الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ: الأَفْعَالِ
(1)
الأفعال ثلاثة (2) : ماض، ومضارع، وأمر (3) ؛
ــ
أفعالا بأعيانها، وإنما هي أوزان، فترفع بثبوت النون، نحو: يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين. وتنصب بحذف النون، نحو: لن يفعلا، ولن تفعلا، ولن يفعلوا، ولن تفعلوا، ولن تفعلي. وتجزم بحذف النون نحو: لم يفعلا، ولم تفعلا، ولم يفعلوا، ولم تفعلوا، ولم تفعلي (1) .
(1)
لما ذكر الكلام وأقسامه، والإعراب وأقسامه، وكانت المعربات قسمين، اسم وفعل، ذكر الأفعال، مقدما لها على الأسماء، لقصر الكلام عليها، ليتفرغ لذكر ما أطال عليه الكلام من الأسماء وإلا فالأحق أن يبدأ بالأسماء.
(2)
أي: الأفعال الاصطلاحية ثلاثة، بدليل الاستقراء، وقوله تعالى:{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} فما بين الأيدي المستقبل، وما خلفنا الماضي، وما بين ذلك الحال؛ ولأن الفعل: إن تأخر التلفظ به عند وقوعه فهو الماضي، أو قارب بعض وجوده، فهو المضارع، أو تقدم التلفظ به قبل الفعل فهو الأمر.
(3)
فالماضي: ما دل على حدث مقترن بزمن ماض، وقبل تاء التأنيث
(1) والألف في المثالين الأولين فاعل، والواو في المثالين بعدهما فاعل، والياء في الأخير فاعل.
نحو: ضرب ويضرب وأضرب (1) . فالماضي مفتوح الآخر أبداً (2) ، والأمر مجزوم أبداً (3) ؛
ــ
الساكنة، نحو: ضربت، والمضارع، أي: المشابه للاسم في الحركات والسكنات، وهو: ما دل على حدث مقترن بأحد زماني الحال، أو الاستقبال، وقبل لم، نحو: لم يضرب، والأمر هو: ما دل على طلب حدث في زمن الاستقبال، وقبل ياء المخاطبة، نحو: اضربي.
(1)
فضرب دل على حدث مضى، ويضرب دل على الحال، أو الاستقبال، وقد يدل على المضي، واضرب، دل على الطلب (1) .
(2)
على الأصل، مبني على الفتح، سواء كان ثلاثيا كضرب، أو رباعيا كدحرج، أو خماسيا كانطلق، أو سداسيا كاستخرج؛ أو تقديرا للتعذر، نحو: رمى، ما لم يتصل به ضمير رفع متحرك، فيسكن، نحو: ضربت، أو واو الجمع فيضم نحو: ضربوا (2) .
(3)
أي: فيعامل معاملة المجزوم، وهذا مذهب مرجوح،
وعند سيبويه وغيره: الأمر مبني على السكون إن كان صحيح الآخر، نحو: اضرب، أو على حذف الآخر، إن كان معتلا، نحو: اغز واخش وارم (3) أو على حذف النون إن كان مسندا لضمير تثنية أو ضمير
(1) وإعرابه ضرب: فعل ماض مبني على الفتح، ويضرب فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، واضرب فعل أمر مبني على السكون.
(2)
فرمى فعل ماض مبني على السكون، وضربت فعل وفاعل، حد الفعل ضرب، والتاء ضمير متصل مبني على الضم، محله رفع على الفاعلية، وضربوا فعل وفاعل، حد الفعل ضرب، والواو ضمير، مبني على السكون، محله رفع على الفاعلية.
(3)
فاغز فعل أمر، مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها، واخش فعل أمر، مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، وارم: فعل أمر، مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها.
والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع التي يجمعها قولك " أنيت (1) "، وهو مرفوع أبداً، حتى يدخل عليه ناصب أو جازم (2) .
ــ
جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة، نحو: اضربا، اضربوا اضربي (1) .
(1)
أي: والمضارع شرطه: أن يوجد في أوله إحدى الزوائد الأربع، المسميات بأحرف المضارعة، سميت زوائد، لأنه يزيد بها على حروف الماضي يجمعها قولك: أنيت، بمعنى: أدركت، تفاؤلا، وإلا فيجمعها نأيت، أو نأتي، أو أتين؛ وشرط دخول هذه الأحرف على المضارع: أن تكون الهمزة للمتكلم وحده، نحو: أقوم، والنون للمتكلم ومعه غيره، أو المعظم نفسه، نحو: نقوم، والياء للغائب، نحو: يقوم، والتاء للمخاطب، نحو: تقوم فهذه أفعال المضارعة (2)، لدلالة الزوائد في أولها على المعاني المذكورة بخلاف: همزة أكرم، ونون نرجس، وياء يرنأ، وتاء تعلم.
(2)
أي: والمضارع المجرد من نوني التوكيد، ومن نون النسوة، ومن الناصب والجازم، مرفوع أبدا، ورافعه: التجرد من الناصب والجازم، لسلامته من النقص.
وتقدم: أن عوامل النحو اللفظية أكثر من مائة عامل، وله عاملان
(1) فاضربا فعل أمر، مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف النون والألف فاعل.
واضربوا: فعل أمر، مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف النون والواو فاعل، واضربي فعل أمر مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف النون والياء فاعل.
(2)
كل منهما فعل مضارع، مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.
فالنواصب عشرة (1)، وهي: أن، ولن (2) ، وإذن، وكي (3) ،
ــ
معنويان، وهما: عامل المضارع، وعامل المبتدأ؛ فإن عامله الابتداء، والمضارع التجرد؛ وهو مستمر على رفعه، حتى يدخل عليه ناصب فينصبه، أو جازم فيجزمه.
(1)
أي: فالنواصب، وهي: جمع ناصب عشرة على ما ذكر، أربعة منها تنصب بنفسها، وستة بأن مضمرة وجوبا، أو جوازا، وعند الجمهور: النواصب أربعة.
(2)
أن: بفتح الهمزة، وسكون النون، وهي أم الباب، وتسمى المصدرية، لأنها مع منصوبها تؤول بمصدر، فأخرج الشرطية، والمخففة، والتفسيرية، وهي: تنصب المضارع لفظا، والماضي والأمر محلا، وتعمل ظاهره نحو:{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ} (1) ، ومضمرة كما يأتي، ويشترط لأن المصدرية: أن لا تسبق بعلم، وأن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل، غير واو القسم، وبظن يجوز الرفع والنصب.
والثاني: من النواصب: لن وهي تنصب بنفسها، وقدمها بعضهم على أن وهي: حرف معناه النفي في المستقبل، ينصب المضارع وينفي معناه، نحو:{لَنْ نَبْرَحَ} (2) .
(3)
إذن: هو الثالث من النواصب بنفسها؛ وهي: حرف جواب وجزاء ويشترط للنصب بها ثلاثة شروط: أن تكون في صدر الجواب،
وأن يكون الفعل بعدها مستقبلا، وأن لا يفصل بينها وبين الفعل
فاصل، غير واو القسم، أو لا النافية، نحو: إذن أكرمك (3)، جوابًا لمن قال:
(1) فأن حرف مصدري، ونصب، وتقول: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، ونفس: فاعل مرفوع.
(2)
فلن حرف نفي ونصب واستقبال، ونبرح: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
(3)
فإذن: حرف جواب وجزاء، وأكرم فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والكاف ضمير مبني على الفتح محله نصب.
ولام كي (1) ، ولام الجحود (2) ،
ــ
أريد أن أزورك.
والرابع: كي، المصدرية، الداخلة عليها لا التعليل لفظا نحو:{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا} (1)، أو تقديرا نحو:{كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} (2) ، فإن لم يتقدمها اللام، لا لفظا ولا تقديرا، فهي حرف تعليل وجر، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد كي.
فالحاصل: أن لكي ثلاث حالات، تكون مصدرية، نحو:{كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} وتكون تعليلية، نحو: جئت كي أقرأ، وتكون لهما، نحو: جئت كي تكرمني.
(1)
سميت بذلك لأن كي تخلفها في التعليل، ويقال لام التعليل، لأن ما بعدها علة لما قبلها، وهي: أول النواصب المختلف فيها، نحو {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ} (3) ، ولا فرق بين أن تكون للعاقبة، أو الصيرورة، نحو {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا} ، {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} ، ومحل جوازه: ما لم يقترن الفعل بلا النافية، أو أن، فيكون واجبا.
ولأن ثلاثة أحوال، لزوم الإضمار، وهو فيما عدا لام كي، ولزوم الإظهار وهو مع لام كي، إذا كانت مع لا، وجواز الأمرين مع كي إذا لم تكن مع لا، نحو: أسلمت كي أدخل الجنة.
(2)
أي: لام النفي، لكن بأن مضمرة وجوبا، وضابطها: أن يسبقها كان
(1) فاللام حرف تعليل وجر، وكي: حرف مصدري ونصب، ولا: نافية، وتأسوا: فعل مضارع منصوب بكي، وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل.
(2)
فكي: حرف مصدري ونصب، وتقر: فعل مضارع منصوب بكي، وعين فاعل مرفوع، والهاء ضمير مضاف إليه.
(3)
فاللام لام كي، وتبين: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وللناس: جار ومجرور.
وحتى (1) ، والجواب بالفاء والواو، وأو (2) .
ــ
المنفية بما، أو يكن المنفية بلم، نحو:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} ، {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} (1) .
(1)
أي: بأن مضمرة وجوبا، ويشترط في النصب بها: أن تكون جارة بمعنى إلى، أو بمعنى لام التعليل، نحو:{حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} وأسلم حتى تدخل الجنة (2) .
(2)
أي: والجواب بالفاء المفيدة للسببية، والواو المفيدة للمعية، وفيه قلب. والأصل: الفاء والواو في الجواب، إذ الجواب منصوب لا ناصب، أي: من النواصب الفاء، والواو، الواقعتان في الجواب، لكن بأن مضمرة وجوبا، والمراد بالجواب: الجواب الواقع بعد واحد من التسعة، التي جمعها بعضهم فقال:
مر وادع وانه وسل واعرض لحضهم
…
تمن وارج كذاك النفي قد كملا
فبعد الأمر، نحو: أقبل فأحسن إليك (3) . أو: وأحسن إليك.
(1) فما نافية، وكان: فعل ماض ناقص، والاسم الشريف اسم كان مرفوع، ليعذب: اللام لام الجحود، ويعذب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والهاء ضمير مبني على الضم محله نصب، والميم علامة الجمع، ولم: حرف نفي وجزم وقلب، ويكن فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والاسم الشريف اسم يكن مرفوع، واللام لام الجحود، ويغفر فعل مضارع، منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود، ولهم: جار ومجرور، والهاء ضمير مبني على الضم، محله جر، والميم علامة الجمع.
(2)
فحتى: حرف غاية وجر، ويرجع: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، وإلينا: جار ومجرور، ونا: ضمير مبني على السكون محله جر، وموسى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر، لأنه اسم مقصور، وأسلم فعل أمر مبني على السكون، وحتى: حرف غاية وجر، وتدخل فعل مضارع، منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى، والجنة: مفعول به منصوب.
(3)
فأقبل: فعل أمر، والفاء فاء السببية، وأحسن: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد
فاء السببية، وإليك جار ومجرور والكاف ضمير مبني على الفتح محله جر.
..................................................................
ــ
الدعاء نحو: رب وفقني فأعمل صالحا (1)، أو: أعمل صالحا، والنهي نحو: لا تخاصم زيدا فيغضب (2)، أو: ويغضب، والسؤال، وهو الاستفهام، نحو: هل زيد في الدار فأذهب إليه (3)، أو: وأذهب إليه، والعرض، وهو الطلب نحو: ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا (4)، أو: وتصيب خيرا، والتخضيض، وهو الطلب بحث نحو: هلا أكرمت زيدا فيشكر (5)، أو: ويشكر، والتمني، نحو: ليت لي مالا، فأتصدق منه (6) ،
(1) فرب: منادى حذفت منه ياء النداء منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، ووفق: فعل دعاء، والنون للوقاية، والياء ضمير مبني على السكون، محله نصب على المفعولية، فأعمل: الفاء فاء السببية، وأعمل: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وصالحا مفعول به منصوب.
(2)
فلا ناهية، وتخاصم فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وزيدا: مفعول به منصوب والفاء فاء السببية، ويغضب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية.
(3)
فهل: حرف استفهام، وزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء، وفي الدار: جار ومجرور، والفاء فاء السببية؛ وأذهب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وإليه: جار ومجرور.
(4)
فألا: أداة عرض، وتنزل: فعل مضارع مرفوع، وعند: ظرف، ونا: مصاف إليه، والفاء فاء السببية، وتصيب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وخيرا: مفعول به منصوب.
(5)
فهلا: حرف تحضيض، وأكرمت: فعل وفاعل، وزيدا: مفعول به منصوب، والفاء فاء السببية، ويشكر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية.
(6)
فليت: حرف تمن، ولي: جار ومجرور، والياء: ضمير مبني على السكون محله جر، ومالا: اسم ليت منصوب، والفاء: فاء السببية، وأتصدق: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، ومنه: جار ومجرور، والهاء ضمير مبني على الضم محله جر.
أو: وأتصدق منه، والترجي: نحو لعلي أراجع
والجوازم ثمانية عشر (1)، وهي: لم، ولما (2) ،
ــ
الشيخ فيفهمني المسألة (1)، أو: ويفهمني، والنفي نحو:{لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} (2) أو: ويموتوا.
فالجواب في هذه الأمثلة، بعد الفاء أو الواو: منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، أو واو المعية (3) ، وأو التي بمعنى إلا، نحو: لأقتلن الكافر أو يسلم (4)، أو بمعنى: إلى نحو: لألزمنك أو تقضيني حقي (5) والفرق بينهما: أن التي بمعنى إلى، ينقضي ما قبلها شيئا فشيئا، والتي بمعنى إلا ينقضي دفعة واحدة.
والحاصل: أن أنْ تضمر بعد ثلاثة من حروف الجر، اللام، وكي التعليلية، وحتى، وبعد ثلاثة من حروف العطف، وهي: الفاء، والواو، وأو.
(1)
أي: جازما، وهي: قسمان، قسم يجزم فعلا واحدا، وقسم يجزم فعلين، وأخره لطول الكلام عليه، والذي يجزم فعلا واحدا ستة.
(2)
فلم حرف يجزم الفعل المضارع، وينفي معناه، ويقلبه إلى المضي،
(1) لعل: حرف ترج، والياء: ضمير مبني على السكون، محله نصب اسم لعل، وأراجع: فعل مضارع مرفوع، والشيخ مفعول به منصوب، والفاء فاء السببية، ويفهم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية والنون للوقاية، والياء ضمير مبني على السكون محله نصب، والمسألة مفعول ثان.
(2)
فلا نافية، ويقضى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، وعليهم: جار ومجرور، والفاء: فاء السببية، ويموتوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل.
(3)
فما كان في الأمثلة من مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، أو تكون فيه واو المعية، يقال فيه منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية.
(4)
فاللام موطئة للقسم، وأقتلن: فعل مضارع، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، محله رفع، والكافر: مفعول به منصوب، وأو بمعنى إلا، ويسلم: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو.
(5)
فاللام موطئة للقسم، والزمن: فعل مضارع، مبني على الفتح، لاتصاله بنون التوكيد
وألم، وألما (1) ، ولام الأمر، والدعاء (2) ،
ــ
نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (1) ، ولما مثل لم، لكن النفي بلم يكون مقطوعا عن الحال وبلما يكون متصلا به، نحو:{وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} (2) ، وتنفرد لما بجواز حذف مجزومها.
(1)
ألم، هي: لم، لكن زيدت عليها الهمزة للتقرير، نحو:{أَلَمْ نَشْرَحْ} (3)، وألما هي: لما السابقة، لكن زيد عليها الهمزة للتقرير، نحو: ألما أحسن إليك (4) .
(2)
أي: ولا الأمر، وهو: الطلب من الأعلى للأدنى نحو:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (5) ، ولام الدعاء، وهي: لام الأمر، لكن
سميت دعائية تأدبا، والدعاء هو: الطلب من الأدنى للأعلى، نحو: {لِيَقْضِ
(1) الثقيلة، محله رفع، والكاف ضمير مبني على الفتح محله نصب، وأو بمعنى: إلى، وتقضي: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والنون: للوقاية، واليا: ضمير مبني على السكون، محله نصب على المفعولية، وحقي مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون محله جر.
() فلم: حرف نفي وجزم وقلب، ويلد: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون.
(2)
لما: حرف نفي وجزم وقلب، ويأت: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، والهاء ضمير مفعول، وتأويل فاعل، والهاء ضمير مضاف إليه.
(3)
الهمزة للتقرير، ولم: حرف نفي وجزم وقلب، ونشرح: فعل مضارع مجزوم بلم.
(4)
الهمزة: للتقرير، ولما: حرف نفي وجزم وقلب، وأحسن فعل مضارع مجزوم بلما، وإليك: جار ومجرور.
