الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيات الطبقة السابعة والأربعون:
وفيَّات سنة إحدى وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
- أحمد بن إسحاق بن شيث1:
الإمام أبو نصر البخاري الصفَّار، الحنفي، المجاور بمكة.
نشر علمه بالحَرَم، ومات بالطائف.
وابنه:
1-
إسماعيل2:
كان قوَّالًا بالحق، إمامًا عالمًا عاملًا، قتله الخاقان نصر بن إبراهيم صبرًا لنهيه عن المنكر في سنة إحدى هذه، فالترجمة لإسماعيل لا لوالده، فتُحَول.
2-
أحمد بن الحسن بن عليّ بن الفضل3:
أبو الحسن البغدادي، الكاتب، أخو الشاعر أبي منصور عليّ صُرّدرّ.
سمع: أبا الحسين بن بِشْران، وأبا الحسن الحماميّ، وأحمد بن علي الباداء.
وعنه: شجاع الذُّهْليّ، وأبو علي البرداني، وأبو الغنائم النرسي، وعلي بن أحمد الموحد.
وكان صالحًا خيرًا كبير الذِّكْر.
توفِّي فِي ربيع الآخر، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.
3-
أحمد بن عبد الواحد بن مَعْمَر4:
أبو معمر الهروي البالكي المزكي.
1 تاريخ بغداد "6/ 403"، وكشف الظنون "2/ 1428".
2 الفوائد البهيَّة "46"، والأنساب "8/ 77".
3 المنتظم "8/ 255".
4 الأنساب "2/ 56"، ومعجم البلدان "1/ 329".
سمع: عبد الرحيم بن أبي شُرَيْح، وغيره.
وتوفِّي في شوال.
وقد حدَّث "بالجعديات" كلها عن: ابن أبي شُرَيْح.
روى عنه أهلُ هَرَاة.
وكان من الفقهاء.
4-
أحمد بن عليّ بن يحيى1:
أبو منصور الأَسَدَاباذيّ المقرئ.
حدَّث ببغداد عن: أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان يذكر أنه سمع من الدارقطني، ويذكر أشياء تدل على تخليطه.
وعاش خمسًا وتسعين سنة.
5-
أحمد بن عمر بن الحسن بن يوسف:
أبو القاسم الأصبهاني المؤدب.
في المحرَّم. رحل وروى عن: أبي عمر الهاشمي، وأبي عمر بن مهدي، وهلال الحفار.
6-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن مسعود2.
أبو عمر الْجُذامي البِزِلْياني، القاضي ببَجَانَة.
صحِبَ أبا بكر بن زرب، وأبا عبد الله بن مفرِّج، والزبيدي، وابن أبي زمنين.
وكان من العلماء.
حدَّث عنه: ابن خزرج، وقال: ولد سنة ستين وثلاثمائة.
قلت: فيكون مبلغ عمره مائة سنة وسنة.
1 تاريخ بغداد "4/ 325، 326"، والمنتظم "8/ 258"، وميزان الاعتدال "1/ 121"[482] .
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 62"، ومعجم البلدان "1/ 410".
7-
إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حُسَين بن أسد1.
أبو بكر التميمي الحماني المقرئ، القرطبي، المعروف بابن الطُبْني.
أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه.
وكان عالمًا بالطب، من بيت حشمة، وكان صديقًا لأبي محمد بن حزْن.
مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
8-
إسماعيل بن أبي نصر الصفار2:
كان إمامًا قوالًا بالحق، قتله الخاقان ببخاري صبرًا لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
حرف الحاء:
9-
حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن3:
النقيب أبو طاهر الحسيني ابن أبي الجن الدمشقي.
ولي نقابة العلويين.
قال ابن عساكر: بلغني أنه قُتِل بعكا، وسلخ في سنة إحدى.
حرف العين:
10-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سعيد4:
أبو محمد الأندلسي البشكلاري، نزيل قرطبة.
وبشكلار: قرية من قرى جيان.
روى عن: أبي محمد الأصيلي، وأبي حفصٍ بن نابل، وأحمد بن فتح الرسان، ومحمد بن أحمد بن حيوة، وخلف بن يحيى الطليطلي.
1 جذوة المقتبس للحميدي "158، 159"، والصلة لابن بشكوال "1/ 95، 96".
2 تقدم في بداية هذه الطبقة.
3 معجم الأدباء "4/ 35"، والنجوم الزاهرة "5/ 85".
4 الصلة لابن بشكوال "1/ 280".
وكان ثقة فيما رواه، شافعي المذهب.
روى عنه: أبو علي الغسَّاني، وأبو القاسم بن صواب، وأجاز له بخطه.
توفِّي في رمضان، وولد سنة سبعٍ وسبعين وثلاثمائة.
11-
عبد الرحمن بن محمد بن فوزان1:
أبو القاسم المَرْوَزِيّ الفقيه، صاحب أبي بكر القفال.
له المصنَّفات الكثيرة في المذهب والأصول والجدل، والملل والنحل.
وطبق الأرض بالتلامذة.
وله وجوه جيدة في المذهب.
عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتوفِّي في رمضان، وكان مقدم اصحاب الحديث الشافعية بمرو.
سمع: علي بن عبد الله الطيسفوني، وأبا بكر القفال.
روى عنه: عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وزاهر، وعبد الرحمن بن عمر المَرْوَزِيّ.
وصنَّف كتاب "الإبانة"، وغيرها.
وهو شيخ أبي سعد المتولي صاحب "التتمة"، و"التتمة" هي تتمة لكتاب "الإبانة" المذكور، وشرحٌ لها.
وقد أثنى أبو سعد على الفُورَانيّ هذا في خطبة "التتمة".
وقد سمع منه أيضًا: محيي السُّنَّةَ البَغَويّ.
وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفورَانيّ، حتى قال في باب الأذان: والرجل غير موثوقٍ بنقْله.
ونَقَمَ العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوّبوا كلامه.
12-
عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو2:
1 وفيَّات الأعيان "3/ 132"[264] ، والعبر "2/ 247"، والأعلام "4/ 102".
2 المختصر في تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 85-87"، والنجوم الزاهرة "5/ 84".
الحافظ أبو زكريا التميمي البخاري المحدث، صاحب الرحلة الواسعة.
سمع بالشام، والعراق، ومصر، واليمن، والثغور، والحجاز، وبُخَاري، والقيروان.
وحدَّث عن: أبي نصر أحمد بن علي الكاتب، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغُنْجار، وأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الفقيه، وأبي يَعْلَى حمزة بن عبد العزيز المُهَلَّبي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وهلال الحفار، وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع، وتمَّام بن محمد الرازي، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وابن النحاس، وابن الحاج الإشبيلي، وخلق كثير.
روى عنه: أبو نصر بن الجبان، وهو من شيوخه، وعلي بن محمد الحنائي، والفقيه نصر المقدسي، ومشرف بن علي بن التمار، وجميل بن يوسف المادرائي، وأحمد بن إبراهيم بن يونس المقدسي، وأبو عبد الله بن أحمد الرازي، وآخرون.
وكان مولده في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأكبر شيخ له إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، حدثه عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وذلك في مشيخة الرازي.
وفي الرواة عن أبي زكريا سابقٌ ولاحقٌ، بينهما في الموت مائة سنة، وهما عبد الوهاب بن الجبان، والرازي.
أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحمَّدِ بْنِ عَلَّانَ كَتَابَةً، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيِّ بِنِ الْحَسَنِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ الْفَرَضِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْكَتَّانِيُّ، أَنَا أَبُو نَصْرِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بِنِ نَصْرٍ البخاري: قَدِمَ علينا طالب عِلْمٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْكَاتِبِ بِبُخَارَى، ثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ أَنَيْفٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اغْسِلُوا ثِيَابَكُمْ، وَخُذُوا مِنْ شُعُورِكُمْ، وَاسْتَاكُوا، وَتَزَيَّنُوا، فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا يَفْعَلُونَ ذلك، فزنت نساؤهم"1.
1 إسناده مظلم ولا يصح: قاله الذهبي في تذكرة الحفاظ "3/ 1158"، وأورده في سير أعلام النبلاء "13/ 584".
قال أَبُو عَبْد اللَّه الرازي: دخل أَبُو زكريا عَبْد الرحيم بلاد الأندلس وبلاد المغرب، وكتب بها، وكتب عمَّن هُوَ دونه، وَفِي شيوخه كثرة، وكان من الحفاظ الأثبات.
قال السلفي: هَذَا على لسان الرازي فِي مشيخته، وورَّخ وفاته ابن الأكفاني فِي سنتنا هَذِهِ.
وقال ابن طاهر المقدسي في كتاب "تكملة الكامل فِي الضعفان": إن شيخه سعد بْن علي الزنجاني حدَّثه أنه لم يرو كتاب "مشتبه النسبة" عن مؤلفه عَبْد الغني إلا ابن ابنه علي بْن بقاء، وأن عَبْد الرحيم حدَّث به.
وَفِي قول الزنجاني نظر، فَإِن رشأ بْن نظيف قد روى هَذَا الكتاب، عن عَبْد الغني أيضًا، وهو وعبد الرحيم بْن أَحْمَد ثقتان. وبمثل هَذَا لا يحل تضعيف الرجل العالم.
13-
عَبْد الواحد بن عَليّ بْن عَبْد الواحد بْن موحد بْن البَرِّي بالفتح1:
أَبُو الفضل السُّلَمي.
سمع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وابن أَخِيهِ علي بْن الْحَسَن بن البري.
مات فِي المحرم.
14-
عَبْد الغفار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب:
أَبُو مَنْصُور الأصبهاني المعدل.
عن: إِبْرَاهِيم بْن خرشيد قوله.
مات فِي ذي القعدة.
15-
عَبْد الواحد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن المرزبان:
أَبُو مُسْلِم الأبهري الأصبهاني.
روى "جزء لوين" عن والده.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 259"، وتوضيح المشتبه "1/ 444".
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الصمد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الجمَّال شيخ أَبِي علي الحداد.
توفِّي فِي رجب، وله ثلاث وتسعون سنة.
والعجب من الحدَّاد كيف لم يسمع منه وروى عَنْ رجلٍ عَنْهُ.
16-
عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صالح:
أَبُو الفضل المعلم.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وخلقًا.
17-
عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بن عبد القدوس1:
أبو القاسم الْأَنْصَارِيّ القرطبي.
حجَّ وَسَمِعَ من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَليّ المطوعي بمكة.
وقرأ القراءات بدمشق على: أَبِي علي الأهوازي.
وسمع من أَبِي الْحَسَن السمسار، وأخذ بحران عن الشريف الزيدي.
وأخذ بمصر عن أَبِي الْعَبَّاس بْن نفيس، وبمَيَّافارقين عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفارسي.
وكان من جلة المقرئين، ومن الخطباء المجودين.
كَانَتِ الرحلة إليه فِي القراءات.
توفِّي فِي ذي القعدة، ومولده سنة ثلاث وأربعمائة.
ولي خطابة قرطبة، وصنَّف "المفتاح" فِي القراءات.
18-
عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بْن مَنْصُور2:
الحافظ أَبُو حَفْص الْبُخَارِيّ البزاز.
محدِّث ما وراء النهر فِي وقته.
سمع: أَبَا عليّ بْن حاجب الكشاني، وأبا نصر أحمد بن محمد الملاحمي، وأبا
1 غاية النهاية "1/ 481"[2004] ، وهدية العارفين "1/ 637".
2 الأنساب "5/ 188، 189"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1158".
الفضل أَحْمَد بْن علي السليماني، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الرازي، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغني النَّخْشَبيّ، ومحمد بْن علي بْن سَعِيد المطهري، ومحمد بن عبد الله السرخكتي، وآخرون.
قال النخشبي: هُوَ مكثر، صحيح السماع، فيه هزل.
وقال أبو سعد بن السمعاني: مات بعد الستين وأربعمائة، هو سبط مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خنب.
حرف الميم:
19-
مُحَمَّد بْن مكي بْن عُثْمَان1:
أَبُو الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ الْمَصْرِيّ.
سمع: أَبَا الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد الحلبي، ومحمد بْن أَحْمَد الإخميمي، والمؤمل بْن أَحْمَد، والميمون بْن حَمْزَة الحسيني، وأبا مُسْلِم الكاتب، وعبد الكريم بْن أَحْمَد بْن أَبِي جرار الصواف، وجده لأمه أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن رُزَيْق البغدادي، وأبا علي أَحْمَد بْن عُمَر بْن خرشيد قوله، وغيرهم.
حدَّث بمصر، ودمشق.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو بكر الخطيب، ونصر المقدسي، وعبد الواحد وعبد اللَّه ابنا أَحْمَد السمرقندي، وأبو القاسم النسيب، وهبة اللَّه بْن الأكْفَانيّ، وأبو القاسم بن بطريق، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل الإسْفَرائينيّ، وغيرهم.
مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
ووثَّقه الكتاني وقال: توفِّي فِي نصف جُمَادَى الأولى بمصر، رحمه اللَّه تعالى.
20-
مُحَمَّد بْن وهْب بْن بُكَيْر2:
أَبُو عَبْد اللَّه الكناني الأندلسي، قاضي قلعة رَبَاح.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن ذُنين، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار، ومحمد بن ممين.
1 تاريخ بغداد "3/ 80"، والعبر "3/ 248".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 543".
وكان ينصر مذهب مالك مع الدين والخير.
استوطن طليطلة، وبها توفي.
21-
المسيب بْن مُحَمَّد بن المسيب1:
أبو عمرو الأرغياني، وأرغيان قرية من أعمال نيسابور.
رَحَل وسمع ببغداد: أَبَا عُمَر بْن مهدي، وبالبصرة: أَبَا عُمَر الهاشمي.
روى عنه: زاهر الشحامي.
وكان صالحًا دينًا، سكن نيسابور.
22-
المظفر بْن الْحَسَن2:
أَبُو سعد الهمداني سبط أَبِي بَكْر بْن لال.
سكن بغداد، وحدَّث عن: جَدّه ابن لال، وأحمد بْن فراس العبقسي، وأبي أَحْمَد مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن جامع الدهان.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان ثقة.
عاش ثمانين سنة.
حرف النون:
23-
نصر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن نوح3:
أَبُو الْحسين الفارسي الشيرازي، المقرئ المجود، نزيل مصر.
أقرأ بها القرآن زمانًا، وأملى مجالس.
وكان قد قرأ بالروايات على: أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السَّوْسَنْجِرْديّ، وبكر بْن شاذان الواعظ، وأبي أحمد الفرضي، وأبي الحسين الحمامي، ومنصور بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور صاحب ابن مجاهد، وجماعة.
1 المنتخب من السياق "456"[1550] .
2 تاريخ بغداد "13/ 130"[7117] .
3 مرآة الجنان "3/ 85"، والنجوم الزاهرة "5/ 84".
قرأ عليه: أَبُو الحسين الخشاب، وأبو القاسم بْن الفحام، وغيرهما.
وكان يتفرَّد بُنكتٍ عن: أَبِي حيان التوحيدي.
وروى الحديث عن: أَبِي أَحْمَد الفرضي، وابن الصلت المجبر، وابن بشران المعدل.
روى عنه: أبو عبد الله الرازي في مشيخته.
ورحل إلى مصر هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني في رأس سنة ستين وأربعمائة، فأدركاه وسمعا منه.
وروى عنه: أحمد بن يحيى بن الجارود، وروزبة بن موسى الخزاعي.
وكان من كبار أئمة القراء، قرأ بما فِي "الروضة" على جميع شيوخ مصنفها.
حرف الياء:
24-
يعقوب بْن مُوسَى بْن طاهر بْن أَبِي الحسام:
أَبُو أيوب المُرْسِي.
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن ميْقل، وحاتم بْن مُحَمَّد، وجماعة.
قال ابن مدبر: كان فقيهًا حافظًا متفنِّنًا.
توفِّي فِي صَفَر.
25-
يُونُس بْن عُمَر الأصبهاني:
نزيل القدس.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، وأبو الفتيان الرؤآسي.
وفيَّات سنة اثنتين وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
26-
أحمد بْن الحسن بْن أحمد بن علي1:
1 غاية النهاية "1/ 48"، والمنتظم "8/ 258".
أبو بكر بن اللحياني، البغداي الصفار، المقرئ.
أحد قراء السبعة المحققين.
قرأ بالروايات على: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وغيره.
وسمع من: أَبِي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
قرأ عليه: علي بْن المجلي.
توفِّي فِي رجب، ورَّخه ابن خيرون وقال: قيل: إنه نسي القرآن.
وقال أَبُو علي بْن البرداني: سَأَلْتُهُ عن مولده فقال: في أول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
27-
أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن سعد الطرسوسي1:
أَبُو الْحُسَيْن البزاز الشاهد الدَّمشقيّ، من أَهْل سوق الأحد.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشيرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني.
28-
أَحْمَد بْن علي الأسداباذي القوهي2:
حدَّث بدمشق عَن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الجعفي.
وعنه: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، ونجا العطار.
قال ابن خيرون: فيها توفي، وكان كذابًا، سمع لنفسه.
29-
أَحْمَد بْن علي بن أبي قتيبة الأصبهاني:
سمع: الحافظ ابن منده.
30-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن سياوش3:
أَبُو بكر الكازروني الفارسي البيع.
1 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية""3/ 341".
2 المنتظم "8/ 258"، وميزان الاعتدال "1/ 121"[482] .
3 أورده المصنف في السير بدون ترجمة.
شيخ ثقة، صالح، مكثر.
قال أَبُو سعد: سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وابن الصلت المُجَبِّر، وهلالًا الحفار.
وأكثر عن هذه ثنا عَنْه: أَبُو بكر قاضي المَرِسْتان، وأبو عُبَد الله السلال.
توفِّي فِي جمادى الأولى.
31-
أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن خلف المغربي1:
قد ذكر في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
32-
إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن حاتم بن صولة:
أبو نصر البغدادي البزاز، نزيل مصر، ووالد أَبِي الْحَسَن علي.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفرضي.
وعنه: جَعْفَر السراج، وعلي بْن المؤمَّل بْن غسَّان الكاتب، وعلي بْن الْحَسَن الفراء، ومحمد بْن أَحمد الرازي المعدل، وغيرهم.
وكان محدثًا، ثقة، عالمًا.
33-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد2:
أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ القرطبي.
أَخَذَ عن: مكي، وأبي الْعَبَّاس المهدوي.
وأقرأ الناس بقرطبة.
حرف الثاء:
34-
ثابت بْن مُحَمَّد بْن عليّ:
أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو القاسم الطبقي الفزاري.
سمع: أبا الحسن بن الصلت المجبر.
1 تقدَّمت ترجمته في الطبقة السابقة.
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 96".
وعنه: أَبُو عُبَد اللَّه البارع، وعبيد اللَّه بْن نصر الزاغوني.
حدَّث فِي هَذَا العام، ولم أعرف وفاته.
حرف الحاء:
35-
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي عِيسَى1:
أَبُو عليّ الحسناباذي المحدث.
روى عن: أَبِي بَكْر بْن مردويه الحافظ.
ورحل فسمع ببغداد من أَبِي الْحَسَن بْن رزقويه، وطبقته، وكان يفهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد السلام الْحَسْنَاباذيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الدقاق.
36-
الْحَسَن بْن علي بْن عَبْد الصمد بْن مَسْعُود2:
أَبُو مُحَمَّد الكلاعي اللباد، المقرئ الدَّمشقيّ.
كان آخر من قرأ على الجبني أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
سمع من: تمَّام الرازي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعبد الوهاب الميداني.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وسبطه مُحَمَّد بْن أَحْمَد اللباد، وأبو القاسم علي بْن إِبْرَاهِيم النسيب، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وقال: هُوَ ثقة ديِّن. قال لي: وُلِدتُ سنة 79. ومات فِي صَفَر.
37-
الْحُسَيْن بْن أَحْمَد3:
أبو علي الخفافي.
توفِّي بنيسابور فِي شهر ربيع الآخر، وله تسع وستون سنة.
38-
حُسَيْنِ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القاضي4:
1 الأنساب "4/ 140".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 231"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 48".
3 المنتخب من السياق "203"[607] .
4 الأنساب "522ب"، وكشف الظنون "1/ 424، 517".
أَبُو علي المروزي، يُقَالُ له أيضًا المروروذي الشافعي.
فقيه خراسان فِي عصره.
وكان أحد أصحاب الوجوه، تفقَّه على أَبِي بَكْر القفال.
وله "التعليق الكبير"، و"الفتاوى".
وعليه تفقَّه صاحب "التتمة"، وصاحب "التهذيب" محيي السنة.
وكان يقال له: حبر الأمة.
ومما نقل في تعليقه أنَّ البيهقي نقل قولًا للشافعي فِي أن المؤذن إذا ترك الترجيع فِي الأذان لا يصح أذانه.
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد الرزاق المنيعي، ومحيي السنة البغوي فِي تصانيفه.
قلت: توفِّي القاضي حُسَيْنِ بمرو الروذ فِي المحرم من السنة.
ويقال: إن أَبَا المعالي تفقَّه عليه أيضًا.
39-
حمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز السكري:
الأصبهاني العسال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده.
أرَّخه يحيى بْن منده.
حرف الذال:
40-
ذؤيب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد:
أَبُو عُمَر الْقُرَشِيّ الهروي.
روى عن: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح.
حرف الزاي:
41-
زياد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحكم:
أَبُو مُحَمَّد الأصبهاني الحلَّاب البقَّال.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن منده، وجده.
شيخ صالح.
مات فِي شوال. قاله يحيى بْن منده.
حرف السين:
42-
سَعِيد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن لُبّ1:
أَبُو عُثْمَان الرعيني الطليطلي، ويعرف بالقري وبالأصغر.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ودخل قرطبة طَالِب علمٍ فِي سنة تسعٍ وتسعين، فلقي علي بْن سُلَيْمَان الزهراوي، ومحمد بْن فضل اللَّه.
وَلقي بمالقة نافعًا الأديب، وسمع منهم ومن خلق.
وبرع فِي اللغة والنحو، وصنَّف شرحًا "للجمل"، وجلس للإفادة.
أَخَذَ عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أفلح، وغيره.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
حرف الْعَيْنِ:
43-
عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن طَلْحَة2:
أَبُو مُحَمَّد التنيسي ابن النخاس.
ويعرف أيضًا بابن الْبَصْرِيّ.
قدم دمشق ومعه ابناه مُحَمَّد وطلحة، فسمعوا الكثير من أَبِي بَكْر الخطيب، وغيره.
وحدَّث عن: ابن نظيف الفراء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وعاش بضعًا وخمسين سنة. توفِّي تقريبًا.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 223"، وكشف الظنون "289".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "12/ 116"، ومعجم البلدان "2/ 54".
44-
عَبْد اللَّه بْن محمود الدَّمشقيّ البرزي1:
سمع عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وغيره.
وعنه: هبة اللَّه الأكفاني، وغيره.
وكان يحفظ "مختصر المُزَنيّ"، وكنيته أَبُو علي.
45-
عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي العجائز2:
القاضي أَبُو مُحَمَّد الأزْديّ الدّمشقيّ.
ناب في الحكم بدمشق.
سمع: أَبَاهُ، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نَصْر، وأبا نصر بْن الْجُنْديّ.
رَوَى عَنْهُ: الضّحّاك بْن أَحْمَد الخولاني، وهبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وجماعة.
توفِّي فِي رجب فِي الثمانين.
46-
عَبْد الباقي بن محمد:
ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مشجعة بْن الْحَارِث بْن عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كعب بْن مالك الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ3.
أَبُو طاهر.
والد القاضي أَبِي بَكْر.
ساق نسبه أَبُو سعد السَّمعاني، وقال: شيخ صالح ثقة، راغب فِي الخير، مختلط بأهل العلم.
سمع: أَبَا الْحَسَن بن الصلت المجبر، وأبا نصْر بْن حسنون النَّرْسيّ.
ثنا عَنْهُ ولده.
وذكره عَبْد الْعَزِيز النَّخْشَبيّ فِي مُعْجَمه.
وقال أَبُو طاهر البزّاز: شيخ صالح ثقة، له كَرَم ونفقه على أَهْل العلم.
وُلِدَ في حدود تسعين وثلاثمائة.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "14/ 32"، وتوضيح المشتبه "1/ 434".
2 الكامل في التاريخ "10/ 62"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "12/ 336، 337".
3 سير أعلام النبلاء "18/ 260".
47-
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده1:
أبو الحسن بن الحافظ أبي عبد الله العبدي الأصبهاني التاجر.
روى عن: أَبِيهِ، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهري، وأبي مُحَمَّد بْن يوة، وعمر بْن إِبْرَاهِيم بْن الفاخر، والحسين بْن مَنْجُوَيْه، وجماعة.
قال شيرويه: قدِمَ همدان، وكان صدوقًا، من بيت العلم، وحدَّث عَنْهُ أصحابنا.
وقال أخوه أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن: توفِّي أخي أَبُو الْحَسَن بجِيرَفْتْ فِي عاشر ربيع الآخر.
وأما يحيى بْن عَبْد الوهاب فورَّخه كذلك، لكن قال فِي سنة أربعٍ وستين، وأنه وُلِدَ سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
فعلى هَذَا تكون مدة عمره ثمانين سنة.
قال: وله أعقاب.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، والحسين بْن عَبْد الملك الخلّال، وعدّة.
وكان يشبه أَبَاهُ -رحمهما اللَّه.
48-
عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد2:
أَبُو مُحَمَّد النجار الدَّمشقيّ، المعروف بابن كُبَيْبَة.
سمع من: تمّام الرّازيّ، والحسين بْن أَبِي كامل، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وابنه صاعد بْن عَبْد اللَّه، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وطاهر بْن الإسفرائيني، وإسماعيل بْن أَحْمَد السمرقندي.
قال ابن ماكولا: هُوَ شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق، وسمع منه الحُمَيْديّ.
توفِّي فِي ربيع الآخر، وقد جاوز الثمانين.
49-
عليّ بْن أَحْمَد بْن المَلَطيّ السراج:
البغدادي.
1 المنتخب من السياق "295"، وسير أعلام النبلاء "18/ 355".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 158"، والمشتبه في أسماء الرجال "2/ 543".
سمع: ابن الصلت المجبر، وابن مهدي.
وعنه: يحيى، وأبو غالب ابنا البناء، والمبارك بْن الطيوري.
مات فِي جمادى الأولى، وله تسع وسبعون سنة.
50-
علي بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْن شَريعة اللَّخْميّ الباجي1:
أَبُو الْحَسَن، من أَهْل إشبيلية.
روى عَنْ: والده.
وكان نبيه البيت والحَسَب.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد.
ووُلِد فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتوفِّي فِي ربيع الآخر.
51-
عُمَر بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكَرَجيّ:
حدَّث بإصبهان عن: هبة اللَّه اللالكائيّ.
وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء.
توفي فِي صفر.
حرف الميم:
52-
مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن سهل2:
أَبُو غالب الواسطي، المعروف بابن بشران، وبابن الخالة، المعدل الحنفي اللُّغَوِيِّ، شيخ العراق فِي اللغة.
وأما نسبته إِلَى ابن بشران فلأنَّ جدَّه لأمه هُوَ ابن عُمَر أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران المعدل.
وُلد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 418"[893] .
2 الكامل في التاريخ "10/ 62"، وميزان الاعتدال "3/ 459"، والأعلام "4/ 314".
سمع: أَبَا القاسم علي بْن طَلْحَة بْن كُرْدان النحوي، وأبا الفضل التميمي، وأبا الْحُسَيْن علي بْن دينار، وأبا عَبْد اللَّه العلوي، وأبا عَبْد اللَّه بْن مهدي، وأبا الْحَسَن المطاردي، وأبا الحسن الصيدلاني، وأبا الحسين بْن السماك، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بيري.
قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه -يعني لأجل اللغة، وهو مُكْثر من كُتُب الأدب وروايتها.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ، وهبة اللَّه بْن مُحَمَّد الشيرازي.
وبالإجازة: أَبُو القاسم بْن السمرقندي، والقاضي أبو عبد الله بن الجلابي.
قلت: رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد والد الجلابي، ومن خطه نقلت من الزيادات التالية "لتاريخ واسط" أنَّه توفِّي يوم الخميس الخامس عشر من رجب من سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وذكر مولده.
وقال خميس: كان أحد الأعيان، تخصَّص بابن كُرْدان النَّحْوي وقرأ عليه "كتاب سيبويه"، ولازم حلقة أَبِي إسحاق الرِّفَاعِيّ صاحب السيرافي، وكان يقول: قرأتُ عليه من أشعار العرب ألف ديوان.
وكان مكثرًا، حسن المحاضرة، إلا أنه لم ينتفع به أحدٌ.
يعني: إنَّه لم يتصدَّر للإفادة.
قال: وكان جيد الشعر، معتزليا.
وممن رَوَى عَنْهُ: أَبُو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهور القاضي، وأبو نصر ابن ماكولا، وأهل واسط.
وسمع هُوَ من خاله أبي الفرج محمد بن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن بشران الواسطي.
53-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاضي أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن حذلم1:
أَبُو الْحَسَن الأسدي الدَّمشقيّ.
سمع: أَبَاه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وصدقه بن المظفر، وجماعة.
1 الكامل في التاريخ "10/ 62"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 343".
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد، وأبو القاسم النسيب، وعبد الكريم بْن حَمْزَة.
ووثَّقه النسيب.
وتوفِّي فِي ذي القعدة.
54-
مُحَمَّد بْن أَبِي الحزم جَهْور بْنُ مُحَمَّد بْنُ جهور بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الغمر1:
الأمير أَبُو الْوَلِيد، رئيس قرطبة ومدبِّر أمرها لوالده.
قرأ القرآن على أَبِي مُحَمَّد مكّيّ.
وسمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعيّ، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وابن بُنّوش.
وكان معتنيا بالرواية، وسمع الكثير.
وتوفي معتقلًا فِي سجن المعتمد مُحَمَّد بْن عبَّاد فِي نصف شوال، وقد جاوز السبعين.
لم يذكر ابن بشكوال شيئًا من سيرته، وقد ولي إمرة قُرْطُبة بعد والده فِي سنة خمسٍ وثلاثين، فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إِلَى أنْ قويت شوكة المعتمد بن عباد واستولى على قرطبة، فسجن ابن جهور فِي حصن.
55-
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي علانة2:
أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ.
سمع: أَبَا طاهر المخلص، وابن جمكان الفقيه.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا.
56-
مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن:
مَوْلَى عَبْد الملك بْن أَبِي عتاب الجذامي3، أَبُو عَبْد اللَّه مفتي قرطبة وعالمها.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 546، 547"[1195] .
2 تاريخ بغداد "2/ 257"، والمنتظم "8/ 260".
3 العبر "3/ 250"، والنجوم الزاهرة "5/ 86"، وترتيب المدارك "4/ 811، 812".
ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وروى عن: أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد التجيبي، وأبي القاسم خلف بن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بْن بنوش القاضي، وأبي أيوب بْن عمرو القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.
قال ابن بشكوال: وكان فقيهًا عالمًا عاملًا ورعًا، عاقلًا، بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق لا يُجَارَى فيها، كتبها عمره فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا، وكان يُحْكَى أنه لم يكتبها حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلَّفًا، وكان متفنِّنًا فِي علوم وفنون من العلم، حافظًا للأخبار والأمثال والأشعار، صُلْبًا فِي الحق، مريدًا له، منقبضًا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ متواضعًا، مقتصدًا فِي ملبسه، يتولَّى حوائجه بنفسه، وكان شيخ أَهْل الشورى فِي زمانه، وعليه كان مدار الفتوى.
دُعِي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا فأبى ذلك، وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا، وددت أني نجوت منها كفافًا.
وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه.
وذكره أَبُو علي الغساني فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات، وممن عُنِي بالفقه وسماع الحديث وأقره، وقيده فأتقنه، وكتب بخطه علمًا كثيرًا.
أخذتُ عَنْهُ.
إِلَى أن قال: توفِّي لعشر بقينت من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عباد.
قلت: رَوَى عَنْهُ: ولده عَبْد الرَّحْمَن، وخلْق من الأندلسيين -رحمه اللَّه تَعَالَى.
57-
مُحَمَّد بْن علي بْن ممّوس1:
أَبُو سعْد الهَمَذانيّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي بَكْر بْن لال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الليث، وأبي القاسم يوسف
1 التقييد لابن نقطة "96"[103] .
ابن كج، والعلاء بن الحسين، وعلي بن إبراهيم بن حامد البزاز، وأبي بكر بن حمدويه الطوسي، وجماعة كبيرة.
وكان شيخا صالحا.
58-
محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد:
أبو نصر الهمداني، إمام الجامع.
روى عن: علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حامد، وعلي بْن شعيب، والحسن بْن أَحْمَد بْن مموش، وجماعة.
وهو صدوق.
59-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مَنْصُور1:
أَبُو الغنائم بْن الغراء الْبَصْرِيّ المقرئ.
رحل، وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن جهضم بمكة، وأحمد بْن الْحَسَن الرازي بمكة، وحدث عَنْهُ "بصحيح مُسْلِم".
وسمع: أَبَا مُحَمَّد بْن النحاس بمصر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وابن أَبِي نصر بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا، ومكي الرميلي، والفقيه نصر المقدسي، وغيرهم.
سكن القدس، وبه توفِّي فِي شعبان وله ثمانون سنة.
60-
مُوسَى بْن هُذَيل بْن مُحَمَّد بْن تاجِيت البكْريّ2:
أَبُو مُحَمَّد القرطبي، ويعرف بابن أَبِي عَبْد الصمد.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن عابد، والقاضي يُونُس بْن عَبْد اللَّه، وأبي مُحَمَّد بن الشقاق، وأبي مُحَمَّد بْن دحون.
وكان من أَهْل المعرفة والحفظ والصلاح، وكان مشاورًا فِي الأحكام بقرطبة. عزم
1 الأنساب "9/ 131"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 196، 197".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 609، 610".
عليه مُحَمَّد بْن جهور أن يوليه القضاء بقرطبة فقال: أخرني ثمانية أيام حَتَّى نستخير اللَّه، فأخره، فعمي فِي تلك الأيام، فكانوا يرون أنه دعا على نفسه.
قال أَبُو القاسم بْن بشكوال: أخبرني مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الفقيه: سمعت أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن فرج الفقيه يقول: قال لي أَبُو عَبْد اللَّه بْن عابد، ولابن أَبِي عَبْد الصمد معًا: لو رآكما مالك رحمه الله لقرَّت عينه بكما.
ووُلِدَ سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وتوفِّي فِي ربيع الأول.
حرف النون:
61-
نزار بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد:
أَبُو مُضَر القُرْشيّ الهَرَويّ.
يروي عن أَبِي مُحَمَّد بْن أبي شريح الْأَنْصَارِيّ.
[الكنى]
62-
أَبُو بَكْر بْن عُمَر البربري اللمتوني1:
ملك المغرب.
وكان ظهوره قبل الخمسين وأربعمائة، أو فِي حدود الأربعين. فذكر الأمير عزيز فِي كتاب "أخبار القيروان"، وقد رَأَيْت له رواية فِي هَذَا الكتاب فِي أوله عن الحافظ أَبِي القاسم بْن عساكر، ولا أعرف له نسبا ولا ترجمة، قال: أخبرني عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن حسَّان الغسّانيّ قال: حَدَّثَنِي قاضي مركش علي بْن أَبِي فنون، أنَّ رجلًا من قبيلة جدالة من كبرائهم -يعني: المرابطين- اسمه الجوهر، قَدِمَ من الصحراء إِلَى بلاد المغرب ليحج، وكان مؤثرًا للدين والصلاح، وذلك فِي عشر الخمسين وأربعمائة، فمرَّ بالمغرب بفقيه يقرئ مذهب مالك، والغالب أنه عِمْرَانَ الفاسي بالقيروان.
قلتُ: أَبُو عِمْرَانَ مات بعد الثلاثين وأربعمائة.
قال: فآوى إليه وأصغى إِلَى العلم، ثُمَّ حجَّ وفيه قلبه من ذلك فعاد، وأتى ذلك
1 وفيَّات الأعيان "7/ 113"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 537"، والبداية والنهاية "12/ 134".
الفقيه، وقال: يا فقيه، ما عندنا فِي الصحراء من العلم شيء إلا الشهادتين فِي العامة، والصلاة فِي بعض الخاصة.
فقال الفقيه: فخُذ معك من يُعلمّهم دينهم.
فقال له الجوهر: فابعث معي فقيهًا وعليَّ حِفْظُه وإكرامه.
فقال لابن أَخِيهِ: يا عُمَر، اذهب مع هَذَا السيد إِلَى الصحراء، فعلم القبائل دين اللَّه ولك الثواب الجزيل والشكر الجميل، فأجابه.
ثُمَّ جاء من الغد فقال: دعني من الصحراء، فإنَّ أهلها جاهلية، وقد ألفوا ما نشأوا عليه.
وكان من طلبة الفقيه رَجُلٌ اسمه عَبْد اللَّه بْن ياسين الجزولي، فقال: أيها الشَّيْخ، أرسلني معه، والله المعين.
فأرسله معه، وكان عالمًا قوي النفس، ذا رأيٍ وتدبير، فأتيا قبيلةَ لمتُونة، وهي على ربوةٍ من الأرض، فنزل الجوهر، وأخذ بزمام الجمل الَّذِي عليه عَبْد اللَّه بْن ياسين تعظيمًا له، فأقبلت المشيخة يهنون الجوهر بالسلامة، وقالوا: من هَذَا؟ قال: هَذَا حامل سُنّة الرَّسُول عليه السلام.
فرحَّبوا به وأنزلوه، ثُمَّ اجتمعوا له، وفيهم أَبُو بَكْر بْن عُمَر، فقصَّ عليهم عَبْد اللَّه عقائد الْإِسْلَام وقواعده، وأوضح لهم حَتَّى فهم ذلك أكثرهم، فقالوا: أمَّا الصلاة والزكاة فقريب، وأما قولك من قتل يقتل، ومن سرق يقطع، ومن زنا يجلد، فلا نلتزمه، فاذهب إِلَى غيرنا.
فرحل، وأخذ بزمامه الجوهر، وَفِي تلك الصحراء قبائل منهم وهم ينتسبون إِلَى حمير، ويذكرون أنَّ أسلافهم خرجوا من اليمن فِي الجيش الَّذِي جهزه الصديق إِلَى الشام، ثُمَّ انتقلوا إِلَى مصر، ثُمَّ توجَّهوا إِلَى المغرب مع مُوسَى بْن نصير، ثُمَّ توجَّهوا مع طارق إِلَى طنجة، فأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء، وهم لمتونة، وجدالة، ولمطة، وإيتنصر، وإينواي، وسوفة، وأفخاذ عدّة، فانتهي الجوهر وعبد اللَّه إِلَى جدالة قبيلة الجوهر، فتكلَّم عليهم عبدُ اللَّه، فمنهم من أطاع، ومنهم من عصى، فقال عَبْد اللَّه للذين أطاعوا: قد وجب عليكم أن تقاتلوا هؤلاء الذين أنكروا دين الْإِسْلَام، وقد استعدوا لقتالكم وتحزَّبوا عليكم، فأقيموا لكم رايةً وأميرًا.
فقال له الجوهر: أنت الأمير.
قال: لا يمكنني هَذَا، أَنَا حامل أمانة الشهد، ولكن كن أنت الأمير.
قال: لو فعلت هَذَا تسلطت قبيلتي على الناس وعاثوا، فيكون وزر ذلك عليّ.
قال له: فهذا أَبُو بَكْر بْن عُمَر رأس لمتونة، وهو جليل القدر، محمود السيرة، مطاعٌ فِي قومه، فسر إليه وأعرض عليه الإمرة، والله المستعان.
فبايعوا أَبَا بَكْر، وعقدوا له رايةً، وسمَّاه عَبْد اللَّه أمير المؤمنين. وقام حوله طائفة من جدالة، وطائفة من قومه، وحضَّهم ابن ياسين على الجهاد، وسماهم "المرابطين".
فتألَّبت عليهم أحزاب الصحراء من أَهْل الشر والفساد، وجيشوا لحربهم، فلم يناجزوهم القتال، بل تلطَّف عَبْد اللَّه بْن ياسين وأبو بَكْر واستمالوهم، وبقي قوم أشرار، فتحيَّلوا عليهم حَتَّى جمعوا منهم ألفين تحت زرب عظيم وثيق، وتركوهم فِيهِ أيامًا بغير طعام، وحصروهم فِيهِ، ثُمَّ أخرجوهم وقد ضعُفوا من الجوع وقتلوهم، فدانت لأبي بَكْر أكثر القبائل وقويت شوكته.
وكان عَبْد اللَّه يبث فيهم العلم والسنة، ويقرئهم القرآن، فنشأ حوله جماعة فقهاء وصلحاء، وكان يعظهم ويخوفهم، ويذكر سيرة الصحابة وأخلاقهم، وكثر الدين والخير فِي أَهْل الصحراء.
وأما الجوهر فإنَّه كان أخلصهم عقيدة، وأكثرهم صومًا وتهجُّدًا، فلمَّا رَأَى أن أَبَا بَكْر استبدَّ بالأمر، وأن عَبْد اللَّه بْن ياسين ينفّذ الأمور بالسُّنّة، بقي الجوهر لا حكم له، فداخله الهوى والحسد، وشرع في إفساد الأمر، فعلم بذلك منه، وعَقَدوا له مجلسًا وثبت ما قبل عَنْه، فحكم فِيهِ بأنه يجب عليه القتل؛ لأنه شق العصا، فقال: وأنا أحب لقاء اللَّه. فاغتسل وصلى ركعتين، وتقدم فضربت عنقه رحمه الله.
وكثرت طائفة المرابطين، وتتبعوا من خالفهم فِي القبائل قتلًا ونهبًا وسبيا إلّا مَن أسلم، وبلغت الأخبار إِلَى الفقيه بما فعل عَبْد اللَّه بْن ياسين، فعظم ذلك عليه وندم، وكتب إليه ينكر عليه كثرة القتل والسَّبْي، فأجابه: أما إنكارك عليَّ ما فعلت، وندامتك على إرسالي، فإنك أرسلتني إِلَى أمةٍ كانوا جاهلية، يُخرِج أحدُهم ابنه وابنته لِرَعْي السوام، فتأتي البنتُ حاملًا من أخيها، فلا يُنكرون ذلك، وما دَأْبهم إلا إغارة بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضًا، ففعلتُ وفعلتُ، وما تجاوزت حكم اللَّه، والسلام.
وفي سنة خمسين وأربعمائة قحطت بلادهم وماتت مواشيهم، فأمر عَبْد اللَّه بْن ياسين ضعفاءهم بالخروج إِلَى السُّوس، وأخذ الزكاة، فخرج منهم نحو سبعمائة رَجُل، فقدموا سِجِلْماسَة، وسألوا أهلها الزكاة، وقالوا: نَحْنُ قومٌ مرابطون خرجنا إليكم نطلب حق اللَّه من أموالكم، فجمعوا لهم مالًا ورجعوا به.
