المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به) - تفسير المنتصر الكتاني - جـ ٩٤

[محمدالمنتصر الكتاني]

فهرس الكتاب

- ‌ المؤمنون [99 - 118]

- ‌تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنه كان فريق من عبادي يقولون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاتخذتموهم سخرياً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فتعالى الله الملك الحق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به)

‌تفسير قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به)

قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ} [المؤمنون:117] أي: يقول: يا رب، ويدعو من يعبده مع الله، أي: أنه يشرك مع الله إلهاً ثانياً: ملكاً أو إنساً أو جناً، {لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} [المؤمنون:117] أي: عند ربه ليس له عليه دليل ولا سلطان ولن يكون، وإنما هذا للتعجيز، والشرك كله لا برهان ولا منطق له، ولا يمكن أن يتم ذلك في منطق العقول ومنطق الوعي.

{فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [المؤمنون:117] فحساب هذا وعقوبته إنما تكون يوم العرض على الله، فيحاسب على شركه، ويحاسب على كفره، ويحاسب على ما اخترع من نفسه بلا دليل ولا برهان ولا سلطان، على ذلك الإله الذي لا وجود له إلا في مخيلته وفي وهمه، {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [المؤمنون:117]، فيحاسب على هذا الذي دعاه وعبده وأشرك به.

{إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117](إنه) أي: الشأن والأمر أن الكافرين لا يفلحون، فلا فلاح ولا نجاح لهم عند ربهم، فهم في النار دائماً خالدون فيها أبد الآبدين ودهر الداهرين، فهؤلاء هم الذين دعوا مع الله إلهاً آخر لا برهان لهم به فحسابهم إنما هو على ربهم، وهم بذلك لا يفلحون ولا ينجحون ولا يفوزون كما فاز المؤمنون.

ص: 15