(5)
فاللام لام الأمر، وينفق: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه السكون، وذو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة، وسعة: مضاف إليه مجرور بالمضاف، ومن سعته: جار ومجرور والهاء مضاف إليه.
و "لا" في النهي والدعاء (1) ، وإن وما (2) ،
ــ
عَلَيْنَا رَبُّكَ} (1) ، أو الالتماس، كقولك لمساويك: لتفعل كذا (2) ، أو الخبر، نحو:{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} (3)، أو التهديد نحو:{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (4) .
(1)
أي: ولا المستعملة في النهي، نحو:{لَا تَخَفْ} (5) ، أو الالتماس، كقولك لنظيرك: لا تفعل كذا (6) ، أو التهديد، نحو لا تعطني (7) ، ولا في الدعاء، وهي لا الناهية، ولكن سميت دعائية تأدبا، نحو:{لَا تُؤَاخِذْنَا} (8) ، وهذه آخر ما يجزم فعلا واحدا.
(2)
إن بكسر الهمزة، وسكون النون، وهي: أول ما يجزم فعلين، وهو على أربعة أقسام، قسم حرف باتفاق، وهو: إن، وحرف على
(1) فاللام لا الدعاء، ويقض: فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وعلينا: جار ومجرور، ونا: ضمير مبني على السكون محله جر، ورب: فاعل مرفوع، والكاف: ضمير مضاف إليه مبني على الفتح محله جر.
(2)
فاللام: لا الأمر، وتفعل: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه السكون، وكذا: جار ومجرور، والكاف حرف تشبيه وجر، وذا: اسم إشارة مبني على السكون محله جر.
(3)
فاللام: لام الأمر، ويمدد: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه السكون، والرحمن: فاعل مرفوع، ومدا: مصدر.
(4)
فمن اسم شرط جازم وشاء: فعل ماض، والفاء: رابطة، واللام: لام الأمر، ويؤمن: مجزوم بلام الأمر.
(5)
فلا ناهية جازمة وتخف فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه السكون.
(6)
لا ناهية تفعل فعل مضارع، مجزوم بلا الناهية.
(7)
لا ناهية وتعط: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، والنون للوقاية، والياء ضمير مبني على السكون محله نصب على المفعولية.
(8)
فلا حرف دعاء وجزم، وتؤاخذ: فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية، وعلامة جزمه السكون، ونا: ضمير مبني على السكون محله نصب على المفعولية.
وَمَنْ ومهما (1) ، وإذ ما (2) ،
ــ
الصحيح، وهو: إذ ما، واسم على الأصح، وهو: مهما، وبقية الأدوات أسماء، وبدأ بإن الشرطية، وهي أم الباب.
وتجزم المضارع لفظا، والماضي محلا، وتقلبه إلى الاستقبال، عكس لم نحو:{إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ} (1)، ونحو: إن قام زيد قمت (2) ، وثنى بما الشرطية، نحو:{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} (3) .
(1)
فمن اسم شرط جازم نحو: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (4) ، ومهما اسم شرط جازم، كما في قوله تعالى:{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (5) .
(2)
إذ ما حرف شرط جازم، كقول الشاعر:
(1) فإن اسم شرط جازم يجزم فعلين، الأول فعل الشرط، والثاني: جوابه وجزاؤه، ويشأ: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، ويرحم فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، والكاف ضمير مبني على الضم محله نصب، والميم علامة الجمع.
(2)
فإن حرف شرط جازم يجزم فعلين، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه، وقام: فعل ماض مبني على الفتح محله جزم على أنه فعل الشر، وزيد فاعل مرفوع، وقمت: فعل وفاعل، والجملة محلها جزم على أنها جواب الشرط وجزاؤه.
(3)
فما اسم شرط جازم، وتفعلوا: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل، ومن خير: جار ومجرور، ويعلم فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه والهاء: ضمير مبني على الضم محله نصب، والاسم الشريف فاعل مرفوع.
(4)
فمن: اسم شرط جازم، ويعمل: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، وسوءا مفعول به منصوب، ويجز: فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه حذف الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، وبه: جار ومجرور والهاء: ضمير مبني على الكسر محله جر.
(5)
وقالوا فعل وفاعل، حد الفعل قال، والواو: ضمير مبني على السكون، محله رفع على الفاعلية، ومهما: اسم شرط جازم يجزم فعلين، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه، وتأت
فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها#
وأي ومتى (1) ، وأيان (2) ،
ــ
وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر به تلف من إياه تأمر آتيا (1)
(1)
فأي: اسم شرط جازم، نحو قوله:{أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (2) ، ومتى اسم شرط جازم، نحو قوله: متى أضع العمامة تعرفوني (3) .
(2)
فأيان، بفتح الهمزة اسم شرط جازم، نحو قوله: أيان ما تعدل به الريح
(1) دليل عليها ونا ضمير مبني على السكون، محله نصب على المفعولية، وبه جار ومجرور، ومن آية: جار ومجرور، ولتسحر: اللام لام كي، وتسحر: فعل مضارع، منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام كي، ونا: ضمير مبني على السكون محله نصب على المفعولية، وبها: جار ومجرور، والفاء رابطة، وما نافية، ونحن: ضمير مبني على الضم، محله رفع اسم ما، ولك: جار ومجرور، وبمؤمنين: جار ومجرور، وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الكسرة لأنه صفة لجمع المذكر السالم، وجملة ما نحن لك بمؤمنين، في محل جزم على أنه جواب الشرط وجزاؤه.
() إن: حرف توكيد ونصب، والكاف: في محل نصب اسم إن، وإذ ما حرف شرط جازم، وتأت فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وما اسم موصول محله نصب، وأن: ضمير منفصل محله رفع على الابتداء، والتاء حرف خطاب، وآمر: خبر المبتدأ، وبه: جار ومجرور، وتلف: فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، ومن اسم موصول محله نصب، وإيا ضمير مبني على السكون، محله نصب مفعول مقدم، والهاء حرف دال على الغيبة، وتأمر: فعل مضارع مرفوع، وآتيا: مفعول ثان لتلف.
(2)
فأيا اسم شرط جازم، وما: صلة، وتدعو: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل، والفاء رابطة وله: جار ومجرور، والأسماء: مبتدأ، والحسنى: نعت، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، والجملة في محل جزم جواب الشرط وجزاؤه.
(3)
متى: اسم شرط جازم، وأضع: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والعمامة: مفعول، وتعرفوني: فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه حذف النون، والواو: فاعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير مبني على السكون، محله نصب على المفعولية.
وأين، وأنى (1) ، وحينما، وكيفما (2) ، وذاً في الشعر خاصةً (3) .
ــ
تنزل (1) .
(1)
وأين: اسم شرط جازم، نحو:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ} (2) ، وأنى بفتح الهمزة والنون المشددة، نحو قوله:
فأصبحت أنى تأتها تستجر بها
…
تجد حطبا جزلا ونارا تأججا (3)
(2)
فحيثما اسم شرط، نحو قوله: حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا في غابر الأزمان (4)، وكيفما: اسم شرط نحو: كيفما تجلس أجلس (5) ، والجزم بها مذهب كوفي، ممنوع عند البصريين، وقال بعض الشراح: لم أجد لها بعد الفحص من كلام العرب شاهدا.
(3)
إذا زيادة على الثمانية عشرة، ولا تجزم إلا في الشعر، قال الشاعر:
وإذا تصبك خصاصة فتحمل (6)
(1) أيان: اسم شرط جازم، وما صلة، وتعدل: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، وبه: جار ومجرور، والريح: فاعل مرفوع، وتنزل فعل مضارع، مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، وحرك بالكسر للروي.
(2)
أين اسم شرط جازم، وما صلة، وتكونوا: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل، ويدرك فعل مضارع، مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، والكاف ضمير مفعول والموت: فاعل.
(3)
أنى: اسم شرط جازم، وتأت: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، والهاء ضمير محله نصب، وتستجر بل من تأت، وتجد مجزوم على أنه جواب الشرط، وحطبا: مفعول، وجزلا: نعت لحطب، ونارا: معطوف على حطب، وتأججا: فعل وفاعل، تأجج: فعل ماض والألف فاعل.
(4)
فحيثما: اسم شرط جازم، وتستقم فعل مضارع مجزوم على أنه فعل شرط، ويقدر: مجزوم على أنه جوابه، ولك: جار ومجرور، والاسم الشريف فاعل مرفوع، ونجاحا: مفعول، وفي غابر: جار ومجرور، والأزمان: مضاف إليه.
(5)
كيفما: اسم شرط جازم وتجلس: مجزوم على أنه فعل الشرط، وأجلس مجزوم على أنه جوابه.
(6)
إذا اسم شرط جازم وتصب: مجزوم على أنه فعل الشرط والكاف ضمير محله نصب،
بَابُ: مَرْفُوعَاتِ اْلأَسْمَاءِ (1)
المرفوعات سبعة (2)، وهي: الفاعل (3) ، والمفعول الذي
لم يسم فاعله (4) ، والمبتدأ، وخبره (5) ،
ــ
(1)
من إضافة الصفة للموصف، أي: الأسماء المرفوعة، بدأ بها لأنها العمد في الكلام، وثنى بالمنصوبات لأنها الفضلة غالبا وثلث بالمجرورات لأنها منصوبة المحل، والمنصوب محلا دون المنصوب لفظا.
(2)
أي: المرفوعات من الأسماء: سبعة بالاستقراء.
(3)
نحو: قد قام زيد (1) قدمه: لأن عامله لفظي، وقدم بعضهم الابتداء، نظرا إلى أنه أصل المرفوعات.
(4)
أي: لم يذكر فاعله الاصطلاحي، ثنى به لأنه ينوب عن الفاعل، نحو: ضرب زيد (2)، فإن أصل الكلام: ضرب عمرو زيدا، فحذف عمرو، لغرض، ثم أقيم المفعول مقامه، في كونه عمدة مرفوعا.
(5)
هذان: هما الثالث، والرابع، من مرفوعات الأسماء، نحو: زيد
(1) وخصاصة فاعل، والفاء رابطة، وتحمل مجزوم على أنه جواب الشرط، وحرك بالكسر للروي.
() فقام فعل ماض، وزيد فاعل مرفوع.
(2)
فضرب فعل ماض، مبني للمجهول، زيد نائب فاعل مرفوع.
واسم كان وأخواتها (1) ، وخبر إن وأخواتها (2) ،
والتابع للمرفوع (3)، وهو أربعة أشياء: النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل (4) .
ــ
قائم (1) .
(1)
أي: نظائرها في رفع المبتدأ، ونصب الخبر، نحو: كان زيد قائما (2) .
(2)
أي: نظائرها في رفع الخبر، نحو: إن زيدا قائم (3) .
(3)
وهو: تمام المرفوعات السبعة.
(4)
قدم النعت، لأن النعت والمنعوت، كالشيء الواحد، نحو: جاء زيد الكاتب (4) ، ثم ثنى بالعطف، وهو نوعان، فذكر عطف النسق، نحو: جاء زيد وعمرو (5) ، وثلث بالتوكيد، نحو: جاء زيد نفسه (6) ، وربع بالبدل، نحو: جاء زيد أخوك (7) ، ذكرها مجملة وسيأتي تفصيلها
(1) فزيد: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره، وقائم خبر المبتدأ مرفوع.
(2)
فكان فعل ماض ناقص، يرفع الاسم وينصب الخبر، وزيد اسم كان مرفوع، وقائما خبرها منصوب.
(3)
فإن: حرف توكيد ونصب، تنصب الاسم وترفع الخبر، وزيدا اسمها منصوب، وقائم خبرها مرفوع.
(4)
فجاء فعل ماض، وزيد فاعل مرفوع، والكاتب نعت لزيد، والنعت يتبع المنعوت في إعرابه فتبعه في الرفع.
(5)
فجاء: فعل ماض، وزيد فاعل، والواو: حرف عطف، وعمرو معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع.
(6)
فجاء فعل ماض، وزيد فاعل، ونفسه توكيد لزيد، والتوكيد تابع للمؤكد في إعرابه فتبعه في الرفع، والهاء ضمير مضاف إليه.
(7)
فجاء فعل ماض، وزيد فاعل، وأخو بدل من زيد، والبدل يتبع المبدل في إعرابه فتبعه في الرفع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف ضمير مضاف إليه.
بَابُ: الْفَاعِلِِ (1)
الفاعل، هو: الاسم المرفوع (2) المذكور قبله
ــ
على هذا الترتيب بابا بابا، صنع ذلك تسهيلا للمستفيد، وذلك: لأنه إذا عرفهن جملة، بقي متشوقا إلى معرفة معانيهن، وأهمل عطف البيان ولعله استغناء عنه بالبدل، لأن القاعدة: أن ما صح جعله عطف بيان، صح جعله بدلا، وبالعكس إلا في مسائل معروفة (1) .
(1)
الفاعل في اللغة: من أوجد الفعل، لما ذكر المرفوعات السبعة مجملة شرع يفصلها، وبدأ بالفاعل: لأنه الذي يبدأ به أولا، ولأنه الأصل في المرفوعات عند الجمهور.
(2)
أي: الفاعل في الاصطلاح، ما رسمه ببعض خواصه، تقريبا للمبتدئ فقال: هو الاسم أي: الصريح كقال الله، أو المؤول كـ {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} (2)، ومثل الاسم:
(1) يتعين فيها كون التابع عطف بيان لامتناع الاستغناء عنه، نحو: هند قام زيد أخوها، ولامتناع حلوله محل الأول، نحو: أنا ابن التارك البكري بشر، فأخو، وبشر، ونحوهما: لا يكون بدلا.
(2)
فالألف للاستفهام، ولم حرف نفي وجزم وقلب، ويكف: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه، حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، والهاء ضمير مبني على الكسر محله نصب، وأن: حرف توكيد ونصب، ونا: ضمير مبني على السكون، محله نصب اسم أن، وأنزلنا: فعل وفاعل، وعليك: جار ومجرور، والكتاب: مفعول به منصوب.
فعله (1)، وهو على قسمين: ظاهر، ومضمر (2) .
ــ
الجملة، إذا أريد لفظها كقوله: صدر عني الله حسبي (1)، والمسمى بها نحو: تأبط شرا (2) .
وخرج بالاسم: الحرف والفعل، وقوله: المرفوع أي: حكمه الرفع بفعله، لفظا كجاء زيد، أو تقديرا كجاء الفتى، والقاضي، وغلامي (3) .
(1)
على كل حال نحو: قام زيد، أو ما يعمل عمل فعله، كأقائم الزيدان (4)، ومنه:{لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} (5) ، وخرج بذلك المبتدأ، فإنه لم يذكر قبله عامل لفظي.
(2)
يعني: أن الاسم الواقع فاعلا، ينقسم إلى قسمين: ظاهر، وهو: ما دل على مسماه بلا قيد، ومضمر، وهو: ما دل على مسماه بقيد تكلم، ونحوه.
(1) فصدر: فعل ماض، وعني: جار ومجرور، والياء ضمير مبني على السكون محله جر، والله: مبتدأ مرفوع، وحسبي: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وحسب: مضاف وياء المتكلم مضاف إليه.
(2)
فتأبط: فعل ماض، وشرا: مفعول به منصوب.
(3)
فجاء: فعل ماض، والفتى: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر؛ لأنه اسم مقصور، والقاضي علامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص، وغلامي: علامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم.
(4)
فالألف للاستفهام، وقائم: مبتدأ، والزيدان: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.
(5)
فلاهية: حال منصوب على الحال، وقلوب فاعل مرفوع، والهاء مضاف إليه.
فالظاهر نحو قولك: قام زيد، ويقوم زيد (1) ، قام الزيدان، ويقوم الزيدان (2) ، وقام الزيدون، ويقوم الزيدون (3) ، وقام الرجال، ويقوم الرجال (4) ، وقامت هند، وتقوم هند (5) ، وقامت الهندان، وتقوم الهندان (6) ، وقامت الهندات، وتقوم الهندات (7) ، وتقوم الهنود (8) ، وقام أخوك، ويقوم أخوك (9) ،
ــ
(1)
أي: فالظاهر يرفعه الماضي، والمضارع إذا أسند إلى غائب وكذا ما يعمل عمل فعلهما، ولا يرفعه الأمر.
وهو على عشرة أقسام، فالمفرد المذكر مع الماضي، نحو قولك: قام زيد، والمفرد المذكر مع المضارع نحو: يقوم زيد، فقام فعل ماض، وزيد فاعل، ويقوم فعل مضارع، وزيد فاعل.
(2)
لمثنى مذكر (1) .
(3)
لجمع المذكر السالم (2) .
(4)
لجمع التكسير.
(5)
للمفرد المؤنث.
(6)
لمثنى المؤنث.
(7)
لجمع المؤنث السالم.
(8)
لجمع المؤنث المكسر.
(9)
للمفرد من الأسماء الخمسة، المضاف إلى غير ياء المتكلم (3) .