ثمّ إنَّ الصحراء ضاقت بهم، وأرادوا إظهار كلمة الحق، وأن يسيروا إِلَى الأندلس للجهاد، فخرجوا إِلَى السوس الأقصى، فاجتمع لهم أَهْل السوس وقاتلوهم وهزموهم، وقُتِل عَبْد اللَّه بْن ياسين.
وهرب أَبُو بَكْر بْن عُمَر إِلَى الصحراء، فجمع جيشًا وطلب بلاد السوس فِي ألفي راكب، فاجتمعت لحربه من قبائل بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف فارس، فأرسل إليهم رُسُلًا وقال: افتحوا لنا الطريق، فَمَا قصدنا إلا غزو المشركين، فأبوا عليه واستعدوا للحرب، فنزل أَبُو بَكْر وصلى الظهر على درقته وقال: اللَّهُمَّ إن كُنَّا على الحق فانصرنا عليهم، وإن كُنَّا على باطلٍ فأرِحْنا بالموتِ.
ثُمَّ ركب والتقوا فهزمهم، واستباح أَبُو بَكْر أسلابهم وأموالهم وعُددهم، وقويت نفسه، ثُمَّ تمادى إِلَى سِجِلْماسَة فنزل عليها، وطلب من أهلها الزكاة، فقالوا لهم: إنما أتيتمونا فِي عددٍ قليل فوسعكم ذلك، وضعفاؤنا كثير، وما هَذِهِ حال من يطلب الزكاة بالسلاح والخيل، وإنما أنتم محتالون، ولو أعطيناكم أموالنا ما عمّتكم.
وبرز إليهم مَسْعُود صاحب سِجِلْماسَة بجيشه، فحاربوه، وطالت بينهم الحربُ، ثُمَّ ساروا إِلَى جبلٍ هناك، فاجتمع إليهم خلق من كرونة، فزحفوا إلى سجلماسة وحاربوا مسعود بن واروالي إِلَى أن قُتِل، ودخلوا سِجِلْماسَة وملكوها، فاستخلف عليها أَبُو بَكْر بْن عُمَر يوسف بْن تاشفين اللمتوني، أحد بني عمه، فأحسن السيرة فِي الرعية، ولم يأخذ منهم شيئًا سوى الزكاة، وكان فتحها فِي سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة.
ورجع أَبُو بَكْر إِلَى الصحراء فأقام بها مدة، ثُمَّ قَدِمَ سِجِلْماسةَ، فأقام بها سنة وخطب بها لنفسه، ثُمَّ استخلف عليها ابن أَخِيهِ أَبَا بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، وجهز جيشًا عليهم يوسف بْن تاشفين إِلَى السوس فافتتحه.
وكان يوسف دَيِّنًا حَازِمًا مُجَرِّبًا، داهية، سائسًا.
وفي سنة اثنتين وستين توفِّي أَبُو بَكْر بْن عُمَر بالصحراء، وتملك بعده يوسف، ولم يختلف عليه اثنان، وامتدت أيامه، وافتتح الأندلس، وبقي إلى سنة خمسمائة.
وأول من كان فيهم الملك صنهاجة، ثم كتامة، ثم لمتونة، ثم مصمودة، ثم زناتة.
وذكر ابن دريد وغيره أن كتامة، ولمتونة، ومصمودة، وهوارة من حمير، وما سواهم من البربر، وبربر هُوَ من ولد قندار بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم عليهم السلام، ومن أمهات قبائل البربر: مليلة، وزنارة، ولواتة، وزواوة، وهوارة، وزويلة، وعُفْجومة، ومرطة، وعمارة.
ويقال: إن دار البربر كَانَتْ فلسطين، وتملكهم جالوت، فَلَمَّا قتله دَاوُد عليه السلام جلت البربر إِلَى المغرب، وتفرقوا هناك فِي البرية والجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، ونزلت هوارة أرض طرابلس، وانتشرت البربر إِلَى السوس الأقصى، وطول أراضيهم نحو من ألف فرسخ، والله أعلم.
سنة ثلاث وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
63-
أَحْمَد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الأزهر1:
النيسابوري الشروطي، أَبُو حامد الأزهري.
من أولاد المحدثين.
سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد الْمَخْلَدِيّ، وأبي سَعِيد بْن حمدون، والخفّاف.
وأصوله صحيحة.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّامِي، وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل وآخرون.
توفِّي فِي رجب، وولد فِي سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، وله خبرة بالشروط.
64-
أَحْمَد بْن علي بْن ثابت بْن أَحْمَد بْن مهدي2:
الحافظ أَبُو بكر الخطيب، البغدادي.
1 العبر "3/ 252"، وشذرات الذهب "3/ 311".
2 المنتظم "8/ 265-270"، والأنساب "5/ 166".
أحد الحفاظ الأعلام، ومن خُتِم به إتقان هَذَا الشأن، وصاحب التصانيف المنتشرة فِي البلدان.
ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان أَبُوهُ أَبُو الْحَسَن الخطيب قد قرأ على أَبِي حَفْص الكتّاني، وصار خطيب قرية درزيجان، إحدى قرى العراق، فحضَّ ولده أَبَا بَكْر على السماع فِي صغره، فسمع وله إحدى عشرة سنة، ورحل إِلَى البصرة وهو ابن عشرين سنة، ورحل إِلَى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثُمَّ رحل إِلَى إصبهان، ثُمَّ رحل فِي الكهولة إِلَى الشام، فسمع: أَبَا عُمَر بن مهدي الفارسي، وابن الصلت الأهوازي، وأبا الْحُسَيْن بْن المتيم، وأبا الْحَسَن بْن رزقويه، وأبا سعد الماليني، وأبا الفتح بْن أبي الفوارس، وهلال بْن مُحَمَّد الحفار، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا طَالِب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن بَكْر، والحسين بْن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطار، وأبا إسحاق إبراهيم بن مخلد الباقرحي، وأبا الحسين مُحَمَّد بْن عُمَر البلدي المعروف بابن الحِطراني، والحسين بْن مُحَمَّد العُكْبَرِيّ الصّائغ، وأبا العلاء مُحَمَّد بْن الْحَسَن الورّاق، وأُممًا سواهم ببغداد.
وأبا عمر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي "السُّنَن"، وعلي بْن القاسم الشاهد، والحسن بْن علي السابوري، وجماعة بالبصرة.
وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الحِيري، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدويي، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطِّرَازي، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وجماعة من أصحاب الأصَمّ، فَمَن بعده بنَيْسابور.
وأبا الْحَسَن بْن علي بْن يحيى بْن عبدكوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن شهريار، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وأبا عَبْد اللَّه الحمال، وطائفة بإصبهان.
وأبا نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكسار، وجماعة بالدينور.
ومحمد بْن عِيسَى، وجماعة بَهَمذَان.
وسمع بالكوفة، والرِّيّ، والحجاز، وغيرها، وقدِم دمشقَ فِي سنة خمسٍ وأربعين ليحج منها، فسمع بها: أبا الحسن محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبا علي الأهوازي، وخلقًا كثيرًا حَتَّى سمع بها عامة رُواة عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر؛ لأنه سكنها مدة.
وتوجه إِلَى الحج من دمشق فحج، ثُمَّ قدمها سنة إحدى وخمسين فسكنها، وأخذ يصنِّف فِي كُتُبه، وحدَّث بها بعامة تواليفه.
روى عَنْهُ من شيوخه: أَبُو بَكْر البرقاني، وأبو القاسم الأزْهري، وغيرهما.
ومِن أقرانه خَلْقٌ منهم: عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتاني، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.
وممّن روى هُوَ عَنْهُ فِي تصانيفه فرووا عَنْهُ: نصْر المقدسي الفقيه، وأبو الفضل أَحْمَد بْن خَيْرون، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْدي، وغيرهم.
ورَوَى عَنْهُ: الأمير أَبُو نصر عليّ بْن ماكولا، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحُسَيْن بْن الطُّيُوري، ومحمد بْن مرزوق الزَّعْفراني، وأبو بَكْر بن الخَاضِبة، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ.
وَفِي أصحابه الحفّاظ كثرة، فضلًا عن الرواة.
قال الحافظ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ: أَبُو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيس، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي العلاء، والفقيه نصْر اللَّه بْن مُحَمَّد اللّاذقي، وأبو تراب حَيْدرة، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر بْن الْجَرْجَرائي، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل، وبركات النّجّاد، وأبو الْحُسَيْن بْن سَعِيد، وأبو المعالي بْن الشُّعَيري، بدمشق.
والقاضي أَبُو بَكْر الأنصاري، وأبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو السعادات أَحْمَد المتوكلي، وأبو القاسم هبة اللَّه الشُّرُوطي، وأبو بَكْر المَزْرَفي، وأحمد بن عَبْد الواحد بْن زُرَيْق، وأبو السُّعود بْن المُجْلي، وأبو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بن زُرَيق الشَّيْباني، وأبو منصور مُحَمَّد بن عَبْد الملك بن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد اللَّه الشِّيحيّ ببغداد.
ويوسف بْن أيوّب الهَمَذَاني، بمَرْو.
قلتُ: وكان من كبار فقهاء الشّافعيّة، تفقَّه على أَبِي الْحَسَن بْن المَحَامِلي، وعلى القاضي أَبِي الطَّيِّب.
وقال ابن عساكر: أنا أبو مَنْصُور بْن خَيْرُون، ثنا الخطيب قال: وُلِدتُ في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأول ما سمعت فِي المحرَّم سنة ثلاثٍ وأربعمائة.
وقال: استشرتُ البَرْقانيّ فِي الرحلة إِلَى ابن النحاس بمصر، أو أخرج إِلَى نَيْسابور إِلَى أصحاب الأصم، فقال: إنك إنْ خرجت إِلَى مصر إنما تخرج إِلَى رَجُل واحد، إنْ فاتَكَ ضاعتْ رحلتك. وإنْ خرجتَ إِلَى نَيْسابور ففيها جماعة، إنْ فاتَكَ واحدٌ أدركتَ من بقي، فخرجت إِلَى نَيْسابور.
وقال الخطيب فِي تاريخه: كنت كثيرًا أذاكر البرقاني بالأحاديث، فيكتبها عنِّي ويضمِّنها جُمُوعَه، وحدَّث عني وأنا أسمع، وَفِي غيبتي.
ولقد حدَّثني عِيسَى بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ: أَنَا أَبُو بَكْر الخوارزمي فِي سنة عشرين وأربعمائة، ثنا أَحْمَد بْن علي بْن ثابت الخطيب، ثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفي، ثنا الأصم، فذكر حديثًا.
وقال ابن ماكولا: كان أَبُو بَكْر آخر الأعيان مِمَّنْ شاهدناه معرفةً وحفظًا وإتقانًا وضبْطًا لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وتفنُّنًا فِي عِلَلِه وأسانيده، وعلمًا بصحيحه، وغريبه، وفَرْده، ومُنْكَره، ومطروحه.
قال: ولم يكن للبغداديين بعد أبي الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ مثله.
وسألت أَبَا عَبْد اللَّه الصوري عن الخطيب وعن أَبِي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضَّل الخطيب تفضيلًا بينًا.
وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من أَبِي بَكْر الخطيب.
وقال أَبُو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه.
روى القولين الحافظ ابن عساكر فِي ترجمته، عن أَخِيهِ أَبِي الْحُسَيْن هبة اللَّه، عن أَبِي طاهر السلفي، عَنْهُمَا.
وقال فِي ترجمته: سمعتُ محمود بْن يوسف القاضي بتفليس يقول: سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الفيروزاباذي يقول: أَبُو بَكْر الخطيب يُشبَّه بالدارقُطْني ونُظَرائه فِي معرفة الحديث وحِفْظه.
وقال أَبُو الفتيان عُمَر الرُّؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رَأَيْتُ مثله.
وقال أَبُو القاسم النَّسيب: سمعت الخطيب يقول: كتبَ معي أَبُو بَكْر البرقاني
كتابًا إِلَى أَبِي نعيم يقول فِيهِ: وقد رحل إِلَى ما عندكم أخونا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت -أيده اللَّه وسلمه؛ ليقتبس من علومك، وهو بحمد اللَّه مِمَّنْ له فِي هَذَا الشأن سابقه حسنة، وقدم ثابتة. وقد رحل فيه وفي طلبه، وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورُّع والتحفُّظ، ما يُحسن لديك موقعُه.
وقال عَبْد الْعَزِيز الكتاني: إنه -يعني: الخطيب- أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة، وكتب عَنْهُ شيخه أَبُو القاسم عُبَيْد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكتب عَنْهُ شيخه البرقاني سنة تسع عشرة وروى عَنْهُ، وكان قد علق الفقه عن أَبِي الطَّيّب الطبري، وأبي نصر بْن الصباغ، وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ رحمه الله.
قلتُ: مذهب الخطيب فِي الصفات أنها تمر كما جاءت.
صرَّح بِذَلِك فِي تصانيفه.
وقال أَبُو سعد بْن السمعاني فِي "الذيل" فِي ترجمته: كان مهيبًا، وَقُورًا، ثقة، متحرّيا، حُجّة، حَسَن الخط، كثير الضَّبْط، فصيحًا، خُتِم به الحُفّاظ.
وقال: رحل إِلَى الشام حاجًا، فسمع بدمشق، وصور، ومكّة، ولقي بها أَبَا عَبْد اللَّه القضاعي، وقرأ "صحيح الْبُخَارِيّ" فِي خمسة أيام على كريمة المَرْوَزِيّة، ورجع إِلَى بغداد، ثُمَّ خرج منها بعد فتنة البساسيري؛ لتشوش الحال، إِلَى الشام سنة إحدى وخمسين، فأقام بها إِلَى صفر سنة سبعٍ وخمسين.
وخرج من دمشق إِلَى صور، فأقام بصور، وكان يزور البيت المقدَّس ويعود إِلَى صور، إلى سنة اثنتين وستين وأربعمائة، فتوجَّه إِلَى طرَابُلس، ثُمَّ إِلَى حلب، ثُمَّ إِلَى بغداد على الرَّحْبة، ودخل بغداد فِي ذي الحجّة.
وحدَّث فِي طريقه بحلب، وغيرها.
سمعتُ الخطيب مَسْعُود بْن مُحَمَّد بمرْو: سمعتُ الفضل بْن عُمَر النَّسَويّ يقول: كنتُ بجامع صور عند أَبِي بَكْر الخطيب، فدخل عليه علويٌّ وَفِي كمِّه دنانير فقال:
هَذَا الذهب تصرفه فِي مهماتك، فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فِيهِ. فقال: كانك تستقله؟ ونفض كُمَّه على سجادة الخطيب، فنزلت الدنانير، فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلًا مُحْمرًّا وجهُهُ وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح، فَمَا أنسى عِزَّ خُرُوجِه، وَذُلَّ ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير.
وقال الحافظ ابن ناصر: حَدَّثَنِي أَبُو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له، وكنت أسكن منارة الجامع، فصعِد إليَّ وقال: أحببتُ أن أزورك فِي بيتك، فتحدَّثنا ساعة، ثُمَّ أخرج ورقةً وقال: الهدية مستحبَّة، اشتر بهذا أقلامًا ونهض.
قال: فإذا هِيَ خمسة دنانير مصرية، ثُمَّ إنه صعد مرة أخرى، ووضع نحوًا من ذلك، وكان إذا قرأ الحديث فِي جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع، وكان يقرأ مُعْرَبًا صحيحًا.
وقال أَبُو سَعِد: سمعت على ستة عشر نفسًا من أصحابه سمعوا منه، سوى نصر اللَّه المصيصي، فإنه سمع منه بصور، وسوى يحيى بن علي الخطيب، سمع منه بالأنبار.
وقرأت بخط والدي: سمعت أَبَا مُحَمَّد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت فِي التاريخ عن رجلٍ اختلفَ فِيهِ أقاويل الناس فِي الجرح والتعديل، فالتعويل على ما أخّرت ذِكره من ذلك، وختمت به التَّرجمة.
وقال ابن شافع فِي "تاريخه": خرج الخطيب إِلَى الشام فِي صفر سنة إحدى وخمسين، وقصد صور وبها عز الدولة الموصوف بالكرم، وتقرَّب منه، فانتفع به، وأعطاه مالًا كثيرًا. انتهى إليه الحِفْظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَحْكِي، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ خَيْرُونٍ أَوْ غَيْرِهِ، أنَّ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ ذَكَرَ أَنَّهُ لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله تعالى ثلاث حَاجَاتٍ، أَخْذًا بِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" 1، فَالْحَاجَةُ الْأُولَى أَنْ يحدِّث "بتاريخ بغداد" ببغداد، والثانية: أن يملي الحديث بجامع
1 حديث صحيح: أخرجه ابن ماجه "3062"، وأحمد في مسنده "3/ 357"، والبيهقي في السنن "5/ 202، 248"، والدارقطني في سننه "2/ 289"، وانظر الصحيحة "2/ 572" للألباني.
المنصور، والثالثة أن يُدفن عند بِشْر الحافي، فقضى اللَّه الحاجات الثلاث له.
وقال غَيْث الأرمنازي: ثنا أَبُو الفَرَجِ الإسْفَرَائيني قال: كان الخطيب معنا فِي الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة ترتيل، ثُمَّ يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حدِّثْنَا، فيُحدِّثهم. أو كما قال.
وقال المؤتمن الساجي: سمعت عَبْد المحسن الشيحي يقول: كنت عديل أَبِي بَكْرٍ الخطيب من دمشق إِلَى بغداد، فكان له فِي كل يومٍ وليلة ختمة.
وقال الحافظ أَبُو سعْد بْن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنَّفًا، منها:"التاريخ لمدينة السلام" فِي مائة وستة أجزاء، "شَرَف أصحاب الحديث" ثلاثة أجزاء، "الجامع" خمسة أجزاء، "الكفاية فِي معرفة الرواية" ثلاثة عشر جزءًا، كتاب "السابق واللاحق" عشرة أجزاء، كتاب "المتفق والمفترق" ثمانية عشر جزءًا، كتاب "تلخيص المتشابه" ستة عشر جزءًا، كتاب "تالي التلخيص" أجزاء، كتاب "الفصل للوصل والمُدْرَج فِي النَّقْل" تسعة أجزاء كتاب "المكمل فِي المهمل" ثمانية أجزاء، كتاب "غنية الملتمس فِي تمييز الملتبس"، كتاب "من وافقت كُنْيتُه اسم أَبِيهِ"، كتاب "الأسماء المبْهَمَة" مجلَّد، كتاب "الموضح" أربعة عشر جزءًا، كتاب "مَن حدَّث ونسي"، جزء، كتاب "التطْفيل" ثلاثة أجزاء، كِتَابِ "القنوت" ثَلَاثَةٌ أجزاء، كِتَابِ "الرواة عن مَالِكِ" ستة أجزاء، كتاب "الفقيه والمتفقه" اثنا عشر جزءًا، كتاب "تمييز متصل الأسانيد" ثمانية أجزاء، كتاب "الحِيَل" ثلاثة أجزاء، "الآباء عن الأبناء" جزء، "الرحلة" جزء، "مسألة الاحتجاج بالشافعي" جزء، كتاب "البخلاء" أربعة أجزاء، كتاب "المُؤْتَنِفْ لتكملة المؤتلف والمختلف"، كتاب "مُبهم المراسيل"، "كتاب أن البَسْمَلَة من الفاتحة"، كتاب "الجهر بالبَسْمَلة" جزءان، كتاب "مقلوب الأسماء والأنساب"، كتاب "صحة العمل باليمين مع الشاهد"، كتاب "أسماء المدلسين"، كتاب "اقتضاء العلم العمل" جزء، كتاب "تقييد العلم" ثلاثة أجزاء، كتاب "القول فِي علم النجوم"، جزء، كتاب "روايات الصحابة من التابعين"، جزء، "صلاة التسبيح" جزء، "مُسْنَد نُعَيْم بْن همار" جزء، "النهي عن صوم يوم الشك" جزء، "الإجازة للمعدوم والمجهول" جزء، "روايات الستة من التابعين بعضهم عن بعض".
وذكر تصانيف أُخَر، قال: فهذا ما انتهى إِلَيْنَا من تصانيفه، حجَّ وحدَّث، ونِعْمَ الشَّيْخ كان، ولمَّا حجَّ كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، وكان فِي جملة كُتُبه "صحيح
الْبُخَارِيّ"، سمعه من الكُشْمِيهَنيّ، فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس.
وقد سُقنا هَذَا فِي سنة ثلاثين فِي ترجمة الحِيري، وهذا شيء لا أعلم أحدًا فِي زماننا يستطيعه.
وقد قال ابن النجار فِي "تاريخه": وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيف وستون مصنفًا، فنقلت أسماء الكُتُب التي ظهرت منها، وأسقطتُ ما لم يوجد، فَإِن كُتُبَه احترقت بعد موته، وسلمَ أكثرها.
ثمّ سرد ابن النّجّار أسماءَها، وقد ذكرنا أكثرها آنفًا، ومما لم نذكره: كتاب "معجم الرواة عن شُعْبَة" ثمانية أجزاء، كتاب "المؤتلف والمختلف" أربعة وعشرون جزءًا، "حديث مُحَمَّد بْن سوقة" أربعة أجزاء، "المسلسلات" ثلاثة أجزاء، "الرُّباعيّات" ثلاثة أجزاء، "طُرُق قبض العلم" ثلاثة أجزاء، "غُسُل الجمعة" ثلاثة أجزاء.
وفيها يقول الحافظ السِّلَفيّ:
تصانيف ابن ثابت الخطيبِ
…
ألذُّ من الصبا الغَضّ الرطيب
تراها إذْ رواها مَن حَواها
…
رياضًا للفتى اليَقظِ اللّبيبِ
ويأخذ حُسْنُ ما قد صاغ منها
…
بِلُبٍّ الحافظ الْفَطِن الأرِيبِ
فأيّةُ راحةٍ ونعيمِ عيش
…
يوازي كتبها، بل أي طيب1؟
أنشدناها أبو الحسين اليُونيني، عن أَبِي الفضل الهَمَذَاني، عن السلفي.
وقد رواها أَبُو سعد بْن السمعاني فِي "تاريخه"، عن يحيى بْن سعدون القُرْطُبّي، عن السِّلَفي، فكأنِّي سمعتها منه.
وقال أَبُو الحَسَن محمد بْن عَبْد المُلْك الهمذاني في "تاريخه": وفيها توفِّي أَبُو بَكْر أحمد بْن علي بْن ثابت المحدث، ومات هَذَا العلم بوفاته، وقد كان رئيس الرؤساء، تقدَّم إِلَى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثًا حَتَّى يعرضوه عليه، فَمَا صححه أوردوه، وما رده لم يذكروه.
1 الأبيات في معجم الأدباء لياقوت "4/ 33، 34"، وسير أعلام النبلاء "13/ 601"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1140"، والوافي بالوفيات "7/ 191".
وأظهر بعض اليهود كتابًا ادَّعى أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أَهْل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، وذكروا أنه خط علي رضي الله عنه فِيه، وحُمِل الكتاب إِلَى رئيس الرؤساء فعَرضه على الخطيب فتأمله ثُمَّ قال: هَذَا مزوَّر.
قيل له: ومن أَيْنَ قلتَ ذلك؟ قال: فِيهِ شهادة مُعَاوِيَة وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبْع، وفيه شهادة سعْد بْن مُعَاذ، ومات يوم بني قُرَيْظَة قبل فتح خيبر بسنتين.
فاستحسن ذلك منه، ولم يُجْرِهم على ما فِي الكتاب.
وقال أَبُو سعد السمعاني: سمعت يوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ يقول: حضر الخطيب درس شيخنا أَبِي إِسْحَاق، فروى الشَّيْخ حديثًا من رواية بحر بْن كُنيز السقاء، ثُمَّ قال للخطيب: ما تقول فِيهِ؟ فقال الخطيب: إنْ أذِنْتَ لي ذكرت حاله.
فأسند الشَّيْخ ظهره إِلَى الحائط، وقعد كالتلميذ، وشرع الخطيب يقول: قال فِيهِ فلان كذا، وقال فِيهِ فلان كذا، وشرح أحواله شرحًا حسنًا، فاثني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عليه وقال: هُوَ دارقطني عصرنا.
وقال أَبُو علي البرداني: أَنَا حافظ وقته أَبُو بَكْر الخطيب، وما رأيت مثله، ولا أظنه رَأَى مثل نفسه.
وقال السلفي: سَأَلت أَبَا غالب شجاعًا الذهلي، عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ، لم ندرك مثله.
وقال أَبُو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد المؤدِّب: سمعتُ أَبِي يقول: قلت لأبي بَكْر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أَبُو بَكْر؟ فقال: انتهى الحفظ إِلَى الدَّارَقُطْنِي، أَنَا أَحْمَد بْن علي الخطيب.
وقال ابن الأبنوسي: كان الحافظ الخطيب يمشي وَفِي يده جزءٌ يطالعه.
وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنَّف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.
وقال ابن طاهر فِي "المنثور": ثنا مكي بْن عَبْد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أَبِي بَكْر الخطيب من دمشق إِلَى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح، سماه
مكي، فتكلم الناس فِي ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبًا، فبلغته القصة، فجعل ذلك سببًا للفتك به، فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله، وكان صاحب الشرطة سنيا، فقصده تلك الليلة مع جماعةٍ، ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه، وقال: أمرت فيك بكذا وكذا، ولا أجد لك حيلة إلّا أني أعبر بك إلى دار الشريف ابن أبي الجن العلوي، فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار، فَإِنِّي لا أطلبك، وأرجع إِلَى الأمير، فَأَخْبَرَه بالقصة.
ففعل ذَلِكَ، ودخل دار الشريف، فأرسل الأمير إِلَى الشريف أن يبعث به، فقال: أيها الأمير، أنت تعرف اعتقادي فِيهِ وَفِي أمثاله، وليس فِي قتله مصلحة.
هَذَا مشهور بالعراق، إن قتلته قُتِل به جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد.
قال: فَمَا ترى؟ قال: أرى أن يخرج من بلدك.
فأمرَ بإخراجه، فراح إِلَى صور، وبقي بها مدّة.
قال ابنُ السمعاني: خرج من دمشق فِي صفر سنة سبعٍ وخمسين، فقصد صور، وكان يزور منها القدس ويعود، إلى أن سافر ستة اثنتين وستين إِلَى طرابلس، ومنها إِلَى حلب، فبقي بها أيامًا، ثُمَّ ورد بغداد فِي أعقاب السنة.
قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن علي الدمنشي1 إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل الْعَبَّاس فِي الجامع.
وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حَتَّى مال إلى ما مال إليه، فَلَمَّا عاد إِلَى بغداد وقع إليه جزء فِيهِ سماع القائم بأمر اللَّه، فأخذ الجزء وحضر إِلَى دار الخلافة، وطلب الإذن فِي قراءة الجزء.
فقال الخليفة: هَذَا رَجُل كبير فِي الحديث، وليس له فِي السماع من حاجة، ولعلَّ له حاجة أراد أن يتوصل إليها بِذَلِك، فَسَلُوه ما حاجته؟ فَسُئل، فقال: حاجتي أن يُؤْذَن لي أن أُمْلي بجامع المنصور.
فتقدم الخليفة إِلَى نقيب النقباء بالإذن له فِي ذلك، فأملي بجامع المنصور.
وقد دُفن إِلَى جانب بشر.
1 الدمنشي: نسبة إلى دمنش: هكذا قال ياقوت "معجم البلدان "2/ 71".
وقال ابن طاهر: سألتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث الشيرازي: هَلْ كان الخطيب كتصانيفه فِي الحفظ؟ قال: لا. كُنَّا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام، وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة وحشة، ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه.
وقال أَبُو الْحُسَيْن الُّطيُوري: أكثر كُتُب الخطيب سوى "تاريخ بغداد" مُستقاة من كتب الصُّوري، كان الصُّوري ابتدأ بها، وكانت له أخت بصور خلِّف أخوها عندها اثني عشر عِدْلًا من الكُتُب، فحصَّل الخطيب من كُتُبه أشياء.
وكان الصوري قد قسم أوقاته فِي نيفٍ وثلاثين شيئًا.
أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السلفي، أَنَا مُحَمَّد بْن مرزوق الزعفراني، ثنا الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب قال: أما الكلام فِي الصفات فإنَّ ما رُويَ منها فِي السُّنَن الصحاح مذهبُ السَّلف، إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عَنْهَا.
وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته اللَّه تعالى، وحققها قومٌ من المُثْبِتين، فخرجوا فِي ذلك إِلَى ضربٍ من التشبيه والتكييف، تعالى اللَّه عن ذَلِكَ، والقصد إنما هُوَ سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين اللَّه تعالى بين الغالي فِيهِ والمقصَّر عَنْهُ. والأصلُ فِي هَذَا أن الكلام فِي الصفات فرع الكلام فِي الذات، ويُحْتَذَى فِي ذلك حَذْوُهُ وَمِثَالُهُ، فَإِذَا كَانَ معلومٌ أن إثبات رب العالمين إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هُوَ إثبات وجود لَا إثبات تحديد وتكييف، فَإِذَا قُلْنَا: لله يد وسمع وبصر، فَإنَّمَا هِيَ صفاتٌ أثبتها اللَّه تعالى لنفسه، ولا نقول إنها جوارح، ولا نشبهها بالأَيْدي والأسماع والأبصار التي هِيَ جوارح وأدوات للفِعْل، ونقول: إنما وجب إثباتها؛ لأن التوقيف وَرَدَ بها، ووجب نفي التشبيه عنها؛ لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [الشورى: 11] و {لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد} [الإخلاص: 1]1.
وقال الحافظ ابن النجار فِي ترجمة الخطيب: وُلِد بقرية من أعمال نهر المُلْك، وكان أَبُوهُ يخطب بِدْرْزِيجان، ونشأ هُوَ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقَّه على الطَّبَري، وعلّق عَنْهُ أشياء من الخلاف.
1 راجع سير أعلام النبلاء "13/ 598".
إِلَى أن قال: ورَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرُون، وأبو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَني، ومُفْلح بْن أحمد الدومي، والقاضي مُحَمَّد بن عُمَر الأرمُويّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ. قلتُ: يعني بالسماع1، وآخر من حدَّث عَنْهُ بالإجازة مَسْعُود الثّقفي.
وخطَّ الخطيب خطٌّ مليح، كثير الشَّكل والضَّبْط، وقد قرأت بخطه: أنا علي بن محمد السَّمْسار، أَنَا مُحَمَّد بْن المظفَّر، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج، ثنا جَعْفَر بْن نوح، ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى، سمعتُ يزيد بْن هارون يقول: ما عزَّت النَّيّةُ فِي الحديث إلّا لشرفِه2.
وقال أَبُو مَنْصُور عليّ بْن علي الأمين: لمَّا رجع الخطيب من الشام كَانَتْ له ثروة من الثياب والذهب، وما كان له عَقِب، فكتب إِلَى القائم بالله: إني إذا متُّ يكون مالي لبيت المال، فأْذَنْ لي حَتَّى أُفِّرق مالي على من شئت، فإذِن له، ففرَّقها على المحدِّثين3.
وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أَبِي حدَّثها قال: كنتُ أدخل على الخطيب وأُمرَّضه، فقلت له يومًا، يا سيّدي، إن أَبَا الفضل بْن خيرون لم يُعطني شيئًا من الذَّهب الَّذِي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفَع الخطيب رأسه عن المخدَّة وقال: خُذْ هَذِهِ الخِرْقة باركَ اللَّه لك فيها. فكان فيها أربعون دينارًا. فأنفقتها مُدّةً فِي طلب العلم4.
وقال مكّيّ الرُّمَيْليّ: مرض الخطيب ببغداد فِي رمضان فِي نصفه، إِلَى أن اشتد به الحال فِي غُرّة ذي الحجة، وأوصى إِلَى أَبِي الفضل بْن خَيْرُون، ووقَفَ كُتُبه على يده، وفرَّق جميعَ ماله فِي وجوه البِرّ وعلى المحدِّثين، وتوفِّي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة، ثُمَّ أخرج بُكرة الثلاثاء وعبروا به إِلَى الجانب الغربي، وحضره القضاة والأشراف والخلق، وتقدَّمهم القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي بالله، فكبَّر عليه أربعًا، ودُفن بجنب بشر الحافي.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 598".
2 المصدر السابق.
3 معجم الأدباء "4/ 27"، والمنتظم "8/ 269".
4 سير أعلام النبلاء "13/ 599"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1144".
وقال ابن خيرون: مات ضَحْوة الإثنين، ودُفِن بباب حرب. وتصدَّق بماله وهو مائتا دينار، وأوصى بأن يُتصدَّق بجميع ثيابه، ووَقف جميع كُتُبه، وأُخْرِجت جنازته من حجرةٍ تلي النظامية فِي نهر مُعَلَّى، وتبَعه الفُقهاء والخَلْق، وحُمِلت جنازته إِلَى جامع المنصور، وكان بين يدي الجنازة جماعة يُنادون: هَذَا الَّذِي كان يذبّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، هَذَا الَّذِي كان يَنْفي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهذا الَّذِي كان يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وخُتِم على قبره عدّة ختمات1.
وقال الكتاني: وردَ كتابُ جماعةٍ أَن أَبَا بَكْر الحافظ تُوُفّي فِي سابع ذي الحجة، وكان أحدَ من حمل جنازته الْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشّيرازي، وكان ثقة، حافظًا، متقِنًا، مُتَحَرّيا، مصنّفًا2.
وقال أَبُو البركات إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ: كان الشَّيْخ أَبُو بَكْر بْن زهْراء الصُّوفي، وهو أَبُو بَكْر بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ الصُّوفي، برباطنا قد أعدَّ لنفسه قبرًا إِلَى جانب قبر بِشْر الحافي، وكان يمضي إليه فِي كل أسبوع مرّة وينام فِيه، ويقرأ فِيهِ القرآن كلّه، فلمّا مات أَبُو بَكْر الخطيب، وكان قد أوْصى أن يُدفن إِلَى جنب قبر بِشْر الحافي، فجاء أصحاب الحديث إِلَى أَبِي بَكْر بْن زهراء وسألوه أن يدفنوا الخطيب فِي قبره وأن يُؤْثِرُوه به، فامتنع وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ منّي؟!
فلمَّا رأوا ذلك جاءوا إِلَى والد أَبِي سعْد، وذكروا له ذلك، فأحضرَ أَبَا بَكْر فقال: أَنَا لا أقول لك أعْطِهِم القبر، ولكن أقول لك لو أن بِشْرًا الحافي فِي الأحياء، وأنت إِلَى جانبه، فجاء أَبُو بَكْر الخطيب ليَقْعد دونك، أكان يَحْسُن بك أن تقعد أعلى منه؟ قال: لا، بل كنت أقوم وأُجِلسه مكاني.
قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة.
قال: فطاب قلبه، وأذِن لهم فدفنوه فِي ذلك القبر3.
وقال أَبُو الفضل بْن خَيْرُون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لمّا مات الخطيب أنه رآه فِي المنام، فقال له: كيف حالك؟ قال: أنا في روح وريحان، وجنة نعيم.
1 سير أعلام النبلاء "13/ 599"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1144".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
وقال أَبُو الْحَسَن علي بْن الْحُسَيْن بْن جدّاء: رَأَيْت بعد موت الخطيب كأنَّ شخصًا قائمًا بحذائي، فأردتُ أن أسأله عن الخطيب، فقال لي: ابتِداءً أُنزِلَ وسطَ الجنّة حيث يتعارف الأبرار. رواها أبو علي البردانيي فِي "المنامات"، له عن ابن جدّاء1.
وقال غَيْث الأرمنازيّ: قال مكّيّ بْن عَبْد السلام: كنت نائمًا ببغداد فِي ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة، فرأيتُ عند السَّحَر كأنَّا اجتمعنا عند أَبِي بَكْر الخطيب فِي منزله لقراءة "التاريخ" على العادة، فكأنَّ الخطيب جالس، والشيخ أَبُو الفضل نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه عن يمينه، وعن يمين الفقيه نصر رجلٌ لم أعرفْه، فسألتُ عَنْه، فَقِيل: هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَ ليسمع "التاريخ"، فقلت فِي نفسي: هَذِهِ جلالة لأبي بَكْر؛ إذْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مجلسَه.
وقلتُ: وهذا ردٌّ لقول من يعيب التاريخ، ويذكر أنه فِيهِ تحاملٌ على أقوام.
وقال أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ: حَدَّثَنِي الفقيه الصالح أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الْبَصْرِيّ قال: رَأَيْت الخطيبَ فِي المنام، وعليه ثياب بيض حسان، وعمامة بيضاء، وهو فرحان يبتسم، فلا أدري قلتُ: ما فعل اللَّه بك؟ أو هُوَ بَدَأَني فقال: غفر اللَّه لي أو رحِمَني، وكلّ مَن نَجَا. فوقع لي أنه يعني بالتوحيد إليه يرحمه أو يغفر له، فأبشِروا. وذلك بعد وفاته بأيّام.
وقال أَبُو الخطاب بْن الجرّاح يرثيه:
فاقَ الخطيبُ الوَرَى صِدْقًا ومعرفةً
…
وأعجزَ الناسَ فِي تصنيفه الكُتُبَا
حَمَى الشريعَةَ مِن غاوٍ يدنِّسُها
…
بوصْفه ونَفَى التَّدليسَ والكذبا
جلا محاسن بغداد فأودعها
…
تاريخًا مخلصًا لله محتسبًا
وقال فِي الناس بالقِسْطاس منحرفًا
…
عن الهوى، وأزال الشّكَّ والرِّيَبا
سَقَى ثراكَ أَبَا بَكْرٍ على ظَمًأ
…
جونٌ ركامٌ تَسُحُّ الواكفَ السَّرِبا
ونُلْتَ فوزًا ورِضوانًا ومغفرةً
…
إذا تحقَّقَ وعْدُ اللَّه واقتربا
يا أحمدَ بْن عليّ طِبْتَ مُضْطجِعًا
…
وباءَ شانِئُكَ بالأَوْزار محتقبا2
1 الوافي بالوفيات "7/ 197".
2 الشواهد في سير أعلام النبلاء "13/ 601"، ومعجم الأدباء "4/ 37، 38"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1140".
وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
تغيب الخلق عن عيني سوى قمرٍ
…
حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ
محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَه
…
وحاز رُوحي فَمَا لي عَنْهُ مصطبرُ
والشّمسُ أقربُ منه فِي تناولها
…
وغايةُ الحظّ منه للوَرَى النّظرُ
ودِدْتُ تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً
…
فصار من خاطري فِي خدّه أثرُ
وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا
…
وردَّد الفِكر فِيهِ أنّه بشر
وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا
…
لأمرِ دُنياك والمَعَادِ
فخالِفِ النَّفْس فِي هواها
…
إن الهوى جامعُ الفسادِ
وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:
لا تغبطنَّ أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها
…
ولا لِلَذَّةِ وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا
فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه
…
وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق قد وَضَحا
كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ
…
وكم تقلَّد سيفًا من به ذُبِحا1
65-
أَحْمَد بْنُ عَبْد اللَّه بْنُ أَحْمَد بْن غالب بْنُ زيدون2:
أَبُو الْوَلِيد المخزومي الأندلسي القُرْطُبي، الشّاعر المشهور.
قال ابن بسام: كان أَبُو الْوَلِيد غاية منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء بني مخزوم، أحدُ من جرَّ الأيام جرًّا، وفاق الأنام طُرًّا، وصرَّف السّلطان نَفْعًا وضُرًّا، ووسَّع البيانَ نظْمًا ونثرًا، إِلَى أدبٍ ليس للبر تدفقه، ولا للبدر تألفه، وشِعرٍ ليس للسِّحْر بيانُه، ولا للنّجوم اقترانُه، وحظٍّ من النَّثْر غريب المباني، شعْريّ الألفاظ والمعاني، وكان من أبناء وجود الفقهاء بقرطبة.
1 الأبيات في سير أعلام النبلاء "13/ 603"، ومعجم الأدباء "4/ 37، 38"، والبداية والنهاية "12/ 103".
2 العبر "3/ 253"، والنجوم الزاهرة "5/ 88"، وكشف الظنون "478، 481".
انتقل عن قُرْطُبة إِلَى المعتضد عَبَّاد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين وأربعمائة، فجعله من خواصِّه، وبقي معه فِي صورة وزير.
فَمَنْ شِعره قَوله:
بَيْني وبَيْنَكَ ما لو شئت لم يضع
…
سرٌّ، إذا ذاعت الأسرارُ لم يُذِعِ
يا بائعًا حَظَّهُ مِنّي ولو بُذِلَتْ
…
لِيَ الحياةُ بِحَظّي منهُ لم أبعِ
يكفيك أنَّكَ لو حمَّلت قلبي ما
…
لا تستطيعُ قلوبُ الناس يَسْتَطِعَ
تِهْ أَحْتَمِل، وَاسْتَطِلْ أَصْبِر، وَعِزَّ أَهُنْ
…
وَوَلِّ أُقْبِل، وقُلْ أَسْمَع، ومُرْ أُطِعِ
وله:
أَيَّتُها النّفسُ إليْهِ اذْهَبي
…
فَمَا لِقَلْبِي عَنْهُ مِنْ مَذْهَبِ
مُفَضَّضُ الثَّغْرِ لهُ نُقْطَةٌ
…
مِن عَنْبَرٍ فِي خَدِّه المُذْهَب
أيأسني التَّوْبَةَ من حُبِّهِ
…
طُلُوعُهُ شَمْسًا مِن المغربِ
وله القصيدة السائرة الباهرة:
بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا
…
شوقًا إليكُمْ ولا جفَّتْ مَآقِينا
كُنّا نرى اليأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه
…
وقَدْ يَئِسْنا فَمَا لليّأْسِ يُغْرِينا
نَكَادُ حينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمَائِرُنا
…
يَقْضِي علَيْنا الأَسَى لولا تأسَينا
طالت لِفَقْدكُم أيَّامُنا، فَغَدَتْ
…
سُودًا، وكانَتْ بِكُمْ بيضًا ليالينا
بالأمسِ كنَّا وما يُخشَى تَفَرُّقُنا
…
واليومَ نحنُ وما يُرْجَى تَلَاقينا
إِذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ من تَأَلُّفِنا
…
ومورد اللهو صافٍ من تصافينا
كأنَّنا لَمْ نَبِت، والوصْلُ ثالِثُنا
…
والسَّعْدُ قَدْ غَضَّ من أجْفَانِ واشِينا
ليُسْقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُّرُورِ فَمَا
…
كُنْتُمْ لأَرواحِنا إِلّا رَياحِينا1
وهي طويلة.
توفِّي ابن زيدون فِي رجب بإشبيلية.
1 الأبيات في الديوان "298، 299"، والوافي بالوفيات "7/ 91، 92" ذكر بعضها.
وولي ابنه أَبُو بَكْر وزارة المعتمد بْن عبَّاد، وقُتِلَ يوم أَخَذَ يوسف بْن تاشفين قُرْطُبة من المعتمد سنة أربعٍ وثمانين.
