المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ يا يحيى هذا عملك الذي عملته ، وقد أعطيتك ثواب عملك ، لكل واحدة عشرا، الحسنة بعشر أمثالها - جزء من تخريج أحمد بن عبد الواحد البخاري

[المقدسي، أحمد بن عبد الواحد]

فهرس الكتاب

- ‌ سَيُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رَؤُوسِ الْخَلائِقِ ، وَيُنْشَرُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا كُلُّ سَجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ

- ‌ يَأْتِي اللَّهُ عز وجل بِالْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي حِجَابَهِ ، فَيَقُولُ لَهُ: اقْرَأْ صَحِيفَتَكَ

- ‌«إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَى جَمِيعِ الْعَالَمِينَ ، وَجَعَلَ لأُمَّتِي

- ‌«يَا ابْنَ آدَمَ مَا تُنْصِفُنِي ، أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ وَتَتْمَقَّتُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي ، خَيْرِي إِلَيْكَ يَنْزِلُ ، وَشِرْكُكَ إِلَيَّ

- ‌«اشْهَدُوا سُكَّانَ سَمَاوَاتِي أَنِّي غَفَرْتُ لَهُ»

- ‌«يَا غُلامُ مَنْ أَنَا؟» قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ»

- ‌ إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَعْطَى مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ أَسْمَاعَ الْخَلائِقِ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ

- ‌«لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل فِيهَا»

- ‌«إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ إِذَا ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ، صلى الله عليه وسلم»

- ‌«إِنَّ ابْنَكِ قَدْ غُفِرَ لَهُ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ» قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ

- ‌«مِمَّا ضِحِكْتِ؟» فَقُلْتُ: كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا عَائِشَةُ الْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ ثَلاثًا لِمَنْ حُرِمَ

- ‌«مَنْ ذَبَحَ نُسُكَهُ يَوْمَ الأَضْحَى ثُمَّ قَامَ إِلَى مَسْجِدِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، لَمْ يَسْلِ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ

- ‌«مَا أَنْفَقْتُ الْوَرِقَ فِي شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ نُحَيْرَةِ يَوْمِ عِيدٍ»14 -أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، كِتَابَةً ، أنبا الْقَزَّازُ

- ‌«أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ، أَنَا الَّذِي خَلَقْتُكَ بِقُوَّتِي وَأَتْقَنْتُكَ بِحِكْمَتِي ، حَقٌّ قَضَائِي وَنَافِذٌ أَمْرِي ، أَنَا

- ‌ أَنَا الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ذُو

- ‌ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي فَخُذْهَا بِقَسْمِيْهَا: التَّقْوَى ، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، وَكُلَّمَا ذَكَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى

- ‌ إِنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ ، قَالَ: أَيْ رَبِّ عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تَقْتُرُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ، قَالَ: فَيَفْتَحُ لَهُ

- ‌«اطَّلِعُوا إِلَى مَنْ بَقِيَ فِي النَّارِ» .فَيَطَّلِعُونَ ، فَيَقُولُونَ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 42]

- ‌ يَا يَحْيَى هَذَا عَمَلُكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ ثَوَابَ عَمَلِكَ ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرًا، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا

- ‌ أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ فِي بَعْضِ وَحْيِهِ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلَّ مُؤَمِّلٍ أَمَّلَ غَيْرِي بِالإِيَاسِ

الفصل: ‌ يا يحيى هذا عملك الذي عملته ، وقد أعطيتك ثواب عملك ، لكل واحدة عشرا، الحسنة بعشر أمثالها

19 -

وَبِالإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، ثنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، لَمَّا قُتِلَ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ رُوحَهُ ، ثُمَّ أُوقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ: "‌

‌ يَا يَحْيَى هَذَا عَمَلُكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ ثَوَابَ عَمَلِكَ ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرًا، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا

، قَالَ: فَرَأَى يَحْيَى إِلَى ثَوَابِ عَمَلِهِ ، فَإِذَا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الثَّوَابِ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا يَحْيَى هَذَا عَمَلُكَ ، وَهَذَا ثَوَابُهُ ، فَأَيْنَ نَعْمَائِي عَلَيْكَ؟ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلائِكَةِ: أَخْرِجُوا نَعْمَائِي عَلَيْهِ ، فَأَخْرَجُوا نِعْمَةً وَاحِدَةً مِنْ نِعَمِهِ ، فَإِذَا قَدِ اسْتَوْعَبَتْ جَمِيعَ أَعْمَالِهِ وَالثَّوَابَ ، فَقَالَ يَحْيَى: إِلَهِي مَا هَذِهِ النِّعْمَةُ الْجَلِيلَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي قَدِ اسْتَوْعَبَتْ جِمِيعَ عَمَلِي وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ ثَوَابِهَا؟ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا يَحْيَى هَذِهِ النِّعْمَةُ الْجَلِيلَةُ الْعَظِيمَةُ مَعْرِفَتُكَ بِي ".

