الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن اعتقد أن له حاصلاً، فهو غير واصل.
وهذه العلل متى وجدت في العلم؛ الذي هو نظير الاسم، منعته من الصرف للقبول، وأصرفته عن باب الوصل.
باب الإعراب والبناء
أعلم أن حكم الإعراب دائر على الحركات الأربع، وهو الرفع، والنصب، والجر ، والجزم.
ولما كان حكم الإعراب دائراً على الحركات الأربع، كان مدار حركات القوم على هذه الأربع، فكان حكم العارفين رفع هممهم إلى الله، وكان حكم العابدين نصب أبدانهم في طاعة الله، وكان حكم الزاهدين خفض نفوسهم تواضعاً لله، وكان حكم المحبين جزم قلوبهم عن ما غير الله، وسكونهم مع الله.
أعلم أن الإعراب ملحق بأهل البدايات؛ لأنه يقتضي التغيير والتنقل من حال إلى حال. والبناء ملحق بأهل النهايات؛ لثبوته ولزومه حالة واحدة، فالأول لأهل التلوين، والثاني لأهل التمكين.
باب المبتدأ والخبر
أعلم أن الاسم المبتدأ أعطي رتبة التقدم، لتجرده عن العوامل
اللفظية، فاستحق أن يبتدأ به، فأعطي من الإعراب حكم الرفع؛ لأنه مقدم على النصب والجر، فأعطي الأعلى للأعلى.
وكذلك أسماؤه سبحانه وتعالى، لما كانت مجردة، مقدسة عن الحادثات الخلقية، وكانت أزلية قديمة، استحقت رتبة الأولية، فكان هو الأول. ولما كانت أبدية؛ كما كانت أزلية؛ استحقت رتبة الآخرية، فكان هو الآخر.
فالمبتدأ والخبر كلاهما في الحقيقة واحد.
كذلك هو سبحانه وتعالى، هو أول في آخريته، وآخر في أوليته.
ولما كان الاسم ينقسم إلى معرفة ونكرة، فالمعرفة ظاهرة بما استدل عليها بعلامتها، والنكرة باطنة بما أبهم من خفي مشكلاتها.
فكذلك الحق سبحانه وتعالى تعرف إلى خلقه بآياته، ومصنوعاته، فكان هو الظاهر. ثم تنكر بعزيز ذاته، فكان هو الباطن.
ولما عُلمت رتبة المبتدأ بتقديمه، أعطي رتبة الرفع لتعظيمه.
كذلك الحق سبحانه وتعالى، استحق القدم؛ لأنه أحدث الكل من العدم، فاستحق أن يرفع اسمه، قال تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} . وهو مذكور في الفرش، وهو رفيع الدرجات ذو العرش.