66-
أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن عُقْبة الأصبهاني:
يروي عن: أبي عبد الله بن منده، وأبي إِسْحَاق بْن خُرَّشِيد قُولَه.
وكان رجلًا صالحًا عفيفًا.
مات فِي المحرَّم.
67-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز العُكْبَريّ:
أَبُو طاهر، توفِّي بعُكْبَرا.
حرف الباء:
68-
بدْر الفَخْريّ:
أَبُو النّجْم.
عن: عُثْمَان بْن دُوَست. سمع منه: شجاع الذُّهْلي، وهبة اللَّه السَّقَطيّ.
وتوفِّي فِي رمضان، كان يلزم الخطيب، ذكره فِي تاريخه.
حرف الحاء:
69-
حسَّان بْن سَعِيد1.
أَبُو علي المَنِيعيّ المَرْوَرُّوذِيّ، بَلَغَنَا أنَّه من ذُرّية خَالِد بْن الْوَلِيد رضي الله عنه.
سمع من: أبي طاهر بن مَحْمِش الزّيادي، وأبي الْقَاسِمِ بْنُ حبيب، وَأَبِي الْحَسَنُ السقاء، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: محيي السُّنَّةِ البغوي، وَأَبُو المظفّر عَبْد المنعم القُشَيْري، ووجيه الشحامي، وعبد الوهاب بن شاه.
1 شرح السنة للبغوي "1/ 23"، والأنساب "11/ 509"، والمنتظم "8/ 370"، والبداية "12/ 103، 104".
وذكره عَبْد الغافر الفارسيّ فقال: هُوَ الرئيس أَبُو عليّ الحاجّي، شيخ الْإِسْلَام المحمود الخصال السَّنِيَّة، عمَّ الآفاق بخيره وبرَّه، وكان فِي شبابه تاجرًا، ثُم عظُم حتّى صار من المخاطبين من مجالس السَّلاطين، لم يستغنوا عن الاعتضاد به وبرأيه، فرغب إِلَى الخيرات، وأناب إِلَى التَّقْوى والورع، وبنى المساجد والرَّباطات، وبنى جامع مدينته مَرْو الرُّوذ.
وكان كثير البِرّ والإيثار، يكسو فِي الشتاء نحوًا من ألف نفس، وسعى فِي إبطال الأعشار عن البلاد، ورفع الوظائف عن القُرى، ومن ذلك أنه استدعى صدقةً عامة على أَهْل البلد، غنيّهم وفقيرهم، فكان يطوف العاملون على الدُّور والأبواب، ويُعدّون سكانها، فيدفع إِلَى كل واحدٍ خمسة دراهم، وتمَّت هَذِهِ السُّنَّة بعد موته.
وكان يُحيى اللَّيالي بالصلاة، ويصوم الأيام، ويجتهد فِي العبادة اجتهادًا لا يطيقه أحد.
قال: ولو تتبعنا ما ظهر من آثاره وحسناته لَعَجَزْنا.
وقال أَبُو سعْد السمعاني: حسَّان بْن سَعِيد بن حسّان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن منيع بْن خَالِد بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ المنيعي، كان فِي شبابه يجمع بين الدّهْقَنة والتجارة، وسلك طريق الفتيان حَتَّى سادَ أَهْل ناحيته بالفُتُوّة والمروءة والثروة الوافرة، إِلَى أن قال: ولمّا تسلطت سلجوق ظهر أمره، وبنى الجامع بمرو الرُّوذ، ثُمَّ بنى الجامع الجديد بنَيْسابور، وبلغني أنَّ عجوزًا جاءته وهو يبنيه، ومعها ثوبٌ يساوي نصف دينار، وقالت: سمعتُ أنّك تبني الجامع، فأردت أن يكون لي فِي البقعة المباركة أثر.
فَدَعا خازنه واستحضر ألف دينار، واشترى بها منها الثوب، وسلَّم المبلغَ إليها، ثمّ قبضه منها الخازن، وقال له: أنفِقْ هَذِهِ الألف منها فِي عمارة المسجد، وقال: احفظ هَذَا الثوب لكَفَنِي أَلْقى اللَّه فِيهِ.
وكان لا يُبالي بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم.
وحُكِي أنَّ السلطان اجتاز بباب مسجده، فدخل مراعاةً له، وكان يُصلّي، فَمَا قطع صلاته، ولا تكلَّف حَتَّى أتمَّها، فقال السلطان: فِي دولتي مَن لا يخافني ولا يخاف إلّا الله.
قلت: مات سنة مائتين، وله ستٌّ وتسعون سنة.
34-
أوس بْن عَبْد الله بْن بُريدة بْن الحُصَيْب الأسلميّ المَرْوَزِيّ1:
روى عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد، ولم يدرك أَبَاهُ، لعلّه مات وأوس حَمْل.
روى عَنْهُ: سليمان بْن عُبَيْد الله، ومحمد بْن مقاتل، والحسين بْن حُرَيْث المَرْوَزِيُّون.
قَالَ أبو حاتم: سألنا المَرَاوِزة عَنْهُ فعرفوه وقالوا: تَقَادَمَ موتُه.
35-
أوس بْن عَبْد الله السَّلُوليّ البصْريّ2:
عَنْ: بُرَيْد بْن أَبِي مريم.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ومعلَّى بْنُ أَسَدٍ، ومُسَدّد، وغيرهم.
وهو قديم الوفاة.
36-
أيّوب بْن تميم:
أبو سليمان التّميميّ الدّمشقيّ3. مقرئ أهل الشام.
قرأ عَلَى: يحيى الذَّماريّ، وأبي عَبْد المُلْك الذَّماريّ.
تلا عَليْهِ: ابن ذَكْوان، والوليد بْن عُتْبة.
وحمل عَنْهُ الحروف: أبو مُسْهٍر، وهشام بْن عمّار.
وقد روى الحديث عَنْ: الأوزاعيّ، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وغيرهما.
حدَّث عَنْه: هشام، ودُحَيْم، وآخرون.
وهو ثقة في الحديث والقراءة.
مات بعد التسعين ومائة.
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 305، 306"، والميزان "1/ 278".
2 الجرح والتعديل "2/ 305"، والثقات لابن حبان "6/ 73".
3 الجرح والتعديل "1/ 205"، والثقات لابن حبان "6/ 59".
37-
أيّوب بْن حسّان الْجُرشيّ الدّمشقيّ1:
أبو حسّان.
عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ويونس بْن يزيد، والأوزاعي، وثور بْن يزيد، وطائفة.
وعنه: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وسليمان الشُّرَحْبيليّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعة الدّمشقيّ: مقارِب.
38-
أيّوب بْن المتوكّل البصْريّ الصَّيْدلانيّ2:
المقرئ الإِمَام.
سَمِعَ: فَضَيْلَ بْن سليمان، وطبقته.
وتلا عَلَى: الكِسائيّ، وعلى: سلام الطّويل، وحُسين الْجُعْفيّ. واختار لنفسه مَقْرءًا.
روى عَنْهُ: عليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن يحيى القُطَعيّ.
وَأَجَلُّ مِن تلا عَليْهِ القُطَعيّ.
قَالَ ابن المَدِينيّ: نا أيّوب بْن المتوكّل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: لا يكون إمامًا مِن أخذ بالشاذّ مِن العِلْم، ولا مِن روى عَنْ كلّ أحد، ولا مِن روى كلّ ما سمِع.
ويقال: إنّ يعقوبَ الحضرميّ وقف عَلَى قبر أيّوب لما دُفِنَ وقال: يرحمك الله يا أيّوب، ما تركتَ خَلَفًا أعلم بكتاب الله منك.
وعن أيّوب قَالَ: ما غلبتُ يعقوبَ إلا بالأثر.
وقال إسحاق بْن إبراهيم الشهيديّ: دخلت الكوفة فأتيتُ ابنَ إدريس الأَوْديّ، فأوّل ما سألني عَنْ أيّوب، ما فعل أيّوب؟ قلت: بخير، قَالَ: يُقرئ؟ قلت: نعم. قال: ذاك أقرأ الناس.
1 الجرح والتعديل "2/ 244".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 459"، وتاريخ بغداد "7/ 7، 8".
وقال أحمد بْن سِنان القطّان: سَمِعْتُ أيّوب بْن المتوكّل يَقُولُ: قرأت عَلَى يحيى القطّان، وطلب منّي كتاب الحروف، فسمِعه منه.
قَالَ أبو حاتم السّجسْتانيّ: أيّوب بْن المتوكّل مِن أقرأ القرّاء وأرواهم للآثار في القرآن.
قلت: وثَّقه ابن المَدِينيّ.
ومات سنة مائتين كهْلا.
39-
أيّوب بْن واصل البصْريّ1:
سَمِعَ: ابن عَوْن.
وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعَبْد اللَّه بْن محمد المسِنديّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ، وجماعة.
وهو قليل الحديث.
قَالَ أبو حاتم: يكتب حديثه.
40-
أيوب بن واقد الكوفي2 -ت:
أبو الحسن، ويقال: أبو سهل.
سكن البصرة، وحدَّث عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وعثمان بْن حكيم.
وعنه: بِشْر بْن مُعَاذ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نوح، وجماعة.
قَالَ أحمد: ضعيف الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامَّة مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.
حرف الباء:
41-
بشَّار بْن قيراط
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 261"، والميزان "1/ 259".
2 الجرح والتعديل "2/ 260"، والميزان "1/ 259".
أبو نُعَيْم النَّيْسابوريّ، نزيل الرَّيّ1. وهو أخو حمَّاد بْن قيراط.
روى عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُرَيج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس.
قال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وقال أبو زُرعة: يكذب، وأخوه حمَّاد صَدُوق.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ.
42-
بَزِيع بْن حسّان:
أبو الخليل البصْريّ الخصّاف2.
عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وثابت البُنانيّ.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك، وأزهر بْن جميل، ومحمد بْن بكّار، ويحيى بْن سَعِيد العطّار، ومحمد بْن صدران.
وهو متروك، اتَّهَمه ابن حيان، وغيره، أتى بعجائب لا تُحتَمل.
43-
بِشْر بْن إبراهيم الأنصاريّ المفلوج3:
عَنْ: ثور بْن يزيد، والأوزاعي، وأبي مُرَّة الرّقاشيّ، ومبارك بْن فَضَالَةَ.
وعنه: داهر بْن نوح، وعبد الله بْن يوسف الْجُبيريّ، ويوسف بْن بحر، ومحمد بْن عبد الله بن بزيع، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم وغيره، وقال ابن عَدِيّ: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث.
44-
بِشْر بْن الحَسَن -ن:
أبو مالك البصري4، أخو حسين بن الحسن.
1 الجرح والتعديل "2/ 417"، والميزان "1/ 310".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 421"، والميزان "1/ 306".
3 الجرح والتعديل "2/ 351"، والميزان "1/ 311".
4 الجرح والتعديل "2/ 355"، والتهذيب "1/ 477".
عَنْ: ابن عَوْن، وأشعث بْن سوار، وابن جرَيْج.
وعنه: عُمَر بْن شُعْبَة، وهارون الحمّال، وعثمان بْن أَبِي صفْوان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ.
قَالَ هارون الحمَّال: ثقة ثقة.
وقيل: كَانَ يحافظ عَلَى الصّفّ الأوّل خمسين سنة بجامع البصرة.
45-
بِشْر بْن السَّريّ:
أبو عمرو البصري الواعظ العابد الملقَّب بالأَفْوَه1.
نزيل مكّة، سَمِعَ: مِسْعَرا، والثَّوْريّ، وزائدة، ومالكًا، وحمَّاد بْن سَلَمَةَ، وطائفة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، والفلاس.
قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ متقنًا للحديث عَجَبًا.
وقال أبو حاتم: ثَبْتُ صالح.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة.
وقال ابن عدي: يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس بِهِ.
وقال العُقَيْليّ: هُوَ في الحديث مستقيم.
حَدَّثَنَا أحمد الأبَّار، نا عوّام قَالَ: قَالَ الحُمَيْديّ: كَانَ بِشْر بْن السَّريّ جَهْميًا2، لا يحلّ أن يُكْتَب حديثه.
قلت: قد صحَّ رجوعه عَنِ التجهُّم.
حَدَّثَنَا جعفر الفريابي، ثنا أحمد بن محمد المقدمين، ثنا سليمان بْن حرب قَالَ: سَأَلَ بِشْر بْن السَّريّ حمَّاد بْن زيد فقال: الحديث الَّذِي جاء أنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجوّل مِن مكان إلى مكان؛ فسكت حمَّاد ثمّ قَالَ: هُوَ في مكانه يقربُ من خلقه كيف شاء.
1 الجرح والتعديل "2/ 358"، والتهذيب "1/ 450".
2 الجهمية: إحدى الفرق الضالة وهي تنفي صفات الله تعالى.
قلت: كَانَ مِن حمَّاد أن يزجر السائل ويقول: الله ورسولُه أعلم، فإنّ الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمرّ الأحاديث كما جاءت ولا يُعترض عليها.
وقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بِشْر بْن السَّريّ تكلّم بمكّة بشيء، فوثب عَليْهِ ابن الحارث بْن عُمَير، يعني حمزة؛ فلقد ذلَّ بمكّة حتى جاء فجلس إلينا ممّا أصابه مِن الذلِّ.
قَالَ عَبْد الله: يعني تكلّم في القرآن.
ثمّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الثَّوْريّ يستقله. قلتُ: لِمَ؟ قَالَ: سأله عَنْ شيء -يعني: عن أطفال المشركين- قال لَهُ سُفْيان: ما أنت وذا يا صَبي؟ قلت: مات في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، أو سنة ستٌّ.
46-
بِشْر بْن سَلْم بْن المسيّب البَجَليّ1:
كوفِّي، روى عَنْ: إسماعيل بْن خَالِد، ومِسْعَر.
وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته ولم أسمع منه.
47-
بشر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان الأموي2:
روى عَنْ: عمّه عَبْد العزيز بْن عُمَر.
وعنه: محمد بْن معاوية الأنماطيّ، ويحيى بْن مَعِين.
وقال يحيى: لا بأس به.
48-
بقية بن الوليد بن صائد3:
الحافظ، أبو يُحْمِد الكَلاعيّ الحِمْيَريّ الميْتميّ الحمصيّ، أحد أعلام الحديث.
روى عَنْ: محمد بْن زياد الأَلْهانيّ، وبَحير بْن سعْد، وثور بْن يزيد، وعبد الله بْن عُمَر، والزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن جُرَيج، وصَفوان بْن عَمرو، ويونس بْن
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 358"، وتاريخ بغداد "7/ 54".
2 انظر: التاريخ الكبير "2/ 77"، والجرح والتعديل "2/ 361".
3 الجرح والتعديل "2/ 434-436"، والسير "8/ 455، 469".
يزيد، وخلْق لا يُحصَون، تسعة أعشارهم عامّة مجهولون.
وعنه: مِن شيوخه: الأوزاعي، وشُعْبَة.
ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بْن مُسْلِم، وإسماعيل بْن عيّاش، وطائفة.
وأبو مُسْهٍر، وحَيوة بْن شُرَيْح، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن مُصَفَّى، وداوود بْن رُشَيْد، وكثير بْن عُبَيْد، وعَمْرو بْن عفّان، وأبو عُتبة أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلْق، فالحجازي آخرُهم موتًا.
قَالَ يحيى بْن مَعِين، وأبو زُرْعة، وغيرها: إذا روى عَنْ ثقة فهو ثقة حُجّة.
وقال ابن المبارك: أعياني بقيّة، يسمِّي الكَنى ويكنِّي الأسامي.
وقال أبو حاتم: سَأَلت أبا مُسْهٍر عَنْ حديثٍ لبقيّة فقال:
احذَرْ حديثَ بقيّةْ
…
وكن منها عَلَى تقيّهْ
فإنّها غير نقيّهْ
وقال النَّسَائيّ: إذا قَالَ: ثنا وحَدَّثَنَا فهو ثقة، وإن قَالَ: عَنْ، فلا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، أَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ القشيري، أنا عبد الحميد البحتري، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، وَأَبُو عُتْبَةَ قَالُوا: ثَنَا بَقِيَّةُ، نا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ" 1 خرّجه مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ بَقِيَّةَ سِوَاهُ.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: وُلدت سنة عشر ومائة.
قَالَ ابن مَعِين: كَانَ شُعْبَة مبجَّلا لبقيّة حيث قِدم عَليْهِ.
وقال حَيوة بْن شُرَيْح: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: لما قرأت عليّ شُعْبَة نسخة بَحير بْن سعْد، قَالَ لي: يا أبا يُحْمِد، لو لم أسمع هذا منك لطرْت.
وقال زكريّا بْن عَدِيّ: قَالَ لنا أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ: خُذوا عَنْ بقيّة ما حدَّث عَنِ الثَّقات، ولا تأخذوا عَنْ إسماعيل بْن عيّاش ما حدَّث عَنِ الثقات وغير الثقات.
1 حديث صحيح: أخرجه مسلم "1429"، وابن عساكر "3/ 276"، "3/ 288"، "10/ 196" كما في تهذيب تاريخ دمشق.
إبراهيم بْن موسى الفرّاء، عَنْ رباح، عَنِ ابن المبارك، قَالَ: إذا اجتمع بقيّة وإسماعيل بْن عيَّاش فبقيّة أحبّ إليّ.
ورواه سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك، وقال: كَانَ صدوق الّلسان، ولكن يأخذ عمَّن أقبل وأدبر.
وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه يكنِّي الأسامي ويُسميّ الكُنَى. كَانَ دهْرًا يحدّثنا عَنْ أَبِي سَعِيد الوحاظيّ فنظرنا فإذا هُوَ عَبْد القُدُّوس.
وقال أحمد بْن حنبل: بقية أحبّ إليّ مِن إسماعيل، وإذا حدَّث عَنِ المجهولين فلا تقبلوه.
وقال أحمد: روى بقيّة عَنْ عُبَيْد الله مناكير.
عثمان الدارميّ، عَنِ ابن مَعِين: بقيّة ثقة. قلت لَهُ: هُوَ أحبّ إليك أو محمد بْن حرب؟ فقال: ثقة وثقة.
وقال أحمد العِجليّ، ويعقوب بْن شَيْبة: بقيّة ثقة عَنِ المعروفين.
وقال أبو إسحاق الجوجاني: رحِم الله بقيّة، ما كَانَ يبالي إذا وجد خُرافة عمَّن يأخذه، فإذا حدَّث عن الثقات فلا بأس.
قلت: شرط أن يصرّح بالإخبار ولا يَقُولُ: عَنْ فلان. فإنّه قد دلّس عَنِ ابن جُرَيج، وعن الأوزاعي بطامّات.
وقال ابن عَدِيّ: ولبقيّة حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات، وإذا روى عَنْ أهل الشام فهو ثَبْت، وإذا روى عَنْ غيرهم خلّط كإسماعيل بْن عيّاش.
وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: لبقيّة مناكير عَنِ الثقات.
وقال حجَّاج بْن الشّاعر: سُئِل ابن عُيَيْنَة عَنْ حديثٍ مِن هذه المُلَح، فقال: أبو العَجَب: أَنَا، أبَقيّةُ بنُ الوليد أَنَا؟
وقال ابن خُزَيْمَة: لا احتجّ ببقيّة.
قلت: وكان في بقيّة دُعابه وحُسن خلق.
قَالَ أبو التّقيّ اليَزَنيّ: سَمِعْتُ بقية ما يَقُولُ: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد.
وقال بركة بْن محمد الحلبي: كنَّا عند بقيّة في غُرْفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه مِن الطاقة وجعل يصيح معهم: لا لا؛ فقلنا: يا أبا يُحمد، سبحان الله، أنت إمام يُقتدَى بك.
قَالَ: أُسْكُتْ هذه سُنَّة بلدنا.
وعن قَثَم بْن أَبِي قَتَادة قَالَ: سَمِعْتُ مِن يسأل بقيّة: كيف يُقال للعروس إذا دخلت عَلَى زوجها؟ قَالَ: ما زلنا نسمع عجائز الحيّ يقُلْن: ادخلي رجْلَك اليمني عَلَى المال والبنين.
وقال عطيّة بْن بقيّة: قَالَ أَبِي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقيّة، إنّي لأُحبّك؛ فقلت: ولأهل بلدي؟ قَالَ: لا، إنَّهم جُنْد سَوْءٍ، لهم كذا وكذا غَدْرَة. ثمّ قَالَ: حَدَّثَنِي، فَقُلْتُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَبِلالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ"1.
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا:"وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي"2.
قَالَ: فامتلأ مِن ذَلِكَ فرحًا وقال: يا غلام، ناولني الدَّوَاة. وكان القيّم بأمره الفضل بْن الربيع ومرتبته بُعَيْدَة، فناداني وقال: يا بقيّة، ناوِلْ أمير المؤمنين الدَّواة بجانبك.
قلت: ناوِلْه أنت يا هامان.
فقال: سَمِعْتُ ما قَالَ لي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: اسكتْ، فما كنت عنده هامان حتّى أكون عنده فرعون.
1 حديث ضعيف: أخرجه الطبراني "8/ 131" في الكبير، و"1/ 104" في الصغير، وعبد الرزاق "20432" في مصنفه، والطبري "22/ 66" في تفسيره، وابن سعد "1/ 1/ 2" في الطبقات الكبرى، وأبو نعيم "1/ 49" في تاريخ أصفهان.
2 حديث صحيح: أخرجه الترمذي "2437"، وابن ماجه "4286"، وابن أبي شيبة "11/ 471"، وابن أبي عاصم "1/ 261"، والطبراني "7250" في الكبير.
قَالَ يعقوب الفَسَويّ: بقيّة يّذْكَر بحِفْظ، إلا أنّه يشتهي المُلَح والطرائف، فيروي عَنِ الضُّعفاء.
وروى عَبْد الرَّحْمَن بن الحَكَم بْن بشير، عَنْ وكيع قَالَ: ما سَمِعْتُ أحدًا أجرأ عَلَى أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِن بقيّة.
قُلْتُ: قَدْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا تُوبِعَ فِيهِ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَلَهُ نُسْخَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهَا:"تَرِّبُوا الْكِتَابَ"1.
وَمِنْهَا: "مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ الْمُشْطَ عُوفِيَ مِنَ الْوَبَاءِ"2.
وَمِنْهَا: "إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى"3.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ، يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَقِيَّةُ سَمعِهَا مِنْ إِنْسَانٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فدلَّس عَنْهُ.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجّ ببقيّة.
قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه، وأحمد، وأبو عُبَيْد، وخليفة، وابن مُصَفَّى، وابن سعْد: توفِّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
وقال الوليد بْن عُتْبَة: سنة ستٌّ، وقيل: سنة ثمانٍ.
49-
بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوّام الأسَديّ4:
الأمير أبو بَكْر، وُلّي المدينةَ للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهُرًا.
وكان بِهِ مُعْجَبًا وعنده وجيهًا، أخرج عَلَى يديه أعطية جليلة ضخمة لأهل المدينة في ثلاث مرّات، مجموع ذَلِكَ ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار.
وكان يكتب إِلَيْهِ: مِن عَبْد الله هارون، إلى أبي بكر بن عبد الله. ذكر هذا ولده الزبير بن بكار.
1 حديث ضعيف: أخرجه ابن ماجه "3774"، وابن أبي شيبة "9/ 33"، و"9/ 34" في مصنفه.
2 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي "3/ 54" في الموضوعات، وابن حبان "1/ 202" في المجروحين.
3 حديث موضوع: أخرجه ابن عدي "2/ 507"، وابن حبان "1/ 202" في المجروحين.
4 انظر: وفيّات الأعيان "6/ 37".
ثمّ قَالَ: وكان جوادًا ممدّحًا، قويّ الولاية، متفقَّدًا لمصالح العوامّ، شديدا عَلَى المُبْتَدعَة، أمِنَت أعمالُ المدينة في أيامه.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة.
وقد طَوّل الزُّبَيْر ترجمة أَبِيه وبالَغَ فيه.
50-
بكّار بْن عَبْد الله بْن عُبَيْدة الرَّبَذيّ1:
عَنْ: عمّه موسى بْن عُبَيْدة.
وعنه: أبو جعفر بْن نُفَيْلٍ، ومحمد بْن مِهْران الحمّال، وحفص بْن عُمَر الْجَنَدِيّ، وأبو حُصَين الرّازيّ.
ذكره ابن أَبِي حاتم.
51-
بَكْر بْن سليمان:
أبو يحيى البصْريّ2. عَنْ: ابن إسحاق، وغيره.
وعنه: خليفة بْن خيّاط، وشهاب بْن معمّر، ومحمد بْن عبّاد الْهُذَلِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: معروف.
وقال أبو حاتم: مجهول.
52-
بَكْر بن سليم الصواف الطائفي ثم المدني3:
عَنْ: زيد بْن أسلم، وربيعة بْن أَبِي عبد الرحمن، وأبو طوالة، وسهيل، وابن المنكدر، وأبي صخر حمدي بْن زياد.
وعنه: إسحاق الخَطْميّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو الطّاهر أحمد بْن السرْح، وآخرون.
وعُمَّر دهرًا.
قَالَ أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 409"، والميزان "1/ 341".
2 الجرح والتعديل "2/ 387"، والميزان "1/ 345".
3 الجرح والتعديل "2/ 386"، والميزان "1/ 345".
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن عَدِيّ: ضعيف ينفرد بما لا يُتابع عَليْهِ.
53-
بَكْر بْن الشَّرُود:
وهو بَكْر بْن عَبْد الله بْن الشَّرُود الصّنعانيّ1.
عَنْ: مَعْمَر، وسُفْيان الثَّوْريّ، ومالك، وعبد الله بْن عُمَر العُمريّ، ويحيى بْن مالك بْن أنس، وغيرهم.
وعنه: محمد بْن السَّريّ العسقلانيّ، ومَيمون بْن الحَكَم، ومحمد بْن يحيى بْن جَميل، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وغيره: ضعيف.
وقال ابن حِبّان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.
54-
بَكْر بْن يزيد الحمصيّ الطّويل2:
سكن بغداد، وحدَّث عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وأبي بَكْر بْن أَبِي مريم.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو سَعِيد الأشج. صالح الحديث.
55-
بَكْر بْن النّطّاح:
أبو وائل الحنفيّ البصْريّ3.
شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره.
ولما توفِّي رثاه أبو العَتَاهية بأبيات.
56-
بَكْر بْن يونس بْن بُكَير بن واصل الشيباني الكوفي4:
1 انظر: الجرح والتعديل "2/ 388"، والميزان "1/ 346".
2 الجرح والتعديل "2/ 394"، والثقات لابن حبان "8/ 146".
3 تاريخ بغداد "7/ 90"، معجم الدباء "3/ 92".
4 الجرح والتعديل "2/ 393"، والتهذيب "1/ 488".
عَنْ: موسى بْن عليّ بْن رباح، وعبد الله بْن لَهِيعة.
وعنه: أبو كُرَيْب، وعُبَيْد بْن يَعِيش.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَليْهِ.
57-
بَهْز بْن أسد:
أبو الأسود العمي البصري1، أخو مُعَلَّى بْن أسد.
ثقة مشهور.
يروى عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وأبي بَكْر بْن النَّسَائيّ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن بْن هاشم الطُّوسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر: ما رَأَيْت رجلا خيرًا منه.
يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة.
حرف التاء:
58-
تَلِيد بْن سليمان المُحَاربيّ الكوفي2:
عن: أبي الجحاف داوود، وعبد المُلْك بْن عُمَير، وعطاء بْن السّائب، وجماعة.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن موسى، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ. قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ مذهبه التشيّع، ولم نر به بأسًا.
وقال داوود وغيره: رافضي خبيث.
وقال يحيى بْن مَعِين: قَعَد مَعَ مولى لعثمان رضي الله عنه، فتذاكروا أمر عثمان، فتناوله تَلِيد، فقام إليه المولى فرماه مِن أعلى سطحٍ، فانكسرت رِجْلُه، فكان يمشي عَلَى عصا.
وكان مقيمًا ببغداد، سَمِعْتُ منه وليس بشيء.
1 الجرح والتعديل "2/ 431"، والميزان "1/ 353".
2 انظر: الجرح والتعديل "2/ 447"، والميزان "1/ 358".
وكذا ضعَّفه ابن عَدِيّ.
وكذَّبه الْجَوْزَجانيّ.
حرف الجيم:
59-
الجرّاج بْن مليح:
أبو عَبْد الرَّحْمَن البهراني الحمصي1.
عن: الزبيدي، وحجاد بْن أرطأة، وبكر بْن زُرْعة، وغيرهم.
وعنه: الحَسَن بْن خُمَير الحَرازيّ، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه.
وقوّاه النَّسَائيّ.
حرف الحاء:
60-
الحارث بْن مرّة بْن مُجّاعة الحنفي اليماني2:
أبو مرة.
قدِمَ بغداد، وحدَّث عَنْ: كُلَيْب بْن منفعة، ويزيد الرقاشيّ، وجماعة فيهم نَكارة وجَهَالة.
وعنه: ابن المَدِينيّ، وأحمد، ونصر بْن عليّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن أكثم، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قلت: روى لَهُ أبو داوود حديثًا عن كليب، عن جده.
1 الجرح والتعديل "2/ 523، 524"، والميزان "1/ 390".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 90"، والتهذيب "2/ 156".
61-
الحارث بْن عُبَيْدة:
أبو وهْب الكَلاعيّ الحمصيّ1، قاضي حمص.
روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم.
وعنه: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار الخبايري، وعمرو بن عثمان، وآخرون.
وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وقد فرق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ.
وقال أبو حاتم: هما واحد.
قَالَ: وليس بالقويّ.
وقال الدّارَقُطْنيّ: ضعيف.
62-
حَجَّاج بْن سليمان الرُّعَيْنيّ2:
أبو الأزهر الْمَصْرِيّ، ويُعرف بابن القَمْريّ.
روى عَنْ: حَرْملة بْن عِمران، وَاللَّيْثِ، ومالك، وابن لَهِيعَة.
وعنه: محمد بن سلمة المرادي، وغيره.
قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير.
توفِّي فجأة على حماره سنة سبع وتسعين ومائة.
63-
حجاج بن سليمان الحضرمي المصري3:
أبو الأسود.
روى أيضا عَنْ: اللَّيْثُ، ومالك، وغيرهما.
وعنه: ابنه محمد.
1 الجرح والتعديل "3/ 81، 82"، والميزان "1/ 438".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 162"، والميزان "1/ 462، 463".
3 من علماء مصر الأفاضل، انظر "حسن المحاضرة" للسيوطي.
64-
حُذيفة المَرْعشيّ1:
الزّاهد القُدْوَة، صاحب سُفْيان الثَّوْريّ.
سيأتي بعد المائتين.
65-
الحسن بن حيب بن ندبة2:
أبو سعد البصري.
عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وهشام بْن عُروة، وجماعة.
وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن المثنَّى، وعليّ بْن الحسين الدَّرْهميّ، وجماعة.
قَالَ أحمد: ما بِهِ بأس.
قلت: توفِّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
66-
الحَسَن بْن عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب الواسطيّ3:
مات قبل والده، وقد أدرك التّابعين.
وروى عَنْ: أيمن بْن نابل، وعن الأوزاعيّ.
روى عنه: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
67-
الحَسَن بْن محمد البلْخيّ4:
الفقيه أبو محمد، قاضي مَرْو.
متروك الحديث.
روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعوف الأعرابيّ، وهشام بن حسان.
1 ستأتي الترجمة له.
2 الجرح والتعديل "3/ 8"، والتهذيب "2/ 261".
3 تاريخ بغداد "7/ 363"، والميزان "1/ 504".
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 35"، والميزان "1/ 519، 520".
وعنه: وراث بن الفضل، وإبراهيم بْن مهديّ، وأحمد بْن عَبْد الله الفِرْيانانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عَدِيّ: كل أحاديثه مناكير.
- الحَسَن بْن هانئ:
أبو نُوَاس، في الكُنَى.
68-
الحَسَن بْن يحيى الخُشَنيّ الدّمشقيّ الغُوطيّ البَلاطيّ1:
أبو عبد المُلْك.
عَنْ: زيد بْن واقد، وهشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، وعمر بْن قيس، والأوزاعي، وغيرهم.
وعنه: سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن، وهشام بْن عمّار، والحكم بْن موسى، وهشام بْن خَالِد الأزرق، وآخرون.
قَالَ دُحَيْم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ سيء الحِفْظ.
وقال النَّسَائيّ وغيره: لَيْسَ بثقة.
وقال الدّارَقُطْنيّ: متروك.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الحسن بن يحيى، نا بِشْرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: أَقْبَلَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ حَتَّى وقَفَ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ نَبْنِي مَسْجِدَنَا هذا -يعني: مسجد البلاط- فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ له بيتًا في الجنَّة أفضل منه"2.
1 الجرح والتعديل "3/ 44"، والميزان "1/ 524".
2 حديث صحيح: أخرجه البخاري "1/ 122"، ومسلم "2984"، والترمذي "318"، وابن ماجه "736".
69-
الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ1:
أَبُو عَبْدِ الله العلوي الكوفي، أحد الأشراف النبلاء.
روى عَنْ: أَبِيه، وعن عمّه أَبِي جعفر الباقر، وإسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وابن جُرَيج، وجعفر بْن محمد.
وعنه: أبو مُصْعَب الزُّهْرِيّ، ونُعَيْم بْن حمَّاد، وإسحاق بْن موسى الخَطْميّ، وعبَّاد بْن يعقوب، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي.
قَالَ ابن عَدِيّ: وجدت في حديثه بعض النّكْرة، وأرجو أنّه لا بأس بِهِ.
قلت: كَانَ شيخ الطالبيّة في عصره.
أحسبه عاش بضعًا وثمانين سنة.
70-
حفص بْن نبيل المرهبي الهمداني2:
روى عن: الثوري، وزائدة، وداوود الطّائيّ.
وعنه: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة.
محله الصدق.
71-
حفص بن عبد الرحمن:
الإمام أبو عمر البلخي، الفقيه المشهور بالنَّيْسابوريّ3.
أحد الأعلام.
روى عَنْ: عاصم الأحول، وداوود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وأبي حنيفة، وابن أَبِي عَرُوبة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وعيسى بْن طهمان، وإسرائيل، وطائفة.
وعنه: الحسين بْن منصور، ومحمد بْن رافع القُشَيْريّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ومحمد بْن عقيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وإسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعلي بْن الحسن الذهلي، وخلق.
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 53"، والتهذيب "2/ 339".
2 لم نقف عليه.
3 الجرح والتعديل "3/ 176"، والتهذيب "2/ 404، 405".
قَالَ الحاكم: كَانَ أَبُوهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بْن فَرُّوخ بْن فَضَالَةَ البلْخيّ قد وُلّي قضاء نَيْسابور في أيام قُتَيْبة بْن مسلم الباهلي الأمر، وهو في الكوفة.
وحفص هذا أفقه أصحاب أَبِي حنيفة الخُراسانيّة، وكان ولي القضاء ثمّ ندِمَ وأقبل عَلَى العبادة.
وكان ابن المبارك يزوره.
وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه والوقار والورع.
قَالَ الحاكم: سكّة حفص بنيسابور منسوية إليه.
وكان أبو عبد الله الْبُخَارِيّ إذا قدِمَ نَيْسابور يحدِّث في مسجده.
قلت: ثمّ ساق لَهُ الحاكم عدّة أحاديث غرائب وأفراد.
وقد احتجّ بِهِ النَّسَائيّ.
وقال أبو حاتم: مضطّرب الحديث.
قَالَ إبراهيم بْن حفص: مات أَبِي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
72-
حفص بْن عمر:
الإمام أبو عِمران الرّازيّ الواسطيّ1، نزيل البصرة.
عَنْ: العَوّام بْن حَوْشَب، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعبد الحميد بْن جعفر، وابن المبارك.
وعنه: حفص الرَّبَاليّ، والعلاء بن سالم الطبري.
قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف.
وقال الْبُخَارِيّ: يتكلَّمون فيه.
قَالَ ابن عَدِيّ: لَيْسَ بِهِ حديث مُنْكَر المتن.
ومنهم مِن يفرِّق بين الرّازيّ وبين الواسطي، ولا فرق.
73-
حفص بن غياث بن طلق2:
1 الجرح والتعديل "3/ 180، 181"، والتهذيب "2/ 413، 414".
2 انظر: الميزان "1/ 567، 568"، السير "9/ 22، 34".
الإمام أبو عمر النخعي القاضي، أحد الأعلام.
مولده سنة سبْعَ عشرة ومائة.
وروى عَنْ: جَدّه طَلْق بْن معاوية، وعن عاصم الحول، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وداوود بْن أَبِي هند، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وأبن أَبِي خَالِد، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وخلْق سواهم.
وعنه: ابنه عُمَر بْن حفص، وأحْمَد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، والحسن بْن حمّاد سَجّادة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وأخوه عثمان، وعَمُرو الناقد، ومحمد بْن مُثَنَّى، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد العُطارديّ، وخلْق.
وقد وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد، ثمّ بُعِثَ عَلَى قضاء الكوفة بعد شَرِيك.
روى عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين: حفص أثبت مِن عَبْد الواحد بْن زياد، وهو أثبت مِن عَبْد الله بْن إدريس.
وقال العِجْليّ وغيره: ثقة، مأمون، فقيه.
وقال داوود بْن رُشَيد: حفص كثير الغلط.
وقال يعقوب بْن شَيْبة: هُوَ ثَبْتٌ إذا حدَّث مِن كتابه ويُتَّقَى بعض حِفْظه.
وقال ابن عمَّار: عِسرٌ في الحديث جدًّا.
روى سَعِيد بْن سعيد الجاري، عن طلْق بْن غنّام قَالَ: خرجت مَعَ حفص بْن غِياث في زُقاق، فأتت امرَأَة حسناء. فقالت: أيها القاضي زوّجني، فإنّ إخوتي يضرّون بي. فالتفت إليَّ فقال: يا طلْق اذهب فزوِّجها إنّ كَانَ الَّذِي يخطبها كَفُؤًا، فإن كَانَ يسكر مِن النّبيذ أو رافضيًا فلا تزوّجْه، فإنَّ الَّذِي يسكر يطلِّق وهو لا يدري، والرافضي فالطلاق عنده واحد1.
وقيل: إنَّ أبا يوسف القاضي قَالَ لأصحابه: تعالَوا نكتب نوادر حفص بْن غياث في القضاء.
1 تاريخ بغداد "8/ 193، 194".
فلمَّا وردت أحكامُه عَلَى أَبِي يوسف قِيلَ لَهُ: فأين النوادر التي زعمت؟ قَالَ: ويْحكم، إنّ حَفْصًا أراد الله فوفّقه.
وقال أحمد بن زهير: نا محمد بْن زيد: سَمِعْتُ حفص بْن غياث قَالَ: كنَّا ببغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشِّعْر والعربيّة.
فقلت: ألَا تتّقي الله؟ قوم يطلبون آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تأمرهم يطلبون هذا، لئن عُدت لأسوءنَّك1.
قَالَ بِشْر الحافي: قَالَ حفص بْن غِياث: لو رَأَيْت أنِّي أُسُرٌ بما أَنَا فيه لهلكت.
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نَا أبي قال: سمعت عمر بن حص قَالَ: لما احتضر أَبِي بكيت، فقال: ما يُبكيك؟ قلت: لفراقك ولد خولك في هذا الأمر.
قَالَ: لا تبكِ، فما حللت سراويلي عَلَى حرام، ولا جلس إليّ خصمان، فباليت مِن توجّه لَهُ الحَكَم2.
قَالَ حفص: مرض أبي خمسة عشر يومًا، فردّ معي مائة درهم إلى العامل قال: هذه لا حظَّ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام.
قَالَ يحيى القطّان: هُوَ أوثق أصحاب الأعمش.
وقال ابن مَعِين: جميع ما حدَّث بِهِ حفص بْن غياث ببغداد وبالكوفة إنّما هُوَ مِن حفظه، ولم يُخْرج كتابًا.
كتبوا عَنْه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث.
وقال إبرايهم بْن مهديّ: سَمِعْتُ حفْصًا يَقُولُ لرجل يسأله عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيًا؛ لَأَن يُدخل الرجلُ إصبَعه فيقلع عينه خيرٌ مِن أن يكون قاضيًا3.
قال أبو جعفر المسنديّ: كَانَ حفص بْن غياث مِن أسخى العرب.
وكان يَقُولُ: مِن لم يأكل طعامي لا أحدّثه.
وإذا كَانَ لَهُ يوم ضيافة لا يبقى رأس في الرواسين.
1، 2 تاريخ بغداد "8/ 190".
3 السابق.
قَالَ الحَسَن سَجّادة: كَانَ يُقال: ختم القُضاةَ حفصُ بْنُ غياث.
وقال حفص: والله مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ.
ومات وعليه تسعمائة درهم.
قَالَ أحْمَد بْن حنبل: رَأَيْت مقدَّم فم حفص، مضبَّبة أسنانُه بذَهَب.
أَخْبَرَنَا المؤمّل البالِسيّ إجازة: أَنَا الكِنْديّ، أَنَا القزّاز، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، أَنَا العشامي، أَنَا عليّ بْن عُمَر، أَنَا ابن مَخْلَد، سَمِعْتُ عَبْد الله بْن أحمد، سَمِعْتُ أبا مَعْمَر يَقُولُ: لما جيء بحفص بْن غِياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرّي حفصُ خضابَه حين قُرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع: أمّا هذا فقد قَبِلَ.
قَالَ ابن أَبِي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة.
قال أبو داوود: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يقدّم بعد الكِبار مِن أصحاب الأعمش غير حفص بْن غِياث، وقال حفص.
قلت: مات في آخر سنة أربعٍ وتسعين ومائة، وفي هذا العام أرَّخه أحمد بْن عَبْد الجبّار، وجماعة.
قَالَ سَلْم بْن جنادة: سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة ستٌّ، والأوّل الصحيح.
74-
الحَكَم بْن أيّوب العبْديّ1:
مولاهم الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، مِن كبار أهل بلده.
روى عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبة، والثَّوْريّ، وزُفَر بْن الهّذَيل، وإسرائيل بْن يونس.
روى عَنْهُ: محمد بْن المغيرة، وغيره.
وحفيده هُوَ محمد بْن أحمد بْن الحَكَم الأصبهاني، مِن مشيخة أبي الشَّيْخ.
75-
الحكم بن بشير2:
حدَّث عَنْ: أَبِيه، وعمرو بْن قيس المُلائي، وخلاد بن عيسى الصفار.
1 تاريخ أصبهان "1/ 297".
2 الجرح والتعديل "3/ 114"، والتهذيب "2/ 424".
وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن زُنَيْج، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ.
وكان مِن علماء الرَّيّ.
قَالَ أبو حاتم: صدوق.
76-
أبو مطيع البلْخيّ:
هُوَ الحَكَم بْن عبد الله الفقيه1.
صاحب كتاب الفقه الأكبر، تفقَّه بأبي حنيفة وروى عَنْهُ.
وعن: ابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وعبد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة، وأبي الأشهب جعفر العُطارِديّ، وإبراهيم بْن طهمان، والحسن بْن دينار، وطبقتهم.