فَخَرَّ يَحْيَى لِوَجْهِهِ ، فَقَالَ: إِلَهِي جَازِنِي بِرَحْمَتِكَ وَبِفَضْلِكَ لا بِعَمَلِي

20 -

وَحَدَّثَ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ ، أنبا أَبُو الْحُسَيْنِ السُّكِّرِيُّ ، أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، ذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ: كَانَ تَوْبَةُ بْنُ الصِّمَّةِ بِالرَّقَّةِ ، وَكَانَ مُحَاسِبًا لِنَفْسِهِ فَحَسَبَ ، فَإِذَا هُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً فَحَسَبَ أَيَّامَهَا فَإِذَا وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا يَوْمٍ وَخَمْسُ مِائَةِ يَوْمٍ ، فَصَرَخَ ، وَقَالَ: يَا وَيْلَتِي أَلْقَى الْمَلِيكَ بِوَاحِدٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ ذَنْبٍ ، كَيْفَ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَشَرَةُ آلافِ ذَنْبٍ ، ثُمَّ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ ، قَائِلا يَقُولُ: تِلْكَ رَكْضَةُ إلى الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى

20 -

وَبِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ:" كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَمَكَثَ بِذَلِكَ زَمَانًا ، فَأَشْرَفَ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ ، فَأُفْتِنَ بِهَا وَهَمَّ بِهَا ، فَأَخْرَجَ رِجْلَهُ لِيَنْزِلَ إِلَيْهَا ، فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ عز وجل بِسَابِقَةٍ ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ ، وَرَجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ ، وَجَاءَتْهُ الْعِصْمَةُ ، فَنَدِمَ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعِيدَ رِجْلَهُ فِي الصَّوْمَعَةِ ، قَالَ: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، رَجُلٌ خَرَجْتَ تُرِيدُ أَنْ تَعْصِيَ اللَّهَ عز وجل تَعُودُ مَعِيَ فِي صَوْمَعَتِي لا يَكُونُ وَاللَّهِ ذَلِكَ أَبَدًا، فَتَرَكَهَا وَاللَّهِ مُعْلَقَّةً فِي الصَّوْمَعَةِ، تُصِيبُهَا الأَمْطَارُ ، وَالرِّيَاحُ ، وَالشَّمْسُ ، وَالثَّلْجُ حَتَّى تَقَطَّعَتْ فَسَقَطَتْ فَشَكَرَ اللَّهُ عز وجل لَهُ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ وَذُو الرِّجْلِ ، يَذْكُرُهُ بِذَلِكَ "

20 -

وَبِهِ أنبا أَبُو بَكْرٍ ، أنبا الْفَتْحُ ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، أنبا أَبُو الْحَسَنِ ، أنبا أَبُو إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي الْيَمَانُ بْنُ عِيسَى أَبُو سَهْلٍ الْحَذَّاءُ ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْكِفْلِ ، وَكَانَ لا يَتَوَرَّعُ عَنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فَأَتَتِ امْرَأَةٌ ، فَسَأَلَتْهُ ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهَا إِلَا أَنْ تُمَكِّنَهُ مِنْ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتِنِ ارْتَعَدَتْ وَبَكَتْ ، فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ هَذَا عَمَلٌ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَيْهِ إِلا الْحَاجَةُ ، قَالَ: فَتَرَكَهَا وَسَلَّمَ لَهَا الدَّنَانِيرَ ، وَلَمْ يُصِبْ مِنْهَا ، فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ ، فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ: اشْهَدُوا جَنَازَةَ الْكِفْلِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَهُ

20 -

وَبِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: وَثنا أَبُو خَيْثَمَةَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مُسْتَلِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيِّ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ زَيْدٍ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي غَزْوَةٍ إِلَى كَابُلَ وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، فَنَزَلَ النَّاسُ عِنْدَ الْعَتَمَةِ فَصَلَّوْا ثُمَّ اضْطَجَعَ ، فَقُلْتُ: لأَرْمُقَنَّ عَمَلَهُ، فَأَلْتَمِسُ غَفْلَةَ النَّاسِ حَتَّى إِذَا قُلْتُ هَدَأَتِ الْعُيُونُ وَثَبَ فَدَخَلَ غَيْضَةً قَرِيبًا مِنَّا، وَدَخَلْتُ عَلَى إِثْرِهِ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، قَالَ: وَجَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ ، قَالَ: فَصَعِدْتُ فِي شَجَرَةٍ ، قَالَ: فَتَرَاهُ الْتَفَتَ أَوْ عَدَهُ جَرْوًا حَتَّى سَجَدَ ، فَقُلْتُ: الآنَ يَفْتَرِسُهُ وَلا شَيْءَ حَتَّى جَلَسَ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا السَّبُعُ اطْلُبِ الرِّزْقَ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ ، فَوَلَّى، وَإِنَّ لَهُ لَزَئِيرًا أَقُولُ تُصْدَعُ مِنْهُ ، قَالَ: فَمَا زَالَ يُصَلِّي حَتَّى كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ، وَمِثْلِي يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَكَ الْجَنَّةَ ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ فَأَصْبَحَ كَأَنَّهُ بَاتَ عَلَى الْحَشَايَا

20 -

وَحَدَّثَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ ، أنبا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَمْعُونَ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ: كَتَبَ إَلَيَّ أَبُو حَارِثَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ، قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْيَمَانِيِّ ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ مِنْ صُورَ نُرِيدُ قَيْسَارِيَةَ ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِمَوَاضِعَ كَثِيرَةِ الْحَطَبِ ، فَقَالَ: لَوْ شِئْتُمْ بِتْنَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، فَأَوْقَدْنَا مِنْ هَذَا الْحَطَبِ ، فَقُلْنَا: ذَاكَ إِلَيْكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، قَالَ: فَأَخْرَجْنَا زِنْدًا كَانَ مَعَنَا فَقَدَحْنَا فَأَقَدْنَا تِلْكَ النَّارَ ، فَوَقَعَ مِنْهَا جَمْرٌ كِبَارٌ ، قَالَ: فَقُلْنَا: لَوْ كَانَ لَنَا لَحْمٌ نَشْوِيهِ عَلَى هَذِهِ النَّارِ ، قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا أَقْدَرَ اللَّهِ عز وجل أَنْ يَرْزُقَكُمْ ، ثُمَّ قَالَ: فَتَمَسَّحَ لِلصَّلاةِ ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْنَا جَلَبَةً شَدِيدَةً مُقْبِلَةً نَحْوَنَا ، فَابْتَدَرْنَا إِلَى الْبَحْرِ ، فَدَخَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا فِي الْمَاءِ إِلَى حَيْثُ أَمْكَنَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ ثَوْرٌ وَحْشٌ يَكِدُّهُ أَسَدٌ ، فَلَمَّا صَارَ عِنْدَ النَّارِ طَرَحَهُ فَانْصَرَفَ إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَدْهَمَ ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ تَنَحَّ عَنْهُ فَلَنْ يُقَدَّرَ لَكَ فِيهِ رِزْقٌ ، فَتَنَحَّى وَدَعَانَا ، فَأَخْرَجْنَا سِكِّينًا كَانَتْ مَعَنَا فَذَبَحْنَاهُ وَاشْتَوَيْنَا مِنُّه بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا

20 -

وَحَدَّثَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، وَأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ ، ثنا نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمِصِّيصِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ: وَرَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْمِصِّيصَةَ ، فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ ، فَطَلَبَهُ ، فَقِيلَ لَهُ: هُوَ خَارِجٌ ، فَقَالَ: أَعْلِمُوهُ إِذَا أَتَى أَنَّ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ طَلَبَهُ وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى مَرْجِ كَذَا وَكَذَا يَرْعَى فَرَسَهُ ، فَمَضَى إِلَى ذَلِكَ الْمَرْجِ ، فَإِذَا أُنَاسٌ يَرْعَوْنَ دَوَابَّهُمْ ، فَرَعَى حَتَّى أَمْسَى ، فَقَالُوا: ضُمَّ فَرَسَكَ إِلَى دَوَابِّنَا فَإِنَّ السِّبَاعَ تَأْتِينَا ، فَأَبَى وَتَنَحَّى نَاحِيَةً ، فَأَوْقَدُوا النِّيرَانَ حَوْلَهُمْ ، ثُمَّ أَخَذُوا فَرَسًا لَهُمْ صَئوُلا فَأَتَوْهُ بِهِ وَفِيهِ شِكَالانِ يَقُودُونَهُ بَيْنَهُمْ ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ فِي دَوَابِّنَا رِمَاكًا وحُجُورًا فَلْيَكُنْ هَذَا عِنْدَكَ ، قَالَ: وَمَا يَصْنَعُ بِهَذِهِ الْحِبَالِ؟ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَأَدْخَلَ يَدَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ فَوَقَفَ لا يَتَحَرَّكُ فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ لامْتِنَاعِهِ ، فَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا فَجَلَسُوا يَرْمُقُونَهُ مَا يَكُونُ مِنْهُ مِنَ السِّبَاعِ ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ يُصَلِّي وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ أَتَتْهُ أَسَدٌ ثَلاثَةٌ يَتْلُو بَعْضَهَا بَعْضًا ، فَتَقَدَّمَ الأَوَّلُ إِلَيْهِ فَشَمَّهُ وَدَارَ بِهِ ثُمَّ تَنَحَّى نَاحِيَةً فَرَبَضَ ، وَفَعَلَ الثَّانِي وَالثَّالِثُ كِفِعْلِ الأَوَّلِ ، وَلَمْ يَزَلْ إِبْرَاهِيمُ لَيْلَتَهُ قَائِمًا يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ السَّحَرُ ، قَالَ لِلأَسَدِ: مَا جَاءَ بِكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْكُلُونِي امْضُوا ، فَقَامَتِ الأُسْدُ فَذَهَبَتْ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَ الْفَزَارِيُّ إِلَى أُولَئِكَ فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالَ: أَجَاءَكُمْ رَجُلٌ؟ فَقَالُوا: أَتَانَا رَجُلٌ مَجْنُونٌ وَأَخْبَرُوهُ بِقِصَّتِهِ فَأَرَوْهُ ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: لا ، قَالَ: هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ ، فَمَضَوْا مَعَهُ إِلَيْهِ ، فَسَلَّمَ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ الْفَزَارِيُّ إِلَى مَنْزِلِهِ

20 -

وَحُكِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي بَعْضِ قُرَى الشَّامِ وَمَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ ، فَجَعَلْنَا نَمْشِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى مَوْضِعِ خُشَاشٍ وَمَاءٍ ، فَقَالَ لِرَفِيقِهِ: أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: مَعِيَ فِي الْمِخْلاةِ كُسَيْرَاتٌ ، فَجَلَسَ فَنَثَرَهَا ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ ، فَأَكَلْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ شَرِبَ مِنَ الْمَاءِ شَرْبَةً ، ثُمَّ تَمَدَّدَ فِي كِسَائِهِ ، فَقَالَ: يَا بَقِيَّةُ مَا أَغْفَلَ النَّاسَ عَمَّا أَنَا فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، مَا لِي أَحَدٌ يَمُوتُ ، وَلا أَحَدٌ أُهَمُّ بِهِ ، قَالَ بَقِيَّةُ: فَتَغَيَّرَ وَجْهِي ، فَقَالَ لِي: أَلَكَ عِيَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ ، فَقَالَ: فَلَعَلَّ رَوْعَةُ صَاحِبِ عِيَالٍ أَفْضَلُ مِمَّا أَنَا فِيهِ ، قَالَ: قَامَ ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ عِظْنِي بِشَيْءٍ ، فَقَالَ: يَا بَقِيَّةُ كُنْ ذَنَبًا وَلا تَكُنْ رَأْسًا ، فَإِنَّ الذَّنَبَ يَنْجُو وَيَهْلِكُ الرَّأْسُ وَبِالإِسْنَادِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ ، ثنا عَبَدَةُ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، أنبا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ:«مَنْ رَكَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ عَشْرَ رَكَعَاتِ بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ» .

فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: إِذًا تَكْثُرُ قُصُورُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْثَرُ»

21 -

قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَاتَتْ لِيَ ابْنَةٌ فَرَأَيْتُهَا فِي الْمَنَامِ وَهِيَ تَقُولُ: يَا أَبَتِي قَدْ عَهِدُوا لِرَجُلٍ عِنْدِي وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَسَلْهُمْ أَنْ يُنَحُّوهُ عَنِّي ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ الْحَفَّارَ وَهُوَ يَحْفُرُ فَمَنَعْتُهُ ، فَقَالَ: تَمْنَعُنِي مِنْ مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ ، فَاغْتَمَّ أَهْلُ الْمَيِّتِ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ رَأَيْتُ ابْنَتِي ، فَقَالَتْ: يَا أَبَتِي كَذَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَهْتِكَ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أَمَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ رَحِمَهُ بِهَتْكِكَ لَهُ

21 -

أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه السلام: «أَنَّهُ مَاتَ وَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَائِي فَجِدْ فِي أَمْرِهِ ، وَغَسِّلْه ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَوَارِهِ» .

فَطَافَ مُوسَى ، فَوَجَدَ مَيِّتًا فَأَجَدَّ فِي أَمْرِهِ ، وَسَمِعَ النَّاسَ يَذْكُرُونَهُ بِالشَّرِّ وَيَصِفُونَ مِنْ طُغْيَانِهِ ، فَهَالَهُ ذَاكَ ، فَقَالَ: إِلَهِي ذَكَرْتَ أَنَّ هَذَا الْعَبْدَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، وَهُؤَلاءِ عِبَادُكَ فِي أَرْضِكَ يَشْهَدُونَ بِمَا تَعْلَمُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: " إِنْ كَانَ كَمَا يَقُولُ عِبَادِي فِيهِ وَأَكْثَر وَلَكِّنَهُ تَلْقَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ صَفَحْتُ بِهَا عَنْ جُرْمِهِ ، فَأَوَّلُ كَلِمَةٍ ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَإِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ ، وَالثَّانِيَةُ: اللَّهُمَّ إِنِّي كُنُتْ أَشِنَى الْفَاسِقِينَ وَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ ، وَالثَّالِثَةُ قَالَ: إِلَهِي لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ إِدْخَالَكَ إِيَّايَ النَّارَ مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ لَمَا سَأَلْتُكَ الْمَغْفِرَةَ ، وَالرَّابِعَةُ قَالَ: إِلَهِي لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ إِدْخَالَكَ إِيَّايَ إِلَى الْجَنَّةِ مِمَّا يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِكَ لَمَا سَأَلْتُكَ ، وَالْخَامِسَةُ: قَالَ: إِلَهِي يَئِسْتُ مِنْ عِبَادِكَ وَرَدَدْتُ حَوَائِجِي إِلَيْكَ ، وَأَظْهَرْتُ نَدَامَتِي لَدَيْكَ فَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي فَمَنْ يَغْفِرُ لِي ، وَإِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي، وَإِنْ لَمْ تَصْفَحْ عَنِّي فَمَنِ الَّذِي يَصْفَحُ عَنِّي.

وَلأَجْلِ هَذَا الْكَلامِ يَا مُوسَى تُبْتُ عَلَيْهِ وَصَفَحْتُ عَنْ جُرْمِهِ "

21 -

وَحَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ ، وَأَنَا حَاضِرٌ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ ، مُشَافَهَةً ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الصَّيْقَلِيَّ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّصْرَابَاذِيَّ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الْبِيكَنْدِيَّ ، يَقُولُ: مَاتَ فِي جِيرَتِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْرِفِينَ فِي الْمَعَاصِي فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ فِي النَّوْمِ وَعَلَيْهِ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ ، فَقُلْتُ: فُلانُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي ، قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: تَصَدَّقَتْ وَالِدَتِي عَنِّي بِنِصْفِ رَغِيفٍ ، أَمَا إِنَّهَا لَوْ تَصَدَّقَتْ بِرَغِيفٍ لَكَشَفَتْ لِي حَتَّى أَنْظُرَ عَيَانًا

