المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أوحى إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه: وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل مؤمل أمل غيري بالإياس - جزء من تخريج أحمد بن عبد الواحد البخاري

[المقدسي، أحمد بن عبد الواحد]

فهرس الكتاب

- ‌ سَيُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رَؤُوسِ الْخَلائِقِ ، وَيُنْشَرُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلا كُلُّ سَجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ

- ‌ يَأْتِي اللَّهُ عز وجل بِالْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي حِجَابَهِ ، فَيَقُولُ لَهُ: اقْرَأْ صَحِيفَتَكَ

- ‌«إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَى جَمِيعِ الْعَالَمِينَ ، وَجَعَلَ لأُمَّتِي

- ‌«يَا ابْنَ آدَمَ مَا تُنْصِفُنِي ، أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ وَتَتْمَقَّتُ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي ، خَيْرِي إِلَيْكَ يَنْزِلُ ، وَشِرْكُكَ إِلَيَّ

- ‌«اشْهَدُوا سُكَّانَ سَمَاوَاتِي أَنِّي غَفَرْتُ لَهُ»

- ‌«يَا غُلامُ مَنْ أَنَا؟» قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ: «صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ»

- ‌ إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَعْطَى مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ أَسْمَاعَ الْخَلائِقِ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَبْرِي حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ

- ‌«لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل فِيهَا»

- ‌«إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ إِذَا ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ، صلى الله عليه وسلم»

- ‌«إِنَّ ابْنَكِ قَدْ غُفِرَ لَهُ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ» قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ

- ‌«مِمَّا ضِحِكْتِ؟» فَقُلْتُ: كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا عَائِشَةُ الْوَيْلُ ثُمَّ الْوَيْلُ ثَلاثًا لِمَنْ حُرِمَ

- ‌«مَنْ ذَبَحَ نُسُكَهُ يَوْمَ الأَضْحَى ثُمَّ قَامَ إِلَى مَسْجِدِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، لَمْ يَسْلِ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ

- ‌«مَا أَنْفَقْتُ الْوَرِقَ فِي شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ نُحَيْرَةِ يَوْمِ عِيدٍ»14 -أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، كِتَابَةً ، أنبا الْقَزَّازُ

- ‌«أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ، أَنَا الَّذِي خَلَقْتُكَ بِقُوَّتِي وَأَتْقَنْتُكَ بِحِكْمَتِي ، حَقٌّ قَضَائِي وَنَافِذٌ أَمْرِي ، أَنَا

- ‌ أَنَا الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا ذُو

- ‌ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي فَخُذْهَا بِقَسْمِيْهَا: التَّقْوَى ، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، وَكُلَّمَا ذَكَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى

- ‌ إِنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ ، قَالَ: أَيْ رَبِّ عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تَقْتُرُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ، قَالَ: فَيَفْتَحُ لَهُ

- ‌«اطَّلِعُوا إِلَى مَنْ بَقِيَ فِي النَّارِ» .فَيَطَّلِعُونَ ، فَيَقُولُونَ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 42]

- ‌ يَا يَحْيَى هَذَا عَمَلُكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ ثَوَابَ عَمَلِكَ ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرًا، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا

- ‌ أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ فِي بَعْضِ وَحْيِهِ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلَّ مُؤَمِّلٍ أَمَّلَ غَيْرِي بِالإِيَاسِ

الفصل: ‌ أوحى إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه: وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كل مؤمل أمل غيري بالإياس

22 -

وَأنبا أَبُو طَاهِرٍ الْقُرَشِيُّ ، أنبا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، وأنبا أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعَلَوِيُّ ، أنبا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّسَائِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَاسِينَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّهِ يَاسِينَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، يَقُولُ: أَصَابَتْنِي فَاقَةٌ شَدِيدَةٌ وَإِضَاقَةٌ، وَلا صَدِيقَ لِمُضَيَّقٍ، وَلَزِمَنِي دَيْنٌ ثَقِيلٌ، وَغَرِيمٍ مُلِحٌّ فِي اقْتِضَائِهِ ، فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ دَارِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ لِمَعْرِفَةٍ كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَشَعُرَ بِذَلِكَ مِنْ حَالِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَكَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَدِيمُ مَعْرِفَةٍ ، فَلَقِيَنِي فِي الطَّرِيقِ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، وَقَالَ: قَدْ بَلَغَنِي مَا أَنْتَ بِسَبِيلِهِ مِنَ الْخَلَّةِ ، فَمَنْ تُؤَمِّلُ لِكَشْفِ مَا نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ: الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِذًا لا يَقْضِي حَاجَتَكَ وَلا يُسْعِفُ بِطَلَبَتِكَ فَعَلَيْكَ بِمَنْ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ أَجْوَدُ الأَجْوَدِينَ ، فَالْتَمِسْ مَا تُؤَمِّلُ مِنْ قِبَلِهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: "‌