(1) فقام فعل ماض، ويقوم فعل مضارع، والزيدان فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى.
(2)
فالزيدون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.
(3)
وأخو فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة والكاف ضمير مضاف إليه.
وقام غلامي، ويقوم غلامي (1) ، وما أشبه ذلك (2) .
والمضمر اثنا عشر (3)، نحو قولك: "ضربت، وضربنا (4) ، وضربتَ، وضربتِ (5) ، وضربتُما، وضربتُم، وضربتن (6) ،
ــ
(1)
للفاعل المضاف إلى ياء المتكلم (1) ، فالفاعل في هذه الأمثلة، ونحوها: اسم ظاهر.
(2)
أي: أشبه أمثلة الظاهر هذه التي مثل له بها، وهي: عشرة مع الماضي، وعشرة مع المضارع، والفاعل: معرفة، أو نكرة فجملته: أربعون مثالا وكلها أسماء ظاهرة.
(3)
وهي: ما كني به عن الظاهر اختصارا وهو قسمان: متصل بعامله، ومنفصل منه، والمتصل هو: الذي لا يبدأ به، ولا يلي إلا في الاختيار، ويرفعه الماضي والمضارع والأمر، وذلك نحو ما ذكره.
(4)
ضربت للمتكلم وحده، والضمير محله رفع على الفاعلية، وضربنا للمتكلم ومعه غيره، أو المعظم نفسه.
(5)
ضربت بفتح التاء، للمخاطب المذكر، وضربت بكسر التاء للمخاطبة.
(6)
ضربتما لمؤنث المخاطب مطلقا، وضربتم لجمع
الذكور المخاطبين، وضربتن لجمع الإناث المخاطبات، والتاء في
الجميع هي الفاعل (2) ، وهذه أمثلة الحاضر وما بقي الغائب
(1) وإعرابه: غلامي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء ضمير مضاف إليه.
(2)
والميم والألف في ضربتما: حرفان دالان على التثنية، والميم في ضربتم علامة الجمع والنون في ضربتن علامة جمع النسوة.
وضربَ، وضربت (1) ، وضربا، وضربوا، وضربنَ (2) .
ــ
(1)
ضرب للغائب المفرد، وضربت للغائبة المفردة (1) .
(2)
ضربا للمثنى المذكر، وضربتا للمثنى المؤنث الغائب، وضربوا لجماعة الذكور الغائبين، وضربن لجماعة الإناث الغائبات (2) هذا حكم الفاعل المضمر المتصل وهو: ما لا يبدأ به، ولا يقع «بعد» إلا في حالة الاختيار كما تقدم.
وأما الفاعل المضمر المنفصل، فهو: ما يقع بعد إلا أو ما في معناها، نحو قولك: ما ضرب إلا أنا (3) ، وإلا أنتَ، وإلا أنتِ، وإلا أنتما، وإلا أنتم، وإلا أنتن، وإلا هو، وإلا هي، وإلا هما، وإلا هم، وإلا هن، فهذه الضمائر الواقعة بعد إلا، كل منها في محل رفع على الفاعلية، وتقول: إنما ضرب أنا، وإنما ضرب نحن، وكذلك البواقي مع الماضي (4)، وتقول في المضارع مع الاتصال: أضرب أنا، ونضرب نحن، إلى آخرها (5)، وفي الانفصال: ما يضرب إلا أنا،
(1) والفاعل في ضرب: هو، وفي ضربت: هي، والتاء علامة التأنيث.
(2)
والألف في ضربا، وضربتا فاعل، والواو في ضربوا فاعل، والنون في ضربن، مبني على الفتح محله رفع على الفاعلية.
(3)
فما نافية، وضرب فعل ماض، وإلا أداة حصر، وأنا ضمير منفصل مبني على السكون، محله رفع على الفاعلية.
(4)
وإنما ضرب أنتَ، وإنما ضرب أنتِ، وإنما ضرب أنتما، وإنما ضرب أنتم، وإنما ضرب أنتن، وإنما ضرب هو، وإنما ضربت هي، وإنما ضرب هما، وإنما ضرب هم، وإنما ضرب هنَّ، وهذه الضمائر محلها رفع على الفاعلية.
(5)
وهي: تضرب أنتَ، وتضربي أنتِ، وتضربا أنتما، وتضربوا أنتم، وتضربن أنتن، ويضرب هو، وتضرب هي، ويضربا هما، ويضربوا هم، ويضربن هن، وهذه الضمائر أيضًا: محلها رفع على الفاعلية.
بَابُ: الْمَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ (1)
وهو: الاسم، المرفوع (2) ، الذي لم يذكر معه فاعله (3) .
ــ
= وإنما يضرب أنا، إلى آخرها (1) ، ومع الأمر ولا يكون إلا متصلا اضربا، اضربوا، اضربي، اضربن (2) ، وما أشبه ذلك.
وينقسم أيضا: إلى مستتر وبارز، والبارز هو: ما يوجد له صورة في اللفظ، والمستتر هو: ما ليس له صورة في اللفظ، وينقسم إلى ما هو جائز الاستتار، وما هو واجبه، والمستتر وجوبا: ما لا يحل الظاهر محله، والمستتر جوازا: ما يحل الظاهر محله.
(1)
أي: الذي لم يذكر معه فاعل فعله، وعبارة المتأخرين: النائب عن الفاعل، وهي: أحسن وأعم.
(2)
أي: النائب عن الفاعل، وهو: الاسم الصريح كضرب زيد، أو المؤول كأحب أن تقرأ، وقوله: المرفوع، أي: حكمه الرفع، إما لفظا كضرب زيد، أو تقديرا كضرب الفتى، أو محلا كضرب هذا، والفتى، وذا: كل منها نائب فاعل.
(3)
أي: الذي حذف فاعله، وأقيم مفعوله مقامه، في رفعه وعمديته،
(1) والضمير فيها مبني على السكون، محله رفع على الفاعلية.
(2)
مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف النون، والألف في اضربا فاعل، والواو في اضربوا فاعل، والياء في اضربي فاعل، والنون في اضربن مبني على الفتح محله رفعه على الفاعلية.
فإن كان الفعل ماضياً ضُم أوله، وكسر ما قبل آخره (1) ، وإن كان مضارعاً ضم أوله وفتح ما قبل آخره (2) .
وهو على قسمين: ظاهر، ومضمر (3) ، فالظاهر نحو قولك "ضُرب زيد"، "يُضرب زيد (4) "، "أُكرم عمرو"، "يُكرم.
ــ
ووجوب تأخيره عن الفعل، وتأنيث الفعل لتأنيثه، نحو قولك: ضرب زيد، والأصل: ضرب عمرو زيدا، فحذف عمرو، لغرض، وبقي الفعل محتاجا إلى ما يسند إليه، فأقيم المفعول به مقام الفاعل، في الإسناد إليه، فصار مرفوعا بعد أن كان منصوبا، فالتبس بالفاعل صورة، فاحتيج إلى تمييز أحدهما عن الآخر، فأبقي الفعل مع الفاعل على أصله، وغير مع نائبه في الماضي والمضارع.
(1)
أي: إذا أردت تمييز المبني للمفعول من المبني للفاعل فإن كان الفعل ماضيا ضم أوله، وكسر ما قبل آخره، إن لم يكن مكسورا تحقيقًا، كضرب أو تقديرا كقيل، وبيع، وشد.
(2)
إن لم يكن مفتوحا تحقيقًا، كيضرب، أو تقديرا نحو: يقال، ويباع ويشد.
(3)
أي: النائب عن الفاعل، قسمان: ظاهر، وأقسامه كثيرة تبلغ أربعين صورة، كما تقدم في الفاعل، ومضمر وهو: ما دل على غيبة، أو حضور كما مثل.
(4)
أي: فنائب الفاعل الظاهر المسند إليه الماضي، نحو قولك: ضرب زيد، فضرب فعل ماض مبني للمجهول، وزيد نائب فاعل مرفوع، والظاهر المسند إليه المضارع، نحو قولك: يضرب زيد فيضرب فعل مضارع مبني للمجهول وزيد نائب فاعل مرفوع.
عمرو (1)". والمضمر اثنا عشر، نحو قولك "ضربتُ"، "ضُربنا (2)"، "وضُربت"، "وضربتِ (3)"، "وضربتما"، "وضربتم "، وضُربتُم، "ضُربتن (4)"، ضُرب"، "ضربت"، "وضُربا "، "ضُربوا"، "ضُربن (5) ".
ــ
(1)
وإعرابها كما مر، وهكذا ما بقي من أقسام الظاهر، المتقدمة في باب الفاعل (1) .
(2)
أي: ونائب الفاعل المضمر، وهو قسمان أيضا: متصل ومنفصل، والمتصل نحو قولك: ضربت، فضرب فعل ماض مبني للمجهول، والتاء ضمير المتكلم وحده متصل، مبني على الضم محله رفع نائب فاعل، وضربنا ضرب فعل ماض مبني للمجهول، ونا ضمير المتكلم، ومعه غيره، أو المعظم نفسه، مبني على السكون محله رفع نائب فاعل.
(3)
ضربت للمخاطب المفرد، وضربت للمخاطبة المفردة.
(4)
ضربتما للمثنى المخاطب مطلقا، وضربتم لجمع الذكور المخاطبين، وضربتن لجمع الإناث المخاطبات، فالفعل في الجميع مضموم الأول مكسور ما قبل الآخر، والتاء نائب فاعل، وهذا كله للحاضر.
(5)
ضرب للغائب المفرد، وضرب للغائبة المفردة، وضربا
للمثنى المذكر، وأهمل ضربتا للمثنى المؤنث الغائب، وضربوا
لجماعة الذكور الغائبين، وضربن لجماعة الإناث الغائبات، هذا
كله في المتصل وتقول في المنفصل: ما ضرب إلا أنا وما ضرب إلا نحن
(1) فتقول: ضرب الزيدان، ويضرب الزيدان، وأكرم العمران، ويكرم العمران، وضرب الزيدون، ويضرب الزيدون، وأكرم العمرون، ويكرم العمرون، وضرب الرجال ويضرب الرجال، وضربت هند، وتضرب هند، وضربت الهندات، وتضرب الهندات، وضربت الهنود، وتضرب الهنود، وضرب أخوك، ويضرب أخوك، وما أشبه ذلك.
بَابُ: الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَرِ (1)
المبتدأ: هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل
اللفظية (2)، والخبر: هو الاسم المرفوع المسند
ــ
إلى آخرها، والفعل في الجميع: مضموم الأول مكسور ما قبل الآخر (1) ، وتجري في المضارع كالماضي (2) .
(1)
الابتداء: الاهتمام بالشيء وجعله أولا لثان بحيث يكون الثاني خبرا عن الأول، وجمعهما في باب واحد، لأن الخبر ملازم للمبتدأ وإن كان المبتدأ لا يلزم الخبر، نحو: أقائم الزيدان، أقل رجل يقول ذلك، فالزيدان فاعل سد مسد الخبر، وجملة يقول ذلك في محل جر صفة
لرجل.
(2)
أي: المبتدأ اصطلاحا، هو: الاسم الصريح كزيد قائم، أو المؤول كقوله تعالى:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} تقديره: صومكم خير لكم، وقوله المرفوع، أي: بالابتداء لفظا نحو: زيد قائم، أو
(1) فضربت فعل ونائب فاعل، حد الفعل ضرب، والتاء ضمير مبني على
الضم، محله رفع نائب فاعل، وما ضرب إلا أنا ما نافية، وضرب فعل ماض مبني للمجهول، وإلا: أداة حصر، وأنا: ضمير منفصل مبني على السكون، محله رفع نائب فاعل.
(2)
فتقول أضرب، ونضرب، وتضرب، ويضربان، ويضربون، ويضربن.
إليه (1) ، نحو قولك " زيد قائم (2) "، " الزيدان قائمان "، "الزيدون قائمون (3) ".
ــ
محلا نحو: موسى يخشى (1) ، ورفعه بالابتداء على الصحيح، قال ابن مالك:
ورفعوا مبتدأ بالابتدا
…
كذاك رفع خبر بالمبتدا
وقيل: كل منهما رفع الخبر وقيل: إن الابتداء رافع لهما، وقيل: الابتداء رفع المبتدأ، وهما رفعا الخبر، وكونه المرفوع هو حكمه وكثيرا ما يذكر الحكم في الحد زيادة توضيح، وإلا فذكر الحكم في الحد فيه نظر، والعاري، أي: المجرد عن العوامل اللفظية غير الزائدة وما أشبهها، فإن عامله معنوي وقد يدخل عليه عامل زائد كبحسبك درهم، أو شبيه بالزائد مثل لعل.
(1)
أي: والخبر الأصلي، هو: الاسم الصريح كقائم، أو مؤول، كحق زيد أن يقوم فأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر المبتدأ، وحكمه مرفوع بالمبتدأ، المسند إلى المبتدأ ثم تارة يكون المبتدأ والخبر: مفردين لمذكرين أو مثنيين، أو مجموعين جمع تصحيح، كما مثل.
(2)
هذا شروع في أمثلة المبتدأ والخبر الظاهر وهي: عشرة، أحدها: نحو زيد قائم، فزيد مبتدأ مرفوع بالابتداء، وقائم خبر المبتدأ، وهذا مثال المبتدأ والخبر، المفردين لمذكر.
(3)
وعلامة رفعهما: الألف في المثنى، والواو في الجمع نيابة عن الضمة، وتارة يكونان مجموعين جمع تكسير، كالزيود قيام، فهذه
(1) فموسى مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور، ويخشى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، ومنع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف.
والمبتدأ قسمان: ظاهر ومضمر، فالظاهر ما تقدم ذكره (1) ، والمضمر اثنا عشر (2)، وهي: أنا، ونحن (3) ، وأنتَ، وأنتِ (4) ، وأنتما، وأنتم، وأنتن (5) ، وهو، وهي، وهما، وهم، وهن (6)، نحو قولك:" أنا قائم "، " نحن قائمون (7) " وما أشبه ذلك (8) .
ــ
أربعة للمذكر، أو مفردين لمؤنث كهند كقائمة، أو مثنيين لمؤنث كالهندان قائمتان، أو مجموعين لمؤنث جمع تصحيح، كالهندات قائمات، أو جمع تكسير كالهنود قيام، وهذه أربعة للمؤنث، وتمام العشرة المضاف إلى ياء المتكلم والمضاف إلى غير ياء المتكلم.
(1)
من قوله: زيد قائم، والزيدان قائمان، والزيدون قائمون، وما أشبه ذلك.
(2)
أي: والمبتدأ المضمر، اثنا عشر ضميرا منفصلا.
(3)
أنا للمتكلم وحده، ونحن للمتكلم ومعه غيره، أو المعظم نفسه.
(4)
أنتَ للمخاطب، وأنتِ للمخاطبة.
(5)
أنتما للمثنى المخاطب مطلقا، وأنتم لجمع الذكور المخاطبين، وأنتن لجمع الإناث المخاطبات، هذه أمثلة الحاضر.
(6)
هو للمفرد الغائب، وهي للمفردة الغائبة، وهما للمثنى الغائب مطلقا، وهم لجمع الذكور الغائبين، وهنَّ لجمع الإناث الغائبات، هذه ضمائر الرفع المنفصلة.
(7)
فأنا ضمير منفصل، مبني على السكون محله رفع على الابتداء، وقائم خبره، ونحن ضمير مبني على الضم، محله رفع على الابتداء، وقائمون: خبره مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه صفة لجمع المذكر السالم.
(8)
من، نحو: أنت قائم، وأنت قائمة، وأنتما قائمان، وأنتم قائمون،
والخبر قسمان: مفرد وغير مفرد (1)، فالمفرد نحو قولك:"زيد قائم "، "والزيدان قائمان، والزيدون قائمون (2) ، وغير المفرد أربعة أشياء: الجار والمجرور، والظرف (3) ، والفعل مع فاعله، والمبتدأ مع خبره (4) ، نحو قولك: " زيد في الدار، وزيد عندك (5) ، وزيد قائم أبوه، وزيد جاريته ذاهبة (6) ".
ــ
وأنتن قائمات، وهو قائم، وهي قائمة، وهما قائمان، وهم قائمون، وهن قائمات، فالمبتدأ في هذه الأمثلة ضمير مبني محله رفع على الابتداء، والضمير في أنا وأنتَ وأنتِ إلى آخره هو: أن، فقط واللواحق لها حروف تدل على المراد.
(1)
والمراد بالمفرد هنا: ما ليس بجملة ولا شبيها بالجملة، ولو كان مثنى أو مجموعا فإنه في هذا الباب يسمى مفردا كما مثل به.
(2)
فالخبر في هذه الأمثلة مفرد، وإن كان مثنى أو مجموعا.
(3)
أي: والخبر غير المفرد، وهو الجملة أو شبهها: أربعة أشياء، وضحها بقوله: الجار والمجرور، والظرف التامان، وهما شبه الجملة، وضابط التام هو: الذي تتم به الفائدة، من غير ملاحظة متعلقة.