وتفقَّه بِهِ أهل خُرَاسان، وولى قضاء بلخ، وكان بصيرًا بالرأي، حافظًا للمسائل.
كَانَ ابن المبارك يعظّمه ويُجلُّه.
روى عَنْهُ: أحمد بْن منيع، وأيّوب بْن الحَسَن الفقيه، وعقيق بْن محمد، وعليّ بْن الحسين الذُّهْليّ، ونصر بْن زياد، والخُراسانيّون.
وقدِم بغدادَ مرّات.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: سَمِعْتُ حاتمًا السَّقَطيّ: سَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: أبو مطيع لَهُ المنَّة عَلَى جميع أهل الدنيا.
قلتُ: حاتم لا يُعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنّه يُطلق مثل هذه العبارة.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: وقال حاتم: قَالَ مالك بْن أنس لرجل: مِن أَيْنَ أنت؟ قَالَ: مِن بلْخ.
قَالَ: قاضيكم أبو مطيع، إنّه قام مقام الأنبياء2.
قَالَ محمد بْن الفُضَيْل: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن محمد العابد يَقُولُ: جاء كتابٌ -يعني: مِن الخلافة- وفيه لوليّ العهد: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12] ليقرأ على الناس.
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 121، 122"، والميزان "1/ 574".
2 تاريخ بغداد "8/ 224".
فسمع أبو مطيع فدخل عَلَى الوالي وقال: بلغ مِن خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها.
وكرَّر هذا مرارًا، حتى أبكى الأمير وقال لَهُ: إنّي معك ولكن لا أجترئ بالكلام.
فتكلِّم وكنْ منّي آمنًا1.
وكان أبو مطيع قاضيًا، فذهب الناس إلى الجمعة، وذهب أبو مُعَاذ متقلَّدًا سيفًا.
وأخَّر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين، بلغ مِن خطر الدنيا أن تجرَّ إلى الْكُفْرِ. من قال:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بْن زكريّا فهو كافر.
قَالَ: فرجّ أهل المسجد بالبكاء، وهرب اللّذان أتيا بالكتاب.
وعن النضر بْن شُمَيْلٍ، قَالَ أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن عَلَى وجهين، وهو عندي عَلَى وجهٍ واحد، فقلت لَهُ: ممّن ترى الغلط، منك، أم مِن الرَّسُول عليه السلام، أو مِن جبريل، أو مِن الله تعالى؟ فبقي باهتًا2.
وقد كَانَ أبو مطيع فيما نقل الخطيب مِن رءوس المُرْجِئة.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مطيع فقال: لا ينبغي أن يُروى عَنْهُ.
ذكروا عَنْهُ أنّه كَانَ يَقُولُ: الجنّة والنّار خُلِقتا وسَتَفْنَيان، وهذا كلام جَهْم3.
وقال ابن مَعِين: هُوَ ضعيف.
وقال أبو داوود: تركوا حديثه، كَانَ جَهْميًا.
قلت: وممّن روى عنه: محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بْن أسلم الصَّفّار، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ.
ومات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وثمانون سنة.
77-
الحَكَم بْن عَبْد الله:
أبو النعمان البصري4.
عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة.
1 نفس المصدر السابق.
2 تاريخ بغداد "8/ 225".
3 يعني: الضال المضل جهم بن صفوان -قبَّحه الله.
4 انظر: الجرح والتعديل "3/ 122"، والتهذيب "2/ 429".
وعنه: أحمد بْن محمد البزّي، ومحمد بْن المِنْهال، ومحمد بْن المثنَّى، وأبو قُدامة السَّرْخَسيّ، وغيرهم.
وكان ثِقةً من الحفَّاظ.
مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
78-
الْحَكَمُ بنُ مروان الكوفيّ1:
أبو محمد.
قَالَ الخطيب: حدَّث عَنْ: كامل أبي العلاء، وأزهر بْن سِنان، وفُرات بْن السّائب، وزُهير بْن معاوية.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبد الله بن محمد بْن أيّوب المخرميّ، والعبّاس بْن الفضل، ورُشَيد الطَّبَريّ.
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال ابن مَعِين: ضرير لَيْسَ بِهِ بأس.
79-
حماد بن خالد الخياط2 المدني:
عن: ابن أَبِي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حُمَيْد.
وَعَنْهُ: ابن معين، وَأَحْمَد بن حنبل، والحسن الزعفراني، وإسحاق بن بهلول.
وكان أميًّا لا يكتب، بل كَانَ يتحفَّظ، وَهُوَ صدوق.
قَالَ أحمد: كان حافظًا.
80-
حمَّاد بن دليل المدائني3:
قاضي المدائي، نزل مَكَّة وترك القضاء وصار يتجر.
رَوَى عن: أَبِي حنيفة، وَالحَسَن بن عمارة، وسفيان الثوري.
وعنه: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري.
وثَّقه يحيى بن معين.
1 الجرح والتعديل "3/ 129"، والميزان "1/ 579".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 136"، والتهذيب "3/ 7".
3 الجرح والتعديل "3/ 136"، والتهذيب "3/ 8".
81-
حمَّاد بن واقد الصفار1:
شيخ بصري.
عن: ثابت البناني، وابن التياح، وأبان بن أَبِي عَيَّاش، وَعَبْد العزيز بن صهيب.
وَعَنْهُ: أحمد بن المقدام، وَبِشْر بن معاذ، وَعُمَر بن شبه، وحفص الربالي، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الأرزي، وابنه فطر بن حَمَّاد الصَّفَّار.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معين: ضعيف.
82-
حُمَيْد بْن حمّاد بْن خَوَار2:
ويقال: ابن أبي الخُوَار، أبو الْجَهْم الكوفيّ.
عَنْ: حمَّاد بْن أبي سليمان الفقيه، وسماك بْن حرب، والأعمش، وجماعة.
وعنه: زيد بْن الحبا، وَأَبُو كُرَيْب، ومحمد بْن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمود بن غيلان.
ضعَّفه أبو داوود.
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
83-
حنان بْن سَدِير الصَّيْرفيّ3:
عَنْ: جعفر بْن محمد، وأُمَيّ الصَّيْرفيّ، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، ومحمد بْن طلحة بْن مُصَرَّف.
وعنه: العلاء بْن عَمْرو الحنفيّ، وعلي بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن ثواب الهباربي، وعيسى بْن سَعِيد الرّازيّ، ومحمد بْن الْجُنيَد العابد.
وثَّقه ابن حبان.
1 الجرح والتعديل "3/ 150"، والتهذيب "3/ 21".
2 الجرح والتعديل "3/ 220"، والتهذيب "3/ 37".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 299"، ولسان الميزان "2/ 376".
حرف الخاء:
84-
خالد بن حيان1:
أبو يزيد الكندي مولاهم الخراز، مُهْمَل الأوسط.
عَنْ: سالم بْن أَبِي المهاجر، وعليّ بْن عُرْوة الدّمشقيّ، وجعفر بْن بُرْقان.
وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كُرَيْب، وابن عَرَفَة.
قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس.
مات بالرَّقَّة في ذي القِعْدة سنة إحدى وتسعين.
وقال أحمد: لم يكن به بأس، كتبت عنه غرائب.
ووثَّقه ابن معين.
وأمَّا الفلاس فقال: ضعيف.
85-
خَالِد بْن سليمان:
أبو مُعَاذ البلْخيّ2، فقيه أهل بلْخ.
مات سنة تسع وتسعين ومائة، كذا وجدته.
86-
خَالِد بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ3:
أبو سَعِيد، أحد المتروكين.
عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ.
وعنه: يوسف بْن عَدِيّ، وأبو عُبَيْد القاسم.
قَالَ أحمد: متروك الحديث.
وقال صالح جَزْرَة: كَانَ يضع الحديث.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
1 الجرح والتعديل "3/ 326"، والميزان "1/ 629"، والتهذيب "3/ 84، 85".
2 انظر: الجرح والتعديل "3/ 335"، والميزان "1/ 631".
3 الجرح والتعديل "3/ 343"، والميزان "1/ 635، 636".
وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث.
وهو مذكور أيضًا بعد المائتين.
87-
خَالِد بْن يزيد العَتَكّي:
أبو يزيد البصْريّ اللُّؤلؤيّ1.
عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وورقاء اليشْكُريّ.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ونصر الْجَهْضَميّ.
قَالَ أبو زُرْعَة: لَيْسَ بِهِ بأس.
88-
خَلَف بْن أيّوب العامريّ البلْخيّ2:
أبو سعيد. مِن علماء أهل بلْخ.
روى عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر بْن راشد، وإسرائيل، وقيس بْن الربيع.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وزكريّا بْن يحيى اللؤلؤيّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، وطائفة.
ذكره ابن حِبّان في الثقات وقال: كَانَ مُرْجِئًا غاليًا يبغض مِن ينتحل السُّنَن.
وقال ابن مَعِين: ضعيف.
قلت: هُوَ معَادٌ في طبقة مكّيّ بْن إبراهيم البلْخيّ، والذي تحر لي أنه يحول من هناك ومن هناك، فيُقرَّر في طبقة الشّافعيّ رحمه الله.
89-
الخليل بْن أحمد بْن بِشْر بْن المستنير السُّلَميّ البصري3:
قثليل الرؤية.
سَمِعَ: المستنير بْن أخضر بْن معاوية بن قرة.
1 الجرح والتعديل "3/ 361"، والسير "9/ 415".
2 الجرح والتعديل "3/ 370"، والتهذيب "3/ 147، 148".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 380"، والتهذيب "3/ 164-166".
وعنه: محمد بْن أَبِي سمينة، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، والعبّاس العنبريّ، وعبد الله بْن محمد الْجُعْفيّ.
وثّقه ابن حِبّان.
90-
خيران بْن العلاء الكَيْسانيّ الأصمّ1:
عَنْ: الأوزاعي، وحمّاد بْن سَلَمَةَ.
وعنه: عَبْد العزيز الأويْسيّ، وعليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عيسى التُّسْتَرِيّ.
سكن مصر وروى اليسير.
حرف الراء:
91-
رِبْعيّ بْن إبراهيم الأسَديّ:
أبو الحَسَن البصْريّ2، أخو الإمام إسماعيل بن علية لأبويه.
عن: داوود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن مسروق، ويونس بْن عُبَيْد، وعوف الأعرابيّ.
وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن المثنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر النَّيْسابوريّ، والحسن الزَّعْفرانيّ، وآخرون.
وحدَّث عَنْهُ مِن القدماء عَبْد الرحمن بْن مهديّ، وقال: كنّا نَعُدُّه مِن بقايا شيوخنا.
وقال أحمد الدَّوْرقيّ: كَانَ يفضَّل عَلَى أخيه إسماعيل.
وقال يحيى بْن مَعِين: ثقة مأمون.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْكَاتِبُ، أَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا الْخُلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، نا ربعي بن علية، عن داوود بن أبي هند، عن عامر،
1 الجرح والتعديل "3/ 405"، والميزان "1/ 669".
2 الجرح والتعديل "3/ 409، 410"، والتهذيب "3/ 336".
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: جَاءَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رسول الله، اشهد إِنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ:"كُلُّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ"؟ قَالَ: لا.
قَالَ: "فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً"؟
قَالَ: بَلَى! قَالَ: "فَلا إِذًا"1.
هَذَا حَدِيثٌ مخرَّج فِي الصِّحَاحِ، مِنْ طريق حصين، وداوود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ.
مات رِبْعيّ سنة سبْعٍ وتسعين ومائة.
92-
ريْحان بْن سَعِيد بْن الْمُثَنَّى الشاميّ2:
شيخ بصْريّ.
عَنْ: عبّاد بْن منصور.
وعنه: أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ.
قَالَ يحيى بْن مَعِين: ما أرى بِهِ بأسًا.
حرف الزاي:
93-
زاجر بْن الصَّلْت الطاحي النَّمِريّ3:
عَنْ: الحارث بْن مالك، وجماعة.
وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بْن مِهران الجمّال، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ومحمد بْن مرزوق الْبَاهِلِيَّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
1 حديث صحيح: أخرجه مالك "752" في الموطأ، والبخاري "3/ 206"، ومسلم "1623"، والترمذي "2586"، وابن ماجه "2376"، وأحمد "4/ 271-273".
2 الجرح والتعديل "3/ 517"، والميزان "2/ 62".
3 انظر: الجرح والتعديل "3/ 620، 621"، والثقات لابن حبان "4/ 269".
94-
زياد بْن الحَسَن بْن الفُرات التّميميّ الكوفيّ القزاز1:
روى عن: جده فرات القزاز، وأبان بن تَغْلِب، ومِسْعَر.
وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الله بْن بَرَّاد الأشعريّ، وجماعة.
ذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
95-
زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زهير بْن ناشرة2.
الفقيه الأندلسيّ شَبَطُون اللَّخْميّ، عالم الأندلس، وتلميذ مالك.
كَانَ أوَّل مِن أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلُسيّة، وقبل ذَلِكَ كانوا يتفقَّهون للأوزاعي، وغيره.
قَالَ ابن القاسم الفقيه: سمعتُ زيادًا فقيه الأندلس يسأل مالكًا.
قلت: وعليه تفقَّه يحيى بْن يحيى اللَّيْثي قبل أن يرحل.
وسمع زيادًا مِن معاوية بْن صالح وتزوّج بابنته، وحدَّث عنه، وعن: مالك، والليث، وسليمان بْن بلال، ويحيى بْن أيّوب، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وأبي مَعْشَر السّنْديّ، وطبقتهم.
وكان أحد النُّسَّاك الوَرِعين. أراده هشام صاحب الأندلس عَلَى القضاء فأبى وهرب.
وكان هشام يُكْرِمه ويحترمه ويسأله.
قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ: كنَّا جُلُوسًا عَنْدَ زِيَادٍ؛ إِذْ جَاءَ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَكَتَبَ فِيهِ وَخَتَمَهُ، فَذَهَبَ بِهِ الرَّسُولُ. فَقَالَ لَنَا زِيَادٌ: أتدرون عمَّا يسأل هذا؟ سأل عَنْ كفَّتي الْمِيزَانِ، أَمِنْ ذَهَبٍ هِيَ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ؟ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ: ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يعنيه"3.
1 الجرح والتعديل "3/ 529"، والتهذيب "3/ 362".
2 انظر: وفيات الأعيان "6/ 143، 144".
3 حديث صحيح: أخرجه مالك "1629"، والترمذي "9/ 24"، وابن ماجه "3976".
وكان الأمير هشام يَقُولُ: صحبتُ الناس وبَلَوْتُهُم، فما رَأَيْت رجلا يُسِرّ الزُّهْد أكثر ممّا يُظْهِر إلا زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
قَالَ ابن يونس: كنية زياد أبو عَبْد الله.
توفِّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.
قَالَ: وقيل: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة.
96-
زيد بْن الحسن القرشي الكوفي1:
أبو الحسين صاحب الأنماط.
روى: عَنْ جعفر بْن محمد، وعليّ بْن المبارك الهُنائيّ، ومعروف بْن خَرَّبُوذ.
وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، ونصر الوشّاء، وسَعْدُوَيْه.
قَالَ أبو حاتم: مُنْكَر الحديث.
وذكره ابن حِبّان في الثَّقات.
97-
زيد بْن أبي الزرقاء الموصلي2:
أبو محمد.
روى عَنْ: جعفر بن بُرْقان، وعيسى بْن طَهْمان، وشُعْبَة، وعدّة.
وعنه: عليّ بْن سهل، وأبو عُمَير عيسى الرَّمليّان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمَّار، وسعيد بن أسد بْن موسى، وابنه هارون بْن زيد.
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس، كَانَ عنده جامع سُفْيان عَنْهُ.
قلت: سكن الرملة قبلَّ موته سنة، وكان أحد العبَّاد والنسَّاك مِن أصدقاء الُمَعافَى بْن عِمران.
ويُقال: إنّه غزا فأُسِرَ ومات في الأسر.
مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، وقيل: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.
1 انظر: الجرح والتعديل "3/ 560"، والتهذيب "3/ 406".
2 الجرح والتعديل "3/ 575"، والسير "9/ 316، 317".
العِلم، فمضى إِلَى درس الفقيه أَبِي بَكْر الطُّوسي، فلازمه حَتَّى فرغ من التعليق، ثُمَّ اختلف إِلَى الأستاذ أَبِي بَكْر بْن فُورَك الأُصُوليّ، فأخذ عَنْهُ الكلام والنَّظَر، حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية، ثُمَّ اختلف إِلَى أَبِي إِسْحَاق الإسْفَرائيني، ونظر فِي تواليف ابن الباقِلّانيّ.
ثُمَّ زوَّجه أبو علي الدّقَاق بابنته فاطمة، فلمَّا تُوُفِّي أبو عليّ عاشَ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي وصحِبه.
وكتب الخط المنسوبَ الفائق.
وبرع فِي عِلْم الفُروسية واستعمال السلاح، ودقَّق فِي ذلك وبالغ.
وانتهت إليه رئاسة التّصوُّف فِي زمانه؛ لِمَا أتاه اللَّه من الأهوال والمجاهدات، وتربية المُريدين وتذكيرهم، وعباراتهم العذْبة، فكان عديم النظير في ذلك، طيب النَّفس، لطيف الإشارة، غوّاصًا على المعاني.
صنَّف كتاب "نحر القلوب"، وكتاب "لطائف الإشارات"، وكتاب "الجواهر"، وكتاب "أحكام السماع"، وكتاب "آداب الصُّوفيّة"، وكتاب "عيون الأجوبة فِي فنون الأَسْوِلة"، وكتاب "المناجاة"، وكتاب "المنتهى فِي نُكَت أُولي النُّهَى"، وغير ذلك.
أنشدنا أبو الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد، أَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا القاضي حسن بْن نصر بْن مرهف بِنَهَاوَند، أنشدنا أبو القاسم القُشَيْريّ لنفسه:
البدرُ من وجهكَ مخلوقُ
…
والسِّحْر من طَرْفِك مسروقُ
يا سيّدًا يتمَّنَى حُبّهُ
…
عَبْدُكَ من صَدِّكَ مرزوقُ1
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفاف، وأبي نعيم الإسفراييني، وأبي بَكْر بْن عَبْدُوس الحِيريّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني، وأبي نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، وعلي بن أَحْمَد الأهوازي، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيليّ، وابن باكوَيْه الشّيرازيّ بنَيْسابور.
ومن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وغيره.
وكان إمامًا قُدوة، مفسِّرًا، محدِّثًا، فقيهًا، متكلِّمًا، نَحْويًّا، كاتبًا، شاعرًا.
1 البيتان في "سير أعلام النبلاء""13/ 567".
قال أبو سعْد السَّمعانيّ: لم يرَ أبو القاسم مثْلَ نفسه فِي كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة، أصله من ناحية أُسْتُوا، وهو قُشَيْريّ الأب، سُلَميّ الأمّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هُبة الرَّحْمَن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراويّ، وزاهر الشّحّاميّ، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وعبد الجبار الخُواري، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البَحِيريّ، وخلْق سواهم.
ومن القُدَماءَ: أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقال الخطيب: كتبنا عَنْهُ وكان ثقة، وكان يقص، وكان حَسَن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الْأَشْعَرِيّ، والفُروع على مذهب الشافعي.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة1.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ اللَّه، عَنْ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ زَيْنَبَ الشِّعْرِيَّةِ، أنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ شَاهٍ أَخْبَرَهَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فورَك، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمود بن خرزاد، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، ثنا سَلَمَةَ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَة بْنُ أَبِي عِمْرَانُ، ثنا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد، عَنْ زَاذَان، عَنِ الْبَرَاء قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا"2.
قال القاضي شمس الدين بْن خلِّكان: صنَّف أبو القاسم القُشَيْري "التفسير الكبير" وهو من أجود التفاسير، وصنَّف "الرسالة" فِي رجال الطريقة.
وحجَّ مع البَيْهقيّ، وأبي مُحَمَّد الْجُويني.
وكان له فِي الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء.
وقال فِيهِ أبو الحسن الباخَرْزي فِي "دُمْية القصر": لو قرع الصَّخْر بسَوْط تحذيره لَذَاب، ولو رُبِط إبليس في مجلسه لتاب، وله "فصل الخِطاب فِي فضل النُّطْق المُسْتطاب"، كما هُوَ التكلم على مذهب الْأَشْعَرِيّ، خارج أحاطته بالعلوم عن
1 سير أعلام النبلاء "13/ 566".
2 صحيح: أخرجه أبو داود "1468"، والدارمي "3501"، وأحمد في مسنده "4/ 283-285"، والحاكم في مستدركه "1/ 571-575"، وصحّحه الألباني كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته.
الحد البشري، كلماته للمستفيد فرائد وفوائد، وعَتَبات مِنْبره للعارفين وسائد، وله شعرٌ يتوِّج به دروس مماليه إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر في "تاريخه": ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة فِي الدين، وظهور التعصُّب بين الفريقين فِي عشر سنة أربعين إِلَى خمسٍ وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الوُلاة إِلَى الأهواء، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط، حَتَّى أدى ذلك إِلَى رفع المجالس، وتفرُّق شمل الأصحاب، وكان هُوَ المقصود من بينهم حَسَدًا، حَتَّى اضطر إِلَى مفارقة الوطن، وامتدَّ فِي أثناء ذلك إِلَى بغداد، فورد على القائم بأمر اللَّه، ولقي فيها قبولًا، وعقد له المجلس فِي منازله المختصة به، وكان ذلك بمحضرٍ ومَرْأَى منه. وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه، فعاد إِلَى نيسابور، وكان يختلف منها إِلَى طوس بأهله وبعض أولاده، حَتَّى طلع صُبْح النَّوبة ألب أرسلانية سنة خمسٍ وخمسين، فبقي عشر سِنين مرفَّهًا محترمًا مُطاعًا معظَّمًا1.
ولأبي القاسم:
سقى اللهُ وقتًا كنتُ أخلو بوجهكُمْ
…
وثَغْرُ الهَوى فِي رَوْضة الأُنْس ضاحِكُ
أقمنا زمانًا والعيونُ قريرةٌ
…
وأصبحتُ يومًا والْجُفُون سَوَافِكُ2
قال عَبْد الغافر الفارسي: توفِّي الأستاذ عَبْد الكريم صبيحة يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر.
قلت: وله عدة أولاد أئمة: عَبْد اللَّه، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وغيرهم، ولمّا مرِض لم تَفُتْه ولا ركعة قائمًا حَتَّى توفِّي.
ورآه فِي النوم أبو تُراب المَرَاغيَ يقول: أَنَا فِي أطيب عَيْش، وأكمل راحة.
141-
عدنان بْن مُحَمَّد:
أبو المظفّر الخطيب العزيزي، الخطيب بغاوردان، الهَرَويّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشاه صاحب المحبوبي.
142-
علي بْن الْحَسَن بْن علي بن الفضل3:
1 سير أعلام النبلاء "13/ 566، 567".
2 البيتان في وفيَّات الأعيان "3/ 207"، وسير أعلام النبلاء "13/ 567".
3 المنتظم "8/ 280-282"، والبداية والنهاية "12/ 108"، والأعلام "4/ 272".
أبو منصور، الكاتب الشاعر المشهور بلقب بصرّدرّ.
صاحب ديوان الشعر، كان أحد الفُصَحاء المفوّهيّن، والشعراء المجوّدين، له معرفة كاملة باللّغة والأدب.
وله فِي جارية سوداء:
عُلِّقْتُهَا سَوْدَاءَ مَصْقُولَةً
…
سَوَادُ قَلْبِي صُفَّةٌ فِيهَا
مَا انْكَسَفَ الْبَدْرُ عَلَى تَمِّهِ
…
ونوره إلّا ليحكيها
ومن شعره:
نزوان عن أذرعات يمينان
…
وأشر لَسْنَ يطِقنَ البُرِينا
كَلِفْنَ بنَجْدٍ، كأنّ الرِّيَاض
…
أَخَذْنَ لنجدٍ عليها يمينا
ولمّا استمعْنَ زفيرَ المَشُوقِ
…
ونَوْحَ الحَمام تركْت الحنينا
إذا جئتُما بانة الواديين،
…
فأرخوا النسوغ حُلّو الوَضِينا
وقد أنبأتْهُم مياهُ الْجُفُونِ
…
أَنَّ بِقَلْبِكَ دَاءً دَفِينَا1
سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بِشْران، وأبي الحَسَن الحمّاميّ.
ورَوَى عَنْهُ: فاطمة بِنْت أَبِي حكيم الخبري، وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، وأبو الزَّوْزَنيّ، وغيرهم.
وتوفِّي فِي صفر، رَمَاهُ فرسه في زبية قد حُفِرت للأسد فِي قرية، فهلك هُوَ والفَرَس، وكان من أَهْل القرآن والسُّنّة، وكان أَبُوهُ يلقب بصرّ بعر لبخله، وقد يُدعى هُوَ بِذَلِك.
وقيل: كان مخلطًا على نفسه.
143-
علي بْن مُوسَى:
الحافظ المفيد أبو سعد النيسابوري السكري الفقيه2.
1 المنتظم "8/ 281"، والكامل في التاريخ "10/ 89".
2 المنتخب من السياق "385"، وتذكرة الحفاظ "3/ 116، 162".
سمع من: جَدّه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر السُّكّريّ، وأبي بَكْر الحِيريّ، وأبي سَعِيد الصَّيْرفيّ، وأبي حُسَيْنِ المزكّيّ، ومحمد بْن أَبِي الحق المزكي، وطبقتهم.
وكان يفهم الصَّنْعة، وانتقى على الشيوخ، وحدَّث، وتوفِّي راجعًا من الحجِّ.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بْن المؤذن، ويوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ.
144-
عُمَر بْن القاضي أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن1:
المؤيَّد أبو المعالي البِسْطاميّ، سِبْط أَبِي الطيب الصعلوكي.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفَّاف، وأبا الْحَسَن العلوي.
وأملى مجالس.
رَوَى عَنْهُ: سِبْطه هبة اللَّه بْن سهل السّيّديّ، وزاهر ووجيه ابنا طاهر الشّحّاميّ، وغيرهم.
وهو أخو عَائِشَة.
145-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن درهم:
أبو القاسم البغداديّ البزّاز.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسين بْن بشران، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس.
وكان ثقة. روى عنه: أبو منصور القزاز، وغيره.
حرف الغين:
146-
غالب بْن عَبد اللَّه بْن أبي اليمن:
أبو تمام القيسي الميورقي النحوي، المعروف بالقطيني.
حرف الكاف:
147-
كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية2:
أمّ الكِرام، المجاورة بمكة.
1 المنتخب من السياق "368، 369"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "5/ 525".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 171"، والمنتظم "8/ 270"، والبداية والنهاية "12/ 105".
كَانَتْ كاتبة فاضلة عالمة.
سمعت من: مُحَمَّد بن مكّي الكُشْمِيهَنيّ، وزاهر بْن أَحْمَد السَّرْخسيّ، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامُوَيْه.
وكانت تضبط كتابتها، وَإِذَا حدَّثت قابَلتْ بنسختها، ولها فهم ومعرفة.
حدَّثت بالصحيح، وكانت بِكْرًا لم تتزوَّج، وطال عمرها، وأقامت بمكّة دهرًا.
وحمل عَنْهَا خلْقٌ من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها.
روى عَنْهَا: أبو بَكْر الخطيب، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ، وأبو طَالِب الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، ومحمد بْن بركات السَّعِيديّ، وعليّ بْن الحسين الفرّاء، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن صدقة بْن الغزّال، وأبو القاسم عليِّ بْن إِبْرَاهِيم النّسيب، وأبو المظفّر السَّمعاني.
قال أُبَيّ: أَخرجَت إليَّ النسخة، فقعدتُ بحذائها، وكتبتُ سبع أوراق.
وكنت أريد أن أعارض وحدي، فقالت: لا، حتّى تعارضَ معي. فعارضت معها، وقرأتُ عليها من حديث زاهر.
وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور السمعاني: سمعتُ الوالد يذكر كريمة ويقول: هَلْ رَأَى إنسانٌ مثل كريمة؟ قال أبو بَكْر: وسمعتُ ابْنَة أخي كريمة تقول: لم تتزوَّج كريمة قط، وكان أبوها من كُشْميَهن، وأَمّها من أولاد السَّيَّاريّ، وخرج بها أبوها إِلَى بيت المقدس، وعاد بها إِلَى مكّة، وكانت قد بلغت المائة.
قلتُ: الصّحيح وفاتها سنة ثلاثٍ كما مرَّ، لكنْ قال ابن نُقْطة: نقلتُ وفاتها من خطّ ابن ناصر فِي سنة خمسٍ وستين.
حرف الميم:
148-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بْن الْحَسَن بْن عُبَيْد بْن عمرو بن خَالِد بن الرفيل1:
أبو جعفر ابن المُسْلِمة السُّلميّ الْبَغْدَادِيّ.
أَسَلَم الرُّفَيْل على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
1 الأنساب "11/ 313، 314"، والعبر "3/ 259، 260".
كان أبو جَعْفَر نبيلًا، ثقة، كثير السّماع، حسَن الطريقة، واسع الرّواية، رَحْلة العصر فِي علوِّ الإسناد.
سمع: أَبَا الفضل الزُّهْريّ، وأبا مُحَمَّد بْن معروف القاضي، وإسماعيل بْن سُوَيد، وابن أخي ميمي، وعيسى بْن الوزير، وأبا طاهر المخلِّص.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب واستملى عليه، وقال: وُلِد فِي ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو الفضل بْن خَيْرون: كان ثقة صالحًا.
وقال السمعاني: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن الفضل بأصبهان يقول: هو ثقة محتشم.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الأنصاري، ومحمد بْن أَبِي نصر الحُمَيْديّ، وأُبَيّ النَّرْسِيّ، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاويّ، وأبو مَنْصُور بْن خَيْرون، وَأَبُو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القَزَّاز، ومحمد بْن علي بْن الدّاية، ومحمد بن أحمد الطّرائفيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرمويّ، وأبو تمَّام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْمُخْتَار الهاشمي، وآخرون كثيرون.
وهو آخر من روى عن الزُّهْريّ وابن معروف.
توفِّي رحمه الله فِي تاسع جُمَادى الأولى.
149-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَفَرْجَل1:
أبو البركات الْبَغْدَادِيّ المكاتب.
ثقة، واسع الراية.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وأبا الحسين بْن بِشْران.
تصدَّق عند موته بألف دينار، وأوصَى بمثلها.
وتوفِّي فِي جُمَادَى الآخرة وله سبعون سنة.
وحدَّث بدمشق.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعيّ، وهبة الله الأكفاني.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 313"، والمنتظم "8/ 282، 283".
150-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ورقاء1:
أبو عُثْمَان الأصبهاني الصُّوفيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي بالبصرة، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران ببغداد، وأبا سعْد المالِينيّ، وجماعة.
وقدِمَ الشام فِي شَيْبته، وصار شيخ الصُّوفية ببيت المقدس.
وكان مولده سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
رَوَى عَنْهُ: نصْر المقدسيّ، وسلامة القطّان، ويحيى بْن تمّام الخطيب، وآخرون.
151-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهدي2:
أبو القاسم العَلَويّ الشّيعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: عبد الله بن يوسف الأصبهاني، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وعبد الغافر الفارسي، وقال: كان من دُعاة الشّيعة، عارف بطُرُقهم وعُلومهم، فتقدَّم فيهم.
توفِّي فِي ذي القعدة.
152-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُثْمَان:
أبو بَكْر بْن البُنْدار الْبَغْدَادِيّ الأَدَميّ البقّال.
روى عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وأخيه عَبْد الملك، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، والحرفي.
رَوَى عَنْهُ: شجاع الذُّهليّ، وأبو علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد البَرَدَانيّ،
وكان شيخًا صالحًا.
مات في ربيع الآخر.
ورَّخه ابن خيرون.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 312".
2 المنتخب من السياق "62"[120] .
153-
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن الْحَسَن1:
أبو المظفَّر الشُّجاعيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن الخفَّاف، وأبا الْحَسَن العلوي، وغيرهما.
رَوَى عَنْهُ: وجيه بْن طاهر، وغيره.
وكان فاضلًا موصوفًا بكتابة الشُّروط، بارعًا فِيهِ.
توفِّي فِي ربيع الأول.
154-
مُحَمَّد بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس الفَضْلَويّ الهَرَويّ:
حدَّث في هذا العام، وانقطع خبره، بكتاب الأطعمة للدّارِمي، عن أَبِي حامد البشْريّ.
وعنه: أبو الوقت.
155-
مُحَمَّد بْن حَمْد بْن مُحَمَّد بْن حامد2:
أبو نصْر بْن شيذلة الهَمَذانيّ الفقيه.
روى عن: ابن لال، وعبد الرَّحْمَن الْإِمَام، والعلاء بن الحسين الزهيري، وأبي طلحة البوسنجي.
ورحل فأخذ عن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران، وأبي محمد السكري، وأبي الحسن الحمامي، وجماعة.
وكان صدوقًا، ولكنَّه متَّهَم بالتشيُّع.
وأمَّا أبو العلاء الهَمَذَانيّ فقال: كان متعصِّبًا للحنابلة، سيفًا على الْأَشْعَرِيِّ.
مات فِي المحرَّم.
156-
مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن علي3:
أَبُو الْحَسَن العلويّ الحُسينيّ، البلْخيّ، شيخ العلويين ببلخ، وخُراسان.
1 المنتخب من السياق "53، 54"[104] .
2 لسان الميزان "5/ 148"[501] .
3 المنتخب من السياق "61، 62"، [119] .
له ديوان شعر مشهور.
وقد حدَّث عن: عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد العاصمي صاحب الخطابي.
ومن نثره: معاداة الأغنياء من عادات الأغبياء.
الغنيّ مُعان، ومن عادى مُعانًا عادَ مُهانًا.
ليس للفُسُوق سُوق، ولا للرياء رُواء.
وعَلَّقْت من شِعْرِه كذا.
157-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الصمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد:
ابن المهتدي بالله أبي إسحاق محمد ابن الواثق بالله هارون بْن المعتصم بْن الرشيد1.
الخطيب أبو الحُسَين العباسي الهاشمي الْبَغْدَادِي، المعروف بابن الغَرِيق، سيّد بني العباس فِي زمانه وشيخهم.
سمع: الدَّارَقُطْنِيّ، وابن شاهين، وهو آخر من حدَّث عنهُما، وعليّ بْن عمُر الحربي، ومحمد بْن يوسف بْن دُوَسْت، وأبا القاسم بْن حَبَابَة، وأبا الفتح القواس، وطائفة.
وله مشيخة في جزأين.
قال أبو بَكْر الخطيب: وُلِدَ فِي ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة، فِي مستهلَّه. وكان ثقة نبيلًا، وَلِي القضاء بمدينة المنصور، وهو ممّن شاع أمرُه بالعبادة والصّلاح، حَتَّى كان يُقَالُ له: راهب بني هاشم. كتبتُ عَنْهُ.
وقال ابن السمعاني: جازَ أبو الْحُسَين قَصَبَ السَّبْق فِي كلّ فضيلة عقلًا، وعِلمًا، ودينًا، وحزْمًا، ورأيا، وورعًا، ووقف عليه علوّ الإسناد، ورحل إليه الناس من البلاد، ثَقُل سمْعُه بأخرة، فكان يتولَّى القراءة بنفسه، مع علوِّ سنده، وكان ثقة حُجّة، نبيلًا مُكْثِرًا. وكان آخر من حدَّث عن الدارقطني، وابن شاهين.
1 المنتظم "8/ 283"، والإعلام بوفيات الأعلام "192".
وقال أبو بكر ابن الخاضبة: رَأَيْت كأنَّ القيامة قد قامت، وكأنّ قائلًا يقول: أين ابن الخاضبة؟ قفيل لي: أدخل الجنة. فلمَّا دخلت الباب، وصرت من داخل، استلقيت على قفاي، ووضعت إحدى رِجْلَيَّ على الأخرى، وقلت: آه، استرحتُ واللهِ من النَسْخ. فرفعت رأسي، وَإِذَا ببغَلَة مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ فِي يد غلام، فقلتُ: لمن هَذِهِ؟ فقال: للشريف أبي الحسين بن الغريق.
فلمَّا كان صبيحة تلك الليلة نُعِيَ1 إلينا الشريف بأنه مات فِي تلك الليلة.
وقال أبو يعقوب يوسف الهَمَذَانيّ: كان أبو الحسين به طرَش، فكان يقرأ علينا بنفسه، وكان دائم العبادة، قرأ علينا حديث المَلَكَيْن، فبكى بُكاءً عظيمًا وأبكى الحاضرين.
وقال أُبَيّ النَّرْسِيّ: كان ثقة يقرأ للناس، وكانت إحدى عينيه ذاهبة.
وقال أبو الفضل بْن خَيْرُون: مات فِي أول ذي الحجّة.
قال: وكان صَائِمَ الدّهر زَاهدًا، وهو آخر من حدَّث عن الدَّارَقُطْنِيّ، وابن دُوَسْت. ضابط متحري، أكثر سماعاته بخطّه. ما اجتمع فِي أَحدٍ ما اجتمع فِيهِ، قَضى ستًا وخمسين سنة، وخطب ستًّا وسبعين سنة، لم يُعْرف له زَلّة.
وكانت تلاوته للقرآن أحسن شيء.
قلت: رَوَى عَنْهُ: يوسف الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وخلق كثير، آخرهم أبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عنه في الأرض بإجازة مَسْعُود الثّقفيّ، ثمّ ظهر بُطلان الإجازة.
158-
مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عُثْمَان عمرو بْن مُحَمَّد بْن مُنتاب2:
أبو سعد الدّقّاق الْبَغْدَادِيّ.
أكثر عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْدِيّ، وأبي بَكْر البَرْقانيّ، وأبي علي بن شاذان، وجماعة.
1 نَعَى إلينا: يعني أذاع خبر موته أو أخبرنا بموته.
2 الوافي بالوفيات "4/ 140"[1659] .
وطلبَ بنفسه، وكان مليح الخطّ.
كتب عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ.
وتوفِّي فِي شوال.
159-
مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الْعَزِيز:
أبو يَعْلَى الْبَغْدَادِيّ، الصَّيْرفيّ، المعروف بابن خراز.
روى عن: القاضي مُحَمَّد بْن عُثْمَان النَّصِيبيّ، عن أبي طاهر الخامي.
روى عنه: الحميدي، وأبو السعود بن المجلي.
مات في جمادي الآخرة عن سنة 70 سنة.
160-
مكّيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن المظفّر:
أبو يَعْلَى بْن البصْريّ الهَمَذَانيّ.
روى عن: أَحْمَد بْن تركان، ويوسف بْن كجّ، وغيرهما.
روى عَنْهُ غير واحد.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة بهمذان.
حرف النون:
161-
نصر بْن أَحْمَد:
أبو الفضل الكرنكي الأمير. توفِّي فِي رجب بسجِستان، وكان مولده فِي سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
حرف الهاء:
162-
هَنَّادُ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن نصْر1:
أبو المظفَّر النَّسَفيّ، ونَسَف ممّا وراء النّهر.
سكن بغداد، وولي قضاء بَعْقُوبا، وغيرها.
1 الموضوعات لابن الجوزي "2/ 286"، وميزان الاعتدال "4/ 310"، والمنتظم "8/ 284".
وكان قد سمع وأكثر ورحل، وخرّج الفوائد، لكن الغالب على روايته الغرائب والمناكير.
قال السمعانيّ: حَتَّى كنتُ أقول متعجّبًا: لعلّه ما روى فِي مجموعاته حديثًا صحيحًا إلا ما شاء اللَّه.
سمع: أَبَا الحسين بْن بشران، وابن الفضل القطَّان ببغداد، وأبا عُمَر الهاشمي بالبصرة، والسُّلَميّ بنَيْسابور، والحافظ أَبَا عَبْد اللَّه الغُنْجار ببخاري، والمستغفريّ بنَسَف وهو تلميذه، وقيل: هُوَ الَّذِي سمَّاه هَنَّادًا.
علّق عَنْهُ الخطيب وأشار إلى تضعيفه.
وقال ابن خَيْرُون: توفِّي يوم السبت ثاني ربيع الأول، ومولده فِي سنة أربعٍ وثمانين وثلاثمائة، فِيهِ بعضُ الشيء. سمعت منه.
رَوَى عَنْهُ: أبو علي البرداني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبو مَنْصُور القزّاز، وأبو البدْر الكرْخيّ، وآخرون.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْخَلَّالِ: أَخْبَرَكُمُ جَعْفَرٌ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَلِيَّ البرداني، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الطُّيُورِيُّ قَالَا: أَنَا هَنَّادٌ النَّسَفِيُّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقجروانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الطَّوَاوِيسِيُّ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ حَكِيمٍ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ رحمه الله فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي رُوِيَتْ أَنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.. وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: هَذِهِ الأَحَادِيثُ قَدْ رَوَتْهَا الثِّقَاتُ، فَنَحْنُ نَرْوِيهَا وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلا نُفَسِّرُهَا.
حرف الياء:
163-
يوسف بْن عليّ بْن جُبارة1.
أبو القاسم أبو الحجاج الهذلي المغربي، المقرئ.
1 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية.
صاحب "الكامل فِي القراءات".
قيل: إنه توفِّي فِي هَذِهِ السّنة.
وقد مرَّ سنة ستِّين.
وفيَّات سنة ست وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
164-
أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد بْن حَميل1 -بحاء مهملة مفتوحة:
أبو عَبْد اللَّه العِجْليّ الكَرْخيّ الماسح.
روى عن: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ، وعن: علي بْن مُحَمَّد التهاميّ من شعره.
وعنه: الحُمَيْدي، وأبو عليّ بْن البَرَدانيّ.
قال ابن النّجّار: يُقَالُ إنّه ألْحَقَ بخطّه اسمَه فِي أجزاء لم يسمعها، وكان مذموم السيّرة، يسكن بدرب القيّار.
وُلِد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ومات فِي آخر جُمَادَى الآخرة غريقًا فِيمَنْ غرق.
165-
أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنُ محمود بْن أَعْيَن2:
أبو الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر السِّمْناني.
وليَ أَبُوهُ قضاء حلب فِي سنة سبع وأربعمائة. وكان مع أَبِيه، فتفقّه على أَبِيهِ فِي مذهب أَبِي حنيفة، وتنقلت به الأحوال، إِلَى أن تزوَّج قاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدّامغانيّ بابنته، واستنابه فِي القضاء.
وكان حَسَن الخَلْق والخُلق، متواضعًا من ذوي الهيئات والأقدار.
1 ميزان الاعتدال "1/ 79"[275] ، ولسان الميزان "1/ 130".
2 المنتظم "8/ 287"، والكامل في التاريخ "10/ 93".
ولد بسمنان في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكان ثقة صدوقًا.
سمع: ابن أَبِي مُسْلم الفَرَضي، وإسماعيل الصَّرْصَريّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الصلت المُجْبِر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، وأبو البدر الكرْخيّ.
قَالَ الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
قلتُ: توفِّي فِي جُمَادَى الأولى ببغداد، وشيَّعه أرباب الدّولة، ودُفن فِي داره، ثُمَّ نقل منها إِلَى تربةٍ بشارع المنصور، ثُمَّ نُقِل منها إِلَى تُربة بالخَيْزُرانيّة، وكان يدري الكلام.
