الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
…
خاتمة:
مع بداية الاستشراق الروسي العلمية في العقدين الأولين من القرن التاسع عشر الميلادي، بدأ إرساء تقاليد علمية لهذا الاستشراق، وإنتاج جهود مَيَّزته عن الاستشراق الأوربي، وللاستشراق الروسي جهود متعددة في الاهتمام بجوانب من الحضارة الإسلامية وتراثها ولغاتها وشعوبها، وإن كان كما يتضح من خلال استقراء جهوده أن جهوده في مجال الشريعة الإسلامية ومصادرها لم تكن بنفس جهوده في المجالات الأخرى، ولكن مما يجدر ذكره هنا، أنه قد برز في العقدين الأخيرين تنامي الاهتمام بهذا المجال.
من خلال استقراء السنة في المصادر الروسية، نجد أن مجمل الجهود في هذا المجال إنما هي أبحاث وكتابات تأتي ضمن محتويات مصادر أشمل، ولكن تبقى لها أهمية كبرى؛ لأنها إما أن تكون من كتابات علماء وباحثين لهم مكانتهم في الاستشراق الروسي، أو في مصادر لها مرجعية علمية وتعليمية في المراكز الاستشراقية والأقسام الجامعية والدوائر التعليمية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المصادر التي تم استعراضها في المبحث الأول تشتمل على مصدرين في مجال السنة والحديث استقلالاً، أحدهما: السنة، الأحاديث الإسلامية: نشأتها وتطورها، تأليف تريتياكوف، والذي يتضح من تأمل محتوى هذا الكتاب ومنهجية تناوله للسنة، أنه من نتاج الاستشراق التبشيري، والكتاب الآخر هو أحاديث محمد صلى الله عليه وسلم، أو حكم
النبي محمد صلى الله عليه وسلم، للأديب الروسي الكبير ل. تولستوي، وهي أحاديث اختارها لترجمتها إلى الروسية إعجاباً منه بمعانيها ودلالاتها، وهو معروف عنه إعجابه وتقديره للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
من الجهود المشهودة للاستشراق الروسي هي عنايته بالمخطوطات فهرسة ودراسة، وقد نهض بذلك عدد من رموز الاستشراق الأكاديمي منذ بدايته، وقد ساعد على وجود هذا التوجه البحثي تكوّن خزائن مهمة لحفظ المخطوطات، تأتي على رأسها خزانة المتحف الآسيوي في سانت بطرسبرج الذي تحوّل إلى معهد الاستشراق لاحقاً، ويوجد بجانب تلك الخزانة خزانتان أخريان، إحداهما: المكتبة العامة، والأخرى: مكتبة اللغات الشرقية في جامعة سانت بطرسبرج، وجميع هذه الجهات الثلاث بدأت في اقتناء وحفظ المخطوطات منذ وقت مبكر، وفي كل منها نجد للمخطوطات الحديثية نصيباً في محتوياتها، وما تحتوي عليه خزانة مكتبة معهد الاستشراق أكبر مقارنة بالمكتبتين الأخريين، تأتي بعدها المكتبة العامة، ثم مكتبة كلية اللغات الشرقية، وهذا أمر طبيعي إذا قورن ذلك بالعدد الإجمالي للمخطوطات في كل منها، وقد تم فهرسة المخطوطات الحديثية ضمن فهارس تلك المكتبات التي تم استعراضها في المبحث الثاني.