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيسًا وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مَشَت.
قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه.
فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قَالَ: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه.
وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة ستِّ وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن.
قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. فَأمُر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك.
فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تَعَجُّبُه، وقال: لا ينكر الله قدره.
وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله. قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السبعمائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور.
وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تَذكِرته عن الفاروثيّ مثل ذلك، عند رجل كان بالعراق بعد السّتّمائة1.
328-
عيسى بن محمد. ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النوشري2.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 572".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 46"، والنجوم الزاهرة "3/ 171".
من كبار القُوّاد المشهورين. ولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتُدِبَ لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته.
وولى إمرة مصر للمكتفي بالله بعد السّبعين ومائتين، عند زوال الدّولة الطُّولونيّة، وطال عُمره، وعظُمت حُرْمته.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين في شَعْبان.
329-
عيسى بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج بن محمد. الفقيه أبو محمد الإفريقيّ1 المغربيّ، عالم إفريقيه وشيخها.
أخذ عن: سَحْنُون بن سعيد الفقيه، وغيره. وعنه: تميم بن محمد القَرويّ، وحمدون بن مجاهد الكلبيّ الفقيه، ولُقْمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجّام، وطائفة كثيرة. كان إمامًا ورعًا ثقة، متمكّنًا من الفقه والآثار، صاحب خُشُوع وعِبادة، وكان يشبه بسحنون في سمته وهيبته.
وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله.
بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قَالَ له: لئن لم تَلِ القضاء لأقتُلنَّك. وأغلَظ له. فتولّى القضاء. ولم يأخذ رِزقًا. وكان يستقي بالْجَرّة، ويركب الحمار، ويترك التّكلُّف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
330-
عيسى بن هارون الزّاهد. أبو أحمد الهَمْدانيّ.
رحل وكتب العِلم عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وهَنّاد بن السَّرِيّ، وطائفة. وعنه: الفضل بن الفضل الكِنْديّ، وأبو بكر بن خارجة النَّهَاونْديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
331-
عيسى بن يزيد بن خالد بن "
…
"2 المصريّ المَعَافِريّ. أبو عقِب. روى عن: أبيه. وعنه: هارون بن سعيد. كان بالإسكندرية.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 573"، وشذرات الذهب "2/ 220".
2 بياض في الأصل.
"حرف الفاء":
332-
فاتك بن عبد الله. مولى المعتضد1.
كان من كبار الأمراء. وتَرَقَّت سعادته في أيّام المكتفي. ذكرنا أنّه قُتِلَ مع العباس الوزير.
333-
الفضل بن أحمد الأصبهانيّ2.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ. قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: خَلَطَ، فَتُرِكَ حديثُه.
334-
الفضل بن صالح الهاشميّ المنصوريّ3.
عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ.
وكان ثقة. توفي سنة ثلاثمائة.
335-
الفضل بن عبد الله بن مَخْلَد4. أبو نُعَيْم التَّميميّ الْجُرْجانيّ القاضي. رحّال جوّال.
سمع: قُتَيْبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدّمشقيّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وعيسى بن زُغْبَة، وأبا الطاهر بن السَّرْح، وخلْقًا.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والزبير بن عبد الواحد الاستراباذيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
قَالَ الإسماعيليّ: صدوق، جليل.
وقال حمزة السَّهْميّ: تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين.
336-
الفضل بن العبّاس بن مِهْران. أبو العبّاس5.
1 المنتظم "6/ 80"، وتجارب الأمم "1/ 5"، والتنبيه والإشراف "327".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 263"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 155".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 263"، وتاريخ بغداد "12/ 374".
4 تاريخ جرجان للسهمي "186".
5 ذكر أخبار أصبهان "2/ 152".
عن: ابنُ بُكَيْر، وبشّار بن موسى، وداود بن عمرو الضبي، جماعة. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضًا. قَالَ أبو نُعَيْم: ثقة مأمون.
337-
الفضل بن العبّاس بن الوليد البغداديّ البُزُوريّ1.
ويقال: السَّقَطيّ. ويقال: "حدّث عن يحيى بن عثمان الحربيّ"2، وسُوَيْد بن سعيد، وداود بن رُشَيْد.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطبراني.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
338-
الفضل بن محمد. أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد3.
روى عن: ابن يونس اليَرْبُوعيّ، ويحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن سَمَاعَة. وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السَّقَطيّ، وأبو محمد بن "ماسي"4. تُوُفّي في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين. وثّقه الخطيب.
339-
الفضل بن هارون الفقيه. تلميذ أبي ثَوْر5.
حدّث عن: داود بن رُشَيْد، ومحمد بن أبي مَعْشَر، وجماعة. وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، والطَّبرانيّ. وتُوُفّي سنة نيِّفٍ وتسعين. ذكره الخطيب.
340-
الفَيْض بن الخَضِر. أبو الحارث الأَوْلاسيّ الزّاهد. نزيل طَرَسُوس6.
حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ. وعنه: أبو عَوَانة الإسفرائينيّ، ومحمد بن سهل الفَرَغَانيّ، ومحمد بن المنذر شُكر، وغيرهم.
وتُوُفّي بطَرَسوس سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 262"، وتاريخ بغداد "12/ 372".
2 بياض في الأصل. مستدرك من المصدرين السابقين.
3 تاريخ بغداد "12/ 373"، والمنتظم للجوزي "6/ 56".
4 بياض في الأصل. مستدرك من تاريخ بغداد.
5 المعجم الصغير للطبراني "1/ 261"، وتاريخ بغداد "12/ 372".
6 المنتظم "6/ 93"، والكامل في التاريخ "8/ 59"، واللباب "1/ 94".
"حرف القاف":
341-
القاسم بن أحمد بن يوسف1.
أبو محمد التَّميميّ الكوفيّ المعروف بالخيّاط. شيخ القراء في وقته.
قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشموني ختمًا. أخذ عنه: سعد بن أحمد الإسكافي، والحسين بن داود النّقّار، وابن شَنَبُوذ، ومحمد بن أحمد بن الضحاك، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
قَالَ النّقّار: قرأت عليه أربعين ختْمه2.
وقال النّقّاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسعٍ وثمانين.
قَالَ النّقّار: سمعت إجماع النّاس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم3.
قَالَ الدّانيّ: تُوُفّي بعد التّسعين.
342-
القاسم بن أبي حرب البصْريّ. أبو سعيد.
حدَّث في سنة ثلاثّ وتسعين عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الله بن مُعَاذ، وجماعة.
343-
القاسم بن خالد بن قَطَن. أبو سهل المَرْوَزِيّ الحافظ محدّث مَرْو4.
سمع: حَبّان بن موسى، إسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حُجْر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن المَدِينيّ، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبا كامل الْجَحْدَريّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وعبد الوهّاب بن نَجْدة الحَوْطيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، وخلْقًا بالشّام، والعراق، والجزيرة، وخراسان.
وعنه: أبو العباس الدغولي، وعمر بن على الْجَوْهريّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
تُوُفّي في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين.
1 تاريخ بغداد "12/ 438"، وغاية النهاية "2/ 16".
2 غاية النهاية "2/ 17".
3 غاية النهاية "2/ 17".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 544".
344-
القاسم بن عاصم المُراديّ الأندلسيّ. التّاجر1.
سمع ببغداد من: أحمد بن مُلاعب، وغيره. وعنه: قاسم بن أصبغ. توفي سنة ثلاثمائة.
345-
القاسم بن عبد الواحد بن حمزة2.
أبو بكر البكري العجلي القُرْطُبيّ.
عن: بقيّة بن مَخْلَد، وغيره.
وسمع بمكّة من: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وابن مَيْسَرة. وببغداد من: أحمد بن خَيْثَمَة، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي دُلَيْم، وغيره. تُوُفّي سنة بضعٍ وتسعين.
346-
القاسم بن عبد الوارث الوراق3.
عن: أبي الربيع الزّهْرانيّ، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة أربعٍ.
347-
القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي4. البغداديّ الوزير.
ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عُبَيْد الله سنة ثمانٍ وثمانين.
وَنَهَضَ القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، فأخذ البيعة للمكتفي. ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفًا وأيّامًا. وولى بعده العبّاس بن أيّوب الوزير الّذي قُتِل مع ابن المعتزّ.
وكان القاسم من ظَلَمَة الوزراء ومُتَموِّليهم. بَلَغَنَا أنه كان يدخله في السنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار.
1 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 358".
2 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 358".
3 المعجم الصغير للطبراني "1/ 267".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 18"، والبداية والنهاية "11/ 98"، والنجوم الزاهرة "3/ 123".
ولعِزَّة أبيه على المعتضد استوزر وَلَدَه هذا بعده، وكان شابًا غِرًّا بالأمور، قليل التَّقْوَى، وإنما أنفق على المكتفي لأنّه خدمه، وثبّت له الأمور، وكان مع قلّة خبرته سفّاكًا للدّماء، حَمَلَ المكتفي على قتْل بَدْر، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفّق ابن عم المكتفي. ولمّا مات أظهر النّاس الشَّماتَةَ بموته.
وقال الصُّوليّ: قَالَ أبو الحارث النَّوْفَليّ: كنت أبغض القاسم بن عُبَيْد الله لكُفْره، ولمكْروهٍ نالني منه.
قَالَ ابن النّجّار: وأخذ البيعة للمكتفي، وكان غائبًا بالرَّقَّة، وضبط له الخزائن، فعظُم عنده، ولقّبه والي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوّج ولده محمد بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار.
قَالَ ابن النّجّار: كان جوادًا ممدَّحًا إلّا أنّه كان زِنْديقًا، فاسد الاعتقاد.
وكان أبو إسحاق الزّجّاج مؤدّبه، فنال في وزارته منه مالًا جزيلًا. كان يقضي أشغالًا كبارًا عنه، فيأخذ عليها، حتّى حصّل نحوًا من أربعين ألف دينار. وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.
لم يُكمل القاسم ثلاثًا وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعينًا قَالَ الصُّوليّ: ثنا شاذي المُغَنّي قَالَ: كنت يومًا عند القاسم بن عُبَيْد الله وهو يشرب، فدخل ابن فِراس، فقرأ عليه شيئًا من عهد أزْدَشير، فأعجب القاسم، فَقَالَ له ابن فِراس: هذا واللهِ، وأومأ إليّ، أَحْسَنُ مِنْ بقرة هؤلاء وآل عِمْرانهم. وجعلا يتضاحكان.
وقال الصُّوليّ: نا ابن عَبْدُون: حدَّثني الوزير عبّاس بن الحَسَن قَالَ: كنت عند القاسم بن عُبَيْد الله، فقرأ قارئ:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] فَقَالَ ابن فِراس: بنقصان "يا" فوثبت فزِعًا، فرآني الوزير وغَمزه، فسكت.
الصُّوليّ: نا عليّ بن العبّاس النُّوبَخْتيّ قَالَ: انصرف ابن الرُّوميّ الشّاعر من عند القاسم بن عُبَيْد الله، فَقَالَ لي: ما رأيت مثل حُجّة أوردها اليوم الوزير في قِدَم العالم. وذكر أبياتًا.
قلت: فهذه الأمور دالّة على خِلالِ هذا المغتر.
348-
القاسم بن محمد بن حمّاد الكوفيّ الدّلّال1.
عن: أبي بلال الأشعريّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، والخالديّ، وابن عُقْدَةَ. وهو ضعيف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة تسعٍ. ومن شيوخه قُطْبَةُ بن العلاء، ومُخَوّل.
349-
قنبل. مُقْرِئ أهل مكّة2.
هو أبو عُمَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن خالد بن سعيد بن جُرْجة المخزوميّ المكّيّ.
وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة.
وقرأ على: أبي الحَسَن أحمد بن محمد النّبّال القوّاس صاحب أبي الإخريط، وَخَلَفَهُ في الإقراء بعد موته.
وله رواية عن: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بَرَّة أيضًا.
وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز.
قرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ عرض الحروف فقط، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصّاص، وأبو بكر بن موسى الهاشمي النَّرْسي، ونظيف بن عبد الله.
وإنّما لُقِّب قُنْبُلًا لاستعمالهِ دواءً يُقال له قُنْبِيل يُسْقى للبقر. فلمّا أكثر من استعماله عُرِف به، ثم خُفِّفَ، وقيل قُنْبُل.
وقيل: بل هو من قوم مكّة يقال لهم: القُنابلة.
وكان قُنْبُل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكّة، وطال عُمره وضعُف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 266".
2 البداية والنهاية "11/ 99"، غاية النهاية "2/ 165".
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
350-
قيس بن مسلم البخاري الأزرق1.
عَنْ: عليّ بْن حُجْر، وعليّ بْن خَشْرَم. وعنه: ابن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ، وغيرهما.
"حرف اللام":
351-
اللَّيْث بن غَشُوم. أبو الحارث المصريّ.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وغيره. وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
"حرف الميم":
352-
محمد بن أبان. أبو مسلم المَدِينيّ الأصبهانيّ. ثقةُ مكْثِر2.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وجماعة. وكان أحد الفقهاء.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
353-
محمد بن إبراهيم بن سعيد3.
الإمام أبو عبد الله العَبْديّ، الفقيه المالكيّ البوشَنْجيّ.
شيخ أهل الحديث في زمانه بنَيْسابور. رحل وطوّف وصنّف.
وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عديّ، ورَوْح بن صلاح، وجماعة بمصر. ومحمد بن سِنان العَوفيّ، وأُمية بن بِسْطام، ومسدِّدًا، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المِنْهال الضّرير، وعُبَيْد الله بن عائشة، وهُدْبة بْن خالد بالبصرة.
وإسماعيل بن أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة؛ وسعيد بن منصور
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 270".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 49"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 234".
3 الجرح والتعديل "7/ 187"، والمنتظم "6/ 48"، وتهذيب "9/ 1008"، وتقريب التهذيب "2/ 140".
بمكّة؛ وأحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وجماعة بالكوفة؛ وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وجماعة بدمشق؛ وأبا نصر التّمّار، وطبقته ببغداد.
ذكره السُّليمانيّ فَقَالَ: أحد أئمّة أصحاب مالك، ثمّ سمّى شيوخه.
وعنه: محمد بن إسحاق الصَّغانيّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ وهما أكبر منه، وابن خُزَيْمَة، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ودَعْلَج، ويحيى بن محمد العَنْبريّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وخلْق كثير آخرهم موتًا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المُتَوَفَّى سنة ستٍّ وستين وثلاثمائة.
قَالَ دَعْلَج: حدَّثني فقيه من أصحاب داود بن عليّ أنّ أبا عبد الله دخل عليهم يومًا، وجلس آخر النّاس. ثمّ إنّه تكلم مع داود، فأُعجب به وقال: لعلّك أبو عبد الله البُوشَنجيّ؟ قَالَ: نعم.
فَقَامَ إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يُفيد ولا يستفيد.
