الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر السابع: أن يعلم أن هذه المصيبة دواء نافع ساقه إليه العليم
بمصلحته، الرحيم به، فليصبر ولا يسخط ولا يشكو إلى غير الله فيذهب نفعه باطلاً.
الأمر الثامن: أن يعلم أن عاقبة هذا الدواء: من الشفاء والعافية
والصحة وزوال الآلام ما لم تحصل بدونه، قال الله تعالى:{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَالله يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (1).
وقال عز وجل: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ الله فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (2).
الأمر التاسع: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله
، وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه، فيتبيّن حينئذٍ: هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟ وفضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
الأمر العاشر: أن يعلم أن الله يربي عبده على السرّاء والضرّاء
، والنعمة والبلاء، فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال (3).
الأمر الحادي عشر: معرفة طبيعة الحياة الدنيا على حقيقتها
؛ فهي ليست جنة نعيم ولا دار مقام، إنما ممرّ ابتلاء وتكليف؛ لذلك فالكيِّس
(1) سورة البقرة، الآية:216.
(2)
سورة النساء، الآية:19.
(3)
طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم، ص448 - 459، وانظر: زاد المعاد، 4/ 188 - 196، وعدة الصابرين لابن القيم، ص76 - 86.