21 -

وَبِهِ ثنا أَبُو يَعْقُوبَ الْوَرَّاقُ ، أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تَرْكَانَ ، ثنا أَبُو الْحَجْبَي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُوَارِزْمِيُّ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ الْمُهَلَّبِ الزُّهْرِيُّ ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّادِقِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجَتْ إِلَى قَرْيَةٍ لِتِجَارَةٍ مَعَ ابْنَيْنِ لَهَا ، وَتَصَدَّقَتْ لَهُمَا يَعْنِي بِرَغِيفَيْنِ ، حِينَ خَرَجَتْ مِنَ الدَّارِ وَمَرَّتِ بِالْبَحْرَ ، فَجَاءَ ذِئْبٌ وَحَمَلَ وَاحِدًا مِنْهَا ، فَبَكَتْ وَحَزِنَتْ ، وَذَهَبَ الذِّئْبُ بِهِ فَأَيِسَتْ مِنْهُ وَرَكِبَتْ مَعَ وَلَدِهَا الآخَرِ فِي الْبَحْرِ ، فَانْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ فَوَقَعَ الْوَلَدُ فِي الْبَحْرِ ، وَكَانَ مَعَهَا مِائَةُ دِينَارٍ ، فَوَقَعَ فِي الْمَاءِ وَبَقِيتُ عَلَى لَوْحٍ ، فَطَرَحَهَا الرِّيحُ إِلَى مَكَانٍ فِي سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَخَرَجَتْ مِنَ الْمَاءِ وَدَخَلَتِ السُّوقَ لِتَشْتَرِيَ طَعَامًا فَإِذَا ابْنُهَا الَّذِي حَمَلَهُ الذِّئْبُ مَعَ رَجُلٍ ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ ، فَمَنَعَهَا الرَّجُلُ ، فَأَخَذَهَا إِلَى الْقَاضِي ، فَقَالَ لَهَا الْقَاضِي ، مَا شَأْنُكِ؟ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ قِصَّتَهَا ، فَقَالَ الْقَاضِي لِلرَّجُلِ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الابْنُ؟ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الصَّحْرَاءِ أَطْلُبُ رِزْقًا ، فَجَاءَ ذِئْبٌ بِهَذَا الصَّبِيِّ ، فَاجْتَهَدْتُ حَتَّى أَخَذْتُهُ مِنْهُ فَهُوَ عِنْدِي ، فَقَالَ الْقَاضِي: سَلِّمْ إِلَيْهَا ابْنَهَا ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ مَشَتْ مَعَ ابْنِهَا هُنَيَّةً ، فَإِذَا فَارِسٌ خَلْفَهُ ابْنُهَا الآخَرُ ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ ، فَخَاصَمَهَا الرَّجُلُ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، فَقَالَتْ: هُوَ ابْنِي ، وَقَالَ الْفَارِسُ: هُوَ غُلامِي ، فَقَالَ النَّاسُ: اذْهَبُوا إِلَى الْقَاضِي ، فَلَمَّا حَضَرُوا عِنْدَ الْقَاضِي ، قَالَ لِلرَّجُلِ: كَيْفَ حَالُ هَذَا الصَّبِيِّ؟ قَالَ: أَنَا مَلاحٌ رَأَيْتُ هَذَا الصَّبِيَّ عَلَى رَأْسِ الْمَاءِ ، فَأَخَذْتُهُ وَهُوَ عِنْدِي ، فَقَالَ الْقَاضِي: سَلِّمْهُ إِلَى أُمِّهِ ، فَسَلَّمَهُ مِنْهَا فَجَاءَتْ بِوَلَدَيْهَا وَاشْتَرَتْ خُبْزًا وَسَمَكَتَيْنِ فَإِذَا فِي بَطْنِ أَحَدِهِمَا مِائَةُ دِينَارٍ ، وَفِي بَطْنِ الآخَرِ لُؤْلُؤَتَانِ ، بَاعَتْ بِمَالٍ كَثِيرٍ ، فَرَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ غَفَرَ لَكِ وَلِوَلَدَيْكِ ، وَيُدْخِلُكُمَا الْجَنَّةَ بِالرَّغِيفَيْنِ وَبِهِ أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أنبا الْحَسَنُ ، أنبا أَحْمَدُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثنا أَبُو دَاوُدَ ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الْحَسَنُ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ مَعَ عَطَاءٍ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى يَقُولُ: «يَابْنَ آدَمَ خَلَقْتُكَ وَتَعْبُدُ غَيْرِي ، وَتذْكُرُ بِي وَتَنْسَانِي ، وَتَدْعُو إِلَيَّ وَتَفِرُّ مِنِّي ، إِنْ هَذَا لأظْلَمُ ظُلْمٍ فِي الأَرْضِ»

ص: 20