وقال يحيى العَنْبريّ: شهدت جنازة الحسين القَبَّانيّ، فصلى عليه أبو عبد الله البُوشَنْجيّ، فلمّا أراد الانصراف قُدِّمت دابَّته، وأخذ أبو عَمْرو الخَفّاف بِلِجَامه، وأخذ ابن خُزَيْمة برِكابه، وأبو بكر الجاروديّ، وإبراهيم بن أبي طالب يُسَوّيَان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلِّم واحدًا منهم.
وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزَيْمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البُخْل بالعِلم ما كان، ما خرجت إلى مصر.
وقال منصور بن الهَرَويّ: صحّ عندي أنّ اليوم الّذي تُوُفّي فيه البوشنجيّ سُئِل ابن خُزَيْمة عن مسألةٍ، فَقَالَ: لا أُفتي حتَّى يُوَارَى أبو عبد الله لَحْدَه.
وقال أبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البُوشَنجيّ يقول: مَنْ أراد الفِقْه والعِلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.
قلت: وكان أبو عبد الله إمامًا في اللُّغة وكلام العرب.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول لِلْمُسْتَمْلي: الزَم لفظي.
وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البُوشنجيّ يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوَرْديّ.
وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ غير مرة يقول: ثنا يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وذكر بملء الفم.
وقال أبو عبد الله: ثنا أبو جعفر النُّفَيْليّ، ثنا عِكْرِمة بن إبراهيم قاضي الرَّيّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بن طلحة قَالَ: ما رأيت أحدًا أخطب ولا أعرب من عائشة.
وقال الحاكم: ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب: ثنا أبو عبد الله البُوشَنْجيّ: ثنا عبد الله بن يزيد الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: رأيت في المقسلاط صَنَمًا من نُحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت البُوشَنْجيّ يقول: ربّما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقدهم علوم حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديبًا لهم، وامتحانًا لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كُتُب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرَّقيق، قَالَ: رأيت عليه صَنَمًا، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنّه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنّه لا ينزل. فهو ينفي عنه النُّزُولَ والْعَطَشَ.
وقال أبو زكريّا العَنْبريّ: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول: محمد بن إسحاق بن سيّار عندنا ثقة.
قَالَ الحاكم: كان والد أبي زكريّا قد تكفّل بأسباب أبي عبد الله البُوشَنجيّ، فسمع منه أبو زكريّا الكثير وقال: قَالَ لي مرّة: أحسنت. ثمّ التفت إلى أبي فَقَالَ: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عُبَيْد لَفَرِح.
وقال الحَسَن بن يعقوب: كان مُقام أبي عبد الله بنَيْسابور على اللَّيْثيّة، فلمّا انقضت أيّامهم خرج إلى بُخارَى، إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده بُرْهةً أنْ يكتب أرزاقه بنَيْسابور.
وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطُّوسيّ: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: أخذت من الليثية سبعمائة ألف درهم.
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة فَقَالَ: محمد بن إسحاق كيس، ولا أقول هذا لأبي ثور.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاريّ، عن أبي عبد الله البوُشَنْجيّ حديثًا في "الصّحيح".
قُلْتُ: فِي "الصَّحِيحِ" لِلْبُخَارِيِّ: ثنا محمد، نا النُّفَيْلِيُّ، فإنْ لَمْ يَكُنْ البُوشَنْجِيَّ وَإِلا فَهُوَ محمد بْنُ يحيى، والأغلب أنه البوشنجي في تفسير سورة البَقَرة. فإن الحديث بعَينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا البُوشَنجيّ، نا النُّفَيْليّ: ثنا مسكين بن بُكَيْر: ثنا شُعْبة، عن خالد الخُزَاعيّ الأصغر، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمر: أنها نسخت {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] الآية.
وقال الحاكم: ثنا الأصم، ثنا الصَّغَانيّ: أخبرني محمد بن إبراهيم، ثنا النُّفَيليّ، فذكر حديثًا. ثم قال الحاكم: ثناه محمد بن جعفر، ثنا البُوشَنْجيّ وقال: ثنا عنه بسَرْخَس: عبد الله بن المغيرة المُهَلَّبيّ؛ وبمَرْو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة؛ وبِتِرْمِذ: أبو نصر محمد بن محمد؛ وبِبُخارَى: أحمد بن سهل الفقيه؛ وبسَمَرْقَنْد: عبد الله بن محمد الثّقفيّ؛ وبنَسْف: أحمد بن جمعة.
قلت: وقد وقع لي حديثه عاليًا: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، قِرَاءَةً عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَّ تَمِيمًا الْمُؤَدِّبَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ أَخْبَرَهَا قَالَ: أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ الزَّاهِدُ سنة أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ صَلاحٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الْحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَوَصَلَ رَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ. وَمَنْ يَكُنْ فِيهِ أَرْبَعٌ فَلا يَضُرُّهُ مَا زَوَى عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ".
تُوُفّي أبو عبد الله في غرّة المُحَرَّم سنة إحدى وتسعين، ودُفِن من الغد؛ ومولده سنة أربعٍ ومائتين.
354-
محمد بن إبراهيم بن سعد بن قُطْبَةَ. أبو عبد الله القَيْسيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحِيريّ، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى أيضًا؛ وقد تردَّد أيضًا إلى أحمد بن حرب الزّاهد.
355-
محمد بن إبراهيم بن شبيب. أبو عبد الله الأصبهاني العسّال1.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وحبّان بن بشْر القاضي، ومحمد بن المغيرة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وأبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
وكان أحد الثّقات ببلده. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
وَقَالَ أبو عبد الله بْنُ مَنْدَهْ: حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ".
356-
محمد بن إبراهيم بن بُكَيْر بن حبيب الطَّيَالِسيّ2.
عن: أبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وغيره. وعنه: الحسين بن أحمد السَّرِيّ، والطَّبَرانيّ. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
357-
محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه. أبو عبد الله مفتي هَمَدان وعالمها.
وروى عن: أحمد بن بُدَيْل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش. وعنه: موسى بن سعيد الفرّاء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
358-
محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهانيّ الوشّاء3.
عَنْ: طالوت بْن عَبَّاد، وعبد الواحد بْن غياث، وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وهو صدوق.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 51".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 34".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 49".
359-
محمد بن أحمد بن البراء1. القاضي أبو الحَسَن العَبْديّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن المَدِينيّ، وَخَلَفَ بن هشام، والمعَافَى بن سليمان، وجماعة. وعنه: عثمان بن السّمّاك، وابن قانع، والطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن والد المخلّص، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، ومحمد بن عليّ بن سهل الأصبهانيان، وآخرون.
وقرأ على خَلَف وهشام ختمات؛ وأقرا فَعَرَض عليه: أحمد بن محمد الدّيباجيّ، وعلي بن سعيد، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّقّاش.
وثّقه الخطيب. ومات في شوّال سنة إحدى وتسعين ومائتين.
360-
محمد بن أحمد بن عياض2. أبو عُلاثَة المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلة. وعنه: على بن محمد المصريّ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد الصّفّار، وحُمَيْد بن يونس، وجماعة.
وتفرد عن أبيه أبي غسّان أحمد بن عِياض بن أبي طيبة بما يُنْكَر.
وروى أيضًا عن: عبد الله بن يحيى بن مَعْبَد المراديّ، ومكّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنيّ، ومحمد بن سَلَمة المُراديّ. كنّاه الطَّبَرانيّ، وابن يونس.
مات من ضرب الدّولة في رمضان سنة إحدى وتسعين؛ شهد عليه عَوَامُّ بأمورٍ، ثمّ تبيّن أنّه مظلوم. وكان بارعًا في الفرائض.
361-
محمد بن أحمد بن النَّضْر3. أبو بكر البغداديّ النَّضْريّ الأزْدي.
سمع: جدّه معاوية بن عمرو الأزْديّ، والقَعْنَبيّ، وأبا غسان النهدي، وسَعْدُوَيْه، وابن الأصبهاني.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وأبو سهل القطّان، والطَّبَرانيّ، وخلْق.
وعاش خمسًا وتسعين سنة. وثّقه عبد الله بن أحمد بن حنبل. ومات في صَفَر سنة إحدى أيضًا.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 13"، وتاريخ بغداد "1/ 281"، والمنتظم "6/ 47".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 554"، ولسان الميزان "5/ 57".
3 تاريخ بغداد "2/ 364"، والمنتظم "6/ 47".
362-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سليمان1. أبو العبّاس الهَرَويّ الفقيه الحافظ.
رحل إلى الشّام، وسمع: أبا عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سِياه، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشّيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وغيرهم.
وله تصانيف. مات ببَرُوجِرْد سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
363-
محمد بن أحمد داود2. أبو بكر المؤَدّب.
عن: أبي كامل الجحدريّ، وهشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: محمد بن مَعْمَر الأصبهانيّ، وأبو القاسم الطبراني.
توفي سنة أربع وتسعين. وقال الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
364-
محمد بن إبراهيم بن حمدون3.
أبو الحَسَن الكوفيّ الخزّازّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وعيسى بن الْجَهْم، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ماسي، وعثمان بن أحمد الرّزّاز. تُوُفّي سنة سَبْعٍ وتسعين.
365-
محمد بن أحمد بن نصر الفقيه4.
أبو جعفر التِّرْمِذيّ، شيخ الشّافعية بالعراق.
قَالَ ابن شُرَيْح: رحل وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عديّ، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ و"
…
"5 إبراهيم بن الطيبي القواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب "ذلك"6 المذهب.
1 العبر "2/ 94"، ومرآة الجنان "2/ 221".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 19"، وتاريخ بغداد "1/ 301".
3 تاريخ بغداد "1/ 399".
4 البداية والنهاية "11/ 107"، وتاريخ بغداد "1/ 365"، والمنتظم "6/ 80".
5 بياض في الأصل.
6 بياض في الأصل.
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلّاد، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
وكان إمامًا قُدْوة، زاهدًا ورعًا، قانعًا باليسير، كبير القدر.
قال الدارقطني: ثقة مأمون.
حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِيّ الزَّجّاج أنّه كان يُجْري عليه في الشَّهْر أربع تمرات.
قَالَ: وكان لا يسأل أحدًا شيئًا.
وقال محمد بن موسى بن حمّاد: أخبرني أنّه تَقَوَّت بضعة عشر يومًا بخمس حبّاتٍ وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لِفْتًا، وكنت "آكل كلَّ يومٍ واحدة"1.
وقال الإمام أبو زكريّا النَّوَويّ: أبى أبو2 جعفر الْجَزْم بطهارة شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب.
قلت: يجب على كلّ مسلم الاعتقاد بطهارة رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ لمّا حلق رأسه "فرّق"3 شَعْرَه "الطاهر"4 المطهَّر على أصحابه، ولم يكن ليفرّق عليهم شيئًا نجِسًا.
قَالَ أحمد بن عثمان "السِّمسار والد أبي"5 حفص: حضرت عند أبي جعفر التِّرْمِذيّ، فسُئِل عن حديث "إن الله تعالى ينزل إلى سماء 6 الدُّنيا" فالنُّزول كيف يكون يبقى فوقه عُلُوّ؟ فَقَالَ: النُّزول معقول، والْكَيْفُ مجهولُ، والإيمان به واجب، والسُّؤال عنه بِدْعة.
قَالَ أحمد بن كامل: لم يكن للشّافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقللًا.
1 بياض في الأصل. مستدرك من تاريخ بغداد "1/ 366".
2 في الأصل "أبا".
3 في الأصل بياض.
4 في الأصل بياض.
5 في الأصل بياض. مستدرك من تاريخ بغداد "1/ 365".
6 في الأصل بياض. مستدرك من تاريخ بغداد.
توفي أبو جعفر رحمه الله في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين، وقد أكمل أربعًا وتسعين سنة.
ونُقِل أنّه اختلط بآخره.
366-
محمد بن أحمد بن بالويه. أبو العبّاس النَّيْسابوريّ، صدر محشم يُلَقَّب: عصيدة.
حدَّث عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره. وروى الحديث عنه جماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
367-
محمد بن أحمد بن خُزَيْمة. أبو مَعْمَر البصْريّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ أيضًا. وروى عنه: أبو سعيد بن يونس.
368-
محمد بن أحمد بن الضّحّاك. أبو بكر الْجَدَليّ إمام جامع دمشق، وابنه إمام جامع دمشق.
روى عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح المصريّ، وجماعة. وعنه: أبو عليّ بنٍّ هارون، وأبو أحمد بن النّاصح المفسّر.
بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
369-
محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمة زُهَيْر بن حرب1.
الحافظ أبو عبد الله ابن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خَيْثَمَة النَّسَائيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: أباه، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وعَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن كامل، وابن مُقْسم، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطَّبَريّ، ومحمد بن البربريّ، وأبو عبد الله بن أبي خَيْثَمة، والمَعْمَريّ، فما رأيت أحفظ منهم.
وقال الخطيب: كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التّاريخ.
1 البداية والنهاية "11/ 117"، والمنتظم "6/ 113"، المعجم الصغير للطبراني "2/ 16".
ومات في ذي القعدة سنة سبعٍ وتسعين.
370-
محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء، بالقاف. أبو جعفر البصّريّ الْجَوْهريّ.
عن: هُدْبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الطَّاهر الذُّهَليّ قاضي مصر. وربّما نسبوه إلى جدّه، فقيل: محمد بن قضاء الْجَوْهريّ الرّاوي عن سليمان الشَّاذكونيّ، وغيره.
أمّا:
محمد بن فَضاء، بالفاء، فقد مرّ في عَشْر السّتّين ومائة.
371-
محمد بن أحمد بن كَيْسان1. أبو الحَسَن البغداديّ النَّحْويّ.
أخذ عن: البصْريّ، والكوفيين، وبرع في العربية وصنّف التّصانيف. وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشيخين، يعني: ثعلبًا، والمبرَّد2.
وصنّف كتاب "غريب الحديث"، وكتابًا في القراءات، وكتاب "الوقف والابتداء"، وكتاب "المهذَّب في النَّحْو"، وغير ذلك.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ ابن بُرْهان: قصدت ابن كَيْسان لأقرا عليه كتاب سِيبَويْه، فقال: اذهب به إلى أهله. يعني الزَّجّاج، وابن السّرّاج.
372-
محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة3. أبو العلاء الذُّهَليّ الوَكِيعيّ الكوفيّ.
نزل مصر.
سمع: عاصم بن عليّ، وعليَّ بنَ الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الدولابي، وعلي بن المديني، وأحمد بن صالح المصري، وطبقتهم.
1 البداية والنهاية "11/ 117"، والمنتظم "6/ 114"، وتاريخ بغداد "1/ 235".
2 المنتظم "6/ 114".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 138"، وتهذيب التهذيب "9/ 21"، وتقريب التهذيب "2/ 142"، والنجوم الزاهرة "3/ 181".
روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتًا، وحمزة الكِنانيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عديّ الحافظ، والحسين بن الأخضر الأُسْيُوطيّ، ومحمد بن عبد الله بن حيّوَيْه صاحب النَّسائيّ، وأبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعْبان القُرْطُبيّ، وأبو بكر محمد بن عليّ التِّنِّيسيّ، وجماعة.
تُوُفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، وعاش ستًّا وستّين سنة.
373-
محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي المصريّ.
عُرِف بابن العُرَيْنيّ. عن: زُهير بن عَبّاد. وعنه: حمزة في "مجلس البطاقة".
وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
374-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد. أبو عبد الله بن كَيْسان الواسطيّ.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْمًا، وأحمد بن صالح، والعلاء بن مسلم. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وأبو محمد بن السّقّا، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
375-
محمد بن أحمد بن خالد الزُّرَيْقيّ البصْريّ.
عن: عبد الله بن مَسْلَمَة القَعْنَبيّ. وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عديّ الحافظ.
376-
محمد بن أحمد بن مهديّ1. أبو عُمارة البغداديّ.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولُوَيْن. وفي حديثه مناكير. روى عنه: ابن السّمّاك، وأبو بكر الشّافعيّ، ودَعْلَج.
ضعّفه الدّارَقُطْنيّ جدًّا2.
377-
محمد بن أحمد بن المُثَنَّى. أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحافظ.
سمع: ابن راهَوَيْه، ومحمد بن إبراهيم بن الفُضَيْل، والفلّاس، وعبد الجبّار بن العلاء، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
1 تاريخ بغداد "1/ 360".
2 تاريخ بغداد "1/ 361".
378-
محمد بن أحمد بن سُفْيان التِّرْمِذيّ.
عن: عُبَيْد الله القواريريّ، وغيره.
379-
محمد بن إسحاق بن أَعْيَن1. أبو ربيعة الرّبْعيّ المكّيّ المؤذّن بالمسجد الحرام، المقرئ.
قرأ على: البزّيّ، وقُنْبُل. وصنَّف قراءة ابن كثير. وكان من جِلَّة المقرئين. أقرأ في حياة شيخيه.
عرض عليه: محمد بن الصّبّاح، ومحمد بن عيسى بُنْدار، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق، ومحمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
وقال ابن بُنْدار: مات في رمضان سنة أربعٍ وتسعين.
380-
محمد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْبَيْهَقِيُّ. أبو العبّاس الزاهد.
عن: محمد بن حُمَيْد، وأحمد بن منيع. وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الْجُرْجانيّ، وجماعة.
381-
محمد بن إسحاق المستملي النَّيْسابوريّ.
عُرِفَ بالمسوّف.
سمع: إسحاق بن أبي شيبة، وطبقته. وعنه محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم.
382-
محمد بن إسحاق بن الصّبّاح النَّيْسابوريّ التّاجر.
عن: ابن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة. وعنه: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وقاسم بن غانم.
383-
محمد بن أحمد بن عَبْدُوس2. أبو عبد الملك الربعي، الصوري.
عن: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل. وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاري، والطبراني، وابن عدي.
1 غاية النهاية "2/ 99".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 41".
384-
محمد بن أسد بن يزيد1. الزَّاهد المُعَمَّر أبو عبد الله المَدِينيّ الأصبهانيّ.
سمع: مجلسًا من أبي داود الطَّيَالِسي، وتفرّد في الدُّنيا بالسَّماع منه. وروى حديثًا واحدًا عن هزيمة بن عبد الأعلى.
وعاش نحو المائة أو جاوزها، وَأُقْعِدَ. وكان ممّن طال عمره وحسُن عمله. وقيل: كان مُجاب الدَّعوة.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشَّيخ.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين. وهو ممّن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وَهُمْ قليل. قَالَ أبو عبد الله بن مَنْدَه: محمد بن أسد الأصبهانيّ، حدَّث عن الطَّيَالِسيّ بمناكير.
385-
مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد المَرْوَزِيّ2. القاضي أبو الحَسَن بن راهوَيْه. سمع: أباه، وعلي بن حُجْر وأحمد بن حنبل، وعلي بن المَدِينيّ، وأبا مُصْعَب، وطائفة. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن قانع، وأحمد بن خُزَيْمة، وأحمد بن جعفر بن مسلم، وسليمان الطَّبَرانيّ.
وكان من الفقهاء والعلماء.
ولي قضاء مَرْو. ثم قضاء نَيْسابور. وقد تُوُفّي والده وهو غائب في الرّحلة.
قَالَ أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلتُ على أحمد بْن حنبل فَقَالَ: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: نعم.
قَالَ: أما إنّك لو لزِمْتَه كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله.
يقول الحاكم إن أبا الحسن تُوُفّي بمَرْو، وهذا وهْم. فإنّ ابن المنادي، وابن قانع قَالَ: قَتَلَتْه القرامطة بطريق مكة سنة أربع وتسعين.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 251"، وسير أعلام النبلاء "13/ 534".
2 الجرح والتعديل "7/ 169"، سير أعلام النبلاء "13/ 544"، والبداية والنهاية "11/ 102"، وميزان الاعتدال "3/ 476".
386-
محمد بن إسحاق بن مَلَّة1. أبو عبد الله الأصبهانيّ المسوحيّ.
سمع الكثير من: لُوَيْن، وطبقته.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ.
387-
ومحمد بن إسحاق المسوحي2.
آخر أَقْدَمُ من هذا.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعَمْرو بن مرزوق، والقَعْنَبيّ، وأبا سَلَمَةَ التَّبُوذكيّ، وسهل بن عثمان، وعدّة؛ وكان من الحُفّاظ المشهورين. روى عنه: ابن أبي حاتم وقال: هو صَدُوق.
388-
محمد بن إسماعيل المقرئ الزّاهد3.
أحد مشايخ الصُّوفيّة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين ودُفِن مع شيخه عليّ بن رَزِين الزّاهد الصُّوفيّ على طُور سَيْناء.
389-
محمد بن إسماعيل بن مِهْران4.
الحافظ أبو بكر الإسماعيليّ النَّيْسابوريّ لا الْجُرْجانيّ.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن الجرّاح، وهشام بن عمّار، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
وكان له أحد أركان الحديث بنَيْسابور. له مصنَّفات مُجَوَّدة.
قَالَ الحاكم: جمع حديث الزُّهْريّ وجَوَّده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عُقْبة. وبقي مريضًا ستّ سنين. عهِدْتُ مشايخَنا لا يصحّحون سماعَ مَنْ سَمِع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرِّك لسانه إلّا بلا. فكان إنْ قِيلَ له: كما قرأنا عليك، قَالَ: لا لا لا، ويحرك رأسه بنعم.
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 222".
2 الجرح والتعديل "7/ 169".
3 المنتظم "6/ 113"، والبداية والنهاية "11/ 117".
4 سير أعلام النبلاء "14/ 117"، وميزان الاعتدال "3/ 485"، والعبر "2/ 103".
وأمّا عبد الله بن سعد، فحدَّثني أنّه كان ما يقدر أن يحرّك رأسه، وقال: لم يصحّ عنه إلّا حديث واحد، فإنّي قرأته عليه غير مرّة، إلى أن أشار بعينه إشارةً، فهمتها عنه أَنْ نعم.
قَالَ الحاكم: تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين فِي ذي الحجة.
390-
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عامر1. أبو بكر الرُّقّيّ التّمّار.
سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سِنان الواسطي، والسري السقطي. وعنه: أبو عمرو بن السماك. بقي إلى بعد التّسعين ومائتين.
391-
محمد بن إسماعيل التَّميمي الأصبهانيّ2.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وغيره. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
392-
محمد بن أسلم3. أبو عبد الله اللّارديّ4 الأندلسيّ.
رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان الجيزي، ومحمد بن عزيز.
تُوُفّي بالأندلس سنة خمسٍ وتسعين.
393-
محمد بن أيّوب بن ضُرَيْس5. أبو عبد الله البَجَليّ الرازي.
شيخ الري ومسندها. وله في حدود المائتين.
وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبي، ومحمد بن كثير العَبْديّ، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم.
وعنه: ابن أبي حاتم ووثَّقه، وعلى بن شَهْريار، وأحمد بن إسحاق بن مِنْجاب الطّيّبيّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلْق كثير.
1 تاريخ بغداد "2/ 45".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 275".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 20".
4 في الأصل "الأزدي" هو تصحيف.
5 سير أعلام النبلاء "13/ 449"، والجرح والتعديل "7/ 198".
تُوُفّي في يوم عاشوراء سنة أربعٍ وتسعين بالرّيّ.
وله كتاب "فضائل القرآن" في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عاليًا أبو الرَّوْح الهَرَويّ، وكان ذا معرفة وحِفْظ، وعُلُوّ رواية.
وقد أورد ابن عُقْدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمسٍ، والأوّل أصحّ.
وثّقه الخليليّ، وقال: هو محدِّث. وجَده يَحْيَى، من أصحاب سُفْيان الثَّوريّ.
394-
محمد بن بُنْدار بن سهل الأستراباذيّ.
عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ. وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
395-
محمد بن جعفر بن أَعْيَن1. أبو بكر البغداديّ.
عن: عفّان، وعاصم بن أبي عليّ، وأبي بكر بن أبي شيبة. وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن عبد الله بن حَيَّوَة النَّيسابوريّ، وجماعة من المصريّين.
وكان ثقة. قاله الخطيب. وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
396-
محمد بن جعفر بن محمد2.
أبو بكر الأمام الرَّبَعيّ الحنفيّ البغداديّ. نزيل دِمياط.
سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعي، وغيرهما، وعلي المَدِينيّ، وهذه الطبقة. وعنه: ن. وقال: ثقة، وأبو علي بن هارون، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر علي النقاش، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
توفي سنة ثلاثمائة يوم عيد النحر.
397-
محمد بن جعفر.
أبو عمر الكوفي القتات3.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 85"، وسير أعلام النبلاء "13/ 566".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 90"، وسير أعلام النبلاء "13/ 568"، وتهذيب التهذيب "9/ 95"، وتقريب التهذيب "2/ 150".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 567"، ميزان الاعتدال "3/ 501"، وتاريخ بغداد "2/ 192"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 23".
سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس، وجماعة. وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الخرقي السمسار، وسليمان الطبراني.
قَالَ الخطيب: كان ضعيفًا، تكلّموا في سماعه من أبي نُعَيْم.
تُوُفّي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب.
398-
محمد بن جُنَادة بن عبد الله الإلهانيّ الأندلسيّ الإشْبيليّ1.
روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيّوب. ورحل فسمع من: أبي الطّاهر أحمد بن السَّرْح، وَسَلَمَةَ بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه. روى عنه: محمد بن قاسم، وغيره.
تُوُفّي في سنة ستٍّ وتسعين.
399-
محمد بن حاتم بن نُعَيْم المَرْوَزِيّ ثم المِصِّيصيّ2.
عن: نُعَيْم بن حمّاد، وسُوَيْد بن نصر، وحيّان بن موسى، وإسحاق بن يونس المَرْوَزِيّين، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ. وعنه: ن. وَالعَقِيلِيُّ، وابن عَدِيّ، والطبراني، وآخرون.
وثقه النسائي.
400-
محمد بن حامد بن السري. أبو الحسين المروزي خال السني.
قدم دمشق وحدَّث بها عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَمي، وأبي حفص الفلّاس، والحسن بن عَرَفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعبد الله بن النّاصح. وكان ثقة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين. له كتاب في السنة وَقَعَ لنا.
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 21".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 5"، وتاريخ بغداد "2/ 269"، تهذيب التهذيب "9/ 102"، وتقريب التهذيب "2/ 152".
401-
محمد بن حبيب1. أبو عبد الله البزاز.
عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مَخْلَد. وعنه: الحَسَن بن أبي العنْبر، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
وقد أثنى عليه أبو بكر الخلّال الحنبليّ، وروى عن رجل، عنه. وكان أحد الفقهاء.
وآخر من روى عنه أبو جعفر بن ثرية الهاشميّ.
402-
محمد بن الحسن. أبو الحسين الخُوارزميّ صاحب الفرس2.
حدَّث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السمسار، وعليّ بن الْجَعْد. وعنه: مُكْرَم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لِين.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
403-
محمد بن الحَسَن بن سماعة الحضرميّ الكوفيّ3.
عن: أبي نُعَيْم. وعنه: محمد بن عمر الْجِعابي، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسَن بن جعفر الرَّقّيّ، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ.
قلت: تُوُفّي في جُمادَى الأولى سنة ثلاثمائة. وبينه وبين القبّاب في الوفاة أيّام. وهو أسن من القبّاب.
404-
محمد بن الحَسَن بن الفَرَج الهَمْدانيّ4.
عن: عبد الحميد بن عاصم، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فَرُّوخ، وله مُسْنَد. وعنه: جعفر الخُلْديّ، والجِعَابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عُبَيْد.
وكان حافظًا نبيلًا.
1 طبقات الحنابلة "1/ 293".
2 تاريخ بغداد "2/ 186".
3 تاريخ بغداد "2/ 188".
4 تاريخ بغداد "2/ 188".
405-
محمد بن الحسين بن عُمارة النَّيْسابوريّ المقرئ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
406-
محمد بن الحسين. أبو العبّاس البغدادي الأنماطيّ1.
عن: سَعْدُوَيْه، ويحيى بن مَعِين. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
407-
محمد بن الحسين بن حبيب القاضي. أبو حُصَيْن الوادعيّ الكوفيّ2.
سمع: أحمد بن يونس، وجَنْدل بن وَالق، ويحيى الحِمّانيّ، وعَوْن بن سلّام، وطبقتهم.
طال عُمره، وصنّف "المُسْنَد".
روى عنه: عثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر بن محمد بن عَمْرو، وأبو بكر عبد الله الطّلْحيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وطائفة.
وثّقه الدَّارَقُطْنيّ.
ومات بالكوفة في رمضان سنة ستٍّ وتسعين.
408-
محمد بن الحسين3. أبو عبد الله الأصبهانيّ الخُشُوعيّ الزّاهد، شيخ الوَرِعين والقرّاء.
كتب الكثير من العلم، وروى اليسير.
وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزّال، وعبد الرحمن بن محمد بن سِياه الواعظ.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: كانت العبادة حِرْفَتُه، والتَّلَذُّذ بالعَبْرة شَهْوَتُه، وله الكلام البليغ في تأديب النساك4.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 9"، وتاريخ بغداد "2/ 227"، والمنتظم "6/ 41".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 21"، وسير أعلام النبلاء "13/ 569"، والبداية والنهاية "11/ 110".
3 ذكر أخبار أصبهان "2 236"، وحلية الأولياء "10/ 406".
4 حلية الأولياء "10/ 406".
تخرَّج به أبو الحَسَن عليّ بن أحمد الأسواريّ، وأبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن المَرْزُبان الواعظ، ومن بعدهما.
ثمّ ذكر شيئًا مِن مَوَاعِظه.
409-
محمد بن حنيفة بن ماهان1.
أبو حنيفة القَصَبيّ الواسطيّ. نزل بغداد وحدَّث.
عن: خالد بن يوسف السَّمْتيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، ومحمد الباقَرْحيّ، وجماعة.
قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ: حدَّث سنة سبْعٍ وتسعين.
410-
محمد بن حيان. أبو العبّاس المازنيّ البصْريّ.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدَّد، وجماعة.
