المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب لا النافية وما فيها من الأسرار الخافية - تلخيص العبارة في نحو أهل الإشارة

[المقدسي، عز الدين]

الفصل: ‌باب لا النافية وما فيها من الأسرار الخافية

فأضافها القوم كلها إلى الله، فقالوا: بسم الله، وبالله، {وَمَا لَنَا أَلَاّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ} . {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} . {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ} .

فكان عملها فيهم أن خفضت نفوسهم، فوضعتها مواضع التواضع.

فلما خفضوا جناح الذل، خفضت لهم الملائكة أجنحة التواضع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم.

‌باب لا النافية وما فيها من الأسرار الخافية

أعلم أن حكم لا النافية نفي ما دخلت عليه.

فأدخلها القوم على صفاتهم المذمومة فنفتها، ومروا بها على أفعالهم المحمودة فمحتها. فلما محوا أفعالهم، أثبت الله لهم أحوالهم. فهم بين محو نفوسهم، وطمس رسومهم، ومحوا أفعالهم. فنفوا عن أنفسهم الحول والقوة، وأثبتوها لله، فقالوا: لا حول ولا قوة إلا بالله.

ص: 37

ثم نظروا إلى أصل ما بني عليه التوحيد، فإذا هو حرف النفي. فعلموا أنه بالنفي يثبت التوحيد، وبالمحو يرسخ التفريد. فدخلت كلمة لا على إله، فنفتها فقالوا: لا إله. ثم طولبوا بالإثبات، فقالوا: كيف السبيل إلى الإثبات، ولا سبيل إليه إلا بدخول حرف النفي عليه؟ وكيف يثبت الشيء بالحرف النافي، وهذا متناف؟ فقيل: ها هنا معنى خافٍ، وسر شافٍ، وهو أن تأتوا إليه بألف التوحيد، فتدخلوها عليه، وتتوسلوا بها إليه.

فلما دخلوا بالألف على حرف لا، صح لهم التوحيد، وثبت لهم التفريد، فقالوا: لا إله إلا الله.

وكان توسط الألف بين كلمتي النفي والإثبات هو طريق الخلاص إلى كلمة الإخلاص.

وإنما قلنا: إن الألف هي ألف التوحيد؛ لأن فيها معاني

ص: 38