(4)
أي: الفعل مع فاعله الظاهر، أو المضمر والمبتدأ مع خبره المفرد، أو غير المفرد، وذان هما الجملة.
(5)
فزيد مبتدأ، وفي الدار جار ومجرور، وعندك ظرف، خبران للمبتدأ، ومتعلقهما محذوف، تقديره: كائن أو استقر.
(6)
فزيد مبتدأ وجملة الفعل والفاعل في موضع رفع خبر
عن زيد، وجاريته ذاهبة مبتدأ ثان وخبره، وجملتهما في موضع رفع
خبر المبتدأ الأول، واعلم أن الخبر إذا وقع جملة فلا بد له من رابط يربطه مع المبتدأ لئلا تكون الجملة أجنبية منه. فإما أن يكون الضمير، كما
في أبوه، والهاء في جاريته، وإما أن يكون اسم إشارة كـ {لِبَاسُ التَّقْوَى
بَابُ: الْعَوَامِلِ الدَّاخِلَةِ
عَلَى الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ (1)
وهي ثلاثة أشياء: كان وأخواتها، وإن وأخواتها، وظننت وأخواتها (2) . فأما " كان " وأخواتها، فغنها ترفع الإسم، وتنصب الخبر (3) ،
ــ
ذَلِكَ خَيْرٌ} لأنه إشارة إلى اللباس، وقد يكون الرابط العموم، كزيد نعم الرجل، لأن المبتدأ فرد من أفراد الرجل، وقد يكون الرابط إعادة المبتدأ بلفظه كالحاقة ما الحاقة، وهذا إذا لم تكن الجملة عين المبتدأ في المعنى، فإن كانت كذلك فلا تحتاج إلى رابط كقوله تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وكنطقي: الله حسبي، فجملة الخبر في المثالين هو عين المبتدأ في المعنى.
(1)
أي: باب بيان العوامل وتسمى النواسخ الداخلة على المبتدأ والخبر، لأنها تزيل حكم المبتدأ والخبر، وهذه المناسبة لذكرها عقبه.
(2)
أي: والنواسخ ثلاثة أقسام: كان وأخواتها قدمها لأنها أفعال، ولاختصاصها بأحكام، وثنى بإن وأخواتها لأن خبرها باق على الأصل وثلث بظن لنصبها الجزئين جميعا.
(3)
أي: ترفع المبتدأ تشبيها له بالفاعل، ويسمى اسما لها، وتنصب الخبر تشبيها له بالمفعول، ويسمى خبرا لها تسمية اصطلاحية للنحاة، ولم يسم المرفوع فاعلا، والمنصوب مفعولا، لأن هذه العوامل حال نقصانها تجردت عن الحدث الذي شأنه: أن يصدر من الفاعل على المفعول.
وهي: كان، وأمسى (1) ، وأصبح، وأضحى (2) ، وظل، وبات، وصار، وليس (3) ،
ــ
(1)
أي: كان وأخواتها ثلاثة عشر فعلا على ما ذكر هنا، وإلا فهي أكثر.
وتنقسم إلى قسمين: قسم يعمل بلا شروط، وهي الثمانية الأول، فكان يعني الناقصة، وقدمها لأنها أم الباب، نحو:{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وكان الشيخ شابا (1)، ولا تعمل تامة نحو:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} (2) ، وأمسى وتستعمل ناقصة، نحو: أمسى زيد غنيا (3) ، وتكون تامة كأمسى زيد (4) ، والفرق بين التام، والناقص أن التام: هو الذي يكتفي بمرفوعه، ولا يحتاج إلى منصوب، والناقص هو: الذي يحتاج إلى منصوب.
(2)
نحو: أصبح البرد شديدا وأضحى الفقيه ورعا (5) ويكونان تامان (6) .
(3)
ظل بالظاء المشالة نحو: ظل الشيخ جالسا، وبات زيد ساجدا،
(1) فكان: فعل ماض ناقص، يرفع الاسم وينصب الخبر، والاسم الشريف اسمها مرفوع، وغفورا: خبرها منصوب، ورحيما: خبر ثان منصوب، وكان: فعل ماض، والشيخ: اسمها مرفوع، وشابا: خبرها منصوب.
(2)
فإن نافية، وكان: فعل ماض، وذو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة، وعسرة: مضاف إليه.
(3)
فأمسى: فعل ماض من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر، وزيد: اسمها مرفوع، وغنيا: خبرها منصوب.
(4)
أي: دخل في المساء وإعرابه، أمسى: فعل ماض، وزيد: فاعل مرفوع.
(5)
فأصبح: فعل ماض من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر، والبرد: اسمها مرفوع، وشديدًا: خبرها منصوب، وأضحى: فعل ماض، والفقيه: اسمها مرفوع، وورعا: خبرها منصوب.
(6)
كقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} ، وكقولك: أضحى زيد، أي: دخل في الضحى.
وما زال، وما انفك، وما فتيء، وما برح، وما دام (1) ،
ــ
وصار العلم عزيزا (1) ، وتكون الثلاث تامة (2) ، وليس زيد قائما (3) ، وليس لنفي الحال عند الإطلاق ولا تستعمل تامة.
(1)
هذا القسم الثاني وهو ما لا بد له من شرط، وينقسم إلى قسمين: قسم لا بد أن يتقدمه النفي، أو شبهه، وهو: الدعاء، وهو هذه الأربعة المقرونة بما النافية لفظا نحو: ما زال زيد عالما (4) ، وما انفك عمرو جالسا، وما فتئ بكر محسنا، وما برح محمد كريما، أو تقديرا نحو:{تَاللَّهِ تَفْتَأُ} (5)، أي: لا تفتؤ.
وهذه الأربعة: ملازمة للنقص، فلا تستعمل تامة، ولا يقاس حذف نفي إلا بثلاثة شروط كون الفعل مضارعا، وكونه جواب قسم، وكون النافي لا، وقد جمعها بعضهم في بيت فقال:
ويحذف ناف مع شروط ثلاثة
…
إذا كان لا قبل مضارع في قسم
أو شبه ما النافية، كالنهي، والدعاء نحو: لا تزال دائما لا يزال
الله محسنا (6)، والقسم الثاني: ما دام لا بد أن يتقدمه ما المصدرية
الظرفية، نحو:{وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (7) ، وإذا لم
(1) فكل من ظل، وبات، وصار، فعل ماض من أخوات كان، يرفع الاسم وينصب الخبر.
(2)
نحو: ظل زيد، وبات عمرو، وصار المطر.
(3)
فليس: فعل ماض ناقص، يعمل عمل كان، وزيد اسمها مرفوع، وقائما خبرها منصوب.
(4)
فما: نافية، وزال: فعل ماض ناقص، وزيد: اسمها مرفوع، وعالما: خبرها منصوب
(5)
فالتاء حرف قسم وجر، والاسم الشريف مقسم به مجرور، وعلامة جره كسر الهاء تأدبا، وتفتؤ: فعل مضارع مرفوع بضمة ظاهرة.
(6)
فلا نافية، وتزال: فعل مضارع مرفوع، ودائما: خبرها منصوب، ولا نافية، ويزال: فعل مضارع مرفوع والاسم الشريف اسمها مرفوع ومحسنا: خبرها منصوب.
(7)
فأوصى فعل ماض، والنون للوقاية، والياء: ضمير مبني على السكون محله نصب، وبالصلاة: جار ومجرور، والزكاة: معطوف، وما: مصدرية ظرفية، ودام: فعل ماض، والتاء: اسم دام، وحيا: خبرها.
وما تصرف منها (1)، نحو: كان، ويكون، وكن، وأصبح، ويصبح، وأصبح (2)، تقول:" كان زيد قائماً (3) ، وليس عمر شاخصاً (4) " وما أشبه ذلك (5) .
ــ
تتقدمها ما المصدرية الظرفية: تكون تامة (1) .
(1)
أي: والذي من كان وأخواتها يتصرف فيعمل عمل ماضيها من كونه يرفع الاسم، وينصب الخبر سواء كان مضارعا أو أمرا أو مصدرا، أو اسم فعل.
(2)
فكان في الماضي، ويكون في المضارع، وكن في الأمر، وأصبح في الماضي، ويصبح في المضارع، وأصبح في الأمر، وكائن في الفاعل وكون في المصدر، ومكون، في اسم المفعول.
فكان وأخواتها في التصرف وعدمه: ثلاثة أقسام، ما لا يتصرف أصلا وهو ليس باتفاق، ودام على الأصح، وما تصرفه ناقص وهو زال التي مضارعها يزال، وما تصرفه تام وهو الباقي.
(3)
فكان فعل ماض ناقص، يرفع الاسم وينصب الخبر، وزيد اسمها مرفوع، وقائما خبرها منصوب، وتقول في عمل المضارع: يكون زيد قائما، فيكون: فعل مضارع ناقص، وزيد: اسمها، وقائما: خبرها، وتقول في عمل الأمر: كن قائما، فكن: فعل أمر ناقص، واسمه مستتر وجوبا تقديره أنت، وقائما: خبره، وتعمل في أصبح، ويصبح، وأصبح على وزن ما قبله (2) .
(4)
فليس: فعل ماض، وعمرو: اسمها، وشاخصا: خبرها، وتقول لا أكلمك ما دام زيد قائما، ودام: فعل ماض، وزيد، اسمها، وقائما: خبرها.
(5)
أي: من أمثلة كان وأخواتها، كأمسى زيد مقيما، وأصبح البرد
(1) والمنصوب بعدها يكون حلالا كقولك: دمت غنيا أو تقدمتها ما المصدرية غير الظرفية، نحو: لا أصحبك ما دمت قائما.
(2)
الماضي، والمضارع والأمر، يرفع الاسم وينصب الخبر.
وأما " إن وأخواتها " فغنها تنصب الاسم وترفع الخبر (1)، وهي: " إن، وأن (2) ، ولكن، وكأن (3) ، وليت، ولعل (4)، تقول: غن زيداً قائمُُ (5) ، وليت عمراً شاخصُ (6) ، وما أشبه ذلك (7) ،
ــ
شديدا، وأضحى الفقيه ورعا، وبات زيد ساهرا.
(1)
هذا هو: القسم الثاني من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر وتغير حكمه، وعملها عكس عمل كان وأخواتها وإن وأخواتها: ستة أحرف تنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها.
(2)
إن بكسر الهمزة، وتشديد النون، وهي أم الباب، وأن بفتح الهمزة، وتشديد النون.
(3)
بتشديد النون فيهما.
(4)
ليت بفتح التاء، ولعل: بتشديد اللام الأخيرة.
(5)
فإن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر، وزيدا اسمها منصوب، وقائم خبرها مرفوع، وتقول: بلغني أن زيدا منطلق، وزيدا اسمها، ومنطلق خبرها، وأن بفتح الهمزة: لا بد أن يطلبها عامل، ولا يشترط في المكسورة وتقول: لكن عمرا جالس، وكأن زيدا أسد (1) .
(6)
ولعل الحبيب قادم وإعرابها على ما تقدم (2)
(7)
من أمثلة إن وأخواتها.
(1) فلكن حرف استدراك ينصب الاسم ويرفع الخبر، وعمرا: اسمها منصوب، وجالس: خبرها مرفوع، وكأن: حرف تشبيه ينصب الاسم ويرفع الخبر، وزيدا اسمها منصوب وأسد خبرها مرفوع.
(2)
فليت حرف تمن، ينصب الاسم ويرفع الخبر، وعمرا: اسمها منصوب، وشاخص: خبرها مرفوع، ولعل: حرف ترج، ينصب الاسم ويرفع الخبر، والحبيب: اسمها منصوب، وقادم: خبرها مرفوع.
ومعنى "إن، أن" التوكيد (1) ، "ولكن" للاستدراك (2) ، "وكأن" للتشبيه (3) ، "وليت" للتمني (4) ، "ولعل" للترجي والتوقع (5) .
وأما ظننت وأخواتها فإنها تنصب المبتدأ والخبر،
ــ
(1)
أي: ومعنى إن المكسورة، وأن المفتوحة للتوكيد، أي: توكيد النسبة بين المبتدأ والخبر، والفرق بينهما: أن ما سد مسد المصدر، فهو بفتح الهمزة نحو: يعجبني أنك عالم (1) ، وإلا فبكسرها.
(2)
وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه ينصب الاسم ويرفع الخبر.
(3)
وهو الدلالة على مشاركة أمر لأمر، في معنى نحو: زيد كالأسد.
(4)
وهو: طلب ما لا مطمع فيه، كقوله: ألا ليت الشباب يعود يوما، أو ما فيه عسر، كليت لي مالا فأتصدق منه (2) .
(5)
الترجي: طلب الأمر المحبوب، نحو: لعل الله يرحمنا، والتوقع: الإشفاق نحو: لعل زيدا هالك (3)، والفرق بين التمني والترجي: أن التمني طلب ما يمكن وقوعه، وما لا يمكن، والترجي هو: ما يمكن وقوعه، ولا تعمل إن وأخواتها إلا متأخر اسمها وخبرها عنها، ولا يتقدم خبرها عن اسمها إلا إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا، وذلك لضعفها عن العمل لأنها حروف بخلاف كان وأخواتها.
(1) فيعجب: فعل مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير مبني على السكون محله نصب على المفعولية، وأن حرف توكيد ونصب، والكاف ضمير مبني على الفتح محله نصب اسم أن، وعالم: خبرها مرفوع.
(2)
ألا: أداة استفتاح، وليت: حرف تمن، والشباب: اسمها منصوب يعود فعل مضارع، مرفوع يوما: ظرف، وليت: حرف تمن، ولي: جار ومجرور، ومالا: اسم منصوب والفاء فاء السببية، وأتصدق: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، ومنه: جار ومجرور.
(3)
فلعل: حرف ترج، وزيدا اسمها منصوب، وهالك: خبرها مرفوع.
على أنهما مفعولان لها (1)، وهي: ظننت،
وحسبت (2) ، وخِلتُ، وزعمتُ (3) ، ورأيتُ، وعلمتُ (4) ،
ــ
(1)
هذا هو القسم الثالث من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر وتغيره ما لم تلغ أو تعلق، وهو ظننت ونظائرها في العمل، وأربعة منها: تفيد ترجيح وقوع المفعول الثاني، وثلاثة: تفيد تحقق وقوعه واثنان: يفيدان التصيير والانتقال، والعاشر: يفيد حصول النسبة في السمع ويقال لها: أفعال الشك واليقين، وأفعال القلوب.
وكلها أفعال بالاتفاق ومتصرفة تعمل بلفظ المضارع، وبلفظ الماضي والأمر والمصدر واسم الفاعل تنصب المبتدأ ويسمى مفعولها الأول، وتنصب الخبر ويسمى مفعولها الثاني فتنصب الجزئين جميعا، حيث لا مانع، وهو أمران:
الإلغاء: وهو إبطال العمل لفظا ومحلا جوازا لضعف العامل بتوسطه نحو: زيد ظننت قائم، أو تأخره، نحو: زيد قائم ظننت، والإهمال أرجح، والثاني: التعليق وهو إبطال العمل لفظا لا محلا بسبب توسط ما له الصدارة بينها وبين معموليها كاللام نحو: علمت لزيد قائم، أو ما الاستفهامية وهذان الأمران لا يجريان في ظن، وجميع أخواتها، بل في بعضها.
(2)
نحو: ظننت زيدا قائما، وحسبت بكرًا صديقا (1) .
(3)
نحو: خلت الهلال لائحا، وزعمت زيدا صادقا.
(4)
رأيت يعني: القلبية نحو: رأيت الله أكبر كل شيء (2) ، وعلمت الرسول صادقا.
(1) فظننت: فعل وفاعل، وزيدا مفعول ظن الأول، وقائما مفعولها الثاني، وحسبت فعل وفاعل، وبكرا مفعول أول، وصديقا مفعول ثان.
(2)
فرأيت: فعل وفاعل، والاسم الشريف مفعولها الأول، وأكبر: مفعولها الثاني وكل: مضاف إليه وشيء مضاف إلى كل.
ووجدتُ، واتخذتُ (1) ، وجعلتُ، وسمعتُ (2)، تقولُ: ظننتُ زيداً مُنْطَلقًِا (3) ، وَخِلْتُ عَمْراً شَاخِصاً، وما أشبه ذلك (4) .
ــ
(1)
نحو: وجدت العلم نافعا، واتخذت زيدا صديقا.
(2)
جعلت العلم بضاعتي (1) وسمعت النبي يقول، وأما إذا دخل على ما يسمع فينصب مفعولا واحدا باتفاق، نحو:{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ} (2) .
(3)
فظننت فعل وفاعل، وزيدا مفعول أول، ومنطلقا مفعول ثان.
(4)
فخلت فعل وفاعل، وأصل خلت خليت بكسر الياء وعمرا مفعول أول، وشاخصا مفعول ثان، وما أشبه ذلك من أمثلة ما يفيد الرجحان ومن أمثلة ما يفيد التحقيق ومن أمثلة ما يفيد التصيير بلا فرق، وهذا القسم من النواسخ: حقه أن يذكر في المنصوبات، ولكنه ذكره استطرادا لتتميم بقية النواسخ.