وعنه: فاروق الخطابي، ودَعْلَج، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
411-
محمد بن خُشْنام. أبو بكر البلْخيّ.
عن: قُتَيْبة بن سعيد. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
412-
محمد بن داود بن بُنْدار. أبو عبد الله الفارسيّ.
سمع: قُتَيْبَة بن سعيد، وغيره. وروى بجُرْجان.
سمع منه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ونُعَيْم بن عبد الملك، وآخرون. حدَّث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق.
413-
محمد بن داود بن الجرّاح2. أبو عبد الله.
من سَرَوَات البغداديّين، وهو عمّ الوزير عليّ بن عيسى. كان كاتبًا عارفًا بالأخبار وأيّام النّاس ودُوَل الملوك، لَهُ في ذلك مصنَّفات.
روى عن: عَمْر بن شَبَّة، وعُبَيْد الله بن سعْد الزُّهْريّ، وطبقتهما.
1 تاريخ بغداد "2/ 296".
2 تاريخ بغداد "5/ 255"، والبداية والنهاية "11/ 110"، والعبر "2/ 104".
وعنه: عمر بن الحَسَن الأشْنانيّ القاضي، وسليمان الطَّبَرانيّ. وقُتل كما تقدّم مع ابن المعتزّ سنة ستٍّ.
414-
محمد بن داود بن عليّ بن خَلَف1.
الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهانيّ، ثمّ البغداديّ الظّاهريّ الفقيه الأديب، مصنِّف كتاب "الزّهْرة".
يروى عن: أبيه، وعبّاس الدُّوريّ، وغيرهما. وعنه: نِفْطَوَيْه، والقاضي أبو عَمْرو محمد بن يوسف، وجماعة.
وكان من أذكياء العالم. جلس للْفُتْيا بعد والده، وناظَرَ أبا العبّاس بن سُرَيْج.
قَالَ القاضي أبو الحَسن الدّاوُديّ: لمّا جلس محمد بن داود للفتوى بعد وفاة والده استصغروه، فدسّوا عليه من سأله عن حَدِّ السُّكْر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سَكْران؟ فَقَالَ: إذا غَرُبَتْ عنه الهُموم، وباحَ بِسِرِّه المكتوم. فَاسْتُحْسِنَ ذلك منه.
وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغني بشيء من شعره هو:
أشكو غليل فؤاد أنت مُتْلِفُهُ
…
شكوي عَليلٍ إلى إلفٍ يُعَلِّلُهُ
سُقْمي تزيدُ مع الأيامِ كَثْرَتُهُ
…
وأنت في عُظم ما أَلْقَى تُقَلِّلُه
الله حرَّم قَتْلِي في الهوى سَفَهًا
…
وأنت يا قاتِلِي ظُلْمًا تُحَلِّلُهُ2
وعن عبيد الله بن عبد الكريم قَالَ: كان محمد بن داود خصمًا لابن سُرَيْج، وكانا يتناظران ويترادَّان في الكُتُب، فلمّا بلغ ابنَ سُرَيْج موتُ محمد، نحَّى سجّاده وجلس للتعزية وقال: ما آسي إلّا على ترابٍ أكل لسان محمد بن داود3.
وقال محمد بن إبراهيم بن سُكَّرَة القاضي: كان محمد بن جامع الصَّيْدلانيّ محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عُرِف معشوق يُنْفِقُ على معشوقه سواه4.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 109-116"، والبداية والنهاية "11/ 110"، والمنتظم "6/ 93".
2 تاريخ بغداد "5/ 258"، والمنتظم "6/ 94"، والبداية والنهاية "11/ 111".
3 تاريخ بغداد "5/ 259".
4 تاريخ بغداد "5/ 260".
ومن شِعره:
حملتُ جبال الحبّ فوقي وإنّني
…
لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحبّ من حُسْن ولا من سَمَاجة
…
ولكنه شيء به الرّوح تكلف
وقال نِفْطَوَيْه النَّحْويّ: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك؟ قَالَ: حُبَّ من تعلم أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به. مع القدرة عليه؟ فَقَالَ: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النَّظَر، وهو أورثني ما ترى. والثاني اللّذّة المحظورة، ومنعني منها مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي: ثَنَا سُوَيْدٌ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ:"مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
ثمّ أنشدَنا لنفسه:
أنْظُر إلى السِّحْر يجري في لَوَاحِظِه
…
وانْظُر إلى دَعَجٍ في طَرَفِه السّاجي
وانْظُر إلى شَعَراتٍ فوق عارِضِهِ
…
كأنّهنّ نِمالٌ دَبَّ في عاجِ1
قَالَ نِفْطَوَيْه: ومات في ليلته أو في اليوم الثّاني. رواها جماعة عن نِفْطَوَيْه.
قَالَ أبو زيد عليّ بن محمد: كنت عند ابن مَعِين، فذكرتُ له حديثًا سمعته عن سُوَيْد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فَقَالَ: والله لو كان عندي فَرَسٌ لَغَزَوْتُ سُوَيْدًا في هذا الحديث2.
تُوُفّي في رمضان سنة سبْعٍ وتسعين كَهْلًا.
وقال ابن حزم: تُوُفّي عاشر رمضان، وله ثلاثٌ وأربعون سنة.
قَالَ: وكان من أجمل النّاس وأكرمهم خُلُقًا، وأبلغهم لسانًا، وأنظفهم هيئة، مع الدِّين والوَرَع، وكل خلّة محمودة. مُحَبَّبًا إلى النّاس، حفظ القرآن وله سبْع سِنين، وذكر الرّجال بالأدب والشِّعر، وله عشر سِنين. وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة محبرة.
1 تاريخ بغداد "5/ 262".
2 سير أعلام النبلاء "13/ 113".
وله من التواليف: كتاب "الإنذار والأعذار"، و"النقض" في الفقه، وكتاب "الإيجاز"، مات ولم يكلمه، وكتاب "الانتصار من محمد بن جرير الطَّبَريّ"، وكتاب "الوصول إلى معرفة الأصول"، وكتاب "اختلاف مصاحب الصّحابة"، وكتاب "الفرائض والمناسك". رحمه الله.
وقال أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن عَبْد الله بن البَخْتَريّ الدّاوديّ: حدَّثني أبو الحَسَن بن المُغَلِّس الداودي قال: كان محمد بن السَّرِيّ بن سهل: أبو بكر البزاز السامراني عن بشر بن الوليد وغيره ابن قانع والطبراني وكان ثقة توفي في سنة إحدى وتسعين بسامراء محمد بن داود، وابن سُرَيْج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجرِ بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ممّا يجري بينهما. فسأل أبا بكر حَدَثٌ من الشّافعية عن العَوْد المُوجِب للكَفّارة في الظِّهار، ما هو؟ فَقَالَ: إعادة القول ثانيًا، وهو مذهبه ومذهب أبيه. فطالبه بالدّليل، فشرع فيه. فَقَالَ ابن سُريج: هذا قولُ مَن مِن المسلمين؟ فاستشاط أبو بكر وقال: أتظنّ أنّ من اعتقدت قولهم إجماعًا في هذه المسألة، عندي إجماع؟ أحسنُ أحوالهم أن أعدهم خلافًا.
فغضب وقال: أنت بكتاب "الزّهرة" أمهر منك بهذه الطّريقة.
قَالَ: والله ما تُحسن تَسْتَتم قراءته، قراءة من يفهم، وإنه لمن أحد المناقب لي إذ أقول فيه:
أكرّرُ في رَوْض المحاسن مُقْلَتي
…
وأمنع نفْسي أن تنال مُحَرَّمًا
وَيَنْطِقُ سِرّي عن مُتَرْجَم خاطري
…
فَلَوْلا اخْتلاسي ردَّه لَتَكَلَّما
رأيت الهوى دعْوى من النّاس كلِّهِم
…
فما إنْ أرى حُبًّا صحيحًا مُسلَّما
فَقَالَ ابن سُرَيْج: فأنا الّذي أقول:
ومشاهدٍ بالغُنْج من لحَظَاته
…
قد بِتُّ أمنعُهُ لَذيذَ سُباتِهِ
ضَنًّا بحُسْن حديثه وعِتابِهِ
…
وأكرّر اللَّحَظَاتِ في وجَناته
حتّى إذا ما الصُّبح لاح عَمُودُهُ
…
وَلَّى بخاتم رَبِّه وبراتِهِ
فَقَالَ أبو بكر: أيّد الله القاضي، قد أقرّ بحالٍ، ثمّ ادعى البراءة ممّا تُوجبه، فعليه البَيِّنَة.
قَالَ ابن سُرَيْج: مذهبي المُقِرُّ إذا أقرّ بصفة كان إقراره موكلًا إلى صفته1.
وقد روى عن ابن البَخْتَريّ المذكور أيضًا: إسماعيل بن عبّاد، وكان قاضيًا عالمًا.
415-
محمد بن داود بْن عُثْمَان بْن سعيد2. أَبُو عَبْد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
عن: أبي شَرِيك يحيى بن يزيد المِراديّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة. وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَراني.
تُوُفّي في ربيع الأوّل سنة سبْعٍ أيضًا.
416-
محمد بن داود بن مالك3. أبو بكر الشُّعَيْريّ الحافظ.
عن: عبد الملك بن عبد ربّه، وهارون بن سُفيان المستملي. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
مات بطريق مكّة سنة سبْعٍ أيضًا.
417-
محمد بن رزين بن جامع4. أبو عبد الله الأمويّ، مولاهم العدْل المصريّ.
عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسُفيان بن بِشْر، وإبراهيم بن المنذر الحِزاميّ، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة. وعنه: عليّ بن محمد الواعظ والطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق.
418-
محمد بن رَوْح بن شِبْل. أبو الفضل المصريّ الْجَوْهريّ الأحوْل.
روى عن: محمد بن رمْح، وجماعة. وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوال سنة ثلاثمائة.
419-
محمد بن السَّرِيّ بن سهل. أبو بكر البزاز السامري. عن: بشر بن الواليد وغيره.
1 تاريخ بغداد "5/ 261".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 82"، وفيه "محمد بن داود بن أسلم".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 18"، وتاريخ بغداد "3/ 307".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 71".
وعنه ابن قانع والطَّبَرانيّ. وكان ثقة. تُوُفّي في سنة إحدى وتسعين بسامرّاء.
420-
محمد بن السَّريّ بن سهل. أبو بكر القنطريّ1.
عن: محمد بن بكّار بن الرَّيّان، وعثمان بن أبي شيبة. وعنه: أحمد بن جعفر بن سُلَيْم، ومَخْلَد بن جعفر، وجماعة. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
421-
محمد بن السَّريّ بن مِهران النّاقد. بغداديّ، ثقة2.
سمع: إبراهيم بن زياد، ويوسف بن موسى القطّان. وعنه: ابن قانع، والطَّبَرانيّ، وغيرهما.
422-
محمد بن سعد بن مُقَرِّن3. أبو عبد الله الأصبهانيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع: سليمان الشّاذكُونيّ، وسهل بن عثمان العسكريّ، وأبا الرّبيع الزُّهْرانيّ. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المرزبان. حدث سنة ثلاثمائة.
423-
محمد بن سعيد الطَّبَريّ الأزرق4.
عن: هُدْبَةَ، وسُرَيج بن يونس، وغيرهما.
قَالَ ابن عديّ: كان يضع الحديث. مات سنة تسعين.
424-
محمد بن سعيد بن غالب الإفريقيّ.
يروى عن: سَحْنُون بن سعيد الفقيه، وغيره. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
425-
محمد بن سليمان بن حمّاد. أبو نصر الأسْتَرَاباذيّ: شيعيّ صَدُوق.
رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته. وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، ومحمد بن إبراهيم بن زكرويه.
مات سنة تسع وتسعين.
1 تاريخ بغداد "5/ 318"، والمنتظم "6/ 114"، والكامل في التاريخ "8/ 67".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 16"، وتاريخ بغداد "5/ 318".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 250".
4 ميزان الاعتدال "3/ 565"، ولسان الميزان "5/ 177"، والمغني في الضعفاء "2/ 586"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 64".
426-
محمد بن سليمان بن خالد النّيْسابوريّ.
عن: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ. تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
427-
محمد بن سليمان بن تَلِيد1. أبو عبد الله المَعَافِريّ الأندلسيّ الوَشْقيّ.
عن: سَحْنُون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العُتْبيّ، وابن مَطْرُوح، وجماعة. وكان مُفْتيًا فاضلًا مالكيًا، إلا أنّه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيّين. وولى قضاء مدّة. تُوُفّي سنة ستٍّ.
428-
محمد بن سِنان بن سَرْج، بالجيم2. القاضي أبو جعفر الشَّيْزريّ.
عن: عبد الوهّاب بن نَجْدَة، وهشام بن عمّار، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة. وقرأ بحرف شَيْبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشّيرازيّ صاحب الكِسائيّ.
قرأ عليه: أبو الحسن بن شَنَبُوذ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ، ومحمد بن عبد الله الرّازيّ. وحدَّث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطَّحَاويّ، وأبو علي بن هارون، وأبو القاسم الطبراني، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
429-
محمد بن شُعَيب الأصبهانيّ التّاجر3.
عن: عبد الرحمن بن سَلَمَةَ، وعبّاس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزَّمعيّ، والثلاثة لا أعرفهم. وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ.
توفي سنة ثلاثمائة.
430-
محمد بن شَيْبَة بن الوليد الدّمشقي.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجمح بن القاسم المؤذن.
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 21".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 44"، وغاية النهاية "2/ 150".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 50"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 252".
431-
محمد بن صالح بن يونس النَّيْسابوريّ.
عن: إسحاق بن راهويه، وجماعة. توفي سنة ثلاثمائة.
432-
محمد بن الصّبّاح النَّيْسابوريّ الخيّاط1.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وبِشْر بن الحَكَم. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
433-
محمد بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب.
الأمير أبو عبد الله الخُزَاعيّ الطّاهريّ النَّيْسابوريّ، وقيل: كنيته أبو العبّاس.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بن يحيى.
وولى إمرة خراسان بعد والده سنة ثمان وأربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن اللَّيْث الصَّفَّار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسعٍ وخمسين وأسره. وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستّين. فلمّا كانت وقعة الهَرَوايات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيمًا ببغداد خاملًا إلى أن مات سنة ثمانٍ وتسعين.
ودُفِنَ بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير2.
ولا أعلم للبغداديّين عنه روايةً، ولا لغيرهم. ولعلّه جاوز الثّمانين.
434-
محمد بن عاصم بن يحيى3. أبو عبد الله الأصبهانيّ الفقيه الشّافعيّ، وابن وهْب.
وعن: عليّ بن حرب، وَسَلَمَةَ بن شبيب. وعنه: أحمد بن بُنْدار، وأبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ.
قَالَ أبو الشّيخ: صنَّف كُتُبًا كثيرة، وتفقه على مذهب الشّافعيّ. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
435-
محمد بن العبّاس بن الوليد4. أبو سعيد الدّمشقيّ الخيّاط، نزيل جرجان.
