الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
التصنيف على الأجزاء الحديثية نوع من أنواع التأليف التي اتبعها علماء الحديث في القرون السابقة، وقد خدم بها أصحابها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمة موضوعية يغلب عليها الاختصار لتخصصها في الموضوع الواحد، لذلك فإن أهمية هذا النوع من التأليف لا يختلف فيه اثنان، ولكون هذا الجزء يختص بخدمة عبادة من العبادات العظيمة وهي عبادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اخترت هذا الجزء لمخرجه الإمام علي بن المفضل المقدسي (ت 611?) ، وكان أحد حفاظ زمانه متفقاً على حفظه وإتقانه وجودة تخريجه.
وقد قمت بدراسته وتحقيقه، ففي الدراسة عرّفت بالأجزاء الحديثية وعناية العلماء بها، وذكرت التخريج بمعنى الاستخراج وهو إخراج الحديث من بطون الكتب. ونبهت على أن هذا الجزء يحوي عددا من أنواع الإسناد العالي كالموافقة والبدل وغير ذلك، وقد قمت بخدمة الأحاديث خدمة إسنادية متنيّة بالطرق العلمية المتبعة في ذلك.
وأرجو من الله العلي القدير أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن أكون من خلاله أسهمت في خدمة السنة المطهرة بخدمة متواضعة، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التقريب
…
تقريب التهذيب لابن حجر.
التهذيب
…
تهذيب التهذيب لابن حجر.
الكاشف
…
الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للإمام الذهبي.
السير
…
سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
العبر
…
العبر في خبر من غبر للإمام الذهبي.
الميزان
…
ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي.
اللسان
…
لسان الميزان لابن حجر.
النيل
…
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني.
المجمع
…
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي.
التمهيد
…
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر.
الاستذكار
…
الاستذكار لما في الموطأ من المعاني والآثار لابن عبد البر.
الكامل
…
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي الجرجاني.
التعجيل
…
تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة لابن حجر.
الفتح
…
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن الله تعالى أمر عباده بالصلاة على نبيه محمد بعد أن أخبر سبحانه وتعالى أنه يصلي عليه وأن ملائكته الكرام يصلون عليه {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} 1.
وهذا جزء حديثي في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام علي بن المفضل المقدسي، والجزء الحديثي هو: “المؤلَّف في الأحاديث المروية عن رجل واحد
…
وقد يختارون من المطالب الثمانية ـ المذكورة في صفة الجامع ـ مطلباً جزئياً يصنفون فيه
…
، كما سيأتي، والأجزاء الحديثية تعد من الكتب التي تخدم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الجزء يخدم عبادة عظيمة هي الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصح الأسانيد، وفيه الموافقة والبدل، وهما من أنواع الأسانيد العالية، وعلو الإسناد يحرص على الرواية به المحدثون لأنه تقلّ فيه الوسائط وتقلّ تبعا لها جهات احتمال الخلل ـ من الرواة ـ من ناحية، ويحصل من خلاله التقوية بتعدد الطرق، ونجد من هذا القبيل ما يقول فيه المصنف علي بن المفضل: “وافقنا مسلماً في شيخه بعينه”.
إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمرها عظيم وجزاؤها كبير. قال صلى الله عليه وسلم: “من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا” 2، وقال صلى الله عليه وسلم: “أولى الناس بي يوم
1 سورة الأحزاب، آية (56) .
2 صحيح مسلم في كتاب الصلاة: حديث 70/408 والترمذي في الصلاة حديث (485) من حديث أبي هريرة.
القيامة أكثرهم علي صلاة” 1.
وعلى المسلم أن يتحرى في أدائه لهذه العبادة العظيمة ما صح فقد سأل الصحابة الكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة فقال مجيباً ومعلماً لهم: “قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد” 2.
فهذه الكيفية التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حريٌّ بالمسلم أن لا يتجاوزها إلى صلوات لم تثبت، وقد ذهب إلى ترجيح هذه الصيغة على غيرها الحافظ ابن حجر ونقل ذلك عن النووي، فقال: “وقد استدل بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه هذه الكيفية - بعد سؤالهم عنها - بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأكمل” 3.
وأُسمّي هنا بعض ما أُلف في هذه العبادة، لأن المؤلفات في عبادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، وقد ذكر منها د/ صلاح الدين المنجد في معجمه4 (47) مؤلَّفاً، وأحصى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان من مطبوعها (28) عنوانا، ومن مخطوطها وما وقف على ذكره عند بعض أهل العلم:(101) مائة عنوان وعنوان5.
1 رواه الترمذي في الصلاة حديث (484) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وقال: حسن غريب، وصحّحه ابن حبان 3/192 وقال الحافظ: له شاهد عند البيهقي عن أبي أمامة بسند لا بأس به، الفتح: 11/167 وانظر السنن الكبرى للبيهقي 3/249 وشعب الإيمان 3/110.
2 البخاري مع الفتح: 8/532 حديث (2497) في كتاب التفسير.
3 الفتح: 11/66 - 167، وانظر فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لشيخنا الشيخ عبد المحسن ابن حمد العباد:14.
4 معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور صلاح الدين المنجد: 303.
5 انظر مقدمة جلاء الأفهام: 8 - 29.
وأذكر هنا نزرا يسيرا من المؤلفات فيها:
1-
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لإسماعيل بن إسحاق القاضي المالكي (ت 282?) حققه الشيخ ناصر الدين الألباني ونشره المكتب الإسلامي ببيروت.
2-
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم (ت 287?) حققه حمدي عبد المجيد السلفي ونشرته دار المأمون للتراث بدمشق سنة 1995 م.