(1) فجعلت: فعل وفاعل، والعلم: مفعول أول، وبضاعتي مفعول ثان، منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم.
(2)
فيوم: ظرف، ويسمعون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل، والصيحة مفعول به منصوب.
بَابُ: النَّعْتِ (1)
النعت: تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه (2) ،
ــ
(1)
بمعنى المنعوت وهو الوصف، والصفة بمعنى واحد فالنعت لغة: وصف الشيء بما هو فيه واصطلاحا: إجراء الاسم على الاسم المنعوت في إعرابه والتابع من حيث هو وعرفه بعضهم: بأنه المشارك لما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد، غير خبر أو: أنه التابع المشتق والمؤول بالمشتق الموضح لمتبوعه في المعارف، المخصص له في النكرات.
وهو على قسمين: مفرد، وهو ثلاثة: مشتق كضارب، وشبهه، كذا، وذي، وأسماء النسب، كمكي، ومصدر: كرجل عدل، والقسم الثاني: الجملة وشبهها ويشترط للنعت بها ثلاثة: أن يكون نكرة إما لفظا وإما معنى كـ {اتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (1) ، أو معنى لا لفظا وهو المعرف بأل، وشرطان في الجملة: أن تكون مشتملة على ضمير يربطها بالموصوف، ملفوظ به أو مقدر، وأن تكون خبرية.
(2)
أي النعت تابع للمنعوت في رفعه إن كان مرفوعا ونصبه إن كان منصوبا وخفضه إن كان مخفوضا.
(1) فاتقوا: فعل أمر، مبني على ما يجزم به مضارعه ويوما: مفعول، وترجعون: فعل مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعل، وفيه: جار ومجرور، وإلى الله: جار ومجرور
وتعريفه وتنكيره (1) ؛ قام زيدُُ العاقلُ (2) ، ورأيتُ زيداً العاقل (3) ، ومررت بزيد العاقل (4) .
ــ
(1)
أي: والنعت يتبع المنعوت في تعريفه إن كان المنعوت معرفة وتنكيره إن كان المنعوت نكرة، سواء كان النعت حقيقيا وهو ما رفع ضميرا مستترا أو سببا وهو ما رفع اسما ظاهرا ثم إن رفع النعت ضمير المنعوت المستتر تبعه أيضا في تذكيره وتأنيثه وإفراده وتثنيته وجمعه.
ويكمل له أربعة من عشرة، وهي: الرفع، والنصب، والجر، والإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث، والتعريف، والتنكير، واحد من أوجه الإعراب الثلاثة وواحد من الإفراد والتثنية والجمع وواحد من التعريف والتنكير، وواحد من التذكير والتأنيث، وذلك مع عدم المانع أما إذا منع مانع كأفعل التفضيل، فإنه مفرد مذكر فلا يتبع، ويسمى النعت حينئذ حقيقيا وإن رفع سببي المنعوت الظاهر، تبعه في اثنين من خمسة، ويسمى النعت سببيا.
(2)
أي: تقول في النعت الحقيقي المستكمل لأربعة من عشرة جاء زيد العاقل في الرفع (1) .
(3)
يعني: في النصب (2) .
(4)
يعني: في الجر، وتقول فيما إذا رفع سببي المنعوت الظاهر: جاء زيد القائم أبوه، ورأيت زيدا القائم أبوه ومررت بزيد القائم أبوه (3) .
(1) وإعرابه: جاء فعل ماض، وزيد: فاعل مرفوع، والعاقل: نعت لزيد، والنعت يتبع المنعوت في إعرابه فتبعه في الرفع.
(2)
فالعاقل: نعت لزيد، والنعت يتبع المنعوت في إعرابه فتبعه في النصب.
(3)
فالقائم في الأمثلة الثلاثة: نعت لزيد، وأبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء ضمير مضاف إليه.
والمعرفة خمسة أشياء (1)، الاسم المضمر نحو:
أنا وأنت (2)، والاسم العلم نحو: زيدٌ ومكةُ (3) ، والاسم
المبهمُ نحو: هذا وهذه وهؤلاء (4) ،
ــ
(1)
والسادس: الموصول والمعرفة: ما وضع لشيء بعينه وقدم المصنف المعرفة على النكرة مع أن الأولى تقديم النكرة لأنها الأصل لاندراج كل معرفة تحتها لكنه قدم المعرفة لأنها أشرف من حيث دلالتها على معين.
وأعرف المعارف على الإطلاق: لفظ الجلالة، ثم ضمير المتكلم، ثم المخاطب ثم الغائب، ويليه: العلم، واسم الإشارة، الموصول، والمحلى بالألف واللام، ثم المضاف إلى واحد من هذه الخمسة.
(2)
المضمر يقال له: الضمير وهو: ما دل على متكلم، أو مخاطب أو غائب، نحو: أنا ونحن للمتكلم، وأنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتن، للمخاطب، وهو، وهي، وهما، وهم، وهن، للغائب
(3)
أي: والثاني العلم وهو لغة: العلامة وينقسم إلى قسمين: علم شخص، وهو: ما علق على شيء بعينه، غير متناول ما أشبهه، كزيد وهند، ولغيره: كشذ قم، وهيلة، ولمكان كمكة، وعدن، والثاني: علم جنس، وهو: ما وضع للماهية، بقيد الاستحضار كأسامة.
(4)
الاسم المبهم: يشمل اسم الإشارة كما مثل والموصول، واسم الإشارة أقسام فنحو: هذا، لحيوان وجماد، ورجل: لمفرد المذكر، وهذه: للمفردة المؤنثة، وهذان: لمثنى المذكر، وهاتان: لمثنى المؤنث، وهؤلاء: لجمع المذكر، والمؤنث، ومراتب المشار إليه: ثلاث هذا للقريب، وذاك للمتوسط، وذلك للبعيد.
والموصول أيضًا أقسام، الذي للمفرد المذكر، واللذان للمثنى المذكر، والذين لجمع المذكر، والتي لمفرد المؤنث، واللتان لمثنى المؤنث، واللاتي لجمع المؤنث، وكلها معارف.
والاسم الذي فيه الألف واللام نحو: الرجلُ والغلامُ (1) ، وما أضيف إلى واحدٍ من هذه الأربعة (2) .
والنكرةُ: كلُ اسم شائعٍ في جنسه (3) ، لا يختصُّ به واحدٌ دون آخر (4) ؛
ــ
(1)
: فهما معرفتان بالألف واللام، لأن مجموعهما التعريف، ويعبر عنهما بأل، وهي نوعان: عهدية، وجنسية والعهدية: إما للعهد الذكري، نحو {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} ، أو الذهني، نحو:{إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} ، أو الحضوري، نحو:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} .
والجنسية: إما لاستغراق الأفراد نحو: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} ، أو: لاستغراق الصفات، نحو: أنت الرجل علما، أو للحقيقة نحو: الرجل خير من المرأة.
(2)
يعني المذكورة، المضمر، والعلم، والاسم المبهم، والذي فيه الألف واللام، وهذا هو الخامس، فتقول في المضاف إلى المضمر: غلامي، وإلى العلم: غلام زيد، وإلى المبهم: غلام هذا وإلى الذي فيه أل، غلام الرجل، ويكون ما أضيف إلى واحد منها معرفة، بثلاثة شروط: أن لا يكون المضاف متوغلا في الإبهام، كمثل، وغير، أو واقعا موقع نكرة، كجاء زيد وحده، وأن يكون إضافة معنوية، نحو: جاء ضارب زيد الآن، أو غدا.
(3)
أي: والنكرة لا تحصر بالعد، بل بالحد، وحدها: كل اسم شائع، أي: عام في أفراد جنسه، الشامل له ولغيره.
(4)
أي: لا يختص به واحد من أفراد جنسه دون آخر، نحو: رجل فإنه شائع في جنس الرجال، الصادق على كل حيوان، ذكر، ناطق، بالغ، من بني آدم.
وتقريبُهُ: كل ما صَلَحَ دخولُ الألِفِ واللامِ عليه (1) ، نحوُ ارجُلِ والفَرَسِ (2) .
ــ
(1)
أي: وتسهيل حد النكرة على المبتدئ في هذا الفن أن تقول: كل ما صلح -بفتح اللام وضمها- دخول الألف واللام عليه، في فصيح الكلام فهو نكرة.
(2)
يعني: قبل دخول الألف واللام عليهما، فتقول في رجل وفرس: الرجل والفرس، ولا فرق بين النكرة، واسم الجنس في اللفظ، وقيل: وفي المعنى، والتحقيق: الفرق بحسب الاعتبار.
* * *
* *
*
بَابُ: الْعَطْفِ (1)
وحروف العطف عشرة (2)، وهي: الواو، والفاء، وثمَّ (3) ،
ــ
(1)
هو لغة: الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه، واصطلاحا: هو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه، أحد حروف العطف المذكورة ولم يذكر عطف البيان، وهو: التابع الموضح لمتبوعه، إن كان نكرة،
نحو: أقسم بالله أبو حفص عمر (1)، والمخصص له نحو:{فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (2) .
(2)
: هذا على القول: بأن أما عاطفة، والعاطفة إنما هي الواو، التي قبلها، وحروف العطف قسمان: ما يقتضي التشريك في اللفظ فقط، وهو: بل، ولا، ولكن، وما يقتضي التشريك في اللفظ والمعنى، أي: في الإعراب والحكم وهو السبعة الباقية.
(3)
فالواو: لمطلق الجمع من غير ترتيب، نحو: جاء زيد وعمرو والفاء للترتيب والتعقيب باتصال نحو: جاء زيد فعمرو، وثم: بضم الثاء
(1) فاقسم: فعل ماض، وبالله: جار ومجرور، الباء حرف قسم وجر، والاسم الشريف مقسم به مجرور، وأبو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الخمسة، وحفص مضاف إليه، وعمر معطوف على أبو، عطف بيان والمعطوف على المرفوع مرفوع.
(2)
ففدية: مبتدأ مؤخر، مرفوع، وطعام: معطوف عطف بيان مرفوع، ومسكين: مضاف إليه.
وأو، وأم، وإمَّا (1) ،
ــ
للترتيب والتراخي، نحو: جاء زيد ثم عمرو (1) .
(1)
فأو للتخيير نحو: انكح هندا أو أختها (2) ، أو الإباحة بعد الطلب، نحو جالس الحسن، أو ابن سيرين (3)، والفرق بينهما: أن التخيير لا يجوز الجمع بينهما، بخلاف الإباحة، وأو: للإبهام، أو للشك، نحو:{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ} ، {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (4)، وأم: لطلب التعيين نحو: أعندك زيد، أم عمرو (5) ، وبعد همزة التسوية، ونحوها نحو:{أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (6) ، وأما المكسورة الهمزة المسبوقة بمثلها على القول بأنها عاطفة، والعاطفة إنما هي: الواو التي قبلها، مثل أو في معناها نحو: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا
(1) فجاء فعل ماض، وزيد: فاعل مرفوع، وكل من الواو والفاء، وثم، حرف عطف، وعمرو: معطوف على زيد، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره.
(2)
فانكح فعل أمر مبني على السكون، وهندا: مفعول به منصوب، وأو: حرف عطف وأخت معطوف على هند، والهاء: ضمير مضاف إليه.
(3)
فجالس: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين والحسن: مفعول به منصوب، وأو حرف عطف، وابن: معطوف على الحسن، وسيرين مضاف إليه مجرور بالمضاف وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع، وهما العلمية والعجمة.
(4)
إن: حرف توكيد ونصب، ونا ضمير مبني على السكون محله نصب اسم إن، وأو حرف عطف، وإيا: ضمير مبني على السكون محله نصب عطف على نا، والكاف: حرف خطاب، ولبثنا: فعل وفاعل، ويوما: ظرف، وأو حرف عطف، وبعض: معطوف على يوما ويوم مضاف إليه.
(5)
الألف للاستفهام وعند ظرف والكاف مضاف إليه وزيد مبتدأ مؤخر، وأم حرف عطف وعمرو معطوف على زيد مرفوع.
(6)
الألف للاستفهام، وأنذر فعل ماض، والتاء فاعل والهاء مفعول، وأم: حرف عطف ولم: حرف نفي وجزم وقلب وتنذر مجزوم بلم، والهاء مفعول.
وبل، ولا، ولكن (1) ، وحتى في بعض المواضع (2) ، فإن عطفت بها على مرفوع رفعت، أو على منصوب
ــ
فِدَاءً} (1) للتخيير بعد الطلب وتكون للإباحة، وللتشكيك، وللشك.
(1)
فبل: للإضراب، نحو: اضرب زيدا بل عمرا (2)، وللعطف بها ثلاثة شروط: إفراد معطوفها، وأن تسبق بإيجاب، أو أمر، أو نهي لا استفهام، وأن لا تقترن بالواو.
ولا: للنفي نحو: اضرب زيدا لا عمرا (3)، وللعطف بها أربعة شروط: إفراد معطوفها وأن تسبق بإيجاب أو أمر اتفاقا، أو ابتداء على الراجح، وأن لا يصدق أحد معطوفيها على الآخر، وأن لا تقترن بعاطف نحو: جاء زيد لا عمرو.
ولكن: بسكون النون للاستدراك ويعطف بها بثلاثة شروط: إفراد معطوفها، وأن تسبق بنفي أو نهي، وأن لا تقترن بالواو، نحو: لا تضرب زيدا لكن عمرا (4) .
(2)
حتى: كالواو ومعناها: للتدريج والغاية، ولا تفيد الترتيب وشروط العطف بها أربعة: أن يكون المعطوف بها بعضا من المعطوف عليه، أو كبعضه، وأن يكون غاية في الشرف، أو عدمه، وأن يكون ظاهرا لا مضمرا، وأن يكون مفردا لا جملة وتكون عاطفة في بعض
(1) الفاء فاء الفصيحة، وإما: حرف تخيير، ومنا: مفعول مطلق، وبعد: ظرف مبني على الضم محله نصب على الظرفية، والواو حرف عطف وإما: حرف تخيير، أو حرف عطف وفداء: معطوف.
(2)
فاضرب: فعل أمر، وزيدا مفعول، وبل: حرف عطف، وعمرا: معطوف على زيد.
(3)
فاضرب فعل أمر، وزيدا مفعول، ولا حرف عطف، وعمرا معطوف على زيد.
(4)
فلا ناهية، وتضرب: مجزوم بلا الناهية، وزيدا مفعول، ولكن حرف عطف وعمرا معطوف على زيد.
نُصبت، أو على مخفوض خفضت، أو على مجزوم جزمت، تقُولُ:«قام زيد وعمرٌو، ورأيتُ زيداً وعمراً، ومررتُ بزيدٍ وعمرٍو، وزيدٌ لم يقُم ولم يقعُدْ» (1) .
ــ
المواضع، نحو: مات الناس حتى الأنبياء (1)، وقد تكون ابتدائية أو جارة نحو:{هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (2) .
(1)
وقس سائر حروف العطف على هذا وفهم من إطلاقه: أنه يجوز عطف الظاهر على الظاهر، والمضمر على المضمر وعكسه وكذا النكرة والمعرفة والمفرد وغيرها.
وإذا عطف على الضمير المرفوع المتصل، وجب الفصل بينه وبين ما عطف عليه بشيء كالضمير المنفصل، نحو قوله تعالى:{لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ} وكالمفعول به، ولا النافية، نحو: أكرمته وزيدًا، وقوله:{مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا} (3) .
(1) فمات فعل ماض، والناس فاعل وحتى حرف عطف والأنبياء معطوف على الناس مرفوع.
(2)
فهي ضمير مبني على الفتح محله رفع على الابتداء وحتى: حرف غاية وجر ومطلع: مجرور بحتى والفجر: مضاف إليه.
(3)
فاللام موطئة للقسم، وكان: فعل ماض، والتاء: ضمير محله رفع اسم كان، وأن: ضمير محله رفع والواو: حرف عطف، وآباء: معطوف على محل التاء، والكاف ضمير مضاف إليه، وزيدا: معطوف على محل الضمير، وما: نافية، وأشركنا: فعل وفاعل، والواو: حرف عطف، ولا نافية، وآباء: معطوف على محل نا مرفوع، ونا مضاف إليه.
بَابُ: التَّوْكِيدِ (1)
التوكيد: «تابعٌ للمُؤِكدِّ في رفعه ونصبه وخفضِه وتعريفه» (2) . ويكون بألفاظ معلومة، وهي: النفسُ، والعين،
ــ
(1)
فيه: ثلاث لغات، أفصحها الواو، وهو لغة: التقوية، والتشديد، واصطلاحا: تعقيب المسند إليه، المعرف بالتابع المخصوص والمراد هنا: نفس التابع المخصوص وهو قسمان لفظي وهو: إعادة الأول بلفظه، نحو: جاء زيد زيد (1)، أو بمرادفه نحو: وأنت بالخير حقيق قمن (2)، والقسم الثاني: المعنوي، وهو: ما ذكره المصنف.