1 البداية والنهاية "11/ 111"، والعبر "2/ 112"، والنجوم الزاهرة "2/ 328".
2 تاريخ بغداد "5/ 377".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 52-54"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 233".
4 تاريخ جرجان للسهمي "413".
عن: هشام بن عمّار، وجماعة. وعنه: أبو حاتم بن حبّان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: تُوُفّي بعد التّسعين ومائتين.
436-
محمد بن العبّاس الْجُمحيّ البْصريّ.
لما عُزِل أبو زُرْعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولى هذا القضاء، وَشُكِرَتْ سيرته. ولما تُوُفّي أعيد إلى القضاء أبا زُرْعة.
تُوُفّي الْجُمَحّي سنة سبْعٍ وتسعين.
قَالَ ابن عساكر1: بَلَغَني أنّ أبا الحَسَن محمد بن عليّ الماوَرْديّ كتب إلى الْجُمَحّي يُعاتبه بهذه الأبيات:
عزيزٌ على مُشفِقٍ أن يراك
…
قريبًا لمن لستَ من شَكْلِهِ
وأنت الّذي لو تأمَّلْتَهُ
…
لأكْبَرْتَ قَدْرك عن مثلهِ
فهَبْكَ رَضِيتَ قضاءَ الشّام
…
وصرت رئيسًا على أهلهِ
ألست تعلم بأنّ الْفَنَاءَ
…
على آدم وعلى نَسْلِهِ
فماذا تقول إذا ما دُعيتَ
…
إلى مَجْمَعٍ ماجَ من حَفْلهِ
وقيل: هَلُمُّوا بأشياعكم
…
وبالْجُمَحِيّ على رِسْلِهِ
437-
محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني2. أبو عبد الله المقرئ.
أحد الموصوفين بحُسْن الصَّوت وتجويد القرآن، وأَمَّ مدّةً بجامع أصبهان.
وروى عن: مقرئ أصبهان محمد بن عيسى. وحدَّث عن: عبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار بن العلاء. وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سِياه، وأبو الشيخ.
وتوفي سنة إحدى وتسعين.
1 تاريخ دمشق "38/ 155".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 219".
438-
محمد بن عبد الله بن سليمان1. الحافظ أبو جعفر الحضرميّ الكوفيّ مُطَيَّن.
دخل على أبي نُعَيْم وهو صبيّ، وكان جارهم بالكوفة.
وسمع من: أحمد بن يونس الحريريّ، وعلي بن حكيم الأَوْديّ، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، وخلْق كثير.
وكان أحد أوعية العلم.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، والطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وعلي بن عبد الرحمن البكّائي، وعلي بن حسّان الزّمّميّ، وطائفة.
سئُل عنه الدّارَقُطْنيّ فَقَالَ: ثقة جَبَل.
قلت: تُوُفّي في ربيع الأول سنة سبْعٍ وتسعين.
ووُلِد سنة اثنتين ومائتين؛ وقد صنف "المسند" و"التاريخ"، وغير ذلك.
قَالَ أبو بكر بن أبي آدم الحافظ: كتبت عن مُطَين مائة ألف حديث.
قَالَ الخليليّ، وذكر مُطَيَّنًا في شيوخ القطّان: حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخُلْديّ يقول: قلت لأبي جعفر الحضرميّ: لِمَ سُمِّيت "مُطَيِّنًا؟ "2 قَالَ: كنت صبيًا ألعب مع الصّبيان، وكنت أطْوَلَهم، فندخل الماء ونخوض، فيُطَيِّنون ظَهْري. فبصرني يومًا أبو نُعَيْم، فلمّا رآني قَالَ: يا مُطَيِّن، لِم لا تحضر مجلس العلم؟ قَالَ: فاشتهر ذلك. فلمّا اشتغلت بالحديث مات أبو نُعَيْم، ففاتني، ولكنني كتبت عن نحو خمسمائة شيخ.
439-
محمد بن عبد الله بن بكّار بن أبي هُرَيرة. أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمار، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن النّاصح.
440-
محمد بن عبد الله بن الجعد الهمداني البزي.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 21"، سير أعلام النبلاء "14/ 41"، والنجوم الزاهرة "3/ 171".
2 زيادة على الأصل في سير أعلام النبلاء "14/ 42""لم لقبت بهذا؟ ".
عنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان. وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمدانيّون.
441-
محمد بن عبد الله القَرْمَطيّ1.
عن: يحيى بن سليمان بن نَضْلة، وبكر بن عبد الوهّاب. وعنه: الطَّبَرانيّ، والْجَعابي.
442-
محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس2. أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبيّ.
روى عَن: أبيه؛ ورحل فأخذ شيئًا كثيرًا من العربيّة والأخبار عن: أبي حاتم السَّجِسْتاني، وأبي الفضل العبّاس بن الفَرَج الرّياشيّ، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.
وجلب إلى الأندلس علما كثيرا من الغرائب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها.
443-
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن معاوية الكلاعي التميمي.
روى عن: إسحاق بن محمد الفَرَويّ. تُوُفّي سنة "
…
"3 وتسعين.
444-
مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن إِبْرَاهِيم بْن شبيب4.
أبو بكر الأصبهانيّ المقرئ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رُشَيْد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا هَمَّام السَّكُونيّ، وعبد الله بن عمر مُشْكدانة.
وقرأ لِوَرْش على: عامر الحرشيّ، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الله بن داود بن أبي طيبة، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء مدّةً، فقرأ عليه جماعة. وسمع القراءة منه آخرون.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 73-75".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 22".
3 في الأصل بياض.
4 غاية النهاية "2/ 169".
ولقد بالغ في تعظيمه أبو عَمْرو الدّانيّ فَقَالَ: هو إمام عصره في رواية وَرْش. لَم ينازعه في ذلك أحدٌ من نُظَرائه.
وحدَّثني فارس بن أحمد: سمعت عبد الباقي بن الحسن يقول: قَالَ محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ألف خَتْمَةٍ. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ الدّانيّ: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخي، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطَرْقانيّ، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد المطرِّز.
قَالَ: ومات ببغداد.
قلت: وممّن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحَمّاميّ. وكان من أئمّة القرّاء بأصبهان.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
وقد تقدَّم ذِكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهانيّ، وكان عَمّهُ.
445-
محمد بن عبد العزيز بن ربيعة. أبو مُلَيْك الكِلابي الكوفيّ.
عن: أبي كُرَيْب، وغيره. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
وثّقه الدَّارقُطْنيّ وحده.
وهو محمد بن ربيعة مشهور، من طبقة وكيع.
روى عن أبي مُلَيْك شيوخ قزوين.
446-
محمد بن عبد بن عامر1. أبو بكر التّميميّ السمرقندي. أحد المتروكين.
1 تاريخ بغداد "2/ 386-390"، ميزان الاعتدال "3/ 633"، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي "3/ 73".
روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكَنْديّ، وقُتَيْبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة. روى عنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة.
قَالَ الدّارَقُطْنيّ: كان يكذب ويضع.
447-
محمد بن عبد الملك1. أبو بكر التاريخي السراج.
كان ذا عناية زائدة بالتّواريخ، وحدَّث عن: الحَسَن الزَّعْفَرانيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ. روى عنه: أبو طاهر الذُّهْليّ قاضي مصر. وسأكرره.
448-
محمد بن عَبْدُوس بن كامل2. أبو أحمد السُّلَميّ السّرّاج البغداديّ الحافظ.
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وداود بن عَمْرو الضَّبّيّ، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهُذَليّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: رفيقه أبو القاسم البَغَويّ، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، ودَعْلَج، والطَّبَرانيّ، وابن ماسيّ، وطائفة.
قَالَ ابن المنادى: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن المعدودين في الحفظ أَكْثَرَ عنه النّاس لدقّته وضبطه3.
قَالَ: وتُوُفّي في آخر رجب سنة ثلاثٍ وتسعين.
449-
محمد بن عُبَيْد الله بن مرزوق4. أبو بكر البغداديّ الخطيب الخلّال القاضي.
روى عن: عفّان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديثٍ واحد تفرَّد به عن عفّان، وهو موضوع. وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم: وإسماعيل الخُطَبيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين.
1 تاريخ دمشق "2/ 348".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 10"، وتاريخ بغداد "2/ 380"، والمنتظم "6/ 48"، وسير أعلام النبلاء "13/ 531".
3 تاريخ بغداد "2/ 382".
4 تاريخ بغداد "2/ 329".
450-
محمد بن عُبَيْد الله بن سُرَيْج بن حُجْر1. أبو عُبَيْدة الذُّهَليّ الشَّيْبانيّ البخاريّ.
محدِّث رحَّال.
سمع: عَبّاد بن يعقوب الرَّواجنيّ، ومحمد بن سهل بن عساكر، ومحمد بن عبد الله المخزومي الحافظ. وعنه: خَلَف الخيّام، وأحمد بن سهل بن حَمْدَوَيْه.
وتُوُفّي في سَمَرْقَنْد سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان أبوه حافظًا يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا.
451-
محمد بن عبيد الله الحافظ. المعروف بختن أبو الآذان.
سمع: أبا زُرْعة الدّمشقيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وهذه الطبقة. وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الجعابي.
452-
محمد بن عثمان بن أبي شَيْبة2. الحافظ أبو جعفر العبْسيّ الكوفيّ، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وعَميه أبا بكر3، والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن المَدِينيّ، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بن مَعِين، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومِنْجاب بن الحارث، والعلاء بن عَمْرو الحنفيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: ابن صاعد، وعثمان بن السّمّاك، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسين بن عُبَيْد الدّقاق، وسعد النّاقد، وآخرون.
وكان محدِّثًا فَهْمًا واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره.
قال صالح بن محمد جزرة: ثقة4.
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 275".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 2"، وتاريخ بغداد "3/ 42-47"، والمنتظم "6/ 124"، والبداية والنهاية "11/ 111"، وسير أعلام النبلاء "13/ 21-23".
3 في الأصل "أبا".
4 تاريخ بغداد "3/ 42".
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا منكرًا فأذكره، وهو على ما وصفه لي عَبْدان، لا بأس به.
وأمّا عبد الله بن أحمد بن حنبل فَقَالَ: كذّاب.
وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: كان يضع الحديث.
وقال مُطَيَّن: هو عصا موسى يَتَلَقَّف ما يأفكون1.
وقال الدَارَقُطْنيّ: يقال إنّه أخذ كتاب غير محدِّث2.
وقال البرقانيّ: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنّه مقدوحٌ فيه3.
تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة سبْعٍ وتسعين.
453-
محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السِّوار. أبو الحسن المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح الكاتب. وعنه: حمزة الكِنانيّ، والحَسَن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس.
وقال: لم يكن ثقة. تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا.
454-
محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد البصْري الذارع4.
عن: عثمان بن الهيثم المؤذنّ، وسعيد بن سلّام العطّار، والقَعْنَبيّ، ومسلم بن إبراهيم السِّيرينيّ، وجماعة. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وجماعة.
كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عديّ، وقد ضعّفه.
وقال: أُصيب بكتبه فكان مشتبه عليه، وأرجو أنّه لا يتعمَّد الكذِب.
وكان لا ينكر له.
1 الكامل لابن عدي "6/ 2297".
2 تاريخ بغداد "3/ 46".
3 تاريخ بغداد "3/ 46".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 28"، وميزان الاعتدال "3/ 641"، ولسان الميزان "5/ 279".
455-
محمد بن عليّ بن زيد1.
أبو عبد الله المكّيّ الصّائغ.
سمع: القَعْنَبيّ، وحفص ابن عمّ الحَوْضيّ، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة. وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة.
توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة.
روى أيضا عن: خالد بن يزيد العمري، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب.
أكثر عن الرحالون.
وأرخه الخليليّ سنة سبْعٍ وثمانين، والأوّل أصحّ.
456-
محمد بن عليّ بن سهل2.
أبو بكر الأنصاريّ. ومن ولد رافع بن خُدَيْج.
وُلِد ببغداد، ونشأ بمَرْو، ومات ببُخارَى عن ثلاثٍ وتسعين سنة. حدَّث عن: عمْرو بن مرزوق، وأبي عمر الحَوْضيّ، وعلي بن الحَسَن، ويحيى بن يحيى، ومُسدَّد، وعلي بن الْجَعْد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البخاريان، وأبو بكر أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
ضعّفه ابن عديّ، ثمّ قَالَ: أرجو أنّه لا بأس به.
قلت: كان إمامًا في التّفسير.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين فيما قِيلَ، وهو غلط؛ فإنّ ابن عديّ قَالَ: قَدِم علينا جُرْجان سنة خمسٍ وتسعين.
ثمّ وجدت وفاته في "تاريخ أبي الحسن الزّنْجيّ" في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، وهذا أصحّ من الأول.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 39"، والبداية والنهاية "11/ 99".
2 ميزان الاعتدال "3/ 652"، ولسان الميزان "5/ 295".
457-
مُحَمَّد بْن علي بْن حسن1. أبو بكر2 البغداديّ.
عن: محمود بن خِداش. وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة.
458-
محمد بن عليّ بن عَلُّوَيْه3.
الفقيه أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الشّافعيّ. أحد الأئمّة.
تفقَّه على: المُزَنيّ، وصار من كبار الأئمّة.
وحدَّث عن: هشام بن عمّار، وأبي كُرَيْب، وجماعة. وعنه: أبو زكريّا يحيى العَنْبريّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة.
459-
محمد بن عليّ بن طَرْخان بن جبّاش4.
كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، وأبو بكر البلْخيّ الحافظ، ثمّ البيكَنْديّ.
سمع: قُتَيْبة، ولُوَيْنًا، وهشام بن عمّار، وطبقتهم وأكثر التِّرحال.
قَالَ ابن ماكولا: كان حافظًا للحديث حَسَن التّصنيف.
تُوُفّي في رجب سنة ثمانٍ وتسعين.
روى عنه: ابنه أبو بكر، والحَسَن بن عليّ الطُّوسيّ، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة.
460-
محمد بن عمر بن العلاء5.
أبو عبد الله الجرجاني الصيرفي.
1 تاريخ بغداد "3/ 68".
2 في الأصل "أبو حرب".
3 تاريخ جرجان للسهمي "389".
4 معجم البلدان "1/ 480"، تذكرة الحفاظ "2/ 694".
5 تاريخ جرجان للسهمي "390".
رحل وسمع: هُدْبَةَ بن خالد، وأبا الرّبيع الزُّهْرانيّ، وجماعة. وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين.
461-
محمد بن عمر بن أبان المصريّ. أبو الطّاهر.
يروي عن: يحيى بن بُكَيْر. تُوُفّي في شوّال سنة خمسٍ وتسعين.
462-
محمد بن عِمران الْجُرْجانيّ1. أبو عبد الله الزّاهد، المعروف بالمَقَابِريّ.
سمع: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ. تُوُفّي في صَفَر سنة إحدى وتسعين.
463-
محمد بن عَمْرو بن خالد الحَرانيّ2. ثمّ المصريّ، أبو علاثة.
