الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ: الإِعرَابِ
(1)
الإعْرَابُ هُوَ: تَغْييرُ أَوَاخِرِ الْكلِمِ (2) لاِخْتِلَاف ِ الْعَوَامِلِ الْداخِلَة عَلَيهَا لَفْظاً أَوْ تَقْدِيراً (3) .
ــ
(1)
لما ذكر المصنف الكلام وأقسامه: ذكر الإعراب لأنه المقصود بتصنيف الكتاب، والباب لغة: المدخل إلى الشيء، واصطلاحا: اسم لجملة من العلم، تحته فصول ومسائل غالبا، والإعراب لغة، يطلق على معان: منها التغيير، من قولهم أعربت معدة البعير إذا تغيرت؛ والتفسير والإبانة، كما في الحديث:«الثيب تعرب عن نفسها» أي: تفسر وتبين، ومنه: جارية عروب، أي: حسناء، فالكلمة إذا أعربت ظهر معناها وبان؛ واصطلاحا: ما ذكره المصنف.
(2)
أي: أحوال أواخر الكلم، لا أوائلها، ولا أوساطها، لأن ذلك من أبحاث الصرف، مثل فلس وفليس، ودرهم ودريهم، فلا يسمى هذا التغيير إعرابا، وإنما يتبين بالإعراب: أحوال أواخر الكلم فقط، والمراد بتغيير حال الآخر: تصييره مرفوعا، أو منصوبا، أو مخفوضا بعد أن كان ساكنا.
(3)
أي: تغييرها بسبب اختلاف العوامل الداخلة على الكلم، والعوامل: جمع عامل، وهو ما أوجب كون آخر الكلمة على وجه مخصوص، من رفع أو نصب أو خفض أو جزم، والعوامل: أكثر من مائة عامل،
.................................................................
ــ
قوله: لفظا، أي: فيما كان آخره صحيحا، وهو ما عري آخره، عن أحد حروف العلة، الواو، والألف، والياء، إما بالضمة، كزيد يضرب، أو بالفتحة، كلن يضرب عمرو زيدا (1) ، أو بالكسرة في الاسم والسكون في الفعل، كلم يمرر بزيد (2) ، فالتغيير الحاصل، هو الإعراب.
وقوله: أو تقديرا، يعني: فيما ليس آخره صحيحا كأن يكون مقصورا، وضابطه: كل اسم معرب، آخره ألف لازمة، قبلها فتحة، نحو: قام الفتى (3) ، ورأيت الفتى (4) ، ومررت بالفتى (5) أو منقوصا، وضابطه: كل اسم معرب، آخره ياء لازمة، قبلها كسرة، نحو: جاء القاضي (6) ، ومررت بالقاضي (7) ، أو تكون الألف محذوفة، أو الياء،
(1) فلن حرف نفي ونصب واستقبال، ويضرب فعل مضارع، منصوب بلن، وعمرو فاعل مرفوع، وزيدا مفعول به منصوب.
(2)
فلم حرف نفي وجزم وقلب، ويمرر فعل مضارع، مجزوم بلم، بزيد جار ومجرور.
(3)
فقام: فعل ماض، والفتى فاعل مرفوع، بضمة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور، معتل الآخر بالألف.
(4)
فرأيت فعل وفاعل، والفتى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر، لأنه اسم مقصور.
(5)
فمررت فعل وفاعل، وبالفتى: جار ومجرور، الباء حرف جر، والفتى اسم مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر، لأنه اسم مقصور، معتل الآخر بالألف.
(6)
فجاء فعل ماض، والقاضي فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، لأنه اسم منقوص، معتل الآخر بالياء.
(7)
فمررت فعل وفاعل، وبالقاضي جار ومجرور، الباء حرف جر، والقاضي اسم مجرور بالباء، وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، لأنه اسم منقوص.
وأقسامه أربعة (1) : رَفْعٌ، وَنَصْبٌ، وَخَفْضٌ، وَجَزْمٌ (2) ؛
ــ
نحو: قام فتى (1) ، ورأيت فتى (2) ، ومررت بفتى (3) ، أو مضارعا، معتل الآخر، كيخشى، ويدعو، ويرمي (4) ؛ وأما المضاف إلى ما قبل ياء المتكلم، في نحو: غلامي، فتقدر فيه الحركات الثلاث، على ما قبل ياء المتكلم (5) .
(1)
أقسام الإعراب، بمعنى أنواعه، وفي بعض النسخ: وعلاماته، وألقابه أربعة، على سبيل الإجمال، لأن للإعراب أقساما وألقابا، فالأقسام ما ذكره؛ والألقاب هي: الضم والفتح، والكسر، والسكون.
(2)
الرفع في اللغة: التعلية؛ وفي الاصطلاح: تغيير مخصوص، يجلبه عامل مخصوص، علامته الضمة، وما ناب عنها؛ والنصب في اللغة: الاستواء، وفي الاصطلاح: تغيير مخصوص، يجلبه عامل
مخصوص، علامته الفتحة، وما ناب عنها؛ والخفض تقدم؛ والجزم
في اللغة: الحز والقطع، وفي الاصطلاح: تغيير مخصوص، يجلبه
(1) فقام فعل ماض، وفتى فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة، لالتقاء الساكنين.
(2)
فرأيت فعل وفاعل وفتى مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة.
(3)
فمررت فعل وفاعل، وبفتى جار ومجرور، وفتى علامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة.
(4)
فيخشى فعل مضارع، مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر، لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف، ويدعو فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، ويرمي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
(5)
منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وغلام مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على السكون محله جر.
فللأسمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الرَّفعُ، والنَّصْبُ، والخَفْضُ، ولا جَزمَ فيها (1) .
وللأفعال مِنْ ذَلِكَ الرَّفْعُ، والنَّصبُ، والجَزْمُ، ولَا خَفْض َ فيها (2) .
ــ
عامل مخصوص، علامته السكون وما ناب عنه.
وبدأ بالرفع: لاختصاصه بعمد الكلام، وثنى بالنصب، لوجوده في العمد، وفي الفضلات وثلث بالخفض: لاختصاصه بالأسماء، وهي أشرف من الأفعال، وأخر الجزم، لكون لا يوجد إلا في الفعل.
(1)
أي: فللأسماء من الأقسام الأربعة المذكورة: الرفع، نحو: جاء زيد، والنصب، نحو: رأيت زيدا، والخفض، نحو: مررت بزيد، ولا جزم في الأسماء.
(2)
أي: وللأفعال من هذه الأربعة المذكورة، الرفع، نحو: يقوم زيد، والنصب، نحو: لن يقوم زيد، والجزم، نحو: لم يقم زيد (1) ، ولا خفض في الأفعال، والحاصل: أن هذه الأقسام الأربعة ترجع إلى قسمين: قسم مشترك بين الأسماء والأفعال، وقسم مختص بأحدهما، فالمشترك: الرفع والنصب، والمختص بالاسم الخفض، وبالفعل الجزم واختصاص الخفض بالاسم لأن الاسم خفيف، والخفض ثقيل، فأعطي الخفيف الثقيل، والجزم حذف حركة أو حرف، فهو خفيف، والفعل ثقيل؛ لأن لفظه مفرد، ودلالته مركبة، فهو ثقيل، فأعطي الثقيل الخفيف، طلبا للتعادل.
(1) فلم حرف نفي وجزم وقلب. ويقم فعل مضارع مجزوم بلم. وزيد فاعل مرفوع.