(2)
التوكيد بمعنى: المؤكد تابع للمؤكد بفتح الكاف في رفعه إن كان مرفوعا نحو: جاء زيد نفسه (3) وتابع له في نصبه إن كان منصوبا نحو: رأيت زيدًا نفسه وتابع له في خفضه إن كان مخفوضا نحو: مررت بزيد نفسه (4)، وتابع له في تعريفه إن كان معرفة ولم يقل:
(1) فجاء فعل ماض، وزيد فاعل مرفوع، وزيد توكيد لزيد، والتوكيد تابع للمؤكد.
(2)
فأن ضمير مبني على السكون محله رفع على الابتداء والتاء حرف خطاب وبالخير جار ومجرور وحقيق: خبر المبتدأ مرفوع، وقمن: توكيد لحقيق مرفوع.
(3)
فجاء: فعل ماض، وزيد: فاعل مرفوع، ونفسه توكيد لزيد، والهاء ضمير مضاف إليه.
(4)
فرأيت: فعل وفاعل، وزيدا: مفعول ونفس: توكيد لزيد ومررت: فعل وفاعل وبزيد: جار ومجرور ونفسه: توكيد لزيد والهاء مضاف إليه.
وكلُّ، وأجمعُ (1) ، وتوابعُ أجمعُ، وهي: أكتعُ، وأبتعُ، وأبصعُ (2)، تقولُ:«قام زيدٌ نفسهُ، ورأيتٌ القومَ كُلَّهم، ومررت بالقوم أجمعينَ» (3) .
ــ
وتنكيره لأن ألفاظ التوكيد كلها معارف إلا إذا كانت محدودة، كصمت شهرا كله (1) .
(1)
أي: ويكون التوكيد المعنوي بألفاظ معلومة والألفاظ المعلومة هي: النفس يعني الذات والعين المعبر بها عن الذات تقول: جاء زيد نفسه، أو عينه (2) ، وكل، وأجمع، للإحاطة والشمول، وأجمع في المذكر وجمعه: أجمعون، وفي المؤنث: جمعاء وأجمع وجمع.
(2)
توابع أجمع: لا يؤكد بها إلا بعد التوكيد بأجمع وهي: أكتع في المذكر، وكتعاء في المؤنث، وكذا ما بعده، وأكتع مأخوذ من تكتع الجلد إذا اجتمع، وأبتع من البتع وهو طول العنق وأبصع من البصع، وهو العرق المجتمع.
(3)
أي: تقول في إفراد النفس عن العين قام زيد نفسه وإفراد كل عن أجمع رأيت القوم كلهم (3) ، وإفراد أجمع عن توابعه، مررت بالقوم أجمعين (4)، وتقول في اجتماع النفس والعين: جاء زيد نفسه عينه (5) ،
(1) فصمت: فعل وفاعل، وشهرا مفعول، وكل توكيد لشهر، والهاء مضاف إليه.
(2)
أي: أو جاء زيد عينه، وزيد فاعل مرفوع، وعينه توكيد لزيد، والتوكيد تابع للمؤكد في إعرابه فتبعه في الرفع، والهاء مضاف إليه.
(3)
فرأيت: فعل وفاعل، والقوم: مفعول به، وكل: توكيد، والهاء: مضاف إليه.
(4)
فمررت: فعل وفاعل، وبالقوم: جار ومجرور، وأجمعين توكيد للقوم، والتوكيد تابع للمؤكد في إعرابه فتبعه في الجر، وعلامة جره الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم.
(5)
وزيد: فاعل مرفوع، ونفس: توكيد لزيد، وعين: توكيد ثان.
بَابُ: الْبَدَلِ (1)
إذا أُبدل اسمٌ من اسمٍ أو فعلٌ من فعلٍ تَبِعه في جميع إعرابِهِ (2) . وهو على أربعةِ أقسام: بدلُ الشيِء من الشيءِ (3) ، وبدلُ البعضِ من الكل (4) ،
ــ
وفي اجتماع كل وأجمع رأيت القوم كلهم أجمعين (1)، وفي اجتماع أجمع وتوابعه: مررت بالقوم أجمعين، أكتعين، أبتعين، أبصعين (2)، والأفصح: تقديم أبصع على أبتع.
(1)
هو لغة: العوض عن الشيء، والمراد هنا المبدل واصطلاحا: التابع المقصود بالحكم، بلا واسطة بينه وبين متبوعه، فهو تابع للمبدل منه، في رفعه، ونصبه وخفضه وجزمه.
(2)
من رفع، ونصب، وخفض، وجزم.
(3)
أي: بدل شيء من شيء، مساو له في المعنى.
(4)
وهو: أن يكون الثاني بعضا من الأول سواء كان مساويا لنصفه، أو أقل أو أكثر.
(1) فكل: توكيد للقوم، والهاء مضاف إليه، وأجمعين: توكيد ثان.
(2)
وأكتعين، وأبتعين، وأبصعين، توكيد للقوم، وعلامة الجر: الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الكسرة لأنها جمع مذكر سالم.
وبدل الاشتمالِ (1)، وبدل الغلطِ (2) . تقول:«جاءزيدٌ أخوكَ (3) » ، «أكلتُ الرغيفَ ثُلُثَه (4) » ، «نفعني زيدٌ علمُهُ (5) » ، «ورأيتُ زيداً الفرسَ (6) » ، أردت أن تقول الفرَسَ (7) فَغَلِطت فأبدلت زيداً منه (8) .
ــ
(1)
وهو: أن يشتمل المبدل منه على البدل اشتمالا بطريق الإجمال.
(2)
من اللفظ الذي ذكر غلطا لا أنه الغلط.
(3)
فأخو بدل من زيد بدل شيء من شيء (1) .
(4)
أو نصفه، أو ثلثيه، فثلثه بدل من الرغيف، بدل بعض من كل (2) .
(5)
فعلمه بدل من زيد بدل اشتمال (3) .
(6)
فالفرس: بدل من زيد بدل غلط.
(7)
صوابه: فأبدلت الفرس من زيد، فهذه أقسام البدل في الاسم.
وأما في الفعل فقال بعضهم: تجري فيها الأقسام الأربعة، مثال بدل شيء من شيء:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} (4) ، وبدل البعض من الكل إن تصل تسجد لله يرحمك (5) ،
(1) مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف ضمير مضاف إليه.
(2)
منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والهاء ضمير مضاف إليه.
(3)
مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره وعلم: مضاف، والهاء مضاف إليه.
(4)
فمن: اسم شرط جازم ويفعل مجزوم على أنه فعل الشرط وذا: اسم إشارة مبني على السكون، محله نصب على المفعولية، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، ويلق: مجزوم على أنه جواب الشرط وجزاؤه، ويضاعف: بدل من يلق.
(5)
فإن: حرف شرط جازم، وتصل: مجزوم على أنه فعل الشرط، وتسجد: بدل من تصل، ويرحم: جواب الشرط وجزاؤه، الكاف: ضمير مضاف إليه.
بَابُ: مَنْصُوبَاتِ الأْسْمَاءِ (1)
المنصوباتُ خمسة عشر (2)، وهيَ: المفعولُ بِهِ،
ــ
وبدل الاشتمال:
أن علي الله أن تبايعا
…
تؤخذ كرها أو تجيء طائعا (1)
وبدل الغلط: إن تأتنا تسألنا نعطك (2) .
واستدرك عليه: بدل الإضراب هو: أن يكون كل من الأول والثاني مقصودا في الابتداء، وبدل النسيان، وهو: أن يكون القصد الإخبار بالأول ثم تبين أن المقصود الثاني، وبدل الغلط: فيما يقع باللسان وبدل النسيان: فيما يقع بالجنان.
(1)
: أي باب الأسماء المنصوبة، وتقدمت منصوبات الأفعال.
(2)
ذكر منها أربعة عشر، على سبيل الإجمال والتعداد؛ لأنه أبلغ
(1) أن: حرف توكيد ونصب، وعلي: جار ومجرور، والاسم الشريف منصوب بنزع الخافض تقديره
…
والله، وأن حرف مصدري ونصب، وتبايعا: فعل مضارع منصوب بأن، وتؤخذ: فعل مضارع بدلا من تبايعا، والبدل يتبع المبدل في إعرابه، فتبعه في النصب، وكرها: حال، وأو حرف عطف، وتجيء: فعل مضارع معطوف على تؤخذ، وطائعا: حال منصوب على الحال.
(2)
إن: حرف شرط، تأت: فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشرط، وتسأل: فعل مضارع، بدل، تأت، ونا: ضمير مبني على السكون محله نصب، ونعط: فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشرط، والكاف: ضمير محله نصب.
والمصدرُ (1) ، وظرفُ الزمانِ، وظرفُ المكانِ (2) ، والحال، والتمييزُ (3) ، والمُستثنى، واسم لا، والمُنادى (4) ، والمفعول من أجله، والمفعولُ معهُ (5) ،
ــ
للطالب، ثم فصلها بابًا بابًا، والخامس عشر: المنصوب بنزع الخافض (1) .
(1)
بدأ بالمفعول به، لأنه الذي يقع بينه وبين الفاعل الالتباس، وإلا فالمناسب: أن يقدم المفعول المطلق، لأنه المفعول الحقيقي والمفعول به نحو: ضربت زيدا، والمصدر نحو: ضربته ضربا (2) .
(2)
ظرف الزمان، نحو: صمت اليوم، وظرف المكان نحو: جلست أمام الشيخ (3) ويسميان بالمفعول فيه.
(3)
الحال نحو: جاء زيد راكبا، والتمييز: نحو طبت نفسا (4) .
(4)
المستثنى في بعض أحواله، وهو: ما إذا كان الكلام تاما موجبا نحو: جاء القوم إلا زيدا (5)، واسم لا النافية للجنس نحو: لا إله إلا الله (6)، والمنادى في بعض أحواله نحو: يا عبد الله (7) .
(5)
المفعول من أجله، ويقال المفعول له، نحو: جئت طلبًا
(1) نحو: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} أي: من قومه.
(2)
فزيدا مفعول به منصوب، وضربا: مصدر منصوب على المصدرية، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
(3)
فاليوم: ظرف زمان، منصوب على الظرفية، وأمام ظرف مكان منصوب على الظرفية، والشيخ: مضاف إليه.
(4)
فراكبا: حال منصوب على الحال، ونفسا: تمييز منصوب على التمييز، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
(5)
فجاء: فعل ماض، والقوم: فاعل مرفوع، وإلا: أداة استثناء، وزيدا منصوب على الاستثناء.
(6)
فلا نافية، وإله: اسمها منصوب معها على الفتح، وإلا: أداة استثناء، والاسم الشريف بدل من خبر لا، وهو: حق.
(7)
فيا: حرف نداء، وعبد: منادى منصوب بياء النداء، والاسم الشريف مضاف إليه.
وخبرُ كان وأخواتِها، واسم إن واخواتها (1) ، والتابعُ للمنصوب، وهو أربعة أشياء: النَّعتُ، والعطفُ، والتوكيدُ، البدلُ (2) .
ــ
للعلم (1) ، والمفعول مع، نحو: سرت والنيل (2) .
(1)
خبر كان وأخواتها نحو: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (3)، واسم إن وأخواتها نحو:{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (4)، ومفعولا ظن وأخواتها نحو: ظننت زيدا منطلقا (5) ، وتقدمت في المرفوعات، وخبر ما الحجازية، نحو: ما هذا بشرا (6) .
(2)
التابع للمنصوب، وهو: تمام العدد، وهو: أربعة أشياء النعت، نحو: رأيت زيدا العاقل، والعطف رأيت زيدا وبكرا، والتوكيد رأيت زيدا نفسه، والبدل رأيت زيدا أخاك (7) .
(1) فجئت: فعل وفاعل، وطلبا مفعول له منصوب، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره وللعلم جار ومجرور.
(2)
فسرت: فعل وفاعل، والنيل: مفعول معه منصوب، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
(3)
فكان: فعل ماض، والاسم الشريف اسمها مرفوع وغفورا: خبرها منصوب، ورحيما خبر ثان.
(4)
فإن: حرف توكيد ونصب، والاسم الشريف اسمها منصوب، وغفور: خبرها مرفوع ورحيم: خبر ثان.
(5)
فظننت: فعل وفاعل، وزيدا مفعول ظننت الأول منصوب ومنطلقا: مفعولها الثاني.
(6)
فما: نافية، وها: حرف تنبيه، وذا: اسم إشارة مبني على السكون، محله رفع اسم ما، وبشرا: خبرها.
(7)
فالعاقل: نعت لزيد منصوب، وبكرا: معطوف على زيد منصوب، ونفسه: توكيد لزيد، والهاء، مضاف إليه، وأخا: بدل من زيد، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة والكاف، مضاف إليه.
بَابُ: الْمَفْعُول بِهِ (1)
وهو: الاسم، المنصوب، الذي يقع عليه الفعل (2)، نحو قولك:«ضربتُ زيداً وركبت الفرسَ» (3) .
وهو قسمان: ظاهر، ومضمر؛ فالظاهر ما تقدم ذكره (4) ،
ــ
(1)
أي: الذي يقع عليه الفعل كما مثل، أو معنويا كتعلمت العلم ولما ذكر المنصوبات إجمالا، شرع يذكرها تفصيلا، وبدأ بالمفعول به، لأنه قد يوجد في العمد، إذا كان نائبا عن الفاعل.
(2)
أي: المفعول به هو: الاسم الصريح كما مثل أو المؤول بالصريح نحو: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (1) ، المنصوب لفظًا أو محلاً بفعل متعد كضرب أو ما أشبه الفعل، كاسم الفاعل وهذا حكمه الذي يقع به، أي: يقع عليه الفعل الصادر من الفاعل.
(3)
فزيدا مفعول به منصوب والفرس مفعول به منصوب، وزيد والفرس هما اللذان يقع عليهما فعل الفاعل، وهو الضرب والركوب.
(4)
من، نحو: ضربت زيدا، وركبت الفرس، فكل منهما ظاهر الدلالة.
(1) فتودون فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل، وأن حرف توكيد ونصب وغير اسمها منصوب وذات مضاف إليه، والشوكة مضاف إليه وتكون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل ولكم جار ومجرور.
والمضمر قسمان: متصل، ومنفصل (1) ، فالمتصل اثنا عشر، وهي: ضَرَبني، وضربنا (2) ، وضربكَ، وضربكِ، وضربكما، وضربكنَّ (3) ، وضربهُ، وضَرَبها، وضربهما، وضربهم، وضربهنَّ (4) .
ــ
على مسماه ولا فرق بين أن يكون مذكرا أو مؤنثا مفردا أو مثنى، أو مجموعا، كضربت الزيدين، أو مضافا كضربت غلامي (1) .
(1)
والمتصل، هو: الذي لا يتقدم على عامله ولا يفصل بينه وبينه بإلا، والمنفصل، وهو: الذي يتقدم على عامله، أو يقع بعد إلا أو ما في معناها.
(2)
ضربني للمتكلم وحده، وضربنا للمتكلم ومعه غيره، أو المعظم نفسه.
(3)
ضربك للمخاطب المذكر، وضربك للمخاطبة المؤنثة وضربكما للمخاطب المثنى مطلقا، وضربكم لجمع الذكور المخاطبين، وضربكن لجمع الإناث المخاطبات.
(4)
ضربه للمفرد المذكر الغائب، وضربها للمؤنثة الغائبة، وضربهما للمثنى الغائب، وضربهم لجمع الذكور الغائبين، وضربهن لجمع الإناث الغائبات (2) .
(1) فالزيدين مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم وغلامي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وياء المتكلم مضاف إليه.
(2)
والضمائر محلها نصب على المفعولية.
والمنفصل اثنا عشر (1)، وهي: إيَّاي، وإيانا، وإياكَ،
وإياكما، وإياكم، وإياكنَّ،، وإياهًُ، وإياها، وإياهما، وإياهم، وإياهن (2) .
ــ
(1)
اثنان للمتكلم، وخمسة للحاضر، وخمسة للغائب.
(2)
أياي: للمتكلم وحده، وكذا.... إلى آخرها كما تقدم والياء الثانية حرف دال على التكلم، والكاف في إياك ونحوه: حرف دال على الخطاب، والهاء في إياه ونحوه: حرف دال على الغيبة.
* * *
* *
*
بَابُ: الْمَصْدَرِ (1)
المصدر هو: الاسم، المنصوب (2) ، الذي يجيءُ ثالثاً في تصريف الفعل (3)، نحو: ضرب يضرب ضرباً (4) . وهو على قسمين: لفظيٌ، ومعنويٌ (5) ،
ــ
(1)
المنصوب، على أنه المفعول المطلق، والمصدر من حيث هو اسم للحدث الجاري على فعله.
(2)
أي: المصدر، وهو: الاسم لا الفعل المنصوب لا المرفوع بالفعل، الموافق له في اللفظ، كضرب ضربا، أو المنصوب بمصدر مثله، نحو: عجبت من ضربك ضربا (1) .
(3)
أي: تحويله من صيغة، إلى صيغة أخرى، وهذا ضابطه ذكره تسهيلا للمبتدئ.