عن: أبيه. وعنه: الطَّبرانيّ، وغيره. وتُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
464-
محمد بن عُمَيْر بن هشام. أبو بكر الرازي المعروف بالقماطيري الحافظ.
سمع: محمد بن مِهران الجمّال، وأحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: أبو زكريّا العنْبريّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسن بن مهديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
465-
محمد بن عيسى3.
أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ المعروف بالبياضيّ.
قتلته القرامطة بطريق الحجّ سنة أربعٍ.
روى عنه: محمد بن يحيى القَطِيعيّ.
وعنه: أبو بكر بن مقسم في القراءات.
1 تاريخ جرجان للسهمي "97، 139، 205، 304، 326".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 39".
3 تاريخ بغداد "2/ 401"، والمنتظم "6/ 62"، والبداية والنهاية "11/ 102".
466-
محمد بن عيسى بن شَيْبة بن الصلت بن عُصْفور السَّدُوسيّ البصْريّ1.
نزيل مصر.
روى عن: عمِّه يعقوب بن شَيْبة، ومحمد بن وزير الواسطيّ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأُمويّ، ومحمد بن أبي مَعْشَر نَجِيح، وأبي المسكين زكريّا بن يحيى.
وعنه: النَّسَائيّ في حديث مالك2، وأبو هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام العَدَويّ، وعبد الله بن عديّ في مُعْجَمه، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون.
توفي في خامس جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة.
467-
محمد بن عيسى بن تميم المِصِّيصيّ3.
نزيل إخميم.
يروي عن: لوين، وغيره. وهو كذاب. توفي سنة ثلاثمائة أيضًا.
468-
محمد بن غالب4. أبو عبد الله القُرْطُبيّ الفقيه ابن الصّفّار المالكيّ. أحد الأئمّة.
أخذ عن: سَحْنُون، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد ابن أخي ابن وهب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين.
469-
محمد بن الفَرَج بن هاشم. أبو علي السمرقندي.
عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلْوانيّ. وعنه: محمد بن غالب بن جُمْهُور، ومحمد بن أحمد الذَّهَبيّ، وعَمْرو بن محمد الكرابيسيّ السَّمَرْقَنْديّ.
470-
محمد بن الفضل بن سلمة. أبو عمر البغدادي الوصيفي5.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 87"، وتهذيب التهذيب "9/ 389"، وتقريب التهذيب "2/ 198"، المعجم المشتمل لابن عساكر "266".
2 المعجم المشتمل "266".
3 المغني في الضعفاء "2/ 622"، ولسان الميزان "5/ 335".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 20".
5 تاريخ بغداد بغداد "3/ 153".
عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبّان بن موسى، وإسماعيل بن أُوَيْس.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سَلْم. تُوُفّي في رجب. قَالَ الخطيب: ثقة.
وروى عنه أيضًا: أبو بكر النّقّاش، وإسماعيل الخُطَبيّ، وآخرون.
471-
محمد بن الفضل. أبو عيسى المَوْصِليّ.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، ولُوَيْن؛ وسأل أحمد بن حنبل. وعنه: يزيد بن محمد الأزديّ، وغيره. تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
472-
محمد بن فَوْر بن عبد الله بن مهديّ. أبو بكر العامريّ النَّيْسابوريّ.
عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ. وعنه: أبو الطَّيّب محمد بن عبد الله الشُّعَيْريّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وتسعين.
473-
محمد بن القاسم بن هلال الأندلسيّ1.
عن: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ويونس بن عبد الأعلى. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
474-
محمد بن اللَّيث2. أبو بكر الجوهريّ. بغداديّ ثقة.
عن: جُبَارة بن المُغَلّس، وغيره. وعنه: أبو عليّ الصّوّاف، وأبو بكر القَطِيعيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
475-
محمد بن محمد بن إسماعيل بن شدّاد3.
القاضي أبو عبد الله الْجُذُوعيّ الأنصاريّ.
عن: مسدَّد، وهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وعلي بن المَدِينيّ، وعُبَيْد الله القواريريّ.
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 18، 19".
2 تاريخ بغداد "3/ 196".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 20"، وتاريخ بغداد "3/ 205"، والبداية والنهاية "11/ 98".
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم المقرئ، والطَّبَرانيّ، وجماعة1.
وثّقه الخطيب، وذَكَرَ له حكاية تَمَّت مع المعتمد، وهي في أمالي نصر المقدسيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين في جُمَادَى الآخرة.
وقد وُلّي قضاءَ واسط، وغيرها. وكان موصوفًا بالورع في أحكامه، رحمه الله.
476-
محمد بْن محمد بْن أحمد بن يزيد بن مِهْران. أبو أحمد البغداديّ.
سمع: داود بن رُشَيْد، وطبقته. روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخُراسانيّ، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الدّارَقُطْنيّ: حافظ وليس بالقوي.
477-
محمد بن محمد بن داود الشَّطَويّ2.
عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، وطبقته. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ. وثّقه أبو بكر الخطيب.
478-
محمد بن محمود بن عبد الوهّاب. أبو السَّرِيّ الأصبهانيّ.
سمع: حبّان بن بِشْر القاضي، وسَعْدُوَيْه الأصبهانيّ. تُوُفّي سنة أربعٍ.
479-
محمد بن محمود بن عديّ الخُراسانيّ. أبو عَمْرو.
سمع: على بن خَشْرَم، والكَوْسَج، والطبقة. وعنه: القَطِيعيّ، وعيسى الرُّخَّجيّ. مستقيم الحديث.
480-
محمد بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج.
الإفريقيّ المغربيّ. أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة.
سمع: سَحْنون بن سعيد، ومحمد بن شَجَرَة، والحارث بن مسكين المصريّ.
وكان ثقة، فقيهًا، صالحًا، شاعِرًا مجوِّدًا.
عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبْعٍ وتسعين.
1 تاريخ بغداد "3/ 205".
2 تاريخ بغداد "3/ 208".
481-
محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعريّ الأصبهانيّ1.
عن: مُجَاشع بن عَمْرو. وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
482-
محمد بن المطَّلب. أبو بكر الخُزَاعيّ2.
عن: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأحمد بن نصر الشّهيد، ويحيى بن أيّوب العابد.
وعنه: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وابن نَجِيح، والخلدي، وأبو بكر بن غلويه المقرئ، وغيرهم. لا بأس به.
483-
محمد بن مالك بن داود. أبو بكر الشُّعَيْريّ3.
سمع: منصور بن أبي مُزَاحم، والحكم بن موسى، وطائفة. وعنه: ابن قانع، والإسماعيليّ، وغيرهما.
484-
محمد بن مُعَاذ بن سُفيان بن المُسْتَهِلّ بن أبي جامع المصريّ4. ثمّ الحلبيّ. أبو بكر درّان.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقَعْنَبيّ، وعَمْرو بن مرزوق، وأبا سَلَمَةَ التُّبُوذَكيّ، ومحمد بن كثير العبْديّ، وطائفة. وعنه: أبو بكر النّجّاد، ومحمد بن أحمد الرّافقيّ، وعلي بن أحمد المِصِّيصيّ، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن جعفر بن السقاء الحلبيّ.
وكان أسند من بقي بحلب. عُمِّرَ دهرًا.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين، وهو في عشر المائة.
485-
محمد بن موسى بن حمّاد5. أبو أحمد البربريّ ثمّ البغداديّ الحافظ الإخباريّ.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 88"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 229".
2 تاريخ بغداد "3/ 307".
3 تاريخ بغداد "3/ 307".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 60"، وسير أعلام النبلاء "13/ 536"، ودول الإسلام "1/ 178"، وشذرات الذهب "2/ 216".
5 المعجم الصغير للطبراني "2/ 14"، وتاريخ بغداد "3/ 243".
وُلِد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وسمع: عليّ بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عمر القواريريّ، وعبد الرحمن بن صالح. وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطَبيّ، وابن قانع، وآخرون. قَالَ الخطيب: كان إخباريًا، فَهْمًا، ذا معرفة بأيّام النّاس. وكان يَخْضِب بالحُمْرَة.
تُوُفّي سنة أربعٍ أيضًا. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ. قلت: أكثر عنه الطَّبَرانيّ.
486-
محمد بن موسى بن عاصم1. أبو عبد الله المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومهديّ بن جعفر الرَّمْليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
487-
محمد بن نصر المَرْوَزيّ2. الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.
ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنَيْسابور، سكن سَمَرْقَنْد وغيرها. وكان أبوه مَرْوزِيًّا.
قَالَ الحاكم فيه: إمام الحديث في عصره بلا مُدَافَعَة.
سمع بخُراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد بن يزيد بن صالح، وعَمْرو بن زُرَارة، وصَدَقَة بن الفضل المَرْوَزِيّ، وعلي بن حُجْر.
وبالريّ: محمد بن مِهْران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حُميد.
وببغداد: محمد بن بكّار، وعبد الله القواريريّ، وجماعة.
وبالبصرة: أبّا الرّبيع الزُّهْرانيّ، وهُدْبَة، وشَيَبْان، وعبد الواحد بن غياث، جماعة.
وبالكوفة: سعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 6".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 33-40"، وتهذيب التهذيب "2/ 213"، والنجوم الزاهرة "3/ 161"، وتقريب التهذيب "2/ 213".
وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة.
وبالشّام: هشام بن عمّار، وجماعة.
قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المراديّ.
وتفقَّه على أصحاب الشّافعيّ.
وقال الخطيب: حدَّث عن عَبْدان، وسمّى جماعة وقال: كان من أعلم النّاس باختلاف الصّحابة ومَنْ بعدَهم.
قلت: روى عنه أبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشَّرقيّ، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السَّمَرْقَنْدِيّ، وخلْق كثير.
قَالَ أبو بكر الصَّيْرفيّ: لو لم يصنّف المَرْوَزِيّ إلّا كتاب "القَسَامة" لَكَان من أفقه النّاس1.
وقال أبو بكر بن إسحاق الصِّبْغيّ، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكُّن أبي عليّ الثّقفيّ في عقله؟ قَالَ: ذاك عقل الصَّحابة والتّابعين من أهل المدينة.
قِيلَ: وكيف ذاك؟ قَالَ: إنّ مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنّه صار إليه عقول مَن جالسَهَم من التابعين، فجالَسَه يحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، فأخذ من عقله وسَمْته، حتّى لم يكن بخُراسان مثله، فكان يُقال: هذا عقل مالك وسمته. ثم جالس يحيى محمد بن نصر سِنِين، حتّى أخذ من سَمْته وعقله، فلم يُرَ بعد يحيى من فُقَهاء خُراسان أعقل منه. ثمّ إنّ أبا عليّ الثَّقَفيّ جالَسَ محمد بن نصر أربع سِنِين، فلم يكن بعده أعقل منه2.
وقال عبد الله محمد الإسفرائينيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يقول: كان محمد بن نصر عندنا إمامًا، فكيف بخراسان3؟.
1 تاريخ بغداد "3/ 316".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 34".
3 تاريخ بغداد "3/ 316".
وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصّدر الأوّل من مشايخنا يقولون: رجال خُراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر.
وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرّحلة الثّانية سنة ستّين ومائتين، فاستوطن نَيْسابور، ولم تزل تجارته بنَيْسابور، أقام مع شريك له مُضَارِب، وهو يشتغل بالعِلم والعِبادة. ثمّ خرج سنة خمسٍ وسبعين إلى سَمَرْقَنْد، فأقام بها، وشريكه بنَيْسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإنّ حَيْكَان -يعني يحيى بن محمد بن يحيى- ومَن بعده أَقَرُّوا له بالفضل والتَّقَدُّم1.
قَالَ ابن الأخرم: ثنا إسماعيل بن قُتَيْبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرّة، إذا سُئِل عن مسألة يقول: سَلُوا أبا عبد الله المَرْوَزِيّ.
وقال أبو بكر الصِّبْغيّ: أدركت إمامين لم أُرْزَق السَّماعَ منهما: أبو حاتم، الرّازيّ، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ2.
وأمّا عبد بن ربيعة، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بَلَغَني أنّ زُنْبُورًا قعد على جبهته، فسال الدّمُ على وجهه ولم يتحرّك.
وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسنَ صلاةً من محمد بن نصر. كان الذُّباب يقع على أُذُنِه، فَيَسِيلُ الدّم، ولا يَذُبُّه عن نفسه. ولقد كنّا نتعجّب من حُسْن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع رقبته على صدره، فتتصلّب كأنّه خَشَبَة منصوبة. وكان من أحسن النّاس، خَلْقًا، كأنما فقئ في وجهه حَبُّ الرُّمّان، وعلى خدَّيه كالورد ولحيته بيضاء3.
وقال أحمد بن إسحاق الصَّبْغيّ: سمعت محمد بن عبد الوهّاب الثَّقفيّ يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خُراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصِلُه أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سمرقند بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادَّخرتَ لِنَائبةٍ.
فَقَالَ: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا وكذا سنة، قوتي وثيابي وكاغدي وحبري،
1 سير أعلام النبلاء "14/ 36".
2 سير أعلام النبلاء "14/ 36".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 36، 37".
وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين دِرْهمًا، فترى إن ذَهَبَ ذا لا يبقى ذاك؟ 1.
وقال السُّليمانيّ: محمد بن نصر إمام الأئمّة الموفَّق من السّماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعَبْدان، والمُسْنِديّ، وإسحاق.
له كتاب "تعظيم قدْر الصّلاة"، وكتاب "رفع اليدين"، وغيرهما من الكتب المعجزة.
ومات وصالح جَزَرة في سنة أربعٍ.
أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليُمْن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حَيَوَيْه، ثنا عفّان بن جعفر الّلّبان: حدّثني محمد بن نصر قَالَ: خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكّة، فغرقت، فذهب منّي ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني الْعَطَشُ، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخَذَ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كُوز، فَقَالَ لي: هاه.
فشربت وسقَيْتُها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب2.
وقال أبو الفضل محمد بن عُبَيْد الله البَلْعَميّ: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوم للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالًا لعلمه، فلمّا خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خُراسان، تقوم لرجلٍ من الرَّعيّة! هذا ذَهاب السّياسة.
فَبِتُّ تلك اللّيلة وأنا مُنْقَسِمُ القلب، فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ بعضُدي، فَقَالَ لي: ثَبتَ ملككَ وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر.
وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء مُعْجَمَةٍ ثمّ نُون، أخت يحيى بن أكثم القاضي.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد، في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
1 تاريخ بغداد "3/ 317".
2 تاريخ بغداد "3/ 317".
وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه في مسألة الإيمان: صرَّح محمد بن نصر في كتاب "الإيمان" بأن الإيمان مخلوق، فإنّ الإقرار والشّهادة، وقراءة القرآن بلفْظه مخلوق. وهَجَرَه على ذلك علماء وقته، وخالَفَه أئمّة أهل خُراسان، والعراق.
