المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) - تفسير المنتصر الكتاني - جـ ٩٤

[محمدالمنتصر الكتاني]

فهرس الكتاب

- ‌ المؤمنون [99 - 118]

- ‌تفسير قوله تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنه كان فريق من عبادي يقولون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاتخذتموهم سخرياً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قال إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فتعالى الله الملك الحق)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)

‌تفسير قوله تعالى: (وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين)

ثم قال تعالى لنبيه: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون:118].

أي: قل يا محمد وقل أيها المؤمن! رب اغفر، وأطلقت اغفر عن ذكر مفعولها ليدخل تحتها كل أنواع المعاصي، فاغفر ذنوبنا، واغفر سيئاتنا، واغفر جهلنا، واغفر سهونا، واغفر ما فعلناه عن قصد وما فعلناه عن غير قصد، وما أسأنا فيه غافلين وما أسأنا فيه متعمدين، اغفر كل ذلك يا رب فأنت وحدك القادر على المغفرة.

{وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} [المؤمنون:118] أي: ارحمنا بهذه المغفرة، وارحم ضعفنا فإننا آمنا بك، ولم نشرك بك يوماً من الأيام، فاغفر لنا وارحمنا وعاملنا بما تعامل به عبادك المؤمنين الموحدين المسلمين.

{وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون:118] أي: وأنت يا ألله يا ذا الجلال والإكرام وحدك القادر على المغفرة، ووحدك القادر على الإنقاذ من النار، ووحدك القادر على جزائنا بدخول الجنان، ووحدك القادر على أن نخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فيها.

وهكذا الله جل جلاله يدعونا منذ بداية كتابه إلى آخر هذه السورة من سورة المؤمنين وإلى بداية السورة الآتية سورة النور وإلى ما بعدها ألا نعبد سواه، وألا نتعلق بغيره، وأن ندعوه بالمغفرة، وأن ندعوه بالتوفيق، وأن ندعوه بالسداد، وأن نصر لساناً وجناناً وأركاناً على عبادة الله بالقول والعمل على قدر الاستطاعة والطاقة، كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالضابط الكامل فقال:(ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فانتهوا)، فمجهود الإنسان بالأعمال محدود، فما أمرت به فافعل منه ما استطعت، وأما ما نهيت عنه فهو عدم الفعل، وعدم الفعل سلب، فتستطيع أن تترك كل ما نهى الله عنه ونهى رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكلفك هذا عملاً ولا جهداً، وإنما يكلفك عزيمة وإرادة.

ونحن بهذه الآية الكريمة نكون قد ختمنا سورة المؤمنون وأتممناها، وننتقل بعدها بعون الله وقدرته إلى سورة النور.

ص: 16