(4)
فضربا مصدر، جاء ثالثا في تصريف الفعل، منصوب على المصدرية.
(5)
لأنه لا يخلو: إما أن يوافق لفظ المصدر لفظ فعله الناصب له،
أو لا.
(1) فضربا في المثالين: كل منهما منصوب على المصدرية، وعلامته فتحة ظاهرة في آخره.
فإن وافق لفظُهُ لقظَ فعله فهو لفظي (1) ، نحو قَتَلتُهُ قتلاً (2) ، وإن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي (3) ، نحو «جلستُ قُعوداً» ، و «قمتُ وقوفاً» ، وما أشبه ذلك (4) .
ــ
(1)
أي: فإن وافق لفظ المصدر، لفظ فعله، في حروفه الأصلية ومعناه، فهو لفظي، ويسمى مؤكدا، سواء وافق مع ذلك في تحريك عينه، نحو: فرح فرحا، أو لا.
(2)
فحروف: قتل، هي: حروف قتلا بعينها، الناصب له (1) .
(3)
أي: وإن وافق معنى فعله في حروفه، دون لفظه لموافقته للفعل في المعنى، دون الحروف فهو معنوي، لأنه وافق لفعله في معناه دون لفظه.
(4)
فمعنى جلس، هو معنى: قعودا ومعنى قام، هو معنى: وقوفا (2) ، وما أشبه ذلك، مما يوافق معنى فعله دون لفظه عند من يقول: إنه منصوب بجلست وقمت بخلاف من يقول: إنهما منصوبان بفعل مقدر من لفظهما أي: قعدت قعودا، ووقفت وقوفا.
وينقسم المصدر إلى ثلاثة أقسام: مؤكد لعامله، كقتلته قتلا، ومبين لنوعه بالإضافة كضربت ضرب الأمير (3) ، وبالوصف كقتلته قتلا شديدا (4) ، ومبين للعدد، نحو: ضربته ضربتين (5) .
(1) وإعراب فرح فعل ماض وفرحا مصدر، وقتلته فعل وفاعل، ومفعول، وقتلا مصدر منصوب على المصدرية.
(2)
فجلست وقمت فعل وفاعل، وقعودا ووقوفا، مصدران منصوبان على المصدرية.
(3)
فضربت: فعل وفاعل وضرب مصدر منصوب على المصدرية، والأمير مضاف إليه.
(4)
فقتلته: فعل وفاعل، ومفعول وقتلا: مصدر منصوب على المصدرية وشديدا نعت لقتلا.
(5)
فضربت: مصدر منصوب على المصدرية، وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها، نيابة عن الفتحة لأنه مثنى.
بَابُ: ظَرْفِ الزَّمَانِ
وَظَرْفِ الْمَكَانِ (1)
ظرف الزمان هو: اسم الزمان المنصوب بتقدير «فى» (2) ،
ــ
وينوب عن المصدر ثمانية، منها: كل، نحو: ضربته كل الضرب (1)، وبعض نحو:{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} (2) ، والعدد، نحو: ضربته عشرين ضربة (3)، وضميره نحو:{لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا} (4)، والآله نحو: ضربته سوطا مقرعة، عصا (5)، واسم الإشارة نحو: ضربته ذلك الضرب (6) ، واسم التفضيل، نحو: ضربته أشد الضرب (7) .
(1)
المسميين بالمفعول فيه، والظرف لغة: الوعاء مطلقا واصطلاحا: ما ذكره المصنف.
(2)
أي: ظرف الزمان هو: الاسم الدال على الزمان المنصوب
(1) فكل: نائب مناب المصدر، منصوب بفتحة ظاهرة، والضرب مضاف إليه.
(2)
فلو حرف شرط، وتقول: فعل ماض، وعلينا: جار ومجرور، ونا: ضمير مبني على السكون محله جر، وبعض: نائب مناب المصدر، والأقاويل مضاف إليه.
(3)
فعشرين: نائب مناب المصدر، وضربة: تمييز.
(4)
فلا، نافية، وأعذب: فعل مضارع مرفوع، والهاء: ضمير نائب مناب المصدر
(5)
فسوطا، ومقرعة، وعصا، كل منها نائب مناب المصدر، منصوب بفتحة ظاهرة.
(6)
فذا اسم إشارة، نائب مناب المصدر، مبني على السكون، محله نصب، والكاف حرف خطاب والضرب: نعت منصوب بفتحة ظاهرة.
(7)
فأشد نائب مناب المصدر، والضرب مضاف إليه.
نحو اليوم، والليلة (1) ، وغدوة، وبكرة (2) ، وسحرا، وغدا (3) ، وعتمةً، وصباحاً، ومساءاً، وأبداً (4) ، وأمداً، وحيناً وما أشبه ذلك (5) .
ــ
باللفظ الدال على المعنى الواقع فيه، المتضمن معنى: في الدالة على الظرفية، وإن لم يصرح بلفظها، وسواء المبهم والمختص، والناصب للظرف: تارة يكون مذكورا، كصمت يوم الخميس، وتارة محذوفا جوازا كما إذا قيل: متى صمت؟ تقول: يوم الخميس، ووجوبا كيوم الخميس صمت.
(1)
تقول صمت اليوم أو يوما، أو يوم الخميس، واعتكفت الليلة أو ليلة الجمعة، أو ليلا (1) .
(2)
نحو: أزورك غدوة، أو: أزورك بكرة.
(3)
نحو: أزورك سحرا، أو: أزورك غدا.
(4)
وهو الزمان المستقبل، الذي لا غاية لمنتهاه، نحو: لا أكلم زيدا، أبدا (2) .
(5)
أمدا ظرف لزمن مستقبل، نحو: لا أكلم زيدا أمدا (3)، وحينا: لزمن مبهم تقول: قرأت حينا (4) ، وما أشبه ذلك من أسماء الزمان المبهمة، نحو: وقت وساعة، وزمان، والمختصة، نحو: ضحى وضحوة.
وهذه الأمثلة منها: ما هو ثابت التصرف والانصراف، كيوم وليلة، ومنفيهما، كسحر، وثابت التصرف منفي الانصراف، كغدوة، وبكرة، وثابت الانصراف منفي التصرف كعتمة ومساء.
(1) فكل من اليوم أو يوما، أو يوم، أو الليلة، أو ليلة، أو ليلا: ظرف منصوب على الظرفية.
(2)
، 3) فلا نافية، وأكلم فعل مضارع مرفوع، وزيدا مفعول وأبدا ظرف منصوب على الظرفية وأمدا ظرف.
(4)
فقرأت فعل وفاعل، وحينا: ظرف منصوب على الظرفية.
وظرف المكان هو: اسم المكان المنصوب بتقدير «في» (1)، نحو: أمامَ، وخلف، وقُدَّامَ، وَوَراءَ، وفوق، وتحت، وعندَ، وإزاءَ (2) ،وحِذاءَ، وتلقاءَ وثمَّ، وهُنا، وما أشبه ذلك (3) .
ــ
(1)
أي: وظرف المكان، هو: الاسم الدال على المكان، المنصوب باللفظ، الدال على المعنى الواقع فيه، المتضمن معنى:«في» الدالة على الظرفية.
(2)
أمام، تقول: جلست أمام الشيخ، وإزاء بمعنى: مقابل، نحو: جلست إزاء زيد (1) .
(3)
حذاء بمعنى: قريبا، وهنا: إشارة إلى المكان القريب وثم بفتح الثاء للبعيد، وما أشبه ذلك يعني: من أسماء المكان، والأمكنة المبهمة، نحو: يمنة، ويسرة، وأسماء المقادير كميلٍ وفرسخٍ، وما أشبهها.
(1) فأمام ظرف، منصوب على الظرفية، والشيخ مضاف إليه، وإزاء: ظرف، وزيد: مضاف إليه.
بَابُ: الْحَالِ (1)
الحال هو: الاسمُن المنصوبُ، المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات (2)، نحو قولك:«جاء زيدٌ راكباً» (3) ،
ــ
(1)
الحال: تذكر، وتؤنث، وهي لغة: الهيئة، والصفة، واصطلاحا: ما ذكره المصنف.
(2)
أي: الحال هو: الاسم صريحا، أو مؤولا الفضلة والمراد هنا: ما ليس جزءا من الكلام، المنصوب بالفعل، أو شبهه، المفسر لما انبهم أي: استبهم، استغلق، واستعجم، ومن الهيئات: الصفات اللاحقة للذوات وقيل: إنها التي تصلح جوابا لكيف.
فالحال: إنما جيء بها قصدا لتبيين حالة صاحبها، وقت إيقاع الفعل منه، وتجيء من الفاعل، ومن المفعول ومنهما جميعا كـ {قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} (1) ، وتجيء من اسم الفاعل، واسم المفعول، واسم المصدر، وأفعل التفضيل، والصفة المشبهة.
(3)
فراكبا: حال من زيد.
(1) قاتلوا: فعل أمر مبني على ما يجزم به مضارعه، وهو حذف النون والواو
فاعل، والمشركين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء المكسور ما قبلها،
المفتوح ما بعدها نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مذكر سالم، وكافة حال منصوب على الحال.
و «ركبتُ الفرسَ مسرجاً» (1) و «لقيتُ عَبدَ الله راكباً» وما أشبه ذلك (2) . ولا يكون إلا نكرة (3) ، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام (4) ، ولا يكون صاحبها إلا معرفة (5) .
ــ
(1)
فمسرجا: حال من الفرس.
(2)
أي: من الأمثلة، وماشيا: حال من التاء، أو من عبد الله، ولا تجيء من المبتدأ عند الجمهور، وتجيء من المجرور بالحرف نحو: مررت بهند جالسة (1)، ومن المضاف نحو:{أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} (2) ، والغالب أن الحل لا تكون إلا مشتقة منتقلة.
(3)
لأنها لو كانت معرفة لتوهم أنها نعت للمنعوت وما أتى منها معرفة فهو مؤول بالنكرة كاجتهد وحدك (3) .
(4)
لكونها فضلة وقد تجيء متقدمة، كراكبا جاء زيد (4) .
(5)
أو: نكرة معها مسوغ، نحو: لمية موحشا طلل (5) ، وغيره، وقل مجيئها بدونه: كصلى وراءه رجال قياما (6) .
(1) فمررت: فعل وفاعل، وبهند: جار ومجرور، وجالسة: حال منصوب على الحال.
(2)
فأن: حرف مصدري ونصب، ويأكل: فعل مضارع منصوب بأن، ولحم: مفعول، وأخيه: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء مضاف إليه، وميتا: حال منصوب على الحال.
(3)
فاجتهد فعل أمر مبني على السكون ووحد: حال منصوب على الحال، والكاف ضمير مضاف إليه.
(4)
فراكبا حال مقدم، منصوب على الحال وجاء: فعل ماض، وزيد: فاعل.
(5)
لمية: جار ومجرور، ومية: اسم مجرور باللام، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف، والمانع له من الصرف علتان فرعيتان من علل تسع، وهما: العلمية والتأنيث اللفظي المعنوي، وموحشا: حال منصوب على الحال وطلل: مبتدأ.
(6)
فصلى: فعل ماض، ووراء: ظرف والهاء مضاف إليه، ورجال: فاعل، وقياما: حال منصوب على الحال.
بَابُ: التَّمْيِيزِ (1)
التمييز هو: الاسم، المنصوبُ، المفَسِّر لما انبهم من الذوات (2)، نحو قولك:«تصَبَّبَ زيدٌ عرقاً» و «تَفَقَّأ بكرٌ شحماً» و «طابَ محمدٌ نفساً» (3) ،
ــ
(1)
التمييز لغة: فصل الشيء عن غيره، ويقال فيه: تمييز ومميز، وتفسر ومفسر، وتبيين ومبين.
(2)
أي: التمييز هو: الاسم الصريح فلا يكون جملة المنصوب بفعل أو وصف أو عدد أو مقدار المفسر لما انبهم أي: خفي من الذوات أو من النسب، وهو نوعان: محول وغير محول، والمحول ثلاثة أقسام: محول عن الفاعل، كما مثل.
(3)
فالناصب في هذه الأمثلة هو: الفعل المسند إلى الفاعل، والثاني محول عن المفعول نحو:{وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} (1)، وعن المبتدأ نحو:{أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا} (2)، وغير المحول نحو: امتلأ الإناء ماء (3) .
(1) ففجرنا: فعل وفاعل، والأرض: مفعول، وعيونا: تمييز منصوب على التمييز.
(2)
فأنا ضمير مبني على السكون، محله رفع على الابتداء، وأكثر: خبر المبتدأ مرفوع، ومنك: جار ومجرور، ومالا: تمييز منصوب على التمييز.
(3)
فامتلأ: فعل ماض، والإناء: فاعل مرفوع، وماء: تمييز منصوب على التمييز.
و «اشتريتُ عشرين كتاباً» و «ملكتُ تسعين نعجة» (1) و «زيدٌ أكرمَ منكَ أباً» و «أجملُ منكَ وجهاً» (2) ، ولا يكون إلا نكرة (3) ، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام (4) .
ــ
(1)
هذان مثالان لما استبهم من الذوات، ومنه تمييز المقادير، كرطل زيتا، وقفيز برا، وشبر أرضا (1) ، وما أشبه ذلك.
(2)
وهذا من تمييز النسبة أخره لأن شرط نصب التمييز الواقع بعد اسم التفضيل: أن يكون فاعلا في المعنى كما في المثالين (2) .
(3)
عند أهل البصرة وجوزه أهل الكوفة واستدلوا بقوله: وطبت النفس يا قيس عن عمرو (3) .
(4)
فلا يجوز تقديم المميز على عامله، ويجوز إن كان مشتقا وهو قليل.
(1) فزيتا: تمييز، وبرًا: تمييز، وأرضا: تمييز منصوب على التمييز.
(2)
وإعرابهما: زيد: مبتدأ، وأكرم: خبر المبتدأ، ومنك: جار ومجرور، وأبا: تمييز منصوب على التمييز، وأجمل: معطوف على أكرم مرفوع، ووجها: تمييز منصوب على التمييز.
(3)
فطبت: فعل وفاعل، والنفس: تمييز منصوب على التمييز، ويا: حرف نداء، وقيس: منادى مبني على الضم، محله نصب بياء النداء، وعن عمرو: جار ومجرور.
بَابُ: اْلاسْتِثْنَاءِ (1)
وحروف الاستثناء ثمانية (2)، وهي: إلَّا (3) ، وغير، وَسِوَى، وَسُوى، وَسوَاءٌ (4) ، وَخلا، وعدا، وَحاشا (5) . فالمستثنى بإلّا يُنصبُ إذا كان الكلام تاماً موجباً (6) ،
ــ
(1)
الاستثناء لغة: مطلق الإخراج، واصطلاحا: الإخراج بإلا أو إحدى أخواتها، ما لولاه لدخل في الكلام السابق، ويصح حمله على المستثنى من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول، وهو: الاسم الواقع بعد إلا أو إحدى أخواتها.
(2)
أي: وأدوات الاستثناء الدالة عليه: ثمانية، وسماها حروفا: تغليبا، وإلا فمنقسمة إلى أربعة أقسام: حرف بالاتفاق وهي: إلا واسم بالاتفاق وهي: غير وسوى، بلغاتها الثلاث، وفعل بالاتفاق، وهو: ليس ولا يكون وهما تمام الثمانية، بعد ليس ولا يكون إذا عدت سوى بلغاتها الثلاث واحدة، والقسم الرابع: متردد بين الفعلية والحرفية، وهو خلا، وعدا، وحاشا.
(3)
بدأ بها: لأنها أم الباب وحروف بالاتفاق.
(4)
وهي: أسماء بالاتفاق.
(5)
وهذه مترددة: بين الفعلية، والحرفية وليس ولا يكون: فعلان بالاتفاق، ولم يذكرها.
(6)
أي: فالمستثنى بإلا: ينصب وجوبا إذا كان الكلام قبلها تاما موجبا،
نحو: «قال القومُ إلا زيداً» و «خرج الناسُ إلا عمراً» (1) ،
وإن كان الكلاك منفياً تاماً جاز فيه البدلُ والنصبُ على الاستثناء (2) ، نحو «ما قام القومُ إلا زيدٌ وإلا زيدًا» (3) وإن كان الكلام ناقصًا، كان على حسب العوامل، نحو «ما قام إلا زيد» و «ما ضربتُ إلا زيداً» و «ما مررتُ إلا بزيدٍ» (4) .
والمستثنى بِسِوى، وَسُوى، وَسَوَاءِ، وَغَيرٍ مجرورٌ لا غيرُ (5) .
ــ
والتام: أن يذكر فيه المستثنى منه، والموجب بفتح الجيم: المثبت، وهو ما لا يسبقه نفي، ولا شبهه.
(1)
فزيدا، وعمرا: منصوبان على الاستثناء.
(2)
أي: وإن كان الكلام الذي قبل إلا منفيا بأن تقدم عليه نفي، أو شبهه، تاما بأن ذكر المستثنى منه جاز فيه: البدل والنصب، إذا كان متصلا وأما إذا كان منفصلا: فيتعين النصب على الاستثناء.