قلت: لو أننا كلما أخطأ إمام مجتهد في مسألةٍ خطًأ مغفورًا له هَجَرْناه وبدَّعناه، لَما سَلِمَ أحدٌ مِنَ الأئمّة، واللَّهُ الهادي للحقّ، والرّاحم للخلْق.
وقال ابن حزم في بعض تَوَاليفه: أعلم النّاس من كان أجمعهم للسُّنَن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها ولأحوال الصّحابة. ولا نعلم هذه الصّفة أتمّ منها في محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، فلو قَالَ قائل: ليس لرسول صلى الله عليه وسلم حديث، ولا لأصحابه إلّا وهو عِنْد محمد بن نصر، لَما بَعُدَ عن الصّدْق.
488-
محمد بن نصر. أبو جعفر البغداديّ المقرئ الصّائغ1.
عن: إسماعيل بن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب. وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة.
وكان مُقْرِئًا. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
وعنه أيضًا: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عثمان الأبهريّ شيخ ابن مَنْدَه.
489-
محمد بن نصر بن حُمَيْد البزّاز البغداديّ2.
صاحب حديث.
روى عن: إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن أيّوب المَقَابِريّ، ومحمد بن قُدَامة الجوهريّ، ونحوهم.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وابن قانع، وغيرهما.
490-
محمد بن نصر. أبو جعفر الهمدانيّ حَمُّوَيْه. صدوق رحّال.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، ومحمد بن رُمْح، وحرملة، وطبقتهم. وعنه: أحمد بن إسحاق بن مِنْجاب، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة، وابن أبي داود مع تقدمه.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 14"، وتاريخ بغداد "3/ 318".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 4"، وتاريخ بغداد "3/ 319".
محمد بن النّضر.
هو محمد بن أحمد.
491-
محمد بن النَّضْر بن سَلَمَةَ بن الجارود بن يزيد1.
الحافظ أبو بكر الجاروديّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، قاله الحاكم. كان شيخ وقته حِفْظًا وكمالًا ورئاسة، وأبوه وجدّه كلّهم رأيّيون2.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعمر بن زُرَارَة، وسُوَيد بن سعيد، ومحمد بن عَبْد الملك بْن أبي الشَّوارب، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل ابن سِبْط السَّنْديّ، وطائفة.
وعنه: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وأبو عَمْرو الحَيريّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة.
وكان رفيق مسلم في الرحلة.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق3.
وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربيّة أبي بكر الجارودي في مصنفاته، ويبيته عندي.
وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قَتَلَ أحمدُ الخُجُسْتانيّ حَيْكان هَمَّ بقتل الجاروديّ، فلبس الجاروديّ عَباءَة وخرج مع الجمّالين إلى أصبهان4.
قلت: ثم رجع بعد إلى بلده.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين. وكانت له جَنَازة مشهودة.
يُقال: إنّ النّسائيّ روى عنه، فَيُحَقَّقْ.
492-
محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري5.
1 الجرح والتعديل "8/ 111"، وتهذيب التهذيب "2/ 213"، وتقريب التهذيب "2/ 213"، وسير أعلام النبلاء "13/ 541-544".
2 الأنساب "3/ 158".
3 الجرح والتعديل "8/ 111".
4 الأنساب "3/ 158".
5 تهذيب التهذيب "9/ 491"، تقريب التهذيب "2/ 213، وسير أعلام النبلاء "13/ 564".
أخو أحمد بن النّضْر، سَمَاعه وسَمَاع أخيه واحد كما في ترجمة أحمد. رَوَيَا عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعُبَيْد الله بن مُعَاذ، وهذه الطبقة.
وقد قَالَ البخاريّ حديثًا عن محمد: ثنا عُبَيْد الله بن معاذ، فذكر حديثًا.
قَالَ الحاكم: روى البخاريّ عنهما في "الجامع الصّحيح".
ذكره، الحاكم في ترجمة محمد.
493-
محمد بن هارون. أبو موسى الأنصاريّ الزُّرَقيّ1.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عُبَيْد الله بن الحارث. وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ. وثّقه الخطيب. ومات في سنة ثلاث وتسعين.
494-
محمد بن الوليد2.
المعروف بابن ولاد التّميميّ النَّحْويّ.
صاحب التّصانيف في عِلم العربيّة. أخذ عن: المبّرد، وثعلب. مات كهلًا سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
495-
محمد بن ياسين بن النَّضْر. أبو بكر الباهليّ. الفقيه النَّيْسابوريّ.
يروي عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعثمان بن أبي شَيْبة. وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
496-
محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني3.
عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان. وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
497-
محمد بن يحيى بن سليمان. أبو بكر المروزي4.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 16".
2 معجم الأدباء "19/ 105".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 56".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 14"، وتاريخ بغداد "3/ 422".
سمع: عاصم بن علي، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة.
وأكثر عن عاصم. وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو بكر الشّافعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وابن عُبَيْد العسكريّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وطائفة.
قَالَ الدَّارَقُطْني: صدوق.
قلت: هو من كبار شيوخ الإسماعيليّ.
تُوُفّي رحمه الله تعالى ببغداد في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
498-
محمد بن يحيى بن محمد1. أبو سعيد البغداديّ، حامل أكْفانه.
سمع أبا بكر، وعثمان ابني أبي شَيْبة، وأحمد بن مَنِيع، وسَوّار بن عبد الله القاضي، وجماعة. وعنه: أهل دمشق، وأبو علي بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وأبو بكر النّقّاش، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ الخطيب: بلغني أنّه غُسِّلَ وَكُفِّنَ، فلمّا كان في اللّيل، جاءه نبَّاش فنبشه، فلمّا حَلَّ أكفانه قَعَدَ، فهرب النّبّاش، فقام وأتى منزله حاملًا كفنه، فعاد حُزْن أهله فَرَحًا.
ومثله أيضًا سُعَيْر بن الخِمْس.
فإنّه لمّا وُضِع في لَحْده اضطّرب، فَحُلَّتْ أكفانه، فقام. ووُلِد له بعد ذلك مالك بن سُعَيْر.
499-
محمد بن يعقوب2. أبو بكر البغداديّ. عُرِفَ بابن القلّاس، بالقاف.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وحمّاد بن إسحاق المَوْصليّ. وعنه: ابن مَخْلَد، وأحمد بن جعفر بن سالم الجيليّ. صدوق.
ومات "سنة خمس وتسعين ومائتين"3.
1 تاريخ بغداد "3/ 423"، والمنتظم "6/ 114"، والبداية والنهاية "11/ 118".
2 تاريخ بغداد "3/ 391".
3 في الأصل بياض، مستدرك من تاريخ بغداد.
500-
محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصّمد1. أبو الحَسَن الدّمشقيّ، مولى بني هاشم.
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وموسى بن أيّوب النَّصِيبيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة.
وعنه: سبط عديّ بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكِنْديّ، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح، ومُظَفَّر بن حاجب، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسع وتسعين.
وقع لنا جزء صغير من حديثه يعلو.
501-
محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهانيّ2.
عن: عَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وغيره. وعنه: أبو الشّيخ. تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
502-
محمد بن يعقوب بن سَوْرة البغداديّ.
عن: أبي الوليد الطّيالِسيّ. وعنه: الطَّبَرانيّ.
503-
محمد بن يعقوب البصْري الأعلم3.
عن هُدْبة بن خالد، وأبي الرّبيع الزُّهْرانيّ. وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ أحاديث.
504-
محمد بن يوسف بن يعقوب4.
أبو بكر الرازيّ المقرئ.
حدَّث عن: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ. روى عنه: محمد بن العبّاس بن نجيح، وحبيب القزاز، وأبو بكر النقاش.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 56"، والعبر "2/ 13أ"، وشذرات الذهب "2/ 232"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 82".
2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 239".
3 تاريخ بغداد "3/ 388".
4 ميزان الاعتدال "4/ 72"، تاريخ بغداد "3/ 397"، ولسان الميزان "5/ 435".
قَالَ الدَارَقُطْنيّ: دجَّال يضع الحديث والقراءات. وضع من المستندات ما لا يضبط.
قدم بغداد قبل الثلاثمائة.
505-
محمد بن يوسف. أبو جعفر البارودي الإسكافيّ1.
حدَّث ببغداد عن: أبي عُتْبَة الحمصيّ، وطبقته. وعنه: محمد بن مَخْلَد، وعبد الله بن شهاب العُكْبُريّ. تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
506-
محمد بن يوسف بن عاصم بن شَرِيك. أبو بكر البخاريّ الحافظ.
رحّال، سمع: يعقوب الدَّوْرَقيّ، وبِشْر بن آدم، ويوسف بن موسى القطّان، وعدَّة.
507-
محمد بن يوسف2. أبو جعفر التُّرْكيّ الفَرَغانيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: سُرَيْج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التُّرْكيّ، وعيسى بن سالم الشّاشيّ، ومحمد بن جعفر الوَركانيّ.
وعنه: أحمد بن كامل، وعُمَر بن مسلم، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب. وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
508-
مُحَسِّن بن جعفر بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر الصّادق العَلَويّ3.
خرج بناحية الشام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كَيَغْلَغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنُصِب مع أعلامٍ له مُنَكَّسَةٍ.
509-
محمود بن أحمد بن الفَرَج4. أبو حامد الزُّبَيْريّ الأصبهانيّ.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، ومحمد بن المنذر البغداديّ. وكان ثقة.
1 تاريخ بغداد "3/ 398".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 12"، وتاريخ بغداد "3/ 395".
3 مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني "703".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 108"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 315".
روى عنه: أبو الشَّيخ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهانيّ.
وهو مَنْ وَلَدِ الزُّبَير بن بكّار.
مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
510-
محمود بن والان بن موسى. أبو حامد العَدَويّ الأديب.
ثقة كثير الحديث. عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
سمع: قُتَيْبَة، وسُوَيْد بن نصر، وجماعة. ومات سنة ثلاثٍ وتسعين.
511-
محمود بن محمد المَرْوَزِيّ1. مشهور.
طوّف وسمع: داود بن رُشَيْد، وعلي بن حُجْر، وطبقتهما. وعنه: الطَّسْتيّ، وابن الصَّوّاف، والطَّبَرانيّ. مستقيم الحديث. مات سنة سبْعٍ وتسعين.
512-
محمود بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ2. أبو حامد المدِينيّ البزّاز.
عن: محمد بن منصور الجوّاز، وهارون بن موسى الفَرَويّ، ومحمد بن "أحمد بن يعقوب الشيباني"3، والمخزوميّ. وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيخ.
وثقه أبو نعيم. ومات سنة ثلاثمائة.
513-
مسبح بن حاتم بن ماور العكي.
بالبصّرة. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
514-
مسور بن قَطَن بن إبراهيم. أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ.
قَالَ الحاكم: كان من مزكي عصره، والمُقَدَّم في الزُّهْد والورع والعقل.
سمع: يحيى بن يحيى؛ وتورَّع من الرّواية عنه لصِغَر سِنِّهِ.
وسمع: جدّه لأمّه بِشْر بن الحَكَم، وأبا زاهر، وداود بن رشيد. وطوف.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 107"، وتاريخ بغداد "13/ 94".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 108"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 316".
3 في الأصل بياض. مستدرك من ذكر تاريخ أصبهان.
وعنه: ابن الشَّرْقيّ، ومحمد بن صالح، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة.
مات سنة ثلاثمائة.
515-
مسلم بن أحمد بن أبي عُبَيْدة1. أبو عُبَيْدة اللَّيْثيّ القُرْطُبيّ، صاحب القِبلة.
رحل سنة ستٍّ وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والرّبيع المُرَاديّ، والمُزَنيّ، وابن عبد الحَكَم، وجماعة.
قَالَ أحمد بن عبد البَرّ: كان من أصوف أهل زمانه2، وكان مُولَعًا بالفَلك والنُّجوم. وكان إذا صلّى يشرّق قليلًا نحو مدينة قُرْطُبَة.
روى عنه: قاسم بن أَصبغ، وعبد الله بن يونس.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
516-
مسلم بن سعيد الأشعريّ3. أبو سَلَمَةَ.
سمع: مُجَاشِع بن عَمْرو سنة ثلاثين، وبكّار بن الحَسَن. وعنه: أبو الشّيخ، وشيخه مُجَاشع يروي عن: الّليث، وابن قطيعة.
مات سنة تسعٍ وتسعين.
517-
مسلم بن عبد الله بن مكرم البارودي4. المؤدِّب ببغداد.
عن: عَمْرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم. وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وابن العلاء الْجَوْزَجانيّ. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
518-
مُضارِب بن إبراهيم5. أبو الفضل النَّيْسابوري الأديب، أوحد عصره ببلده في العربيّة.
سمع: ابن راهَوَيْه. وعنه: أبو عَمْرو بن مَطَر. مات سنة سبع وتسعين.
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 126".
2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 126".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 323".
4 تاريخ بغداد "13/ 105".
5 بغية الوعاة "2/ 288".
519-
معمر بن محمد بْن زيد بْن الأشهب البلخي.
سَمِعَ من: شهاب بن معمر العوفي، ومكّيّ بن إبراهيم، وعصام بن يوسف البلخيّين.
وطال عُمره. وعنه: عبد الرحمن بن حامد بن مَتُّوَيْه البْلخيّ.
مات في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
520-
مَمْشَاذُ الدِّيَنَوريّ1.
من كبار الصُّوفيّة. صحِب يحيى بن الجلّاء، وغيره.
ومن قوله: جماعُ المعرفة صِدْقُ الافتقار إلى الله.
وقال فارس الدَّيَنَوريّ: خرج مُمْشاذ من باب الدّار، فنبح كلب فَقَالَ: لا إله إلّا الله، فمات الكلب مكانه2. مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
521-
موسى بن إسحاق بن موسى الخطْميّ الأنصاريّ3.
أبو بكر الفقيه الشافعيّ، كان قاضيًا على الأهواز. وولى قضاء نَيْسابور. وحدَّث عن: عيسى قالون، وأحمد بن يونس، وعلي بن الْجَعْد. وكان يُضْرَبُ به الْمَثَلُ في ورعه وصيانته في القضاء. وعنه: حبيب القزّاز، وابن ماسي، وعبد الباقي بن قانع.
قَالَ ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
وقد أقرأ النّاسَ القرآن. ويقال: مولده سنة عشرٍ ومائتين. ومات سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين.
522-
موسى بن أفلح البخاريّ البيقاري4.
عن: أبي حُذَيفة إسحاق بن بشر، وأحمد بن حفص، والمسندي.
1 حلية الأولياء "10/ 353"، وصفة الصفوة "4/ 87"، والنجوم الزاهرة "3/ 179".
2 طبقات الصوفية "317".
3 الجرح والتعديل "8/ 135"، والمنتظم "6/ 96"، وسير أعلام النبلاء "13/ 579"، والعبر "2/ 109"، وشذرات الذهب "2/ 226".
4 الأنساب لابن السمعاني "2/ 373"، واللباب "1/ 199".
وعنه: أحمد بن عدل، وخَلَف الخيّام. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين. وكان شيخًا مُعَمَّرًا.
523-
موسى بن خازم بن سيّار1. أبو عِمران الأصبهانيّ.