3-
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المغربي (ت 544?) وقد جاء كتابه هذا حافلا بفصول عديدة بلغت ثمانية فصول وهي:
الفصل الأول: في معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثاني: في حكم الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثالث: في المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ويرغب فيها.
الفصل الرابع: كيفية الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الخامس: فضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عليه والدعاء له.
الفصل السادس: ذم من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم وإثمه.
الفصل السابع: تخصيصه صلى الله عليه وسلم بتبليغ صلاة من صلى عليه.
الفصل الثامن: الاختلاف في جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم السلام.
وقد طبع الكتاب عن طريق المختار السلامي بالقاهرة.
4 -
جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام للإمام ابن القيم الجوزية (ت 751?) وقد قال عنه الإمام شمس الدين السخاوي
(ت 902?) ـ بعد أن ذكر عدة كتب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر جلاء الأفهام: “هو كتاب جليل في معناه”.. وقال إنه “أحسنها وأكثرها فوائد” 1. وقد نوّه به مؤلفه نفسه رحمه الله فقال في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد في مبحث تسميته صلى الله عليه وسلم باسم محمد “كتاب جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام، وهو كتاب فرد في معناه لم يُسبق إلى مثله في كثرة فوائده وغزارتها، بيّنّا فيه الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه، وصحيحها من حسنها ومعلولها، وبيان ما في معلولها من العلل بياناً شافياً، ثم أسرار هذا الدعاء وشرفه، وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد، ثم مواطن الصلاة عليه، ومحالَّها ثم الكلام على مقدار الواجب منها، واختلاف أهل العلم فيه، وترجيح الراجح، وزيْف المُزيّف، ومَخبرُ الكتاب فوق وصفه” 2 وقد صدق في ذلك وبرَّ رحمه الله وطبع الكتاب بتحقيق مشهور بن حسن آل سلمان في طبعته الثانية عام 1419?.
5-
القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902?) تناول فيه المؤلف موضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأراده أن يكون عمدة لمن يرجع إليه، وكفاية لمن عول عليه، ووصف عمله بأنه لم يُطِلْهُ بذكر الأسانيد ليسهل تحصيله لأُولي التوفيق والسداد ومُعقّباً كل حديث بعزوه لمن رواه مُبيّناً ـ غالباً ـ صحّته أو حسنه أو ضعفه لدفع الاشتباه3.
والكتاب حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه الأستاذ بشير محمد عيون ونشرته مكتبة المؤيد بالطائف ومكتبة دار البيان بدمشق.
6-
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما ألف
1 القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع: 368.
2 زاد المعاد في هدي خير العباد: 1/87.
3 القول البديع: 4.
فيها لفضيلة شيخنا العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد المدرس بالمسجد النبوي ـ حفظه الله.
وهو في أصله محاضرة لفضيلته، وقد أوضح فيها الكتب المعتمدة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما هي الكتب التي يتحتم على المسلم أن يحذرها وهي الكتب المشتملة على فضائل وكيفيات في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله بها من سلطان وذلك لاشتمالها على أحاديث موضوعة وأخرى ضعيفة، وذكر منها كتابا مشهورا للجزولي المتوفى سنة (870?)1.
وقال فضيلته ـ في كتاب آخر له ـ عن هذا الكتاب إنه: “مشتمل على صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم محدثة وفيها غُلُو، وما ثبت في الصحيحين وغيرهما من كيفيات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها غُنية وكفاية عما أحدثه المحدثون، ولاشكّ أنّ ما جاءت به السنة وفعله الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان هو الطريق المستقيم والمنهج القويم، والفائدة للأخذ به محقّقة، والمضرّة عنه منتفية، وقد قال عليه الصلاة والسلام: “عليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة” 2، وكتاب دلائل الخيرات اشتمل على أحاديث موضوعة وكيفيّات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها غُلُوٌّ ومجاوزة للحدّ ووقوع في المحذور لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو طارئ لم يكن من منهج السابقين بإحسان، ثم نقل عن الشيخ محمد الخضر بن مايابي الشنقيطي قوله: “إن الناس مولعة بحب الطارئ، ولذلك تراهم يرغبون دائماً في الصلوات المرويّة في دلائل الخيرات ونحوه، وكثير منها لم يثبت له سند صحيح ويرغبون عن الصلوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح” 3.
1 فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لشيخنا عبد المحسن بن حمد العباد: 19 – 20.
2 الموطأ: 1/114، والبخاري: 4/218 - 219 في التراويح: باب فضل من قام رمضان.
3 الرد على الرفاعي والبوطي
…
ص 14.
- أما ما يتعلّق بهذا الجزء المُسمّى: “جزء فيه حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم “
فهو جزء مسند، مُختارة أحاديثه من أصحّ الصحيح، وقد يسّر الله لي العمل فيه بعد أن توفّرتُ على نُسختين خطّيّتين له، وسرت في عملي في دراسته وتحقيقه على الخطّة التالية:
القسم الأوّل: الدراسة
الفصل الأول: في حياة المصنف:
المبحث الأول: اسمه ونسبه – مولده ونشأته – تاريخ وفاته ومكانها.
المبحث الثاني: منزلته العلميّة.
المبحث الثالث: شيوخه وتلاميذه.
المبحث الرابع: مُؤلّفاته ورحلاته.
الفصل الثاني: في كتابه:
المبحث الأول: الأجزاء الحديثية وأهمّيّتها العلميّة والاستخراجية.
المبحث الثاني: التعريف بهذا الجزء.
المبحث الثالث: توثيق نسبة الجزء إلى مؤلّفه.
القسم الثاني: التحقيق
أولا: وصف النسختين.
ثانيا: منهج التحقيق.
ثالثا: مُشجّرات الأسانيد.
النصّ المحقّق.
الفهارس.