166-
إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن تفاحة الأَزَجيّ1:
سمع: إِسْمَاعِيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَري، والحفار.
وعنه: عَبْد اللَّه السمرقندي.
كان عشارًا صاحب كبائر لا يحضر جمعة.
مات فِي شوال. أرَّخه شجاع.
167-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد2:
أبو إِسْحَاق العَلويّ الكوفيّ، شريف فاضل، نحْويّ عارف باللّغة. شَرَحَ "اللُّمَع" لابن جنّي.
ومات وله ثلاثٌ وستّون.
وقد سكن مصر مدّة، ونفق على أهلها، وله شعرٌ جَزْل.
رَوَى عَنْهُ: أبو البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العَلويّ.
وتُوُفّي فِي شوال، ودُفِن بالكوفة بمسجد السّهلة رحمه الله.
1 لسان الميزان "1/ 27"[38] .
2 معجم الأدباء "2/ 10-14"، معجم المؤلفين "1/ 105".
حرف الجيم:
168-
جُماهر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جُماهر1:
أبو بَكْر الحجريُّ الطُّلَيْطِليّ المالكي الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن دُنّين، وأبي مُحَمَّد بْن عَبَّاس الخطيب، ومحمد الفخار، وخلف بن أحمد، والقاضي أبي عبد الله بن الحذاء.
وحج سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، فأخذ عن كريمة، وسمع من القُضاعيّ "شهابه"، ومن أَبِي زكريّا الْبُخَارِيّ.
ولقي بالإسكندرية أَبَا علي حسن بْن مُعَافَى، وكان حافظًا للفقه، ذكيًّا، سريع الجواب، متواضعًا. له مجلس للنّظَر والوعظ، وكانت العامّة تحبّه وتعظّمه، وكان سُنّيا فاضلًا، قصير القامة جدًّا.
عاش ثمانين سنة، وازدحم الناسُ والخلْق على نعشه، ونادى منادٍ بين يديه: لا ينال الشَّفاعَة إلّا من أحبَّ السنَّة والجماعة.
حرف الحاء:
169-
الْحَسَن بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد العطّار2:
أبو عليّ الدّمشقيّ الشّاهد. مقدَّم الشّهود بدمشق.
وكان مذمومًا.
سمع: الحسين بْن أَبِي كامل الأطْرابُلُسي، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: الفقيه نصْر المقدسيّ، وابن الأكفانيّ.
ولِيّ شيئًا من الأمور فظلم وعَسَف.
170-
الْحَسَن بْن علي بن أبي خلاد المقرئ:
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 132، 133"[302] .
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "6/ 337"[214] ، تهذيب تاريخ دمشق "446هـ""4/ 178".
أبو الغنائم الْبَغْدَادِيّ البزّاز.
قرأ القرآن على أَبِي الْحَسَن الحمامي.
وروى عن: أبي عليّ بْن شاذان.
أرَّخه ابن النّجّار فِي رَجَبها.
171-
الْحَسَن بْن عُمَر بْن الْحسن بْن يُونُس1:
أبو عليّ الأصبهاني الحافظ. ثقة مكثر، رحَّال.
سمع: عُثْمَان بْن أَحْمَد البُرْجيّ، وابن مردوَيْه، وأبا عُمَر الهاشميّ، وأبا الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصلت، وأبا عُمَر بْن مهديّ، والحفار.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، ومحمود بْن أَحْمَد بْن ماشاذة، وأبو سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثابت الخُجَنْدِيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة.
وآخر مَن روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحماميّ.
172-
الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مظفّر بْن أَبِي خريصة الهَمَدانيّ الدّمشقي2:
الفقيه المالكيّ الشّاهد.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بن أبي نصر، وأبا نصر عبد الوهاب بْن الجبّان، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد القادر بْن عَبْد الكريم، وهبة اللَّه الأكفانيّ وقال: كان أشعريًّا.
173-
الْحُسَيْن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عُمَيْر:
أبو علي، أخو أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد العُمَيْريّ الهَرَويّ.
سمع: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح، ورافع بْن عُصم، وأبا علي الخالدي، وجماعة.
1 المنتخب من السياق "186"[517] ، والوافي بالوفيات "12/ 194".
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 289"، تبيين كذب المفتري "276".
حرف الزاي:
174-
زكريا بْن غالب1:
أبو يحيى الفِهْريّ الأندلسي القاضي.
روى عن: أَبِي مُحَمَّد بْن دُنّين، وخَلَف بْن عَبْد الغفور، وأبي عَبْد اللَّه بْن الفخّار.
ورحل فسمع من أَبِي ذَرّ الهَرَويّ.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عنه عبد الرحمن بن عبد الله المعدل، وأثنى عَلَيْهِ.
حرف الشين:
175-
شجاع بْن عليّ المصقلي2:
مات فيها. وقيل: سنة سبْع.
حرف العين:
176-
عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم3:
أمّ الفتح الوَرْكانيّة، الأصبهانية الواعظة، ووَرْكان محلّة بإصبهان.
سَمعتُ: مُحَمَّد بْن أَحمد بْن جَشْنِس صاحب ابن صاعد، وعبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، ومحمد بْن إِسْحَاق بْنُ منده الْحَافِظُ، وجماعة.
رَوَى عَنْهَا: أَبُو عَبْد الله الخلال، وسعيد بْنُ أَبِي الرجاء، وإسماعيل بْنُ مُحَمَّد بْنُ الفضل الحافظ.
إن لم تكن تُوُفّيت فِي هَذِهِ السنة، وإلّا توفيت بعدها بيسير.
قال أبو سَعْد السَّمعاني: سألتُ عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحافظ فقال: إمرأة صالحة عالمة
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 191، 192"[438] .
2 الأنساب "11/ 349"، والتقييد لابن النقطة "297، 298" وسيأتي مكررًا قريبًا.
3 الأنساب "12/ 250"، والعبر "3/ 247".
تَعِظ النساء، وكتبت بخطّها أمالي ابن مَنْدَهْ عَنْهُ، وهي أوّل من سمعت منها الحديث. أنفدني أَبِي للسّماع منها.
قال: وكانت زاهدة.
قلت: آخر من روى عَنْهَا إِسْمَاعِيل الحماميّ.
ومن الرُّواة عَنْهَا: مُحَمَّد بْن حمْد الكِبْريتيّ.
177-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سِنان1:
أبو مُحَمَّد الحلبيّ الخَفَاجي، الشاعر المشهور، صاحب "الدّيوان".
أَخَذَ الأدب عن: أَبِي العلاء بْن سُلَيْمَان، وأبي نصر المنادي.
وتُوُفّي بقلعة عَزَاز.
178-
عَبْد اللَّه بْن محمود2:
أبو عليّ البَرْزيّ الفقيه الشافعي.
من علماء دمشق. كان يحفظ "المُزَنيّ".
سمع: عبد الرحمن بن أبي نصر.
روى عَنْهُ: ابن الأكفاني.
179-
عَبْد اللَّه بْن مُفَوّز3:
الْإِمَام أبو مُحَمَّد المَعَافِريّ، زاهد الأندلس.
أخو طاهر بْن مفوّز الحافظ، وحيْدرة بْن مفوّز المعبّر.
كان عجْبًا فِي الزُّهد والتّقّلل والخير، مع براعة فِي الفقه وجودة العربية.
تُوُفّي فِي شاطبة. وكانت جنازته مشهورة.
وأمّا جدُّهم:
- مفوّز بْن عبد الله بن مفوز بن غفول:
1 الوافي بالوفيات "17/ 503، 508"، والنجوم الزاهرة "5/ 96".
2 توضيح المشتبه "1/ 434"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "4/ 32" وقد تقدم قريبًا.
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 240"[456] .
فهو أبو عَبْد اللَّه الزّاهد، ويسمَّى أيضًا محمدًا1.
سمع من وهْب بْن مَسَرّة بقُرْطُبة، وكتب بالقيراون عن أَبِي العبَّاس بْن أَبِي العرب التميميّ.
قال طاهر بْن مُفَوَّز الْحَافِظُ: كان منقطع القرين فِي الزُّهد والعبادة، متقلّلًا من الدنيا، وعرف بإجابة الدعوة. وسمع الناس منه كثيرًا، توفِّي سنة عشر وأربعمائة، أو أوّل سنة إحدى عشرة، وقد قارب المائة، وكانت جنازته مشهودة.
180-
عَبْد الحقّ بْن محمد بن هارون2:
أبو محمد السهميي الصَّقَلّي، الفقيه المالكي.
أحد علماء المغرب.
تفقَّه علي: أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي عِمْرَانَ الفارسيّ، وعبد اللَّه الأَجدابيّ.
وحجَّ فَلَقِي الْقَاضِيَ عَبْدَ الْوَهَّابِ صَاحِبَ "التَّلْقِينِ"، وأبا ذَرّ الهَرَويّ.
وجالس بمكّة بعد ذلك إمام الحرمين أَبَا المعالي، فباحثه وسأله عن أشياء ألّفها، وهي مصنَّف معروف.
وكان مليح التصنيف، له كتاب "النُّكَت والفروق لمسائل المدوَّنة"، وصنَّف أيضًا كتابًا كبيرًا سمّاه "تهذيب الطّالب"، وله استدراك على "مختصر البَرَاذِعيّ"، وصنف "عقيدةً".
توفِّي بالإسكندرية.
181-
عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن سُلَيْمَان3:
المحدِّث أبو مُحَمَّد التميمي الكتاني الصُّوفيّ.
مفيد الدَّماشقة.
سمع الكثير، ونسخ ما لا ينحصر. وله رحلة ومعرفة جيّدة.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 503"[1096] .
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1660"، وكشف الظنون "1/ 515".
3 البداية والنهاية "12/ 109"، والأعلام "4/ 13".
سمع: صَدَقَة بْن مُحَمَّد بْن الدَّلم، وتمَّام بْن مُحَمَّد الرازي، وأبا نصر بْن هارون، وعبد الوهاب المُرِّيّ، وابن أَبِي نصر، وخلْقًا كثيرًا بدمشق، حتى سمع من أقرانه.
ورحل فسمع ببَلَدَ من: أَحْمَد بْن خليفة بْن الصّبّاح، وأخيه مُحَمَّد جزءًا من حديثه عليّ بْن حرب.
وسمع ببغداد من: أَبِي الْحَسَن الحمامي، وعليّ بْن داود الرزاز، والحرفي، ومحمد بْن الرُّوزْبَهَان.
وسمع بالموصل، ونصيبين ومَنْبج، وأماكن.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، والحُمَيْديّ، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد بْن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وإسماعيل بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأحمد بْن عقيل الفارسي، وأبو الفضل يحيى بْن علي القُرَشي، وطائفة سواهم.
ولد سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وبدأ بالسماع في سنة سبع وأربعمائة.
قال ابن ماكولا: كتبَ عنّي وكتبتُ عَنْه، وهو مُكْثِر متقِن.
وقال النسيب، بل الخطيب: هُوَ ثقة أمين.
ووصفه ابن الأكفاني بالصِّدْق والاستقامة، وسلامة المذهب ودوام الدّرس للقرآن. وذكر لي أنَّ شيخه أَبَا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الأزهريّ سمع منه ببغداد، وكان قد رحل إليها فِي سنة سبْع عشرة وأربعمائة.
وتوفِّي فِي العشرين من جُمَادَى الآخرة.
وقال القاضي أبو بَكْر بْن العربيّ: قال لنا أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني: دخلنا على الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيز الكتانيّ فِي مرض موته، فقال: أَنَا أُشْهدُكم أَني قد أجزتُ لكل مولودٌ الآن فِي الْإِسْلَام يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّه.
قلت: روى عَنْهُ بهذه الإجازة غير واحدٍ، منهم: محفوظ بْن صَصْرى التَّغْلبيّ.
182-
عَبْد الغافر بْن الْحُسَيْن بْن خَلَف بْن جبريل1:
أبو الفتوح الألمعي الكاشغري.
1 الأنساب "10/ 325".
سمع: أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر الخطّابي، وعمّه عُثْمَان الكاشغَري، وأبا بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّنْدانْقَاني، وأبا جعفر بْن المسِلمة، وجماعة كثيرة من أمثالهم بالعراق، وخُراسان.
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن الفَرَج الهَمَذَاني، ومحمد بْن أَبِي القاسم الغولْقاني المَرْوَزيّ.
وكان فَهْمًا ذكيًّا، عارفًا بالحديث واللغة، حافظًا.
مات فِي أيّام طلبه رحمه الله، وعاش أبوه بعده مُدّةٍ.
183-
عَبْد الكريم بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن دُوسْت العلّاف1:
أبو مُحَمَّد بْن الشَّيْخ أَبِي عَمْرو العِجْليُّ الْبَغْدَادِيّ المالكي، ويعرف أيضًا بابن الشَّوْكيّ. من ساكني باب الشّام.
كان زاهدًا عابدًا منقطعًا مُعَمَّرًا، ذا سَمْت وهيبة.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن الصلت الأهوازي، وأحمد بْن عَبْد اللَّه السَّوْسَنْجِرديّ.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وغيره.
184-
عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه2:
قاضي القضاة أبو الْحَسَن الحفصويّ المَرْوَزِيّ الفقيه.
توفِّي ببلاد الروم فِي رجب.
185-
علي بن علي بن عمر بْن بكرون:
الفقيه أبو طَالِب النَّهْرواني، قاضي النهراون.
حَكى عن المُعَافَى الْجَرِيري، وبقي إِلَى جُمَادَى الأولى من هَذِهِ السّنة.
رَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأبو البركات بْن السَّقَطيّ.
عاش سبعا وثمانين سنة.
1 راجع: الأنساب "9/ 98".
2 الأنساب: "4/ 174".
186-
عليّ بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد1:
أبو سعد السُّكَّريّ النَّيْسابوريّ الحافظ الفقيه.
سمع كثيرًا من أصحاب الأصم، وجمع وصنَّف، وأدركته المَنِية كهْلًا.
وقد خرَّج خمسة أجزاء للكنجردي سمعناها.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الغافر.
187-
زعيم المُلْك2:
الوزير الكبير أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بن عبد الرحمن العراقي.
وزر للملك أَبِي نَصْر خسرو بْن أَبِي كاليجار بْن سلطان الدّولة البُوَيْهيّ، بعد هلاك أَخِيهِ كمال المُلْك هبة اللَّه سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ثمّ لمَّا غلب البساسيريّ على بغداد دخل زعيم المُلْك على يمينه، وكان يحترمه ويخاطبه بمولانا، ثمّ إنّه فرَّ إِلَى البَطِيحة، وبقي إِلَى أَنَ مات سنة ستٍّ وستين، وله سبعون سنة.
188-
عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر:
أبو القاسم البَغَويّ.
قال شيروَيْه الهَمَذَانيّ: قدِمَ علينا فِي رمضان سنة ستٍّ وستين، فروى عن: مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز النِّيلي، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الْحَارِث الأصبهاني، وأبي حسّان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر، وجماعة.
وسمعتُ ثلاث مجالس من أماليه، وحضرَ مجلسه مشايخ هَمَذان. وكان مِن عمَّال الظَّلَمة.
189-
عُمَر بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن اللّيث3:
أبو مُسْلِم اللَّيْثيّ الْبُخَارِيّ الجيراخشتي، وهي قرية ببخارى.
1 المنتخب من السياق "385"، وقد تقدم قريبًا في السنة الماضية.
2 المنتظم "8/ 288"، والكامل في التاريخ "9/ 641".
3 الأنساب "3/ 407، 11/ 48"، وهدية العارفين "1/ 782".
كان أحد الحفاظ الرحّالة.
نزل إصبهان فِي الآخر، وحدَّث عن: عبد الغافر الفارسي، وأبي عُثْمَان الصابوني، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق فأكثر، والحسين بْن عَبْد المَلِك الخلّال، ومحمد بْن أَبِي الرجاء الصّائغ.
قال السِّلَفيّ: سَأَلت الحَوْزي عن: أَبِي مُسْلِم اللَّيْثيّ فقال: قدِم علينا فِي سنة تسعٍ وخمسين وقال: كتبتُ وكُتِبَ لي عشْرُ رواحل.
وقد سَأَلت عَنْهُ ابن الخاضبة فأثنى عليه، وقال: كان له أنسٌ بالصّحيح.
وأبو طاهر بركة بْن حسّان يقول: ناظرتُ أَبَا الْحَسَن المَغازليّ فِي التفضيل بين مالك والشافعي، ففضّلت الشافعي، وفضَّلَ مالكًا، وكان مالكيا وأنا شافعي، فاحتكمنا إِلَى أَبِي مُسْلِم اللَّيْثي، ففضّل الشافعي، فغضب المَغَازِليّ وقال: لعلّك على مذهبه؟ فقال: نَحْنُ أصحاب الحديث، الناسُ على مذاهبنا، ولسنا على مذهب أحد. ولو كنَّا ننتسب إِلَى مذهب أحد لقيل: أنتم تضعون له الحديث.
وكان أبو مُسْلِم من بقايا الحفاظ. ذُكِر لإسماعيل بْن الفضل فقال: له معرفة بالحديث، سافَرَ الكثير وسمع، وأدرك الشيوخ.
وذكره أبو زكريا يحيى بن منده فقال: أحد من يدعي الحفظ والإتقان، إلا أنه كان يُدلس، وكان متعصِّبًا لأهل البِدَع، أحوَل، شَرِه، وقّاح، كلّما هاجت ريحٌ قام معها. صنَّف "مُسْنَد الصحيحين"، وخرج إِلَى خُوزستان فمات بها.
قال السمعاني: أبو مُسْلِم خرج على عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ عم يحيى، وكان يُردّ عليه.
وقال الدّقّاق: وَرَدَ أبو مُسْلِم إصبهان، فنزل فِي جوار الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، وتزوّج ثَمَّ، وأحسن إليه الشَّيْخ، ثُمَّ فارقه وخرج على الشَّيْخ وأفرط، وبالغ فِي سفاهته، وطاف فِي المساجد والقُرى، وشنَّع عليه، وسمّاهُ "عدوّ الرَّحْمَن"؛ ليأخذ منهم الشيء الحقير التّافه.
وكان ممّن يعرف علم الحديث والصحيح، وجمع بين "الصحيحين" في دفاتر كثيرة اشتريتها من تَرِكته لا من بَرَكته.
ورَّخه ابن مَنْدَهْ -أعني يحيى- فِي هَذِهِ السّنة.
حرف الغين:
190-
غالب بْن عَبد اللَّه بْن أبي اليمن1:
أبو تمام القيسي الميورقي، النحوي، المعروف بالقَطِينيّ.
وُلِد بِقَطِين من أعمال مَيُورْقَة سنة ثلاثٍ وتسعين، وتحوَّل منها إِلَى البلد سنة سبع وأربعمائة، فسمع من: حبيب بْن أَحْمَد صاحب قاسم بْن أَصْبَغ.
وسمع بقُرْطُبة من صاعد اللُّغويّ.
وقرأ بالروايات على أبي عمرو الداني، وعلم العربية، وحمل عَنْهُ طائفة.
وقرأ على: أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن قُتَيْبة الصّقِلّيّ صاحب أَبِي الطّيّب بْن غلبون، وعلى غيرهما.
وأخذ عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البرّ.
وكان قائمًا على كتاب "سيبويه"، بصيرًا به، رأسًا في معرفته. وكان متزهِّدًا، منقبضًا عن الناس، متعفِّفًا، قد أراده إقبال الدولة بن مجاهد على القضاء فامتنع.
وممن قرأ عليه: عَبْد الْعَزِيز بْن شفيع، وذلك مذكورٌ فِي إجازات الشّاطبيّ.
توفِّي رحمه الله بدانِيّة.
وله شعرٌ جيّد، فمنه:
يا راحلًا عن سواد المُقلتَين إِلَى
…
سواد قلبٍ عن الإضلاع قد رحلا
بي للفِراق جَوًى لو مرَّ أبْرَدُهُ
…
بجامدِ الماء مرَّ البرْقِ لاشتعلا2
1 جذوة المقتبس للحميدي "325"، وغاية النهاية "2/ 352"[2536] .
2 البيتان في: جذوة المقتبس "325"، والصلة لابن بشكوال "2/ 457".
حرف القاف:
191-
قاسم بْن سَعِيد1:
أبو الفضل الهَرَويّ القطَّان.
سمع: أَبَا عليّ الزُّهْريّ.
حرف الميم:
192-
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه2:
أَبُو سهْل الحفصيّ المَرْوَزِيّ.
روى "صحيح البخاريّ" عن أَبِي الهيثم الكُشْمِيهَنيّ.
وحدَّث به بمرْو، وبنيسابور.
وكان رجلًا مباركًا من العوام، أكرمه نظام الملك ووصله.
توفِّي بمرو.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن، وأبو حامد الغزالي، وهبة الرحمن القشيري، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وآخرون حدثوا عنه "بالصحيح".
توفِّي بمرو.
وقال أبو سعد السمعاني: لم يحدث "بالصحيح" بمرْو، وحمله النظام إِلَى نيسابور، فحدَّث "بالصحيح" فِي النّظامية، وسمع منه عالم لا يُحْصَوْن، وانصرف فِي سنة خمسٍ وستين، وفيها مات. وهو مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن سَعِيد بْن حَفْص رحمه الله.
193-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد:
أبو زَيْدُ الهَرَويّ الفقيه الحنفي، قاضي هَرَاة وعالمها ومفتيها.
روى عن: أَبِي الْحَسَن الديناري، والقاضي أبي منصور الأزدي.
1 لم أقف له على ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
2 الأنساب "4/ 175، 176"، والإعلام بوفيات الأعلام "192".
194-
محمد بن إبراهيم بن عليّ1:
أبو بَكْر الأصبهاني العطّار الحافظ، مُستملي الحافظ أَبِي نُعَيْم.
قال أبو سعْد السمعانيّ: هُوَ حافظ عظيم الشأن عند أَهْل بلده، أملى عدّة مجالس.
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وأبا سعيد النقاش، وهذه بإصبهان، وأبا عُمَر الهاشمي، وعليّ بْن القاسم النجاد، بالبصرة، والحرفي وأبا عليّ بْن شاذان، وجماعة ببغداد.
حدَّث عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرَّجاء، والحسين بْن عَبْد الملك الأديب، وإسماعيل بْن عليّ الحمامي، وفاطمة بِنْت مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ.
وقال الدّقّاق: كان من الحفَّاظ يملي من حِفظه.
توفِّي فِي صَفَر.
195-
مُحَمَّد بْن سلطان بْن مُحَمَّد بْن حيُّوس2:
الفقيه أبو المكارم الغَنَويّ الدّمشقيّ الفَرَضي، أخو الأمير الشّاعر أَبِي الفتيان مُحَمَّد.
سمع من: خاله أَبِي نصر بْن الْجُنْدي، وأبي مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر التميمي.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب، وأبو نصر بْن ماكولا، وأبو الفتيان الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد بن الأكفاني، وقال: كان مستخلفًا مِن قِبَل الحكام على الفروض والتزويجات.
قال: وكان دينًا حَسَن الطريقة، أوحدَ زمانه فِي الفرائض.
مات فِي سلْخ ربيع الآخر.
196-
مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أبي الرعد3:
1 المنتظم "8/ 288"، وشذرات الذهب "3/ 325".
2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 211"، والعبر "3/ 262".
3 المنتظم "8/ 289"، والنجوم الزاهرة "5/ 97".
القاضي أبو نصْر الحنفي قاضي عُكْبَرَا.
ذكره ابن السمعاني فقال: أحد أجلَّاء الزّمان وعُظَمائهم وألِبّائهم.
سمع: هلال بْن عُمَر الصريفيني، وابن دُوسْت العلّاف. سمع منه جماعة من الحفاظ، وتوفِّي بعُكْبَرا فِي ربيع الأول.
وقال غيره: توفِّي فِي ربيع الآخر، وسمع أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو الْحَسَن، ومكّيّ الرُّمَيْليّ.
197-
مُحَمَّد بْن قاسم بْن مَسْعُود الطُّلَيْطِليّ1:
أبو عَبْد اللَّه.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن الفخَّار وابن العَشَاريّ.
وكان فقيهًا مشاوَرًا.
توفِّي فِي رمضان.
198-
المسلّم بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن2:
أبو الفضل. ويقال أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الكعكيّ الحلاويّ الدّمشقيّ.
سمع: أَبَا مُحَمَّد بن أبي نصر.
روى عنه: أبو بكر الخطيب وهو أكبر منه، وعمر الدّهستاني، وجمال الْإِسْلَام أبو الْحَسَن السُّلّميّ.
توفِّي فِي رمضان.
حرف النون:
199-
نوح بْن مَنْصُور الشاشي:
الفقيه، يروي عن: أبي بكر الحيري، وغيره.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 547".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "24/ 278"، الإكمال لابن ماكولا "7/ 244".
حرف الياء:
200-
يعقوب بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد1:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصَّيْرَفيّ.
شيخ محتشم، ثقة.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأزهري، وأبا عَبْد اللَّه الحاكم، وغيرهم.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفُراوي، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وهبة الرَّحْمَن بْن القُشَيْريّ.
ترجمه ابن نقطة، وغيره.
توفِّي فِي سابع ربيع الأوّل.
وثَّقه ابن السمعاني، وغيره.
وفيَّات سنة سبع وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
201-
أَحْمَد بْن أَبِي نصر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد:
الشَّيْخ أبو بَكْر الكوفاني الهَرَوِيّ الصَّوفي، ويُعْرَف بكاكو.
رحل وسمع بمصر من أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس جزءًا، رواه عَنْهُ أبو الوقت السجزيّ.
توفِّي فِي ربيع الأوَّل.
202-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب بْن دَاوُد2:
أبو عُمَر بن الحذاء، مولى بني أمية.
1 المنتخب من السياق "488"، وشذرات الذهب "3/ 325".
2 شذرات الذهب "3/ 327"، والصلة لابن بشكوال "1/ 62، 63"، والعبر "3/ 264".
قرطبي، مشهور، مُكثر عن والده الحافظ أَبِي عبد الله.
ندبه أبوه صغيرًا إِلَى طلب العلم والسماع.
فأخذ عن: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد، وعن: سَعِيد بْن نصر، وعبد الوارث بْن سُفْيَان، وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني. وهؤلاء من كبار شيوخ بن عَبْد البر. أدرك أبو عُمَر بهم درجة أَبِيهِ.
وأول سماعه فِي حدود سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة.
ونزح عن قرطبة فِي الفتنة، فسكن سرقسطة، والمرية، وولي القضاء بطليطلة، ثُمَّ بدانية، ثُمَّ رد فِي الآخر إِلَى قرطبة، وإشبيلية.
رَوَى عَنْهُ: أبو عليّ الغساني، وخلق كثير.
وكان حسن الأخلاق، موطأ الأكناف، كيسًا عالمًا، سريع الكتابة.
ولد سنة ثمانين وثلاثمائة. وتوفِّي فِي ربيع الآخر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه راجلًا.
وكان أسند من بقي بأقطار الأندلس فِي زمانه رحمه الله.
203-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُكْرَم1:
أبو حامد العطّار.
توفِّي بخراسان فِي رمضان، وله أربعٌ وثمانون سنة.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن العلوي، وأبا بَكْر بْن عبدوس. وحدَّث.
204-
إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أسود2:
أبو إِسْحَاق الغساني الأندلسي البجاني.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد الرَّحْمَن الوهراني، والمهلب بْن أَبِي صفرة، وأبا الْوَلِيد بْن ميقل.
وكان مشهورًا بالعلم والفهم والصلاح.
1 المنتخب من السياق "106"[235] .
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 96"[215] .
ذكره ابن مدبر، حكاه ابن بشكوال عَنْهُ.
205-
إِبْرَاهِيم بْن شكر بْن مُحَمَّد بْن عليّ1.
أبو إِسْحَاق العثماني الْمَصْرِيّ المالكي الواعظ، نزيل دمشق. قدمها شابًا فسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن ياسر، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز، ومحمد بْن عوف، وصالح بْن أَحْمَد الميانجي، وجماعة.
ثُمَّ سافر إلى العراق سنة بضع وعشرين وأربعمائة، فذكر أنه سمع من أَبِي القاسم بْن بشران.
وكان ضعيفًا متَّهَمًا. قيل: إنه ادَّعى السماع من هبة اللَّه بْن سلامة المفسر.
رَوَى عَنْهُ: غيث الأرمنازي، وأبو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن قبيس، وغيرهما.
توفِّي بدمشق فِي ذي الحجة.
حرف الحاء:
206-
الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُوسَى2:
الشَّيْخ أبو مُحَمَّد الغَنْدَجاني، شيخ واسط ومسندها فِي زمانه.
وغندجان من كور الأهواز.
رحل وسمع مع ابن عمِّه أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهاب الغَنْدَجانيّ من: أَبِي حَفْص الكتاني، والمخلص، وغيرهما.
وعنه: مُحَمَّد بْن عليّ الجلابي، وأهل واسط.
قال السمعاني: وُلِد ببغداد، وأقام بالأهواز مدة، وكان ثقة صدوقًا.
وقال خميس: هُوَ جليل نبيل صدوق. فارق بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة، وأقام بواسط متدبِّرًا لها.
1 ميزان الاعتدال "1/ 37"، والمغني في الضعفاء "1/ 16"[97] .
2 الأنساب "9/ 180، 181"، سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي "45، 46"[2] .
وقال السمعاني: ولد فِي شوال سنة ثلاثٍ وثمانين، ومات بواسط سنة سبع هَذِهِ.
207-
الْحَسَن بْن عَبْد الودود بْن عَبْد المتكبر1:
أبو علي بْن المهتدي بالله، خطيب جامع المنصور.
سمع: أَبَا القاسم عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مُحَمَّد بْن الطرَّاح.
وكان نبيلًا متواضعًا، طريفًا، له أُبَّهَة.
208-
الْحُسَيْن بْن عليّ2:
أبو عَبْد اللَّه السجستاني، الخازن: شيخ صالح.
سمع بدمشق من: ابن سلوان، وأبي عليّ الأهوازي.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشحامي.
توفي رحمه الله بهراة.
حرف الزاي:
209-
زَيْدُ بْن عليّ3:
أبو القاسم الفارسي النحوي اللغوي.
توفِّي بأطرابلس الشام.
حرف الشين:
210-
شاذي بْن عَبْد اللَّه الأرمني4:
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه الجرجاني.
توفِّي ببزد في جمادى الآخرة.
1 تاريخ بغداد "7/ 344"، والمنتظم "8/ 295".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 114"[124] ، والتهذيب "4/ 314".
3 كشف الظنون "212، 691"، وبغية الوعاة "1/ 573".
4 لم أقف على ترجمته فيما تحت يدي من مصادر.
211-
شجاع بْن علي بْن شجاع1:
أبو مَنْصُور المصقلي الأصبهاني الصوفي.
طلب وسمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن منده، وأبي جَعْفَر الأبهري، وأحمد بْن يوسف الخشَّاب.
قال يحيى بْن منده: هُوَ كثير السماع، معروف بالطلب. مات فِي المحرَّم.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك، وأبو طاهر مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم المعروف بهاجر، ومحمود بْن مُحَمَّد بْن ماشاذة، وآخرون.
212-
أبو زَيْدُ أَحْمَد بْن علي2:
يروي عن أَبِي عُمَر السلمي، وطبقته.
رَوَى عَنْهُ: غانم بْن خَالِد.
حرف الْعَيْنِ:
213-
عَبْد اللَّه أمير المؤمنين القائم بأمر الله3:
أبو جعفر ابن القادر بالله أبي العباس أحمد ابن ولي العهد إِسْحَاق بْن المقتدر بالله أَبِي الفضل جَعْفَر بْن المعتضد، الهاشمي العباسي.
ولد فِي نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وبويع بالخلافة بقبة الْإِسْلَام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وأمه أم ولد اسمها بدر الدُّجَى الأرمنية، وقيل: اسمها قطر الندى، كذا سماها الخطيب. أدركت خلافته، وعاشت بعدها ثلاثين سنة.
بويع عند موت والده القادر، وكان ولي عهده فِي حياته، وهو الَّذِي لقَّبه بالقائم بأمر اللَّه.
قال ابن الأثير: كان جميلًا، مليح الوجه، أبيض مشربًا حمرة، حسن الجسم
1 الأنساب "11/ 349"، والتقييد لابن نقطة "297، 298"، وقد تقدم قريبًا.
2 الأنساب "11/ 349"، والتقييد "155".
3 المنتظم "8/ 295"، والعبر "3/ 264"، والبداية والنهاية "12/ 21-32".
ورعًا، زاهدًا، عالمًا، قوي اليقين بالله، كثير الصدقة والصبر، له عناية بالأدب، ومعرفة حسنة بالكتابة، ولم يكن يرضى أكثر ما يكتب من الديوان، وكان يصلح فِيهِ أشياء، وكان مؤثرًا للعدل والإحسان وقضاء الحوائج، ولا يرى المنع من شيءٍ يطلب منه.
قال: وكان سبب موته مأشرا فافتصد ونام، فانفجر فصاده وخرج منه دم كثير، فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته، فأيقن بالموت، وطلب ولي العهد ووصاه، ثُمَّ توفِّي رحمه الله.
وحكى الْحَسَن بْن مُحَمَّد القيلوي فِي "تاريخه" قال: ولما رجع الخليفة إِلَى داره -يعني: نوبة البساسيري- لم يتجرَّد من ثيابه للنوم إِلَى أن مات، ولا نام على فراش غير مصلَّاه، وكان يصوم -فيما حُكِيَ عَنْه- أكثر الزمان، ويقوم الليل، وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه، ومنع من أذية من أذاه.
قال السلفي: حَدَّثَنِي عَبْد السلام بْن على القيسراني المعدل بمصر، قال: حَدَّثَنِي شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئًا مما نهب من قصره إلا بالثمن، ويقول: هَذِهِ أشياء احتسبناها عند اللَّه، وأنه منذ خرج من مقرِّ عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فِيهِ شيئًا من آلات الملاهي.
قال الخطيب فِي تاريخه: ولم يزل أمره مستقيمًا إِلَى أن قبض عليه فِي سنة خمسين، وكان السبب فِي ذلك أن أرسلان التركي البساسيري كان قد عظم أمره واستفحل شأنه، لعدم نُظرائه، وانتشر ذِكره، وتهيَّبته أمراء العرب والعجم، ودُعي له عَلَى المنابر، وجُبِي لَهُ الأموال، وخرَّب القُرى، ولم يكن القائم يقطع أمرًا دونه، ثُمَّ صحَّ عنده سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرَّفهم وهو باسط عزْمه على نْهب دار الخلافة، والقبض على أمير المؤمنين، فكاتب الخليفة أَبَا طَالِب مُحَمَّد بْن ميكال سلطان الغُزّ المعروف بطُغْرُلْبَك، وهو بالرِّيّ، يستنهضه فِي القدوم، ثُمَّ أُحرقت دار البساسيري.
وقَدِمَ طُغْرُلْبَك فِي سنة سبعٍ وأربعين، فَذَهب البساسيري إِلَى الرحْبة، وتلاحق به خلْق من الأتراك، وكاتَبَ صاحب مصر، فأمدّه بالأموال.
ثُمَّ خرج طُغْرُلْبَك بعد سنتين إِلَى نصيبين، ومعه أخوه ينال فِي سنة خمسين، فخالف عليه أخوه، وسار بجيش عظيم وطلب الريّ، وكان البساسيري قد كاتبه
وأطمعه بمنصب أَخِيهِ طُغْرُلْبَك، فسار طُغْرُلْبَك فِي أثر أَخِيه، فتفرَّقت عساكره، وتواقَع هُوَ وأخوه بهَمَذان، فظهر عليه ينال وحصَره بهمذان، فعزم الوزير الكُنْدُري والخاتون زَوْجَة طُغْرُلْبَك وابنها على نجدة طُغْرُلْبَك، فاضطرب أمر بغداد، وأرجفوا بمجيء البساسيري، فبطل عزم الوزير، فهمَّت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها، ففرَّا إِلَى الجانب الغربي، وقطعوا الجسر، فنهبت دُورهما، ومضَتْ هِيَ بجمهور الجيش نحو هَمَذان، وخرج ابنُها والوزير نحو الأهواز، فَلَمَّا كان فِي ذي القعدة رحل البساسيري إِلَى الأنبار، ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة، ونزلوا من المئذنة، فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري، وصلى الناسُ ظُهْرًا.
ثُمَّ وَرَد من الغد من عسكره مائتا فارس، فلمَّا كان يوم الأحد دخل البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية، فضرب مخيمه على دجلة، وأجمع أَهْل الكرْخ والعوام من الجانب الغربي على مُضافَرة البساسيري، وكان قد جمع العيّارين وأهل الرساتيق، وأطمعهم فِي نهب دار الخليفة، والناسُ إذ ذاك فِي قَحْط، وبقي القتال كل يومٍ بين الفريقين فِي السُّفن، فلمَّا كان يوم الجمعة المقبلة دُعي لصاحب مصر بجامع المنصور، وزِيد فِي الأذان بحيِّ على خير العمل، وأصلحوا الجسر، وعَبَرَ الجيش، فنزلوا بالزاهر، وكفوا عن المحاربة أيامًا. وخندّق الخليفة حول داره، وأصلح سُورَها، ثُمَّ حشد البساسيري أَهْل الكرْخ وغيرهم، ونهضَ بهم إِلَى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين، وقُتِل قتلى كثيرون.
وَفِي اليوم الثالث أتى البساسيري وجُموعه نحو دار الخليفة، وأحرقَ الأسواق بنهر مُعَلَّى، ووقع النَّهْب، وأحاطوا بدار الخلافة، وأُخذ منها ما لا يُحصى، ووجَّه الخليفة إِلَى قُرَيْش العُقَيْليّ البدوي، وكان قد جاء ناصرًا للبساسيري، فأذم للخليفة فِي نفسه، ولقيه فقبَّل بين يديه الأرض، وخرج الخليفة معه راكبًا وبين يديه رايةٌ سوداء، والأتراك بين يديه، ثُمَّ نزل بمخيمٍ ضُرِب له بأمر قريش، وقبض البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني، وجماعة، وقيد الوزير والقاضي، فَلَمَّا كان يوم الجمعة من ذي الحجة، خطب لصاحب مصر فِي كل الجوامع إلا جامع الخليفة، ولما كان يوم عَرَفَة بُعِث الخليفة إِلَى عانة على الفُرات، وحُبِس هناك.
وشهِّر الوزير فِي أواخر الشهر على جملٍ وطِيف به. ثم صلب حيًّا، وهو أبو
القاسم ابن المسلمة، ثُمَّ جعلوا فِي فكَّيْه كلوبين من حديد، فمات ليومه. وأُطْلِق قاضي القضاة.
وأما طُغْرُلْبَك فظفر بأخيه وقتله، وكاتب متولي عَانَة فِي رد الخليفة إِلَى داره مُكْرَمًا.
وذُكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طُغْرُلْبَك متوجه إِلَى العراق. وحصل الخليفة فِي مقر عزّه فِي الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين.
ثُمَّ جهز طُغْرُلْبَك جيشًا، فحاربوا البساسيري بِسَقي الفُرات، وظفروا به، فقُتل وحمل رأسُه إِلَى بغداد.
وقال أبو الْحَسَن عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السّلام الكاتب: سمعت الأستاذ، وأبا الفضل مُحَمَّد بْن علي بْن عامر قال: دخلنا فِي يومنا هَذَا إِلَى المخزن، فلم يبق أحد لقيني إلا وأعطاني قصَّة، فامتلأ كمي بالرقاع، فلمَّا رَأَيْت كَثْرَتَها قلتُ: لو كان القائم بأمر اللَّه أخي لأَقلَّ المراعاة لي ولضجر مني.
وألقيتها فِي بركة، وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم، فلمَّا وقفت بين يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة، وبُسِطت فِي الشمس، ثُمَّ حُمِلت إليه، ووقَّع على الجميع. ثُمّ قال: يا عامّي، ما حملك على ما فعلت؟ وهل كنا عليك دركٌ فِي إيصالها إلينا؟ فقلتُ: خفت أن تملّ.
فقال: ويْحك، ما أطلقنا شيئًا من أموالنا، بل نَحْنُ خزّانهم فيها. واحذر أن تعود إِلَى ما فعلت.
قال أبو يَعْلَى بْن حَمْزَة بْن القلانِسيّ فِي "تاريخه": رُوي أن القائم لمّا اعتُقل نَوْبة البساسيري كتبَ قَصّةً ونفذها إِلَى بيت اللَّه مستعديا إِلَى اللَّه على من ظلمه، فَعلقت على الكعبة، وهي: "إِلَى اللَّه العظيم من المسكين عبده. اللَّهُمَّ إنَّك العالم بالسرائر، والمطَّلِع على الضمائر، اللهُم إنّك غنيٌّ بعلمك واطلاعك على خلقك، عن إعلامي، هَذَا عبدٌ قد كفر نِعَمك ومَا شَكَرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلْمُك حَتَّى تعدَّى علينا بغْيا، وأساء إلينا عتوًا وعدوًا. اللَّهُمّ قلَّ الناصر، واعتزَّ الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصفُ الحاكم. بك نعتز عليه، وإليك نهربُ من يديه، فقد تعزَّز
علينا بالمخلوقين، ونحن نعززُ بك، وقد حاكمنا إليك، وتوكَّلنا فِي إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا هَذِهِ إِلَى حَرَمَك، ووثقنا فِي كشْفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين".
توفِّي القائم بأمر اللَّه ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان، ودُفن فِي داره بالقصر الحسني. وكانت دولته خمسًا وأربعين سنة، وغسّله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي شيخ الحنابلة.
وبُويع بعده المقتدي.
214-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الهيصم الكرّامي1:
أبو بَكْر النَّيْسابوري، من وجوه أصحاب أَبِي عَبْد اللَّه بْن كرام.
توفِّي أَبُوهُ الْإِمَام مُحَمَّد ولهذا إحدى عشرة سنة، وكان قد قرأ عليه شيئًا يسيرًا، ثم قرأ على أَخِيهِ عَبْد السلام، وحصل سرائر المذهب ودقائقه عن أَخِيهِ.
واختلف إِلَى الأديب أَبِي بَكْر الخطابي، وأحكم عليه الأدب.
وسمع من: أَبِي عَمْرو بْن يحيى، والقاضي أَبِي الهيثم، وعبد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، والحاكم أَبِي عَبْد اللَّه.
وتوفِّي يوم عيد الفِطْر.
وكان أَبُوهُ رأسا فِي بدعته.
215-
عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُعَاذ الصَّيْرَفيّ:
الهَرَويّ. وقد حجَّ وسمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا أسامة المقرئ بمكة.
216-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محمود:
أبو سَعِيد الهَرَويّ المعلم.
سمع من: الأمير خلف السنجري، وأبا علي منصور الخالدي. وحدَّث.
1 المنتخب من السياق "287، 288"[950] .
