الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2.
أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن لكريم كان عامّاً، ولم يكن بجمعه في صحف؛ ولهذا لم يكن مجموعاً في مكان ومصحف واحد، قال زيد بن ثابت:"قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء"1.
3.
أن كتابة القرآن الكريم تمت على أدوات متنوعة وغير متجانسة مما جعله غير مرتب ومحصور بين دفتين.
4.
أنه لم يكن مرتب السور، لأنه كتب أولاً بأول على حسب نزوله، وترتيب القرآن الكريم ليس على حسب النزول بالإجماع. مع العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلاّ بعد أن علَّم الصحابة بترتيب القرآن الكريم سوراً وآيات، حتى صاروا يقرؤون القرآن الكريم كاملاً مرتباً على نحو ما أمر به صلى الله عليه وسلم بتعليم من جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم في كل عرضة يعرض فيها القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم.
1 الإتقان 1/164
المطلب الخامس: السبب في عدم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد في عهده صلى الله عليه وسلم:
لم يجمع القرآن الكريم في عهده صلى الله عليه وسلم على هيئة مصحف لأسباب منها:
1.
ما كان يترقبه النبي صلى الله عليه وسلم من تتابع نزول الوحي حيث كانت تنزل بعض آيات سورة من السور، وتنقطع بنزول آيات سورة أخرى – قبل تلك السورة أو بعدها – ثم يستأنف الوحي آيات السورة
الأولى.. وهكذا حتى كمل التنزيل. ولاشك والحالة هذه استحالة جمع القرآن الكريم مباشرة عند نزوله في مصحف واحد، إذ يلزم ذلك تغييراً مستمراً في الأدوات التي كتب عليها1 يقول الزركشي:"وإنما لم يكتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مصحف، لئلا يفضي إلى تغييره كل وقت، فلهذا تأخرت كتابته إلى أن كمل نزول القرآن بموته صلى الله عليه وسلم"2.
2.
أن ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره لم يكن على حسب النزول، بل على حسب ما هو في اللوح المحفوظ الذي بُلِّغه النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام.
فلو كتب القرآن مرتباً حسب نزوله لخالف ترتيبه في اللوح المحفوظ، ولوقع اضطراب في كثير من آياته وتداخلت آيات سورة بآيات أخرى بما يتنافى وإعجازه3.
3.
أن المدة بين آخر ما نزل من القرآن الكريم وبين وفاته صلى الله عليه وسلم قصيرة جداً، وهي غير كافية لجمع القرآن بين دفتي مصحف واحد.
4.
أنه لم يوجد من دواعي الجمع في مصحف واحد مثل ما وجد في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بخير وأمن، والقراء كثيرون، والفتنة مأمونة، وفوق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم، بخلاف ما حصل في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه من مقتل الحفاظ حتى خاف على ضياع القرآن الكريم.
1انظر موجز علوم القرآن 159
2البرهان في علوم القرآن ج1 – ص262
3انظر جمع القرآن بين الحقائق الثابتة والشبهات الهابطة ص43.