‌ أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ فِي بَعْضِ وَحْيِهِ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلَّ مُؤَمِّلٍ أَمَّلَ غَيْرِي بِالإِيَاسِ

، وَلأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ فِي النَّاسِ، وَلأُبْعِدَنَّهُ مِنْ فَرَجِي وَفَضْلِي ، أَيُؤَمِّلُ عَبْدِي فِي الشَّدَائِدِ غَيْرِي وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي ، أَوْ يُرْجَى سِوَايَ فِي الشَّدَائِدِ وَأَنَا الْغَنِيُّ الْجَوَّادُ، بِيَدِي مَفَاتِيحُ الأَبْوَابِ وَهِيَ مُغْلَقَةٌ وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي ، أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ دَهَتْهُ نَائِبَةٌ لَمْ يَكْشَفْ كَشْفَهَا عَنْهُ غَيْرِي ، فَماِلَي أَرَاهُ بِمَأْمَلِهِ مُعْرِضًا عَنِّي وَقَدْ أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي ، وَكَذَا مَا لَمْ يَسْأَلْنِي وَسَأَلَ فِي نَائِبَتِهِ غَيْرِي ، وَأَنَا اللَّهُ أَبْتَدِئ بِالْعَطِيَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ ، أَفَأُسْأَلُ فَلا أَجُودَ؟ كَلا ، أَوَلَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ لِي؟ أَوَلَيْسَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ بِيَدِي؟ فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَأَرَضِينَ سَأَلُونِي جَمِيعًا فَأَعْطَيْتُ كُل مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ ، وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ فَيَا بُؤْسًا لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي ".

فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا سَأَلْتُ أَحَدًا بَعْدَ هَذَا حَاجَةً ، فَمَا لَبِثْتُ أَنْ جَاءَنِي اللَّهُ بِرِزْقٍ وَفَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ

وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الْجَوْهَرِيُّ ، أنبا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يُرْسِلَ رَجُلا فِي حَاجَةٍ مُهِمَّةٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: أَلا نَبْعَثُ أَحَدَ هَذَيْنِ؟ قَالَ: «وَكَيْفَ أَبْعَثُ أَحَدَ هَذَيْنِ؟ وَهُمَا مِنْ هَذَا الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ»

0 -

أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ، كِتَابَةً ، أنبا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ ، أنبا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ ، أنبا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَمَامِيُّ ، أنبا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ سَمُرَةَ السَّائِحُ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ: أَيْ أَخِي إِيَّاكَ وَتَأْمِيرَ التَّسْوِيفِ عَلَى نَفْسِكَ ، وَإِمْكَانِهِ مِنْ قَلْبِكَ ، فَإِنَّهُ مَحَلُّ الْكَلالِ ، وَمَوُئِلُ التَّلَفِ ، وَبَادِرْ يَا أَخِي فَإِنَّهُ مُبَادِرٌ بِكَ ، وَأَسْرِعْ فَإِنَّهُ مُسْرِعٌ بِكَ ، وَجِدَّ فَإِنَّ الأَمْرَ جِدٌّ ، وَتَيَقَّظْ مِنْ رَقْدَتِكَ ، وَانْتَبِهْ مِنْ غَفْلَتِكَ ، وَتَذَكَّرْ مَا أَسْلَفْتَ وَقَصَّرْتَ وَفَرَّطْتَ وَجَنَيْتَ وَعَمِلْتَ فَإِنَّهُ مُحْصًى عَلَيْكَ ، وَكَأَنَّكَ بِالأَمْرِ قَدْ نَعَتْكَ فَاغْتَبَطْتَ بِمَا قَدَّمْتَ وَنَدِمْتَ عَلَى مَا فَرَّطْتَ ، فَعَلَيْكَ بِالْحَيَاءِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالاعْتِزَالِ وَالْمُلاقَاةِ ، فَإِنَّ السَّلامَةَ فِي ذَلِكَ مَوْجُودَةٌ ، وَفَّقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ لأَرْشَدِ الأُمُورِ ، وَلا قُوَّةَ بِنَا وَبِكَ إِلا بِهِ