217-
عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن أَحْمَد بْن مُعَاذ بْن سهل بْن الحكم بْن شيرزاد1:
أبو الحسن بن أبي طلحة الداودي البوشنجي، شيخ خُراسان، جمال الْإِسْلَام رضي الله عنه.
ذكره أبو سعد السمعاني فقال: وجه مشايخ خُراسان فضلًا عن ناحيته، المعروف فِي أصله وفضله وسيرته وطريقته، له قَدَمٌ فِي التَّقْوى راسخْ، يستحق أن يُطْوَى للتبرُّك بلقائه فراسِخْ، وفضله فِي الفنون مشهور، وذِكْره فِي الكُتُب مسطور، وأيّامه غُرَر، وكلماته دُرَرْ.
قرأ الأدب على أَبِي علي الفَنْجُكِرْدي، والفقه على: أَبِي بَكْر القفال المَرْوَزِي، وأبي الطيب سهْل الصُّعْلُوكي، وأبي طاهر بن محمش، والأستاذ أبي حامد الإسفرائيني، وأبي الْحَسَن الطَّبَسي، وأبي سَعِيد يحيى بْن مَنْصُور الفقيه البُوسنجيّ.
وسمعتُ أنَّ ما كان يأكله فِي حالة التّفقُّه والمُقام ببغداد وغيرها يحمل إليه من فوشنج احتياطًا فِي المأكول.
وصحِب أَبَا عليّ الدّقّاق، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي بنَيْسابور، والإمام فاخر السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى غَزْنَة، ولقي يحيى بن عمار.
ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ورجع إلى وطنه سنة خمس وأربعمائة، وأخذ فِي مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف، وكان له حظٌّ وافر من النَّظْم والنَّثْر.
سمع ببوُشَنْج: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَمَّوْيه السَّرْخسيّ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
وبهَرَاة: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح.
وبنَيْسابور: أَبَا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد اللَّه بن بامويه، وابن محمش.
1 الأنساب "5/ 263، 264"، والمنتظم "8/ 296"، والبداية والنهاية "12/ 112"، والنجوم الزاهرة "5/ 99".
وببغداد: أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت المُجْبِر، وأبا عُمَر بْن مَهْدِي، وعلي بْن عُمَر التّمّار.
حَدَّثَنا عَنْهُ: مسافر بْن مُحَمَّد، وأخوه أَحْمَد، وأبو المحاسن أسعد بْن زياد الماليني، وأبو الوقت عَبْد الأول، وعائشة بِنْت عَبْد اللَّه البُوسَنْجيّة.
قال السمعاني أبو سعْد: سمعتُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن فارو الأندلسيّ: سمعتُ عليّ بْن سُلَيْمَان المرادي يقول: كان أبو الْحَسَن عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل يقول: سمعتُ "الصحيح" من أَبِي سهل الحفصي، وأجازه لي أبو الْحَسَن الداودي، وإجازة الداودي أحب إليَّ من السماع من الحفصي.
وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداودي بقي أربعين سنة لا يأكل اللحم وقت تشوشّ التُّرْكُمان واختلاط النَّهْب، فأضرَّ به، فكان يأكل السَّمَك ويُصطاد له من نهرٍ كبير، فحكي له أن بعض الأمراء أكل على حافة ذلك النهر، ونُفِضت سفرتُه، وما فضل منه فِي النَّهْر، فَمَا أكل السَّمَك بعد ذلك.
قال أبو سعْد: وسمعتُ محمود بْن زياد الحنفي يقول: سمعتُ الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد البُوشَنْجيّ يقول: صلى الْإِمَام أبو الْحَسَن الداوديّ أربعين سنه، وكان يده خارجة من كُمّه استعمالًا للسُّنَّة، واحتياطًا لأحد القولين فِي وضع اليدين وهما مكشوفتان حالة السُّجود.
قال أبو القاسم عبد الله بن علي، أخو نظام المُلْك: كان أبو الْحَسَن الداودي لا تسكُن شفته من ذكر اللَّه، فحُكي أن مُزَيّنًا أراد أن يقص شاربه فقال: سكِّن شفَتَك. فقال: قلْ للزمان حَتَّى يَسْكُن.
ودخل أخي النظام عليه، فقعد بين يديه، وتواضعَ له، فقال لَهُ: أيُّها الرجل، إنّك سلطان اللَّه على عباده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عَنْهُمْ.
ومن شعر الداوديّ:
ربِّ تقبَّلْ عملي
…
ولا تخيِّب أملي
أَصْلِحْ أُموري كلّها
…
قبل حلول الأجل1
1 البيتان في طبقات الشافعية للإسنوي "1/ 252"، وسير أعلام النبلاء "13/ 563".
وله:
يا شاربَ الخمر اغتنِمْ توبةً
…
قبل الْتِفاف الساقِ بالسّاق
الموتُ سلطانٌ له سطوةٌ
…
يأتي على المَسقيّ والسّاقيّ1
قال عَبْد الغافر الفارسي: وُلِد الداوديّ فِي ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة2.
وقال الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الكُتُبيّ: توفِّي بفوُشَنْج فِي شوال.
فُوشَنْج، ويقال بالباء، مدينة صغيرة بشين مُعْجَمَة على سبعة فراسخ من هَرَاة. رحمه اللَّه تعالى.
218-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن عبد الكبير الطليطلي3:
الطبيب ابن وافد، الوزير أبو المطرِّف اللَّخْميّ الأندلسي.
من كبار العالمين بالطِّب، لا سيما بالأدوية المفردة، فإنه لم يُدرِك شَأْوَه فيها أحدٌ، وألّف كتابًا حافلًا جمع فِيهِ بين قول ديسقوريدوس، وقول جالينوس.
وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي الْمُعَالَجَة، وسكن طُلَيْطُلَة، وكان له فِي دولة ابن ذي النون ذِكرٌ، وكان حيًّا فِي سنة ستين وأربعمائة. وذكر أنه ولد سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، وهو مشهور بابن وافد -بالفاءِ، وله أيضًا كتاب "الرّشاد" فِي الطِّب، وكتاب "تدقيق النّظر فِي عِلَل حَاسَّةِ الْبَصَرْ"، وكتاب "مجرَّبات الطّبّ".
توفِّي فِي رمضان سنة سبْعٍ وستّين.
ورَّخه الأبّار وقال: له كتاب "الفلاحة". أَخَذَ الطبّ عن خلف بْن عَبَّاس الزَّهْراويّ.
219-
عَبْد السلام بن أحمد بن محمد بن عمر4:
1 البيتان في سير أعلام النبلاء "13/ 563".
2 انظر المصدر السابق.
3 معجم المؤلفين "5/ 180، 181"، وأخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي "152".
4 المنتظم "8/ 296"، "16/ 169".
أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ البابصري، نقيب الأَنْصَار، من ولد زَيْدُ بْن وديعة الْأَنْصَارِيّ رضي الله عنه.
كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم، ذا سَمْتٍ ووقار، ودِين وتواضع. وكان ثقة، صحيح السماع.
سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المقتدي بالله، وأبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن سبْط الخيّاط، وأبو المعالي بْن البدِن.
وُلِد سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة، وقيل: سنة ستٍّ وثمانين.
وتوفِّي فِي يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان، وهو والد أَبِي الفضل مُحَمَّد شيخ شهدة.
220-
عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن سعيد البقال الأصبهاني:
مات فِي شعبان.
شيخ مستور عفيف صالح.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهَّاب، وأبي الْعَبَّاس المَخْلَديّ.
221-
عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الطيّب1:
الرئيس الأديب، أبو الْحَسَن الباخرزِي2 الشاعر، مصنِّف "دُمْية القصر".
كان واحدًا فِي فنه.
تفقَّه فِي مذهب الشافعي، ولازم أَبَا مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ والد إمام الحَرَمَين، ثُمَّ شرع فِي الأدب، وأقبل على الكتابة والإنشاء، واختلف إِلَى ديوان الرسائل، وتنقلت به الأحوال، ورأى عجائب فِي أسفاره، وسمع الحديث، وألف كتاب "دُمية القصر"، وهو ذيل "ليتيمة الدّهر" للثّعالبي فِي الشعراء، ذكر فِيهِ خلقًا كثيرًا، وقد وضع على كتابه أبو الْحَسَن عليّ بْن زَيْدُ البَيْهَقيّ كتابًا سماه "وشاح الدُّمية"، كذا سماه أبو سعد
1 الكامل في التاريخ "10/ 11"، والبداية والنهاية "12/ 112"، وهدية العارفين "1/ 692".
2 الباخرزي: هذه نسبة إلى باخرز، ناحية من نواحي نيسابور "الأنساب 2/ 21".
السمعاني في "الذيل"، وسمَّاه العماد فِي كتاب "الخريدة" شرف الدين على بْن الْحُسَيْن البَيْهَقيّ.
وللباخَرْزِيّ ديوان شِعْر كبير، منه:
يا فالقَ الصُّبْح من لألاءٍ غُرّتِهِ
…
وجاعِلَ الليلِ من أصْداغه سَكَنا
بصورة الوَثَن استعبدتني، وبها
…
فتنتني، وقديمًا هجت لي شَجَنا
لا غَرْو أَنْ أحرقَتْ نار الهَوَى كَبِدي،
…
فالنار حقُّ على من يعبُد الوَثَنا1
قُتِل بباخَرز، وهي ناحية من نواحي نَيْسابور، وذهبَ دمُه هَدْرًا فِي شهر ذي القعدة.
222-
عليّ بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن محمد بْن الحسين2:
أبو الحسن التغلبي ابن صَصرى، أصلهم من مدينة بلدٍ.
حدَّث عن: تمَّام الرّازي، وأبي عَبْد اللَّه بْن سهل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وجماعة.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني وقال: توفِّي فِي الثالث والعشرين من المحرَّم بدمشق.
وكان ثقة كتب له تمَّام الجزء الأول من فوائد الْحُسَيْن بْن يحيى الشّعراني، وكتب عليه علامة السماع له من أَبِي بَكْر بْن أَبِي الحديد، فدَفعه إليَّ وقال: لم أسمع من أَبِي بَكْر شيئًا، كتب لي تمّام هَذَا الجزء، ولم يتَّفق لي سماعه من أَبِي بَكْر.
حرف الميم:
223-
مُحَمَّد بْن بديع الأَسَدَاباذي3.
أبو الفتح. سمع: عَبْد الرَّحْمَن بن أبي نصر.
روى عنه: الخطيب مع تقدمه، وغيث الأرمنازي.
1 الأبيات في: معجم الأدباء "13/ 48"، ووفيَّات الأعيان "3/ 388".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 226"، والعبر "3/ 265".
3 تاريخ دمشق "مخطوطة التيمورية""37/ 198".
مات بالرملة قاصدًا القدس.
224-
مُحَمَّد بْن المحدِّث أَبِي مُحَمَّد الجوهري:
أبو الحسن. سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَاني، وشجاع الذُّهْلي، وطائفة.
225-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ1:
أبو الحُسَين الأزْديّ الدِّمشقيّ المعروف بابن أَبِي العجائز، الخطيب.
نزيل بيروت، وبها توفِّي.
روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر، وأبي نصر بْن هارون.
وعنه: عُمَر الرُّؤاسي، وابن الأكفاني، وغيرهما.
226-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ:
أَبُو بَكْر القصّار المَدِيني، يُعرف بالغزّال.
مات فِي جُمَادَى.
227-
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس بْن الحُصَين:
أبو عَبْد اللَّه الشَّيْباني، والد هبة اللَّه بْن الحُصَين.
مات فيها، ومات ابنُه عَبْد الواحد بعده بأيام.
228-
مُحَمَّد بْن عقيل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن هاشم2:
أبو عَبْد اللَّه القُرَشيّ الدّمشقيّ البزّاز.
صدوق. سمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. رَوَى عنه: غيث الأرمنازي، وابن الأكفاني.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "22/ 280، 281".
2 الإكمال لابن ماكولا "6/ 239"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 60".
229-
محمد بْن علي بْن محمد بْن موسى1:
أبو بَكْر الخيّاط المقرئ الْبَغْدَادِيّ.
قرأ القراءات على: أَبِي أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي الْحَسَن السَّوْسَنْجِرْدي، وبكر بْن شاذان، والحماميّ.
وتفرَّد بالعُلُو، فِي رواية أَبِي نشيط، عن قالون. وَفِي اختيار خَلَف، وَفِي رواية سجّادة عن اليزيْديّ. وكان عالمًا متقنًا، ورِعًا صالحًا، خشن الطّريقة، حنبلي المذهب.
سمع الحديث من: ابن الصَّلْت المُجْبِر، والفَرَضي، وأبي عُمَر بْن مَهْدي، وإسماعيل بْن الحَسَن الصَّرْصَري، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء، وكان بقية شيوخ العراق، فقيرًا قانعًا بكَّاءً عند الذِّكْرِ.
رَوَى عَنْهُ: الخطيب فِي تاريخه، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مَنْصُور القزّاز، وعبد الخالق بْن البدِن، ويحيى بْن الطّرّاح، وأحمد بن ظفر المغازلي.
وقرأ عليه القرآن جماعة، منهم: أبو الحسين بْن الفراء الحنبلي، وهبة الله بن الصرّ الحريري، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن المَزْرَفي، وأبو عَبْد اللَّه البارع.
وكان مولده فِي سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
230-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد:
أبو يَعْلَى بْن الحرْبيّ2 البزّاز.
روى عن: هلال الحفّار.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ وقال: تُوُفّي فِي المحرم.
231-
محمود بْن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي3:
1 المنتظم "8/ 297"، ومعرفة القراء الكبار "1/ 426".
2 الحربي: نسبة إلى محلة الحربية بغربي بغداد "الأنساب "4/ 99".
3 المنتظم "8/ 300"، والعبر "3/ 266".
الأمير عزّ الدولة صاحب حلب.
كَانَتْ مدّة مملكته حلب بعد أن تسلَّمها من عمِّه عطية عشر سنين.
وكان شجاعًا كريمًا عادلًا، يُداري المصريين والعراقيين.
مدَحَه ابن حيّوس بقصائد.
توفِّي سنة سبْعٍ هَذِهِ، وتملَّك بعده ابنه الأمير نصْر، وأمُّه هِيَ بِنْت الملك الْعَزِيز أبي منصور جلال الدولة ابن بُوَيْه، فبقي سنة، قتله بعض الأتراك بظاهر حلب.
232-
المسلم بْن الْحَسَن بْن هلال الأزْديّ1:
البزّاز المقرئ.
توفِّي بصور فِي ربيع الأول.
قرأ بعدّة روايات، وتلا على: عليّ بْن الْحَسَن بْن أَبِي زروال الرَّبَعي.
وسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن الطّبَيْز، والعَقِيقيّ.
قال ابن الأكفاني: لم يحدِّث بشيء.
حرف الياء:
233-
يوسف بْن أَحْمَد بْن صالح2:
أبو القاسم الغُوريّ.
لقّن خلْقًا ببغداد، وكان من أعيان أصحاب الحماميّ.
مات فِي رجب.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْديّ.
234-
يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن بْن عُثْمَان:
أبو القاسم الرازي، الخطيب.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "24/ 279"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "5/ 65"[1673] .
2 الأنساب "9/ 190"، وما بعدها، واللباب "2/ 38".
وفيَّات سنة ثمان وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
235-
أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي1:
أبو الحسين ابن الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق.
ديِّن خيِّر منعزِل.
سمع: أَبَا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
ورَوَى عَنْهُ: قاضي المَرِستان أبو بَكْر، وأصلهم من قرية اسمها البرمكية.
توفِّي فِي ذي القعدة.
236-
أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد.
أبو بَكْر المقدسي القطّان المقرئ.
قرأ القراءات على جماعةٍ؛ منهم: أبو القاسم عليّ بْن مُحَمَّد الزَّيديّ بحَرّان، وأبو علي الأهوازيّ بدمشق، ومحمد بْن الْحُسَيْن الكارَزِينيّ بمكّة، وعُتْبَة بْن عَبْد الملك العثماني، وجماعة ببغداد.
وسمع الكثير.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر المرزفي.
237-
أَحْمَد بْن علي بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه محمد بْن الْحُسَيْن النصيبيّ2:
ثُمَّ الدَّمشقي، جلال الدولة أبو الْحَسَن.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي كامل فيما زعم، وهو جدُّه لأُمّه.
وولي قضاء دمشق فِي دولة المستنصر العُبَيْديّ، وهو آخر قضاة العُبَيْدييّن بدمشق، ولي بعده الشريف أبو الفضل، وكان يُرمَى بالكذِب.
أَخَذَ عَنْهُ هبة اللَّه بْن الأكفاني.
1 المنتظم "355، 3449".
2 أخبار مصر لابن ميسر "2/ 24"، وميزان الاعتدال "1/ 121"، والنجوم الزاهرة "5/ 102".
وحكى الشريف النسيب عن أَبِي الفتيان بْن حيوس أنه كان يومًا مع الشريف أَحْمَد، فقال الشريف: ودِدْت أَنّي كنتُ فِي الشجاعة مثل علي، وَفِي السّخاء مثل حاتم، فقال له ابن حيُّوس: وَفِي الصِّدْق مثل أَبِي ذَرّ -يعرِّض بأنّه كذَّاب.
قال ابن الأكفانيّ: توفِّي قاضيا بدمشق وأعمالها.
238-
أَحْمَد بْن عليّ بْن أَحْمَد1:
أبو سَعِيد بْن الأزرق السوسي ثُمَّ البغدادي.
وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
وسمع من: أَبِي أَحْمَد الفَرَضي، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ.
وكانت أُصوله جيّدة.
سمع منه: مكي الرُّمَيْليّ، وغيره.
وتوفِّي ليلة عيد الفِطْر رحمه الله.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل السَّمَرْقَنْديّ.
239-
أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد الغساني الغَنْميّ2:
الفقيه أبو العبّاس الدّارَانيّ الدَّمشقي، الفقيه المالكي، المعروف بابنُ قُبيس.
سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وعبد الرَّحْمَن المَيْداني، وأبا نصر عَبْد الوهاب المُرِّي، وابن ياسر الْجَوْبَرِيّ.
وأوّل سماعه سنة اثنتين وأربعمائة بداريّا.
رَوَى عَنْهُ: ابنه علي، وعمر الرّؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وعليّ بْن المسلم.
ومات فِي شعبان وقت نزول التُّرْك على دمشق.
قال هبة اللَّه: كان ثقة حافظًا متحرِّزًا، مشتغلًا بالعلم.
قلت: وأخذ من الفقه عن القاضي عَبْد الوهّاب المالكيّ رحمه الله لمَّا مَرَّ بدمشق.
1 المنتظم "8/ 298"، "16/ 172".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 305، 306"، وتهذيب تاريخ دمشق "2/ 100".
240-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر:
أبو طاهر الأصبهاني البقال النقَّاش.
حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن: عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ الحافظ.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الخلال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِيّ.
241-
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الطَّيّب1:
القاضي أبو عليّ بْن كَمَارِيّ الواسطي، الفقيه.
سمع من أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بِيري، وجماعة.
مات فِي جُمادى الْأولى عن أربعٍ وثمانين سنة. وولِي قضاء واسط مدّة.
وسمع أيضًا من: عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسد، وابن خَزَفَة، وابن دينار، وأبي عبد الله بن مهدي.
أخذ عنه أَهْل بلده، وقد وُثّق.
242-
انتصار بْن يحيى2:
زين الدولة المصموديّ المغربي.
غلب فِي هَذَا العام على دمشق عند هروب مُعَلَّى بْن حَيْدرة عَنْهَا، فاجتمعت المَصَامِدة إِلَى انتصار وقوَّوا نفَسه، ورضي به أكثر الناس لجودة سيرته، فبقي متوليّها تسعة أشهُر، حَتَّى قدم أَتْسِز، فعوَّضه عن دمشق بانياس ويافا، وذهب إليهما.
حرف الحاء:
243-
الحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مجالد بْن بِشْر:
أبو عليّ البَجَليّ الكوفيّ.
ذكره أُبَيّ النَّرْسيّ فقال: كان أوحد عصره فِي علم الشروط، ثنا عن جده، عن أبي العباس بن عقدة.
1 الإكمال لابن ماكولا "7/ 175"، والمنتظم "8/ 298".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 137"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "5/ 60".
قلت: جده مات سنة أربعمائة.
244-
الْحَسَن بْن القاسم بْن عليّ الواسطي المقرئ1:
أبو علي، إمام الحرمين، المشهور بغلام الهراس.
أحد من عُنِيَ بالقراءات، وسافر فيها إلى النواحي.
قرأ في حدود الأربعمائة على شيوخ العراق.
قال خميس الحوزي: قرأ على عَبْد اللَّه بْن أَبِي عَبْد اللَّه العَلَويّ.
وهذا العَلَويّ قرأ على النَّقاش.
قال: ورحل إِلَى بغداد فقرأ على: عَبْد الملك بْن بَكْران النَّهْرواني، والسَّوْسَنْجِرْدي، والحمَّامي.
وقرأ بمكّة على الكارَزِيني، وبمصر على ابن نفيس، وبحرّان على العلوي، وبدمشق على: الرَّهَاوي، والأهوازي، وسمع منه مصنَّفاته، وكان يُقرئ معه بجامع دمشق، ثُمَّ عاد إِلَى واسط وقد كُفَّ بصرُه، وكان قديمًا أعور، ورحل الناس إليه من الآفاق، وقرأوا عليه، رَأَيْته وقبَّلت يده، وجلست بين يديه كثيرًا. وتُوُفّي فِي أواخر سنة سبْعٍ وستين، وكان يلقَّب إمام الحرمين.
قال: والبغداديون لهم فيه كلام.
روى الحديث عن ابن خَزَفَة، وسمعت من أصحابنا مَن يقول: سمعتُ أَبَا الفضل بْن خَيْرُون، وقيل له: أبو عليّ غلام الهرّاس، عن أَبِي عليّ الأهوازي، فقال: مطرَّز مُعْلَمٌ كذَّاب عن كذّاب.
قلت: قرأ عليه أبو العزّ القلانِسيّ بروايات كثيرة، وجميع كتابيه "الكفاية" و"الإرشاد" مَدارُهُما على أَبِي علي، وفيهما أنّه قرأ على: الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن دَاوُد بْن الفحَّام، والقاضي أَحْمَد بْن عَبْد الله بن عبد الكريم، وأبي أحمد عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبي العلاء مُحَمَّد بْن عليّ بْن يعقوب الواسطي، وأبي القاسم بُكَير بْن شاذان الواعظ، والقاضي أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ الهَرَواني، وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هارون التميمي النحوي
1 ميزان الاعتدال "1/ 518"، والمنتظم "8/ 298، 299".
شيخ الكوفة، والحسن بْن عليّ بْن بشار السابُوري1 المصري، وعليّ بْن مُوسَى الصابوني الْبَغْدَادِي، والحسن بْن ملاعب الحلبي، وجماعة مذكورين فِي الكتابَيْن، أكبرهم أبو القاسم عُبَيْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم مقرئ أَبِي قرّة، قرأ عليه لأبي عمرو في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وأخبره أنَّه قرأ على ابن مجاهد.
ونبَّه على هَذَا الشَّيْخ أيضًا أبو سعْد السَّمعاني، ثُمَّ قال: قال هبة اللَّه بْن الْمُبَارَك السقطي: كنت أحد من رَحَل إِلَى أَبِي علي غلام الهرّاس، فألفيتُ شيخًا عالِمًا، فهمًا، صالحًا، صدوقًا، متيقظًا، مُسْنِدًا، نبيلًا، وَقُورًا.
قال: ووجدت بخطِّ أَحْمَد بْن خَيْرُون الأمين: غلام الهرّاس كان مقرئًا، غير أنَّه خلّط فِي شيءٍ من القراءات، وادَّعى إسنادًا فِي شيء لا حقيقة له، وروي عجائب، وُلِدَ سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
قال: وتوفِّي يوم الجمعة سابع جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وستين بواسط.
قلتُ: هَذَا أصح مما ورّخ خميس.
قال الحافظ ابن عساكر: روى عَنْهُ مكّيّ الرُّمَيْلي، وجماعة، وأجازَ لجماعةٍ من شيوخنا.
وقال ابن السمعاني: قرأ بالأمصار، وسافر فِي طلب إسناد القراءات، وأتعب نفسَه في التجويد والتحقيق، حتى صار طبقة العصر، ورحل إليه الناس من الأقطار.
قلتُ: وممن قرأ عليه: عليّ بْن عليّ بْن شِيران، وأبو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَهْوَر قاضي واسط، والمبارك بْن الْحُسَيْن الغسّال، وأحمد بْن عَبْد السلام بْن حيوخار.
245-
حَمْدُ بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن وُلْكِنْز:
أبو سهل الصَّيْرَفيّ الْأصبهانيّ.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو سعْد الْبَغْدَادِي، وعبد المغيث بْن أَبِي عدنان.
توفِّي في ذي الحجة.
1 السابوري: هذه نسبة إلى سابور الذي يقولها الناس بالعجمية بشاوور. "الأنساب "7/ 4".
246-
حَمْزَة بْن أَبِي الْحُسَيْن بْن أَبِي حَمْزَة الغُورَجي الهَرَويّ:
أبو المظفَّر، مات فِي رجب.
حرف السين:
247-
سُفيان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بْن عَبْد اللَّه بْن فَنْجُوَيْه الثَّقفِيّ1:
الدِّينَوَرِي، ثُمَّ الهَمَذَانيّ، أبو القاسم.
رَوَى عن: أبيه أبي عبد الله، وأبي عمر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البسْطامي، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكي، وأبي حازم العَبْدَوِيّ.
قال شيروَيْه: سَمِعْتُ منه. ثقة زاهد، كُفَّ بَصَرُه فِي آخر عمره. وقال لي: ولدت سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأخي أبو بَكْر سنة أربعٍ وتسعين.
مات بَهَمَذان.
حرف الظاء:
248-
ظفْرُ بْنُ عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان:
أبو الفتح الأصبهاني.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن خُرَّشِيد قُولَه، وغيره.
توفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
حرف الْعَيْنِ:
249-
عَبْد الجبار بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن بُرْزَة2:
أبو الفتح الرّازيّ الأرْدَسْتانيّ الجوهريّ الواعظ.
أحد التجار المعروفين.
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 510".
2 المنتظم "8/ 299"، والمشتبه في أسماء الرجال "1/ 56"، وشذرات الذهب "3/ 330".
كان يسافر كثيرًا إِلَى خُراسان، والعراق، والشّام، ثُمَّ سكن فِي الآخر إصبهان، وبها مات فِي المحرَّم.
وقد سكن دمشق مدَّة.
وحدَّث عن: علي بْن مُحَمَّد القصّار، وأبي طاهر بْن مَحِمِش، والسُّلَمّي، وعبد اللَّه بْن يوسف بْن بامويّه، والحسن بْن شهاب العُكْبَرِي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشْر، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وَأَبُو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِي، وجماعة آخرهم موتًا إِسْمَاعِيل بْن عليّ الحمامي.
وكان سَمَاعه من القصَّار قديمًا في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وله سبْعُ سِنين، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حدَّث عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ ماكولا: كان عَبْد الجبّار يبيع الجوهر. سمعتُ منه بدمشق وبغداد1.
250-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيَّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ الْحُسَيْن بْنُ مُوسَى2:
أبو نصر النَّيْسابوريّ المزكيّ التّاجر.
سمع: أَبَا الحسين الخفَّاف، ويحيى بن إسماعيل الحربي، وأبا القاسم علي بْن أَحْمَد الخُزَاعي، وأبا أَحْمَد بْن أَبِي مُسْلِم الفَرَضي، وأبا عُمَر بْن مهدي، وطائفة سواهم بنيسابور، وبغداد.
قال عَبْد الغافر الفارسي: رحل إِلَى العراق فِي صباه، وسمع من أصحاب ابن صاعد، والمحاملي، وحدَّث، حَتَّى حدَّث بالكثير.
وقال السمعاني: ثنا عَنْهُ زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْري، وغيرهم. وكان ثقة صالحًا مكثِرًا.
251-
عَبْد الغفار بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن حبشان3:
أبو الفَرَج الهَمَذَانيّ البزاز.
1 راجع: تاريخ دمشق "39/ 426".
2 العبر "3/ 267"، والإعلام بوفيات الأعلام "193".
3 لسان الميزان "4/ 41".
روى عن: ابن عبدان الشيرازي، والقاضي أَبِي عُمَر القاسم بْن جَعْفَر الهاشمي، وأبي علي بْن فَضَالة، وجماعة.
وقال شيروَيْه: سمعتْ منه، وكان مائلًا إِلَى المبتدعة.
توفِّي فِي رابع عشر صَفَر.
252-
عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر1:
أبو سعد التيمي الطَّبري، المعروف بالوزّان.
روى بهَمَذَان ووَلِي قضاءها فِي هَذِهِ السنة، ولا أعرف كم عاش بعدها.
روى عن: مَنْصُور السَّمَرْقَنْديّ الكاغدي، وأبي بَكْر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القفَّال المَرْوَزِي، وأبي بَكْر الحيري، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي، وعبد الرَّحْمَن السّرّاج.
قال شيروَيْه: كان صدوقًا، سمعتُ منه. وكان واسع العلم قد استمليت عليه.
قلت: توفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وستين.
رَوَى عَنْهُ: زاهر الشّحّامي، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعْد العِجْليّ.
وقال السمعاني: نزل الرِّي وسكنها. وكان من كبار عصره فضلًا وحشمة وجاهًا، له القَدَم الرّاسخ فِي المناظرة وإفحام الخصوم، تفقَّه على القفَّال، وبرع فِي الفقه، ووُلِدَ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، ومات سنة 68، وقيل: سنة 69.
253-
علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ2:
أَبُو الْحَسَن الواحديّ النَّيْسابوري، من أولاد التُّجّار.
أصله من ساوة، وله أخٌ اسمه عَبْد الرَّحْمَن، قد تفقَّه وحدَّث أيضًا.
كان الأستاذ أبو الْحَسَن واحد عصره فِي التفسير، لازم أَبَا إِسْحَاق الثعلبي المفسِّر وأخذ عَنْهُ.
وأخذ العربية عن: أَبِي الْحَسَن القهندزي الضرير. ودأب في العلوم.
1 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 242، 243".
2 الكامل في التاريخ "10/ 101"، والبداية والنهاية "12/ 114"، وهدية العارفين "1/ 692".
وسمع: ابن مَحْمِش، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الْحَسَن الحِيري، وأبا إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الواعظ، ومحمد بن المزكّي إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن بْن حمدان النصروي، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم النجَّار، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عُمَر الأرْغِياني، وعبد الجبار بْن مُحَمَّد الخُواري، وطائفة من العلماء.
صنَّف التفاسير الثلاثة "البسيط" و"الوسيط" و"الوجيز"، وبهذه الأسماء سمَّى الغزالي كُتُبَه الثلاثة فِي الفقه، وصنَّف "أسباب النزول" في مجلد، و"التحبير في شرح أسماء الله الحسنى"، و"شرح ديوانَ المتنبي".
وكان من أئمة العربية واللغة.
وله أيضًا كتاب "الدعوات"، وكتاب "المغازي"، وكتاب "الإغراب فِي الإعراب"، وكتاب "تفسير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"، وكتاب "نفي التحريف عن القرآن الشريف"1.
وتصدَّر للإفادة والتدريس مدّة، وكان معظَّمًا محترمًا، لكنه كان يُزْري على العلماء فيما قيل، ويبسط لسانه فيهم بما لا يليق.
وله شِعرٌ مليح.
توفِّي بنيسابور فِي جُمَادَى الآخرة، وعاش بعده أخوه تسع عشرة سنة.
وقد قال الواحدي فِي مقدمة "البسيط": وأظنني لم آلُ جهْدًا فِي إحكام أُصُول هَذَا العلم على حَسب ما يليق بزماننا. إِلَى أن قال: فأمَّا اللغة فقد درسْتُها على أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف العَرُوضي، وكان قد خنقَ التسعين فِي خدمة الأدب، وروي عن أَبِي مَنْصُور الأزهريّ كتاب "التهذيب"، وأدرك العامري، وجماعة، وسمع أَبَا الْعَبَّاس الأصم، وله مصنَّفات كبار، وقد لازمتُه سِنين، وأخذتُ التفسير عن الثعلبي، والنحو عن أَبِي الْحَسَنِ عليَّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الضرير، وكان من أبرع أَهْل زمانه فِي لطائف النحو وغوامضه، علّقتُ عَنْهُ قريبًا من مائة جزء فِي المسائل المُشْكِلة، وسمعت منه أكثر مصنَّفاته، وقرأت القراءات على جماعة، سمَّاهم وأثنى عليهم.
1 وراجع: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة "1/ 464".
وقد قال الواحديُّ كلمةً تدلُّ على حُسْن نقيّته فيما نقله أبو سعْد السمعانيّ فِي كتاب "التذكرة" له فِي ذِكر الواحديّ.
قال: وكان حقيقًا بكل احترام وإعظام، لكن كان فِيهِ بسْطُ اللسان فِي الأئمة المتقدمين، حَتَّى سمعت أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان عليّ بْن أَحْمَد الواحدي يقول: صنَّف أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ كتاب "حقائق التفسير"، ولو قال إن ذاك تفسير للقرآن لكفِّر بِهِ.
قلتُ: صدقَ واللهِ.
254-
عَبْد الغني بْن الحاجي الهوسمي1:
أبو مُحَمَّد النَّيْسابوري، أحد الزهَّاد المنقطعين إِلَى اللَّه تعالى.
تفقَّه وسمع من: أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وغيره.
ثُمَّ ترهَّب وتوحَّد فِي جبل نيسابور نحوًا من ثلاثين سنة، ويحضر الجمعة.
ثُمَّ شاخ وعجز، وكان يُزار، وعنده قمح من بذر إِبْرَاهِيم عليه السلام، فكان يزرعه ويخبز منه، ويطعم من يزوره. قاله أبو سعْد السَّمعاني.
قال: ومات فِي رمضان سنة ثمان أو تسع وستين وأربعمائة وشيّعه الخلْق.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مَنْصُور الحَرَضي، وغيره، رحمه الله.
255-
عَبْد الْعَزِيز بْن طاهر:
أبو طاهر البابصري، سمع: بْن رزقَوَيْه.
وعنه: أبو السعود بن المجليّ.
وكان مختلّ العقل. قاله الحُمَيْديّ.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
256-
عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن جَنِيّ البيّع2:
أبو الْحَسَن. بغدادي، روى عن: أَبِي الحسن بن رزقويه.
1 المنتخب من السياق "362"[1195] .
2 راجع: المشتبه في أسماء الرجال "1/ 260".
رَوَى عَنْهُ: هبة اللَّه السَّقَطي، وشجاع الذُّهْليّ.
257-
علي بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جدَّا1:
أبو الْحَسَن العُكْبَرِي، الفقيه الحنبلي.
كان شيخًا صالحًا، متعبِّدًا، حسَن التلاوة، فصِيحًا، لسِنًا، مناظِرًا مباحِثًا، له مصنَّف فِي السُّنّة، ومصنَّف فِي الْجَدَل والمناظَرَة.
سمع: أَبَا عليّ بْن شاذان، والبرقاني، وأَبَا علي بْن شهاب العُكُبَرِي، وأبا القاسم بْن بِشْران، وغيرهم.
رَوَى عنه: محمد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القزّاز.
قال ابن خَيْرُون: كان مستورًا صيِّنًا، ثِقَةً.
وقال أبو الحسين بْن الفرّاء: توفِّي فجأةً فِي الصلاة فِي شهر رمضان.
258-
عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن عليَّك2:
أبو القاسم النَّيْسابوريّ.
فاضل عالم من أولاد المحدِّثين.
تنقَّل فِي البلاد، وسكن إصبهان مدّة، وحدَّث بها وببغداد، وأذَرْبَيْجان.
قال الخطيب فِي "تاريخه": حدَّث عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن العلوي، وأبي نُعَيْم عَبْد الملك الإسفرائيني، والحافظ ابن البيِّع، وحمزة المُهَلَّبيّ. كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال ابن نقطة: حدَّث عن: أَبِي الحسين الخفَّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم المُزَكّيّ.
سمع منه: أبو نصر بْن ماكولا، والمؤتمن السّاجيّ.
قلتُ: ورَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي القاضي، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وإسماعيل بن محمد بن الفضل
1 شذرات الذهب "3/ 331"، والمنتظم "8/ 299".
2 تاريخ بغداد "12/ 33"[6402] ، وشذات الذهب "3/ 330، 331".
الحافظ، وأحمد بْن عُمَر الناتاني المقرئ شيخ السِّلَفّي وقال: قدِم علينا تِفْلِيس وتوفِّي بها. قال: ثنا الخفّاف.
قلت: وهو من أكبر شيوخ إِسْمَاعِيل المذكور.
قال ابن السمعاني: سَأَلت إسماعيل عنه، فقال: كتبت عنه وله سماع، ولأبيه حديث، وكان سيئ الرأي فِيهِ.
وسمعتُ مُحَمَّد بْن أَبِي نصْر اللَّفْتُوانيّ يقول: كان أبو القاسم بْن عليَّك على أوقاف الجامع بإصبهان، فحُوسِب، فانكسر عليه مال، وكان للوقف دكان حلواني أَخَذَ من صاحبها حلاوة كثيرة، فكان الناس يضحكون منه ويقولون: ترى الجامع أكل الحلاوة؟! سألتُ أَبَا سَعِيد الْبَغْدَادِيّ عن ابن عليَّك فقال: كان فاضلًا، ما سمعت فِيهِ إلّا خيرًا، وكان والده محدِّثًا كتبَ الكثير، وما سمعت قَدْحًا فِي سماعاته، وكتبَ عَنْهُ الْجَمُّ الغفير "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة" إلّا أنّه كان أشعريا.
وقرأتُ بخطّ أَبِي عليّ البَرَدَانيّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الخاطئ قال: مات ابن عليِّك فِي رابع رجب بِتَفْلِيس.
قلتُ: وللحافظ ابن ناصر من أَبِي القاسم بْن عليِّك إجازة.
259-
علي بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الحميد1:
أبو الفرج البجلي الحريري الهَمَذَاني.
روى عَنْ: أَبِيه، وأبي بَكْر بْن لال، وابن تُرْكوان، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن أَبِي اللَّيْث، وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وعلي بن أحمد بن عبدان، وطائفة بهمذان، وأبي القاسم الحرفي، وأحمد بن علي الجعفري الكوفي، ومحمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني نزيل صنعاء.
قال شيرويه: سمعت منه عامَّة ما مرَّ له، وكان ثقة عدْلًا، من بيت الإمارة والعلم، من أولاد جرير بْن عَبْد اللَّه رضي الله عنه، وكان أحدَ تُنّاءِ بلدنا.
وتوفِّي فِي ثامن وعشرين رمضان، وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
1 الأنساب "3/ 242"، والتقييد لابن النقطة "414"[550] .
قال ابن نُقْطة: حدَّث عن ابن لال "بالسُّنَن" لأبي دَاوُد، حدَّث عَنْهُ: هبة اللَّه ابن أخت الطّويل، وأحمد بْن سعْد العِجْليّ.
260-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصْر الدِّينَوَرِيّ1:
أبو الْحَسَن اللَّبّان، نزيل غَزْنَة.
كان أحد الجوالين فِي الحديث، المَعْنِييّن بجَمْعه.
سمع الكثير وعمَّر حَتَّى رحل الناس إِلَى لُقِيّه، وروى الكثير بغَزْنَة.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدِيّ ببغداد، وأبا عمر الهاشمي بالبصرة، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وأبا بَكْر الحِيري، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن منجوَيْه الحافظ بنَيْسابور، ومحمد بْن عليّ النّقّاش بإصبهان، وهذه حرف.
رَوَى عَنْهُ: مسافر وأحمد أبنا مُحَمَّد بْن عليّ البِسْطاميّ، وأجاز لحنبل بْن عليّ.
قال أبو سعد السَّمعانيّ: سمعت الموفّق بْن عَبْد الكريم الهَرَويّ يقول: كان شيخنا أبو الْحَسَن بْن اللّبّان الدِّينورِيّ بغَزْنَة وعنده "الحِلية" عن أَبِي نُعيْم، فأتاه صوفي ليسمع الكتاب، فقال له: إن هذا الكتاب في ذكر المُمْتَحَنين، فإنْ أردت أن تقرأه فوطِّن نفسك على المحنة، فقال الصُّوفيّ: نعم.
فابتدأ فِي قراءته، فقرأ أيامًا إِلَى أن انتهى إِلَى ذِكر أَبِي حنيفة وذَمَّه، فكان فِي المجلس حنفي، فسَعى بالشيخ إِلَى القاضي، ورُفع الأمر إِلَى السلطان، فأمرَ الشيخَ بلُزُوم بيته، وأغلَق مسجده، ومُنِعَ من التحديث، وكان ذلك فِي آخر عمره، وضُرِب الصُّوفيّ ونُفي، وصحَّت فراسة الشَّيْخ.
تُوُفّي بعد سنة سبْعٍ وستين سنة ثمانٍ.
261-
عَليّ بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن زكريا2:
الحافظ أبو الحسن الزبَحي الْجُرْجاني، مصنف "تاريخ جُرْجان"، وخال الحافظ عبد الله بن يوسف الْجُرْجانيّ.
سمع: أبا بكر الحيري، وأبا سعيد الصيرفي، وحمزة بن يوسف السهمي، وعبد
1 الوافي بالوفيات "22/ 149"، والتقييد لابن النقطة "415"[553] .
2 المنتخب من السياق "385"، وكشف الظنون "1/ 290".
الله بن عبد الرحمن البُنَاني الحُرُضي، وعبد الواحد بن محمد المُنيريّ الْجُرْجاني، وعليّ بن محمد الحنّاطيّ المؤدِّب.
قال السمعاني: هو منسوب إلى الزبَح، وظنّي أنها من قرى جُرْجان، سكن هَرَاة، وتوفِّي بها في صفر، وله ستٌّ وسبعون سنة.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وأبو العلاء صاعد بن سيّار.
والزبَحي: ضبطه أبو نُعَيْم بن الحدّاد، ومحمد بن إبراهيم الْجَرْبَاذْقانيّ بالحَرَكَة، وكنتُ أحسب الزبَحيّ -بالسُّكون، فقيّده ابن نُقْطَة بالفتح.
حرف الميم:
262-
محمد بن أحمد بن أسِيد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن أسيد بن عاصم الثقفي:
الشَّيْخ الصالح أبو بَكْر المَدِينيّ، مات فِي شعبان بإصبهان.
روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
وعنه: أبو نصر البار، ويحيى بن منده، والحسين بن عبد الملك.
وكان عالما، من أكابر أهل أصبهان.
263-
محمد بن أحمد:
الشيخ أبو الفضل التميمي المروزي، أحد أئمة مرو ورؤسائها.
سمع: الحسين بن علي المنصوري.
روى عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي.
264-
محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز1:
أبو نعيم الواسطي المعدل.
سمع: علي بن عبد الرحيم بن غيلان صاحب المحاملي.