عن: حاتم بن عبد الله النُّمَيْريّ، ومحمد بن بُكَيْر الحضرميّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار الشّعّار. مات سنة ثلاثٍ وتسعين. ورّخه أبو نُعَيم.
524-
موسى بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ. أبو يحيى.
عن: أبيه، وإسماعيل المُزَنيّ الفقيه؛ وجالسَ داود الظَّاهريّ. وعنه: عبد الله بن محمد بن شَيْبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهَمْدانيّ.
مات على رأس سنة ثلاثمائة.
525-
موسى بن محمد بن موسى الذُّهَليّ الأعْيَن. أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء. وعنه: أبو العبّاس بن حمدان، وأبو الوليد الفقيه، وأحمد بن الخضر شيخ الحاكم.
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
526-
موسى بن هارون بن عبد الله2. أبو عِمران البزّار. كان إمام عصره في الحِفْظ والإتقان.
سمع: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن الْجَعْد، وخلْق. وعنه: دَعْلَج، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وآخرون.
قَالَ الصِّبْغيّ: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أروع من موسى بن هارون.
مات في شَعْبان سنة ثلاثٍ وتسعين. قصّر الحاكم في ترجمته.
527-
موسى بن هارون بن سعيد الأصبهانيّ3.
أبو عِمران، يُعرف بالأصمّ. ربّما التبس بالذي قبله. وهذا يروي عن: سويد بن
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 112"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 312".
2 تاريخ بغداد "13/ 50"، والبداية والنهاية "11/ 103"، والمنتظم "6/ 66".
3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 312".
سعيد، وأبي خَيْثَمة زُهَير بن حرب، ومُصْعَب بن عبد الله الزُّبَيريّ، وجماعة سواهم.
روى عنه: أبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.
فإذا قَالَ الأصبهانيّ: حَدَّثَنَا موسى بن هارون، فإيّاه يريد. ومات هذا الأصبهانيّ في حدود سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
528-
موسى بن هشام الدَّيَنَوريّ.
حدَّث بدمشق. عن: عبد الله بن هانئ، وعليّ بن المبارك الصَّنْعانيّ. وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأحمد بن الرُّوميّ، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهم. مات على رأس الثلاثمائة.
"حرف النون":
529-
نصر بن أحمد1. أبو محمد الكَنْديّ البغداديّ الحافظ. أحد الأئمّة، ويُعرف بنَصْرك.
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حمّاد، والقواريريّ. وعنه: خَلَف الخيّام، وابن عُقْدَةَ.
حمله أمير بُخَارى خالدُ بن أحمر الذُّهَليّ إليه، فأقام عنده، وصنَّف له "المُسْنَد".
ومات في سنة ثلاثٍ وتسعين، وعاش سبعين سنة.
530-
نصر بن سياد بن فتح. أبو الَّلْيث السَّمَرْقَنْديّ المحدِّث الرّحّال المصنِّف.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حُمَيْد، والدارِميّ. وعنه: محمد بن إسحاق العُصْفُريّ، وأحمد بن محمد الكرابيسي. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
531-
نصر بن عبد الحميد القراطيسيّ.
أبو حبيب المصريّ، الرّجل الصّالح.
عن: نُعَيْم بن حمّاد، ويحيى بن بكير. مات سنة سبع وتسعين.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 538"، البداية والنهاية "11/ 101"، والمنتظم "6/ 59".
532-
نوح بن منصور1. أبو مسلم البغدادي.
حدَّث بشيراز. وكانت عنده كُتُب الشّافعيّ.
عن: الزَّعْفرانيّ، والرّبيع، ويونس بن عبد الأعلى، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ. روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، ومُطَهَّر بن أحمد شيخ أبي نُعيْم.
مات بفارس سنة خمسٍ وتسعين.
"حرف الهاء":
533-
هارون بن موسى بن شريك الدّمشقيّ المقرئ2. أبو عبد الله الأخفش صاحب ابن ذَكْوان.
قرأ عليه، وسمع أبا مُسْهر. قرأ عليه: ابن الأخرم المقرئ، والنّقّاش؛ وروى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين على الصّحيح. وقيل: سنة إحدى.
534-
هُبَيْرة بن محمد بن عبد الحميد. أبو أحمد المصريّ.
عن: عيسى بن زُغْبَة، وغيره. مات سنة سبْع وتسعين.
535-
هُمَيْم بن همّام. أبو العبّاس الطَّبَريّ3.
طوّف وسمع: أبا مُصْعَب، ومحمد بن أبي مَعْشَر. وعنه: أبو أحمد الغطْرِيفيّ بن عبد الملك، وأهل جُرْجان.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
"حرف الواو":
536-
وحيد بن عمر بن هارون البخاريّ الفقيه.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 122".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 128".
3 تاريخ جرجان للسهمي "189، 134، 439، 449، 534، 537، 539".
روى عَنْ: إسحاق بن راهَوَيْه، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطبقتهما. وعنه: خَلَف الخيّام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
537-
وكيع بن إبراهيم بن عيسى المَوْصِليّ.
عن: سُفْيان بن وَكِيع، ولُوَيْن، وأبي عمّار الحسين بن حرث. وكتب عنه النَّسائيّ.
وروى عنه: يزيد بن محمد. مات سنة سبْعٍ وتسعين.
538-
الوليد بن حمّاد بن جابر الرّمليّ الزّيّات1.
سمع: سليمان بن عبد الرحمن، ويزيد بن مَوْهب الرمليّ. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وجماعة. كان على رأس الثلاثمائة.
"حرف الياء":
539-
يحيى بن أحمد زياد. أبو منصور السُّفْيانيّ الهَرَويّ.
سمع: خالد بن الصّبّاح، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدّارِميّ. وعنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ، والفضل بن العبّاس، وأبو الفضل بن حَمْدُوَيْه.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
540-
يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العَلَويّ.
كان قد غلب على اليمن، وَدُعِيَ له بصنعاء وما والاها عنه. وضُرِبَت السّكّة باسمه. ثمّ خرج من صنعاء بعد غَلَبة القَرَامطة، فصار إلى صُعْدة، وتسمّى بالهادي أبي الحَسَن. وملك نجْران وتلك النّواحي، وَخُطِبَ له بأمير المؤمنين. وكان حَسَن السِّيرة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين؛ قام بعده ولده محمد، ولُقِّب الْمُرْضَى.
541-
يحيى بن زكريّا الثَّقَفيّ القُرْطُبيّ. المعروف بابن السّاق.
سمع: يحيى بن إبراهيم بن "....."2، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضاح،
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 123، 124".
2 في الأصل بياض.
وعامر بن معاوية، وطائفة. وحجّ متأخرًا، فسمع من النَّسائيّ. وكان صوّامًا صالحًا عالمًا. أخذ النّاس عنه.
ومات في رمضان سنة ثمانٍ وتسعين.
542-
يحيى بن عبد الله بن الحُرَيش1. أبو عبد الله.
عن: أبي الأشعث العِجْلي، وزياد بن أيّوب.
وعنه: أبو الشّيخ. وثَّقه أبو نُعَيْم. وكان أصبهانيّ. مات سنة ستٍّ وتسعين.
543-
يحيى بن عبد الله بن حُجْر بْن عَبْد الْجَبَّار بْن وائل الحَضْرَميّ2.
عَنْ: عمه محمد بْن حجر، عن أقاربهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ. مات سنة إحدى وتسعين.
544-
يحيى بن عبد الباقي الأَذَنيّ3. محدِّث ثقة.
سمع: محمد بن سليمان لُوَيْن، وغيره. وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن قانع.
مات سنة اثنتين وتسعين في ذي القعدة.
545-
يحيى بن عبد العزيز بن المختار القُرْطُبيّ4.
ثقة، مفتي. سمع: العبْسي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
روى عنه: أحمد بن نصر، وحبيب بن الرَّبيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بِشْر. مات سنة تسعٍ وتسعين.
546-
يحيى بن علي بن أبي منصور المنَّجم النّديم5.
من كبار المُعْتَزِلة ومصنِّفيهم. نادم المعتضد وابنَه المكتفي، وله كتاب في أخبار الشعراء، وله تصانيف في الاعتزال. مات سنة ثلاثمائة، وعاش ستين سنة.
1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 362".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 143-146".
3 سير أعلام النبلاء "14/ 45"، تاريخ بغداد "14/ 227"، والمعجم الصغير للطبراني "2/ 146".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 185".
5 سير أعلام النبلاء "13/ 405"، وتاريخ بغداد "14/ 230"، والفهرست لابن النديم "1/ 144".
547-
يحيى بن محمد بن البَخْتَرِيّ الحِنّائي1. أبو زكريّا البغداديّ.
سمع: طالوت بن عبّاد، وشَيْبان بن فَرُّوخ. وعنه: أبو مسلم الكَجّيّ مع تقدُّمه، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والإسماعيليّ. مات سنة تسعٍ وتسعين.
548-
يحيى بن محمد بن عِمران الحلبي2. ثم البالسي.
عن: هشام بن عمار، ودُحَيْم، وابن مُصفى. وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وابن عديّ، وحمزة الكِنانيّ.
549-
يحيى بن المُعَافَى بن يعقوب الكِنْديّ المَوْصِليّ.
الفقيه الحنفيّ. أفتى وكتب الشروط.
وروى عن: غسّان بن الرّبيع، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجماعة. وكتب الناس عنه. وولي قضاء ملطية. روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ، وغيره.
مات سنة ثلاث وتسعين.
550-
يحيى بن منصور3. أبو سعيد الهَرَويّ الإمام.
كان آيةً في العِلْم والزُّهْد، حتّى قِيلَ إنّه لم يَرَ مثل نفسه.
روى عن: سُوَيْد بن نصر، وغيره. روى عنه: أحمد بن عيسى الغيزاني. ومات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين.
551-
يحيى بن نافع بن خالد المصريّ4. أبو حبيب.
سمع: ابن أبي مريم. وعنه: الطَّبَرانيّ. مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين.
552-
يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حُمَيْد الطائي الموصلي.
1 تاريخ بغداد "14/ 229".
2 المعجم الصغير للطبراني "2/ 142".
3 سير أعلام النبلاء "13/ 570"، المنتظم "6/ 26"، والعبر "2/ 94"، وتاريخ بغداد "14/ 225"، وشذرات الذهب "2/ 213".
4 المعجم الصغير للطبراني "2/ 138".
روى عن: جُبَارة بن المُغَلِّس، وابن عمّار. قَالَ الأَزْديّ: مات سنة سبْعٍ أو ثمان وتسعين.
553-
يعقوب بن عليّ بن إسحاق النّاقد. أبو يوسف الكوفيّ.
مات بمصر سنة ثلاثٍ وتسعين.
554-
يعقوب بن غَيْلان العُمَانيّ1.
حدَّث بالبصرة عن: سعيد بن عُرْوة. وعنه: الطَّبَرانيّ. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
555-
يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم. أبو يوسف الأَيْليّ.
عن: ابن صالح، ويحيى بن بُكَيْر. مات سنة ثلاثمائة.
556-
يعقوب بن يوسف بن الحَكَم الجوباريّ الْجُرْجانيّ2.
روى عن: الفلاس ببغداد.
وعن: محمد بن خالد بن خداش. وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وغيرهما. مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
557-
يوسف بن الحَكَم3. أبو عليّ الضّبّيّ البغدادي الخيّاط.
صدوق. سمع: بِشْر بن الوليد. وعنه: الطَّبَرانيّ، والجِعَابي. مات سنة تسعٍ وتسعين.
558-
يوسف بن عاصم الرّازيّ. أبو يعقوب.
ثقة. رحل وسمع: هُدْبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وسُوَيْد بن سعيد. وعنه: أبو سعيد الرّازيّ، وعليّ بن أحمد بن صالح، وجماعة. مات سنة ثمانٍ وتسعين.
559-
يوسف بن موسى المروروذي القطان4.
1 المعجم الصغير للطبراني "2/ 132".
2 تاريخ جرجان للسهمي "488".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 134"، وتاريخ بغداد "14/ 312".
4 تاريخ بغداد "14/ 308"، والمنتظم "9/ 89".
حجّ وحدَّث بالعراق عن: ابن راهويه، وأبي معمر القطيعي، واحمد بن صالح المصري.
وعنه: ابن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة من آخرهم أحمد بن يوسف بن خلاد.
وثقه الخطيب. ومات سنة ثلاث وتسعين.
560-
يوسف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بن زيد بن درهم البصري1. ثم البغدادي. القاضي أبو محمد مولي الأزد.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وجماعة. ولي قضاء البصرة وواسط، وضم إليه قضاء الجانب الشرقي ببغداد.
وكان عفيفا مهيبا، ثقة عالما، مصنفا.
وعنه: دعلج، وابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وطائفة. مات سنة سبع وتسعين ومائتين.
"الكني":
561-
أبو جعفر بن ماهان الرازي.
سمع: هشام بن عمار، ودحيما. وعنه: أبو الشيخ. كان على رأس الثلاثمائة.
1 سير أعلام النبلاء "14/ 85-87"، وتاريخ بغداد "14/ 310"، والبداية والنهاية "11/ 112"، والنجوم الزاهرة "3/ 171"، والمنتظم "6/ 96".
تراجم أهل هذه الطبقة على الحروف
…
وقال العُقَيْليّ: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا البخاريّ قَالَ: قَالَ ابْن عُيَيْنة: سَمِعْت مقاتلًا يَقُولُ: إن لم يخرج الدّجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أنّي كذّاب.
237-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام بن أبي وَارَةَ. أبو عبد الرحمن. مَرْوَزِيّ له أربعون حديثًا مَرْوِيّة.
رواها عنه: عبد الله بن أحمد المَرْوَزِيّ. يروي عنه: سعيد بن سعيد، وعليّ بن حُجْر، وداود بن رُشَيْد، وجُبَارة بن المُغلّس، وطبقتهم.
ولا أعلم متى كان، ثمّ ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
238-
عبد الله بن إبراهيم الأزْديّ الضّرير.
عن: الحَسَن بن عليّ الحلْوانيّ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وجماعة. وعنه: بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
239-
عبد الله بن أبي الخوارزميّ القاضي.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن المنصور، وقُتَيْبَة، وابن راهوَيْه، وخلْق. وعنه: أبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن عليّ الحسّانيّ الخوارزميّ، وأبو العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ شيخ البَرْقانيّ.
قِيلَ: إنّه الّذي قَالَ البخاريّ في "الصّحيح": ثنا عبد الله، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ.
وذلك يتوّجه، فإنّه روي في كتاب "الضّعفاء" عدّة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره.
240-
عبد الله بن أيّوب1.
أبو محمد البصْريّ القربيّ الضَّرير.
عن: أبي الوليد الطَّيالِسيّ، وأُميَّة بن بِسْطام، وأبي نصر التمّار، ويحيى الحِمّانيّ، وسهل بن بكّار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وحبيب القزاز، والذارع، والطبراني، وآخرون.
1 المعجم الصغير للطبراني "1/ 214"، وتاريخ بغداد "9/ 413".