الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العام أربعمائة ألف دينار، وعسكره خمسة آلاف دينار. وثب عَليْهِ ثلاثة مِن الباطنية، فقتلوه وقُتِل1.
بل قُتل بعد ذَلِكَ بقليل، وكذا بغدوين تأخر موته2 فيحرر ذلك.
1 العبر "4/ 15"، وشذرات الذهب "4/ 21".
2 إلي ذي الحجة من أواخر سنة 511هـ، كما في: الكامل في التاريخ "10/ 543".
أحداث سنة تسع وخمسمائة:
عصيان صاحبي ماردين ودمشق عَلَى السّلطان:
لمّا بلغ السّلطان عصيان صاحب ماردين وصاحب دمشق غضب، وبعث الجيوش لحربهما، فساروا وعليهم برسق صاحب همذان في رمضان من السّنة الماضية، وعدّوا الفُرات في آخر العام، فأخذوا حماه عَنْوَةً ونهبوها، وهي لطُغتِكين، فاستعان بالفرنج فأعانوه1.
استرجاع كفر طاب مِن الفرنج:
وسار عسكر السّلطان وهم خلْقٌ كثير، فأخذوا كَفرَ طاب مِن الفرنج واستباحوها2.
خذلان المسلمين أمام الفرنج:
ثمّ ساروا إلى المَعَرَّة، فجاء صاحب أنطاكية في خمسمائة فارس وألْفَيْ راجل، فوقع عَلَى أثقال العساكر، وقد تقدّمتهم عَلَى العادة، فنهبوها وقتلوا السّوقيّة والغلمان، وأقلبت العساكر متفرّقة، ولم يشعروا بشيءٍ، فكان الفرنج يقيلون كلّ مِن وصل. وأقبل بُرْسُق مُقَدَّم العساكر في مائة فارس، فرأى الحال، فصعِد تلّا هناك، والتجأ إليه النّاس وعليهم ذُلّ وانكسار، فأشار عَلَى بُرْسُق أخيه بأنّنا ننزل وننجو. فنزل بهم عَلَى حميّة، وساق وراءهم الفرنج نحو فرسخ. ثمّ ردّوا، فتمّموا الغنيمة والأسْر، وأحرقوا كثيرًا مِن النّاس، واشتدّ البلاء، وتبدَّل فرح المسلمين خوفًا وحزنًا،
1 الكامل في التاريخ "10/ 509"، والعبر "4/ 17".
2 البداية والنهاية "12/ 179".
لأنّهم رجوا النَّصر مِن عساكر السّلطان، فجاء ما لم يكن في الحساب، وعادت العساكر بأسوأ حال، نعوذ بالله مِن الخذْلان1.
موت بُرْسُق وأخيه:
ومات بُرْسُق، وأخوه زنكي بعد سنة2 {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 16] .
استرداد رفنية مِن الفرنج:
وجالت الفرنج بالشّام، وأخذوا رَفَنية، فساق إليهم طُغتِكين عَلَى غرّة، واستردّ رَفَنيَة، وأسر وقتل3.
اجتماع طُغتِكين بالسلطان:
ثمّ رَأَى المصلحة أن يتلافى أمر السّلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادُم وتُحَف للسّلطان والخليفة، فرأى مِن الإكرام والتّبجيل ما لَا مَزِيد عَليْهِ، وشُرّف بالخِلَع4، وكتب لَهُ السّلطان منشورًا بإمرة الشّام جميعه5.
وكان السّلطان هذه السّنة قد قِدم بغداد واجتمع بعه طُغتِكين في ذي القِعْدة6.
مصالحة بغدوين والأفضل:
قَالَ سِبْط الجوزيّ: وفيها صالح بغدوين صاحب القدس الأفضل متولّي الدّيار المصرية. وكان بغدوين صاحب القدس قد سار إلى السّنجة المعروفة ممّا يلي العريش، فأخذ قافلة عظيمة جاءت مِن مصر، فهادنه الأفضل، وأمِن النّاس قليلًا7.
1 الكامل في التاريخ "10/ 510، 511"، والبداية والنهاية "12/ 179".
2 أي سنة 510هـ، كما في الكامل "10/ 511".
3 الكامل في التاريخ "10/ 512"، وذيل تاريخ دمشق "192"، وتاريخ طرابلس "1/ 489".
4 الكامل "10/ 514".
5 البداية والنهاية "12/ 179".
6 المختصر في أخبار البشر "2/ 229".
7 النجوم الزاهرة "5/ 209".