0 -

أنبا غَيْرُ وَاحِدٍ ، كِتَابَةً ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقَزَّازُ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَفَّافُ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَلِيلِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ لِي رَجُلٌ بِالشَّامِ: عِنْدَنَا رَجُلٌ مِنَ الْعِبَادِ مِنْ أَهْلِ وَاسِطِ الْعِرَاقِ لا يَأْكُلُ إِلا مِنْ كَدِّ يَدِهِ وَقَدْ دَبِرَتْ مِنْ سَفِّ الْخُوصِ صَفْحَةُ يَدَيْهِ ، وَلَوْ رَأَيْتَهُ لَوَقَذَكَ النَّظَرُ إِلَيْهِ ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَمْضِيَ بِنَا إِلَيْهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ ، فَأَتَيْنَا فَدَقَّقْنَا عَلَيْهِ بَابَهُ ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَابِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِمَّنْ جَاءَ لِيَشْغَلَنِي عَمَا أَتَلَذَّذُ بِهِ مِنْ مُنَاجَاتِكَ.

ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ ، فَدَخَلْنَا ، فَإِذَا رَجُلٌ تَرَى بِهِ الآخِرَةَ ، وَإِذَا قَبْرٌ مَحْفَوُرٌ ، وَوَصِيَّةٌ مَكْتُوبَةٌ قَدْ كَتَبَهَا فِي الْحَائِطِ ، وَكَسَاؤَهُ قَدْ أَعَدَّهُ لِكَفَنِهِ ، فَقُلْتُ: أَيُّ مَوْقِفٍ لِهَذَا الْخَلْقِ؟ فَقَالَ بَيْنَ يدِي: مَنْ قَالَ؟ ثُمَّ صَاحَ ، وَخَرَّ لِوَجْهِهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ مِنْ غَشْيَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبِي: يَا أَبَا عَبَّادٍ هَذَا أَبُو السَّرِيِّ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ ، فَقَالَ لِي: مَرْحَبًا يَا أَخِي مَا زِلْتُ إِلَيْكَ مُشْتَاقًا ، أُعْلِمُكَ أَنَّ بِيَ دَاءً قَدْ أَعْيَا الْمُتَطَبِّبِينَ قَبْلَكَ قَدِيمًا ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَتَأَتَّى بِرِفْقِكَ وَتَلْصِقَ عَلَيْهِ بَعْضَ مَرَاهِمِكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِكَ ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ يُعَالِجُ مِثْلِي مِثْلَكَ وَجُرْحُي أَثْقَلُ مِنْ جُرْحِكَ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ كَذَاكَ فَإِنِّي مُشْتَاقٌ مِنْكَ إِلَى ذَلِكَ ، قَالَ: قُلْتُ: لَئِنْ كُنْتَ تَمَسَّكْتَ بِاحْتَفَارِ قَبْرِكَ فِي بَيْتِكَ ، وَبِوَصِيَّةٍ رَسَمْتَهَا بَعْدَ وَفَاتِكَ ، وَبِكَفَنٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ مَوْتِكَ ، فَإِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا اقْتَطَعَهُمْ خَوْفُهُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى قُبُورِهِمْ ، قَالَ: فَصَاحَ صَيْحَةً وَوَقَعَ فِي قَبْرَهِ ، وَجَعَلَ يَفْحَصُ بِرِجْلِهِ وَبَالَ فَعَرَفْتُ ذَهَابَ عَقْلِهِ ، فَخَرَجْتُ إِلَى طَحَّانٍ عَلَى بَابِهِ ، فَقُلْتُ: ادْخُلْ فَأَعِنَّا عَلَى هَذَا الشَّيْخِ ، فَاسْتَخْرَجْنَاهُ مِنْ قَبْرِهِ ، وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ ، فَقَالَ لِيَ الطَّحَّانُ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ؟ فَخَرَجْتُ وَتَرَكْتُهُ صَرِيعًا ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ عُدْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا بِسَلْخٍ فِي وَجْهِهِ ، وَإِذَا بِشَرِيطٍ قَدْ شَدَّ بِهِ رَأْسَهُ لِصُدَاعٍ وَجَدَهُ ، فَلَمَّا رَآنِي ، قَالَ: الْمُعَاوِدَةُ يَا أَبَا السَّرِيِّ رَحِمَكَ اللَّهُ.

فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ بَلَغْتَ أَيُّهَا الْمُتَعَبِّدُ مِنْ أَحْزَانِكَ بِاللَّهِ؟ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى آكْلَ الْفَطِيرِ وَالصَّابِرَ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ ، يَأْكُلُ مَا اشْتَهَى ، وَيَسْعَى عَلَيْهِ بِلَحْمِ طَيْرٍ وَيُسْقَى مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ ، فَشَهِقَ شَهْقَةً فَحَرَّكْتُهُ فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ

0 -

أنبا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، كِتَابَةً ، أنبا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَبِيبٍ الْعَامِرِيُّ ، أنبا عَلِيُّ بْنُ أَبِي صَادِقٍ ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَاكَوَيْهِ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَرْجَانِيُّ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّامَهْرُمْزِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدَ ، وَهُوَ عَلَى سُورِ طَرَسُوسَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَبْكِي ، وَهُوَ يَقُولُ: أَلا مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ طَالَ فِي الْقِيَامَةِ غَدًّا هَمُّهُ ، وَمَنْ خَافَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ ضَاقَ فِي الدُّنْيَا ذَرْعُهُ ، وَمَنْ خَافَ الْوَعِيدَ لَهِيَ فِي الدُّنْيَا عَمَا يُرِيدُ ، يَا مِسكِينُ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ فِي الدُّنْيَا الْجَزِيلَ فَاقْلِلْ نَوْمَكَ بِاللَّيْلِ إِلا الْقَلِيلَ ، اقْبَلْ مِنَ اللَّبِيبِ النَّاصِحِ إِذَا أَتَاكَ بِأَمْرٍ وَاضِحٍ ، لا تَهْتَمَّ بِأَرْزَاقِ مَنْ تُخَلِّفُ فَلَيْسَتْ أَرْزَاقُهُمْ تُكَلَّفُ ، وَطِنَّ نَفْسَكَ لِلْمَقَالِ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ لِلسُّؤَالِ ، قَدِّمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ ، وَدَعْ عَنْكَ كِبْرَةَ الأشْغَالِ ، بَادِرْ ثُمَّ بَادِرْ قَبْلَ نُزُولِ مَا تُحَاذِرُ إِذَا بَلَغَ رُوحَكَ التَّرَاقِيَ وَانْقَطَعَ عَنْكَ مَنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُلاقِيَ ، كَأَنِّي بِهَا قَدْ بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، وَكُنْتَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ مَغْمُومًا وَقَدِ انْقَطَعَتْ حَاجَتُكَ إِلَى أَهْلِكَ وَأَنْتَ تَرَاهُمْ حَوْلَكَ ، وَبَقِيتَ مُرْتَهَنًا بِعَمَلِكَ ، الصَّبْرُ مَلاكُ الأَمْرِ وَفِيهِ أَعْظَمُ الأَجْرِ ، فَاجْعَلْ ذِكْرَ اللَّهِ مِنْ جُلِّ شَأْنِكَ ، وَأَمْلِكْ فِيهَا سِوَى ذَلِكَ لِشَأْنِكَ ، ثُمَّ بَكَى أَبُو مُعَاوِيَةَ بُكَاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ: أَوْهُ مِنْ يَوْمِ يَتَغَيَّرُ فِيهِ لَوْنِي ، وَيَتَلَجْلَجُ فِيهِ لِسَانِي ، وَيَجِفُّ فِيهِ رِيقِي ، وَيَقِلُّ فِيهِ زَادِي ، فَقِيلَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ مَنْ قَالَ هَذَا؟ قَالَ: الْحَكِيمُ

0 -

وَبِهِ أنبا ابْنُ بَاكَوَيْهِ ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْفَضْلِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ الأَسْلَمِيُّ ، وَكَانَ خَادِمًا لأَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ نَشَرَ الْمُصْحَفَ وَفَتَحَهُ فِيرَدَّ اللَّهُ بَصَرَهُ ، وَإِذَا أَطْبَقَ الْمُصْحَفَ ذَهَبَ بَصَرُهُ

0 -

وَأنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، إِذْنًا ، أنبا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْفَارِسِيَّ ، يَقُولُ: بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ ذِي النَّوَى أُصِيبَ بِعَقْلِهِ ، فَكَانَ يَطُوفُ وَيَقُولُ: أَيْنَ قَلْبِي؟ أَيْنَ قَلْبِي؟ مَنْ وَجَدَ قَلْبِي؟ وَالصِّبْيَانُ. . . . .

ص: 21