الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} (1)، وهذا هو الإخلاص في الصبر المبرّأ من شوائب الرياء وحظوظ النفس.
الشرط الثاني: عدم شكوى الله تعالى إلى العباد
؛ لأن ذلك ينافي الصبر ويخرجه إلى السخط والجزع؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عوّاده أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، ثم يستأنف العمل)) (2).
ولله دَرُّ الشاعر الحكيم حيث قال:
وإذا عرتك بليّةٌ فاصبر لها
…
صبر الكريم فإنه بك أعلمُ
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما
…
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم (3)
الشرط الثالث: أن يكون الصبر في أوانه، ولا يكون بعد انتهاء زمانه
؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: ((اتّقِ الله واصبري)) [فقالت]: إليك عنِّي فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال:((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) (4). أي الصبر
(1) سورة الرعد، الآية:22.
(2)
الحاكم في المستدرك، 1/ 349 وقال:((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
(3)
الفوائد لابن القيم، ص165، وانظر: الصبر الجميل، لسليم الهلالي، ص28.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب زيارة القبور، برقم 1283، ومسلم، كتاب الجنائز، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، برقم 15 (926).