المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (فاتخذتموهم سخريا) - تفسير المنتصر الكتاني - جـ ٩٤

[محمدالمنتصر الكتاني]

فهرس الكتاب

- ‌ المؤمنون [99 - 118]

- ‌تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنه كان فريق من عبادي يقولون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاتخذتموهم سخرياً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فتعالى الله الملك الحق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (فاتخذتموهم سخريا)

‌تفسير قوله تعالى: (فاتخذتموهم سخرياً)

فهؤلاء -وهذا مقامهم- كنتم في الحياة الدنيا تتخذونهم سخرياً وتهزئون بهم، وتضحكون عليهم، {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا} [المؤمنون:110]، قرئ سُخرياً وسِخرياً بضم السين وكسرها والمعنى واحد، أي: اتخذتموهم مساخر، وأخذتم تتضاحكون وتهزءون بهم وهم عباد الله الصالحون، وسيضحكون منكم يوماً وتندمون حين لا ندم.

{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي} [المؤمنون:110] أي: اشتغلتم بهم ليلاً ونهاراً، فتارة تقولون عنهم: رجعيون، وتارة تقول عنهم: متأخريون، وتارة تقول عنهم: خرافيون، فإذا مروا أمامكم تغامزتم عليهم وتضاحكتم بهم، وظننتم أنفسكم شيئاً وأنتم لستم بشيء، ومع كل هذا كانوا يدعونكم لربكم ويعظونكم ويرشدونكم وتأبون إلا الإصرار على الشرك والكفر والعصيان.

{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي} [المؤمنون:110] أي: اشتغلتم بذلك ليلكم ونهاركم حتى نسيتم ذكري وتوحيدي وعبادتي، وحتى نسيتم أن تذكروا أن هناك رباً خالقاً هو جل جلاله أحكم الحاكمين يوم لا حاكم إلا هو، فينتقم منكم لهم، ويحكم لهم عليكم، وتجازون الجزاء الأوفى خالدين في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.

{وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [المؤمنون:110]، فأخذتم تتضاحكون وتتغامزون منهم، وانظروا الآن العاقبة ومن هو الأجدر بأن يضحك عليه، ومن هو الأجدر بأن يسخر منه!!

ص: 9