وتوفِّي رحمه الله في شعبان.
1 سؤالات الحافظ السلفي "65"[26] .
265-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى1:
أبو تمَّام الهاشمي العباسي.
من ولد مَعْبَد بْن الْعَبَّاس.
سمع: أَبَاه، والحسين بْن الْحَسَن الغَضَائريّ.
وعنه: ابنه عَبْد الرحيم، وأبو بَكْر قاضي المَرِسْتان، وكان صالحًا رئيسًا.
266-
مُحَمَّد بْن عَمُوَيْه:
واسم عَمُوَيْه: عَبْد اللَّه بْن سعد السُّهْرَوَرْدي، جدّ الشَّيْخ أَبِي النجيب، ووالد جد الشَّيْخ شهاب الدين السُّهْرَوَرْديّ.
قال السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَموَيْه يقول: مات أَبِي سنة ثمان وستين وأربعمائة، وقد بلغ من العُمر مائةً وعشرين سنة.
267-
محمد بن القاسم بن حبيب بن بْن عَبْدُوس2:
أبو بَكْر النَّيْسابوريّ الصفَّار الفقيه المفتي الشافعي.
سمع: أَبَا نُعَيْم عَبْد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلوي، وأبا عبد الله الحاكم، وعبد اللَّه بْن يوسف.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه الشحاميّان.
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
وذكره ابن السمعاني فقال: تفقَّه على أَبِي مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ وخلفَه فِي حلقته لمَّا حجَّ، وسمعتُ أَبَا عاصم العبّادي يقول: ما رَأَيْت أحسن فُتْيا منه وأَصْوَب.
قال: وتوفِّي رحمه الله فِي ربيع الآخر.
268-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد3:
القاضي أبو الحسن البيضاوي البغدادي الفقيه، قاضي الكرخ.
1 البداية والنهاية "12/ 113"، والمنتظم "8/ 299".
2 المنتظم "8/ 299"، والبداية والنهاية "12/ 113"، والعبر "3/ 268".
3 الأنساب "2/ 368"، والبداية والنهاية "12/ 113".
خَتَنُ القاضي أَبِي الطيب الطَّبَريّ، وعليه تفقَّه حَتَّى صار من كبار الْأَئِمَّةِ، وكان خيرًا صالحًا، سليم المعتَقَد.
سمع من: أَبِي الْحَسَن بْن الْجُنْدي، وإسماعيل بْن الْحَسَن الصَّرْصَريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الطراح، وأبو عَبْد اللَّه السلال، وقاضي المَرِسْتان.
وقال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا.
وُلِد أبو الْحَسَن سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وتوفِّي رحمه الله في شعبان.
269-
محمد بن مُحَمَّد بْن مَخْلَد:
أبو الْحَسَن الأَزْديّ الواسطي البزّاز.
توفِّي فِي رمضان.
سمع بإفادة أَبِيهِ أَبِي طَالِب من أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بِيرِي، وأبي عَبْد اللَّه العَلَوي، وأبي عليّ مُعَاذ، وابن خَزَفَة، والناس.
قال السِّلفيّ: سَأَلت الحَوْزيّ عَنْهُ فقال: سمع بإفادة أَبِيه، وكان جيّد الأصول، ثقة، جيّد الخَطّ.
تُوُفّي سنة ثمان وستين.
قلت: وقال الحَوْزيّ: إنّ العَلَويّ المذكور، واسمه الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد، ثقة روى عن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشر "مُسْنَد أَحْمَد بْن سِنَان"، وإنَّ آخر مَنْ حدَّث عَنْهُ أبو الْحَسَن بن مَخْلَد، والد أَبِي المفضل.
وذكر الحوْزي أنَّ العَلَويّ أيضًا آخر من حدَّث عن الخليل بْن أَبِي رافع الطّحَان صاحب تميم بْن المنتصر.
270-
مَسْعُود بْن الْمُحْسِن بْن عَبْد الْعَزِيز1:
أبو جَعْفَر البياضي العباسي الشريف، أحد شعراء بغداد المجوّدين.
قال أبو سعد السمعاني: ما أظن أنه سمع شيئًا من الحديث، رُوِيَ لنا من شعره.
1 المنتظم "8/ 300، 301"، والكامل في التاريخ "10/ 101، 102"، والأعلام "7/ 218".
قال أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو سعد الروني، وغيرهما: تُوُفّي فِي ثامن عشر ذي القعدة.
وله ديوان شِعْرٍ معروف، فمنه:
يقولون لي: إنْ كان سمعْك عاشقًا
…
فَمَا بال دمْعُ العين فِي الخدِّ جاريا
فقلت لهم: قد لُمْتُ طَرْفي، فقال لي:
…
أَتَمْنَعُني من أن أساعد جاريا؟
وله:
يا مَن لَبُسْتُ بِهَجْرِهِ ثَوْبَ الضَّنَا
…
حَتَّى خَفِيتُ بِهِ عَنِ العُوّاد
وَأَنِسْتُ بِالسَّهَرِ الطَّوِيلِ فأُنْسِيَتْ
…
أَجْفَانُ عَيْنِي كَيْفَ كَانَ رُقَادِي
إِنْ كَانَ يُوسُفُ بِالْجَمَالِ مقطِّع الأ
…
يدي، فَأَنْتَ مُقَطِّعُ الْأَكْبَادِ
271-
مكّيّ بْن جَابار1:
أبو بَكْر الدينوري الحافظ الفقيه.
رحل، وسمع بمصر والشام، ولقي: خَلَف بْن مُحَمَّد الواسطي، وعبد الغني بْن سَعِيد الأزْدي، وصَدَّقَة بْن الدَّلم الدَّمشقي، وجماعة.
وكتب الكثير، وكان سُفْيانيّ المذهب.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر الحِنَّائيِّ.
قال هبة اللَّه الأكفاني: كَانَتْ له عناية جيدة بمعرفة الرجال.
حدَّث بشيءٍ يسير، وولي القضاء بدَميرة، وامتنع بأخَرة من إسماع الحديث، وكان الخطيب قد طلب أن يسمع منه، فأبى عليه.
توفِّي فِي رجب.
حرف النون:
272-
ناصر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن العباس2:
1 تبصير المنتبه "1/ 330"، ومختصر التاريخ لابن منظور 250/ 236، 237".
2 المنتخب من السياق "361، 362"، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "4/ 27".
أبو نصر الطُّوسيّ الفقيه الشافعي.
من كبار الأئمة. تفقَّه على أَبِي مُحَمَّد الْجُويني، وكانت له كُتُب مفتخرة كثيرة.
روى عن: ابن مَحمِش الزيادي، وأبي بَكْر الحِيريّ.
وأكثر عن المتأخِّرين.
273-
ناصر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُمَر1:
أبو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ التُّركيّ الأصل، صهر أَبِي حكيم الخَبْرِيّ، ووالد الحافظ أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن ناصر، أفنى عمره فِي القراءات وطلب أسانيدها، وكان حاذقًا مجوِّدًا لُغَوِيًّا.
سمع الكثير من كتب اللُّغة، وسمع الناس بقراءته الكثير.
وكان أبو بَكْر الخطيب يرى له ويقدِّمه على من حضر، ويأمره بالقراءة.
وهو الَّذِي قرأ عليه "التاريخ" للناس، وكان ظريفًا صبيحًا مليحًا حيِّيًّا.
مات فِي الشبيبة وقد روى القليل.
سمع: الخطيب، وأبا جَعْفَر بْن المسلمة، والصَّرِيفيني، وهذه الطبقة.
قال ابن ناصر: وُلِدَ أَبِي فِي جمادى الأولى سنة سبعٍ وثلاثين وأربعمائة، وأخبرتني والدتي رابعة بِنْت الخَبْرِيّ أنَّ والدي توفي فِي رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانٍ وستين -رحمه اللَّه تعالى.
قَلت: توفِّي وابنه طفل يرضع بعد، وكان قد قرأ بواسط على غلام الهراس، وببغداد علي: أَبِي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البناء، وجماعة. وكتب بخطه المليح كثيرًا، وصنَّف فِي القراءات كتابًا.
وقد رثاه البارع بقصيدة2.
274-
نصر بْن محمود بْن نصر بْن صالح بن مرداس3:
1 البداية والنهاية "12/ 114"، والمنتظم "8/ 201-303".
2 راجع المنتظم "8/ 301-303"، "16/ 176-179".
3 وفيات الأعيان "4/ 438-441"، والنجوم الزاهرة "5/ 101".
تملّكَ حلب بعد أَبِيهِ سنة، ووثب عليه الأتراك فقتلوه بظاهر حلب، وكان جوادًا ممدَّحًا جيِّد السيرة.
ولابن حيوس فِيهِ مدائح، وقد أجازه مرّةً بألف دينار.
وتملَّك بعده أخوه سابق آخر ملوك بني مرداس.
حرف الياء:
275-
يحيى بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى1:
أَبُو بَكْر بْن الحديدي الطُّلَيْطِليّ.
سمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس، وحمَّاد بْن عمار.
وناظر على: أَبِي بَكْر بْن مغيث.
وكان نبيلًا، متفنِّنًا، فصيحًا، مقدَّمًا فِي الشورى، وكان له مكانة عند المأمون يحيى بْن ذي النون؛ دخل معه قرطبة إذ ملكها، وكان غالبًا عليه، فلمَّا تُوُفّي المأمون استثقله حفيده القادر بالله حَتَّى قُتِلَ بقَصره فِي محرَّم سنة ثمانٍ.
276-
يَعْلَى بْن هبة اللَّه بْن الفُضَيْل2:
أبو صاعد الفُضِيلي، الهَرَويّ، القاضي.
من بقايا الشيوخ بهَرَاة.
روى عن: عَبْد الرَّحمن بْن أَبِي شُريْح، وغيره.
وعنه: أبو الوقت، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ، عاش أربعًا وثمانين سنة.
ومن الرواة عَنْهُ: أبو الفخر جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب الهروي.
277-
يوسف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد3:
أبو القاسم المهرواني الهمذاني.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 669، 670".
2 المعين في طبقات المحدثين "134"[1484] .
3 المنتظم "8/ 303"، والبداية والنهاية "12/ 114".
كان يسكن رباط الزَّوزني، وكان صالحًا، زاهدًا، ورِعًا، ثقة، معَمَّرًا.
سمع: أَبَا أَحْمَد بْن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بن مهدي، وأبا الْحَسَن بن الصلت، وأبا مُحَمَّد بْن البيِّع، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
وخرَّج له أبو بَكْر الخطيب خمسة أجزاء، وابن خيرون ثلاثة أجزاء.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وإسماعيل بْن السَّمَرقندي، وأبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، والأرموي.
توفِّي فِي رابع عشر ذي الحجّة، ودُفِن على باب رباط الزَّوزني.
278-
يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن حسن1:
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الخطيب المحدِّث.
رحل، وصنَّف، وجمعَ الجموع، وانتشرت روايته.
سمع بهمذان: أَبَا سهل عُبَيْد اللَّه بْن زِيرَك، وأبا بَكْر بْن لال، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم التميمي، وأبا طاهر بْن سلمة.
وببغداد: أَبَا أَحْمَد الفرضي، وأبا الْحَسَن بْن الصلت، وابن مَهْديّ الفارسي، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أبو مَنْصُور سعد بْن سَعِيد الخطيب، وأبو عليّ أَحْمَد بْن سعد العجلي، وهبة اللَّه بْن الفَرَج، والرئيس أبو تمام إِبْرَاهِيم بْن أحمد الهَمَذَانيّ البُرُوجِرْديّ2.
قال أبو سعد السمعاني: سمعت هبة اللَّه بْن الفَرَج يقول: كان يوسف بْن مُحَمَّد الخطيب شيخًا كبيرًا صاحب كرامات.
وذكره إلكيا شيرويه الدَّيْلَمي فأثنى عليه، ووصفه بالصِّدق والدّيانة، وقال: مولده في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
قال: وتوفِّي في خامس ذي القعدة.
1 المنتظم "8/ 304"، "16/ 179"، والعبر "3/ 268".
2 البروجردي: نسبة إلى بروجرد، وهي بلدة من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخًا من همدان "الأنساب 2/ 174".
وفيَّات سنة تسع وستين وأربعمائة:
حرف الألف:
279-
أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد1:
أبو الْحَسَن الإسماعيلي النَّيْسابوري، الحاكم المعدل.
حدَّث عن: أَبِي الْحُسَيْن الخفَّاف، ويحيى بْن إِسْمَاعِيل الحربي، وأبي العباس السليطي، وأبي علي الروذباري.
وعُمّر دهرا.
رَوى عَنْه: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذن، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وعبد الغافر الفارسي ووثَّقه.
وكذا وثَّقه ابن السمعاني، وكان يعظ.
إلى أن قال السمعاني: وروى "السُّنَن" لأبي دَاوُد، عن أَبِي عليّ الْحَسَن بْن دَاوُد بْن رضوان السَّمَرْقَنْديّ صاحب ابن داسة.
وقيل: إنه سمعه أيضًا من الرُّوذَبَاريّ.
توفِّي رحمه الله فِي رابع عشر جُمَادَى الآخرة.
280-
أَحْمَد بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن الحَكَم السُّلَميّ الدَّمشقيّ2:
أبو الْحَسَن بْن أَبِي الحديد.
سمع: جدّه، وأباه لِأُمِّهِ أَبَا نصر بْن هارون، وأبا الْحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، لقِيَه بمكّة، وابن أَبِي كامل، وابن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الخطيب، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو محمد ابن الأكفاني، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وعليّ بْن المسلم الفقيه، وطاهر بْن سهل الإسْفَرَائينيّ، وإسماعيل بن السمرقندي، وآخرون.
1 تذكرة الحفاظ "4/ 1275"، والمنتخب من السياق "105، 106"[234] .
2 معجم البلدان "1/ 158، 454"، والعبر "3/ 269".
وكان ثقة جليلًا، متفقدًا لأحوال الطَّلَبة الغرباء. وُلِدَ سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وقال ابن الأكفاني: كان ثقة عَدْلًا رِضي، توفِّي في ربيع الأوَّل.
281-
أحمد بْن محمد بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن سهلويه1:
أبو العباس الطهراني الأصبهاني. وطهران: قرية على باب إصبهان.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
رُويَ عَنْهُ: أَبُو سَعْد أحمد البغدادي.
ومات في رمضان.
وروى عَنْهُ: يحيى بْن مَنْدَهْ، وأبو عليّ الحدّاد.
وهو ابن أخت الجوّاز.
282-
أَسْبَهْدُوست بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن2:
أبو مَنْصُور الدَّيْلَمي الشاعر.
أَخَذَ عن عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن البصري اللغوي، والحسين بْن أَحْمَد بْن حجَّاج المحتسب، وأبي نصر عبد العزيز بن نباتة وروى عنه ديوانه.
وكان شيعيًّا غاليا، ثُمَّ ترك ذلك.
وَفِي شعره سُخْفٌ ومُجُون، ومعانٍ بديعة.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن خَيْرون، وعبيد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز الرسولي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو مَنْصُور القزّاز، وآخرون.
وله فِي أَبِي الفتوح الواعظ، ولم يكن فِي زمانه أحسن منه صورة:
وواعظٍ تَيَّمَنَا وعْظُهُ
…
فعُرفه شِيب بإنكارِ
1 الأنساب "8/ 271".
2 المنتظم "8/ 308"، ووفيات الأعيان "3/ 246، 247".
ينْهى عن الذَّنْب وألْحاظه
…
تأمرُ فِي الذَّنْب بإصرار
وما رأينا قبله واعظًا
…
مُكسِب آثامٍ وأوزارٍ
لسانُهُ يدعو إِلَى جنةٍ
…
ووجهُهُ يدعو إِلَى النارِ
توفِّي رحمه الله فِي ربيع الأول، وله سبع وثمانون سنة.
حرف الحاء:
283-
حاتم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خاتم1:
أبو القاسم التميمي القرطبي، المعروف بابن الطَّرابُلسيّ.
أصله من طرَابُلس الشام.
شيخ معمَّر محدّث مُسْند، مولده بخطّ جدّه فِي نصف شعبان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
سمع من: عُمَر بْن حُسَين بْن نابِل الأُمَويّ صاحب قاسم بْن أصْبغ، ومن أَبِي المطرِّف بْن فُطَيْس الحاكم، ومحمد بْن عُمَر بْن الفخار، وحماد الزاهد، والفقيه أَبِي مُحَمَّد ابن الشقاق، والطلمنكي.
ورحل سنة اثنتين وأربعمائة فلازم أَبَا الْحَسَن القابسي وأكثر عَنْه، إِلَى أن توفِّي الشَّيْخ فِي جمادي الأولى سنة ثلاث، فحجَّ فِي بقية السنة.
وأدرك أَحْمَد بْن فراس العبقسي وسمع منه، وحمل "صحيح مسلم" عن أَبِي سَعِيد السِّجزي عُمَر بْن مُحَمَّد صاحب الْجُلُودي، ولم يكتب بمصر شيئًا.
وأخذ عن أبي عبد الله محمد بْن سُفْيان كتابه "الهادي" فِي القراءات.
وتفقَّه بالقيروان، ودخل بلد الأندلس بعلمٍ جم، وسكن طُلَيْطُلَة، وأخذ بها عن أَبِي مُحَمَّد بْن عَبَّاس الخطيب، وخَلَف بْن أَحْمَد، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم التِّبْرِيزيّ.
وسمعَ ببجّانة من أَبِي القاسم عبد الرحمن الوهراني.
1 هدية العارفين "1/ 259"، الصلة لابن بشكوال "1/ 157-160"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "2/ 67-74".
قال الغساني: كان شيخنا مِمَّنْ عُنِيَ بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي، كتب أكثر كُتُبه بخطّه، وكان مليح الكتابة.
وقال أبو الحسن بن مغيث: كانت كتبه في نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرًا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه، والصبر على ذلك مع كِبَر السنّ.
أَخَذَ عَنْهُ الكبار والصغار لطول سنِّه.
قال: وقد دُعِيَ إِلَى القضاء بقُرْطُبة فأبى، وكان فِي عِداد المشاورين بها، وممن روى عن حاتم: أبو مُحَمَّد بْن عَتّاب.
وكان أسند من بالأندلس فِي زمانه.
توفي رحمه الله في عاشر ذي القعدة.
284-
حيان بْن خلف بْن حُسَيْنِ بْن حيان1:
أبو مروان القرطبي، مَوْلَى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس.
لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي الحُباب النحوي صاحب الفالي، وأبا العلاء صاعد بْن الْحَسَن.
وسمع الحديث من: أَبِي حَفْص عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابل، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب، وأبو الْوَلِيد مالك بْن عَبْد الله السهلي، وأبو علي الغساني، ووصفه بالصدق وقال: وُلِدَ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو عبد اللَّه بْن عَوْن: كان أبو مروان بْن حيّان فصيحًا بليغًا، وكان لا يتعمَّد كذِبًا فِيما يحكيه فِي تاريخه من القصص والأخبار.
قلت: له كتاب "المقتبس فِي تاريخ الأندلس" فِي عشر مجلَّدات، وكتاب "المتين فِي تاريخ الأندلس" أيضًا ستين مجلّدًا، ذكرهما ابن خلِّكان القاضي رحمه الله.
ورآه بعضهم فِي النوم، فسأله عن "التاريخ" الَّذِي عمله، فقال: لقد ندِمُت عليه، إلا أنَّ اللَّه أقالني وغفر لي بلُطْفه.
توفِّي فِي أواخر ربيع الأول.
1 جذوة المقتبس للحميدي "200"، والعبر "3/ 270"، والأعلام "2/ 289".
285-
حيْدر بْن عليّ بْن مُحَمَّد1:
أبو المنَجَّا القحطاني الأنطاكي المالكي، المعبر.
حدَّث بدمشق عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، والقاضي عَبْد الوهاب بْن عليّ المالكي، والحسن بْن علي الكَفَرْطابيّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم الفقيه، وعليّ بْن أَحْمَد بْن قُبَيْس، وأبو الفضل بْن يحيى بْن عليّ القُرَشيّ.
قال ابن الأكفانيّ: كان من أَهْل الدين.
قال: وكان يذكر انه يحفظ فِي علم تعبير الرؤيا عشرة آلاف ورقة.
وثلاثمائة ونيّفًا وسبعين، كان يقول: زدتُ على أستاذي عَبْد الْعَزِيز بْن عليّ الشهرُزُوريّ المالكي بحِفْظ ثلاثمائة وسبعين ورقة.
قلتُ: هكذا كَانَتْ أيُّها اللَّعاب هِمَمُ العلماء وأذهانهم؟ وأين هَذَا من محفوظات علمائنا اليوم!
حرف الراء:
286-
رِزْقُ اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأخضر الأنباريّ2:
أخو أَبِي الْحَسَن الأقطع.
كان ثقة.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن مَهْديّ.
وتوفِّي ليلة عيد الفِطْر.
رَوَى عَنْهُ: قاضي المارِسْتان.
حرف السين:
287-
سليمان بن عبد الرحيم بن محمد3:
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 295، 296"، وتهذيب تاريخ دمشق "5/ 25".
2 المنتظم "8/ 309"، والكامل في التاريخ "10/ 106".
3 الأنساب "4/ 138، 139"، ومعجم البلدان "2/ 259".
أبو العلاء الحَسْنَابَاذيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أَبِي عبد اللَّه بن منده، وإبراهيم بن خرَّشيد قوله.
روى عنه: أبو عبد الله الخلال، وغيره.
مات في ذي الحجة.
حرف الطاء:
288-
طاهر بن أَحْمَد بن بابشاذ1:
أبو الحسن المصري الجوهري النحوي، صاحب التصانيف.
ورد العراق تاجرًا فِي اللؤلؤ، وأخذ عن علمائها، ثُمَّ رجع وخدم بمصر فِي ديوان الرسائل لإصلاح المكاتبات وإعرابها، وقرروا له فِي الشهر خمسين دينارًا، ثُمَّ استعفى من ذلك فِي آخر عمره، وتزهَّد فِي منارة جامع عَمْرو بْن العاص.
وكان شيخ الديار المصرية فِي الأدب، ألَّف شرحًا للجُمَل فِي غاية الحُسْن، وصنَّف كتاب "المحسبة فِي النحو"، ثُمَّ شرحها.
أَخَذَ عَنْهُ: أبو القاسم بْن الفحام المقرئ، ومحمد بْن بركات السَّعِيديّ شيخ ابن برّيّ.
وصنَّف كتابًا سماه "تعليق الفرقة" فِي النحو، ألّفه أيام انقطاعه.
وبَلَغنَا أن سبب تزهُّدِه أنه كان إذا جلس للغداء جاءه سنور2 فوقف بين يديه، فإذا ألقى له شيئًا لا يأكله، بل يحمله ويمضي، فتبِعَه يومًا لينظر أَيْنَ يذهب، فإذا هُوَ يحمله إلى موضع مظلم في الدار، فيه سِنَّورٌ أُخرى عمياء، فيُلْقِيه لها فتأكله، فبُهِتَ من ذلك، وقال: إن الَّذِي سخَّر هَذَا السنور لهذه المسكينة ولم يهمله، قادرٌ أن يُغْنِيني عن هَذَا العالم، فلزم منارة الجامع كما ذكرنا.
1 المنتظم "8/ 309"، والعبر "3/ 271"، والأعلام "3/ 220".
2 السنورة: حيوان أليف من الفصيلة السنورية ورتبة اللواحم، من خير مآكله الفأر، ومنه أهلي وبريّ، وهي سنورة "ج" سنانير.
ثُمَّ خرج ليلة لشيء عرض له، والليلة مقمرة، وَفِي عينيه بقية من النوم، فسقط من المنارة إِلَى سطح الجامع، فمات.
وأبوه من مشيخة أَبِي عَبْد اللَّه الرازي، وقد مرَّ.
حرف الْعَيْنِ:
289-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ1:
أبو القاسم الطوسي الزاهد، المعروف بكركان، من أَهْل الطابران، شيخ الصوفية فِي عصره، ذو المجاهدة والأحوال. خدم الكبار، ولازم الفقراء.
وله الدُّوَيَرة والأصحاب الذين اهتدوا بهدْيه، وكان زكي النَّفْس، مبارَك الصُّحْبَة، بقيت آثاره على المنتمين فِي الطريقة إليه.
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وحمزة بْن عَبْد الْعَزِيز المهلبي، وأحمد بْن الْحَسَن الحِيري، وأصحاب الأصمّ.
قدِمَ بغدادَ فِي صِباه، وسمع بمكة من: محمد بن أبي سَعِيد الإسْفَرائيني، وغيره.
قال السمعاني: ثنا عَنْهُ ابن بنته عَبْد الواحد ابن القُدوة أَبِي علي الفضل الفارمذي، وعبد الجبار.
مات فِي ربيع الأوّل.
290-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَر2 بْن أَحْمَد بن مجيب بْن المجمِّع بْن بحر بن معبد بْن هَزَارْمَرْد:
أبو مُحَمَّد الصريفيني. خطيب صريفين.
اختلفوا فِي نسبه فِي تقديم "مجيب" على "مجمِّع"، وُلِدَ فِي صفر سنة أربعٍ وثمانين.
وسمع: أَبَا القاسم بْن حَبَابَة، وابن أخي ميمي الدّقّاق، وأبا حَفْص الكتاني، وأبا طاهر المخلّص، وأَمَةَ السلام بِنْت القاضي أَحْمَد بْن كامل، وجماعة.
1 وفيات الأعيان "2/ 516، 517"، وتاريخ ابن الوردي "1/ 379".
2 المنتظم "8/ 309، 310"، والكامل في التاريخ "10/ 106"، والبداية والنهاية "12/ 116، 117".
ذكره الخطيب فقال: المعروف والده بَهَزارْمَرد، قدِم بغداد دُفعات، وحدَّث بها، وكان صدوقًا.
وقال أبو سعد السمعاني: هُوَ شيخ صالح خيِّر، صارت إليه الرحلة من الأقطار، وُلِدَ ببغداد وسكن صريفين.
قال: وكان أَحْمَد الناس طريقة، وأجلهم طبقة، وأخلصهم نية، وأصفاهم طوية، سمع من الكبار مثل قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدامغاني، وأبي بَكْر الخطيب، والحميدي، وجدّي أَبِي المظفر السمعاني، وهبة اللَّه الشيرازي، ومحمد بْن طاهر المقدسي.
وثنا عَنْهُ أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وعلي بْن علي بْن سكينة.
وحكى ابن طاهر أن هبة اللَّه بْن عبد الوارث كان مصعدًا إلى الشام، منصرفًا من بغداد، فدخل صريفين، فرأى شيخًا ذا هيئةٍ قاعدًا على باب داره، فسأله: هَلْ سمعت شيئًا؟ فقال: سمعت ابن حَبَابَة، والمخلِّص، وأبا حَفْص الكتاني، وطبقتهم، فتعجب من ذلك، وطالبه بالأُصُول، فأخرج له أُصولًا عُتْقًا بخط ابن البقال، وغيره، وفيها سماعه. فقرأ هبةُ اللَّه ما كان عنده ونَسَخه، ونمَّ الخبر إِلَى عُكْبَرَا، وبغداد.
قال: فرحل الناسُ إليه وسمعوا منه.
وقال أبو الفضل بْن خيرون، أبو محمد بن هزار مرد ثقة، وله أصول جِياد، قرأتُ بخطّ والده: وُلِدَ ابني ليلة الجمعة لخمسٍ خَلَوْن من صَفَر، وسمع من المخلِّص كتاب "النسب"، وكتاب "الفتوح"، وكتاب "المزني"، و"أخبار الأصمعي"، وكتاب "البرّ والصِّلَة"، وكتاب "الزُّهْد" لابن الْمُبَارَك، وكتاب "مُزاح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"، ومن الفوائد جملة.
توفِّي ابن هزارمرد فِي ثالث جُمَادَى الآخرة.
291-
عَبْد الباقي بْن أحمد بن عمر1:
أبو نصر الواعظ.
1 المنتظم "8/ 310"، "16/ 187".
من أَهْل الأدب واللغة والشِّعْر.
سمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا عليّ بْن شاذان.
رَوَى عَنْهُ: يحيى بْن الطراح.
ومات فِي شعبان.
292-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم:
العلامة أبو مُحَمَّد الأصبهاني الشافعي الكروني، مفتي البلد وإمام الجامع العتيق.
سمع: ببغداد من الحمامي، وابن بِشْران.
أرَّخه يحيى بْن مَنْدَهْ.
293-
عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحمن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد1:
أبو مُحَمَّد البَحِيريّ النَّيْسابوريّ.
فقيه خيِّر.
روي مُسْنَد أَبِي عَوَانة عن أَبِي نُعَيْم الأسْفَرائينيّ.
رَوَى عَنْهُ: وجيه الشّحّامي، وهبة الرَّحْمَن القُشَيْريّ.
قرأ عليه أبو المظفّر السمعاني جميع "مُسْنَد أَبِي عَوَانَة".
294-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن طاهر2:
أبو زَيْدُ المُرْسيّ.
روى عن: أَبِي الْوَلِيد بْن مِيقل، وأبي القاسم الإفليليّ.
وحجّ فسمع من أَبِي ذر، وجماعة.
وكان فقيهًا مُفْتيا، عاش اثنتين وستين سنة.
295-
عَبْد الكريم بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن رزمة3:
1 المنتخب من السياق "345، 346"، [1135] .
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 339"[724] .
3 المنتظم "8/ 310"، "16/ 181".
أبو طاهر الخبّاز الكَرْخيّ.
صالح صدوق، صاحب أُصول جِياد.
سمع: أَبَا عُمَر بْن مَهْدي، وأبا الْحَسَن بْن رزقُوَيْه.
رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن أيوب الهَمَذَاني، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعليّ بْن عَبْد السلام، وغيرهم.
ووثَّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون، وقال: توفِّي فِي ثاني عشرين ربيع الآخر.
296-
عُبَيْد اللَّه1:
أبو القاسم، ولد القاضي أبي يَعْلَى بْن الفراء الفقيه، أخو أَبِي الْحُسَيْن وأبي حازم.
قرأ القراءات على: أَبِي بَكْر محمد بن علي الخيَّاط، وأبي علي بن البنَّا.
وتفقَّه على والده، ثُمَّ على: أَبِي جعفر بْن أَبِي مُوسَى.
وسمع من الخطيب. وأكثر من الحديث، وتوسَّع من العلم.
وتوفِّي شابًّا بطريق مكّة، وهو ابن سبْعٍ وعشرين سنة.
حدَّث عَنْهُ: أخوه أبو الْحُسَيْن، وعمر الرُّؤاسي، والمبارك بْن عَبْد الجبَّار.
297-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر بْن اللبَّان2:
المحدِّث. ذُكِرَ فِي العام الماضي.
298-
عُمَر بْن أَحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى3:
الحافظ أبو مَنْصُور الْجُوري الحنفي الصوفي.
كان متعبِّدًا منعزلًا على طريقة السلف، ومن خواص أصحاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي، أكثر عنه، وكتب عنه مصنَّفاته.
1 طبقات الحنابلة "2/ 235، 236".
2 الوافي بالوفيات "22/ 149"، التقييد لابن النقطة "415"، وقد تقدم قريبًا.
3 المنتخب من السياق "369"، والإكمال لابن ماكولا "3/ 11".
وسمع قبله من: أَبِي الْحُسَيْن الخفَّاف، وأبي نُعَيْم عَبْد الملك بْن الْحَسَن، ومحمد بْن الْحُسَيْن العلوي، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ.
وتوفِّي فِي جُمادى الآخرة.
وروى عَنْهُ أيضًا: عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل، وإسماعيل بْن المؤذّن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراوي.
وهو من جُور نَيْسابُور.
حرف الفاء:
299-
الفضل بْن الفَرَج1:
أبو القاسم الأصبهاني الأحدب، من سادة الصُّوفيّة.
كان عابدًا قانتًا مجتهدًا، ترك فراشه ثلاثين سنة، وكان يقوم أكثر الليل، وقد جاوَر مدّةً.
قال يحيى بْن مَنْدَهْ: كان والله للقرآن تاليا، وعن الفَحْشَاء ساهيا، وعن المُنْكَر ناهيا، ومن دُنياه خاليا، وَفِي الأحوال لله شاكرًا.
مات فِجأة فِي الحمام فِي شوّال.
حرف الميم:
300-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هارون2:
أبو الْحَسَن البَرَدَاني الحنبلي الفَرَضيّ.
وُلِد بالبَرَدَان فِي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وسكن بغداد من صِغَره.
وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن رِزْقُوَيْه، وأبا الحسين بْن بشْران، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الفضل التميمي، وأبا الحسن بن الباداء، والحفَّار.
1 لم أقف على ترجمته فيما تحت يدي من مصادر.
2 الأنساب "2/ 136"، والمنتظم "8/ 311"، وهدية العارفين "2/ 33".
رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو عليّ الحافظ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ.
وكان دينًا ثقة، عارفًا بالفرائض. كتب الكثير.
توفِّي فِي ذي القِعْدَة.
301-
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سَعِيد1:
أبو عبد اللَّه بن الفراء الجياني المقرئ.
كان فاضلًا زاهدًا، أَخَذَ القراءات عن مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.
وأقرأ الناس، وحجَّ فِي آخر عمره.
ومات بمكّة.
قرأ عليه بالروايات عليّ بْن يوسف السالمي.
302-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن منظور بْن عَبْد اللَّه بْن منظور القَيْسيّ2:
أبو عُبَد اللَّه الإِشْبيليّ.
حجَّ وجاور سنةً، وسمع "الصحيح" من أَبِي ذَرّ.
وكان من أفاضل الناس، حسن الضَّبْط، جيِّد التقييد، صدوقًا نبيلًا.
توفِّي فِي شوال.
رَوَى عَنْهُ: نسيبه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور، وأبو عليّ الغسّاني، ويونس بْن مُحَمَّد بْن مغيث، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وآخرون.
وكان موصوفًا بالصلاح والفضل، من كبار الأئمّة.
لقي أيضًا أَبَا النجيب الأُرْمَوِي، وأبا عَمْرو السَّفاقسيّ.
وعاش سبعين سنةً رحمه الله.
303-
مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن وهْب:
أبو الحسين الهمذاني البيِّع.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 548"، وغاية النهاية "2/ 63".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 548، 549".
روى عن: ابن تُرْكان، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ الفارسي.
قال شيرويه: سمعتُ منه، وكان صدوقًا. قال لي: وُلِدت سنة 84.
وتوفِّي ثالث عشر جُمَادَى الأولى.
304-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن سِكّينة1:
أبو عُبَد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الأنْماطي.
صالح ورعِ ثقة، وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.
سمع الكثير، لكن ذهبت أصوله فِي النَّهْب؛ نهْب البساسيري.
سمع: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن فارس الغوريّ.
رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وعبد المنعم بْن أَبِي القاسم القُشَيْريّ.
ومات فِي ذي القعدة رحمه الله.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان لا بأس به.
305-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن صالح2:
الأستاذ أبو طاهر الجبُّليّ، ويُعرف بصاحب الجبُّليّ، وبابن العلّاف، وبالمؤدِّب الشاعر.
روى عن: أَبِي عليّ بْن شاذان.
روى عنه: المبارك بن الطيوري، وأبو غالب القزاز، وهبة الله بن عبد الله الواسطي، وجماعة.
قال السلفي: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسدي، أنشدنا أبو طاهر صاحب الْجَبُّليّ لنفسه:
قد سَتَرَتْ وجْهَها عن البَشَرِ
…
بساعدٍ جلّ عِقد مُصْطَبَري
كأنه والعيونُ ترمقه
…
عمود نور في دارة القمر
1 تاريخ بغداد "11/ 401"، والمنتظم "8/ 311"، والبداية والنهاية "12/ 117".
2 الوافي بالوفيات "4/ 128".
وممّا سار له قوله:
أتأذَنُ لي فِي أن أبُثَّك ما ألقي؟
…
فلستُ وَإنْ دام التَّجَلُّد ليّ أبقا
حَظَرت على طَرْفي الهجوع فلم أَنَمْ
…
وأطْلقت عيني بالدموع فَمَا ترقا
جرى فِي مجاري الروح حُبُّكَ وانْثَنَى
…
فلم يُبْق لي عظمًا ولم يُبْقِ لي عِرْقا
أيا مُتْلِفي شَوْقًا، ويا مُحْرِقي جَوًى
…
ويا مُلْبِسي سُقْمًا، ويا قاتلي عِشْقا
أرى كل مملوكٍ يُسر بعتْقِه
…
سواي، فَإِنِّي عاشقٌ أكْره العتْقا
توفِّي رحمه الله فِي المارستان عن ستٍ وثمانين سنه.
306-
مُعَاوِيَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُعارك1:
أبو عَبْد الرَّحْمَن العقيقي القُرْطُبيّ.
شيخ محدِّث ومقرئ مجوّد.
روى عن: عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابِل، وأبي بَكْر بْن وافد القاضي، وأبي القاسم الوَهْراني، وأبي المطرِّف القَنَازِعي، وأبي مُحَمَّد بْن بنّوش، ويونس بْن مغيث.
وعني بالعلم وسماعه وتقييده، وكان مجوِّدًا للقرآن.
وكان ينوب في إمامة جامع قُرْطُبة.
ودُفِنَ يوم عيد الفِطْر.
307-
مغيث بْن مُحَمَّد بْن يونس بْن عَبْد الله بن مُحَمَّد بْن مُغيث2:
أبو الْحَسَن القرطبي.
لزِم جدَّه يُونُس وأكثر عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: حفيده يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث.
وتوفِّي فِي ربيع الأوّل محبوسًا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به -قدَّس اللَّه روحه، عن ست وسبعين سنة.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 614، 615".
2 انظر السابق.
حرف النون:
308-
نجا بْن أَحْمَد بْن عَمْرو بْن حرب1:
أبو الْحُسَيْن الدَّمشقيّ العطار المحدِّث.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار، وأبا علي، وأبا الْحُسَيْن ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، ومحمد بْن الْحُسَيْن الطّفّال الْمَصْرِي، وخلقًا سواهم.
وكتب الكثير وخرّج لنفسه مُعْجَمًا.
رَوَى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الْعَزِيز الكتاني وهو من شيوخه، وعمر الرؤآسي، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم الفقيه.
وقد سمع ببيروت من عَبْد الوهاب بْن برهان، وبمكّة، ومصر.
قال غيث الأرمنازي: كان سماعه صحيحًا، إلا أنه لم يكن له فَهْمٌ بالحديث؛ ففي مُعْجَمه من الخطأ والتصحيف ما اللَّه بْه عليم. وُلِدَ سنة أربعمائة، وتوفِّي فِي عاشر صَفَر، وأوّل سماعه بعد الثلاثين.
حرف الياء:
309-
يحيى بْن عليّ بْن محمد2:
أبو القاسم الحمدويي الكُشْمِيهَنيّ، المَرْوَزِي، الفقيه الشافعي.
قال السمعاني: كان فقيهًا، مدرِّسًا، ورِعًا، متقنًا. قيل: إنه تفقَّه على أَبِي مُحَمَّد والد إمام الحرمين، وسمع الحديث وأملى عدة مجالس.
وحجَّ سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة.
سمع: أَبَاه، وأبا الهيثم مُحَمَّد بْن مكّيّ الكُشْمِيهَني، كذا قال ابن السمعاني، وأبا سعد الماليني، وأَبَا بَكْر البَرْقاني، وأبا عليّ بْن شاذان.
1 ميزان الاعتدال "4/ 248"، ومعجم المؤلفين "13/ 76".
2 الأنساب "4/ 211"، واللباب "1/ 378".
وفيَّات سنة سبعين وأربعمائة:
حرف الألف:
310-
أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان1:
أَبُو عَبْد اللَّه الواسطي التاجر.
سمع: أَبَا أحمد بن أبي مسلم الفرضي، وأبا عمر بْن مَهْدي، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن بشران.
وروي اليسير.
وتوفِّي بخوزستان.
رَوَى عَنْهُ: أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
توفِّي فِي ربيع الأوّل، وقد خانق السبعين.
311-
أَحْمَد بْن عَبْد الملك بْن عليّ بن أحمد عَبْد الصمد بْن بَكْر2:
أبو صالح النَّيْسابوري، المؤذِّن الحافظ الصُّوفيّ.
محدِّث نَيْسابور.
سمع: أَبَا نعيم عبد الملك الإسفرائيني، وأبا الحسن العلوي، وأبا طاهر الزيادي، وأبا يَعْلي المهلَّبَي، وعبد الله بن يوسف بن مامويه، وأبا عبد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلميّ، وخلْقًا من أصحاب الأصم.
ورحل فسمع بجُرْجَان من حَمْزَة بْن يوسف الحافظ، وبإصبهان من أبي نعيم، وببغداد من أبي القاسم بن بشْران، وبدمشق من: المسدَّد الأُمْلُوكي، وعبد الرَّحْمَن بْن الطُّبَيز، وأمثالهم.
وبمكَّة من أَبِي ذَرّ الهَرَوي، وبَمْنبج من الْحَسَن بْن الأشعث المَنْبِجِيّ.
وصَحِب فِي الطريقة أَبَا عليّ الدّقّاق، وأحمد بن نصر الطالقاني.
1 المنتظم "8/ 313"، "16/ 192".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1162-1165"، والنجوم الزاهرة "5/ 106".
وعمل مسوَّدَة "تاريخ مَرْو".
قال زاهر الشّحّاميّ: خرَّج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له، وقال الخطيب: قدِمَ أبو صالح علينا في حياة ابن بشران، وكتب عنِّي وكتبت عَنْهُ، وقال لي: أوَّل سماعي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكنتُ إذ ذاك قد حفظت القرآن. وكان ثقة.
قلت: وُلِدَ سنة ثمانٍ وثمانين، وأوَّل سماعه كان من أَبِي نُعَيْم الإسْفَرائيني لمَّا قَدِمَ نيسابور، وحدَّث بمُسْنَد الحافظ أَبِي عَوَانَة.
وذكره أبو سعد السمعاني فقال: صوفي، حافظ، متقن، نسيج وحده فِي الجمع والإفادة، وكان الاعتماد عليه فِي الودائع من كُتُب الحديث التي فِي الخزائن الموروثة عن المشايخ، والموقوفة على أصحاب الحديث، فيتعهَّد حفظها، ويتولَّى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد، وغير ذلك، ويؤذن فِي المدرسة البَيْهَقّية مدة سنين احتسابًا، ووعظ المسلمين وذكَّرهم الأذكار فِي الليالي فِي المأذنة، وكان يأخذ صَدَقَات الرؤساء والتُّجّار ويوصِّلها إِلَى المستحقين والمستورين.
قلت: روى عَنْهُ ابنه إِسْمَاعِيل، وزاهر ووجيه ابنا الشّحّامي، وعبد الكريم بْن الحسين البسطامي، ومحمد بْن الفضل الْفُرَاوِيّ، وعبد المنعم بْن القُشَيْري، وأبو الأسعد القُشَيْري، وآخرون.
