المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا - ثناء المحاور على نفسه أو على خصمه بالحق - آداب الحوار وقواعد الاختلاف

[عمر عبد الله كامل]

فهرس الكتاب

- ‌ مقدمة

- ‌أهداف الحوار ومقاصده

- ‌الأصول والقواعد الرئيسة التي تضبط مسار الحوار

- ‌آدابُ الحوار النفسية

- ‌أولًا: تهيئة الجو المناسب للحوار

- ‌ثانيًا: الإخلاص وصدق النية

- ‌ثالثًا: الإنصاف والعدل

- ‌رابعًا: التواضع وحسن الخلق

- ‌خامسًا: الحلم والصبر

- ‌سادسًا: الرحمة والشفقة

- ‌سابعًا: العزة والثبات على الحق

- ‌ثامنًا: حسن الاستماع

- ‌تاسعًا: الاحترام والمحبة على رغم الخلاف

- ‌آدابُ الحوار العِلمية

- ‌ثانيًا - البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع الاتفاق

- ‌ثالثًا - التدرج والبدء بالأهم

- ‌خامسًا - ضرب الأمثلة:

- ‌سادسًا - العدول عن الإجابة

- ‌سابعًا - الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ

- ‌ثامنًا - التحدي والإفحام وإقامة الحجة على الخصم

- ‌أولًا - الكلمة الطيبة والقول الحسن

- ‌ثانيًا - التعريض والتلميح بدلًا عن التصريح

- ‌ثالثًا - ثناء المحاور على نفسه أو على خصمه بالحق

- ‌قواعد في أدب الاختلاف

- ‌الاختلاف المذموم

- ‌الاختلاف المحمود

- ‌ طبيعة الدين:

- ‌ طبيعة اللغة:

- ‌ طبيعة البشر:

- ‌ طبيعة الكون والحياة:

- ‌ الاختلاف رحمة:

- ‌ الاختلاف ثروة:

- ‌رد الاختلاف لكتاب الله وسنة رسوله

- ‌ اتباع المنهج الوسط

- ‌ التفريق بين القطع والظن في الأدلة

- ‌ تجنب القطع في المسائل الاجتهادية

- ‌ تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يدور حولها النقاش

- ‌ النظرة الشمولية

- ‌ النظر في المقاصد واعتبار المآلات

- ‌ أعمال القلوب مقدمة على أعمال الجوارح

- ‌ الاهتمام بهموم المسلمين

- ‌ التعاون في المتفق عليه

- ‌خاتمة

- ‌مصادر البحث *

الفصل: ‌ثالثا - ثناء المحاور على نفسه أو على خصمه بالحق

‌ثالثًا - ثناء المحاور على نفسه أو على خصمه بالحق

إن الكلام عن النفس ومدحها والثناء عليها مذموم غالبًا، ولا يحب الناس أن يسمعوا ممن يملأ آذانهم بمناقبه وسيرته وأحواله وتقلباته، بل إن من يفعل ذلك ويفرح به ويكثر منه يعد ناقصًا في عقله، أو ربما فاسدًا في نيته وقصده.

وكما قال الإمام مالك: " إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه"(1) .

وقد نهى الله عز وجل عن تزكية النفس والتمدح بطهارتها فقال سبحانه: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، وعاب أناسًا فعلوا ذلك فقال فيهم:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 49] .

وفي المقابل فإن مدح الآخرين وإطراءهم والثناء عليهم بما ليس فيهم، وتجاوز الحد في ذلك، كل هذا مذموم ممقوت أيضًا.

(1) سير أعلام النبلاء: 8 / 109.

ص: 27

ولكن قد تكون هناك حالات يحتاج فيها المحاور إلى أن يثني على نفسه بالحق، لتحقيق غرض معين، كأن يشعر خصمه بمقدار علمه في موضوع الحوار أو في مسألة من مسائله، أو لينفي عن نفسه تهمة أو طعنًا في صدقه وأمانته أو نحو ذلك، فهنا قد يسوغ ذكر شيء من محاسن النفس بقدر وبحق.

وكذا قد يحتاج المحاور إلى أن يثني على الطرف الآخر - بالحق - لتحقيق غرض معين، كأن يكون القصد إشعاره بالتقدير والاحترام، والاعتراف بفضله أو علمه.

ص: 28

رابعًا - محذورات لفظية

إن للسان سقطات، وللكلام زلات، والمسلم مأمور بحفظ لسانه، كما أنه مأمور بطيب الكلام، وأن يقول خيرًا فيغنم، أو يسكت فيسلم، ويسلم الآخرون منه، وهناك أمور قد يقع فيها اللسان فتورد صاحبها الموارد، وقد تهوي بالحوار وتعطل سيره أو تحوله إلى جدل عقيم، أو تبادل سباب وشتائم، ولذلك ينبغي للمحاور أن يحذرها، فمن هذه المحذورات:

1 -

اختيار الألفاظ والمعاني التي تقود إلى الجدل، أو تستثير الفتن والمشكلات.

2 -

إظهار التفاصح والتشدق في الكلام تيهًا على الآخرين واستعلاء.

3 -

الغيبة: فإن المناظر لا ينفك عن حكاية كلام خصمه ومذمته، فيحكي عنه ما يدل على قصور كلامه وعجزه ونقصان فضله، وهو الغيبة.

4 -

الكذب: ربما لا يقدر المناظر على محاورة خصمه، فيلجأ إلى الكذب عليه، فينسبه إلى الجهل والحماقة وقلة الفهم، تغطية لعجزه فيقع في الكذب.

5 -

تزكية النفس والثناء عليها بالقوة والغلبة والتقدم على الأقران، كقوله: لست ممن يخفى عليه أمثال هذه الأمور ونحو ذلك مما يتمدح به على سبيل الادعاء.

ص: 29

6 -

الاستئثار بالكلام دون الطرف الآخر، والإطالة الزائدة عن حدها وعدم مراعاة الوقت في أثناء الكلام.

7-

اللوم المباشر عند وضوح خطأ الطرف الآخر، كقوله:"أخطأت"، "سأثبت لك أنك مخطئ جاهل" ونحو ذلك مما يجرح الطرف الآخر.

8-

رفع الصوت أكثر مما يحتاج إليه السامع، ففي ذلك رعونة وإيذاء.

9-

الهزء والسخرية، وكل ما يشعر باحتقار الطرف الآخر.

10-

استعمال الألفاظ الغريبة، والأساليب الغامضة، والعبارات المحتملة تلبيسا على الطرف الآخر، تمويها للحقيقة. . إلى غير ذلك من المحذورات التي يجب على المحاور أن يبتعد عنها.

ص: 30