(3)
فزيد: بالرفع على البدل من القوم وزيدا في المثال الثاني: بالنصب على الاستثناء وجاز بالجر على البدل، والنصب على الاستثناء في، نحو: مررت بالقوم إلا زيد، وإلا زيدا، وبالنصب لا غير، في نحو: ما رأيت القوم إلا زيدا، بدلا من المنصوب أو منصوبا بإلا.
(4)
أي: نحو ما قام إلا زيد بالرفع، وما رأيت إلا زيدا بالنصب، وما مررت إلا بزيد بالجر، ويسمى مفرغا لأن ما قبل إلا من العوامل: تفرغ للعمل فيما بعدها.
(5)
أي: مجرور بإضافة: غير وسِوى، وسُوى، وسَواء، إليه لا غير، فلا يجوز فيه غير الجر، وتعطى غير، وسِوى، وسُوى، وسواء، ما يعطاه
والمستثنى بخلا، وعدا، وحاشا، يجوزُ نصبُهُ وجرُهُ (1) ، نحو «قام القومُ خلا زيداً، وزيدٌ» (2) و «عدالا عمراً وعمرو» ، و «حاشا بكراً وبكرٍ» (3) .
ــ
الاسم الواقع بعد إلا، من وجوب النصب بعد الكلام التام الموجب، لكن على الحال من جواز الاتباع بعد التام المنفي، ومن الإجراء على حسب العوامل، في الناقص المنفي.
(1)
على تقدير الحرفية، والفعلية.
(2)
فخلا: فعل ماض، وزيدا: مفعول به منصوب، وزيد: في المثال الثاني: بالجر على أن خلا: حرف جر.
(3)
بالنصب، والجر، على وزن ما قبله، لكن إن نصبت بها فهي: أفعال وإن جررت بها فيه حروف، وهذا ما لم تدخل عليها ما المصدرية، وإلا تعين النصب كقول الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل (1) .
(1) فألا: أداة استفتاح، وكل: مبتدأ، وشيء: مضاف إليه، وما: النافية، وخلا: فعل ماض فاعله مستتر وجوبا تقديره: هو، والاسم الشريف: منصوب على التعظيم، وباطل: خبر ما مرفوع.
بَابُ: لَا (1)
اعلم أن «لا» تنصبُ النكرات بغير تنوين إذا باشرتِ النكرة ولم تتكرر «لا» (2) نحو «لا رجلَ في الدار» (3) .
ــ
(1)
أي: التي لنفي حكم الجنس، المسماة لا التبرئة.
(2)
أي: اعلم أن لا النافية للجنس تعمل عمل إن لمشابهتها لها، فتنصب النكرات وجوبا لفظا أو محلا بغير تنوين، إذا باشرت النكرة فلم يفصل بينهما فاصل، ولم تتكرر لا، فتنصب النكرة لفظا، نحو: لا غلام سفر حاضر (1) ، ومحلا كما مثل، فإن معمولها: إما أن يكون مضافا، أو شبيها بالمضاف، أو مفردا، وهو: ما ليس مضافا، ولا شبيها بالمضاف.
(3)
فلا: نافية للجنس، تعمل عمل إن، ورجل: اسمها مبني معها على الفتح، محله نصب فشرط نصبها النكرات: أن يكون اسمها نكرة، وخبرها نكرة، وأن يتقدم اسمها على خبرها، وأن لا تقترن بجار، وإلا أهملت.
(1) فلا نافية للجنس تعمل عمل إن، وغلام اسمها منصوب، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وسفر مضاف إليه وحاضر: خبرها مرفوع.
فإن لم تُباشِرها وجبَ الرفعُ ووجبَ تكرارُ «لا» (1) نحو «لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ» (2) .
وإن تكررت جاز إعمالُها وإلغاؤُها (3)، فإن شئت قلت:«لا رجُلَ في الدارِ ولا امرأةٌ» (4) . وإن شئت قلت: لا رجل في الدار ولا امرأة (5)
ــ
(1)
أي: فإن لم تباشر لا النكرة بأن فصل بينها فاصل، وجب الرفع على الابتداء ووجب تكرار لا كما مثل.
(2)
فأهملت حين فصل بينها وبين الاسم: الجار والمجرور (1) .
(3)
أي: وإن تكررت لا، مع مباشرة النكرة، جاز إعمالها بنصب، نحو: رجل في المثال الآتي، وجاز إلغاؤها برفعه، في المثال الثاني.
(4)
أي: فإن شئت قلت على الإعمال: لا رجل في الدار ولا امرأة بفتح رجل ورفع امرأة، أو فتحها، أو نصبها.
(5)
أي: وإن شئت قلت على الإلغاء: لا رجل في الدار ولا امرأة برفع رجل ورفع امرأة أو فتحها فللنكرة بعد لا الثانية: خمسة أوجه، ثلاثة مع فتح النكرة الأولى، واثنان مع رفعها.
(1) فلا نافية، وفي الدار: جار ومجرور، ورجل مبتدأ مرفوع، والواو حرف عطف، ولا نافية، وامرأة: معطوف على رجل مرفوع.
بَابُ: الْمُنَادى (1)
المنادى خمسة أنواع: المفردُ العلم (2) ، والنكرة المقصودة (3) ، والنكرةُ غير المقصودةُ (4) ، والمضافُ، والشبيه بالمضافِ (5) .
فأما المفرد العلم، والنكرة المقصودة فيبنيان على
ــ
(1)
وهو: من أقسام المفعول به، الذي حذف عامله وجوبا وهو لغة: الطلب مطلقا بحرف أو بغيره، واصطلاحا: هو الاسم الذي يدخل عليه يا، أو إحدى أخواتها السبع، الهمزة، وأي مقصوتين، أو ممدوتين، وأيا، وهيا، ووا، فالهمزة للقريب، وأي للمتوسط، ويا، وأيا للبعيد، والجمهور على أن: وا، مختصة بالندبة، فلا تستعمل إلا في المنادى المندوب، متوجعا منه، أو متفجعا عليه.
(2)
وهو: ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، فشمل المثنى والمجموع.
(3)
أي: المعينة بالنداء.
(4)
أي: بالذات، وإنما المقصود واحد من أفرادها.
(5)
وهو: اسم اتصل به لفظ من تمام معناه.
الضم من غير تنوين (1) ، نحو «يا زيدُ» و «يا رجلُ» (2) والثلاثة الباقية منصوبة لا غير (3) .
ــ
(1)
يعني: في حالة الاختيار، ولا حاجة إلى لفظة: من غير تنوين لأن كل مبني لا ينون.
(2)
فيا زيد للمفرد العلم، وكذا يا زيود، ويا هنود، ويا رجل، ويا موسى، ويا قاضي، ويا حذام: للنكرة المقصودة (1) .
(29 أي: والثلاثة الباقية وهي: النكرة المقصودة، والمضاف والمشبه بالمضاف منصوبة لا غير، فلا يجوز فيها غير النصب نحو: يا غافلا والموت يطلبه، ويا عبد الله، ويا حسنا وجهه، ويا طالعا جبلا، ويا رفيقا بالعباد، وكل منادى، منصوب بالفتحة الظاهرة (2) .
(1) فيا حرف نداء، وزيد: منادى مبني على الضم محله نصب بيا النداء، ويا: حرف نداء، وزيود منادى، مبني على الضم محله نصب، وهنود منادى مبني على الضم، محله نصب، ورجل: مبني على الضم محله نصب، ويا: حرف نداء، وموسى: منادى مبني على الضم المقدر، ويا قاضي، يا: حرف نداء، وقاضي: منادى مبني على الضم المقدر، ويا حذام، يا: حرف نداء، وحذام: منادى مبني على الضم المقدر محله نصب بياء النداء.
(2)
فيا: حرف نداء، وغافلا: منادى منصوب بياء النداء، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والموت: مبتدأ، ويطلبه: فعل مضارع، والهاء مفعول: ويا حرف نداء، وعبد: منادى منصوب بياء النداء، والاسم الشريف مضاف إليه، ويا: حرف نداء، وحسنا: منادى منصوب بياء النداء، ووجهه: فاعل مرفوع، والهاء: ضمير مضاف إليه، وطالعا: منصوب بياء النداء، ورفيقا: منصوب بياء النداء، وبالعباد: جار ومجرور.
بَابُ: الْمَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ (1)
وهو: الاسم، المنصوبُ، يَذكرُ بياناً لسبب وقوع الفعل (2)، نحو قولك:«قام زيد إجلالاً لعمرو» (3) و «قصدتك ابتغاء معروفك» (4) .
ــ
(1)
ويسمى المفعول له، المفعول لأجله، وعرفه بعضهم بتعريف جامع لشروطه الخمسة فقال: هو المصدر القلبي المعلل لحدث شاركه في الزمان، والفاعل، ولو تقديرا، كما عرفه الماتن.
(2)
أي: والمفعول لأجله، وهو: الاسم المصدر المنصوب يعني: حكمه الذي يذكر علة بيانا لسبب وقوع الفعل الصادر من فاعل، ولا بد فيه من خمسة شروط: أن يكون مصدرا، وأن يكون قلبيا، وأن يتحد مع عامله، وأن يتحد في الفاعل، وأن يكون مفيدا للتعليل.
(3)
فإجلالا مفعول من أجله.
(4)
فابتعاء مفعول من أجله (1) وتبين بالمثالين: أنه لا فرق بين الفعل المتعدي، واللازم، وبين المصدر المضاف وغيره.
(1) منصوب، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ومعروف: مضاف إليه، والكاف مضاف إلى معروف.
بَابُ: الْمَفْعُولِ مَعَهُ (1)
وهو: الاسمُ المنصوب الذي يُذكر لبيان من فُعِلَ مَعَهُ الفعل (2)، نحو قولك:«جاء الأميرُ والجيش» و «استوى الماء والخشبة» (3) .
ــ
(1)
هو: اسم تلك الذات، والمنصوب بالفعل، أو شبهه، بحيث يسبقه جملة فعلية، أو إسمية فيها معنى الفعل وحروفه، الواقع بعد واو المعية.
(2)
أي: وهو الفعل الصريح، فشمل المفرد والمثنى، والجمع للمذكر والمؤنث، وخرج به الفعل والجملة، المنصوب بعد واو المعية، الذي يذكر لبيان الذات التي فعل الفاعل الفعل بمصاحبتها.
(3)
فالواو: واو المعية، والجيش: مفعول معه منصوب، والخشبة: مفعول معه منصوب (1) ، ويجوز عطفها على ما قبلهما، وكذا: المسبوق بجملة فعليه كسرت والنيل، أو إسمية فيها معنى الفعل وحروفه، كأنا سائر والنيل (2) .
(1) فاستوى: فعل ماض، والماء: فاعل مرفوع، والواو: واو المعية، والخشبة: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
(2)
فأنا: ضمير مبني على السكون، محله رفع على الابتداء وسائر: خبر المبتدأ مرفوع، والواو واو المعية، والنيل: مفعول معه منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.
وأما خبر «كان» وأخواتِها واسم «إنَّ» وأخواتِها فقد تقدم ذكرُهُما في المرفوعاتِ.
وكذلك التوابعُ؛ فقد تقدَّمَتْ هُناكَ (1) .
ــ
فله ثلاث حالات: وجوب النصب، نحو: سرت والجبل ووجوب العطف نحو: قام زيد وعمرو، وجواز الأمرين كما مثل.
(1)
أي: فأغنى عن إعادة ذلك مفصلا.
بَابُ: مَخْفُوضَاتِ اْلأَسْمَاءِ (1)
المخفوضات ثلاثة (2) ، مخفوض بالحرف (3) ، ومخفوض بالإضافة (4) ، وتابعٌ للمخفوض (5) .
ــ
(1)
أي: الأسماء المخفوضات، وإضافتها لبيان الواقع، وأخرها لضعف عاملها.
(2)
أي: المخفوضات المشهورة عند النحاة: ثلاثة وزيد الجر بالمجاورة كقولهم: هذا حجر ضب خرب (1) .
(3)
أي: مجرور بأحد حروف الجر.
(4)
أي: العامل فيه الإضافة، والمعتمد: أن الجر بالمضاف، نحو: غلام زيد، فزيد مجرور بالمضاف.
(5)
أي: مخفوض بالتبعية للمخفوض، وصحح غير واحد، أن العامل في التابع، هو العامل في المتبوع نحو: مررت بزيد الفاضل، وقد اجتمعت الثلاثة في البسملة (2) .
(1) فها: حرف تنبيه، وذا: اسم إشارة مبني على السكون محله رفع على الابتداء، وجحر: خبر المبتدأ مرفوع، وضب: مضاف إليه مجرور بالمضاف، خرب: مجرور بالمجاورة وعلامة جره كسره ظاهرة في آخره.
(2)
فالباء: حرف جر، واسم: اسم مجرور وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، والاسم الشريف: مضاف إليه مجرور بالمضاف، والرحمن: نعت للاسم الشريف، والنعت يتبع المنعوت في إعرابه فتبعه في الجر، والرحيم: نعت ثان.
فأما المخفوض بالحرف فهو: ما يخفضُ بمن، وإلى، وعن، وعلى، وفي، وربَّ، والباءِ، والكافِ، واللام (1) ، وحُرُوفِ القسمِ، وهي: الواوُ، والباءُ، والتاءُ (2) ، أو بواوِ رُبَّ (3) ، وبِمُدْ، ومُنذُ (4) .
وأما ما يخفض بالإضافة، فنحو قولك:«غلامُ زيدٍ» (5) ،
ــ
(1)
فبمن وإلى، نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة، وعن نحو: رويت عن زيد، وعلى نحو: علوت على الجبل، وفي: نحو: قرأت في المصحف، ورب نحو: رب رجل كريم، والباء نحو: أعوذ بالله، والكاف نحو: زيد كالأسد، واللام نحو: المال لزيد (1) .
(2)
نحو: والله، وبالله، وتالله (2) .
(3)
نحو: وليل كموج البحر، أي ورب ليل (3) .
(4)
نحو: جلس مذ يوم الخميس، ومنذ يوم الجمعة (4) .
(5)
فزيد: مخفوض بإضافته إلى غلام.
(1) فمن البصرة جار ومجرور، من: حرف جر، والبصرة: اسم مجرور بمن، والكوفة: اسم مجرور بإلى، وزيد مجرور بعن، والحبل مجرور بعلى، والمصحف مجرور بفي، ورجل مجرور برب، وكريم: نعت لرجل، والاسم الشريف اسم مجرور بالباء، والأسد: اسم مجرور بالكاف، وزيد: اسم مجرور باللام، وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره.
(2)
فوالله: جار ومجرور، الواو: حرف قسم وجر، والاسم الشريف مقسم به مجرور، وعلامة جره كسر الهاء تأدبا، وبالله: جار ومجرور، والباء: حرف قسم وجر، وتالله: جار ومجرور، والتاء: حرف قسم وجر، والاسم الشريف مقسم به مجرور.
(3)
وإعرابه الواو: واو رب، وليل: مجرور برب مقدرة، وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره.
(4)
فجلست: فعل وفاعل، ومذ: حرف جر، والخميس: اسم مجرور بمذ، ومنذ: حرف جر، ويوم: مجرور بمنذ، والجمعة: مضاف إليه.
وهو على قسمين: ما يُقَدَّرُ باللام، وما يُقَدرُ بمن؛ فالذي يقدر باللام نحو «غلامُ زيدٍ» (1) والذي يقدرُ بِمِن، نحو «ثوبُ خَزٍّ» و «بابُ ساجٍ» و «خاتَمُ حديد» وما أشبه ذلك (2) .
ــ
(1)
أي: وما يقدر باللام الدالة على الملك نحو: غلام زيد، أو الاختصاص، نحو: باب الدار (1) .
(2)
أي: وما يقدر بمن، نحو: ثوب خز، أي: من خز، وباب ساج، أي: من ساج، وخاتم حديد، أي: من حديد (2) ، وما أشبه ذلك، من أمثلة القسمين الأولين، أو الثلاثة، وأما تابع المخفوض فتقدم في المرفوعات.
تتمة
الإضافة: تارة تكون بمعنى: في إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف، كمكر الليل، وتارة بمعنى: من إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه كثوب خز، ويصح الإخبار بالمضاف إليه كالثوب خز، بالرفع، فإن لم يصح، تعين أن تكون الإضافة على معنى اللام كيد زيد، وكل أمر ذي بال (3) وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) فغلام: مضاف، وزيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وباب: مضاف، والدار: مضاف إليه مجرور بالمضاف.
(2)
فثوب: مضاف، وخز: مضاف إليه، وباب: مضاف، وساج: مضاف إليه، وخاتم: مضاف، وحديد: مضاف إليه، مجرور بالمضاف وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره.
(3)
فيد: مضاف، وزيد: مضاف إليه مجرور بالمضاف، وكل: مضاف، وأمر: مضاف إليه، وذي: اسم إشارة مبني على السكون، محله جر نعت لأمر
…
وصلى الله على محمد.