وقال الحافظ عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل: أبو صالح المؤذن، الأمين، المتقن، المحدِّث، الصوفي، نسيج وحده فِي طريقته، وجمعه، وإفادته، ما رأينا مثله، حَفِظَ القرآن، وجمع الأحاديث، وسمع الكثير، وجمع الأبواب والشيوخ، وأذن سنين حسبةً، وتوفِّي فِي سابع رمضان. وكان يحُثُّني على معرفة الحديث، ولم أتمكَّن من جمع هَذَا الكتاب إلا من مسودَّاته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها فيما أحتاج إِلَى معرفته وتخريجه.
إِلَى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رَأَيْت منه لسودت أوراقًا جمَّة، وما انتهيت إِلَى استيفاء ذلك، سمعتُ منه كتاب "الحلية" لأبي نعيم بتمامه، و"معجم الطبراني"، و"مسند
الطيالسي"، و"الأحاديث الألف"، وما تفرَّغ لعقد الإملاء من كثرة ما هُوَ بصدده من الاشتغال والقراءة عليه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَا زَاهِرٌ، أَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ، ثنا عبد الرحمن بن بشر، ثنا بِشْرِ بْنِ السَّرِيّ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُراجِعَها1.
وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهَمَذَانيّ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا المزكي يقول: ما يقدر أحد أن يكذب فِي الحديث فِي هَذِهِ البلدة وأبو صالح حيٌ.
وسمعتُ أَبَا المظفر مَنْصُور بْن السمعاني يقول: إذا دخلتم على أَبِي صالح فادخلوا بالحُرْمة، فإنه نجم الزمان، وشيخ وقته فِي هَذَا الأوان.
قال أبو سعد السمعاني: رآه بعض الصالحين ليلة وفاته، كأن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قد أَخَذَ بيده وقال له: جزاك اللَّه عنِّي خيرًا، فنِعْمَ ما أقمت بحقي، ونِعْمَ ما أدَّيتَ من قولي، ونشرت من سُنَّتي.
312-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن النَّقُّور2:
أبو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ البزّاز، مُسْنِد العراق فِي وقته.
رحل الناسُ إليه من الأقطار، وتفرَّد فِي الدنيا بنسَخٍ رواها البغوي عن أشياخه؛ نسخة هُدْبة بْن خَالِد، ونسخة كامل بن طلحة، ونسخة عمر بن زرارة، ونسخة مُصْعب الزُّبَيْريّ.
وكان مُتَحَرِّيا فيما يرويه.
سمع: علي بْن عُمَر الحربي، وعلي بْن عَبْد العزيز بن مردك، وعبيد اللَّه بْن حَبَابَة، وعمر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخلص، ومحمد ابن أخي ميمي الدقاق.
1 حديث صحيح: أخرجه البخاري "4908"، "5251"، ومسلم "1471"، وأبو داود "2179"، والترمذي "1175، 1176"، وابن ماجه "2019"، والترمذي "1175، 1176"، وابن ماجه "2019" وغيرهم.
2 المنتظم "8/ 314"، والعبر "3/ 272، 273".
روى عنه: الخطيب، وأبو بكر ابن الخاضبة، وابن طاهر المقدسي، والمؤتمن السَّاجي، والحسين بْن عليّ سبط الخياط، وإسماعيل بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو البركات عمرو بْن إِبْرَاهِيم الحسيني الكوفي، وأبو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صرما، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المهتدي بالله، وأبو نصر أَحْمَد بْن علي الغازي الأصبهاني، وأبو سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزوزني، وأبو نصر إِبْرَاهِيم بْن الفضل البَأر، وأبو البدر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكرخي، والقاضي مُحَمَّد بْن عُمَر الأرموي، وخلق كثير.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
وقال ابن خيرون: هُوَ ثقة.
وقال الْحُسَيْن سبط الخيام: كنَّا نكون فِي مجلس ابن النقور، فإذا تكلم أحدٌ من الحلقة قال لكاتب الأسماء: لا تكتب اسمه.
وقال أبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام: كان أبو مُحَمَّد التميمي يحضر مجلسه ويسمع منه، ويقول: حديث ابن النَّقُّور سبيكة الذَّهَب.
وكان يأخذ على نسخة طالوت بْن عَبّاد دينارًا.
قال ابن ناصر: وإنمّا أَخَذَ ذلك لأنَّ الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشيرازي أفتاه بِذَلِك؛ لأنَّ أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله، وكان أيضًا يمنع من ينسخ فِي سماع الحديث.
وقال أبو عليّ الْحَسَن بْن مَسْعُود الدَّمشقيّ ابن الوزير: كان ابن النَّقُّور يأخذ على جزء طالوت دينارًا، فجاء غريب فقير، فأراد أن يسمعه، فقرأه عليه، عن شيخه، قال: ثنا البغوي، ثنا أبو عثمان الصَّيْرَفي، فَمَا عرف ابن النَّقُّور أنه طالوت، وحصل للغريب الجزء كذلك.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فِي جُمَادَى الأولى.
ومات فِي سادس عشر رجب.
وآخر من روى حديثه عاليا الأَبَرْقُوهيّ.
313-
أحمد بن محمد بن يعقوب1 بن حُمَّدوه:
ويقال حُمَّدويه،
1 طبقات الحنابلة "2/ 242"، والمنتظم "8/ 313".
أبو بَكْر الْبَغْدَادِيّ المقرئ الرّزّاز.
من أَهْل النَّصْرية.
عُمّر، وكان آخر من حدَّث عن أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون.
سمع: ابن سمعون، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الْحُسَيْن بْن بشْران، وأبا نصر بْن حسْنُون النَّرسيّ.
وقرأ لعاصم على الحمامي.
ووُلِدَ فِي صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنْماطي، والمبارك السِّمِّذيّ وأبو بَكْر القاضي.
قال أبو سعْد السمعاني: كان زاهدًا، منقطعًا، حسن الطريقة، خشنها، أجهد نفسه فِي الطاعة والعبادة، ودرس عليه خلق القرآن.
قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
وقال غيره: توفِّي فِي ذي الحجة.
314-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد1:
أبو صالح السّواجيّ الفقيه.
شيخ رئيس، بهيٌّ ظريفٌ لطيف.
سمع من: عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.
ولم يحدِّث.
وقد صاهر بيت القُشَيْريّ.
315-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى:
أبو طاهر الحربي الدلّال.
سمع: ابن رزقُوَيْه، وأبا الْحُسَيْن بْن بشران.
1 المنتخب من السياق "118"[262] .
وعنه: عَبْد اللَّه بْن السَّمَرْقَنْدي، وغيره.
توفِّي فِي ربيع الآخر.
316-
إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عُثْمَان بْن وَرْدُون1:
أبو إِسْحَاق النُّمَيْريّ الأندلسي.
من أَهْل المَرِيّة، روى عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الوَهْراني، وأبي عَبْد اللَّه بْن حمّود، وعمر بْن يوسف.
وكان مَعْنِيا بالعلم والرّواية.
أَخَذَ الناس عَنْهُ الكثير.
قال ابن بَشْكُوال: أنبأ عَنْهُ غير واحد من شيوخنا، واسْتُقْضِيّ بالمَرِيّة فِي سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وعُزِل بعد سنتين.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
حرف الحاء:
317-
الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن طلاب2:
أبو نصْر القُرَشيّ الدَّمشقيّ الخطيب.
مَوْلَى عِيسَى بْن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْحُسَيْن بْن جُمَيْع "مُعْجَمَه".
وعن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الحديد، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وعطية اللَّه الصَّيْداويّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الحديد، وعمر الرُّؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيْس، وجمال الْإِسْلَام، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وقال النسيب: هُوَ ثقة أمين.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 96، 97".
2 العبر "3/ 273"، والوافي بالوفيات "13/ 48، 49".
وقال ابن قُبَيْس: كان ابن طَلَّاب قد كَسب فِي الوكالة كسْبًا عظيمًا، فحدَّثني قال: لمّا استوفيت سبعين سنةً قلت: أكثر ما أعيش عشر سِنين أخرى، فجعلت لكلّ سنة مائة دينار.
قال: فعاش أكثر من ذلك، وكان له مِلْكٌ بالشّاغور.
وقال النسيب: سَأَلْتُهُ عن مولده، فقال: فِي آخر سنة تسعٍ وسبعين، ودُفِنَ بباب الصغير.
قال: وكان فاضلًا كثير الدّرْس للقرآن، ثقة، مأمونا.
قال: وكان يخطب للمصريين، ثُمَّ تخلَّى عن ذلك.
وذكر النسيب أنه مات بَصْيدا فِي المحرَّم، والأول أصح.
حرف السين:
318-
سعد بْن عليّ1:
أبو الوفاء النَسَويّ.
حدَّث بأطْرابُلُس "بالبخاري" فِي هَذِهِ السَّنة، وادَّعى أنه سمعه من مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُلَيْجَة، عن الفِرَبْريّ، وكذا افترى أنه سمع من إِبْرَاهِيم الشرابي، وحدَّثه عن عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه، فكَذَب.
حرف الطاء:
319-
طَلْحَة بْن أَحْمَد:
أبو القاسم الأصبهاني القصَّار الغسّال، المالكّي.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.
روى عَنْهُ: أبو نصر البأَّر، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال.
مات في ربيع الآخر.
1 ميزان الاعتدال "2/ 142"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 92".
حرف الْعَيْنِ:
320-
العاص بْن خَلَف1:
أبو الحَكَم الإشبيليّ المقرئ.
مصنِّف "المذكرة" فِي القراءات السَّبْع، وكتاب "التّهذيب".
ذكره ابن بَشْكُوال مختصرًا.
321-
عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي الخلال2:
أبو القاسم الْبَغْدَادِيّ.
قال السمعاني: كان شيخًا صالحًا صدوقًا، صحيح السماع، من أولاد المحدثين، بكَّر به أَبُوهُ لسماع الحديث، وسمعه من عُمَر بن إبراهيم الكتاني، وأبي الحسن ابن الْجُنْدي، وأبي طاهر المخلص، وأبي القاسم الصَّيْدلاني، وغيرهم.
وعُمّر حَتَّى نقل عَنْهُ الكثير.
روى لنا عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الفضل بْن المهتدي باللَّه، وأبو الْحَسَن بْن صِرْما، وجماعة سواهم.
ووثّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون.
وقال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. وقال لي: وُلِدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وقال شجاع الذُّهْليّ: توفِّي فِي ثامن عشر صَفَر.
322-
عَبْد الخالق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد3 بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن العبّاس بْن عَبْد المطلب بن هاشم:
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 451"، ومعجم المؤلفين "5/ 51".
2 المنتظم "8/ 314، 315"، والبداية والنهاية "12/ 118".
3 العبر "3/ 273، 274"، والبداية والنهاية "12/ 119".
الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي الفقيه.
إمام الطائفة الحنبلية فِي زمانه بلا مُدافعة.
سمع: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وأبا الحسين بْن الحَرَّاني، وأبا مُحَمَّد الخلّال، وأبا إِسْحَاق البرمكي، وأبا طَالِب العُشَاريّ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وغيره.
وهو أجلّ أصحاب القاضي أَبِي يَعْلَى.
قال السمعاني: كان حَسَن الكلام فِي المناظرة، ورِعًا زاهدا، متقِنًا، عالمًا بأحكام القرآن والفرائض، مَرْضِيّ الطريقة.
وقال أبو الْحُسَيْن بْن الفراء: لِزمَتُه خمسَ سِنين.
قال: وكان إذا بلغه مُنْكَر قد ظهر عظُم ذلك عليه جدًّا، وكان شديدًا على المبتدِعة، لم تَزَلْ كلمته عالية عليهم، وأصحابُه يقمعونهم، ولا يردّ يدَه عَنْهُمْ أحد، وكان عفيفًا نزها، وكان يدرِّس بمسجده، ثُمَّ انتقل إِلَى الجانب الشرقي يدرِّس فِي مسجد آخر، ثُمَّ انتقل فِي سنة ستٍّ وستين لأجل ما لحق نهر المُعَلَّى من الغرق إِلَى باب الطاق، ودرَّس بجامع المهديّ.
ولما احتضر القاضي أبو يَعْلَى أوصى أن يغسّله الشريف أبو جعفر، فلما احْتِضِر القائم بأمر اللَّه أوصى أيضًا أن يغسّله، ففعل.
وكان قد وصَّى له القائم بأمر اللَّه بأشياء كثيرة، فلم يأخذْها، فَقِيل له: خُذْ قميص أمير المؤمنين للبركة، فأخذ فُوطته فنشّف بها القائم، وقال: قد لحِق الفُوطة بركة أمير المؤمنين.
ثُمَّ استدعاه المقتدي، فبايعه منفردًا.
ولمّا توفِّي كان يوم جنازته يومًا مشهودًا، وحُفِر له إِلَى جانب قبر الإمام أحمد، ولزم الناس قبره ليلًا نهارًا، حَتَّى قيل: خُتِمَ على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة.
ورُؤي فِي النوم، فَقِيل له: ما فعل اللَّه بك؟ قال: لَقِيني أَحْمَد بْن حنبل فقال: يا أَبَا جَعْفَر، لقد جاهدتَ فِي اللَّه حقَّ جهاده، وقد أعطاك اللَّه الرضا.
وطوَّل ترجمته ابن الفرَّاء إِلَى أن قال فيها: وأُخِذ الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى فِي فتنة أَبِي نصر بْن القُشَيْري، وحُبِس أيامًا، فسرد الصَّوم وقال: ما آكل لأحدٍ شيئًا.
ودخلتُ عليه فِي تلك الأيام، فرأيته يقرأ فِي المصحف، فقال لي: قال اللَّه تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة} [البقرة: 45] ، الصَّبرُ الصوم، ولم يُفْطِر إِلَى أن بلغ منه المرض، فَلَمَّا ثَقُل وضجّ الناس من حبْسه، أُخرج إِلَى الحريم الطاهري، فمات هناك.
ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة.
وقال شجاع: توفِّي فِي نصف صفر سنة سبعين رحمه الله ورضي عَنْهُ.
323-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَهْ:
واسمه إِبْرَاهِيم بْن الْوَلِيد1، أبو القاسم ابن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه العبدي الأصبهاني.
كان كبير الشأن، جليل المقدار، حسن الخط، واسع الرواية، أمّارًا بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، ذا وقارٍ وسكون وسَمْتٍ. له أصحاب وأتْباع يقتفون بآثاره.
وُلِدَ سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وهو أكبر الإخوة، أجاز له زاهر بْن أَحْمَد السَّرْخَسِي، وسمع الكثير من: أَبِيه، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الجلاب، وأبي بَكْر بْن مردويه، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهري، وأبي ذر بن الطَّبَراني، وأبي عُمَر الطَّلْحيّ.
وسافر إِلَى بغداد سنة ست وأربعمائة، فأدرك نفرًا من أصحاب المَحَامِلي، وسمع بواسط من ابن خزَفَة الواسطي، وبمكة من أَبِي الْحَسَن بْن جَهْضَم، وابن نظيف الفرّاء.
وسمع بشيراز، والدِّينَور، وهَمَذَان، ودخل نيسابور، وسمع من: أَبِي بَكْر الحِيري، ولم يروِ عَنْهُ لأشعريته، كما فعل شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي، فإنه قال: تركت الحِيريّ لله.
1 المنتظم "8/ 315"، والنجوم الزاهرة "5/ 105".
وقال أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق: وُلِدَ الشَّيْخ السديد أبو القاسم عَبْد الرَّحْمَن فِي سنة إحدى وثمانين، فِي السنة التي مات فيها أَبُو بَكْر بْن المقري.
قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تُعَدّ، وأقول أَنَا: ومَن أَنَا لنشر فضيلته؟ سمع من أَبِيهِ، ثُمَّ سمى أشياخه، إِلَى أن قال: وكان صاحب خُلُق وفُتُوة، وسخاء وبهاء، والإجازة كَانَتْ عنده قوية.
وكان يقول: ما حدَّثتُ بحديث إلا على سبيل الإجازة، كي لا أُوبَق، فأدخل فِي كتاب أَهْل البِدْعة.
وله تصانيف كثيرة، ورُدُود جمَّة على المبتدعين والمنحرفين فِي صفات اللَّه تعالى وغيرها.
وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبي عَبْد اللَّه الحاكم، وحمد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني ثُمَّ الرّازي، ومحمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي.
روى لنا عَنْهُ: أبو نصر الغازي، وأبو سعد الْبَغْدَادِي، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو بَكْر الباغْبان، وأبو عَبْد اللَّه الدّقّاق، وجماعة كثيرة.
قال ابن طاهر المقدسي: سمعتُ أَبَا علي الدّقّاق بإصبهان يقول: سمعتُ أَبَا القاسم بْن مَنْدَهْ يقول: قرأتُ على أَبِي أَحْمَد الفَرَضيّ ببغداد جزءًا فأردت أخْذَ خطّه بِذَلِك، فقال: يا بُنيّ، لو قال لك قائلٌ بإصبهان: ليس هَذَا خطّ فلان، بم كنت تجيبه؟ ومَن كان يشهد لك؟ قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخٍ خطًّا.
قال السمعاني: سمعتُ الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال يقول: سمعتُ أَبَا القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه الحافظ يقول: قد تعجَّبت من حالي فِي سَفَري وحَضَري مع الأقربين منّي والأبعدين، والعارفين بي والمُنْكِرين، فإنّي وجدتُ بمكة وبخُراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها، من صِبايّ وإلى هَذَا الوقت، أكثر من لقيته بها، موافقًا أو مخالفًا، دعاني إِلَى مساعدته على ما يقوله، وتصديق قوله، والشهادة له فِي فِعْله على قبولٍ ورِضى، فإنْ كنت صدقته فيما كان يقوله، وأجزت له ذلك كما يفعل أَهْل هَذَا الزّمان، سماني موافقًا، وإنْ وقفتُ فِي حرف من قوله، وَفِي شيء من فِعله، سمَّاني مخالفًا، وإنْ ذكرت في واحد منهما أنَّ الكتاب والسُّنّة بخلاف ذلك
سمَّاني خارجيًّا، وإنْ قرئَ عليَّ حديثٌ فِي التوحيد سمَّاني مشبِّهًا، وإنْ كان فِي الرؤية سمَّاني سالميًّا.
إِلَى أن قال: وأنا متمسكٌ بالكتاب والسُّنّة، متبرّئ إِلَى اللَّه من الشِّبْه والمِثْل، والضد والنّد، والجسم والأعضاء والآلات، متبرّئ إِلَى اللَّه مِن كل ما يشبه الناسبون إليّ، ويدّعيه المدّعون عليّ، ومن أن أقول فِي اللَّه شيئًا مِن ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهّمه، أو أتجرّأه، أو أنتحله، أو أصفه به، وإن كان على وجه الحكاية سبحانه وتعالى عمَّا يقولُ الظالمون عُلُوًّا كبيرًا.
وقال أبو زكريّا يحيى بْن مَنْدَهْ: كان عمِّي رحمه الله سيفًا على أَهْل البِدَع، وأكبر من أن يُثني عليه مثلي، كان والله آمِرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، وفي الغدوِّ والآصال ذاكرًا، ولنفِسه فِي المصالح قاهرًا، فأعقب اللَّه من ذكَره بالشّرّ الندامة إِلَى يوم القيامة، وكان عظيم الحِلْم كثير العلم.
وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين.
قرأت عليه حكاية شُعبة: مَن كتبُ عَنْهُ حديثًا فأنا له عبدٌ، فقال عمِّي: مَن كَتب عني حديثًا فأنا له عبْدٌ.
وسمع أبي أبا عمرو يقول: اتّفق أنَّ ليلةً كُنَّا مجتمعين للإفطار فِي رمضان، وكان الحَرُّ شديدًا، وكنَّا نأكل ونشرب، وكان عَبْد الرَّحْمَن يأكل ولا يشرب، فقلتُ أَنَا على سبيل اللَّعِب: مِن عادة أخي أن يأكل ليلةً ولا يشرب، ويشرب ليلةً أخرى ولا يأكل.
قال: فَمَا شرب تلك الليلة، وَفِي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل. فلمَّا كَانَتِ الليلة الثالثة قال: أيها الأخ، لا تلعب بعد هَذَا بِمِثْلِه، فَإِنِّي ما اشتهيت أن أكذِّبك.
قلت: وقال الدّقّاق فِي رسالته: أول شيخ سمعتُ منه الشَّيْخ الْإِمَام السّيّد السديد الأوحد أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، فرزقني اللَّه جل جلاله ببركته وحُسْن نيّته، وجميل سيرته، وعزيز طريقته، فَهْمَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وكان جِذْعًا فِي أعيُن المخالفين؛ أَهْل البِدَع والتّبدّع المتنطّعين، وكان مِمَّنْ لا يخاف فِي اللَّه لومه لائم، ووَصْفُه أكثر من أن يحصَى.
ذكر أبو بَكْر أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد اللُّورُدجاني أنه سمع من لفظ أبي
القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ اللَّه الْإِسْلَام برجُلَين؛ أحدهما بإصبهان، والآخر بهَرَاة؛ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ.
وقال السمعاني: سمعتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الرّضا العَلَويّ يقول: سمعتُ خالي أَبَا طَالِب بْن طَبَاطَبَا يقول: كنت أشتمُ أبدًا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ إذا سمعتُ ذِكره، أو جرى ذِكْره فِي محفَل، فسافرت إِلَى جَرْباذَقْان، فرأيت أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه فِي المنام، ويده فِي يد رَجُل عليه جُبّة زرقاء، وَفِي عينه نكتة، فسلّمتُ عليه، فلم يردّ وقال: لِم تشتُم هَذَا إذا سمعت اسمه؟ فقيل لي في هذا المنام: هَذَا أمير المؤمنين عُمَر، وهذا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.
فانتبهت، ثُمَّ رجعتُ إِلَى إصبهان، وقصدت الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، فلمَّا دخلت عليه ورأيته، صادفته على النَّعت الَّذِي رَأَيْته فِي المنام، وعليه جُبّة زرقاء، فلمَّا سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أَبَا طَالِب. وقبل ذلك ما رآني ولا رَأَيْته، فقال لي قبل أن أكلّمّه: شيءٌ حرَّمه اللَّه ورسوله، يجوز لنا أنْ نُحلَّه؟ فقلتُ له: اجعلني فِي حِلٍّ، ونَشَدْتُه اللَّه، وقبَّلت عينيه، فقال: جعلتك فِي حلٍّ فيما يرجع إليَّ.
قال السمعاني: سألت أبا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه، فسكت ساعة وتوقف، فراجعته، فقال: سمع الكثير، وخالف أَبَاهُ فِي مسائل، وأعَرض عَنْهُ مشايخ الوقت، وما تركني أَبِي أسمع منه.
ثُمَّ قال: كان أخوه خيرًا منه.
وقال المؤيّد ابن الإخوة: سمعت عَبْد اللطيف بْن أَبِي سعد الْبَغْدَادِي، سمعت أَبِي، سمعتُ صاعد بْن سيّار الهَرَويّ، سمعت الْإِمَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يقول فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ: كان مضرَّته فِي الْإِسْلَام أكثر من مَنْفَعَته.
ذكر يحيى أن عمَّه توفِّي فِي سادس عشر شوال، وغسّله أَحْمَد بْن مُحَمَّد البقَّال، وصلى عليه أخوه عَبْد الوهاب، وحضَر جنازته مَن لا يعلم عدَدَهم إلا اللَّه عز وجل.
وأوّل ما قُرِئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة.
سمع عليه: عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مقرن.
324-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن:
أبو القاسم النيسابوري، المعروف بالحافظ.
قدِمَ همذان فِي هَذَا العام، وحدَّث عن: أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الإسفرائيني، وأبي العلاء صاعد بْن مُحَمَّد، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكيّ.
325-
عَبْد الرزّاق بْن سلْهب الأصبهاني:
صالح خير.
روى عن: أبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
وقع من سلَّمٍ فمات فِي ذي القعدة.
وكان خيَّاطًا.
326-
عَبْد الكريم بْن أَبِي حاتم السِّجِسْتانيّ:
أبو بِشْر الحافظ.
توفِّي فِي هَذَه السنة بسِجِسْتان.
327-
عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن1:
أبو سعْد السَّرْخَسِيّ الحنفي، من علماء بغداد.
ولِيَ قضاء البصرة، وبها مات فِي شوال.
سمع من: هلال الحفَّار ببغداد، ومن عليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي بنيسابور، ومن عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوري.
كتب عَنْهُ: أبو طاهر بْن سوار، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: عَبْد المغيث بْن مُحَمَّد العَبْديّ.
328-
عَبْد الملك بْن عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد2:
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الفقيه الملقَّب ينجير.
1 الجواهر المضية "2/ 470، 471"، والطبقات السنية "1333".
2 البداية والنهاية "12/ 118".
روى عن: أَبِيه، وأبي طاهر بْن سَلَمَة، وأبي سَعِيد بْن شبَانة، وابن عبدان، وأبي القاسم بْن بِشْران، والحسن بْن دُوما النّعّالي، وأبي نُعَيْم الحافظ، والحسين الفلاكيّ.
قال شيروَيْه: سمعتُ منه، وكان فقيهًا حافظًا، أحد أولياء اللَّه، ما رأيتُ مثله، توفِّي فِي المحرَّم.
كان يكتب لنا ويقرأ لنا.
قلت: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن سعد العجلي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن بطال، لقِيه بهمذان.
329-
عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان1:
أبو عمرو بْن أَبِي عقيل السلمي النَّيْسابوريّ المائقي، ابن خال الأستاذ أَبِي القاسم القُشَيْري.
شيخ كبير نبيل ثقة، من كبار شيوخ الصُّوفية العارفين بلغة القوم ورموزهم فِي الحقائق.
توفِّي فِي حدود هَذِهِ السنة.
سمع: أَبَا طاهر بْن مَحْمِش، وعبد اللَّه بْن يوسف.
وببغداد: أَبَا الحسين بْن بِشْران.
رَوَى عَنْهُ: حفيده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الوهّاب، وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيري.
وعادل القُشَيْريّ فِي المحمل إِلَى الحجاز.
330-
عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان2:
أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد، السلمي الدَّمشقيّ المعدل.
سمع: جَدّه، وأباه، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
روى عنه: غيث بْن علي، وعمر الرَّؤاسي، وأبو القاسم النسيب.
روى عن جده شيئًا يسيرًا.
1 الأنساب "11/ 108، 109"، ومعجم البلدان "5/ 50".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 340".
331-
عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ العطار:
أخو فاطمة بِنْت الأقرع.
سمع من: ابن مَخْلَد "جزء ابن عَرَفَة".
وعنه: القاضي أبو بَكْر.
332-
عليّ بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن عنان:
القاضي أبو الْحَسَن الأَسَدَاباذي، نزيل قسنان.
روى عن: القاضي أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميّ.
قال شِيرُوَيْه: سمعت منه، وكان صدوقًا متعبِّدًا فاضلًا، ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
333-
عليّ بْن الخَضِر بْن عَبْدَان بْن أَحْمَد بْن عَبْدان1:
أبو الْحَسَن الدَّمشقيّ المعدل.
حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، ومنصور بْن رامش.
رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
334-
عليْ بْن مُحَمَّد بْن عليّ2:
أبو القاسم التَّيْميّ الكوفي، ثُمَّ النَّيْسابوريّ.
سمع: أَبَا زكريا يحيى بْن المزكي، وأبا بَكْر الحيري.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيل بْن السَّمَرْقَنْدي، وعبد المنعم بْن القُشَيْريّ.
وكان صوفيًّا.
حجَّ مرات، وحدَّث بهمذان.
وتوفِّي رحمه الله بطريق مكة، وكان صدوقًا.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 279".
2 التقييد لابن نقطة "414، 415".
335-
عليّ بْن ناعم بْن عليّ بْن سهل:
أبو الْحَسَن البغدادي البزّاز الحنبليّ.
صالح ورِع مقرئ.
سمع: أَبَا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الْحَسَن بْن بشْران.
وعنه: قاضي المَرِسْتان، وابن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحَسَن بْن عَبْد السلام.
توفِّي فِي رجب.
حرف الميم:
336-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَخْلَد بن عبد الرحمن بن أَحْمَد بْن بَقِيّ بْن مَخْلَد بْن يزيد القُرْطُبيّ1:
أبو عَبْد اللَّه قاضي قُرْطُبَة.
روى عن: أَبِيه، وعمِّه عَبْد الرَّحْمَن.
وولي القضاء مرَّتين، ولم تُحْفَظ له قضية جَوْر.
رَوَى عنه: أبو علي الغساني، وابناه أبو الْحَسَن وأبو القاسم ابنا أَبِي عَبْد اللَّه.
وعُزِل ثاني مرة، وامتُحِنَ بسبب القضاء محنة عظيمة.
ومات بعد إطلاقه من السجن فِي صَفَر بإشبيلية، وله ثلاث وسبعون سنة.
337-
مُحَمَّد بْن أَحمد بْن مأمون:
أبو عَبْد اللَّه الكرتيّ. توفِّي فِي هَذِهِ السنة ببلده.
338-
مُحَمَّد بْن هبة اللَّه2:
أبو الْحَسَن بْن الورَّاق النَّحْوي، شيخ العربية ببغداد.
قال السمعانيّ: تفرَّد بعِلم النَّحْو، وانتهى إليه علم العربية فِي زمانه، وكان له فِي القراءات وعلوم القرآن يد ممتدة، وباع طويل.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 550".
2 بغية الوعاة "1/ 255، 256"، وإنباه الرواة "3/ 227".
يوجد سقط بالنسخة
يوجد سقط بالنسخة
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْجُعْفيّ، ومحمد بْن جَعْفَر النّجّار.
وعنه: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
قال الخطيب: كتبت عَنْهُ، وكان سماعه صحيحًا.
وقال هبة اللَّه السَّقَطيّ: كان زَيْديًّا.
وقال ابن خَيْرُون: توفِّي هبة الله بن علي بن الجاز في ربيع الأول.
المتوفون هذه السنة تقريبًا:
حرف الألف:
345-
أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه1.
أبو نصر الدِّينَوَريّ السُّلَميّ الصُّوفيّ المقرئ.
سمع: أَبَا الْحَسَن بْن جَهْضَم، وأبا مُحَمَّد بْن النحاس، وأبا سعد الماليني، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نصر.
رَوَى عَنْهُ: نصر المقدسي، ومكي الرميلي، وأبو بكر ابن الخاضبة، وغيرهم.
توفِّي بعد الستين وأربعمائة، أو قبلها.
346-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد.
أبو القاسم البْصريّ المناديليّ المقرئ المعدّل.
سمع من أحمد بن يعقوب المعدل سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ومن: القاضي أَبِي عُمَر الهاشمي، وعليّ بْن أَحْمَد بْن غسّان الحافظ، وطائفة.
وعنه: الغِطْرِيف بْن عَبْد اللَّه، ومحمد بْن أَبِي نصر الأُشْنانيّ شيخ السِّلَفيّ، وغير واحد.
حدَّث سنة ستٍّ وستين بالبصرة، وقَعَ لنا من حديثه جزءان.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 183-185".
347-
إِسْمَاعِيل بْن عليّ1:
الأديب أبو مُحَمَّد الدَّمشقيّ، الكاتب المعروف بابن العين زَرْبِيّ.
شاعرٌ مُفلقٌ.
توفِّي سنة سبع وستين وأربعمائة، وهو القائل:
ترك الظاعنون جسمي بلا قل
…
بٍ وعيني عينًا من الهَمَلانِ
وَإِذَا لم تفِضْ دمًا سُحُبُ أجفا
…
ني على بُعْدكمْ فَمَا أجفاني
حلَّ فِي مقلتي فلو فتّشوها
…
كان ذاك الْإِنْسَان فِي إنساني
حرف التاء:
348-
تُبَّع بْن القاسم بْن نصر:
أبو الْحَسَن التبَّعيّ الهَمَذَانيّ، نزيل بغداد.
وكان له بها آثار جميلة من قنوات، ومنائر.
وكان فقيرًا مُعانًا كثير التّلاوة.
سمع: أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن عليّ بْن لال.
روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ.
حرف الثاء:
349-
ثابت بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الفَزَاريّ:
أبو القاسم ابن الطبقي.
سمع: ابن الصلت المجبر.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه البارع، وغيره.
1 معجم البلدان "4/ 178"، والوافي بالوفيات "9/ 168-170".
يوجد سقط بالنسخة
يوجد سقط بالنسخة
أَبُو مُحَمَّد المصريّ المَحَامِليّ.
سمع: مُحَمَّد بْن الحسن بْن عُمَر الصَّيْرفيّ، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: صالح بْن حُمَيْد اللبَّان، وعلي بْن الْحُسَيْن الفرّاء، وغيرهما.
أخبرنا أبو بَكْر بْن عُمَر النَّحْويّ: أَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد الأوقيّ، أَنَا السِّلفيّ، أَنَا صالح بْن حُمَيْد، أَنَا عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه المَحَامِليّ، أَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن، أَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى النّقّاش، نا مُحَمَّد بْن صالح الخَوْلانيّ، نا مُحَمّد بْن إِبْرَاهِيم الخَوْلانيّ، نا سَعِيد بْن نصر، ثنا حُسَيْنُ الْجُعْفي قال: كان أبو يُونُس يطوف فِي كل يومٍ سبعين أسبوعًا.
356-
عَبْد الجليل بْن أَبِي بَكْر الرَّبَعيّ القَرَوِيّ:
أبو القاسم الدّيباجيّ، المعروف بالصابوني، المتكلم.
أَخَذَ عن: أبي عمران الفارسي، وأبي عبد الله الأزدي صاحب ابن الباقِلّانيّ.
وصنَّف كتاب "المستوعب" فِي أصول الفقه، وكتاب "نُكَت الانتصار"، وألَّف معتقدًا.
درَّس بقلعة حمّاد، وبفاس.
أَخَذَ عَنْهُ الأصول: أبو عَبْد اللَّه بْن شبرين.
ورَوَى عَنْهُ: أبو عبد الله بْن الخير، وأبو عَبْد اللَّه بْن خليفة، ومحمود بْن دَاوُد القلعيّ، وأبو الحَجّاج يوسف بْن الملجوم.
357-
عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد:
أبو حنيفة الزَّوْزَنيّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل نَيْسابور.
شيخ بهيّ رئيس، كثير التلاوة، بارع الخط.
كان يداوم على كتابة المصاحف ويتأنَّق فيها. ونَفَقَ سُوقه وازدحموا على مصاحفه.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، ومنصور بْن رامش.
توفِّي سنة نيِّفٍ وستين.
358-
عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن طاهر بْن أحمد1:
أبو سعد التَّيمي الوزّان، من أَهْل طَبَرِسْتان.
سكن الرَّيّ، وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاها، له قَدَم فِي المناظرة، وإفحام الخصوم.
تفقَّه بمَرْو علي الْإِمَام أَبِي بَكْر القفَّال.
359-
عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن زُهر:
أبو مروان الإيَاديّ الإشبيليّ.
تفقَّه وتفنَّن فِي العِلْم، ثُمَّ حجّ، وتعلَّم الطّبّ، فتقدَّم فِيهِ وسكن دانية. وَفِي ذرّيته أطبّاء.
وهو والد الطبيب أَبِي العلاء بْن زُهْر.
مات فِي حدود السبعين وأربعمائة.
360-
عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَد2:
أبو عَمرو السُّلَميّ الزّاهد.
من نُبلاء مشيخة نَيْسابور، ومن أعيان الصُّوفيّة.
سمع: عَبْد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، وأبا الْحُسَيْن بْن بِشْران، وعدّة.
وعاش تسعين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أبو الأسعد هبة الرَّحْمَن.
361-
عَقِيل بْن مُحَمَّد بْن عليّ3:
أبو الفضل الفارسي ثُمَّ البَعْلَبَكِّيّ، الفقيه الشافعي.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطان، وعبد الرحمن بن أبي نصر.
1 المنتخب من السياق "335، 336"[1105] .
2 المنتخب من السياق "355"[1175] .
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 128، 129"، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي "3/ 294".
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرؤاسي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وابنه أَحْمَد بْن عقيل، وكان يحفظ "مختصر المُزَنيّ".
362-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر1:
أبو الْحُسَيْن اللّحْسانيّ الطُّرَيْثيثي.
وطُرَيْثِيث من نواحي نَيْسابور.
قال السمعاني: كان شيخًا صالحًا عفيفًا صوفيًّا ظريفًا.
حجَّ مرات، وكان يحدَّث بَنْيسابور ويرجع إِلَى ناحيته.
سمع بَهَراة: شاه بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المالِينيّ، وبنَيْسابور: أَبَا الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الخفّاف.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفرَّاويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ.
وتوفِّي بعد سنة ستين، وقد جاوز الثمانين.
363-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدينوري2:
نزيل غزنة.
ذُكِر فِي سنة ثمانٍ وستين ظنًّا.
364-
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن3:
أبو الْحَسَن بْن أَبِي عِيسَى الحَسْنَابَاذِيّ الأصبهاني.
مشهور، صدوق، عارف بالرواية.
سمع: أَبَا بَكْر بْن مردوَيْه، وببغداد أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت، وابن رزقوّيْه، قال السمعاني: روى لنا عَنْهُ: ابن عمّه أبو الخير عَبْد السلام بْن محمود، ومحمد بْن الفضل الخانيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق.
1 المنتخب من السياق "383"[1289] .
2 التقييد لابن نقطة "415"، والوافي بالوفيات "22/ 149".
3 الأنساب "4/ 140".
365-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن1:
أبو الحَسَن الْبَغْدَادِيّ الحنْبليّ.
أحد الأئمة الكِبار. خرج فِي فتنةِ البساسيريّ فسكن ثغر آمِد.
كان أحد الأذكياء المعدودين.
تفقَّه على القاضي أَبِي يَعْلَى.
وسمع من: أَبِي القاسم بْن بِشْران، وأبي الحسين بن الحراني، وأبي علي ابن المُذهِب.
ورحل إليه أبو القاسم بْن الفراء للتفقُّه عليه.
توفِّي بآمد سنة سبع أو ثمان وستين وأربعمائة.
366-
عليّ بْن غنائم2:
أبو الْحَسَن الأوْسيّ المصريّ، المالكيّ.
سمع: ابن نظيف، وصِلَة بْن المؤمل، وأبا حازم بْن الفرّاء، وجماعة.
وعنه: عليّ بْن طاهر، وجمال الْإِسْلَام عليّ بْن المسلّم، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
وثقة ابن الأكفاني.
حرف الفاء:
367-
الفضل بْن عطاء3:
أبو إِبْرَاهِيم المِهْرانيّ النَّيْسابوريّ.
شيخ بهيّ فاضل، من بيت الزُّهْد والورع.
سمع الكثير من: أَبِي عَبْد اللَّه الحاكم، وغيره.
1 طبقات الحنابلة "2/ 234"[670] .
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "18/ 146"[49] .
3 المنتخب من السياق "409، 410".
وكان مبالغًا فِي الزُّهْد والورع.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البَحِيريّ.
وتوفِّي سنة نيّف وستين، وله سبعون سنة.
حرف الميم:
368-
مُحَمَّد بْن خَلصَة1:
أبو عَبْد اللَّه النحوي الشذونيّ، نزيل دانية.
كان كفيفًا ذكيًّا ظريفًا، من كبار النُّحَاة المذكورين، والشعراء المشهورين، أخذ عن أَبِي الْحَسَن بْن سِيدَه.
وبرعَ فِي اللغة والنحو، وأشغل مدة.
أخذ عنه: أبو عمر بن شرف، وأبو عبد الله بن مطرِّف، وغيرهما.
وشعره مدون، فمنه:
أمدنف نفسي بالهوى أَمْ جَلِيدُهَا
…
غَدَاةَ غَدَتْ فِي حَلْبةِ الْبَيْنِ غيدها
تحدُ بِأَلْحَاظٍ لَهَا وَجَنَاتُهَا
…
وترهبُ أن تنقَدَّ لِينًا قُدودُها
فَيا لَدِماء الأُسْد تسفكها الدِّما
…
وللصيد من عُفْرِ الظِّباء تَصِيدُها
قال الأَبّار: بقي إلى بعد سنة ثمان وستين وأربعمائة.
369-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد2:
الفقيه أبو المظفّر التميمي المَرْوَرُّوذِيّ الشافعي الواعظ.
روى عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي الدَّمشقيّ، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن الخَضِر، ومحيي السنة أبو محمد البغوي.
1 الوافي بالوفيات "3/ 42، 43"، ومعجم البلدان "3/ 329".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "21/ 325".
370-
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد1:
القاضي أبو عَمْرو النَّسَويّ، الملقَّب بأقضى القُضاة.
من أكابر أهل خُرَاسان فضلًا وحشمةً وإفضالًا وجاهًا.
وكان رسول الملوك إِلَى الخلافة المشرفة.
سمع: أَبَا بَكْر الحِيريّ، وأبا إِسْحَاق الإسفْرائيني، ومحمد بْن زهير النَّسائيّ.
وبمكَّة: أَبَا ذَرّ الهَرَويّ، وابن نظيف، وبدمشق: أَبَا الْحَسَن بْن السِّمْسار.
أملى سنين وتكلَّم على الأحاديث.
رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الفرَّاويّ، وأبو المظفَّر القُشَيريّ، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وعبد الغافر الفارسي في تاريخه، وأطنب فِي وصفه، وقال: وقَفَ بعضَ بساتينة بنسا على مدرسة الصوفية المنسوية إِلَى أَبِي علي الدّقّاق بنَسَا. وله بخُوارَزْم مدرسة اتخذها لمَّا ولي قضاءها، وعاش ثمانين سنة.
وولي قضاء خُوارَزْم وأعمالها، وصنَّف كُتُبًا فِي التفسير والفقه.
حرف الواو:
371-
واصل بْن حَمْزَة بْن علي2:
أبو القاسم الخُنبونيّ3، وخُنبون: قرية من قرى بُخارَى. الصُّوفي الحافظ، ثقة صالح، خيرّ، رحّال.
سمع: عَبْد الكريم بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَلّابَاذيّ، وأحمد بْن ماما الأصبهاني الحافظ، وإبراهيم بْن سَلْم الشِّكَّانيّ ببُخَارَى، وأبا العبّاس المستغفريّ بنسف، وأبا الحسين بْن فاذشاه، وأصحاب الطبراني بأصبهان.
1 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 74، 75"، والمنتخب من السياق "71"[153] .
2 تاريخ بغداد "13/ 493"[7345] ، والأنساب "5/ 189".
3 الخنبوني: نسبة إلى خنبون. قاله السمعاني في الأنساب "5/ 189".
وقال ياقوت: هي نسبة إلى قرية من قرى بخارى بما وراء النهر "معجم البلدان "2/ 391".
قال الخطيب: كتبتُ عَنْهُ، ولم يكن به بأس.
ورَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر قاضي المارِسْتان.
قال أبو زكريا بْن مَنْدَهْ: كان يرجع إِلَى الحِفْظ والدّيانة، وجمعَ الأبواب والطُّرُق، ثُمَّ ترك ذلك كلَّه واشتغل بشيء لا يرضاه اللَّه.
وقال السمعاني: حدَّث في سنة سبع وستين.