الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: منهج جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
حينما عزم عثمان بن عفان رضي الله عنه – على جمع القرآن الكريم وعيّن اللجنة التي تباشر هذا العمل حدَّد لها خطوات العمل الذي يمكن إيجازه بما يلي:
1.
اعتباره الصحف التي جمعها زيد بن ثابت – رضي الله عنه – في عهد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – أساساً في نسخ المصاحف حيث أمر عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بإحضارها من حفصة بنت عمر أم المؤمنين حيث قال لها: "أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك".
2.
إشراف عثمان بن عفان – رضي الله عنه – المباشر على الجمع حيث كان يتفقد اللجنة باستمرار، ويتعاهدهم على الدوام. أخرج ابن أبي داود بإسناده عن كثير بن أفلح أنه قال:"وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه"1
3.
رجوع اللجنة إلى الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – فيما يحتاجون إليه للتأكد من كتابته وكيفية ذلك. أخرج البخاري أن ابن الزبير (أحد أعضاء اللجنة) قال: قلت لعثمان بن عفان: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} (البقرة: 240 (.قال: قد نسختها الأخرى، قلت: فلِمَ تَكْتُبُها؟ أَوَتَدَعُها؟ قال: يابن أخي لا أغير شيئاً من مكانه"2
1الأثر أخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص25.
2الحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب (والذين يتوفون منكم) صحيح البخاري ج5 – ص163.
4.
استيثاق اللجنة مما يكتبونه وبخاصة فيما تعددت فيه القراءة حيث كانوا يسألون مشاهير الصحابة عن كيفية القراءة به لا عن قرآنيته، فإن ذلك عرف في جمع أبي بكر، لأنه – رضي الله عنه – أراد أن تكتب المصاحف في مجموعها على جميع القراءات التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم، ليقضي على الفتنة التي حدثت بين المسلمين، بسبب جهلهم هذه القراءات.
5.
أن الكتابة تمت بشكل يجمع ما ثبت من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة على أن يكتب بدون تكرار الكلمات، واتفقوا على رسم الكلمات التي بها عدة أوجه بطريقة يجعلها محتملة لأن تقرأ بكل تلك الأوجه، وقد ساعد على ذلك عدم التشكيل، وعدم التنقيط. قال ابن الجزري المتوفى سنة 833هـ "وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبرائيل عليه السلام، متضمنة لها لم تترك حرفاً منها" إلى أن قال "وهذا القول هو الذي يظهر صوابه، لأن الأحاديث الصحيحة والآثار المشهورة المستفيضة تدل عليه وتشهد له
…
"
ثم قال: "فكتب الصحابة المصاحف على لفظ لغة قريش والعرضة الأخيرة، وجردوا المصاحف عن النقط والشكل لتحتمله صورة ما بقي من الأحرف السبعة"1.
1 النشر في القراءات العشر ج1 – ص31.